Professional Documents
Culture Documents
شرح الحكم الحدادية PDF
شرح الحكم الحدادية PDF
حتقيق
نزار محادي
مقدمة املحقق
2
النبي محمد 2 ِ
األكرم ،باعث ِّ
الغني َ
ّ الح َكم،
الحم ُد هلل الحكيم َ
بجوامع ال َكلِم وبدائع ال ِح َكم ،وجاعله للناس بشير ًا ونذير ًا وداعيا إلى اهلل بإذنه
وسراج ًا منير ًا ،صلى اهلل عليه وعلى آله المطهرين تطهير ًا ،وصحبه الكرام
المنورين بأنوار ِح َكمه تنوير ًا.
وبعد؛ فقد قال اهلل في معرض االمتنان على خلقه{ :ﯤ ﯥ
ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ} [البقرة ،]٩٦٢ :وال ِحك َم ُة
والعمل باألمور على ماُ لعلم باألشياء كما هي،
في أدق معانيها وأشملها هي ا ُ
ينبغي ،فهي منحصرة في القوة ال ِعلمية والقوة َ
العملية.
وال شك أ ّن إرادة اهلل قد تعلقت بإيتاء الحكمة للرسل واألنبياء
عامة ،وخصوص ًا خاتمهم وجامع فضائلهم وحاوي مناقبهم سيدنا ونبينا محمد
،2ولذا كان عليه الصالة والسالم كا ِم ًال في َّقوتيه ال ِعلمية َ
والعملية،
مكمال لغيره فيهما؛ قال تعالى{ :ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ِّ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ}
[الجمعة ،]٩ :وقال تعالى{ :ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ} [آل عمران.]٤٦١ :
وهلل َدر اإلمام الفخر الرازي القائل في معرض استدالله على نبوة
5
مقدمة املحقق
سيدنا محمد 2إذ جلَّى بعض جوانب هذا المقام فقال> :ال َك َمالُ
ت يس ال َك َماال َ ِ َوال َّتك ِم ُيل إِنَّ َما يُع َت َب ُر ِفي ال ُق َّو ِة النَّ َظرِيَّة ِ َو ِفي ال ُق َّو ِة َ
الع َملِ َّية َِ ،و َرئِ ُ
المع َت َب َر ِة فِي ت ُ يس ال َك َماالَ ِ المع َت َب َر ِة ِفي ال ُق َّو ِة النَّ َظرِيَّة ِ َمعرِفَ ُة اهلل ِ َت َعالَىَ ،و َرئ ِ ُ ُ
ت َه َاتي ِن َاع ُة اهلل ِ َت َعالَىَ ،و ُكل َمن َكانَت َد َر َجا ُت ُه ِفي َك َماال َ ِ ال ُق َّو ِة َ
الع َملِ َّية ِ ط َ
ات ِوالَيَ ِته ِ أَك َم َلَ ،و َمن َكانَت َد َر َجا ُت ُه ِفي َتك ِمي ِل المر َت َب َتي ِن أَعلَى َكانَت َد َر َج ُ َ
ات نُ ُب َّوتِه ِ أَك َم َل.المر َت َب َتي ِن أَعلَى َكانَت َد َر َج ُ ِ
ال َغيرِ في َه َاتي ِن َ
ِإ َذا َعرِف َت َه َذا فَنَ ُقولُ :إِ َّن ِعن َد َمق َدم ِ ُم َح َّم ٍد َ 2كا َن َ
العال َ ُم
الم َذا ِه ِب البا ِطلَة ِ ِفي ال َّتشبِيه ِ ِ
ود فَ َكانُوا في َ الي ُه ُ ِ
َمملُوء ًا م َن ال ُكفرِ َوالفس ِق؛ أَ َّما َ
ِ
َ
ف ال َّتو َرا ِة قَد بَلَ ُغوا ال َغايَ َةَ ،وأَ َّما النَّ َص َارى فَ َقد َو ِفي االف ِتر ِاء َعلَى األَنبِي ِاء َو َتحرِي ِ
َ َ
الحلُو ِل َواالتِّ َحادِ قَد بَلَ ُغوا ال َغايَ َةَ ،وأَ َّما ث َواأل َ ِب َواالب ِن َو ُ َكانُوا ِفي ال َقو ِل بِال َّتثلِي ِ
الم َح َاربَة ِ بَينَ ُه َما َو ِفي َتحلِي ِل ات ِإل َ َهي ِن َو ُوقُو ِع ُ وس فَ َقد َكانُوا ِفي ال َقو ِل بِ ِإثب ِ
َ الم ُج ُ
َ
ات قَد بَلَ ُغوا ال َغايَ َة.ات َوالبنَ ِ نِ َكا ِح األُ َّم َه ِ
َ
الع َر ُب فَ َقد َكانُوا ِفي ِع َب َاد ِة األَصنَام ِ َو ِفي النَّه ِب َوال َغ َار ِة قَد بَلَ ُغوا أَ َّما َ
ت الدنيَا قَد َص َارت َمملُ َؤ ًة ِمن َه ِذهِ األَبَا ِطي ِل ،فَلَ َّما بَ َع َث اللَّ ُه ال َغايَ َةَ ،و َكانَ ِ
الباطِ ِل ِ ِ
الح ِّق ان َقلَ َبت الدن َيا م َن َ ُم َح َّمد ًا َ 2وقَ َام يَد ُعو ال َخل َق ِإلَى ال ِّدي ِن َ
الصد ِقَ ،و ِم َن الظل َمة ِ ِإلَى النو ِرَ ،وبَطَلَت َه ِذهِ الح ِّقَ ،و ِم َن ال َك ِذ ِب إِلَى ِّ ِإلَى َ
ور ِة، ِ الج َهاالَ ُت ِفي أَك َثرِ بِالَدِ َ
العالَمِ َوفي َو َس ِط َ
المع ُم َ ات َو َزالَت َه ِذهِ َ ال ُكفرِيَّ ُ
الع ُقولُ ب َِمعرِفَة ِ اهلل ِ َت َعالَى، ت ُ ت األَل ِسنَ ُة ب َِتو ِحي ِد اهلل ِ َت َعالَىَ ،واس َتنَ َار ِ َوانطَلَ َق ِ
المولَى ب ِ َقد ِر ا ِإلم َكا ِن(.)٤ َو َر َج َع ال َخل ُق ِمن ُح ِّب الدنيَا ِإلَى ُح ِّب َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤معالم أصول الدين (ص )٤٤1 ،٤٤1تحقيق نزار حمادي ،ط ،٤دار الضياء ــ الكويت.
٦
مقدمة املحقق
وقد تطلق الحكمة أيضا على ُك ِّل كالمٍ وافق الحق الواقع الثابت في
نفس األمر ،ولعله من معانيها المشار إليه في قوله تعالى{ :ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ} [النحل ،]٤٩5 :وال شك أيضا في اشتمال كالم
نبينا محمد 2على أوفر حظ ِمن الحكمة في أقواله وأمثاله التي دعا
بها إلى عبادة اهلل تعالى ،ثم اقتبس أصحابه رضوان اهلل تعالى عليهم وعلماءُ
نبوته فصدرت عنهم ال ِح َك ُم القولية التي يهتدي بهاأمته أنوار ًا من مشكاة َّ
الراغبون في اجتناب الخلل والعطب في جميع جوانب الحياة العلمية والعملية
خصوص ًا فيما يقرب إلى اهلل تعالى.
1
ترمجة اإلمام عبد اهلل احلداد
ترمجة خمتصرة
لإلمام عبد اهلل احلداد
هو الشيخ اإلمام العالمة قطب اإلرشاد الحبيب عبد اهلل بن علوي بن
محمد الحداد الشريف الحسيني الشافعي.
وسره وإعالنه،
كان إمام أهل زمانه ،داعيا إلى اهلل بقوله وفعله ِّ
مناضال عن الملة الحنيفية بقلمه ولسانه.
ً
ولد بإحدى ضواحي مدينة >تريم< بحضرموت ليلة الخميس
الخامس من صفر عام (٤4١١هـ) ،فتربى فيها ونشأ ديِّن ًا خيِّر ًا مجتهد ًا في
طلب العلوم النافعة ،ولم يكن انكفاف بصره في الرابعة من عمره مانع ًا له من
النبوغ العلمي ،بل قد عوضه اهلل بصيرة نافذة وقلبا واعيا فعكف على
والده والعديد من علماء عصره فحفظ العلوم النافعة وأتقنها.
ولم يزل يعمل بما تعلّم حتى أنطقه اهلل بالحكمة فانتصب يدعو
سبل طاعته ومرضاته بالحكمة والموعظة الحسنة ،فأقبل إلى اهلل ويرشد إلى ُ
عليه الناس وانتشر صيته في البلدان وانتفع به القاصي والداني ،فأرشد الجم
الغفير وانتفع به الكثير ،وانتشرت دعوته في كل مكان.
ولم يقتصر على الدعوة إلى اهلل بمفهوم ضيق ،بل كان معتنيا
الحكم
بالشأن العام ،يصلح بين القبائل والعشائر ،ويوجه الحكام في أمور ُ
٢
ترمجة اإلمام عبد اهلل احلداد
٤4
ترمجة اإلمام عبد اهلل احلداد
* عقيدة اإلسالم.
* الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم.
* مكاتبات (تخرج في مجلدين).
وبعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والجهد الدعوي توفي عشية يوم
الثلثاء سابع ذي القعدة من عام (٤٤1٩هـ) ودفن في مقبرة >تريم< رحمه اهلل
رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
من وصاياه النافعة التي وجهها ألحد المحبين الراغبين في ذلك منه:
ين، ين ب َِتق َوى اللَّه ِ َر ِّب َ
العال َ ِم َ ين َوال ُمسلِ ِم َ يك َونَف ِسي َو َكافَّ َة ال ُمؤ ِم ِن َ >أ ُ ِ
وص َ
ات ال َّد َاري ِنَ ،واأل َ َس ُ ِ وصلَ ُة ِإلَى َخي َر ِ الو ِسيلَ ُة ال ُم ِ
اس الَّذي يَث ُب ُت َعلَيه ِ بِنَاءُ فَ ِإنَّ َها َ
اس ِفي َغايَة ِ ا ِإلح َكام ِ َكا َن البِنَاءُ َعلَيه ِ ِإلَى االن ِه َدام ِ أَمرِ ال ِّدي ِنَ ،و ِإ َذا ل َم يَ ُكن األ َ َس ُ
أَق َر َب ِمن ُه ِإلَى ال َّت َمام ِ....
ص َعلَى َطلَ ِب ال ِعلمِ النَّ ِاف ِع ،قِ َر َاء ًةَ ،و ُم َطال َ َع ًةَ ،و ُم َذا َك َر ًة،يك بِال ِحر ِ أُ ِ
وص َ
الَ ،و َال يَح ِملَنَّ َك َعلَى َتر ِكه ِ ال َك َس ُل َوال َم َالل َ ُةَ ،و َال َم َخافَ ُة أَن َال َتع َم َلصي ً َو َتح ِ
ب ِم َن َ
الج َهالَة ِ..... بِه ِ ،فَ ِإ َّن َذلِ َك َضر ٌ
الج َوا ِر ِح ِفي َج ِمي ِع ِع َب َادات ِ َك ،فَ ِب َذلِ َكيك ب ُِح ُضو ِر ال َقل ِب َو ُخ ُشو ِع َ وص َ َوأُ ِ
يض َعلَي َك أَن َو ُار َهاَ ،وب ُِم َراقَ َبة ِ اللَّه ِ ِفي ُك ِّل َحا ٍلَ ،ول ُتش ِعر ِ ِ
َتح ُص ُل ل َ َك ث َم ُار َها َو َتف ُ
ِيب.)٤(<... يب َو ِمن َك قَر ٌ قَل َب َك َعلَى ال َّد َوام ِ أَنَّ ُه َعلَي َك َرقِ ٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤راجع الوصايا النافعة لإلمام عبد اهلل بن علوي الحداد ،نشر عبد القادر بن علي بن
عيسى الحداد٩4٤4 ،م.
٤٤
َم ْتن
َ دا دا َ
ـم احلـدا ِديـة
حـك ِالـ ِ
لإلمام شيخ اإلسالم قطب الدعوة واإلرشاد
احلبيب عبداهلل بن علوي احلداد احلضرمي الشافعي
(ت 3311هـ)
مت احلكم احلدادية
3
صلى الل ه على سيدنا همحمد وعلى آله وصحبه وسلم
الح ِّق الَ يَخلُو أَ َح ٌد ِمن ُهم أَن يَ ُكو َن فِي ِإح َدى ال َّدائِ َر َتي ِن،
٤ــ ال َخل ُق َم َع َ
الرح َمة ِ اليو َم ِفي َدائِ َر ِة َّ ِ ِ ِ ِ
الرح َمة ِ ،أَو في َدائ َرة الحك َمة ِ ،فَ َمن َكا َن َ ِإ َّما ِفي َدائِ َر ِة َّ
اليو َم ِفي َدائِ َر ِة ال ِحك َمة ِ َكا َن َغ ًدا ِفي َدائِ َر ِة ِ ِ ِ
َكا َن َغ ًدا في َدائ َرة ال َفض ِلَ ،و َمن َكا َن َ
العد ِل.
َ
٩ــ َما َت َر َك ِم َن ال َك َما ِل َشي ًئا َمن أَقَ َام نَف َس ُه ِمن َربِّه ِ َم َق َام َعب ِدهِ ِمن نَف ِسه ِ.
1ــ النَّائِ ُم يُوقَ ُظَ ،وال َغافِ ُل يُ َذك َُّرَ ،و َمن لَم يُج ِد ِفيه ِ ال َّتذ ِك ُير َوالَ ال َّتنب ُِيه فَ ُه َو
َميِّ ٌت.
المخلُوقِ َ
ين ب َِس َخ ِط َر ِّب المؤ ِم ِن َ
ين َمن يُر ِضي َ 5ــ َكي َف يَ ُكو ُن ِم َن ُ
العال َ ِم َ
ين؟! َ
٤5
مت احلكم احلدادية
الما ِل ،لَم يُ َح ِّصل ل َ ُه ال ِغنَى َك ِث ُير ُهَ .ك َذلِ َك 1ــ َمن لَم يَدفَع َعن ُه ال َفق َر قَلِ ُيل َ
َمن لَم يَن َت ِفع ب ِ َقلِي ِل ال ِعلمِ ،فَ ُه َو ِم َن االن ِت َفا ِع بِ َك ِثيرِهِ أَب َع ُد.
٢ــ ُمنَا ِز ُع األَق َدا ِرَ :م ِن اس َتق َب َح ِمن أَ ِخيه ِ َما الَ يَد ُخ ُل َتح َت االخ ِت َيا ِر.
ِ
الر َضى بِال َق َضاء يَن َت ِفي َم َع ُه االع ِت َر ُ
اض َعلَى اللَّه َِ ،ويَب َقى َم َع ُه الطَّلَ ُب ٤4ــ ِّ
اله َر ُب ِم َّما ِمن ُه يُه َر ُب.
لِ َما يَن َب ِغي أَن يُطلَ َبَ ،و َ
س َمن يَك َت ِفي بِا ِإل َش َار ِة َع ِن ال َّتعيِي ِنَ ،و ِمن ُهم َمن يَح َت ُ
اج ِإلَى ٤٩ــ ِم َن النَّا ِ
الرف ِق َوالل ِّي ِنَ ،و ِمن ُهم َمن الَ يُج ِدي ِفيه ِ ِإ َّال ال َّتع ِن ُيف َوال َّتخ ِش ُ
ين. ال َّتصرِي ِح َم َع ِّ
٤٦
مت احلكم احلدادية
٤1ــ ِإن ِشئ َت أَن َت ُكو َن ُح ّر ًا فَات ُرك ُك َّل أَم ٍر ِإن لَم َتت ُرك ُه اخ ِت َيار ًا َت َرك َت ُه
اض ِط َرار ًا.
٤5ــ َمن َش َغلَ ُه َحق َربِّه ِ َعن ُح ُقو ِق نَف ِسه ِ َو ُح ُقو ِق ِإخ َوانِه ِ فَ ُه َو َعب ُد
الحض َر ِةَ .و َمن َش َغلَ ُه ال ِق َي ُام ب َِح ِّق نَف ِسه ِ َع ِن ال ِق َيام ِ ب َِح ِّق َربِّه ِ َو َح ِّق إِخ َوانِه ِ فَ ُه َو َعب ُد
َ
الشه َو ِةَ .و َمن َش َغلَ ُه ال ِق َي ُام ب ُِح ُقو ِق ِإخ َوانِه ِ َعلَى ال ِق َيام ِ ب ُِح ُقو ِق َربِّه ِ َو ُح ُقو ِق نَف ِسه ِ َّ
اسة َِ .و َمن َش َغلَ ُه ال ِقيَ ُام بِ َح ِّق َربِّه ِ َو ُح ُقو ِق ِإخ َوانِه ِ َع ِن ال ِق َيام ِ ب ُِح ُقو ِق الريَ َ
فَ ُه َو َعب ُد ِّ
اح ُب و َِراثَةٍ. نَف ِسه ِ فَ ُهو َص ِ
َ
٤1
مت احلكم احلدادية
ب َِما َح َّصلَ ُه ِمن َها َعلَى َشكَ ،و ِمن َتر ِك َها َوال ُخ ُرو ِج ِمن َها َعلَى يَ ِقي ٍن.
الر ُج ِل :ثَنَا ُؤ ُه َعلَى أَق َرانِه َِ .وأَ َدل َدلِي ٍل
٩٤ــ أَ َدل َدلِي ٍل َعلَى َك َما ِل َعق ِل َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
يمَ .وأَ َدل َدلِي ٍل َعلَى اض ِعه ِ :ر َِض ُاه بِال َّتأخيرِ في َموط ٍن يَس َتحق فيه ِ ال َّتق ِد َ َعلَى َت َو ُ
ِ
ِإخالَ ِصه َِ :ع َد ُم ال ُم َبا َال ِة بِ ِإس َخا ِط ال َخل ِق في َجن ِب َ
الح ِّق.
الجاهِ .فَ َمن اآلخ ُرُ :حب َ ٩٩ــ الدن َيا َشي َئا ِن :أَ َح ُد ُه َماُ :حب ال َما ِلَ .و َ
الجاهِ فَ ُه َو ُم َر ٍاء. ِ
يقَ .و َمن َز ِه َد في ال َما ِل ُدو َن َ
ِ
َز ِه َد في ال َما ِل َو َ
الجاهِ فَ ُه َو ِص ِّد ٌ
الج َاه َكا َن أَص َغ ُر
يمَ .و َمن أَ َح َّب ال َم َال َو َ ِ َومن َز ِه َد ِفي َ ِ
الجاه َوأَ َح َّب ال َم َال فَ ُه َو لَئ ٌ َ
ُع ُقوبَ ِته ِ ِحر َمانَ ُه َما.
٤1
مت احلكم احلدادية
٩1ــ األ َ َر ِ
اضي ثَالَ ٌث:
س ال َّ ِذي يَ َت َعلَّ ُم
وم َثلُ َها ِم َن النَّا ِ
العش َب َوال َك َل ََ ،ت ُ ــ أَرض ِإ َذا ُس ِقيَت أَنب َت ِ
َ ٌ
ات لَي َس َعي َن ال َم ِاء َول َ ِك َّن ال َماءَ َس َب ُب ُح ُصولِه ِ، َويَف َه ُم ِفي ال ِعلمِ ،فَ َك َما أَ َّن النَّ َب َ
فَ َك َذلِ َك ال َفه ُم لَي َس َعي َن ال ِعلمَِ ،ولِ ِكن َع ِن ال ِعلمِ يَ ُكو ُن.
اء َوالَ ُتنب ُِت ال َك َل ََ ،و َمثَلُ َها ِم َن النَّا ِ ِ ِ
س َمثَ ُل ض الثَّان َي ُة ُتمس ُك ال َم َ ــ َواألَر ُ
العالِ َم الَ يَزِي ُد َعلَى َما يَس َم ُع فَ ُه َو ال َّ ِذي يَح َف ُظ ال ِعل َم َوال َ يَف َه ُم ِفيه َِ ،و ِإ َذا َرأَي َت َ
َذا َكَ ،و ِإ َذا َرأَي َت ُه يَزِي ُد َعلَيه ِ َشيئ ًا يُ َو ِاف ُق َما َس ِم َع ِم َن ال ِعلمِ فَ ُه َو األ َ َّولُ .
اءَ ،و َم َثلُ َها ِم َن ِ
ض الَ ُتنب ُِت ال َك َل َ َوال َ ُتمس ُك ال َم َ
ــ َواألَر ُ ِ
ض الثَّال َث ُة أَر ٌ
س َم َث ُل َمن ال َ يَح َف ُظ ال ِعل َم َوال َ يَف َه ُم ِفيه ِ ،فَ ِإل َقاءُ ال ِعلمِ ِإلَى َمن َه ِذهِ ِص َف ُت ُه النَّا ِ
ض ال َّ ِتي َه ِذهِ ِص َف ُت َها ال َ يَس ِق َيها َويَ َرى أَ َّن َسق َي َها
اع ٌة لِل ِعلمِ ،فَ َك َما أَ َّن َر َّب األَر ِ
ِإ َض َ
اعة َِ ،ك َذلِ َك يَن َب ِغي أَن الَ يُل َقى ال ِعل ُم ِإلَى َمن يُ َضيِّ ُع ُه ،بَل أَولَى. ِم َن ا ِإل َض َ
البيِّنَ ُة ِم َن األَف َعا ِل. ِ ٩١ــ الَ َتث ُب ُت ال َّد َعاوِي بِاألَق َوا ِل َح َّتى َت ُق َ
وم بِ ِإث َبات َها َ
ات ات َال َّد َعى ُكل أَ َح ٍد َما لَي َس ِعن َد ُهَ ،ول َ ِكن ب َ
ِالعال َ َم ِ العال َ َم ِ
٩٦ــ لَوال َ َ
الصادِ ِق َوال َكا ِذ ِب. َواأل َ َم َار ِ
ات يُ َف َّر ُق بَي َن َّ
٤٢
مت احلكم احلدادية
٩1ــ َمن َت َي َّس َرت ل َ ُه َمطَالِ ُب ُه األُخ َراوِيَّ ُة َو َت َع َّس َرت َعلَيه ِ َمطَالِ ُب ُه الدن َياوِيَّ ُة فَ ُه َو
اب ينَ .و َمن َت َي َّس َرت ل َ ُه َمطَالِ ُب ُه األُخ َراوِيَّ ُة َوالدن َياوِيَّ ُة فَ ُه َو ِمن أَص َح ِ ِمن َو َرثَة ِ النَّبِيِّ َ
الي ِمي ِنَ .و َمن َت َي َّس َرت ل َ ُه َم َطالِ ُب ُه الدن َياوِيَّ ُة َو َت َع َّس َرت َعلَيه ِ األُخ َراوِيَّ ُة فَ ُه َو ِم َن َ
ينَ .و َمن َت َع َّس َرت َعلَيه ِ َم َطالِ ُب ُه األُخ َراوِيَّ ُة َوالدن َياوِيَّ ُة فَ ُه َو ِم َن ال ُمس َتد َر ِج َ
ين.ال َمم ُقوت ِ َ
٩1ــ َشر ال ُف َق َر ِاءَ :من يَ َود أَنَّ ُه ِم َن األَغ ِن َي ِاءَ ،و َخي ُر األَغ ِن َي ِاءَ :من الَ يَك َر ُه
أَن يَ ُكو َن ِم َن ال ُف َق َر ِاء.
ص َير قَول ُ ُه َو ِفعلُ ُه 14ــ الَ يَك ُم ُل َحالُ ال َّدا ِعي ِإلَى َر ِّب َ
العال َ ِم َ
ين َح َّتى يَ ِ
ُح َّج ًة َعلَى َج ِمي ِع ال ُمؤ ِم ِن َ
ين.
٩4
مت احلكم احلدادية
وص َف ب َِما لَي َس ِعن َد ُه ِم َن ال َخيرَِ ،و َكر َِه أَن يُذ َك َر ب َِما
1٩ــ َمن أَ َح َّب أَن يُ َ
ِفيه ِ ِم َن َّ
الش ِّر ،فَاعلَم أَنَّ ُه ُم َرا ٍئ.
15ــ َمن نَ َظ َر ِإلَى الدن َيا ب َِعينَي َرأ ِسه ِ َرأَى ُغ ُرور ًا َو ُزور ًاَ ،و َمن نَ َظ َر ِإلَي َها
ب َِعينَي قَل ِبه ِ َرأَى َه َبا ًء َمنثُوراَ.
اض ُع ال َما ِل فِي َغيرِ َح ِّقه ِ بِأَقَ َّل إِثم ًا ِمن ُمم ِس ِكه ِ ِمن َح ِّقه ِ.
11ــ لَي َس َو ِ
11ــ َمن أَم َس َك َشيئ ًا يَ َرى أَ َّن ِإن َفاقَ ُه َخي ٌر ِمن إِم َسا ِكه ِ فَ ُه َو ِم َن ال ُمؤثِرِي َن
لِلدن َيا.
ص َيب ًةَ ،و َك َفى بِالذلِّ ِفي َطلَ ِب الدن َيا الرغبة ِ فِي ال َخيرِ ُم ِ ِ ِ
١4ــ َك َفى بِفق َدان َّ َ
ُع ُقوب ًةَ ،و َك َفى بِالظلمِ َحتف ًا لِ َص ِ
اح ِبه َِ ،و َك َفى بِال َّذن ِب َعار ًا لِل ُملِ ِّم بِه ِ. َ
الجز َم لِل َوهمِ فَ ُه َو أَح َم ُقَ ،و َمن أَقَ َام َعلَى َّ
الش ِّك َم َع ِإم َكا ِن ١٤ــ َمن َت َر َك َ
الي ِقي ِن فَ ُه َو أَخ َر ُق. ال َم ِ
صيرِ ِإلَى َ
١1ــ َرح َم ٌة َتطلُب َكَ ،و َرح َم ٌة َتطلُب َها ،فَال َّ ِتي َتطلُب َك َرح َم ُة ال ِه َدايَة ِ
ُ ُ ُ
ِالب َيا ِنَ ،و ِألَجلِ َها َكا َن ِإر َسالُ الر ُس ِل َوإِن َزالُ ال ُك ُت ِبَ ،وال َّ ِتي َتطلُ ُب َها ِه َي َ
الجنَّ ُة، ب َ
الصالِ ِح َعلَى قَانُو ِن ال ِعلمِ النَّ ِاف ِع.
ِالع َم ِل َّ
َتس َعى ل َ َها ب َ
ص َعلَى الدن َيا ثَ َالثَةٌ :أَ َح ُد َها :النَّ َظ ُر ِإلَي َها ب َِعي ِن ١١ــ َد َوا ِعي ال ِحر ِ
س ِألَربَاب َِها. ِ
يم النَّا ِ الب َقاء للتمتعَ .والثَّانِيَ :تع ِظ ُ االستح َسانَ .و َعن ُه يَ ُكو ُن ُحب َ
ِ ِ
اخ ُر َوال َّت َكاثُ ُرَ .وال َّثالِ ُثَ :ت َوهم أَن َال قِ َو َام بِ ُدونِ َهاَ .و َعن ُه يَن َشأُ
َو ِمن ُه يَ ُكو ُن ال َّت َف ُ
البخ ُل َو َخو ُف ال َفقرِ. ُ
ينَ :من َتزِي ُد ُه ال َمعرِفَ ُة ب َِس َعة ِ َرح َمة ِ اهلل ِ ُجرأَ ًة َعلَى
الجا ِهلِ َ
١5ــ أَج َه ُل َ
َم َع ِ
اصيه ِ.
٩٩
مت احلكم احلدادية
الش َج َر ِة ُتس َقى ب َِم ِاء ال َّت َز ُاو ِرَ ،و ُتث ِم ُر ال َّت َع ُاو َن
١1ــ َم َث ُل األُ ُخ َّو ِة ِفي اهلل ِ َم َث ُل َّ
الش َج َر ُة يَ ِب َستَ ،و ِإ َذا ل َم ُتث ِمر قُ ِط َعت. َعلَى الب ِِّر َوال َّتق َوى ،فَ ِإ َذا ل َم ُتس َق َّ
اع َة فَانظُر ِإن ِشئ َت ِفي بِ َدايَتِ َها الَّتِي َكانَت ب َِحو ِل اللَّه ِ ١٢ــ ِإ َذا َع ِمل َت الطَّ َ
ود ال ِمنَّة ِ لِلَّه ِ َت َعالَى.
ابَ ،ويَب َقى ُش ُه ُ َوقُ َّوتِه ِ َو ُحس ِن َتو ِفي ِقه َِ ،وبِ َذلِ َك يَن َت ِفي ا ِإلع َج ُ
آبَ ،و ِعن َد ُه الم ِ
اب َو ُحس ُن َ َو ِإن ِشئ َت نَ َظر َت ِفي نِ َهايَ ِت َها ال َّ ِتي ِه َي َجز ُِيل الثَّ َو ِ
الرغ َب ُة َو َت ِخف ُ
الم َد َاو َم ُةَ ،واأل َ َّولُ َأتم. َتعظ ُُم َّ
ص َي ٌة فَ ِإيَّا َك أَن َتنظ َُر ِإلَى بِ َدايَ ِت َها ال َّ ِتي ِه َي ال َّتق ِد ُير، َو ِإ َذا َوقَ َعت ِمن َك َمع ِ
ِ
ص َية َِ ،ولِكن يَن َب ِغي أَن المع ِ فَ َيد ُعو َك َذلِ َك ِإلَى االح ِت َجا ِج َعلَى اهللَ ،و ُه َو أَع َظ ُم ِم َن َ
ِ
ابَ ،و ِعن َد ُه ُت َبادِ ُر ِإلَى ال َّتوبَة ِ َو َتعظ ُُم َّ
الره َب ُة. َتنظ َُر في نِ َهايَ ِت َها ال َّ ِتي ِه َي أَلِ ُ
يم ال ِع َق ِ
٩1
مت احلكم احلدادية
5٩ــ َس ِّخر َعقلَ َك لِ ِعل ِم َكَ ،و َس ِّخر نَف َس َك لِ َعقلِ َك.
ود ال َّتق ِ
صيرِ صيرِ ِفي ال َّتق ِ
صيرِِ ،إنَّ َما َّ
الشأ ُن ُش ُه ُ الشأ ُن ِفي ُش ُهودِ ال َّتق ِ
51ــ َما َّ
ِفي ال َّتش ِميرِ.
55ــ َال يَن َب ِغي أَن َتع َت َّد بِأُ ُخ َّو ِة أَ ٍخ يَس َت ِط ُ
يع أَن يَن َف َع َك فَ َال يَف َع ُل.
5٦ــ ِإ َذا أَ َرد َت أَن َتص َط ِف َي ِإن َسان ًا لِنَف ِس َك فَ َال بَأ َس أَن َتم َت ِحنَ ُه ب َِما َال
صح االص ِط َفاءُ بِ ُدونِه ِ.
يَ ِ
يع ال ِق َي َام ب ُِح ُقوقِه َِ ،و َال يُح ِو ُج َك لِطَلَ ِب
51ــ َال َتص َحب ِإ َّال َمن َتس َت ِط ُ
ُح ُقوقِ َك؛ لِ َك َما ِل قِ َيا ِمه ِ ب َِها.
٩١
مت احلكم احلدادية
51ــ َمن َع َّو َل ِفي إِس َقا ِط ُح ُقو ِق ِإخ َوانِه ِ َعلَى قَ ُبو ِل ُ
العذ ِر َكا َن أَقَ َّل َما
يَل َقا ُهم بِه ِ ال ِغش َو َ
المك ُر.
٦1ــ يَص ُع ُب ُسلُو ُك َسبِي ِل النَّ َجا ِة َعلَى َمن َغلَ َب َعلَى قَل ِبه ِ ُحب َ
الما ِل
الجاهِ.
َو َ
ات النَّف َسانِ َّية ِ َواله َِممِ ال َّدنِ َّية ِ الصادِ ُق يَع َم ُل ِفي َمح ِو َّ
الش َه َو ِ ٦1ــ ال َخو ُف َّ
ال اللَّ ُه َت َعالَى{ :ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ َع َم َل النَّا ِر ِفي ِإح َرا ِق األَش َجا ِر؛ قَ َ
ﮉ} [البقرة.]٩٦٦ :
الصالِ َحة ِ
َواألَع َما ِل َّالصادِ ُق يَع َم ُل فِي اس ِتخ َرا ِج الن ِّ َّي ِ
ات الطَّيِّبة ِ الر َجاءُ َّ
َو َّ
َ
ال َت َعالَى{ :ﯧ ﯨ ﯩ الها ِم َد ِة ال َخ ِ
اش َعة ِ؛ قَ َ ض َ الم ِاء ِفي األَر ِ
َع َم َل َ
ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ} [الحج.]5 :
الصالِ ِح ٦٢ــ يَن َب ِغي أَن ُتوقِ َد ل َ َك ِس َراج ًا ِم َن ال ِعلمِ النَّ ِاف ِع َو َ
الع َم ِل َّ
ت أَو َشم ُس المو ِ
ات الدن َيا َح َّتى يَطل َع َعلَي َك فَج ُر َ يء بِه ِ ِفي لَي ِل ظُلُ َم ِ َتس َت ِض ُ
يت فِي لَيلِ َها ب َِال ِس َرا ٍج َتن َت ِظ ُر ُطلُو َع َه َذا ال َفجرِ أَو ُسطُو َع اعة ِ ،فَ ِإنَّ َك ِإن بَ ِق َ
الس َ
َّ
ك قَولُ اللَّه ِ َت َعالَى{ :ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ س َح َّق َعلَي َالشم ِ َه ِذهِ َّ
ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ} [اإلسراء.]1٩ :
٩٦
مت احلكم احلدادية
14ــ َك َفى بِالنَّ َجا ِة ِم َن النَّا ِر َمثُوبَ ًةَ ،و َك َفى بِ ِحر َما ِن َ
الجنَّة ِ ُع ُقوبَ ًة.
الح ِقي َقة ِ َال َشي َء. ِ العال َ ُم بِأَسرِهِ ُم َت َال ٍ
شَ ،و ُه َو في َ 1٤ــ َ
يكَ ،ذ َّم َك َال َم َحال َ َة ِعن َد 1١ــ َمن َم َد َح َك ِعن َد ر َِضائِه ِ ب َِما لَي َس ِف َ
يك.َغ َض ِبه ِ َعلَي َك ب َِما لَي َس ِف َ
ــو قَـــد َج َفـــانِي ــال أَج ُفـ ُ
ــوه َو ِإن ُهـ َ فَـ َ ـــــت ِمـــــن ِخـــــل َج َفـــــا ًء ِإ َذا آنَس ُ
ــــك َعـــــن َتنَ ُاولِـــــه ِ لِ َســـــانِي
َوأُم ِسـ ُ َول َ ِكنِّــــــــــي أُفَا ِرقُـ
ـــــــــه بِرِفــــــــــ ٍق
ُ
٩1
مت احلكم احلدادية
َو ِإن َخاط ََب ُه ب َِح َس ِب َجهلِه ِ َكا َن ُم َت َشبِّه ًا بِه ِ َو َمع ُدود ًا ِمثلَ ُه؛ قَ َال اللَّ ُه َت َعالَى لِنَبِيِّه ِ:
{ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ} [األعراف.]٤٢٢ :
اس َويُثنُوا َعلَيه ِ ب َِشي ٍء ِم َن ال َك َما ِلَ ،و ُه َو 1٢ــ َمن أَ َح َّب أَن يَذ ُك َر ُه النَّ ُ
يَعلَ ُم ِمن نَف ِسه ِ ِخ َالفَ ُهَ ،و َكر َِه أَن يَذُم ُ
وه بِأَم ٍر يَعلَ ُم ِمن نَف ِسه ِ ان ِط َواءَ ُه َعلَيه َِ ،ح َّتى
ص َير يَف َر ُح َويَ ِم ُيل ِإلَى َمن يَم َد ُح ُهَ ،ويَن ُف ُر َويَك َر ُه َمن يَ ُذم ُه ،فَ َقد َعظ َُمت َح َماقَ ُت ُه يَ ِ
َو َت َّمت َغ َب َاو ُت ُه.
الشرِي َف ُة ِفي نِ َهايَة ِ ال ُق َّو ِة َوالن ُم ِّو َوالر ُسو ِخ ،فُ ُروع ًا
الش َج َر ُة َّ فَ ِإن لَم َت ُكن َه ِذهِ َّ
ِ ِ
ت. الوق ِ َوأُ ُصو ًال ،خ َيف َعلَي َها االن ِق َال ُع في َذلِ َك َ
وء ال َخات ِ َمة ِ َو َزي ِغ ال َقل ِب ِعن َد و ِمن أَج ِل َذلِ َك اشت َّد َخو ُف األ َ َكابِرِ ِمن س ِ
ُ َ َ
ت. المو َِ
ِض ِألُ ُصولِ َها ِم َن ال ِب َد ِع َوالش ُكو ِك ِض ال َّ ِتي َتعر ُ الع َوار َ ثُ َّم ِإ َّن ال َق َوادِ َح َو َ
ِض ِفي أُ ُصو ِل َّ
الش َج َر ِة ِم َن اب في أَمرِ اآلخ َرة ،يَجرِي َمج َرى َما يَعر ُ
ِ ِ واالض ِطر ِ ِ
َ َ
اصي َتجرِي ِمن َها َمج َرى َما يَ َق ُع لِ ُف ُرو ِع الم َع ِومة َِ ،و َ المذ ُم َات َواألَخ َال ِق َ اآلفَ ِ
ض ،فَ َال َج َر َم أَن َكا َن ال َّ ِذي يَق َد ُح ِفي األَص ِل الع َوا ِر ِ الش َج َر ِة َوأَغ َصانِ َها ِم َن َ َّ
الش َج َر ِة َك ِثير ًا ِم َن ال َّ ِذي يَ َق ُع َعلَى ال ُف ُرو ِع.
َويُو ِهنُ ُه أَ َض َّر َعلَى َّ
الشك ِفي اليوم ِ ِ
اآلخرَِ ،و َكا َن َعلَى َصا ِح ِبه ِ أَ َض َّر َولِ َه َذا َعظ َُم أَم ُر البِد َعة ِ َو َّ
َ
ات .نَسأَلُ اللَّ َه َ ِ
الوفَا َة َعلَى ا ِإلس َالم ِ.
العاف َي َة َو َ الم َح َّر َم ِ
اصي َو ُ الم َع ِِم َن َ
ِين ِف َيها:
الحا ِلِ ،خ َطاب ًا لِ َّلرا ِغب َ 1٤ــ الدن َيا ُتنَا ِدي َعلَى نَف ِس َها بِلِ َسا ِن َ
اآلخ َر ِةَ ،وام َت ِثلُوا أَم َر اللَّه ِ ل َ ُكم ِفي َتر ِك ُكم
اح َذ ُرونِي فَ ِإنَّ ِني ِفتنَةٌَ ،و ُخذُوا ِمنِّي َز َاد ِ
ين بِيَ ،وانظ ُُروا ين ِف َّي َو ُ
الم َت َمتِّ ِع َ ايَ ،واع َتب ُِروا ب َِمن َم َضى ِمن قَبلِ ُكم ِم َن ال َّزا ِه ِد َ ِإيَّ َ
اآلخ َر ِة ،ال َّزا ِه ُدو َن ِمن ُهم بِنَ ِعي ٍم َال يَن َق ِضي،ِفي ِسيرِ ِهم َو َكي َف َذ َهبوا َوان َقلَبوا ِإلَى ِ
ُ ُ َ
ص ب َِحس َر ٍة َال َتن َق ِط ُع.
َوأَه ُل ال ِحر ِ
٩٢
مت احلكم احلدادية
الحو ِل َوال ُق َّو ِةَ ،و ُه َو االع ِت َم ُاد َعلَى اللَّه ِ .فَ َمن َع َر َف َح َّق اللَّه ِ،
الب َراءَ ُة ِم َن َللَّهَ .و َ
ِ ِ
الولِي المر َت َضىَ ، َوقَ َام بِأَمرِ اللَّه َِ ،و َصفَّى َما لِلَّه َِ ،واع َت َم َد َعلَى اللَّه ِ ،فَ ُه َو ا ِإلن َسا ُن ُ
المج َت َبى.لِلَّه ِ ُ
يمِ ،إ َذا َوقَ َع ِمن أَهلِه ِ َم َع أَهلِه ِ الس ِقيمَ ،ويُحيِي َّ ِ
الرم َ الس َما ُع يُش ِفي َّ َ 11ــ َّ
المس َت ِم ِع ب َ
ِالح ِّظ الالئِ ِق بِه َِ .و ُه َو فِتنَةٌ َعلَى ُ ت ال َقابِ ِل لِ َذلِ َكَ ،و َ
الم َح ِّل َّ الوق ِ
في َ
ِ
الوجه ِ.
الم َس ِّم ِع َعلَى َه َذا َ
اله َوىَ ،و َعلَى َُو َ
ات ِ
اآلخ َر ِة ِمن أَم َري ِن: ِ
1١ــ َالبُ َّد لِإلِن َسا ِن في ُ
الو ُصو ِل ِإلَى َس َع َاد ِ
يب ث ال َّ ِذي يُ ِ
ص ُ ــ أَ َح ُد ُه َما :ال ِه َدايَ ُة َوال َّتو ِف ُيق ِم َن اللَّه َِ ،و ُه َو ب َِمن ِزلَة ِ ال َغي ِ
ض. األَر َ
الحر ِ
ث السع ُي ِإلَى اللَّه ِ َعلَى ِمن َها ِج االس ِت َق َامة َِ ،و ُه َو ب َِمن ِزلَة ِ َ ــ َوالثَّانِيَّ :
المؤ ِذي،
البذ ِر َوال َّترب َِية ِ َوال ِحف ِظَ ،و َتن ِح َي ُة ُ ضَ ،و َت َعه ِد َها ب َِما َتح َت ُ ِ ِ
اج ِإلَيه م َن َ لِل َر ِ
ِإلَى َغيرِ َذلِ َك.
السي ُل َعنَاءٌ َو َت َع ٌب ب َِال َح ِ
اص ٍلَ ،و ِإ َصابَ ُة ص َيب َها َّض ُدو َن أَن يُ ِ فَ َحر ُث األَر ِ
اعةٌ.ث إِ َض َ الحر ِ السي ِل ل َ َها َم َع َتر ِك َ
َّ
الح ِقي َق ُة. ِ فَال َّتو ِف ُيق ِم َن اللَّه ِ َكال َغي ِ
ث ،لَي َس لِل َعب ِد فيه ِ َمد َخ ٌلَ ،و َذلِ َك ُه َو َ
العب ِدَ ،و ُه َو
ض َو َت َعه ِد َها ِإلَى َ ث األَر ِ السعي َواالج ِت َه ُاد ال َّ ِذي ُهو ب َِمن ِزلَة ِ َحر ِ
َ َو َّ ُ
َكس ُب ُهَ ،و َعن ُه يُسأَلُ َ ،و َعلَيه ِ يُج َزىَ ،و َذلِ َك ُه َو َّ
الشر َِيع ُة.
14
مت احلكم احلدادية
ابَ ،و ِ
اآلخ َر ُة البادِيَة ِ ال ُمخ ِوفَة ِ ال َكثِ َير ِة الس َّرا ِق َوال ُغ َّص ِ ِ
15ــ الدن َيا ب َِمن ِزلَة َ
ص َيبة ِ اآل ِمنَة َِ ،وا ِإلن َسا ُن َخ َر َج ِإلَى الدن َيا لِ َيأ ُخ َذ ِم َّما ِف َيها الم ِدينَة ِ ال َخ ِ ب َِمن ِزلَة ِ َ
مه لِْل ِخ َر ِة.
فَ ُي َق ِّد ُ
العاقِ ُل ُكلَّ َما َح َص َل ِفي يَ ِدهِ َشيءٌ ِمن أَم َت ِع َتهِا قَ َّد َم ُه أَ َم َام ُه؛ ل َ ُيح َف َظ َويَأ َم َن
فَ َ
َعلَيه ِ َوين َت ِف َع بِه ِ ِإ َذا َو َص َل ِإلَى م َح ِّل اس ِتقرا ِرهِ َو ُهو ِ
اآلخ َر ُة. َ َ َ َ
اب ِمن يَ ِدهِ، الجا ِه ُل يَح َتب ُِس َما َم َع ُه ِعن َد ُه بُخ ًال بِه ِ ،فَ ِإ َّما أَن يَأ ُخ َذ ُه الغ َّص ُ
َو َ
البادِيَة ِ ال َّ ِتي َال قَ َر َار ل َ ُه ب َِها َعلَى ِ ِ َو ِه َي ِفي ال ِم َثا ِل آفَ ُ
ات الدن َياَ ،و ِإ َّما أَن يُ َساف َر م َن َ
الم َح ِّل ال َّ ِذي ان َت َق َل َعن ُه. ِ
ال َقهرِ ِمن ُهَ ،ويُ َكلَّ َف َتر َك َما َم َع ُه ،فَ َيأ ُخذ ُُه َمن يَب َقى في َ
{ﮣ العاقِ ُل اللَّب ُ
ِيب ،قَ َال اللَّ ُه َت َعالَى: َه َذا ِم َث ٌال َع ِج ٌ
يب ،فَل َيف َهم ُه َ
ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ} [العنكبوت.]١1 :
يما ِن
ي ا ِإل َ المؤ ِم ِن َو ِإن َكا َن قَ ِو َّ
1٦ــ ال َخو ُف َال يَن َت ِفي َو َال يَذ َه ُب َع ِن ُ
الع َم ُل أَصلَ َح َكا َن ال َخو ُف أَع َظ َم.
يما ُن أَك َم َل َو َ َصالِ َح َ
الع َم ِل ،بَل ُكلَّ َما َكا َن ا ِإل َ
ِم َثالُ َذلِ َك :ا ِإلن َسا ُن يَ ُكو ُن َم َع ُه ال َّذ َه ُب َوال ِف َّض ُة ال َك ِث َير ُة َواألَق ِم َش ُة َ
الملِ َ
يح ُة
المالُ ال َّ ِذي يَ َت َو َّص ُل بِه ِ ِإلَى ال ِغنَى
ت ُمخ ِوف أَو بَح ٍر ُمغرِ ٍق ،فَ َ
ٍ َو ُه َو ُم َس ِافر ِفي َخب ٍ
ٌ
ف َم َع ُهَ ،ول َ ِكنَّ ُه َال يُع َتد بِه َِ ،ويَش َتد َخوفُ ُه َعلَى فَوتِه َِ ،و َال يَ َخ ُاف َمن لَي َس الشر ِ
َو َّ َ
الما ِل ب َِمالِه ِ َويَن َت ِفي َعن ُه ال َخو ُفور َصا ِح ِب َه َذا َ َم َع ُه َشيءٌ ،ثُ َّم ِإنَّ ُه َال يَ ِتم ُس ُر ُ
الس َال َم َة.
البن َد َر َويَ َت َيق ََّن َّ ِ
َح َّتى يَص َل َ
ِ ِ ِ
المخ ِو ُف، بت ُ المغر ُِق َوال َخ ُالبح ُر ُ فَاآلخ َر ُة ه َي بَن َد ُر األ َم ِنَ ،والدن َيا ه َي َ
يمانِ َّي ُة الم َس ِاف ُر ُه َو ا ِإلن َسا ُنَ ،والن ُق ُ
ود َواألَق ِم َش ُة ال َّ ِتي َت ُكو ُن َم َع ُه ِه َي َ
الم َعار ُِف ا ِإل َ َو ُ
1٤
مت احلكم احلدادية
11ــ َتذ َه ُب الدن َيا َشيئ ًا فَ َشيئ ًاَ ،ح َّتى َال يَب َقى ِمن َها َشيءٌ.
الح ِّق َوأَهلِه ِ اب َت َال ُه اللَّ ُه بِالذلِّ لِل َبا ِط ِل َوأَهلِه ِ ،فَ َيج َت ِم ُع ٢4ــ َمن َت َك َّب َر َعلَى َ
َعلَيه ِ ِعن َد َذلِ َك ُم ِ
ص َيب َتا ِن َو ُع ُقوبَ َتا ِنَ ،و َت ُفو ُت ُه َمن َق َب َتا ِن َو َمثُوبَ َتا ِن.
ِ ِ ٍ ِ
٢٩ــ َمن لَم يَ َّتهِم نَف َس ُه في ُك ِّل وِرد َو َص َد ٍر َوقَ َع من َها في َ
الب َاليَا ال ُك َبرِ.
اله َوى َوالطَّب َِيعة ِ َو ُه َو يَ َّد ِعي أَنَّ ُه يَد ُعو ِإلَى ال ِّدي ِن
٢1ــ ُر َّب َدا ٍع ِإلَى َ
الشر َِيعة ِ.
َو َّ
1٩
مت احلكم احلدادية
٢١ــ ال ِعل ُم َعلَي َك َح َّتى َتع َم َل بِه ِ ،فَ ِإ َذا َع ِمل َت بِه ِ َكا َن ال ِعل ُم ل َ َك.
ت ال َخض َراءُ َو َال أَقَلَّت ال َغب َراءُ أَ َش َّد َح َماقَ ًة ِم َّمن يَعلَ ُم ُحس َن ٢5ــ َما أَظَلَّ ِ
َشي ٍء َو ُه َو ل َ ُه َتا ِر ٌك َويَعلَ ُم قُب َح َشي ٍء َو ُه َو ل َ ُه فَا ِع ٌل.
اآلخ َر ِة َش َرف ًا أَ َّن ُك َّل أَ َح ٍد يُ ِحب أَن يُن َس َب ِإلَيهِم َو ِإن لَم ٢1ــ َك َفى أَه َل ِ
يَ ُكن ِمن ُهمَ ،و َك َفى أَه َل الدن َيا َض َع ًة أَ َّن ُك َّل أَ َح ٍد يُك َر ُه أَن يُذ َك َر ِفي ُجملَ ِتهِمَ ،و ِإن
َكا َن ِمن أَ َكابِرِ ِهم.
البا ِطنَة ِ َوال َّظا ِه َر ِة أَن َتل َت ِم َس ِمن أَص َحاب َِك الدن َيا ِ ِ
٢1ــ من أَك َبرِ ال َك َبائرِ َ
َو ُهم يل َت ِم ُسو َن ِمن َك ِ
اآلخ َر َة. َ
يم ُة ا ِإلن َسا ِن ِعن َد أَه ِل الدن َياَ :ما يَأ ُخذ ُُه ِمن ُهم.ِ
٢٢ــ ق َ
٤44ــ ِإ َذا أَ َرد َت أَن َتس َت ِش َير ِإن َسان ًا فَ َق ِّدر أَنَّ ُه يُ ِش ُير َعلَي َك ب ُِم َخال َ َفة ِ َما
ُت ِحب ،فَ ِإن َرأَي َت امتِ َثال َ ُهَ ،و ِإ َّال فَ َدع.
ي ا ِإلن َسا ِن فَر ُع ِعل ِمه ِ َو َعقلِه ِ ،فَ َال يَن َب ِغي أَن يَ َض َع ُه ِعن َد َمن َال
٤4٤ــ َرأ ُ
يَأ ُخ ُذ بِه ِ.
11
مت احلكم احلدادية
٤4٩ــ َمن َسلَ َك َملَ َكَ ،و َمن َح َاد َهلَ َك.
العاقِ ُل أَن َال يَ ُكو َن ل َ ُه َع ُدوَ ،و َك َاد األَح َم ُق أَن َال يَ ُكو َن ل َ ُه
٤45ــ َك َاد َ
َص ِد ٌ
يق.
اح ُة األَر َوا ِحَ ،و ِفي أَس َفا ِر األَخطَا ِر َت َع ُب
٤4٦ــ ِفي أَس َفا ِر األَربَا ِح َر َ
ال َّظ َوا ِهرِ َواألَس َرا ِرَ .واللَّ ُه أَعلَ ُم.
1١
ترمجة العالمة حممد حياة السندي
ترمجة خمتصرة
للعالمة حممد حياة السندي
حامل لواء السنة بمدينة َسيِّ ِد اإلنس
هو الشيخ العالمة المح ِّدث الفهامةُ ،
السندي(.)٤
والجنة :محمد حياة بن إبراهيم ِّ
قال في شأنه تلمي ُذه العالم ُة أبو الحسن السندي الصغير> :هو عمدة
األعالم المح ِّدثين ،وبقية النقاد والمسندين ،عالِم المدينة في عصره ،الممتاز
بالذب عن الخبر ونَصرِه ،حميد الذات وفريد الصفات ،نعمة اهلل المهداة<(.)٩
ِّ
وأثنى عليه القنوجي قائال> :كان من العلماء الربانيين ،وعظماء
العلم بالعمل ،وزان الحسن بالحلل ،ش ّد حزامه على درس َ المح ِّدثين ،قَ َرن
الحديث النبوي ،وأفنى عمره في خدمة الكالم المصطفوي ،وكان يعظ الناس
قبل صالة الصبح بالمسجد الشريف ،وانتفع به خلق كثير من العرب والعجم،
وأقبل عليه أهل الحرمين ومصر والشام والروم والهند باالعتقاد واالنقياد<(.)1
ووصفه المرادي قائال> :كان ورعا متجردا منعزال عن الخلق إال في وقت قراءة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤للتوسع في ترجمته ينظر :سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر محمد خليل بن علي
المرادي (ج /١ص ،1١٦طبعة دار ابن حزم؛ اإلعالم بمن في تاريخ الهند من األعالم
للحسني (ص )1٤5فهرس الفهارس للكتاني (ج /٤ص .)151
الجنة في عقيدة أهل السنة< (ص )٤1ونقل كثيرا من ثناء العلماء على
( )٩نقله محقق كتاب > ُ
الشيخ محمد حياة فليراجع.
( )1قاله القنوجي في >أبجد العلوم< (ج/1ص.)٤٦٢
15
ترمجة العالمة حممد حياة السندي
ترك الشيخ محمد حياة السندي جملة من الكتب والرسائل النافعة ،ذكر
بعضها صاحب >سلك الدرر< كشرح الترغيب والترهيب للحافظ المنذري،
وشرح األربعين النووية وقد طبع ،وشرح الحكم الحدادية التي نقدم لها،
وشرح الحكم العطائية وقد حققته ونُ ِش َر نشرتان بفضل اهلل تعالى.
الجنَّة في عقيدة أهل السنة< ،حققها د .عبد القيوم
وله أيضا كتاب > ُ
السندي ،نشرتها مكتبة األسدي سنة ٩44١م.
وله رسائل متعددة لطيفة وتحقيقات عجيبة منيفة ،وقد ذكر أكثرها محقق
الجنَّة (ص .)٩1 ،٩٩
كتاب ُ
* من وصاياه النفيسة ومواعظه البليغة:
تقدمت اإلشارة إلى أن العالمة محمد حياة السندي كان من أئمة
المسجد النبوي في المدينة المنورة ،وقد كان يعقد فيه مجالس التعليم ،ويظهر
من مؤلفاته قربه من عوام المسلمين ومحاولته تذليل العلوم الصعبة إلفهامهم،
وأيضا فقد كان واعظ ًا شديد العناية بصالح حال المؤمنين ،ومن مواعظه
الجامعة لكل فضيلة قوله:
>ينبغي للنسان أن يتعلم أو ًل ما هيصح هح به اعتقاد هه ،هثم يتعل هم ما يقد هر
به على تحصيل ما هيحب هه الل هه تعالى من العمال والحوال ،واجتناب ما يكر هه هه
من الفعال ،هثم يجتهد في إتيان المأ همورات وترك المنهيات ،خالص ًا لوجه رب
المخلهوقات ،و هيبالغ في التوبة والستغفار من جميع الخطيئات ،ويرى نفس هه
أحقر المو هجودات ،ويعلم أن مول هه همطلع عليه في جميع الحالت ،ويذ هكر
الموت وما هيلقي عند هه من السكرات ،والقبر وما فيه من الص هعوبات ،وليتزود
11
ترمجة العالمة حممد حياة السندي
ل هه أحسن الحسنات ،وي هذكر الن هشور من ال هق هبور وما هيلقي بعد هه من الهوال
ال همنكرات ،ول ينسى الحساب وإعطاء الكتاب ،و هرجحان الحسنات
الع هقوبات ،وليتخذ هجن ًة منوالسيئات ،ول يغفل عن النار التي فيها أشد ه
أعمال الخير تقيه حرها وشرها بفضل خالق المصنهوعات ،وليتشوق إلى الجنة
التي فيها ما تشتهيه الن هف هس وتلذ الع هي هن ،ففيها فليتنافس ال همتناف هسون ،ولمثلها
فليعمل العاملهون ،وإليها فليشتاق ال همشتاقهون .الل ههم نجنا من نقمتك ،وأدخلنا
جنتك برحمتك ،وصل وسلم على أشرف خلقك .كتبه محمد حياة السندي
()٤
المدني عفى اهلل عنه تعالى
* أمنوذج من خط الشيخ حممد حياة السندي:
عثرت ــ بفضل اهلل تعالى ــ على أنموذج من خط الشيخ محمد حياة
السندي بعد الرسالة التي تضمنت أسانيده في كتب الحديث النبوي ،وتوجد
تلك الرسالة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس ،برقم ( ،)1١1١ومكتوب
الشيخ السندي هو إجازة ألحد تالميذه ممن حضر عنده قراءة قطعة من صحيح
البخاري ،كتبها سنة وفاته رحمه اهلل تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( )٤ورقة /٤٤٦أ) ضمن مخطوط رقم 1١1١بدار الكتب الوطنية تونس.
11
َ َ ْ ن
رشح احل ِك ِم
َ دا دا
احلدا ِديـة
3
وصلى الل هه على سيدنا همحمد وعلى آله وصحبه وسلم
السالَ ُم َعلَى الصالَ ُة َو َّ الحم ُد هلل ِ ال َّ ِذي أَن َع َم َعلَينَا بِ ِن َع ٍم الَ ُتح َصىَ ،و َّ َ
َحبِي ِبه ِ ال َّ ِذي َح َب ُاه َما الَ يُق َصىَ ،و َعلَى آلِه ِ َوأَص َحابِه ِ َوأُ َّم ِته ِ ال َّ ِذ َ
ين بَلَ ُغوا ب ِب َر َك ِته ِ
َ
األ َ َم َل األَق َصى.
السن ِدي ثُ َّم ال َم َدنِي
أَ َّما بَع ُد ،فَ َي ُقولُ ال َف ِق ُير ِإلَى َربِّه ِ ال َق ِديرُِ ،م َح َّم ٌد َح َياة ِّ
َع َفى اهللُ َعن ُهَ :ه َذا قَد ٌر يَ ِس ٌير ِفي َح ِّل ِح َكمِ قُط ِب األ َ َوا ِن ،فَرِي ِد األَق َرا ِنَ ،و ِحي ِد
الح َّدادِ ِ األَز َما ِنِ ،ذي ال ِعلمِ َوال ِعرفَا ِنَّ ،
الجلِي ِل َعب ِد اهلل بِن َعلَ ِوي َ السيِّ ِد َ
ف اعل ِوي<َ ،ج َم َع اهلل َت َعالَى بَينَنَا َوبَينَ ُه م َع َج ِّدهِ ِ 2في أَعلَى ُغر ِ >ب َ َ
َ َ ُ
ال ِجنَا ِن.
العص ُفو ِر ِفي َجن ِب َم َقام ِ الص ُقو ِر ،أَو َم َقام ِ َو َم َقا ِمي ِفي َجن ِب َم َقا ِمه ِ َك َم َقام ِ ُ
الثَّعلَ ِب ِفي َجن ِب َم َقام ِ األ َ َس ِدَ ،ولَم أَ ُكن أَه ً
ال لِ َح ِّل َكالَ ِمه ِ َ
العالِي ،ل َ ِكنِّي َتطَفَّل ُت
َع َسى اهلل َت َعالَى أَن يَر ُزقَ ِني َشي ًئا ِم َّـما َر َزقَ ُه.
١٤
رشح احلكم احلدادية
دا َ َ ْ ْ َ َ ْ ن َ َ َ ِّ َ َ ْ ن َ َ ٌ ْ ن ْ َ ْ َ ن َ
ي، 1ـ اخللق مع احلق ال َيلو أحد مِنهم أن يكون ِِف إِحدى ادلائ ِرت ِ
ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ دا ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ دا ْ َ َ دا
إِما ِِف دائ ِرة ِ الرْح ِة ،أو ِِف دائ ِرة ِ احل ِكم ِة .فمن َكن ايلوم ِِف دائ ِرة ِ الرْح ِة َكن
ضلَ ،و َم ْن ََك َن ايلَ ْو َم ِف َدائ َِرة ِ احل ِْك َم ِة ََك َن َغ ًدا ِف َدائ ِرة َِ َ َ َ ْ
الف ِ ة ِر ئا د ِف ا
َ ً
د غ
ِ ِ ِ ِ
َْ
العد ِل.
١٩
رشح احلكم احلدادية
فَ َمن َوفَّ َق ُه لِل َخي ِر فَالَ يَح َم ُد ِإ َّال ِإيَّ ُاهَ ،و َم ِن اب ُتلِي بِا َّلضيرِ فَالَ يَلُ َ
وم َّن إِ َّال
نَف َس ُه.
ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ ْ َ َ َ َ ْ َ ن ْ َ ِّ َ َ َ َ ْ
ال شيئا من أقام نفسه مِن رب ِه مقام عب ِده ِ مِن 2ــ ما ترك مِن الكم ِ
َْ
نف ِس ِه.
الع ُبودِيَّة ِ (شي ًئا من أقام نفس هه من (ما ترك من الكمال) ال َّ ِذي يَن َب ِغي ِأل َه ِل ُ
ربه مقام عبده من نفسه) بِأَن يَعلَ َم أَنَّ ُه َك َما يُ ِحب ِمن َعب ِدهِ ــ ال َّ ِذي ُه َو إِن َسا ٌن
اض ِعه ِ َم َع ُه َوان ِك َسار ُِه ل َ َديه َِ ،ك َذلِ َك ِمثلُ ُه ــ َك َم َال ِإط َ
َاع ِته ِ َواتِّ َبا َع َمر َضاتِه ِ َو َغايَ َة َت َو ُ
ِ
يما يُ ِحب يم ِمن ُه َذلِ َكَ ،م َع أَنَّ ُه األ َ َذل َو َربَّ ُه األ َ َجل ،فَ َيس َعى ف َ الع ِظ ُ
يُ ِحب اهلل ُ َ
َويَر َضى.
ِ
َو َك َما يَك َر ُه ِمن َعب ِدهِ ُمـ ُخال َ َف َـت ُه ف َ
يما يَأ ُم ُر ُه َويَن َه ُاه َو ُم َعانَ َد َة َمر َضاتِه ِ َو َت َكب َر ُه
َوأَنَانِيَّ َت ُهَ ،ك َذلِ َك اهللُ ال َق َّه ُار يَك َر ُه ِمن ُه َذلِ َك ،فَ َيج َت ِه ُد فِي َتر ِك َما يَك َر ُهَ ،و َه َذا ُه َو
ا ِإلن َسا ُن ال َكا ِم ُلَ ،و َمن ِس َو ُاه الَ يُع َبأُ بِه ِ.
َاع ِته ِ اء أَع َظ َم َدلِي ٍل َعلَى َ
الح ِّث َعلَى ط َ العبِي َد َوا ِإل َم َ ُسب َحا َن َمن َج َع َل َ
ص َي ِته َِ ،و َما يَع َتب ُِر ِإ َّال أُولُوا األَل َب ِ
اب. َوال َّزجرِ َعن َمع ِ
َويُ َحث َعلَى ا ِإلق َبا ِل ِإلَيه ِ َويُ َح َّس ُن بَي َن يَ َديه ِ.
َّب ِفي ِذكرِ اهلل ِ
(والغاف هل) َع ِن اللَّه ِ ( هيذك هر) َغفلَ َت ُه َويُ َبيَّ ُن ل َ ُه قُب ُح َهاَ ،ويُ َرغ ُ
َت َعالَى َوال َّت َق ِّر ِب ِإلَيه ِ.
(ومن لم هيجد) لَم يَن َفع (فيه التذك هير ول التنب هيه ف ههو ميت) قَل ُب ُه ،قَ َال اهللُ
َت َعالَى{ :ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ} [النمل ،]14 :فَاالشتِ َغالُ بِ ِإي َقا ِظه ِ َعن َسنَ ِن إِع َر ِ
اضه ِ
َو َتذ ِكيرِهِ الَ طَائ ِ َل َتح َت ُه.
دا َ َ ْ َ ن َ ْ َ ن َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ
4ــ إِنما تنفع الموعِظة من أقبل عليها بقلب ِ ِه{ ،ﮬ ﮭ ﮮ
ﮯ ﮰ} [غافر.]٤1 :
(إنما تنف هع الموعظ هة من أقبل عليها بقلبه) ال َّ ِذي ُه َو َمو ِض ُع قَ ُبولِ َها،
اها. َّاها َتلَ ِّق ًيا َح َس ًنا فَ َح ِف َظ َهاَ ،و َس َعى ِفي َ
الع َم ِل َعلَى ُمق َت َض َ َو َت َو َّج َه ِإلَيهِا بِلُبِّه َِ ،و َتلَق َ
({ﮬ ﮭ) ِعن َد َها أَو ب َِها (ﮮ ﮯ ﮰ}) يُرِي ُد الر ُجو َع ِإلَى َموال َ ُه،
ض َعن َها َولَم ص ُل ب َِها ِإلَى َربِّه َِ ،والَ َتن َف ُع َمن أَع َر َ
فَ ُيقب ُِل َعلَي َها َويَع َم ُل ب َِها ل َ َعلَّ ُه يَ ِ
ض طَيِّ َبةٍَ ،وال َّثانِي َك َح َج ٍر َصل ٍد أَملَس َوقَ َع َعلَيه َِما َغي ٌث. يَل َت ِفت ِإلَي َهاَ ،واأل َ َّولُ َكأَر ٍ
ِّ َ ْ ن َ َ َ ََْ َ ن ن َ نْ َ َ ْ ن
ِي بِسخ ِط َرب ي من ي ْر ِِض المخلوق 5ـ كيف يكون مِن المؤ ِمن ِ
العالَم َ
ي؟!
َ
ِ
ين ال َّ ِذ َ
ين َآمنُوا ب َِجالَ ِل اللَّه ِ َو َج َمالِه ِ، المؤمنين) ال َكا ِملِ َ
(كيف ي هكو هن من ه
١5
رشح احلكم احلدادية
ود ُهم َو َمح ُبوبَ ُهم ،الَ يَر ُجو َن ِإ َّال َخي َر ُهَ ،والَ يَ َخافُو َن إِ َّال قَه َر ُه (من وه َمق ُص َ َو َج َعلُ ُ
ين ال َ يَملِ ُكو َن َض ًّرا َوالَ نَف ًعا هيرضي) بِأَق َوالِه ِ َوأَف َعالِه ِ َوأَح َوالِه ِ (المخلهوقين) ال َّ ِذ َ
ال َعن َغيرِ ِهم (بسخط رب العالمين) ال َّ ِذي َس َخط ُُه أَعلَى ِألَن ُف ِسهِم ،فَض ً
اهاَ ،و َمن َغ ِض َب َعلَيه ِ أَ َخ َذ ب َِرقَ َب ِته َِ ،وأَول َ َج ُه ِفي ُحف َر ِة نِق َم ِته ِ؟!
الم َصائِ ِب َوأَد َه ََ
ض َغي َر ُه ب َِس َخ ِطه ِ ،بَل أَر َض ُاه ب َِما يَر َض ُاهَ ،ولَم يُ َبا ِل فَلَو َكا َن ِمن ُهم لَم يُر ِ
ب َِس َخ ِط َمن َع َد ُاه َوالَ بِر َِضاهَ .و َمن يَ ُكو ُن َغي ُر ُه َح َّتى يُر َضى ب َِس َخ ِطه ِ؟! َوإِنَّ َما
يَف َع ُل َذلِ َك َمن َع ِم َي قَل ُب ُه.
َ َن َ َ َ ْ ََ َ ْ
6ــ العادة إِذا َرسخت نسخت.
العو ُد ِإلَى َشي ٍء َم َّر ًة بَع َد أُخ َرىَ ،س َواءٌ َكانَت ِفي ال َخيرِ أَو (العاد هة) َو ُه َو َ
يم ِن اع َت َاد َها (نسخت) أَ َزالَت َما َكا َن قَبلَ َها. ِ ِفي َّ
الضيرِ (إذا رسخت) ف َ
العك ُسَ ،و َم ِن اع َت َاد السنَّ َة نُ ِس َخت فَ َم ِن اع َت َاد ال َخي َر نُ ِس َخ َضي ُر ُهَ ،و َك َذا َ
الر ِّب ال َق ِديرِ نُ ِس َخ َتق ِ
ص ُير ُه، العك ُسَ ،و َم ِن اع َت َاد ال َّتش ِم َير ِفي ِع َب َاد ِة َّ البِد َع ُةَ ،و َك َذا َ
الرح َم ِن ب َِما يُ ِحب ُه َكي يُن َس َخ العك ُس ،فَيَن َب ِغي لِإلِن َسا ِن أَن يَع َت َاد ال َّت َقر َب ِإلَى َّ َو َك َذا َ
البع َد َعن ُه ب َِما يَك َر ُه ُه لِ َئ َّال يُن َس َخ َت َقربُ ُه. ِ
بُع ُد ُه َعن ُهَ ،وال َ يَن َبغي ل َ ُه أَن يَع َت َاد ُ
َ َن ن َ َ نَْ نَْ ٌ
7ــ ال تدوم مع الُكف ِة ألفة.
١٦
رشح احلكم احلدادية
ِيب ،فَ َينب ِغي لِ ُكل أَن الَ يَ َت َكلَّ َف ِأل َ ِخيه ِ اش ُر بِ َذلِ َك ،بَل َتن َق ِط ُع َعن قَر ٍ بَي َن َمن يُ َع ِ
َ
َما يَث ُق ُل َعلَيه َِ ،والَ يُرِي َد ِمن ُه َما يَع ُس ُر َعلَيه ِ.
وم األُل َف ُة َم َع اللَّـه ِ َوال َ األُن ُس ب ُِش ُهودِهِ َوال َّتلَذ ُذ ِ
يماءٌ ِإلَى أَنَّ ُه الَ َت ُد ُ َوفيه ِ ِإ َ
اعة ِ ِم َن ا ِإلن َسا ِن بِأَن َت َت َس َّه َل َعلَيه ِ َو َت ِ
ص َير أَل َ َّذ اب ُكل َفة ِ الطَّ َ بِال َّت َقر ِب ِإلَيه ِ ِإ َّال بَع َد َذ َه ِ
األُ ُمو ِر ِإلَيه ِ.
(ف ههو من النتفاع بكثيره أبع هد) بَل ُه َو َك َمثَ ِل ال ِح َما ِر يَح ِم ُل أَس َفار ًاَ ،و ِإن
صيلِه ِ أَس َفار ًاَ ،والَ يَز َد ُاد ِم َن اهلل ِ إِ َّال طَرد ًاَ ،والَ ِفي ِع َقابِه ِ إِ َّال قَطَ َع ِفي َتح ِ
ِإصرار ًاَ ،ولَوالَ ِحل ُم ُه َعن ُه ل َ َقلَب ُه ِخنزِير ًا أَو ِح َمار ًا ،نَ ُعو ُذ بِاهلل ِ ال َغفَّا ِر ِم ِن ازدِيادِ
َ َ َ
طُغ َيانِنَا َو ِعص َيانِنَا َم َع َكث َر ِة ُعلُو ِمنَا.
َ َ َْ ن ن َْ َ ْ ََْ َ ْ َ َ ن َ ن َْ َ
خي ِه ما ال يدخل َتت
ار :م ِن استقبح مِن أ ِ
ازع األقد ِ
9ــ من ِ
ْ َ
ار.
االخت ِ ِ
ي
ات َعلَى َوف ِق َها ور ِ ( همناز هع القدار) ال َّ ِتي قَ َّد َر َها ال َق َّه ُارَ ،وأَ َر َاد َج َريَا َن ال َمق ُد َ
الج َّب ُار (من استقبح من أخيه) ِفي ا ِإلسالَم ِ (ما ل يد هخ هل تحت الختيار) َ
االح ِت َرا ُز َعن ُه ،بِأَن الَ يَق ِد َر َعلَى فَ ِّك نَف ِسه ِ َعن ُه.
َاع ًة أَو َما يُ َت َو َّص ُل بِه ِ ِإلَي َها،
َو َما يَل َتب ُِس بِه ِ ا ِإلن َسا ُن ال َ يَخلُو إِ َّما أَن يَ ُكو َن ط َ
َاع ًة َوال َ َمع ِ
ص َي ًة َوال َ َما ص َي ًة أَو َما يُ َت َو َّص ُل بِه ِ ِإلَي َها ،أَو ال َ يَ ُكو ُن ط َ أَو يَ ُكو َن َمع ِ
يُ َت َو َّص ُل بِه ِ ِإلَيه َِما.
اعة ِ َو َما يُ َت َو َّص ُل بِه ِ ِإلَي َهاَ ،و ِفع ُل ال َمع ِ
ص َية ِ َو َما يُ َت َو َّص ُل بِه ِ اح َتر ِك الطَّ َ فَاستِق َب ُ
وب َشر ًعاَ ،ولَي َس ِفيه ِ ُمنَا َز َع ُة األَق َدا ِر؛ ِأل َ َّن ال َّ ِذي قَ َّد َر َها ُه َو ال َّ ِذي أَ َم َر ِإلَي َها َمطلُ ٌ
بِاستِق َبا ِح َه ِذهِ األ ُ ُمور.
اح َما ِس َوى َذلِ َك ُمنَا َز َع ٌة ل َ َها؛ ِإذ ال َ يَ ُكو ُن األَم ُر ِإ َّال َعلَى طِب ِق َها، َواستِق َب ُ
َول َم يَأ ُمر َمن قَ َّد َر َها بِاس ِتق َبا ِح َذلِ َك.
الح ِكيمِ ال َق َّها ِر.
ض َعلَى َ ض لِالع ِت َرا ِ َو َمن نَا َز َع األَق َد َار َت َع َّر َ
١1
رشح احلكم احلدادية
ُّ ْ َ َ ْ ن َ ن َ دا َ ن َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ن َ ْ
ري أو ينجو بِها مِن 11ــ ادلنيا المحمودةِِ :ه ال ِِت ي ِصل بِها إَِل ف ِع ِل خ ٍ
َْ َ ن َ ن ن ْ َ ََ ن َ َ َ ْ َ ر َ ُّ ْ َ ن َ َ ن َ دا
وب
ور و ِِف رك ِ ٍ م أم كِر ت ِفِ ا ه ِ بب سِ ب ع قي ال ِت
ف ِع ِل رش .وادلنيا المباحةِِ :ه ال ِ
َ دا َ َ ن َ َ َ َ ُّ دا َ َ ُّ ْ َ َ ْ ن َ ن َ َ َ َْن
ِه ال ِِت يقع بِسببها ِِف اب َوالسن ِةِ : ان الكِت ِ ور .وادلنيا المذمومة لَع ل ِس ِ حم ٍ
ظ
ْ َْ َ َ َ َ َ
ت ْركِ طاع ٍة أ ْو ف ِع ِل مع ِصي ٍة.
الصالِ ُح لِ َّلر ُج ِل (الدنيا المح همود هة) بِنَح ِو قَولِه ِ > :2نِع َم ال َمالُ َّ
الصالِ ِح<(( )٤هي التي يص هل بها) ا ِإلن َسا ُن (إلى فعل خير) َك ِإخ َرا ِج ال َّز َكا ِة َو ِإ َيت ِاء
َّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤أخرجه ابن حبان في صحيحه ،كتاب الزكاة ،باب جمع المال من حله وما يتعلق بذلك،
ذكر اإلباحة للرجل الذي يجمع المال من حله إذا قام بحقوقه.
١٢
رشح احلكم احلدادية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤حديث حسن أخرجه ابن ماجه في سننه ،كتاب الزهد ،باب مثل الدنيا.
54
رشح احلكم احلدادية
ف فَه ِمه ِ (إلى التصريح) ب ِال ُم َرا ِد لِ َيف َه َم ُه( ،مع اج) لِ َضع ِ (ومن ههم من يحت ه
وج ُب لِإلِق َبا ِل يُ ِع ُ
ين الرفق واللين) َم َع ُه ِفي ال َّتعلِيمِ لِ ُيقب َِل ِإلَى َما يُ َعلَّ ُمَ .و ِّ
الرف ُق ال ُم ِ
اب فَه ِمه ِ ،قَ َال اهلل ُ ض َت ُسد بَ َ َعلَى فَهمِ ال ُم َرادَِ ،وال ِغل َظ ُة ال ُم ِ
وج َب ُة لِل َّتنَفرِ َوا ِإلع َرا ِ
َت َعالَى لِ َحبِي ِبه ِ { :2ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ}
[آل عمران.]٤5٢ :
(ومن ههم من ل هيجدي) الَ يُ َؤثِّ ُر (فيه)؛ لِ ِقلَّة ِ فَه ِمه ِ َوقَس َو ِة قَل ِبه ِ َو ِغل َظة ِ طَب ِعه ِ
ين ب ِ َذلِ َك قَل ُب ُه َو ُت َؤثِّ َر ِفيه ِ ال َمو ِع َظ ُة؛ ِأل َ َّن
ين) لِ َيلِ َ
(إل التعن هيف) ال َّتغلِي ُظ (والتخش ه
5٤
رشح احلكم احلدادية
ْ ْ َ َ ْ َ ن َ ن ّ ً َ ْ ن ْ ن دا َ ْ ْ َ ْ َ ْ ن ْ ن ْ َ ً
11ــ إِن ِشئت أن تكون حرا فاترك ُك أم ٍر إِن لم تِتكه اختِيارا
ً َ َْن ْ
ت َركته اض ِط َرارا.
صا لِل َغفَّا ِر( ،فات هرك هكل (إن شئت أن ت هكون هح ًّرا) ِمن رِقِّ اآلثَا ِرَ ،خالِ ً
أمر) ِم َّـما الَ يُ َق ِّربُ َك ِإلَى َموالَ َك (إن لم تت هرك هه اختيار ًا تركت هه اضطرار ًا) َو ِه َي
ور الدن َيا َوأَص َحابُ َها َول َ َّذا ُت َها َو َش َه َوا ُت َها ،فَ ِإ َّن ال ُمش َت ِغ َل ب َِها َعب ٌد لِ َما َه َو ُاه،
أُ ُم ُ
لِـمن أَعطَ ُاه َماِض َعن َموال َ ُهَ .و َتا ِر ُك َها اخ ِت َيا ًرا َجانِ ًبا َعن َها ِإلَى َربِّ َها َعب ٌد َ ُمعر ٌ
الع ُبودِيَّة ِ ل َ ُهَ ،والذل ُكل ُه ِفي ُ
الع ُبودِيَّة ِ لِ َغيرِهِ. أَعطَ ُاهَ ،وال ِعز ُكل ُه ِفي ُ
(ما هعرف قد هر الشيء بمثل ضده) الَ يَعر ُِف قَد َر ال ُقر ِب ِم َن َّ
الر ِّب إِ َّال َمن
ضَ ،وال َ الص َّحة ِ ِإ َّال َم ِن اب ُتلِ َي بِال َم َر ِبَ ُع َد بَع َد أَن َذ َاق ل َ َّذ َت ُهَ ،والَ يَعر ُِف قَد َر ِّ
يَعر ُِف قَد َر ال ِغنَى إِ َّال َم ِن اب ُتلِي بِال َفقرَِ ،و َهلُ َّم َج ًّراَ .و َك ِث ًيرا َما يُ َع ِّر ُف اهللُ َعبِي َد ُه
قَد َر نِ َع ِمه ِ ب َِسلب َِها َواالب ِتال َ ِء بِأَض َدادِ َها.
ص َيبةٍ َما (بمثل ذكره من أهصيب بمثل همصيبته) اب) ب ُِم ِالمص ه (ول تسلى ه
ص َيب َة ِإ َذا َع َّمت َهانَتَ ،و ِإ َذا اخ َت َّصت ثَ ُقلَت. ِأل َ َّن ال ُم ِ
51
رشح احلكم احلدادية
َ ََ ْ ْ َْ َ َ ً َ ْ َ ْ ن ن ُّ ْ َ ن
ادلنيا َوـه َو مِن َت ِصيلِها لَع َوـه ٍمَ ،وم َِن 16ـ عجبا ل ِمن يطلب
َْ ََ َ ْ َ ِ َ َ دا َ ن ْ َ َ َ َ ر َ ْ َ ْ َ َ ن
اخل ن
ي.
ٍ ق
ِ ي لَع ا هِن
م وج
ِ ر االنتِفاع بِما حصله مِنها لَع شك ،ومِن ترك ِها و
وضةٍ اج بَ ُع َ َع ِجب ُت (عج ًبا لمن يطله هب الدنيا) ال َّ ِتي ال َ َتع ِدلُ ِعن َد بَا ِرئِ َها َجنَ َ
الب َق ِاء، ِ ِ ِ ِ
َول َم يَنظُر ِإلَي َها ُمن ُذ َخلَ َق َهاَ ،وه َي َسر َِيع ُة ال َّز َوال ،قَر َِيب ُة ال َفنَاء ،قَليلَ ُة َ
الل َو ِاء( ،و ههو من تحصيلها على وهم) يُح َت َم ُل أَن يُ َح ِّصلَ َها البالَ ِء َو َّ مـملُ ِ
وءة ٌ م َن َ َ َ
َويُح َت َم ُل أَن الَ( ،ومن النتفاع بما حصل هه منها على شك) يُح َت َم ُل أَن يَن َت ِف َع بِه ِ
َويُح َت َم ُل أَن ال َ.
ص َج َم َع ِم َن الدن َيا َما يَأ َملُ ُه َولَم يَن َت ِفع بِه ِ؟! َوالَ يَن َت ِف ُع َو َكم ِمن َشخ ٍ
صي ِل ال َما ِل َويَ َت َم َّت ُع بِه ِ ا ِإلن َسا ُن ِإ َّال ب َِما قُ ِّد َر ل َ ُهَ .و َكم ِمن ِإن َسا ٍن يَك َد ُح ِفي َتح ِ
َغي ُر ُه؟!
اآلخ َر َة َو ُه َو ِفي َكونِ َها َخي ٌر َوأَب َقىَ ،وأَنَّ ُه الَ يَن َف ُع ُه
َو َع َج ًبا لِمن ال َ يطلُ ُب ِ
َ َ
ات ُمؤ ِم ًنا ــ ِف َيها إِ َّال َما قَ َّد َم َعلَى يَ ِقي ٍنَ ،و ِم َن االن ِت َفا ِع ب َِما َع ِم َل ل َ َها ِف َيها ــ ِإن َم َ
َعلَى َجزمٍ.
(ومن تركها) أَ ِي الدنيَا (وال هخ هروج منها على يقين) ِإذ ُكل يَ َت َيق َُّن أَنَّ ُه ال َ
ت .ل َ ِكنَّ َها ب َِز َخار ِِف َها أَع َمت بَ َصائِ َر ُع َّشاقِ َها ،فَال َ يَخلُ ُد ِف َيها ،بَل الَبُ َّد ل َ ُه ِم َن ال َمو ِ
اهاَ ،والَ يَه َتمو َن ِإ َّال ل َ َهاَ ،والَ يُسر ُِعو َن ِإ َّال ِإلَي َها. يَطلُ ُبو َن ِإ َّال ِإيَّ َ
َ ْ َ َ دا َ َ َ َ َ َ ْ َ ن َ َ ْ َ َ َ
ي الغنائ ِِم. حيل بينه وب 17ــ من تعود الغرائ ِم ِ
(من تعود الغرائم) أَ ِي اع َت َاد اآلثَ َام (حيل بين هه وبين الغنائم) ِم َن اللَّ َذائِ ِذ
55
رشح احلكم احلدادية
َ َ َ ْ َ َ ْ ن َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ دا َ َ ْ َ ن َ ن ن َ
جيبها 18ــ إِذا دعتك نفسك إَِل شهو ٍة وشغلتك ،فإِياك أن تقول :أ ِ
ن َ ن َ ْ َ دا َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ
ِِف ـه ِذه َِ ،وأف ِّرغ القل َب؛ فإِنك إِن أجبتها إ ِ ْيلها دعتك إَِل أعظم مِنها.
(فإنك إن أجبتها إليها) َوأَر َخي َت عنَانَ َها ِف َيها (دعتك إلى أعظم منها) َوال َ
َت َزالُ َتف َع ُل ب َِك َذلِ َك َح َّتى ُتوبِ َق َك ِفي ُح َفرِ ل َ َذائِ ِذ َهاَ ،و ُتغرِقَ َك ِفي َوبَا ِل َه َف َوات ِ َها.
أَالَ َس ِمع َت قَول َ ُه َ > :2من َر َعى َحو َل ال ِح َمى يُ ِ
وش ُك أَن يَ َق َع
ِفيه ِ<( )٤؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب اإليمان ،باب فضل من استبرأ لدينه ،بلفظ> :الحالل
بين ،والحرام بين ،وبينهما مشبهات ال يعلمها كثير من الناس ،فمن اتقى المشبهات استبرأ
لدينه وعرضه ،ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ،أال وإن
لكل ملك حمى ،أال إن حمى اهلل في أرضه محارمه ،أال وإن في الجسد مضغة :إذا
صلحت صلح الجسد كله ،وإذا فسدت فسد الجسد كله ،أال وهي القلب<.
5٦
رشح احلكم احلدادية
َو َكم قَ َتلَت َه ِذهِ ال َغ َّد َار ُة ب ِ ِمث ِل ِحيلَ ِت َها َه ِذهِ ،فَ ِإيَّا َك َو ِإيَّ َ
اها َكي الَ ُتتلِ َف َك
بِ َد َوا ِه َيها.
51
رشح احلكم احلدادية
َ َ ن ن ُّ َ َ َ ْ َ َ ن ن َ ن ُّ َ ُّ ْ َ َ ْ َ
اجلاه ِ .فمن ال .واآلخر :حب ان :أحدـهما :حب ال ِ
م 22ــ ادلنيا شيئ ِ
َ ن َ َ َن ن َ َ َ َ ن َ ِّ ٌ َ َ ْ َ َ َ َ
اجلاه ِ فه َو م َرا ٍء. ال دونِ م ال ِف
ال واجلاه ِ فهو ِصديق .ومن زـه ِ
ِد زـهِد ِِف الم ِ
َ َ َ َ دا َ َ َ ن َ َ ٌ َ َ ْ َ َ دا َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ
اجلاهَ َكن أصغ نر َومن زـهِد ِِف اجلاه ِ وأحب المال فهو َل ِيم .ومن أحب المال و
َ نَ نن َ
ح ْرمانهما.
عقوبت ِ ِه ِ
اس َع ِن اللَّه ِ َت َعالَى َو َحالَت بَينَ ُهم َوبَي َن ُمع َظ ُم (الدنيا) ال َّ ِتي َش َغلَ ِ
ت النَّ َ
ات (شيئان) الَ ثَالِ َث ل َ ُه َـما ِمثلُ ُه َما: الجنَّ ِ َعالِي ال َّدر َج ِ ِ
ات في َ َ
ــ (أح هد ههما :هحب المال) ال َّ ِذي ُجب َِل ا ِإلن َسا ُن َعلَى ُحبِّه َِ ،والَ يَش َب ُع ِمن ُه،
س يَز َد ُاد ِحر ُص ُهم بِزِيَ َاد ِة أَم َوالِهِمَ ،و ُه َو
ِإ َّال ِإن َر ِح َم ُه َموال َ ُه ،بَل َك ِث ٌير ِم َن النَّا ِ
أَكثَ ُر ِفي الت َّجا ِر.
سَ ،و ُه َو أَك َث ُر ُه فِي ال ُخلَ َف ِاء َواألُ َم َر ِاء
ــ (واآلخ هر :هحب الجاه) ِعن َد النَّا ِ
اب ال َمنَ ِ
اص ِب َوالد َو ِل. َوال ُملُو ِك َوأَربَ ِ
يما ِعن َد اللَّه ِ َت َعالَى َو َت َقر ًبا ِإلَيه ِ (ف ههو ِ
(فمن زهد في المال والجاه) َرغ َب ًة ف َ
صديق) َو ُه َو َمن َص َفى ظَا ِه ُر ُه َوبَا ِطنُ ُه َعن َغيرِ اللَّه ِ َت َعالَى َو َت َع َّم َرا بِه ِ.
(ومن زهد في المال هدون الجاه ف ههو همراء) َحي ُث َز ِه َد ِفي ال َما ِل لِ َجل ِب
ص َير َذا َجا ٍه ِعن َد ُهم لِ ُزه ِدهِ فِيه َِ ،و َه َذا َحالُ أَك َث ِر ال ُم َت َز ِّه َد ِة س ِإلَيه َِ ،ويَ ِ وب النَّا ِ قُلُ ِ
َوال ُم َت َص ِّوفَة َِ ،و َه ُؤال َ ِء أَخ َب ُث ِم َن األ َ َرا ِذ ِل.
(ومن زهد في الجاه وأحب المال ف ههو لئيم) َو َه َذا َحالُ َعبِي ِد ال َّد َرا ِهمِ
َوال َّدنَانِيرِ َوأَمثَالِه َِما ال َّ ِذ َ
ين يَ ُمو ُتو َن َعلَى َجم ِع َها ،فَ ِإن أُعطُوا ِمن َها َر ُضواَ ،و ِإ َذا لَم
5٢
رشح احلكم احلدادية
َ َ ٌ َ َ
اِض ثالث: 21ــ األر ِ
دا دا َ ن ْ َ َ َََ َ َ ن َ َْ ٌ َ ن َ ْ َََْ
اس اَّلِي ت العشب والُكأ ،ومثلها مِن انل ِ ـ أرض إِذا س ِقيت أنبت ِ
ْ َ َ َ َ دا دا َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ دا َ َ َ َ َ َ َ دا ن َ ْ َ ن
كن الماء سبب يتعلم َويفهم ِِف ال ِعل ِم ،فكما أن انلبات ليس عي الماءِ ول ِ
ْ َ ن ن ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ن َْ َ َ ْ ن ن
كن ع ِن ال ِعل ِم يكون. وَل ِ ،فكذل ِك الفهم ليس عي ال ِعل ِمَ ،ول ِ ِ حص ِ
ََن دا َ َ َ ْ ن دا َ ن ن ْ ن َ َ َ َ ن ْ ن َ َ َ َ َ َ ن َ
اس مثل ـ واألرض اثلانِية تم ِسك الماء وال تنبِت الُكأ ،ومثلها مِن انل ِ
لَع َما ي َ ْس َم نع َف نهوَ َ َ ََْ َ َ َ َ َ ن َ َ َ ََْ ْ ََْ ن دا
اَّلِي ُيفظ ال ِعل َم َوال يفه نم فِي ِه ،وإِذا رأيت العال ِم ال ي ِزيد
ْ َن َ ن َ َ َ ََْن َ ن َ َْ َ ْ ً ن ن َ َ َ
ذاكَ ،وإِذا َرأيته ي ِزيد علي ِه شيئا ي َواف ِق ما س ِمع م َِن ال ِعل ِم فه َو األ داول.
اءَ ،و َم َثلن َها مِنَ ك ال َم َ َ َ ْ ن دا َ ن َ ْ ٌ َ ن ْ ن َ َ َ َ َ ن ْ ن
اثلة أرض ال تنبِت الُكأ وال تم ِس ـ واألرض اثل ِ
ْ َ َ ْ َ اس َم َث نل َم ْن الَ َُيْ َف نظ ال ِع ْل َم َوالَ َي ْف َه نم فِي ِه ،فَإلْ َق ن
اء ال ِعل ِم إَِل من ـه ِذه ِ ِ انلدا ِ
َنَ َ َْ َ َ دا َ ْ َ َ َ َ دا دا َ ْ َنن َ َ ٌ
ِصفته إِضاعة ل ِل ِعل ِم ،فكما أن َرب األر ِض ال ِِت ـه ِذه ِ ِصفتها ال يس ِقيها َوي َرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه ،منها كتاب الرقاق ،باب ما يتقى من فتنة
المال ،بلفظ> :تعس عبد الدينار والدرهم< إلى آخره.
٦4
رشح احلكم احلدادية
(ل تث هب هت الدعاوي بالقوال) أَي ال َ يُ َسلَّ ُم لِ ُك ِّل ُم َّد ٍع َدع َو ُاه ب ُِم َج َّردِ قَولِه ِ إ َّن
ل َ ُه َك َذا (حتى ت هقوم بإثباتها البين هة من الفعال) ال َّ ِتي ُت َـميِّ ُـز ــ لِ ُص ُعوبَ ِت َها ــ بَي َن
ِين ،فَ َمن َش ِه َد َعلَى قَولِه ِ ِفعلُ ُه فَ ُه َو َصا ِد ٌقَ ،و َمن َك َّذ َب ِفعلُ ُه الصا ِدقِ َ
ين َوال َكا ِذب َ َّ
قَول َ ُه فَ ُه َو ُم َّد ٍع ُمف َت ٍر.
َ َ دا ْ َ َ َ َ دا َ ْ َ ْ ن َ َ دا َ َ ن َ ِّ ن َ ْ َ ن ن
25ــ إِذا ادعت نفسك أنها ال تفرق بي وجو ِد الَّشءِ وعد ِم ِه فال
ََْْ َ ً َ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ دا َ ْ َ َ َ
تقنع مِنها بِذل ِك حَّت َتت ِِبـها بِاألمري ِن مجِيعا.
(إذا ادعت نف هسك) ال َّ ِتي َت َّد ِعي ال َك َم َال ل َهاَ (أنها ل هتفر هق بين هو هجود
الشيء) ِمن َم َتا ِع الدن َيا (وعدمه) لِ َك َما ِل َت َوكلِ َها َعلَى َربِّ َها ،أَو لِ َغايَة ِ ُزه ِد َها ،أَو
َمعرِفَ ِت َها ب َِربِّ َها( ،فل تقنع منها بذلك) ال َّدع َوى (حتى تختبرها بالمرين) أَي
الشي ِء َو َع َد ِمه ِ (جميع ًا) فَ ِإن َكا َن َحال ُ َها ِعن َد َع َد ِم َها َك َحالِ َها ِعن َد ُو ُجودِهِ ُو ُجودِ َّ
َول َم َت َت َغ َّير فَاعلَم أَنَّ َها َصادِقَةٌَ ،و ِإ َّال فَه َِي َكا ِذبَةٌ.
ام َصع ٌب الَ يَ ُفو ُز بِه ِ ِإ َّال ال ُك َّم ُل الو ُجودِ َو َ
الع َدم ِ َم َق ٌ َو َم َق ُام َع َدم ِ ال َفر ِق بَي َن ُ
العار ِِف َ
ينَ ،و َمن ِس َوا ُهم ُم َّد ُعو َن. ِم َن َ
والمارات هيفر هق بين الصادق) ِفي ال َّدع َوى (والكاذب) ِفيه ِ.
اس نَو َعا ِن:
َوالنَّ ُ
ــ ِمن ُهم َمن َص َّح َت َوكلُ ُه َعلَى َموال َ ُهَ ،و َخ َر َج ُحب الدن َيا ِمن قَل ِبه ِ ،فَ ُه َو
ال َّ ِذي ال َ يُ َف ِّر ُق بَي َن ُو ُجودِ َها َو َع َد ِم َها.
ص َّح َت َوكلُ ُه َعلَيه َِ ،ول َم يُـخرِج ُح َّب َها ِمن قَل ِبه ِ ،فَ ُه َو يَف َر ُح ــ َو ِمن ُهم َمن ل َم يَ ِ
ِعن َد ِإق َبالِ َها ِإلَيه َِ ،ويَغ َتم ِعن َد ِإدبَار َِها َعن ُه َعلَى قَد ِر َع َدم ِ ِص َّحة ِ َت َوكلِه ِ َو ُحبِّه ِ ِإيَّ َاها.
َ ْ َ َ دا َ ْ َ ن َ َ ن ن ن ْ َ دا ن َ َ َ دا َ ْ َ َ ْ َ َ ن ن
ابله اوية وتعِّست علي ِه مط ِ ابله األخر ِ 27ــ من تيِّست َل مط ِ
ْ َ دا ن ن دا ِّ َ َ َ ْ َ َ دا َ ْ َ ن َ َ ن ن ُّ ْ َ دا ن َ ن َ ْ َ َ َ
اوية ِ رخ األ ه ِ
ابل ط م َل تِّس ي ت ن م و . ي يِ ب انل ة
ِ اوية فهو مِن ورث ادلني ِ
َ َ ْ َ َ دا َ ْ َ ن َ َ ن ن ُّ ْ َ دا ن َ
اوية ي نادل ه ِ
ابل ط م َل تِّس ي ت ن م و . ي مِ ادل ْن َياويدا نة َف نه َو م ِْن أ ْص َحاب ايلَ َو ُّ
ِ ِ ِ ِ
ن ْ َ دا ن َ ن َ َ ن ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ دا َ ْ َ َ ْ َ َ َ دا َ ْ َ َ ْ
جي .ومن تعِّست علي ِه ِ ر د ت س م ال ِن م و ه ف ة ي او
ِ ر خ األ ه ِ ي وتعِّست عل
ادل ْن َياويدا نة َف نه َو م َِن ال َم ْم نقوت ِيَ. ابلن نه األن ْخ َراويدا نة َو ُّ
َم َط ِ
ِ ِ
(من تيسرت ل هه مطال هب هه الهخراوي هة) بِأَن َس َّه َل اللَّ ُه ل َ ُه امتِ َث َال أَ َوا ِمرِهِ َو َتر َك
اض ِع َس َخطَاتِه ِ( ،وتعسرت اب َعن َم َو ِ السع َي ِفي َمر َضاتِه َِ ،واالجتِنَ َ اجرِهَِ ،و َّ َز َو ِ
الَ ،م َع ر َِض ُاه َعلَى قَ َض ِاء َربِّه ِ، عليه مطال هب هه الدنياوي هة) بِأَن ل َم يُ َح ِّصل ِمن َها ِإ َّال قَلِي ً
ين َز َوى اللَّ ُـه َعن ُهم الدنيَا َو َمطَالِ َب َها؛ لِ ِخ َّس ِت َها ِعن َدهُ (ف ههو من ورثة النبيين) ال َّ ِذ َ
اآلخ َر ِة؛ لِ ِع َّزت ِ َها ِعن َد ُه َو َش َر ِفهِم ل َ َديه ِ.
َو َكراَم ِتهِم ل َ َديه َِ ،و َس َّه َل ل َ ُهم مطَالِ َب ِ
َ َ َ
ص اللَّ َه ِفي َمطَالِ ِب (ومن تيسرت ل هه مطال هب هه الهخراوي هة والدنياوي هة) َول َم يَع ِ
٦١
رشح احلكم احلدادية
ين َج َم َع اللَّ ُه ل َ ُهم بَي َن َمطَالِ ِب الدن َيا الدن َيا (ف ههو من أصحاب اليمين) ال َّ ِذ َ
صيلِهِم َمطَالِ َب الدن َيا َتن ُق ُص َد َر َج ُت ُهم َعن َد َر َجة ِ َواألُخ َرىَ ،ول َ ِكنَّ ُهم َعلَى قَد ِر َتح ِ
ين؛ ِإذ من أَ َخ َذ ِم َن الدنيا َشي ًئا نَ ُق َص َعلَى قَد ِرهِ ِم َن ِ
اآلخ َر ِة. َو َرثَة ِ النَّبِيِّ َ
َ َ
(ومن تيسرت ل هه مطال هب هه الدنياوي هة وتعسرت عليه الهخراوي هة ف ههو من
ين يُ َق ِّربُ ُه ُم اللَّ ُه ِإلَى نِ َق ِمه ِ ب ِ ِن َع ِمه َِ ،ويَأ ُخ َذ ُهم ِمن َحي ُث ال َ
ال همستدرجين) ال َّ ِذ َ
يَد ُرو َن.
فَالَ يَغ َت َّر َّن َعاقِ ٌل بِ ِإق َبا ِل الدن َيا ،فَ ِإ َّن اهلل َ يُع ِط َيها َمن يُ ِحب َو َمن الَ يُ ِحب،
ين إِ َّال َمن يُ ِحب. َوالَ يُع ِطي ال ِّد َ
(ومن تعسرت عليه مطال هب هه الهخراوي هة والدنياوي هة ف ههو من المم هقوتين)
اب الدنيا َو ِ
اآلخ َر ِة ،الَ بِ ِن َعمِ َه ِذ ِه يَ َتلَ َّذ ُذو َن، ين ال َّ ِذ َ
ين َج َم َع اهلل ُ ل َ ُهم َع َذ َ وض َ ال َمب ُغ ِ
َ
اب يَذُوقُو َن. َو َال بِلَ َّذ ِة َه ِذهِ يَ َتنَ َّع ُمو َن ،بَل ِفيه َِمـا أَ َش َّد َ
الع َذ ِ
َ َ ُّ ن َ َ َ ْ َ َ ُّ َ دا ن َ َ ْ َ َ َ ْ ن َ ْ َ َ ْ
28ــ رش الفقراءِ :من يود أنه مِن األغنِياءِ ،وخري األغنِياءِ :من ال
َ َ ْ َن َ ْ َ ن َ َ ن َ
يكره أن يكون مِن الفقراءِ.
٦5
رشح احلكم احلدادية
ِ
ين ل َم يَر َضوا بِ َفقرِ ِهم. ُح ِش َر َم َع ُهم< َ .و َه َذا َحالُ أَك َثرِ ال ُف َق َراء ال َّ ِذ َ
()٤
ين َط َّه َر ُهم َموالَ ُهم (وخي هر الغنياء من ل يكر هه أن ي هكون من ال هفقراء) ال َّ ِذ َ
ِمن َو َس ِخ الدن َيا َوفَ َّر َغ ُهم لِ ِع َب َادتِه َِ .ويُر َجى ل َ ُه أَن يُح َش َر َم َع ُهم ِأل َ َّن َمن أَ َح َّب قَو ًما
فَ ُه َو َم َع ُهم.
لَو َعلِ َم ال ُف َق َر ُاء فَض َل فَقرِ ِهم َالز َد ُادوا ُح ًّبا َو ُشكر ًا لِ َخالِقهِم َو ُس ُرور ًا ِإلَى
الح ُمرِ ِم َن ال َقس َو َر ِة .ل َ ِك َّناء َوبَ َال ِغنَا ُهم ل َ َفروا ِمن ُه ِف َر َار ُ ُس ُرو ٍرَ ،ولَو َعلِ َم األَغ ِن َي ُ
الح َقائ ِ ِق َغ ِافلُو َن.
الح َيا ِة الدن َيا َو ُهم َع ِن َ س يَعلَ ُمو َن ظَا ِه ًرا ِم َن َ َك ِثير ًا ِم َن النَّا ِ
َو َم َسا ِك ِنه ِ َو َمنَا ِك ِحه ِ َو َغير َِها (و هينف هق هه في شهواته ال همباحة أحس هن حا ًل من هه) َحي ُث
َت َـم َّت َع بِ ُدن َي ُاه َو ِإن َكا َن الَ يَخلُو ِمن َكونِه ِ َعب َد َّ
الشه َو ِة.
ات ال ُم َح َّر َمة ِ فَ ُه َو أَقب ُح ال ُك ِّل؛ َحي ُث َت َو َّص َل بِ ِنع َمة ِ
َ
الش َه َو ِ َوأَ َّما َمن يُن ِف ُق ُه ِفي َّ
وج ُب نِق َم َت ُه.ص َي ِته ِ ال َّ ِتي ُت ِ
اللَّه ِ ِإلَى َمع ِ
ْنن َ َ ِّ َ َ َ َ دا َ َ َ ْ ن َ َ ْ نن َ ن
ال دا
ري قو نَل َوف ِعله ادل ِاِع إَِل رب العال ِمي حَّت ي ِص 11ــ ال يكمل ح
ن دا ً َ َ
لَع َمجِيع ال نم ْؤمن َ
ي. ِِ ِ ح جة
ِ
(ل يك هم هل ح هال الداعي إلى رب العالمين) ال َّ ِذي ُه َو َوار ُِث األَنب َِياء ال َّ ِذ َ
ين
س لِ َيد ُعو ُهم ِإلَيه ِ (حتى يصير قول ههه وفعله هه هحج ًة على بَ َع َث ُه ُم اللَّ ُـه َت َعالَى ِإلَى النَّا ِ
جميع ال همؤمنين) بِأَن يَ ُكو َن ُم َت َب ِّحر ًا ِفي ُعلُوم ِ ال َّدع َو ِة ِإلَى اهلل ِ َت َعالَىَ ،كا ِم َل
االتِّ َبا ِع ِفي ظَا ِهرِهِ َوبَا ِط ِنه ِ لِل َنب َِي ِاء َعلَيه ُِم َّ
السالَ ُم ،يُ َص ِّد ُق قَول َ ُه ِفعلُ ُهَ ،و ِفعلَ ُه قَول ُ ُه،
الس َم َو ِ
ات َو َه َذا ال َّ ِذي يَن َت ِف ُع بِه ِ ِع َب ُاد اهلل ِ َت َعالَىَ ،ويَس َتغ ِف ُر ل َ ُه ُكل َما ِفي َّ
ين.ينَ ،و ُه َو َخلِي َف ُة ال ُمر َسلِ َ َواأل َ َر ِض َ
َ َ َ ْ َ َ َ ن ن َ ْ ن َ ْ َ ْ َ ْ َ دا ن َ ٌ َ َ
11ــ إِذا رأيت العال ِم ي ِفيد بِقو َِل ِ دون ف ِعلِ ِه فاعلم أنه ناق ِص .وإِذا
دا ْ َ َ ْ َ ن َ َ ِّ َ ن ن ن َ ْ َ ن َ َ ن َ ِّ ن ن َ ْ َ ن َ ْ َ ْ َ دا ن َ
يل
ِ ِ ص ح اتل ن
رأيت المتعلم ت ِفيده األقوال وال تؤدبه األفعال فاعلم أنه ِ
ع
َ َ ََْ ن َْ َ َ ْ
ان نظرْ َ ٌ َ َ َ َ ْ َ دا َ َ ْ َ ن َ ْ َ َ ْ
اَل ِ فخ ِه وال ينت ِفع بِأفع ِ ال شي ِناك ِص .وإِذا رأيت الطال ِب ينت ِفع بِأقو ِ
َ َْ َ الفائ َِدةن َفلَيْ َس ب ِ َ ْ
َ دا ْ َ َ ْ ن ن ََْ فَإ ْن ل َ ْم تَ َ
َّش ٍءَ ،وإِذا َرأيت ال الشيخِ ما َتصل ب ِ ِه
ِ عف أ ِف
ِ ر ِ
٦1
رشح احلكم احلدادية
(إذا رأيت العالم هيفي هد بقوله) بِأَن يَ َت َكلَّ َم ب َِما يُ َو ِاف ُق َّ
الشر َع ( ،هدون فعله)
بِأَن يَف َع َل ِخالَ َف َما يَ ُقولُ ،أَو الَ يَف َع ُل َما يَ ُقول ُ ُه( ،فاعلم أن هه ناقص) َع ِن
ال َك َما ِلَ ،و ُه َو ال َّ ِذي يَص ُد ُق َعلَيه ِ قَول ُ ُه َت َعالَى { :ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ}
[الجمعةَ ،]5 :ويُ َوبَّ ُخ بِ َقولِه ِ َت َعالَى{ :ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ}
[البقرةَ ،]١١ :وقَولِه ِ{ :ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ} [الصفَ ،]٩ :و َه َذا َحالُ َغالِ ِب
َح َملَة ِ ُ
العلُوم ِ.
الصادِ َر ُة َع ِن الد َعا ِة
(وإذا رأيت ال همتعلم هتفي هد هه القو هال ول هتؤد هب هه الفع هال) َّ
اج ٌع ،ال َ يُ َح ِّص ُل ِإلَى اللَّه ِ بِأَق َوالِهِم َوأَف َعالِهِم (فاعلم أن هه عن التحصيل ناكص) َر ِ
َشي ًئا يُع َبأُ بِه َِ ،وال ُم َت َعل ُِّم ال َكا ِم ُلَ :من ُت ِفي ُد ُه األَق َوالُ َو ُت َؤ ِّدبُه األَف َعالُ .
ك ال ُملُو ِك (ينتف هع بأقوال شيخه ،ول (وإذا رأيت الطالب) لِلسلُو ِك ِإلَى َملِ ِ
ِ ِ
الشي ُخ( ،فإن لم تر في يما يَف َعلُ ُه َّ ينتف هع بأفعاله) بِأَن الَ يَق َت ِدي بِه ِ ف َيها (فانظهر) ف َ
الشر ِع (فليس) أفعال الشيخ ما تح هص هل به الفائد هة) بِأَن َت ُكو َن َعلَى َغيرِ ن ِ َظام ِ َّ
الشي ُخ (بشيء) يُع َبأُ بِه ِ ِفي َطرِي ِق اللَّـه ِ ،بَل َض َر ُر ُه ــ لِ َع َدم ِ ال َفائِ َد ِة ِفي َذلِ َك َّ
ِ
أَف َعالِه ِ ــ أَك َث ُر ِمن نَف ِع أَق َوالِه َِ .واعلَم أَ َّن ال ُم َت َعل َِّم ُم َوفَّ ٌق َحي ُث ل َم يَق َت ِد ب َِشي ِخه ِ ف َ
يما
الَ يُ َق ِّربُ ُه ِإلَى َربِّه ِ.
لشر ِع ،يُ َراعي ِف َيها َك َم َال ال َّتق َوى (وإذا رأيت أفعال هه هتفي هد) لِ َكونِ َها ُمطَابِ َق ًة لِ َّ
ص( ،ولكن ل هيحس هن الطال هب أن يستفيد) ِمن َها َشيئ ًا لِ َع َدم ِ قَابِلِيَّ ِته ِ َوا ِإلخ َال ِ
الحا ِذ ُق يَس َت ِفي ُد ِمن
لِالس ِت َف َاد ِة (فل هيعتد به) َوالَ يَ َتأَ َّتى ِمن ُه َشيءٌِ ،إ ِذ الطَّالِ ُب َ
٦1
رشح احلكم احلدادية
أَف َعا ِل ُمر ِش ِدهِ ال ُم َت َش ِّر ِع ِمث َل َما يَس َت ِفي ُد ِمن أَق َوالِه ِ ،بَل أَزيَ َد.
وص َف ب َما لَيْ َس ع ِْن َدهن م َِن اخلَ ْريَ ،و َكرهَ َأ ْن ين ْذ َكرَ َ ْ َ َ دا َ ْ ن َ
12ــ من أحب أن ي
ِ ِ ِ
ائ.راعلَ ْم َأندا نه نم َ
َ دا ِّ َ ْ َ
بِما فِي ِه مِن الّش ،ف
ٍ
(من أحب أن هيوصف بما ليس عند هه من الخير) َم َع أَ َّن َذلِ َك يَقطَ ُع ظَه َر ُه،
(وكره أن هيذكر بما فيه من الشر) َم َع أَ َّن َذلِ َك يُ ِعينُ ُه َعلَى َتطهِيرِ نَف ِسه ِ َعن
وص َف ب َِما لَي َس ِفيه ِ أَق َذا ِرهِ( ،فاعلم أن هه همراء) ِأل َ َّن ال ُمخلِ َصَ :من الَ يُ ِحب أَن يُ َ
وص َف ب َِما ِفيه ِ؛ ِأل َ َّن َذلِ َك يُغرِي نَف َس ُه األ َ َّم َار َة
ِم َن ال َخيرِ ،بَل َوالَ يُ ِحب أَن يُ َ
بِالس ِ
وء َعلَيه ِ فَ ُتهلِ َك ُه ب َِت َكبر َِها َوأَنَانِ َّي ِت َهاَ ،ويُ ِحب أَن يُذ َك َر ب َِما ِفيه ِ ِم َن َّ
الش ِّر ِأل َ َّن
َذلِ َك يُ ِعينُ ُه َعلَى َكسرِ َشو َكة ِ نَف ِسه ِ َويَ ُحث ُه َعلَى َتطهِيرِهِ ِمن أَك َدا ِر َش ِّرهِ ،بَل يَف َر ُح
بِ َذلِ َك.
الجبن المذ هموم) َعلَى َمن َال ود) َشرع ًا (ب ه اء المح هم ه
(كثير ًا ما يلتب هس الحي ه
ِعل َم ِعن َد ُه بِال َفر ِق بَينَ ُه َما( ،والفر هق بين ههما أن هكل حياء حملك على ترك خير)
َك َت َعلمِ ِعل ٍم (أو وقعت بسببه في شر) َك َتر ِك أَم ٍر بِال َمع ُرو ِ
ف أَو نَه ٍي َع ِن ال ُمن َكرِ
٦٢
رشح احلكم احلدادية
ود (ل وم وليس بالحياء) ال َمح ُمو ِد؛ (لن الحياء) ال َمح ُم َ الجب هن المذ هم ه (ف ههو ه
الح َياءُ ِم َن اللَّه ِ
ود ُه َو َ اء ال َمح ُم َ يأتي إل بخير كما في الحديث) َو َذلِ َك أَ َّن َ
الح َي َ
اء ِفي ال َم َح ِّل ال َّ ِذي يَر َض ُاه ،فَ َمن يَس َتحيِي ِم َن اللَّه ِ َول َ ُه َال يَت ُر ُك َخير ًا الح َي ُ
َت َعالَى َو َ
الح َي ِاء ،بَل َح َيا ُؤ ُه ِمن َربِّه ِ يَمنَ ُع ُه ِمن أَن يَ َر ُاه َمو َال ُه َتارِك ًا ِ
َو َال يَ َق ُع في َضي ٍر ب َِس َب ِب َ
لِ َما يَ ِج ُب أَو ُمر َت ِكب ًا لِ َما يَك َر ُه.
َ ْ َ ْ َ َ ِّ ْ َ َ ْ ن َ َ ن ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ن َ ْ ن
14ــ من أـهمل الصدق حيث َياف استعمل الك ِذب حيث يرجو.
الصد ِق، (من أهمل الصدق) ِفي أَق َوالِه ِ (حي هث يخ هاف) َّ
الض َر َر ِم َن ِّ
وم َشرع ًاَ ،وقَد قَ َال َت َعالَى:
(استعمل الكذب حي هث ير هجو) النَّف َعَ ،و َه َذا َمذ ُم ٌ
{ﭷ ﭸ ﭹ} [التوبة.]٤٤٢ :
اب ال َك ِذ ِب أَبَد ًاِ ،إ َّال
لصدق َحي ُث يُ َخ ُاف َويُر َجىَ ،واجتِنَ ُ فَ َين َب ِغي َت َح ِّري ا ِّ
ور ٍة ُمل ِج َئةٍ َك َجل ِب نَف ٍع َجلِي ٍل أَو َدف ِع َشر.
لِ َض ُر َ
َ ْ َ َ َ ُّ ْ َ َ ْ َ ْ
ِن َرأ ِس ِه َر َأى نغ نروراً َو نزوراً َو َم ْن َن َظرَ
15ــ من نظ َر إَِل ادلنيا بِعي ْ
َ
ِن قَ ْلب ِه َرأى َـه َب ً
اء َم ْن نثوراَ. ْ َْ َ َ ْ َ
إِيلها بِعي
ِ
(من نظر إلى الدنيا) ال َّ ِتي ظَا ِه ُر َها زِينَ ٌة َوبَا ِطنُ َها ِجي َف ٌة َمن ِتنَ ٌة (بعيني رأسه)
وس (رأى هغ هرور ًا و هزور ًا) يَج ِذ ُب النَّا ِظر َ
ِين ِإلَي َها اللَّ َتي ِن َال ُتد ِر َكا ِن إِ َّال ال َمح ُس َ
َويَسلِ ُب ُع ُقول َ ُهم لِ ُحبِّ َها َويَج َعلُ ُهم ِمن ُع َّشاقِ َها.
14
رشح احلكم احلدادية
(ومن نظر إليها بعيني قلبه) اللَّ َتي ِن ُتد ِر َكا ِن َح َقائ ِ َق األَش َي ِاء َعلَى َما ِه َي
(رأى هبا ًء من هثورا) َال طَائ ِ َل َتح َت َها فَيَ ِفر ِمن َها أَ َش َّد ال ِف َرا ِر لِ َئ َّال يَ َق َع ِفي َش َب َك ِت َها
اس َها.اس َها َويَ َت َك َّد َر بِأَر َج ِ
َويَ َتلَطَّ َخ بِأَق َذار َِها َويَ َت َدنَّ َس بِأَدنَ ِ
ين اغ َتروا ب ِ َظا ِهر َِها َعن َح ِقي َقة ِ َحالِ َها َالس َتحيَوا ِمن لَو ُك ِش َف لِ ُع َّشاقِ َها ال َّ ِذ َ
وها ،أَ َال َترى قَو َل أَعر ِ
ف َ َ وها ،فَض ًال ِمن أَن يَع َش ُق َ وها ،فَض ًال ِمن أَن يَطلُ ُب َ أَن يَق َربُ َ
ين بِاللَّه ِ ِ > :2إ َّن الدن َيا أَه َو ُن ِعن َد اللَّه ِ ِمن ِسخلَةٍ َميِّ َتةٍ<(.)٤ العال َ ِم َ
َ
ََ َ ََ ن ََ
لَع ال َمال َـه َال نك ِّ
اجلاه ِ ـهالك ينَ ،و ِِف احل ِْر ِص لَع
ِ ادل ِ 16ـ ِِف احل ِْر ِص
ِّ َ َ َ ً
ال مجِيعا. ين والم ِ
ادل ِ
ِيص فِي َجم ِعه َِ ،ج َم َع ُه ِمن الحر ُ (في الحرص على المال) ب َِحي ُث َال يُ َبالِي َ
ص َيةٍَ ،و َال يَ َّت ِقي اللَّ َه ِفي َجل ِبه ِ َو َال َصر ِفه ِ اعةٍ أَو َمع ِ َح َال ٍل أَو َح َرامٍ ،أَو َج َم َع ُه بِطَ َ
ص َعلَيه ِ ِمن َذلِ َكَ ،و َما يَذ َه ُب ِمن ِفي َم َصار ِِفه ِ( ،هل هك الدين) ِإذ َالبُ َّد لِل َحرِي ِ
دِي ِنه ِ أَن َف ُع ِم َّـما يَح ُص ُل ِمن َمالِه َِ ،و َال َخي َر ِفي َما ٍل يُ ِ
وج ُب َه َال َك دِي ٍن ،ل َ ِكن َعب ُد ُه
اب دِي ِنه ِ ِإ َذا َح َّص َل َمال َ ُه َو َسلِ َم ل َ ُه.
َال يُ َبالِي بِ َذ َه ِ
(وفي الحرص على الجاه هل هك الدين والمال جميع ًا)؛ ِإذ َال يَ ِتم ِإ َّال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤أصله الحديث الصحيح الذي أخرجه ابن ماجه في سننه ،كتاب الزهد ،باب مثل الدنيا ،عن
المستورد بن شداد ،قال :إني لفي الركب مع رسول اهلل 2إذ أتى على سخلة
منبوذة ،قال :فقال> :أترون هذه هانت على أهلها< قال :قيل :يا رسول اهلل من هوانها ألقوها،
أو كما قال :قال> :فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الل من هذه على أهلها<.
1٤
رشح احلكم احلدادية
الج ُاه بَلِ َّي ٌة َع َّمت ،قَ َّل َمن يَسلَ ُم ِمن
اب دِي ِنه َِ .و َ بِه َِماَ ،وال َخ ِ
اس ُر َمن َخ ِس َر بِ َذ َه ِ
َش ِّر َها.
ْ َ ِّ َ ْ َ ِّ َ َ دا ْ ً ْ ن ْ َْ َ َ ن َ
ك ِه مِن حق ِه.
ري حق ِه بِأقل إِثما مِن مم ِس ِ
ِ غ ِف
ِ ال
ِ م اضع ال
17ــ ليس و ِ
(ليس واض هع المال في غير حقه) َكأَن يَصرِفَ ُه ِفي َما َح َّر َم اللَّ ُه َت َعالَى ِم َن
ال َخمرِ َوال ِّزنَا َوالل َِّوا َطة ِ (بأقل إثم ًا من هممسكه من حقه) َكأَن َال يُخر َِج ال َّز َكا َة ِمن ُه
َو َال يُن ِف َق ِمن ُه َعلَى َما َت ِج ُب َعلَيه ِ نَ َف َق ُت ُه ،بَل ُربَّ َما يَ ُكو ُن أَزيَ َد ِإثم ًا َوأَ َش َّد ُع ُقوبَ ًة.
(من أمسك شيئ ًا يرى أن إنفاق هه خير من إمساكه ،ف ههو من ال همؤثرين
ين قَ َال اللَّ ُه ل َ ُهم{ :ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ} للدنيا) ال َّ ِذ َ
[األعلى ٤٦ :ــ َ ،]٤1و َه َذا ُه َو األَح َم ُق ال َّ ِذي َال يُ َبادِلُ ُد َّر ًة بِ َذ َّر ٍةَ ،و َال يُ َح ِّص ُل بَاقِ َي ًة
بِ َفانِ َيةٍ.
فكيف بال همجالسة) َم َع ُهم (وال همخالطة؟!) أَيُ :ه َما أَ َشد َض َرر ًا.
السر ِفي َذلِ َك أَ َّن من آثَر الدنيا َعلَى ِ
آخ َرتِه ِ يَ َت َك َّد ُر ظَا ِه ُر ُه َوبَا ِطنُ ُه َو ِّ
َ َ َ
اه َد ُه أَط َفأَت بِأَك َدار َِهاَ ،و َتح ُص ُل ِفيه ِ ظُلُ َما ُت َهاَ ،و َتظ َه ُر آثَ ُار َها َعلَى ظَا ِهرِهِ ،فَ َمن َش َ
الرغ َبة ِ ِف َيهاَ ،و َه َذا أَم ٌر ظُلم ُة ُدني ُاه نُور ُح ِّب ِ
اآلخ َر ِة ِمن قَل ِبه َِ ،و َج َذبَت ُه ِإلَى ُحبِّ َها َو َّ َ َ َ
بَ ،والصح َب ُة ُم َؤث ِّ َرة ٌَ ،ولِ َذا قَ َال اللَّ ُه َت َعالَى لِنَبِيِّه ِ { :2ﮜ ﮝ ُم َج َّر ٌ
ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ} [طه.]٤1٤ :
(كفى بفقدان الرغبة في الخير) ال َّ ِذي ُه َو َعلَ ُم َس َع َاد ِة ال َّد َاري ِن َوفَو ِز
ص َيب ًة ِإ َّال َمن َع َر َف فَائِ َد َة
صيبةٍ فَوقَ ُه؟! ل َ ِكن َال يَ ُعد َها ُم ِ
ِ
ال َكونَي ِن ( همصيب ًة)َ ،وأَي ُم َ
ال َخي ِرَ ،وأَنَّى لِل َغب ِِّي أَن يَعر َِف قَد َر الد ِّر؟!.
(وكفى بالذل في طلب الدنيا هع هقوب ًة) َو َذلِ َك أَ َّن الدن َيا أَح َق ُر ِعن َد اللَّه ِ ِم َن
سَ ،وأَ َّن ط َُّالبَ َها َكال ِك َال ِب ،فَ َمن َطلَ َب َها ان َغ َم َس ِفي الذلِّ
ال ِجي َفة ِ ال َمن ِتنَة ِ ِعن َد النَّا ِ
ِ
اله َوا ِن؟!.اله َوا ِنَ ،وأي ُع ُقوبَةٍ فَو َق أَن يَ ُكو َن طَالِ َب َها َكال َكل ِب في الذلِّ َو َ َو َ
(وكفى بالظلم) َعلَى َخل ِق اللَّه ِ (حتف ًا) َه َالك ًا (لصاحبه) ِأل َ َّن الظل َم
ات يَو َم ال ِق َي َامة ِ.
ظُلُ َم ٌ
(وكفى بالذنب عار ًا لل هملم به) أَي :لِ َفا ِعلِه َِ ،وأَي َعا ٍر فَو َق ِعص َيا ِن ِذي
11
رشح احلكم احلدادية
ات َخ َج ًال ِمن َعا ِرهِ ال َّ ِذي َح َص َل ل َ ُه ا ِإلن َعام ِ َواالن ِت َقام َِ ،ولَو َكا َن لِل ُمذنِ ِب َح َياءٌ ل َ َم َ
ص َية ِ ُع ُقوبَةٌ ِإ َّال ِع َق َ
اب ال َق َّها ِر ل َ َك َفت. بِ ِعص َيا ِن َربِّه َِ ،ولَو لَم يَ ُكن لِل َمع ِ
َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ن َ َ ْ َ ن َ َ ْ َ َ َ َ َ دا ِّ َ َ ْ َ
41ـ من ترك اجلزم ل ِلوـه ِم فهو أْحق ،ومن أقام لَع الشك مع إِمَك ِن
َنَ َ ْ َ ن ال َم ِص َ َ
ي فهو أخرق. ري إَِل ايل ِق ِ
ِ
َاع ِته ِ
اب َعلَى ط َ (من ترك الجزم) َو ُه َو َما َو َع َد ُه اللَّ ُه َت َعالَى ِم َن ال َّث َو ِ
الشر ِع (للوهم) َو ُه َو ال َمالُ َونَح ُو ُه (ف ههو ص َي ِته ِ َو َتر ِكه ِ ب ُِم َخال َ َفة ِ َّ َوال ِع َق ِ
اب َعلَى َمع ِ
أحم هق) َحي ُث يَت ُر ُك َطلَ َب َما ُه َو ِفي ُح ُصولِه ِ َجاز ٌِمَ ،ويَطلُ ُب َما ُه َو ِفي ُح ُصولِه ِ
َوا ِه ٌم.
(ومن أقام على الشك مع إمكان المصير إلى اليقين ف ههو أخر هق) َال
يَه َت ِدي ِإلَى َشي ٍءَ ،و ِم َثالُ َذلِ َك أَن يَ َت َر َّد َد ِفي ِح ِّل َشي ٍء َو ِحر َم ِته ِ َم َث ًالَ ،و َكا َن ِعن َد ُه
العلَ َم ِاء َمن لَو َسأَل َ ُه
اج َع َها ل َ َو َج َد ُحك َم ُه ،أَو َكا َن ِعن َد ُه ِم َن ُ ِمن ُك ُت ِب ال ِفقه ِ لَو َر َ
ٍ
التأَم ِل َواج َت َه َد ل َ َز َال َشك ُه، ل َ َش َف ُاه ،أَو يَح ُص ُل ل َ ُه َشك ِفي َشيء لَو َتأَ َّم َل ِفيه ِ َح َّق َ
َولِ َه َذا أَم ِثلَ ٌة َك ِث َيرة ٌ.
َ َ َ دا ن ْ َ َ َ َ َ َ ََْ َ ْ َن َ ََ ن َ
ي لَع ثالث ِة ور لَكم العال ِ ِم ب ِاهللِ مع َعم ِة المؤ ِم ِن 42ــ ينب ِِغ أن يد
ْ َ ن دا َ َ ن
ْ َ ن دا ن
ِتام الطاع ِة َواثلال ِث :اجتِناب
دا َ أ نمور :األ داو نل :اتلدا ْذك ن
ِري بِانلِّع ِم َواثل ِاِن :ال ِ ٍ
دا َ َ ْ َ َ ن ُّ َ َ َ َ َ َ َ دا ن َ َ َ دا َ ْ َ َ ْ ن ن َ ْ َ َ
ث ري ما يدخل َتت ـه ِذه ِ اثلال ِ المع ِصي ِة فُك َعل ٍِم أخذ يتُكم مع العام ِة بِغ ِ
َ ن َ دا ٌ
فه َو فتان.
1١
رشح احلكم احلدادية
(ينبغي أن ي هدور كل هم العالم بالله) َوبِأَح َكام ِ َشر ِعه ِ (مع عامة ال همؤمنين)
اء بِاللَّه ِ (على ثلثة أ ه همور:
العلَ َم ُ ال َّ ِذ َ
ين ل َم يَعلَ ُموا َما َعلِ َم ُه ُ
ِيم ب ُِجودِهَِ ،و ِه َي َال ُت َعد َو َال
ــ الوله :التذك هير بالنعم) ال َّ ِتي أَن َع َم ب َِها ال َكر ُ
ود ُه َويَز َد ُادوا ُح ّب ًا ل َ ُه َو ُشكر ًا لِ ِن َع ِمه ِ.
ُتح َصى ،لِ َير ُجوا ُج َ
ــ (والثاني :التز هام الطاعة) لِ َيس َع ُدوا ب ِ َفوز َِها.
اب المعصية) لِيَ ُقوا أَن ُف َس ُهم ِمن َوبَالِ َها.
ــ (والثال هث :اجتن ه
ص َية ِ،
اب ال َمع ِ اعة َِ ،وال ِت َز ُام َها يُ ِع ُ
ين َع َلى اج ِتنَ ِ َت َذك ُر النِّ َعمِ يُ ِع ُ
ين َعلَى ال ِت َزامِ الطَّ َ
قَ َال اللَّ ُه َت َعالَى{ :ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ} [العنكبوت.]١5 :
ين َال يَف َه ُمو َن َدقَائ ِ َق األ ُ ُمو ِر
(ف هكل عالم أخذ) َش َر َع (يتكل هم مع العامة) ال َّ ِذ َ
(بغير ما يد هخ هل تحت هذه الثلث ف ههو فتان) يَف ِت ُن ِع َب َاد اللَّه ِ تعالىَ .و َكم أَتلَ َف
ات لِ َع َدم ِ فَه ِمهِم، ات َوال ُمن َك َر ِ الع َو ِّام فَ َوقَ ُعوا ِفي البِد ِع َّي ِ
ات َوال ُكفرِيَّ ِ ِمث ُل َه َذا ِم َن َ
اس َعلَى قَد ِر ُع ُقولِهِم. ِ
َولِ َذا ق َيلَ :كلِّمِ النَّ َ
َ َ َ ْ َ ٌ َ ْ ن ن َ َ َ ْ َ ٌ َ ْ ن ن َ َ دا َ ْ ن ن َ َ ْ َ ن
الهداي ِة 41ــ رْحة تطلبك ،ورْحة تطلبها .فال ِِت تطلبك رْحة ِ
َ دا َ ْ ن ن َ َ َ دا ن َ َ ْ َ َ َ ْ َ ن ُّ ن َ ْ َ ن ن ن ََ
اجلنة، ب .وال ِِت تطلبها ِِه ان .و ِألجلِها َكن إِرسال الرس ِل وإِنزال الك ِ
ت بِابلي ِ
ْ ََ َ ن دا ََ َْ َ ََ
ون ال ِعل ِم انلدااف ِِع.
ِ ان ق لَع ، ِح
ِ ل ا الص ل
ِ م العتسَع ل ِ
ب ا ه
(رحمة تطله هبك ،ورحمة) أُخ َرى (تطله هبها؛ فالتي تطله هبك رحم هة الهداية
بالبيان) فَال ِه َدايَ ُة ال َّ ِتي ِه َي َرح َم ُة اهلل ِ َعلَى ِع َبادِهِ َوالَّتِي بَ َّينَ َها لِ ِع َبادِهِ َتطلُ ُب َك أَن
15
رشح احلكم احلدادية
ي ب َِها َو َتق َب َل َما َتد ُعو َك ِإلَيه ِ ِمن ِفع ِل َما يُ َق ِّربُ َك ِإلَى رِض َوا ِن اهلل ِ َو َتر ِك َما َته َت ِد َ
يُب ِع ُد َك َعن ُه( ،ولجلها كان إرس هال الر هسل وإنز هال ال هك هتب) َد َعا اهللُ َت َعالَى بِهِم
ِإلَيه ِ َوبَ َّي َن بِهِم ِه َدايَ َت ُه.
(والتي تطله هبها هي الجن هة ،تسعى لها بالعمل الصالح ،على قا هنون العلم
اها ِمن َغيرِ أَن يَع َم َل ل َ َها
الصالِ ِحَ ،و َمن َت َمنَّ َ
ِالع َم ِل َّ النافع) َو َالبُ َّد ِم َن َّ
السع ِي ل َ َها ب َ
الع َم ُل َعلَى َوف ِق ور بَ َّط ٌال؛ َمن ل َم يَز َرع َال يَح ُص ُدَ ،و َالبُ َّد أَن يَ ُكو َن َذلِ َك َ َمغ ُر ٌ
ود َعلَى َوجه ِ َص ِ
اح ِبه ِ. الشر ِع؛ ِإذ َما َخال َ َف ُه َمر ُد ٌ
َّ
1٦
رشح احلكم احلدادية
(أجه هل الجاهلين) بِاللَّه ِ َت َعالَى (من تزي هد هه المعرف هة بسعة رحمة الل هجرأ ًة
َّار َك َذلِ َك ُه َو قَ َّه ٌارَ ،و َك َما ُه َو
صيه ِ َك َما ُه َو َغف ُعلى معاصيه) أَ َول َم يَعلَم أَ َّن َمن يَع ِ
َاع ِته ِ ِإح َسانَ ُه؛ {ﯝ يم َك َذلِ َك ُمن َت ِق ٌم؟! َوقَد َو َع َد َعلَى ِعص َيانِه ِ ِع َقابَ ُهَ ،و َعلَى ط َ ِ
َرح ٌ
ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ} [األعراف.]5٦ :
ين من َتزِي ُد ُه ِش َّد َة َخو ٍ
ف ِمن ُه َو ِع َظ َم اح ِت َرا ٍز َعن العالِ ِم َ َ
َواعلَم أَ َّن أَعلَ َم َ
ِعص َيانِه ِ.
َ َ َ َ َ ْ َ دا َ َ ْ َ ن دا ْ َ َ دا ْ َ ْ َ ن ن
وع فِي ِه دَعهن ذل ِك
الوق ِ ب قبل 46ــ من حدث نفسه بِاتلوب ِة مِن اَّلن ِ
َ ْ
إَِل ف ِعلِ ِه.
وب َو َتخ َد ُع َص ِ
اح َب َها بِال َّتوبَة ِ َعن َها (من حدث نفس هه) ال َّ ِتي َتن ِز ُع ِإلَى الذنُ ِ
يث (إلى فعله) لِ َزع ِمه ِ أَنَّ ُه الوقهوع فيه دع هاه ذلك) ال َّتح ِد ُ (بالتوبة من الذنب قبل ه
َس َي َتطَ َّه ُر ِمن رِج ِسه ِ بِال َّتوبَة ِ بَع َد ُه.
11
رشح احلكم احلدادية
ن َ َ َ ن دا ن َ ِّ ن َ َ َ ن َ َ ن ْ َ َ َ َ ن دا ن ْ
47ــ مثل اَّلِي يذن نِب ِيلَتوب مثل اَّلِي يدنس بدنه َوث ِيابه ِيلَغت ِسل!
دا َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ دا َ َ ْ َ َ َ ن ْ َ َ َ َ َ َ َ ََْ
ادلن ِس ما استطاع ،ث دام إِن َوقع ِتز مِن ِ ُي ن أ ِغ
ِ ب ن ي ا م نوما ـهكذا ين ِ ِ
إ . ِغ ب
ال. الواج نب َعلَ ْي ِه اتلدا َن ُّظ َف ِف َ
احل الس ْهو ََك َن َ ن ْ َ ْ َ َ دا
ِِبك ِم الغفل ِة و
ِ ِ ِ ِ
س (مث هل الذي هيذن هب لي هتوب مث هل الذي هيدن هس بدن هه وثياب هه) بِاألَدنَا ِ
اب َو ُتطَ َّه ُر بِنَح ِو (ليغتسل)َ ،ك َما أَ َّن األَق َذ َار ال ِح ِّس َّي َة ُتنَ ِّج ُس األَب َدا َن َواألَث َو َ
ِ
الب َوا ِط َن َوال ُقلُ َ
وب َو ُت َط َّه ُر بِال َّتوبَة ِ. ِ
ال َماءَ ،ك َذل َك األَو َز ُار ُتنَ ِّج ُس َ
الع َق َال ِء ،بَل َمن ِفع ِل ال َم َجانِي ِن، (وما هكذا ينبغي) َولَي َس َذا ِمن ِفع ِل ُ
(إنما ينبغي أن يحترز من الدنس ما استطاع) ِم َن االح ِت َرا ِز ( هثم إن وقع) ِفيه ِ
س قَصد ًا (كان الوقُو ُع ِفي األَدنَا ِ (ب هحكم الغفلة والسهو) َولَي َس ِمن َشأ ِن ال ُمؤ ِم ِن ُ
الصادِقَة َِ :و ُه َو النَّ َد ُم َعلَى س (في الحال) بِال َّتوبَة ِ َّ الواج هب عليه التنظف) ِم َن ال َّدنَ ِ
اء َما َو َج َب قَ َضا ُؤ ُه العود ِإلَيه ِ أَبَد ًاَ ،وقَ َض ُ
العز ُم َعلَى َع َدم ِ َ ِ ِفعلِه َِ ،واالن ِق َال ُع َعن ُهَ ،و َ
آخ َرَ ،و َمن َكا َن َك َذلِ َك قَلَّ َما يُ َؤ َ
اخ ُذ ب َِوبَا ِل ب َ َوأَم َك َنَ .و َتأ ِخ ُير ال َّتوبَة ِ َع ِن ال َّذن ِب َذن ٌ
ال َّذن ِب.
نْ
او ِر َوتث ِم نر ج َرة ِ ت ن ْس ََق ب َماءِ ّ َ
الِت ن َ َ ن دا َ
الش لثم ِ هلل ا ِف ِ ة األن نخ دا
و مثل
ََن
48ــ
ِ ِ
ْ ْ ن َ َ ْ ْ َ دا َ ن َ َ ْ ن َ َ َ ْ دا َ ن َ َ َ
َواتلداق َوى ،فإِذا لم تسق الشج َرة يبستَ ،وإِذا لم تث ِم ْر ِّ
الِبِ اون لَع اتلع
ن َ ْ
ق ِطعت.
ات (مث هل الشجرة) ال َّ ِتي َتن ُمو (مث هل ال ه هخوة في الله) َو ِهي ِمن أَف َض ِل األُ ُخ َّو ِ
َ
َو َتب َقى َرط َب ًة ب َِم ِاء ال ُمز ِن ( ،هتسقى) األُ ُخ َّو ُة ِفي اللَّه ِ (بماء ال ّتز هاور) لِلَّه ِ َو ُه َو ال َّ ِذي
11
رشح احلكم احلدادية
َ َ َ دا َ َ ْ ْ َ َ ْ َ دا َ َ َ ْ ن ْ ْ َ
49ــ إِذا ع ِملت الطاعة فانظ ْر إِن ِشئت ِِف بِدايتِها ال ِِت َكنت ِِبَو ِل
ْ َ ن َ ْ َ ن ن ن دا َ َ َ ََْ َ ن دا َ ن ْ َ ْ
اإلعجابَ ،ويبَق شهود ال ِمن ِة ِهللِ ِ ِ ِف ت ن ي ِك ل ذ ِ ب و ، ه
ِ ق
ِ ِي فو اهللِ وقوت ِ ِه وحس ِن ت
َ ن ْ ن َ َ َ ن
يل اثلدا َ َ َ َ دا ََ َ َ ْ ْ َ ََ ْ َ
آب،ِ الم ن س حو اب
ِ و ز
ِ ج ِه ِ ِت
ِ ال ا هِ تاي ِه ن ِف
ِ ت تعاَل .وإِن ِشئت نظر
ن َ َ َ ْ َ ن َ ْ ن ن دا ْ َ ن َ َ ُّ ن َ َ َ ن
اومةَ ،واأل داول أت ُّم. وعِنده تعظم الرغبة وَتِف المد
وإذا وقعت منك معصية فإياك أن تنظهر إلى بدايتها التي هي التقد هير،
فيد هعوك ذلك إلى الحتجاج على الله ،و ههو أعظ هم من المعصية ،ولكن ينبغي
يم العقاب وعند هه هتباد هر إلى التوبة وتعظ ههم الرهب هة. أن تنظهر في نهايتها التي هي أل ه
اء األَح َالم ِ َو ُض َع َفاءُ (إذا عملت الطاعة) ال َّ ِتي يَ َق ُع ب َِها ِفي ا ِإلع َج ِ
اب ُس َف َه ُ
األَف َهام ِ (فانظهر إن شئت في بدايتها التي كانت بحول الله وقهوته) ِإذ َال َحو َل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤أخرجه اإلمام مالك في الموطأ ،كتاب الشعر ،باب ما جاء في المتحابين في اهلل.
1٢
رشح احلكم احلدادية
َو َال قُ َّو َة إِ َّال بِه ِ( ،و هحسن توفيقه) َولَو َال َتو ِفي ُق ُه لَم يَ َت َي َّسر َع َم ٌل ِأل َ َح ٍد.
اب) ال َّ ِذي يُهلِ ُك ال ِع َب َاد َويَج َع ُل َع َملَ ُهم المذ ُكو ِر (ينتفي اإلعج ه (وبذلك) َ
ود المنة لله تعالى) َولَو َال َمنَّ ُه َعلَى ِع َبادِهِ ال ُف َق َر ِاء ِإلَى َه َبا ًء َمنثُور ًا( ،ويبقى هش هه ه
ف ال ِع َب َاد ِة.
فَضلِه ِ ل َ َما َشموا َرائِ َح َة َشر ِ
َ
(وإن شئت نظرت في نهايتها التي هي جز هيل الثواب) ال َّ ِذي ُه َو ِم َّما َال
َعي ٌن َرأَت َو َال أُ ُذ ٌن َس ِم َعت َو َال َخطَ َر َعلَى قَل ِب بَ َش ٍر (و هحس هن المآب) ِفي ِج َوا ِر
َّب اللَّ ُه َت َعالَى ِفيه ِ ِمن ِعب َادتِه ِ يما َرغ َ ِ
اب (وعند هه تعظ ههم الرغب هة) ف َ الو َّه ِ
ال َكرِيمِ َ
َ
اعة ِ.
المداوم هة) َعلَى الطَّ َ (وتخف ه
(والو هل) أَي :النَّ َظ ُر ِإلَى أَنَّ َها ب َِحو ِل اللَّه ِ َوقُ َّوتِه ِ (أتم).
(وإذا وقعت منك معصية فإياك أن تن هظر إلى بدايتها التي هي التقد هير،
فيد هعوك ذلك إلى الحتجاج على الله ،و ههو أعظ هم من المعصية) بَل َذلِ َك َدأ ُب
ال ُكفَّا ِر ال َّ ِذ َ
ين ط ََر َد ُه ُم اللَّ ُه ِمن َرح َم ِته ِ.
اب يم العقاب) َو َش ِدي ُد َ
الع َذ ِ (ولكن ينبغي أن تنظهر في نهايتها التي هي أل ه
اتاب ِمن نَا ٍر َو َزم َهرِي ٍر َو َع َقار َِب َو َح َّي ٍ ِفي النَّا ِر ال َّ ِتي َج َم َعت بَي َن أَن َوا ِع َ
الع َذ ِ
الج َّبا ِر (وعند هه هتباد هر إلى ين َو َضرِي ٍع َو َزقومٍ َو َغير َِهاَ ،وفَو َق َذلِ َك َغ َض ُب َ َو ِغسلِ َ
الشيطَا ُن التوبة) لِ َئ َّال يَف َجأَ َك َوبَال ُ َها (وتعظ ههم الرهب هة) ِم َن ال َق َّها ِر َو ِإن َوس َو َس ل َ َك َّ
ب َِشي ٍء ِمن بَ ِ
اب ال َق َد ِر فَ ُقل ل َ ُهِ :إ َّن َربِّي َعد ٌل َال يُس َئ ُل َع َّما يَف َع ُل.
14
رشح احلكم احلدادية
اض هع في الرفعة) (من مكارم الخلق) ال َّ ِتي اخ ُت َّص ب َِها أَه ُل ال َك َما ِل (التو ه
الرف َعة ِ أَح َس ُنَ ،و ِضد ُه قَب ٌ
ِيح فَ ،و ُه َو َح َس ٌنَ ،و ِمن ِذي ِّ الشر ِ م َع ال ِعلمِ َو َ ِ
الجاه َو َّ َ َ
اب َونَح ِو َها (في القلة) ِمن َو ِمن ِذي َّ
الر َذالَة ِ أَق َب ُح( ،والتجم هل) ِإظ َه ُار َ
الج َما ِل بِالثِّ َي ِ
الم ِع َيشة ِ َو ُه َو َغايَ ُة الشكرِ( ،والقتصا هد) بَي َن ال َّتب ِذيرِ َوال َّتق ِتيرِ (في الثروة)اب َأَس َب ِ
ال ِغنَى.
دا َ َ دا َ َ َ َ العاق نِل دااَّلِي َال عِلْ َم َ نَل ََك دا
َ
لر ِشي ِد اَّلِي ال مال نَلَ ،والعال نِم اَّلِي ال 51ـ
َ دا َ ْ َ َ َ ْ َ َن َ َ
ال اَّلِي ال نرشد نَل. ِ الم بِ ح
ِ ا ص عقل َل ك
(العاق هل الذي ل علم ل هه) بِأُ ُمو ِر ال ِّدي ِن (كالرشيد الذي ل مال ل هه) َو ُرش ُد ُه
المالُ ال َّ ِذي يَس َتع ِم ُل ِفيه ِ ُرش َد ُهَ ،ك َذلِ َك َعق ُل الجد َوى ِإ َذا لَم يَ ُكن ِعن َد ُه َ قَلِ ُيل َ
العاقِ ِل قَلِ ُيل ال َفائِ َد ِة ِإ َذا لَم يَ ُكن ِعن َد ُه ال ِعل ُم ال َّ ِذي يُر ِش ُد ُه ِإلَى َما َال يَن َب ِغي.
َ
(والعال هم الذي ل عقل ل هه كصاحب المال الذي ل هرشد ل هه) فَ ُي َضيِّ ُع َمال َ ُه
العالِ ُم ال َّ ِذي َال َعق َل ِعن َد ُه يُ َضيِّ ُع ِعل َم ُه ب َِوض ِعه ِ ِفي
َويُتلِ ُف ُه ِفي أَدنَى َز َما ٍنَ ،ك َذلِ َك َ
َغيرِ م َحلِّه َِ .و َك ِثير ًا ما ي ُكو ُن َسب َب َخسارتِه ِ َو َه َال ِكه ِ ِفي الدنيا َو ِ
اآلخ َر ِة. َ َ َ َ َ َ َ
1٤
رشح احلكم احلدادية
َ ِّ َ ْ َ َ ْ َ َ ِّ َ ْ َ َ َ ْ َ
52ـ سخ ْر عقلك ل ِ ِعل ِمكَ ،وسخ ْر نفسك ل ِعقلِك.
1٩
رشح احلكم احلدادية
(ي هكو هن الخي هر في الكثر شاقّ ًا في الحال ،هحلو ًا في المآل ،ومث هل فاعله
الصع َبة ِ (ل يج هد الراحة حتى ينتهي إلى
مث هل الذي يصع هد في العقبة الك هئود) َّ
أعلها) ال َّ ِذي فِيه ِ نِ َع ٌم َج َّمةٌ َوأَف َر ٌ
اح َك ِث َيرة ٌ.
(والشر ي هكو هن في الكثر هحلو ًا في الحال) ِألَنَّ ُه َتس َتلِذ ُه النَّف ُس (وشا ّق ًا في
ين يَظ َه ُر َوبَال ُ ُه( ،ومث هل فاعله مث هل الذي يق هع من هذروة جبل أو الستقبال) ِح َ
بيت ،ل يج هد اللم حتى يقع على الرض) فَا ِع ُل ال َخيرِ َال يَعلَ ُم فَ َضائِلَ ُه َح َّتى
ات األَك َدا ِر. ُوق نَ َك َال النَّا ِر َذ ِ الجنَّ َةَ ،و َعا ِم ُل َّ
الش ِّر َال يَعلَ ُم َوبَال َ ُه َح َّتى يَذ َ يَد ُخ َل َ
َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ دا ن ن دا َ َ ْ َ ن َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ن
55ــ ال ينب ِِغ أن تعتد بِأخوة ِ أ ٍخ يست ِطيع أن ينفعك فال يفعل.
(ل ينبغي أن تعتد بأ ه هخوة أخ يستط هيع أن ينفعك) ِفي أَمرِ ال ِّدي ِن أَو
ِي أَمرِ الدن َيا (فل يفع هل) لِنُق َصا ٍن فِيه ِ ،فَ ِإنَّ ُه َال َخي َر ِفي أُ ُخ َّوتِه َِ ،واأل َ ُخ ِإ َذا َض ُرور ِّ
لَم يَن َفع أَ َخ ُاه فَأَي فَائِ َد ٍة ِفي أُ ُخ َّوتِه ِ؟!.
ْ َ ً َْ َ َ َ َْ َ َ ْ َ ْ َ َ ن َ َ َ ََْ َ َ ْ َ ْ َ
حنه بِما ال َ
56ــ إِذا أردت أن تصط ِِف إِنسانا ِنلف ِسك فال بأس أن تمت ِ
ْ َ ن ن َ ُّ
اء بِدون ِ ِه. ي ِصح االص ِطف
(إذا أردت أن تصطفي) َتخ َتار (إنسان ًا لنفسك) لِ َت َّت ِخ َذ ُه َص ِ
احب ًا أَو َخادِم ًا َ
اء ب هدونه) ِأل َ َّن
أَو نَح َو َذل َك (فل بأس أن تمتحن هه) ُت َج ِّربَ ُه (بما ل يصح الصطف ه
ِ
الحس َر ِةَ ،ولَي َس ِم َن ِ
الشيءَ قَب َل ال َّتجرِبَة ِ َك ِثير ًا َما يَ َق ُع في النَّ َد َامة ِ َو َ
َم ِن اص َط َفى َّ
اء َمن َال يُعلَ ُم َحال ُ ُه قَب َل االم ِت َحا ِن. ِ
الحزم ِ اصط َف ُ
َ
11
رشح احلكم احلدادية
ََ نْ ن َ َ َ َ َ نن َ َ ْ َ ْ دا َ ْ َ ْ َ ن
ب
ِ ل ِط ل ك جو
ِ ُي ال و ، ه
ِ ِ قوق ِب
ِ ام يقِ ال يع 57ـ ال تصحب إِال من تست ِط
َ َ نن َ َ َ
ال قِيا ِم ِه بِها.
حقوق ِك؛ ل ِك ِ
م
(ل تصحب إل من تستط هيع القيام ب هح هقوقه) لِ ُق َّو ٍة َتعلَ ُم َها ِمن نَف ِس َك،
َو ُس ُهولَةٍ َتعلَ ُم َها ِم َّمن ُترِي ُد ُصح َب َت ُه (ول هيحو هجك لطلب هح هقوقك) ال َّ ِتي َتل َز ُم ُه
وم َو َال بِالصح َبة ِ (لكمال قيامه بها)َ ،و َال َتص َحب َمن ِس َو ُاه فَ ِإ َّن ُصح َب َت ُه َال َت ُد ُ
َتخلُو َعن َخلَ ٍل.
ن ْ َ َ َ َ دا َ ْ َ ََ َن نن ْ َ َ ْ َ دا َ
ول العذ ِر َكن أقل ما
ِ بق لَع ه
ِ ِ ن اوخ إ
ِ ِوقق ح اط
ِ ق س 58ــ من عو ِ ِ
إ ِف ل
َ ْ ُّ ََْ ن ْ
يلقاـهم ب ِ ِه ال ِغش َوالمك نر.
اصة ِ (من عول) اع َت َم َد (في إسقاط هح هقوق إخوانه) ال َّ ِتي َتل َز ُم ُه لِل ُُخ َّو ِة ال َخ َّ
العذر) ِم َّمن قَ َّص َر ِفي ُح ُقوقِه ِ (كان أقل ما يلقا ههم به الغش الع َّامة ِ (على ق هبول ه أَ ِو َ
المنَ ِاف ِق َ
ين. والمك هر) َو ُه َو ِمن َدي َد ِن ُ
َوال َّ ِذي يَن َب ِغي لِإلِن َسا ِن أَن يَج َت ِه َد أَ َّو ًال ِفي ِإع َط ِاء ُح ُقو ِق ا ِإلخ َوا ِنَ ،و ِإن
ين. ِالمنَ ِاف ِق َ
ص ٌير اتِّ َفاقِ ّي ًا يَع َت ِذ ُر ِعن َد َمن قَ َّص َر ِفي َح ِّقه ِ ِمن َغيرِ ُم َشابَ َهةٍ ب ُ
َوقَ َع ِمن ُه َتق ِ
َ ْ ْ ْ َ َ َ ْ َ ً َ ْ َ ن دا َ َ َ َ ْ َ دا َ َ َ ن َ ْ
59ــ أك ِرم إِخوانك إِكراما تست ِطيع ادلوام علي ِه؛ وإِال َكن مآل األم ِر
َ َ َ َ ْ َ
الوحش ِة َوالق ِطيع ِة. إَِل
(أكرم إخوانك) ال َّ ِذ َ
ين يُ َع ِ
اش ُرونَ َك (إكرام ًا تستط هيع الدوام عليه) بِأَن َال
1١
رشح احلكم احلدادية
ُتفرِ َط ِفي َذلِ َك ،بَل َتأ ُخذ بَي َن ا ِإلف َرا ِط َوال َّتفرِي ِطَ ،و َخي ُر األ ُ ُمو ِر أَ َوا ِسط َُهاَ ،و َال
وم َم َع ال ُكل َفة ِ الصح َب ُة َك َما قَ َال( :وإل كان مآله المر إلى الوحشة والقطيعة) َت ُد ُ
َوقَد َوقَ َع َذلِ َك.
دا ْ ن َ َ َ ْ َ ْ
ي: 61ــ اتلأ ِويل لَع َضب ِ
ََ َ َ ن َ َ ن دا ن َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ن ن َ َ ن ُّ َ َ َ
ام .وـهذا ال ،وـهو ما يؤول يل ِصل إَِل األفه ِ ـ أحدـهما :يدل لَع الكم ِ
ُّ دا
اب َوالسن ِة.
َ
ِتك ال ِف ع َكث ِ ٌ
ري
دا ْ ن
انلو
ِ ِ
َ َ َ ن ُّ َ َ َ ن َ دا ن َ دا َ ْ ن ن َ ّ ً َ ْ َ ْ َ َ دا
ري باط ٍِلَ ،وـهذا يدل لَع ـ َواثل ِاِن :ما يؤول ِيل ِصح كونه حقا أو غ
َ َ َ ْ دا َ َ ْ ن ن ْ
يل لَع الوج ِه اثل ِاِن ال يكمل و أاج ِف نص ْح َبت ِه إ ََل اتلدا َ ن ُّ َ ْ ن ْ َ ن
تُي خ ي ش ُك ف ص ق
دا ْ
انل
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
َ َ ن ِّ ن َ َ ً دا َ َ ْ َ ن َ ْ ً ْ َ دا ْ
اء ب ِ ِه؛ ِألن اتلداأ ِويل ال ُيَصل كماالَ ،وإِنما يدفع نقصا. االقت ِ َد ن
1٦
رشح احلكم احلدادية
ــ َو ِمن ُهم من َال يعلَ ُم ُه ،فَ ِإ َّما أَن يح ِملَ ُه َعلَى ظَا ِهرِهِ َويع َت ِق َد ُه َح ّق ًا َعلَى ظَا ِهرِهِ
َ َ َ َ
الض َر ُر ال َّ ِذي يَح ُص ُل ل َ ُه ِمن َذلِ َك أَك َث ُر ِم َن النَّف ِع ال َّ ِذي يُ َح ِّصلُ ُه ِمن ُه. فَ َيغ ِويَ ،و َّ
ــ َوإِ َّما أَن يَح ِملَ ُه َعلَى ظَا ِهرِهَِ ،م َع َع َدم ِ اع ِت َقادِ َح ِّقيَّ ِته ِ َعلَيه ِ ،فَ ُي َك ِّف ُر َّ
الشي َخ
اس َد َك ِث َيرة.أَو يُب ِّد ُع ُه أَو يُ َف ِّس ُق ُهَ ،ويُ َؤ ِّدي َذلِ َك ِإلَى َم َف ِ
َ
الشر ِع فِي أُ ُمو ِر ِه ُكل َِّهاَ ،و َال الشي ُخ ال َكا ِم ُل ُه َو ال َّ ِذي يَس َت ِق ُ
يم َعلَى ِم َيزا ِن َّ َو َّ
اس. يَف َع ُل َو َال يَ ُقولُ َما يَفتِ ُن النَّ َ
ََ َ ُّ ْ َ ن َ َ
ادلنيا المباح ِةَ ،وقع ال اتو 61ــ َم ْن َأ ْف َر َط ِف نح ِّب َش ْه َوة م ِْن َش َه َ
ِ ٍ ِ
دا َ َ ََ ََ ن
ار.
ِ الع وأ
ِ ِ ار انل بحمالة ِِف ِ ِ
جو م
المباحة ،وقع ل محالة في
(من أفرط في هحب شهوة من شهوات الدنيا ه
وجبِهِما ،وقد قال > :2من رتع حول هموجب النار أو العار) أو فِي ُم ِ
ات بع ُضها جا ِذبات لِبعض ،وقد ُج ِّرب وش ُك أن يُواقِع ُه<( ،)1و َّ
الشهو ُ ال ِحمى يُ ِ
هذا َك ِثير ًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= يفعل ذلك بالميت ،وإذا ذكرهم ذاكر بشين نهيناه عن الخوض في ذلك كما ننهاه عن ذلك
في الميت ،وال نفعل شيئا لهم ،وال نتركه لهم ،وال نمتنع من القيام بشيء من طاعات اهلل
بسببهم ،كما ال نمتنع من ذلك بسبب الميت ،وال نكترث بمدحهم وال نحبه ،وال نكره
سبهم إيانا وال نقابله ،فالحاصل أنهم كالعدم في جميع ما ذكرناه ،فهم مدبَّرون تجري فيهم
أحكام اهلل تعالى ،فمن عاملهم هذه المعاملة جمع خير اآلخرة والدنيا ،نسأل اهلل الكريم
التوفيق لذلك( .بستان العارفين ،ص )5١ ،51
( )٤أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب اإليمان ،باب فضل من استبرأ لدينه؛ وأيضا في
كتاب البيوع ،باب :الحالل ّبين؛ ومسلم في صحيحه ،كتاب المساقاة ،باب أخذ الحالل
وترك الشبهات.
11
رشح احلكم احلدادية
َ ََ َ َ ْ ن َ ْ َ ن َ ُّ ن َ َ َ ُّ َ َ َ ََ َ
حب ِ ِهَ ،وت َرافعا إَِل
َض لَع صا ِ 62ــ َتاصم العجز واحل ِرمان أيهما أ
َ ْ َ َ َ َ ْ َ ن َ َ دا َ ْ َ َ ْ ٌ َ ْ َ َ ْ ن ن
العق ِل ،فقَض بينهما أن العجز أصل واحل ِرمان فرعه.
(تخاصم العج هز) َعن ِفع ِل ال َك َما ِل (والحرما هن) َع ِن ال َف َوائِ ِد ،بِلِ َسا ِن
العج ُز لِل ِحر َما ِن :أَن َت أَ َضر َعلَيه َِ ،وقَ َال
لحا ِل( ،أي ههما أضر على صاحبه) فَ َق َال َ ا َ
ال ِحر َما ُن ل َ ُه :بَل أَن َت أَ َضر َعلَيه ِ منِّي.
(وترافعا إلى العقل) ال َّ ِذي يَعر ُِف َح َقائِ َق األُ ُمو ِر َعلَى َما ِه َي َعلَيه ِ،
اص َم ُه َما (أن العجز أصل) َوأَظ َه َرا قِ َّص َت ُه َما ل َ َديه ِ( ،فقضى بين ههما) قَا ِطع ًا َت َخ ُ
لِل ِحر َما ِنِ ،إذ لَو لَم يَ ُكن لَم يَ ُكن( ،والحرمان فر هع هه) ُ
الم َت َرتِّ ُب َعلَيه ِ ،فَ َم ِن اب ُتلِ َي
ِالعج ِز َعن َعالِي األ ُ ُمو ِر فَليُ َب ِّشر نَف َس ُه بِال ِحر َما ِن َعن فَ َوائِ ِد َها.
ب َ
َ ْ َ دا دا َ َ َ دا ٌ
61ــ ما مِن ط ِوي ٍة ،إِال وفِيها خ ِفية.
س َمن يَ ُكو ُن وب (إل وفيها خفية) فَ ِم َن النَّا ِ (ما من طوية) ِمن ط ََوايَا ال ُقلُ ِ
ِفي َط ِويَّ ِته ِ َخصلَةٌ طَيِّ َبةٌ يَ ُفو ُز ب َِها ِفي ال َّد َاري ِنَ ،و َك ِثير ًا َما يَظ َه ُر أَثَ ُر َها َعلَى ظَا ِهرِهِ،
س َمن يَ ُكو ُن ِفي َط ِويَّ ِته ِ َخصلَةٌ َردِي َئةٌ يَخ َس ُر ب َِها ِفي ال َكونَي ِنَ ،و َكثِير ًا َما َو ِم َن النَّا ِ
ات بَ َدنِه ِ.
َتظ َه ُر َع َال َما ُت َها َعلَى َص َف َح ِ
َ ن َ َ ن َْ َ َ َ ن َ
اصد.
ب الق ِ
ِ ِ َي م ل ، داص
ِ قالم ت
ِ ح 64ــ إِذا صل
اب قَ ِ
اص ُد َها (إذا صلهحت المقاص هد ،لم يخب القاص هد)َ ،و ِإ َذا فَ َس َدت َخ َ
ِفي ال َّد َاري ِن أَو ِفي أَ َح ِد ِه َما.
11
رشح احلكم احلدادية
َ َ ْ َ ن ْن ََ
لَع إ ْض َالل َ دا ْ َ ن َ َ ْ َ
اجلاـه ِِل؛ ِ ِ ه ِن
م ص رح أ م
ِ ِ ل ا الع ل
65ــ الشيطان لَع إِض ِ
ال
َ دا َ َ َ َ دا َ ُّ َ َ َ ْ ن ن َ َ ن َ ْ َ َ َ َ
اجلاـهِل ليس كذل ِك. ِألن العال ِم إِذا ضل ي ِضل بِضال َِل ِ غريه ،و
(الشيطا هن) ال َّ ِذي ُطب َِع َعلَى َع َد َاو ِة ا ِإلن َسا ِن (على إضلل العالم) ال َّ ِذي ِمن
ِ
ي بِه ِ َغي ُر ُه (أحر هص من هه على إضلل الجاهل ،لن العالم إذا ضل) َشأنه ِ أَن يَه َت ِد َ
المس َت ِقيمِ (يضل بضلله غي هر هه) ال َّ ِذي يَق َت ِدي بِه ِ ِفي َض َاللِه ِ. الص َرا ِط ُ َع ِن ِّ
السائِ َر ِة ِفي َطرِي ٍق ِذي ِش َع ٍ
اب َواش ِت َبا ٍه العالِمِ َمثَ ُل َدلِي ِل ال َق ِافلَة ِ َّ
َو َمثَ ُل َ
َو َراءَ ُه ،فَ ِإ ِن اس َت َق َام َعلَى الطَّرِي ِق اس َت َق َامتَ ،و ِإن َض َّل َضلَّت.
السائِرِ َوح َد ُه ،فَ ِإنَّ ُه ب َِض َاللِه ِ َال يَ ِضل
(والجاه هل ليس كذلك) َو ُه َو ِمث َل َّ
َغي ُر ُه.
َ ْ َ ْ َ َ دا َ ن َ َ َ ن ْ دا َ ن
66ــ من أصلح ن ِيته ،بلغ أمنِيته.
دا َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ن ُّ َ َ ْ ن ن ن ن ن َ
ال
ِ الم ب ح ه
ِِ بلق لَع بل غ نم لَع ِ ة ا ج انل يل
67ـ يصعب سلوك ِ ِ
ب س
اجلاهن.
َو َ
ِ
ود ِ
ات، (يص هع هب هسلهو هك سبيل النجاة) بِاالج ِت َها ِد ف َ
يما يُر ِضي َر َّب َ
المو ُج َ
ات( ،على من غلب على قلبه) الس َم َاو ِض َو َّاب َع َّما يَك َر ُه ُه َخالِ ُق األَر ِ
َواالج ِتنَ ِ
1٢
رشح احلكم احلدادية
ال َّ ِذي ُه َو قُط ُب بَ َدنِه َِ ،علَيه ِ َم َد ُار ُه َص َالح ًا َوفَ َساد ًا( ( )٤هحب المال) ال َّ ِذي يَ ِم ُيل
اب َغالِب ًا( ،والجاه)؛ فَ ِإنَّ ُه َما قَي َدا ِن ثَ ِق َيال ِن ِفي أَر ُج ِل الص َو ِاح ِبه ِ َعن َصو ِب َّ ب َِص ِ
في ُحف َر ِة النَّا ِر (الخو هف الصاد هق) ِم َن ال َق َّها ِر ال َّ ِذي َمن يَغ َضب َعلَيه ِ يَل ِقيه ِ ِ
وجبة ِ لِل َّز َّال ِ َو َال يُ َبالِي ب َِما يَف َع ُل( ،يعم هل في محو الشهوات النفسانية) ُ
ت الم ِ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
الج َس ِد ُمض َغ ٌة ِإ َذا َصلُ َحت َصلُ َح َ
الج َس ُد ُكل ُهَ ،و ِإ َذا ( )٤لقول نبينا > :2أَ َال َو ِإ َّن في َ
الج َس ُد ُكل ُه ،أَ َال َو ِه َي ال َقل ُب< أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب اإليمان، فَ َس َدت ف َ َس َد َ
باب فضل من استبرأ لدينه ،ومسلم في صحيحه ،كتاب المساقاة ،باب أخذ الحالل
وترك الشبهات.
(ُ )٩سم نَاقِ ٌع :بالِ ٌغ قات ِ ٌل.
٢4
رشح احلكم احلدادية
العلِيلَة ِ ،أَي: ات( ،والهمم الدنية) َ الم َت َسبِّ َبة ِ ِأل َ َش ِّد ُ
الع ُقوبَ ِ ات ُ السيِّ َئ ِ
ات َو َّ َوال َه َف َو ِ
الياب َِسة ِ ،فَال َخو ُف نَ ُار اللَّه ِ َت َعالَى األُ ُمو ِر َّ ِ
الرذيلَة ِ (عمل النار في إحراق الشجار) َ
سات َغ َضبِه ِ َو ِع َقابِه َِ ،ويُطَ ِّه ُر بِه ِ ِمن أَق َذا ِر األَو َزا ِر َوأَدنَا ِ وجب ِ
رق ب َِها ُم ِ َ يَح ُ
ِ
ِيح َش ِدي ٌدس؛ (قال الل هه تعالى) في َجنَّة ِمثلَ َها{( :ﮅ ﮆ}) ر ٌ األَر َجا ِ
({ﮇ ﮈ ﮉ} [البقرة.)]٩٦٦ :
ات َواالح ِت َرا ُز اع ِ اء الصاد هق) ال َّ ِذي يَ َت َر َّت ُب َعلَيه ِ االج ِت َه ُاد ِفي الطَّ َ (والرج ه
اصي (يعم هل في استخراج النيات الطيبة) الَّتِي ِه َي أُ ُصولُ األَع َما ِل، الم َع ِ
َع ِن َ
اتوال َو َر ّد ًا( ،والعمال الصالحة) ال َّ ِتي ِهي نَ َتائِ ُج الن ِّ َّي ِ َو َعلَي َها َم َد ُار َها قَ ُب ً
َ
ات (عمل الماء في الرض الهامدة الخاشعة) لِ ُيب ِس َها َو َع َدم ِ نَ َبات ِ َها؛ (قال الصالِ َح َِّ
يها ({ﯪ ﯫ ﯬ تعالى{ :ﯧ ﯨ ﯩ}) أَي :ميِّ َت ًة َال نَب َ ِ
ات ف َ َ َ
ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ} [الحج.)]5 :
٢٤
رشح احلكم احلدادية
ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ} [اإلسراء.]1٩ :
(ينبغي) ل َ َك يَا طَالِ َب ال َخيرِ (أن هتوقد لك سراج ًا من العلم النافع) بِأَن
الح ِّقَ ،و َما يُ ِ
وج ُب َغ َض َب ُه َو َك َر َاه َت ُه( ،والعمل الصالح) َتعلَ َم َما يُ َق ِّربُ َك ِإلَى ر َِضا َ
َعلَى ِطب ِق ال ِعلمِ النَّ ِاف ِع.
ليل ظهلهمات الدنيا) ال َّ ِتي بَع ُض َها فَو َق يء به في ِ ِ
ور (تستض ه َول ُكل من ُه َما نُ ٌ
الصالِ ِح( ،حتى الع َم ِل َّ ال ِعلمِ النَّ ِاف ِع َو َ ضَ ،ال يُم ِك ُن السلُو ُك َم َع َها ِإ َّال بِنُو ِر بَع ٍ
يطلهع عليك فج هر الموت) فَ َتر َت ِف ُع َعن َك( ،أو شم هس الساعة ،فإنك إن بقيت في
الصالِ ِح
الع َم ِل َّ ات الدن َيا (بل سراج) ِم َن ال ِعلمِ النَّ ِاف ِع َو َ ليلها) ِفي لَي ِل ظُلُ َم ِ
(تنتظ هر هطلهوع هذا الفجر أو هسطهوع هذه الشمس ،حق عليك قو هل الله تعالى:
الح ِّق ({ﯘ ﯙ ﯚ {ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ}) َع َّما يَس َتر ِش ُد بِه ِ إِلَى َ
صير ًا فَ ُه َو ِفي
وم ُهَ :من َكا َن ِفي َه ِذهِ بَ ِ ﯛ ﯜ ﯝ } [اإلسراءَ )]1٩ :و َمف ُه ُ
صير ًا َوأَه َدى َسب ًِيال. ِ
اآلخ َر ِة بَ ِ
َ دا ن ن َ ً ْ َ َ دا َ ن َ ً َ َ َ دا َ ََ
اجلن ِة عقوبة. ان
ار مثوبة وكَف ِِبِرم ِ ِ انل ِن
م ِ ة ا ج انل 71ـ ك ِ
ب َف
يق ِة َال َ ْ
َشءَ. َ َ َ َن َ َن َ ْ نََ
ِسه ِ متال ٍش وـهو ِِف احل ِق
71ـ العالم بِأ ِ
(العال هم بأسره) ُكل ُه ( همتلش) َشيئ ًا فَ َشيئ ًاَ ،ال يَب َقى َدائِم ًا( ،و ههو في
ود ُه َك َع َد ِمه ِ. الحقيقة) ب ِالنِّس َبة ِ ِإلَى ُو ُجودِ َ
الح ِّق َو َع َظ َم ِته ِ (ل شيء)؛ ُو ُج ُ
ْ ْ َ ِّ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ن
72ـ مِن َرْح ِة َربك بِك أن حجبك عنه.
(من رحمة ربك بك أن حجبك عن هه) بِاآلثَا ِر َواألَغ َيا ِر؛ ِإذ لَو َك َش َف ل َ َك
ِ
يما َالَعن ُه َولَم َتس َت ِع َّد َولَم َت َتأَ َّهل بَع ُد لِ ُش ُهودِهِ ل َ َت َال َشي َت َو َت َفانَي َت ،أَو َوقَع َت ف َ
يَن َب ِغي؛ أ َ َال َت َرى ِإلَى قَولِه ِ َت َعالَى{ :ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ
ﯯ ﯰ ﯱ} [األعراف.]٤١1 :
َ دا ْ َْ ٌَ ََ َ َْ ن
يط.
ري فِي ِه إَِل اتلف ِر ِ
ِ ص
ِ الم لَع ة آي ر
ِ م األ ِف
ِ اط اإلفر
71ـ ِ
َمن (اإلفرا هط في المر آية) َع َال َمةٌ (على المصير فيه إلى التفريط)َ ،وقَلَّ
اللَّه ِ أَف َر َط ِفي َشي ٍء إِ َّال فَ َّر َط ِفيه َِ ،و َخي ُر األُ ُمو ِر أَو َسط َُهاَ ،وأَ َحب األَع َما ِل ِإلَى
أَد َو ُم َها َو ِإن قَلَّ .
٢1
رشح احلكم احلدادية
َ َ دا َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َْ َ َ ْ ََ َ َ َْ َ
74ــ من مدحك عِند ِرضائ ِ ِه بِما ليس فِيك ،ذمك ال حمالة عِند
َ َ َْ َ َ َْ َ َ َ
غضب ِ ِه عليك بِما ليس فِيك.
ــوه وإن ههـــو قـــد جفـــاني فـــل أج هفـ ه ـــــت مــــــن خــــــل جفــــــا ًء
إذا آنسـ ه
وأهمسـ ه
ــــك عـــــن تن هاولـــــه لســـــاني ولكنــــــــــي أهفارقهـ
ـــــــــه برفــــــــــق
ه
(من مدحك عند رضائه) َعن َك بَنَح ِو َع ِط َّيةٍ َو ِإح َسا ٍن َو َج َما ٍل َو َك َما ٍل (بما
ليس فيك ،ذمك ل محالة عند غضبه عليك بما ليس فيك)؛ ِألَنَّ ُه َعب ُد نَف ِسه ِ،
يَم َد ُح َك َمن َتر َض ُاهَ ،ويَذُم َمن َتك َر ُه ُه ،فَ َال ُت َبا ِل ب َِمد ِح َه َذا.
الع َق َال ِء ِشعر ًا( :إذا آنس هت) أَح َسس ُت (من خل) َخلِي ٍل
ض الش َع َر ِاء ُ قَ َال بَع ُ
وه) َج َزا ًء لِ َج َفائِه ِ( ،وإن ههو قد جفاني) َولَي َس ِمن َدأ ِب لِي (جفا ًء فل أج هف ه
ِالج َف ِاء (ولكني أهفارقه هه برفق وأ همس هك عن تن هاوله لساني) ِ
الج َفاء ب َ
ِ
ال ُك َر َماء ُم َقابَلَ ُة َ
فَ َال أَقَ ُع ِفي ِعر ِضه ِ.
الم َس َام َح ُة ِفي ِ
َو َه َك َذا يَن َب ِغي لِل َعاقِ ِل أَن يَف َع َل ِإ َذا َج َف ُاه ِخل ُهَ ،و َشأ ُن ال ُك َر َماء ُ
األَش َي ِاء.
ْ َ َ ْ ن َ َ ِّ دا
وب ُي ِذبها ِِباصيت ِ ِه مِن م َواط ِِن
ن ن
ل الق
ََْ ن
ِيس
ط ا نغم ِ ِ
هلل اَّل ْك ن
ر
ِّ
75ــ
ِ
وب.
نن
ي الغ ِم ل اوالغ ْفلَ ِة إ ََل َع َ
َ
ِ ِ ِ
َوقَ َال َ ونَ َف َع بِه ِ( :الذك هر) ال َقلبِيَ ،والل َِّسانِي ال َخالِ ُص (لله) بِأَ ِّ
ي نَو ٍع
البع ِد َع ِن َ ِ ِ ِ
الح ِّق، يس ال هقلهوب) الَّتي ه َي َم َحال األَك َدا ِر َوالظلُ َمات َو ُ َكا َن (مغناط ه
اص َّيةٍ. َو ُه َو َح َج ٌر يَج ِذ ُب َ
الح ِدي َد إِلَيه ِ بِ َخ ِّ
٢١
رشح احلكم احلدادية
(يجذ هبها بخاصيته) ال َّ ِتي ُو ِض َعت ِفيه ِ (من مواطن الغفلة إلى عوالم
المظلِ َمة ِ بِاآلثَا ِر،
وب ُ ات ال ُقلُ ِ ال هغ هيوب) َو َذلِ َك ِأل َ َّن لِلذِّكرِ نُور ًا َال يَ َزالُ يَدفَ ُع ظُلُ َم ِ
الم َت َك ِّد َر ِة بِاألَك َدا ِرَ ،ح َّتى َت َتنَ َّو َر َو َتن َك ِش َف ل َ َها َح َقائ ِ ُق األُ ُمو ِر َعلَى َما ِه َي َعلَيه ِ، ُ
وب. ور ال َّ ِتي َال ُتد َر ُك ِإ َّال بِنُو ِر ال ُقلُ ِ
َو َتظ َه َر ل َ َها األ ُ ُم ُ
الم َغ َّيب ِ ِ ِ ِ ِ
ات َويَ َرى ُص َو َر َول َذا َال يَ َزالُ ال َّذاك ُر يَ َت َرقَّى ِإلَى أَن يَن َكش َف ل َ ُه م َن ُ َ
ات َو َكلِ َمات ِ َها. الم َالئِ َكة َِ ،ويَس َم َع َك َال َم ُهمَ ،ويَف َه َم أَذ َك َار َ
الج َم َاد ِ َ
٢5
رشح احلكم احلدادية
َ ن َ َ َ َ َ َ َ َ ُّ ْ
ِ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ن ُّ َ
78ــ من أرضاك بِما يْضك ِِف دِينِك ــ َكلمداـهن ِة لك وعدم انلص ِح
ْ َْ ن ْ َ َ ْ َْ ن َ َ ن َ َن َ َ َ ن نن َ دا ْ
وب ــ فه َو لك عدوَ ،وإِن َكنت نفسك ت ِميل إ ِ ْيل ِه مِن حيث ري بِالعي ِِ صِ ب واتل
ن ُّ نَ دا َ ْ ن َ َ َ َ َ َ ن َ َ دا َ
ام الَّلِي ِذ المالئ ِِمَ ،وفِي ِه الس ُّم انلدااق ِع.
لطع ِ طبعها وـهواـها ،وـهو َك
٢٦
رشح احلكم احلدادية
المسلِمِ(من أرضاك بما ي هضرك في دينك) ال َّ ِذي ُه َو أَ َعز األُ ُمو ِر ِعن َد ُ
المداهنة لك) ِإ َذا فَ َعل َت ُمن َكر ًا (وعدم النصح) َم َع َك ب َِع َدم ِ بَ َيا ِن َحالِ َك (و) (ك ه
المؤ ِم ِن،
المؤ ِم َن ِمرآ ُة ُ يك لِ َتح َترِ َز َعن َهاَ ،م َع أَ َّن ُ الع هيوب) ال َّ ِتي فِ ََع َدم ِ (التبصير ب ه
َال يُ َدا ِهنُ ُه ِإ َذا أَ َتى ُمن َكر ًا ،بَل يَن َه ُاه َعن ُه َم َع َش َف َق ِته ِ َعلَيه َِ ،ويَن َص ُح ُه بِب َِيا ِن َحالِه ِ
اب َعن ُهَ ،ويب ِّصر ُه ُعيوب ُه لِينَظ َِّف نَفس ُه ِمن أَو َس ِ
اخ َها لِ َي َت َجنَّ َب َع َّما يَن َب ِغي االج ِتنَ ُ
َ َُ ُ ُ َ ُ
قَب َل أَن يُب َتلَى ب َِوبَالِ َها.
(ف ههو لك ع هدو)؛ ِإذ لَو َكا َن ُم ِح َّب َك َألَر َش َد َك ِإلَى َما ُه َو َخي ٌر ل َ َك ِفي
الم َّد َع ِي ُة ل َ َها ال َك َم َال (تم هيل إليه من حي هث ال َّد َاري ِن َولَم يَ ُغ َّش َك( ،وإن كانت نف هسك) ُ
الض َر ِر (كالطعام طب هعها وهواها) فَ ِإ َّن َها ُت ِحب َمن يُ َدا ِهنُ َها َويُر َِيها ال َك َم َال( ،و ههو) ِفي َّ
البالِ ُغ َّ
الش ِدي ُد. الملئم) لل َك ِل (وفيه السم الناق هع) َ
ِ اللذيذ) ال َّ ِذي َتش َتهِيه ِ ( ه
يك الع هيوب) ال َّ ِتي ِف َ (ومن أسخطك بما ينف هعك في دينك مثل التنبيه على ه
ش َمن يَ َّد ِعي لِنَف ِسه ِ ال َّت َطه َر(والنقائص التي هي فيك) َو َمن يَخلُو َعن َها؟! لَو فَ َّت َ
َعن َها ل َ َو َج َد ِمن َها فِ َيها َما َال يُ َعد َو َال يُح َصى( ،ف ههو لك ولي) فَاس َمع َك َال َم ُه،
ِِ
اء (وإن كرهت هه بطبعك) َوا ِإلن َسا ُن َواق َبل نُص َح ُهَ ،و َال ُت َعاده َك َما يَف َعلُ ُه األَغب َِي ُ
المر الذي ي هكو هن في ضمنه ض َمن يَذ ُك ُر ل َ ُه َعي َب ُه( ،ومثله هه كالدواء ه َمط ُبو ٌع َعلَى بُغ ِ
اء).
العافي هة والشف ه
٢1
رشح احلكم احلدادية
ن َ َ َ َ ْ َ َ دا َ ْ َ ْ ن َ ن دا ن َ ن ْ ن َ َ ْ َ
الَ ،وـه َوِ م الك ِن
م ءٍ ْ
َّش 79ــ من أحب أن يذكره انلاس ويثنوا علي ِه ب ِ
ْ َ َن َ َْ َ َ ن َ َ َ َ ْ َ ن ُّ ن َ ْ َ ْ َ ن ْ َ ْ ََْ ْ َْ
خالفه ،وك ِره أن يذموه بِأم ٍر يعلم مِن نف ِس ِه ان ِطواءه علي ِه، يعل نم مِن نف ِس ِه ِ
َ َ ْ َ ْ َ ن ن َ ْ ن َ ْ َ ْ َ ن ُّ ن َ َ ْ َ َ دا َ َ َ ْ
ري يف َرح َوي ِميل إَِل من يمدحهَ ،وينفر َويك َره من يذمه ،فقد حَّت ي ِص
َ ن َ ْ َ َ َ ن ن َ َ دا ْ َ َ َ ن ن
اوته. عظمت ْحاقته وتمت غب
اس و هيثنهوا عليه بشيء من الكمال) ال َّ ِذي َتش َتهِيه ِ
(من أحب أن يذ هكر هه الن ه
ص َيرة ٌ َولَو أَل َقى نَف ُس ُه (و ههو يعل هم من نفسه خلف هه) َوا ِإلن َسا ُن َعلَى نَف ِسه ِ بَ ِ
وه بأمر يعل هم من نفسه انطواء هه عليه ،حتى يصير يفرح َم َعا ِذ َير ُه( ،وكره أن يذهم ه
ب ِفيه ِ ِعن َد ُه( ،وين هفر ويكره من يذهم هه) ويميل إلى من يمد هح هه) بِ َذلِ َك َم َع أَنَّ ُه َكا ِذ ٌ
َح َّتى َكأَنَّ ُه أَع َدى أَع َدائِه ِ( ،فقد عظهمت حماق هت هه) َحي ُث يَت ُر ُك يَ ِقينَ ُه لِ َك ِذ ٍب أَو
َخ َيا ِل َغيرِهَِ ،و ِمثلُ ُه َمن يَ َرى نَف َس ُه َغ ِن ّي ًا ِإ َذا قِ َيل ل َ ُهِ :عن َد َك أُل ُ ٌ
وف ُمأَل َّ َفةٌَ ،م َع أَنَّ ُه َما
ِعن َد ُه َشيءٌ( ،وتمت غباو هت هه) َحي ُث يَك َر ُه َمن يَن َص ُح ُه َويُرِي ُد ِإص َال َح ُهَ ،و َه َذا
َحالُ أَغلَبِنَا.
٢1
رشح احلكم احلدادية
َ ْ َ َ ن َ ََ ن َ ْ َ ن َ َ ٌَ َ ٌَ َْ
ارفِ ع المو ات اد قِ تاالعو ، ب
ِ لالق ضِ ر اإليمان شجرة ثابِتة ِِف أ 81ــ ِ
َْ َ ن َ ْ ن َن ْ َ دا َ َ ن ن ن َ دا ن َ ْ َ
وق ِتل ِلك الشج َرة َِ ،واألخالق المحمودة ِ
الع ن
ر و ول
ِ ص األ ة
ِ ْنل
اإليمان ِية بِم ِ
ِ
ََ نن ِ َ ن ن َ َ ْ َ ن دا َ ن َ ْ َ
ون لها.
وع والغص ِ ْنل ِة الفر
احلة بِم ِ واألعمال الص ِ
ْ دا َ َْ ن ن َ الم ْو َ َ َ ْ ن ْ َ ن َ َ َ ن َ
ت َو ُيصل ب ِ َوا ِسطت ِ ِه مِن ِشدة ِ ت وما يع ِرض عِنده مِن ال ِف ِ ِ ومِثال
ن َ ْ َ دا ِّ َ َ دا َ ََ َْ َْ َ ِّ دا َ َ َ دا ْ
يح المزع ِزع ِة ال ِِت األل ِمَ :كلسي ِل الق ِوي اَّلِي ُي ِري لَع أص ِل الشجرة ِ ،أ ِو الر ِ
ن َ ِّ ن ن ن َ َ َ َ ن َ َ ً َ َ ً
َترك فروعها وت ِميل بِها ي ِمينا و ِشماال.
٢٢
رشح احلكم احلدادية
(من هسوء الخاتمة)َ ،واألَم ُر بِال َخ َواتِيمِ( ،وزيغ القلب) ال َّ ِذي يَعلَ ُم ُه األ َ َصا ِغ ُر،
ات َعلَى َما يُ ِحبِإلَى َحا ٍل( ،عند الموت) نَسأَلُ اللَّ َه الثَّ َب َ يَ َت َقلَّ ُب ِمن َحا ٍل
َويَر َضى ِعن َد ُه.
الس َع َاد ُة ِفي األ َ َز ِل َال َت َت َقلَّ ُع ثُ َّم َم َد ُار ال َخات ِ َمة ِ َعلَى َّ
الساب ِ َقة ِ ،فَ َمن َس َب َقت ل َ ُه َّ
الش َق َاو ُة ِفيه ِ يمانِه ِ بِال َّد َوا ِهي النَّا ِزلَة ِ ِعن َد ُحلُو ِل األ َ َج ِلَ ،و َمن َس َب َقت ل َ ُه َّ َش َج َر ُة ِإ َ
َتن َقلِ ُع ب َِما يَط َرأُ َعلَيه ِ.
ض ( هثم إن القوادح) ِفي ال ِّدي ِن (والعوارض) ُ ِ
الموهنَ َة ل َ ُه (التي تعر ه
البا ِط ِل َح ّق ًا ِ ِ ِ ِ ل ه هصولها) ال َّ ِتي ِهي َ ِ
الع َقائ ُد (من البدع) في االعت َق َادات َو ُه َو اعت َق ُاد َ َ
ِ
الح َّقة ِ( ،والضطراب في أمر اآلخرة، لِ ُشب َهةٍ( ،والش هكوك) الطَّا ِر َئة ِ في األُ ُمو ِر َ
وج َبة ِ لِ َو َه ِن َها ض في أ ه هصول الشجرة من اآلفات) ُ
الم ِ يجري مجرى ما يعر ه
ات ال َّطا ِر َئة ِ َعلَى فُ ُرو ِع َها( ،والخلق َو ُس ُقو ِط َهاَ ،و ِهي أَ َشد َض َرر ًا ِم َن اآلفَ ِ
َ
الع َد َاو ِة َوال َّت َكبرِ.
الح َس ِد َوال ِحق ِد َو َ
المذ همومة) َك َ
الرش َو ِة (تجري منها مجرى ما الربَا َو ِّ
(والمعاصي) َكال ِّزنَا َو ُشر ِب ال َخمرِ َو ِّ
المو ِهنَة ِ ل َ َها( ،فل جرم أن كان يق هع ل هف هروع الشجرة وأغصانها من العوارض) ُ
الذي يقد هح في الصل و هيوهنه هه أضر على الشجرة كثير ًا من الذي يق هع على
وج ُب ِإت َالفَ َها ُكل َّها، ال هف هروع) َو ِإن َكا َن ال ُكل ُم ِض ّر ًا ل َ َها؛ ِأل َ َّن َما يُو ِه ُن أَصلَ َها يُ ِ
وج ُب ِإت َال َف زِينَ ِت َها.
وع َها يُ َِو َما يُو ِه ُن فُ ُر َ
الع ِقي َد ِة (والشك في اليوم اآلخر ،وكان) (ولهذا عظهم أم هر البدعة) ِفي َ
وج ُب ان ِق َال َع
المحرمات) فَ ِإنَّ ُه يُ ِ
ور (على صاحبه أضر من المعاصي و ه
المذ ُك ُ
َ
٤4٤
رشح احلكم احلدادية
َاع َها أَهلَ َكت ُه( ،واعتب هروا بمن مضى من قبل هكم من الزاهدين في) فَ ِإ َّن َمن أَط َ
المتمتعين بي) ين َع َرفُوا ِخ َّس ِتي َواس َتن َك ُفوا ِمن أَن يَل َت ِف ُتوا ِإلَى ِمثلِي( ،و ه ال َّ ِذ َ
ين َرأَوا ظَا ِهرِي َو َع َموا َعن بَا ِط ِني ،فَ َت َهال َ ُكوا َعلَى ال َّت َمت ِع بِيَ ،و َرأَوا أَ َّن َذلِ َك ال َّ ِذ َ
البغ َي ُة ال ُكب َرى. ِ
ه َي ُ
ف َال ف َو َشر ٍِفي ِعز َو َع َفا ٍ اش الز َّه ُاد
َ (وانظ ههروا في سيرهم) َحي ُث َع َ
ُذل َو َتلَط ٍخ بِأَك َدارِي ُمب َتلِ َ
ين اش كِ َالبِي ِفي يَ ُزولُ َ ،و َت َطه ٍر َع ِن األَو َسا ِخَ ،و َع َ
بِ َد َوا ِه َّي ،أُب ِكي َمن أُفَا ِرقُ ُه َوأُنَ ِّج ُس َمن أُ َعانِ ُق ُه.
ٍ ِ
(وكيف ذه هبوا وانقل هبوا إلى اآلخرة) فَ َه ُؤ َالء الز َّه ُاد ان َقلَ ُبوا بِ ِت َج َارة لَن َت ُب َ
ور
الرا ِغ ُبو َن ِف َّي ان َقلَ ُبوا بِ َخ َس َار ٍة َونَ َد َامةٍ َو َحس َر ٍة ،تِل َك ِ
َو ِعز َال يَفنَىَ ،و َه ُؤ َالء َّ
وت ُةَ ،ت َر ُكوا َما َج َم ُعوا لِ َغيرِ ِهمَ ،ك َما المم ُق َ وض ُةَ ،و َه ِذهِ قُ ُص ُ
ور ُهم َ المب ُغ َ ور ُهم َ قُ ُب ُ
قَ َال( :الزاه هدون من ههم) ُم َتلَبِّ ُسو َن (بنعيم ل ينقضي) أَبَ َد اآلبَادِ( ،وأه هل
صر الحرص) بِي (بحسرة ل تنقط هع) َسر َمد ًا ،ل َ ِكن َال يَس َم ُع نِ َد َاء َها إِ َّال َمن لَم يَ ِ
صم. الشي ِء يُع ِمي َويُ ِ
أَع َمى َوأَ َص َّم ب ُِحبِّ َها ِأل َ َّن ُح َّب َّ
٤41
رشح احلكم احلدادية
٤4١
رشح احلكم احلدادية
َ ِّ َ َ َ َ َ َ ن َ ِّ َ َ َ َ َ ْ
الوج ِه. بِاحلظ والهوى ،ولَع المسم ِع لَع ـهذا
المستمع) ال َّ ِذي يَس َت ِم ُع (بالحظ) النَّف َسانِ ِّي (والهوى) (و ههو فتنة على ه
المسمع) ال َقو ِل ال َّ ِذي يُس َم ُع (على هذا الوجه) أَي ب َ
ِالح ِّظ الشيطَانِ ِّي (وعلى ه َّ
الحظ النَّف َسانِي المس ِم ِع َ ِ
ين في أَز ِمنَ ِتنَا َه ِذهِ ُه َو َ ين َو ُ السا ِم ِع َ
يب َّ ص ُ اله َوىَ ،ونَ ِ
َو َ
الشيطَانِيَ ،وقَ َّل َمن يَس َم ُع َويُس ِم ُع لِلَّه ِ َو ِم َن اللَّه ِ َت َعالَى ،أَي َشي ٍء أَد َخ َل اله َوى َّ
َو َ
الس َفلَة ِ ِفي األَس َما ِع ِم َن ال ِفتنَة ِ َوالبِد َعة ِ؟!.
الشي َطا َن َعلَى َّ
َّ
ْ َْ ْ َ َ َ َ ن ن َ ن دا ْ ْ َ
خ َرة ِ مِن أم َري ِن: ِ اآل ات
ِ اد عس َل إ
ِ ِ ول ص الو ِف
84ــ البد ل ِِإلن ِ ِ
ان س
دا َْ َنَ َْ َ َ َ َ ن َ دا ْ ن َ َ ن نَ
ث اَّلِي
ْنل ِة الغي ِ الهداية واتلوفِيق مِن اهللِ ،وـهو بِم ِ * أحدـهماِ :
ن ن َْ َ
ي ِصيب األرض.
ام ِةَ ،و نـه َو ب َم ْْنلَ ِة َ ْ
ْ َ َ ََ َْ دا ْ َ
* َواثلدا ِاِن :الس ن
ث
احلر ِ ِ ِ ق ِ ت االس اج
ِ هِنم لَع ِ هلل ا َل ْع إ ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )٤هو اإلنشاد الديني الذي يدور حول حب اهلل وحب رسوله .2
٤45
رشح احلكم احلدادية
٤41
رشح احلكم احلدادية
ْ َ ن َ ن ن َ َ ن دا َ ن َ دا ن َ َ ن َ ْ َ ن َ ن َ َ
رية َواألق ِمشة اإلنسان يكون معه اَّلـهب وال ِفضة الكث ِ مِثال ذل ِكِ :
َ َ دا ن َ َ ن دا َ َْ نْ َْ نْ َ َ ن ن ن َ
الملِيحة َوـه َو مساف ٌِر ِِف خب ٍت ُم ِو ٍف أ ْو ِب ٍر مغ ِر ٍق ،فالمال اَّلِي يت َوصل ب ِ ِه
َ ََ ن َ ْ َ ُّ َ ْ ن ن َ َ َ ْ َ َ دا َ َ َ ن َ دا ن َ ن ْ َ ُّ َ
الّش ِف معهَ ،ولكِنه ال يعتد ب ِ ِه َويشتد خوفه لَع فوت ِ ِه َوال َياف إَِل ال ِغَن و
ََْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ن َ ْ ٌ ن دا دا ن َ َ ُّ ن ن ن َ
اَل َِ ،وينت ِِف ال بِم ِ ِ الم ا ذـه ب
ِ ح
ِ ا ص من ليس معه َشء ثم إِنه ال يتِم ِسور
دا َ َ َ َ ْ ن َ ْ ن َ دا َ َ ْ َ َ َ َ دا
عنه اخلوف حَّت ي ِصل ابلَند َر َويتيق َن السالمة.
َ ن َ َ ْ َ ن َ ْ َ ُّ ْ َ َ َ ْ ن ن ْ ن َ َ ن ن ْ ن َ
خرة ِِه بندر األم ِن ،وادلنيا ِِه ابلحر المغ ِرق واخلبت المخ ِوف، فاآل ِ
ْ َ ن َ ُّ ن ن َ َ ْ َ ن دا َ ن ن َ َ ن َ َ َ ن الم َساف نِر نـه َ
َ ن
ارف ِ ع الم ِه ِ ه ع م ون ك ت ِت ِ ال ة ش م
ِ ق األ و ود ق انلو ، ان س ن اإل
ِ و و
َ َ دا َ َ َ َْ ن
َ دا ن َ ْ َ ن دا َ ن َ ن ن دا َ ْ َ َ
ور ال ِِت َيَش مِنها ِِف ـهذا السف ِر لَع احلة ،واألم اإليمان ِية واألعمال الص ِ ِ
َ
َ َ ْ َ ْ َْ ن دا ن َ ن َ ن دا َ َ ُّ ْ َ َ َ
ال
ان واألعم ِ ِه الشكوك واآلفات ال ِِت تع ِرض ل ِِإليم ِ الّشيف ِة ِ
ِ ـه ِذه ِ األمتِع ِة
دا َ َ ن ْ ن َ َ ْ َ ن َ َ َ َ
احل ِة فتف ِسدـها .نسأل اهلل العافِية. الص ِ
المؤمن) قَ َال ( :الخو هف) ِم َن اللَّه ِ َت َعالَى (ل ينتفي ،ول يذه هب عن ه
ور َعلَى ال َخ َواتِيمِ، ال َّ ِذي َآم َن بِأَ َّن َربَّ ُه ُسلطَا ٌن يَف َع ُل َما يُرِي ُد َو َال يُ َبالِيَ ،وأَ َّن األ ُ ُم َ
الس َوابِ ِقَ ،و ِه َي َمج ُهولَةٌ ِعن َد ال َخ َالئ ِ ِق( ،وإن كان قوي اإليمان) َو ِه َي َعلَى َّ
اس َخ ال ِعرفَا ِن( ،صالح العمل ،بل هكلما كان اإليما هن ثَاب َِت ال َق َدم ِ ِفي ا ِإلي َقا ِنَ ،ر ِ
٤٤4
رشح احلكم احلدادية
المؤ ِم ُن َال يَ َزالُ يَز َد ُاد َخوفُ ُه َم َع ازدِيَادِ َخيرِهِ َح َّتى يَ َت َع َّدى َع َق َب َة
َك َذلِ َك ُ
المغر هق والخب هت ِالس َال َمة ِ (فاآلخر هة هي بند هر المن ،والدنيا هي البح هر ه ت ب َّ المو ِ
َ
ود والقمش هة التي ت هكو هن مع هه هي
المساف هر ههو اإلنسا هن ،والن هق هالمخو هف ،و ه ه
ور التي يخشى منها في هذا السفر المعار هف اإليماني هة والعم هال الصالح هة ،وال ه هم ه
ض لليمان والعمال
ات التي تعر ه
على هذه المتعة الشريفة هي الش هكو هك واآلف ه
الصالحة ف هتفس هدها .نسأ هل الله العافية).
ادل ْن َيا َش ْيئا ً فَ َشيْئا ًَ ،ح داَّت َال َي ْب ََق م ِْن َها َ ْ
َش ٌء. 87ــ تَ ْذ َـه نب ُّ
قَ َال َ ونَ َف َع بِه ِ( :تذه هب الدنيا) ال َّ ِتي ُخلِ َقت لِل َفنَ ِاء (شيئ ًا فشيئ ًا)
الشم َعة ِ أُوقِ َدت فَتِيلَ ُت َهاَ ،تذ َه ُب َشيئ ًا فَ َشيئ ًا (حتى ل يبقى منها شيء) ،فَ ُخذُوا
َك َّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المتسع من األرض.
ُ ( )٤ال َخب ُت:
البن َد ُر :الموضع الذي ترفأ فيه السفن ،وهو ساحل كل نهر.
(َ )٩
٤٤٤
رشح احلكم احلدادية
َ ِّ ْ ن ٌ َ َ َ َ ٌ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ََ ن َ ْ
يح
اإلخال ِص والصد ِق نور وبركة وإِن َكن غري ف ِص ٍ 88ـ لَكم أـه ِل ِ
ً َ َ َ ن َ ْ ِّ َ َ دا َ ُّ ن َ ٌ َ َ ْ َ ٌ َ ْ َ َ َ
ْ
وَكم أـه ِل الرياءِ واتلُك ِف ظلمة ووحشة وإِن َكن ف ِصيحا.
(كل هم أهل اإلخلص) لِلَّه ِ (والصدق) َم َع اللَّه ِ َت َعالَى (نهور) يُنَ ِّو ُر ال ُقلُ َ
وب
الملُو ِك (وإن كان غير ك ُ المظلِ َم َة( ،وبركة) يَن َت ِف ُع بِه ِ أَه ُل السلُو ِك ِإلَى َملِ ِ ُ
الم َبال َ َغ ُة ِفي ال َف َص َ
احة ِ. فصيح) َولَي َس ِمن َشأنِهِم ُ
(وكل هم أهل الرياء والتكلف ظهلمة ووحشة) َتن ُف ُر َعن ُه الط َِّبا ُع (وإن كان
احبِه ِ ،فَانظُر ِإلَى َك َالم ِ األَنب َِي ِاء
فصيح ًا) ِإذ ُكل َك َالمٍ يخر ُج َو َعلَيه ِ ُكسو ُة قَل ِب َص ِ
َ َ ُ
البلَ َغ ِاء َوالش َع َر ِاء. ِ ِ
الس َال ُم َواألَوليَاءَ ،وإِلَى َك َالم ِ ُ
َعلَيه ُِم َّ
َ َ َ َ ن ن َ ِّ َ َ ن
لم َؤ ِّدب َ َ ْ َْ َ ن ْ َن َ َ ٌ َ ْ
ي ِ او ي م
ِ لعالم ب عت ال ط ه
ِ ي د
ِ ه 89ــ من لم تكن َل ب ِصرية ت
فِي ِه.
ور قَلبِي( ،تهديه) ِإلَى َما يُر َش ُد ِإلَيه ِ( ،طال (من لم ت هكن ل هه بصيرة) نُ ٌ
المؤدبين فيه)؛ ِإذ لِ َغ َب َاوتِه ِ قَلَّ َما يَس َتر ِش ُد بِ ِإر َشادِ ِهم َويَن َت ِف ُع المعلمين و ه تع هب ه
ب َِتعلِي ِمهِم َو َتأدِي ِبهِم.
٤٤٩
رشح احلكم احلدادية
َْ ْ َ َ ن ن ُّ ِّ ْ َ َ ْ َ َ دا َ َ َ َ ِّ َ ْ
اهلل بِاَّلل ل ِلباط ِِل َوأـهلِ ِه، احلق َوأـهلِ ِه ابتاله 91ــ من تكِب لَع
ََن نن ََََْ َ َن ََ ََ ْ َ ن َ َْ ْ َ َ َ ن ََ َ ن ن ََ
ان.
ِ توبث م و ان
ِ تبق نم ه وتف تو ، ان
ان وعقوب ِ
ت فيجت ِمع علي ِه عِند ذل ِك م ِصيبت ِ
احد ًا ،بَل أَش َر َك َم َع ُه َغي َر ُه ،أَو لَم (من تكبر على الحق) بِأَن لَم يع َت ِقد ُه َو ِ
َ
يَم َت ِثل َما أَ َم َر بِه ِ َولَم يَت ُرك َما نَ َه ُاه َعن ُه( ،وأهله) ِم َن األَنب َِي ِاء َعلَيه ُِم َّ
الس َال ُم
العلَ َم ِاء َواألَولِ َي ِاء بِأَن لَم يُذ ِعن ل َ ُهم( ،ابتل هه الل هه بالذل للباطل َو ُخلَ َفا َئ ُهم ِم َن ُ
وأهله)؛ أَ َال َت َرى ِإلَى َم ِن اس َتن َك َف ِمن أَن يُ َو ِّح َد َخالِ َق ُه َويَ ُكو َن َعب َد ُهَ ،ج َعلَ ُه َعب َد
لش ِّر َو َعب َد نَف ِسه ِالشيطَا ِنَ ،و َمن َع َص ُاه َج َعلَ ُه ُمن َقاد ًا لِ ََّعبِي ِدهِ َو َذلِ ًيال لِ ُر ُسوم ِ ال ُكفرِ َو َّ
الشيطَا ِن. َو َّ
ص َيب ُةصيب ُة ال َّت َكب ِر َعلَى اللَّه ِ َت َعالَىَ ،و ُم ِِ
(فيجتم هع عليه عند ذلك همصيبتان) ُم َ
الذلِّ لِل َبا ِط ِل َوأَهلِه ِ( ،و هع هقوبتان) ُع ُقوبَ ُة الذلِّ ِعن َد َ
الح ِّق َوأَهلِه َِ ،و ُع ُقوبَ ُة الذلِّ
لِل َبا ِط ِل َوأَهلِه ِ( ،وت هفو هت هه منقبتان) َمن َق َب ُة ال َّت َو ُ
اض ِع لِلَّه ِ َوأَهلِه َِ ،و َمن َق َب ُة ال َّت َكبرِ َعلَى
ِالج َز ِاءَ ،واللَّ ُه
اآلخ َر ِة ب َالباطِ ِل َوأَهلِه ِ( ،وم هثوبتان) مثُوب ُة الدنيا بِالثَّنَ ِاءَ ،ومثُوب ُة ِ
َ َ َ َ َ َ
أَعلَ ُم.
نَ ن َ َ َ َ َ َ َ دا ن َ َ ن ْ ن َ َ َ دا ن
اتَ ،والمناف ِق
ات ،وال يتجوز ِِف ال ِعباد ِ 91ــ المؤمِن يتجوز ِِف العاد ِ
َ َ َ َ َ َ َ دا ن َ َ َ َ َ دا ن
ات.
ات ،وال يتجوز ِِف العاد ِ يتجوز ِِف ال ِعباد ِ
ص ُر (في العادات) النَّف َسان ِ َّية ِ، المؤم هن) ال َّ ِذي َهم ُه ِ
اآلخ َر ُة (يتجو هز) يَخ َت ِ ( ه
ور ِة( ،ول يتجو هز في العبادات) َو َال يَش َب ُع ِمن َها َما َد َام الض ُر َ َويَك َت ِفي ِمن َها قَد َر َّ
وح ُه ِفي َج َس ِدهِ لِ ِعل ِمه ِ بِ َف َوائِ ِد َها.
ُر ُ
٤٤1
رشح احلكم احلدادية
يمانِه ِ
(وال همناف هق) ال َّ ِذي َهم ُه الدن َيا (يتجو هز في العبادات) لِ ِثقلِ َها لِ َع َدم ِ ِإ َ
بِ َف َوائِ ِد َها( ،ول يتجو هز في العادات) لِ َزع ِمه ِ أَنَّ َها ِه َي َجنَّ ُت ُه َول َ َّذ ُت ُه.
ََ َ ن
الك َ َ ْ َ ْ َ دا ْ َ ْ َ ن ن ِّ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ
ِب.
ِ ا ي ال ابل ِف
ِ ا ه 92ــ من لم يت ِهم نفسه ِِف ُك ِور ٍد وصد ٍر وقع مِن
وء (في هكل ورد وصدر) أَيِ :في ُك ِّل َما (من لم يتهم نفسه) األَمار َة بِالس ِ
َّ َ ه
َتأتِي َو َت َذ ُر (وقع منها في البليا ال هكبر) فَ َين َب ِغي لِإلِن َسا ِن أَن يَ َّته َِم َها ِفي ُك ِّل
أَح َوالِ َها َو َال يُ َح ِّس َن َمآل َ َها َكي يَن ُج َو ِمن َوبَالِ َها.
َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ دا َ ْ َ َ
94ــ ال ِعل نم عليك حَّت تعمل ب ِ ِه ،فإِذا ع ِملت ب ِ ِه َكن ال ِعل نم لك.
(العل هم عليك حتى تعمل به) لِلَّه ِ َت َعالَى( ،فإذا عملت به كان العل هم) نَ ِافع ًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفساد.
ُ ( )٤ال َّد َغ ُل:
٤٤١
رشح احلكم احلدادية
الس َماءُ (ول أقلت) َرفَ َعت (الغبر هاء) أَي: (ما أظلت الخضر هاء) أَيَّ :
العالِ ُم ال َّ ِذي ض (أشد حماق ًة ممن يعل هم هحسن شيء و ههو ل هه تارك) َو ُه َو َ األَر ُ
يَعلَ ُم ُحس َن َما يُ َق ِّر ُب ِإلَى اللَّه ِ ثُ َّم يَت ُر ُك ُه( ،ويعل هم قهبح شيء و ههو ل هه فاعل) َو ُه َو
وج ُب َغ َض َب اللَّه ِ َو ِحر َما َن ثَ َوابِه ِ َواالب ِت َال َء بِ ِع َقابِه ِ ثُ َّم العالِ ُم ال َّ ِذي يَعلَ ُم قُب َح َما يُ ِ
َ
يَف َعلُ ُهَ ،و َه َذا َحالُ أَك َثرِنَا ،نَسأَلُ اللَّ َه َ
العف َو َوال ُغف َرا َن.
َ ِّ ن ْ َ ْ َ ِّ ن ن ْ
96ــ دب ْر ث دام افعل ،فك ْر ث دام قل.
(دبر) األَم َر ال َّ ِذي ُترِي ُد ِفعلَ ُه َو َال َتعر ُِف َعاقِ َب َت ُه ( ،هثم افعل) ِإن ظ ََه َر ل َ َك
ُرش ُد ُهَ ،و َمن فَ َع َل أَمر ًا ُمب َهم ًا ِمن َغيرِ َتدبِي ٍر َك ِثير ًا َما يَ َق ُع ِفي النَّ َدم ِ.
(فكر) ِفي ال َقو ِل ال َّ ِذي ُترِي ُد ال َّت َكل َم بِه ِ َو َال َتعلَ ُم ُرش َد ُه ِمن َغيِّه ِ ( ،هثم قهل)
ِإن بَا َن ل َ َك ُرش ُد ُهَ .و َكم ِمن ِإن َسا ٍن َت َف َّو َه ِمن َغيرِ َت َفك ٍر َر َج َع قَول ُ ُه َوبَ ًاال َعلَيه ِ.
٤٤5
رشح احلكم احلدادية
(كفى أهل اآلخرة شرف ًا) ِفي الدنيَا (أن هكل أحد) ِمن أَه ِل ا ِإلس َالم ِ
( هيحب أن هينسب إليهم) لِيَ َت َش َّر َف ب َِش َر ِفهِم (وإن لم ي هكن من ههم) َح ِقي َق ًة( ،وكفى
وها أَك َب َر َه ِّمهِم َو َمبلَ َغ ُعلُو ِمهِم (ضع ًة) ُذ ًّال َو َه َوان ًا (أن أهل الدنيا) ال َّ ِذ َ
ين َج َعلُ َ
هكل أحد هيكر هه أن هيذكر في هجملتهم ،وإن كان من أكابرهم).
ْ َ ْ َ َ َ َ َ دا َ َ ْ َ ْ َ َ ََ َ ْ َ ْ
ِب الكبائ ِِر ابلاطِن ِة والظاـهِرة ِ أن تلت ِمس مِن أصحابِك
98ــ مِن أك ِ
َ ُّ ْ َ ن ْ َ ْ َ ن َ ْ َ
خ َرة.
ادلنيا َوـهم يلت ِمسون مِنك اآل ِ
(من أكبر الكبائر الباطنة والظاهرة) يَا أَي َها ال ِمس ِكي ِن (أن تلتمس) قَ ًاال
َو َح ًاال (من أصحابك) ال َّ ِذ َ
ين يَج َت ِم ُعو َن ِإلَي َك لِ َين َت ِف ُعوا ب َِك (الدنيا) َ
المل ُعونَ َة
يب ال ُكفَّا ِر (و ههم يلتم هسون منك اآلخرة) َو َه َذا َشأ ُن أَك َثرِنَا ،نَسأَلُ ص ُال َّ ِتي ِهي نَ ِ
َ
اللَّ َه َ
العف َو.
٤٤٦
رشح احلكم احلدادية
َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ً َ َ ِّ ْ َ دا ن ن ن َ َ ْ َ ن َ َ َ َ
ري عليك بِمخالف ِة ما 111ــ إِذا أردت أن تست ِشري إِنسانا فقدر أنه ي ِش
ن ُّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ن دا َ َ ْ
اَلَ ،وإِال فدع. َتِب ،فإِن رأيت امتِث
(إذا أردت أن تستشير إنسان ًا) ِفي َشي ٍء أَ َه َّم َك (فقدر) ِفي َعقلِ َك (أن هه
يما يُ ِش ُير َعلَي َك ِ ِ
هيش هير عليك ب همخالفة ما هتحب ،فإن رأيت) في نَف ِس َك (امتثال هه) ف َ
الخب َر ِة َو َ
العق ِل َو ِإن َكا َن ُم َخالِف ًا لِ َما ُت ِحب فَ َشاوِر ُه ِأل َ َّن ُ
الم َش َاو َر َة َم َع أَه ِل ِ
وب( ،وإل) َو ِإن لَم َتأ ُخذ ب َِرأيِه ِ ِإن أَ َش َار َعلَي َك َما يُ َخالِ ُف َه َوا َك (فدع) َمطلُ ٌ
ُم َش َاو َر َت ُه ِإذ َال فَائِ َد َة ِف َيها.
َ ْ َ َ َ ََ َ َ ْ َ َ ََ َ
112ــ من سلك ملكَ ،ومن حاد ـهلك.
الضيرِ (ملك) َما َت َقر بِه ِ َعينُ ُه (من سلك) ُس ُب َل ال َخيرِ َجانِب ًا َعن ط ُُر ِق َّ
الر َدى (هلك) َمح ُفوظ ًا َع َّما يَ ُضر ُه( ،ومن حاد) َم َال ِمن ط ُُر ِق ُ
اله َدى ِإلَى ُس ُب ِل َّ
ِفي ُح َفرِ ال ِغ َوايَة ِ َمح ُروم ًا َعن نَ َجا ِة ال ِه َدايَة ِ.
٤٤1
رشح احلكم احلدادية
َ َ َ ْ َ َ ن َ َ ن َ
111ــ من ح ِفظ الفؤاد ،ح ِفظ م َِن الفسا ِد.
(من حفظ ال هفؤاد) َع َّما َال يَن َب ِغي ( هحفظ من الفساد) فِي أَمرِهِ ُكلِّه ِ.
َ ْ َ َ ََ َ َ َ ََ َ
ارح ،أمِن اجلوائ ِح.
114ــ من ح ِفظ اجلو ِ
(من حفظ الجوارح) َع َّما َال يَنب ِغي (أمن الجوائح) اآلفَ ِ
ات. َ
َ َ َ ن َ ْ َ َ ن َ َن َ ن ََ َ َ ْ َ ن َ ْ َ َ ن َ
ون ََلن 115ــ َكد العاق ِل أن ال يكون َل عدو ،وَكد األْحق أن ال يك
َ ٌ
ص ِديق.
س ِإل َيه ِ لِ َك َما ِل ِحل ِمه ِ َو َعف ِوهِ َو َك َر ِمه ِ(كاد العاق هل) ال َّ ِذي يَجلِ ُب أَف ِئ َد َة النَّا ِ
َو َت َس ُام ِحه ِ َو َت َحف ِظه ِ ِفي أَمرِهَِ ،و َع َدم ِ َت َعر ِضه ِ لِ َما َال يَن َب ِغي (أن ل ي هكون ل هه ع هدو)
الع َق َال ِء
ض ُ ِ
الح َم َقاء يُ َع ُادو َن بَع َ
ض ُ ِ
ِإذ قَ َّل َمن يُ َعادي َح َّتى يُ َع َادىَ ،و ِإن َكا َن بَع ُ
س ب ُِحم ِقه ِ (أن وب النَّا ِلِ ُحم ِقهِم َال لِ َس َب ٍب ِمن ُهم( .وكاد الحم هق) ال َّ ِذي يَج َر ُح قُلُ َ
ِ ل ي هكون ل هه صديق) ،فَ َ ِ
ب بِه ِ. ِيح ِمن َت َع ِب األَع َداءَ ،واألَح َم ُق ُم َع َّذ ٌ العاق ُل ُمس َتر ٌ
٤٤1
رشح احلكم احلدادية
٤٤٢
فهرس اآليات القرآنية
٤٩٤
فهرس اآليات القرآنية
٤٩٩
فهرس األحاديث انلبوية
> ِإ َّن الدن َيا أَه َو ُن ِعن َد اهلل ِ ِمن ِسخلَةٍ َميِّ َتةٍ< 1٤ ..........................
> َت ِع َس َعب ُد ال ِّدر َهمِ َوال ِّدينَا ِر< ٦4 ...................................
>الدن َيا َمل ُعونَةٌ َمل ُعو ٌن َما فِ َيهاِ ،إ َّال ِذك ُر اهلل ِ َو َما َو َاال ُه< 54 .................
> َمن أَ َح َّب قَو ًما ُح ِش َر َم َع ُهم< ٦5 ...................................
> ُم َعل ُِّم ال ِعلمِ َغي َر أَهلِه ِ َك ُم َقلِّ ِد ال َخنَازِيرِ الد َّر<٦٩ ........................
وش ُك أَن يَ َق َع فِيه ِ< 5٦ ........................
> َمن َر َعى َحو َل ال ِح َمى يُ ِ
وش ُك أَن يُ َواقِ َع ُه<11 .......................... > َمن َر َت َع َحو َل ال ِح َمى يُ ِ
ِين ِف َّي<1٢ ................................. > َو َج َبت َم َح َّب ِتي لِل ُم َت َزا ِور َ
٤٩1
فهرس أطراف احلكم
الح ِّق الَ يَخلُو أَ َح ٌد ِمن ُهم أَن يَ ُكو َن ِفي إِح َدى ال َّدائِ َر َتي ِن ١٩ ....
٤ــ ال َخل ُق َم َع َ
٩ــ َما َت َر َك ِم َن ال َك َما ِل َشي ًئا َمن أَقَ َام نَف َس ُه ِمن َربِّه ِ َم َق َام َعب ِدهِ ِمن نَف ِسه ِ١١ ... .
1ــ النَّائِ ُم يُوقَ ُظَ ،وال َغ ِاف ُل يُ َذك َُّرَ ،و َمن لَم يُج ِد فِيه ِ ال َّتذ ِك ُير َوالَ ال َّتنب ُِيه فَ ُه َو
َميِّ ٌت١١ .................................................... .
المو ِع َظ ُة َمن أَق َب َل َعلَي َها ب َقل ِبه ِ١5 ........................ ١ــ ِإنَّ َما َتن َف ُع َ
ين ب َِس َخ ِط َر ِّب المخلُوقِ َ ين َمن يُر ِضي َ المؤ ِم ِن َ
5ــ َكي َف يَ ُكو ُن ِم َن ُ
ين؟! ١5 ................................................ العال َ ِم َ
َ
الع َاد ُة ِإ َذا َر َس َخت نَ َس َخت١٦ ..................................
٦ــ َ
وم َم َع ال ُكل َفة ِ أُل َفةٌ١٦ ....................................
1ــ الَ َت ُد ُ
الما ِل ،لَم يُ َح ِّصل ل َ ُه ال ِغنَى َك ِث ُير ُه١1 ........
1ــ َمن لَم يَدفَع َعن ُه ال َفق َر قَلِ ُيل َ
٢ــ ُمنَا ِز ُع األَق َدا ِرَ :م ِن اس َتق َب َح ِمن أَ ِخيه ِ َما الَ يَد ُخ ُل َتح َت االخ ِت َيا ِر ١1 .....
ِ
الر َضى بِال َق َضاء يَن َت ِفي َم َع ُه االع ِت َر ُ
اض َعلَى اللَّه ١٢ ................. ٤4ــ ِّ
ص ُل ب َِها ِإلَى ِفع ِل َخي ٍر١٢ ...............
ود ُةِ :هي ال َّ ِتي يَ ِ
َ ٤٤ــ الدن َيا ال َمح ُم َ
س َمن يَك َت ِفي بِا ِإل َش َار ِة َع ِن ال َّتعيِي ِن 5٤ ....................
٤٩ــ ِم َن النَّا ِ
٤٩5
فهرس أطراف احلكم
٤1ــ ِإن ِشئ َت أَن َت ُكو َن ُح ّر ًا فَات ُرك ُك َّل أَم ٍر ِإن لَم َتت ُرك ُه اختِ َيار ًا َت َرك َت ُه
اض ِط َرار ًا 51 ..................................................
الشي ِء بِ ِمث ِل ِض ِّدهِ 51 ............................
٤١ــ َما ُعر َِف قَد ُر َّ
٤5ــ َمن َش َغلَ ُه َحق َربِّه ِ َعن ُح ُقو ِق نَف ِسه ِ َو ُح ُقو ِق ِإخ َوانِه ِ فَ ُه َو َعب ُد
الحض َر ِة51 ................................................... َ
صيلِ َها َعلَى َوه ٍم 55 ............. ٤٦ــ َع َج ًبا لِ َمن يَطلُ ُب الدن َيا َو ُه َو ِمن َتح ِ
٤1ــ َمن َت َع َّو َد ال َغ َرائِ َم ِح َيل بَينَ ُه َوبَي َن ال َغنَائِمِ55 ..................... .
ول :أُ ِج ُيب َها 5٦ ...... ٤1ــ ِإ َذا َد َعت َك نَف ُس َك ِإل َى َشه َو ٍة َو َش َغلَت َك ،فَ ِإيَّا َك أَن َت ُق َ
ِ
الح ِّق 51 .......... العب ُد َح ِقي َق َة ا ِإل َ
يما ِن َح َّتى يَ ِج َد في ُم َع َاملَة ِ َ ٤٢ــ الَ يَبلُ ُغ َ
الس ِّر أَقَل ِم َن ال َم ُؤونَة ِ ِفي َت َخو ِ
ف ِإف َشائِه ِ 51 ........ ٩4ــ ال َم ُؤونَ ُة ِفي كِت َما ِن ِّ
الر ُج ِل :ثَنَا ُؤ ُه َعلَى أَق َرانِه ِ51 ..............
٩٤ــ أَ َدل َدلِي ٍل َعلَى َك َما ِل َعق ِل َّ
الجاهِ 5٢ ......... ٩٩ــ الدن َيا َشي َئا ِن :أَ َح ُد ُه َماُ :حب ال َما ِلَ .و َ
اآلخ ُرُ :حب َ
العش َب َوال َك َل َ٦4 ...........
ت ُ اضي ثَالَ ٌث أَرض ِإ َذا ُس ِق َيت أَنب َت ِ
٩1ــ األ َ َر ِ
َ ٌ
البيِّنَ ُة ِم َن األَف َعا ِل٦٩ ... . ِ ٩١ــ الَ َتث ُب ُت ال َّد َعاوِي بِاألَق َوا ِل َح َّتى َت ُق َ
وم بِ ِإث َبات َها َ
الشي ِء َو َع َد ِمه ِ ٦٩ .......... ٩5ــ ِإ َذا ا َّد َعت نَف ُس َك أَنَّ َها الَ ُت َف ِّر ُق بَي َن ُو ُجودِ َّ
العال َ َمات َال َّد َعى ُكل أَ َح ٍد َما لَي َس ِعن َد ُه ٦1 ..................
٩٦ــ لَوالَ َ
٩1ــ َمن َت َي َّس َرت ل َ ُه َمطَالِ ُب ُه األُخ َراوِيَّ ُة َو َت َع َّس َرت َعلَيه ِ َمطَالِ ُب ُه الدنيَاوِيَّ ُة ٦١ .....
٤٩٦
فهرس أطراف احلكم
11ــ َمن أَم َس َك َشيئ ًا يَ َرى أَ َّن ِإن َفاقَ ُه َخي ٌر ِمن إِم َسا ِكه ِ فَ ُه َو ِم َن ال ُمؤثِر َ
ِين
لِلدن َيا1٩ .....................................................
ِين لِلدنيا َتم ُحو ُح َّب ِ
اآلخ َر ِة ِم َن ال َقل ِب 1٩ ........... اه َد ُة ال ُمؤثِر َ
1٢ــ ُم َش َ
َ
ال َخيرِ ُم ِ
صيب ًة37 .........................
َ الرغ َبة ِ فِي
١4ــ َك َفى ب ِ ِفق َدا ِن َّ
الجز َم لِل َوهمِ فَ ُه َو أَح َم ُق1١ ............................
١٤ــ َمن َت َر َك َ
العالِمِ بِاللَّه ِ َم َع َع َّامة ِ ال ُمؤ ِم ِن َ
ين َعلَى ثَ َالثَة ِ أُ ُمو ٍر1١ .. ١٩ــ يَن َب ِغي أَن يَ ُد َ
ور َك َال ُم َ
٤٩1
فهرس أطراف احلكم
١1ــ َرح َم ٌة َتطلُ ُب َكَ ،و َرح َم ٌة َتطلُ ُب َها 15 .............................
١١ــ َد َوا ِعي ال ِحر ِ
ص َعلَى الدن َيا ثَ َالثَةٌ 1٦ ...........................
ين َمن َتزِي ُد ُه ال َمعرِفَ ُة ب َِس َعة ِ َرح َمة ِ اهلل ِ ُجرأَ ًة َعلَى
الجا ِهلِ َ
١5ــ أَج َه ُل َ
اصيه ِ11 .................................................. . َم َع ِ
51ــ َمن َع َّو َل ِفي ِإس َقا ِط ُح ُقو ِق ِإخ َوانِه ِ َعلَى قَ ُبو ِل ُ
العذر 1١ .............
٦1ــ يَص ُع ُب ُسلُو ُك َسبِي ِل النَّ َجا ِة َعلَى َمن َغلَ َب َعلَى قَل ِبه ِ ُحب َ
الما ِل
الج ُاه1٢ .................................................... َو َ
ات النَّف َسانِ َّية ِ٢4 .............. الصادِ ُق يَع َم ُل ِفي َمح ِو َّ
الش َه َو ِ ٦1ــ ال َخو ُف َّ
الصالِ ِح ٢٤ ........ ٦٢ــ يَن َب ِغي أَن ُتوقِ َد ل َ َك ِس َراج ًا ِم َن ال ِعلمِ النَّ ِاف ِع َو َ
الع َم ِل َّ
٤٩٢
فهرس أطراف احلكم
٤14
فهرس أطراف احلكم
الصد ِق نُ ٌ
ور َوبَ َر َك ٌة ٤٤٩ .................... ص َو ِّ 11ــ َك َال ُم أَه ِل ا ِإلخ َال ِ
ِين فِيه ِ٤٤٩ ... .
الم َؤ ِّدب َ
ين َو ُ ص َيرة ٌ َته ِديه ِ ط ََال َت َع ُب ُ
الم َعلِّ ِم َ 1٢ــ َمن لَم َت ُكن ل َ ُه بَ ِ
الح ِّق َوأَهلِه ِ اب َت َال ُه اللَّ ُه بِالذلِّ لِل َبا ِط ِل َوأَهلِه ِ ٤٤1 ........
٢4ــ َمن َت َك َّب َر َعلَى َ
اتَ ،و َال يَ َت َج َّو ُز ِفي ال ِعب َاد ِ
ات ٤٤1 ........... المؤ ِم ُن يَ َت َج َّو ُز ِفي َ
الع َاد ِ ٢٤ــ ُ
َ
ِ ِ ٍ ِ
٢٩ــ َمن لَم يَ َّتهِم نَف َس ُه في ُك ِّل وِرد َو َص َد ٍر َوقَ َع من َها في َ
الب َاليَا ال ُك َبرِ٤٤١ .. .
اله َوى َوالطَّب َِيعة ِ َو ُه َو يَ َّد ِعي أَنَّ ُه يَد ُعو ِإلَى ال ِّدي ِن
٢1ــ ُر َّب َدا ٍع ِإلَى َ
الشر َِيعة ِ٤٤١ ................................................. َو َّ
٢١ــ ال ِعل ُم َعلَي َك َح َّتى َتع َم َل بِه ِ ،فَ ِإ َذا َع ِمل َت بِه ِ َكا َن ال ِعل ُم ل َ َك ٤٤١ ........
ت ال َخض َراءُ َو َال أَقَلَّت ال َغب َراءُ أَ َش َّد َح َماقَ ًة ِم َّمن يَعلَ ُم ُحس َن
٢5ــ َما أَظَلَّ ِ
َشي ٍء َو ُه َو ل َ ُه َتا ِر ٌك ٤٤5 ..........................................
٢٦ــ َدبِّر ثُ َّم اف َعل ،فَكِّر ثُ َّم قُل٤٤5 ................................
٢1ــ َك َفى أَه ُل ِ
اآلخ َر ِة َش َرف ًا أَ َّن ُك َّل أَ َح ٍد يُ ِحب أَن يُن َس َب ِإلَيهِم ٤٤٦ ........
البا ِطنَة ِ َوال َّظا ِه َر ِة أَن َتل َت ِم َس ِمن أَص َحاب َِك الدن َيا ِ ِ
٢1ــ من أَك َبرِ ال َك َبائرِ َ
اآلخ َر َة٤٤٦ .................................... َو ُهم يل َت ِم ُسو َن ِمن َك ِ
َ
يم ُة ا ِإلن َسا ِن ِعن َد أَه ِل الدن َياَ :ما يَأ ُخذ ُُه ِمن ُهم ٤٤٦ .................ِ
٢٢ــ ق َ
٤1٤
فهرس أطراف احلكم
٤44ــ ِإ َذا أَ َرد َت أَن َتس َت ِش َير ِإن َسان ًا ٤٤1 .............................
ي ا ِإلن َسا ِن فَر ُع ِعل ِمه ِ َو َعقلِه ِ ٤٤1 ...........................
٤4٤ــ َرأ ُ
٤4٩ــ َمن َسلَ َك َملَ َكَ ،و َمن َح َاد َهلَ َك٤٤1 ..........................
٤41ــ َمن َح ِف َظ ال ُف َؤ َادُ ،ح ِف َظ ِم َن ال َف َسادِ ٤٤1 ........................
الج َوائِ َح ٤٤1 ........................
الج َوا ِر َح ،أَ ِم َن َ
٤4١ــ َمن َح ِف َظ َ
العاقِ ُل أَن َال يَ ُكو َن ل َ ُه َع ُدو ٤٤1 ..........................
٤45ــ َك َاد َ
٤4٦ــ ِفي أَس َفا ِر األَربَا ِح َر َ
اح ُة األَر َوا ِح ٤٤1 .........................
٤1٩