You are on page 1of 166

‫تراتيل‬

‫ال�ســــــمــاء‬
‫الثامنة‬
‫تراتيل‬

‫ال�ســــــمــاء‬
‫الثامنة‬
‫خـ ــال ــد البـ ــاتل ــي‬

‫دار الفارابي‬
‫الكتاب‪ :‬تراتيل ال�سماء الثامنة‬
‫امل�ؤلف‪ :‬خالد الباتلي‬
‫الغالف‪ :‬ت�صوير وت�صميم ‪ :‬حممد ا�سحق‬

‫النا�شر‪ :‬دار الفارابي ـ بريوت ‪ -‬لبنان‬


‫ت‪ - )01(301461 :‬فاك�س‪)01(307775 :‬‬
‫�ص‪.‬ب‪ - 11/3181 :‬الرمز الربيدي‪1107 2130 :‬‬
‫‪www.dar-alfarabi.com‬‬
‫‪e-mail: info@dar-alfarabi.com‬‬

‫الطبعة الأولى‪2013 :‬‬

‫© جميع احلقوق حمفوظة‬

‫تباع الن�سخة الكرتوني ًا على موقع‪:‬‬

‫‪www.arabicebook.com‬‬
‫يف البدء‬
‫�إن كان لكل غر�س ثمر‬
‫فالبد �أن يكون لكل حلم حقيقة تنمو وتكرب‪..‬‬
‫احلموا وانبتو ب�أنف�سكم بذور �صدق‬
‫لأحالمكم التي البد �أن ت�ستحقكم‬
‫وت�أكدو �أن يف ظل الأمن وب�سقيا احلب تنمو �أ�شجار‬
‫القلب‪..‬وتثمر خريات احلياة‪..‬‬

‫هنا يف ال�سماء الـ ‪.. 8‬‬


‫حرف �شجن وفكر‪..‬‬
‫هنا عقل وال عقل‪..‬ترقب واحرتاق‪ ..‬هنا كل �شيء وال‬
‫�شيء‪..‬‬
‫�أردناها �سماء ثامنة لنكون يف حل من كل قيد �أو قانون‪..‬‬
‫هنا رحلة يف �أجواء حلم ال حد له‪..‬‬
‫فقط �أنا وهي و�أجمل املعاين‪..‬‬
‫حتكي هي‪..‬و�أحكي �أنا‪..‬وي�صبح الكالم كالنا‬
‫ال�سماء تكتظ بالغيم‪..‬والغيم يب�شر بالكثري‪..‬‬
‫وهنا قطرات من نب�ض ي�سكنها الكثري منها ومني‪..‬‬

‫خالد ‪2013‬‬

‫‪1‬‬
‫امر�أة لل�صباح ‪..‬للوقت‬
‫ك�آخر النجوم يف ال�سماء‬
‫‪ ‬يا بداية احلكاية‬
‫�أنت امر�أة‪  ‬الزالت تنهكها‬
‫أنت‬
‫� ِ‬
‫امرأة شرقية‬
‫تنتظر ‪ ..‬وتنتظر ‪� ...‬أن حتدث املعجزة‬ ‫ال�سنون‬
‫ليبوح ال�صمت بق�صة معراجها‬ ‫الزالت تراودها اللحظات املن�سية‬
‫�إلى �سماء ثامنة ‪..‬‬ ‫ال زالت تهرب منها الدموع خج ًال‬
‫ال زالت تراودها رغبة االنعتاق‬
‫�إذا ماجن الليل‬
‫تنتظر‪  ‬بريق النهار‬

‫امر�أة ال زالت تنتظر احللم ليكتمل‬


‫تتلذذ الق�سوة على راحتيها‬
‫تداهمها ذكرى اللحظات امل�شروخة‬
‫امر�أة ال زالت حتلم‬
‫�أن تغت�سل بزرقة البحر‬
‫واحللم يتو�سع ‪ ..‬كمو�سيقى الغيب ‪..‬‬

‫امر�أة حتلم بغيب جديد‬


‫و�أبواب دون حرا�سة‬
‫وحلم �أبي�ض يغ�شاها‬
‫تهزه ‪ ..‬ويت�ساقط ندي ًا‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪2‬‬
‫الغروب‪..‬‬ ‫بكربياء امللوك‪..‬‬
‫و�شموخ العظماء‪..‬‬
‫�أتت‬
‫شموخ‪..‬‬
‫هي اللون الثامن‬ ‫على كوكب دري‬
‫‪ ‬ال�ساكن يف �أوعية القو�س ‪ ‬املنت�شي‬ ‫‪ ‬يوقد من فتنتها‬
‫بروحها الطاهرة‪..‬‬ ‫‪ ‬ومن ومي�ض عينيها الآ�سرتني‪..‬‬
‫‪  ‬حتبو على جناحي طري‪..‬‬
‫هي الفتنة‬ ‫وتهرول على وريد مل يعربه دم �إال‬
‫عندما ت�ستيقظ على �سلطنة البالبل يف‬ ‫ب�صحبتها‪..‬‬
‫عر�ش احلب ‪..‬‬ ‫وحترم بالقلب بنية التمتع والهدي �أنا‪..‬‬

‫‪  ‬هي ما ال حب حدث‬ ‫هي قا�سم م�شرتك لكل فرحه‪..‬‬


‫‪ ‬وال عني من �شوق بكت‬ ‫�سيدة ال�صباح عندما ي�شح ب�شوقه‪..‬‬
‫‪ ‬وال �أذن ا�ستفز ن�شوتها حرف ‪..‬‬ ‫وعرابة امل�ساء عندما يخنق بوح�شته‪..‬‬

‫‪ ‬هي وحدها بكربياء و�شموخ ومهابة‬ ‫هي الغنج عندما يريد �أن يعرف‬
‫ح�ضرت‪..‬‬ ‫بنف�سه‪..‬‬
‫والنعومة حني تك�شف ال�ستار عن حقيقة فلتقم يا�ساعي احلب‬
‫لتقيم احلب على جناحي الغيم‬ ‫الأنثى الناعمة‪..‬‬
‫‪ ‬فهي هناك ترق�ص بت�أين‪..‬ومرح‬
‫‪  ‬هي براءة الطفولة عندما ت�سود الأمور‬
‫املت�شابهات‪..‬‬
‫هي الغيم وجتلي ال�صباح وكربياء‬

‫‪3‬‬
‫فما بالكم تقفون؟‬
‫‪ ‬وفتحت �ستار احلفلة على رم�شها‬
‫بع�ض احلكي رحمة‪..‬‬
‫ويف بع�ض الأ�سئلة لذة‪..‬‬
‫يف‬
‫رمشها‬
‫وتعريت و�صرخت لها‪:‬‬ ‫‪ ‬كنت يف رم�شها �أحتفل‪..‬‬
‫ارك�ضي ب�شوقك ذا ج�سدي �إيواء‬ ‫جمع كبري كان يهتف‪..‬‬
‫امل�شتاقني‪..‬‬ ‫الفتات و�شعارات و�أمور �أخريات‪..‬‬
‫عند �أول رغبة كان ال�شيطان يبت�سم‬ ‫‪ ‬الرغبة جاحمة وكبحها عا�شر‬
‫واجلمع راحلون‪..‬‬ ‫امل�ستحيالت‪..‬‬
‫ومل يعد هناك ج�سدان‪..‬‬
‫مل يهد�أ لل�شيطان روع وال بال‪..‬‬
‫قاتل من �أجل ق�ضيته‪..‬‬
‫ولكن كان لل�شعارات والهتاف �أثر بالغ‪..‬‬
‫‪� ‬أ�سدلت الرم�ش على �صخب احلفلة‬

‫وخرجت يف اجلمع �أخطب‪:‬‬


‫يا �أيها احل�شد ما�أنتم منتظرون؟‬
‫�سريوا ب�شعاراتكم‪ ،‬ف�إين مقيم هاهنا‬
‫ول�ست براحل‪..‬‬
‫‪� ‬إين �أعي�ش ماال تعي�شون‪..‬‬
‫�إنني �أ�شتاق وي�شتاق �إيلَّ‪..‬‬
‫�إنني بي ظم�أ وهنا عني جاريه‪..‬‬
‫�إنني بي جوع وهنا فواكه ت�شتهى‪..‬‬
‫�إنني مغلوب وهي من تنت�صر‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬حبي لعينيك حكاية �شهرزاد‬
‫و‪ ‬البت�سامتك �سحر قدمي‬
‫ِ‬ ‫عطر فاخر‬
‫لك‬ ‫حبي‬
‫لك‪:‬‬
‫حبى ِ‬
‫أح�ضانك تعويذة‬
‫ِ‬ ‫حبي ل‬ ‫ثوب حرير ‪ ،،‬و�شال �ساحر‬
‫قربك ‪ ‬متيمة‬
‫ولرائحة ِ‬ ‫حبي ياقوت �أخ�ضر‬
‫لك‪ ‬بعث ‪ ‬و �آية خلود عظيمة‬
‫‪ ‬حبي ِ‬ ‫زمرد وجواهر‪  ‬و�أملا�س نادر‬
‫‪ ‬حبي لك �شجرة مباركة‬
‫حبي �أعجوبة كون ثامنة‬
‫وتا�سعة وعا�شرة‬

‫حب يعرف كيف يبقى بك‬


‫بهي ًا‬
‫�شهي ًا‬
‫�أنيق ًا‬
‫وفي ًا‬
‫متوهج ًا بالرغبة‬
‫مع�سو ًال باللهفة‬

‫‪ ‬حبي لك قطعة من الفردو�س‬


‫و�شعلة من �شم�س متقدة‬
‫ي�ضيء ويروي‬
‫ي�شعل ويهب كرامات‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬ر�أيتك يف �ضفاف ال�سني‬
‫ي�ستلهم منك الباري�سيون‬
‫ثوانٍ �صامتة‪..‬‬
‫و�أنت تعربين بجمال خلف‬
‫يف‬
‫صمت‬
‫وحي ًا لعطر يحكي عنه العامل‬ ‫نافذة احلرمان‪..‬‬
‫ن�شوة التتكرر �إال كل �ألف عام‪..‬‬ ‫�أتبعك بثقل الزمن وانتقائية اجلراح‪..‬‬
‫ثم ماذا؟‬ ‫�أ�ستل من وح�شية الذاكرة بع�ض �أمنية‬
‫حاجز‪..‬‬ ‫و�أمل‪..‬‬
‫وقالع‪..‬‬ ‫‪� ‬أغرق يف �أخوات كان‬
‫و�أوتار تتدلى‬ ‫قبل �أن �أحت�ضر عند الأخت الكربى‬
‫م�شكلة �أحرف ا�سمك على �أنغام‬ ‫لهن ‪..‬‬
‫امل�ستحيل‪..‬‬ ‫ت�شرق �شم�س وت�أفل‪..‬‬
‫يطل قمر‪..‬‬
‫�أت�شبث بكل حرف لأجنو‪..‬‬ ‫ويكتبك على مهبط النور‬
‫وما �أزال معلق ًا يف تهجئة ا�سمك بلغة‬
‫احلب‪..‬‬ ‫امر�أة كان لل�سور والباب معها حكاية‪..‬‬
‫‪ ‬لعل الأخت الكربى ( كان)‬ ‫‪ ‬غرقت يف �صباحاتك‬
‫ترمي بي يف نهر الأمنية؛ ف�أكون عطر‬ ‫�أكرث من رق�صي على ناي اجلرح يف‬
‫حفلتك القادمة‪..‬‬ ‫امل�ساءات‪..‬‬
‫يا�أمنية العمر املتوارية خلف انتقائية‬ ‫ا�ستح�ضرت احلرف يف ك�أ�س �أمام‬
‫اجلرح‪..‬‬ ‫ح�شد من راق�صات‪..‬‬
‫‪ ‬قر�أت يف بقايا الك�أ�س‪..‬‬
‫ك�سر املهزوم ورجفة يد النحات‬
‫على �أكرث مناطق النحت لذة‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪6‬‬
‫وغرق بخياله �أن لو حتت�ضن برقتها‬
‫وجنتيه‪..‬‬
‫ال�شوق بالذهن‬
‫و�أربكه‪..‬‬
‫ع�صف‬
‫قبلة لم‬
‫‪ ‬قبل �أن ي�ستن�شق عبقها‪..‬‬ ‫�أ�سدل �أمنيات اللقاء على �ساحة تعج‬
‫تكتمل‪:‬‬
‫ويرت�شف الفتنة ويدعها تطهر �شفتيه‪..‬‬ ‫ب�أغ�صان �أيك‪..‬‬
‫‪ ‬متردت البالبل ومل تعد تغني ‪..‬‬
‫باغته جنون املوقف و�صمود ال�سور يف‬ ‫بلغت �سبع ًا عجاف ًا و�أطال ًال بائ�سة‪..‬‬
‫وجه التمرد‬ ‫‪ ‬رائحة الغياب‬
‫و�سقطت خيبته الكربى‪..‬‬ ‫تنخر ج�سد ال�ساعة املكتظ بجدول‬
‫ب�أنني هز �أركان �سور مل يكن له باب �أو‬ ‫مواعيد كلها تعب‪..‬‬
‫حار�س‪..‬‬
‫كان ي�ستمع لتمرد فنان العرب‬
‫‪ ‬بقي الأثر يف يده‬ ‫وهو يرف�ض امل�سافة وال�سور والباب‬
‫وانك�سرت �شفة كانت تتوق �إلى �شهد‬ ‫واحلار�س‪..‬‬
‫ي�سكن يدها‪..‬‬ ‫و�سجل مبخيلته �سيناريو لتمرد �سيعلنه‬
‫برف�ض �أ�سوار �شائكة متنعه عنها‪..‬‬
‫�سبحان من جعلها �أنثى التكرب‪..‬‬ ‫وقف �أمام نورها‬
‫و�سبحان من زرع الفتنة يف كفها‪..‬‬ ‫وكانت اللحظة التقبل الق�سمة على‬
‫‪ ‬وت�صبحني على حلم جميل مل يكتمل‬ ‫خطوتني‪..‬‬
‫‪ ‬يا�شفتاي‪..‬‬
‫مد يده وانحنى‪ ،‬وقد �أ�سكره ملم�س‬
‫يدها‪..‬‬
‫تلك اليد التي �أختل�س يوم ًا النظر �إليها‬

‫‪7‬‬
‫يا حلوتي‬
‫فلك على‬
‫ا�ستيقظي‬
‫قُبلة واحدة‬
‫�شفتي قهوة �سكرها �أنتِ‬
‫ا�ستيقظي قبل �أن ي�صحو الغيم‬
‫قبل �أن تهز ال�سماء �أرجوحتها‬
‫قبل �أن تلحظنا الأمطار‪..‬‬
‫قبل �أن تقب�ض علينا الأر�صفة املبتلة‬

‫ا�ستيقظي وامنحيني قبلة واحدة‪..‬‬


‫قُبلة �أفتح بها �أبواب ال�شم�س املقفلة‬
‫قُبلة �أعزف عليها حلن ال�صباح املختب�أ‬
‫قُبلة واحدة‬
‫واحدة ‪ ..‬ياحبيبتي‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪8‬‬
‫التي حتمل‬
‫�أرواحنا‬
‫�أج�سادنا‬
‫الرقص‬
‫لها احلق يف ممار�سة الفرح بطريقتها‬
‫المباح‪:‬‬
‫امنحوها فر�صة للرق�ص‪  ‬طرب ًا‬
‫للرق�ص حب ًا ولهف ًة و ابتهاج ًا‬

‫‪ ‬اتركوها متار�س حياتها بطريقتها‬


‫ترتفع عن الأر�ض لتالم�س �شغفها‬
‫تقفز فوق عرثات �أيامها‪..‬‬

‫‪ ‬ا�سمحوا لها �أن تنف�ض غبار �أوجاعها‬


‫وترتدي يف كل �صباح لون حياة جديد‬
‫‪ ‬احلياة لأج�سادنا‪  ‬متنح �أرواحنا خلوداً‪ ‬‬
‫يف عليني‪..‬‬

‫باهلل عليكم‪  ‬ارك�ضوا للحب‬


‫اح�ضنوا‪�  ‬أحالمكم ‪ ،،‬اختاروا اللحن‬
‫الذي ينا�سبكم‬
‫وابد�ؤا الرق�ص‪ ...‬املباح‬

‫‪9‬‬
‫جتمع ق�صائد و تعزف �أغنيات‪..‬‬
‫ويف كل واد ين�سكب ب�سببك ورد وتغرق‬
‫ليلة �أقر�أ ا�سمك‬
‫�أ�ستعيذ بطيفك‬
‫كل‬
‫ال‬
‫يحدث لي ً‬
‫�آهات‬ ‫واحتمي ب�صوتك امل�ستيقظ بذاكرتي‬
‫‪ ‬كل ليلة �أنفث رائحتك يف كفي‬
‫‪ ‬يف كل ليلة اتو�سل القمر �أن ي�شاغل‬ ‫�أرقي بها ج�سدي‪ ،،  ‬و�أعيذين وروحي من‬
‫ال�شم�س وي�أخذها بعيدا‬ ‫غيابك‬
‫لتبقى �أنت والليل بقربي‬
‫‪ ‬كل ليلة �أحلم بك‬
‫‪ ‬كل ليله ا�ست�سقي الظلمة لتهطل بك‬ ‫تنقر نومي كع�صفور �شقي‬
‫�أكرث و�أكرث‪..‬‬ ‫توقظ �شوقي‬
‫تلم�س خدي‪ ..‬تقبل عيني‪ ..‬وتبقى طوي ًال‬
‫عند �شفتي‪..‬‬

‫‪ ‬كل ليلة �أنت بطلي العنيد‪..‬‬


‫ب�أنفا�سك تزيح ردائي‪..‬‬
‫تعبث بخا�صرة �صربي عنك‪..‬‬
‫تبعدين وتدنيني منك‪..‬‬
‫تهز اجل�سر املعلق بني رغبتك وخجلي وتبد�أ‬
‫معركتك‪..‬‬

‫تغر�س وتد احلب يف ج�سد الن�شوة‪..‬‬


‫تهاجم مدن ًا وتفرق قبائل‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪10‬‬
‫ياحلم ًا ي�سكن اخليال‬
‫وينرث العطر يف �أمكنة الكربياء‪..‬‬
‫يا‬
‫صمت‬
‫تغار منك الأر�ض وم�شا�ؤوها‪..‬‬
‫النار‬ ‫يف عني الأمري حتدثني غرية ‪..‬‬
‫وبقلب العامة ت�أتني مهيبة‪..‬‬

‫يا م�صدر الفواكه املو�سمية‪..‬‬


‫الكرز ب�شفتيك‪..‬‬
‫والعنب بوجنتيك‪..‬‬
‫والتوت والرمان والتفاح وما ال يعلمون‪..‬‬
‫يا فاتنة قلب القمر و�شارخة كبد ال�سماء‪..‬‬
‫يامن�سلة من عنق الزهرة �إلى ن�سيج احللم‬
‫تروي عط�ش ًا يفتك بقلوب ك�صحاري قفار‪..‬‬

‫يا كاتبة يف جيد امل�ساء رواية من حرف‬


‫ملتهب ‪..‬‬
‫ياامر�أة ال ت�شبه �سوى‬
‫وحي الغيم‬
‫و�صمت النار‬
‫وبركة املطر‬
‫وفجر العيد‬
‫وكل جميل ‪..‬‬

‫‪11‬‬
‫عديني‬
‫�أنك �ستجيبني عليَّ ‪:‬‬
‫تنتهي مكاملتك‬
‫ت�سمو روحي وت�شرق‬
‫عندما‬
‫بعد مكالمة‬
‫كم وكيف و�أين‪ ..‬وملاذا ومتى!‬ ‫مالحمي ‪..‬‬
‫‪ ‬واحب هذا العامل كله‬
‫عديني‪..‬‬ ‫وال �أعود �أرى �أي نوع من ال�شر �أو القبح‬
‫�أنك �ستحكني‪..‬‬ ‫فيه‪ ،‬بل �أرى �أن مالمح الكل جميلة‬
‫أنت!‬
‫حكاية ال�سندريال � ِ‬ ‫وتركيبة الوان وجوههم متنا�سقة‪..‬‬
‫وحكاية القي�صر �أنا !‬ ‫‪ ‬و�أن ات�ساع املدينة ال يكفي‬
‫لأر�سم كلمة (‪�..‬أحبك)‬
‫و�أن عدد قطرات �أمطارها‬
‫ال ي�صل �إلى كم ال�شوق الذي يثريه‬
‫بعدُك ‪..‬‬
‫وال الى حجم الفرح الذي ي�أتي به‬
‫�صوتك ‪..‬‬

‫‪ ‬يااهلل كم �أحبك ‪..‬‬


‫ترى ماهي الكيمياءالعجيبة لهذا‬
‫احلب‪!..‬‬

‫عديني‬
‫�أنك �ستحدثيني عنها يف يوم قريب‬
‫ور�أ�سي على �صدرك ‪!.‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪12‬‬
‫كثري ًا عند عتبة احلرف �إن�سان‪..‬‬
‫ذي يوميات مملوءة بكل �شيء وبال‬ ‫الأول‪..‬‬
‫وقفت‬
‫أرهقنى‬
‫�شيء‪!..‬‬ ‫غري قادر على جتاوز ال�شوق واللهفة!‬
‫البحث عنك‬
‫كيف انق�ضت الأهلة‪..‬وكربت الثواين و�أنا ومعك �أبدلتها برو�ض وريحان‪..‬‬
‫غائب عنك وحا�ضرة �أنت معي‪..‬‬ ‫عنك بعيد يا نور اجلبني‪!..‬‬
‫كل هذا وقلبي ال يعي‪..‬‬
‫�أفت�ش عن يقيني فال �شيء يجدي بال‬
‫�أنت‪..‬‬
‫هل �أخربتك عن ب�ؤ�س �أيامي بدونك‪..‬؟!‬ ‫ثمة فراغ بني �سطوري‪..‬ال ميلأه �إال‬
‫ليلي طويل‪..‬ذو �صمت طويل ‪..‬‬ ‫ح�ضورك وحدك‪..‬‬
‫لكن الآن �أنت يل �أر�ض وف�ضاء وليل‬ ‫كنت وحدي والنا�س من حويل‪..‬‬
‫�سامر عليل…‬ ‫ما �أ�صعبها من حلظات‪!..‬‬
‫بدون معرفتك ‪..‬وجه يومي يكون �شاحب ًا ت�سكن بع�ضي وبع�ضي بك‪..‬‬
‫�أحتاج لك لأ�صل �إلى عمق ذاكرتي‪..‬‬ ‫دوماً‪..‬‬
‫كلي خط�أ ومعك �س�أ�سبح للطهر‪..‬‬ ‫وبك �أنا على يقني ‪�..‬أي نار �ستحرق‬
‫�أريد �أن �أطري معك‪..‬لأن الأمر ي�ستحق‬ ‫م�ساءاتي‪..‬‬
‫كما ذكرت…‬
‫�أعتذر عن خطاياي‪..‬‬
‫عن زمني الذي مل مينحني الوقت الكايف يا حب اخلام�سة فجراً‪..‬‬
‫ياربيبة ال�ضوء‪..‬‬ ‫لأ�صنع قارب ًا نقت�سم فيه الدرب مع ًا‬
‫لكن العزاء اجلميل‪..‬مازال لنا وقت‪ !..‬يا �شقيقة النهارات‪..‬يا �ألق امل�ساءات‪..‬‬
‫�أرهقني البحث عنك…‪�.‬صدق ًا‬ ‫طيلة ال�شهور الواهمة كنت جمرد‬

‫‪13‬‬
‫كربت‪..‬‬
‫وما �أزال يف عينيك‬
‫طهر الأر�ض وال�سماء‪..‬‬
‫ونبع من ع�سل م�صفى‪..‬‬
‫�أيا‬
‫أمي‬
‫ذلك الطفل املرمتي يف ح�ضنك‬ ‫وبريق نور يك�سر حدة الظالم‬
‫‪..‬العظيمة‬
‫متعلق ًا ب�صدرك لأحيا‪..‬‬ ‫يف �شوارع احلب البائ�سة‪..‬‬
‫كل �صباح و�أنت امللهمة‬ ‫و�سيدة الغيم وانبالج الفجر‬
‫و�أنا �أ�سري حمراب قلبك‬ ‫وهم�س الورد ونقاء الثلج‪..‬‬
‫ب�أو�صاف للو�صف‬
‫�أتو�ض�أ بطهرك‬ ‫و�آية اجلمال‬
‫و�أ�صلي‪..‬‬ ‫وانبعاث ًا للرحمة‬
‫�شكر ًا �أيتها العظيمة‬ ‫من عرف يتفجر �أنهار ًا من دفء‬
‫�أن ت�شرفت بك �أماً‪..‬‬ ‫ورقة‪..‬‬
‫و�شكر ًا هلل �أين‬ ‫بالغة احلب العظمى‬
‫ما زلت �أتنف�سك‪..‬‬ ‫وتراتيل احلياة‬
‫و�إن�سانية الأنثى امللهمة‪..‬‬

‫يا �أم اخلري‬


‫وواد من حب مل ي�سكنه كره‪..‬‬
‫كل �صباح و�أنت �أجمل‬
‫بدعواتك‪..‬‬
‫ب�صوتك‪..‬‬
‫بقلقك‪..‬‬
‫بالآه املتوجلة خلف حتيتك‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪14‬‬
‫‪  ‬يالعذوبة هطولك ال�سحري‬
‫على تفا�صيل ج�سدي‬
‫وتغمرين‬
‫وتغمرني‬
‫عانقت ما فا�ض به كلك‬ ‫ال يطفئني �سواك‪,,‬‬
‫نرثتها يف ريا�ض القلب‬ ‫وك�أمنا �شفتاك جمدايف‬
‫«فل وزنبق ًا ونرج�سا»‬
‫اّ ً‬ ‫دون الغرق‬
‫‪ ‬ويداك تغافل �أطرايف‬
‫�أعدت ت�أملك مرار ًا‬ ‫و�أغم�ض عيني‬
‫وك�أين مل �أت�أملك �أبد ًا‬ ‫علني ال �أدري‬
‫يف كل مرة �أعود من لهثي‬ ‫�أي وقت تبقى يل‬
‫وراء رواء متعتك‪� ،‬أكرث ظم�أ‪..‬‬ ‫قبل �أن تغادرين‬
‫ثمة م�شاعر ال تكفيها املرة الألف‬
‫هنيئ ًا لدنيا واقعي بك‪.‬‬
‫مر عام‪ ,,‬ومرت �أعوام‬
‫وينابيع الرغبة �إليك‬
‫تتفجر ‪..‬‬
‫وتغمرين‪..‬‬
‫و�أغرق فيك‪  ‬يف جلة مائك ‪..‬‬
‫يف بوح حرفك‬
‫يف عطر ج�سدك‬
‫لأطفو ‪ ,,‬كورقة الورد‬
‫كحلم بنف�سجي اللون‬
‫يداعب �أزمانك ‪..‬‬

‫‪15‬‬
‫بها ي�ستل القلب لذة منام فينب�ض لوحة‬
‫ت�شبه روحها النائمة �إلى جوار عيني‪..‬‬
‫من بعيد ‪ ..‬رجل �أن�شد‬ ‫هناك‬
‫قائ ًال ‪:‬‬
‫لذة منام‪..‬‬
‫لها كل عرق يرجتف لذتها‪..‬‬ ‫«الظامئون �إلى الهوى ‪..‬‬
‫ولها كلي ي�ستوطن كلها‪..‬‬ ‫�شرقوا بالأمنيات‬
‫وليتما ظمئوا‪ »..‬‬
‫�صاح عليه جميباً‪:‬‬
‫�إال �أنا ظمئت الهوى وا�ست�شفيت عذبه‪..‬‬
‫وناديت هل من مزيد‪..‬‬

‫يا حاجب الظم�أ‬


‫�سماء غيمتها‬
‫حتت�ضن وجه امر�أة فاتنة‪..‬‬
‫تلم�ست حاجتي يف �أفق لذتها املنت�شي‬
‫ب�سكونها‪..‬‬
‫حاجة وفق حاجة‬
‫وفق قلبها حد عينيها‪..‬‬
‫�أرتقي درجة و�أغفو درجات‬
‫و�أهطل كمطر بعيد املنت�صف‪..‬‬

‫مل يكن املنت�صف يوم ًا‬


‫هو امل�سافة مابني وجهي وغيمتها‪..‬‬
‫بل كان مابني رم�شيها‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪16‬‬
‫ع�شت م�ؤمن ًا بك ومبا�ضيك وحتى‬
‫م�ستقبلك‪..‬‬
‫�أق�صى �أمكنة التعب‪..‬‬
‫وخلف جمرات العذاب‪..‬‬
‫عند‬
‫كاسر‪...‬‬
‫ولكن الك�سر يف مك�سور ذنب ال متحوه‬ ‫وبع�ضي يقبع بح�سرة و�سط الت�أوهات‬
‫ومكسور‬
‫توبة‪..‬‬ ‫والأمل‪..‬‬
‫والراحة �سور له �ألف باب‪..‬‬ ‫‪� ‬أذعنت ال�سمع وطوعت الفكر‬
‫لدر�س ي�سكن �صفحاته مبد�أ جديد‬
‫ماعدت �أعلم �أيهم يفتحه مفتاح �صد�أ‬ ‫تعلمته‪..‬‬
‫يف جبني روحي‪..‬‬ ‫منك ياامر�أة خُ لقتْ لتجرح‪..‬‬
‫�أحالمي املرتملة يف زهو �شبابها‬ ‫�إن الوفاء كذبة ‪..‬‬
‫ال تبحث عن معجزات‬ ‫فما حل بج�سدي النحيل هو في�ض من‬
‫بقدر ماتبحث عن هدوء يجعلها ت�أتي‬ ‫غي�ض طعناتك‪..‬‬
‫بنور وريحانتني‬
‫وفج على مدن �ضاحكة عميق‪..‬‬ ‫�أتعلمني يا�أنت‪..‬‬
‫�أن �شوكة البلبل يف �أغنية احلب على‬
‫�شكر ًا‬ ‫�صدر املتعبني‬
‫لكل التعب‬ ‫�أبقت رغباتي منزوعة بعد هذه‬
‫وعفو ًا‬ ‫املرحلة‪..‬‬
‫عن كل جتاهل‬
‫يبد�أ من حب�س الدمعة‬ ‫�أوتعلمني �أي�ض ًا‬
‫وينتهي عند لفظ الأحالم يف هذيان‬ ‫�أن دعواتي تتمحور يف �أن ال �أجنرف‬
‫ال�سكارى‪..‬‬ ‫خلف رغباتي‪..‬‬
‫فيزداد الك�سر هجر ًا من اجلبرية‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫كيف ي�ستقبله القلب ال�ساكن يف الناحية‬
‫الأخرى من احلب‪..‬‬
‫‪ . .‬احلب لي�س يوم ًا واحد ًا‬
‫معك ‪ . .‬احلب نتنف�سه كل‬
‫بك‬
‫نبض ‪..‬‬
‫حلظة‬
‫يوم احلب‪..‬‬ ‫صادق منك ‪ . .‬تذوقنا كل حب الدنيا‬
‫حديث ال ميكن �أن يتخلله غمو�ض وال‬ ‫فيك ‪ . .‬ن�شاهد �أجمل احلب‬
‫ريبة‪..‬‬ ‫�إليك ‪ . .‬يرحل كل احلب و ي�ستقر‬
‫هو نب�ض �صادق ينبع من دفق الأوردة‬
‫يف جبني احلجرات وعلى �أطرافها‬ ‫يف يوم احلب‪..‬‬
‫�ش�آبيب نور‬ ‫طهر قلب يتفجر مب�شاعر جيا�شة‪..‬‬
‫تر�سم اجلمال يف ف�ضاء اللحظة ويكون‬ ‫ال يرتبط �أبد ًا بالنب�ض املنت�شي بلحظة‬
‫مااليكون‪..‬‬ ‫كاذبة‪..‬‬
‫لكنه ي�سمو بعلو‬
‫رب �إنه يومها فا�صرف عنها كيد‬ ‫فوق احلرف امل�ستقر برحمة احلرف‪..‬‬
‫الكائدين‪..‬‬
‫يوم احلب‪..‬‬
‫عيد وح�شة الع�شق‬
‫عندما ي�ستفز تلوين احلياة بلوحة بالية‬
‫�أخفت مالحمها جتاعيد الغياب‪..‬‬

‫يوم احلب‪..‬‬
‫نب�ض وابت�سامة وفرح‪..‬‬
‫الير�سمه عا�شق دون �أن يعرف جيد ًا‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪18‬‬
‫‪ ‬كتبت يوم ًا على �سور عينها ‪:‬‬
‫ع�شقنا مف�ضوح‪..‬‬
‫ليلة �صقيع باردة‪..‬‬
‫�سور يرد بع�ض هواء‬
‫يف‬
‫كل يوم‪..‬‬
‫ولكنه �سرب من خطوط حمراء متوعكة‬ ‫ونافذة يخرتقها زمهرير له نحيب‬
‫يحافظ على ن�سقنا فيها‬ ‫مروع‪..‬‬
‫تلك النظرة اليوميه‪..‬‬ ‫‪ ‬الفكر م�سرح تفد �إليه ماليني‬
‫الزائرين‪..‬‬
‫الر�ؤية �ضبابية حد الوعكات ال�ست‪..‬‬
‫اجلالد رفع ال�سوط‪ ،‬وال�سوط رفع‬
‫ال�شوق‪..‬‬
‫و�أنا مازلت يف �سجن النظرة الأولى‬
‫وازداد �إميان ًا ب�أنها والثانية والثالثة‬
‫والألف يل ولي�س لل�شيطان دخل فيها‪..‬‬

‫هي نظرة تك�سب قلبي �صرب ًا يتحمل‬


‫�سوط اجلالد‪..‬‬
‫وتكد�س الزوار بالفكر يف غياهب الليل‬
‫البئي�س‪..‬‬
‫نظرة لن يعيقها �أحد‬
‫مادام �أنها حتمل بيارق من نور و�أمل‬
‫يرد الروح‪..‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ‬ناديت نافذتها قبل �أن تلفظها الإ�شارة‬
‫�إلى م�سار لي�س وجهتي‪:‬‬
‫يت�أمل وجه الريا�ض ي�سرته‬
‫قناع الأتربة والكدر‬
‫�أخذ‬
‫خلف اللثام‪..‬‬
‫بربك ازيحي لثامها‬ ‫يحاول �أن ي�صنع الإجابات‬
‫لعل هذا ال�ضباب ينق�شع‬ ‫لأ�سئلة مهملة يف �أرفف التخاذل‬
‫‪ ‬فتبت�سم الريا�ض‪ ....‬وحتلو كما ر�أيت‬ ‫العاطفي‪..‬‬
‫يف عينيها‪..‬‬ ‫‪ ‬ا�سرتق النظر عند �إ�شارة ال تت�ضح‬
‫وماخلف نب�ضها‪..‬‬ ‫معاملها‪..‬‬
‫من تداعيات ال�ضباب وال�سحاب‬
‫الرتابي‪..‬‬

‫لثام من خلفه �شم�س‪..‬‬


‫من خلفه فـتنة‪ ..‬نور على نور‬
‫عينان لهما �صمت النار‪..‬‬
‫وحديث ال�صبح للواقفني ب�شرف احلياة‬
‫جبني ي�شكل م�سرح ًا لرق�ص الباليه‬
‫على �إيقاع النب�ض املرتد من هدوء‬
‫الن�ضج‪.‬‬
‫املتلحف بن�سيج قطن مت�شبث بعظم‬
‫الرتقوة ب�شغف‪..‬‬

‫‪ ‬يف عينيها حديث ال�صبح‪..‬‬


‫وم�ساحات من البيا�ض وال �سواد‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪20‬‬
‫الطريق يوماً‪  ‬ف�أفلت عناوينه ‪ ‬وتعويذتي‬
‫وبقيت �أنا يف منت�صف الر�شد ‪� ‬أنت ال�سحر‪  ‬والغواية‬
‫نام‬
‫انتصاري‪..‬‬
‫ال�صالة‪ ‬و الغفران والطهارة‬ ‫�أنتظرك ‪ ..‬و�أ�س�أل الأحالم عنك‬

‫‪� ‬أنت حبيبي ‪..‬وبع�ضي ‪..‬وكلي‪ .. ‬وداليل‬ ‫يل كالنبوءة ‪ ..‬كالب�شارة ‪..‬‬


‫‪� ‬أتيت �إ ّ‬
‫�أنت جيو�ش الن�صر الأعظم‬ ‫كالوحي ال�صادق‬
‫�أنت‪ ‬الفخر لقلبي‬ ‫�أتيت كال�صبح ‪ ..‬كال�سماء الغرقى‬
‫�أنت غروري وجنوين‬ ‫با�شتهاءتها البي�ضاء‬
‫�أنت‪  .... ‬انت�صاري‬ ‫منحتني قبلة الهداية ‪ ..‬ونفثت يف‬
‫قدري حياة �أخرى‪..‬‬

‫جعلت يل يف كل نا�صية دليل‬


‫�أنقذتني من‪ ‬ليال حمقى كادت �أن‬
‫تقتلني عمد ًا‬

‫حملتني حتى مل�ست الفردو�س‬


‫ربطت النور بالنور‪ ‬‬
‫‪ ‬وجعلت يل بينهما الفرح ‪� ‬أرجوحة‬

‫‪� ‬أنت‪  ‬الرحمات‪  ‬الطيبات‪  ‬‬


‫‪  ‬وكل مكا�سبي‪..‬‬
‫�أنت ح�صني وحرزي‬

‫‪21‬‬
‫يف منت�صف غيمتيها املكتظتني مبزن‬
‫فارهة املطر‪..‬‬
‫متجردة من وهم‬
‫التهي�ؤات احلمقاء‬
‫وت�أتي‬
‫فتنة‬
‫لبا�سها من �سند�س فتنة وخيوط �إغواء‬
‫ت�ستقيم يف وقفتها‬
‫وت�سمح لبع�ضها �أن يطل من ذات‬
‫اليمني‪..‬‬
‫حتقق للناظرين �أغنية فنان العرب ‪:‬‬
‫(جمدك لقدام و�أجمادك وراك)‬
‫‪ ‬من يخ�شع يف جمدها‬
‫يهوي �أربعني خريف ًا يف الن�شوة‬
‫ومن ين�صت للأجماد‬
‫يهوي مئة وثمانني خريف ًا يف جهنم‬
‫احلرمان‬

‫‪� ‬سبحان ما�شكله ج�سدها‬


‫من لوحة �إدمان‬
‫‪ ‬للج�سد املرمتي يف النظرات البائ�سة‬
‫املحرومة‪..‬‬
‫‪ ‬ك�أنها املطر‬

‫‪ ‬رب �إين ا�ست�سقيتها‬


‫�صالة بال ركوع وال �سجود وت�سليمة واحده‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪22‬‬
‫حتدث �ضباب ًا على وجنته الفاتنة‪..‬‬ ‫يف زحام املاره‪..‬‬
‫وجه طفويل بوقار م�سن‪ ..‬بطرف خميط �أحمر‬
‫تت�أمله‬
‫عابر‪..‬‬
‫جمعته بني �إبهامها وال�سبابة‬ ‫على جانب �شعره الأمين‬
‫و كتبت‪ :‬ياحلوك‬ ‫�إفرازات حلياة مليئة بكل التجاعيد‬
‫حترك الربواز و�سال الذهب‬ ‫يج�سدها بيا�ض يزيده فتنة‪..‬‬
‫تابعته وهي تنك�سر على موج يعلو بنب�ضها وهي غارقة يف احلرف الأخري‬
‫تريده �أن يبل ريق الأر�ض العط�شى‪..‬‬ ‫وال يهبط‪..‬‬
‫وتعود لتم�سح مبخيط احلزن املرتوي‬
‫ب�آية ال�سحر‪..‬‬ ‫تريد �أن ترمتي يف ظله‬
‫وحتكي حكاية ال�سنني‬
‫يف ثلث اجل�سد الأخري املتعب‪..‬‬ ‫عندما تتمرد على الر�صيف ال�ساخن‪..‬‬
‫بربك من �أنت!!‬ ‫تقف بتجلي الكبار الواثقني‬
‫�أنا ‪..‬‬ ‫ومت�سك ب�أول احلرف‬
‫�أنا عابر من مهد احلب‬ ‫وتعلو مع مقام الروح‬
‫�إلى مهد اجلرح‬ ‫املن�سلة من روح قيتار‬
‫�إلى مهد التمرد ‪..‬‬ ‫بيد عازف جمنون‪..‬‬
‫عابر بال �سبيل‬
‫عابر يجيد ال�صمت‬ ‫بربك من �أنت!!‬
‫على وزن الك�سر‬ ‫وتتوالى تبعات فرحها‬
‫بقافية م�شروخة وب�ضع خيبات ‪..‬‬ ‫وهي تلمح وجهه‬
‫يف برواز احلب املعتق مباء من �صلب‬
‫الذهب‪..‬‬
‫تداعبه ب�أناملها و�أنفا�سها‬

‫‪23‬‬
‫وغوايتي‬
‫�أ�سرار التكوين يف �شم�سك و مغيبك‬
‫حكايات الغياب‪ ‬‬
‫قتيلة‬
‫ترديني‬
‫وغيمات �أمطارك‬ ‫جتمعني‪  ‬النهايات ‪ ‬وتنرثين‬ ‫وعود ناعمة‬
‫جتعلني �أنثى طاغية‬ ‫كحبات الأنني‪ .. ‬مك�سوة بدمع‬
‫طفلة‪  ‬لعوب‬ ‫حمروق‬
‫حترق قيد العقل‪   ‬وتوزع رماده على‬ ‫كخرز الوجع ‪ ..‬يفلق ر�أ�سه حلم‪ ‬يتيم‬
‫�أركان اجلنون‬ ‫ويخرتقه حبل غا�ضب من العقدة‬
‫املنتظرة يف �آخر الطريق‬
‫ولأين امر�أتك‬
‫وا�شتها�ؤك‬ ‫�صدقني ‪..‬‬
‫ولأنك �سيدي‬ ‫ذلك التلويح‬
‫�أورثتني‪  ‬وعدك ‪ ‬وخامت عنادك‬ ‫وكل �إ�شارات الفراق‬
‫ال تعنيني‪..‬‬
‫وحده‪�  ‬أنت‪  ‬و‪  ‬النب�ض املت�سارع‪  ‬الذي‬
‫ولأنك رب �أمنياتي‬ ‫يقطع كلماتك‬
‫�أق�سم لك‬ ‫والدمعة املرتبكة على جفنك‬
‫�س�أ�سرق قلبك من جديد‬ ‫و هذا اللحن املخنوق يف يدك‬
‫و�أرت�شف ده�شتك حلظة بلحظة‬ ‫ووعدك املن�سي ‪ ..‬وظلك احلائر ‪..‬‬
‫ودفاترك املمزقة ‪..‬‬
‫�أ�ستويل عليك كلك‪ ..  ‬و�أخفيك عنك‬
‫�أعبث بكل �شيء فيك ‪ ..‬و�أغالب‬ ‫وكل �أ�شيائك امللتفة حول �ساق قدرك‬
‫�شوقك‬ ‫وحدك �أنت … اهتمامي ورغبتي‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪24‬‬
‫�أبعث جنود الفتنة �إليك جماعات‬
‫جماعات‬
‫�أ�ساقط‪  ‬ورود اللهفة‪  ‬وهي �سكارى‪  ‬على‬
‫خدك‬
‫�أراق�ص‪�  ‬شفتيك‬
‫�أكتبك و�أعزفك ‪ ‬وعلى �صدري �أغنيك‪..‬‬

‫‪25‬‬
‫ليته يلفظ حياته يف ركن ق�صي‪..‬‬
‫فلم يعد وتره يحتمل املزيد من ال�ضرب‬
‫م�ضجع احلرف‬
‫فزعاً‪..‬‬
‫انق�ض‬ ‫رمية حب‬
‫بق�سوة ال�شك‪..‬‬ ‫�أ�صابته رمية حب �ساخنة‪..‬‬
‫ساخنة‬
‫ف�آملته العربة‬ ‫ان�شرخت هيمنته على �صنع احلرف‬
‫وهي ت�ستوطنه رغم �أنه حاول نفيها‬ ‫ف�سالت من مقلته دماء حب يفوح منها‬
‫خارج حدوده‪..‬‬ ‫رائحة تعب‪..‬‬
‫تاهت ب�أودية ال�ضياع ابت�سامته‪..‬‬

‫بكى‪ ..‬ت�أمل‪..‬‬
‫تراق�ص �أمام عينيه خنجر يلمع وجهها‬
‫يف بريقه‪..‬‬
‫تخبط يف كل �أرجاء التعب وهو ي�شهق‬
‫احلب واليزفره‪..‬‬

‫نادى كل �ضجيج الكون‬


‫وا�ستوح�ش الأمكنة‬
‫وخذلته بطعنات مل تكن غادرة من‬
‫خلفه‪..‬‬
‫بل �أ�شد وط�أة حيث كانت بني عينيه‪..‬‬

‫تعب من احلب ف�أتعب احلرف قلبه‪..‬‬


‫تعب ي�شتاق‪ ..‬تعب جراح‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪26‬‬
‫و�أنت كنا ‪ ‬نرك�ض يف متاهة القدر اجلنون‪  ‬ال‪ ‬ينجي‪..‬‬
‫يا‪  ‬حبيبي ‪ ...‬و�سيد روحي‬ ‫نرقب حلماً‪  ‬ونناجي ‪� ‬أم ًال‬
‫�أنا‬
‫حب آخر‬
‫يا جنيني ولون احلياة يف دمي‬ ‫نلتقي على ر�صيف متعب‬
‫اذهب ‪ ..‬بعيداً‪ ..‬اذهب ‪ ..‬هناك‬ ‫نتبادل الذكريات‪  ‬ن�شرب نخب اللقاء‬
‫بكل �أ�سمائك التي �أحب غادر‪..‬‬ ‫ونرق�ص يف �صمت‬
‫وافتح ذراعيك حلب جديد‬ ‫وقبل املغادرة‪  ‬نبت�سم و‪ ‬نتقا�سم‬
‫حب مينح‪  ‬وجودك هيبة امللوك‬ ‫�أغنية‪ ‬حزينة‬
‫حب يرويك حتى متتلئ بالغرور‬ ‫حتى بات الع�شق حكايتنا القدمية‬
‫حب �آخر‪ ..‬يليق بابت�سامتك ‪ ‬وبردك‬ ‫فقيدنا ومرياثنا املجيد‬
‫و�سالمك وخلدك‪..‬‬ ‫نواريه بالورد والعتاب والدموع‬
‫حب يذيقك الفرح �ألواناً‪..‬‬ ‫ترى هل �أخربتك‪  ‬حينها‬
‫�أن باقات‪� ‬أمطارك‪  ..‬وهدايا‪  ‬الغيم من وي�سقيك خمر القرب �أزماناً‪..‬‬
‫حب �آخر‪� ..‬صنعه قلبي يف غيابك‬ ‫قبالتك‬
‫يل‬
‫بربك غادر �إ ّ‬ ‫بللت احلريق ومل تطفئ الأ�شواق‪! ‬‬
‫و�أن ال�صرب ذابت مالحمه يف ك�ؤوو�س وتعال يف �أح�ضاين من جديد‬
‫فالزال لدي حب‪  ‬مل تعرفه بعد‬ ‫االنتظار ‪!..‬‬
‫حب‪ ‬ي�ستعذبك‪ ..‬ي�سرت�ضيك‬ ‫وعندما طالت بك امل�سافات‬
‫يثري زوابع الورد‬ ‫فتق ثوبه وكفر باملواعيد‪!..‬‬
‫وينرث احلرير وال�سكر‬ ‫�أتدري !‬
‫حبي اجلديد‪ ..‬حبي الآخر‬ ‫حق ًا كان ‪ ‬القليل منك‪  ‬يف ذاك العمر‬
‫حبي �أنا وجنتي �أنا‬ ‫ال‪  ‬يكفي‪..‬‬
‫لك �أنت و�أنت‪  ‬وحدك‬ ‫وبع�ض احلب معك‪  ‬من‪ ‬ذاك‬

‫‪27‬‬
‫�أ�سقف انهارت على بقايا ‪ ‬لأجل احلاملني ال�سامعني العا�شقني‬
‫امل�ضطربني‪..‬‬
‫لأجل‬
‫ورق‪..‬‬
‫ألجل ماذا‪..‬؟‬
‫لأجل جدار ر�سم على ج�سده خريطة‬ ‫ولأجل ورق كان يهم�س يف ب�ؤرة نور‬
‫حملت معها ومي�ض ًا من فرح ي�شبه حلم ًا املوت‪..‬‬
‫وف�صلت اخلريطة بكل ق�سوة عبارة‬ ‫من بنف�سج‪..‬‬
‫كانت ت�ستوطنه منذ زمن‪:‬‬ ‫‪ ‬ولأجل احلرف ومابعد احلرف‪..‬‬
‫«لأجل ماذا كل ذلك الغ�ضب …؟»‬ ‫ولأجل التعب على نوا�صي احلب يف‬
‫طرقات العا�شقني‪..‬‬

‫ولأجل التهالك على انحناء العافية‬


‫بظهر احلرمان‪..‬‬
‫‪ ‬ولأجل كل الب�ؤ�س يف ت�ضاري�س وجه‬
‫املر�ضى‪..‬‬
‫ولأجل الرمي عبث ًا يف وجه الريح‬
‫وارتداد الرمي على الرامي‪..‬‬

‫‪ ‬لأجل ال�سكون وظل العيون‪..‬‬


‫لأجل امل�ساء وقيتار من غ�ضب‪..‬‬
‫لأجل كل امتداد حلزن كان يف وجه‬
‫�أداره الزمن‪..‬‬
‫ومل يلتفت لدم نك�أ الآه على �شفة من‬
‫جرح ‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪28‬‬
‫ن�ضاختني‬
‫وك�أ�س يكون مزاجها زجنبيالً‪..‬‬
‫من كربى‬
‫روايات‬
‫ت�ستهويني‬
‫مزاجها‬
‫احلب‪..‬‬
‫زنجبيال‬ ‫تتعرى كحلم ال يعرف ال�شبهات‪..‬‬
‫ت�سقيني ك�أ�س ًا من غواية وزجنبيل‬
‫وع�شق‪..‬‬

‫‪ ‬هي خلطة املوت كما حدثتني ذات‬


‫�صباح بارد‪..‬‬
‫ويومها كنت �أنتظر ال�شتاء‬
‫ف�ص ًال يبعث جتلياتها بفو�ضى‬
‫�أحالمها‪..‬‬

‫وكنت �أعتكف يف حمراب �صدرها‬


‫بيدي ك�أ�س من �شتائها‬
‫وبيدي الأخرى فر�ض ينتظر متام‬
‫ال�شوق‬
‫لتكتمل �أركانه‪..‬‬

‫‪� ‬أيا حمرابها‬
‫اجلنة حتتاج عم ًال‬
‫فلتكن بوابة �إلى جنة من عينني‬

‫‪29‬‬
‫يقول لها يف كل وداع‬
‫ال�صبح لك وال�شم�س يف انتظارك‬
‫اليوم‬
‫ال�سماء �أغلقت �أبوابها‬
‫رعد‪ ..‬وريح‬
‫ونف�ضت الأر�ض �أثوابها‬
‫الغ�صن بلغ الر�شد ‪ .. ‬ونبت على جيده‬
‫لأجله‪ ....‬خ�ضبت‪  ‬لوحها املحفوظ‬ ‫ال�شوك‬
‫ا�ستعارت من جارتها ف�ستان ًا �أبي�ض‬ ‫الع�ش �أكلته الغربة‬
‫لأجله ولأجل ال�سكر من يديه‬ ‫وال�سور تعلق يف عنق ‪ ‬الظالم‬
‫لونت �شفاهها بالتوت‬
‫وتعطرت باليا�سمني‬ ‫كانت حمامة بلون الرماد‬
‫وعلى ‪ ‬نا�صية ال�شتاء زجمر ال�صقيع‬ ‫تلقط حلمها‪  ‬حبة حبة‬
‫و�أتى مبوكب جليد ال يهاب‬ ‫ت�شرب �سرابه ر�شفة ر�شفة‬
‫فارتدى ال�صيف عباءة الرحيل‬ ‫وتنوح على نوافذ الراحلني‬
‫ويف قلب �شرفة يتيمة‪  ‬كانت ت�ضع خدها‬
‫وتعد النجمات‬
‫اغلق العا�شق نافذته‬ ‫تر�سم يف وجه الغيمة ق�صر ًا ‪ ..‬ثم‬
‫طارت حمائمه‬ ‫بهدوء ت�سكنه وتنام‬
‫وغاب اجلميع يف ال�ضباب‬
‫بقيت هي‬ ‫ذات غفوه �سقطت يف كف عا�شق‬
‫معلقة ب�أطراف غفوة قريبة‬ ‫ي�سقي حمائمه املاء وال�سكر‬
‫تنقر الأمل بخجل‬ ‫يغني لها �أغنية الدالل‬
‫يرعبها ال�شتاء فتختبئ‬ ‫مي�شط جناحاتها بالندى‬
‫ويلدغها ال�شوق فتطل بعينها‬ ‫ينرثها كجدائل عرائ�س البحر‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪30‬‬
‫تند�س يف كومة ق�ش �أ�صفر‬ ‫ترقب املاء و�صاحب ال�سكر‬
‫حليقة اجل�سد م�شروخة الأنفا�س‬ ‫تراق�ص ذكرى �صيفية دافئة‬
‫مل يبحث عنها �أحد‬ ‫تظم�أ وجتوع لأيام خوالٍ‬

‫مرت على البال يوم ًا‬ ‫وكلما ا�شتد بها الوله‬


‫فقال �أ�صحابها‪:‬‬ ‫حزمت خا�صرتها بال�صمت‬
‫كانت حمامة طيبة‬ ‫ونزعت من �صربها ري�شة‬
‫ف�ؤادها مكتمل والعقل �أن�صاف �أن�صافه‬ ‫ثم ر�صفتهاعلى عتبة الرجاء‬
‫منك�سر‬ ‫حين ًا ي�أخذها الرعد‬
‫وحين ًا ت�سرقها الريح‬
‫كانت حمامة بليدة‬ ‫وبعد �أن اكتمل القدر‬
‫ال تعرف عد الأيام وال ح�ساب الف�صول‬
‫جرفتها الأوهام بعيد ًا‬ ‫هلل الربيع يف وجه ال�شجر‬
‫حيث ال�سكر وال ماء‬ ‫دغدغ الثلج و�أذاب الوعد‬
‫وخرج العا�شق ملالقاة �أ�سراب‬
‫اجلميالت‬
‫يحمل ورد ًا وعناقيد عنب‬
‫يلوح ب�أخ�ضر الرتحاب‬
‫ي�شرق بابت�سامات وحكايات‬

‫وظلت هي احلمامة املفقودة‬


‫ال�ضائعة العارية‬

‫‪31‬‬
‫�س�أتخيل و�ألتحف عباءتها لأجد الدفء‬
‫يف قدها امليا�س ‪..‬‬
‫فوق ر�أ�سي غيمة‬
‫غرتها متوجت بلون‬
‫تهادت‬
‫فوق عشقي‬
‫البنف�سج ‪..‬‬
‫�ألهبتني و�أرق�صتني على جمر ال يعرف‬ ‫ب�سطت كفي رجاء مطرها الرنج�سي ‪..‬‬
‫الرماد ‪..‬‬ ‫مرت ال�سنون الثماين ‪..‬‬
‫عذر ًا يا عقارب ال�ساعة ‪..‬‬ ‫عجاف يفر�شه عجاف ‪..‬‬
‫وجوه العابرين ‪..‬‬ ‫الليلة طعنت �صمتها بكلمتني ‪..‬‬
‫«�أترجتي املطر و�أنت ال حتيي الليل»‬
‫كل وجه يحمل �ألف حكاية‬
‫و�أرى وجهك يف كل الوجوه‬ ‫�ضممت كفي ‪ ..‬وع�شقت الليل فوق‬
‫و�أجد حكايتي معك تفوق �أ�سطورة‬ ‫ع�شقي ‪..‬‬
‫�شهرزاد‬ ‫ليتها تدري ‪!..‬‬
‫وجهك فقط ميل�ؤين ‪..‬‬
‫عيناك فقط حتيطاين‬ ‫يا عقارب ال�ساعة ‪..‬‬
‫حيث ال �شريك لك‬ ‫ا�ستمهلي و�أركعي ‪..‬‬
‫وال ملج�أ منك �إال �إليك‬ ‫وابتدئي من حتت �سوادها ‪ ..‬وارق�صي‬
‫لها وبها ‪..‬‬
‫واجعليني الثانية ‪..‬‬
‫وهي الدقيقة ‪..‬‬
‫وخيالنا ال�ساعة‪..‬‬
‫وا�ستوقفيني على دقيقتها عند التا�سعة‬
‫‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪32‬‬
‫تال�شت بعيد ًا‬
‫بعد �أن �شاطرتها �أنا وغيمة رق�صتها‬
‫هفوة خيال‪..‬‬
‫انتابني خوف قيد خا�صرته‬
‫‪ ‬يف‬
‫ويبقى‬
‫ون�شوتها ‪..‬‬ ‫برد قار�س‪..‬‬
‫سؤال‬
‫‪  ‬عاودت الإن�صات حلكاية عنها‬ ‫فا�ستوطن مابني رئتي‬
‫وجتلت يف هدب العني‬ ‫و�أجربين على االنقياد للهفوة‬
‫خ�شية من حلظة التقاء احلرفني‬ ‫مكب ًال بحرف ا�ستع�صى على القلم �أن‬
‫ببع�ضهما‪..‬‬ ‫يرميه‪..‬‬
‫‪ ‬فحرف يتجرد من كل �شيء‪..‬‬
‫وحرف يتلب�سه كل �شيء‪..‬‬ ‫‪ ‬جاورت �شرفتها ا�ستنطق اجلماد‬
‫ويبقى مابني احلرفني‬ ‫�أن يحكي يل حكاية عنها‬
‫�س�ؤال ال �إلى ه�ؤالء وال �إلى ه�ؤالء‪..‬‬ ‫بد�أ يقول وي�سرت�سل يف قوله‬
‫والب�صر �شاخ�ص يف قلب ال�سماء‬
‫كيف �سيتغ�شانا الوله والتيه عند اللقاء؟‬ ‫ير�سمها حمامة بي�ضاء ال�شية فيها‪..‬‬
‫هنا تخلى الهدب عن‬ ‫‪ ‬يف منت�صفها‬
‫خ�شية تعلقت به‬ ‫كان لون رمادي يتمخطر يف بديع �صنعه‬
‫وبانت �شم�س النهار وفزع الر�صيف‬ ‫غيم كبل وجه ال�شم�س‬
‫وزجمر‪..‬‬ ‫فلثم عبث احلرارة‬
‫و�أطلت حمامة ك�سرية جناح‬ ‫ب�أر�صفة النازحني من وح�شة الأمكنة‪..‬‬
‫عند نا�صية ال�شرفة بعينها دمعة ال‬
‫تبوح‪..‬‬ ‫‪ ‬كانت تطري‬
‫‪ ‬ف�أدركت �أن �صباحي يتيم‬ ‫وتبدو مالحمها كراق�صة باليه م�ؤمنة‬
‫و�أنت ال ت�ستقبليه برق�صة وحمامه‪..‬‬ ‫خا�شعة‪..‬‬

‫‪33‬‬
‫وهي تت�أبط ال�شر وترمي ب�شرر‬
‫م�سكني لأنه حني كان يرك�ض يف ال�شوط‬
‫يف �شوط الذاكرة‬
‫العا�شر كل من حوله‬
‫ينطلق‬
‫البرواز‬
‫ال�سابع‬ ‫ي�سمع نحيب قلبه‬
‫تعرث يف قلبها‬ ‫وقد تاه يف زحمة الكالم‬
‫و�سقط فقيده الربواز‬ ‫ينادي حائط املبكى عندما �أ�سكنه ذات‬
‫وا�ستوطنت احلمى مالحمه‬ ‫فرح‬
‫ونك�أ جرح ما يزال يهطل‬ ‫برواز ًا من نور‬
‫من خلف الربواز دم ًا قاني ًا‬ ‫يخاطب البعيد يف تهالك‬

‫برواز لون الدم �أحد �أ�ضلعه‬


‫م�سكني لأن الن�سيان مل يكن يف قامو�سه‬ ‫ويناجي ارتكازه ب�آهات من عنف‬
‫الربيء‪..‬‬ ‫وخزها جترت عواطف نائمة‬
‫وعندما لفظته كان �أ�شبه بخنجر �أوغله‬
‫كاره يف ج�سده وجعله يلقي حتية ذات‬ ‫يف �إحدى حجرات قلبه‬
‫اليمني وذات ال�شمال‪..‬‬ ‫م�سكني فالليل مل يعد بيت الأ�سرار‬
‫والربواز با�سط �إطاراته بقلبه‬ ‫ومالذ العا�شقني‬
‫وميلأ رئتيه ب�أنفا�س فحيح ثعبان متمرد‬ ‫ها هو يف�ضحه على مر�أى من برواز‬
‫لعني‪..‬‬

‫م�سكني كان يظن �أن ال�سجن �أرحم‬ ‫يحب�س �أنفا�س قلبه منذ زمن‬
‫وهو الذي عرف كيف يتمخ�ض ال�سجني‬ ‫ويجلد بقايا عطر �سكنه‬
‫خما�ض الب�ؤ�ساء‬ ‫م�سكني لأنه مل يداهم وكر الذكريات‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪34‬‬
‫ويف �إطار امل�شهد‬
‫رق�صة على جرح دمه‬
‫�شكل م�سرح تزلج تلوكه الأقدام بده�شة‬

‫ويف ال�سجن‬
‫كانت له حكاية من بكاء مرير‬
‫كتب على جداره ذات �شجاعة‬
‫يا �أيتها ال�ساكنة برواز الأمل‬
‫هنا لفظ قلب �أنفا�سه‬
‫على قارعة ج�سد‬
‫تفوح منه رائحة الغدر‬
‫وانك�سرت عني‪ ..‬وان�شرخ عهد‬
‫وانفجر ال�صمت على عتمة امل�شهد‬
‫وابتل الليل مباء من نور‬
‫وانك�شفت الغمة على خيانة‬
‫اجل�سد‪ ..‬لل�صورة‬
‫وتبعرثت بني اجل�سد وال�صورة‬
‫‪� ...‬أ�شال�ؤك‬

‫‪35‬‬
‫فقال يجب �أن حتبها �أكرث‪..‬‬
‫�أكرث‪� ..‬أكرث‪..‬‬
‫خطبة اجلمعة‬
‫كان احلديث عن قلبها‬
‫يف‬
‫أقم الحب‬
‫وبكى يف الثالثة‬ ‫�آياته‬
‫جناته‬
‫‪ ‬وبالكاد ا�ستطاع �أن يختم خطبته‬ ‫والفردو�س الأعلى من نب�ضه‬
‫فقال‪� :‬أقم احلب‬
‫ثم ا�ستدرك عربته‬
‫وقال‪� :‬أقم ال�صالة‪.‬‬ ‫‪ ‬قر�أ اخلطيب بني يديَّ‬
‫�أحاديث عنها‬
‫الرواة كلهم من‪  ‬ح�سن ال يفارقها‬
‫التفاتتها‬
‫رقتها‬
‫و�صوت الدالل يف حروفها‬

‫‪ ‬ويف اخلطبة‬
‫�أو�صاين �شيخي‬
‫ب�أن �أحبها �أكرث‪..‬‬

‫هم�ست له‬
‫�أين �أحبها‬
‫�أكرث من الأكرث ‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪36‬‬
‫‪ ‬ا�ستدار وانذهل‬
‫فقدمك يف املنرب‬
‫اجلمعة‪..‬‬
‫�أنظر �إلى اخلطيب‬
‫يف‬
‫منبر‬
‫ونزل �إلى ال�صف‬ ‫و�أملحك خلفه على الكر�سي‬
‫البنفسج‪:‬‬
‫و�أ�شهد اجلمع الكبري‬ ‫يزهو البنف�سج بثقله يف �صدرك‬
‫ب�أنك جمعة من ال جمعة له‪..‬‬ ‫وير�سل رحماته �إلى �صف مت�أخر يف‬
‫اجلامع‪..‬‬

‫‪ ‬وقفت منده�ش ًا‬


‫�أبت�سم و�أرفع يدي �إلى م�ستوى خ�صرك‬
‫�صاح بي ال�شيخ‪:‬‬
‫يارجل �إلزم مكانك وال�صمت ف�أنت يف‬
‫جمعة‪..‬‬

‫‪ ‬ر�أيتك تبت�سمني‬
‫ك�أنك زهرة نوار يف ربيع مبت�سم‬
‫فوقفت ثانية‪..‬‬
‫و�أر�سلت قبلة‪..‬‬

‫ف�صاح ال�شيخ وقبل �أن يحكي بادرته‪:‬‬


‫احجب هذا النور خلفك ف�أنا ال‬
‫�أحتمله‪..‬‬

‫‪37‬‬
‫تتزيّنُ بكل ما ميكن لأنثى �أن تفت َِك به‬
‫قلب رجل‪..‬‬
‫على �صورتهما‪..‬‬
‫كانا جمنونني‬
‫غفوت‬
‫رأيت في‬
‫ُ‬ ‫إن‬
‫كعادتهما‪..‬‬
‫المنام أني‬
‫وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاءت‪..‬‬ ‫�آخر ما نطقت به‪..‬‬
‫و�أ�سندت ركبتيها �إلى ركبتي‪..‬‬ ‫أقبلهما كفي ٌل ب�أن ِّ‬
‫ي�سخر �شياطني الأر�ض‬
‫وو�ضعت كفّيها على فخذي‪..‬‬ ‫لالعتكاف حول و�سادتي‪..‬‬
‫و�أغم�ضت عينيها‪..‬‬
‫وكانت امل�سافة حتت�ضر من فرط‬ ‫�أ�سلمت كل �شيء ملنامي‪.ٍ .‬‬
‫اللقاء‪..‬‬ ‫�أ�ضم �أحرفها بني ذراعي الوله‪..‬‬
‫�أح�س بريح اجلنة و�أرتع�ش من زمهرير‬ ‫و�أ�شم عطرها يف ما تبقى من �أغنية‬
‫ال�شوق‪..‬‬ ‫حاملة‪.ٍ .‬‬

‫تقبل بن�صف رغبة وتخت�صر كل احلب‬ ‫كان الوتر يهدهد قلبي على �أن�ساقِ‬
‫يف ن�شوة‪..‬‬ ‫الع�شق ‪..‬‬
‫اقرتبنا ونحن ال ن�شعر من فرط‬ ‫ي�أخذين مر ًة �إلى عينها ويرمي بي‬
‫الإعداد لع�شاءٍ فاخر‪..‬‬ ‫ّات يف �صدرها ‪..‬‬‫مر ٍ‬
‫يبا�س ممزو ٌج بتنهيد ٍة وتنهيد ٌة مغلف ٌة‬
‫ٌ‬ ‫�أ�شفقت على حوا�سي ال�سبع‪..‬‬
‫ب�شِ بقٍ فاره‪..‬‬ ‫خم�س كما هم لدى الب�شر‪..‬‬
‫ٌ‬
‫واثنتان هي �أوجدتهما من عدم‪..‬‬
‫واللحظة �أم العجائب‪..‬‬
‫يلتم ال�شمل وينخرط ال�شوقُ يف‬
‫قبل �أن َّ‬ ‫حتى �إن هلك الليل يف �سواده‪..‬‬
‫لحُ م ِتهِ‪..‬‬ ‫طرَقت باب املنام‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪38‬‬
‫ارتخت يداها على فخذي‪..‬‬
‫وا�شتدت يداي حول جيدها‪..‬‬
‫ال �شيء يحكم �سيطرته على اللحظة‬
‫�سوى اعرتاف بالغرق‪..‬‬

‫كنت �أ�سم ُع عن التقا ِء خطوط الرمان‪..‬‬


‫ولكن مل �أ�سمع يوم ًا بخط يلتهب يف‬
‫�أعاله‪..‬‬
‫م�ش ِّك ًال نار ًا لها طعم احلياة‪..‬‬
‫امتال�ؤهما كان عذاب ًا لهما وهما‬
‫يحاوالن التنفّ�س بن�شوة‪..‬‬
‫واليد ترتاخى حولهما كطوق يا�سمني‪..‬‬
‫ترتاخى �أكرث‪..‬‬
‫و�أكرث‪..‬‬

‫وتتمادى‪..‬‬
‫واللحظة �سيدة امل�شهد ترتنح من‬
‫ال�ضحك‪..‬‬
‫ابتل يف منامهما‪..‬‬ ‫على غرق اثنني اّ‬
‫و�أفاقا على حلمٍ وورق ٍة و�أغني ٍة ماتزال‬
‫حتت�ضر‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وت�شم عطر املكان وحتيا‪..‬‬ ‫ح ّل م�سا�ؤها‬
‫البهي‪..‬‬
‫وعندما‬
‫حمى عازف‬
‫�أخربها �أن الأر�ض فرح ٌة ك�أنها ب ُِّ�شرت‬ ‫انتف�ضت حمام ٌة وابت�سم نوّار‪..‬‬
‫مبطر‪..‬‬ ‫ت�ساقطت ال�شهب من �سماءٍ عاليةٍ‪..‬‬
‫للحب الفاره‪..‬‬ ‫والنا�س هنا �شهو ُد ِّ‬ ‫ورق�ص ال�شجر على �إيقاع لِثامها‪..‬‬
‫و�أنها املليكة وحدها‪..‬‬ ‫وملأ ال�ضجيج الأر�ض‬

‫‪ ‬و�أخربها �أي�ضاً‪..‬‬ ‫عازف يرتقي �سلّم ًا �إلى القلب‪..‬‬


‫وكان ٌ‬
‫للقلب مملكة �شيّدت من ذهب خال�ص‬ ‫يُبكي الوتر وترجتف يداه‪..‬‬
‫‪ ‬جتري حتته الأنهار‪..‬‬ ‫كان ب�صره �شاخ�ص ًا جتاه عينيها‪..‬‬
‫وبه فاكهة ت�شبه عينيها‪..‬‬ ‫�أما عيناها فكانت تتبع �أ�صابعه وهي‬
‫وخمر كطعم ريقها‪..‬‬ ‫ُخ�ضع العود لرغبتها‪..‬‬
‫ت ِ‬
‫وعطر يغار من �أنفا�سها‪..‬‬ ‫يف زاوية انفراج ال�ضجيج عن �شُ ِّح‬
‫وتوت ك�شفتيها‪..‬‬ ‫ال�صمت‪..‬‬
‫و………‪.. .‬‬ ‫وبن�صف جل�س ٍة ال هي �إلى الأر�ض‬
‫�أقرب‪..‬‬
‫�أزاحت ن�صف ال ِلّثام‪..‬‬ ‫وال �إلى ال�سماء �أقرب‬
‫حتى �إذا ا�شتد الكربُ عليه‪..‬‬
‫وت�سارع النب�ض‪..‬‬ ‫‪ ‬يقف �شارد ًا مع ح�سنها‪..‬‬
‫والتهبت الأكف‪..‬‬ ‫يتكئ مبرفقٍ من نورها اكت�سى‪..‬‬
‫رمى بن�صف ك� ٍأ�س ووردة‪..‬‬ ‫على و�ساد ٍة من حريرٍ تنف�ض ك�سل‬
‫و�أمال ر�أ�سه نحو اجلنةِ‪..‬‬ ‫ال�سواد‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪40‬‬
‫ليفيق من غيبوبته‪..‬‬

‫بعد الإفاقة‪..‬‬
‫كانت ال�شم�س تلف املكان‪..‬‬
‫يحت�ضر‪..‬‬
‫وكان الورد ِ‬
‫�أما هو فكان ثمِ ًال ال يعرف �أي �سماءٍ‬
‫تُظِ لّه‪..‬‬

‫�أم�سكت بيده وهي تقول بتمتم ٍة ال تخلو‬


‫من الغنج‪..‬‬
‫م�س من ال�شيطان؟‬ ‫أبك ُّ‬ ‫� َ‬
‫م�سه �أرحم‪..‬‬
‫قال ُّ‬
‫م�س من قلبك‪..‬‬ ‫بي ُّ‬
‫فتعايل انفثي ثالث ًا ‪..‬‬
‫�إحداهن يف قلبي‪..‬‬
‫واثنتان على �شفتي‪..‬‬

‫�ضحكت و�أعادت لِثامها‪..‬‬


‫وخفت كل نو ٍر كان يعم املكان‪..‬‬
‫عازف العود‪..‬‬
‫وهد�أ رو ُع ِ‬
‫رب �أ�سكنها م�سكن ًا مبملكته و�أنت خري‬
‫ِّ‬
‫املنزلني‬

‫‪41‬‬
‫و�ضعت قمي�ص ًا مينح ج�سدك حرية‬
‫التعبري‪..‬‬
‫رائحتها امل�ستلقية بذاكرتي‪..‬‬
‫يا ج�سدها امل�ستوطن بخياالتي‪..‬‬
‫يا‬
‫ليله ألرتوي‬
‫قمي�ص ال ميار�س الكبت والعبودية‪..‬‬ ‫يا ك َلّها �أو بع�ضها‪..‬‬
‫ي�سمح لذراعيك بالتنف�س‪..‬‬ ‫فقط ‪ ..‬ليلة لأرتوي‬
‫ولتفّاحتيك بالبوح‪..‬‬
‫لونه ي�شبه دم الغزال‪..‬‬ ‫دعيني �أفر�ش احلرير الأحمر‪..‬‬
‫و�أوقد ال�شموع ب�أنفا�سي‪..‬‬
‫يبد�أ من حيث ال يبد�أ‪..‬‬ ‫دعيني �أنرث ال�شوق يف جنبات املكان‪..‬‬
‫وينتهي حيث تكون البدايات‪..‬‬ ‫ليظل متوقد ًا بحمم من ال�شوق‬
‫يحاول عبثًا �أن يالم�س حرف �ساقيك‬ ‫متلهفة‪..‬‬
‫فال يقوى‪..‬‬
‫يختنق يف اخل�صر‪..‬‬ ‫�ستكون هناك طاولة‪..‬‬
‫ويئن يف الردفني‪..‬‬ ‫وك�أ�سان‪..‬‬
‫ويتال�شى عند النحر‪..‬‬ ‫وكثري من حنني رجل‪..‬‬
‫ين�سل على ج�سدك بعفوية كيفما‬
‫تريدين‪..‬‬
‫عر�ش لك ال‬
‫يف �إحدى زوايا املكان ٌ‬
‫هو يجعل منك �سيدة املكان وملهمة‬ ‫ي�ستحق �سواك‪..‬‬
‫�صاحب املكان‪..‬‬ ‫�أن�ش�أته من �سند�س وا�ستربق‪..‬‬
‫ليلة لأرتوي‪..‬‬ ‫زرعت فيه حق ًال من الكرز‪..‬‬
‫جل ما �أريده‪..‬‬ ‫و�أ�سقيته عطر املالئكة‪..‬‬
‫�أتعرفني �أمراً‪..‬‬ ‫على �أريكة لي�ست على توازي العر�ش‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪42‬‬
‫تبحث عن �إخوة لها يف ترائب الغيب‪..‬‬ ‫كم �أع�شق تالقح احل�ضارات‪..‬‬
‫هم كالأيتام يبحثون عن ملج�أ يقيهم‬ ‫ما دمت ح�ضارة جمالية غام�ضة‬
‫�شر االحتبا�س احلراري‪..‬‬ ‫امل�صدر‪..‬‬
‫وذلك الغمو�ض هو ما يدفعني ل�سرب‬
‫فقط ليلة‪..‬‬ ‫�أغوار كهفك احل�صني‪..‬‬
‫ولن �أزيد كال‪..‬‬ ‫والتعرف على نقو�ش وخمطوطات‪..‬‬
‫فقط ليلة‪..‬‬ ‫وتذوق الرمان عن اليمني وعن‬
‫و�س�آتي من كونك بنب�أ يقني‪..‬‬ ‫ال�شمال‪..‬‬
‫فقط ليلة‪..‬‬ ‫وبينهما برزخ ولكن يبغيان �إن حمي‬
‫و�ستزول الغمة وينك�شف �ساق احلرف‬ ‫وطي�س ال�صلب‬
‫على بيا�ض الورقة‪..‬‬
‫ياه يا ليلتك احلمراء‪..‬‬
‫ويبد�أ ميالد الفتح‪ ..‬و�أهذي‪:‬‬ ‫فقط جتردي من خميط احلرف‬
‫وت�سكن الأ�صوات للحب فال تهم�س �إال‬ ‫واركعي‪..‬‬
‫�أنيناً‪..‬‬ ‫فقط جتردي من �سبات ال�سواد‬
‫وارق�صي‪..‬‬
‫فقط ليلة لأرتوي‪..‬‬ ‫�أود رق�صة �ساخنة‪..‬‬
‫وبعدها فليحدث اهلل �أمر ًا كان مفعوال‬ ‫تتداخل فيها الأج�ساد‪..‬‬
‫حتى نكاد نكون واحداً‪..‬‬

‫تخيلتك بالقمي�ص الأحمر وثمة‬


‫ِ‬ ‫منذ‬
‫جموع ترك�ض‪..‬‬

‫‪43‬‬
‫ا�شتد امل ُد واجلزرُ‪..‬‬
‫وتناثرتِ الأحرف مين ًة وي�سرةً‪..‬‬
‫�سفرها‪..‬‬
‫�أرهق احلرف كثرياً‪..‬‬
‫تتابع‬
‫عند الساحل‬
‫وفقدتُ البو�صل َة �إلى ورقتها‪..‬‬ ‫ليتني كنت كرت �صعودٍ �أ�سكن حقيبتها‪..‬‬
‫ويبقى حرفان من ا�سمها‪..‬‬ ‫و�أنام �إلى جوارها‪..‬‬
‫قيد البحث الآن‪..‬‬
‫ذات رحل ٍة �أوحت يل بر�سال ٍة عابرة‪..‬‬
‫�ساعات قليل ٍة �س�أكون �إلى جوا ِر البحر‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫«بعد‬
‫اليم يف‬
‫و�س�أرمي ورق ًة يف اليم يلقيها ُّ‬
‫ال�ساحلِ ‪..‬‬
‫علّك ت�أتي يوم ًا وجتدها‪»..‬‬

‫ومنذ ذلك اليوم‪..‬‬


‫أم�شط ال�ساحلَ بحثًا عن عطرها‪..‬‬
‫و�أنا � ِّ‬

‫عند ال�ساحل ‪..‬‬


‫ر�سمت لوحة الغيم على عناق ال�شم�س‪..‬‬
‫و�صنعت زورق ًا من �أحرف‪..‬‬

‫ودعوتها‪:‬‬
‫يا �أنتِ ا�صعدي معي وال تكوين مع القوم‬
‫الهالكني‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪44‬‬
‫لل�شم�س وامل�ستفزة للقمر‪..‬‬ ‫�أن�ساق الوله‪..‬‬
‫وتتوه الأمنية يف دهاليز كانت تت�سيد‪ ‬النب�ض‪..‬‬
‫تتعدد‬
‫مسني الحب‬
‫فكانت قِبل ًة �أوليّ وجهي �شطرها‪..‬‬ ‫العتمة‪..‬‬
‫هو احلب قِبلة الع�شّ اق �إن هم بحثوا‪..‬‬ ‫تنفجر �أغنية يف قلب �سامعها‪..‬‬
‫وتنخر كلماتها ج�سد ًا متهالكًا‪..‬‬
‫وجيف قلبي ي�شي بحكاية عذبة‪..‬‬
‫حكاية مربكة‪..‬‬

‫يرمل يف ثالث احلب‬


‫ويهلك يف �سابعه‪..‬‬
‫م�سكني �أنا ‪..‬‬

‫حكيتُ يل يوم ًا �أين كنت حول احلمى‬


‫فرتعت‪..‬‬
‫ومن يومها و�أنا رات ٌع يف جلج احلب وال‬
‫�أقوى ‪..‬‬

‫�أحببت قبل �أن ي�ستيقظ طفل بداخلي‪..‬‬


‫و�أحببت بعد �أن فزّع الطفل مناماتي‪..‬‬
‫�أحبها من فجّ ة ال�ضوء‬
‫�إلى �أن يتغ�شى الليل‪� ‬شغب النهار‪..‬‬
‫ولأنها الأنثى املُلهِ مة‬

‫‪45‬‬
‫�أحتاج لك� ٍأ�س من وله عينيها‪..‬‬
‫�أحتاجها اليوم �أكرث‪..‬‬
‫حول فلك اال�شتباه‪..‬‬
‫تنظم بيتًا من غنجٍ ‪..‬‬
‫تدور‬
‫أحتاجها‬
‫�أ�شتاقها اليوم �أعنف‪..‬‬ ‫وتك�سر �شطر ًا من حياء‪..‬‬
‫كذب ‪..‬‬
‫رب �إين �أ�سكنتها قلبًا غري ذي ٍ‬ ‫ت�ستفز امل�ساء عندما تريد ‪..‬‬
‫فليتها تهز جذع القلب ‪..‬‬ ‫وتخر بال�سقف على وتد القلب‪..‬‬
‫نب�ضا جن ّياً‪..‬‬
‫ليت�ساقط عليها ً‬

‫نطقت با�سمها يوماً‪..‬‬ ‫حتاول �أن تربك الر�صيف‪..‬‬


‫ف�أ�شرقت الأر�ض بنورها‪..‬‬ ‫لتهتز �أعمدة ال�ضوء‪..‬‬
‫و�أذن م�ؤذ ٌن يا باغي احلب �أقبل‪..‬‬ ‫ت�سرتق نظر العابرين عنوة‪..‬‬
‫وما �أزال �ألتم�س النور‬ ‫ويبتل جدار و�سور‪..‬‬
‫يف عتمة النهار الذي يفتقدها‪..‬‬

‫يارب امل�شّ ائني يف الظلم �إلى قلبها‪..‬‬


‫ليتها تعلم �أن الكون منارتها‪..‬‬ ‫كن بي �أرحم‪..‬‬
‫لبا�س من حريرٍ‬
‫و�أن قلبي ٌ‬ ‫اليوم قر�أت لها بيتًا‬
‫يتمنى ج�سدها‪..‬‬ ‫به ك�سر على قارعة ج�سدها‪..‬‬
‫وما �أزال �أرجتف‪..‬‬
‫ليتها ت�ؤمن بي وتثق بعقيدتي‪..‬‬
‫ليتها تعلم �أنها الركن ال�ساد�س‪..‬‬ ‫دثريني يا �أبياتها‪..‬‬
‫و�أين �أقف عند حرف ا�سمها الأول‬ ‫مل �أعد قادر ًا على ا�ستيعاب امل�سافة‪..‬‬
‫وال �أجتاوزه‪..‬‬ ‫ومل يعد ذهني �صافياً‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪46‬‬
‫بني يدي �سمّوها‪..‬‬
‫يغار الورد من عينيها‪..‬‬
‫فال يقوى مواجهة الإبهار‪..‬‬

‫ذات م�ساء حبّ ‪�..‬أدركت !‬


‫مل تذبل الوردة‬
‫قبل ثوان من معانقة يدها‪..‬‬

‫�سبحان ماهي عليه‪..‬‬


‫تناديني من ت ّل ِة الع�شق‪..‬‬
‫تريدين طوق جنا ٍة و�أكرث‪..‬‬
‫وتخنقني امل�سافات‪..‬‬
‫�أتقدم خطو ًة و�أتراجع‪..‬‬

‫يارب امل�سافات البعيدة‬


‫ارحمنا‪..‬‬
‫كما ربّانا العِ�شقُ ِ�صغاراً‪..‬‬

‫‪47‬‬
‫فله �صوت حنون‬
‫يحدثها‬
‫ت�شري �إلى �آخر‬
‫ال�صرب‬
‫ال�ساعة‬
‫تمام الشوق‬
‫ي�ستمع �إليها‬ ‫هي متام ال�شوق‬
‫و يذكرها بكل التفا�صيل‬ ‫هي كل اللهفة‬
‫واملكان ي�شري �إلى طيفه‬
‫كيف كان امل�ساء ليلتها‬
‫يتمتم ب�آيات ال�سكينة‬ ‫تتح�س�س و�سادتها‬
‫كيف كان الطريق �إلى بيتها‬ ‫«نام ذات ليلة هنا؟»‬
‫ملون ًا بالرغبة واحللم‬ ‫قالتها وهي تلتهب ببقايا عطره املنثور‬
‫على ج�سدها‬
‫كيف �أن احلكاية‬
‫جمرد وعد‬ ‫رغم مرور �أعوام‬
‫امتته قلوب �صدقت نب�ضها ماوعدته‬ ‫�إال �أنه الزال يبعرثها بتلك الرائحة‬
‫ويف ليلة بنف�سج كان امليعاد‬ ‫املجنونة‬
‫كلما ا�شتاقت �إلى �صاحب العطر‬
‫يف م�سج‪  ‬هم�ست ‪ ‬له ( تعال )‬ ‫جمعت نف�سها واختب�أت حتت املاء‬
‫حمل لهفته بيده ونقر �أرقامها بحنان‬ ‫املاء �سكناها‬
‫ثم قال‪:‬‬ ‫املاء مالذها‬
‫حلوتي �أنتِ‬
‫هناك رجل تعبث بها كلماتك‬ ‫وحده يعرف كيف يوا�سيها‬
‫هناك قلب‬ ‫وحده يح�ضنها‪ ،  ‬ي�شرب دمعها‬
‫يريد ح�سنة من عينيك‬ ‫ويذيب ارتعا�شاتها‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪48‬‬
‫مترر نظراتها على مالحمها‬ ‫و بع�ض ع�سل من �شفتيك!‬
‫فرتى عينيه‬ ‫اجابته ‪:‬‬
‫تبت�سم لها‬ ‫�أحبك ياعطري‬
‫وت�سمع �صوته يف ذاكرتها‬ ‫فقط «تعال»‬
‫�صوته ال�صباحي الهادئ‬
‫(�آه منك ياجمنونة)‬ ‫�أنهت املكاملة‬
‫ت�ضحكها دوم ًا هذه اجلملة‬ ‫رمت بج�سدها على فرا�شها‬
‫كل لذة الكون جتتمع بني �شفتيه كلما‬ ‫وهربت حتت و�سادة مليئة بالرجاء‬
‫قالها‬ ‫واحللم‬
‫واالبتهال‬
‫انتظارات وم�سافات‬ ‫غفت وهي تهم�س‬
‫�شمو�س تتوالى و�أقمار‬ ‫يارب‬
‫والليلة املوعودة يف حقيبة القدر‬ ‫يارب‬
‫حتى �أتى رنني هاتفها باخلرب‬
‫ح�سن ًا افتحي الباب‬ ‫اخلروج من املاء بالن�سبة لها‬
‫الآن افتحي يل وللوعد ولكل �أحالمنا ‪!..‬‬ ‫كال�صحو متام ًا‬
‫وهي يف ارجتافات وابت�سامات‪..‬‬ ‫حني جتفف نف�سها‪  ‬تبدو وك�أنها تفرك‬
‫عينيها‬
‫وقفت خلف الباب املوارب‬ ‫فينتهي احللم‪  ‬وت�شرق كل حقيقة‬
‫ال�شارع �ساكت واحلارة نائمة‬
‫حوا�سها وحدها يف �صخب‬ ‫لب�ست رداءها الوردي‬
‫�أنفا�سها جتادل �صدرها‬ ‫ثم جل�ست �أمام مر�آتها‬

‫‪49‬‬
‫مبجرد �أن ابت�سم وقال‪:‬‬ ‫نب�ضها و ارتعا�ش �أطرافها يف �سباق‬
‫م�ساء اخلري‬
‫فتنبت حتت قدميها �أمنيات‬ ‫بداخلها‬
‫اوركيد يت�سلق ‪ ‬جدار بيتها‬ ‫مهرجان فرح‬
‫كناري �صفراء تكبل �أبوابها‬ ‫طبول حرب‬
‫ويباركهما قمر قريب‬ ‫وثرثرة خوف‬
‫يرقب الكون لأجلهما‬ ‫بداخلها‬
‫�إميان ومترد‬
‫متد يدها لت�صافحه‪  ‬ي�أخذها كلها �إليه‬ ‫�صلوات وغناء‬
‫يح�ضنها‬
‫ويغرقان‬ ‫يف عقلها تدور �أفكار‬
‫وترق�ص هواج�س‬
‫على �شفتيها تعويذة‬
‫ويف ريقها ت�سكن خمرة عتيقة‬
‫تنتظره بجنون‬

‫ينهي كل‪  ‬تلك الفو�ضى ‪ ‬برائحة �أنفا�سه‬


‫التي ت�سبقه بثوان‬
‫يجمع كل �ضجيجها‬
‫ويقفل عليه ب�صندوق‬
‫ويدفنه يف حفرةعميقة‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪50‬‬
‫وهناك‪  ‬رب رحيم‬ ‫من موت‪  ‬ذكريات‬
‫الأم�س‬
‫القلق‬
‫لماذا نخاف‪..‬؟‬
‫من امل�ستحيل �أن يكون دائرة كبرية‬ ‫التوج�س‪  ‬من �ضياع ‪ ‬اليوم‬
‫مركزها نحن‬ ‫الرعب من مفاج�آت الغد‬
‫وهناك رب رحيم‬ ‫الرهبة من املواجهة ‪ ..‬من‪  ‬حجم‬
‫اجلزاء ‪ ..‬ومن �سوء ‪ ‬العقاب‬
‫لن يكون‪  ‬اخلوف قدرنا وم�صري حياتنا‬ ‫الرهبة من وجود‪  ‬مر�ض �أ�سود باجلوار‪ ‬‬
‫وهناك رب رحيم‬ ‫االرجتاف من‪  ‬غلبة الدنيا‪  ‬واختالف‬
‫الب�شر‪  ‬وتبدل الأحوال‬
‫‪ ‬لو تركنا التفكري والتدبري لأمر اهلل‬ ‫االرجتاف‪  ‬من‪  ‬امل�ستحيل‪  ‬و من فكرة‬
‫لو �سلمنا قلوبنا واقدارنا‪  ‬هلل‬ ‫الغياب وال�سفر البعيد‬
‫لعرفنا يقيناً‪ ‬‬
‫‪� ‬أن ال حياة ب�ؤ�س وال حزن وال تعب وال‬ ‫كم �صورة ظهر اخلوف هنا ‪..‬؟‬
‫خوف‬ ‫وكم حيلة اتخذها ال�شيطان ليغرقنا يف‬
‫وهناك رب رحيم‬ ‫خماوفنا؟‬
‫اخلوف باب ال ميكن �إغالقه‪ ..  ‬لكن‬
‫ميكننا‪  ‬ردمه‪ ‬‬
‫اخلوف طبيعة ب�شرية ‪� ،‬إذا ماكانت‪  ‬يف‬
‫حدود �أمنلة‪  ‬الطفل الر�ضيع‬

‫ال ميكن �أن يكون اخلوف كون ًا يحيط‬


‫بنا‬

‫‪51‬‬
‫«ال�صدف»‪ ..‬يالهذه الكلمه‪..‬‬
‫تتذكر كيف بد�أ ارجتاف قلبها �صدفة‪..‬‬
‫قدر باذخ التهلكة‪..‬‬
‫و�ألقى بها يف �سجيل‪..‬‬
‫�ساقها‬
‫المزهرية‬
‫‪ ‬وتدرك كيف بد�أ نحيب قلبها �صدفة‪..‬‬ ‫‪ ‬و�سجيل تلك كانت يوم ًا‬
‫‪ ‬وتعلم كيف كانت الرحلة‬ ‫جنة عاليها من �سند�س وا�ستربق‪..‬‬
‫‪ ‬وال�سفينة وموت ال�شراع �صدفة‪..‬‬ ‫‪ ‬بد�أت رحلتها مبجداف �صغري جداً‪..‬‬
‫وكيف ميكن �أن تتهاوى الدمعة �صدفة‪..‬‬ ‫‪ ‬وانت�صفت مبوج يالطف �صغر‬
‫جمدافها‪..‬‬
‫‪ ‬ياه ياه ‪..‬‬ ‫‪ ‬وانتهت ب�سوط من يحموم‬
‫‪ ‬ياقلبها املليء بطعنات ال�صدف‬ ‫يجوب خا�صرتها‬
‫‪ ‬و�آخرها‬ ‫ي�شرخ ذاكرتها‬
‫�أن عطره جاء �صدفة ‪..‬‬ ‫وينخر جدار قلبها‬
‫وجتاهل ك�سر خاطرها واعتذر ‪..‬‬
‫حتى �إذا ارتد �إليها طرفها‬
‫مل جتد العطر واكتفت بت�أمل الرذاذ‬ ‫م�سا�ؤها تعب‪..‬‬
‫ي�سكن مزهرية من خزف‬ ‫و�صباحها ريح حتملها للرحيل‬
‫يت�ساقط منها دم �أحمر‬ ‫وتق�سو يف ت�أبني ذكراها‪..‬‬
‫‪ ‬تفوح منه رائحة ملعونة‬
‫‪ ‬كرائحة ال�شراع الذي هلك �صدفة‬
‫�صيفها �شم�س‬
‫ت�أتي بلهيب تذوق به يبا�س ال�سنني‪..‬‬
‫و�شتا�ؤهار�صيف‬
‫�أنهكه املتهالكون من ع�شاق ال�صدف‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪52‬‬
‫باهلل ياج�سدها املم�شوق رفقاً‪..‬‬
‫باهلل ياتفا�صيلها رفقاً‪..‬‬
‫�صوت اجلمال‬
‫عندما يتجلى‬
‫ي�ستفزين‬
‫ذات الرداء‬
‫باهلل ياكلها رفقاً‪..‬‬ ‫من لبا�سها‪..‬‬
‫القطني‬
‫رب التذر على الأر�ض من القطن‬ ‫�أغرق فيه و�أثمل‪..‬‬
‫لبا�ساً‪..‬‬ ‫�أبتل ببينته و�أعط�ش‪..‬‬
‫يف ح�ضرته‬
‫�أتال�شى بني الإقامة والت�شرد‪..‬‬

‫يف الأولى‬
‫فار�س يحمي اجلمال‪..‬‬
‫ويف الثانية‬
‫هارب ين�شد النجاة‪..‬‬

‫ومابينهما‬
‫ن�صف من تلك وتلك‪..‬‬
‫�أقدم بن�صف رع�شة‬
‫و�أدبر ب�شهقة و�أكرث‪..‬‬

‫ياذات القطن بالرداء‪..‬‬


‫�أهلكني اجل�سد املت�شبث بن�سيج القطن‪..‬‬
‫�أعياين‪� ..‬أرهقني‪..‬‬
‫�أوغل يف جرح ب�صري‪..‬‬

‫‪53‬‬
‫يف غياهبه‪..‬‬
‫وينت�صر‪..‬‬
‫الدقائق‬
‫ومت�ضي عقارب‬
‫تت�سارع‬
‫أشباح‬
‫ال�شوق‪..‬‬
‫لذا كان يجب �أن ينتظر غيمة‬ ‫تت�أرجح الأمنيات‬
‫ت�أتي �سريعة‬ ‫وت�ضطرب امل�سافات‪..‬‬
‫وتغ�سل حوبة الفكر املحدود‪..‬‬ ‫تهز الأغ�صان‬
‫كان �أب�سط �أمر ي�سكن امل�شهد‬ ‫غ�سق الوجع الأخري من ثلث اجل�سد‪..‬‬
‫هو التناغم اخلارق‬ ‫وتنبت وردة من عينيها‪..‬‬
‫يف عزف قرار الوجع باليد اليمنى‬ ‫امل�شهد يعج بالتناق�ض‬
‫و�ضبط اجلواب باليد الي�سرى ‪..‬‬ ‫ولكنه حقيقة‬

‫اليوم رمبا يخاجله �شعور بالر�ضا‬ ‫ولدت من ثلث �آخر من اجل�سد‬


‫على �أوجاعه ال�سابقة‬ ‫كان م�ستم�سك ًا بالعروة الوثقى‬
‫لأنها ع�سفت بذاكرته‬ ‫من القلب‬
‫ومتخ�ضت جرح ًا‬ ‫ويقاوم‪..‬‬
‫تداعى له �سائر الزمن‬
‫بال�سهر واحلمى ‪..‬‬ ‫كان ي�ؤمن ب�أن احلب‬
‫هو حقل فيه مناطق �ألغام حمظوره‪..‬‬
‫وكان ي�ؤمن �أي�ض ًا ب�أن‬
‫ا�ستنطاق الأ�شباح ال�ساكنني يف فجواته‬
‫�أمر لي�س مبقدوره‬
‫�أن يرمي ب�آخر �أوراق الوجع‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪54‬‬
‫�شكر ًا �أم العرو�س‬
‫فلم ت�ستطع عيناي �أن تتجاوز �شبابك‬
‫العرو�س �أنت‪..‬‬
‫و�إن كنت م�ؤمن ب�أنك �أقرب �إلى‬
‫�أم‬
‫أم العروس‬
‫و�أنت كفر�س يف م�ضمار �سباق‪..‬‬ ‫�أن تكوين العرو�س‪..‬‬

‫ففي مالحمك تختبيء �أنثى �شقية‬


‫�صاخبة‪..‬‬
‫ويف مالحمك ر�سالة لكل الن�ساء‬
‫‪ ‬ب�أن بقية اجلمال الذي تفقدنه هاهنا‪..‬‬

‫ياه ياعرو�س القلب‪..‬‬


‫رغم �أنني املرايا وتعب اجل�سد‪..‬‬
‫رغم تناهيد الزمن املكتظة‬

‫‪ ‬يف بع�ض �صباحاتك‪..‬‬


‫ورغم كل ال�سهد يف �أر�صفة الأمنيات‪..‬‬
‫�إال �أنك ت�صنعني الفارق‬
‫وتكتبني التاريخ احللم‪..‬‬

‫هنيئ ًا للعر�س بك‬


‫‪ ‬و�أدام اهلل نب�ض ال�سعادة يف جفنك ‪..‬‬

‫‪55‬‬
‫تلم�س بابها‪..‬‬
‫�سبق النور ‪� ‬إلى عينيها‬
‫مبلالً‪ ‬‬
‫‪� ‬أغرقه ‪ ‬ال�شوق وماء‬
‫�أتى‬
‫يا عمري ‪...‬‬
‫و‪  ‬على ج�سدها‪�  ‬أ�شرق �صباحه الذي‬ ‫ال�سماء‪..‬‬
‫صباح النور‬
‫تنتظر‪..‬‬ ‫انت�شى ب�صورتها ‪ ..‬فهي �أمطاره ‪..‬‬
‫وهذا املطر رائحتها‬
‫ا�شتها�ؤه لعبق �أنفا�سها حول الطريق‬
‫�إلى مطارات �سفر مزدحمة‪..‬‬
‫ينتظر بلذة �ساعة املغادرة الى‬
‫�أوطانها‪..‬‬
‫لعلها تلقاه‪  ‬باكر ًا ‪ ....‬هي ‪ ...‬و‬
‫�شفتاها‪ ..‬عيناها‪ ..‬ونحرها‪..‬‬
‫وطعم ال�شهد يف ريقها‬

‫�أح�ضانها و بلدان من نب�ضها‬


‫و‪� ‬شم�سها الدافئة‬
‫لتذيب جليده‬
‫لتنبت‪�  ‬أوركيده‬
‫فهو القادم‪  ‬من بعيد‬
‫ي�سبقة قلب يرجتف‬
‫ورغبة‪  ‬تلتهب‬
‫وج�سد �أرهقه احللم‪..‬و�أ�ضناه العط�ش‬
‫وقبل �أن يقرع الطري نافذتها‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪56‬‬
‫�صباح النور‬ ‫الأمنية اخلجلى‪..‬‬
‫�صباح الطهر والنقاء‪ ..‬ورق�صة خمنوقة يف �شفة يتيم‪..‬‬
‫�صباح‬
‫صباح العيد‬
‫�صباح العطر املن�سدل‬ ‫�صباح العيد‪..‬‬
‫من �شرفة ج�سدك �إلى رئتي‪..‬‬ ‫�صباح جديد‪..‬‬

‫�صباح الغنج الأكرث متعة و�صخباً‪..‬‬ ‫اليوم تزاحمت النجوم قبل ال�ضياء‬
‫�صباح العيد ياكل العيد‪..‬‬ ‫بحث ًا عن جفنيك لتتدثر بهما‪..‬‬
‫�صباح فجر العيد‬ ‫اليوم تراق�صت �أعمدة الإ�ضاءة‬
‫يابدء ال�ضياء‪..‬‬ ‫واغت�سلت الأر�صفة‬
‫وانت�شر العطر يف كل مكان‪..‬‬
‫�صباح فجة النور‬ ‫اليوم ر�أيتك قبل ال�صبح‬
‫وحمامة وع�صفور و�شيء مني‪..‬‬ ‫ت�ستقرين يف ال�سماء‬
‫�صباح اخلري والربكة واحلمد وال�شكر‬ ‫الب�سة من �سند�س وا�ستربق‪..‬‬
‫و�أنت العيد‪..‬‬
‫اليوم ر�أيتك مع �أولى �ساعات ال�صباح‬
‫يحت�ضنك العيد والفرحة‬
‫المتنحه �إح�سا�س ًا بجرم االلت�صاق‬
‫بك‪..‬‬

‫‪ ‬اليوم �أ�شهدت اهلل ومالئكته‬


‫�أنك جائزة العيد‬
‫�أجازى بها بعد ال�صالة‪..‬‬

‫‪57‬‬
‫�أنبت يف فراغاتك‬
‫و ت�سقيني بدموعها‪..‬‬
‫و بين ـ ــها‬
‫�أجل ‪� ..‬أحبك و �أحبها‪..‬‬
‫بينك‬
‫بينك ‪...‬‬
‫منف�صل بني القلب والقلب‬ ‫كما ت�سمعني‬
‫وبينها‬
‫بني ح�ضنك و ح�ضنها‪..‬‬ ‫مل تخطئ �أذنك‬
‫ما ت�سلل بها‬
‫رغبتي فيك تقتلني‬ ‫�أقولها لك‬
‫و تقتل يف رغبتها‬ ‫و �أقولها لها‪..‬‬
‫�أتخيلك �آتية �إيل‬
‫فت�أتي �إيل كلها‪..‬‬ ‫لك مكانتك‬
‫ظرفك ظرفها‬ ‫و لها مكانتها‪..‬‬
‫غنجك غنجها‬ ‫�أ�ستيقظ يف عينيك‬
‫و �أنام يف عينيها‬
‫عبقك ي�أخذين لل�شمال‬ ‫�أتنف�س هواءك‬
‫و يف اجلنوب يرميني عبقها‬ ‫و يدخل رئتي هوا�ؤها‬
‫�أنت يف الن�صف احلنون‬ ‫قد يبدو لك‬
‫و �أنا بكل حناين ن�صفها‬ ‫�أين من�شطر‬
‫ل�ست حمتار ًا بينكما‬ ‫بينك و بينها‪..‬‬
‫و ل�ست م�ضطر ًا‬
‫�أن �أختار بينك و بينها‬ ‫�أبد ًا �سيدتي‪..‬‬
‫بداياتي تكتبينها ب�شفتيك‬
‫�أنت هي ‪ ..‬و هي �أنت‬ ‫و م�ساراتي التي تعرفينها‬
‫وجهك‪ ..‬وجهها‬ ‫تعرفها بحد�سها‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪58‬‬
‫فمن له مثلك ‪ ....‬يعي�ش حياتني‬ ‫و �أناملك الندية‬
‫حياة لك‪ ..‬و حياة لها‬ ‫�أناملها‪..‬‬

‫�أنت حتملينني على قر�ض ال�شعر‬


‫و هي ترتكني �أم�شط �شعرها‬
‫و بني �شعرها و �شعرك‬
‫تنبت �سنابلي‪..‬‬
‫ت�سري زنابقي‬
‫ت�سقيني �أمطارها‪..‬‬

‫بينكما �أنا واقف‪ ..‬جال�س‪ ..‬نائم‬


‫�أحت�سيك حتى النخاع‬
‫و �أحت�سي من نخاعها �شرابها‪..‬‬
‫لن يتبادر لذهنك �سيدتي‬
‫�أين قد �أ�ستغني عنك‬
‫لأجلها‪..‬‬

‫�أنت نائمة بقلبي‬


‫و هي لها قلب بذاتي‬
‫مفاتيحه ملك لها‪..‬‬
‫فال تتعجبي �سيدتي‪.‬‬
‫�أين �أملك قلبني‬

‫‪59‬‬
‫حيث بد�أ ال�صبح تهج�أت نوره و�أنه ال ‪� ‬أ�شهى ‪ ‬من احت�ساء ك�أ�س‬
‫رتل من ‪ ‬منرب الروح مبتهل خممورة ‪ ‬بالعطاء‬
‫من‬
‫السرقة‬
‫و�أخرى حمالة بالأمل ‪..‬‬ ‫و نادى يف حنايا القلب مناد‪..‬‬
‫الحالل هل هناك ما يجب �أن ت�سرقه اليوم‪ !  ‬ويف اختال�س الن�شوة ‪ ،‬خري لو تعلم عميم‪..‬‬
‫�أال‪�  ‬إن يف كل عني رجاء‪ ،‬ويف كل �أذن �صوت‬ ‫حتتال عليه برفق‪..‬ت�سلبه عقله‬
‫مالك‬ ‫تخبئه بني احلنايا و ت�ستمتع به كما‬
‫ويف كل ح�ضن وطن‪ ،‬ولكل �شوق �سماء من‬ ‫يجب �أن تكون املتعة!!‬
‫لهب‪..‬‬ ‫�أال �أعلم رحمك الرب‪..‬‬
‫و�أعلم بارك اجلنون عملك‪..‬‬ ‫�أنه حني تفي�ض اخلزائن ‪،‬و ينام‬
‫�أن هناك كنوز ًا ال حتتاج حتينّ للفر�ص‬ ‫حرا�س اخلوف ‪،‬‬
‫حتى ن�سرقها‪،‬‬ ‫ويكون يف اليد مفتاح لكل باب…‬
‫هي من حقنا‪ ،‬هي ‪ ‬قريبة بطبعها‪ ،‬ع�صية‬ ‫يطيب ارتكاب الع�شق وحتلو ذنوبه‬
‫فلي�س �أجمل من �سرقة قلب �أحدهم ‪ .‬على التوفر بهيئتها ‪.‬‬
‫تبدو حماطة ب�ألف جندي ‪،‬ومئات‬ ‫وغواية �أقفاله ‪.‬‬
‫اختطافه من وحدته �سنة اخلريين يف الأ�سوار‪..‬‬
‫وما �إن ننوي الدنو منها ‪ ،‬حتى‪  ‬تفتح‬ ‫الأر�ض‬
‫ذراعيها‬ ‫و�أعلم زادك اهلل حنيناً‪..‬‬
‫وك�أنها يف ت�أهب دائم لنحملها معنا‪� ..‬أينما‬ ‫�أنه لي�س هناك �أكرث �ألق ًا من �سرقة‬
‫نريد‪.‬‬ ‫اللحظات !‬
‫حلظة فرح ‪ ،‬حلظة انت�صار‪ .‬وحلظة هذا‪  ‬واحلمد للحب‬
‫وال�سالم على العا�شقني‬ ‫والدة ده�شة يف منت�صف عمر‬
‫و�أقم ‪ ‬احلياة‪ ..‬بارك اهلل يف حياتك‪..‬‬ ‫احلكايات‪...‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪60‬‬
‫ابت�سم للأقدار حتى و�إن كانت م�صابة‬
‫بوعكة ويبدو عليها الهم والكدر‬
‫�أخربتك ب�أنك ت�ستطيع الو�صول‬
‫�إلى ‪ ‬كل �شيء تريده‬
‫لو‬
‫ابتسم‪..‬‬
‫وبب�س ـ ـ ـ ـ ـ ــاطة‬
‫ابت�سم ‪ ..‬للموت حني ي�أتي لي�ؤدي عمله‬ ‫هل �ست�صدقني؟‬
‫وقابله بر�ضا ‪ ..‬واحت�سب ر�ضاك عند‬ ‫لو �أق�سمت لك �أنك‪  ‬بعمل �صغري جد ًا‬
‫اهلل‬ ‫ت�ستطيع �أن تنجح مهني ًا‬
‫ابت�سم للف�شل حني يحاول االنت�صار‬ ‫�أن تك�سب مادي ًا‬
‫عليك وتوعده بنجاح كبري‬ ‫ت�ستطيع �أن تدخل بيوتاً‪ ,‬ومتتلك قلوب ًا‬
‫ابت�سم يف وجه الطرقات ال�صعبة ‪،‬‬ ‫ت�ستطيع بكل‪� ‬سهولة ‪� ‬أن‪  ‬تكون املف�ضل‬
‫واقتحم قلبها بعزمك‬ ‫وتكون الأقرب والأجمل‪..‬‬

‫ابت�سم يف وجه �أحبتك‬ ‫هل �ستفرح مبا لديك وت�ستخدمه كما‬


‫و�أعدائك‬ ‫يجب؟‬
‫ومن يجانبون حياتك باحلياد‬ ‫هل تدري بل �أنك ت�ستطيع‪�  ‬أن تكون‬
‫من �أهل النعيم يف الدنيا‬
‫وابت�سم حني يقول لك الر�سول الكرمي‬ ‫ومن �أ�صحاب اجلنة يف الآخرة‬
‫«تب�سمك يف وجه �أخيك �صدقة»‬ ‫فقط … ابت�سم‬
‫وابت�سم �أكرث كلما �سمعت‬ ‫وابت�سم مع كل عمل تقوم به‬
‫املثل ال�صيني‪  ‬يقول ‪:‬‬ ‫ابت�سم يف كل وجه تقابله‬
‫(�إن الذي ال يح�سن االبت�سامة ال ينبغي‬ ‫ابت�سم لك �أنت حني تبد�أ احلياة‬
‫له �أن يفتح متجراً)‬ ‫ابت�سم لل�شم�س‪ ،‬للمطر‬
‫وكل يوم و�أنتم ابت�سامة ال�سماء لنا‬ ‫للم�ساء والنجم والقمر‬

‫‪61‬‬
‫بني الأر�ض وال�سماء ‪..‬‬
‫يغفو وي�ستيقظ‪..‬‬
‫كان‬
‫قيثارة الجرح‪:‬‬
‫وبني الغفوة و�أختها‬
‫يت�أمل م�شهد اللقاء‪..‬‬
‫له جرح كان قبل مغيب �شم�س‪..‬‬
‫وخرجت ال�شم�س‬
‫وتتابعت رحالتها واجلرح يتجدد‪..‬‬
‫ا�ستيقظ على الواقع‪..‬‬
‫ت�صدمه زوايا �أمكنة‬
‫�شهدت يوم ًا �ضحكاته ‪..‬‬
‫هي الآن خاوية على عجافها‪..‬‬
‫ال �صوت وال رائحة وهج‪..‬‬
‫فقط بع�ض �أ�شياء‬
‫جتري اجلرح ململكة من تعب‬
‫جتلد ال�سكان‬
‫ب�سوط من جمر �أحمر‪..‬‬
‫غياب عن كل �شيء‪..‬‬
‫و�أحالم بكل �شيء‪..‬‬
‫وقلب �أم�سى قيتارا‬
‫والأع�صاب �أوتاره‪..‬‬
‫وبد�أ يعزف‪..‬‬
‫و‪..‬غفا‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪62‬‬
‫وبعد �أن رحلت الأيام بنا ‪ ..‬وب�أحالمنا‬
‫وتعرقلنا يف �أقدارنا‬
‫تبدو املوانئ مهجورة‬
‫والطرقات �إليك خميفة‬
‫مهما‬
‫اخر الكأس‬
‫يظل قلبي ‪ ..‬مفتون ًا بك‬
‫ن�سيت كل �شيء �إال �أنت‬ ‫وب�آخر الك�أ�س الذي يف يدك‬
‫‪� ‬أزور‪ ‬مدينة ‪ ‬ال�شوق البعيدة‬ ‫احلكاية بد�أت حينما التقيتني‬
‫�أر�سم وجهك على حائطها القدمي‬ ‫يف �شارع مزدحم باملارة‬
‫وا�ست�سقي الذكرى‬ ‫حينها كنت ترتدي روح ًا م�شاغبة‬
‫و�أظــل �أحلم ب�آخر الك�أ�س‪  ‬وبك‪..‬‬ ‫تنتعل بيا�ض ًا وت�سري ببهاء عظيم‬

‫�أذكر جيد ًا �أنه كان‪ ‬يف ‪ ‬يدك ك�أ�س ًا‬


‫مملوءة بالع�شق ‪..‬يقطر من‬
‫جوانبها‪� ‬إح�سا�س ‪ ‬لذيذ‬
‫كنت تقف بني الأنفا�س‬
‫تلتقط حنجرة عط�شى‪ ‬‬
‫‪ ‬وت�سكب بها حياة رطبة جميلة‬
‫متتد لك �شفاه و�أيد وقلوب وتقف لك‬
‫خطى‪..‬‬

‫كنت متل�ؤها كلها ويفي�ض‪  ‬وت�ستبقي‬


‫الكثري‬
‫كان يل يومها ‪� ..‬أمنية واحدة‬
‫�أقفلت عليها‪  ‬كفي ‪ ..‬وم�ضيت‬

‫‪63‬‬
‫�ستكون احلياة مملة لوعرفنا‬
‫م�سبق ًا ماذا �سيحدث!‬
‫كم‬
‫أول الخير‬
‫كم �ستكون احلياة مزعجة لو �أفنينا‬
‫العمر‬
‫يف ترقب مانعرف �أنه �سيكون‪..‬‬
‫لذا منحنا اهلل برحمته �أقدار ًا حفظها‬
‫يف الغيب عنده‪..‬‬
‫ومنحنا ‪ ‬قدرة عجيبة ال�ستجالب كل‬
‫خري نريده‪..‬‬
‫ترك لنا ف�سحة كبرية لتغيري �أقدارانا‬
‫بكلمة ال تكلفنا‬
‫�سوى �إميان كبري يـ ـ ـ ـ ــارب ‪...‬‬
‫يـ ـ ـ ـ ــارب‬
‫وحدها قادرة على كل �شيء‬
‫فهل من‪� ‬أكف‪  ‬نرفعها الآن‪  ‬مللك‪  ‬ال‬
‫يغلق بابه‪!..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪64‬‬
‫حتبون ‪..‬؟ �أن يغفر اهلل لكم ؟‬
‫هل هذا �س�ؤال �أم معجزة!!‬
‫�أال‪ ‬‬
‫عفو‬
‫ما ر�أيكم �أن تقر�أوا الآية ثالث ًا‬
‫الأولى ‪ ..‬لتعلموا �أي �إله نعبد‬
‫الثانية‪ ..‬لتزدادوا مباهاة برحمة ربكم‬
‫وتزدادوا حب ًا لكونكم عباد ًا له‬
‫الثالثة ‪ ..‬لتبحثوا عن �إجابة عظيمة‬
‫تليق ب�س�ؤال العظيم‪.‬‬
‫�أال حتبون‪..‬؟ �صاحب العفو واملغفرة‬
‫ي�س�ألنا برفق‪..‬‬
‫يتودد �إلينا لن�ستغفره ونتوب �إليه ‪..‬‬
‫لي�س لأجل �شيء �آخر‪..‬‬
‫‪� ‬سوى الغفران لنا ولذنوبنا ف�سبحان‬
‫من قال‪:‬‬
‫ما غ�ضبت على �أحد كغ�ضبى على عبد‬
‫�أتى مع�صية فتعاظمت عليه يف جنب‬
‫عفوي‬

‫‪65‬‬
‫أنت‪..‬‬
‫ال�شراع املبتل باملطر‬
‫� ِ‬
‫انت وأنا‬
‫ِ‬
‫و�أنا ‪ ..‬يختك الغارق يف البحر‪،،‬‬
‫�أنتِ ‪ ..‬هالة ال�شم�س حني يغازلنا‬
‫ال�صبح‬
‫و�أنا‪ ..‬هجريها كلما ا�شتد بنا ‪ ‬البوح ‪،،‬‬
‫�أنتِ ‪ ..‬و�أنا ‪..‬‬
‫ق�صة �سماء‪ ..‬وريح ‪..‬‬
‫‪ ‬رو�ض وزهر وعناقيد ع�شق‬
‫�أنتِ حبيبتي �أنا‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪66‬‬
‫من يحاولن تقم�ص �شخ�صية الطاعة‪..‬‬
‫يرون ماال �أرى ‪..‬‬ ‫الأطفال‬
‫�إلى‬
‫ما بال‬
‫وي�صنعن من خيباتهن و�سائد‬ ‫يف حب التملك لكل مايعجبهن…‬
‫النسوة‬
‫يتدثرن فيها بكذبة‬ ‫مع كثري من ال�شفقة‪!..‬‬
‫الالتي‬
‫�أحدثت �شرخ ًا يف ن�ضجهن‬ ‫يف م�ساحاتهن املكتظة بكل �شيء‪..‬‬
‫حتى �أم�سني مراهقات بال هوية‪..‬‬ ‫ويف تفا�صيلهن امل�ضطربة من كل‬
‫م�شكلتهن عدم الإميان بالقناعة‬ ‫�شيء‪..‬‬
‫والبحث يف �أر�صفة الع�شق‬
‫يف حكاياتهن ‪ ..‬نب�ضهن‪ ..‬مزاجيتهن‪ ..‬عن ذاك الغارق يف حياته‬
‫ليكون فار�س ًا لأوهامهن‪ ..‬وم�شكلتهن‬ ‫‪ ‬يف كل �أنقا�ض الوهم‬
‫الكربى‬ ‫الذي يعجبهن ال�سكنى حتته‬
‫رغم �أنات الأمل التي يفر�ضها‬
‫�أنهن كلما ارتفعت م�ساحة البناء عبث ًا‬ ‫احلطام‪..‬‬
‫�أردوها �صريعة على الأر�ض‪..‬‬ ‫‪ ‬هن وقلوبهن م�شتتة‪..‬‬
‫‪� ‬أيا ‪� ..‬أننت‪ . .‬احفظوا مناطقكم ذات‬ ‫هن ومزاجيتهن و�أوهامهن‬
‫الدفء الذي الترغنب التنعم به‬
‫ودعن التخبط ملن يليق به‪..‬‬ ‫�أعاين من وجعهن العاطفي‬
‫�أننت �أجمل بواقعيتكن بقناعاتكن‪..‬‬ ‫وت�سكنني رغبة كربى بو�أد غبائهن‬
‫�أما �أنا فب�أعلى ال�صوت �أ�صيح‪:‬‬ ‫ولب�س عباءة ال�شيطان الأكرب‬
‫( رب �إين م�سني ال�ضر و�أنت �أرحم‬ ‫والرق�ص على جراحهن‪ ..‬مللت‬
‫الراحمني )‬ ‫�ضجيجهن‬
‫ومللت حروفهن ال�شاقة لع�صا‬

‫‪67‬‬
‫ما لنا‬
‫الأولى ‪� ..‬أن نبد�أ بتعلم الطريان‬
‫الأحالم‪  ‬تُذهب‬
‫اليقينيات وتف�سد‬
‫معاقرة‬
‫ال تحلم‬
‫للو�صول �إلى �أحالمنا‬ ‫الوقائع‬
‫جتعل من الكون لعبة تنتهي برفة جفن‬
‫‪ ‬ال تكون ‪ ‬كل �أحالمنا التي ن�صنعها‪  ‬‬ ‫لذا توقف عن الأحالم و�أبد�أ �شيئ ًا �آخر‬
‫ملك ًا لنا‬ ‫الآن‪..  ‬ابد�أ ب�صناعة حلمك‬
‫رمبا هي من حق �آخرين ي�أتون بعدنا‬ ‫وفر له املناخ والإمكانيات وهيئ له‬
‫ال حتزن حينها ‪ ..‬وتذكر �أنك كنت‬ ‫الفر�ص‬
‫�سبب ًا يف حياة جديدة لهم‪..‬‬
‫و�أنك منحتهم فر�صة كبرية للتفكري يف‬ ‫خذ من نف�سك الكثري ‪،‬من قدراتك ‪،‬‬
‫�صناعة �أحالم �أكرب ‪..‬‬ ‫ومن خفايا روحك‬
‫وقليل من فكرة جمنونة ‪�..‬أنت وحدك‬
‫متلك مفاتيحها‪..‬‬
‫‪ ‬الفكرة االعتيادية من املمكن جد ًا �أن‬
‫تكون حلم ًا ناجح ًا‬
‫ب�شرط �أن تنجز ب�شكل غري اعتيادي‬
‫يف وقت غري متوقع ‪ ..‬و�أن نفرح بها‬
‫بطريقة خا�صة‬

‫من اجلنون انتظار �أن ي�أتي احللم على‬


‫جناح �صدفة‬
‫ومن اجلنون �أكرث �أن ن�أمل انتظار حلم‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪68‬‬
‫يا �أوفى اخللق و�آية النهار الكربى‪..‬‬
‫يا �أعظم احلب و�آية الليل املثلى‪..‬‬
‫ت�أفل ال�شم�س‬
‫انهزم �أمام حمراب‬
‫حني‬
‫أوفى الخلق‬
‫يا «مذهلة» جتاوزت زخم احلديث عن‬ ‫عينيك‬
‫احلب‬ ‫رامي ًا ب�آخر �أوراق التوت على �شفا‬
‫وجتاوزت حرفية الو�صف‬ ‫قلبك‪..‬‬
‫وجتاوزت رع�شاتي‬ ‫حني ير�سم الظالم‬
‫وابتهاالتي لتظل �أعلى �شجرة التوت‬ ‫�أول خطوطه على حميط يومي‬
‫والت�سقط كباقي الأوراق‪..‬‬ ‫ي�شعل رغباتي املتقدة‬
‫واملتوك�أة على من�س�أة �أ�ضلعك‪..‬‬
‫رغم �أين قبل �أ�سطر قليلة‬
‫�أوهمت نف�سي �أن‬ ‫حني تتعلق قرطا�سة احلب‬
‫�آخر ورقة ل�شجرة التوت قد رميتها‬ ‫من عبث رياح ال�شوق يف خا�صرتي‬
‫على �شفا قلبك و�سقطت‪..‬‬ ‫�أبحث عن وجيف قلبك‬
‫�أمل ت�سمعي يوم ًا بالرمي �إلى العلو؟!‬ ‫لأ�سكن يف ظله يوم الظل �إال ظله‪..‬‬
‫حني �أت�أمل �أنفا�س الأر�صفة‬
‫وخ�شوع �أنوارها‬

‫�أهيم يف تداعيات وجهك‬


‫التي تك�سب امل�شهد �أنوثة طاغية‬
‫ف�أنهار من �أ�ضعف نقاطي‬
‫و�أخر من �أكربها �ش�أنا‪..‬‬

‫‪69‬‬
‫وتركهما ومل مينعهما عن اخلط�أ‪..‬‬
‫ثم منحهما خيارهما …‬
‫اهلل تعالى لنا اخلري‬
‫يف كل �أمورنا‬
‫�ضمن‬
‫تراويح‬
‫الذي به هبطا �إلى الأر�ض‪..‬‬ ‫منحنا الالفتات ‪ ..‬و�سخر لنا‪ ‬‬
‫�إننا لن منلك القدرة على‪  ‬ر�سم حياة‬ ‫اخليارات‪.‬‬
‫�أحبتنا كما نحب لهم‬ ‫جعل لنا من رحمته ن�صيب ًا كبري ًا‬
‫لكننا ن�ستطيع‪  ‬ممار�سة حياة‬ ‫لكننا ن�صر على تعذيب �ضمائرنا‬
‫جيدة‪ ..‬معهم و�أمامهم‪..‬‬ ‫وعلى �إف�ساد حياتنا وحياة من نحبهم‬
‫فالتعليم باملمار�سة �أكرث و�أجدى نفع ًا‬ ‫ب�أيدينا‪..‬‬
‫من التلقني‪  ‬والتنظري‪  ‬اململ‬
‫نحزن حني ال يكون �أحبتنا على منهجنا‪ ‬‬
‫كن �أجمل معهم ‪،‬وبهم وال تق�سو على‬ ‫الذي ن�ؤمن به‪..‬‬
‫نف�سك حني يخفقون وال تظنه ف�ش ًال لك‬ ‫ونكابد لأجل �أن يروا احلياة ب�أعيننا‬
‫امنحهم الأعذار‪ ..‬وقدم لهم البدائل‬ ‫وحين ًا نتعاظم على كونهم ب�شر ًا مثلنا‪ ‬‬
‫بطريقة االختيار من املمكنات‬ ‫ون�ستنكر عليهم �أن يجربوا ويخطئوا‪،‬‬
‫واملحبوبات من الأمور‪..‬‬ ‫ون�أبى �أن يخو�ضوا ما خ�ضنا‬
‫‪ ‬لي�س لأننا نكرههم‪ ،‬ولكن لأن حبنا‬
‫وتذكر �أن‪ :‬اهلل يهدي من ي�شاء‬ ‫لهم يغ�ض �أب�صارنا عن منهج رباين‬
‫‪ ‬تذكر ذلك جيد ًا لي�ستقيم الأمر لك‬ ‫عظيم‬
‫ولهم‪..‬‬ ‫فحرية االختيار … من �أجمل ما‬
‫يتعامل به اهلل تعالى مع عباده‬

‫�أخرب �آدم وزوجه‪  ‬عن ال�شجرة …‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪70‬‬
‫وكبرية‪..‬‬
‫‪ ‬هناك جهات عدة و�شرفات �أكرث‬
‫تكليف‬
‫وت�شريف مع ًا‬
‫امل�س�ؤولية‬
‫المسؤولية‬
‫البد للحياة �أن تتجدد من خاللها‬ ‫جميل �أن متنحك احلياة م�س�ؤولية‬
‫‪ ‬م�س�ؤولية الأب جتاه �أبنائه تتمثل يف‬ ‫احدهم‬
‫منح اخليارات‬ ‫لتمنحه كل احلب‬
‫وتعدد الفر�ص‬ ‫وكل الرعاية‬
‫والقرار الأخري ل�صاحب ال�ش�أن‪..‬‬ ‫وجتعل منه �إن�سان ًا وال �أجمل‬
‫‪ ‬ويف نف�س الوقت‬
‫�أ�سو�أ �شيء‬ ‫هي اختبار لك‬
‫�أن نكره من هو م�س�ؤول عنا‬ ‫ولقدرتك على �صنع �إجناز‬
‫و�أن نرى يف م�س�ؤوليته‬
‫قيد ًا و�سجن ًا م�ؤبد ًا‬ ‫‪� ‬أهم �شيء يف م�س�ؤوليتنا جتاه �أحد‬
‫اجعل من م�س�ؤوليتك‬ ‫�أن ال منار�سها لوحدنا‬
‫فرحة للآخرين‬ ‫بل جنعله يت�شارك معنا‬
‫وموطن ًا يلج�ؤون �إليه بخيارهم هم‬ ‫بل وينفرد مب�س�ؤوليته لنف�سه �أحيان ًا‬
‫‪ ‬امل�س�ؤولية و�سام البد من �صون كرامته‬
‫فع ًال وقوالً‪..‬‬ ‫‪ ‬لي�س من امل�ستح�سن �أن منار�س‬
‫الو�صاية بحجة امل�س�ؤولية‬
‫وجنعل منهم ن�سخ ًا مكررة منا‬
‫الزوج م�س�ؤول عن زوجته‬
‫لكنه البد لها من حياة خارج �شرنقته‬
‫لي�س �شرط ًا �أن حتاط بكل �صغرية‬

‫‪71‬‬
‫كانت تعرف �أنها �أخذت منت�صف الليل ب�ساعة ‪..‬‬
‫هناك بد�أ التداعي فقال ‪� :‬أنا (�أغلقت)‬ ‫من اجلمال كثرياً‪،‬‬
‫لطاملا‬
‫لقاء مع‬
‫و�أن اهلل �أودع فيها �أي�ضا من الأنوثة كثري ًا على روحي لأحبك‪..‬‬
‫الجنة‬
‫و من امللح كما يقولون بالعامية كثرياً‪.‬‬
‫مل تكن تتوقع �أن ي�أتي يوم من تقف مع �أما هي فكانت تعتقد �أنها قوية فلم‬
‫حتتج �إلى �إقفال‬ ‫جمالها على ر�أ�س �إبرة ب�سببه ‪..‬‬
‫والنهاية من �أقفل ومن مل يقفل ان�صهر‬ ‫�أتراها تعجبه �أم ال ‪..‬‬
‫يف الآخر‬
‫حتى �أتاها هو هارب من الكل �إلى جنة فكان �أن احلب والع�شق‬
‫والكتب واملجالت واملدونات قد امتلأت‬ ‫اهلل يف �أر�ضه ‪ ..‬يع�شق اجلمال ‪..‬‬
‫بهما ‪.‬‬ ‫ويرى ما خلف النربات ‪..‬‬
‫ويعرف كل خمب�أ فيها ‪ ، ..‬فرغم كل �أملها حيث هناك فخامة م�شاعر وترف ع�شق‬
‫وقرب يلغي كل بعد للزمان واملكان‪..‬‬ ‫الذي حملتها به الدنيا‪..‬‬

‫ورغم كل ان�شغاله بداخله وخارجه هنا �أيام و�أ�شهر واقرتاب من العامني‬


‫و�أوقات بعد وو�صال ولكنه مل يعرف‬ ‫وهناك وهذه وذاك ‪..‬‬
‫�إال �أنهما اقرتبا يف حلظة خوف‪ ..‬عجيب مالحمها‪!!..‬‬
‫حتى كانت الغرفة «رنديفو» لهما‪..‬‬ ‫هذا اخلوف الذي يولد حياة ‪..‬‬
‫مل ي�صدق �أنها فعال �ست�صل‬
‫كان يعرف �أنها كما كل مرة تخاف من‬ ‫عادت �إلى البيت وعاد هو �إلى بيته‬
‫كل الكون‬ ‫ولكن يف بيت كل منهما رقيب عتيد‬
‫وتعتذر بالكلمة امل�شهورة «مبوت من‬ ‫مل يفلحا �أن يفلتا منه حتى ما قبل‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪72‬‬
‫الأم�س البعيد ‪..‬‬ ‫اخلوف»‬
‫احلب واللقاء الأول و خلجات قلب يكاد‬ ‫وتعود �إدراج خطواتها فال ت�صل �إليه‪..‬‬
‫لفرط الرهبة يقف‬
‫و كان العامل تعطلت كل ق�ضاياه‬ ‫�أما هذه املرة بكل ان�سيابية املياه من‬
‫ليرتقبها‪!!..‬‬ ‫ك�أ�س �إلى �شفاه كان لقا�ؤهما‪..‬‬
‫�صافحته ثم قبلت يده ‪ ..‬ك�أنها متنت‬
‫اقرتب �أكرث من خطوة‬ ‫لوجوده ‪ ..‬ك�أنه الوالد احلنون ‪..‬‬
‫وبقي من قلبها قيد �شعرة لي�سقط كما‬ ‫ك�أنه والء العجائز لأزواجهن ‪..‬‬
‫تقول يف قدميها‪..‬‬ ‫ك�أنه كل �شيء ي�شي بكثري من كل ما هو‬
‫التعلم من تو�سل للآخر �أهو تو�سل لريى‬ ‫عز و�إجالل‬
‫مالحمها‬ ‫قد تكنه امر�أة لرجل ‪..‬‬
‫�أم هي التي تو�سلت ليبتعد ويرتكها‬
‫ومالحمها‪..‬‬ ‫فلما ارتفع ر�أ�سها �إلى وجهه ‪..‬‬
‫ر�أت ابت�سامة التعرف �إلى الآن معناها‬
‫ولكنها‬
‫ويف الأخري �أدار ظهره لتزيل ما يداري‬ ‫ابت�سامة وكفى ‪..‬‬
‫فتنتها‪..‬‬
‫ويف االلتفاتة الأولى منه ‪ ..‬وااااو ‪..‬‬ ‫هي كانت يافعة يف �أول جتربة‬
‫�أما هي فقد �أح�ست �أن كلها تعرت‬ ‫مراهقة‪..‬‬
‫ولي�س فقط وجهها خلجلها‪..‬‬ ‫امل يقل لها �أن ال�سنون لطاملا �أرهقتها‬
‫ولبعرثته �أمام مالحمها‪ ..‬واااو الزال‬ ‫‪..‬‬
‫يرددها ‪..‬‬ ‫وهاهي تعي�ش ما عا�شه �صويحبات‬

‫‪73‬‬
‫�أما هي فقد نزلت من ر�أ�س الإبرة ذاك‬ ‫كلمات مرت ودقائق تلتها‬
‫وانت�صر جمالها يف �أول مرة تت�ساءل‬ ‫وال تذكر من كل احلوار �إال �أنها �س�ألته‪:‬‬
‫عن قوته‬ ‫كيف طلعت حلوة ؟؟‬
‫و �سعدت �إذ قر�أ �أنوثتها‪ ..‬كما حتب هي‬ ‫ف�أجابها ‪ :‬و�ش قريتي يف وجهي ؟؟‬
‫وكما ي�شتهي هو ‪..‬‬ ‫فردت ‪ :‬مرة حلوة !!‬
‫والأهم �أنها �أ�صبحت له جنة اهلل يف‬
‫�أر�ضه‪.‬‬ ‫بقدر ما ذاب فيها وتال�شى ‪..‬‬
‫بقدر ما كانت ت�سجل روحها احتفا ًال‬
‫بقربه منها‪..‬‬
‫واطمئنان ًا بكينونتها يف داخله ‪..‬‬
‫حتى ختم امل�شهد بفتح الباب‬
‫واخلروج‪..‬‬

‫ذهبت و�أخذت معها كل �صور اجلمال‬


‫يف العامل و�أحرقتها‬
‫وجعلت خميلته متحف �صورها ونحت‬
‫متاثيلها‪..‬‬

‫ذهب و�ألغت كل �شم�س يف كونه ‪..‬‬


‫وم�سحت كل قمر �أ�ضاء �أو ي�ضيء �أو قد‬
‫ي�ضيء‬
‫يوم ًا ما يف ف�ضاءاته ‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪74‬‬
‫ومات بروحها حتى فقدها‬
‫وافتقدها لدرجة عجز فيها عن‬
‫�آخر ال�سهر عندما بد�أ يحت�ضر‬
‫ال�سحر ‪..‬‬
‫يف‬
‫نهر وهي‬
‫الن�سيان‬ ‫�أتى من داخل العتمة وك�أنه ابن الليل‬
‫حتى بالك�أ�س وال�شراب !!‬ ‫يجر �أذيال بذلته الثمينة‪..‬‬
‫وك�أنها �أ�صبحت �أغالل ال�سجون ‪..‬‬
‫كان يتجرع الك�أ�س تلو الآخر بنهم‬ ‫�أثقل من اجلبال ‪.‬‬
‫ك�أنه العط�ش ي�ستجدي فيه الن�سيان‪..‬‬ ‫�شبح يتحرك يف الظالم‬
‫والن�سيان ميلأه العناد !! ليذكره بها‬ ‫مل يتحدد منه �سوى �شعره الالمع يف‬
‫حتى وهو ثمل ‪..‬‬ ‫�ضوء القمر‬
‫الزال يتناول الك�أ�س تلو الآخر‬ ‫و�أزرار بذلته وك�أنه خطط الر�سام‬
‫حتى تولد ال�شم�س‬ ‫بالقلم الأ�سود‪.‬‬
‫عندها يكون قد غفا على حافة النهر‬
‫جل�س بجوار النهر �أح�س ب�أن�سه رمبا‬
‫ال يوقظه �إزعاج ال�صيادين‬ ‫لأنه كالنهر‬
‫وال �سباحة الأطفال‬ ‫تيار يختبئ يف الظالم ي�سمع ال�صوت‬
‫وك�أنه يهرب من �ضجيج النا�س‬ ‫دون �أن يراه ‪..‬‬
‫حتى ال ي�س�أله عنها احد‬ ‫وهو ي�سمع �صوتها دون �أن يراها !!‬
‫ويف الليل ي�ستيقظ لي�صاحب الك�أ�س‬ ‫كان ثم ًال غاب ب�سكره عن العامل ب�أ�سره‬
‫ويجال�س النهر ‪ ...‬ويتمنى من الليل ‪...‬‬ ‫حتى ن�سي من هو لكنه مل ين�سها‪..‬‬
‫وال�سهر‪ ...‬والنهر‬
‫�أن ين�سيه الك�أ�س وجهها‬ ‫�أحبها حتى الع�شق ‪ ....‬وع�شقها حتى‬
‫املوت‬

‫‪75‬‬
‫التي ال تذهب بنا هناك حلظات فائتة‪ ،‬و�صور م�شو�شة ‪،‬‬
‫وكلمات خمب�أة‬ ‫�إلى حيث نريد‬
‫اخلطوة‬
‫أركض‬
‫الأف�ضل لنا �أن نتخطاها ‪� ..‬أو نحملها هناك خطوات للخلف ت�ستحق العناء‬
‫للخلف‬
‫… وت�ستحق ما �سنخ�سره من جهد‬ ‫معنا‬
‫‪ ‬هناك خطوات ‪..‬‬ ‫وننتعل ‪ ‬خطوات �أخرى �أجمل‬
‫متنحنا‪� ‬أجنحــة ‪ ‬للتحليق بعيد ًا نحو‬ ‫و�أكرثجر�أة حتملنا �إلى كل ما ن�ستحق‬
‫عوامل نحلم بها‬
‫ب�شرط‪� :‬أن ال ن�سمح للخلف �أن ي�سرقنا‬ ‫الرك�ض للأمام‪�  ‬سنــة ‪ ‬الناجحني‬
‫من جناحات امل�ستقبل‬ ‫والرك�ض للخلف‪ ‬عوز املثابرين‬
‫هناك حواجز الميكن الوثب فوقها �إال وال نف�سد بعودتنا طريقنا نحو الأمام‪..‬‬
‫فالهدف هو التقدم دوم ًا ولي�س الت�أخر‬ ‫باالبتعاد قلي ًال للخلف‪ ‬‬
‫ومبا ‪� ‬أن الرك�ض للأمام‪  ‬دوم ًا ينق�ص‪  ‬‬ ‫ك�أن يكون خيار العودة ل�صالح‪� ‬أخذ‬
‫�أنفا�سنا و�إعادة ترتيب وقراءة �أجنداتنا الكثري من الوزن‬
‫فمن الغباء �أن نظن �أن الرك�ض للخلف‬ ‫امل�ستقبلية‪ ‬‬
‫يزيده …‪!!.‬‬

‫ومن الإجحاف �أن نظن �أن‪  ‬كل عودة‪ ‬‬


‫ف�شل‬
‫وكل تراجع خذالن‪ ‬‬
‫هناك تراجع لأجل �إعادة احل�سابات‬
‫و �آخر اللتقاط ‪ ‬ما �سقط منا‪  ‬على �سهو‬
‫وعجالة‪ ‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪76‬‬
‫كانت �سخي ًة على ا�ستحياءٍ ‪ ،‬مقبلة‬
‫مدبرة‪ ،‬ال تبادر لكنها‬
‫�أن يكتفي بالنظر �إليها حتى‬
‫ال�صباح ثم حتى امل�ساء ‪.‬‬
‫قرر‬
‫تفاصيل‬
‫ال تتوانى‪.‬‬ ‫�سيحبها بهدوء و�سكينة‬
‫وعندما ي�شتعل الفتيل ال متنحه فر�صة‬ ‫�سريت�شفها ارت�شاف ًا ويتذوقها كل يوم‬
‫ليلتقط �أنفا�سه‬ ‫بجرعة �إ�ضافية‬
‫�إال حلظة االنفجار‪.‬‬ ‫وي�سمح لها بتذوقه حتى ت�ست�سيغ طعم‬
‫مقاربته لها‪.‬‬
‫ما �أجمل العبث ب�أدق التفا�صيل‪..‬‬
‫ال �أحد مينع‪ ..‬وال �أحد يتمنع‪..‬‬
‫وال �أنا‪ ..‬هو �أنا‬ ‫يعلم �أن التذوق �سيزيد عط�شه لها‬
‫ويعلم �أي�ض ًا �أن هذا العط�ش لي�س مما‬
‫تذكر فقط �أن هذه هي حبيبته‪..‬‬ ‫يفتك ب�صاحبه‬
‫هي ذاته وملهمته هي من دفعت به‬ ‫و�إمنا يزيده نهماً‪.‬‬
‫قدماً‪..‬‬ ‫�ستمر الأيام وبقدر ما �سينهل منها‬
‫وهي الآن معه وله وحده‪..‬‬

‫�سيظل‬
‫عط�ش ًا مولع ًا بها‪.‬‬
‫هي‪ ..‬لي�ست من النوع الذي مينح‬
‫ارتوا ًء ‪.‬‬
‫عذبة هي حد �إ�شعال رغبة تلو رغبة ‪.‬‬
‫كل لقاء يغري ب�آخر‪..‬‬

‫‪77‬‬
‫والطريق م�سار ًا �أعور‬
‫النهار يتعمد الك�شف عن وكل املارقني جمرد دخان‬ ‫ك�أمنا‬
‫الرحيـــــل مالمح ال�شم�س‬
‫ك�أمنا الليل حني يجفو‬ ‫وك�أنه يفتق الثوب عن ج�سد حمرتق‬
‫ك�أمنا البحث عن ابت�سامة يف تفا�صيلها وحظي وغيابها‬
‫وجه عاب�س‬ ‫�شيء ي�ضاهي البحث عن معجزه‬
‫يتناول �صباحاتي كقهوة مرة‬
‫كخبزة ياب�سة‬ ‫ك�أمنا ال�صحراء بق�سوتها‬
‫متام ًا كم�أوى للم�شردين‬ ‫تنام على و�سادة جتاورين‬
‫يتملقني تعبها كل م�ساء‬
‫ال ي�ألفني‪ ..‬ال يطيق وجودي‬ ‫تزيد لظاها وحدتي وي�صطاد �صمتها‬
‫وي�أبى علي الرحيل‬ ‫كل احالمي‬
‫‪ ‬ك�أمنا هي تركل قفا الن�سيان‬

‫كلما ح�ضرت �أمنياتها العاجزة‬


‫التي ال تغادر �سور اجلنون‬
‫�إال حلافةالقهر‬

‫ك�أمنا جيدها جمرة يف كف �شيطان‬


‫يقلبها بني الغياب والأوهام‬
‫ك�أمنا خطوتها تعويذة �ساحر‬
‫جتعل احلياة لون ًا واحد ًا‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪78‬‬
‫يتحدث عنك حني‬
‫�أ�شتاقك‪..‬‬
‫كلي‬
‫هل أستحقك‬
‫�أحب فيك هذه الأ�صالة التي ال�أجدها‬
‫لدى �أحد‪..‬‬
‫ف�أحبك �أكرث وبال حتفظات‪..‬‬
‫حتى فيما يغ�ضبني منك‪..‬‬

‫�أحبك‪..‬‬
‫حني �أجدك حتتويني كلي حتى �أطراف‬
‫�أ�صابعي‪..‬‬
‫فتجدد جنوين الغايف �إليك‪..‬‬
‫رمبا �أكون رج ًال ككل الرجال‪..‬‬
‫ولكني معك �أ�صبح رج ًال خمتلف ًا‬
‫المر�أة خمتلفة �أي�ضاً‪..‬‬

‫وك�أمنا كتبت لنا ال�سماء �أن نكون‬


‫هكذا‪..‬‬
‫فاتن ــتي‬
‫حني جتدين حويل بع�ض الن�ساء‪..‬‬
‫�أود �أن تقويل لهن‪..‬‬
‫�أنني امر�أته وحده‪..‬‬
‫وهو خملوق لأجلي فقط‪..‬‬

‫‪79‬‬
‫يف �صيف يحتاج �أن يراعى ليحبه‬
‫النا�س‪..‬‬
‫ال�شوارع باب‬
‫يفتح اجلنون على‬
‫�أر�صفة‬
‫ليلة حالمة‬
‫الهاربون كرث والباقون �أكرث‬ ‫م�صراعيه‪..‬‬
‫وبينهما جراح تهفو �إلى بيت ال�ضياع‬ ‫تثريها �أقدام امل�شائني يف النور ‪�..‬إلى‬
‫ملبية‪..‬‬ ‫�صدف‪..‬‬
‫قد جتعل من الر�صيف متثا ًال ي�سكن‬
‫يف �إحدى ا�سرتاحات الر�صيف اململ‬ ‫زاوية من جنبات الذاكرة بهو�س‪..‬‬
‫�أخذت ماء بارد ًا يبلل وجهي امل�صفر‬
‫من ( زخات الثلج) املت�ساقطة بخجل!‬
‫كنت على ر�صيف ملتهب �أت�أمل الريا�ض مرت �أنثى مل �أر ج�سدها وال �أعرف‬
‫تفا�صيله‪..‬‬ ‫عندما حتاول �أن تتنف�س احلب من‬
‫فقد �أ�صابتني احلمى يف �ضفاف‬ ‫�أج�ساد الأوفياء لها �أو املغلوب على‬
‫عينيها‪..‬‬ ‫�أمرهم‪..‬‬
‫عينان ك�أمنا ر�سما ليكونا �آية الإعجاز‬ ‫مل يكن يعني يل ال�سواد املت�أزم‬
‫الرباين يف الأر�ض‪..‬‬ ‫من الن�سمات الباردة جد ًا يف ر�صيف‬
‫عينان ترميان ال�سهام دون رحمة‬ ‫الرحمة ال�ساخن‪..‬‬

‫ك�أنها الريا�ض‬ ‫ومل تكن الأنثى �أي �أنثى هي مزاري‬


‫وهي ت�ستفزنا مع املغيب حني نهم‬ ‫ليلة كانت ملطخة باكتئاب مرهق‪..‬‬
‫باخلروج ‪..‬‬ ‫كنت �أحاول �أن �أ�ستن�شق ال�ضياع والقهر‬
‫عينان �أدخالين عناية الر�صيف‬ ‫من جنبات الطريق‪  ‬لأعاقب الزمن‬
‫املركزة‬ ‫على تخبطه‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪80‬‬
‫كثرية هي الأعني‬ ‫حمرم ًا مبيقات الفتنة‬
‫وكثريات هن احل�سناوات‬ ‫ومتمتم ًا بهذيان م�سن‬
‫�إال �أنها تفوق كل �شيء وتتجاوزه‪..‬‬
‫ا�ستفزته رائحة املوت يف �صباح �ساكن‬
‫�أظنها امر�أة �أتت ب�شق الأنف�س‬ ‫من كل �شيء‪� ..‬سوى من وخزات ج�سد‬
‫بليلة حتم ًا مل تكن‬ ‫متهالك‪..‬‬
‫ليلة حلم بالريا�ض‪..‬‬ ‫عينان �أوقدتا جمر ًا كان قد رمد‪..‬‬
‫و�أيقظتا طف ًال يحاول ان يعود �إلى لهوه‬
‫واليقدر‪..‬‬

‫عينان �أطلقتا �سرب الغرام‬


‫ليعم الر�صيف بفتنة ويتحرر من‬
‫قيوده‪..‬‬

‫عينان يالهما ‪ ..‬وويل ملن وقع بهما‪..‬‬


‫ن�صف ملحة‬
‫وكثري من ماء بارد‬
‫�أح�س�سته بعد �أن ابتل به عنقي‪..‬‬
‫كان يريد �أن يوقظني من غفوة يف‬
‫�سكرات عينيها‪..‬‬

‫‪81‬‬
‫يف مكان تفوح منه رائحة عطرك‬
‫وت�سكن زواياه �أطيافك ال�سبعة‪..‬‬
‫يف‬
‫زمن لي�س ك�أزمنتي املبتلة‬
‫ب�أوجاع وتناهيد‪..‬‬
‫�أنا اليوم �أراك املليكة‬ ‫ببياض يف مكان لي�س ك�أمكنتي املتدثرة‬
‫وحدها لأقبلها والبعدها‪..‬‬ ‫بال�سواد‪..‬‬
‫�أنا بك متيم غارق يف مي امل�سافات البعيدة‬ ‫يف بيا�ض كنت والقمر‪..‬‬
‫‪ ‬عندما �أجه�ضتنا ال�سنني عنوة‬ ‫يقال ب�أن املرء ير�سم لوحة الفناء‬
‫كلما اقتادته ال�سنني ب�سال�سل العذابات لرتمي بنا يف تيارات الاللقاء‪..‬‬
‫ت�ضربه ب�سوط عليه �صبغة بي�ضاء تختار �أنا اليوم يف ح�ضرة عظمة احلب‬
‫‪ ‬رجل بجرحٍ عظيم‬ ‫بعناية �أين ت�سكن‪..‬‬
‫ويقال �أي�ضاً‪ ..‬ب�أن احلب‪  ‬يجعل القلب ينزف حمما بركانيه‬
‫تزفر يف وجه زمن �صد بال رحمة عن‬ ‫يطوف �سبعة �أ�شواط حول نف�سه‬
‫قلبينا‪..‬‬ ‫ويخطئ العد فيبد�أ من جديد حتى‬
‫�أنا يف رحم الع�شق‬ ‫تتهالك �أوردته‪ ،‬ثم يرمل يف �شوط‬
‫ذلك الرحم الذي ي�شبه مدينة عذابات‬ ‫ويقف اليتجاوز طيفها‪..‬‬
‫ويقال‪  ‬كذلك‪ .....‬ب�أن العا�شق �إن هو مل و�صراعات‬
‫‪ ‬من ا�ستوطنها �شقي بها‪..‬‬ ‫يحظ بقلب امر�أة‬ ‫َ‬
‫�أنا الهالك بك املنتظر رحمة امليناء مب�شر ًا‬ ‫ر�آها يوم ًا يف املنام‬
‫بر�سو �سفينتك‪..‬‬ ‫ك�شم�س تغازل ثلوج ًا يف �سفح اجلبل‬
‫�سيتحول �إلى مزار يقف عليه العرابون �أنا ال�شقي بك املنت�شي بك ‪..‬‬
‫�أنا من �أحبك ببيا�ض‬ ‫م�ؤبنون‪..‬‬
‫حتى �ساد البيا�ض كل �شيء ‪..‬‬ ‫ولكني رغم تلك الأقاويل‬
‫كل �شيء‪ ..‬كل �شيء‪..‬‬ ‫�ضيف‬
‫ال �أجدين اليوم �سوى ٍ‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪82‬‬
‫�إليه وهو يوقد ال�شموع ابتهاج ًا‬
‫بزياراتي‪..‬‬
‫ثنايا زمن منحني‬
‫بع�ض ًا من �أ�ضلعه لأعزف عليها‬
‫يف‬
‫ذاكرة الجرح‬
‫�إليه وهو يعيد قلبي �إلى‪  ‬دوامة‬ ‫حلن ال�شوق‪..‬‬
‫التجاعيد املتكد�سة يف‬ ‫ويف بع�ض �أطالل مكان‬
‫�أعناق الزمن املتهاوي بي �إلى قاع‬ ‫‪ ‬كان يوم ًا مالذ ًا �آمن ًا يحت�ضن وجعي‪..‬‬
‫الأر�ض‪..‬‬ ‫وقفت �أت�سابق والذاكرة‬
‫�أينا ير�سم مالمح الزمان واملكان‪..‬‬
‫�إليه وهو ي�ستلذ بوقفتي املك�سورة‪ ‬‬ ‫ولأين فا�شل حد ال�سخرية يف الر�سم‬
‫وعيني املبتلة‪..‬‬ ‫قاي�ضت الذاكرة ب�أن ال �أجرح‬
‫�إليه مع كثري من ح�شرجة ال�صوت‬ ‫خمرجاتها‬
‫املتهالك‬
‫وهو ينادي الفرح من بعيد‪..‬‬ ‫‪ ‬يف مقابل العفو عن ف�شلي‪  ‬و�إبداله ب�أن‬
‫�إليه‪ ‬و�أنا اعتدت احل�ضور‬ ‫�أكتب بدل �أن �أر�سم‪..‬‬
‫مع طرق �أبواب احلزن وجرح‬ ‫جل�ست �إلى �أحد حواجز املكان‪  ‬‬
‫الأحباب‪..‬‬ ‫معي ورقة �صغريه وقلم به بع�ض روح‪..‬‬

‫�س�ألته ‪ :‬لمِ َ اجلرح يح�ضر من احلبيب؟‬ ‫كتبت‪� :‬إلى هذا املكان وذلك اجلرح‬
‫�ضحك وقال لأنه يحبك‪!!..‬‬ ‫مع كثري من الأمل‪..‬‬
‫مللمت �أ�شيائي‪  ‬ون�صف دمعة هطلت‬ ‫�إليه يوم �أن �شهد ميالد الأمل‪   ‬يف ثنايا‬
‫وقلم فا�ضت روحه‬ ‫الزمن الباكر جد ًا‬
‫وذاكرة و�ضعت حد ًا ملعاناتها‪..‬‬ ‫على رجل اليحتمل وخز الأمل ل�صغر‬
‫�سنه‪..‬‬

‫‪83‬‬
‫غادر ال�شتاء مدينتها‪..  ‬‬
‫ك�سرت �أواين الورد ‪..‬‬
‫كلما‬
‫بكاء الورد‬
‫و�أخفت مزهرياتها العتيقة‬
‫�أغلقت الأبواب يف وجه ال�صيف ‪..‬‬
‫و�أ�صمت �أذنيها عن طائراتها املغادرة‬
‫ال�صيف مو�سم التلويح‬
‫ف�صل االنتظارات‪  ..‬و�ساعات الذبول‪ ‬‬
‫الطويلة‪..‬‬

‫ال�صيف �شمو�س ال يهمها قلب ملقى على‬


‫الر�صيف‬
‫وال تبايل ب�أ�شواق ‪ ‬متوت عط�ش ًا على‬
‫املوانئ املهجورة‬
‫ال�صيف رحلة بن�صف ابت�سامة‬
‫بعني واحدة‪ ..  ‬وب�شق من قلب يتلهف‬
‫للعودة‬
‫ال�صيف كون‪  ‬يتقا�سمه نهار يثور‬
‫بال�ضجيج‪..‬‬
‫وليل �ساكن يكاد يفقده ال�صمت ما تبقى‬
‫من روحه‬
‫ال�صيف يجعل الورود تبكي ‪ ..‬وهي حتب‬
‫ورودها جد ًا‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪84‬‬
‫لن�سج �أجمل حياة‬
‫ال حدود لها وال اجتاه‬
‫م�شارب و�ألوان‬
‫وم�سالك ودروب‬
‫احلياة‬
‫مع الهادي‬
‫ن�صنع فيه امل�سارات‬ ‫ولكي تكون حركتنا فيها �سهلة‬
‫ون�سن فيها القوانني‬ ‫جميل �أن يكون هناك هادي دليل‬
‫وذلك الهادي‬
‫الرحلة مع الهادي‬ ‫�إما فكرة نتتبع �أثرها‬
‫ثالثة اجتاهات‬ ‫ون�ؤمن بها �أو ًال‬
‫فانظر �أيها ينا�سبك‬ ‫ثم نعمل على تطبيقها بروحنا نحن‬
‫والتحق به‬ ‫وقدراتنا نحن‬
‫ولكن كن حذر ًا ما �إن تكون �أنت وال�شيء‬
‫و�إما يكون ذلك الهادي �شخ�ص ًا ن�ستلهم �إال �أنت‬
‫لأنه من الأ�سو�أ �أن ن�سلك طريق ًا‬ ‫منه القدوة‬
‫وعندما ن�صل نكت�شف �أنه من و�صل هو‬ ‫فيكون مبثابة الوحي لنا‬
‫ولي�س �أنا‬ ‫نت�صفح �سريته يف خطواتنا‬
‫ونحر�ص على �أن ال نكون ن�سخ ًا مكررة و�أن �أنا تاهت يف ثنايا الطريق‬
‫منه‬
‫فما الفائدة عندما نكون ن�شبه بع�ض!‬
‫ونقتفي �أثر بع�ض!‬
‫حينها ال مذاق للحياة وال نكهة‬

‫وقد يكون الهادي ال �شيء‬


‫وحينها يكون املجال مفتوح ًا �أكرث‬

‫‪85‬‬
‫وعندما �أبد�أ ال�صعود �إلى ال�سماء‬
‫يعيدين �إلى �أر�ض باردة ‪� ..‬صوتك‬
‫�صوتك‬
‫مثل احللم‬
‫يت�سلل‬
‫صوتك‬
‫يرفعني عالي ًا ‪..‬‬ ‫كاللحن امل�سكون بالده�شة‬
‫الحلم‬
‫يقطع �أنفا�سي ‪ ..‬يغازلني‪ ..‬وميلأين‬ ‫�صوتك … يباغتني ‪..‬‬
‫غرور ًا‬ ‫وبجنون ي�ضحك وهو يالحقني‬
‫ثم ي�سقطني يف‪  ‬احلب‪  ‬قطعة قطعة‬ ‫يغلق عليَّ �أبواب الرحيل‬
‫يقول للع�شق هي ملكك فالتهمها‪..‬‬ ‫يفتح �شبابيك احلنني و يجذبني من‬
‫ردائي‬
‫�صوتك‪..‬‬
‫يكاد يهوي بي من �شرفة ال�شوق العظيم يحتال عليَّ ‪..‬يرخي حباله‬
‫ويقول برجاءٍ ‪ .....‬ارق�صي‬ ‫ثم ي�أخذين‪  ‬بقوة �إليه �صوتك‬
‫يقر�ص خا�صرتي‬ ‫ي�سدل �شعري ‪ ..‬يفتق قمي�صي‬
‫هيا ارق�صي‪ ....‬ي�شعل �شموع ًا وينفث‬ ‫ويتنف�س ب�صدري‪..‬يقول للأ�شياء‬
‫مو�سيقى‬ ‫غادري‬
‫فت�شهق‪  ‬اجلدران ‪..‬وتغم�ض امل�صابيح ويخادعني‪«  ‬ب�أنتِ جميلتي»‬
‫يقف جانب ًا ‪..‬ويعلن �شارة البدء‬ ‫عينيها‬
‫ويبت�سم يل ‪ ..‬ال تتوقفي وارق�صي‪..‬‬
‫ي�ضمني �إلى رغبته بكلتا يديه‬
‫حتى �أكاد �أغيب كال�شم�س يف �أح�ضانه �صوتك‬
‫كاالرتباكات التي‪  ‬ت�ؤخرين ‪..‬‬ ‫وت�صبح الدنيا لي ًال تهم�س به جنوم‬
‫وكاخلطوات اخلجلى التي‪  ‬متيلني هنا‬ ‫كثرية‬
‫وهناك‬ ‫كلها تقول اقرتبي �أكرث‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪86‬‬
‫�صوتك يجعلني يف حلظة ‪!..‬‬
‫ا�ستبيح‪  ‬دم الن�شوة يف ج�سدك‬

‫اقرر �أن �أكون �أنثى ثائرة‬


‫�أنزع كل �شيء �إال روحي‬
‫�أبلل تفا�صيلي بعطر فاتن‬
‫�أقرع الأر�ض بقدمي‪  ‬مرتني‬
‫مرة لرتاين‪ ..‬ومرة لتجن بي‬
‫و�أفرد ذراعي‪  ..‬فيبد�أ مو�سم املعجزات‪..‬‬

‫�صوتك حني يريد‪  ‬ي�أتي‪ ..‬وحني يرغب‪..‬‬


‫يغادر‪..‬‬
‫يدخل من �شقوق ال�صمت‬
‫ويخرج من ثقب ال�ضجيج‬

‫�صوتك‪  ‬امللون باحلب والقوة واال�شتهاء‬


‫�صوتك اخلالد‪� ..‬صوتك‪  ‬احلياة‪� ..‬صوتك‬
‫اجلنة‬

‫بربك قل له �أن يرفق بي‪..‬‬


‫وي�أتي كل يوم‬
‫ولكن الجتعله‪  ‬يباغتني‪..‬‬

‫‪87‬‬
‫�أيا مدينة املالئكة‬
‫ار�سمي لها قو�س قزح و�أ�سكنيه عينها‪..‬‬
‫يطرق نوافذ‬
‫ال�صباحات‪..‬‬
‫احلزن‬
‫يا مدينة‬
‫تلك ال�صباحات التي‬
‫المالئكة‬
‫ليتك تفتحي لها �أبوابك الفرائحية‬ ‫كانت تعج بها وب�ضحكاتها وحكاية‬
‫لتغ�سل بها �أوجاع عام كامل‬ ‫م�سائها‪..‬‬
‫وت�سلخ جلدها امللطخ بدماء مل ترحم‬ ‫احلزن �أي�ض ًا يكتب رواية الفراق‬
‫طهرها‪..‬‬ ‫على �أر�صفة الريا�ض املك�سورة‪..‬‬
‫ولأن احلزن كان عنوان ًا لها قبل ال�سفر‬
‫ليتك تكتبينها رواية حاملة‬ ‫فلم يربح �أمكنتها‬
‫يف �صباح من �صباحاتك النرية‬ ‫وظل يعطر م�ساحات الأمكنة‬
‫وحتتوينها‪..‬‬ ‫وك�أنه هو الآخر ي�شتاقها‪..‬‬

‫ليتك متطرين على قلبها �سي ًال‬ ‫عندما تغيب يغيب كل �شيء‪..‬‬
‫من قطرات �شوق الأمكنة امللتاعة‪..‬‬ ‫وعندما حت�ضر يح�ضر كل �شيء‪..‬‬
‫ليتك تفعلي كل ماي�سعدها ويظهر‬ ‫معادلتها ال�صعبة يف احل�ضور والغياب‬
‫ابت�سامتها‪..‬‬ ‫�إعجاز وحدها متتلكه‪..‬‬
‫ليتها تقر�أ الغياب يف مر�آتنا‬
‫ليت ياليت يامدينة املالئكة‪..‬‬ ‫لتعلم كم �أخاف عليها ‪..‬‬

‫ليتها تدلف �إلى �أ�سوار احلرمان‬


‫لتكت�شف �أن بعدها ين�سج ف�ضاء ملوث ًا‬
‫ببكترييا امل�سافات البعيدة‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪88‬‬
‫حتى باتت يف ال�سطر نقطة‪..‬‬
‫ومن تلك النقطة يفوح عبري لها وحدها‬
‫�سطور‪..‬‬
‫يف �أحد �أ�سطرها‬
‫احلياة‬
‫هي ‪...‬‬
‫يحاول �أن يبحث يف ف�ضاءاتها املتغيبة‬ ‫‪ ‬ت�سكن هي بعيد ًا عن وهج ال�شم�س‪..‬‬
‫والشمس‬
‫�إلى ماوراء �شم�س �صيفها احلارقة‬
‫ليقول لها �إنني �أ�شيد بيت ًا‬ ‫كنت �أبحث يوم ًا يف �أ�سطر رواية باذخة‬
‫خلف ال�شم�س �إن هي �أرادت ال�سكنى‪..‬‬ ‫الو�صف‬
‫‪ ‬لأنثى جترعت غياب حبيبها‬
‫نقطة ال�سطر احلاملة‬ ‫ومن ثم �ألقت به خلف ال�شم�س‪..‬‬
‫�ستظل نقطة حتى يعرث على عطر‬
‫‪ ‬يفيقه من غيبوبة الع�شق التائه بك‬ ‫كنت �أبحث لأين م�ؤمن‬
‫و�إليك‪..‬‬ ‫�أن يل امر�أة �أوجدتها يف �سطر من‬
‫نقطة ال�سطر جمرد نقطة‬ ‫عبث �أحريف‬
‫ولكن هو احلب عندما يجن يبد�أ من‬ ‫‪ ‬ومل ت�ؤمن هي ب�أن هذا ال�سطر هو‬
‫نقطة‪..‬‬ ‫بيتها‪..‬‬
‫كانت جملة ثم عبث بها �شوقي‬
‫‪ ‬برب نقاط الكون كلها‬ ‫و�أ�صبحت كلمات‬
‫وروايات الأ�سى كلها‬ ‫ثم ق�سا عليها نب�ضي‬
‫‪ ‬اهجري ال�شم�س ‪  ..‬وعودي‬ ‫‪ ‬فكانت كلمة‪..‬‬
‫ل�سطر يفقد وهجه يف غيابك‪..‬‬
‫‪ ‬اليوم يتخا�صم عليها حنني رجل‬
‫حبيبتي ‪ ..‬ال�سطر‪ ...‬و�أنا‪ ...‬والنقطة‬ ‫مك�سور‬
‫�أيتامك املكلومني‪..‬‬ ‫‪ ‬وكربياء عا�شق موجوع‬

‫‪89‬‬
‫ابت�سمت بن�شوة‬
‫وبد�أت �أخاطب عقلها‬
‫�ضرب من خيال‬
‫جمنون‪..‬‬
‫امل�شهد‬
‫هي ‪ ...‬وحدها‬
‫من وتر احللم بامل�شهد امل�ؤجج‬ ‫ووجهها يحدث �شرخ ًا يف علو‬
‫مل�شاعرها‪..‬‬ ‫البلورة ي�صل �إلى املئتي قدم عن �سطح‬
‫وا�سرت�سلت‪..‬‬ ‫الأر�ض‪..‬‬
‫�أما �أنا فلم �أكن �أحتمل حديث عينيها‬
‫�أنا رجل ي�سكنه طفل مدلل‬ ‫الفاتنتني يف الأر�ض‬
‫يبحث عن �أ�سئلة‬ ‫فكيف �أحتملهما قرب ال�سماء؟‬
‫ي�صنع من خاللها كعكة فرح‬
‫ويلتهم منها ماي�شبع غرائزه الطفولية‬
‫لريى كل �شيء‬
‫�س�ألتها وهي تت�أمل بعنف‬
‫يجيء كاحللم واليغادر‪..‬‬ ‫وجه الريا�ض الغارق يف فتنة الغروب‪:‬‬
‫�أتدرين ‪..‬‬ ‫�أيهما �أجمل �أنا �أم الريا�ض حلظة‬
‫�أنا هنا اليوم لأقول‬ ‫الغروب؟‬
‫�إنك الأنثى التي ت�ستحق‬ ‫�سكتت‪!!..‬‬
‫�أن �أ�صنع من �أجلها احلدث‬ ‫ثم �أماطت اخلمار عن وجهها‬
‫و�أترك لها قراءة التفا�صيل �أثناء‬ ‫وقالت بعد ارت�شاف �شيء من قهوتها‪:‬‬
‫وبعد‪..‬‬ ‫ال تقحم نف�سك يف املقارنات‬
‫ف�أنت فوق اجلمال ‪..‬‬
‫�أتدرين �أي�ضاً‪..‬‬ ‫مل �أكن لأرى هذا اجلمال لو مل تكن �إلى‬
‫�أنا هنا اليوم �أ�سجل اعرتافاتي‬ ‫جواري اليوم‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪90‬‬
‫ذكرانا‪..‬‬ ‫بكثري من اخلطايا‬
‫�شكر ًا حللم جاء حقيقه‬ ‫يف حماولة ال�ستدراج قلبك‬
‫ورف�ض �أن يغادر رغم انق�ضاء زمنه‪..‬‬ ‫لأن ي�صفح وير�ضى‪..‬‬
‫ال�شيء ميلأ الدنيا كابت�سامتك‪..‬‬
‫والآن قبل �أن نغادر املكان‬ ‫وال �شيء يعيد توازين‬
‫�س�أعيد ال�س�ؤال بوجه �آخر‪:‬‬ ‫كلمحة فرح �أقر�أها بعينيك‪..‬‬
‫�أيهما �أجمل �أنا �أم فجر العيد؟‬ ‫وال �شيء ي�شبهك وي�صل �إلى حدودك‪..‬‬

‫�ضحكت و�أجابت بكلمة واحده‪:‬‬ ‫�أنت ا�ستثناء‬


‫«�أنا» وا�ستغرق الطفل بداخلي يف‬ ‫رغم كل �أوجه الإعراب املتناثرة بني‬
‫البكاء‪..‬‬ ‫يديك‪..‬‬
‫و�أنت احلقيقة‬
‫التي ت�سكن هذا العلو لتمنحه كل هذا‬
‫اجلمال‪..‬‬
‫ولأن ذلك كله ي�شبه الغروب‬
‫وهو ير�سم مالمح البهجة لأفق منهك‬
‫من �أخطائنا‬
‫رغم الأمل ف�أنت ت�شبهني الغروب‬
‫كثرياً‪..‬‬

‫�شكر ًا لأنك هنا ولأنك هناك‪..‬‬


‫�شكر ًا �أفق يجمعنا وبلورة حتت�ضن‬

‫‪91‬‬
‫ت�سابق الزمن‬
‫لأنك �أعرتها اهتمام ًا يفوق جمال اللحظة‪..‬‬
‫يف‬
‫�أروقة ال�سهد و�أنني املرايا‪..‬‬
‫يف غياهب احلنني وجلة‬
‫الصوت‬
‫ويومها �أي�ض ًا كانت كفي ترتع�ش وهي تناجي‬ ‫الأ�شواق‪..‬‬
‫الجريح‬
‫�شريان احلب ‪..‬‬ ‫يف بع�ض �أ�سطر وكل الزوايا‪..‬‬
‫بربك من �أين �أبد�أ؟‬ ‫يف اليم وحول ال�شط وقرب ال�شم�س‬
‫من ذلك اللقاء؟ �أم من وخزة احلب التي‬ ‫وو�سط القمر‪..‬‬
‫بهت بريقها؟‬ ‫يف املدن البالية والقرى املعدمة‪..‬‬
‫من رق�صات احلب ال�ساخنة �أم من عذابات‬ ‫يف قلوب الب�شر ويف حناجر ال�ضجر‪..‬‬
‫ال�شوق املتالحقة؟‬ ‫يف الثلث الأخري من النزف‬
‫من �سورك املحفوف بكل موانع ال�شوق‬ ‫ويف فجة التعب املرمتي يف �أح�ضان‬
‫�أم من خ�صرك املرمتي يف �إجاباتك املبهمة؟‬ ‫الأرامل‪..‬‬
‫من ر�سالة الرحيل �أم من احت�ضار املحاوالت‬ ‫�أجر ال�صوت متهالك ًا متح�شرج ًا‬
‫القتحام نافذتك؟‬ ‫ت�سكنه العربة املت�أججة بكربياء راف�ضة‬
‫من احلظ الذي مل ي�سمح لنف�سه �أن‬ ‫الولوج يف مدن النور‪..‬‬
‫مينحني ابت�سامة الر�ضا �أم من بع�ضي حني‬ ‫ياوجهك الغائب بني زحام الغث‬
‫ق�سا على كلي؟‬ ‫وال�سمني‪..‬‬
‫ال �أعرف �شيئ ًا وكل ما �أعرفه‬ ‫يانورك امل�ست�سلم لرحمة �شمعة ترق�ص‬
‫�أين �أجر ال�صوت يف كل الدروب بحث ًا عن‬ ‫بومي�ضها �إلى رحلة املوت‪..‬‬
‫وطنك ‪..‬‬ ‫ياعينيك وقلبك وج�سدك‪..‬‬
‫عن قلبك‪ ..‬عن عينيك‪..‬‬ ‫يا جرحي العابث بتفا�صيل اللقاء وبي‪..‬‬
‫عن فنجان قهوة يجمعنا و�شريان حب مينح‬ ‫ياه ياذاك اللقاء‪� ..‬أتذكرين؟‬
‫كفي رع�شة تليق‪..‬‬ ‫يومها كنت �أتو�سل ل�ساعتك �أن تغفو وال‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪92‬‬
‫لي�س بعد‪..‬‬
‫انقاد كل �شيء َّيف يتبعها وي�صر على‬
‫كل هذا ال�ضجيج بر�أ�سي‪..‬‬
‫و�أ�ضعافه حويل‪..‬‬
‫يا‬
‫فقط لمحه‬
‫عناق ج�سدها‪..‬‬ ‫يامنتهى النظر وحدته‪..‬‬
‫يا �شغبه اللذيذ واملمتع‪..‬‬
‫قبل البوابة وقفت كما تقف عار�ضة‬ ‫ياخ�صرها وعينيها‪..‬‬
‫�أزياء ت�شتهي الأقم�شة ج�سدها‪..‬‬ ‫وبع�ض ًا من نحرها‪..‬‬
‫يل فقد‬
‫مل تكن عيناها وحدها تنظر �إ َّ‬ ‫كنت حول احلمى ورتعت‪..‬‬
‫كان خلف �ساعدها �صدرها ميعن‬ ‫كن ك�سقر‪..‬‬
‫النظر‪..‬‬ ‫وكنت املحتفي بجحيم �سقر‪..‬‬
‫وفخذ مت�أمل من حب�س انفرادي يطل‬
‫من �شرفة العباءة‪..‬‬ ‫�أوم�أت لها فلم تدرك‪..‬‬
‫و�سهم مايزال حتى الرمق الأخري من‬ ‫فعانقت فهمها و�أوحيت له �أن تخ�صني‬
‫احلرف يعبث بخا�صرتي‪..‬‬ ‫عيناها بنظرة‪..‬‬
‫وتاهت يف الزحام مع موكب‬ ‫فقط نظرة‪..‬‬
‫ال�سيارات‪..‬‬ ‫دورة �أخرى ويف «باري�س غالريي»‬
‫ا�ستوعبت رجائي‪..‬‬
‫زاحمها �شغبي على عطر تتو�سل له �أن‬
‫يقنعها ب�شذاه‪..‬‬

‫بقربها هم�ست لها الآن‪..‬‬


‫ودون �أن تعري احتمايل لها اهتمام ًا‬
‫�أجابتني دون نظر‪..‬‬

‫‪93‬‬
‫ذلك املكان الذي هم�ست لها يوم ًا‬
‫ب�أن اهلل ي�سكن يف الب�شر رموز ًا يجعلها‬
‫�أين ر�سمت حورية‬
‫وا�ست�شفيت مالحمها‬
‫�أتذكر‬
‫�سبب ًا يف التميز‪..‬‬ ‫من �أفق تتزاحم فيه الغيوم كا�سرة‬ ‫قارئة‬
‫وهذا هو رمزك و�أ�شرت �إليه بقبلة‬ ‫بذلك ح�ضور ال�شم�س‪..‬‬ ‫الفنجان‬
‫�ساخنة‪..‬‬
‫�أم�ضيت وقت ًا طوي ًال عند �شرفة وجهها‬
‫كل ما �أتذكره حول تلك اللحظة �أنها‬ ‫�أت�أمل حماولة ال�شط الختطافها‪..‬‬
‫انقب�ضت وا�سرتخت‬ ‫داهمني اخلوف على خ�صلة �شعرها‬
‫يف ذات الوقت وكل ماتتذكره هي �أنها‬ ‫القريبة من عبث ال�شط‬
‫قبلتها الأولى‪..‬‬ ‫ف�أقمت جدار ًا من الطني‪..‬‬
‫ور�سمت بذات العود جي�ش ًا من الأفذاذ‬
‫عندما بد�أت ال�سابعة تخرتق حواجز‬ ‫ليحر�سوها‪..‬‬
‫الزمن جاء �صوتها املتعب من خلف‬
‫نافذة احللم ‪:‬‬ ‫على جانبي الأمين ا�ستلقيت متكئ ًا على‬
‫«هاه ياقلبي قريت امل�سج»؟‬ ‫راحة يدي اليمنى‬
‫حفظته‪� ...‬سمعني‬ ‫وا�ستغرقت يف متابعة حماوالت‬
‫االخرتاق البائ�سة‪..‬‬
‫�أدرت لها «قارئة الفنجان» من امل�سجل‬
‫وو�ضعت الهاتف‬ ‫يف زحف ال�ساد�سة لعناق وهج ال�سابعة‬
‫وا�ستلقيت �أت�أملها يف خيايل تداعب‬ ‫وانتعا�شة الذاكرة امل�ستلقية رغم ًا عنها‬
‫بزهو خ�صالت �شعرها‬ ‫�إلى م�ستقر �أجدت ر�سمه باحرتافية‬
‫ومترر �أناملها املوزونة على وجنتيها‬ ‫متناهية �أ�سفل �شفتها ال�سفلى‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪94‬‬
‫عندما يخرتقه �صوتك الهادئ املختبئ‬ ‫حين ًا و�صدرها حين ًا �آخر‪..‬‬
‫خلف ن�شوه‪..‬‬ ‫انتهت الأغنية وعدت لها و�إذ هي يف‬
‫�سكرات احلب غارقة بلذة‪..‬‬
‫ليتك ت�ؤمنني �أن القلب خارج اخلدمة‬
‫لأنك خارج �سوره العظيم‪..‬‬ ‫بن�صف �ضحكة قالت ‪ :‬كلماتك‬
‫ليتك هنا بني رم�شني وو�سط عينني‬ ‫هي �إح�سا�سي‬
‫ويحت�ضنك قلب واحد‪..‬‬ ‫ولكن عد �إلى امل�سج واقر�أه جيد ًا‬
‫هي �إح�سا�سي و�أنت كل حوا�سي بربك‬
‫ليتك فقط ترين انك�ساري عندما ينتهي‬ ‫�أل�ست فنجان قهوتي وقارئته‪..‬‬
‫الليل و�أنت غائبه‪..‬‬
‫غ�ضب غيمتني كان كفيال لأن يربك‬ ‫لو تعلمني كيف �إذا جن الليل ر�أيتك‬
‫ا�ستلقائي و�أجدين مبتال باملطر‬ ‫تن�سلني من غ�صن �شجرة‬
‫وجي�ش احلرا�سة قد غرقوا يف اليم‬ ‫�أ�صلها ثابت وفرعها يف قلبي متطرين‬
‫واحلورية اختطفت عنوه‪..‬‬ ‫علي ب�سنابل من نور‬
‫وترمتني على ج�سدي كقطرات مطر‬
‫�أما �أنا فراق�صت املطر وحليم و�سيدة‬ ‫وتلتهميني وتثملني‪..‬‬
‫تقر�أ الفنجان وتكذب‪..‬‬

‫ليتك تعلمني �أن كل الن�ساء بك وكلك‬


‫بهن‪..‬‬
‫ليتك تدركني �أين �أحببت الليل لأنه‬
‫نافذتي الوحيدة �إليك‬

‫‪95‬‬
‫ت�سكن غرفة جماورة‪..‬‬
‫الطبيبة ت�أتي كب�شارة ‪ ،‬ت�سندها‬
‫متوقف ن�صفها الأمين عن‬
‫احلياة‬
‫هي‬
‫تقدم لها يد ًا من حلم ‪ ،‬و جناحي �أمل‬ ‫هو �سيدخل غرفة العمليات غد ًا‬ ‫خلف الباب‬
‫تهم�س لها ‪..‬ماذا الآن؟!‬ ‫الورم الذي يحتجز ر�أ�سه رهينة يهدد‬
‫«فقط خذيني �إليه‬ ‫ويتوعد‬
‫ومل يبق �أمام �سلطته �أي حيلة‬
‫ال �أريد �أن �أنتظر حتى ي�سلبه الهذيان‬ ‫تطلب الكر�سي املتحرك لت�صل �إلى‬
‫ال �أريد �أن �أبقى حتى ي�سرقه الغياب‬ ‫غرفته‬
‫يل بعد الغد‬
‫لن �أحتمل لو مل يتعرف �إ َّ‬
‫فقد وعدته بليلة ع�شق وارتواء‬ ‫مل يكن �أحد بالقرب‬
‫ال �أحد يرى اخلوف الذي يبعرث نب�ضها‬
‫خذيني �إليه فالغد يطرق النافذة‬ ‫ال يهتم �أحد بارتعا�ش الظالم يف‬
‫والقدر على الأبواب»‬ ‫عينيها‬
‫جتل�س على كر�سيها‪ ..‬تزينها الطبيبة ‪،‬‬ ‫ال�شم�س رحلت والغد قريب‬
‫ت�سدل لها �شعرها‬ ‫وال �أحد بالقرب‬
‫حت�ضرها لتكون �أكرث ن�ساء احلب فتنة‬ ‫تثق بن�صفها الآخر ‪ ،‬وتعتمد عليه‬
‫ت�سقط يدها بعيد ًا عنها‬
‫ت�ضع وردة حمراء يف يدها‬
‫وت�س�ألها ‪ ..‬هل �أنتِ واثقة؟‬ ‫مت�سك بتالبيب قلبها ‪..‬و مت�ضي‬
‫الطبيب هنا يف زاوية قريبة ينتظر‬ ‫بن�صف خطوة‬
‫ت�س�ألهما هل فعلتماها قبالً؟‬ ‫تن�سى �أن لها ج�سد ًا يزحف‬
‫فرتد الطبيبة ‪:‬وهل فعلتماها �أنتما‬ ‫وتذكر �أن روح ًا تخ�صها‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪96‬‬
‫قبالً؟‬
‫تهز ر�أ�سها بالنفي‪ ..‬وتقول كان وعد ًا‬
‫و الوعد ي�ستحق الوفاء‬
‫تعاود وت�س�أل‪ ..‬كيف هو ال�شعور ؟‬
‫يجيبها الطبيب �أنه �ساحر مع ج�سد‬
‫يفهمك‪.‬‬

‫يف غرفة بامل�ست�شفى يكون للمذاق الأول‬


‫تاريخه‬
‫الطبيبان حار�سان‪ ...‬وخلف الباب‬
‫�آهات وويالت ‪ ....‬قلب يخفق ‪..‬‬
‫و�أطراف ترجتف‬

‫خلف الباب ‪ ...‬حفيف ريح ومتتمة‬


‫�أغ�صان‬
‫خلف الباب‪� ...‬شمعة توقد و�أخرى‬
‫تنطفئ‬
‫حتى تو�سد الليلُ ال�صمتَ ‪ ...‬ونام‬
‫يف الغد يذهب هو لل�سماء‬
‫وتذوب هي يف �أر�ض بال ماء‬

‫‪97‬‬
‫حبها يف يومه امللكي‪ ..‬ونادت با�سمه كما الهيبة يف بالط �سلطان‪..‬‬
‫فهب فزع ًا كما الغزال حتى �إذا ما ح�ضر لها يف �أر�ض مل تر نورهما‬
‫ا�ستفز‬
‫بعد‪ ..‬وقفت ‪ ..‬تقدمت له‪..‬‬ ‫ال�شارد ‪..‬‬ ‫عشني فقط‬
‫انحنت بف�ستانها الأ�سود قلي ًال فغدت �أطرافه‬ ‫لب�سها كل الده�شة ‪..‬‬
‫مع الأر�ض يف قبلة ع�شق تبتلع الأفواه ‪..‬‬ ‫و�س�ألت نف�سها �أتراها ق�صرت يف حق‬
‫ت�أملته لأول مرة بطريقة خمتلفة ‪ ..‬كانت‬ ‫غرور حبهما فلم ت�شبعه ؟؟‬
‫توبخ نف�سها ‪..‬‬ ‫�أخذت من الدنيا كل اجلمال ‪..‬‬
‫وجمعت طيب الندى من على جدر بيوت وت�ضرب �أنوثتها بكل الأ�سواط ‪..‬‬
‫ت�سرتجع حبه فتدلل رمو�ش عينيها يف‬ ‫الطني القدمية فكان الأثري‪..‬‬
‫�إغما�ضة تزيد الع�شق ال �شك ‪..‬‬ ‫و�أ�شعلت يف كل الأرجاء �شموع ًا ‪..‬‬
‫�أخذت يديه كما �أنه عهد الزمان وقالت له ‪:‬‬ ‫و�ألب�ست الكون من «الدانتيل» حل ًال ‪..‬‬
‫�ألغت احلر ونفت الربد وم�سحت الربيع و مل �أع�شق �أنوثتي �إال لرجولتك ‪..‬‬
‫ومل �أبحث يف عينيَّ �إال لأنها ر�أتك ‪..‬‬ ‫حذفت اخلريف‬
‫ومل �أكرتث لهما �إال لأنك ر�أيت فيهما عامل ًا‬ ‫ور�سمت ف�ص ًال خام�س ًا يليق باال�ستعداد‬
‫�آخر‪..‬‬ ‫له‪..‬‬
‫�أتراها نف�سي فقط ‪ ..‬بل هو الكون والع�شق‬ ‫ارتدت كل اجلمال ‪ ..‬وجتملت بكل‬
‫والزمان ‪..‬‬ ‫الفخامة ‪..‬وتعطرت با�سمه ‪..‬‬
‫ف�أ�صبحت فتنة تغفو على حافتها كل ن�ساء مل يكونا يف هذه الدنيا ومع ه�ؤالء الب�شر �إال‬
‫لأنك كنت من الع�شق معلمه‪..‬‬ ‫الأر�ض‪..‬‬
‫قر�أته للحرف فات�سق على �سطور �أ�سكرت‬ ‫عندما ر�أت �أنها غدت مع املكان‬
‫بدون ك�أ�س و�أججت بدون �شرار ‪..‬‬ ‫الأ�سطورة‪..‬‬
‫�شيئ ًا يليق با�ستقباله‪ ..‬فتحت م�صراعني‪ ..‬ور�سمته للطري فتلونت ب�أوراق الهدايا يف‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪98‬‬
‫منذ ال�صبا‪..‬‬ ‫�أعياد احلب ‪..‬‬
‫و�أنا معك مل ابتدئ منذ ال�صبا ولكني �أحببتك حب‬ ‫بل ت�سامى لي�صبح على �أوراق التقاومي‪..‬‬
‫ال�صبا وع�شقتك ع�شق ال�شباب ‪..‬‬ ‫يقلبها الع�شاق يف انتظار املواعيد �أو‬
‫‪ ‬ثم بعد ال�شباب ‪..‬‬ ‫ا�سرتجاع الذكريات ‪..‬‬
‫�أن�ضجت قلمي وقلبي و�أنوثتي و�أ�صبحت �أر�شف احلب‬ ‫و�أنا بني �أويل معك و�آخري �أراين كلمة مل‬
‫معك ك�أ�س ًا على مائدة احلرف ‪..‬‬ ‫تقر�أ �إال بني �شفتيك ‪..‬‬
‫�أتذوق احلياة معك ثمرة من �أروع جنى املوا�سم‪..‬‬ ‫وطل�سم عتيق مل يفك �شفرته �إال �أنت‪..‬‬
‫واحب�س ن�شوة ج�سد ت�أبى �إال �أنت ‪..‬‬ ‫�أرجوحة ال�صباح ذو الغيم‪ ..‬ولوحات ال�سهر‬
‫تثور ثم تتذكر الذنب فتنك�سر �أل�سنة لهبها‬ ‫يف م�ساء فاخر ‪..‬‬
‫ويبقى منها متقد اجلمر ي�صطلي به حرمان ج�سدي‬ ‫ووردة اكت�سبت ذهبية ال�ضوء من �شمعة‬
‫و�أتلذذ‪..‬‬ ‫�أ�شعلها حبك‪..‬‬
‫و�أرنو ل�شعر �أبي�ض وكهولة ي�شيخ فيها العمر ويبقى حبك‬ ‫لذا كن متبخرتاً‪� ..‬أ�سكن الزهو‪..‬‬
‫يف قلبي �شباب‪..‬‬ ‫فهناك روح ل�شوقها �صوتك‪ ..‬وقلب لنب�ضه‬
‫�سكتت ثم رفعت �إليه ر�أ�سها تقر�ؤه وك�أن الكالم كله ال‬ ‫حبك‪..‬‬
‫يكفيها لتحكي عنه ‪..‬‬ ‫وريحانة عمر لأجلك �شذاها ‪ ..‬يف �إ�شراقتك‬
‫تابعت بقوة ‪ :‬ا�سكت �أنانيتك‪ ..‬اركبني قارب ًا ‪� ..‬أنزلني‬ ‫يكتب على �أوراق ال�شجر الفرح‪..‬‬
‫من �أرجوحة ‪..‬‬ ‫حيث ت�سعد دودة القز وين�سج احلرير ‪..‬‬
‫�أجل�سني على تل ‪ ..‬ا�سحبني بهذا الغجري من العامل‪..‬‬ ‫ويطيب �شدو البالبل كالغزل بني الأحباب‪..‬‬
‫�أوقف كل �شيء متى تريد ‪..‬‬ ‫وتتالمع على �شوارع املدينة الأمطار‪..‬‬
‫فقط ا�سمعني ‪..‬‬ ‫‪ ‬حيث طفل وطفلة يلهوان حتت املطر عند‬
‫ف�أنا لك �أكرث من نف�سك لك و�أكرث من نف�سي يل‪..‬‬ ‫مفارق الطريق وحتت �سور الب�ستان‪..‬‬
‫‪ ‬فقط ع�شني ‪ ..‬ع�شني فقط‬ ‫يجهالن �أنهما ير�سمان حب العمر �إذ ابتد�أ‬

‫‪99‬‬
‫وفرح م�ستدام لأجلها‬
‫البد �أن ت�شعر انها‬
‫لو �صحوت يوم ًا‬
‫ووجدت ثورة يف اع�ضائك‬
‫ماذا‬
‫ثورة الحواس‬
‫املف�ضلة لديك‬ ‫عليك‪!..‬‬
‫وانها فخرك وافتخارك‬ ‫فالعني ال تريدك �أن ترى‬
‫و�أذناك ت�أبى عليك �أن ت�سمع‬
‫ج�سدنا وتفا�صيلنا‬ ‫و�أنفك يرف�ض �أن ت�ستن�شق �شيئ ًا‬
‫�أمانة البد �أن ن�صونها حب ًا وعرفان ًا‬ ‫ويدك ت�ستع�صي �أن تلم�س �أي كائن‬
‫ليبارك اهلل فيها طول العمر‬ ‫ورجالك ال تريدان خلطواتك احلركة‬
‫وقلبك يغلق عليه حجراته فال نب�ض وال‬
‫خفقان‬

‫دائماً‪ ..‬تكون الثورة واالنقالبات من‬


‫اخلارج‬
‫وحينها ي�ستنفر الداخل كل قواته‬
‫ومينح الوطن واجل�سد الأمن والأمان‬
‫لكن عندما يثور الداخل‬
‫حينها �سنفقد كل �شيءٍ‬

‫لذا لنتفقد حوا�سنا جيد ًا‬


‫ولنمنحها ما يليق بها‬
‫وال نركن �أنها لن تثور يوم ًا‬
‫البد من داللها وحفاوة بها‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪100‬‬
‫ما �ضاقت عليك الدنيا‬
‫واختلطت جهاتها الأربع‬
‫متى‬
‫استفت‬
‫ابحث عن �ضحكة طفل‪..‬‬
‫طفلك‬
‫واجعله ي�سرقك من اجتاهاتك‬
‫وم�ساراتك‬
‫وحدهم الأطفال ت�سريهم الفطرة‬
‫ومن ي�سلك فطرة الأطفال حتما �سي�صل‬
‫اغم�ض عينيك لفرتة‬
‫وا�سال نف�سك‬
‫كم متنح يف يومك من وقت لأجل طفل‬
‫لي�س �شرط ًا �أن يكون هذا الطفل ابن ًا لك‬
‫�أو ابنة‬
‫بل اجعله جمرد ًا من كل التزام‬
‫فقط‪ ..‬طفل للطفولة والرباءة‬
‫لو مينح العامل الفر�صة للأطفال‬
‫النتهت جل م�شاكله و�أزماته‬
‫جربها مرة‬
‫عندما متر ب�أزمة‬
‫ا�ستفتِ طفلك يف حلها‬
‫وانظر مباذا ي�شري عليك‪..‬‬
‫الطفل رحمة وهدية‬
‫فال نحرم �أنف�سنا منها كثرياً‪..‬‬

‫‪101‬‬
‫�شعاراتك وخطاك فلم تعد ت�ستحقها‪..‬‬
‫�س�أبد�أ اليوم بكلمة الرحيل لتكون هذه‬
‫مت�أخر ًا كالعادة‪..‬‬
‫يحاول �أن ي�صنع فرقا‬
‫ي�أتي‬
‫آخر قراري‬
‫الأحرف جماز ًا‬ ‫يف حياة كانت هي ذات احلياة التي‬
‫هي م�سمار نع�شك الأخري و�أنا �أ�شيعه‬ ‫�أهملها‪..‬‬
‫�إلى مثواه الأخري‬
‫قبل �أيام �أخفق يف ترجمة ماي�سميه‬
‫بعيد ًا عن مدين البي�ضاء التي كدت‬ ‫ع�شقاً‪..‬‬
‫متل�ؤها �سواداً‪..‬‬ ‫عندما اقتحم �صندوق الربيد الوارد يف‬
‫كنت لك بكل �شيء‪ ..‬وب�أي �شيء‪..‬‬ ‫�إمييلي‬
‫ومل ترد �أن تكون كذلك‪..‬‬ ‫لي�ضع فيه ر�سالة مل �أعرف �إلى‬
‫اليوم حتاول بهمجية �أن نعود‪..‬‬ ‫هذا الوقت ما الفرق بني �أولها‬
‫يا�سوادك املمتد من �سفح اجلبل �إلى‬ ‫و�آخرها‪..‬‬
‫عروق ال�شجر‪..‬‬ ‫قر�أتها مئة مرة لعلي �أجد فيها ما‬
‫العابث بحلم الطري و�أنفا�س الزهر‪..‬‬ ‫يجعلني �أ�ؤمن بعودته‪..‬‬
‫القاتل لطموح الأر�ض يف �أن تتقبل‬ ‫و�أغفر له‪ ..‬ويف كل مرة �أدمع كراهية‬
‫العي�ش‪..‬‬ ‫و�أبتل �أملاً‪..‬‬
‫املكرث من الظلمة وال�شحيح بال�ضياء‪..‬‬
‫كنت �أحدث نف�سي برد �أقول فيه كل‬
‫وداع ًا حيث ال �أراك وال �أذكرك‪..‬‬ ‫�شيء‪..‬‬
‫وداع ًا حيث متوت اليوم هاهنا‪..‬‬ ‫فكتبت‪ :‬لن �أبد�أ بديباجة الع�شاق و�أنت‬
‫وداع ًا ب�آخر قرار نطقت به حمكمة‬ ‫مل تعد كذلك اليوم‪..‬‬
‫قلبي العادله �أو رمبا الرحيمة‪..‬‬ ‫لن �أتكرم ب�ألقاب ك�شف الزمن زيف‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪102‬‬
‫وداع ًا و�إن مل تفهمها‪ ..‬وداع ًا و�إن مل‬
‫تتقبلها‪..‬‬

‫�آخر قراري‬
‫ي�شبه كثري ًا نع�شك الأ�سود املليء بعبثك‬
‫طوال �سنني ‪..‬‬
‫خذه ومن فيه بني جراحك املهداة يل‬
‫قد تفيق من رائحة الدماء يف �أركانه‬
‫وتدرك كم �أنت ظامل‪..‬‬
‫و�إن �أدركت التفكر بالعودة فال جمال‬
‫لنق�ض احلكم وال اال�ستئناف‪..‬‬

‫‪103‬‬
‫هل فكر الأب �أن ي�سلم م�س�ؤولية البيت‬
‫�إلى ابنه الأكرب‬
‫فكرنا �أن نت�ساءل‬
‫مما نريد �أن ن�أخذ �إجازة‪!..‬‬
‫هل‬
‫االجازة عندما‬
‫وي�أخذ هو �إجازة من الأبويَّة لفرتة‪..‬؟‬ ‫من وجوه و�أماكن‬
‫تأتي‬
‫هل فكرت الأم‪� ..‬أن تعود �صبية لتعبث‬ ‫�أم ‪.....‬من التزام وم�س�ؤولية‪ ‬‬
‫وتن�سى �أنها �أم‪..‬؟‬ ‫هل ن�أخذها لرنتاح‬
‫�أم‪ ...‬ن�أخذها لنفت�ش عن ذواتنا‬
‫نحن ال نقر�أ الإجازة جيد ًا‬ ‫الإجازة‬
‫وال نخطط لها‬
‫لذا تروح وجتيء‬ ‫البد �أن تكون �إجازة من كل �شيء‬
‫دون �أن متنحنا �إك�سريها القوي‪ ‬‬ ‫العقل اجل�سد االلتزام‬
‫النا�س املكان الزمان‬
‫من هذا املنرب‬ ‫ال �أحد يقر�أ الإجازة كما يجب‬
‫اجعلوا‪ ..‬الإجازة‬ ‫لذا جند كثريين‬
‫�إجازة من كل �شيء‪   ..‬كل �شيء‬ ‫ي�ضيعونها يف نوم فقط‬
‫�إال‪ ..‬اهلل‪!  ‬‬ ‫وك�أن االجازة ما �أتت �إال لهذا‬

‫من ي�شقى يف �إجازته‪ ..‬م�سكني‬


‫من تزداد م�س�ؤولياته يف �إجازته‪..‬‬
‫م�سكني‬
‫من اليعود بعد الإجازة �شخ�ص ًا �آخر‪..‬‬
‫م�سكني‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪104‬‬
‫ال�سعيد من يعرف كيف يختار اللون‬
‫ومتى و�أين وقبل كل �شيء ملاذا‪..‬‬
‫لي�ست جمرد لونني‬
‫‪� ‬أ�سود و �أبي�ض‬
‫احلياة‬
‫الحياة ‪..‬‬
‫بل تتعداها لكل الألوان‬
‫ألوان‬
‫الألوان‬ ‫بل انك مبهارتك وتذوقك ت�صنع اللون‬
‫متنح ر�ؤى جديدة للم�سارات‬ ‫الذي حتب‪..‬‬
‫واالجتاهات‬
‫ال تنظر �إليها كجمادات‬
‫اللون الأبي�ض لي�س نا�صع ًا للحياة دائم ًا ‪ ‬بل �إلى �أنها حيوات لناظريها وبالألوان‪  ‬‬
‫�أ�صبح البيا�ض تهمة و�سلب ًا للحقوق عند ‪..‬الدنيا حلوة‬
‫البع�ض‪..‬‬
‫واللون الأ�سود‬
‫‪ ‬يجعل منظارنا للحياة �أ�شد �أملا و�أقل تفا�ؤ ًال‬
‫اللون الرمادي‬
‫جماله يف �أنه مينحك فر�صة للتغيري‬
‫‪ ‬للمنطقة الأف�ضل‬
‫�أو يجعلك تتقهقر للمنطقة ال�سوداء‬

‫الرمادي لي�س هرب ًا �أو تخاذ ًال بل‬


‫هو م�ساحة لقرار جديد‬
‫‪ ‬والتقاط الأنفا�س لرك�ض �آخر‬
‫وت�أتي بقية الألوان‪  ‬يف مواكب خمتلفة‬

‫‪105‬‬
‫الفقد؟!‬
‫�أود �أن �أحت�سيها قهوة تعانق «تويك�سا»‬
‫ف�صيلته؟!‬
‫و�أي درجات الأحمر هو‬
‫ماهي‬
‫دمها‪...‬‬
‫ليجتمعا مع ًا يف �ضيافتي‪..‬‬ ‫لونه؟!‬
‫حكاية كُ برى‬
‫مل تكن تلك الأ�سئلة تعني �شيئ ًا بالن�سبة‬
‫�أ�شتاق حلمرته هكذا �أتخيله و�إن مل �أره‬ ‫�إلى حمتوى اهتماماتي‬
‫�شوق اخلاليا لبع�ضها حني يلتئم‬ ‫بقدر ما كان الغ�ضب يتملكني‬
‫اجلرح‪..‬‬ ‫على �إجبار دمها كراهية مغادرة‬
‫ج�سدها‪..‬‬
‫�أ�شتاق لكلها ولإبرة جارت على‬
‫عروقها‪..‬‬ ‫ياج�سدها املر�سوم بري�شة باهظة‬
‫يادمها ‪ ‬ال�ساكن‬ ‫الفن‪..‬‬
‫يف ذاكرتي من �أول ال�شريان‬ ‫ياج�سدها الذي يحوي تفا�صيل الع�شق‬
‫‪ ‬لهاوية اجل�سد‪.‬‬ ‫من �ألف احلب �إلى ياء الفتنة‪..‬‬
‫يادمها ال�سابح بي يف �أفياء وطنها‪..‬‬
‫يابع�ض خاليا حمراء وبي�ضاء‬
‫ورق�صات بينهما ت�أ�سرين و�أنا �أ�سري بني‬
‫دفاع وهجوم‪..‬‬
‫ياقطراتها التي �أجربت على النزوح‬
‫والإجالء‬
‫من ج�سدها �إلى غيبيات املحاليل‪..‬‬

‫من يدل قلبي على قطرات تئن من‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪106‬‬
‫معاً‪ ...‬ننام على و�سادة‬
‫الن�سيان‬
‫كنا‬
‫سواها‬
‫ون�صحو على دنيا بال �أحالم‬
‫كان يفوتنا الإ�شراق‬
‫ومير علينا الغروب دون وداع‬

‫وفج�أة‪ ...‬دون �أدنى �إ�شارة‬


‫فتح �أوردته‪ ...‬خرج كا�شف ًا �أمنيته‬
‫ارجتافاته تلك �أعرفها‬
‫ثم �ألقى يف �صدري اعرتافه الكبري‬
‫و�أغرقني بـ ـ «�أحببتهُ»‬

‫يا اهلل ‪ ..‬لي�س الآن‬


‫لي�س بعد ماكان‬
‫بربك ياقلب …�ألي�س من حيلة‪!..‬‬

‫قب�ض على نب�ضه‬


‫احت�سى ك�أ�سه … ودندن ‪ ‬ق�صيدته‬
‫عرفت من رع�شة الفرح يف عينيه‬
‫وابت�سامته اخلجولة تلك‬
‫�أنه‪�«  ... ‬سواها ‪ ..‬وما طاعني»‬

‫‪107‬‬
‫يهزموك‪ ..‬والآخرون التي كل هزائمك‬
‫معهم انت�صارات‬
‫كيف تقر�أ التحدي ‪..‬؟‬
‫و ما ال�صدى‪ ‬ل ـ ‪« ‬احتداك»‬
‫تُرى‬
‫اتحداك‬
‫يف حياتك‪!..  ‬‬
‫وقل لنف�سك ‪  ..‬من �س�أحتدى اليوم ‪..‬؟!‬ ‫هل‪ ‬تعده ‪ ‬اثبات ًا لقدراتك‪!..‬‬
‫من‪� ‬سيكون املتناف�س �ضدي‪!.. ‬‬ ‫�أم ت�أكيد ًا ل�ضعف غريك‪!..‬‬
‫‪ ‬ومن ذاك الذي �س�أنت�صر عليه‪ !..‬ومن‬ ‫‪� ‬أم �أنك به تفتح �أبواب ًا مل تفتح قبل‪..‬‬
‫هو الذي �سيجعلني �أطري فرح ًا بغلبته‬ ‫ومتار�س التجربة املولعة بالده�شة‬
‫عليَّ ‪!..‬‬ ‫وتُفاجئ الآخرين بك‪ ..‬و ب�أنف�سهم ‪!..‬‬

‫ما ر�أيك يف �أن حتاول اليوم ‪� ‬أن حت�صي‪  ‬هل �س�أحتدى الأم�س و�أرتقي ‪ ‬فوق‬
‫ج�سده لأ�صل �إلى غدٍ �أنا �أريده‪!..‬‬ ‫التحديات بحياتك‬
‫�أم هل �س�أحتدى ظنوين وهواج�سي ‪..‬‬ ‫الأجمل منها‬
‫و�أخو�ض جتربة جديدة ولن يعنيني‬ ‫الأقوى‬
‫الفوز‪..‬‬ ‫الأ�شقى‬
‫بقدر ما تعنيني حالوة التجربة ‪ ..‬ولذة‬ ‫الأكرث فتنة‬
‫املغامرة‪!..‬‬ ‫الأكرث غرور ًا‬
‫الأ�شد خيبة ‪!!..‬‬
‫عني �أنا‬
‫رمبا ‪� ‬أفكر اليوم بتحدي عينيها ‪!..‬‬ ‫وما ر�أيك �أن‪  ‬تتحدث‬
‫و�س�أهتم ب�أن �أغرقها �شوق ًا وحنين ًا‬ ‫عن كل‪ ‬خ�صومك‪� ،  ‬أولئك الذين‬
‫ثم �أبللها بالو�صل ‪ ..‬و�أطبق‪ ‬اجلفنني‬ ‫تغتاظ منهم‬
‫والذين حتبهم … والذين ال ميكن �أن على قلبي و�أك�سر �سواد الغياب‪ ‬فوق‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪108‬‬
‫رم�شيها‬

‫ورمبا ‪� ‬أذهب للتناف�س على ر�سم‬


‫ابت�سامة يف طريقها‪�  ..‬أو �أفوز‪ ‬بر�ضا‬
‫من‪�  ‬شفتيها‪!! ‬‬

‫ال‪  ‬ال ‪� ..‬أظنه‬


‫�سيكفيني �أن ‪� ‬أجعلها تردد وبطريقتي‬
‫ال�شقية جملتها التي �أع�شقها‪..‬‬
‫«�أحتداك تلقى �أحد ًا مثلي»‪!..‬‬

‫‪109‬‬
‫لذا لي�س عيب ًا ان نبحث عن �إجابة‪..‬؟‬
‫‪ ‬دائم ًا‬
‫�صحوت ال�صبح يوم ًا ونظرت‬
‫يف املر�آة‬
‫هل‬
‫انت هل‬
‫احلياة تبد�أ ب�س�ؤال‪ ..‬وعندما جند‬ ‫وقلت من �أنا‪..‬؟‬
‫تعرف أنت‬
‫�إجابة‬ ‫هل نظرت �إليها‪ ..‬وتعرفت عليك‬
‫فحينها نحن يف حاجة ل�س�ؤال جديد‬ ‫�أنت‪..‬؟‬
‫هل ت�شعر �أنك �أنت‪..‬؟‬
‫وقبل اخلتام‬ ‫من �أكرث �شيء ي�صدقك �أنت‪!!..‬‬
‫ت�أكد �أنك اذا عرفت من �أنت ب�سرعة‬ ‫لن جتد �أف�ضل من قلبك وعقلك‬
‫حينها ‪ ..‬تكون �أنت ل�ست �أنت‬ ‫يخربانك من �أنت‬
‫فال تتاخر وابحث عنك �أنت‪ !..‬الآن‪..‬‬
‫البد كل حني ن�س�أل �أنف�سنا هذه‬
‫الأ�سئلة‪..‬؟‬
‫من �أنا‪..‬؟ هل �أنا‪�..‬أنا‪..‬؟‬
‫ملاذا �أنا ل�ست �أنا‪..‬؟‬
‫كيف اكون �أنا �أنا‪..‬؟‬
‫متى �س�أ�صبح �أنا‪..‬؟‬

‫‪ ‬فهذه الأ�سئلة‬
‫كفيلة بتجديد مناهجك وم�شارقك‬
‫ومغاربك ما يجب �أن تعرفه‬
‫�إن قلة‪  ‬يعرفون من هم‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪110‬‬
111
‫ثم وا�صلت‪..‬‬ ‫امل�ساء �أتى على غري‬
‫العادة‪..‬‬
‫هذا‬ ‫ال تبكي‪..‬‬
‫يا طهرك ال�ساكن يف حمراب العجائز‬ ‫أرجوك كنت معها ومل تكن هي معي‪..‬‬
‫حني يقهرون انحناء �أج�سادهم ليعبدوا‬ ‫كنت �أت�أمل مطرها ‪..‬‬
‫اهلل‪..‬‬ ‫وال �أرق�ص مع حباته‪..‬‬
‫يا نقاءك الذي يهزم وجوه الزيف على‬
‫�أر�صفة العابثني‪..‬‬ ‫حاولت �أن �أتو�سل �إلى �سماء عينيها‬
‫يا فرحك الكا�سر �أفئدة احلاقدين‪..‬‬ ‫ليتوقف املطر‪..‬‬
‫يا ابت�سامتك املر�سومة بنور وجهك‬ ‫ف�أر�ض قلبي بد�أت تغرق‪..‬‬
‫‪ ‬الذي �أوقد ظلمة العا�شقني‪..‬‬ ‫مل تبكني ومن املت�سبب؟!‬
‫ال �إجابة‪..‬‬
‫يا بكا ًء بد�أ من قلبك وانتهى بقلبي‬ ‫مل هذا احلزن وهل �أنا �أحد �أطرافه؟!‬
‫ومابينهما امتدادات جلروح‬ ‫�أي�ضا ال �إجابة‪..‬‬
‫تنام على بقية من متتمه وت�ستيقظ على‬
‫�شهقة الفزع‪..‬‬ ‫تركتها تبكي ب�صمت‬
‫ياحلمك التائه يف حميط فرا�شك‬ ‫و�أت�أمل وجهها اجلميل حتى وهو يتجرع‬
‫‪ ‬واملختبئ حتت و�سادتك والعابث‬ ‫الأحزان البائ�سة‪..‬‬
‫ببع�ض �آمالك‪..‬‬ ‫«لن يغفر اهلل لرجل ا�ستفز عيني �أنثى‬
‫ب�أمل»‬
‫يا �أيتها الإن�سانة ال�شفافة الربيئة‬ ‫هد�أ روعها بعدما �أقحمت وجهها يف‬
‫املظلومة‪..‬‬ ‫حميط �صدري‪..‬‬
‫وبقرب �أذنها هم�ست لها بتلك العباره‪ ..‬يا �أنت بربك من �أبكاك؟‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪112‬‬
‫�أدارت وجهها وماتزال على حميط‬
‫�صدري‬
‫‪ ‬وبالكاد �أملح عينيها من فو�ضى‬
‫خ�صالت �شعرها‬
‫واملطر يحت�ضر ب�صمت يف عينيها‪..‬‬
‫عربة حتب�سها �شفتاها النا�ضجتان‬

‫بدت منفعلة من �إرادة اخلروج وكبت‬


‫املالمح‪..‬‬
‫كانت �أ�ضعف من �أن جتيب‬
‫ف�أغم�ضت عينيها‬
‫‪ ‬و�شهقت جرحها وزفرته على �صدري‬
‫‪ ‬و‪ ..‬غفت‬

‫‪113‬‬
‫الأقل عن �شبيهها‪..‬‬ ‫ي�ؤمن ب�أنها بد�أت تقتحم‬‫هو‪:‬‬
‫حياته ‪..‬‬
‫ذات منام‬
‫هي‪ :‬تناجي طيفه الذي ملحته ذات لقاء‬ ‫ب�أنها ا�ستحدثت تاريخ ًا يقر�أه بجنون‬
‫عابر‪..‬‬ ‫ملتهب‪..‬‬
‫تت�أجج يف جوفها ناره التي �أوقدتها‬ ‫ب�أن بع�ضها حني يح�ضر ي�أتي كله‬
‫م�صحوب ًا بوله ‪..‬‬
‫هجرته �إلى مدن الالح�ضور‪..‬‬
‫غريت له معامل حياته وتفا�صيل يومه ‪ ..‬ت�ستيقظ على طيفه وتنام على حرفه‪..‬‬
‫يف �سجادتها يح�ضر ك�أجمل �شيطان‬ ‫و�صفه بها ال�شفاء هكذا كانت ‪..‬‬
‫�أي�ض ًا هي م�ساحة جن جنون القيا�سات ي�أخذها من فري�ضتها‪..‬‬
‫ت�ستغفر اهلل على ذنبها وتعود‬ ‫بغنجها‬
‫لتمار�س الذنب بال وعي‪..‬‬ ‫فلم تعد معايري قيود مع�صمه ت�أبه‬
‫بقوانني املجتمع‪..‬‬
‫�أحدث فجوة كبرية بني قلبها وعقلها ‪..‬‬
‫قلبها يبحث عنه يف �أفواج الدماء‬ ‫�إح�سا�سه هي من ت�صنعه‪..‬‬
‫احلا�ضرة �إليه‪..‬‬ ‫نب�ضه هي من تر�سمه‬

‫قراءة من وحي وجهها يف ا�ضطراباته‪ ..‬عقلها يحاول و�أده من خاليا التفكري‬


‫ولفظه خارج �أ�سوار اخليال‪..‬‬ ‫�سفر‪ ..‬غياب‪� ..‬شوق ‪ ..‬و�آهات‪..‬‬

‫م�شكلتها �أنها ت�ؤمن ب�أنه فر�ض قدا�سته‬ ‫بع�ض �ألآمه ر�سمت يف حميط غيابها‬
‫يجعلها تالحقه يف رك�ض الثواين‬ ‫ك�صورة �أ�ضناه البحث عنها �أو على‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪114‬‬
‫ورحلة ال�شم�س املتكررة‪..‬‬

‫هما‪ :‬يتفقان على ا�ست�ضافة اجلرح‬


‫و�إكرامه وقدر لهما �أن التقيا ذات حلم‬
‫كل منهما مي�سك يد الآخر والعني‬
‫بالعني‬
‫والنب�ضان يت�سابقان‬

‫ولكنه قدر جمعهما يف حلم ذات منام‪..‬‬


‫وما يزال…‬

‫‪115‬‬
‫احلرارة ت�شري �إلى ما بعد حماولة لفر�ض حظر جتوال يف حميط‬
‫قلبها‬
‫درجة‬
‫الأربعني لظى‪..‬‬
‫المقعد‬
‫ولكنها تف�شل‪..‬‬ ‫وعند �إ�شارة جترب على اال�ستحمام‬
‫الخلفي‬
‫ف�شلها يقودها لأن ت�سلم �أمرها‬ ‫بزخات اللهب‪..‬‬
‫لق�صيدة وجدت فيها رحلة ا�ستجمام‬
‫كانت هناك تت�أمل وجه ال�صيف حولها‪ ..‬لعامله ال�ساكن بغربة يف ذاتها‪..‬‬
‫وجهها املمتلئ فتنة‬
‫تعرتف غيابي ًا با�شتياقها و�أمنياتها‪..‬‬ ‫وهو م�سرتخٍ يف مقعدها اخللفي الوثري‬
‫تن�سج من خيوط ال�شم�س حلم ًا فاره ًا‬ ‫يحكي ‪ ....‬حكاية ا�ضطهاد ال�شم�س‬
‫كمقعدها الأنيق ‪ ...‬وت�ستجمع‬ ‫ملالمح �أنثى ترف�ض �أن تلمحها حرارة‬
‫�أ�شواقها‪..‬‬ ‫�أجواء ال �أن مت�سها‪..‬‬

‫يف داخلها �أي�ضاً‪ ..‬يق�سو الوجد‬ ‫�صوت خافت بالكاد ا�سمعه يردد ‪:‬‬
‫على اجلزء امل�سرتخي من جهازها‬ ‫«عمري ما متنيت �شي‪»..‬‬
‫الع�صبي‬ ‫�سافرت �إلى عينيها‬
‫ليثري حفيظة اجلزء املتوتر‪..‬‬ ‫�أحمل حقيبة ا�ستق�صاء بداخلها بع�ض‬
‫ت�ضغط ب�إبهامها وال�سبابة على ن�صفها‬ ‫رو�شتات لقراءة ما ميكن �أن تفكر فيه‬
‫امل�ست�سلم ل�ضرب نوبات ال�صداع دون‬ ‫�أنثى‬
‫رحمة‪..‬‬ ‫وهي ت�ستمع لتلك الكلمات‪..‬‬

‫تنتهي الأغنية‪ ..‬فتنتبه لعدم �إن�صاتها‬ ‫�أح�ست لوهلة �أن �سكونها وهي تائهة‬
‫للكلمات حيث كانت تائهة‬ ‫وحيدة يف �سيارتها‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪116‬‬
‫بالبحث عن بع�ضه و�سط �ضو�ضاء‬
‫ذاكرتها‪..‬‬
‫تعيد الأغنية‬

‫ومبجرد البدء تقتحم حالة البحث‬


‫�إح�سا�سها‬
‫فتت�ضامن حوا�سها وعملية البحث‬
‫فرتحل تائهة‪..‬‬
‫ت�صادفه ببع�ض ذكريات جمعتها‬
‫فتبت�سم ‪ ..‬وحت�س باالنت�صار‪..‬‬

‫يرحل �سريع ًا فتتوجع من الهزمية‪..‬‬


‫تزداد ال�شم�س �سخونة وتزداد هي‬
‫ا�شتياقاً‪..‬‬
‫ولأنها عط�شى وكل العطا�شى ي�ستفزهم‬
‫ال�سراب‬
‫فقد ر�أته �سراب ًا‬
‫ي�سكن اجلانب الفارغ مبقعدها اخللفي‬
‫متد يدها ب�ضعة �سنتيمرتات‬
‫وت�سحبها �شرباً‪..‬‬
‫قلق‪ ...‬و�شوق‪ ...‬هذا يغلب ذاك‪..‬‬
‫حتى ترمتي عليه فتجده �سراباً…‬

‫‪117‬‬
‫كهدية عيد �سقطت يف كف قلبي‬
‫تتقافز بها الفرحة من نب�ضي‬
‫�أول �صفحة‪:‬‬
‫«الكتابة �إليك عمل حمفوف‬
‫يف‬
‫أول‬
‫باحلب ‪ ...‬واخلوف‪ ..‬والأمل‬
‫�أتناول «�أحبك» كل حني‬ ‫ال �أدري كم �سيكفلني الأمر‬
‫فرتتع�ش الهمزة يف �أولها ‪..‬‬ ‫لكني �س�أكتب‪ ..‬و�أكتبني‬
‫وت�سقط مغ�شي ًا عليها يف �آخرها‪..‬‬ ‫وبقلمي الر�صا�ص الذي �أحب‬
‫و�أظل بينهما يف هيام بحرف‬ ‫وبعد �أن تقر�أ ‪ ..‬ال ت�س�ألني �شيئ ًا‬
‫ينتظر قبلة منك ليكون‬
‫�أول حروف ا�سمك‬ ‫فقط‪� ..‬أغلق �أبواب الدنيا من حولك‬
‫واطفىء �أ�ضواء الزحام‬
‫�أحبك اليوم‬ ‫و�أبقى يل وحدي ‪..‬‬
‫و�أعي�ش الق�صة كاملة‬ ‫ثم انظر حلريف‬
‫و�أعي�ش اللهفة كاملة‬ ‫و �إلى م�ساحة املحو بني ال�سطور‬
‫وال�شوق كام ًال‬ ‫و�ستعرف حينها‬
‫�أحبك و�أن�سى كل يوم‬ ‫كم �أحبك‬
‫مل يكن اليوم‪..‬‬ ‫وكم �أخاف عليك‬
‫وكم �أت�أمل بدونك»‬
‫يف �أول لهفة‪:‬‬
‫�أين �أنت الآن !‬ ‫يف �أول فرحة‪:‬‬
‫ماذا تفعل ال�شم�س بوجنتيك!‬ ‫«�أحبك اليوم‬
‫�أي ماء ت�شربه من جبينك !‬ ‫بقدر ما �أحببتك العمر الذي م�ضى‬
‫�أي �ضياء تقبل به عينيك !‬ ‫�أحبك‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪118‬‬
‫نار‬ ‫�أي ظلم هذا !‬
‫و�أي قهر متنحني �إياه النهارات‬
‫بربك‪..‬تعال‬ ‫حني ت�أكل الغرية كلي من �شم�س جريئة‬
‫لأقت�ص منها ‪ ..‬ومن الأ�شواق‬ ‫تقرتب منك… تلت�صق بك وتذيب‬
‫ومن كل دقائق االنتظار‪»..‬‬ ‫�أنفا�سك‬
‫تلفك كلك ‪ ..‬وتقب�ض على كفك‬
‫وال �أحد يلومها‪..‬‬

‫�أين �أنت الآن‪!..‬‬


‫�أخربين �أنك �آت‬
‫لتكون يف الظل معي‬
‫وامنحني مرة واحدة غرور ًا ا�ستحقه‬
‫�أريد �أن �أكيد هذا النهار‬
‫و�أجعل �شم�سه تنتظرك ‪..‬‬
‫خارج ًا تتقلب غرية و�شوق ًا‬

‫�أعدك ‪�..‬أين �س�أجعلها ت�شتعل‬


‫�س�أكون دفئُك ‪..‬‬
‫�س�أكون نورك‪..‬‬
‫�س�أكون �أنفا�سك‪..‬‬
‫ولن �أحرمها النظر �إلينا من نافذتي‬
‫لرتى كيف يكون امل�ستحيل �ضياء من‬

‫‪119‬‬
‫الداخلية‪..‬‬
‫مل �أ�ش�أ �أن �أتناول م�شروبي �أمام مر�أى‬
‫بعد ا�ستيفاء‬
‫ال�شوق ‪..‬‬
‫غادرتها‬
‫عالمات‬
‫اجلميع‬ ‫وبعد �أن ا�ستكنت يف الع�شق ‪..‬‬
‫الحب‬
‫فبداخلي �شعور يجعلني �أح�س ب�أن كل‬ ‫و�أ�سكنت‪..‬‬
‫النظرات‬ ‫غادرتها بعد �أن حفرت يف جدار‬
‫تقول يل‪:‬‬ ‫ذاكرتي تفا�صيلها‪..‬‬
‫«مني قدك !»‬ ‫ومنحتني نب�ضات ا�ستوطنت عروقي‬
‫لذا ف�ضلت العزلة واالحتفاظ بكل �شيء‬ ‫وعلت مب�ؤ�شر حرارتي كثري ًا ‪..‬‬
‫يل‪..‬‬ ‫تلك اللحظات القا�سية املجهدة‬
‫الرقيقة‪..‬‬
‫ريثما ي�أتي امل�شروب ‪..‬‬
‫�أخذتُ �أت�أمل يف مر�آتي بع�ض ًا من ليلتها‬ ‫كانت �أجمل حلظة متطرفة‬
‫ر�سمتها بدقة متناهية‬ ‫يف حمطات احلياة الكثرية الرتابة‬
‫يف حميط الرقبة و�أقرب ماتكون �إلى‬ ‫والت�صنع ‪..‬‬
‫الأذن‪..‬‬ ‫بل �إين منذ خرجت و�أطرايف ترتعد‬
‫من �سكرة دقائق ي�سكنها اجلنون‬
‫ال�سخي‪..‬‬
‫و�أخذت �أ�س�أل نف�سي …‬
‫ترى ما الذي‬ ‫توقفت لربهة عند نا�صية يف �شارع‬
‫يجعلها ترتك تواقيع احلب فو�ضوية‬ ‫ال�ضجيج‬
‫هكذا!!‬ ‫لأحت�سي م�شروب ًا بارد ًا‬
‫دون �سرتها‪!..‬‬ ‫عله يحدث توازن ًا يف معايري حرارتي‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪120‬‬
‫متعنت لونها املتمرد على خارطة‬
‫الألوان‬
‫ووجدتُ �أنه �شاهد �إثبات لواقعة خارج‬
‫نطاق ال�صدفة‬
‫م�ؤقتاً‪..‬‬
‫متعنت �أكرث فا�شتقت لها �ضعف مترد‬
‫اللون‬
‫و�أ�ضعاف �أ�ضعاف �أماكن �إقامته‪..‬‬

‫ك�أن �صفعة قوية اجتاحت كلي‬


‫عندما قدم يل الرجل م�شروبي‬
‫وهو يت�أمل م�ساحة التمرد يفَّ‪..‬‬

‫�سريع ًا هربت‬
‫وك�أن الدنيا التريد‬
‫�أن يتعرف �أحد على حر�صك الكبري‬
‫ب�أن ت�سكني ج�سدي لبع�ض الوقت‪..‬‬

‫قبل �أن �أنام‪..‬‬


‫ك�شفتك لكل �شيء كي ال تفقدك الظلمة‬
‫وهج احلقيقة التي �أفرغت‪..‬‬
‫حباً‪ ..‬ع�شقاً‪ ..‬وبع�ض عالمات‪..‬‬

‫‪121‬‬
‫باملعابر واحلدود ‪..‬‬ ‫قبل …!‬
‫ففي م�ساء رقيق بكل تفا�صيله‬
‫�أما‬
‫�أما بعد…!‬ ‫املتداعية ال�سريعة التتابع ‪..‬‬ ‫ال تغرك‬
‫�أنا ياخالد‪..‬‬ ‫اقتحم هدوء الليل �صوته املتعرث من‬
‫كما‪  ‬الناي ي�أتيه رجل �أو امر�أة بهما‪ ‬‬ ‫رداءة االت�صال حني �أ�سمع كلمة ‪،‬‬
‫من الوجع مامينحهما حق ال�شكوى من‬ ‫وتعم الفو�ضى باقي الكلمات‪..‬‬
‫خالله‬ ‫خرجت من م�أزق عبث التقنية الناجحة‬
‫ليعي�شا الأمل من خالل وقعه املربك‬ ‫على حد كذبهم ب�أن اقرتحتُ عليه‬
‫للذاكرة امل�شروخة‪..‬‬ ‫ذات املكان الذي كان يجمعنا ‪..‬ب�شكل‬
‫�أنا و�إن كنت �أ�ضحك �إال �أن بداخلي‬ ‫يومي قبل �أن نغرق يف امل�س�ؤوليات ‪..‬‬
‫م�سافة حزن ت�ستع�صي معها كل‬ ‫التقيته وبعد ا�سرتجاع لبع�ض الذكريات‬
‫م�سليات الطريق‪..‬‬ ‫الفو�ضوية واملغامرات‪..‬‬
‫فتزداد امل�سافة وتكربالق�صة‪..‬‬
‫وي�ضمحل الأمل ‪..‬‬ ‫بادرته … ماتزال �أنت ‪�..‬أنت مل تتغري‪.‬‬
‫�ضحك ‪ !..‬وخلف �ضحكته كانت هناك‬
‫�أعي�ش فو�ضى اجلراح املرتاكمة بني‬ ‫م�سرية حافلة ب�شتى تقلبات الأجواء‬
‫�إقبال على مدينة نقية الهواء‪..‬‬ ‫كماهي الريا�ض الكرمية دوم ًا مبزاجيتها‬
‫و�إدبار عن مدن اخلوف ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫مل �أكن �أعلم �أن مبادرتي �ستكون رحلة‬
‫�أنا كتاب كتب يف �صفحته الأولى ‪:‬‬ ‫�سفر بجواز يحمل كثري ًا من ت�أ�شريات‬
‫الإهداء ‪:‬‬ ‫احلزن ‪!..‬‬
‫�إلى �ضحكة ت�أتي متع�سرة ‪..‬‬ ‫فانطلق باحلديث م�سرت�س ًال دون �أن ي�أبه‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪122‬‬
‫�إلى بع�ضك حني يلجم بع�ضك الآخر ‪..‬‬
‫�إليك و�أنت ت�صارع من �أجل البقاء‪..‬‬
‫�إليك كل هذا الوجع مع كثري من‬
‫الالرحمة‪..‬‬
‫ثم تبد�أ ف�صول الكتاب با�ستعرا�ض الوجع‬
‫وو�أد الأفراح‪..‬‬

‫�أتعلم يا خالد !‬
‫�أن ال�ضحكة مل تعد مطمع ًا بقدر ماهي‬
‫واجب �أبوح به كل يوم‬
‫لئال تقل حظوظي يف احلياة فقط‪..‬‬
‫�أوقفته هنا رغم ًا عنه وا�ستجمعتُ قواي‬
‫وناجيت منطقته الأبعد ‪ ،‬الأ�صعب‬
‫ومل يكتب يل النجاح فالداء �أكرب بكثري من‬
‫الدواء ‪..‬‬

‫عدنا �إلى الفو�ضوية التي كنا عليها حين ًا من‬


‫الدهر وغادرته بعد �أن �أوجع ذاكرت ب�أمل‪!..‬‬
‫و�أزاح بع�ض ًا من التكد�س املت�أجج نار ًا يف‬
‫داخله‪..‬‬

‫خامتة‪« :‬ال تغرك ال�ضحكة»‬

‫‪123‬‬
‫ففيه من احلنو ما يخجل �أبجدية‬
‫متبجحة‬
‫نومك ‪..‬‬
‫�أطوق عنقك واهتف لك‬
‫قبل‬
‫قبل نومك‬
‫وفيه من الهيبة ما يحمل فتاك الى‬ ‫كما كل ليلة‬
‫اخل�شوع يف ظل هواك‬ ‫وكما كل حلظة‬
‫وفيه خلود املعاين و�أ�صل التمكن‬ ‫‪� ‬أحبك �أكرث من �أي وقت لأنك ت�أتني‬
‫واخللق من �أول الأزمنة وحتى الفناء‬ ‫كب�شارة‪ ‬‬
‫‪ ‬و�أين حني �أخلو ايل‪�..‬إليك‬ ‫كف�أل ح�سن الطالع كميالد الق�صائد‬
‫�أراين �أحادثك‪� ..‬أكرر نب�ض حرفك‬ ‫والأغنيات‬
‫�أ�صطفي جم ًال و�أبدل �أحرف ًا‬ ‫كحريف الذي �أهوى‬
‫و�أ�ستطعم يف الروح هم�سك با�سمي‪..‬‬ ‫و�أهوي الى ح�ضنه الأدف�أ ع�ساي �أقرب من‬
‫ف�أ�شتاق �أكرث‬ ‫دفء �صدرك‬

‫و�أعرف �أن الذي �أتى بي �إليك �أكرب من‬ ‫ولأنك ذاك املالذ القريب‪..‬الأقرب من‬
‫الأمنيات ‪� ..‬أقوى من الغيابات‬ ‫ر�شفة هوائي لرئتي‬
‫‪� ‬أجل و�أعلى من حم�ض �صدفة تن�سف‬ ‫�أتنف�س فرحتك بفرحي‬
‫�إمياين القدري‬ ‫و�أ�سعى لأنال اكتمايل بك ولو يف غيمة‬
‫ب�أن الوالدة الأولى جلدي �آدم‪�  ‬إمنا‬ ‫عابرة‬
‫كانت لآتيك كما �أنا‪..‬‬ ‫حلم ال يطول �ضحكة �أو بع�ض لهو‬

‫و�إن البداية الأولى جلدتي حواء �إمنا‬ ‫و�أحبك لأن احلروف الذي تالها علينا‬
‫�صارت لت�أتيني �أنت‪..‬كما �أنت‪..‬‬ ‫الأولون مل تت�سع ملعنى اجلمال يف لفظ‬
‫ع�صية و�أب�سط من �أحجياتي‪..‬كرمية‬ ‫ا�سمك‪ ‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪124‬‬
‫و�أبخل من �أن تغيب‬
‫حمبة و�أجمل من �أن تبوح‪ ..‬لأن يف الآه‬
‫منك حديث طويل‪..‬‬

‫ولأن حروف الكالم حتمل �أكرث من‬


‫معنى حني جتيء بها �أو ت�أتي بك‬
‫فبني يديك ال �شيء يبقى على حاله‪..‬‬
‫ي�ضج املكان ‪..‬يهيم الزمان‬
‫تتغلغل الروح يف عر�ش المي وترق�ص‬
‫دايل برفقة حرفك‬
‫فاذا ح�ضر اخلاء ا�ستقام الرثاء لهدير‬
‫الدم يف عروق احلب‪..‬‬
‫ورحت يف الألف �أتيه لأين ال �أملك فيك‬
‫�إال الهوى‪..‬‬
‫�إال التماهي واحرتاق بولع املغيب‪..‬‬
‫�إال انتظاري لطيفك يدق بلطف على‬
‫باب قلبي‬
‫ف�أ�صرخ‬
‫‪� ‬أنت فيه ملاذا تنادين و�أنت النداء‬
‫و�أنت التي يف القلب تبقى و�أنت امللبى ‪..‬‬
‫و�أنت‪..‬حبيتبي‪..‬‬
‫و�أنا هذا امل�ساء �أحبك �أكرث…و�أكرث‬

‫‪125‬‬
‫ولك حق الدفاع عن نف�سك‪)..‬‬
‫مررتها ت�صحبها ابت�سامة معجب‬
‫ي�ضيق �صدره فال يجد من ي�سمع‬
‫�أجمل من �أن يرمقني �أحدهم‬
‫بنظرات عك�س ذلك‪..‬‬
‫�أنا‬ ‫أنت حلوة‬
‫ِ‬

‫احت�ضاره‬ ‫كل �شيء بي يحدثني �أين الأجمل‬


‫والأحلى‪..‬‬
‫يف حميط �أ�ضلع حتكم عليه القب�ضة‪..‬‬
‫قر�أت‪..‬و�أظنها مل تُكمل فامل�سافة بني‬ ‫ال‪ ..‬ال ‪..‬ال‬
‫عينيها والورقة كانت �أقل بكثري‬ ‫�أنا ل�ست �أجمل ‪� ..‬أنا جمرد �أنثى بدون‬
‫من م�سافة بني احلرف الأول ومر�آتها‪..‬‬ ‫مالمح جمال»‬
‫كان حديثها املعتاد واملتكرر �إلى مر�آتها‬
‫بن�صف متعب بادرتني‪..‬‬ ‫التي بدت منذ �أيام‬
‫�أنا �شينة …‪� .‬صـ ــح ‪..‬؟!‬ ‫تئن من �شكواها املغايرة للحقيقة‪..‬‬
‫�أتعبتُ املر�آة و�أنا �أجربها على النظر‬ ‫اليوم ارمتت مر�آتها يف ح�ضني طلب ًا يف‬
‫كل �صباح يف وجهي لذا هي ا�شتكت ‪!!..‬‬ ‫انت�شالها من جحيم فتنتها‬
‫بن�صفها الآخر واملو�صد بحبل من م�سد‬ ‫عندما تت�سمر وتهذي لتتعب قلب املر�آة‪..‬‬
‫مللمتُ �شتاتي املرهق من يوم حافل بكل‬
‫�أدارت وجهها ‪..‬‬ ‫�شيء �إال من ابت�سامتها‪..‬‬
‫ا�شفقتُ كثري ًا على �صربها ‪..‬‬
‫ومل �أبغ �إلى حمادثتها �سبي ًالً… ذلك‬ ‫جل�ستُ �إلى حيث ت�سكن �سهام عينيها‬
‫مما علمني قلبي جتاههن‪..‬‬ ‫‪ ..‬و�إ�شعاع جبينها‪..‬‬
‫وانت‬
‫فاكتفيت بهم�سة لها «يا�شينك ِ‬ ‫يف بع�ض ورقة كتبتُ ‪:‬‬
‫حلوة‪»..‬‬ ‫وفتنتك‬
‫ِ‬ ‫آتك ت�شتكي جورك عليها‬ ‫(مر� ِ‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪126‬‬
‫والهذيان مع وجنتيك … والذهول‬ ‫بعد ا�ستيعاب حلظة اعرتافها العارية‬
‫حني ابت�سامتك‪..‬‬ ‫من احلقيقة �أخذت ا�ستدعي طيفها‬
‫من ذاكرة مليئة بالغث وال�سمني لأجد‬
‫برب ذلك كله‪..‬‬ ‫فيها الأنثى التي جتربك على االعرتاف‬
‫�أنت �أحلى‪� ..‬أنت �أجمل‪..‬‬ ‫ب�أنها �أجمل فكتبتُ لها ‪:‬‬
‫فاعقدي �صلح ًا ومر�آتك فهي تردد كل‬ ‫“يا ن�س ًال من اجلنة ‪,,‬يا �أنت ‪..‬‬
‫�صباح‬ ‫ر�أيتك اليوم جنم ـ ــة‪..‬‬
‫(�إنتِ حلوة … �إنتِ حلوة)‬ ‫وزهرة جاثية على غ�صنها‪� ..‬أمام‬
‫القمر‬
‫ر�أيت فيك وهج ًا من �شم�س‪..‬‬
‫و�سحر ًا من قمر‪..‬‬
‫ر�أيت فيك مطراً‪..‬‬
‫وقيثارة ت�سلطن ‪..‬‬
‫ر�أيت فيك احلور‪..‬‬
‫وتل ي�ستن�شق عبري الزهور‪..‬‬
‫ر�أيت فيك اجلمال حني يكون مدعاة‬
‫للح�سد‪..‬‬

‫برب هذا ال�سحر يف عينيك‬


‫والن�ضج يف �شفتيك ‪ ..‬وهذا الوهج يف‬
‫جبينك‬
‫واملوت يف �ضحكتك‬

‫‪127‬‬
‫تتلهف كثري ًا ل�شيء من روحك‪..‬‬
‫عطـ ــرك‪ ..‬وجهـ ــك‪� ..‬أنفا�س ــك‪..‬‬
‫بك‪..‬‬
‫متاهات ال�ضياع ِ‬
‫و�إرهاق البحث عن وم�ضة‬
‫يف‬
‫لمسة يدك‬
‫�أفي�ضي علينا كي ننعم ‪..‬‬ ‫ر�ضا‪..‬‬
‫جودي لأر�ض جرداء كي تنبت ع�شب ًا‬ ‫�أجدين غارق ًا يف التخبط بني من‬
‫من واحتك‪..‬‬ ‫ي�سعف قلبي ويقلب يومي‪..‬‬
‫ويف متاهات احلنني لكلك‪..‬‬
‫�أكتبيني ع�شق ًا خالد ًا يف كينونتك ‪..‬‬ ‫�أجدين حماط ًا بخيوط رفيعة جد ًا‬
‫ف�أنا و�أيامي بدونك �أيتام ‪ ..‬جمرد‬ ‫ال �أ�ستطيع القرب منها ‪..‬‬
‫�أيتام‪..‬‬
‫يا يدك ال�ساكنة يف ذاكرتي ‪..‬‬ ‫ويف دهاليز العبور �إلى نب�ضك ‪..‬‬
‫�أيامي ت�ست�سقي‪ ..‬فهل من �إغاثة…؟!‬ ‫�أجدين مكبل القدمني بقيود �أحرقت‬
‫وماتزال تعبث ب�أقدامي‪..‬‬
‫إليك‪..‬‬
‫يا لوح�شة الوله � ِ‬
‫�أي�ستطيع ظلك �أن يفر�ض القيود‬
‫ويلفظنا بعيد ًا عن مدارتك‪..‬‬

‫كم ي�ستفزين �إجحاف يومي حني يغادر‬


‫�أزمنة قلبي دون بع�ضك‪..‬‬
‫�أو ك ــلك‪..‬‬
‫يا يدك التي تفر�ض �إيقاع ًا مل حتط به‬
‫مدارك بتهوفن املو�سيقية‪..‬‬
‫ياذات ال�شعور امل�ستوطن ب�أع�صاب‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪128‬‬
‫غيبة‬
‫ق�صرية املدى‬
‫بعد‬
‫وعادت‬
‫طويلة اال�شتياق‪..‬‬
‫بعد رياح الترحم م�ساحة الغياب‪..‬‬
‫بعد التئام الدقائق من جراح ال�سفر‪..‬‬
‫عادت‪ ..‬حيث تدب احلياة يف �أرجاء‬
‫الدقائق‪..‬‬
‫وم�ساحات الوجود حولها‪..‬‬

‫عادت‪ ..‬كي تر�سم وجه الفرح مبحيط‬


‫ال�صباحات‬
‫املكتئبة يف غيابها ‪..‬‬
‫عادت لأعود‪ ..‬عادت ليبت�سم الليل‬
‫ويرق�ص امل�ساء‪..‬‬
‫عادت ليعاودنا الأمل يف �أن نعي�ش‬
‫�صباح ًا مفعم ًا بالربكة‪..‬‬
‫عادت‪ ..‬والعـ ـ ـ ــود �أجم ــل‪..‬‬
‫و�أنا بها �أجم ـ ــل ‪..‬‬

‫‪129‬‬
‫ي�ست�سلم لل�ضعف ويرمتي بكل خيباته‬ ‫املدينة التي التنام ‪..‬‬
‫يف �شرفة الإطاللة النازحة من بحث ًا عنها‬
‫يف‬
‫وياله‬
‫يف ورقة من بيا�ض ‪�..‬أو رمبا بع�ض بيا�ض‬ ‫كل �ضجيج‪..‬‬
‫الباحثة عن وتر حامل ي�ضبط الإيقاع‪ ..‬وثلة من �أحرف لها‪..‬‬
‫اليعجبه البقاء‬ ‫امل�ستلهمة من نافذة ال�ضوء الأحمر‬
‫فهو �إن مكث ب�ضع ًا من الدقائق‬ ‫�إلى حمراب الغ�سق روحانيتها‪..‬‬
‫ت�ضطرب دورته الدموية‬ ‫التائهة يف فو�ضى الت�أويالت ‪..‬‬
‫لي�س ل�شيء فقط‬ ‫املرمتية يف �أوجاع الأر�صفة وروائح‬
‫لأنها �صفائح دمه‪..‬‬ ‫الأمل‪..‬‬
‫يف حانات احليارى‪�..‬أو رمبا ال�سكارى‪« ..‬يا رباه… يارب القدر»‬
‫بهذه العبارة كان ين�سج بيت ًا من طينها‪..‬‬ ‫البالية كعطر تاه يف �أدخنة العوادم‪..‬‬
‫على قارعة ر�صيف ج�سده‬ ‫من تلك ال�شرفة امل�ستهرتة ب�آماله‪..‬‬
‫ويعلق ‪ ..‬عنده �شمعة من رائحتها ‪..‬‬ ‫وطموحاته ‪ ..‬يقف وحيد ًا‬
‫�أم ًال يف �أن تبعث من الطني روحها‪..‬‬ ‫يت�أمل لون الأ�شواق ‪..‬‬
‫يلملم بقايا الهذيان من �شرفته‪..‬‬ ‫وهي تت�ساقط �أمام وجهه ال�شاحب‬
‫تلك ال�شرفة املمتدة‬ ‫القلق‪..‬‬
‫من فجة ال�ضياء �إلى �سواد عينيها‪..‬‬ ‫«ي�ضيق �صدره» فال يطيل النظر‪..‬‬
‫املطلعة على بع�ض نزف‬ ‫يعاود النظر في�ضيق ال�صدر‪..‬‬
‫وقليل من دمع وكثري من عربات‬ ‫يرمتي هنا حين ًا‬
‫م�ضطهده‪ ..‬ال�ضائعة احليلة ‪..‬‬ ‫ويجوع من ال�شوق هناك‪..‬‬
‫كما هو �صدره‪..‬‬ ‫يت�أمل‪ ..‬ي�أمل‪ ..‬يحلم‪ ..‬يناجي‪..‬‬
‫الباكية ال�شاكية‪..‬‬ ‫ي�صرخ‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪130‬‬
‫كانت مالحمنا‬ ‫ن�سمات‬
‫تعالي‬ ‫تركل الغيمات‬
‫ت�شاغب ال�شم�س‬
‫بالبل مبللة بالفرح‬
‫كانت �ضحكاتنا‬
‫تعايل‪..‬و�أعدك بحب يجعل القمر‬
‫ي�شهق ن�شو ًة‬
‫عينيك‬
‫ِ‬ ‫تعايل‪..‬و�أعدك ب�صبح ي�شبه‬
‫قدميك‪..‬‬
‫ِ‬ ‫تعايل‪..‬فقلبي فرادي�س ملوط�أ‬
‫بربك تعايل ‪..‬‬
‫ِ‬

‫‪131‬‬
‫يف �إ�شارة �إلى �أن كل �شيء �سيكون على‬
‫�أكمل حزن‪..‬‬
‫للمرة الثالثة من‬
‫�إغماء متكرر‪..‬‬
‫�أفاقت‬
‫رقصة الذبيح‬
‫ويف كل مرة مل تكن ت�ستوعب‬
‫ولأنها امر�أة عا�شت �أولى نب�ضات‬ ‫احلدث‪..‬‬
‫احلب معه‬ ‫وال �أن تتخيله ملجرد التخيل‪..‬‬
‫مل ت�ستطع �أن تكيل مبكيالني‬ ‫هد�أت لب�ضع دقائق لرتى «الكرت»‬
‫فكل نب�ضاتها الالحقة لن ترحمها‪..‬‬ ‫وقد جارت عليه‬
‫يف قاعة الزواج ومن على من�صة‬ ‫عوامل تعرية باهظة الوجع‪..‬‬
‫العرو�س �ألقت بكل �أحمال الوجع‬
‫ا�ستقرت عيناها وقد بدت �أف�ضل حا ًال املمتد ل�سنوات وا�سرتخت على طيفه‬
‫وبع�ض �أمنية‪..‬‬ ‫و�أخذت تت�أمل ا�سمه وا�سم �شريكته‬
‫ق�صد ًا طلبت �أغنية‬ ‫وفج�أة ‪ ..‬ك�أنها ركبت ب�ساط الريح‬
‫وخ�صالت �شعرها حتاول اللحاق بها «�سمي»‬
‫وناجته من خاللها‬ ‫متجولة ب�سرعة الربق يف �أرجاء‬
‫لأنه ومن خالل تلك الأغنية قد‬ ‫ما�ضيها معه‪..‬‬
‫منحها �أفق ًا ت�سكنه وحدها‪..‬‬
‫حتاول �أن تفر�ض من هدوءٍ على‬
‫بد�أت الأغنية‬ ‫مدينتها الغا�ضبة دون جدوى‪..‬‬
‫وبد�أ قلبها يدق م�سامري نع�شها مع كل‬ ‫ترتبك‪ ..‬تنفعل‪ ..‬تق�سم‪ ...‬تلعن‬
‫حركة‪..‬‬ ‫ثم تزفر كل �شيء على حميط‬
‫�صديقتها ابت�سام حتاول �أن‬ ‫ورقة… وتبكي‪.‬‬
‫ب�صوت خمنوق ب�إطاللته تُ�سلي نف�سها ت�ستنطق �صمت عينيها اللتني‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪132‬‬
‫و�أحببتك بعد �أن متكنت من لغته‬ ‫ي�سكنهما موج مالح ‪..‬‬
‫و�أحببتك بعد اجلرح ‪ ...‬و�أحببتك‬ ‫باجتاه «الكو�شة» وحتديد ًا مب�ستوى‬
‫اليوم �أكرث‬ ‫النظر للكر�سي الفاره الذي �سيح�ضن‬
‫حبيبها هطلت �أولى قطرات الأمل‪..‬‬
‫عندما رق�صت لأجلك‪..‬‬
‫باجتاه ممر العرو�سني هطلت القطرة لن �أطيل هنا لأن عرق احلياة‬
‫ال يحتمل وخز الوجع مرات متتابعة‬ ‫الثانية‪..‬‬
‫انتهت الأغنية وانتهى معها كل �شيء لذا‪..‬‬
‫«�س�أرحل»‬ ‫وعادت لكر�سيها‪..‬‬
‫يف هاتفها ‪ ..‬ومن خيار «ر�سالة‬
‫تظلم القاعة وتبد�أ الزفة ويح�ضر‬ ‫جديدة»‬
‫ومن خيار الإر�سال يف هاتفها‬ ‫كتبت‪« :..‬ياجرحي املمتد من �أول‬
‫بعثت ب�أنفا�سها املتعبة ورحلت من‬ ‫نب�ضة �إلى �آخر رق�صة‪..‬‬
‫القاعة‪..‬‬ ‫يا �سيد حريف ووجعي وفرحي‬
‫و�أملي و�أخري ًا موتي‪..‬‬
‫قبل �أن ي�ستقر �إلى جوار �شريكته‪..‬‬ ‫يا بع�ض الفرح وامتداد احلزن‪..‬‬
‫يف �سيارتها تتابعت القطرات وهطل‬
‫املطر‪..‬‬ ‫اليوم �أنا هنا لأرق�ص على فرحك‬
‫وم�أمتي‪ ..‬ال تتعجب ح�ضوري‪..‬‬
‫فهو حماولة للقفز على �أ�سوار‬
‫احلرمان والرق�ص على �أنغام الوجع‪..‬‬
‫�أحببتك قبل �أن �أتعلم احلب‬

‫‪133‬‬
‫م�ساء التجلي‬
‫حديث من القلب‬
‫يف‬
‫مساء‬
‫الي�سمعه �سواي ‪ ..‬و�أنت‬
‫التجلي‬
‫�أنا ممتد على غ�صن توت‬
‫و�أحت�ضن طفولتي ‪ ..‬و�أمرح‬
‫يت�ساقط الورق حويل‪..‬‬
‫وال �آبه به‪..‬‬

‫التفا�صيل هي كل ما مينح حياتنا‬


‫مذاق ًا �آخر‬
‫فال تفرطوا يف نهارات ت�شرق لأجلكم‬
‫وال ت�سمحوا ل�شيء �أن ي�سرق منكم‬
‫م�ساءات من املفرت�ض �أنها لكم وحدكم‬
‫احلياة ال حتتاج �إلى جهد كبري لتكون‬
‫ما حتبونه‪..‬‬

‫حتتاج �إلى‪  ‬ابت�سامات ‪ ،‬وذكريات‬


‫�إلى تفا�صيل ‪ ،‬ومالمح ‪ ،‬و�أطراف‬
‫�أنتم وحدكم من يخلقها‪ ،‬و ينفث الروح‬
‫فيها‪..‬‬
‫رب اجعلها �شجرة مباركة ذات غ�صن‬
‫رفيف‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪134‬‬
‫يف �أزمنة احلب مرافئ من تعب‬
‫أقحمتك يف جترين �إليها حكاية عابرة‪..‬‬
‫ِ‬
‫احلـ ــب‬
‫منذ �أن �‬
‫مدر�سة‬
‫أنا لم أعد أنا‬
‫يف فيلم ‪ ..‬يف رواية‪..‬ويف خاطرة‬ ‫طرقات ج�سدي‬
‫ياااه ياق�صيدة نزار‪..‬‬ ‫تت�شاركني ودمي احلياة‪..‬‬
‫منذ تلك اللحظة املت�أطرة ب�ألوان‬
‫�أراك يف البداية ف�أُجن‪..‬‬ ‫الطيف‪..‬‬
‫بك يف املنت�صف ف�أغرق‪..‬‬ ‫�أ�شعر ِ‬ ‫منذ تلك االبت�سامة الباذخة ‪..‬‬
‫�أحت�ضنك يف �آخرها‬ ‫والنظرة البالغة ال�شجن‪..‬‬
‫منذ تلك احلياة املانحة ‪ ..‬واجلاحمة‪ ..‬و�أرمل يف �شوط من �أ�شواط البحث عن‬
‫قلبك‪..‬‬ ‫ملدر�ستك‬
‫ِ‬ ‫و�أنا تلميذ وهب روحه‬
‫مل تعد املدينة مطمع ًا‬ ‫خارق ًا بذلك عنجهية القانون‪..‬‬
‫تلميذ ال يبايل ب�أي در�س ال تطلني منه ومل تعد ال�شم�س هي ال�شم�س‪..‬‬
‫حتى �أنا‪ ..‬مل �أعد �أنا‪..‬‬ ‫وب�أي كتاب ال ت�سكنني بيا�ضه‪..‬‬
‫ياااه يا مدر�ستي‪..‬‬

‫يف كل دقائق احلياة‬


‫ي�سوقني دمي �إلى �أروقتك ويقول‪:‬‬
‫هنا انك�سرت‬
‫وهنا �ضحكت‬
‫وهناك رق�صت‬
‫ويف ذاك البعيد هم�ست لك‪..‬‬
‫ياااه يا كلي‪..‬‬

‫‪135‬‬
‫�أحبك بجنون اجلنون‬
‫بحب التملك للأطفال‬
‫يا �أنت‪..‬‬
‫�إن النوم ي�ستع�صي على‬
‫يقال‬
‫لحظات لها‬
‫بحب امل�سن لأحفاده‪..‬‬ ‫�ضائق احليلة‪..‬‬
‫و�أنا ال�ضيق كله‪ ..‬الوجع كله‪ ..‬الذبول‬
‫�أحبك بجنون ال�شجر �إن هبت �أن�سام‬ ‫كله‪..‬‬
‫الهواء‪..‬‬ ‫�أنا بقايا �إن�سان كانت له مرحلة عا�شها‬
‫�أحبك بحجم الر�ضا‪..‬‬ ‫بكل عنفوانها‪..‬‬
‫وم�ساحة العتب‪..‬‬ ‫مترد‪ ..‬تعالى‪ ..‬ق�سا‪..‬‬
‫�أحبك بخجل الورد ‪ ..‬وروحانية الغيم‬
‫وطُ هر العيد‪..‬‬ ‫�أنا بكل اخت�صار من انتهك جدار‬
‫اال�شتياق‬
‫�أحبك من قبل ومن بعد‪..‬‬ ‫�ضارب ًا بكل معاين الوجدان والوله‪..‬‬
‫�أحبك ما �أزهرت نبتة و�شدى بلبل‪..‬‬ ‫�أتدرين يا قلبي‪..‬‬
‫يا �أنت ‪ ..‬يا �أنت‬ ‫اليوم ا�ستيقظتُ على بحة �صوتك‪..‬‬
‫هل يف الأفق مالمح لقاء‬ ‫تخرتق �ضمريي ‪..‬‬
‫يطفئ هذا النزف امل�ستعر‪..‬؟‬ ‫لت�شعرين ب�أين افتقدك ‪..‬‬

‫اليوم �أح�س�ستُ مع قطرات املاء �أن كلي‬


‫تغري‬
‫فعقدتُ العزم على ا�ستعطاف كل �شيء‬
‫ليح�ضر �إلى عر�شك‪..‬‬
‫احلب ‪ ..‬بقايا �أحالم ‪ ..‬وباقة ورد‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪136‬‬
‫رغم كل ذلك التوا�صل الروحي‬
‫�إال �أنهما ال جتمعهما �شمعة وطاولة‬
‫يف حلظات الزمن‪..‬‬
‫ت�صنع لنف�سها من‬
‫تغيب‬
‫إنها‪ ...‬عمل‬
‫ونغم‪..‬‬ ‫خلوتها �سلوة‪..‬‬
‫صالح‬
‫�سنوات عديدة هي عمر ا�شتياقها‪..‬ونك�أ‬ ‫حتاول �أن تتنا�سى �آالف اخلناجر ‪..‬‬
‫جراحهما‪..‬‬ ‫متتد لها يدي فتح�س بالأمان‪..‬‬
‫تلك ال�سنوات التي كانت‬ ‫تدعوها عيناي ‪..‬فريق�ص طفل‪ ‬‬
‫كفيلة مب�سح وجه الكون الفاتر ليكت�سي‬ ‫بداخلها ‪..‬‬
‫جلد اجلمال والزهو‬ ‫يجثو قلبي على وريده ‪..‬‬
‫فتورق �أغ�صانها‪..‬‬
‫هي ذات ال�سنني التي عجزت �أن تر�سم‬
‫لنا قلب ًا يح�ضن �شقاوتنا‪..‬‬ ‫�أهم�س لها فتجيء ثملة باتزان‪..‬‬
‫رب‪�  ‬إنها عمل �صالح‪ ..‬رب �إنها عمل‬ ‫وماتزال تت�أمل‪..‬‬
‫�صالح‪..‬‬ ‫عاملها ت�ضاد وت�شابه ‪..‬جتاذب وتنافر‪..‬‬
‫حياتها مزيج من ت�ضحية خالدة‬
‫وب�ساطة مفرطة‪..‬‬
‫كثري ًا ما تبحث يف �أروقة الزمن عن‬
‫طوق جناة‪..‬‬
‫وتعود لتكتب حكايتها ب�آهات موغلة يف‬
‫الأمل‪..‬‬

‫يومياتها جرح‬
‫ينه�ش ج�سد الفرح وال يجود بالكثري‬

‫‪137‬‬
‫يف عا�صفة من عطرها‬
‫وابت�سامتها‬
‫غرفة القيا�س‬
‫كانت هناك‬
‫يف‬
‫أقل من‬
‫�أقل من دقيقة‬ ‫تلوكها احلرية‬
‫دقيقة‬
‫كانت عنوان ًا لرجل‬ ‫يف قطعة ت�شتهي ج�سدها‪..‬‬
‫�ساقه القدر �إلى نبتة يا�سمني‬ ‫�شيء ما �ساقني �إلى هناك ‪..‬‬
‫وحاول الو�صول ومنعته اللحظة‬ ‫توقعتها يف ذات الغرفة‬
‫�أقل من دقيقة‬ ‫و�أخط�أ توقعي‪.‬‬
‫كانت برق ًا‬ ‫ف�إذا بها تت�أمل يف املر�آة فتنتها‬
‫جاد يف ظلمة لعا�شق‬ ‫وكيف ازدادت فتنة يف دقائق‪..‬‬
‫مل ي�سعفه هو�سه باجلمال‬
‫�أن يت�أمل‪..‬‬ ‫وقعت العني على العني‬
‫و�أ�صبتُ بزهامير وقتي‪..‬‬
‫�أقل من دقيقة‬ ‫�أتذكر جيد ًا‬
‫كانت بدقائق الزمن‬ ‫�أين �شخ�صت بالب�صر‬
‫عندما ت�أخذك دون موعد‬ ‫نحو عنفوانها‬
‫�إلى �أنثى‬ ‫املت�شبث بها واملليء جربوت ًا‬
‫�صاخبة التفا�صيل مدينتها‪..‬‬ ‫ابت�سمت‬
‫�أقل من دقيقة‬ ‫وك�أنها تقول لي�س بعد ياهذا‬
‫ون�صف ارتباكه‬ ‫ف�أنت مل تقع يف املحظور‬
‫وربع ده�شه‬
‫وجزء من �سبعني‬ ‫�أقل من دقيقة‬
‫جزء ًا من اجلمال…‬ ‫كانت كفيلة ب�أن ترمي بي‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪138‬‬
‫حكاية‬
‫جنون تعلقت به زهرة يخنقها العط�ش‬
‫يومي‬
‫الذي دقت به �أجرا�س قلبي ‪..‬‬
‫�إنه‬
‫مرتاح‬
‫وماتزال �صامدة‬ ‫هذا ماتبادر �إلى ذهنها‬
‫وهي تقلب �أوراق التقومي على مكتبها‪..‬‬
‫اخلمي�س فل�سفة العني‬ ‫كانت البداية‬
‫يوم �أن انت�شل �صوتها املبحوح من �أروقة حني ترف لكل جميل ي�سبغ عليها ع�شق ًا‬
‫مدرار ًا‬ ‫اخليبات‬

‫اخلمي�س حديث القلب‬ ‫عند نا�صية امل�ست�شفى اجلامعي‬


‫عندما يفتح نافذة ال�صباح على وجنتيه‬ ‫حيث قدم لها مامل ي�شفع لتو�سلها �أمام‬
‫اخلمي�س‬ ‫املوظف �أن يقدمه‬
‫�سالم عليه يوم ولد ويوم كرب‬ ‫و�أرادت �أن تثمن له مبادرته ب�أن ت�شكره‬
‫ويوم مير طيفاً‪..‬‬ ‫على طريقته‬
‫متر الأيام تباع ًا حتى �أم�سى هذا املكان‬
‫معلم ًا‬
‫يجي�ش عواطفها كل ما�ساقها القدر‬
‫�إليه‬

‫اخلمي�س ي�أتي وهي تهرول �إلى قلبه‬


‫بحث ًا عن نا�صية مكان‬
‫يكتب لها ميالد ًا يفرح قلبها املنفطر‬
‫اخلمي�س ولدت به من رحم ال�صدفة‬

‫‪139‬‬
‫و�أطراف ًا ملعونة تبحث يف الطرقات عن‬
‫كب�ش تفتدي به نف�سها!!‬
‫ن�ستطيع �أن نتحدث عنه دون‬
‫�أن ن�ستعيذ منه‪!..‬‬
‫هل‬
‫مع الشيطان‬
‫دون �أن نرجمه بوابل من الويالت‪!..‬‬
‫ال�شيطان ‪ ..‬ذلك الناري اخلارج من‬ ‫�إن مل تفعلوا من قبل فاجعلوها املرة‬
‫ح�سابات الأن�صاف عندنا‬ ‫الأولى‬
‫ما ر�أيكم �أن ن�ستو�ضح ما بيننا وبينه‬ ‫لأننا نحتاج �إلى ف�سحة من النوايا‬
‫من فتح وا�ستهالل ‪!..‬‬ ‫اخلالية من كل �ضغينة‬
‫فحديث جمعتنا اليوم‪!..‬‬
‫فال�شيطان هو من يجعلنا نتذوق طعم‬ ‫“جل�سة ُ�صلح مع ال�شيطان”‬
‫التجربة !!‬
‫ونتلذذ باكت�شاف الطريق بعد التيه !!‬ ‫ذلك املوبوء بالطرد والنفي ‪ ،‬الذي ال‬
‫ون�ست�سيغ طعم الكبوة ‪ ..‬و نر�ضى مبا‬ ‫ميكن �أن نرى �سواد ًا يف احلياة‬
‫بعدها!!‬ ‫�إال ور�سمنا داخلها ا�سمه و�صفاته‪..‬‬
‫ذلك الظل الذي ن�شكل هيئته كل حني‬
‫هو من مينحنا هويتنا الب�شرية ‪..‬من‬ ‫بطريقة مريعة‪..‬‬
‫خالله نكون ب�شر ًا حقيقيني‬
‫نخطئ ‪ ..‬ونخطئ‪ ..‬ونعاود اخلط�أ …‬ ‫تارة جنعل له ر�أ�س ًا مفلوج ًا من‬
‫ثم نرمتي يف �أح�ضان ال�صواب‪..‬‬ ‫منت�صفه‬
‫�أحد جانبيه مليء بخُ بث اخلبايا‪..‬‬
‫ال�شيطان ال ي�ستحق منا كل هذه‬ ‫والآخر ت�سكنه خفافي�ش جمنونة‪..‬‬
‫العداوة‪..‬‬
‫وال يجب �أن نف�سح للغواية التي نربطها‬ ‫وتارة جنعل له قرنني غواية‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪140‬‬
‫بتحري�ضاته‬
‫كل تلك امل�ساحة من الرتويع واخلوف!‬
‫ال يجب �أن نتوج�س من الفتنة ‪،‬‬
‫وجنانبها حتى نكاد نقتلها قبل �أن‬
‫نعرفها!‬
‫ال يجب �أن نقلق من اخلط�أ فهو‬
‫من مينح التجربة كمالها ‪ ،‬ومينح‬
‫اال�ستغفار لذته‬
‫وهو ذاته من ي�ستجلب احللول ‪.‬ويفتح‬
‫الأبواب للبدائل‪..‬‬

‫ال�شيطان يا �أحبه ‪ ..‬يرطب حياتنا‪..‬‬


‫يجعلها �أكرث �شغباً‪ ..‬و�أكرث تلوناً‪..‬‬
‫ال�شيطان يجعل احلياة ‪..‬حياة‬
‫فهل لكم �أن تهد�أوا‪ ..‬وتكفوا عن طرده‬
‫من طرقاتكم‪..‬‬
‫والتوج�س من كونه يقف خلف كل باب‬
‫للمتعة والفرح‪..‬‬

‫تعاي�شوا معه‪ ..‬واجعلوه �شيطان ًا حمرتف ًا‬


‫كما يفعل هو بكم ‪ ..‬ف�أنتم ب�سببه ب�شر‬
‫ت�ستحقون اجلنان الآن وما بعد الآن‪..‬‬

‫‪141‬‬
‫م�سافة طويلة‬
‫كي �أرى عينيك‪..‬‬
‫قطعتُ‬
‫في الطريق‪..‬‬
‫كان وجهك �أمامي ‪..‬‬
‫إليك‬
‫على �أوراق الأ�شجار‬
‫على �صفحات الن�سيم‬
‫على �أجنحة الطيور‬
‫على وجوه املاره‪..‬‬
‫كانت يدك فوق �صدري‬
‫تنتزع بردي ‪..‬‬
‫ور�أ�سك على كتفي ‪..‬‬

‫يا طفلتي‪..  ‬‬


‫وحبيبتي و ملهمتي‪ ‬وو�سادتي‪..‬‬
‫و�صوتي وغنائي ودمعي‪  ‬وفرحتي‪..‬‬
‫وددت لو �أخلق لغة ثانية‬
‫ينبت يل ل�سان خمتلف‬
‫�أن �أعجن كل‪ ‬ما كتب ال�شعراء من‬
‫ق�صائد هيام‬
‫و�أ�صوغ لك كلمة واحدة‪ ،  ‬واحدة تليق‪ ‬‬
‫بك ‪..‬‬
‫ِ‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪142‬‬
‫ميرر �أنفا�سه‪  ‬على عنقها‬
‫يلثمها مرار ًا ويك�سر �شهقاتها‪  ‬تكرار ًا‬
‫لــه ‪ ..‬وهي بني يديه‬
‫«�إنها ال�ساعة املت�أخرة‬
‫قالت‬
‫فى ساعة‬
‫يعبث باخل�صر املائل‪..‬‬ ‫من احللم»‬
‫متأخرة‬
‫يحري تفا�صيلها‪..‬ي�صيبها بدوار‬ ‫تع�ض على �شفتيها خج ًال‬
‫ال تدري �أيها يتبعه ‪ ،‬و�أيها يت�أمله‬ ‫يت�أرجح �صوتها ‪..‬‬
‫و�أي منها يظل يف انتظار غزوته!‬ ‫فتنقطع �أنفا�س الكلمات‬
‫يقتحم باب خوفها‬ ‫ترى ابت�سامة معلقة يف طرف عينه‬
‫ويقول‪:‬‬ ‫والزالت حروفها‪  ‬تبلع ريقها ‪..‬‬
‫مت�سكي بي ف�إنها الدقائق الأولى من‬ ‫ال �إنها ‪ ‬تفرك كفيها ‪..‬‬
‫فرحتي‪..‬‬ ‫بل �أظنها ‪ ‬تد�س نف�سها بني ركبتيها‬
‫توقف حتى متى‪!..‬‬ ‫تهم�س له ‪ :‬بربك ‪ ..‬ال تبت�سم الآن‬
‫«�إنها ال�ساعة املت�أخرة من الليل»‬ ‫ح�سن ًا‬
‫ال ميلك �صرب ًا مع ارتباكاتها‬
‫يلتقطها من كل �شيء‪  ‬وي�صرخ‬ ‫�س�أقطع عليك �ضحكتك التي �أُجن بها‬
‫«�إنها ال�ساعة الأولى من الفجر»‬ ‫و�أ�س�أل ‪ ..‬هل الريا�ض مثلجة اليوم‬
‫تعايل معي وانتظري ال�صبح‬ ‫ليت�ساقط عليَّ كل هذا االرجتاف‪!..‬‬
‫كوين بحجم نب�ضي ‪..‬‬ ‫يرد بل�ؤم‪  ‬مع�سول‬
‫كوين على قدر حبي ‪..‬‬ ‫هي ارجتافات البدايات يا حلوتي‪..‬‬
‫كوين الفوز والنجاة و هدايا ال�صابرين‬ ‫توقف �إلى �أين‪!..‬‬
‫كوين يل ‪ ..‬وحدي‬
‫وغني ‪..‬‬ ‫«�إنها ال�ساعة املت�أخرة من العمر»‬
‫«احتدى العامل كله ‪ ..‬و�أنا‪  ‬وياك»‬ ‫يالعبها ك�أجمل فاتنة يف ال�سماء‬

‫‪143‬‬
‫�أتدرين كنت كمن ترك �إرث ك�سرى‬
‫خلفه و�أدار ظهره دون �أن يقوى �إطالة‬
‫الهدوء مدينتها‬
‫مل يعد هناك حراك‪..‬‬
‫�ساد‬
‫المسافات‬
‫النظر‪..‬‬ ‫حاولت �أن تفتعل �ضجيج ًا‬
‫البعيدة‬
‫يبقي م�سامعها يف مدار اال�شتياق‬
‫برب امل�سافات البعيدة بيننا‬ ‫تقلب دفرت يومياتها‬
‫�أبقي خيط ًا رفيع ًا مينح قلبي خفقة جتر‬ ‫بحث ًا عن �أحرف ت�صنع كعكة م�سائها‪..‬‬
‫�أقدامي لعر�شك‪..‬‬ ‫بني طيات دفرتها العتيق ورقة‬
‫�أحاول �أن �أعود لأجلك‪»..‬‬ ‫وقعت بكل �أوجاعها على متنها‪..‬‬
‫احت�ضرت عند حرف الكاف‬
‫وما تزال ت�شهقه وال تزفره‪..‬‬ ‫�أخذت تت�أملها‬
‫وت�سري ب�إ�صبعها على اجتاه الأحرف‬
‫و�أغم�ضت عينيها‪..‬‬
‫ك�أنها تراه يف زاوية الزمن يحمل‬
‫حقائبه‬
‫ملوح ًا بيده �إذان ًا بالوداع‪..‬‬

‫يف �صفحة �أخرى‬


‫�إمييل طبعته وق�صته‬
‫ليالئم يومياتها وكان �أول نف�س له‬
‫خارج مدارها‪..‬‬
‫«عندما كنت يف املطار بكيت بحرقة‬
‫�صامتة‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪144‬‬
‫من خيال ال�صبح‬
‫حكاية‪..‬‬
‫تن�سج‬
‫قهوة‪..‬‬
‫وتعيد القراءة‪..‬‬
‫وصباح‪..‬‬
‫حتاول ‪� ‬أن تطوع احلرف لعينيه‪..‬‬
‫وجنون‬
‫وحتاول �أن ت�سخر املعنى لروحه‪..‬‬
‫حتاول وتف�شل وتف�شل ثم حتاول‪..‬‬
‫ولكنها بعد �أن ت�ستن�شق‪  ‬وجه قهوتها ‪..‬‬

‫تراه يف بقايا الفنجان‬


‫يت�شبث مبحيطه رجاء �أن يبقى‪..‬‬
‫فتكاد جتن من مترده يف احلكاية‬
‫وعنفه داخل الفنجان‪..‬‬
‫تغ�سل الفنجان في�صمد‪..‬‬
‫ما �إن يح�س بيدها حتى ينهار‪..‬‬

‫تبت�سم له وهو على �شا�شة هاتفها‬


‫كالعادة قهوته مرة يريد �أن تتنف�س‬
‫هي يف مدارها لي�ست�سيغ مذاقها‪..‬‬
‫يا جلنونهما… معاً‪..‬‬

‫‪145‬‬
‫�إين‪..‬‬
‫�أملحها‬
‫يف �أر�صفة ال�شوارع‬
‫ألمحها‬
‫و�أ�ضواء ال�سيارات‪..‬‬
‫�إين �أملحها يف �أعينهم‬
‫يف حديث املرايا‪..‬‬
‫�إين �أملحها يف �أنفا�سي‪..‬‬
‫يف �شغب الأوتار‪..‬‬
‫�إين �أملحها يف بع�ض ال�سهر‪..‬‬
‫يف �آهات الليل‬
‫�إين �أملحها يف احلرف‪..‬‬
‫يف �سطور التمرد‪..‬‬
‫�إين �أملحها يف هدوء ال�شط‪..‬‬
‫يف رق�صات املوج‪..‬‬
‫�إين �أملحها حتت �أهدابي‪..‬‬
‫حتاول �أن ت�ستيقظ من نعا�سها‪..‬‬
‫�إين لها‪ ..‬وبها‪ ..‬ومنها‬
‫�إين‪� ...‬إين‪� ...‬أُحبها‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪146‬‬
‫املالمح تقول �إنك امتياز‬
‫امتياز يف كل �شيء‪..‬‬
‫كل‬
‫صاحبة‬
‫‪� ‬أيا �صاحبة االمتياز ‪..‬‬
‫االمتياز‬
‫�أنا‪  ‬هنا �أحلم بقيدك يحرق مع�صمي‬
‫�أنا هنا �أنتظر وحي ًا يقودين �إلى �شرفتك‬
‫�أتوق �إلى م�شاركة طريك حتية ال�صباح‬

‫�أيا �صاحبة االمتياز‪..‬‬


‫لي�س كل �شيء �سراب ًا ف�أنا فوق ال�سراب‬
‫�أنتظر‬
‫ل�ست �أعبثُ ‪ ،‬فاحلبُ ال يجتمع والعبث‬
‫يف قلب م�ؤمن‬
‫أحببتك‪..‬‬
‫و�أنا م�ؤمن و� ٍ‬

‫عينيك‬
‫ٍ‬ ‫‪� ‬إق�شعي تلك الغمامة عن‬
‫الغارقتني يف حلمي‬
‫وان�سجي مدينة حب‬
‫�أت�سكع يف طرقاتها ثمٍ ًال‬
‫بحكاياتك‬
‫أنت‪ ..‬الزلت ‪�..‬أنا‬
‫‪� ‬أيا‪ٍ � ..  ‬‬

‫‪147‬‬
‫وبقية منها هناك‪..‬‬
‫حتى ف�ضاء املدينة‪..‬‬
‫يفتح قلب الأنثى مطاراته‬
‫و بحب يقول ‪« :‬تعال»‬
‫حني‬
‫انسى‬
‫ت�سكنه تفا�صيل �أنثى‪..‬‬ ‫تكون الرحلة الأحلى معها و�إليها‬
‫جتربك �أن تفتح ذراعيك‪..‬‬ ‫قالت‪ :‬ان�سى‬
‫بع�ضا من‬
‫طمعًا يف �أن حتت�ضن ً‬ ‫وقالت‪ :‬ابق بني ذراعي‬
‫ف�ضائها‪..‬‬ ‫وان�شغل بحلم قدميك‬

‫بني �أفواج من الب�شر‪..‬‬ ‫تابع حديث النمل لل�سكر‬


‫ابحث عن عينيها‪..‬‬ ‫ا�ضحك من خيبة الزهرة‬
‫وعن بقية عطر‪..‬‬ ‫حتب نح ًال بال�شهد هو �أكرث فتنة‬
‫تتزاحم ال�صور يف ذاكرتي‪..‬‬ ‫العب مع �صورة الغيمة‬
‫�أتوه بني احل�شد الكبري‪..‬‬ ‫ارمي للنهر قبلة‬
‫و�أنادي ب�صوت بائ�س‪..‬‬ ‫ودع يل مراقبة ال�شروق‬
‫�أيها العطر‪:‬‬ ‫فهناك وع ٌد قادم من بعيد‪.‬‬
‫من �أي الأج�ساد �أتيت؟!‬
‫قلتُ‬
‫و على م�ساحات اجلليد كان ا�سمها‪..‬‬ ‫يف زحام املدينة‪..‬‬
‫�إفرازات �شوق جتمعت ها هنا‪..‬‬ ‫كانت كل الوجوه وجهها‪..‬‬
‫طال انتظارها‪..‬‬ ‫يف دهاليز املدينة‪..‬‬
‫والربد قار�س‪..‬‬ ‫رائحة عطر‪..‬‬
‫وحده قلبي يحاول‪..‬‬ ‫و�أثر فتنة‪..‬‬
‫�إ�شعال نا ٍر تذيب اجلليد‪..‬‬ ‫وبع�ض منها هنا‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪148‬‬
‫وتعلن ميالدها اجلديد‪..‬‬
‫تُرى من يذيب من ؟!‬

‫يابحر ًا يحتوي الغمو�ض‪..‬‬


‫ويجمع ال ِنّد وال�شبيه‪..‬‬
‫يف �أعماقك تنك�أ جراح‪..‬‬
‫وعلى �ضفافك يذوب الوجع‪..‬‬
‫مدّك واجلزر‪..‬‬ ‫بني ِ‬
‫ثمة تناهيد‪ ..‬لأفئدة مكلومة‪..‬‬
‫وحدك ت�أخذ دون �أن متنح‪..‬‬

‫يا لت�ضحياتك يا �أنت‪..‬‬


‫الآن‬
‫�أنا انتهيت‬
‫و�شوقي ب�صدري بدت له همهمة‬
‫جمر انتظاري �سَ مدت ناره‬
‫و�أنا �صرت احلطب‪..‬‬
‫حتى ثمر قلبي‬
‫تدلى قبل �أن ي�أتي مو�سمه‬
‫هزي طرف جذعه‪..‬‬
‫ت�ساقط لك من عذوقه عتب!‬

‫‪149‬‬
‫�أنا ال �أملّك �سيدتي‪..‬‬
‫�أن �أفارق نب�ضك‬
‫اليوم كيف‬
‫تر�سميني‬
‫�س�أعلمك‬
‫�أنت ت�سكنني مهجتي‪�..‬أو عيوين‪�..‬أو �أنا‬ ‫ألجلها ب�أطراف الأنامل‪..‬‬
‫�صدقيني ال فرق كبري �أن كنت عندي‬ ‫تلوين وجه احلياة بذهب ال�شم�س‬
‫�أو بعيد‪..‬‬ ‫بف�ضة القمر اخلجول‪..‬‬
‫�أنا �أ�شتهي الدرب الذي يف�ضي �إليك‬ ‫بقلب �أنثى‪..‬‬
‫و�أتنف�س اللحظات التي ننتظرها بيننا‬ ‫تزعزع من مكان النب�ض‪..‬‬
‫�أعيد �صياغة الأحالم كي ت�أتي‪..‬‬ ‫�صار �شفاف ًا ومائالً‪..‬‬
‫كما نريد‪..‬‬ ‫ماذا �ستفعل‪..‬لو �أخذت يديك للعدو‬
‫البعيد‪..‬‬
‫ارتباكتك‪..‬‬ ‫نقطع الطرقات نحتال على وقت‬
‫تلك التي تعيد ترتيبي ‪.‬‬ ‫عنيد‪..‬‬
‫عندما ت�أتني كرثثر ٍة على كتف الليل ‪..‬‬
‫فتتعمدين �أن ت�ضعي بني‬
‫�شفاهي بذرة الن�شوة الكربى ‪..‬‬ ‫نقف قلي ًال يف الزوايا‪..‬‬
‫موا�صل ًة �سقياها حتى الطالئع الأولى‬ ‫نختل�س اللم�سة ‪/‬البغتة‪/‬ال�شهقة‬
‫كل حلظاته ‪!..‬‬‫لفجرٍ تت�سيّدين َّ‬ ‫ننهال‬
‫ننادي بع�ضنا دهر ًا وال ن�س�أم‬
‫هن‬
‫ق ّل ٌة َّ‬ ‫نوا�صل العبث اخلطري‬
‫كل فجرٍ �سيادة ‪..‬‬
‫الالتي يفر�ضن على ِّ‬ ‫لنطري من حول القمم‪..‬‬
‫لكنّها ا�ستثنائيتك ‪..‬‬ ‫رعايا يف بالط الع�شق‪..‬‬
‫التي ال ت�ؤمنني بها ‪..‬‬ ‫نعلو‪..‬ن�ستهيم‪..‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪150‬‬
‫لك ‪!..‬‬
‫كل فجرٍ جديدٍ ت�ؤكدينها ِ‬
‫ومع ِّ‬
‫قالت‪ :‬موعدنابعد النعا�س الأول‬

‫عند �ساعة احللم الأكيد‬


‫نلتقي يف اللوبي الرئي�سي للروح‬
‫نحت�سي اخلمرمن ك�أ�س ع�شقنا‬
‫�أت�أبط ذراع �شوقك‬
‫نرق�ص حتى الفجر‬
‫تلحفني معطفك املجنون‬
‫حتملني ل�سرير �أمنياتنا‬
‫ونغيب يف �سهاد اللذة‬

‫قال‪ :‬ويف ذات ال�سهاد‬


‫يبعث احللم من جديد‬
‫يف �أروقة عينيها‬
‫ينام احلب‬
‫يف �أوردة قلبها يختبئ الطيف‬
‫طيفه �أن�شودة فرح كافرة بكل حلن‬
‫�سوى حلن منامها‬
‫وهناك يف بقايا اللوبي وك�أ�ساهما‬
‫ترانيم قدا�س �صبيحة عيدهم‬
‫تنتظر‪..‬‬

‫‪151‬‬
‫�أبحث عن كل ما ي�شبه تلك التفا�صيل‬
‫التي �أناجيها وت�شي بك‪،‬‬
‫ال�شط ‪ ..‬وجلة البحر‬
‫مر�ساها‪�..‬أمان‬
‫�أنت‬
‫أنت والكثير‬
‫ِ‬
‫�ألتقط لون ًا من هنا ‪ ،‬وعطر ًا من هناك‪،‬‬ ‫والغرق فيها‪..‬حياة‬
‫�أقطف �شجن ًا من تلة ال�شوق تارة‪..‬‬ ‫منك ‪ ‬ما الأجمل يف ح�ضرة الأنثى‪� ,‬أن ت�سند‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬

‫وتارة يكون الفرح هو الزرع واحل�صاد‬ ‫حرفك على جمال تفا�صيلها‪،‬‬


‫والثمر‪.‬‬ ‫�أم �أن حتملها بني يدي افتتانك وتفرح‬
‫بها معها‪!..‬‬
‫على �شريعتك «�أنت عيد كل يوم» و «�أنت‬ ‫وما الأعذب يف غيابها �أن تكتب عنها‬
‫كون نختال فيه» تكون الأيام مزهرية‪..‬‬ ‫�أم تكتب لها ‪!..‬‬
‫والأنثى فيك م�ساحة ت�ستحق الكلمات‬ ‫�أم تكون هي الكتابة و�أنت احلرف‬
‫�أن ترك�ض بها �إميان ًا ورجا ًء‬ ‫التائه يف كونها ‪!..‬‬
‫وقد �أغرت كلي‪..‬‬
‫فرملت بك �أ�شواط ًا مباركة ذهاب ًا و�إياب ًا‬ ‫لعل الإجابة ال تكون الفتة ‪ ،‬وال مقنعة‬
‫منك و�إليك‪..‬‬ ‫�إال حني يجمعها الإله يف نب�ض حرف ال‬
‫يهد�أ ‪،‬‬
‫‪ ‬فكتبت ب�صيغة الغياب ‪ ،‬وبياء‬ ‫لتكون احلكاية املغدقة بالده�شة كما‬
‫اخلطاب‪ ،‬بداللة الت�أنيث الفاتنة‪.‬‬ ‫�سردها يف كتابه املحفوظ‪..‬‬
‫كتبت باملفردة املت�صاحلة مع‬ ‫‪ ‬هل تكفيك الكلمات‪..‬‬
‫امل�سافات‪ ،‬والأخرى املتكهنة ب�صالح‬ ‫كي تدور الأر�ض �أكرث ف�أكرث ‪..‬‬
‫�أمر امل�ستحيالت‪..‬‬
‫كتبت ب ـ «ال» الغاوية ‪ ،‬وبــ«نعم» املع�سولة‬ ‫‪� ‬أنا بك �أنظم نرث ًا ي�صعد جب ًال ‪ ،‬و‬
‫باملراوغة ‪.‬‬ ‫�شعر ًا يقطع وادي ًا ‪،‬‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪152‬‬
‫للرب‪.‬‬ ‫ومن ل�سانك �سكبت �أجمل الأمنيات‬
‫وك�أن مابني ج�سدك وروحك بطاقات‬ ‫بك‪:‬‬
‫تنتظر �ساعي بريد ‪ ،‬وابت�سامة ‪،‬‬ ‫«هاك دمعي ‪ ..‬تطهر به من يدري قد‬
‫واحتفال‪..‬‬ ‫ترب�أ من �أوجاعك !»‬

‫بني �سطورك �أجد فراغات ‪ ،‬ونقاط ًا ‪� ..‬أنثى حلمي تطل من خلف الذهول‬
‫و�أقوا�س ًا امتلأت ب�شواهد لأجمل ماقيل مبفردة ر�شيقة‪ ،‬ي�شاغلك حريف ووجدي‬
‫يف احلب‪ ،‬وماتغنت به م�ساءات الع�شاق حلظات بكثري من الغزل الرهيف‪،‬‬
‫وحلظات �أخرى ان�شغل مبا حولك‪..‬‬ ‫و�صباحاتهم ‪..‬‬
‫ال ترتكيني ‪!..‬‬
‫لأجلك‪..‬‬ ‫و�أطعمي روحي طهرك ‪!..‬‬
‫�أ�ستخدم يف ذلك لغة حب تخ�صني‬
‫‪ ‬ال ينفك �أنا �أن �أكون هارب ًا مبقطوعاتي ومن �صنعي لك‪ ،‬متنحني قراءتك يل‬
‫مت�سع ًا من الرغبة يف معرفة هل �أنا‬ ‫�إليك‪� ،‬أحملها بعيد ًا عن الت�صنيف‪،‬‬
‫معك �أقر�أ حكاية من ف�صول ق�صرية !‬ ‫و�أخرج بها عن نطاق التقليدية‪،‬‬
‫و�أجعلك ال تدرين هل املتحدث «�أنا» �أم �أم �أقلب يف �ألبوم ع�شقك �صور ًا لع�شاق‬
‫من الزمن الأ�صيل !‬ ‫«�أنت» �أم «الكثري منا»‪..‬‬

‫‪ ‬الفكرة التي �أ�صافحها يف �إطاللتك ال‬ ‫حلوتي‪..‬‬


‫تقل جما ًال ولباقة وجتديد ًا عن لغتك‪،‬‬ ‫ح�ضورك �صنع الفلك ب�أيدي العا�شقني‬
‫فج�سدك يتحدث بل�سان طليق ال تلعثمه‬ ‫وتركنا نركبه �آمنني ‪،‬‬
‫اخليبات والعتاب والأقدار احلمقى ‪،‬‬ ‫يف مي الع�شق نبحث عن منارة تهدينا‬

‫‪153‬‬
‫يبدو احلرف وهو ي�صفك وك�أنه نبي له �صفة‬
‫�إبراء احلب من �أ�سقامه‬
‫التي �أ�صابه بها ع�شاق كثريون‪..‬‬
‫يلب�س الب�شارة ‪ ،‬ومي�سح على ر�ؤو�س الكلمات‬
‫فتكون ورود ًا وب�ساتني‪..‬‬

‫يف �سطوري عنك الكلمة تنتهي بهائك‪ ،‬و املعنى‬


‫يبد�أ بكل ن�ساء الأر�ض‪ ،‬ليكون الكتاب �شاهد ًا‬
‫على وجود حب �شهي ‪،‬لذيذ يف عذبه وعذاباته‪..‬‬

‫وعلى �إمكانية تغيري بو�صلة املحبني‬


‫جتاه اال�ستمتاع بكل تفا�صيل ال�شوق واللقاء‬
‫والعطاء واملغفرة ‪،‬‬
‫وليكون لالبتهال مذاق �آخر ي�شبه ما�شدوت به‬
‫ذات غفوة‪..‬‬

‫‪ ‬يارب‬
‫ال ت�أخذها مني…‪.‬‬
‫وال تخنقها بي…‬
‫وال حترمنا املوت حب ًا‬
‫يارب �إين �أحبها…‪.‬‬
‫فهي خالدة بروحي‪ ..‬و�أنا بها‪ ..‬خالد‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪154‬‬
‫ماذا لو كنت ال تزال يف الطريق �إلى ت�سوية‬
‫�أمورك ‪،‬وتهذيب عالقتك با�صدقائك!‬
‫اليوم ال يت�سع للكثري من‬
‫الرثثرة‪..‬‬
‫املنرب‬
‫روح عالقة‬
‫�سوف يكون مليئ ًا بفكرة واحدة جمنونة‪ ...‬ماذا لو كنت يف انتظار حُ لم خملوق‬
‫فكرة‪  ‬حتر�ض على �أ�سئلة من نوع خا�ص‪ .‬لأجلك‬
‫رمبا يكون لقاء‪..‬رمبا يكون بداية‪ ،‬رمبا‬ ‫وت�ستجلب �إجابات ال نهاية لها‪.‬‬
‫يكون �صحوة حظ بعد �إغفاءة طويلة‪..‬‬ ‫فكرة ‪..‬ت�س�أل وتقول‪:‬‬
‫ماذا لو �أن هناك‪« ‬روح ال تود املغادرة مع �أو رمبا يكون احت�ضان �شخ�ص ما ملرة‬
‫املوت‪ ،‬تعلق مبا حتبه يف الأر�ض وترف�ض واحدة يف العمر‪!..‬‬
‫‪..‬ماذا لو كان كل ذلك ينتظرك و�أنت‬ ‫ال�صعود �إلى ال�سماء»!!‬
‫ذاهب �إليه ‪ ،‬لكن املوت قطع عليك‬ ‫ترف�ض اجلنة‪..‬ترف�ض املالئكة‬
‫وعليهم‪!!..‬‬ ‫وت�ستبقي الأحياء املن�شغلني عنها‪ ..‬و‬
‫تُرى �أين �ستعلق روحك‪!..‬‬ ‫ت�ستجدي الظل‪ ..‬وتبحث عن خمرج!!‬
‫ولنقل مث ًال …ماذا لو مل تخرب والدتك عند �أي باب �ستظل واقفة تت�أمل ما فوتته‬
‫عليها من خري‪!..‬‬ ‫�أنك �آ�سف على تخييبها �أملها ‪ ،‬و�أجلته‬
‫يف �أي الأمكنة �ستظل حتوم كالأ�شباح‬ ‫حلني �شجاعة!‬
‫�أو �أن زوجتك كانت تنتظر من وقت طويل ‪،‬تلعن اخلوف ‪ ،‬وال�صمت ‪،‬وال�صرب‪، ..‬‬
‫اعرتاف ًا منك بحبها‪!..‬ون�سيت االعرتاف تظل‪  ‬تراوغ‪  ‬ميين ًا و�شماالً‪  ‬ويديها فارغة‬
‫من حتقيق �أي �شيء‪!..‬‬ ‫خمب�أ يف جيب ان�شغاالتك‪  ‬اليومية‪� !..‬أو‬
‫والآن �أخربين‪..‬‬ ‫�أنك مل ت�ستكمل بعد حديثك مع �أبنائك‬
‫ما الذي يجب �أال ينتظر ك بعد !! ‪ ..‬ويجب‬ ‫عن تقديرك لنعمة‬
‫�أن يتم اليوم وحاالً‪!..‬‬ ‫وجودهم بحياتك‪ ،‬وعن مدى فرحك‬
‫ال تفكر‪ ..‬اذهب �إليه وح�سب‪.‬‬ ‫بر�ؤيتهم يكربون ‪!..‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ ‬لنجدد عالقتنا باهلل‬
‫نتحاور معه‬
‫يجب ان نخاف اهلل �أكرث!!‬
‫�أم ‪ ...‬نرجوه �أكرث!!‬
‫هل‬
‫أكثر‪ ...‬أكثر‬
‫نبت�سم له نطلبه‬ ‫و�أقول ‪...‬‬
‫نرجوه‪ ...‬هو اهلل ال �إله �إال هو‬ ‫يجب �أن نحب اهلل �أكرث‬
‫ونح�سن الظن فيه �أكرث‬
‫‪ ‬ن�شكره وال نكفره‬
‫نفرح بعذاباته‬
‫لأنها منه‬
‫ونفرح بخرياته‬
‫لأنها منه‬

‫نذكره‬
‫فنن�سى كل �ضيق‬
‫ون�ستغفره‬
‫لن�شعر ب�ألوهيته ورحمته‬

‫‪ ‬اهلل هو كل احلب‬
‫ولن ن�ؤمن حتى نحبه �أكرث ‪ ‬من كل حب‬
‫‪ ‬حتى ونحن نقرتف مع�صيته‬
‫فلنحبه �أكرث‬

‫السماء الثامنة‬
‫لـ خالد الباتلي‬

‫‪156‬‬
: ‫للتواصل مع المؤلف‬

kh.albatli@gmail.com

k_batli

‫النهاية‬

157

You might also like