Professional Documents
Culture Documents
ال�ســــــمــاء
الثامنة
تراتيل
ال�ســــــمــاء
الثامنة
خـ ــال ــد البـ ــاتل ــي
دار الفارابي
الكتاب :تراتيل ال�سماء الثامنة
امل�ؤلف :خالد الباتلي
الغالف :ت�صوير وت�صميم :حممد ا�سحق
www.arabicebook.com
يف البدء
�إن كان لكل غر�س ثمر
فالبد �أن يكون لكل حلم حقيقة تنمو وتكرب..
احلموا وانبتو ب�أنف�سكم بذور �صدق
لأحالمكم التي البد �أن ت�ستحقكم
وت�أكدو �أن يف ظل الأمن وب�سقيا احلب تنمو �أ�شجار
القلب..وتثمر خريات احلياة..
خالد 2013
1
امر�أة لل�صباح ..للوقت
ك�آخر النجوم يف ال�سماء
يا بداية احلكاية
�أنت امر�أة الزالت تنهكها
أنت
� ِ
امرأة شرقية
تنتظر ..وتنتظر � ...أن حتدث املعجزة ال�سنون
ليبوح ال�صمت بق�صة معراجها الزالت تراودها اللحظات املن�سية
�إلى �سماء ثامنة .. ال زالت تهرب منها الدموع خج ًال
ال زالت تراودها رغبة االنعتاق
�إذا ماجن الليل
تنتظر بريق النهار
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
2
الغروب.. بكربياء امللوك..
و�شموخ العظماء..
�أتت
شموخ..
هي اللون الثامن على كوكب دري
ال�ساكن يف �أوعية القو�س املنت�شي يوقد من فتنتها
بروحها الطاهرة.. ومن ومي�ض عينيها الآ�سرتني..
حتبو على جناحي طري..
هي الفتنة وتهرول على وريد مل يعربه دم �إال
عندما ت�ستيقظ على �سلطنة البالبل يف ب�صحبتها..
عر�ش احلب .. وحترم بالقلب بنية التمتع والهدي �أنا..
هي وحدها بكربياء و�شموخ ومهابة هي الغنج عندما يريد �أن يعرف
ح�ضرت.. بنف�سه..
والنعومة حني تك�شف ال�ستار عن حقيقة فلتقم يا�ساعي احلب
لتقيم احلب على جناحي الغيم الأنثى الناعمة..
فهي هناك ترق�ص بت�أين..ومرح
هي براءة الطفولة عندما ت�سود الأمور
املت�شابهات..
هي الغيم وجتلي ال�صباح وكربياء
3
فما بالكم تقفون؟
وفتحت �ستار احلفلة على رم�شها
بع�ض احلكي رحمة..
ويف بع�ض الأ�سئلة لذة..
يف
رمشها
وتعريت و�صرخت لها: كنت يف رم�شها �أحتفل..
ارك�ضي ب�شوقك ذا ج�سدي �إيواء جمع كبري كان يهتف..
امل�شتاقني.. الفتات و�شعارات و�أمور �أخريات..
عند �أول رغبة كان ال�شيطان يبت�سم الرغبة جاحمة وكبحها عا�شر
واجلمع راحلون.. امل�ستحيالت..
ومل يعد هناك ج�سدان..
مل يهد�أ لل�شيطان روع وال بال..
قاتل من �أجل ق�ضيته..
ولكن كان لل�شعارات والهتاف �أثر بالغ..
� أ�سدلت الرم�ش على �صخب احلفلة
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
4
حبي لعينيك حكاية �شهرزاد
و البت�سامتك �سحر قدمي
ِ عطر فاخر
لك حبي
لك:
حبى ِ
أح�ضانك تعويذة
ِ حبي ل ثوب حرير ،،و�شال �ساحر
قربك متيمة
ولرائحة ِ حبي ياقوت �أخ�ضر
لك بعث و �آية خلود عظيمة
حبي ِ زمرد وجواهر و�أملا�س نادر
حبي لك �شجرة مباركة
حبي �أعجوبة كون ثامنة
وتا�سعة وعا�شرة
5
ر�أيتك يف �ضفاف ال�سني
ي�ستلهم منك الباري�سيون
ثوانٍ �صامتة..
و�أنت تعربين بجمال خلف
يف
صمت
وحي ًا لعطر يحكي عنه العامل نافذة احلرمان..
ن�شوة التتكرر �إال كل �ألف عام.. �أتبعك بثقل الزمن وانتقائية اجلراح..
ثم ماذا؟ �أ�ستل من وح�شية الذاكرة بع�ض �أمنية
حاجز.. و�أمل..
وقالع.. � أغرق يف �أخوات كان
و�أوتار تتدلى قبل �أن �أحت�ضر عند الأخت الكربى
م�شكلة �أحرف ا�سمك على �أنغام لهن ..
امل�ستحيل.. ت�شرق �شم�س وت�أفل..
يطل قمر..
�أت�شبث بكل حرف لأجنو.. ويكتبك على مهبط النور
وما �أزال معلق ًا يف تهجئة ا�سمك بلغة
احلب.. امر�أة كان لل�سور والباب معها حكاية..
لعل الأخت الكربى ( كان) غرقت يف �صباحاتك
ترمي بي يف نهر الأمنية؛ ف�أكون عطر �أكرث من رق�صي على ناي اجلرح يف
حفلتك القادمة.. امل�ساءات..
يا�أمنية العمر املتوارية خلف انتقائية ا�ستح�ضرت احلرف يف ك�أ�س �أمام
اجلرح.. ح�شد من راق�صات..
قر�أت يف بقايا الك�أ�س..
ك�سر املهزوم ورجفة يد النحات
على �أكرث مناطق النحت لذة..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
6
وغرق بخياله �أن لو حتت�ضن برقتها
وجنتيه..
ال�شوق بالذهن
و�أربكه..
ع�صف
قبلة لم
قبل �أن ي�ستن�شق عبقها.. �أ�سدل �أمنيات اللقاء على �ساحة تعج
تكتمل:
ويرت�شف الفتنة ويدعها تطهر �شفتيه.. ب�أغ�صان �أيك..
متردت البالبل ومل تعد تغني ..
باغته جنون املوقف و�صمود ال�سور يف بلغت �سبع ًا عجاف ًا و�أطال ًال بائ�سة..
وجه التمرد رائحة الغياب
و�سقطت خيبته الكربى.. تنخر ج�سد ال�ساعة املكتظ بجدول
ب�أنني هز �أركان �سور مل يكن له باب �أو مواعيد كلها تعب..
حار�س..
كان ي�ستمع لتمرد فنان العرب
بقي الأثر يف يده وهو يرف�ض امل�سافة وال�سور والباب
وانك�سرت �شفة كانت تتوق �إلى �شهد واحلار�س..
ي�سكن يدها.. و�سجل مبخيلته �سيناريو لتمرد �سيعلنه
برف�ض �أ�سوار �شائكة متنعه عنها..
�سبحان من جعلها �أنثى التكرب.. وقف �أمام نورها
و�سبحان من زرع الفتنة يف كفها.. وكانت اللحظة التقبل الق�سمة على
وت�صبحني على حلم جميل مل يكتمل خطوتني..
يا�شفتاي..
مد يده وانحنى ،وقد �أ�سكره ملم�س
يدها..
تلك اليد التي �أختل�س يوم ًا النظر �إليها
7
يا حلوتي
فلك على
ا�ستيقظي
قُبلة واحدة
�شفتي قهوة �سكرها �أنتِ
ا�ستيقظي قبل �أن ي�صحو الغيم
قبل �أن تهز ال�سماء �أرجوحتها
قبل �أن تلحظنا الأمطار..
قبل �أن تقب�ض علينا الأر�صفة املبتلة
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
8
التي حتمل
�أرواحنا
�أج�سادنا
الرقص
لها احلق يف ممار�سة الفرح بطريقتها
المباح:
امنحوها فر�صة للرق�ص طرب ًا
للرق�ص حب ًا ولهف ًة و ابتهاج ًا
9
جتمع ق�صائد و تعزف �أغنيات..
ويف كل واد ين�سكب ب�سببك ورد وتغرق
ليلة �أقر�أ ا�سمك
�أ�ستعيذ بطيفك
كل
ال
يحدث لي ً
�آهات واحتمي ب�صوتك امل�ستيقظ بذاكرتي
كل ليلة �أنفث رائحتك يف كفي
يف كل ليلة اتو�سل القمر �أن ي�شاغل �أرقي بها ج�سدي ،، و�أعيذين وروحي من
ال�شم�س وي�أخذها بعيدا غيابك
لتبقى �أنت والليل بقربي
كل ليلة �أحلم بك
كل ليله ا�ست�سقي الظلمة لتهطل بك تنقر نومي كع�صفور �شقي
�أكرث و�أكرث.. توقظ �شوقي
تلم�س خدي ..تقبل عيني ..وتبقى طوي ًال
عند �شفتي..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
10
ياحلم ًا ي�سكن اخليال
وينرث العطر يف �أمكنة الكربياء..
يا
صمت
تغار منك الأر�ض وم�شا�ؤوها..
النار يف عني الأمري حتدثني غرية ..
وبقلب العامة ت�أتني مهيبة..
11
عديني
�أنك �ستجيبني عليَّ :
تنتهي مكاملتك
ت�سمو روحي وت�شرق
عندما
بعد مكالمة
كم وكيف و�أين ..وملاذا ومتى! مالحمي ..
واحب هذا العامل كله
عديني.. وال �أعود �أرى �أي نوع من ال�شر �أو القبح
�أنك �ستحكني.. فيه ،بل �أرى �أن مالمح الكل جميلة
أنت!
حكاية ال�سندريال � ِ وتركيبة الوان وجوههم متنا�سقة..
وحكاية القي�صر �أنا ! و�أن ات�ساع املدينة ال يكفي
لأر�سم كلمة (�..أحبك)
و�أن عدد قطرات �أمطارها
ال ي�صل �إلى كم ال�شوق الذي يثريه
بعدُك ..
وال الى حجم الفرح الذي ي�أتي به
�صوتك ..
عديني
�أنك �ستحدثيني عنها يف يوم قريب
ور�أ�سي على �صدرك !.
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
12
كثري ًا عند عتبة احلرف �إن�سان..
ذي يوميات مملوءة بكل �شيء وبال الأول..
وقفت
أرهقنى
�شيء!.. غري قادر على جتاوز ال�شوق واللهفة!
البحث عنك
كيف انق�ضت الأهلة..وكربت الثواين و�أنا ومعك �أبدلتها برو�ض وريحان..
غائب عنك وحا�ضرة �أنت معي.. عنك بعيد يا نور اجلبني!..
كل هذا وقلبي ال يعي..
�أفت�ش عن يقيني فال �شيء يجدي بال
�أنت..
هل �أخربتك عن ب�ؤ�س �أيامي بدونك..؟! ثمة فراغ بني �سطوري..ال ميلأه �إال
ليلي طويل..ذو �صمت طويل .. ح�ضورك وحدك..
لكن الآن �أنت يل �أر�ض وف�ضاء وليل كنت وحدي والنا�س من حويل..
�سامر عليل… ما �أ�صعبها من حلظات!..
بدون معرفتك ..وجه يومي يكون �شاحب ًا ت�سكن بع�ضي وبع�ضي بك..
�أحتاج لك لأ�صل �إلى عمق ذاكرتي.. دوماً..
كلي خط�أ ومعك �س�أ�سبح للطهر.. وبك �أنا على يقني �..أي نار �ستحرق
�أريد �أن �أطري معك..لأن الأمر ي�ستحق م�ساءاتي..
كما ذكرت…
�أعتذر عن خطاياي..
عن زمني الذي مل مينحني الوقت الكايف يا حب اخلام�سة فجراً..
ياربيبة ال�ضوء.. لأ�صنع قارب ًا نقت�سم فيه الدرب مع ًا
لكن العزاء اجلميل..مازال لنا وقت !..يا �شقيقة النهارات..يا �ألق امل�ساءات..
�أرهقني البحث عنك…�.صدق ًا طيلة ال�شهور الواهمة كنت جمرد
13
كربت..
وما �أزال يف عينيك
طهر الأر�ض وال�سماء..
ونبع من ع�سل م�صفى..
�أيا
أمي
ذلك الطفل املرمتي يف ح�ضنك وبريق نور يك�سر حدة الظالم
..العظيمة
متعلق ًا ب�صدرك لأحيا.. يف �شوارع احلب البائ�سة..
كل �صباح و�أنت امللهمة و�سيدة الغيم وانبالج الفجر
و�أنا �أ�سري حمراب قلبك وهم�س الورد ونقاء الثلج..
ب�أو�صاف للو�صف
�أتو�ض�أ بطهرك و�آية اجلمال
و�أ�صلي.. وانبعاث ًا للرحمة
�شكر ًا �أيتها العظيمة من عرف يتفجر �أنهار ًا من دفء
�أن ت�شرفت بك �أماً.. ورقة..
و�شكر ًا هلل �أين بالغة احلب العظمى
ما زلت �أتنف�سك.. وتراتيل احلياة
و�إن�سانية الأنثى امللهمة..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
14
يالعذوبة هطولك ال�سحري
على تفا�صيل ج�سدي
وتغمرين
وتغمرني
عانقت ما فا�ض به كلك ال يطفئني �سواك,,
نرثتها يف ريا�ض القلب وك�أمنا �شفتاك جمدايف
«فل وزنبق ًا ونرج�سا»
اّ ً دون الغرق
ويداك تغافل �أطرايف
�أعدت ت�أملك مرار ًا و�أغم�ض عيني
وك�أين مل �أت�أملك �أبد ًا علني ال �أدري
يف كل مرة �أعود من لهثي �أي وقت تبقى يل
وراء رواء متعتك� ،أكرث ظم�أ.. قبل �أن تغادرين
ثمة م�شاعر ال تكفيها املرة الألف
هنيئ ًا لدنيا واقعي بك.
مر عام ,,ومرت �أعوام
وينابيع الرغبة �إليك
تتفجر ..
وتغمرين..
و�أغرق فيك يف جلة مائك ..
يف بوح حرفك
يف عطر ج�سدك
لأطفو ,,كورقة الورد
كحلم بنف�سجي اللون
يداعب �أزمانك ..
15
بها ي�ستل القلب لذة منام فينب�ض لوحة
ت�شبه روحها النائمة �إلى جوار عيني..
من بعيد ..رجل �أن�شد هناك
قائ ًال :
لذة منام..
لها كل عرق يرجتف لذتها.. «الظامئون �إلى الهوى ..
ولها كلي ي�ستوطن كلها.. �شرقوا بالأمنيات
وليتما ظمئوا »..
�صاح عليه جميباً:
�إال �أنا ظمئت الهوى وا�ست�شفيت عذبه..
وناديت هل من مزيد..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
16
ع�شت م�ؤمن ًا بك ومبا�ضيك وحتى
م�ستقبلك..
�أق�صى �أمكنة التعب..
وخلف جمرات العذاب..
عند
كاسر...
ولكن الك�سر يف مك�سور ذنب ال متحوه وبع�ضي يقبع بح�سرة و�سط الت�أوهات
ومكسور
توبة.. والأمل..
والراحة �سور له �ألف باب.. � أذعنت ال�سمع وطوعت الفكر
لدر�س ي�سكن �صفحاته مبد�أ جديد
ماعدت �أعلم �أيهم يفتحه مفتاح �صد�أ تعلمته..
يف جبني روحي.. منك ياامر�أة خُ لقتْ لتجرح..
�أحالمي املرتملة يف زهو �شبابها �إن الوفاء كذبة ..
ال تبحث عن معجزات فما حل بج�سدي النحيل هو في�ض من
بقدر ماتبحث عن هدوء يجعلها ت�أتي غي�ض طعناتك..
بنور وريحانتني
وفج على مدن �ضاحكة عميق.. �أتعلمني يا�أنت..
�أن �شوكة البلبل يف �أغنية احلب على
�شكر ًا �صدر املتعبني
لكل التعب �أبقت رغباتي منزوعة بعد هذه
وعفو ًا املرحلة..
عن كل جتاهل
يبد�أ من حب�س الدمعة �أوتعلمني �أي�ض ًا
وينتهي عند لفظ الأحالم يف هذيان �أن دعواتي تتمحور يف �أن ال �أجنرف
ال�سكارى.. خلف رغباتي..
فيزداد الك�سر هجر ًا من اجلبرية..
17
كيف ي�ستقبله القلب ال�ساكن يف الناحية
الأخرى من احلب..
. .احلب لي�س يوم ًا واحد ًا
معك . .احلب نتنف�سه كل
بك
نبض ..
حلظة
يوم احلب.. صادق منك . .تذوقنا كل حب الدنيا
حديث ال ميكن �أن يتخلله غمو�ض وال فيك . .ن�شاهد �أجمل احلب
ريبة.. �إليك . .يرحل كل احلب و ي�ستقر
هو نب�ض �صادق ينبع من دفق الأوردة
يف جبني احلجرات وعلى �أطرافها يف يوم احلب..
�ش�آبيب نور طهر قلب يتفجر مب�شاعر جيا�شة..
تر�سم اجلمال يف ف�ضاء اللحظة ويكون ال يرتبط �أبد ًا بالنب�ض املنت�شي بلحظة
مااليكون.. كاذبة..
لكنه ي�سمو بعلو
رب �إنه يومها فا�صرف عنها كيد فوق احلرف امل�ستقر برحمة احلرف..
الكائدين..
يوم احلب..
عيد وح�شة الع�شق
عندما ي�ستفز تلوين احلياة بلوحة بالية
�أخفت مالحمها جتاعيد الغياب..
يوم احلب..
نب�ض وابت�سامة وفرح..
الير�سمه عا�شق دون �أن يعرف جيد ًا
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
18
كتبت يوم ًا على �سور عينها :
ع�شقنا مف�ضوح..
ليلة �صقيع باردة..
�سور يرد بع�ض هواء
يف
كل يوم..
ولكنه �سرب من خطوط حمراء متوعكة ونافذة يخرتقها زمهرير له نحيب
يحافظ على ن�سقنا فيها مروع..
تلك النظرة اليوميه.. الفكر م�سرح تفد �إليه ماليني
الزائرين..
الر�ؤية �ضبابية حد الوعكات ال�ست..
اجلالد رفع ال�سوط ،وال�سوط رفع
ال�شوق..
و�أنا مازلت يف �سجن النظرة الأولى
وازداد �إميان ًا ب�أنها والثانية والثالثة
والألف يل ولي�س لل�شيطان دخل فيها..
19
ناديت نافذتها قبل �أن تلفظها الإ�شارة
�إلى م�سار لي�س وجهتي:
يت�أمل وجه الريا�ض ي�سرته
قناع الأتربة والكدر
�أخذ
خلف اللثام..
بربك ازيحي لثامها يحاول �أن ي�صنع الإجابات
لعل هذا ال�ضباب ينق�شع لأ�سئلة مهملة يف �أرفف التخاذل
فتبت�سم الريا�ض ....وحتلو كما ر�أيت العاطفي..
يف عينيها.. ا�سرتق النظر عند �إ�شارة ال تت�ضح
وماخلف نب�ضها.. معاملها..
من تداعيات ال�ضباب وال�سحاب
الرتابي..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
20
الطريق يوماً ف�أفلت عناوينه وتعويذتي
وبقيت �أنا يف منت�صف الر�شد � أنت ال�سحر والغواية
نام
انتصاري..
ال�صالة و الغفران والطهارة �أنتظرك ..و�أ�س�أل الأحالم عنك
21
يف منت�صف غيمتيها املكتظتني مبزن
فارهة املطر..
متجردة من وهم
التهي�ؤات احلمقاء
وت�أتي
فتنة
لبا�سها من �سند�س فتنة وخيوط �إغواء
ت�ستقيم يف وقفتها
وت�سمح لبع�ضها �أن يطل من ذات
اليمني..
حتقق للناظرين �أغنية فنان العرب :
(جمدك لقدام و�أجمادك وراك)
من يخ�شع يف جمدها
يهوي �أربعني خريف ًا يف الن�شوة
ومن ين�صت للأجماد
يهوي مئة وثمانني خريف ًا يف جهنم
احلرمان
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
22
حتدث �ضباب ًا على وجنته الفاتنة.. يف زحام املاره..
وجه طفويل بوقار م�سن ..بطرف خميط �أحمر
تت�أمله
عابر..
جمعته بني �إبهامها وال�سبابة على جانب �شعره الأمين
و كتبت :ياحلوك �إفرازات حلياة مليئة بكل التجاعيد
حترك الربواز و�سال الذهب يج�سدها بيا�ض يزيده فتنة..
تابعته وهي تنك�سر على موج يعلو بنب�ضها وهي غارقة يف احلرف الأخري
تريده �أن يبل ريق الأر�ض العط�شى.. وال يهبط..
وتعود لتم�سح مبخيط احلزن املرتوي
ب�آية ال�سحر.. تريد �أن ترمتي يف ظله
وحتكي حكاية ال�سنني
يف ثلث اجل�سد الأخري املتعب.. عندما تتمرد على الر�صيف ال�ساخن..
بربك من �أنت!! تقف بتجلي الكبار الواثقني
�أنا .. ومت�سك ب�أول احلرف
�أنا عابر من مهد احلب وتعلو مع مقام الروح
�إلى مهد اجلرح املن�سلة من روح قيتار
�إلى مهد التمرد .. بيد عازف جمنون..
عابر بال �سبيل
عابر يجيد ال�صمت بربك من �أنت!!
على وزن الك�سر وتتوالى تبعات فرحها
بقافية م�شروخة وب�ضع خيبات .. وهي تلمح وجهه
يف برواز احلب املعتق مباء من �صلب
الذهب..
تداعبه ب�أناملها و�أنفا�سها
23
وغوايتي
�أ�سرار التكوين يف �شم�سك و مغيبك
حكايات الغياب
قتيلة
ترديني
وغيمات �أمطارك جتمعني النهايات وتنرثين وعود ناعمة
جتعلني �أنثى طاغية كحبات الأنني .. مك�سوة بدمع
طفلة لعوب حمروق
حترق قيد العقل وتوزع رماده على كخرز الوجع ..يفلق ر�أ�سه حلم يتيم
�أركان اجلنون ويخرتقه حبل غا�ضب من العقدة
املنتظرة يف �آخر الطريق
ولأين امر�أتك
وا�شتها�ؤك �صدقني ..
ولأنك �سيدي ذلك التلويح
�أورثتني وعدك وخامت عنادك وكل �إ�شارات الفراق
ال تعنيني..
وحده� أنت و النب�ض املت�سارع الذي
ولأنك رب �أمنياتي يقطع كلماتك
�أق�سم لك والدمعة املرتبكة على جفنك
�س�أ�سرق قلبك من جديد و هذا اللحن املخنوق يف يدك
و�أرت�شف ده�شتك حلظة بلحظة ووعدك املن�سي ..وظلك احلائر ..
ودفاترك املمزقة ..
�أ�ستويل عليك كلك .. و�أخفيك عنك
�أعبث بكل �شيء فيك ..و�أغالب وكل �أ�شيائك امللتفة حول �ساق قدرك
�شوقك وحدك �أنت … اهتمامي ورغبتي
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
24
�أبعث جنود الفتنة �إليك جماعات
جماعات
�أ�ساقط ورود اللهفة وهي �سكارى على
خدك
�أراق�ص� شفتيك
�أكتبك و�أعزفك وعلى �صدري �أغنيك..
25
ليته يلفظ حياته يف ركن ق�صي..
فلم يعد وتره يحتمل املزيد من ال�ضرب
م�ضجع احلرف
فزعاً..
انق�ض رمية حب
بق�سوة ال�شك.. �أ�صابته رمية حب �ساخنة..
ساخنة
ف�آملته العربة ان�شرخت هيمنته على �صنع احلرف
وهي ت�ستوطنه رغم �أنه حاول نفيها ف�سالت من مقلته دماء حب يفوح منها
خارج حدوده.. رائحة تعب..
تاهت ب�أودية ال�ضياع ابت�سامته..
بكى ..ت�أمل..
تراق�ص �أمام عينيه خنجر يلمع وجهها
يف بريقه..
تخبط يف كل �أرجاء التعب وهو ي�شهق
احلب واليزفره..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
26
و�أنت كنا نرك�ض يف متاهة القدر اجلنون ال ينجي..
يا حبيبي ...و�سيد روحي نرقب حلماً ونناجي � أم ًال
�أنا
حب آخر
يا جنيني ولون احلياة يف دمي نلتقي على ر�صيف متعب
اذهب ..بعيداً ..اذهب ..هناك نتبادل الذكريات ن�شرب نخب اللقاء
بكل �أ�سمائك التي �أحب غادر.. ونرق�ص يف �صمت
وافتح ذراعيك حلب جديد وقبل املغادرة نبت�سم و نتقا�سم
حب مينح وجودك هيبة امللوك �أغنية حزينة
حب يرويك حتى متتلئ بالغرور حتى بات الع�شق حكايتنا القدمية
حب �آخر ..يليق بابت�سامتك وبردك فقيدنا ومرياثنا املجيد
و�سالمك وخلدك.. نواريه بالورد والعتاب والدموع
حب يذيقك الفرح �ألواناً.. ترى هل �أخربتك حينها
�أن باقات� أمطارك ..وهدايا الغيم من وي�سقيك خمر القرب �أزماناً..
حب �آخر� ..صنعه قلبي يف غيابك قبالتك
يل
بربك غادر �إ ّ بللت احلريق ومل تطفئ الأ�شواق!
و�أن ال�صرب ذابت مالحمه يف ك�ؤوو�س وتعال يف �أح�ضاين من جديد
فالزال لدي حب مل تعرفه بعد االنتظار !..
حب ي�ستعذبك ..ي�سرت�ضيك وعندما طالت بك امل�سافات
يثري زوابع الورد فتق ثوبه وكفر باملواعيد!..
وينرث احلرير وال�سكر �أتدري !
حبي اجلديد ..حبي الآخر حق ًا كان القليل منك يف ذاك العمر
حبي �أنا وجنتي �أنا ال يكفي..
لك �أنت و�أنت وحدك وبع�ض احلب معك من ذاك
27
�أ�سقف انهارت على بقايا لأجل احلاملني ال�سامعني العا�شقني
امل�ضطربني..
لأجل
ورق..
ألجل ماذا..؟
لأجل جدار ر�سم على ج�سده خريطة ولأجل ورق كان يهم�س يف ب�ؤرة نور
حملت معها ومي�ض ًا من فرح ي�شبه حلم ًا املوت..
وف�صلت اخلريطة بكل ق�سوة عبارة من بنف�سج..
كانت ت�ستوطنه منذ زمن: ولأجل احلرف ومابعد احلرف..
«لأجل ماذا كل ذلك الغ�ضب …؟» ولأجل التعب على نوا�صي احلب يف
طرقات العا�شقني..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
28
ن�ضاختني
وك�أ�س يكون مزاجها زجنبيالً..
من كربى
روايات
ت�ستهويني
مزاجها
احلب..
زنجبيال تتعرى كحلم ال يعرف ال�شبهات..
ت�سقيني ك�أ�س ًا من غواية وزجنبيل
وع�شق..
� أيا حمرابها
اجلنة حتتاج عم ًال
فلتكن بوابة �إلى جنة من عينني
29
يقول لها يف كل وداع
ال�صبح لك وال�شم�س يف انتظارك
اليوم
ال�سماء �أغلقت �أبوابها
رعد ..وريح
ونف�ضت الأر�ض �أثوابها
الغ�صن بلغ الر�شد .. ونبت على جيده
لأجله ....خ�ضبت لوحها املحفوظ ال�شوك
ا�ستعارت من جارتها ف�ستان ًا �أبي�ض الع�ش �أكلته الغربة
لأجله ولأجل ال�سكر من يديه وال�سور تعلق يف عنق الظالم
لونت �شفاهها بالتوت
وتعطرت باليا�سمني كانت حمامة بلون الرماد
وعلى نا�صية ال�شتاء زجمر ال�صقيع تلقط حلمها حبة حبة
و�أتى مبوكب جليد ال يهاب ت�شرب �سرابه ر�شفة ر�شفة
فارتدى ال�صيف عباءة الرحيل وتنوح على نوافذ الراحلني
ويف قلب �شرفة يتيمة كانت ت�ضع خدها
وتعد النجمات
اغلق العا�شق نافذته تر�سم يف وجه الغيمة ق�صر ًا ..ثم
طارت حمائمه بهدوء ت�سكنه وتنام
وغاب اجلميع يف ال�ضباب
بقيت هي ذات غفوه �سقطت يف كف عا�شق
معلقة ب�أطراف غفوة قريبة ي�سقي حمائمه املاء وال�سكر
تنقر الأمل بخجل يغني لها �أغنية الدالل
يرعبها ال�شتاء فتختبئ مي�شط جناحاتها بالندى
ويلدغها ال�شوق فتطل بعينها ينرثها كجدائل عرائ�س البحر
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
30
تند�س يف كومة ق�ش �أ�صفر ترقب املاء و�صاحب ال�سكر
حليقة اجل�سد م�شروخة الأنفا�س تراق�ص ذكرى �صيفية دافئة
مل يبحث عنها �أحد تظم�أ وجتوع لأيام خوالٍ
31
�س�أتخيل و�ألتحف عباءتها لأجد الدفء
يف قدها امليا�س ..
فوق ر�أ�سي غيمة
غرتها متوجت بلون
تهادت
فوق عشقي
البنف�سج ..
�ألهبتني و�أرق�صتني على جمر ال يعرف ب�سطت كفي رجاء مطرها الرنج�سي ..
الرماد .. مرت ال�سنون الثماين ..
عذر ًا يا عقارب ال�ساعة .. عجاف يفر�شه عجاف ..
وجوه العابرين .. الليلة طعنت �صمتها بكلمتني ..
«�أترجتي املطر و�أنت ال حتيي الليل»
كل وجه يحمل �ألف حكاية
و�أرى وجهك يف كل الوجوه �ضممت كفي ..وع�شقت الليل فوق
و�أجد حكايتي معك تفوق �أ�سطورة ع�شقي ..
�شهرزاد ليتها تدري !..
وجهك فقط ميل�ؤين ..
عيناك فقط حتيطاين يا عقارب ال�ساعة ..
حيث ال �شريك لك ا�ستمهلي و�أركعي ..
وال ملج�أ منك �إال �إليك وابتدئي من حتت �سوادها ..وارق�صي
لها وبها ..
واجعليني الثانية ..
وهي الدقيقة ..
وخيالنا ال�ساعة..
وا�ستوقفيني على دقيقتها عند التا�سعة
..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
32
تال�شت بعيد ًا
بعد �أن �شاطرتها �أنا وغيمة رق�صتها
هفوة خيال..
انتابني خوف قيد خا�صرته
يف
ويبقى
ون�شوتها .. برد قار�س..
سؤال
عاودت الإن�صات حلكاية عنها فا�ستوطن مابني رئتي
وجتلت يف هدب العني و�أجربين على االنقياد للهفوة
خ�شية من حلظة التقاء احلرفني مكب ًال بحرف ا�ستع�صى على القلم �أن
ببع�ضهما.. يرميه..
فحرف يتجرد من كل �شيء..
وحرف يتلب�سه كل �شيء.. جاورت �شرفتها ا�ستنطق اجلماد
ويبقى مابني احلرفني �أن يحكي يل حكاية عنها
�س�ؤال ال �إلى ه�ؤالء وال �إلى ه�ؤالء.. بد�أ يقول وي�سرت�سل يف قوله
والب�صر �شاخ�ص يف قلب ال�سماء
كيف �سيتغ�شانا الوله والتيه عند اللقاء؟ ير�سمها حمامة بي�ضاء ال�شية فيها..
هنا تخلى الهدب عن يف منت�صفها
خ�شية تعلقت به كان لون رمادي يتمخطر يف بديع �صنعه
وبانت �شم�س النهار وفزع الر�صيف غيم كبل وجه ال�شم�س
وزجمر.. فلثم عبث احلرارة
و�أطلت حمامة ك�سرية جناح ب�أر�صفة النازحني من وح�شة الأمكنة..
عند نا�صية ال�شرفة بعينها دمعة ال
تبوح.. كانت تطري
ف�أدركت �أن �صباحي يتيم وتبدو مالحمها كراق�صة باليه م�ؤمنة
و�أنت ال ت�ستقبليه برق�صة وحمامه.. خا�شعة..
33
وهي تت�أبط ال�شر وترمي ب�شرر
م�سكني لأنه حني كان يرك�ض يف ال�شوط
يف �شوط الذاكرة
العا�شر كل من حوله
ينطلق
البرواز
ال�سابع ي�سمع نحيب قلبه
تعرث يف قلبها وقد تاه يف زحمة الكالم
و�سقط فقيده الربواز ينادي حائط املبكى عندما �أ�سكنه ذات
وا�ستوطنت احلمى مالحمه فرح
ونك�أ جرح ما يزال يهطل برواز ًا من نور
من خلف الربواز دم ًا قاني ًا يخاطب البعيد يف تهالك
م�سكني كان يظن �أن ال�سجن �أرحم يحب�س �أنفا�س قلبه منذ زمن
وهو الذي عرف كيف يتمخ�ض ال�سجني ويجلد بقايا عطر �سكنه
خما�ض الب�ؤ�ساء م�سكني لأنه مل يداهم وكر الذكريات
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
34
ويف �إطار امل�شهد
رق�صة على جرح دمه
�شكل م�سرح تزلج تلوكه الأقدام بده�شة
ويف ال�سجن
كانت له حكاية من بكاء مرير
كتب على جداره ذات �شجاعة
يا �أيتها ال�ساكنة برواز الأمل
هنا لفظ قلب �أنفا�سه
على قارعة ج�سد
تفوح منه رائحة الغدر
وانك�سرت عني ..وان�شرخ عهد
وانفجر ال�صمت على عتمة امل�شهد
وابتل الليل مباء من نور
وانك�شفت الغمة على خيانة
اجل�سد ..لل�صورة
وتبعرثت بني اجل�سد وال�صورة
� ...أ�شال�ؤك
35
فقال يجب �أن حتبها �أكرث..
�أكرث� ..أكرث..
خطبة اجلمعة
كان احلديث عن قلبها
يف
أقم الحب
وبكى يف الثالثة �آياته
جناته
وبالكاد ا�ستطاع �أن يختم خطبته والفردو�س الأعلى من نب�ضه
فقال� :أقم احلب
ثم ا�ستدرك عربته
وقال� :أقم ال�صالة. قر�أ اخلطيب بني يديَّ
�أحاديث عنها
الرواة كلهم من ح�سن ال يفارقها
التفاتتها
رقتها
و�صوت الدالل يف حروفها
ويف اخلطبة
�أو�صاين �شيخي
ب�أن �أحبها �أكرث..
هم�ست له
�أين �أحبها
�أكرث من الأكرث ..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
36
ا�ستدار وانذهل
فقدمك يف املنرب
اجلمعة..
�أنظر �إلى اخلطيب
يف
منبر
ونزل �إلى ال�صف و�أملحك خلفه على الكر�سي
البنفسج:
و�أ�شهد اجلمع الكبري يزهو البنف�سج بثقله يف �صدرك
ب�أنك جمعة من ال جمعة له.. وير�سل رحماته �إلى �صف مت�أخر يف
اجلامع..
ر�أيتك تبت�سمني
ك�أنك زهرة نوار يف ربيع مبت�سم
فوقفت ثانية..
و�أر�سلت قبلة..
37
تتزيّنُ بكل ما ميكن لأنثى �أن تفت َِك به
قلب رجل..
على �صورتهما..
كانا جمنونني
غفوت
رأيت في
ُ إن
كعادتهما..
المنام أني
وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاءت.. �آخر ما نطقت به..
و�أ�سندت ركبتيها �إلى ركبتي.. أقبلهما كفي ٌل ب�أن ِّ
ي�سخر �شياطني الأر�ض
وو�ضعت كفّيها على فخذي.. لالعتكاف حول و�سادتي..
و�أغم�ضت عينيها..
وكانت امل�سافة حتت�ضر من فرط �أ�سلمت كل �شيء ملنامي.ٍ .
اللقاء.. �أ�ضم �أحرفها بني ذراعي الوله..
�أح�س بريح اجلنة و�أرتع�ش من زمهرير و�أ�شم عطرها يف ما تبقى من �أغنية
ال�شوق.. حاملة.ٍ .
تقبل بن�صف رغبة وتخت�صر كل احلب كان الوتر يهدهد قلبي على �أن�ساقِ
يف ن�شوة.. الع�شق ..
اقرتبنا ونحن ال ن�شعر من فرط ي�أخذين مر ًة �إلى عينها ويرمي بي
الإعداد لع�شاءٍ فاخر.. ّات يف �صدرها ..مر ٍ
يبا�س ممزو ٌج بتنهيد ٍة وتنهيد ٌة مغلف ٌة
ٌ �أ�شفقت على حوا�سي ال�سبع..
ب�شِ بقٍ فاره.. خم�س كما هم لدى الب�شر..
ٌ
واثنتان هي �أوجدتهما من عدم..
واللحظة �أم العجائب..
يلتم ال�شمل وينخرط ال�شوقُ يف
قبل �أن َّ حتى �إن هلك الليل يف �سواده..
لحُ م ِتهِ.. طرَقت باب املنام..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
38
ارتخت يداها على فخذي..
وا�شتدت يداي حول جيدها..
ال �شيء يحكم �سيطرته على اللحظة
�سوى اعرتاف بالغرق..
وتتمادى..
واللحظة �سيدة امل�شهد ترتنح من
ال�ضحك..
ابتل يف منامهما.. على غرق اثنني اّ
و�أفاقا على حلمٍ وورق ٍة و�أغني ٍة ماتزال
حتت�ضر.
39
وت�شم عطر املكان وحتيا.. ح ّل م�سا�ؤها
البهي..
وعندما
حمى عازف
�أخربها �أن الأر�ض فرح ٌة ك�أنها ب ُِّ�شرت انتف�ضت حمام ٌة وابت�سم نوّار..
مبطر.. ت�ساقطت ال�شهب من �سماءٍ عاليةٍ..
للحب الفاره.. والنا�س هنا �شهو ُد ِّ ورق�ص ال�شجر على �إيقاع لِثامها..
و�أنها املليكة وحدها.. وملأ ال�ضجيج الأر�ض
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
40
ليفيق من غيبوبته..
بعد الإفاقة..
كانت ال�شم�س تلف املكان..
يحت�ضر..
وكان الورد ِ
�أما هو فكان ثمِ ًال ال يعرف �أي �سماءٍ
تُظِ لّه..
41
و�ضعت قمي�ص ًا مينح ج�سدك حرية
التعبري..
رائحتها امل�ستلقية بذاكرتي..
يا ج�سدها امل�ستوطن بخياالتي..
يا
ليله ألرتوي
قمي�ص ال ميار�س الكبت والعبودية.. يا ك َلّها �أو بع�ضها..
ي�سمح لذراعيك بالتنف�س.. فقط ..ليلة لأرتوي
ولتفّاحتيك بالبوح..
لونه ي�شبه دم الغزال.. دعيني �أفر�ش احلرير الأحمر..
و�أوقد ال�شموع ب�أنفا�سي..
يبد�أ من حيث ال يبد�أ.. دعيني �أنرث ال�شوق يف جنبات املكان..
وينتهي حيث تكون البدايات.. ليظل متوقد ًا بحمم من ال�شوق
يحاول عبثًا �أن يالم�س حرف �ساقيك متلهفة..
فال يقوى..
يختنق يف اخل�صر.. �ستكون هناك طاولة..
ويئن يف الردفني.. وك�أ�سان..
ويتال�شى عند النحر.. وكثري من حنني رجل..
ين�سل على ج�سدك بعفوية كيفما
تريدين..
عر�ش لك ال
يف �إحدى زوايا املكان ٌ
هو يجعل منك �سيدة املكان وملهمة ي�ستحق �سواك..
�صاحب املكان.. �أن�ش�أته من �سند�س وا�ستربق..
ليلة لأرتوي.. زرعت فيه حق ًال من الكرز..
جل ما �أريده.. و�أ�سقيته عطر املالئكة..
�أتعرفني �أمراً.. على �أريكة لي�ست على توازي العر�ش..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
42
تبحث عن �إخوة لها يف ترائب الغيب.. كم �أع�شق تالقح احل�ضارات..
هم كالأيتام يبحثون عن ملج�أ يقيهم ما دمت ح�ضارة جمالية غام�ضة
�شر االحتبا�س احلراري.. امل�صدر..
وذلك الغمو�ض هو ما يدفعني ل�سرب
فقط ليلة.. �أغوار كهفك احل�صني..
ولن �أزيد كال.. والتعرف على نقو�ش وخمطوطات..
فقط ليلة.. وتذوق الرمان عن اليمني وعن
و�س�آتي من كونك بنب�أ يقني.. ال�شمال..
فقط ليلة.. وبينهما برزخ ولكن يبغيان �إن حمي
و�ستزول الغمة وينك�شف �ساق احلرف وطي�س ال�صلب
على بيا�ض الورقة..
ياه يا ليلتك احلمراء..
ويبد�أ ميالد الفتح ..و�أهذي: فقط جتردي من خميط احلرف
وت�سكن الأ�صوات للحب فال تهم�س �إال واركعي..
�أنيناً.. فقط جتردي من �سبات ال�سواد
وارق�صي..
فقط ليلة لأرتوي.. �أود رق�صة �ساخنة..
وبعدها فليحدث اهلل �أمر ًا كان مفعوال تتداخل فيها الأج�ساد..
حتى نكاد نكون واحداً..
43
ا�شتد امل ُد واجلزرُ..
وتناثرتِ الأحرف مين ًة وي�سرةً..
�سفرها..
�أرهق احلرف كثرياً..
تتابع
عند الساحل
وفقدتُ البو�صل َة �إلى ورقتها.. ليتني كنت كرت �صعودٍ �أ�سكن حقيبتها..
ويبقى حرفان من ا�سمها.. و�أنام �إلى جوارها..
قيد البحث الآن..
ذات رحل ٍة �أوحت يل بر�سال ٍة عابرة..
�ساعات قليل ٍة �س�أكون �إلى جوا ِر البحر..
ٍ «بعد
اليم يف
و�س�أرمي ورق ًة يف اليم يلقيها ُّ
ال�ساحلِ ..
علّك ت�أتي يوم ًا وجتدها»..
ودعوتها:
يا �أنتِ ا�صعدي معي وال تكوين مع القوم
الهالكني..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
44
لل�شم�س وامل�ستفزة للقمر.. �أن�ساق الوله..
وتتوه الأمنية يف دهاليز كانت تت�سيد النب�ض..
تتعدد
مسني الحب
فكانت قِبل ًة �أوليّ وجهي �شطرها.. العتمة..
هو احلب قِبلة الع�شّ اق �إن هم بحثوا.. تنفجر �أغنية يف قلب �سامعها..
وتنخر كلماتها ج�سد ًا متهالكًا..
وجيف قلبي ي�شي بحكاية عذبة..
حكاية مربكة..
45
�أحتاج لك� ٍأ�س من وله عينيها..
�أحتاجها اليوم �أكرث..
حول فلك اال�شتباه..
تنظم بيتًا من غنجٍ ..
تدور
أحتاجها
�أ�شتاقها اليوم �أعنف.. وتك�سر �شطر ًا من حياء..
كذب ..
رب �إين �أ�سكنتها قلبًا غري ذي ٍ ت�ستفز امل�ساء عندما تريد ..
فليتها تهز جذع القلب .. وتخر بال�سقف على وتد القلب..
نب�ضا جن ّياً..
ليت�ساقط عليها ً
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
46
بني يدي �سمّوها..
يغار الورد من عينيها..
فال يقوى مواجهة الإبهار..
47
فله �صوت حنون
يحدثها
ت�شري �إلى �آخر
ال�صرب
ال�ساعة
تمام الشوق
ي�ستمع �إليها هي متام ال�شوق
و يذكرها بكل التفا�صيل هي كل اللهفة
واملكان ي�شري �إلى طيفه
كيف كان امل�ساء ليلتها
يتمتم ب�آيات ال�سكينة تتح�س�س و�سادتها
كيف كان الطريق �إلى بيتها «نام ذات ليلة هنا؟»
ملون ًا بالرغبة واحللم قالتها وهي تلتهب ببقايا عطره املنثور
على ج�سدها
كيف �أن احلكاية
جمرد وعد رغم مرور �أعوام
امتته قلوب �صدقت نب�ضها ماوعدته �إال �أنه الزال يبعرثها بتلك الرائحة
ويف ليلة بنف�سج كان امليعاد املجنونة
كلما ا�شتاقت �إلى �صاحب العطر
يف م�سج هم�ست له ( تعال ) جمعت نف�سها واختب�أت حتت املاء
حمل لهفته بيده ونقر �أرقامها بحنان املاء �سكناها
ثم قال: املاء مالذها
حلوتي �أنتِ
هناك رجل تعبث بها كلماتك وحده يعرف كيف يوا�سيها
هناك قلب وحده يح�ضنها ، ي�شرب دمعها
يريد ح�سنة من عينيك ويذيب ارتعا�شاتها
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
48
مترر نظراتها على مالحمها و بع�ض ع�سل من �شفتيك!
فرتى عينيه اجابته :
تبت�سم لها �أحبك ياعطري
وت�سمع �صوته يف ذاكرتها فقط «تعال»
�صوته ال�صباحي الهادئ
(�آه منك ياجمنونة) �أنهت املكاملة
ت�ضحكها دوم ًا هذه اجلملة رمت بج�سدها على فرا�شها
كل لذة الكون جتتمع بني �شفتيه كلما وهربت حتت و�سادة مليئة بالرجاء
قالها واحللم
واالبتهال
انتظارات وم�سافات غفت وهي تهم�س
�شمو�س تتوالى و�أقمار يارب
والليلة املوعودة يف حقيبة القدر يارب
حتى �أتى رنني هاتفها باخلرب
ح�سن ًا افتحي الباب اخلروج من املاء بالن�سبة لها
الآن افتحي يل وللوعد ولكل �أحالمنا !.. كال�صحو متام ًا
وهي يف ارجتافات وابت�سامات.. حني جتفف نف�سها تبدو وك�أنها تفرك
عينيها
وقفت خلف الباب املوارب فينتهي احللم وت�شرق كل حقيقة
ال�شارع �ساكت واحلارة نائمة
حوا�سها وحدها يف �صخب لب�ست رداءها الوردي
�أنفا�سها جتادل �صدرها ثم جل�ست �أمام مر�آتها
49
مبجرد �أن ابت�سم وقال: نب�ضها و ارتعا�ش �أطرافها يف �سباق
م�ساء اخلري
فتنبت حتت قدميها �أمنيات بداخلها
اوركيد يت�سلق جدار بيتها مهرجان فرح
كناري �صفراء تكبل �أبوابها طبول حرب
ويباركهما قمر قريب وثرثرة خوف
يرقب الكون لأجلهما بداخلها
�إميان ومترد
متد يدها لت�صافحه ي�أخذها كلها �إليه �صلوات وغناء
يح�ضنها
ويغرقان يف عقلها تدور �أفكار
وترق�ص هواج�س
على �شفتيها تعويذة
ويف ريقها ت�سكن خمرة عتيقة
تنتظره بجنون
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
50
وهناك رب رحيم من موت ذكريات
الأم�س
القلق
لماذا نخاف..؟
من امل�ستحيل �أن يكون دائرة كبرية التوج�س من �ضياع اليوم
مركزها نحن الرعب من مفاج�آت الغد
وهناك رب رحيم الرهبة من املواجهة ..من حجم
اجلزاء ..ومن �سوء العقاب
لن يكون اخلوف قدرنا وم�صري حياتنا الرهبة من وجود مر�ض �أ�سود باجلوار
وهناك رب رحيم االرجتاف من غلبة الدنيا واختالف
الب�شر وتبدل الأحوال
لو تركنا التفكري والتدبري لأمر اهلل االرجتاف من امل�ستحيل و من فكرة
لو �سلمنا قلوبنا واقدارنا هلل الغياب وال�سفر البعيد
لعرفنا يقيناً
� أن ال حياة ب�ؤ�س وال حزن وال تعب وال كم �صورة ظهر اخلوف هنا ..؟
خوف وكم حيلة اتخذها ال�شيطان ليغرقنا يف
وهناك رب رحيم خماوفنا؟
اخلوف باب ال ميكن �إغالقه .. لكن
ميكننا ردمه
اخلوف طبيعة ب�شرية � ،إذا ماكانت يف
حدود �أمنلة الطفل الر�ضيع
51
«ال�صدف» ..يالهذه الكلمه..
تتذكر كيف بد�أ ارجتاف قلبها �صدفة..
قدر باذخ التهلكة..
و�ألقى بها يف �سجيل..
�ساقها
المزهرية
وتدرك كيف بد�أ نحيب قلبها �صدفة.. و�سجيل تلك كانت يوم ًا
وتعلم كيف كانت الرحلة جنة عاليها من �سند�س وا�ستربق..
وال�سفينة وموت ال�شراع �صدفة.. بد�أت رحلتها مبجداف �صغري جداً..
وكيف ميكن �أن تتهاوى الدمعة �صدفة.. وانت�صفت مبوج يالطف �صغر
جمدافها..
ياه ياه .. وانتهت ب�سوط من يحموم
ياقلبها املليء بطعنات ال�صدف يجوب خا�صرتها
و�آخرها ي�شرخ ذاكرتها
�أن عطره جاء �صدفة .. وينخر جدار قلبها
وجتاهل ك�سر خاطرها واعتذر ..
حتى �إذا ارتد �إليها طرفها
مل جتد العطر واكتفت بت�أمل الرذاذ م�سا�ؤها تعب..
ي�سكن مزهرية من خزف و�صباحها ريح حتملها للرحيل
يت�ساقط منها دم �أحمر وتق�سو يف ت�أبني ذكراها..
تفوح منه رائحة ملعونة
كرائحة ال�شراع الذي هلك �صدفة
�صيفها �شم�س
ت�أتي بلهيب تذوق به يبا�س ال�سنني..
و�شتا�ؤهار�صيف
�أنهكه املتهالكون من ع�شاق ال�صدف..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
52
باهلل ياج�سدها املم�شوق رفقاً..
باهلل ياتفا�صيلها رفقاً..
�صوت اجلمال
عندما يتجلى
ي�ستفزين
ذات الرداء
باهلل ياكلها رفقاً.. من لبا�سها..
القطني
رب التذر على الأر�ض من القطن �أغرق فيه و�أثمل..
لبا�ساً.. �أبتل ببينته و�أعط�ش..
يف ح�ضرته
�أتال�شى بني الإقامة والت�شرد..
يف الأولى
فار�س يحمي اجلمال..
ويف الثانية
هارب ين�شد النجاة..
ومابينهما
ن�صف من تلك وتلك..
�أقدم بن�صف رع�شة
و�أدبر ب�شهقة و�أكرث..
53
يف غياهبه..
وينت�صر..
الدقائق
ومت�ضي عقارب
تت�سارع
أشباح
ال�شوق..
لذا كان يجب �أن ينتظر غيمة تت�أرجح الأمنيات
ت�أتي �سريعة وت�ضطرب امل�سافات..
وتغ�سل حوبة الفكر املحدود.. تهز الأغ�صان
كان �أب�سط �أمر ي�سكن امل�شهد غ�سق الوجع الأخري من ثلث اجل�سد..
هو التناغم اخلارق وتنبت وردة من عينيها..
يف عزف قرار الوجع باليد اليمنى امل�شهد يعج بالتناق�ض
و�ضبط اجلواب باليد الي�سرى .. ولكنه حقيقة
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
54
�شكر ًا �أم العرو�س
فلم ت�ستطع عيناي �أن تتجاوز �شبابك
العرو�س �أنت..
و�إن كنت م�ؤمن ب�أنك �أقرب �إلى
�أم
أم العروس
و�أنت كفر�س يف م�ضمار �سباق.. �أن تكوين العرو�س..
55
تلم�س بابها..
�سبق النور � إلى عينيها
مبلالً
� أغرقه ال�شوق وماء
�أتى
يا عمري ...
و على ج�سدها� أ�شرق �صباحه الذي ال�سماء..
صباح النور
تنتظر.. انت�شى ب�صورتها ..فهي �أمطاره ..
وهذا املطر رائحتها
ا�شتها�ؤه لعبق �أنفا�سها حول الطريق
�إلى مطارات �سفر مزدحمة..
ينتظر بلذة �ساعة املغادرة الى
�أوطانها..
لعلها تلقاه باكر ًا ....هي ...و
�شفتاها ..عيناها ..ونحرها..
وطعم ال�شهد يف ريقها
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
56
�صباح النور الأمنية اخلجلى..
�صباح الطهر والنقاء ..ورق�صة خمنوقة يف �شفة يتيم..
�صباح
صباح العيد
�صباح العطر املن�سدل �صباح العيد..
من �شرفة ج�سدك �إلى رئتي.. �صباح جديد..
�صباح الغنج الأكرث متعة و�صخباً.. اليوم تزاحمت النجوم قبل ال�ضياء
�صباح العيد ياكل العيد.. بحث ًا عن جفنيك لتتدثر بهما..
�صباح فجر العيد اليوم تراق�صت �أعمدة الإ�ضاءة
يابدء ال�ضياء.. واغت�سلت الأر�صفة
وانت�شر العطر يف كل مكان..
�صباح فجة النور اليوم ر�أيتك قبل ال�صبح
وحمامة وع�صفور و�شيء مني.. ت�ستقرين يف ال�سماء
�صباح اخلري والربكة واحلمد وال�شكر الب�سة من �سند�س وا�ستربق..
و�أنت العيد..
اليوم ر�أيتك مع �أولى �ساعات ال�صباح
يحت�ضنك العيد والفرحة
المتنحه �إح�سا�س ًا بجرم االلت�صاق
بك..
57
�أنبت يف فراغاتك
و ت�سقيني بدموعها..
و بين ـ ــها
�أجل � ..أحبك و �أحبها..
بينك
بينك ...
منف�صل بني القلب والقلب كما ت�سمعني
وبينها
بني ح�ضنك و ح�ضنها.. مل تخطئ �أذنك
ما ت�سلل بها
رغبتي فيك تقتلني �أقولها لك
و تقتل يف رغبتها و �أقولها لها..
�أتخيلك �آتية �إيل
فت�أتي �إيل كلها.. لك مكانتك
ظرفك ظرفها و لها مكانتها..
غنجك غنجها �أ�ستيقظ يف عينيك
و �أنام يف عينيها
عبقك ي�أخذين لل�شمال �أتنف�س هواءك
و يف اجلنوب يرميني عبقها و يدخل رئتي هوا�ؤها
�أنت يف الن�صف احلنون قد يبدو لك
و �أنا بكل حناين ن�صفها �أين من�شطر
ل�ست حمتار ًا بينكما بينك و بينها..
و ل�ست م�ضطر ًا
�أن �أختار بينك و بينها �أبد ًا �سيدتي..
بداياتي تكتبينها ب�شفتيك
�أنت هي ..و هي �أنت و م�ساراتي التي تعرفينها
وجهك ..وجهها تعرفها بحد�سها
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
58
فمن له مثلك ....يعي�ش حياتني و �أناملك الندية
حياة لك ..و حياة لها �أناملها..
59
حيث بد�أ ال�صبح تهج�أت نوره و�أنه ال � أ�شهى من احت�ساء ك�أ�س
رتل من منرب الروح مبتهل خممورة بالعطاء
من
السرقة
و�أخرى حمالة بالأمل .. و نادى يف حنايا القلب مناد..
الحالل هل هناك ما يجب �أن ت�سرقه اليوم ! ويف اختال�س الن�شوة ،خري لو تعلم عميم..
�أال� إن يف كل عني رجاء ،ويف كل �أذن �صوت حتتال عليه برفق..ت�سلبه عقله
مالك تخبئه بني احلنايا و ت�ستمتع به كما
ويف كل ح�ضن وطن ،ولكل �شوق �سماء من يجب �أن تكون املتعة!!
لهب.. �أال �أعلم رحمك الرب..
و�أعلم بارك اجلنون عملك.. �أنه حني تفي�ض اخلزائن ،و ينام
�أن هناك كنوز ًا ال حتتاج حتينّ للفر�ص حرا�س اخلوف ،
حتى ن�سرقها، ويكون يف اليد مفتاح لكل باب…
هي من حقنا ،هي قريبة بطبعها ،ع�صية يطيب ارتكاب الع�شق وحتلو ذنوبه
فلي�س �أجمل من �سرقة قلب �أحدهم .على التوفر بهيئتها .
تبدو حماطة ب�ألف جندي ،ومئات وغواية �أقفاله .
اختطافه من وحدته �سنة اخلريين يف الأ�سوار..
وما �إن ننوي الدنو منها ،حتى تفتح الأر�ض
ذراعيها و�أعلم زادك اهلل حنيناً..
وك�أنها يف ت�أهب دائم لنحملها معنا� ..أينما �أنه لي�س هناك �أكرث �ألق ًا من �سرقة
نريد. اللحظات !
حلظة فرح ،حلظة انت�صار .وحلظة هذا واحلمد للحب
وال�سالم على العا�شقني والدة ده�شة يف منت�صف عمر
و�أقم احلياة ..بارك اهلل يف حياتك.. احلكايات...
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
60
ابت�سم للأقدار حتى و�إن كانت م�صابة
بوعكة ويبدو عليها الهم والكدر
�أخربتك ب�أنك ت�ستطيع الو�صول
�إلى كل �شيء تريده
لو
ابتسم..
وبب�س ـ ـ ـ ـ ـ ــاطة
ابت�سم ..للموت حني ي�أتي لي�ؤدي عمله هل �ست�صدقني؟
وقابله بر�ضا ..واحت�سب ر�ضاك عند لو �أق�سمت لك �أنك بعمل �صغري جد ًا
اهلل ت�ستطيع �أن تنجح مهني ًا
ابت�سم للف�شل حني يحاول االنت�صار �أن تك�سب مادي ًا
عليك وتوعده بنجاح كبري ت�ستطيع �أن تدخل بيوتاً ,ومتتلك قلوب ًا
ابت�سم يف وجه الطرقات ال�صعبة ، ت�ستطيع بكل� سهولة � أن تكون املف�ضل
واقتحم قلبها بعزمك وتكون الأقرب والأجمل..
61
بني الأر�ض وال�سماء ..
يغفو وي�ستيقظ..
كان
قيثارة الجرح:
وبني الغفوة و�أختها
يت�أمل م�شهد اللقاء..
له جرح كان قبل مغيب �شم�س..
وخرجت ال�شم�س
وتتابعت رحالتها واجلرح يتجدد..
ا�ستيقظ على الواقع..
ت�صدمه زوايا �أمكنة
�شهدت يوم ًا �ضحكاته ..
هي الآن خاوية على عجافها..
ال �صوت وال رائحة وهج..
فقط بع�ض �أ�شياء
جتري اجلرح ململكة من تعب
جتلد ال�سكان
ب�سوط من جمر �أحمر..
غياب عن كل �شيء..
و�أحالم بكل �شيء..
وقلب �أم�سى قيتارا
والأع�صاب �أوتاره..
وبد�أ يعزف..
و..غفا
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
62
وبعد �أن رحلت الأيام بنا ..وب�أحالمنا
وتعرقلنا يف �أقدارنا
تبدو املوانئ مهجورة
والطرقات �إليك خميفة
مهما
اخر الكأس
يظل قلبي ..مفتون ًا بك
ن�سيت كل �شيء �إال �أنت وب�آخر الك�أ�س الذي يف يدك
� أزور مدينة ال�شوق البعيدة احلكاية بد�أت حينما التقيتني
�أر�سم وجهك على حائطها القدمي يف �شارع مزدحم باملارة
وا�ست�سقي الذكرى حينها كنت ترتدي روح ًا م�شاغبة
و�أظــل �أحلم ب�آخر الك�أ�س وبك.. تنتعل بيا�ض ًا وت�سري ببهاء عظيم
63
�ستكون احلياة مملة لوعرفنا
م�سبق ًا ماذا �سيحدث!
كم
أول الخير
كم �ستكون احلياة مزعجة لو �أفنينا
العمر
يف ترقب مانعرف �أنه �سيكون..
لذا منحنا اهلل برحمته �أقدار ًا حفظها
يف الغيب عنده..
ومنحنا قدرة عجيبة ال�ستجالب كل
خري نريده..
ترك لنا ف�سحة كبرية لتغيري �أقدارانا
بكلمة ال تكلفنا
�سوى �إميان كبري يـ ـ ـ ـ ــارب ...
يـ ـ ـ ـ ــارب
وحدها قادرة على كل �شيء
فهل من� أكف نرفعها الآن مللك ال
يغلق بابه!..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
64
حتبون ..؟ �أن يغفر اهلل لكم ؟
هل هذا �س�ؤال �أم معجزة!!
�أال
عفو
ما ر�أيكم �أن تقر�أوا الآية ثالث ًا
الأولى ..لتعلموا �أي �إله نعبد
الثانية ..لتزدادوا مباهاة برحمة ربكم
وتزدادوا حب ًا لكونكم عباد ًا له
الثالثة ..لتبحثوا عن �إجابة عظيمة
تليق ب�س�ؤال العظيم.
�أال حتبون..؟ �صاحب العفو واملغفرة
ي�س�ألنا برفق..
يتودد �إلينا لن�ستغفره ونتوب �إليه ..
لي�س لأجل �شيء �آخر..
� سوى الغفران لنا ولذنوبنا ف�سبحان
من قال:
ما غ�ضبت على �أحد كغ�ضبى على عبد
�أتى مع�صية فتعاظمت عليه يف جنب
عفوي
65
أنت..
ال�شراع املبتل باملطر
� ِ
انت وأنا
ِ
و�أنا ..يختك الغارق يف البحر،،
�أنتِ ..هالة ال�شم�س حني يغازلنا
ال�صبح
و�أنا ..هجريها كلما ا�شتد بنا البوح ،،
�أنتِ ..و�أنا ..
ق�صة �سماء ..وريح ..
رو�ض وزهر وعناقيد ع�شق
�أنتِ حبيبتي �أنا
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
66
من يحاولن تقم�ص �شخ�صية الطاعة..
يرون ماال �أرى .. الأطفال
�إلى
ما بال
وي�صنعن من خيباتهن و�سائد يف حب التملك لكل مايعجبهن…
النسوة
يتدثرن فيها بكذبة مع كثري من ال�شفقة!..
الالتي
�أحدثت �شرخ ًا يف ن�ضجهن يف م�ساحاتهن املكتظة بكل �شيء..
حتى �أم�سني مراهقات بال هوية.. ويف تفا�صيلهن امل�ضطربة من كل
م�شكلتهن عدم الإميان بالقناعة �شيء..
والبحث يف �أر�صفة الع�شق
يف حكاياتهن ..نب�ضهن ..مزاجيتهن ..عن ذاك الغارق يف حياته
ليكون فار�س ًا لأوهامهن ..وم�شكلتهن يف كل �أنقا�ض الوهم
الكربى الذي يعجبهن ال�سكنى حتته
رغم �أنات الأمل التي يفر�ضها
�أنهن كلما ارتفعت م�ساحة البناء عبث ًا احلطام..
�أردوها �صريعة على الأر�ض.. هن وقلوبهن م�شتتة..
� أيا � ..أننت . .احفظوا مناطقكم ذات هن ومزاجيتهن و�أوهامهن
الدفء الذي الترغنب التنعم به
ودعن التخبط ملن يليق به.. �أعاين من وجعهن العاطفي
�أننت �أجمل بواقعيتكن بقناعاتكن.. وت�سكنني رغبة كربى بو�أد غبائهن
�أما �أنا فب�أعلى ال�صوت �أ�صيح: ولب�س عباءة ال�شيطان الأكرب
( رب �إين م�سني ال�ضر و�أنت �أرحم والرق�ص على جراحهن ..مللت
الراحمني ) �ضجيجهن
ومللت حروفهن ال�شاقة لع�صا
67
ما لنا
الأولى � ..أن نبد�أ بتعلم الطريان
الأحالم تُذهب
اليقينيات وتف�سد
معاقرة
ال تحلم
للو�صول �إلى �أحالمنا الوقائع
جتعل من الكون لعبة تنتهي برفة جفن
ال تكون كل �أحالمنا التي ن�صنعها لذا توقف عن الأحالم و�أبد�أ �شيئ ًا �آخر
ملك ًا لنا الآن.. ابد�أ ب�صناعة حلمك
رمبا هي من حق �آخرين ي�أتون بعدنا وفر له املناخ والإمكانيات وهيئ له
ال حتزن حينها ..وتذكر �أنك كنت الفر�ص
�سبب ًا يف حياة جديدة لهم..
و�أنك منحتهم فر�صة كبرية للتفكري يف خذ من نف�سك الكثري ،من قدراتك ،
�صناعة �أحالم �أكرب .. ومن خفايا روحك
وقليل من فكرة جمنونة �..أنت وحدك
متلك مفاتيحها..
الفكرة االعتيادية من املمكن جد ًا �أن
تكون حلم ًا ناجح ًا
ب�شرط �أن تنجز ب�شكل غري اعتيادي
يف وقت غري متوقع ..و�أن نفرح بها
بطريقة خا�صة
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
68
يا �أوفى اخللق و�آية النهار الكربى..
يا �أعظم احلب و�آية الليل املثلى..
ت�أفل ال�شم�س
انهزم �أمام حمراب
حني
أوفى الخلق
يا «مذهلة» جتاوزت زخم احلديث عن عينيك
احلب رامي ًا ب�آخر �أوراق التوت على �شفا
وجتاوزت حرفية الو�صف قلبك..
وجتاوزت رع�شاتي حني ير�سم الظالم
وابتهاالتي لتظل �أعلى �شجرة التوت �أول خطوطه على حميط يومي
والت�سقط كباقي الأوراق.. ي�شعل رغباتي املتقدة
واملتوك�أة على من�س�أة �أ�ضلعك..
رغم �أين قبل �أ�سطر قليلة
�أوهمت نف�سي �أن حني تتعلق قرطا�سة احلب
�آخر ورقة ل�شجرة التوت قد رميتها من عبث رياح ال�شوق يف خا�صرتي
على �شفا قلبك و�سقطت.. �أبحث عن وجيف قلبك
�أمل ت�سمعي يوم ًا بالرمي �إلى العلو؟! لأ�سكن يف ظله يوم الظل �إال ظله..
حني �أت�أمل �أنفا�س الأر�صفة
وخ�شوع �أنوارها
69
وتركهما ومل مينعهما عن اخلط�أ..
ثم منحهما خيارهما …
اهلل تعالى لنا اخلري
يف كل �أمورنا
�ضمن
تراويح
الذي به هبطا �إلى الأر�ض.. منحنا الالفتات ..و�سخر لنا
�إننا لن منلك القدرة على ر�سم حياة اخليارات.
�أحبتنا كما نحب لهم جعل لنا من رحمته ن�صيب ًا كبري ًا
لكننا ن�ستطيع ممار�سة حياة لكننا ن�صر على تعذيب �ضمائرنا
جيدة ..معهم و�أمامهم.. وعلى �إف�ساد حياتنا وحياة من نحبهم
فالتعليم باملمار�سة �أكرث و�أجدى نفع ًا ب�أيدينا..
من التلقني والتنظري اململ
نحزن حني ال يكون �أحبتنا على منهجنا
كن �أجمل معهم ،وبهم وال تق�سو على الذي ن�ؤمن به..
نف�سك حني يخفقون وال تظنه ف�ش ًال لك ونكابد لأجل �أن يروا احلياة ب�أعيننا
امنحهم الأعذار ..وقدم لهم البدائل وحين ًا نتعاظم على كونهم ب�شر ًا مثلنا
بطريقة االختيار من املمكنات ون�ستنكر عليهم �أن يجربوا ويخطئوا،
واملحبوبات من الأمور.. ون�أبى �أن يخو�ضوا ما خ�ضنا
لي�س لأننا نكرههم ،ولكن لأن حبنا
وتذكر �أن :اهلل يهدي من ي�شاء لهم يغ�ض �أب�صارنا عن منهج رباين
تذكر ذلك جيد ًا لي�ستقيم الأمر لك عظيم
ولهم.. فحرية االختيار … من �أجمل ما
يتعامل به اهلل تعالى مع عباده
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
70
وكبرية..
هناك جهات عدة و�شرفات �أكرث
تكليف
وت�شريف مع ًا
امل�س�ؤولية
المسؤولية
البد للحياة �أن تتجدد من خاللها جميل �أن متنحك احلياة م�س�ؤولية
م�س�ؤولية الأب جتاه �أبنائه تتمثل يف احدهم
منح اخليارات لتمنحه كل احلب
وتعدد الفر�ص وكل الرعاية
والقرار الأخري ل�صاحب ال�ش�أن.. وجتعل منه �إن�سان ًا وال �أجمل
ويف نف�س الوقت
�أ�سو�أ �شيء هي اختبار لك
�أن نكره من هو م�س�ؤول عنا ولقدرتك على �صنع �إجناز
و�أن نرى يف م�س�ؤوليته
قيد ًا و�سجن ًا م�ؤبد ًا � أهم �شيء يف م�س�ؤوليتنا جتاه �أحد
اجعل من م�س�ؤوليتك �أن ال منار�سها لوحدنا
فرحة للآخرين بل جنعله يت�شارك معنا
وموطن ًا يلج�ؤون �إليه بخيارهم هم بل وينفرد مب�س�ؤوليته لنف�سه �أحيان ًا
امل�س�ؤولية و�سام البد من �صون كرامته
فع ًال وقوالً.. لي�س من امل�ستح�سن �أن منار�س
الو�صاية بحجة امل�س�ؤولية
وجنعل منهم ن�سخ ًا مكررة منا
الزوج م�س�ؤول عن زوجته
لكنه البد لها من حياة خارج �شرنقته
لي�س �شرط ًا �أن حتاط بكل �صغرية
71
كانت تعرف �أنها �أخذت منت�صف الليل ب�ساعة ..
هناك بد�أ التداعي فقال � :أنا (�أغلقت) من اجلمال كثرياً،
لطاملا
لقاء مع
و�أن اهلل �أودع فيها �أي�ضا من الأنوثة كثري ًا على روحي لأحبك..
الجنة
و من امللح كما يقولون بالعامية كثرياً.
مل تكن تتوقع �أن ي�أتي يوم من تقف مع �أما هي فكانت تعتقد �أنها قوية فلم
حتتج �إلى �إقفال جمالها على ر�أ�س �إبرة ب�سببه ..
والنهاية من �أقفل ومن مل يقفل ان�صهر �أتراها تعجبه �أم ال ..
يف الآخر
حتى �أتاها هو هارب من الكل �إلى جنة فكان �أن احلب والع�شق
والكتب واملجالت واملدونات قد امتلأت اهلل يف �أر�ضه ..يع�شق اجلمال ..
بهما . ويرى ما خلف النربات ..
ويعرف كل خمب�أ فيها ، ..فرغم كل �أملها حيث هناك فخامة م�شاعر وترف ع�شق
وقرب يلغي كل بعد للزمان واملكان.. الذي حملتها به الدنيا..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
72
الأم�س البعيد .. اخلوف»
احلب واللقاء الأول و خلجات قلب يكاد وتعود �إدراج خطواتها فال ت�صل �إليه..
لفرط الرهبة يقف
و كان العامل تعطلت كل ق�ضاياه �أما هذه املرة بكل ان�سيابية املياه من
ليرتقبها!!.. ك�أ�س �إلى �شفاه كان لقا�ؤهما..
�صافحته ثم قبلت يده ..ك�أنها متنت
اقرتب �أكرث من خطوة لوجوده ..ك�أنه الوالد احلنون ..
وبقي من قلبها قيد �شعرة لي�سقط كما ك�أنه والء العجائز لأزواجهن ..
تقول يف قدميها.. ك�أنه كل �شيء ي�شي بكثري من كل ما هو
التعلم من تو�سل للآخر �أهو تو�سل لريى عز و�إجالل
مالحمها قد تكنه امر�أة لرجل ..
�أم هي التي تو�سلت ليبتعد ويرتكها
ومالحمها.. فلما ارتفع ر�أ�سها �إلى وجهه ..
ر�أت ابت�سامة التعرف �إلى الآن معناها
ولكنها
ويف الأخري �أدار ظهره لتزيل ما يداري ابت�سامة وكفى ..
فتنتها..
ويف االلتفاتة الأولى منه ..وااااو .. هي كانت يافعة يف �أول جتربة
�أما هي فقد �أح�ست �أن كلها تعرت مراهقة..
ولي�س فقط وجهها خلجلها.. امل يقل لها �أن ال�سنون لطاملا �أرهقتها
ولبعرثته �أمام مالحمها ..واااو الزال ..
يرددها .. وهاهي تعي�ش ما عا�شه �صويحبات
73
�أما هي فقد نزلت من ر�أ�س الإبرة ذاك كلمات مرت ودقائق تلتها
وانت�صر جمالها يف �أول مرة تت�ساءل وال تذكر من كل احلوار �إال �أنها �س�ألته:
عن قوته كيف طلعت حلوة ؟؟
و �سعدت �إذ قر�أ �أنوثتها ..كما حتب هي ف�أجابها :و�ش قريتي يف وجهي ؟؟
وكما ي�شتهي هو .. فردت :مرة حلوة !!
والأهم �أنها �أ�صبحت له جنة اهلل يف
�أر�ضه. بقدر ما ذاب فيها وتال�شى ..
بقدر ما كانت ت�سجل روحها احتفا ًال
بقربه منها..
واطمئنان ًا بكينونتها يف داخله ..
حتى ختم امل�شهد بفتح الباب
واخلروج..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
74
ومات بروحها حتى فقدها
وافتقدها لدرجة عجز فيها عن
�آخر ال�سهر عندما بد�أ يحت�ضر
ال�سحر ..
يف
نهر وهي
الن�سيان �أتى من داخل العتمة وك�أنه ابن الليل
حتى بالك�أ�س وال�شراب !! يجر �أذيال بذلته الثمينة..
وك�أنها �أ�صبحت �أغالل ال�سجون ..
كان يتجرع الك�أ�س تلو الآخر بنهم �أثقل من اجلبال .
ك�أنه العط�ش ي�ستجدي فيه الن�سيان.. �شبح يتحرك يف الظالم
والن�سيان ميلأه العناد !! ليذكره بها مل يتحدد منه �سوى �شعره الالمع يف
حتى وهو ثمل .. �ضوء القمر
الزال يتناول الك�أ�س تلو الآخر و�أزرار بذلته وك�أنه خطط الر�سام
حتى تولد ال�شم�س بالقلم الأ�سود.
عندها يكون قد غفا على حافة النهر
جل�س بجوار النهر �أح�س ب�أن�سه رمبا
ال يوقظه �إزعاج ال�صيادين لأنه كالنهر
وال �سباحة الأطفال تيار يختبئ يف الظالم ي�سمع ال�صوت
وك�أنه يهرب من �ضجيج النا�س دون �أن يراه ..
حتى ال ي�س�أله عنها احد وهو ي�سمع �صوتها دون �أن يراها !!
ويف الليل ي�ستيقظ لي�صاحب الك�أ�س كان ثم ًال غاب ب�سكره عن العامل ب�أ�سره
ويجال�س النهر ...ويتمنى من الليل ... حتى ن�سي من هو لكنه مل ين�سها..
وال�سهر ...والنهر
�أن ين�سيه الك�أ�س وجهها �أحبها حتى الع�شق ....وع�شقها حتى
املوت
75
التي ال تذهب بنا هناك حلظات فائتة ،و�صور م�شو�شة ،
وكلمات خمب�أة �إلى حيث نريد
اخلطوة
أركض
الأف�ضل لنا �أن نتخطاها � ..أو نحملها هناك خطوات للخلف ت�ستحق العناء
للخلف
… وت�ستحق ما �سنخ�سره من جهد معنا
هناك خطوات .. وننتعل خطوات �أخرى �أجمل
متنحنا� أجنحــة للتحليق بعيد ًا نحو و�أكرثجر�أة حتملنا �إلى كل ما ن�ستحق
عوامل نحلم بها
ب�شرط� :أن ال ن�سمح للخلف �أن ي�سرقنا الرك�ض للأمام� سنــة الناجحني
من جناحات امل�ستقبل والرك�ض للخلف عوز املثابرين
هناك حواجز الميكن الوثب فوقها �إال وال نف�سد بعودتنا طريقنا نحو الأمام..
فالهدف هو التقدم دوم ًا ولي�س الت�أخر باالبتعاد قلي ًال للخلف
ومبا � أن الرك�ض للأمام دوم ًا ينق�ص ك�أن يكون خيار العودة ل�صالح� أخذ
�أنفا�سنا و�إعادة ترتيب وقراءة �أجنداتنا الكثري من الوزن
فمن الغباء �أن نظن �أن الرك�ض للخلف امل�ستقبلية
يزيده …!!.
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
76
كانت �سخي ًة على ا�ستحياءٍ ،مقبلة
مدبرة ،ال تبادر لكنها
�أن يكتفي بالنظر �إليها حتى
ال�صباح ثم حتى امل�ساء .
قرر
تفاصيل
ال تتوانى. �سيحبها بهدوء و�سكينة
وعندما ي�شتعل الفتيل ال متنحه فر�صة �سريت�شفها ارت�شاف ًا ويتذوقها كل يوم
ليلتقط �أنفا�سه بجرعة �إ�ضافية
�إال حلظة االنفجار. وي�سمح لها بتذوقه حتى ت�ست�سيغ طعم
مقاربته لها.
ما �أجمل العبث ب�أدق التفا�صيل..
ال �أحد مينع ..وال �أحد يتمنع..
وال �أنا ..هو �أنا يعلم �أن التذوق �سيزيد عط�شه لها
ويعلم �أي�ض ًا �أن هذا العط�ش لي�س مما
تذكر فقط �أن هذه هي حبيبته.. يفتك ب�صاحبه
هي ذاته وملهمته هي من دفعت به و�إمنا يزيده نهماً.
قدماً.. �ستمر الأيام وبقدر ما �سينهل منها
وهي الآن معه وله وحده..
�سيظل
عط�ش ًا مولع ًا بها.
هي ..لي�ست من النوع الذي مينح
ارتوا ًء .
عذبة هي حد �إ�شعال رغبة تلو رغبة .
كل لقاء يغري ب�آخر..
77
والطريق م�سار ًا �أعور
النهار يتعمد الك�شف عن وكل املارقني جمرد دخان ك�أمنا
الرحيـــــل مالمح ال�شم�س
ك�أمنا الليل حني يجفو وك�أنه يفتق الثوب عن ج�سد حمرتق
ك�أمنا البحث عن ابت�سامة يف تفا�صيلها وحظي وغيابها
وجه عاب�س �شيء ي�ضاهي البحث عن معجزه
يتناول �صباحاتي كقهوة مرة
كخبزة ياب�سة ك�أمنا ال�صحراء بق�سوتها
متام ًا كم�أوى للم�شردين تنام على و�سادة جتاورين
يتملقني تعبها كل م�ساء
ال ي�ألفني ..ال يطيق وجودي تزيد لظاها وحدتي وي�صطاد �صمتها
وي�أبى علي الرحيل كل احالمي
ك�أمنا هي تركل قفا الن�سيان
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
78
يتحدث عنك حني
�أ�شتاقك..
كلي
هل أستحقك
�أحب فيك هذه الأ�صالة التي ال�أجدها
لدى �أحد..
ف�أحبك �أكرث وبال حتفظات..
حتى فيما يغ�ضبني منك..
�أحبك..
حني �أجدك حتتويني كلي حتى �أطراف
�أ�صابعي..
فتجدد جنوين الغايف �إليك..
رمبا �أكون رج ًال ككل الرجال..
ولكني معك �أ�صبح رج ًال خمتلف ًا
المر�أة خمتلفة �أي�ضاً..
79
يف �صيف يحتاج �أن يراعى ليحبه
النا�س..
ال�شوارع باب
يفتح اجلنون على
�أر�صفة
ليلة حالمة
الهاربون كرث والباقون �أكرث م�صراعيه..
وبينهما جراح تهفو �إلى بيت ال�ضياع تثريها �أقدام امل�شائني يف النور �..إلى
ملبية.. �صدف..
قد جتعل من الر�صيف متثا ًال ي�سكن
يف �إحدى ا�سرتاحات الر�صيف اململ زاوية من جنبات الذاكرة بهو�س..
�أخذت ماء بارد ًا يبلل وجهي امل�صفر
من ( زخات الثلج) املت�ساقطة بخجل!
كنت على ر�صيف ملتهب �أت�أمل الريا�ض مرت �أنثى مل �أر ج�سدها وال �أعرف
تفا�صيله.. عندما حتاول �أن تتنف�س احلب من
فقد �أ�صابتني احلمى يف �ضفاف �أج�ساد الأوفياء لها �أو املغلوب على
عينيها.. �أمرهم..
عينان ك�أمنا ر�سما ليكونا �آية الإعجاز مل يكن يعني يل ال�سواد املت�أزم
الرباين يف الأر�ض.. من الن�سمات الباردة جد ًا يف ر�صيف
عينان ترميان ال�سهام دون رحمة الرحمة ال�ساخن..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
80
كثرية هي الأعني حمرم ًا مبيقات الفتنة
وكثريات هن احل�سناوات ومتمتم ًا بهذيان م�سن
�إال �أنها تفوق كل �شيء وتتجاوزه..
ا�ستفزته رائحة املوت يف �صباح �ساكن
�أظنها امر�أة �أتت ب�شق الأنف�س من كل �شيء� ..سوى من وخزات ج�سد
بليلة حتم ًا مل تكن متهالك..
ليلة حلم بالريا�ض.. عينان �أوقدتا جمر ًا كان قد رمد..
و�أيقظتا طف ًال يحاول ان يعود �إلى لهوه
واليقدر..
81
يف مكان تفوح منه رائحة عطرك
وت�سكن زواياه �أطيافك ال�سبعة..
يف
زمن لي�س ك�أزمنتي املبتلة
ب�أوجاع وتناهيد..
�أنا اليوم �أراك املليكة ببياض يف مكان لي�س ك�أمكنتي املتدثرة
وحدها لأقبلها والبعدها.. بال�سواد..
�أنا بك متيم غارق يف مي امل�سافات البعيدة يف بيا�ض كنت والقمر..
عندما �أجه�ضتنا ال�سنني عنوة يقال ب�أن املرء ير�سم لوحة الفناء
كلما اقتادته ال�سنني ب�سال�سل العذابات لرتمي بنا يف تيارات الاللقاء..
ت�ضربه ب�سوط عليه �صبغة بي�ضاء تختار �أنا اليوم يف ح�ضرة عظمة احلب
رجل بجرحٍ عظيم بعناية �أين ت�سكن..
ويقال �أي�ضاً ..ب�أن احلب يجعل القلب ينزف حمما بركانيه
تزفر يف وجه زمن �صد بال رحمة عن يطوف �سبعة �أ�شواط حول نف�سه
قلبينا.. ويخطئ العد فيبد�أ من جديد حتى
�أنا يف رحم الع�شق تتهالك �أوردته ،ثم يرمل يف �شوط
ذلك الرحم الذي ي�شبه مدينة عذابات ويقف اليتجاوز طيفها..
ويقال كذلك .....ب�أن العا�شق �إن هو مل و�صراعات
من ا�ستوطنها �شقي بها.. يحظ بقلب امر�أة َ
�أنا الهالك بك املنتظر رحمة امليناء مب�شر ًا ر�آها يوم ًا يف املنام
بر�سو �سفينتك.. ك�شم�س تغازل ثلوج ًا يف �سفح اجلبل
�سيتحول �إلى مزار يقف عليه العرابون �أنا ال�شقي بك املنت�شي بك ..
�أنا من �أحبك ببيا�ض م�ؤبنون..
حتى �ساد البيا�ض كل �شيء .. ولكني رغم تلك الأقاويل
كل �شيء ..كل �شيء.. �ضيف
ال �أجدين اليوم �سوى ٍ
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
82
�إليه وهو يوقد ال�شموع ابتهاج ًا
بزياراتي..
ثنايا زمن منحني
بع�ض ًا من �أ�ضلعه لأعزف عليها
يف
ذاكرة الجرح
�إليه وهو يعيد قلبي �إلى دوامة حلن ال�شوق..
التجاعيد املتكد�سة يف ويف بع�ض �أطالل مكان
�أعناق الزمن املتهاوي بي �إلى قاع كان يوم ًا مالذ ًا �آمن ًا يحت�ضن وجعي..
الأر�ض.. وقفت �أت�سابق والذاكرة
�أينا ير�سم مالمح الزمان واملكان..
�إليه وهو ي�ستلذ بوقفتي املك�سورة ولأين فا�شل حد ال�سخرية يف الر�سم
وعيني املبتلة.. قاي�ضت الذاكرة ب�أن ال �أجرح
�إليه مع كثري من ح�شرجة ال�صوت خمرجاتها
املتهالك
وهو ينادي الفرح من بعيد.. يف مقابل العفو عن ف�شلي و�إبداله ب�أن
�إليه و�أنا اعتدت احل�ضور �أكتب بدل �أن �أر�سم..
مع طرق �أبواب احلزن وجرح جل�ست �إلى �أحد حواجز املكان
الأحباب.. معي ورقة �صغريه وقلم به بع�ض روح..
�س�ألته :لمِ َ اجلرح يح�ضر من احلبيب؟ كتبت� :إلى هذا املكان وذلك اجلرح
�ضحك وقال لأنه يحبك!!.. مع كثري من الأمل..
مللمت �أ�شيائي ون�صف دمعة هطلت �إليه يوم �أن �شهد ميالد الأمل يف ثنايا
وقلم فا�ضت روحه الزمن الباكر جد ًا
وذاكرة و�ضعت حد ًا ملعاناتها.. على رجل اليحتمل وخز الأمل ل�صغر
�سنه..
83
غادر ال�شتاء مدينتها..
ك�سرت �أواين الورد ..
كلما
بكاء الورد
و�أخفت مزهرياتها العتيقة
�أغلقت الأبواب يف وجه ال�صيف ..
و�أ�صمت �أذنيها عن طائراتها املغادرة
ال�صيف مو�سم التلويح
ف�صل االنتظارات ..و�ساعات الذبول
الطويلة..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
84
لن�سج �أجمل حياة
ال حدود لها وال اجتاه
م�شارب و�ألوان
وم�سالك ودروب
احلياة
مع الهادي
ن�صنع فيه امل�سارات ولكي تكون حركتنا فيها �سهلة
ون�سن فيها القوانني جميل �أن يكون هناك هادي دليل
وذلك الهادي
الرحلة مع الهادي �إما فكرة نتتبع �أثرها
ثالثة اجتاهات ون�ؤمن بها �أو ًال
فانظر �أيها ينا�سبك ثم نعمل على تطبيقها بروحنا نحن
والتحق به وقدراتنا نحن
ولكن كن حذر ًا ما �إن تكون �أنت وال�شيء
و�إما يكون ذلك الهادي �شخ�ص ًا ن�ستلهم �إال �أنت
لأنه من الأ�سو�أ �أن ن�سلك طريق ًا منه القدوة
وعندما ن�صل نكت�شف �أنه من و�صل هو فيكون مبثابة الوحي لنا
ولي�س �أنا نت�صفح �سريته يف خطواتنا
ونحر�ص على �أن ال نكون ن�سخ ًا مكررة و�أن �أنا تاهت يف ثنايا الطريق
منه
فما الفائدة عندما نكون ن�شبه بع�ض!
ونقتفي �أثر بع�ض!
حينها ال مذاق للحياة وال نكهة
85
وعندما �أبد�أ ال�صعود �إلى ال�سماء
يعيدين �إلى �أر�ض باردة � ..صوتك
�صوتك
مثل احللم
يت�سلل
صوتك
يرفعني عالي ًا .. كاللحن امل�سكون بالده�شة
الحلم
يقطع �أنفا�سي ..يغازلني ..وميلأين �صوتك … يباغتني ..
غرور ًا وبجنون ي�ضحك وهو يالحقني
ثم ي�سقطني يف احلب قطعة قطعة يغلق عليَّ �أبواب الرحيل
يقول للع�شق هي ملكك فالتهمها.. يفتح �شبابيك احلنني و يجذبني من
ردائي
�صوتك..
يكاد يهوي بي من �شرفة ال�شوق العظيم يحتال عليَّ ..يرخي حباله
ويقول برجاءٍ .....ارق�صي ثم ي�أخذين بقوة �إليه �صوتك
يقر�ص خا�صرتي ي�سدل �شعري ..يفتق قمي�صي
هيا ارق�صي ....ي�شعل �شموع ًا وينفث ويتنف�س ب�صدري..يقول للأ�شياء
مو�سيقى غادري
فت�شهق اجلدران ..وتغم�ض امل�صابيح ويخادعني« ب�أنتِ جميلتي»
يقف جانب ًا ..ويعلن �شارة البدء عينيها
ويبت�سم يل ..ال تتوقفي وارق�صي..
ي�ضمني �إلى رغبته بكلتا يديه
حتى �أكاد �أغيب كال�شم�س يف �أح�ضانه �صوتك
كاالرتباكات التي ت�ؤخرين .. وت�صبح الدنيا لي ًال تهم�س به جنوم
وكاخلطوات اخلجلى التي متيلني هنا كثرية
وهناك كلها تقول اقرتبي �أكرث
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
86
�صوتك يجعلني يف حلظة !..
ا�ستبيح دم الن�شوة يف ج�سدك
87
�أيا مدينة املالئكة
ار�سمي لها قو�س قزح و�أ�سكنيه عينها..
يطرق نوافذ
ال�صباحات..
احلزن
يا مدينة
تلك ال�صباحات التي
المالئكة
ليتك تفتحي لها �أبوابك الفرائحية كانت تعج بها وب�ضحكاتها وحكاية
لتغ�سل بها �أوجاع عام كامل م�سائها..
وت�سلخ جلدها امللطخ بدماء مل ترحم احلزن �أي�ض ًا يكتب رواية الفراق
طهرها.. على �أر�صفة الريا�ض املك�سورة..
ولأن احلزن كان عنوان ًا لها قبل ال�سفر
ليتك تكتبينها رواية حاملة فلم يربح �أمكنتها
يف �صباح من �صباحاتك النرية وظل يعطر م�ساحات الأمكنة
وحتتوينها.. وك�أنه هو الآخر ي�شتاقها..
ليتك متطرين على قلبها �سي ًال عندما تغيب يغيب كل �شيء..
من قطرات �شوق الأمكنة امللتاعة.. وعندما حت�ضر يح�ضر كل �شيء..
ليتك تفعلي كل ماي�سعدها ويظهر معادلتها ال�صعبة يف احل�ضور والغياب
ابت�سامتها.. �إعجاز وحدها متتلكه..
ليتها تقر�أ الغياب يف مر�آتنا
ليت ياليت يامدينة املالئكة.. لتعلم كم �أخاف عليها ..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
88
حتى باتت يف ال�سطر نقطة..
ومن تلك النقطة يفوح عبري لها وحدها
�سطور..
يف �أحد �أ�سطرها
احلياة
هي ...
يحاول �أن يبحث يف ف�ضاءاتها املتغيبة ت�سكن هي بعيد ًا عن وهج ال�شم�س..
والشمس
�إلى ماوراء �شم�س �صيفها احلارقة
ليقول لها �إنني �أ�شيد بيت ًا كنت �أبحث يوم ًا يف �أ�سطر رواية باذخة
خلف ال�شم�س �إن هي �أرادت ال�سكنى.. الو�صف
لأنثى جترعت غياب حبيبها
نقطة ال�سطر احلاملة ومن ثم �ألقت به خلف ال�شم�س..
�ستظل نقطة حتى يعرث على عطر
يفيقه من غيبوبة الع�شق التائه بك كنت �أبحث لأين م�ؤمن
و�إليك.. �أن يل امر�أة �أوجدتها يف �سطر من
نقطة ال�سطر جمرد نقطة عبث �أحريف
ولكن هو احلب عندما يجن يبد�أ من ومل ت�ؤمن هي ب�أن هذا ال�سطر هو
نقطة.. بيتها..
كانت جملة ثم عبث بها �شوقي
برب نقاط الكون كلها و�أ�صبحت كلمات
وروايات الأ�سى كلها ثم ق�سا عليها نب�ضي
اهجري ال�شم�س ..وعودي فكانت كلمة..
ل�سطر يفقد وهجه يف غيابك..
اليوم يتخا�صم عليها حنني رجل
حبيبتي ..ال�سطر ...و�أنا ...والنقطة مك�سور
�أيتامك املكلومني.. وكربياء عا�شق موجوع
89
ابت�سمت بن�شوة
وبد�أت �أخاطب عقلها
�ضرب من خيال
جمنون..
امل�شهد
هي ...وحدها
من وتر احللم بامل�شهد امل�ؤجج ووجهها يحدث �شرخ ًا يف علو
مل�شاعرها.. البلورة ي�صل �إلى املئتي قدم عن �سطح
وا�سرت�سلت.. الأر�ض..
�أما �أنا فلم �أكن �أحتمل حديث عينيها
�أنا رجل ي�سكنه طفل مدلل الفاتنتني يف الأر�ض
يبحث عن �أ�سئلة فكيف �أحتملهما قرب ال�سماء؟
ي�صنع من خاللها كعكة فرح
ويلتهم منها ماي�شبع غرائزه الطفولية
لريى كل �شيء
�س�ألتها وهي تت�أمل بعنف
يجيء كاحللم واليغادر.. وجه الريا�ض الغارق يف فتنة الغروب:
�أتدرين .. �أيهما �أجمل �أنا �أم الريا�ض حلظة
�أنا هنا اليوم لأقول الغروب؟
�إنك الأنثى التي ت�ستحق �سكتت!!..
�أن �أ�صنع من �أجلها احلدث ثم �أماطت اخلمار عن وجهها
و�أترك لها قراءة التفا�صيل �أثناء وقالت بعد ارت�شاف �شيء من قهوتها:
وبعد.. ال تقحم نف�سك يف املقارنات
ف�أنت فوق اجلمال ..
�أتدرين �أي�ضاً.. مل �أكن لأرى هذا اجلمال لو مل تكن �إلى
�أنا هنا اليوم �أ�سجل اعرتافاتي جواري اليوم..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
90
ذكرانا.. بكثري من اخلطايا
�شكر ًا حللم جاء حقيقه يف حماولة ال�ستدراج قلبك
ورف�ض �أن يغادر رغم انق�ضاء زمنه.. لأن ي�صفح وير�ضى..
ال�شيء ميلأ الدنيا كابت�سامتك..
والآن قبل �أن نغادر املكان وال �شيء يعيد توازين
�س�أعيد ال�س�ؤال بوجه �آخر: كلمحة فرح �أقر�أها بعينيك..
�أيهما �أجمل �أنا �أم فجر العيد؟ وال �شيء ي�شبهك وي�صل �إلى حدودك..
91
ت�سابق الزمن
لأنك �أعرتها اهتمام ًا يفوق جمال اللحظة..
يف
�أروقة ال�سهد و�أنني املرايا..
يف غياهب احلنني وجلة
الصوت
ويومها �أي�ض ًا كانت كفي ترتع�ش وهي تناجي الأ�شواق..
الجريح
�شريان احلب .. يف بع�ض �أ�سطر وكل الزوايا..
بربك من �أين �أبد�أ؟ يف اليم وحول ال�شط وقرب ال�شم�س
من ذلك اللقاء؟ �أم من وخزة احلب التي وو�سط القمر..
بهت بريقها؟ يف املدن البالية والقرى املعدمة..
من رق�صات احلب ال�ساخنة �أم من عذابات يف قلوب الب�شر ويف حناجر ال�ضجر..
ال�شوق املتالحقة؟ يف الثلث الأخري من النزف
من �سورك املحفوف بكل موانع ال�شوق ويف فجة التعب املرمتي يف �أح�ضان
�أم من خ�صرك املرمتي يف �إجاباتك املبهمة؟ الأرامل..
من ر�سالة الرحيل �أم من احت�ضار املحاوالت �أجر ال�صوت متهالك ًا متح�شرج ًا
القتحام نافذتك؟ ت�سكنه العربة املت�أججة بكربياء راف�ضة
من احلظ الذي مل ي�سمح لنف�سه �أن الولوج يف مدن النور..
مينحني ابت�سامة الر�ضا �أم من بع�ضي حني ياوجهك الغائب بني زحام الغث
ق�سا على كلي؟ وال�سمني..
ال �أعرف �شيئ ًا وكل ما �أعرفه يانورك امل�ست�سلم لرحمة �شمعة ترق�ص
�أين �أجر ال�صوت يف كل الدروب بحث ًا عن بومي�ضها �إلى رحلة املوت..
وطنك .. ياعينيك وقلبك وج�سدك..
عن قلبك ..عن عينيك.. يا جرحي العابث بتفا�صيل اللقاء وبي..
عن فنجان قهوة يجمعنا و�شريان حب مينح ياه ياذاك اللقاء� ..أتذكرين؟
كفي رع�شة تليق.. يومها كنت �أتو�سل ل�ساعتك �أن تغفو وال
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
92
لي�س بعد..
انقاد كل �شيء َّيف يتبعها وي�صر على
كل هذا ال�ضجيج بر�أ�سي..
و�أ�ضعافه حويل..
يا
فقط لمحه
عناق ج�سدها.. يامنتهى النظر وحدته..
يا �شغبه اللذيذ واملمتع..
قبل البوابة وقفت كما تقف عار�ضة ياخ�صرها وعينيها..
�أزياء ت�شتهي الأقم�شة ج�سدها.. وبع�ض ًا من نحرها..
يل فقد
مل تكن عيناها وحدها تنظر �إ َّ كنت حول احلمى ورتعت..
كان خلف �ساعدها �صدرها ميعن كن ك�سقر..
النظر.. وكنت املحتفي بجحيم �سقر..
وفخذ مت�أمل من حب�س انفرادي يطل
من �شرفة العباءة.. �أوم�أت لها فلم تدرك..
و�سهم مايزال حتى الرمق الأخري من فعانقت فهمها و�أوحيت له �أن تخ�صني
احلرف يعبث بخا�صرتي.. عيناها بنظرة..
وتاهت يف الزحام مع موكب فقط نظرة..
ال�سيارات.. دورة �أخرى ويف «باري�س غالريي»
ا�ستوعبت رجائي..
زاحمها �شغبي على عطر تتو�سل له �أن
يقنعها ب�شذاه..
93
ذلك املكان الذي هم�ست لها يوم ًا
ب�أن اهلل ي�سكن يف الب�شر رموز ًا يجعلها
�أين ر�سمت حورية
وا�ست�شفيت مالحمها
�أتذكر
�سبب ًا يف التميز.. من �أفق تتزاحم فيه الغيوم كا�سرة قارئة
وهذا هو رمزك و�أ�شرت �إليه بقبلة بذلك ح�ضور ال�شم�س.. الفنجان
�ساخنة..
�أم�ضيت وقت ًا طوي ًال عند �شرفة وجهها
كل ما �أتذكره حول تلك اللحظة �أنها �أت�أمل حماولة ال�شط الختطافها..
انقب�ضت وا�سرتخت داهمني اخلوف على خ�صلة �شعرها
يف ذات الوقت وكل ماتتذكره هي �أنها القريبة من عبث ال�شط
قبلتها الأولى.. ف�أقمت جدار ًا من الطني..
ور�سمت بذات العود جي�ش ًا من الأفذاذ
عندما بد�أت ال�سابعة تخرتق حواجز ليحر�سوها..
الزمن جاء �صوتها املتعب من خلف
نافذة احللم : على جانبي الأمين ا�ستلقيت متكئ ًا على
«هاه ياقلبي قريت امل�سج»؟ راحة يدي اليمنى
حفظته� ...سمعني وا�ستغرقت يف متابعة حماوالت
االخرتاق البائ�سة..
�أدرت لها «قارئة الفنجان» من امل�سجل
وو�ضعت الهاتف يف زحف ال�ساد�سة لعناق وهج ال�سابعة
وا�ستلقيت �أت�أملها يف خيايل تداعب وانتعا�شة الذاكرة امل�ستلقية رغم ًا عنها
بزهو خ�صالت �شعرها �إلى م�ستقر �أجدت ر�سمه باحرتافية
ومترر �أناملها املوزونة على وجنتيها متناهية �أ�سفل �شفتها ال�سفلى
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
94
عندما يخرتقه �صوتك الهادئ املختبئ حين ًا و�صدرها حين ًا �آخر..
خلف ن�شوه.. انتهت الأغنية وعدت لها و�إذ هي يف
�سكرات احلب غارقة بلذة..
ليتك ت�ؤمنني �أن القلب خارج اخلدمة
لأنك خارج �سوره العظيم.. بن�صف �ضحكة قالت :كلماتك
ليتك هنا بني رم�شني وو�سط عينني هي �إح�سا�سي
ويحت�ضنك قلب واحد.. ولكن عد �إلى امل�سج واقر�أه جيد ًا
هي �إح�سا�سي و�أنت كل حوا�سي بربك
ليتك فقط ترين انك�ساري عندما ينتهي �أل�ست فنجان قهوتي وقارئته..
الليل و�أنت غائبه..
غ�ضب غيمتني كان كفيال لأن يربك لو تعلمني كيف �إذا جن الليل ر�أيتك
ا�ستلقائي و�أجدين مبتال باملطر تن�سلني من غ�صن �شجرة
وجي�ش احلرا�سة قد غرقوا يف اليم �أ�صلها ثابت وفرعها يف قلبي متطرين
واحلورية اختطفت عنوه.. علي ب�سنابل من نور
وترمتني على ج�سدي كقطرات مطر
�أما �أنا فراق�صت املطر وحليم و�سيدة وتلتهميني وتثملني..
تقر�أ الفنجان وتكذب..
95
ت�سكن غرفة جماورة..
الطبيبة ت�أتي كب�شارة ،ت�سندها
متوقف ن�صفها الأمين عن
احلياة
هي
تقدم لها يد ًا من حلم ،و جناحي �أمل هو �سيدخل غرفة العمليات غد ًا خلف الباب
تهم�س لها ..ماذا الآن؟! الورم الذي يحتجز ر�أ�سه رهينة يهدد
«فقط خذيني �إليه ويتوعد
ومل يبق �أمام �سلطته �أي حيلة
ال �أريد �أن �أنتظر حتى ي�سلبه الهذيان تطلب الكر�سي املتحرك لت�صل �إلى
ال �أريد �أن �أبقى حتى ي�سرقه الغياب غرفته
يل بعد الغد
لن �أحتمل لو مل يتعرف �إ َّ
فقد وعدته بليلة ع�شق وارتواء مل يكن �أحد بالقرب
ال �أحد يرى اخلوف الذي يبعرث نب�ضها
خذيني �إليه فالغد يطرق النافذة ال يهتم �أحد بارتعا�ش الظالم يف
والقدر على الأبواب» عينيها
جتل�س على كر�سيها ..تزينها الطبيبة ، ال�شم�س رحلت والغد قريب
ت�سدل لها �شعرها وال �أحد بالقرب
حت�ضرها لتكون �أكرث ن�ساء احلب فتنة تثق بن�صفها الآخر ،وتعتمد عليه
ت�سقط يدها بعيد ًا عنها
ت�ضع وردة حمراء يف يدها
وت�س�ألها ..هل �أنتِ واثقة؟ مت�سك بتالبيب قلبها ..و مت�ضي
الطبيب هنا يف زاوية قريبة ينتظر بن�صف خطوة
ت�س�ألهما هل فعلتماها قبالً؟ تن�سى �أن لها ج�سد ًا يزحف
فرتد الطبيبة :وهل فعلتماها �أنتما وتذكر �أن روح ًا تخ�صها
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
96
قبالً؟
تهز ر�أ�سها بالنفي ..وتقول كان وعد ًا
و الوعد ي�ستحق الوفاء
تعاود وت�س�أل ..كيف هو ال�شعور ؟
يجيبها الطبيب �أنه �ساحر مع ج�سد
يفهمك.
97
حبها يف يومه امللكي ..ونادت با�سمه كما الهيبة يف بالط �سلطان..
فهب فزع ًا كما الغزال حتى �إذا ما ح�ضر لها يف �أر�ض مل تر نورهما
ا�ستفز
بعد ..وقفت ..تقدمت له.. ال�شارد .. عشني فقط
انحنت بف�ستانها الأ�سود قلي ًال فغدت �أطرافه لب�سها كل الده�شة ..
مع الأر�ض يف قبلة ع�شق تبتلع الأفواه .. و�س�ألت نف�سها �أتراها ق�صرت يف حق
ت�أملته لأول مرة بطريقة خمتلفة ..كانت غرور حبهما فلم ت�شبعه ؟؟
توبخ نف�سها .. �أخذت من الدنيا كل اجلمال ..
وجمعت طيب الندى من على جدر بيوت وت�ضرب �أنوثتها بكل الأ�سواط ..
ت�سرتجع حبه فتدلل رمو�ش عينيها يف الطني القدمية فكان الأثري..
�إغما�ضة تزيد الع�شق ال �شك .. و�أ�شعلت يف كل الأرجاء �شموع ًا ..
�أخذت يديه كما �أنه عهد الزمان وقالت له : و�ألب�ست الكون من «الدانتيل» حل ًال ..
�ألغت احلر ونفت الربد وم�سحت الربيع و مل �أع�شق �أنوثتي �إال لرجولتك ..
ومل �أبحث يف عينيَّ �إال لأنها ر�أتك .. حذفت اخلريف
ومل �أكرتث لهما �إال لأنك ر�أيت فيهما عامل ًا ور�سمت ف�ص ًال خام�س ًا يليق باال�ستعداد
�آخر.. له..
�أتراها نف�سي فقط ..بل هو الكون والع�شق ارتدت كل اجلمال ..وجتملت بكل
والزمان .. الفخامة ..وتعطرت با�سمه ..
ف�أ�صبحت فتنة تغفو على حافتها كل ن�ساء مل يكونا يف هذه الدنيا ومع ه�ؤالء الب�شر �إال
لأنك كنت من الع�شق معلمه.. الأر�ض..
قر�أته للحرف فات�سق على �سطور �أ�سكرت عندما ر�أت �أنها غدت مع املكان
بدون ك�أ�س و�أججت بدون �شرار .. الأ�سطورة..
�شيئ ًا يليق با�ستقباله ..فتحت م�صراعني ..ور�سمته للطري فتلونت ب�أوراق الهدايا يف
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
98
منذ ال�صبا.. �أعياد احلب ..
و�أنا معك مل ابتدئ منذ ال�صبا ولكني �أحببتك حب بل ت�سامى لي�صبح على �أوراق التقاومي..
ال�صبا وع�شقتك ع�شق ال�شباب .. يقلبها الع�شاق يف انتظار املواعيد �أو
ثم بعد ال�شباب .. ا�سرتجاع الذكريات ..
�أن�ضجت قلمي وقلبي و�أنوثتي و�أ�صبحت �أر�شف احلب و�أنا بني �أويل معك و�آخري �أراين كلمة مل
معك ك�أ�س ًا على مائدة احلرف .. تقر�أ �إال بني �شفتيك ..
�أتذوق احلياة معك ثمرة من �أروع جنى املوا�سم.. وطل�سم عتيق مل يفك �شفرته �إال �أنت..
واحب�س ن�شوة ج�سد ت�أبى �إال �أنت .. �أرجوحة ال�صباح ذو الغيم ..ولوحات ال�سهر
تثور ثم تتذكر الذنب فتنك�سر �أل�سنة لهبها يف م�ساء فاخر ..
ويبقى منها متقد اجلمر ي�صطلي به حرمان ج�سدي ووردة اكت�سبت ذهبية ال�ضوء من �شمعة
و�أتلذذ.. �أ�شعلها حبك..
و�أرنو ل�شعر �أبي�ض وكهولة ي�شيخ فيها العمر ويبقى حبك لذا كن متبخرتاً� ..أ�سكن الزهو..
يف قلبي �شباب.. فهناك روح ل�شوقها �صوتك ..وقلب لنب�ضه
�سكتت ثم رفعت �إليه ر�أ�سها تقر�ؤه وك�أن الكالم كله ال حبك..
يكفيها لتحكي عنه .. وريحانة عمر لأجلك �شذاها ..يف �إ�شراقتك
تابعت بقوة :ا�سكت �أنانيتك ..اركبني قارب ًا � ..أنزلني يكتب على �أوراق ال�شجر الفرح..
من �أرجوحة .. حيث ت�سعد دودة القز وين�سج احلرير ..
�أجل�سني على تل ..ا�سحبني بهذا الغجري من العامل.. ويطيب �شدو البالبل كالغزل بني الأحباب..
�أوقف كل �شيء متى تريد .. وتتالمع على �شوارع املدينة الأمطار..
فقط ا�سمعني .. حيث طفل وطفلة يلهوان حتت املطر عند
ف�أنا لك �أكرث من نف�سك لك و�أكرث من نف�سي يل.. مفارق الطريق وحتت �سور الب�ستان..
فقط ع�شني ..ع�شني فقط يجهالن �أنهما ير�سمان حب العمر �إذ ابتد�أ
99
وفرح م�ستدام لأجلها
البد �أن ت�شعر انها
لو �صحوت يوم ًا
ووجدت ثورة يف اع�ضائك
ماذا
ثورة الحواس
املف�ضلة لديك عليك!..
وانها فخرك وافتخارك فالعني ال تريدك �أن ترى
و�أذناك ت�أبى عليك �أن ت�سمع
ج�سدنا وتفا�صيلنا و�أنفك يرف�ض �أن ت�ستن�شق �شيئ ًا
�أمانة البد �أن ن�صونها حب ًا وعرفان ًا ويدك ت�ستع�صي �أن تلم�س �أي كائن
ليبارك اهلل فيها طول العمر ورجالك ال تريدان خلطواتك احلركة
وقلبك يغلق عليه حجراته فال نب�ض وال
خفقان
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
100
ما �ضاقت عليك الدنيا
واختلطت جهاتها الأربع
متى
استفت
ابحث عن �ضحكة طفل..
طفلك
واجعله ي�سرقك من اجتاهاتك
وم�ساراتك
وحدهم الأطفال ت�سريهم الفطرة
ومن ي�سلك فطرة الأطفال حتما �سي�صل
اغم�ض عينيك لفرتة
وا�سال نف�سك
كم متنح يف يومك من وقت لأجل طفل
لي�س �شرط ًا �أن يكون هذا الطفل ابن ًا لك
�أو ابنة
بل اجعله جمرد ًا من كل التزام
فقط ..طفل للطفولة والرباءة
لو مينح العامل الفر�صة للأطفال
النتهت جل م�شاكله و�أزماته
جربها مرة
عندما متر ب�أزمة
ا�ستفتِ طفلك يف حلها
وانظر مباذا ي�شري عليك..
الطفل رحمة وهدية
فال نحرم �أنف�سنا منها كثرياً..
101
�شعاراتك وخطاك فلم تعد ت�ستحقها..
�س�أبد�أ اليوم بكلمة الرحيل لتكون هذه
مت�أخر ًا كالعادة..
يحاول �أن ي�صنع فرقا
ي�أتي
آخر قراري
الأحرف جماز ًا يف حياة كانت هي ذات احلياة التي
هي م�سمار نع�شك الأخري و�أنا �أ�شيعه �أهملها..
�إلى مثواه الأخري
قبل �أيام �أخفق يف ترجمة ماي�سميه
بعيد ًا عن مدين البي�ضاء التي كدت ع�شقاً..
متل�ؤها �سواداً.. عندما اقتحم �صندوق الربيد الوارد يف
كنت لك بكل �شيء ..وب�أي �شيء.. �إمييلي
ومل ترد �أن تكون كذلك.. لي�ضع فيه ر�سالة مل �أعرف �إلى
اليوم حتاول بهمجية �أن نعود.. هذا الوقت ما الفرق بني �أولها
يا�سوادك املمتد من �سفح اجلبل �إلى و�آخرها..
عروق ال�شجر.. قر�أتها مئة مرة لعلي �أجد فيها ما
العابث بحلم الطري و�أنفا�س الزهر.. يجعلني �أ�ؤمن بعودته..
القاتل لطموح الأر�ض يف �أن تتقبل و�أغفر له ..ويف كل مرة �أدمع كراهية
العي�ش.. و�أبتل �أملاً..
املكرث من الظلمة وال�شحيح بال�ضياء..
كنت �أحدث نف�سي برد �أقول فيه كل
وداع ًا حيث ال �أراك وال �أذكرك.. �شيء..
وداع ًا حيث متوت اليوم هاهنا.. فكتبت :لن �أبد�أ بديباجة الع�شاق و�أنت
وداع ًا ب�آخر قرار نطقت به حمكمة مل تعد كذلك اليوم..
قلبي العادله �أو رمبا الرحيمة.. لن �أتكرم ب�ألقاب ك�شف الزمن زيف
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
102
وداع ًا و�إن مل تفهمها ..وداع ًا و�إن مل
تتقبلها..
�آخر قراري
ي�شبه كثري ًا نع�شك الأ�سود املليء بعبثك
طوال �سنني ..
خذه ومن فيه بني جراحك املهداة يل
قد تفيق من رائحة الدماء يف �أركانه
وتدرك كم �أنت ظامل..
و�إن �أدركت التفكر بالعودة فال جمال
لنق�ض احلكم وال اال�ستئناف..
103
هل فكر الأب �أن ي�سلم م�س�ؤولية البيت
�إلى ابنه الأكرب
فكرنا �أن نت�ساءل
مما نريد �أن ن�أخذ �إجازة!..
هل
االجازة عندما
وي�أخذ هو �إجازة من الأبويَّة لفرتة..؟ من وجوه و�أماكن
تأتي
هل فكرت الأم� ..أن تعود �صبية لتعبث �أم .....من التزام وم�س�ؤولية
وتن�سى �أنها �أم..؟ هل ن�أخذها لرنتاح
�أم ...ن�أخذها لنفت�ش عن ذواتنا
نحن ال نقر�أ الإجازة جيد ًا الإجازة
وال نخطط لها
لذا تروح وجتيء البد �أن تكون �إجازة من كل �شيء
دون �أن متنحنا �إك�سريها القوي العقل اجل�سد االلتزام
النا�س املكان الزمان
من هذا املنرب ال �أحد يقر�أ الإجازة كما يجب
اجعلوا ..الإجازة لذا جند كثريين
�إجازة من كل �شيء ..كل �شيء ي�ضيعونها يف نوم فقط
�إال ..اهلل! وك�أن االجازة ما �أتت �إال لهذا
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
104
ال�سعيد من يعرف كيف يختار اللون
ومتى و�أين وقبل كل �شيء ملاذا..
لي�ست جمرد لونني
� أ�سود و �أبي�ض
احلياة
الحياة ..
بل تتعداها لكل الألوان
ألوان
الألوان بل انك مبهارتك وتذوقك ت�صنع اللون
متنح ر�ؤى جديدة للم�سارات الذي حتب..
واالجتاهات
ال تنظر �إليها كجمادات
اللون الأبي�ض لي�س نا�صع ًا للحياة دائم ًا بل �إلى �أنها حيوات لناظريها وبالألوان
�أ�صبح البيا�ض تهمة و�سلب ًا للحقوق عند ..الدنيا حلوة
البع�ض..
واللون الأ�سود
يجعل منظارنا للحياة �أ�شد �أملا و�أقل تفا�ؤ ًال
اللون الرمادي
جماله يف �أنه مينحك فر�صة للتغيري
للمنطقة الأف�ضل
�أو يجعلك تتقهقر للمنطقة ال�سوداء
105
الفقد؟!
�أود �أن �أحت�سيها قهوة تعانق «تويك�سا»
ف�صيلته؟!
و�أي درجات الأحمر هو
ماهي
دمها...
ليجتمعا مع ًا يف �ضيافتي.. لونه؟!
حكاية كُ برى
مل تكن تلك الأ�سئلة تعني �شيئ ًا بالن�سبة
�أ�شتاق حلمرته هكذا �أتخيله و�إن مل �أره �إلى حمتوى اهتماماتي
�شوق اخلاليا لبع�ضها حني يلتئم بقدر ما كان الغ�ضب يتملكني
اجلرح.. على �إجبار دمها كراهية مغادرة
ج�سدها..
�أ�شتاق لكلها ولإبرة جارت على
عروقها.. ياج�سدها املر�سوم بري�شة باهظة
يادمها ال�ساكن الفن..
يف ذاكرتي من �أول ال�شريان ياج�سدها الذي يحوي تفا�صيل الع�شق
لهاوية اجل�سد. من �ألف احلب �إلى ياء الفتنة..
يادمها ال�سابح بي يف �أفياء وطنها..
يابع�ض خاليا حمراء وبي�ضاء
ورق�صات بينهما ت�أ�سرين و�أنا �أ�سري بني
دفاع وهجوم..
ياقطراتها التي �أجربت على النزوح
والإجالء
من ج�سدها �إلى غيبيات املحاليل..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
106
معاً ...ننام على و�سادة
الن�سيان
كنا
سواها
ون�صحو على دنيا بال �أحالم
كان يفوتنا الإ�شراق
ومير علينا الغروب دون وداع
107
يهزموك ..والآخرون التي كل هزائمك
معهم انت�صارات
كيف تقر�أ التحدي ..؟
و ما ال�صدى ل ـ « احتداك»
تُرى
اتحداك
يف حياتك!..
وقل لنف�سك ..من �س�أحتدى اليوم ..؟! هل تعده اثبات ًا لقدراتك!..
من� سيكون املتناف�س �ضدي!.. �أم ت�أكيد ًا ل�ضعف غريك!..
ومن ذاك الذي �س�أنت�صر عليه !..ومن � أم �أنك به تفتح �أبواب ًا مل تفتح قبل..
هو الذي �سيجعلني �أطري فرح ًا بغلبته ومتار�س التجربة املولعة بالده�شة
عليَّ !.. وتُفاجئ الآخرين بك ..و ب�أنف�سهم !..
ما ر�أيك يف �أن حتاول اليوم � أن حت�صي هل �س�أحتدى الأم�س و�أرتقي فوق
ج�سده لأ�صل �إلى غدٍ �أنا �أريده!.. التحديات بحياتك
�أم هل �س�أحتدى ظنوين وهواج�سي .. الأجمل منها
و�أخو�ض جتربة جديدة ولن يعنيني الأقوى
الفوز.. الأ�شقى
بقدر ما تعنيني حالوة التجربة ..ولذة الأكرث فتنة
املغامرة!.. الأكرث غرور ًا
الأ�شد خيبة !!..
عني �أنا
رمبا � أفكر اليوم بتحدي عينيها !.. وما ر�أيك �أن تتحدث
و�س�أهتم ب�أن �أغرقها �شوق ًا وحنين ًا عن كل خ�صومك� ، أولئك الذين
ثم �أبللها بالو�صل ..و�أطبق اجلفنني تغتاظ منهم
والذين حتبهم … والذين ال ميكن �أن على قلبي و�أك�سر �سواد الغياب فوق
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
108
رم�شيها
109
لذا لي�س عيب ًا ان نبحث عن �إجابة..؟
دائم ًا
�صحوت ال�صبح يوم ًا ونظرت
يف املر�آة
هل
انت هل
احلياة تبد�أ ب�س�ؤال ..وعندما جند وقلت من �أنا..؟
تعرف أنت
�إجابة هل نظرت �إليها ..وتعرفت عليك
فحينها نحن يف حاجة ل�س�ؤال جديد �أنت..؟
هل ت�شعر �أنك �أنت..؟
وقبل اخلتام من �أكرث �شيء ي�صدقك �أنت!!..
ت�أكد �أنك اذا عرفت من �أنت ب�سرعة لن جتد �أف�ضل من قلبك وعقلك
حينها ..تكون �أنت ل�ست �أنت يخربانك من �أنت
فال تتاخر وابحث عنك �أنت !..الآن..
البد كل حني ن�س�أل �أنف�سنا هذه
الأ�سئلة..؟
من �أنا..؟ هل �أنا�..أنا..؟
ملاذا �أنا ل�ست �أنا..؟
كيف اكون �أنا �أنا..؟
متى �س�أ�صبح �أنا..؟
فهذه الأ�سئلة
كفيلة بتجديد مناهجك وم�شارقك
ومغاربك ما يجب �أن تعرفه
�إن قلة يعرفون من هم
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
110
111
ثم وا�صلت.. امل�ساء �أتى على غري
العادة..
هذا ال تبكي..
يا طهرك ال�ساكن يف حمراب العجائز أرجوك كنت معها ومل تكن هي معي..
حني يقهرون انحناء �أج�سادهم ليعبدوا كنت �أت�أمل مطرها ..
اهلل.. وال �أرق�ص مع حباته..
يا نقاءك الذي يهزم وجوه الزيف على
�أر�صفة العابثني.. حاولت �أن �أتو�سل �إلى �سماء عينيها
يا فرحك الكا�سر �أفئدة احلاقدين.. ليتوقف املطر..
يا ابت�سامتك املر�سومة بنور وجهك ف�أر�ض قلبي بد�أت تغرق..
الذي �أوقد ظلمة العا�شقني.. مل تبكني ومن املت�سبب؟!
ال �إجابة..
يا بكا ًء بد�أ من قلبك وانتهى بقلبي مل هذا احلزن وهل �أنا �أحد �أطرافه؟!
ومابينهما امتدادات جلروح �أي�ضا ال �إجابة..
تنام على بقية من متتمه وت�ستيقظ على
�شهقة الفزع.. تركتها تبكي ب�صمت
ياحلمك التائه يف حميط فرا�شك و�أت�أمل وجهها اجلميل حتى وهو يتجرع
واملختبئ حتت و�سادتك والعابث الأحزان البائ�سة..
ببع�ض �آمالك.. «لن يغفر اهلل لرجل ا�ستفز عيني �أنثى
ب�أمل»
يا �أيتها الإن�سانة ال�شفافة الربيئة هد�أ روعها بعدما �أقحمت وجهها يف
املظلومة.. حميط �صدري..
وبقرب �أذنها هم�ست لها بتلك العباره ..يا �أنت بربك من �أبكاك؟
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
112
�أدارت وجهها وماتزال على حميط
�صدري
وبالكاد �أملح عينيها من فو�ضى
خ�صالت �شعرها
واملطر يحت�ضر ب�صمت يف عينيها..
عربة حتب�سها �شفتاها النا�ضجتان
113
الأقل عن �شبيهها.. ي�ؤمن ب�أنها بد�أت تقتحمهو:
حياته ..
ذات منام
هي :تناجي طيفه الذي ملحته ذات لقاء ب�أنها ا�ستحدثت تاريخ ًا يقر�أه بجنون
عابر.. ملتهب..
تت�أجج يف جوفها ناره التي �أوقدتها ب�أن بع�ضها حني يح�ضر ي�أتي كله
م�صحوب ًا بوله ..
هجرته �إلى مدن الالح�ضور..
غريت له معامل حياته وتفا�صيل يومه ..ت�ستيقظ على طيفه وتنام على حرفه..
يف �سجادتها يح�ضر ك�أجمل �شيطان و�صفه بها ال�شفاء هكذا كانت ..
�أي�ض ًا هي م�ساحة جن جنون القيا�سات ي�أخذها من فري�ضتها..
ت�ستغفر اهلل على ذنبها وتعود بغنجها
لتمار�س الذنب بال وعي.. فلم تعد معايري قيود مع�صمه ت�أبه
بقوانني املجتمع..
�أحدث فجوة كبرية بني قلبها وعقلها ..
قلبها يبحث عنه يف �أفواج الدماء �إح�سا�سه هي من ت�صنعه..
احلا�ضرة �إليه.. نب�ضه هي من تر�سمه
م�شكلتها �أنها ت�ؤمن ب�أنه فر�ض قدا�سته بع�ض �ألآمه ر�سمت يف حميط غيابها
يجعلها تالحقه يف رك�ض الثواين ك�صورة �أ�ضناه البحث عنها �أو على
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
114
ورحلة ال�شم�س املتكررة..
115
احلرارة ت�شري �إلى ما بعد حماولة لفر�ض حظر جتوال يف حميط
قلبها
درجة
الأربعني لظى..
المقعد
ولكنها تف�شل.. وعند �إ�شارة جترب على اال�ستحمام
الخلفي
ف�شلها يقودها لأن ت�سلم �أمرها بزخات اللهب..
لق�صيدة وجدت فيها رحلة ا�ستجمام
كانت هناك تت�أمل وجه ال�صيف حولها ..لعامله ال�ساكن بغربة يف ذاتها..
وجهها املمتلئ فتنة
تعرتف غيابي ًا با�شتياقها و�أمنياتها.. وهو م�سرتخٍ يف مقعدها اخللفي الوثري
تن�سج من خيوط ال�شم�س حلم ًا فاره ًا يحكي ....حكاية ا�ضطهاد ال�شم�س
كمقعدها الأنيق ...وت�ستجمع ملالمح �أنثى ترف�ض �أن تلمحها حرارة
�أ�شواقها.. �أجواء ال �أن مت�سها..
يف داخلها �أي�ضاً ..يق�سو الوجد �صوت خافت بالكاد ا�سمعه يردد :
على اجلزء امل�سرتخي من جهازها «عمري ما متنيت �شي»..
الع�صبي �سافرت �إلى عينيها
ليثري حفيظة اجلزء املتوتر.. �أحمل حقيبة ا�ستق�صاء بداخلها بع�ض
ت�ضغط ب�إبهامها وال�سبابة على ن�صفها رو�شتات لقراءة ما ميكن �أن تفكر فيه
امل�ست�سلم ل�ضرب نوبات ال�صداع دون �أنثى
رحمة.. وهي ت�ستمع لتلك الكلمات..
تنتهي الأغنية ..فتنتبه لعدم �إن�صاتها �أح�ست لوهلة �أن �سكونها وهي تائهة
للكلمات حيث كانت تائهة وحيدة يف �سيارتها
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
116
بالبحث عن بع�ضه و�سط �ضو�ضاء
ذاكرتها..
تعيد الأغنية
117
كهدية عيد �سقطت يف كف قلبي
تتقافز بها الفرحة من نب�ضي
�أول �صفحة:
«الكتابة �إليك عمل حمفوف
يف
أول
باحلب ...واخلوف ..والأمل
�أتناول «�أحبك» كل حني ال �أدري كم �سيكفلني الأمر
فرتتع�ش الهمزة يف �أولها .. لكني �س�أكتب ..و�أكتبني
وت�سقط مغ�شي ًا عليها يف �آخرها.. وبقلمي الر�صا�ص الذي �أحب
و�أظل بينهما يف هيام بحرف وبعد �أن تقر�أ ..ال ت�س�ألني �شيئ ًا
ينتظر قبلة منك ليكون
�أول حروف ا�سمك فقط� ..أغلق �أبواب الدنيا من حولك
واطفىء �أ�ضواء الزحام
�أحبك اليوم و�أبقى يل وحدي ..
و�أعي�ش الق�صة كاملة ثم انظر حلريف
و�أعي�ش اللهفة كاملة و �إلى م�ساحة املحو بني ال�سطور
وال�شوق كام ًال و�ستعرف حينها
�أحبك و�أن�سى كل يوم كم �أحبك
مل يكن اليوم.. وكم �أخاف عليك
وكم �أت�أمل بدونك»
يف �أول لهفة:
�أين �أنت الآن ! يف �أول فرحة:
ماذا تفعل ال�شم�س بوجنتيك! «�أحبك اليوم
�أي ماء ت�شربه من جبينك ! بقدر ما �أحببتك العمر الذي م�ضى
�أي �ضياء تقبل به عينيك ! �أحبك..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
118
نار �أي ظلم هذا !
و�أي قهر متنحني �إياه النهارات
بربك..تعال حني ت�أكل الغرية كلي من �شم�س جريئة
لأقت�ص منها ..ومن الأ�شواق تقرتب منك… تلت�صق بك وتذيب
ومن كل دقائق االنتظار».. �أنفا�سك
تلفك كلك ..وتقب�ض على كفك
وال �أحد يلومها..
119
الداخلية..
مل �أ�ش�أ �أن �أتناول م�شروبي �أمام مر�أى
بعد ا�ستيفاء
ال�شوق ..
غادرتها
عالمات
اجلميع وبعد �أن ا�ستكنت يف الع�شق ..
الحب
فبداخلي �شعور يجعلني �أح�س ب�أن كل و�أ�سكنت..
النظرات غادرتها بعد �أن حفرت يف جدار
تقول يل: ذاكرتي تفا�صيلها..
«مني قدك !» ومنحتني نب�ضات ا�ستوطنت عروقي
لذا ف�ضلت العزلة واالحتفاظ بكل �شيء وعلت مب�ؤ�شر حرارتي كثري ًا ..
يل.. تلك اللحظات القا�سية املجهدة
الرقيقة..
ريثما ي�أتي امل�شروب ..
�أخذتُ �أت�أمل يف مر�آتي بع�ض ًا من ليلتها كانت �أجمل حلظة متطرفة
ر�سمتها بدقة متناهية يف حمطات احلياة الكثرية الرتابة
يف حميط الرقبة و�أقرب ماتكون �إلى والت�صنع ..
الأذن.. بل �إين منذ خرجت و�أطرايف ترتعد
من �سكرة دقائق ي�سكنها اجلنون
ال�سخي..
و�أخذت �أ�س�أل نف�سي …
ترى ما الذي توقفت لربهة عند نا�صية يف �شارع
يجعلها ترتك تواقيع احلب فو�ضوية ال�ضجيج
هكذا!! لأحت�سي م�شروب ًا بارد ًا
دون �سرتها!.. عله يحدث توازن ًا يف معايري حرارتي
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
120
متعنت لونها املتمرد على خارطة
الألوان
ووجدتُ �أنه �شاهد �إثبات لواقعة خارج
نطاق ال�صدفة
م�ؤقتاً..
متعنت �أكرث فا�شتقت لها �ضعف مترد
اللون
و�أ�ضعاف �أ�ضعاف �أماكن �إقامته..
�سريع ًا هربت
وك�أن الدنيا التريد
�أن يتعرف �أحد على حر�صك الكبري
ب�أن ت�سكني ج�سدي لبع�ض الوقت..
121
باملعابر واحلدود .. قبل …!
ففي م�ساء رقيق بكل تفا�صيله
�أما
�أما بعد…! املتداعية ال�سريعة التتابع .. ال تغرك
�أنا ياخالد.. اقتحم هدوء الليل �صوته املتعرث من
كما الناي ي�أتيه رجل �أو امر�أة بهما رداءة االت�صال حني �أ�سمع كلمة ،
من الوجع مامينحهما حق ال�شكوى من وتعم الفو�ضى باقي الكلمات..
خالله خرجت من م�أزق عبث التقنية الناجحة
ليعي�شا الأمل من خالل وقعه املربك على حد كذبهم ب�أن اقرتحتُ عليه
للذاكرة امل�شروخة.. ذات املكان الذي كان يجمعنا ..ب�شكل
�أنا و�إن كنت �أ�ضحك �إال �أن بداخلي يومي قبل �أن نغرق يف امل�س�ؤوليات ..
م�سافة حزن ت�ستع�صي معها كل التقيته وبعد ا�سرتجاع لبع�ض الذكريات
م�سليات الطريق.. الفو�ضوية واملغامرات..
فتزداد امل�سافة وتكربالق�صة..
وي�ضمحل الأمل .. بادرته … ماتزال �أنت �..أنت مل تتغري.
�ضحك !..وخلف �ضحكته كانت هناك
�أعي�ش فو�ضى اجلراح املرتاكمة بني م�سرية حافلة ب�شتى تقلبات الأجواء
�إقبال على مدينة نقية الهواء.. كماهي الريا�ض الكرمية دوم ًا مبزاجيتها
و�إدبار عن مدن اخلوف .. ..
مل �أكن �أعلم �أن مبادرتي �ستكون رحلة
�أنا كتاب كتب يف �صفحته الأولى : �سفر بجواز يحمل كثري ًا من ت�أ�شريات
الإهداء : احلزن !..
�إلى �ضحكة ت�أتي متع�سرة .. فانطلق باحلديث م�سرت�س ًال دون �أن ي�أبه
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
122
�إلى بع�ضك حني يلجم بع�ضك الآخر ..
�إليك و�أنت ت�صارع من �أجل البقاء..
�إليك كل هذا الوجع مع كثري من
الالرحمة..
ثم تبد�أ ف�صول الكتاب با�ستعرا�ض الوجع
وو�أد الأفراح..
�أتعلم يا خالد !
�أن ال�ضحكة مل تعد مطمع ًا بقدر ماهي
واجب �أبوح به كل يوم
لئال تقل حظوظي يف احلياة فقط..
�أوقفته هنا رغم ًا عنه وا�ستجمعتُ قواي
وناجيت منطقته الأبعد ،الأ�صعب
ومل يكتب يل النجاح فالداء �أكرب بكثري من
الدواء ..
123
ففيه من احلنو ما يخجل �أبجدية
متبجحة
نومك ..
�أطوق عنقك واهتف لك
قبل
قبل نومك
وفيه من الهيبة ما يحمل فتاك الى كما كل ليلة
اخل�شوع يف ظل هواك وكما كل حلظة
وفيه خلود املعاين و�أ�صل التمكن � أحبك �أكرث من �أي وقت لأنك ت�أتني
واخللق من �أول الأزمنة وحتى الفناء كب�شارة
و�أين حني �أخلو ايل�..إليك كف�أل ح�سن الطالع كميالد الق�صائد
�أراين �أحادثك� ..أكرر نب�ض حرفك والأغنيات
�أ�صطفي جم ًال و�أبدل �أحرف ًا كحريف الذي �أهوى
و�أ�ستطعم يف الروح هم�سك با�سمي.. و�أهوي الى ح�ضنه الأدف�أ ع�ساي �أقرب من
ف�أ�شتاق �أكرث دفء �صدرك
و�أعرف �أن الذي �أتى بي �إليك �أكرب من ولأنك ذاك املالذ القريب..الأقرب من
الأمنيات � ..أقوى من الغيابات ر�شفة هوائي لرئتي
� أجل و�أعلى من حم�ض �صدفة تن�سف �أتنف�س فرحتك بفرحي
�إمياين القدري و�أ�سعى لأنال اكتمايل بك ولو يف غيمة
ب�أن الوالدة الأولى جلدي �آدم� إمنا عابرة
كانت لآتيك كما �أنا.. حلم ال يطول �ضحكة �أو بع�ض لهو
و�إن البداية الأولى جلدتي حواء �إمنا و�أحبك لأن احلروف الذي تالها علينا
�صارت لت�أتيني �أنت..كما �أنت.. الأولون مل تت�سع ملعنى اجلمال يف لفظ
ع�صية و�أب�سط من �أحجياتي..كرمية ا�سمك
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
124
و�أبخل من �أن تغيب
حمبة و�أجمل من �أن تبوح ..لأن يف الآه
منك حديث طويل..
125
ولك حق الدفاع عن نف�سك)..
مررتها ت�صحبها ابت�سامة معجب
ي�ضيق �صدره فال يجد من ي�سمع
�أجمل من �أن يرمقني �أحدهم
بنظرات عك�س ذلك..
�أنا أنت حلوة
ِ
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
126
والهذيان مع وجنتيك … والذهول بعد ا�ستيعاب حلظة اعرتافها العارية
حني ابت�سامتك.. من احلقيقة �أخذت ا�ستدعي طيفها
من ذاكرة مليئة بالغث وال�سمني لأجد
برب ذلك كله.. فيها الأنثى التي جتربك على االعرتاف
�أنت �أحلى� ..أنت �أجمل.. ب�أنها �أجمل فكتبتُ لها :
فاعقدي �صلح ًا ومر�آتك فهي تردد كل “يا ن�س ًال من اجلنة ,,يا �أنت ..
�صباح ر�أيتك اليوم جنم ـ ــة..
(�إنتِ حلوة … �إنتِ حلوة) وزهرة جاثية على غ�صنها� ..أمام
القمر
ر�أيت فيك وهج ًا من �شم�س..
و�سحر ًا من قمر..
ر�أيت فيك مطراً..
وقيثارة ت�سلطن ..
ر�أيت فيك احلور..
وتل ي�ستن�شق عبري الزهور..
ر�أيت فيك اجلمال حني يكون مدعاة
للح�سد..
127
تتلهف كثري ًا ل�شيء من روحك..
عطـ ــرك ..وجهـ ــك� ..أنفا�س ــك..
بك..
متاهات ال�ضياع ِ
و�إرهاق البحث عن وم�ضة
يف
لمسة يدك
�أفي�ضي علينا كي ننعم .. ر�ضا..
جودي لأر�ض جرداء كي تنبت ع�شب ًا �أجدين غارق ًا يف التخبط بني من
من واحتك.. ي�سعف قلبي ويقلب يومي..
ويف متاهات احلنني لكلك..
�أكتبيني ع�شق ًا خالد ًا يف كينونتك .. �أجدين حماط ًا بخيوط رفيعة جد ًا
ف�أنا و�أيامي بدونك �أيتام ..جمرد ال �أ�ستطيع القرب منها ..
�أيتام..
يا يدك ال�ساكنة يف ذاكرتي .. ويف دهاليز العبور �إلى نب�ضك ..
�أيامي ت�ست�سقي ..فهل من �إغاثة…؟! �أجدين مكبل القدمني بقيود �أحرقت
وماتزال تعبث ب�أقدامي..
إليك..
يا لوح�شة الوله � ِ
�أي�ستطيع ظلك �أن يفر�ض القيود
ويلفظنا بعيد ًا عن مدارتك..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
128
غيبة
ق�صرية املدى
بعد
وعادت
طويلة اال�شتياق..
بعد رياح الترحم م�ساحة الغياب..
بعد التئام الدقائق من جراح ال�سفر..
عادت ..حيث تدب احلياة يف �أرجاء
الدقائق..
وم�ساحات الوجود حولها..
129
ي�ست�سلم لل�ضعف ويرمتي بكل خيباته املدينة التي التنام ..
يف �شرفة الإطاللة النازحة من بحث ًا عنها
يف
وياله
يف ورقة من بيا�ض �..أو رمبا بع�ض بيا�ض كل �ضجيج..
الباحثة عن وتر حامل ي�ضبط الإيقاع ..وثلة من �أحرف لها..
اليعجبه البقاء امل�ستلهمة من نافذة ال�ضوء الأحمر
فهو �إن مكث ب�ضع ًا من الدقائق �إلى حمراب الغ�سق روحانيتها..
ت�ضطرب دورته الدموية التائهة يف فو�ضى الت�أويالت ..
لي�س ل�شيء فقط املرمتية يف �أوجاع الأر�صفة وروائح
لأنها �صفائح دمه.. الأمل..
يف حانات احليارى�..أو رمبا ال�سكارى« ..يا رباه… يارب القدر»
بهذه العبارة كان ين�سج بيت ًا من طينها.. البالية كعطر تاه يف �أدخنة العوادم..
على قارعة ر�صيف ج�سده من تلك ال�شرفة امل�ستهرتة ب�آماله..
ويعلق ..عنده �شمعة من رائحتها .. وطموحاته ..يقف وحيد ًا
�أم ًال يف �أن تبعث من الطني روحها.. يت�أمل لون الأ�شواق ..
يلملم بقايا الهذيان من �شرفته.. وهي تت�ساقط �أمام وجهه ال�شاحب
تلك ال�شرفة املمتدة القلق..
من فجة ال�ضياء �إلى �سواد عينيها.. «ي�ضيق �صدره» فال يطيل النظر..
املطلعة على بع�ض نزف يعاود النظر في�ضيق ال�صدر..
وقليل من دمع وكثري من عربات يرمتي هنا حين ًا
م�ضطهده ..ال�ضائعة احليلة .. ويجوع من ال�شوق هناك..
كما هو �صدره.. يت�أمل ..ي�أمل ..يحلم ..يناجي..
الباكية ال�شاكية.. ي�صرخ..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
130
كانت مالحمنا ن�سمات
تعالي تركل الغيمات
ت�شاغب ال�شم�س
بالبل مبللة بالفرح
كانت �ضحكاتنا
تعايل..و�أعدك بحب يجعل القمر
ي�شهق ن�شو ًة
عينيك
ِ تعايل..و�أعدك ب�صبح ي�شبه
قدميك..
ِ تعايل..فقلبي فرادي�س ملوط�أ
بربك تعايل ..
ِ
131
يف �إ�شارة �إلى �أن كل �شيء �سيكون على
�أكمل حزن..
للمرة الثالثة من
�إغماء متكرر..
�أفاقت
رقصة الذبيح
ويف كل مرة مل تكن ت�ستوعب
ولأنها امر�أة عا�شت �أولى نب�ضات احلدث..
احلب معه وال �أن تتخيله ملجرد التخيل..
مل ت�ستطع �أن تكيل مبكيالني هد�أت لب�ضع دقائق لرتى «الكرت»
فكل نب�ضاتها الالحقة لن ترحمها.. وقد جارت عليه
يف قاعة الزواج ومن على من�صة عوامل تعرية باهظة الوجع..
العرو�س �ألقت بكل �أحمال الوجع
ا�ستقرت عيناها وقد بدت �أف�ضل حا ًال املمتد ل�سنوات وا�سرتخت على طيفه
وبع�ض �أمنية.. و�أخذت تت�أمل ا�سمه وا�سم �شريكته
ق�صد ًا طلبت �أغنية وفج�أة ..ك�أنها ركبت ب�ساط الريح
وخ�صالت �شعرها حتاول اللحاق بها «�سمي»
وناجته من خاللها متجولة ب�سرعة الربق يف �أرجاء
لأنه ومن خالل تلك الأغنية قد ما�ضيها معه..
منحها �أفق ًا ت�سكنه وحدها..
حتاول �أن تفر�ض من هدوءٍ على
بد�أت الأغنية مدينتها الغا�ضبة دون جدوى..
وبد�أ قلبها يدق م�سامري نع�شها مع كل ترتبك ..تنفعل ..تق�سم ...تلعن
حركة.. ثم تزفر كل �شيء على حميط
�صديقتها ابت�سام حتاول �أن ورقة… وتبكي.
ب�صوت خمنوق ب�إطاللته تُ�سلي نف�سها ت�ستنطق �صمت عينيها اللتني
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
132
و�أحببتك بعد �أن متكنت من لغته ي�سكنهما موج مالح ..
و�أحببتك بعد اجلرح ...و�أحببتك باجتاه «الكو�شة» وحتديد ًا مب�ستوى
اليوم �أكرث النظر للكر�سي الفاره الذي �سيح�ضن
حبيبها هطلت �أولى قطرات الأمل..
عندما رق�صت لأجلك..
باجتاه ممر العرو�سني هطلت القطرة لن �أطيل هنا لأن عرق احلياة
ال يحتمل وخز الوجع مرات متتابعة الثانية..
انتهت الأغنية وانتهى معها كل �شيء لذا..
«�س�أرحل» وعادت لكر�سيها..
يف هاتفها ..ومن خيار «ر�سالة
تظلم القاعة وتبد�أ الزفة ويح�ضر جديدة»
ومن خيار الإر�سال يف هاتفها كتبت« :..ياجرحي املمتد من �أول
بعثت ب�أنفا�سها املتعبة ورحلت من نب�ضة �إلى �آخر رق�صة..
القاعة.. يا �سيد حريف ووجعي وفرحي
و�أملي و�أخري ًا موتي..
قبل �أن ي�ستقر �إلى جوار �شريكته.. يا بع�ض الفرح وامتداد احلزن..
يف �سيارتها تتابعت القطرات وهطل
املطر.. اليوم �أنا هنا لأرق�ص على فرحك
وم�أمتي ..ال تتعجب ح�ضوري..
فهو حماولة للقفز على �أ�سوار
احلرمان والرق�ص على �أنغام الوجع..
�أحببتك قبل �أن �أتعلم احلب
133
م�ساء التجلي
حديث من القلب
يف
مساء
الي�سمعه �سواي ..و�أنت
التجلي
�أنا ممتد على غ�صن توت
و�أحت�ضن طفولتي ..و�أمرح
يت�ساقط الورق حويل..
وال �آبه به..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
134
يف �أزمنة احلب مرافئ من تعب
أقحمتك يف جترين �إليها حكاية عابرة..
ِ
احلـ ــب
منذ �أن �
مدر�سة
أنا لم أعد أنا
يف فيلم ..يف رواية..ويف خاطرة طرقات ج�سدي
ياااه ياق�صيدة نزار.. تت�شاركني ودمي احلياة..
منذ تلك اللحظة املت�أطرة ب�ألوان
�أراك يف البداية ف�أُجن.. الطيف..
بك يف املنت�صف ف�أغرق.. �أ�شعر ِ منذ تلك االبت�سامة الباذخة ..
�أحت�ضنك يف �آخرها والنظرة البالغة ال�شجن..
منذ تلك احلياة املانحة ..واجلاحمة ..و�أرمل يف �شوط من �أ�شواط البحث عن
قلبك.. ملدر�ستك
ِ و�أنا تلميذ وهب روحه
مل تعد املدينة مطمع ًا خارق ًا بذلك عنجهية القانون..
تلميذ ال يبايل ب�أي در�س ال تطلني منه ومل تعد ال�شم�س هي ال�شم�س..
حتى �أنا ..مل �أعد �أنا.. وب�أي كتاب ال ت�سكنني بيا�ضه..
ياااه يا مدر�ستي..
135
�أحبك بجنون اجلنون
بحب التملك للأطفال
يا �أنت..
�إن النوم ي�ستع�صي على
يقال
لحظات لها
بحب امل�سن لأحفاده.. �ضائق احليلة..
و�أنا ال�ضيق كله ..الوجع كله ..الذبول
�أحبك بجنون ال�شجر �إن هبت �أن�سام كله..
الهواء.. �أنا بقايا �إن�سان كانت له مرحلة عا�شها
�أحبك بحجم الر�ضا.. بكل عنفوانها..
وم�ساحة العتب.. مترد ..تعالى ..ق�سا..
�أحبك بخجل الورد ..وروحانية الغيم
وطُ هر العيد.. �أنا بكل اخت�صار من انتهك جدار
اال�شتياق
�أحبك من قبل ومن بعد.. �ضارب ًا بكل معاين الوجدان والوله..
�أحبك ما �أزهرت نبتة و�شدى بلبل.. �أتدرين يا قلبي..
يا �أنت ..يا �أنت اليوم ا�ستيقظتُ على بحة �صوتك..
هل يف الأفق مالمح لقاء تخرتق �ضمريي ..
يطفئ هذا النزف امل�ستعر..؟ لت�شعرين ب�أين افتقدك ..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
136
رغم كل ذلك التوا�صل الروحي
�إال �أنهما ال جتمعهما �شمعة وطاولة
يف حلظات الزمن..
ت�صنع لنف�سها من
تغيب
إنها ...عمل
ونغم.. خلوتها �سلوة..
صالح
�سنوات عديدة هي عمر ا�شتياقها..ونك�أ حتاول �أن تتنا�سى �آالف اخلناجر ..
جراحهما.. متتد لها يدي فتح�س بالأمان..
تلك ال�سنوات التي كانت تدعوها عيناي ..فريق�ص طفل
كفيلة مب�سح وجه الكون الفاتر ليكت�سي بداخلها ..
جلد اجلمال والزهو يجثو قلبي على وريده ..
فتورق �أغ�صانها..
هي ذات ال�سنني التي عجزت �أن تر�سم
لنا قلب ًا يح�ضن �شقاوتنا.. �أهم�س لها فتجيء ثملة باتزان..
رب� إنها عمل �صالح ..رب �إنها عمل وماتزال تت�أمل..
�صالح.. عاملها ت�ضاد وت�شابه ..جتاذب وتنافر..
حياتها مزيج من ت�ضحية خالدة
وب�ساطة مفرطة..
كثري ًا ما تبحث يف �أروقة الزمن عن
طوق جناة..
وتعود لتكتب حكايتها ب�آهات موغلة يف
الأمل..
يومياتها جرح
ينه�ش ج�سد الفرح وال يجود بالكثري
137
يف عا�صفة من عطرها
وابت�سامتها
غرفة القيا�س
كانت هناك
يف
أقل من
�أقل من دقيقة تلوكها احلرية
دقيقة
كانت عنوان ًا لرجل يف قطعة ت�شتهي ج�سدها..
�ساقه القدر �إلى نبتة يا�سمني �شيء ما �ساقني �إلى هناك ..
وحاول الو�صول ومنعته اللحظة توقعتها يف ذات الغرفة
�أقل من دقيقة و�أخط�أ توقعي.
كانت برق ًا ف�إذا بها تت�أمل يف املر�آة فتنتها
جاد يف ظلمة لعا�شق وكيف ازدادت فتنة يف دقائق..
مل ي�سعفه هو�سه باجلمال
�أن يت�أمل.. وقعت العني على العني
و�أ�صبتُ بزهامير وقتي..
�أقل من دقيقة �أتذكر جيد ًا
كانت بدقائق الزمن �أين �شخ�صت بالب�صر
عندما ت�أخذك دون موعد نحو عنفوانها
�إلى �أنثى املت�شبث بها واملليء جربوت ًا
�صاخبة التفا�صيل مدينتها.. ابت�سمت
�أقل من دقيقة وك�أنها تقول لي�س بعد ياهذا
ون�صف ارتباكه ف�أنت مل تقع يف املحظور
وربع ده�شه
وجزء من �سبعني �أقل من دقيقة
جزء ًا من اجلمال… كانت كفيلة ب�أن ترمي بي
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
138
حكاية
جنون تعلقت به زهرة يخنقها العط�ش
يومي
الذي دقت به �أجرا�س قلبي ..
�إنه
مرتاح
وماتزال �صامدة هذا ماتبادر �إلى ذهنها
وهي تقلب �أوراق التقومي على مكتبها..
اخلمي�س فل�سفة العني كانت البداية
يوم �أن انت�شل �صوتها املبحوح من �أروقة حني ترف لكل جميل ي�سبغ عليها ع�شق ًا
مدرار ًا اخليبات
139
و�أطراف ًا ملعونة تبحث يف الطرقات عن
كب�ش تفتدي به نف�سها!!
ن�ستطيع �أن نتحدث عنه دون
�أن ن�ستعيذ منه!..
هل
مع الشيطان
دون �أن نرجمه بوابل من الويالت!..
ال�شيطان ..ذلك الناري اخلارج من �إن مل تفعلوا من قبل فاجعلوها املرة
ح�سابات الأن�صاف عندنا الأولى
ما ر�أيكم �أن ن�ستو�ضح ما بيننا وبينه لأننا نحتاج �إلى ف�سحة من النوايا
من فتح وا�ستهالل !.. اخلالية من كل �ضغينة
فحديث جمعتنا اليوم!..
فال�شيطان هو من يجعلنا نتذوق طعم “جل�سة ُ�صلح مع ال�شيطان”
التجربة !!
ونتلذذ باكت�شاف الطريق بعد التيه !! ذلك املوبوء بالطرد والنفي ،الذي ال
ون�ست�سيغ طعم الكبوة ..و نر�ضى مبا ميكن �أن نرى �سواد ًا يف احلياة
بعدها!! �إال ور�سمنا داخلها ا�سمه و�صفاته..
ذلك الظل الذي ن�شكل هيئته كل حني
هو من مينحنا هويتنا الب�شرية ..من بطريقة مريعة..
خالله نكون ب�شر ًا حقيقيني
نخطئ ..ونخطئ ..ونعاود اخلط�أ … تارة جنعل له ر�أ�س ًا مفلوج ًا من
ثم نرمتي يف �أح�ضان ال�صواب.. منت�صفه
�أحد جانبيه مليء بخُ بث اخلبايا..
ال�شيطان ال ي�ستحق منا كل هذه والآخر ت�سكنه خفافي�ش جمنونة..
العداوة..
وال يجب �أن نف�سح للغواية التي نربطها وتارة جنعل له قرنني غواية
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
140
بتحري�ضاته
كل تلك امل�ساحة من الرتويع واخلوف!
ال يجب �أن نتوج�س من الفتنة ،
وجنانبها حتى نكاد نقتلها قبل �أن
نعرفها!
ال يجب �أن نقلق من اخلط�أ فهو
من مينح التجربة كمالها ،ومينح
اال�ستغفار لذته
وهو ذاته من ي�ستجلب احللول .ويفتح
الأبواب للبدائل..
141
م�سافة طويلة
كي �أرى عينيك..
قطعتُ
في الطريق..
كان وجهك �أمامي ..
إليك
على �أوراق الأ�شجار
على �صفحات الن�سيم
على �أجنحة الطيور
على وجوه املاره..
كانت يدك فوق �صدري
تنتزع بردي ..
ور�أ�سك على كتفي ..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
142
ميرر �أنفا�سه على عنقها
يلثمها مرار ًا ويك�سر �شهقاتها تكرار ًا
لــه ..وهي بني يديه
«�إنها ال�ساعة املت�أخرة
قالت
فى ساعة
يعبث باخل�صر املائل.. من احللم»
متأخرة
يحري تفا�صيلها..ي�صيبها بدوار تع�ض على �شفتيها خج ًال
ال تدري �أيها يتبعه ،و�أيها يت�أمله يت�أرجح �صوتها ..
و�أي منها يظل يف انتظار غزوته! فتنقطع �أنفا�س الكلمات
يقتحم باب خوفها ترى ابت�سامة معلقة يف طرف عينه
ويقول: والزالت حروفها تبلع ريقها ..
مت�سكي بي ف�إنها الدقائق الأولى من ال �إنها تفرك كفيها ..
فرحتي.. بل �أظنها تد�س نف�سها بني ركبتيها
توقف حتى متى!.. تهم�س له :بربك ..ال تبت�سم الآن
«�إنها ال�ساعة املت�أخرة من الليل» ح�سن ًا
ال ميلك �صرب ًا مع ارتباكاتها
يلتقطها من كل �شيء وي�صرخ �س�أقطع عليك �ضحكتك التي �أُجن بها
«�إنها ال�ساعة الأولى من الفجر» و�أ�س�أل ..هل الريا�ض مثلجة اليوم
تعايل معي وانتظري ال�صبح ليت�ساقط عليَّ كل هذا االرجتاف!..
كوين بحجم نب�ضي .. يرد بل�ؤم مع�سول
كوين على قدر حبي .. هي ارجتافات البدايات يا حلوتي..
كوين الفوز والنجاة و هدايا ال�صابرين توقف �إلى �أين!..
كوين يل ..وحدي
وغني .. «�إنها ال�ساعة املت�أخرة من العمر»
«احتدى العامل كله ..و�أنا وياك» يالعبها ك�أجمل فاتنة يف ال�سماء
143
�أتدرين كنت كمن ترك �إرث ك�سرى
خلفه و�أدار ظهره دون �أن يقوى �إطالة
الهدوء مدينتها
مل يعد هناك حراك..
�ساد
المسافات
النظر.. حاولت �أن تفتعل �ضجيج ًا
البعيدة
يبقي م�سامعها يف مدار اال�شتياق
برب امل�سافات البعيدة بيننا تقلب دفرت يومياتها
�أبقي خيط ًا رفيع ًا مينح قلبي خفقة جتر بحث ًا عن �أحرف ت�صنع كعكة م�سائها..
�أقدامي لعر�شك.. بني طيات دفرتها العتيق ورقة
�أحاول �أن �أعود لأجلك».. وقعت بكل �أوجاعها على متنها..
احت�ضرت عند حرف الكاف
وما تزال ت�شهقه وال تزفره.. �أخذت تت�أملها
وت�سري ب�إ�صبعها على اجتاه الأحرف
و�أغم�ضت عينيها..
ك�أنها تراه يف زاوية الزمن يحمل
حقائبه
ملوح ًا بيده �إذان ًا بالوداع..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
144
من خيال ال�صبح
حكاية..
تن�سج
قهوة..
وتعيد القراءة..
وصباح..
حتاول � أن تطوع احلرف لعينيه..
وجنون
وحتاول �أن ت�سخر املعنى لروحه..
حتاول وتف�شل وتف�شل ثم حتاول..
ولكنها بعد �أن ت�ستن�شق وجه قهوتها ..
145
�إين..
�أملحها
يف �أر�صفة ال�شوارع
ألمحها
و�أ�ضواء ال�سيارات..
�إين �أملحها يف �أعينهم
يف حديث املرايا..
�إين �أملحها يف �أنفا�سي..
يف �شغب الأوتار..
�إين �أملحها يف بع�ض ال�سهر..
يف �آهات الليل
�إين �أملحها يف احلرف..
يف �سطور التمرد..
�إين �أملحها يف هدوء ال�شط..
يف رق�صات املوج..
�إين �أملحها حتت �أهدابي..
حتاول �أن ت�ستيقظ من نعا�سها..
�إين لها ..وبها ..ومنها
�إين� ...إين� ...أُحبها..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
146
املالمح تقول �إنك امتياز
امتياز يف كل �شيء..
كل
صاحبة
� أيا �صاحبة االمتياز ..
االمتياز
�أنا هنا �أحلم بقيدك يحرق مع�صمي
�أنا هنا �أنتظر وحي ًا يقودين �إلى �شرفتك
�أتوق �إلى م�شاركة طريك حتية ال�صباح
عينيك
ٍ � إق�شعي تلك الغمامة عن
الغارقتني يف حلمي
وان�سجي مدينة حب
�أت�سكع يف طرقاتها ثمٍ ًال
بحكاياتك
أنت ..الزلت �..أنا
� أياٍ � ..
147
وبقية منها هناك..
حتى ف�ضاء املدينة..
يفتح قلب الأنثى مطاراته
و بحب يقول « :تعال»
حني
انسى
ت�سكنه تفا�صيل �أنثى.. تكون الرحلة الأحلى معها و�إليها
جتربك �أن تفتح ذراعيك.. قالت :ان�سى
بع�ضا من
طمعًا يف �أن حتت�ضن ً وقالت :ابق بني ذراعي
ف�ضائها.. وان�شغل بحلم قدميك
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
148
وتعلن ميالدها اجلديد..
تُرى من يذيب من ؟!
149
�أنا ال �أملّك �سيدتي..
�أن �أفارق نب�ضك
اليوم كيف
تر�سميني
�س�أعلمك
�أنت ت�سكنني مهجتي�..أو عيوين�..أو �أنا ألجلها ب�أطراف الأنامل..
�صدقيني ال فرق كبري �أن كنت عندي تلوين وجه احلياة بذهب ال�شم�س
�أو بعيد.. بف�ضة القمر اخلجول..
�أنا �أ�شتهي الدرب الذي يف�ضي �إليك بقلب �أنثى..
و�أتنف�س اللحظات التي ننتظرها بيننا تزعزع من مكان النب�ض..
�أعيد �صياغة الأحالم كي ت�أتي.. �صار �شفاف ًا ومائالً..
كما نريد.. ماذا �ستفعل..لو �أخذت يديك للعدو
البعيد..
ارتباكتك.. نقطع الطرقات نحتال على وقت
تلك التي تعيد ترتيبي . عنيد..
عندما ت�أتني كرثثر ٍة على كتف الليل ..
فتتعمدين �أن ت�ضعي بني
�شفاهي بذرة الن�شوة الكربى .. نقف قلي ًال يف الزوايا..
موا�صل ًة �سقياها حتى الطالئع الأولى نختل�س اللم�سة /البغتة/ال�شهقة
كل حلظاته !..لفجرٍ تت�سيّدين َّ ننهال
ننادي بع�ضنا دهر ًا وال ن�س�أم
هن
ق ّل ٌة َّ نوا�صل العبث اخلطري
كل فجرٍ �سيادة ..
الالتي يفر�ضن على ِّ لنطري من حول القمم..
لكنّها ا�ستثنائيتك .. رعايا يف بالط الع�شق..
التي ال ت�ؤمنني بها .. نعلو..ن�ستهيم..
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
150
لك !..
كل فجرٍ جديدٍ ت�ؤكدينها ِ
ومع ِّ
قالت :موعدنابعد النعا�س الأول
151
�أبحث عن كل ما ي�شبه تلك التفا�صيل
التي �أناجيها وت�شي بك،
ال�شط ..وجلة البحر
مر�ساها�..أمان
�أنت
أنت والكثير
ِ
�ألتقط لون ًا من هنا ،وعطر ًا من هناك، والغرق فيها..حياة
�أقطف �شجن ًا من تلة ال�شوق تارة.. منك ما الأجمل يف ح�ضرة الأنثى� ,أن ت�سند ِ :
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
152
للرب. ومن ل�سانك �سكبت �أجمل الأمنيات
وك�أن مابني ج�سدك وروحك بطاقات بك:
تنتظر �ساعي بريد ،وابت�سامة ، «هاك دمعي ..تطهر به من يدري قد
واحتفال.. ترب�أ من �أوجاعك !»
بني �سطورك �أجد فراغات ،ونقاط ًا � ..أنثى حلمي تطل من خلف الذهول
و�أقوا�س ًا امتلأت ب�شواهد لأجمل ماقيل مبفردة ر�شيقة ،ي�شاغلك حريف ووجدي
يف احلب ،وماتغنت به م�ساءات الع�شاق حلظات بكثري من الغزل الرهيف،
وحلظات �أخرى ان�شغل مبا حولك.. و�صباحاتهم ..
ال ترتكيني !..
لأجلك.. و�أطعمي روحي طهرك !..
�أ�ستخدم يف ذلك لغة حب تخ�صني
ال ينفك �أنا �أن �أكون هارب ًا مبقطوعاتي ومن �صنعي لك ،متنحني قراءتك يل
مت�سع ًا من الرغبة يف معرفة هل �أنا �إليك� ،أحملها بعيد ًا عن الت�صنيف،
معك �أقر�أ حكاية من ف�صول ق�صرية ! و�أخرج بها عن نطاق التقليدية،
و�أجعلك ال تدرين هل املتحدث «�أنا» �أم �أم �أقلب يف �ألبوم ع�شقك �صور ًا لع�شاق
من الزمن الأ�صيل ! «�أنت» �أم «الكثري منا»..
153
يبدو احلرف وهو ي�صفك وك�أنه نبي له �صفة
�إبراء احلب من �أ�سقامه
التي �أ�صابه بها ع�شاق كثريون..
يلب�س الب�شارة ،ومي�سح على ر�ؤو�س الكلمات
فتكون ورود ًا وب�ساتني..
يارب
ال ت�أخذها مني….
وال تخنقها بي…
وال حترمنا املوت حب ًا
يارب �إين �أحبها….
فهي خالدة بروحي ..و�أنا بها ..خالد
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
154
ماذا لو كنت ال تزال يف الطريق �إلى ت�سوية
�أمورك ،وتهذيب عالقتك با�صدقائك!
اليوم ال يت�سع للكثري من
الرثثرة..
املنرب
روح عالقة
�سوف يكون مليئ ًا بفكرة واحدة جمنونة ...ماذا لو كنت يف انتظار حُ لم خملوق
فكرة حتر�ض على �أ�سئلة من نوع خا�ص .لأجلك
رمبا يكون لقاء..رمبا يكون بداية ،رمبا وت�ستجلب �إجابات ال نهاية لها.
يكون �صحوة حظ بعد �إغفاءة طويلة.. فكرة ..ت�س�أل وتقول:
ماذا لو �أن هناك« روح ال تود املغادرة مع �أو رمبا يكون احت�ضان �شخ�ص ما ملرة
املوت ،تعلق مبا حتبه يف الأر�ض وترف�ض واحدة يف العمر!..
..ماذا لو كان كل ذلك ينتظرك و�أنت ال�صعود �إلى ال�سماء»!!
ذاهب �إليه ،لكن املوت قطع عليك ترف�ض اجلنة..ترف�ض املالئكة
وعليهم!!.. وت�ستبقي الأحياء املن�شغلني عنها ..و
تُرى �أين �ستعلق روحك!.. ت�ستجدي الظل ..وتبحث عن خمرج!!
ولنقل مث ًال …ماذا لو مل تخرب والدتك عند �أي باب �ستظل واقفة تت�أمل ما فوتته
عليها من خري!.. �أنك �آ�سف على تخييبها �أملها ،و�أجلته
يف �أي الأمكنة �ستظل حتوم كالأ�شباح حلني �شجاعة!
�أو �أن زوجتك كانت تنتظر من وقت طويل ،تلعن اخلوف ،وال�صمت ،وال�صرب، ..
اعرتاف ًا منك بحبها!..ون�سيت االعرتاف تظل تراوغ ميين ًا و�شماالً ويديها فارغة
من حتقيق �أي �شيء!.. خمب�أ يف جيب ان�شغاالتك اليومية� !..أو
والآن �أخربين.. �أنك مل ت�ستكمل بعد حديثك مع �أبنائك
ما الذي يجب �أال ينتظر ك بعد !! ..ويجب عن تقديرك لنعمة
�أن يتم اليوم وحاالً!.. وجودهم بحياتك ،وعن مدى فرحك
ال تفكر ..اذهب �إليه وح�سب. بر�ؤيتهم يكربون !..
155
لنجدد عالقتنا باهلل
نتحاور معه
يجب ان نخاف اهلل �أكرث!!
�أم ...نرجوه �أكرث!!
هل
أكثر ...أكثر
نبت�سم له نطلبه و�أقول ...
نرجوه ...هو اهلل ال �إله �إال هو يجب �أن نحب اهلل �أكرث
ونح�سن الظن فيه �أكرث
ن�شكره وال نكفره
نفرح بعذاباته
لأنها منه
ونفرح بخرياته
لأنها منه
نذكره
فنن�سى كل �ضيق
ون�ستغفره
لن�شعر ب�ألوهيته ورحمته
اهلل هو كل احلب
ولن ن�ؤمن حتى نحبه �أكرث من كل حب
حتى ونحن نقرتف مع�صيته
فلنحبه �أكرث
السماء الثامنة
لـ خالد الباتلي
156
: للتواصل مع المؤلف
kh.albatli@gmail.com
k_batli
النهاية
157