You are on page 1of 12

‫تفري ًغا نصيًّا للكلمة الصوتيّةً لموالنا أمي ِر المؤمنين‪:‬‬

‫ي (حفظه هللا)‬ ‫سين ّي القُ َر ِ‬


‫ش ّي البَغدَا ِد ّ‬ ‫أَبِي بَك ٍر ُ‬
‫الح َ‬

‫بعنوان‪:‬‬
‫( َوقُ ْل اِ ْع َملُوا)‬

‫سسةُ الفُرقَان تُقَ ِّد ُم‪:‬‬


‫ُمؤ َّ‬
‫كلمةً صوتيّةً لموالنا أمي ِر المؤمنين‪:‬‬
‫ي (حفظه هللا)‬ ‫سين ّي القُ َر ِ‬
‫ش ّي البَغدَا ِد ّ‬ ‫أَبِي بَك ٍر ُ‬
‫الح َ‬

‫بعنوان‪:‬‬
‫( َوقُ ْل اِ ْع َملُوا)‬

‫‪1‬‬
‫ت‬
‫أنفس نا ومن س يئا ِ‬ ‫رور ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن الحم َد هللِ‪ ،‬نحم ُده ونستعينُه ونس تغفرُه‪ ،‬ونع و ُذ باهلل من ش‬‫َّ‬
‫أعمالِنا‪ ،‬من يهد ِه هللا فال ُمض َّل له‪ ،‬ومن يُضلِلْ فال هَا ِدي ل ه‪ ،‬وأش ه ُد أن ال إِل ه إاَّل هللا‬
‫أن محمدًا عب ُده ورسولُه‪.‬‬
‫ك لهُ وأشه ُد َّ‬ ‫وحدَه ال شري َ‬

‫أ َّما بع ُد؛‬

‫ك فِي اأْل َ َذلِّينَ ( ‪َ )٢٠‬كت َ‬


‫َب‬ ‫قال هللا تبارك وتعالى‪ [ :‬إِ َّن الَّ ِذينَ ي َُحا ُّدونَ اللَّـهَ َو َرسُولَهُ أُولَ ٰـئِ َ‬
‫َزي ٌز (‪( ] )٢١‬سورة المجادلة)‪.‬‬ ‫اللَّـهُ أَل َ ْغلِبَ َّن أَنَا َو ُر ُسلِي إِ َّن اللَّـهَ قَ ِويٌّ ع ِ‬

‫ب لـمن‬‫ُخلف وال يُغيّر‪ ،‬قضاهُ هللا وخطَّه في أ ِّم الكتا ِ‬


‫هذا وع ٌد من هللا ووعيد ؛ وع ٌد ال ي ُ‬
‫صر والغلبةَ في الدنيا‬‫أن لهم الفت َح والنّ َ‬
‫آمن به وبرسله‪ ،‬فصار من حزب هللا المفلحين‪َّ :‬‬
‫واآلخرة‪ ،‬قد ٌر ُمحك ٌم‪ ،‬وأم ٌر ُمبرم‪.‬‬

‫بالكفر والمعاصي واآلث ِام أنَّهم مخ ذولون‬


‫ِ‬ ‫ووعي ٌد لمن يحاربون ويشاقُّون هللا ورسوله‬
‫مذلولون‪ ،‬ال عاقبةَ لهم حميدةٌ وال رايةَ لهم منصورة‪.‬‬

‫وقد ب َّشر الرسو ُل األمين صلى هللا عليه وسلم أمته بالنص ِر والتَّمكي ِن ك َم ا روى أحم ٍد‬
‫ب قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪ِّ :‬‬
‫«بش رْ ه ِذ ِه‬ ‫في مسنده عن أُب ّي ابن كع ٍ‬
‫األرض‪ ،‬ف َمن ع ِم َل منهم‬
‫ِ‬ ‫ص ِر‪ ،‬والتَّمكي ِن في‬
‫بالس نا ِء‪ ،‬وال ِّرفع ِة‪ ،‬وال دِّي ِن‪َ ،‬والنَّ ْ‬
‫األ َّمةَ َّ‬
‫عم َل اآلخر ِة لل ُّدنيا لم يَ ُكن لَهُ في اآلخر ِة نصي ٍ‬
‫ب»‪.‬‬

‫فمهما يطل األم ُد‪ ،‬ومهم ا تتعقّ ُد األم ور‪ ،‬ومهم ا تتقلّبُ األس باب‪ :‬فال س بيل للتخ ِ‬
‫اذل‬
‫ب والظنُو ِن‪ ،‬صب ٌر وثبات‪ ،‬دعوةٌ وقتال‪[ ،‬فَاصبِر إِ َّن َوع َد هَّللا ِ‬ ‫والركون وال مكانَ للرَّي ِ‬ ‫ِ‬
‫بكار](غافر‪.)٥٥ :‬‬ ‫ق َواستَغفِر لِ َذنبِ َ‬
‫ك َو َسبِّح بِ َحم ِد َربِّكَ بِال َع ِش ِّي َوا ِإل ِ‬ ‫َح ٌّ‬

‫أدران النَّ ِ‬
‫فس‬ ‫ِ‬ ‫ب إن ع اثت ب ِه النَّوائبُ ‪ ،‬وأدمت هُ الخط وب‪ ،‬ت بر ٌؤ من‬ ‫فه ذا دوا ُء القل ِ‬
‫ير إلى ربِّه ا‪ ،‬وإق را ٌر بال ذنب‪ ،‬وطلبٌ‬
‫وأدوائِها‪ ،‬وص ق ٌل لم ا يعتريه ا فيُثقِله ا عن الس ِ‬
‫ت وشتَّى القربات‪ّ ،‬‬
‫فإن غربةَ ال دين وأهل ه‬ ‫العزيز الغفَّار‪ ،‬وتقرّبٌ بالطاعا ِ‬
‫ِ‬ ‫للمغفرة من‬
‫لتوجبُ على من يبغون النّهوض به من جدي ٍد أن يستمسكوا بما استمس َ‬
‫ك ب ه األول ونَ ‪،‬‬
‫فال يَلفِتُون وجوهَهُم وهم في ِجه ا ِدهم لع د ّوهم إلى م ا يه ذي ب ه أه ُل الكف ِر والباط ِل‬
‫ُقعدوهم ويلبسُوا عليهم دينَهم‪ ،‬كي ال يص لوا إلى الغاي ِة ال تي من أجلِه ا‬ ‫ودعاةُ جهنّم لي ِ‬
‫هاجرُوا ونفروا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ب َوأَقا ُموا الصَّالةَ إِنّا ال نُضي ُع أَج َر ال ُمصلِحينَ ]‬
‫قال تعالى‪َ [ :‬والَّذينَ يُ َمسِّكونَ بِال ِكتا ِ‬
‫(األعراف‪.)١٧٠ :‬‬

‫(الزخرف‪.)٤٣ :‬‬ ‫َقيم]‬


‫راط ُمست ٍ‬
‫ص ٍ‬ ‫ك عَلى ِ‬ ‫َمسك بِالَّذي ِ‬
‫أوح َي إِلَيكَ إِنَّ َ‬ ‫وقال‪[ :‬فَاست ِ‬

‫دين وأهلِ ه في ال دنيا لم يكلّفن ا هللا بش هو ِده ولم يجعل ه‬‫الصدر وعل ّو ال ِ‬‫ِ‬ ‫فالنّص ُر وشفا ُء‬
‫لقبول العم ِل وال دلياًل على الص ح ِة والفس ا ِد‪ ،‬وه ذا من رحم ِة هللا به ذ ِه‬ ‫ِ‬ ‫شرطًا الز ًما‬
‫ضه علينا مخلصينَ له الدينَ ُمتَّب ِعينَ ال ُمبت ِدعينَ ‪،‬‬
‫األم ِة‪ ،‬بل أمرنَا سبحانه بأدا ِء ما افتر َ‬
‫ألمر عظي َم الــ ُمنتهى‪ ،‬فالنتائ ُج بي ِده سبحانه‪ ،‬إن ش ا َء‬
‫ٍ‬ ‫والموافا ِة على ذلك‪ ،‬ف َما ُخلِقنا إال‬
‫من َع وإن شا َء أعطى‪.‬‬
‫[وقُ ِل اع َمل وا فَ َس يَ َرى هَّللا ُ َع َملَ ُكم َو َرس ولُهُ َوال ُمؤ ِمن ونَ َو َس تُ َر ّدونَ إِلى‬ ‫قال عز وجل‪َ :‬‬
‫ملونَ ] (التوبة‪.)١٠٥ :‬‬ ‫ب َوال َّشها َد ِة فَيُنَبِّئُ ُكم بِما ُكنتُم تَع َ‬
‫عالِ ِم الغَي ِ‬

‫عض الَّذي نَ ِع ُدهُم أَو نَت ََوفَّيَنَّكَ‬ ‫وقال ع ّز من قائل‪[ :‬فَاصبِر إِ َّن َوع َد هَّللا ِ َح ٌّ‬
‫ق فَإ ِ ّما نُ ِريَنَّ َ‬
‫ك بَ َ‬ ‫َ‬
‫فَإِلَينا ي َ‬
‫ُرجعونَ ] (غافر‪.)٧٧ :‬‬

‫َس ى هَّللا ُ أَن يَ ُك َّ‬


‫ف‬ ‫ِّض ال ُمؤ ِم نينَ ع َ‬
‫َفس كَ َو َح ر ِ‬ ‫ف إِاّل ن َ‬ ‫وقال‪[ :‬فَقاتِل في َس بي ِل هَّللا ِ ال تُ َكلَّ ُ‬
‫أس الَّذينَ َكفَروا َوهَّللا ُ أَ َش ُّد بَأسًا َوأَ َ‬
‫ش ُّد تَنكياًل ] (النساء‪.)٨٤ :‬‬ ‫بَ َ‬

‫الحياةَ ال ُّدنيا بِاآل ِخ َر ِة َو َمن يُقاتِل في َسبي ِل هَّللا ِ‬


‫بيل هَّللا ِ الَّذينَ يَشرونَ َ‬
‫وقال‪[ :‬فَليُقاتِل في َس ِ‬
‫فَيُقتَل أَو يَغلِب فَ َسوفَ نُؤتي ِه أَجرًا عَظي ً‬
‫ما] (النساء‪.)٧٤ :‬‬

‫"وهَ َذا َحضٌّ ِمن هَّللا الـ ُمؤ ِمنِينَ َعلَى ِجهَ اد‬ ‫قال اإلما ُم الط بريُّ في تأوي ِل ه ذ ِه اآلي ِة‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫قوا ِل‬‫َع ُد ِّو ِه ِمن أَه ل ال ُكف ر بِ ِه َعلَى أَ َح ايِينهم َغ الِبِينَ َك انُوا أَو َمغلُ وبِينَ ‪َ ,‬والتَّهَ ا ُو ِن بِ أ َ َ‬
‫شر ِكينَ ‪َ ,‬وأَ َّن لَهُم فِي ِجهَ ادهم إِيَّاهُم َمغلُ وبِينَ‬ ‫الـ ُمنَافِقِينَ فِي ِجهَ ا ِد َمن َجاهَ ُدوا ِمن الـ ُم ِ‬
‫َكانُوا أَو غَالِبِينَ ‪َ :‬م ِ‬
‫نزلَةً ِمن هَّللا َرفِي َعة"‪.‬‬

‫[ولَئِن قُتِلتُم في َس بي ِل هَّللا ِ أَو ُمتُّم لَ َمغفِ َرةٌ ِمنَ هَّللا ِ َو َرح َم ةٌ َخ ي ٌر ِم ّم ا‬
‫ال ج َّل ش أنُه‪َ :‬‬‫وق َ‬
‫معونَ ] (آل عمران‪.)١٥٧ :‬‬‫يَج َ‬

‫‪3‬‬
‫اطب َج َّل ثَنَا ُؤهُ ِعبَادَه الـ ُمؤ ِمنِينَ يَقُ ول لَهُم‪ :‬اَل تَ ُكونُ وا أَيّهَ ا‬ ‫قال إما ُم أه ِل التفسير‪" :‬يُخَ ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫اإلحيَ ا َء َوا ِإل َماتَ ة‪َ ,‬ك َم ا َش ّ‬ ‫ُ‬
‫ك ِمن أَ َّن األ ُمور ُكلّهَا بِيَ ِد هَّللا ‪َ ,‬وأَ َّن إِلَي ِه ِ‬
‫الـ ُمؤ ِمنُونَ فِي َش ٍّ‬
‫ك‪َ ,‬ولَ ِكن َجا ِه ُدوا فِي َسبِيل هَّللا ‪َ ,‬وقَ اتِلُوا أَع دَا َء هَّللا َعلَى يَقِي ٍن ِمن ُكم بِأَنَّهُ‬ ‫الـ ُمنَافِقُونَ فِي َذلِ َ‬
‫ب‪َ ,‬واَل يَ ُموت فِي َسفَ ٍر إِاَّل َمن بَلَ َغ أَ َجله َو َحانَت َوفَات ه‪ .‬ثُ َّم َو َع َدهُم َعلَى‬ ‫اَل يُقتَل فِي َحر ٍ‬
‫ِجهَادهم فِي َسبِيله الـ َمغفِ َرةَ َوالرَّح َمة‪َ ,‬وأَخبَ َرهُ ْم أَ َّن َموتًا فِي َسبِيل هَّللا َوقَتاًل فِي هَّللا َخي ٌر‬
‫لَهُم ِم َّما يَج َم ُع ونَ فِي ال ُّدنيَا ِمن ُحطَامهَ ا َو َر ِغي ِد عَيش هَا الَّ ِذي ِمن أَجل ِه يَتَثَ اقَلُونَ عَن‬
‫الـجهَا ِد فِي َسبِيل هَّللا َويَتَأ َ َّخرُونَ عَن لِقَا ِء ال َع ُد ّو"‪ ،‬انتهى كالمه رحمه هللا‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ب الجاهلي ِة‪ ،‬وتساق ِط األدعي ا ِء‪،‬‬ ‫األوثان وأربا ِ‬


‫ِ‬ ‫أهل‬
‫ث اليو َم‪ ،‬وضجّة ِ‬ ‫ك األحدا ِ‬‫ففي معتر ِ‬
‫الض الِّينَ ‪ :‬هَ ا ِه َي دول ةُ الخالف ِة ‪-‬بفض ل هللا ومنّ ه‪ -‬تُ زاح ُم‬ ‫َّ‬ ‫وانكشاف سوء ِة المبطلينَ‬
‫ِ‬
‫ار لي َل نه ار‪،‬‬ ‫الكفر وتم الؤ الفج ِ‬
‫ِ‬ ‫الخطو‪ ،‬صلبةَ اإلراد ِة‪ ،‬لم ترعها جمو ُ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫األم َم‪ ،‬واثقةَ‬
‫يس هم ٍة‬‫بنصر ربِّها‪ ،‬صمدَت بحم ِد هللا يو َم أن خا َر كلُّ خس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماضيةٌ في دربِها‪ ،‬موقنةٌ‬
‫ارتكس‬
‫َ‬ ‫ب مذ ّم ٍة‪ ،‬وجهرت بدعو ِة التوحي ِد بالوال ِء وال برا ِء ق واًل وعماًل ي و َم أن‬ ‫وصاح ِ‬
‫الس ال َم ِة‪ ،‬فظلّت دول ةُ‬‫ت الجهال ِة‪ ،‬م ؤثرينَ منه َج َّ‬ ‫ت العماي ِة ومتاه ا ِ‬ ‫األشقيا ُء في دركا ِ‬
‫اإلسالم لوح ِدها رائدةً قائدةً لدفّ ِة الص ِ‬
‫راع‪ ،‬تتق ّد ُم الص فوفَ ‪ ،‬وتُن ِكي الع د ّو غ ي َر آبه ٍة‬ ‫ِ‬
‫بالحتوف‪.‬‬
‫ِ‬

‫مض ى على قيا ِمه ا ف أعجزَ البي انَ أن يص فَ الب ذ َل والعط ا َء والتض حيةَ‬
‫نصف عق ٍد َ‬‫ُ‬
‫والفدا َء‪.‬‬
‫ومسيرها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مضى ثابتةٌ على نه ِجها‬ ‫ُ‬
‫نصف عق ٍد َ‬
‫مضى وأبنا ُء الخالف ِة في رق ّي وتق ّد ٍم نح َو الغاي ِة األس َمى‪.‬‬ ‫ُ‬
‫نصف عق ٍد َ‬
‫من خ َذلَها‪.‬‬
‫ضرّها من خالَفَها وال ْ‬
‫مضى لم يَ ُ‬ ‫ُ‬
‫نصف عق ٍد َ‬
‫خنس ُمعترفًا ومقرًا ببقائِها وحقيق ِة تم ُّد ِدهَا‪.‬‬
‫َ‬ ‫وعدوها األذلُّ األشقَى‬
‫ُّ‬ ‫مضى‬ ‫ُ‬
‫نصف عق ٍد َ‬
‫مضى وال زَ الت وفو ُد الموحدينَ المجاهدينَ الصادقينَ تُقب ُل مبايع ةً طاع ةً‬ ‫ُ‬
‫نصف عق ٍد َ‬
‫ق االعتص ِام ال ذي أم َر ب ِه الم ولى‬‫بلزوم الجماع ِة وتحقي ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل ترجُو رحمةَ هللا وتوفيقَه‬
‫سبحانَه‪.‬‬

‫ِّث بِ ِه َو ْال ِغ ال َح ِد َ‬
‫يث الـ ُم َز ْخ َرفَا‬ ‫فَ َحد ْ‬ ‫*‬ ‫َحقِيقَةً‬ ‫ت ََراهُ‬ ‫َشي ٌء‬ ‫فِ َعالُه ُم‬
‫يُ َكابِ ُد َغ ًًّّما اَل يَ َرى َع ْنهُ‬ ‫*‬ ‫َاش ُم َعا ِدي ِدينِ ِهم َو َحسُو ِد ِه ْم‬
‫َوع َ‬
‫َمصْ ِرفًا‬
‫‪4‬‬
‫أهل ال ُسنَّ ِة والنُّ َ‬
‫صر ِة ؛ فما ك َّل أبن اؤكم جن ُد الخالف ِة من‬ ‫اإلسالم‪ ،‬أب ِشرُوا َ‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫فأب ِشرُوا َ‬
‫بعدوهم و َم ا فُلّ وا‪ ،‬م ا وهنُ وا لم ا أص ابهم‬
‫ِّ‬ ‫الكفر و َما ملُّوا‪ ،‬وباتُوا يفتِ ُكون‬
‫ِ‬ ‫أمم‬
‫مقارع ِة ِ‬
‫ت‬
‫ت بغ زوا ٍ‬‫لهيب الجبه ا ِ‬
‫َ‬ ‫وس عّروا‬ ‫ت‪َ ،‬‬ ‫وما است َكانوا لخصو ِمهم‪ ،‬فق د أض َر ُموا الغ ارا ِ‬
‫ت‪.‬‬
‫جميع الواليا ِ‬
‫ِ‬ ‫موحد ٍة في‬

‫اريخ‬
‫ِ‬ ‫أن هذه الغزوات الموح دة هي األولى من نو ِعه ا في الت‬ ‫وم َّما تجد ُر اإلشارةُ إلي ِه َّ‬
‫العراق‬
‫ِ‬ ‫أرض‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ديدن المجاهدينَ على‬ ‫المعاصر بع ْد أن كانت ومن ُذ عه ٍد قري ٍ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫الجهاد ّ‬
‫ق‬ ‫وإعالن الخالفة‪ ،‬وهذا فض ُل هللا يؤتي ِه من يشا ُء من عبا ِده‪ ،‬ومحضُ توفي ٍ‬‫ِ‬ ‫قب َل التمد ِد‬
‫وتسدي ٍد منه سبحانَه‪.‬‬
‫االعتصام والجماع ِة ال تي أُمرن ا به ا‪ ،‬وه ذا النَّص ُر‬
‫ِ‬ ‫وإنَّا لنحسبُ يقينًا أنَّها ثمرةُ برك ِة‬
‫ثمان دو ٍل‪ ،‬وفي أك ث َر من ثم انينَ‬
‫ِ‬ ‫للثأر أله ِل ال َّش ِام التي ضربت في‬
‫ِ‬ ‫بعينِه‪ ،‬فمن غزو ٍة‬
‫أيام فقط‪ :‬اثن تين وتس عينَ عملي ةً‬ ‫خالل أربع ِة ٍ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ع العمليا ِ‬ ‫ُ‬
‫حيث بل َغ مجمو ُ‬ ‫منطق ٍة منها‪،‬‬
‫األهداف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت مرسومةَ‬ ‫وهلل الحمد‪ ،‬وقد كانت مح ّددةَ الوق ِ‬

‫تنزاف‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫وقت طوي ٌل حتى أعقبَها أبنا ُء الخالف ِة بغ زو ِة االس‬ ‫يمض على هذ ِه الغزو ِة‬
‫ِ‬ ‫ولم‬
‫ضربت هي األُخرى في إحدى عش رةَ دول ٍة‪ ،‬وبل َغ ع د ُد العملي ا ِ‬
‫ت فيهَ ا‪ :‬إح دى‬ ‫التي َ‬
‫وستينَ عمليةً خال َل ثالث ِة ٍ‬
‫أيام فقط‪.‬‬

‫االستنزاف الثاني ِة الموحدة المبارك ة‪ ،‬في العش ِر األول‬


‫ِ‬ ‫ثم اتب َعها البَهالِي ُل الكماةُ بغزو ِة‬
‫المنصرم سنة ‪١٤٤٠‬هـ‪ ،‬فضربت بحم ِد‬
‫ِ‬ ‫الشهر‬
‫ِ‬ ‫ت من‬
‫من ذي الحج ِة‪ ،‬أواخ َر العا َم الفائ ِ‬
‫ُ‬
‫حيث بل َغ مجمو ُعه ا الكل ّي‪ :‬مائ ة واثن تينَ وخمس ينَ عملي ةً في‬ ‫عشر والي ات‪،‬‬‫ِ‬ ‫هللا في‬
‫أيام فقط‪.‬‬
‫عشر ِة ٍ‬

‫أن العد َد المعلنَ في تلك الغزوات هو ما ت َسنَّى توثيقُه ورفعُه للج ِ‬


‫ان‬ ‫هذا وليعل َم المتاب ُع َّ‬
‫ليس‬ ‫المتابع ِة واإلحص ا ِء‪ ،‬وإاَّل فع د ُد الض ربا ِ‬
‫ت ‪-‬بحم ِد هللا‪ -‬أك ث َر مم ا ذك ر‪ ،‬والعم ُل َ‬
‫قدم وساق‪ ،‬وبشكل‬
‫االستنزاف ‪-‬بحم ِد هللا‪ -‬على ٍ‬
‫ِ‬ ‫محصو ًرا في هذه الغزوات‪ ،‬بل عجلةُ‬
‫مختلف الجبهات‪.‬‬‫ِ‬ ‫يومي وفي‬‫ٍّ‬

‫فبع َد أن ك انت حامي ةُ الص لي ِ‬


‫ب أمريك ا ووكالؤه ا المرت دون في المنطق ِة يُس حقون‬
‫أرض أفغانس تان والع راق‪ ،‬ب اتت كلب ةُ ال ِ‬
‫روم أمريك ا‬ ‫ِ‬ ‫ويُس حلون على وج وههم في‬
‫‪-‬بحم د هللا‪ -‬غارق ةً في الوح ِل تس تجدي ال دول‪ ،‬وق د ُج رَّت من رجليه ا إلى م الي‬
‫‪5‬‬
‫والنيجر‪ ،‬وما عادت تُـحسن إال الكال َم الف ار َغ والوع و َد الكاذب ة لش ركائها‪ ،‬مم ا ألج أ‬
‫رئيس هيئ ِة أركانِه ا المش ترك ِة "دان ف ورد" أن يس د َل الس تا َر عن الحقيق ِة الـمـ َّر ِة‬
‫َ‬
‫ردع لحماي ِة ش ركائنا بالمنطق ة"‪ ،‬م ا ش َّكل ص دمة‬ ‫ٍ‬ ‫لحلفائه بقولِه‪" :‬ليس ت ل دينا ق وةُ‬
‫عارمة لشركائه‪ ،‬وجر ًحا لمشاعرهم‪ ،‬قبحهم هللا‪.‬‬

‫والكابوس الذي باتَ يُؤ ّرقهم‪ ،‬وهو في ازديا ٍد واضطرا ٍد أش َّد‬ ‫َ‬ ‫أن الصورةَ المؤلمةَ‬ ‫غي َر َّ‬
‫جوم أض حت تتخطّفه ا س ها ُم الص ي ِد وأس ُد المي دان‪،‬‬ ‫ب النّ ِ‬ ‫من ذي قبل أن صاحبةَ حر ِ‬
‫ول هللاِ وق ّوتِ ه؛‬‫صراع ممتد ٍة ال قبل لهم به ا بح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ستنزف ووكالؤها في ساح ِة‬ ‫ُ‬ ‫وأمست تُ‬
‫ودار الخالف ِة في‬ ‫ِ‬ ‫زال وموئ ِل األبطا ِل في خراسان‪ ،‬إلى معق ِل الفرس ا ِن‬ ‫أرض النِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫فمن‬
‫أرض‬
‫ِ‬ ‫ومال األنف ِة واإلب ا ِء‪ ،‬إلى‬
‫ِ‬ ‫ان والحكم ِة‪ ،‬وص‬ ‫والش ِام‪ ،‬إلى يم ِن اإليم ِ‬ ‫َّ‬ ‫راق‬
‫ِ‬ ‫الع‬
‫ث‬ ‫أرض أه ِل الع زائِ ِم لي و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ووس ِط إفريقيّ ة‪ ،‬إلى‬ ‫ب في غ ر ِ‬ ‫ب و ُح دَا ِة الح ر ِ‬ ‫الح را ِ‬
‫ت دول ِة‬ ‫الفخار‪ ،‬وغيرها من واليا ِ‬ ‫ِ‬ ‫وشمال إفريقيّة‪ :‬تونس وليبيا‬ ‫ِ‬ ‫شرق آسيا‬
‫ِ‬ ‫المعامع في‬
‫ِ‬
‫عم‪ ،‬و َم ا هُنالِ ك أعظ َم‬ ‫اإلسالم‪ ،‬فالحم ُد هلل على ما أولى به عبادَه جن و َد الخالف ِة من النّ ِ‬
‫ودفع صيالِهم عن بال ِد المسلمين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الكفر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أحالف‬
‫ِ‬ ‫ت على دينِه‪ ،‬وجها ِد‬ ‫من نعم ِة الثبا ِ‬

‫فاش ُكروا المولى يَا جنو َد الخالف ِة على ه ذ ِه النِّعم ِة‪ ،‬واس ألُوه الثّب اتَ وحس نَ الخت ِام‪،‬‬
‫رافعي لوا ِء المل ِة‬
‫ِ‬ ‫يوم في ازدياد‪ ،‬فال بُ َّد من الزا ِد‪ ،‬وقد بِتُّم‬ ‫واعلموا َّ‬
‫أن حملكم يو ًما بع َد ٍ‬
‫الغ را ِء في وج ِه أعتَى حمل ٍة ص ليبيّ ٍة إلحاديّ ٍة تواجهُه ا األم ةُ المس لمةُ‪ ،‬بمس ِخها‬
‫ير خالِقِه ا ج َّل وعال‪ ،‬وق د ت ولَّى ك ب َر ه ذ ِه الحمل ِة‪:‬‬ ‫وإخرا ِجها من دينِها‪ ،‬وتعبي ِدها لغ ِ‬
‫ت ال ّر ّد ِة في الساح ِل المها ِد ِن الخانِ ِع الخا ِ‬
‫ض ِع للصليبيينَ ‪.‬‬ ‫سلول ومشيخا ِ‬‫ٍ‬ ‫آل‬ ‫ُ‬
‫طواغيت ِ‬

‫ق ألبن ا ِء أمتِ ُكم‪ ،‬وإيَّاكم‬


‫اعل هداي ٍة ودع اةَ ص د ٍ‬ ‫وأنصارها مش َ‬ ‫َ‬ ‫فكونُوا يا جنو َد الخالف ِة‬
‫والكبر والغرو َر‪ ،‬فما بك ْم ِم ْن نِع َم ٍة فمنَ هللاِ وح دَه‪ ،‬واس ألوا ال رَّحي َم ال َّرحمنَ‬ ‫َ‬ ‫والعجب‬
‫َ‬
‫ض لَّ‪ ،‬وأك ثروا من س ؤا ِل هللا العافي ةَ‪ ،‬فإنَّه ا كلم ةٌ ض َّمت خ يري ال ُّدنيا‬ ‫الهدايةَ لِـ َم ْن َ‬
‫لت‪ :‬يَا رسو َل هللا َعلِّمني‬ ‫ب رضي هللا عنهُ قال‪ :‬قُ ُ‬ ‫العباس ابن عب ِد المطل ِ‬ ‫ِ‬ ‫واآلخر ِة‪ ،‬ف َعن‬
‫ول‬
‫لت‪ :‬يَا رس َ‬ ‫ثت أَيَّا ًما‪ ،‬ثُ َّم ِج ُ‬
‫ئت فَقُ ُ‬ ‫ال‪َ « :‬سلُوا هللا ال َعافِيَةَ»‪ ،‬فَ َم َك ُ‬
‫َشيئًا أسألُهُ هللا تَ َعالَى‪ ،‬قَ َ‬
‫هللا َعلِّمنِي َش يئًا أس ألُهُ هللا تَ َع الَى‪ ،‬قَ ا َل لي‪« :‬يَ ا َعبَّاسُ ‪ ،‬يَ ا َع َّم رس و ِل هللاِ‪َ ،‬س لُوا هللا‬
‫واآلخ َر ِة»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال َعافِيَةَ في ال ُّدنيَا‬

‫ص ابِ ِع َربِّ‬ ‫ب إِاَّل َوهُ َو بَ ْينَ أُ ْ‬


‫ص بُ َع ْي ِن ِم ْن أَ َ‬ ‫وق ال ص لى هللا علي ه وس لم‪َ « :‬م ا ِم ْن قَ ْل ٍ‬
‫ب‬ ‫ْال َعالَ ِمينَ ‪ ،‬إِ ْن َشا َء أَ ْن يُقِي َمهُ أَقَا َمهُ‪َ ،‬وإِن َشا َء أَ ْن ي ُِزي َغهُ أَزَا َغهُ»‪َ ،‬و َكانَ يَقُ ولُ‪« :‬يَ ا ُمقَلِّ َ‬
‫ِّت قُلُوبَنَا َعلَى ِدينِكَ ‪َ ،‬و ْال ِميز ُ‬
‫َان بِيَ ِد الرَّحْ َم ِن يَ ْخفِ ُ‬
‫ضهُ َويَرْ فَ ُعهُ»‪.‬‬ ‫ب ثَب ْ‬‫ْالقُلُو ِ‬
‫‪6‬‬
‫َشرفهُ عظي ٌم بإذ ِن هللا‪ ،‬فال بُ ّد‬ ‫يَا جنو َد الخالف ِة في كلِّ مكا ٍن ؛ اعل ُموا َّ‬
‫أن القا ِد َم خي ٌر نست ِ‬
‫ذل الوس ِع على كافَّ ِة األص عد ِة ال َّدعوي ِة منهَ ا واإلعالميَّ ِة‬ ‫من مض اعف ِة الجه ِد وب ِ‬
‫والعسكريّ ِة واألمنيّ ِة‪ ،‬فهذا التَّمد ُد واالنتشا ُر الذي فت َح ب ِه المولى على دول ِة اإلسالم‪ ،‬ما‬
‫ُرض ي الك ري َم‬‫والس عي الج ا ِد لم ا ي ِ‬‫ّ‬ ‫ان العم ِل‪،‬‬ ‫امتحان واختبار‪ ،‬فال بُ َّد من إتق ِ‬
‫ٌ‬ ‫هُو إال‬
‫ك فيها‪.‬‬ ‫الوهاب‪ ،‬ليُدي َم على عبا ِده هذ ِه النعمة‪ ،‬ويبار َ‬

‫َص ُموا بِ َحب ِْل اللَّـ ِه َج ِميعًا َواَل تَفَ َّرقُ وا‬ ‫الفتن واألهوا ِء‪َ [ ،‬وا ْعت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضاَّل ِ‬
‫ت‬ ‫الحذر من ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫والحذر‬
‫َ‬
‫َو ْاذ ُكرُوا نِ ْع َمتَ اللَّـ ِه َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ ُكنتُ ْم أَ ْع دَا ًء فَ أَلَّفَ بَ ْينَ قُلُ وبِ ُك ْم فَأ َ ْ‬
‫ص بَحْ تُم بِنِ ْع َمتِ ِه إِ ْخ َوانً ا‬
‫ار فَأَنقَ َذ ُكم ِّم ْنهَا َك ٰ َذلِكَ يُبَي ُِّن اللَّـهُ لَ ُك ْم آيَاتِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْهتَ ُدونَ (‬
‫َو ُكنتُ ْم َعلَ ٰى َشفَا ُح ْف َر ٍة ِّمنَ النَّ ِ‬
‫ُوف َويَ ْنهَ وْ نَ َع ِن ْال ُمن َك ِر‬ ‫‪َ )١٠٣‬و ْلتَ ُكن ِّمن ُك ْم أُ َّمةٌ يَ ْد ُعونَ إِلَى ْال َخ ْي ِر َويَ أْ ُمرُونَ بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫اختَلَفُ وا ِمن بَ ْع ِد َم ا َج ا َءهُ ُم‬ ‫ين تَفَ َّرقُ وا َو ْ‬ ‫ُون (‪َ )١٠٤‬واَل تَ ُكونُوا َكالَّ ِذ َ‬ ‫ك هُ ُم ْال ُم ْفلِح َ‬ ‫َوأُولَ ٰـئِ َ‬
‫َظي ٌم (‪( ])١٠٥‬سورة آل عمران)‪.‬‬ ‫ك لَهُ ْم َع َذابٌ ع ِ‬ ‫َات َوأُولَ ٰـئِ َ‬‫ْالبَيِّن ُ‬

‫ونوازل ملمة‪ ،‬ال بُ َّد أن‬


‫َ‬ ‫أن ثمةَ قضايا مه ّمة‪،‬‬
‫اإلسالم ؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫واعل ُموا يا بُنَاةَ الخالف ِة وحُـ َمـاةَ‬
‫األعين في كلِّ ح ا ٍل وحين‪ ،‬وهي م َّما ال يخفى وال يُنس ى‪ ،‬ولكن حس بُنا‬ ‫ِ‬ ‫نصب‬
‫َ‬ ‫نجعلَها‬
‫أكثر وجُهدًا أكب َر ‪ ،‬فأولى هذه القضايا‪:‬‬
‫والتذكير بها‪ ،‬كي نولِيها اهتما ًما َ‬
‫َ‬ ‫التنبيهَ عليها‬
‫أهل السنَّ ِة خاصّة‪ ،‬والتّرف ُ‬
‫ق بهم‪.‬‬ ‫وعوام ِ‬
‫ِ‬ ‫دعوةُ النَّ ِ‬
‫اس‬

‫ير من‬‫العلم في كث ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بخاف عليكم الجه ُل الم دقِ َع ال ذي عص فَ باألم ة‪ ،‬وان دراسُ‬ ‫ٍ‬ ‫فليس‬
‫َ‬
‫ت وما لم يُ ن ّزل‬ ‫والبدع والخرافا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬
‫فأنتج بُعدًا عن أص ِل دينِها‪ ،‬وانتشارًا للشر ِ‬‫َ‬ ‫أرجائِها‪،‬‬
‫دثات الش ركيّة وبش تَّى ص ورها‪ ،‬وب تزيي ِن‬ ‫ُ‬ ‫هللا ب ِه من س لطا ٍن‪ ،‬حتَّى غ دت ه ذ ِه المح‬
‫ث به خير المرس لين‬ ‫الدين الذي بُ ِع َ‬
‫ُ‬ ‫لإلسالم‪ :‬أنَّها‬
‫ِ‬ ‫كثير ممن ينتسبونَ‬
‫ٍ‬ ‫أحبار السو ِء عن َد‬
‫ِ‬
‫حول وال ق ّوةَ إاَّل باهلل‪.‬‬
‫َ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ويحسبونَ أنَّهم على شي ٍء‪ ،‬وال‬

‫ب ربِّهم وس نَّةَ‬
‫ك بكتا ِ‬‫الخالص‪ ،‬والتَّم ّس ِ‬
‫ِ‬ ‫اس بدعوتِهم إلى التوحي ِد‬‫فأقي ُموا الحجةَ على النَّ ِ‬
‫ّ‬
‫المفض لة‪ ،‬ومن‬ ‫رون‬
‫ِ‬ ‫ار من الق‬‫سلف هذ ِه األم ِة األخي ِ‬ ‫ِ‬ ‫بفهم‬
‫نبيِّهم صلى هللا عليه وسلم‪ِ ،‬‬
‫يوم ال دِّي ِن‪ ،‬وداَل لَتِهم أنَّه ال س بي َل وال وس يلةَ لخل ِع‬
‫سار على نه ِجهم واقتفَى أث َرهم إلى ِ‬ ‫َ‬
‫بالسبيل ال ذي دلَّن ا هللا علي ه وأرش دَنا إلي ِه في كتابِ ه‪ ،‬وه و الجه ا ُد في‬
‫ِ‬ ‫ت إاَّل‬
‫الطواغي ِ‬

‫‪7‬‬
‫فليس إاَّل أوها ٌم وسراب‪[ ،‬يَحْ َسبُهُ الظَّ ْم ُ‬
‫آن َم ا ًء َحتَّ ٰى إِ َذا َج ا َءهُ لَ ْم‬ ‫َ‬ ‫سبيلِه‪ ،‬وما عدَى ذلكَ‬
‫ش ْيئًا] ( سورة النور‪.)٣٩ :‬‬
‫يَ ِج ْدهُ َ‬
‫ودان العس كر‪ ،‬وليبي ا حف تر والس رّاج‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فتل كَ رابع ةُ مص ر‪ ،‬وفلس ُ‬
‫طين الع ودة‪ ،‬وس‬
‫ير‬
‫ير ه دى من هللا‪ ،‬وس بي ٍل غ ِ‬‫اليمن وانقالبيّوها‪ ،‬تُقتل الن اس وتب ا ُد على غ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وشرعيةُ‬
‫أجل الوطني ِة والديمقراطي ِة عي ا ًذا باهلل‪ ،‬وال ن رى م ّمن يزعم ونَ‬
‫سبيل المؤمنين‪ ،‬من ِ‬ ‫ِ‬
‫لألنفس من قب ِل ه ؤالء‬
‫ِ‬ ‫فاف والب ذ ِل المري ِع‬
‫ِ‬ ‫ال َّدعوةَ واإلص َ‬
‫الح نك يرًا له ذا اإلس‬
‫المخذولينَ ‪ ،‬وحسبُنَا هللا ونع َم الوكيل‪.‬‬

‫فغايةُ جها ِدنا‪ :‬ه و إخ را ُج العب ا ِد من عب اد ِة العب ا ِد إلى عب اد ِة ربِّ العب ا ِد‪ ،‬ومن َج ِ‬
‫ور‬
‫قوام ه َذا ال دِّين‪،‬‬ ‫سجن ال ُّدنيا إلى َس َع ِة ال ُّدنيا واآل ِخ َر ِة‪ ،‬فَ ِ‬
‫ِ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ومن‬
‫ِ‬ ‫األديان إلى عد ِل‬
‫ِ‬
‫نص ر"‪ ،‬وق ال ص لى هللا علي ه‬ ‫يف يَ ُ‬ ‫اإلسالم رحمهُ هللا‪ِ " :‬كتَابٌ يَه ِدي و َس ٌ‬ ‫ِ‬ ‫كما قا َل شي ُخ‬
‫وسلم موصيًا عليًا رضي هللا عنه حينما أعطاهُ الرايةَ يو َم خيب َر‪« :‬فَ َوهَّللا ِ أَل َ ْن يَ ْه ِدي هَّللا ُ‬
‫بِكَ َر ُجاًل َوا ِحدًا َخ ْي ٌر لَكَ ِم ْن ُح ُم ُر النَّ َع ِم»‪.‬‬

‫منهج رسلِه والدعا ِة إليه بقولِه‪[ :‬قُلْ هَ ٰـ ِذ ِه َسبِيلِي أَ ْد ُعو إِلَى اللَّـ ِه‬ ‫َ‬ ‫وقد بيّنَ هللا لنَا ُموضحًا‬
‫كينَ ] (يوسف‪.)١٠٨ :‬‬ ‫ير ٍة أَنَا َو َم ِن اتَّبَ َعنِي َو ُسب َْحانَ اللَّـ ِه َو َما أَنَا ِمنَ ْال ُم ْش ِر ِ‬
‫ص َ‬‫َعلَ ٰى بَ ِ‬

‫منهج هللا ورسلِه‪ ،‬وقد أثنَى هللا ع َّز وج َّل على ال دعا ِة‬ ‫ِ‬ ‫وأنتُم أيُّهَا المجاه ُدونَ ؛ دعاةٌ إلى‬
‫ت اللَّـ ِه َويَ ْخ َش وْ نَهُ َواَل يَ ْخ َش وْ نَ‬
‫منهجهُ سبحانه‪ ،‬فقال‪[ :‬الَّ ِذينَ يُبَلِّ ُغونَ ِر َس ااَل ِ‬ ‫َ‬ ‫والمبلّغينَ‬
‫سيبًا] (األحزاب‪.)٣٩:‬‬ ‫أَ َحدًا إِاَّل اللَّـهَ َو َكفَ ٰى بِاللَّـ ِه َح ِ‬

‫فقال‪[ :‬إِ َّن اللَّـهَ اَل يُ َغيِّ ُر َما بِقَوْ ٍم َحتَّ ٰى يُ َغيِّرُوا َما‬
‫طريق النَّجا ِة َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اللطيف الخبي ُر على‬ ‫ودلّنا‬
‫بِأَنفُ ِس ِ‬
‫ه ْم] (الرعد‪.)11 :‬‬

‫َاب ؛ فاقبَلُوا توبةَ من َج ا َء قب َل الق در ِة علي ِه‪،‬‬ ‫وأ َّما القضيةُ الثانيةُ ف ِه َي قَب ِ‬
‫ُول تَوبَ ِة َم ْن ت َ‬
‫ي شي ٍء نُقاتِل‪ ،‬وعال َم أصب َح ه دفًا ألس يافِنَا‪،‬‬ ‫أمر دينِه‪ ،‬ويعل َم أل ِّ‬ ‫وال تَتر ُكوهُ حتَّى يتعلّم َ‬
‫المنهج الح ِّ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫وما يجبُ علي ِه تجاهَ دينِه من النُّصر ِة‪ ،‬وأمتِ ِه من ال دعو ِة واإلرش ا ِد إلى‬
‫من سا ِم ٍع‪.‬‬ ‫ليُبَلِّ َغ َم ْن و َرا َءهُ‪ ،‬فَلَرُبَّ ُمبَلَّغ أوعَى ْ‬

‫‪8‬‬
‫أن عم َر بن عب ِد‬ ‫نعيم في حليت ِه َّ‬ ‫صيَّةٌ َجا ِم َعةٌ ؛ فقد َر َوى أبو ٍ‬ ‫ثالث القضايَا ف ِه َي َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫وأ َّما‬
‫ك‪ ،‬فَإ ِ َّن تَق َوى هللاِ‬ ‫نز ُل بِ َ‬
‫ال يَ ِ‬‫أوصى أح َد ع ّمالِ ِه فقال‪" :‬عَليكَ بِتَق َوى هللاِ فِي ُك ِّل َح ٍ‬ ‫َ‬ ‫العزيز‬
‫ِ‬
‫ك أ َش َّد‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫قوى الق َّو ِة‪َ ،‬واَل تَكن فِي َش ي ٍء ِمن َع دَا َو ِة َع ُد ِّو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ُل ال ُع َّد ِة‪َ ،‬وأبلغ الـ َم ِكي َد ِة‪َ ،‬وأ َ‬ ‫أَف َ‬
‫اس ِمن‬ ‫ف ِعن ِدي َعلَى النَّ ِ‬ ‫وب أَخ َو ُ‬ ‫الذنُ َ‬‫اصي هللاِ‪ ،‬فَإ ِ َّن ُّ‬ ‫َفسكَ َو َمن َم َعكَ ِمن َم َع ِ‬ ‫احتِ َراسًا لِن ِ‬
‫ك لَم تَ ُكن لَنَ ا‬ ‫عصيَتِ ِهم‪َ ،‬ولَواَل َذلِ َ‬ ‫َنص ُر َعلَي ِهم بِ َم ِ‬ ‫َم ِكي َد ِة َع ُد ِّو ِهم‪َ ،‬وإِنَّ َما نُ َعا ِدي َع ُد َّونَا َونَست ِ‬
‫نص ر َعلَي ِهم بِ َمقتِنَ ا اَل‬ ‫قُ َّوةٌ بِ ِهم‪ ،‬أِل َ َّن َع َد َدنَا لَ َ‬
‫يس َك َع َد ِد ِهم‪َ ،‬واَل قُ َّوتُنَ ا َكقُ َّوتِ ِهم‪ ،‬فَ إ ِ ْن اَل نُ َ‬
‫اس أَح َذ َر ِمن ُكم لِ ُذنُوبِ ُكم‪َ ،‬واَل أَ َش َّد تَ َعاهُ دًا‬ ‫َاو ِة أَ َح ٍد ِمنَ النَّ ِ‬‫نَغلِبهُم بِقُ َّوتِنَا‪َ ،‬واَل تَ ُكونُ َّن لِ َعد َ‬
‫ِمن ُكم لِ ُذنُوبِ ُكم‪َ ،‬واعلَ ُم وا أَ َّن َعلَي ُكم َماَل ئِ َك ةَ هللاِ َحفَظَ ةٌ َعلَي ُكم‪ ،‬يَعلَ ُم ونَ َم ا تَف َعلُ ونَ فِي‬
‫اص ي هللاِ‪،‬‬ ‫ص َحابَتَهُم‪َ ،‬واَل تُ ؤ ُذوهُم بِ َم َع ِ‬ ‫حس نُوا َ‬ ‫َازلِ ُكم‪ ،‬فَاس تَحيُوا ِمنهُم‪َ ،‬وأَ ِ‬ ‫ير ُكم َو َمن ِ‬ ‫َم ِس ِ‬
‫ُنص رُوا َعلَينَ ا َوإِن‬ ‫َوأَنتُم زَ عَمتُم فِي َس بِي ِل هللاِ‪َ ،‬واَل تَقُولُ وا أَ َّن َع ُد َّونَا َش ٌّر ِمنَّا‪َ ،‬ولَن ي َ‬
‫وم قَد ُس لِّطَ ‪-‬أَو ُس ِخطَ‪َ -‬علَي ِهم بِأ َ َش َّر ِمنهُم لِ ُذنُوبِ ِهم‪َ ،‬و َس لُوا هللاَ ال َع ونَ‬ ‫أَذنَبنَا‪ ،‬فَ َكم ِمن قَ ٍ‬
‫َعلَى أَنفُ ِس ُكم َك َما تَسأَلُونَهُ ال َعونَ َعلَى َع ُد ِّو ُكم‪ ،‬نَسأ َ ُل هللاَ َذلِ َ‬
‫ك لَنَا َولَ ُكم"‪.‬‬
‫ق في ِه ففي ِه الهلك ةُ‬
‫القضايَا فشأنُها عظي ٌم وبال ُؤهَا عمي ٌم‪ ،‬أم ٌر إن تهاونَ الخل ُ‬ ‫َ‬ ‫وأ َّما راب ُع‬
‫وهو ُّ‬
‫الظل ُم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ق البرك ِة وسو ُء العاقب ِة‪ ،‬أاَل‬‫ومح ُ‬

‫روى ع َِن ربِّه ع َّز وج َّل أنَّهُ َ‬


‫قال‪« :‬ي ا ِعبَ ا ِدي إنِّي‬ ‫صلَّى هَّللا ُ عليه وسلَّ َم فِي َما يَ ِ‬
‫قال النب ِّي َ‬
‫َفسي‪َ ،‬و َج َعلتُهُ بَينَ ُكم ُم َح َّر ًما‪ ،‬فال تَظَالَ ُموا»‪.‬‬ ‫َّمت ُّ‬
‫الظل َم علَى ن ِ‬ ‫َحر ُ‬

‫مات يو َم القيام ِة»‪.‬‬ ‫فإن ُّ‬


‫الظل َم ظُلُ ٌ‬ ‫َّالم‪« :‬اتَّقوا ُّ‬
‫الظل َم؛ َّ‬ ‫وقال علي ِه الصّال ِة والس ِ‬
‫َ‬

‫الظلم‪ ،‬وإنَّا‬
‫ِ‬ ‫وصالح داخ ٌل في القس ِط والع د ِل‪ ،‬وك لُّ ش ٍر وفس ا ٍد داخ ٌل في‬‫ٍ‬ ‫خير‬
‫ٍ‬ ‫و ُكلُّ‬
‫ظلم يق ُع فاَل يُرفَع‪.‬‬ ‫لنبرأُ إلى هللا ْ‬
‫من ك ِّل ٍ‬

‫العلم‬
‫ِ‬ ‫التعامل م َع عب ا ِد هللا أجم ع ب‬
‫ِ‬ ‫أهل السنَّ ِة والجماع ِة في‬
‫قرون ِ‬
‫ِ‬ ‫خير‬
‫ِ‬ ‫والز ُموا غرزَ‬
‫والح ِّ‬
‫ق والعد ِل والرحم ِة واإلنصاف‪.‬‬
‫َآن قَوْ ٍم َعلَ ٰى أَاَّل تَ ْع ِدلُوا ۚ ا ْع ِدلُوا هُ َو أَ ْق َربُ لِلتَّ ْق َو ٰى ۖ َواتَّقُ وا اللَّـهَ ۚ إِ َّن‬
‫[واَل يَجْ ِر َمنَّ ُك ْم َشن ُ‬
‫َ‬
‫ملُونَ ] (المائدة‪.)8 :‬‬ ‫اللَّـهَ خَ بِي ٌر بِ َما تَ ْع َ‬

‫ب هللا وس ن ِة‬
‫الموافق لكت ا ِ‬
‫ِ‬ ‫المنهج السديد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ث بذلك‬‫فأنتُم يَا جُنو َد الخالف ِة ؛ أح َرى بالتشبّ ِ‬
‫ار رض وان هللا عليهم‪ ،‬فه ذا‬ ‫نبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وما كانَ علي ه ص حابتِه األخي ِ‬
‫السلف رحمهم هللا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أصول السنَّ ِة‪ ،‬ك َما قرَّرهُ علما ُء وأئمةُ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ركين من‬ ‫أص ٌل‬

‫‪9‬‬
‫وازل وأش ُّدهَا ‪ :‬فال ُّسجُونَ ال ُّسجُونَ يَا جُنو َد الخالف ِة!‬
‫ِ‬ ‫أشجى النّ‬
‫وأ َّما َ‬
‫وار الـ ُمكبِّل ِة لهُم! «فُ ُّكوا ال َع انِي»‪:‬‬ ‫إخوانُكم وأخواتُكم؛ ِج ُّدوا في استنقَا ِذهم‪ ،‬و َد ِّ‬
‫ك األس ِ‬
‫أمر ووصيةَ نبيِّ ُكم ﷺ‪.‬‬ ‫َ‬

‫إن َع َّز عليكم َك ْس َر قَي ِد ِهم بِ القُ َّو ِة‪ ،‬واق ُع ُدوا لِـ َج َّز ِ‬
‫اريهم ِمن‬ ‫فال تُ ِّ‬
‫قص رُوا في فِ دَائِهم ْ‬
‫صد‪.‬‬ ‫التحقيق‪ ،‬ومن آ َذاهم من السّفلَ ِة المعتدينَ ُك َّل َمر َ‬ ‫ِ‬ ‫الـ ُم َحقّقين وقُضا ِة‬
‫جون‬
‫ِ‬ ‫ت وس‬ ‫ت ّ‬
‫الش تَا ِ‬ ‫فكيفَ يَ ِطيبُ لمس ٍلم عَيشٌ ‪ ،‬ونِ َس ا ُء المس لمينَ يَ ر َزحْ نَ في ُمخيّ َم ا ِ‬
‫الص فويين والمالح َد ِة المج رمينَ‬ ‫الص ليبيين وأذنَ ابِهم من الرَّافض ِة ّ‬ ‫ال ُذ ِّل‪ ،‬تحتَ وطأ ِة ّ‬
‫لقين م َّمن ي َّدعونَ ويزعم ونَ حم َل‬ ‫األرض‪ ،‬وال يَ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت المرت ّدينَ في شتَّى بِقَ ِ‬
‫اع‬ ‫والطّ ِ‬
‫واغي ِ‬
‫ّ‬
‫عليهن!‬ ‫والتحريض‬
‫َ‬ ‫ضايَا األم ِة ِس َوى التَبر َؤ والنب َز والطعنَ والتشويه‬‫ق َ‬

‫ع منه بِ دَارًا وأج رأُ‬ ‫التنصير ودعاةُ الصلي ِ‬


‫ب أسر ُ‬ ‫أاَل لعنةُ هللا على من غدَت مؤس َس ُ‬
‫ات‬
‫ِ‬
‫دري‬
‫الغنمين‪ ،‬تعي ُر إلى ه ذ ِه م رّة وإلى ه ِذه م رَّة‪ ،‬ال ت ِ‬
‫ِ‬ ‫نَواالً‪ ،‬حالُه كالشا ِة العائر ِة بينَ‬
‫أيَّه َما تتبِع!‬

‫ت‬ ‫واتق هللا يَا أمةَ هللا‪ ،‬يَا أختَ صفيةَ وأ ّم عمارة ؛ فـوهللا لن يُض يّع ِ‬
‫ك هللا َم ا ُدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاثبُتِي‬
‫ق معتصمةً به سبحانه‪.‬‬ ‫مستمس َكةً بالح ِّ‬
‫ِ‬
‫ق اللَّـهَ يَجْ َعل لَّهُ َم ْخ َرجًا (‪َ )٢‬ويَرْ ُز ْقهُ ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث اَل يَحْ تَ ِسبُ (‪.])٣‬‬ ‫[و َمن يَتَّ ِ‬
‫َ‬
‫ق اللَّـهَ يَجْ َعل لَّهُ ِم ْن أَ ْم ِر ِه يُ ْسرًا (‪.])٤‬‬
‫[و َمن يَتَّ ِ‬
‫َ‬
‫(سورة الطالق)‪.‬‬ ‫[قَ ْد َج َع َل اللَّـهُ لِ ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ْدرًا (‪.])٣‬‬

‫يق الح ا ِل‪ ،‬وال ُّدعا َء ال ُّدعا َء فإنّ ه أكم ُل ع ّدةً‬‫ب وض ِ‬ ‫ّبر الصّب َر على ش ّد ِة المص ا ِ‬
‫فالص َ‬
‫وأمضى سالحًا‪ ،‬وهللا ما ن ِس َي ولن ين َسى إخوانَكم الثَّأ َر لكم‪.‬‬
‫َ‬
‫ف الزَ ْم ي ا أخَ ال دِّي ِن وال ز ِمي ي ا أم ةَ هللا ذك َر هللا س بحانه في ك ِّل آ ٍن وحين‪ ،‬تس بيحًا‬
‫واستغفارًا وتحميدًا وتهلياًل وصالةً على النّبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫قال علي ِه الصّالةُ والسَّال ُم‪َ « :‬م ْن لَ ِز َم ااِل ْستِ ْغفَا َر َج َع َل هَّللا ُ لَهُ ِم ْن ُكلِّ هَ ٍّم فَ َرجًا‪َ ،‬و ِم ْن ُك لِّ‬ ‫َ‬
‫ْث اَل يَحْ ت َِسبُ »‪.‬‬ ‫ق َم ْخ َرجًا‪َ ،‬و َر َزقَهُ ِم ْن َحي ُ‬
‫ضي ٍ‬ ‫ِ‬

‫‪10‬‬
‫ت‪{ :‬اَل‬ ‫ون إِ ْذ َد َع ا َربَّهُ َوهُ َو فِي بَط ِن ال ُح و ِ‬‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬دَع َوةُ ِذي النُّ ِ‬ ‫َ‬
‫ع بِهَا َر ُج ٌل ُمس لِ ٌم في َش ي ٍء ق طّ إِاَّل‬
‫ت ِمنَ الظَّالِ ِمينَ }‪ ،‬لَ ْم يَ ْد ُ‬ ‫إِلَهَ إِاَّل أَ ْنتَ ُس ْب َحانَ َ‬
‫ك إِنِّي ُك ْن ُ‬
‫يب لَهُ»‪.‬‬
‫ا ْستُ ِج َ‬
‫وفي رواي ٍة‪« :‬إِنِّي أَل َعلَ ُم َكلِ َمةً اَل يَقُولُهَا َمكرُوبٌ إِاَّل فَ َّر َج هللا عَنهُ‪َ :‬كلِ َمةَ أَ ِخي يُونُ َ‬
‫س»‪.‬‬
‫ب‪ :‬اللهُ َّم‬ ‫ات الـ َمكرُو ِ‬ ‫رسول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ق ال‪َ « :‬د َع َو ُ‬‫َ‬ ‫وعن أبِي بَكرةَ َّ‬
‫أن‬
‫َفس ي طَرفَ ةَ َعي ٍْن‪َ ،‬وأَص لِح لِي َش أنِي ُكلَّهُ‪ ،‬اَل إِلَ هَ إِاَّل‬
‫َرح َمتَ كَ أَر ُج و‪ ،‬فَاَل تَ ِكلنِي إِلَى ن ِ‬
‫أَنتَ »‪.‬‬
‫ص اَل تِي ُكلَّهَ ا فَقَ ا َل لَ ه‪:‬‬ ‫قال‪ :‬أَجْ َع ُل لَ َ‬
‫ك َ‬ ‫وقولُه صلى هللا عليه وسلم ألُب ّي بن كع ٍ‬
‫ب حينَ َ‬
‫«إِ ًذا تُكفَى هَ َّمكَ ‪َ ،‬ويُغفَ ُر لَ َ‬
‫ك َذنبُكَ »‪.‬‬
‫(آل عم ران ‪:‬‬ ‫[يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اصْ بِرُوا َو َ‬
‫صابِرُوا َو َرابِطُوا َواتَّقُ وا اللَّـهَ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُح ونَ ]‬
‫‪.)200‬‬

‫نبي الملحم ِة والمرحم ِة ص لى هللا‬ ‫ان ؛ لق ْد ب ّشرنا ُّ‬ ‫ارهَا في ُك ِّل َم َك ٍ‬‫وأنص َ‬
‫َ‬ ‫فيَا جُن َد الخالفَ ِة‬
‫ب‪َ ،‬واَل‬ ‫ار ُمس لِ ٌم قَتَ َل َك افِرًا‪ ،‬ثُ َّم َس َّددَ‪َ ،‬وقَ َ‬
‫ار َ‬ ‫ال‪« :‬اَل يَجتَ ِم َع ا ِن فِي النَّ ِ‬
‫علي ه وس لم فق َ‬
‫يل هللاِ‪َ ،‬وفَي ُح َجهَنَّ َم»‪.‬‬
‫وف ُمؤ ِم ٍن ُغبَا ٌر ِفي َسبِ ِ‬‫ان فِي َج ِ‬ ‫يَجتَ ِم َع ِ‬
‫ُحج ْم‪.‬‬ ‫فهنيئًا ْ‬
‫لمن علِ َم ف َع ِم َل‪ ،‬و َسا َر َع ول ْم ي ِ‬

‫فقال‪َ « :‬شرُّ َما فِي ال َّر ُج ِل ُش ٌّح هَ الِعٌ‪،‬‬


‫الرجل َ‬
‫ِ‬ ‫الخصال وشرِّ ما في‬
‫ِ‬ ‫وقد ّ‬
‫حذرنَا من سو ِء‬
‫َو ُجب ٌْن خَالِعٌ»‪ ،‬فاستعيذوا باهلل منهما‪.‬‬

‫ت‬
‫عاص م بن ث اب ٍ‬
‫ِ‬ ‫ار لع دوكم‪ ،‬فلكم في الص حاب ّي الجلي ِل‬‫ذر الح ذ َر من االستئس ِ‬
‫والح َ‬
‫خلف‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫آثر المنيةَ على الدني ِة‪ ،‬فكونوا من بع َدهُ خي َر‬
‫سلف‪ ،‬الذي َ‬
‫ٍ‬ ‫رضي هللا عنه خي ُر‬

‫رب المك روبين‪ ،‬وأحس ْن‬ ‫ك أس َر المأس ورينَ ‪ ،‬وف رِّ ج ه َّم المهم ومين‪ ،‬ونفّس َك َ‬ ‫الله ّم ف ّ‬
‫ك وإحسانِكَ يا ربَّ العالمينَ ‪ُ ،‬ر َّدهم إلى َذ ِويهم َسالِ ِمينَ‬ ‫ك ومنّ َ‬‫خالص المسجونينَ بفضلِ َ‬‫َ‬
‫ق يَا َربَّ العالمينَ ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫واحفظ عليهم ِدينَهُم وثَبّتهم عَلى الح ِّ‬ ‫غَانِمينَ‬
‫ربَّنا ظلمنَا أنفُسنَا وإن لم تغفرْ لنَا وترحمنَا لنَ ُكونّن من الخاسرينَ ‪.‬‬
‫ْ‬
‫تجعلنَا فتنةً للذينَ كفرُوا واغفرْ لنَا َربَّنَا إنَّك أنتَ العزي ُز الحكيم‪.‬‬ ‫ربَّنا ال‬

‫‪11‬‬
‫القوم ال َكافِرين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أمرنا وثَبِّت أقدَا َمنا وانصُرنَا على‬
‫وإسرافَنا في ِ‬
‫َ‬ ‫ربَّنا اغفرْ لنَا ُذنوبَنا‬

‫[ َواللَّـهُ غَالِبٌ َعلَ ٰى أَ ْم ِر ِه َولَ ٰـ ِك َّن أَ ْكثَ َر النَّ ِ‬


‫اس اَل يَ ْعلَ ُمونَ ]‪.‬‬

‫والحم ُد هلل َربَّ ال َعالَ ِمينَ ‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like