Professional Documents
Culture Documents
اتخطيط
اتخطيط
* مقدمة العرض2......................................................
الفصل األول :مفاهيم عامة3............................................
المبحث األول :ماهية التخطيط3......................................
المطلب األول :مفهوم التخطيط3...................................
المطلب الثاني :أنواع التخطيط....................................ـ5
المبحث الثاني :ماهية اإلستراتيجية8..................................
المطلب األول :مفهوم اإلستراتيجية8...............................
المطلب الثاني :أنواع اإلستراتيجيات9..............................
الفصل الثاني :إستراتيجية التخطيطـ في المؤسسة12......................
المبحث األول :مقدمة في اإلدارة اإلستراتيجية12.....................
المطلب األول :مفهوم اإلدارة اإلستراتيجية12......................
المطلب الثاني :فوائدـ اإلدارة اإلستراتيجية13.......................
المبحث الثاني :نظام التخطيطـ اإلستراتيجي........................ـ13
المطلب األول :إجراءات التخطيطـ اإلستراتيجي..................ـ14
المطلب الثاني :مراحل نظام التخطيطـ االستراتيجي14..............
الفصل الثالث :موقع المؤسسات االقتصادية الجزائرية من التخطيط اإلستراتيجي17..
المبحث األول :التخطيط االستراتيجي في المؤسساتـ الجزائرية خالل الثمانينات17..
المطلب األول :أهداف الخطة في المؤسسة17...................................
المطلب الثــاني :األطــرافـ المشــاركة ضــمن التخطيــطـ اإلســتراتيجي للمؤسســة 18.....المبحث الثــاني :التخطيــط
االستراتيجي في المؤسسة الجزائرية في اقتصاد السوق20..
المطلب األول :خطة التصحيح بالمؤسسة االقتصادية20..........................
المطلب الثاني :تقنيات دعم التخطيط االستراتيجي21..............................
* الخاتمة23............................................................
* قائمة المراجع24.....................................................
مقدمة الموضوعـ:
لقد تميز اإلنسان منــذ بــدء البشــرية عن غــيره من المخلوقــات بالعقــل ،هــذا الجهــاز الــوظيفي الــذي مكن اإلنســان من
االرتقاء بنفسه وبطريقة حياته ،فتمييزـ هللا عز وجل لإلنسان بأن جعل له عقال كان من ورائه اختبار مدى قدرة هذا العبد
على تسيير حياته واستخدامه االستخدام األمثل ،وقد كان من فطرة اإلنسان أن يحدد هدفا لحياته ونم ـطـ عيشــه فال يكــون
عشوائيا أو غريزيا ،بل منظما بطريقة علمية ومنهجية .ومن هذا المنطلق بدأ اإلنسان في االهتمام بالتخطيط ،ولو بشكل
مبسط ،لكن هذه األهمية ازدادت حدتها مع مـرورـ الـوقت وإدراك األفـراد والجماعـات لمـدى دوره في مختلـف جـوانب
حياتهم ،مما أدى بالمنظمات إلى جعل التخطيط أحد أولوياتهاـ الوظيفية ،ال سيما وأنــه يجنبهــا خطــر الوقــوعـ في مشــاكل
عدة ،فلو تأملنا جميع جوانب الحياة من اجتماعية ،اقتصادية ،سياسية ،وغير ذلك لوجدناها تعتمد على التخطيط.ـ
ولكن عملية التخطيط بحد ذاتها ال تكون بعشوائيةـ بل تسترعي إتبــاع نمــط علمي ومســارـ منهجي محــدد ،يبــدأ بتحديـدـ
الهدف األسمى من وجود المؤسسة ،وصــوال إلى عمليــة مراقبــة مــا تم تنفيــذه لمتابعــة الخلــل وتصــحيحه .وبالتــالي فــإن
التخطيطـ يكون على أساس استراتيجي ،يراعي حجم وإمكانات المؤسسة ،والمحيط الذي تعيش فيه.
وهذا يدفعا حتما إلى طرح اإلشكال اآلتي:
ما هو نظام التخطيطـ االستراتيجي؟ وما موقع المؤسساتـ االقتصادية الجزائرية من هذا النشاط؟.
وسنعملـ في هذا العرض على اإلجابة على هذا التساؤل ،مبينين مفهوم كل من اإلستراتيجية والتخطيط ،ومحاولة الــدمج
بينهمــا ،ثم دراسـة حالـة الجزائــر من هـذه الوظيفـة ،وكيــف قــامت بتطــبيق محتــواه عــبر التطــور التــاريخي لمؤسسـاتنا
االقتصادية .معتمدين على منهج توثيقي إلى حد بعيد.
حيث أن أهميــة هــذا الموضــوعـ تكمن في كونــه وتــرا حساســا في الســير العــادي لنشــاط المؤسســة ،فال تضــمن البقــاء
واالستمرار إال في كنف تخطيطـ استراتيجي فعال.
1
مـفاهـيم عـامة الفصل األول:
نتناول في هذا الفصل المحاور العامة للدراسة بالوقوفـ عليها وتحديد ماهيتها ،ونقصد هنا بالمحــاورـ العامــة للدراســة
كال من مصطلحيـ التخطيطـ واإلستراتيجية وهذا بتحديد تعاريفهاـ المختلفة لنخرج بمفهوم شامل وإجمالي لها ،كما سنبين
كال من األنواع المختلفة لكل من التخطيط واإلستراتيجية ،وهذا كما يلي:
سنتطرق في هذا البحث إلى نظرة عامة حول التخطيط ،تعريفاته المختلفة ،باإلضافة إلى األنواع المختلفة للتخطيط:ـ
إن السؤال عن غرض التخطيط ومعناه كان وما زال يالقي إلى حد ما أجوبة متعددة في الحقب الزمنية المختلفــة ومن
أشخاص مختلفين ،ويذكرـ أن آينشتاين قال مرة نفس الشيء عن العلم .وهـذا معنــاه عـدم وجــود اتفــاق بين البــاحثين على
تعريفـ محدد لمفهوم التخطيط ،وإن كان هناك شبه إجماع غير مباشر على محتوى هذا المفهوم في مســتوياته ومراحلــه
المختلفة على الرغم من اختالف الزوايا التي تم تناول هذا المفهوم منها.
التخطيط ضرورة من ضرورات الحياة لإلنسان ،حيث إن اإلنسان يخاف ويحذر مما يخبئه له المستقبل ،لهذا أصبح
التخطيطـ بالمعنى الحديث هو محاولة توقع الخطر أو المجهول وتجنبه ،أو على األقل الحد من خطورته وعواقبــه ،لــذلك
لم تعد كلمة التخطيط كلمة غريبة أو غير مألوفة ألسماعنا ،فكثــيراً مــا نجــدها تــترددـ في إطــار المناقشــات أو الحــوارات
التي قد يثيرها بعض األفراد أو الجماعات فيما بينهم أو في إطار وسائل وأجهزة األعالم المختلفة.
*ت :1يعرفه بنتون Bentonعلى أنه تحضير ذهني للنشاط من أجل العمل أي بناء خارطة ذهنيــة ، Mental Map
فهذا التعريفـ يشمل كل فعل مقصود ،يجب أن يتصور ويثبت في الخيال قبل أن يأخذ مكانه في الحقيقة ،وهذه هي قاعدة
التفكير قبل العمل.¹
2
*ت :2عرفه فريدمان Friedmannبأنه طريقة تفكير وأسلوب عمل منظم لتطـبيق أفضـل الوسـائل المعرفيـة من أجـل
توجيه وضبط عملية التغيير الراهنة بقصد تحقيق أهداف واضحة ومحددة ومتفق عليها.
*ت :3عرف ميردال Myrdalالتخطيط كمفهوم تنمويـ بأنه برنامج يظهر إستراتيجية الدولــة على المســتوى الوطــني،
وإجراءات تدخلها إلى جانب قوى السوق من أجل دفع وتطويرـ النظام االجتماعي.
*ت :4إعتبره واترسونـ Watersonمجموعة جهود واعية ومستمرة تبذل من قبــل حكومــة مــا لزيــادة معــدالت التقــدم
االقتصادي واالجتماعيـ والتغلب على جميع اإلجراءات المؤسساتية التي من شأنها أن تقــف عائقـا في وجــه تحقيـق هــذا
الهدف.
*ت:5ـ التخطيطـ من الوظائف القيادية والمهمة في اإلدارة العامة والتي يقع على عاتق القيادة اإلدارية وجـوب النهـوض
بها كوظيفة أساسية تختص بها اإلدارة العليا .وال تنتهي هذه الوظيفة إال بتحقيق الهــدف من خالل نشــاطات اإلدارة الــتي
تعمل على تنفيذ الخطة.²
*ت :6التخطيطـ هـو العمليـة الـتي يتم فيهـا تحديـد الوضـع الحـالي للمنظمة واإلنجـازاتـ الـتي تنـوي تحقيقهـا والوسـائل
واآلليات التي ستستخدمهاـ للوصول إلى تلك اإلنجازات. ³
*ت :7التخطيطـ Planningهو المهام اإلدارية التي تهدف إلى تحديــد األهــداف المســتقبلية للمنظمــات و المؤسســات و
طرقـ تحديد هذه األهداف . 4
وعموما فإن التعريفات المختلفة للتخطيط قـد غطت وشـملت جـوانب مختلفـة وواسـعة ولكن دون أن تشـير إلى اتفـاق
جماعي مباشر في الرأي ،وإن كانت قد اتفقت بشكل غير مباشر على مجموعــة من المحــاور الرئيســية الــتي يمكننــا من
خاللها تحديد تعريف عام للتخطيطـ وهو كما يلي:
﴿ التخطيط نشاط إنساني وخيار عقالني موجه للعمل المستقبلي وهذا في سبيل حل المشكالت ﴾
من خالل تعريفنا للتخطيط من مختلف جوانبــه يتضــح لنــا أنــه مجــال واســع ومعقــد وهــو بالتــالي يضــم عــدة أنــواع
وتصنيفاتـ حسب معايير مختلفة.
-1د.عثمان محمد غنيم -التخطيط:ـ أسس ومبادئ عامة -دار صفاء للنشر-عمان-2001-ص.25:
-2د .طالل الشريف -قسم اإلدارة العامة -جامعة الملك عبد العزيز.ـ
-3اسماعيل الحمراوي:ـ باحث في الحقل الجمعوي -مقال منشور بتاريخ.2006-08-31:
هناك عدة معايير يمكن تصنيفـ أنواع التخطيط على ضوئها ،وذلك على النحو التالي:
-1د.شوام بوشامة -مدخل إلى االقتصاد العام -الطبعة الثانية -دار الغرب للنشر-2000-ص360:
ثانيا ً :حسب األساس الوظيفي:¹
هنا نقسم التخطيطـ إلى ثالثة أنواع رئيسية وهي :
-1 التخطيط التطويري :
ويقصد بالتخطيط التطويري وضع الخطط المتعلقة بالتغيير الهادف وإدخال التحسينات في طريقة سير العمل وإتباع
األساليب العملية الحديثة في إنجاز المهمة من أجل رفع المستوى اإلنتاجي واألداء الوظيفي للموظفين .
-2 التخطيط التنظيميـ :
ويتعلقـ بوضــع الهياكــل والخرائــط التنظيميــة وتحديــد طريقــة ســير العمــل وطــرقـ االتصــاالت بين أقســامـ المنظمــة
ووحداتها اإلدارية ،وكذلك تحديد الصالحيات والسلطاتـ اإلدارية للموظفين بحكم مسميات الوظائف المختلفة.
-3التخطيط البشري:
ً
ويشمل الدراسة والتحليل والتنمية الشاملة للقــوى العاملــة في المنظمــة كمــا وكيفـا وتنميــة القــدرات الفرديــة ووضـعـ
الجداول النسبية واإلحصائية لمعرفــة االحتياجــات المســتقبلية من القــوى البشــرية على اختالف مجاالتهـاـ وتخصصــاتهاـ
ومستوياتها.ـ
ثالثا :حسب اإلدارة:²
ويشمل هذا المعيار نوعين من التخطيطـ هما:
التخطيطـ المركزي: -1
يرتبطـ هذا النوع من التخطيطـ بالسلطة المركزيــة الــتي غالبــا مــا تكــون في العاصــمة ،وتقــوم بإعــداد وتنفيــذ ومتابعــة
الخطط التنموية المختلفة من هناك.
التخطيطـ الالمركزي: -2
يتمثل بهيئات التخطيط الرسمية وغير الرسمية على مستوى األقاليم والتجمعاتـ السـكانية ،والـتي تقـوم بإعـداد وتنفيـذ
الخطط التنموية يشاركهاـ في ذلك غالبا السكان المحليون وبالتحديدـ المجموعات المستهدفة.
4
-2د.عثمان محمد غنيم -التخطيط:ـ أسس ومبادئ عامة -دار صفاء للنشر-عمان-2001-ص.47:
التخطيطـ التفصيلي: -2
يهتم بالتفاصــيل والجزئيــات ،وال يقتصــر على الجــوانب النظريــة ،بــل يتعــداها إلى النــواحي التطبيقيــة ،فمثال يركــز
التخطيطـ العام على زيادة اإلنتاج كخط عريض ،بينما يهتم التخطيطـ التفصــيلي بكيفيــة تحقيــق هــذه األهــداف على أرض
الواقع.
وما يمكننا مالحظته في نهاية هذا المطلب أن معايير التخطيــط ورغم اختالفهـاـ من حيث التســمية ،إال أنهــا تحمــل في
طياتهاـ أنواعا متشابهة إلى نوع ما من التخطيط ،فالتخطيطـ المركزي مثال يشبه ما يكون تخطيطا عامــا أو قوميــا ،ويبقى
الفرق الوحيد الممكن استخالصه يكمن في مستلزمات كل نوع منها ،ومراحل إعداده واإلشرافـ عليه.
ماهـيـة اإلستراتيجية المبحث الثاني:
5
الغرض من هـذا البحث هـو تسـليط الضـوء على ماهيـة اإلسـتراتيجية ،وهنـا لن نقـف عنـدها بالتفصـيل فنحن بصـدد
التطرقـ للمفاهيم العامة فقط ،وبالتالي سنحاول تحديد كل من مفهوم اإلســتراتجية واألنــواعـ المختلفــة من اإلســتراتيجيات
التي تتبعها المؤسسات االقتصادية الحديثة.
المطلب األول :مفهوم اإلستراتيجية
سنحاولـ عرض بعض التعريفات المتعلقة باإلستراتيجية كمفهوم ،والمقدمة من طرف عدة كتاب وأخصائيين.ـ وتتمثــل
إجماال في ":
حسب " :" Alfred Chandlerيرى أنها تمثل {:إعداد األهداف والغايات األساسية طويلة األجل للمؤسسة،
واختيارـ خطط العمل وتخصيص المواردـ الضرورية لبلوغ هذه الغايات}.
حسب " :" Harverd Schoolفترىـ أنها {:مجموعة القرارات المهمة لالختيارات الكـبرى للمنظم ،المتعلقـة
بالمؤسســة في مجموعهــا ،والراميــة أساســا إلى تكــييف المؤسســة مــع التغــير ،وكــذا تحديــد الغايــات األساســية،
والحركاتـ من أجل الوصولـ إليها}.
حســب " :" Morgenstrenفيقــول أن {:اإلســتراتيجية هي تتــابع حركــة العب عقالني تمامــا ،في إطــار ذي
منفعة معينة خالل لعبة ذات قواعد محددة ،هذا الالعب يعرفـ توزيع احتمال النتائج بمقياس دالته المنفعية ،لكل
من االختيارات الممكنة}".¹
-1ناصر دادي عدون ،اإلدارة والتخطيطـ اإلستراتيجي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.ص.10-8:
كما يمكننا في األخير الخروج بتعريفـ شامل وعام لالستراتيجيو وهو:
"{ اإلستراتيجية هي مجموعة من القرارات والنظم اإلدارية التي تحدد رؤية ورسالة المنظمة Vision & Mission
في األجل الطويل في ضوء ميزاتها التنافسية Competitive Advantageوتسعى نحو تنفيذها من خالل دراسة
ومتابعة وتقييم الفرص والتهديدات البيئية Threats & Opportunitiesوعالقاتها بالقوة والضعف التنظيمي
Strengths & Weaknessesوتحقيق التوازن بين مصالح األطراف المختلفة .¹"}Stakeholders
ال يمكننا حصرـ جميـع أنـواع اإلسـتراتيجياتـ الموجـودة ،ألنهـا تتمـيز بـالتنوع واالختالف،ـ وهـذا حسـب المدرسـة أو
النظــرة الــتي يبــني عليهــا الكتــاب تقســيماتهمـ لإلســتراتيجية ،ولكن هنــاك نــوعين من اإلســتراتجيات تمثالن المعيــار أو
التصنيفـ األساسي الذي يمكن أن ندمج تحته أهم األنواع األخرى ،وهما:
6
-1اإلدارة اإلستراتيجية ،مركز اإلدارة والتنميةhttp://www.mdcegypt.com/Site-Arabic/Management .
التكامل األفقي :وتشــري إلى اتجــاه الشــركة لزيــادة طاقاتهــا اإلنتاجيــة في نفس مجــال نشــاطهاـ الحــالي ،من -4
خالل إنشاء وحدات إنتاجية داخل الشركة ،أو االسـتحواذـ أو االنــدماج مـع شــركة مماثلــة بغـرض الحـد من
ظروف المنافسة .وكمثال معروفـ عن هذه اإلسـتراتيجية في مجـال السـيارات العالميـة ،هـو قيـام شـركة (
)Chryslerباالستحواذـ على شركة(.)American Motors
التكامل الرأسي :يتم هذا التكامل إما بإنشاء وحدة داخلية لتزويـدـ الشــركة بمــدخالتهاـ ويســمىـ ذلــك بالتكامــل -5
الرأسي الخلفي .أو إنشاء نظام توزيع داخلي لتقريب الشركة من مستهلكيهاـ النهائيين ويسمىـ ذلــك بالتكامــل
الرأســي األمــامي .وأحــد األمثلــة البــارزة لكــل من التكامــل األفقي والرأس ـيـ هــو قيــام شــركة ()Pepsico
باالستحواذ على( )Kentuky fried chiken, Pizza Hut, TacoBellمن خالل برنامج االســتحواذ
هذا ،ضمنت شركة بيبسي لنفسها عددا هائال من منافذـ التجزئة لمشــروباتهاـ الغازيــة(تكامــل رأســي أمــامي)
وأيضاـ توسعت في نشاطـ المأكوالت والوجبات السريعة (تكامل أفقي).
التنويع المترابطـ :نعني به دخول الشركة في أنشطة جديدة تون مترابطة ومتوافقة مع النشاط الرئيســي لهــا، -6
من حيث التكنولوجيا ،األسواق أو المنتجات .وأحد األمثلة على هذه اإلستراتيجية هو قيام شــركة()Sonny
باالستحواذ على شركة(.)Clumbia Motion Pictures and Records
التنويع غير المترابطـ :يقصد بها االســتحواذ أو االنــدماج مــع شــركة أخــرى مختلفــة تمامــا من حيث نوعيــة -7
النشاط .ومثال ذلك قيام شركة( )Exxonالعالمية للبترول بــالتنويع في مجــاالت غــير مترابطــة بالنشــاطاتـ
األصلية لها مثل صناعة المعدات الكهربائية".¹
-1د .نبيل محمد مرسى ،استراتيجياتـ اإلدارة العليا ،المكتب الجامعي الحديث ،مصر.2006 ،ص.313-309:
التصفية :ويقصد بها تصفية الشركة ألصولهاـ الملموسة وإغالق مصانعها ،واألمثلة على هــذه االســتراتيجة -3
كثيرة مثل تصــفية الشــركة العمالقــة ( .)Eastern Airlinesفمرحلــة التصــفية يمكن أن تتعــرض لهــا أي
شركة سواء كبيرة أو صغيرة¹ ".
الحيلة :تعمل المؤسسة من خالل هذه اإلستراتيجية على إيهام منافسيهاـ بأنها تسيير في طريق الزوال ،عــبر -4
خطة عمل دفاعية ،في حين أنها قد تباغتهم في أي لحظة بمنتج جديد.
بعد أن تطرقنا بإيجازـ لكل من التخطيطـ واإلستراتيجية ،مبينين مفهوم كل من هما ،وكذا التقســيمات المختلفــة الــتي
يمكن أن يأخذها كل من التخطيط واإلستراتيجية ،نجد أنفسنا أمام ضرورة الربط بينهما وهــذا مــا ســنعمل عليــه غي
الفصل القادم.
7
-1د .نبيل محمد مرسى ،المرجع نفسه.ص.314-313:
إستراتيجية التخطيطـ في المؤسسة الفصل الثاني:
{إن رسالة المنظمة تحاول جعل الرؤية أكثر تحديداً ،أما األهداف فهي تعمل على جعل الرسالة أكثر تركيزا}
العملية اإلدارية في المؤسسة االقتصادية عمليــة معقــدة ومتشــعبة من المهــام والوظــائف ،الــتي تســعى في النهايــة إلى
تجميع ،تنسيق ،وتوجيه ثم مراقبة مجهودات أفرادها ،من أجل تحقيق هدف مشترك .وتحقيق هذا الهدف ال يتــأتى إال في
ظل إدارة حديثة تعتمد التخطيط اإلستراتيجي كوسيلة لرفع كفاءة المنظمة ككل.
" إن ما نفكر به أو نعرفه أو نؤمن به هو في نهاية األمر ال شــيء ...فالشــيء الوحيــد هــو مــا نقــوم بــه أو نفعلــه".¹ـ (
)Haies ,1955
قبل التطرقـ إلى التخطيط اإلستراتيجي علينا الوقوف عند مصطلح مهم وهو اإلدارة اإلســتراتيجية ،من منطلــق أن
التخطيطـ هو أولى الوظائفـ اإلدارية ،وبالتالي علينا إعطاء مفهوم ولو بسيط لإلدارة اإلستراتيجية.
إن اإلدارة اإلستراتيجية هي ليست عملية تدريجية خالية من اإلشكاالت ،بل هي عملية تكراريــة تعتريهـاـ صــبغة "
البعثرة " ،إلى درجة أنها تقتضي توفر العمل الجاد من قبل معظم األفرادـ في المنظمة بهدف االرتقاء بها نحو المستقبل.
ليس مفهوم اإلدارة اإلستراتيجية جديدا ،بل يرجــع إلى الســبعينات من القــرن الماضــي ،حين قصــد بــه قيــام أشــخاص
معينين بالخروج ببرامج إستراتيجية ومن ثم محاولة ترويجهاـ إلى صناع القرار.
وفيـ عقد التسعينات اختلفت فكرة التخطيط االستراتيجيـ عن اإلدارة اإلســتراتيجية ،حيث أن تعريــف Goodsteinو
Nolanو Pfeifferللتخطيطـ االستراتيجيـ يبتعد عن كونه مجرد وظيفة من الوظائفـ العامة الــتي تقــوم بهــا الكــوادرـ
العاملة ،بل أنه يركز بنا أكثر عن كونه عملية تقتضي من القادة الكبار للمنظمة أن يحددواـ االتجاه االستراتيجيـ لها.
-1د.طاهر الغالبي ،إستراتيجية األعمال ،مدخل تطبيقي ،دار الثقافة،األردن .2006 ،ص .17:عن:
)(Federation Report, February 1997
المطلب الثاني :فوائد اإلدارة اإلستراتيجية
8
عندما تمارس المنظمة اإلدارة اإلستراتيجية ،يصبح التفكير ذا طابع رؤيوي أكثر ويتسم بما يلي:¹
التفكير بشأن المستقبل ،بحيث تكون حدود المنظمة أكثر مرونة.
تحويل التركيزـ من المدخالت التي تستخدمـ لتنفيذ العمل إلى المخرجات والنتائج التي ترغب المنظمة بتحقيقها.
التركيزـ على الرفع من نوعية العمليات واألداء التنظيميـ واعتبار ذلك مفتاحا أساسيا إليصال منتجات وخــدماتـ
ذات جودة عالية.
التوجه نحو الثقافة التنظيمية التي تتكيف بسهولة للتغيير.
ومن خالل الممارسة والعمل الجاد ،فإن التعلم التنظيميـ الذي يحدث خالل تطبيق عمليــة اإلدارة اإلســتراتيجية ســوف
يجعل المنظمة قادرة على تحقيق أهدافها ورؤيتها.ـ ومع كل تحديث للخطة اإلستراتيجية ،سوف يصبح القادة الكبار ذوي
قدرة أفضل على نشر الخطة وإجراء التغييرات وقياس األداء التنظيمي.
بعد عملية تحديد السياسة العامة للمؤسسة وأهدافها ،وبعد التحليل العام للمحيط وللوضــعية الداخليــة و إمكاناتهــا ،تمــر
المؤسسة في عملية التخطيطـ االستراتيجيـ إلى المرحلة األقرب من الميدان العملي .فما هي اإلجراءات التي تمر بها هذه
العملية؟ ثم ما المراحل التي يشهدها نظام التخطيطـ االستراتيجيـ في تكونــه؟ وأخــيرا كيــف يمكن تقــييم ومراقبــة العمليــة
كلها؟.
لقد ُعرٌفَ التخطيط االستراتيجيـ على أنه" :عملية متواصلة ونظامية يقوم فيها األعضاء من القادة في المنظمة باتخاذ
القرارات المتعلقة بمستقبل تلك المنظمة وتطورها ،باإلضافة إلى اإلجراءات والعمليات المطلوبة لتحقيق ذلــك المســتقبل
المنشودـ وتحديد الكيفية التي يتم فيها قياس مستوى النجاح في تحقيقه".²
يقصد باإلجراءات في معناهـا العـام مجموعـة القواعـد ،الطـرق والتقنيـات ،الـتي تسـمح بتكـوين وإعـداد نشـاط معين
وتوجيهه حتى النهاية المرغوبة .وبالتالي فإن إجراءات التخطيط االستراتيجيـ تعمل على جمع تصورات ذهنية بعدد من
المصالح الوظيفية والعملية ،من خالل طرح األسئلة التالية ومحاولة اإلجابة عنها:
ماذا يالئمنا أن نفعل؟. -1
يقتضي هذا السؤال دراسة المحيط لمعرفة الفرص والتهديداتـ المناسبة.
ماذا نستطيع أن نفعل؟. -2
واإلجابة تكون بتحديدـ نقاط القوة والضعف بعد دراسة المؤسسة وطاقاتها.ـ
ماذا نريد أن نفعل؟. -3
يبين هذا السؤال طموحاتـ المسيرين ،والمؤسسة عامة.
ماذا سنفعل؟. -4
وفيـ هذه المرحلة يتم تحديد االستراتيجيات والخططـ العملية.
فعلى هذه اإلجراءات أن تتطابق مع المنهجية العامة للمؤسسة ،وهنا علينا أن نعرف أنه ال توجد منهجية متطابقة ي كــل
زمان ومكان ،مما يستدعي على المؤسسة تكييف هذه اإلجراءات مع هيكلها وتنظيمهاـ بحيث تعطيها طابع المرونة.
9
مراحل نظام التخطيطـ االستراتيجيـ المطلب الثاني:
سنتطرق هنا إلى سيرورة هذا النظامـ بداية تحديد المؤسسة ألهدافهاـ وفق رؤيتهاـ المستقبلية والرسـالة الـتي تعمـل على
إيصالها ،إلى غاية عملية الموازنة مارين بخمس مراحل نلخصها في ما يلي":
10
بالقيام بدراسات واطالعات على السوق وعلى إمكانيات المؤسسة الداخلية عند إعداد الموازنة ،تصبح هــذه -3
األخــيرة وســيلة لمتابعــة حركــة المحيــط الــداخلي والخــارجي للمؤسســة باســتمرار،ـ وهي عمليــة تبتــدئ
باإلستراتيجية العامة والتحليالت التي تسبقها.
تسمح الموازنة بإعادة النظــر إن كــان ذلــك ضــروريا في األهــداف الزمنيــة ،وفي توزيــع المــوارد المتعلقــة -4
بالسنة المعنية ،وذلك نتيجة لما تقدمه تحليالت المحيط الداخلي والخارجيـ للمؤسسة من نتائج جديــدة لم تكن
متوقعة في اإلستراتيجية العامــة.وهــذا يــدخل ضــمن متابعــة المحيــط وتــدارك تأثيراتــه في الــوقت والمكــان
المناسبين.
كما في التنبؤ والتحليل اإلستراتيجي ،فإن أعداد الموازنة تعتبر فرصة في يد المــؤولين إلشـراك المتعــاملين -5
الداخليين فيها أساسا ،خاصة في المستوياتـ الدنيا حيث المتعاملون مع البرامج التنفيذيـة والمـوارد المختلفـة
في المؤسسة .التي تعتبرـ كنظام سياســي وتقنــو-اقتصــاديـ في نفس الــوقت ،ممــا يســتوجبـ األخــذ بالحســبان
الجانب االجتماعي والنزاعات والتحفيز ،وغيرها من العناصرـ التي تجعل من الموازنــات إمــا وســيلة لرفــع
درجة اإلدماج وجمع أكثر للطاقات البشــرية وتوجيههــا نحــو تحقيــق أهــدافها ،أو ســببا لظهــورـ نزاعــات أو
اضطراباتـ قد تؤدي إلى انفجارها.
كمــا أن الموازنــة تســمح بمتابعــة ومراقبــة وتقــييم األداء في مختلــف أجــزاء وأقســام المؤسســة وتحديـدـ المســؤوليات،
واستعمالـ نظام المكافآت في األخير ،كما أن نتائج تحقيق الموازنات تصبح كعناصـرـ تــدخل في الموازنــة المقبلــة أو في
الخطة المستقبلية عن طريق نظام التغذية العكسية(.¹")le feed back
-1ناصر دادي عدون ،اإلدارة والتخطيطـ اإلستراتيجي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.ص:
الفصل الثالث :موقع المؤسسات االقتصادية الجزائرية من
التخطيطـ اإلستراتيجيـ
الغــرض من هــذا الفصــل الثــالث هــو تحديــد مكانــة المؤسســات االقتصــادية الجزائريــة من وظيفــة التخطيــطـ
اإلستراتيجي ،فمن المعلوم أن مؤسساتناـ االقتصادية قد أولت اهتماما لهــذا النشــاط اإلداري الرئيسـيـ في ســير عمــل
المنظمة ،وما يمكن مالحظته أن التخطيط اإلستراتيجيـ في بالدنا قد مر بمرحلتين ،حسب التطور الزمني لمنظمات
األعمال الجزائرية وسنتطرقـ إلى هاتين المرحلتين بالتفصيل:
"مارست المؤسســة العموميــة الوطنيــة عمليــة التخطيــط والتخطيــط اإلســتراتيجيـ متوسـطـ المــدى ضــمن الســياق
الوطنيـ والقيود والتدخالت من اإلدارة المركزية .خاصة في المرحلة األولى من استعمال التخطي ـطـ أي حــتى نهايــة
سنة ،1987ولتدخل بعدها في نظام من التخطيطـ أقل ثقال وقيودا من سابقه في المرحلة األولى ،وسوف نتطرقـ إلى
التخطيطـ على مستوى المؤسسة االقتصادية الجزائرية من حيث أهداف الخطة ومحتواها ،وكذا األطراف المشــاركة
ضمن التخطيط اإلستراتيجيـ للمؤسسة".¹
11
الخطة في المؤسسة تعبر عن العنصر األساسيـ لعملية تحديــد األهــداف النهائيــة ،والــتي يســتوجب تحقيقهــا تحديــد
األهداف المرحلية ،بتوفير وتوزيعـ الموارد ،والوسائل بعد تقديرها .وهــذه العناصـرـ تجتمــع في الواقــع ضــمن نظــام
التخطيطـ اإلستراتيجيـ الذي ذكرناه سابقا ،والــذي يبتــدئ من وضــع األهــداف اإلســتراتيجية إلى وضــع الموازنــات،
ومراقبة تنفيذها مروراـ بالبرامج والخططـ العملية.
والمؤسسة الجزائرية هنا ،ال تبتعد عن هذا التصورـ للتخطيط في مجموعه ،ولكن مع وجــود االختالف في عمليــة
التطبيقـ والتنفيذ ،حيث عملية وضع األهداف وتحديد المواردـ والوسائل ليست من صالحيات المؤسســة فقــط كوحــدة
مستقلة ،بل يشترك فيهـا جهـاز التخطيـط المركـزي،ـ حيث تحـدد عن طريـق المبـالغ الممكن تخصيصـهاـ لكـل فـرع
اقتصادي على المستوىـ الوطني ،وكذلك التوجيهات واألهداف العامــة ،قبــل االنطالق في إعــداد الخطــة من طــرف
المؤسسات ،التي تمر عبر ذلك إلى الجهاز المركزيـ للتخطيط ،الذي يدرسها،ـ ويقرر رفضهاـ أو قبولهــا ،مــع تعــديل
أو بدونه .وهنا تظهر طاقات ومهاراتـ اإلقناع لدى المديرين ،والمسؤولين في المؤسسة.
-1ناصر دادي عدون ،اإلدارة والتخطيطـ اإلستراتيجي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.ص.149:
وخطــة المؤسســة ال تتعلــق بالنشــاطات االقتصــادية فقــط ،بــل تعكس أيضــا إســتراتيجية اجتماعيــة .وأثنــاء إعــداد
المؤسسة لخطتها ال تتمتع بحرية واستقاللية القرار ،فهي تخضع للتوجيهات المركزيــة العامــة قبــل اإلعــداد ،وأثنــاء
تنفيذها أيضا.
وقدـ شهدت المرحلة الثانية للمؤسسـة االقتصـادية نوعـا من التغــير في التصـورـ العـام للخطـة المتعلقـة بالمؤسسـة
العمومية (حسب قوانينهاـ الصادرة في سنة )1988بإعداد مخططهاـ للتنمية متوسطـ األجل ،وتصادق عليه في إطــار
توجيهات وأهدافـ المخطط الوطني متوسطـ األجـل ومقتضـيات التكامــل االقتصــاديـ الفـرعي خاصـة .ويهــدف هــذا
المخطط أساسا إلى:
وضع تنمية وإستراتيجية المؤسسة ضمن المخطط الوطني ،وضمان انسجامهاـ فيه. -1
تحديد واجبات كل من الدولة والمؤسسة .في تطبيقـ هذا المخطط. -2
خدمتــه كإطــار للعالقــات بين الدولــة والمؤسســات ،وكإطــار مــرجعي لمتابعــة تقــييم نشــاطات هــذه -3
المؤسسة.
السماح بممارسات فعلية الستقاللية التسيير في المؤسسات بتحديد اإلطار والشروط.ـ -4
وهكذا يتضح أن مخطــط المؤسســة العموميــة االقتصــادية في نهايــة الثمانينــات يســتجيب أكــثر إلى أهــداف اقتصــادية
وطنية ،ورغم استقاللية المؤسسة الشكلية إال أنها تبقى مرتبطة بالدولــة والمخطـطـ الوطــنيـ حســب درجــات متفاوتــة من
مؤسسة إلى أخرى ،ويصعب فيها تحديد إستراتيجية واضحة.
كما رأينا سابقا مرت المؤسسة العمومية في مجال تنظيمهـاـ الــداخلي بمرحلــتين ممــيزتين ،الفاصــل بينهمــا هــو ســنة
،1988أين بدأت إصالحات االستقاللية تخرج إلى الوجود .وسنتعرضـ هنا إلى الجهات المشاركة أو التي لها دخــل
في التخطيط وما يترتب عليه من أعمال في كل من المرحلتين.
)1في المرحلة األولى :في هذه المرحلـة كـان العامـل قـد أعطى دوراـ هامـا في عمليـة التسـيير ،ومتابعـة
نشــاط المؤسســة ،الــتي يعتــبر فيهــا مالــك أيضــا .ولكن بقي دوره كمالحــظ فقــط في ظــل صــالحياته
المحدودة .بحيث نالحظ أن كال من مجلس العمال واللجان المرفقة به ليس لهم عالقة فعالــة ،أو تــدخل
حقيقي ،في عملية التخطيطـ بقدر ما هي تقديم توصيات ومراقبة بعدية للنتـائج .أمـا مجلس اإلدارة فهـو
الجهة الفاعلة في التخطيط وفيـ العمليات اإلدارية اإلستراتيجية ،ابتـداء من بـرامج االسـتثمار ،توسـيع
النشاطات ،نظام المستخدمين ،الهيكل اإلداري وغيرها ،وإلى الحسابات وعناصر النتائج.
ومن هنا نالحظ أنه رغم اتجاه التسـيير االشـتراكيـ نظريـا إلى إشـتراك أكـثر للعمـال في المراقبـة،
وتســيير نشــاطات المنظمــة ،إال أنــه ال يعطي صــالحيات حقيقيــة لهــؤالء ،خاصــة فيمــا يتعلــق بالتخطي ـطـ
االستراتيجي ،ويترك ذلك لمجلس اإلدارة الذي يوجد فيه ممثلون عنهم.
)2في المرحلة الثانية :في هذه المرحلة أخذت المؤسسة العمومية الجزائرية (حســب ق )88.01:شــكال
آخر أكثر وضوحا في ما يتعلق بالجانب القــانونيـ والعالقــاتـ بين اإلدارة المركزيــة واإلدارة الداخليــة
12
فيها ،حيث أصبحت تتمتع باألهلية القانونية الكاملة ،فتشــترطـ وتلــتزم وتتعاقــد بكيفيــة مســتقلة بواســطة
أجهزتهاـ المؤهلة لذلك ،بمقتضى قانونهاـ األساسي ،وطبقا لقواعد التجارة واألحكامـ التشريعية المعمول
بها في مجال االلتزامات المدنية والتجارية.
ولهذا فالقيام بمختلف أعمال التخطيطـ االستراتيجي في هذه المؤسسة حسب القانون التجاريـ والمدني
الذي يعطي فيه سلطة هذا النشاط لمجلس اإلدارة وجمعية المساهمين.
إذ يعـــبر مجلس اإلدارة الســـلطة العليـــا في المؤسســـة ،والمفكـــر الرئيســـي ،والمســـيطر في التحليـــل
اإلستراتيجي ،ووضعـ الخطط العامة ،والسياسات ،من أجل ضمان السير الجيد للمؤسسة ،واستمرارـ حياتها.
وهو المجلس الذي يربط بين الجمعية العامة للمساهمين في هذه المؤسسة ،التي تعتبر ذات أسهم ،والــتي لهــا
سلطة الملكية وإدارة المؤسسة في صورة مديرها الذي يتمتع بسلطة التسيير.
إذ يشترك في عملية التخطيط االستراتيجي كـل من مجلس اإلدارة والجمعيـة العامـة ،والمـديرـ العـام ،كـل
حسب الصالحيات التي يخولها له القانون.
كما تجدر المالحظة إلى أن مختلف المؤسسات التي مرت إلى االستقاللية لم تتمكن من االســتفادة بمــا فيــه
الكفاية من النصوص الجديدة آنذاك في التحضيرـ والقيام بوضع خطــط إســتراتيجية متوســطة المــدى ،وذلــك
لعدة أسباب منها على األخص:
-المشاكل المتعلقة بالجانب التأسيسيـ التي جابهتها المؤسساتـ في السنة األولى من تحولها إلى االستقاللية،
وذا عدم استقرار اإلطار االقتصاديـ الوطني مما ال يسمح بوضع وإعداد خطط عمل منسجمة.
-ظهور اإلختالالت في المسؤولية ،وسوء اإلدارة الناتجة عن الخلط الكبــير في العالقــات بين المؤسســة واإلدارة
المركزيــة وغيرهــا ،إذ رغم أن اإلصــالحات الخاصــة باالســتقاللية قــد أعطت المؤسســة اســتقاللية معينــة من خالل
نصوصها ،إال أن هذا لم يسمح لها باالستفادة من إجــراءات التخطيـطـ االســتراتيجي ،وهــذا لعــدم اعتمادهــا على التقنيــات
الحديثة في اإلدارة ،ابتداء من تقنيات التسيير الكمية ،ماعدا المحاسبة العامة الشكلية ،إلى مناهج متابعــة وتقــييم ،وتوجيــه
المواردـ المختلفة ،وعلى رأسهاـ الموارد البشرية التي أهملت بشكل كبير في جــوانب تســييرها ،واســتغاللها الفعــال ،رغم
أنها هي التي تتميز بالدور الرياديـ في أي نشاط إنساني.
وعــدم نجــاح المؤسســة االقتصــادية العموميــة الجزائريــة في دخــول التخطيــط االســتراتيجي،ـ في مرحلــة االســتقاللية،
باإلضافة إلى كل هذا ،كان له أسباب أخرى منها التراكمات في نتائج التسيير ،واإلدارة السلبية عبر عدة ســنوات ،وبقــاء
نفس المــؤطرين والمــديرين لهــذه اإلصــالحات ,كمــا لم تكن صــناديقـ المســاهمة إال صــورة أخــرى من صــور الضــغطـ
والتــدخل اإلداري ،رغم اآلمــال الــتي كــانت معلقــة عليهــا لتحســين أداء المؤسســات .وهــو مــا يســمح بــالقول أن هــذه
اإلصالحات لم توفر لها الظروف الجيدة والحقيقية للنجاح في الواقع ،فهــل ســتنجح اإلصــالحات الــتي تلتهــا للــدخول إلى
اقتصــاد الســوق بشــكل واضــح وأعمــق؟ وهــل ســتنجح في إدخــال التقنيــات الحديثــة في إدارتهــا وعلى رأســها التخطيــط
االستراتيجي وما يرتبط به من جوانب متشابكة ومعقدة؟ ،فهذا ما سنحاولـ اإلجابة عنه في المبحث الموالي.
لقد وجدت المؤسسة الجزائرية نفسها في ظل الظروف الحالية ،والمستقبلية ،لالقتصادـ الوطني مضطرة إلى أن تكيــف
طرقـ تسييرها مع التنظيم الجديد لالقتصاد،ـ وتعمل على مقاطعة الطرق السابقة للتسيير وما يرتبط بها من عدم اســتعمال
حقيقي لتقنياته .وبالتالي االعتماد على خطة للنجاعة أو التصحيح بالمؤسســة العموميــة ،تعتمــد على تقنيــات حديثــة تــدعم
التخطيطـ االستراتيجيـ بها وهو ما سنراه في هذا المبحث.
إن خطـة التصــحيح بالمؤسسـة مــا هي في الواقــع إال خطـة إســتراتيجية انتقاليـة أو من نـوع خــاص لهـذه الفـترة ،فهي
تستوجب القيام بكل مراحل التخطيط االستراتيجي وتحديدـ األهداف اإلستراتيجية عبر أفق معين متوسط قــد يصــل إلى 5
سنوات ،تحاول المؤسسة فيه الوصول إلى تحقيق الشروطـ والعوامل الضرورية للحكم على نشاطهاـ بعد ذلك .وهذا يعــني
أيضا توزيع هذه األهداف إلى أهداف قصيرة األجل وسنوية ،في الزمن وعبر فروع ومستويات المؤسسة.
13
وإذا كانت خطة التصحيح خطة هي خطة إستراتيجية خاصة ،أو انتقالية ،فإن المؤسسات الصــناعية العموميــة ،ســواء
في هذه النقطة أو غيرهــا في المســتقبل ،عليهــا أن تعمــل على إتبــاع الخطــوات العامــة للخطــة اإلســتراتيجية ،وفي حالــة
وضعية هذه المؤسسات يجب أن يصب االهتمام على المشاكل ،والظروف الخاصة بها ،وفي الزمن الــذي يتم فيــه إعــداد
الخطة ،وأن تكون لديها النظرة اإلستراتيجية طويلة األجــل ،ومــا يرتبـطـ بحياتهــا ومحيطهـاـ الوطــني وتحركاتــه ،وأيضــا
المغاربيـ والمتوسطي ،مع متابعة عالقة الجزائر بالسوقـ األوروبية المشتركة ومنظمة التجارة الدولية .وفي هــذه الخطــة
يتم اتخاذ القرارات المتوسطة وقصيرة األجل بعيدا عن القرارات االرتجالية التي طالما تميزت بها في مراحل سابقة.
بحيث يجدر اإلشارة إلى أن خطة النجاعة تحوي عناصر من أهمها:
-مطاردة التكاليف الزائدة ،وتخفيض العمال ،التنازل عن استثمارات...الخ.
-وسائل القيادة :إعادة التنظيم ،محاسبة تحليلية ،نظام معلومات التسيير وغيرها.
-التسويقـ الجديد المختلط
-الثقافة الجديدة الواجب تجذيرها.ـ
ولكي تكون هذه الخطة مثمرة وذات نجاعــة لمؤسســاتنا الوطنيــة يجب تــدعيمها بتقنيــات معينــة تعمــل على الرفــع من
كفاءة التخطيط وخلق ميزة تنافسية للمؤسسة في ظل سوقـ شرس ال يكون البقاء فيه إال لألقوى.
التخطيطـ االستراتيجيـ كوسيلة مهمة يشترك فيها مختلف األفرادـ واألطرافـ في المؤسســة ،من أعلى هــرم اإلدارة إلى
آخر األفراد والعمال المنفذين ،وكل منهم له دور محدد في إعداد ،وتنفيذ ومراقبة ،نتائج هذا التخطيط بشكل منتظم.
والسؤالـ الذي يمكن طرحه في موضوع المؤسسة العمومية الجزائرية هو:
كيف ترى اإلدارة إلى هذه التقنيات ودورها في المؤسسة ،وإلى أي مدى تستفيد منها في التسيير واإلدارة؟.
ولإلجابة على هذا السؤال المزدوج ال نبــدأ من مـا إذا كــانت المؤسسـاتـ تطبـق هــذه التقنيـات ،ألنهــا موجــودة بالفعـل
ومستعملة بشكل أو بآخر ،خاصة مع إجبارية تطبيق المحاسبة العامة ابتداء من جانفي .1976ثم تطبيق التدقيقـ الداخلي
حسب قانون ،88.01لذا فالمشكل ال يطرح على وجود أو تطــبيق هــذه التقنيــات في مجملهــا ،وإنمــا كيفيــة التطــبيق ،أو
على األقل فيما يتعلق باألساســية منهــا .زهنــا يكمن أن نســتخلص مــا يلي حــول كيفيــة تطــبيق ومــدىـ االســتفادة من هــذه
التقنيات:
)1المحاســبة العامة :تعتــبر من أول التقنيــات المســتعملة في المؤسســات الصــناعية الجزائريــة ســواء فيمــا يتعلــق
بمتابعة وتسجيلـ كل العمليات المحاسبية ،أو بإعداد ومراقبة السجالت مثل اليومية ،دفترـ األســتاذ ،وكــذا إعــداد
الميزانية المحاسبية ،وجدول حســابات النتــائج .إال أن هــذه العناصــر ،رغم وجودهـاـ فهي تطبــق بطريقــة غــير
مفيدة كثيرا ،إذا قد ال يتم الجرد الدائم للمخزون ،وكذا مشاكل تتعلق بمتابعة إهتالك االستثمارات...الخ.
)2المحاسبة التحليلية :تعتبر هذه التقنية ذات استعمال داخلي أساسا في عدة مجاالت ،منها على الخصوص متابعة
التكاليف حسب األقسامـ والمنتجات ،وعبر الزمن ،وتحديدـ سعر التكلفة للمنتجات والخدمات ،وســعرـ بيعهــا بعــد
تطبيق هامش الربح المحقق ،لكنها تبقى غير مستعملة كما يجب في مجال التكاليفـ بل تحسب إمــا بشــكل غــير
علمي ،أو تحسب وال تطبق على األسعار ،أي تحديد هذه العناصرـ يتم تقديريا من جهات عليا بالنسبة للوحـدات
اإلنتاجية أو خارج المؤسسة تماما.
)3تسيير الخزينة :وهي تقنية التحليل المالي التي تستعمل قواعد النسب المالية والتوازناتـ المالية ،وتجد المؤسسة
الجزائرية نفسها تعاني كثيرا في هذا المجال لعدة أسباب منها سوء تحقيق التوازنات المالية ،فيما يتعلق بمبادئ
التمويل الثابتة ،لتراكم النتائج السلبية ،ولسوء التنســيقـ بين االســتعماالت الطويلــة األجــل لألمــوال ،وهــذا رغم
توفر بعض الســيولة في المــدى القصــير ،إال أنهــا ســريعا مــا تتبخــر ،لتبقى المؤسســة في بحث دائم عن أمــوال
جديدة.
)4التدقيق الداخلي :أو ما قد يسمى بالمراجعة الداخلية ،وهي وظيفة تعنى بعملية مراقبــة وتــدقيق مختلــف أنشــطة
المتابعة ،والتنفيذ في المؤسسة .وهي تتضمن إلطالع ومالحظة أنظمة المراقبة في المؤسسة ،وتقــديمـ التحاليــل
واآلراء حولها ،وتقترح أدوات التوجيه والتعديل.
)5التقنيـات األخـرى :أمـا مختلـف التقنيـات األخـرى من تســيير للمخزونـات ،برمجــة خطيــة ،وغيرهـا فهي وإن
وجدت فهي بنسب ضعيفة جدا .وهذا يعني سوء أو عدم االســتفادة منهــا نهائيــا .وفي هــذا المجــال يجب التأكيــد
على أن المؤسساتـ العموميــة تتمــيز بضــعفـ نظــام معلومــات التســيير الــذي من المفــروض أن يكــون القاعــدة
14
األساسية التي تستفيد من معطياتهــا ،وأدواتهـاـ اإلدارة في إعــداد كــل مــا يجب اتخــاذه من قــراراتـ وإجــراءات
تتعلق بالتخطيط االستراتيجي أو مراحل تنفيذه.
الخاتمة:
التخطيطـ علم وفن وإذا جاز لنا تحديد موضعه فإنه يحتــل نقطــة وسـطـ تلتقي فيهــا العلــوم على اختالف أنواعهــا ،فكــل
مجال من مجاالت المعرفة اإلنســانية يمــارس فيهــا التخطيـطـ بشــكل أو بــآخر ،ولــو حاولنــا تصــنيفـ التخطيــط من حيث
الموضوع لكان من الصعب حصر أنواعـه نظـرا لكثرتهـا ،فالتخطيــط التقليـدي األحـادي البعـد لم يعـد مقبـوال ،وأصـبح
التخطيطـ االستراتيجيـ المعاصر تخطيطا متعدد األبعاد والمستويات المرجعية والعلمية والمعرفيــة ،كــذلك لم تعــد عمليــة
التخطيطـ االستراتيجيـ فقط عملية اقتصادية كما هو متعارف عليه تقليديا ،بل أصــبحت عمليــة جماعيــة تمــارس من قبــل
مجموعة أو فريق من المخططين الذين ينتمون إلى تخصصات عديدة ويختلــف عــددهم وطبيعــة تخصصــاتهم بــاختالف
نوع التخطيط الممارس.
وخالصة هذه المناقشة حول ماهية التخطيطـ االستراتيجي يمكننا القول أننا في حاجــة إلى إســتراتيجية فعالــة للتخطيــط
تقوم على مبادئ وأسس علمية ومتينة لنضمن لمنظماتناـ البقاء واالستمرارـ و النمو ،فقد أثبتت الدراسات أن نحــو %80
من المؤسسات التي يتم تصفيتها وجد أنها لم تكن تطبق التخطيطـ العلمي على أنشطتها.ـ
15
أ -المراجع المكتبية (األساسية):
-1د.شوام بوشامة -مدخل إلى االقتصاد العام -الطبعة الثانية -دار الغرب للنشر.2000-
-2د.عثمان محمد غنيم -التخطيط:ـ أسس ومبادئـ عامة -دار صفاء للنشر-عمان.2001-
-3د.علي عباس -أساسيات علم اإلدارة -دار المسيرة-عمان.2004-
-4د .نبيل محمد مرسى -استراتيجياتـ اإلدارة العليا -المكتب الجامعي الحديث -مصر.2006 -
-5ناصر دادي عدون -اإلدارة والتخطيطـ اإلستراتيجي -ديوان المطبوعات الجامعية -الجزائر.2001-
-6د.طاهر الغالبي -إستراتيجية األعمال -مدخل تطبيقي -دار الثقافة -األردن.2006 -
16