Professional Documents
Culture Documents
وقل اعملوا
وقل اعملوا
بعنوان:
( َوقُ ْل اِ ْع َملُوا)
بعنوان:
( َوقُ ْل اِ ْع َملُوا)
1
ت
أنفس نا ومن س يئا ِ رور ِ ِ إن الحم َد هللِ ،نحم ُده ونستعينُه ونس تغفرُه ،ونع و ُذ باهلل من شَّ
أعمالِنا ،من يهد ِه هللا فال ُمض َّل له ،ومن يُضلِلْ فال هَا ِدي ل ه ،وأش ه ُد أن ال إِل ه إاَّل هللا
أن محمدًا عب ُده ورسولُه.
ك لهُ وأشه ُد َّ وحدَه ال شري َ
أ َّما بع ُد؛
وقد ب َّشر الرسو ُل األمين صلى هللا عليه وسلم أمته بالنص ِر والتَّمكي ِن ك َم ا روى أحم ٍد
ب قال :ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لمِّ :
«بش رْ ه ِذ ِه في مسنده عن أُب ّي ابن كع ٍ
األرض ،ف َمن ع ِم َل منهم
ِ ص ِر ،والتَّمكي ِن في
بالس نا ِء ،وال ِّرفع ِة ،وال دِّي ِنَ ،والنَّ ْ
األ َّمةَ َّ
عم َل اآلخر ِة لل ُّدنيا لم يَ ُكن لَهُ في اآلخر ِة نصي ٍ
ب».
فمهما يطل األم ُد ،ومهم ا تتعقّ ُد األم ور ،ومهم ا تتقلّبُ األس باب :فال س بيل للتخ ِ
اذل
ب والظنُو ِن ،صب ٌر وثبات ،دعوةٌ وقتال[ ،فَاصبِر إِ َّن َوع َد هَّللا ِ والركون وال مكانَ للرَّي ِ ِ
بكار](غافر.)٥٥ : ق َواستَغفِر لِ َذنبِ َ
ك َو َسبِّح بِ َحم ِد َربِّكَ بِال َع ِش ِّي َوا ِإل ِ َح ٌّ
أدران النَّ ِ
فس ِ ب إن ع اثت ب ِه النَّوائبُ ،وأدمت هُ الخط وب ،ت بر ٌؤ من فه ذا دوا ُء القل ِ
ير إلى ربِّه ا ،وإق را ٌر بال ذنب ،وطلبٌ
وأدوائِها ،وص ق ٌل لم ا يعتريه ا فيُثقِله ا عن الس ِ
ت وشتَّى القرباتّ ،
فإن غربةَ ال دين وأهل ه العزيز الغفَّار ،وتقرّبٌ بالطاعا ِ
ِ للمغفرة من
لتوجبُ على من يبغون النّهوض به من جدي ٍد أن يستمسكوا بما استمس َ
ك ب ه األول ونَ ،
فال يَلفِتُون وجوهَهُم وهم في ِجه ا ِدهم لع د ّوهم إلى م ا يه ذي ب ه أه ُل الكف ِر والباط ِل
ُقعدوهم ويلبسُوا عليهم دينَهم ،كي ال يص لوا إلى الغاي ِة ال تي من أجلِه ا ودعاةُ جهنّم لي ِ
هاجرُوا ونفروا.
2
ب َوأَقا ُموا الصَّالةَ إِنّا ال نُضي ُع أَج َر ال ُمصلِحينَ ]
قال تعالىَ [ :والَّذينَ يُ َمسِّكونَ بِال ِكتا ِ
(األعراف.)١٧٠ :
دين وأهلِ ه في ال دنيا لم يكلّفن ا هللا بش هو ِده ولم يجعل هالصدر وعل ّو ال ِِ فالنّص ُر وشفا ُء
لقبول العم ِل وال دلياًل على الص ح ِة والفس ا ِد ،وه ذا من رحم ِة هللا به ذ ِه ِ شرطًا الز ًما
ضه علينا مخلصينَ له الدينَ ُمتَّب ِعينَ ال ُمبت ِدعينَ ،
األم ِة ،بل أمرنَا سبحانه بأدا ِء ما افتر َ
ألمر عظي َم الــ ُمنتهى ،فالنتائ ُج بي ِده سبحانه ،إن ش ا َء
ٍ والموافا ِة على ذلك ،ف َما ُخلِقنا إال
من َع وإن شا َء أعطى.
[وقُ ِل اع َمل وا فَ َس يَ َرى هَّللا ُ َع َملَ ُكم َو َرس ولُهُ َوال ُمؤ ِمن ونَ َو َس تُ َر ّدونَ إِلى قال عز وجلَ :
ملونَ ] (التوبة.)١٠٥ : ب َوال َّشها َد ِة فَيُنَبِّئُ ُكم بِما ُكنتُم تَع َ
عالِ ِم الغَي ِ
عض الَّذي نَ ِع ُدهُم أَو نَت ََوفَّيَنَّكَ وقال ع ّز من قائل[ :فَاصبِر إِ َّن َوع َد هَّللا ِ َح ٌّ
ق فَإ ِ ّما نُ ِريَنَّ َ
ك بَ َ َ
فَإِلَينا ي َ
ُرجعونَ ] (غافر.)٧٧ :
"وهَ َذا َحضٌّ ِمن هَّللا الـ ُمؤ ِمنِينَ َعلَى ِجهَ اد قال اإلما ُم الط بريُّ في تأوي ِل ه ذ ِه اآلي ِةَ : َ
قوا ِلَع ُد ِّو ِه ِمن أَه ل ال ُكف ر بِ ِه َعلَى أَ َح ايِينهم َغ الِبِينَ َك انُوا أَو َمغلُ وبِينَ َ ,والتَّهَ ا ُو ِن بِ أ َ َ
شر ِكينَ َ ,وأَ َّن لَهُم فِي ِجهَ ادهم إِيَّاهُم َمغلُ وبِينَ الـ ُمنَافِقِينَ فِي ِجهَ ا ِد َمن َجاهَ ُدوا ِمن الـ ُم ِ
َكانُوا أَو غَالِبِينَ َ :م ِ
نزلَةً ِمن هَّللا َرفِي َعة".
[ولَئِن قُتِلتُم في َس بي ِل هَّللا ِ أَو ُمتُّم لَ َمغفِ َرةٌ ِمنَ هَّللا ِ َو َرح َم ةٌ َخ ي ٌر ِم ّم ا
ال ج َّل ش أنُهَ :وق َ
معونَ ] (آل عمران.)١٥٧ :يَج َ
3
اطب َج َّل ثَنَا ُؤهُ ِعبَادَه الـ ُمؤ ِمنِينَ يَقُ ول لَهُم :اَل تَ ُكونُ وا أَيّهَ ا قال إما ُم أه ِل التفسير" :يُخَ ِ َ
كاإلحيَ ا َء َوا ِإل َماتَ ةَ ,ك َم ا َش ّ ُ
ك ِمن أَ َّن األ ُمور ُكلّهَا بِيَ ِد هَّللا َ ,وأَ َّن إِلَي ِه ِ
الـ ُمؤ ِمنُونَ فِي َش ٍّ
كَ ,ولَ ِكن َجا ِه ُدوا فِي َسبِيل هَّللا َ ,وقَ اتِلُوا أَع دَا َء هَّللا َعلَى يَقِي ٍن ِمن ُكم بِأَنَّهُ الـ ُمنَافِقُونَ فِي َذلِ َ
بَ ,واَل يَ ُموت فِي َسفَ ٍر إِاَّل َمن بَلَ َغ أَ َجله َو َحانَت َوفَات ه .ثُ َّم َو َع َدهُم َعلَى اَل يُقتَل فِي َحر ٍ
ِجهَادهم فِي َسبِيله الـ َمغفِ َرةَ َوالرَّح َمةَ ,وأَخبَ َرهُ ْم أَ َّن َموتًا فِي َسبِيل هَّللا َوقَتاًل فِي هَّللا َخي ٌر
لَهُم ِم َّما يَج َم ُع ونَ فِي ال ُّدنيَا ِمن ُحطَامهَ ا َو َر ِغي ِد عَيش هَا الَّ ِذي ِمن أَجل ِه يَتَثَ اقَلُونَ عَن
الـجهَا ِد فِي َسبِيل هَّللا َويَتَأ َ َّخرُونَ عَن لِقَا ِء ال َع ُد ّو" ،انتهى كالمه رحمه هللا. ِ
مض ى على قيا ِمه ا ف أعجزَ البي انَ أن يص فَ الب ذ َل والعط ا َء والتض حيةَ
نصف عق ٍد َُ
والفدا َء.
ومسيرها.
ِ مضى ثابتةٌ على نه ِجها ُ
نصف عق ٍد َ
مضى وأبنا ُء الخالف ِة في رق ّي وتق ّد ٍم نح َو الغاي ِة األس َمى. ُ
نصف عق ٍد َ
من خ َذلَها.
ضرّها من خالَفَها وال ْ
مضى لم يَ ُ ُ
نصف عق ٍد َ
خنس ُمعترفًا ومقرًا ببقائِها وحقيق ِة تم ُّد ِدهَا.
َ وعدوها األذلُّ األشقَى
ُّ مضى ُ
نصف عق ٍد َ
مضى وال زَ الت وفو ُد الموحدينَ المجاهدينَ الصادقينَ تُقب ُل مبايع ةً طاع ةً ُ
نصف عق ٍد َ
ق االعتص ِام ال ذي أم َر ب ِه الم ولىبلزوم الجماع ِة وتحقي ِ
ِ هلل ترجُو رحمةَ هللا وتوفيقَه
سبحانَه.
ِّث بِ ِه َو ْال ِغ ال َح ِد َ
يث الـ ُم َز ْخ َرفَا فَ َحد ْ * َحقِيقَةً ت ََراهُ َشي ٌء فِ َعالُه ُم
يُ َكابِ ُد َغ ًًّّما اَل يَ َرى َع ْنهُ * َاش ُم َعا ِدي ِدينِ ِهم َو َحسُو ِد ِه ْم
َوع َ
َمصْ ِرفًا
4
أهل ال ُسنَّ ِة والنُّ َ
صر ِة ؛ فما ك َّل أبن اؤكم جن ُد الخالف ِة من اإلسالم ،أب ِشرُوا َ
ِ أهل
فأب ِشرُوا َ
بعدوهم و َم ا فُلّ وا ،م ا وهنُ وا لم ا أص ابهم
ِّ الكفر و َما ملُّوا ،وباتُوا يفتِ ُكون
ِ أمم
مقارع ِة ِ
ت
ت بغ زوا ٍلهيب الجبه ا ِ
َ وس عّروا تَ ، وما است َكانوا لخصو ِمهم ،فق د أض َر ُموا الغ ارا ِ
ت.
جميع الواليا ِ
ِ موحد ٍة في
اريخ
ِ أن هذه الغزوات الموح دة هي األولى من نو ِعه ا في الت وم َّما تجد ُر اإلشارةُ إلي ِه َّ
العراق
ِ أرض
ِ ُ
ديدن المجاهدينَ على المعاصر بع ْد أن كانت ومن ُذ عه ٍد قري ٍ
ب ِ يالجهاد ّ
ق وإعالن الخالفة ،وهذا فض ُل هللا يؤتي ِه من يشا ُء من عبا ِده ،ومحضُ توفي ٍِ قب َل التمد ِد
وتسدي ٍد منه سبحانَه.
االعتصام والجماع ِة ال تي أُمرن ا به ا ،وه ذا النَّص ُر
ِ وإنَّا لنحسبُ يقينًا أنَّها ثمرةُ برك ِة
ثمان دو ٍل ،وفي أك ث َر من ثم انينَ
ِ للثأر أله ِل ال َّش ِام التي ضربت في
ِ بعينِه ،فمن غزو ٍة
أيام فقط :اثن تين وتس عينَ عملي ةً خالل أربع ِة ٍ
َ ت
ع العمليا ِ ُ
حيث بل َغ مجمو ُ منطق ٍة منها،
األهداف.
ِ ت مرسومةَ وهلل الحمد ،وقد كانت مح ّددةَ الوق ِ
تنزاف
ِ ٌ
وقت طوي ٌل حتى أعقبَها أبنا ُء الخالف ِة بغ زو ِة االس يمض على هذ ِه الغزو ِة
ِ ولم
ضربت هي األُخرى في إحدى عش رةَ دول ٍة ،وبل َغ ع د ُد العملي ا ِ
ت فيهَ ا :إح دى التي َ
وستينَ عمليةً خال َل ثالث ِة ٍ
أيام فقط.
والكابوس الذي باتَ يُؤ ّرقهم ،وهو في ازديا ٍد واضطرا ٍد أش َّد َ أن الصورةَ المؤلمةَ غي َر َّ
جوم أض حت تتخطّفه ا س ها ُم الص ي ِد وأس ُد المي دان، ب النّ ِ من ذي قبل أن صاحبةَ حر ِ
ول هللاِ وق ّوتِ ه؛صراع ممتد ٍة ال قبل لهم به ا بح ِ ٍ ستنزف ووكالؤها في ساح ِة ُ وأمست تُ
ودار الخالف ِة في ِ زال وموئ ِل األبطا ِل في خراسان ،إلى معق ِل الفرس ا ِن أرض النِّ ِ
ِ فمن
أرض
ِ ومال األنف ِة واإلب ا ِء ،إلى
ِ ان والحكم ِة ،وص والش ِام ،إلى يم ِن اإليم ِ َّ راق
ِ الع
ث أرض أه ِل الع زائِ ِم لي و ِ ِ ب ووس ِط إفريقيّ ة ،إلى ب في غ ر ِ ب و ُح دَا ِة الح ر ِ الح را ِ
ت دول ِة الفخار ،وغيرها من واليا ِ ِ وشمال إفريقيّة :تونس وليبيا ِ شرق آسيا
ِ المعامع في
ِ
عم ،و َم ا هُنالِ ك أعظ َم اإلسالم ،فالحم ُد هلل على ما أولى به عبادَه جن و َد الخالف ِة من النّ ِ
ودفع صيالِهم عن بال ِد المسلمين. ِ الكفر،
ِ أحالف
ِ ت على دينِه ،وجها ِد من نعم ِة الثبا ِ
فاش ُكروا المولى يَا جنو َد الخالف ِة على ه ذ ِه النِّعم ِة ،واس ألُوه الثّب اتَ وحس نَ الخت ِام،
رافعي لوا ِء المل ِة
ِ يوم في ازدياد ،فال بُ َّد من الزا ِد ،وقد بِتُّم واعلموا َّ
أن حملكم يو ًما بع َد ٍ
الغ را ِء في وج ِه أعتَى حمل ٍة ص ليبيّ ٍة إلحاديّ ٍة تواجهُه ا األم ةُ المس لمةُ ،بمس ِخها
ير خالِقِه ا ج َّل وعال ،وق د ت ولَّى ك ب َر ه ذ ِه الحمل ِة: وإخرا ِجها من دينِها ،وتعبي ِدها لغ ِ
ت ال ّر ّد ِة في الساح ِل المها ِد ِن الخانِ ِع الخا ِ
ض ِع للصليبيينَ . سلول ومشيخا ٍِ آل ُ
طواغيت ِ
َص ُموا بِ َحب ِْل اللَّـ ِه َج ِميعًا َواَل تَفَ َّرقُ وا الفتن واألهوا ِءَ [ ،وا ْعت ِ ِ ضاَّل ِ
ت الحذر من ُم ِ َ والحذر
َ
َو ْاذ ُكرُوا نِ ْع َمتَ اللَّـ ِه َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ ُكنتُ ْم أَ ْع دَا ًء فَ أَلَّفَ بَ ْينَ قُلُ وبِ ُك ْم فَأ َ ْ
ص بَحْ تُم بِنِ ْع َمتِ ِه إِ ْخ َوانً ا
ار فَأَنقَ َذ ُكم ِّم ْنهَا َك ٰ َذلِكَ يُبَي ُِّن اللَّـهُ لَ ُك ْم آيَاتِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْهتَ ُدونَ (
َو ُكنتُ ْم َعلَ ٰى َشفَا ُح ْف َر ٍة ِّمنَ النَّ ِ
ُوف َويَ ْنهَ وْ نَ َع ِن ْال ُمن َك ِر َ )١٠٣و ْلتَ ُكن ِّمن ُك ْم أُ َّمةٌ يَ ْد ُعونَ إِلَى ْال َخ ْي ِر َويَ أْ ُمرُونَ بِ ْال َم ْعر ِ
اختَلَفُ وا ِمن بَ ْع ِد َم ا َج ا َءهُ ُم ين تَفَ َّرقُ وا َو ْ ُون (َ )١٠٤واَل تَ ُكونُوا َكالَّ ِذ َ ك هُ ُم ْال ُم ْفلِح َ َوأُولَ ٰـئِ َ
َظي ٌم (( ])١٠٥سورة آل عمران). ك لَهُ ْم َع َذابٌ ع ِ َات َوأُولَ ٰـئِ َْالبَيِّن ُ
ير منالعلم في كث ٍ ِ بخاف عليكم الجه ُل الم دقِ َع ال ذي عص فَ باألم ة ،وان دراسُ ٍ فليس
َ
ت وما لم يُ ن ّزل والبدع والخرافا ِ ِ ك
فأنتج بُعدًا عن أص ِل دينِها ،وانتشارًا للشر َِ أرجائِها،
دثات الش ركيّة وبش تَّى ص ورها ،وب تزيي ِن ُ هللا ب ِه من س لطا ٍن ،حتَّى غ دت ه ذ ِه المح
ث به خير المرس لين الدين الذي بُ ِع َ
ُ لإلسالم :أنَّها
ِ كثير ممن ينتسبونَ
ٍ أحبار السو ِء عن َد
ِ
حول وال ق ّوةَ إاَّل باهلل.
َ صلى هللا عليه وسلم ،ويحسبونَ أنَّهم على شي ٍء ،وال
ب ربِّهم وس نَّةَ
ك بكتا ِالخالص ،والتَّم ّس ِ
ِ اس بدعوتِهم إلى التوحي ِدفأقي ُموا الحجةَ على النَّ ِ
ّ
المفض لة ،ومن رون
ِ ار من القسلف هذ ِه األم ِة األخي ِ ِ بفهم
نبيِّهم صلى هللا عليه وسلمِ ،
يوم ال دِّي ِن ،وداَل لَتِهم أنَّه ال س بي َل وال وس يلةَ لخل ِع
سار على نه ِجهم واقتفَى أث َرهم إلى ِ َ
بالسبيل ال ذي دلَّن ا هللا علي ه وأرش دَنا إلي ِه في كتابِ ه ،وه و الجه ا ُد في
ِ ت إاَّل
الطواغي ِ
7
فليس إاَّل أوها ٌم وسراب[ ،يَحْ َسبُهُ الظَّ ْم ُ
آن َم ا ًء َحتَّ ٰى إِ َذا َج ا َءهُ لَ ْم َ سبيلِه ،وما عدَى ذلكَ
ش ْيئًا] ( سورة النور.)٣٩ :
يَ ِج ْدهُ َ
ودان العس كر ،وليبي ا حف تر والس رّاج، ُ فتل كَ رابع ةُ مص ر ،وفلس ُ
طين الع ودة ،وس
ير
ير ه دى من هللا ،وس بي ٍل غ ِاليمن وانقالبيّوها ،تُقتل الن اس وتب ا ُد على غ ِ ِ وشرعيةُ
أجل الوطني ِة والديمقراطي ِة عي ا ًذا باهلل ،وال ن رى م ّمن يزعم ونَ
سبيل المؤمنين ،من ِ ِ
لألنفس من قب ِل ه ؤالء
ِ فاف والب ذ ِل المري ِع
ِ ال َّدعوةَ واإلص َ
الح نك يرًا له ذا اإلس
المخذولينَ ،وحسبُنَا هللا ونع َم الوكيل.
فغايةُ جها ِدنا :ه و إخ را ُج العب ا ِد من عب اد ِة العب ا ِد إلى عب اد ِة ربِّ العب ا ِد ،ومن َج ِ
ور
قوام ه َذا ال دِّين، سجن ال ُّدنيا إلى َس َع ِة ال ُّدنيا واآل ِخ َر ِة ،فَ ِ
ِ اإلسالم ،ومن
ِ األديان إلى عد ِل
ِ
نص ر" ،وق ال ص لى هللا علي ه يف يَ ُ اإلسالم رحمهُ هللاِ " :كتَابٌ يَه ِدي و َس ٌ ِ كما قا َل شي ُخ
وسلم موصيًا عليًا رضي هللا عنه حينما أعطاهُ الرايةَ يو َم خيب َر« :فَ َوهَّللا ِ أَل َ ْن يَ ْه ِدي هَّللا ُ
بِكَ َر ُجاًل َوا ِحدًا َخ ْي ٌر لَكَ ِم ْن ُح ُم ُر النَّ َع ِم».
منهج رسلِه والدعا ِة إليه بقولِه[ :قُلْ هَ ٰـ ِذ ِه َسبِيلِي أَ ْد ُعو إِلَى اللَّـ ِه َ وقد بيّنَ هللا لنَا ُموضحًا
كينَ ] (يوسف.)١٠٨ : ير ٍة أَنَا َو َم ِن اتَّبَ َعنِي َو ُسب َْحانَ اللَّـ ِه َو َما أَنَا ِمنَ ْال ُم ْش ِر ِ
ص ََعلَ ٰى بَ ِ
منهج هللا ورسلِه ،وقد أثنَى هللا ع َّز وج َّل على ال دعا ِة ِ وأنتُم أيُّهَا المجاه ُدونَ ؛ دعاةٌ إلى
ت اللَّـ ِه َويَ ْخ َش وْ نَهُ َواَل يَ ْخ َش وْ نَ
منهجهُ سبحانه ،فقال[ :الَّ ِذينَ يُبَلِّ ُغونَ ِر َس ااَل ِ َ والمبلّغينَ
سيبًا] (األحزاب.)٣٩: أَ َحدًا إِاَّل اللَّـهَ َو َكفَ ٰى بِاللَّـ ِه َح ِ
فقال[ :إِ َّن اللَّـهَ اَل يُ َغيِّ ُر َما بِقَوْ ٍم َحتَّ ٰى يُ َغيِّرُوا َما
طريق النَّجا ِة َ
ِ ُ
اللطيف الخبي ُر على ودلّنا
بِأَنفُ ِس ِ
ه ْم] (الرعد.)11 :
َاب ؛ فاقبَلُوا توبةَ من َج ا َء قب َل الق در ِة علي ِه، وأ َّما القضيةُ الثانيةُ ف ِه َي قَب ِ
ُول تَوبَ ِة َم ْن ت َ
ي شي ٍء نُقاتِل ،وعال َم أصب َح ه دفًا ألس يافِنَا، أمر دينِه ،ويعل َم أل ِّ وال تَتر ُكوهُ حتَّى يتعلّم َ
المنهج الح ِّ
ق ِ وما يجبُ علي ِه تجاهَ دينِه من النُّصر ِة ،وأمتِ ِه من ال دعو ِة واإلرش ا ِد إلى
من سا ِم ٍع. ليُبَلِّ َغ َم ْن و َرا َءهُ ،فَلَرُبَّ ُمبَلَّغ أوعَى ْ
8
أن عم َر بن عب ِد نعيم في حليت ِه َّ صيَّةٌ َجا ِم َعةٌ ؛ فقد َر َوى أبو ٍ ثالث القضايَا ف ِه َي َو ِ ُ وأ َّما
ك ،فَإ ِ َّن تَق َوى هللاِ نز ُل بِ َ
ال يَ ِأوصى أح َد ع ّمالِ ِه فقال" :عَليكَ بِتَق َوى هللاِ فِي ُك ِّل َح ٍ َ العزيز
ِ
ك أ َش َّدَ ُ
قوى الق َّو ِةَ ،واَل تَكن فِي َش ي ٍء ِمن َع دَا َو ِة َع ُد ِّو َ ُ َ ُ َ َ
ض ُل ال ُع َّد ِةَ ،وأبلغ الـ َم ِكي َد ِةَ ،وأ َ أَف َ
اس ِمن ف ِعن ِدي َعلَى النَّ ِ وب أَخ َو ُ الذنُ َاصي هللاِ ،فَإ ِ َّن ُّ َفسكَ َو َمن َم َعكَ ِمن َم َع ِ احتِ َراسًا لِن ِ
ك لَم تَ ُكن لَنَ ا عصيَتِ ِهمَ ،ولَواَل َذلِ َ َنص ُر َعلَي ِهم بِ َم ِ َم ِكي َد ِة َع ُد ِّو ِهمَ ،وإِنَّ َما نُ َعا ِدي َع ُد َّونَا َونَست ِ
نص ر َعلَي ِهم بِ َمقتِنَ ا اَل قُ َّوةٌ بِ ِهم ،أِل َ َّن َع َد َدنَا لَ َ
يس َك َع َد ِد ِهمَ ،واَل قُ َّوتُنَ ا َكقُ َّوتِ ِهم ،فَ إ ِ ْن اَل نُ َ
اس أَح َذ َر ِمن ُكم لِ ُذنُوبِ ُكمَ ،واَل أَ َش َّد تَ َعاهُ دًا َاو ِة أَ َح ٍد ِمنَ النَّ ِنَغلِبهُم بِقُ َّوتِنَاَ ،واَل تَ ُكونُ َّن لِ َعد َ
ِمن ُكم لِ ُذنُوبِ ُكمَ ،واعلَ ُم وا أَ َّن َعلَي ُكم َماَل ئِ َك ةَ هللاِ َحفَظَ ةٌ َعلَي ُكم ،يَعلَ ُم ونَ َم ا تَف َعلُ ونَ فِي
اص ي هللاِ، ص َحابَتَهُمَ ،واَل تُ ؤ ُذوهُم بِ َم َع ِ حس نُوا َ َازلِ ُكم ،فَاس تَحيُوا ِمنهُمَ ،وأَ ِ ير ُكم َو َمن ِ َم ِس ِ
ُنص رُوا َعلَينَ ا َوإِن َوأَنتُم زَ عَمتُم فِي َس بِي ِل هللاَِ ،واَل تَقُولُ وا أَ َّن َع ُد َّونَا َش ٌّر ِمنَّاَ ،ولَن ي َ
وم قَد ُس لِّطَ -أَو ُس ِخطََ -علَي ِهم بِأ َ َش َّر ِمنهُم لِ ُذنُوبِ ِهمَ ،و َس لُوا هللاَ ال َع ونَ أَذنَبنَا ،فَ َكم ِمن قَ ٍ
َعلَى أَنفُ ِس ُكم َك َما تَسأَلُونَهُ ال َعونَ َعلَى َع ُد ِّو ُكم ،نَسأ َ ُل هللاَ َذلِ َ
ك لَنَا َولَ ُكم".
ق في ِه ففي ِه الهلك ةُ
القضايَا فشأنُها عظي ٌم وبال ُؤهَا عمي ٌم ،أم ٌر إن تهاونَ الخل ُ َ وأ َّما راب ُع
وهو ُّ
الظل ُم. َ ق البرك ِة وسو ُء العاقب ِة ،أاَلومح ُ
الظلم ،وإنَّا
ِ وصالح داخ ٌل في القس ِط والع د ِل ،وك لُّ ش ٍر وفس ا ٍد داخ ٌل فيٍ خير
ٍ و ُكلُّ
ظلم يق ُع فاَل يُرفَع. لنبرأُ إلى هللا ْ
من ك ِّل ٍ
العلم
ِ التعامل م َع عب ا ِد هللا أجم ع ب
ِ أهل السنَّ ِة والجماع ِة في
قرون ِ
ِ خير
ِ والز ُموا غرزَ
والح ِّ
ق والعد ِل والرحم ِة واإلنصاف.
َآن قَوْ ٍم َعلَ ٰى أَاَّل تَ ْع ِدلُوا ۚ ا ْع ِدلُوا هُ َو أَ ْق َربُ لِلتَّ ْق َو ٰى ۖ َواتَّقُ وا اللَّـهَ ۚ إِ َّن
[واَل يَجْ ِر َمنَّ ُك ْم َشن ُ
َ
ملُونَ ] (المائدة.)8 : اللَّـهَ خَ بِي ٌر بِ َما تَ ْع َ
ب هللا وس ن ِة
الموافق لكت ا ِ
ِ المنهج السديد،
ِ ث بذلكفأنتُم يَا جُنو َد الخالف ِة ؛ أح َرى بالتشبّ ِ
ار رض وان هللا عليهم ،فه ذا نبيه صلى هللا عليه وسلم ،وما كانَ علي ه ص حابتِه األخي ِ
السلف رحمهم هللا.
ِ أصول السنَّ ِة ،ك َما قرَّرهُ علما ُء وأئمةُ
ِ ٌ
ركين من أص ٌل
9
وازل وأش ُّدهَا :فال ُّسجُونَ ال ُّسجُونَ يَا جُنو َد الخالف ِة!
ِ أشجى النّ
وأ َّما َ
وار الـ ُمكبِّل ِة لهُم! «فُ ُّكوا ال َع انِي»: إخوانُكم وأخواتُكم؛ ِج ُّدوا في استنقَا ِذهم ،و َد ِّ
ك األس ِ
أمر ووصيةَ نبيِّ ُكم ﷺ. َ
إن َع َّز عليكم َك ْس َر قَي ِد ِهم بِ القُ َّو ِة ،واق ُع ُدوا لِـ َج َّز ِ
اريهم ِمن فال تُ ِّ
قص رُوا في فِ دَائِهم ْ
صد. التحقيق ،ومن آ َذاهم من السّفلَ ِة المعتدينَ ُك َّل َمر َ ِ الـ ُم َحقّقين وقُضا ِة
جون
ِ ت وس ت ّ
الش تَا ِ فكيفَ يَ ِطيبُ لمس ٍلم عَيشٌ ،ونِ َس ا ُء المس لمينَ يَ ر َزحْ نَ في ُمخيّ َم ا ِ
الص فويين والمالح َد ِة المج رمينَ الص ليبيين وأذنَ ابِهم من الرَّافض ِة ّ ال ُذ ِّل ،تحتَ وطأ ِة ّ
لقين م َّمن ي َّدعونَ ويزعم ونَ حم َل األرض ،وال يَ ّ ِ ت المرت ّدينَ في شتَّى بِقَ ِ
اع والطّ ِ
واغي ِ
ّ
عليهن! والتحريض
َ ضايَا األم ِة ِس َوى التَبر َؤ والنب َز والطعنَ والتشويهق َ
ت واتق هللا يَا أمةَ هللا ،يَا أختَ صفيةَ وأ ّم عمارة ؛ فـوهللا لن يُض يّع ِ
ك هللا َم ا ُدم ِ ِ فاثبُتِي
ق معتصمةً به سبحانه. مستمس َكةً بالح ِّ
ِ
ق اللَّـهَ يَجْ َعل لَّهُ َم ْخ َرجًا (َ )٢ويَرْ ُز ْقهُ ِم ْن َحي ُ
ْث اَل يَحْ تَ ِسبُ (.])٣ [و َمن يَتَّ ِ
َ
ق اللَّـهَ يَجْ َعل لَّهُ ِم ْن أَ ْم ِر ِه يُ ْسرًا (.])٤
[و َمن يَتَّ ِ
َ
(سورة الطالق). [قَ ْد َج َع َل اللَّـهُ لِ ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ْدرًا (.])٣
يق الح ا ِل ،وال ُّدعا َء ال ُّدعا َء فإنّ ه أكم ُل ع ّدةًب وض ِ ّبر الصّب َر على ش ّد ِة المص ا ِ
فالص َ
وأمضى سالحًا ،وهللا ما ن ِس َي ولن ين َسى إخوانَكم الثَّأ َر لكم.
َ
ف الزَ ْم ي ا أخَ ال دِّي ِن وال ز ِمي ي ا أم ةَ هللا ذك َر هللا س بحانه في ك ِّل آ ٍن وحين ،تس بيحًا
واستغفارًا وتحميدًا وتهلياًل وصالةً على النّبي صلى هللا عليه وسلم.
قال علي ِه الصّالةُ والسَّال ُمَ « :م ْن لَ ِز َم ااِل ْستِ ْغفَا َر َج َع َل هَّللا ُ لَهُ ِم ْن ُكلِّ هَ ٍّم فَ َرجًاَ ،و ِم ْن ُك لِّ َ
ْث اَل يَحْ ت َِسبُ ». ق َم ْخ َرجًاَ ،و َر َزقَهُ ِم ْن َحي ُ
ضي ٍ ِ
10
ت{ :اَل ون إِ ْذ َد َع ا َربَّهُ َوهُ َو فِي بَط ِن ال ُح و ِوقال صلى هللا عليه وسلم« :دَع َوةُ ِذي النُّ ِ َ
ع بِهَا َر ُج ٌل ُمس لِ ٌم في َش ي ٍء ق طّ إِاَّل
ت ِمنَ الظَّالِ ِمينَ } ،لَ ْم يَ ْد ُ إِلَهَ إِاَّل أَ ْنتَ ُس ْب َحانَ َ
ك إِنِّي ُك ْن ُ
يب لَهُ».
ا ْستُ ِج َ
وفي رواي ٍة« :إِنِّي أَل َعلَ ُم َكلِ َمةً اَل يَقُولُهَا َمكرُوبٌ إِاَّل فَ َّر َج هللا عَنهَُ :كلِ َمةَ أَ ِخي يُونُ َ
س».
ب :اللهُ َّم ات الـ َمكرُو ِ رسول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ق الَ « :د َع َو َُ وعن أبِي بَكرةَ َّ
أن
َفس ي طَرفَ ةَ َعي ٍْنَ ،وأَص لِح لِي َش أنِي ُكلَّهُ ،اَل إِلَ هَ إِاَّل
َرح َمتَ كَ أَر ُج و ،فَاَل تَ ِكلنِي إِلَى ن ِ
أَنتَ ».
ص اَل تِي ُكلَّهَ ا فَقَ ا َل لَ ه: قال :أَجْ َع ُل لَ َ
ك َ وقولُه صلى هللا عليه وسلم ألُب ّي بن كع ٍ
ب حينَ َ
«إِ ًذا تُكفَى هَ َّمكَ َ ،ويُغفَ ُر لَ َ
ك َذنبُكَ ».
(آل عم ران : [يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اصْ بِرُوا َو َ
صابِرُوا َو َرابِطُوا َواتَّقُ وا اللَّـهَ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُح ونَ ]
.)200
نبي الملحم ِة والمرحم ِة ص لى هللا ان ؛ لق ْد ب ّشرنا ُّ ارهَا في ُك ِّل َم َك ٍوأنص َ
َ فيَا جُن َد الخالفَ ِة
بَ ،واَل ار ُمس لِ ٌم قَتَ َل َك افِرًا ،ثُ َّم َس َّددََ ،وقَ َ
ار َ ال« :اَل يَجتَ ِم َع ا ِن فِي النَّ ِ
علي ه وس لم فق َ
يل هللاَِ ،وفَي ُح َجهَنَّ َم».
وف ُمؤ ِم ٍن ُغبَا ٌر ِفي َسبِ ِان فِي َج ِ يَجتَ ِم َع ِ
ُحج ْم. فهنيئًا ْ
لمن علِ َم ف َع ِم َل ،و َسا َر َع ول ْم ي ِ
ت
عاص م بن ث اب ٍ
ِ ار لع دوكم ،فلكم في الص حاب ّي الجلي ِلذر الح ذ َر من االستئس ِ
والح َ
خلف.
ٍ آثر المنيةَ على الدني ِة ،فكونوا من بع َدهُ خي َر
سلف ،الذي َ
ٍ رضي هللا عنه خي ُر
رب المك روبين ،وأحس ْن ك أس َر المأس ورينَ ،وف رِّ ج ه َّم المهم ومين ،ونفّس َك َ الله ّم ف ّ
ك وإحسانِكَ يا ربَّ العالمينَ ُ ،ر َّدهم إلى َذ ِويهم َسالِ ِمينَ ك ومنّ َخالص المسجونينَ بفضلِ ََ
ق يَا َربَّ العالمينَ . ْ
واحفظ عليهم ِدينَهُم وثَبّتهم عَلى الح ِّ غَانِمينَ
ربَّنا ظلمنَا أنفُسنَا وإن لم تغفرْ لنَا وترحمنَا لنَ ُكونّن من الخاسرينَ .
ْ
تجعلنَا فتنةً للذينَ كفرُوا واغفرْ لنَا َربَّنَا إنَّك أنتَ العزي ُز الحكيم. ربَّنا ال
11
القوم ال َكافِرين.
ِ أمرنا وثَبِّت أقدَا َمنا وانصُرنَا على
وإسرافَنا في ِ
َ ربَّنا اغفرْ لنَا ُذنوبَنا
12