Professional Documents
Culture Documents
30 PDF
30 PDF
2 1
النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة
تنحو الطبيعة باستم رار إىل خلق املزيد من النماذج املعقدة؛ لكنها حتافظ يف
الوقت نفسه على نسق أساسي .فبلورات الثلج السداسية املنمقة يتجمع مث الً سر من األشياء املتناسبة ..توما األكويني
إن احلواس ل ُت ُ
بعضها إىل بعض لتشكل ندفة ثلجية هلا من التعقيد ما ال جيرؤ أي رياضي أن
يطلق عليه امس اً! وهذا ما يدعى يف الرياضيات بتضاعف التشعبات .فأعقد البىن
تشع يب Fractalsأساسية .وهكذا الطبيعية ميكن إرجاعها إىل تضاعف وت راكب ّ هبذه العبارة البسيطة ع برّ توما األكويين عن إحساس اإلنسان بالعالقة القائمة
فإننا جند يف خضم الفوضى اليت جتنح الطبيعة إليها إشعاع اً ناظم اً من قوانني
بني الرياضيات والطبيعة واجلمال .وقبله قال الفيثاغوريون إن «كل شيء مرتب
التناسب .ولعل هذه الثنائية بني ظاهر الفوضى وباطن النظام هي اليت أدت إىل
وفق العدد» .ومفهوم التناسب يف الفيثاغورية مشتق من مفهوم النظام يف تعريفه
تفتح الوعي .والطبيعة وإن مل تكن لتقنع أب ��داً باألشكال البسيطة ،إال أهن ��ا مل
الرقمي .وهكذا فإن جوهر احلقيقة الفيزيائية مرتبط بالعدد ،واجلمال قائم على
تعدِّل أبداً قوانينها األساسية البسيطة اليت تقوم على مفهومي الوحدة واالتساق.
ركائز حسابية.
ويدرك العلماء اليوم ،أكثر من أي وقت مضى ،أن كل شيء يف الطبيعة خاضع
لقوانني التناسق .كذا فإن اإلنسان يشعر أن اجلمال يرتكز على قوانني التناسب،
وحيدس أن الطبيعة املتناسبة إمنا تفصح بتشكيالهتا عن مجال أعمق من اجلمال
الظاهري ،أي عن مجال احلقيقة املكنونة يف تنوعاهتا كلها .وال شك أن شعور
اإلن ��س ��ان ب ��اجل ��م ��ال يعكس بنية اإلن ��س ��ان نفسها القائمة على ق ��وان�ين التناسق
الطبيعية؛ وبالتايل فإن وعي اإلنسان هو يف جوهره فعل تناغم مع الطبيعة.
قصيمية حلزونية الشكل.
إن التنوعات اهلائلة للتصاميم الرياضية املعقدة ال�تي أبدعتها الطبيعة تفصح
مجيع اً عن عالقات رياضية بسيطة .ونضرب مثاالً عليها احللزونات املتنوعة.
ففي قوقعة احللزون ذي احلج ريات – nautilusوهو حلزون ذو زوايا متساوية،
أي أنه حلزون لوغاريتمي – جند أن منحين احللزون يقطع األشعة املتجهة حنو
أربعة مناذج لبلورات ثلجية سداسية.
اخل ��ارج ب زاوية معينة ثابتة .وتظهر هذه احللزونات اللوغاريتمية أيض اً يف احنناء
أنياب الفيل ويف قرون الكبش الربي ويف خمالب عصفور الكناري .كما تشكل
4 3
النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة
متعض يات من ت راكب دائري لألوجه الشكلية .وهذا ما حيصل يف قلب زهر اللؤلؤ
ِّ الزه ريات الدقيقة اليت تؤلف لب زهرة األقحوان حلزونات على هيئة جمموعتني
أو البليس أو دوار الشمس والصنوبريات واألناناس وغريها. متعاكستني من 21و 34حلزون اً .وتوجد مماثِالت هلذه احللزونات يف أنواع كثرية
من النباتات ،مثل األناناس والصنوبريات وأوراق األشجار وغريها .وترتبط هذه
زهرة املخملية :مؤلَّفة من 5بتالت. زهرة زنبق :مؤلَّفة من مجلتني من 3بتالت.
عرف مبتتالية عمر اخليام أو فيبوناتشياحللزونات ارتباط اً وثيق اً مبتتالية رياضية تُ َ
.Fibonacci
خم طَّط لقلب زهرة ع بَّ اد الشمس. زه رات أقحوان أو زهر اللؤلؤ :مؤلَّفة من 13بتلة .
الحلزونات في الطبيعة
إن تعدد احللزونات الرياضية ال يقل عن تعدد األشكال احللزونية الطبيعية .وميكن
حللقات احللزون أن تتباعد عن املركز بشكل حسايب (مثل حلزون أرمخيدس) أو
لوغاريتمي .وينتج احللزون األول عن متتالية عددية ،بينما ينتج احللزون الثاين
وميكن لنا مث الً مالحظة أن اإلبر الصغرية يف فرع جديد من شجرة صنوبر ِّ عن متتالية هندسية .وميكن للخط احللزوين أن ميثل تضاعف اً أو منواً أو تغ رياً يف
تشك ل
حركة أو بنية طبيعية م ��ا .وعندما خنتار شك الً ال على التعيني ،ونكرره م رات
حلزونني يلتفان يساراً وميين اً وفق متتالية أعداد فيبوناتشي اليت تتجلى يف هذا
متتالية ،فإن خمتلف نقاط الشكل الناتج ستمثل حلزونات لوغاريتمية .وتكون
النطاق بأجلى مظاهرها .فكما يف األشكال اللوغاريتمية النامجة عن التماثالت
املكرر نامج اً ببساطة عن تقسيم الشكل الظاهرة أوض ��ح عندما يكون الشكل َّ
امل ��ت ��ت ��ال ��ي ��ة (ك ��م ��ا يف املستطيل ال ��ذه �ب�ي) ،ك ��ذل ��ك جن ��ده ��ا يف ك ��ل شبكة م ��زدوج ��ة
األصلي وفق صورته األصلية .وهذا هو مثال املستطيل الذهيب أو املثلث الذهيب.
متداخلة من احللزونات .ولدينا يف األناناس 5حلزونات مباشرة و 8معاكسة،
ينطبق ذل ��ك على أن ��واع القواقع ال�تي تُبىن وف ��ق مسافات منتظمة ،كما وعلى
ويف الصنوبريات ،3,18ويف زهرة اللؤلؤ والبابونج وأنواع الفصيلة األخرى ،34,21
األوراق النباتية امللتفة .كذلك تظهر األشكال احللزونية املستعرضة عندما تُبىن
6 5
النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة
للنسبة اإلهلية .فما هي النسبة اإلهلية اليت تُدعى بالذهبية أيض اً ،وما عالقتها فقد رأي ��ن ��ا أن انكسار التناظر ب�ين احل ��ل ��زون ��ات املباشرة واملعاكسة وف ��ق متتالية
مبتتالية فيبوناتشي؟ فيبوناتشي يكاد أن يكون قانون اً يف عامل النبات .إن جمرد وجود بنية حلزونية يف
مبس ط هي الطريقة األكثر النسبة الذهبية ،Golden Sectionيف شكل َّ متعضية ما يعين عموم اً أهنا غري متناظرة .وتلكم هي احلال بالنسبة للفريوسات
منطقية للقسمة بشكل غري متناظر ،أي للقسمة إىل غري النصفني .فإذا كان والبكرتيا ،وص ��والً إىل العناصر العضوية يف الثدييات العليا .ولعل أكثر األمثلة
لدينا طول قابل للقياس ،ACفالنسبة الذهبية متثل قسمته إىل طولني غري إده ��اش �اً على ذل ��ك جن ��ده ��ا يف ال ��رخ ��وي ��ات .وم ��ع ذل ��ك ت ��وج ��د بعض االس ��ت ��ث ��ن ��اءات.
متساويني ABو ،BCحبيث تكون نسبة اجل ��زء األك�بر إىل اجل ��زء األصغر فللقوقعة تناظر بالنسبة إىل مستوي متوسط يقطعها.
تساوي النسبة بني القطعة كلها ACوبني اجلزء األك�بر ،أي a/b = a +
.b/a
حلزون ذهيب تقرييب مرسوم يف متتالية مربعات ،برسم طريقة رسم املستطيل الذهيب انطالق اً من مربع .
كل مربع.
وميكن لنا القول يف شكل عام إن انكسار التوازن يف البُ ىن الطبيعية �يُ َع د قانون اً
ربع دائرة يف ِّ
ناظم اً يف حد ذاته للصريورة الطبيعية .فنمو الكائنات ،كما وتطورها عرب األجيال،
خيضع باستم رار إىل إنشاء تشكيالت جديدة هي ،يف معظم األحيان بعيدة عن
لكن ملاذا هذا التناسب بالذات دون غريه؟ يف احلقيقة ليس لدينا يف أبسط
التناظر ،إمنا خاضعة يف النهاية لقانون أساسي هو قانون الطبيعة البسيط :قانون
حاالت التناسب سواه .وميكن احلصول عليه من أبسط تناسب ميكن تشكيله،
اجلهد األقل.
وفق مبدأ االقتصاد الذي وضعه وليم األوكامي William of Occam
يف القرن ال رابع عشر بالشكل ( a/b = b/cحيث .)a + b = cوبشكل متتالية فيبوناتشي والنسبة الذهبية
أوضح ،إذا حاولنا تشكيل كافة التناسبات املمكنة بني األطوال aو bو،c يف العام 1509نشر األخ لوكا باتشيويل Fra Luca Pacioliاإليطايل ،الذي
أي بني النِ َس ب ،a/b, a/c, b/a, b/c, c/a, c/bألمكن اخت زاهلا كلها لُقب بال راهب الثمل باجلمال ،مؤلف اً بعنوان النسبة اإلهلية .وقد رسم صور هذا
يف النهاية إما إىل ( a = bوهي قسمة متناظرة) أو إىل التناسب غري املتناظر الكتاب ليوناردو دافنشي الذي مل يكن أقل من املؤلف سك راً باجلمال وعشق اً
10 9
النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة
أننا خنتار شك الً قريب اً من املستطيل الذهيب يف معظم املواد االستهالكية املستطيلة .a/b = c/aويعطي هذا التناسب معادلة من الشكل (= 1 – a/b – 2 )a/b
الشكل اليت نتعامل معها .فكتبنا ودفاترنا ،وحىت قطع السكر أو الطوابع الربيدية 0؛ وحلها هو العدد الذهيب φويساوي .1,618
أو تقسيم حج رات أو نوافذ املنازل ،كلها قريبة من النسبة الذهبية .وقد أوىل
دافنتشي هذا املستطيل أمهية خاصة واعتمد عليه يف رسم الكثري من لوحاته.
النسبة الذهبية يف األشكال اهلندسية
املخم س املنتظم ويف املضلع ذي العشرة
توجد النسبة الذهبية يف شكل خاص يف َّ
العدد الذهيب يف احلياة خمم س املعرفة ،وه ��و النجمة اخلماسية
واملخم س املنتظم ه ��و َّ
َّ أض�لاع املنتظم.
حتمل التفاحة – مثرة شجرة معرفة اخلري والشر – رمزية فائقة .وقد اعتاد دارسو العزيزة على الفيثاغوريني؛ وكانت يف نظرهم رمز العلم الصغري Microcosm
األساطري الكشف عن أحد وجهي رمزيتها من خالل جتزئتها إىل قسمني طولي اً، (اإلنسان – الكون الصغري) .وقد حافظ على هذا الرمز فالسفة العصور الوسطى
حبيث تظهر رمزية امل رأة ،القطب السالب ،اجلاذبة لإلنسان إىل ثنائية اخلري والشر. وعصر النهضة .ورسم دافنتشي شك الً شه رياً لإلنسان – الكون الصغري – ضمن
لكن قلة من ال ��دارس�ين قطعوا التفاحة عرضي اً وش ��اه ��دوا املضلعات الذهبية – خمم س ،كما نادى به أغريبا نتشامي .A. Nettesheimوكان هذا الشكل رم زاً َّ
خمم س اً حيوي
الوجه اآلخر اإلجيايب .وإذا متعنّ ا يف املضلع املرتسم أمامنا سنلحظ َّ للصحة واحلب .ويع لِّ منا لوقيانوس أنه كان رمز االرتباط بالفيثاغوريني.
يسود مع جفاف التفاحة، ُّ البذور ،مث خممس اً آخر غري واضح كاألول ،سرعان ما
ليشكل مع األول مضلع اً من عشرة وجوه .ويف كل من هذه املضلعات الذهبية
نستطيع أن نستشف معىن جديداً لألسطورة القدمية! س ل ��ي ��ون ��اردو دافنتشي ،مثله كمثل فيثاغوراس،
َد َر َ
اجلسم البشري دراسة متأنية،
مب يِ ن اً أن أج زائه املختلفة مرتبطة بالنسبة الذهبية.
مقطع عرضي يف تفاحة يب ينِّ املض لَّ عات الذهبية. وقد بينت التجارب اإلحصائية أن عرض جمموعة خمتلفة من املستطيالت ،من بينها
املستطيل الذهيب ،على أناس خمتلفني يؤدي ،يف غالب األحيان ،إىل اختيارهم له
والتفاحة ليست استثناء .فكافة األزهار اخلماسية األج زاء حتقق هذه النسبة .قد كأمجل املستطيالت وأكثرها تناسق اً .ولو أمع نَّا النظر يف حياتنا اليومية لالحظنا
يعرتض بعضهم قائ الً إن أزهاراً أخرى رباعية أو سداسية أو سباعية األج زاء إخل ال
12 11
النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة النسبة الذهبية ..اجلماليات بني الرياضيات والطبيعة
اجملس م».
والنظ رات باجتاه قمة َّ متثل النسبة الذهبية .لكن اإلجابة على هذا السؤال جاءت يف العام 1875
على يد فينر ،Wienerالذي وجد أن ال زاوية 137درجة و 30دقيقة و28
وتلكم كانت طريقة دافنتشي التشكيلية ،حيث كان يقسم اللوحة أوالً منو األوراق يف أثناء التباعد احللزوين الثابت لفروع ثانية اليت تظهر غالب اً يف ِّ
إىل تناسبات ذهبية ،ويبين من بعد الظالل واألنوار وفقها ،ويوجه احلركات التيجان – وه ��ي زاوي ��ة تنتج ع ��ن ح ��ل معادلة النسبة الذهبية ،وت ��س ��اوي ،
والنظ رات مع تناسباهتا! وتوافق احلل الرياضي ملسألة التوزع األمثل (يكون األقصى يف املناخ املعتدل)
ل �ل�أوراق ،حبيث يكون ال ��ض ��وء ال ��واص ��ل حم ��وري �اً أو ع ��م ��ودي �اً .وق ��د ُدع ��ي ��ت هذه
ال زاوية بال زاوية املثلى ،وتساوي .
ثابت يف كافة أعضائه بسبب قصر طرفيه السفليني ،نستطيع االستنتاج أن
النمو اإلنساين يقرتب يف سن النضج من حتقيق النسبة الذهبية.
اجلمال واملعرفة
لقد جتاوزت الرياضيات اليوم جمرد كوهنا حق الً للقياس أو للتطبيق الفيزيائي،
وباتت طريق اً إىل املعرفة وموئ الً ملريديها .واملعرفة ،من هذا املنظور ،تتجاوز
املنهج الذي يقوم على النظرية والربهان :فهي تتأسس ببساطة على التناسق
الكامل يف البناء الشكلي البحت .وإذا ك ��ان ه ��ذا التناسق كلي اً ،فهو لن
يؤدي إىل نظريات خمتلفة ،بل إىل صريورة معرفية موازية للصريورة التطورية
الطبيعية .وعلى هذا ،فإن الشكل املعريف ليس هنائ يًّ ا ،بل هو شكل متفتح
أخ اذ ال ينفك يتفلت من إسار الفرضيات ويغوص أكثر باستم رار عن مجال َّ
فأكثر يف وحدة الشكل واجلوهر.
إن ال ��ت ��أم ��ل يف ت ��ن ��وع مج ��ال الطبيعة ،واجن ��ذاب ��ن ��ا لسحر أل ��واهن ��ا وت ��ن ��وع أشكاهلا
الالهنائية ،يدل على أن اجلمال موجود بداخلنا ،وأننا كائنات منسجمة مع
الطبيعة وننتمي هلا ،ولعل املعرفة ليست يف جوهرها سوى جت لِّ ي اجلمال يف
أهبى مظهر له ،أال وهو التوحد مع الطبيعة ،ووعي الذات يف مجال الوجود.
16 15
قدمت ال ّنساء للعلم؟
ماذا ّ ريا يف آخر بضعة آالف عام
تطور البشر كث ً
« ‹معظم الطف رات الىت اِكتُ ش َف ت ظهرت يف آخر 200جيل تقريبا ،مل يكن هنالك
الدراسات اجلينية احلديثة تقول
وقت اً كافي اً للتغيري العشوائي أو التغيري احملدد من خالل االنتخاب الطبيعي› يقول ريا يف آخر بضعة آالف عام
بأن البشر تطوروا كث ً
ّ
(جوشوا أكاي) عامل اجلينات من جامعة واشنطن‹ ،فلدينا خمزون لكل هذا التنوع
اجل ��دي ��د ليستخدمه البشر ك ��رك ��ي ��زة .على حن ��و م ��ا ،حن ��ن نُعترب اآلن أك ��ث ��ر قابلية
يقول البعض بأن احلياة أصبحت يسرية اآلن ،وبالتّ ايل مل نعد نتطور بسبب غياب
للتطور عن أي زمن مضى ىف تارخينا« ›.
الضغط البيئي .فكما يُقال ،معظم البشر يعيشون اآلن حياة طويلة وهلم فرصة
كبرية لتمرير جيناهتم ،فمنذ أصبحنا ال نُ��ف�ترس م ��ن األس ��ود أو من ��وت بواسطة
معظم الزحيانات اجلينية اجلديدة يف غاية الندرة ،ظاهرة فقط يف أج زاء صغرية من
األم �راض الىت متّ اكتشاف عالج هلا ،أضعف هذا تأثري قوى االنتخاب الطبيعي
التجمعات البشرية .ينظر الباحثون إىل ادراكهم اتساع نطاق التنوع اجليين ىف
على اجلنس البشري.
البشر من حيث ما قد تعنيه حملاولة فهم األساسيات اجلينية لعدد من األم راض،
أيض ا هو أنّه يف
أو فيما قد ختربنا عن تاريخ التطور البشري .ولكن ما يعنيه هذا ً متام ا ،فخالل اخلمسة إىل عشرة آالف عام املاضية، ولكن يبدو أ ّن الواقع خمتلف ً
ٍ
بشكل سريع لنتأقلم معها. فسنتطور
ّ حالة ظهور مرض جديد أو غريه،
كما نُشر يف اجمللة العلمية (نيتشر) (« ،)Natureانفجر» التنوع اجليين لدى
التجمعات البشرية مبعدل كبري ،العملية الىت تعترب مبثابة اخلطوة األوىل يف عملية
ترمجةAbd Al-Rahmân :
التطور .تقول (نيتشر):
املصادر:
http://www.smithsonianmag.com/smart-news/
«لقد كان اجلنيوم البشري متواصل النشاط خالل الـ 5000عام املاضية .منت
humans-have-been-evolving-like-crazy-over-the-
التجمعات البشرية بإط راد ملحوظ خالل هذه الفرتة ،و ظهرت طف رات جينية
147494375-past-few-thousand-years
جديدة مع كل جيل .ميتلك البشر اآلن وفرة من النسخ اجلينية النادرة ىف املناطق
years--000-5-http://www.nature.com/news/past
املنتجة للربوتني داخل اجلينوم».
1.11912-prolific-for-changes-to-human-genome
recent-human-/11/2012/http://www.wired.com
يكتب ب راندون كيم -الصحفي املتخصص ىف اجمل ��االت العلمية -على موقع
2-evolution
(« :)Wiredحنن كنوع حيدث لنا طف رات على الدوام هي املادة اخلام للتطور»،
مضي ًف ا يف املقال قول أحد الباحثني:
18 17
يف عصور حديثة نسبيًا ..الرئيسيات تسود األرض يف عصور حديثة نسبيًا ..الرئيسيات تسود األرض
لي الً ،عن بقيّ ة النسناسيّ ات ،وهو أول من قام بذلك.
منذ 55مليون عام
ان ��ق �راض العصرين الباليوسيين واإلي ��وس ��ي�ني .ارت ��ف ��اع مفاجئ يف غ ��ازات الدفيئة
منذ 75مليون عام
( )greenhouse gasesجعلت درجات احل رارة يف الكوكب ُم ستَ عِ رة ،قاضي ةً انفصلت أسالف الرئيسيات Primatesاحلديثة عن أسالف القوارض احلديثة
على العديد من األن ��واع يف أعماق البحار ،مع اإلبقاء على األن ��واع املوجودة يف
واألرن ��ب ��يّ ��ات (األران ��ب واألران ��ب الوحشية والبيكا .)pikasمضت ال ��ق ��وارض يف
البحار الضحلة وعلى اليابسة.
طريقها بنجاح منقطع النظري ،منتج ةً يف هناية املطاف ق رابة 40باملئة من أنواع
منذ 50مليون عام
الثدييات احلديثة.
ب ��دء تطور م ��زدوج ��ات األص ��اب ��ع (ذات الظلف) ،وال�تي تبدو كجسر ب�ين الذئب
منذ 70مليون عام
والتابري ( :tapirحيوان شبيه باخلنزير) إىل حيتان.
ت ��ط � ّ�ورت األع ��ش ��اب ،على ال ��رغ ��م م ��ن ماليني األع ��وام الفاصلة ع ��ن ظهور امل راعي
منذ 48مليون عام
الشاسعة.
اإلندوهيوس سلف حمتمل آخر للحيتان و الدالفني ،عاش يف اهلند.
منذ 65مليون عام
منذ 47مليون عام
القضاء على مساحات شاسعة من األنواع بسبب انق راض العصر الطباشريي الثالثي،
األحفورة املشهورة من الرئيسيات ،اليت عرفت باسم «إيدا »Idaعاشت يف مشال
مبا فيها الزواحف العمالقة :الديناصورات ،بتريوساوروس ،إيكتيوساوروس ،و
املدعوة بروتوسيتيدس protocetidsتعيش يف البحار ّ أوروبا .احليتان البدائية
متحج رة).
ّ بليزيوساوروس .كذلك انقرضت األمونيت ( ammonitesأصداف
الضحلة ،حيث تعود إىل اليابسة لتلد.
مه د هذا االنق راض الطريق للثدييات اليت ستسيطر على الكوكب قريب اً. ّ
منذ 40مليون عام
منذ 63مليون عام
قرود العامل اجلديد تصبح أول النسانيس ( simiansرئيسيات عليا) اليت تبتعد
انقسمت الرئيسيات إىل جمموعتني ،عُ رفت بالنسناسيّ ات haplorrhines
عن بقية اجملموعة ،وتستوطن أمريكا اجلنوبية.
(رئيسيات جافّة األنف) واهلباريات ( strepsirrhinesرئيسيّ ات رطبة األنف).
منذ 25مليون عام
تطورت اهلباريات يف هناية املطاف إىل الليمور (نوع من القرود البدائية) واآلي آي ّ
تنفصل السعادين عن قرود العامل القدمي.
تطورت النسناسيات إىل السعادين والقردة (خملوق ليلي يشبه الليمور) ،يف حني ّ
منذ 18مليون عام
والبشر.
اجلبّ ون (قرد رشيق احلركة) يصبح أول سعدان ينفصل عن البقية.
منذ 58مليون عام
منذ 14مليون عام
انفصل الرتسري ،tarsierوهو حيوان رئيسي بعيون كبرية ملساعدته على الرؤية
(الس عالة أو حيوان ال ��غ ��اب -حيوان ثديي من ال ��ق ��رود) من تتفرع األوران ��غ ��وت ��ان ِّ
ّ
20 19
يف عصور حديثة نسبيًا ..الرئيسيات تسود األرض يف عصور حديثة نسبيًا ..الرئيسيات تسود األرض
القردة العليا األخ ��رى ،منتشرًة عرب جنوب آسيا ،يف حني أ ّن أبناء عمومتهم
بقوا يف إفريقيا.
منذ 7مليون عام
تتفرع الغوريال من القردة العليا األخرى. ّ
منذ 6مليون عام
يتفرع اإلنسان من أقرب أقربائه؛ الشمبانزي وقرد البونوبو .بعد ذلك بوقت ّ
قصري يبدأ اهلومينني أو أشباه البشر homininsباملشي على قدمني.
منذ 2مليون عام
ي ��ع ��ي ��ش ق � ��ارض ب � ��وزن 700ك ��ي ��ل ��وغ �رام ي ��دع ��ى ج ��وزي ��ف ��ورت ��ي ��غ ��اس ��ي ��ا م ��ون ��ي ��س ��ي
Josephoartigasia monesiيف أمريكا اجلنوبية .يعترب أك�بر ق ��ارض
حيتل مكان حامل ال ��رق ��م القياسي ال ��ذي م ��ع ��روف على قيد احل ��ي ��اة ،وب ��ذل ��ك ّ
سبقه ،وهو خنزير غينيا الكبري.
املصدر :
-http://www.newscientist.com/article/dn17453
timeline-the-evolution-of-life.html?full=true#.
U0qk3vmSxql
22 21
قدمت ال ّنساء للعلم؟
ماذا ّ ماذا قدمت النساء للعلم؟؟
�ان ُح َرم ت هنريتا س ��وان ليفيت هي عاملة فلك أمريكي ة ول ��دت وعاشت يف زم � ٍ
ّ
�اص ��ة ،أو ح�ّت�ىّ من إستخدام امل ��ق ��ارب (أو
فيه امل �رأة من إدارة أحباثها العلميّ ة اخل � ّ احللقة الثانية:
خترجها من كليّ ة رادكليف يف ٍ
التّ يليسكوبات) املتوفّ رة .ولذلك ،بعد عام على ّ
خترجها بفرتة وج ��ي ��زة ،أن
الص مم بعد ّسنة ،1892ق � ّ�ررت ليفيت ،وق ��د أص ��اهب ��ا ّ
تنضم إىل ف ��ري � ٍ�ق م ��ن ال ��نّ ��س ��اء ال ��ل ��وايت ك � ّ�ن يعملن كحواسيب ب ��ش ��ريّ��ة يف املرصد
ّ عاملة الفلك :هنريتا سوان ليفيت
انضم ت فيها ليفيت إىل الفريق، الفضائي التّ ابع جلامعة هارفارد .يف الفرتة اليت ّ -اجلنسية :أمريكية.
كان إدوارد تشارلز بيكريينج ،املسؤول عن املرصد ،قد ك لّ ف النّ ساء العامالت يف
-املؤسسة :جامعة هارفارد
مرصده بقياس وبناء جداول متيّ ز النّ جوم بناءً على ملعاهنا كما ظهرت يف األلواح
-التخصص :علم الفلك
الفوتوغ رافيّ ة.
يوم ا كيف حي ّدد علماء الفلك البعد احلقيقي بني الكرة األرضيّ ة هل تسائلت ً
يف املرصدُ ،ك لّ فت ليفيت بد راسة نوعيّ ة من النّ جوم اليت عُ رفَ ت بإسم النّ جوم
جمرة معيّ نة؟ هنالك يف حقيقة األمر العديد من األساليب احلسابيّ ة اليت ٍ
الزمن .يف البداية ،الحظت ليفيت املتغ يرّ ة ،نسب ةً للحقيقة بأ ّن ملعاهنا يتغ يرّ عرب ّ وجن م أو ّ
استخدمت عرب التّ اريخ لتقدير البعد الذي يفصل األرض عن جن ٍم مع ينّ ،ولكن
أ ّن هنالك اآلالف من هذه النّ جوم يف سحابة ماج الّن ،ولذلك ق � ّ�ررت أن ترّك ز
لكل من هذه األساليب حمدوديّتها وعيوهبا .ح تىّ األعوام القليلة األوىل من القرنّ
استمرت
ّ الس يفيديّة .بعد دراس ��ةاهتمامها على فئة معيّ نة تُ��ع � َ�رف باملتغ يرّ ات ّ
ٍ العشرين ،األسلوب األشهر الذي اعتمده العلماء كان أسلوب عمليّ ة التّ ثليث،
لسنوات عديدة ،اكتشفت ليفيت منط وعالقة فيزيائيّ ة مذهلة :أ ّن ملعان النّ جوم
مهارة رص ��د قدمية استخدمت ملسح األراض ��ي ،امل�لاح ��ة ،وغريها من التّ طبيقات
الزمنيّ ة (أو ال ّد ورة) اليت تفصل بني احلاالت
احلقيقي متناسب طرديًّا مع طول الفرتة ّ ّ العمليّ ة.
الس طوع الباهر.
مير فيها النّ جم املتغ يرّ ،من اخلفوت وإىل ّ املختلفة اليت ّ
ولكن املشكلة املركزيّة يف عمليّ ة التّ ثليث هو أ ّن طبيعة األسلوب اهلندسيّ ة متنع أو
حل إشكاالً أع ��اق تق ّدم علم الفلك لسنوات.
هذا اإلكتشاف كان ثوريًّا ألنّ��ه ّ
لقد ع ��رف الفيزيائي ون منذ ٍ تعيق من قدرتنا على حساب األبعاد اهلائلة يف الكون بدقّة عالية ،ولذلك احنصر
ف�ترة طويلة أ ّن هنالك عالقة حسابيّ ة عكسيّ ة بني ّ استخدام هذا األسلوب يف حماولة تقدير البعد الذي يفصلنا عن النّ جوم القريبة
ألي جسم مضيء) وبني تربيع املسافة اليت تفصل ال لّ معان احلقيقي للنّ جم (أو ّ صم اء ،مض طّدة بسبب جنسها ،وبالكاد نسب يًّ ا .ولكن أعمال واكتشافات ام رأة ّ
الس هل إستخدام الرصد عن اجلسم .ولكن قبل إكتشاف ليفيت ،مل يكن من ّ أداة ّ نسمع عنها أو عن إجنازاهتا أي شيء ،وعدت أن تغ كل ذلك يف ٍ
فرتة وجيزة. يرّ ّ ّ
نفرق بني ال لّ معان
الص عب علينا أن ّ
هذه العالقة احلسابيّ ة البسيطة ألنّه كان من ّ
ٍ
بكلمات أخ ��رى :مل يكن لدينا األدوات احلقيقي وال لّ معان ال ظّاهر للنّ جم ،أو
ّ
24 23
قدمت ال ّنساء للعلم؟
ماذا ّ
مه دت ألعظم اإلكتشافات هذه العالقة احلسابيّ ة البسيطة اليت اكتشفتها ليفيت ّ
الش هري إدوي ��ن هابل أ ّن الكون
يف ال ��ق ��رن العشرين ،مثل إكتشاف ع ��امل الفلك ّ
يتوس ع .هابل نفسه أدرك أمهيّ ة
جمرة ،ويف النّ هاية أ ّن الكون ّحيتوي على أكثر من ّ
ولكن
ّ تستحق جائزة نوبل على أعماهلا.
ّ إسهامات ليفيت العلميّ ة واعتقد أنهّ ا
جهود اإلع ت�راف بفضلها على العلم والتق ّدم العلمي مل تنجح لألسف ،فلقد
الس نوات األخرية من حياهتا ..وتوفّ يت ليفيت يف العام الس رطان يف ّ باغتها مرض ّ
تستحق أن نتذ ّك رها ألجله.
ّ ،1921تارك ةً إرثًا
25
كيف تعمل شاشة اللمس؟ كيف تعمل شاشة اللمس؟
اللمس على األجهزة احملمولة ،اليد األخ ��رى ال�تي متسك اجلهاز كفيلة بإكمال
�ؤرض كهربائ يًّ ا
اخللفي للجهاز ،وهو اجلانب امل � ّ
ّ ال ّدائرة الكهربائيّ ة ح تىّ اجلانب
وأم ا يف حالة وجود شاشة ال لّ مس يف أجهزة (ّ .)Electrically grounded مصم موا وصانعوا شاشات اللمس ع ّدة تقنيّ ات مخُ تلفة عرب العقدين األخريين ،اعتمد ّ
اآليل ،فإ ّن جزءً من جسدنا سيكو ُن يف غالب األحوال
الصراف ّ أكرب ،مثل ماكينة ّ الض وئيّ ة،
الش اشة ،من عند التقنيّ ات امليكانيكيّ ةّ ، لتحديد مكان اإلصبع على ّ
يضمن أ ّن أصابعنا قادرة على إكمال ال ّدائرة الكهربائيّ ة
ُ ض ما ،ممّامبؤر ٍ
ُم تّ ص الً ّ والكهربائيّ ة .شاشات اللمس التّ كاثفيّ ة (،)Capacitive Touchscreens
لعمل شاشة ال لّ مس التّ كاثفيّ ة. وهي التّ كنولوجيا األكثر إنتشارا ِ
هذه األيّام ،أثبتت أنهّ ا األكثر مرونة وفاعليّ ة يف ً
استشعار ملسة اإلنسان.
مير عرب جسدك، وجدت فيما عرضنا دواعي للتنبّ ه واحلذر أل ّن التيّ ار الكهربائي َّّ إذا
يلتزم باملستويات ال طّبيعيّ ة
املرتدد يف شاشات ال لّ مس ُ فال تقلق .التيّ ار الكهربائي ّ مكونات الدائرة املكثّف (أو كما يُعرف باإلجنليزيّة )Capacitor :هو أحد ّ
تحص لة
الش حنات الكهربائيّ ة يف أجسامنا .إ ّن الثّورة احلقيقيّ ة والفائدة املُ ّ لوصل ّ مادة عازلة.واملكون ،بأبسط صو ِرِه ،من لوحني موصلني وتفصل بينهما ّ كهربائيّ ة
ّ
تكمن يف سرعة استجابتها .هذه القدرة الفريدة تُعزى ُ لشاشات ال لّ مس احلديثة هذه الفجوة التي ار املباشر ( )Direct Current – DCال يستطيع عبور ِ
ّ
سم ى باملتح ّك م ال ّدقيق ( .)Microcontrollerوراء ُك ّل إىل قطعة إلكرتونيّ ة تُ ّ املرتدد ( ،)Alternating Current – ACعلى ولكن التيّ ار ّ بني ال لّ وحني،
ّ
لوح يف شبكة األل ��واح الكهربائيّ ة املوجودة على شاشة ال لّ مس هنالك متح ّك م الش حنات على التدفّق من جهة واحدة إىل حيث بعض ّ اجلهة األخرى ،يستطيع أن ّ
دقيق يتم�يُّز بسرعة نبض ( )Clockspeedنانوثانويّة (أي أ ّن بإستطاعتِ ِه تزويد اجلهة األخرى .سطح شاشة اللمس م غ طّ ى بشبكة من ِ
هذه األلواح الكهربائيّ ة، ُ
الس رعة الفريدة هي ما ق رابة املليار صعقة كهربائيّ ة بسيطة يف الثّانية) .ه ��ذه ّ تكاثفي ،والتيّ ار كهربائي وصل
ّ ّ الش اشة يتش ّك ل ٌ ولذلك أينما يقع اصبعنا على ّ
ميه ُد لسهولة ومرونة التّ فاعل بني اهلواتف الذكيّ ة العصريّة وملسة اإلنسان ،وهذا ّ ساع ُد علىاملرتدد الذي يتولّد داخل اجلهاز حي ّف ز تي ارا مماث الً يف أجسامنا – ممّا ي ِ
ُ ُ ًّ ّ
الس نواتكنولوجي هو الذي دفع اإلزدياد يف جاذبيّ ة شاشات ال لّ مس يف ّ ّ التق ّدم التّ س ّد الفجوة وإكمال ال ّدائرة الكهربائيّ ة.
األخرية.
�ح نيل جريشينفيلد ،مدير �وض � ُ
موصل جيّ د للكهرباء» ،ي � ّ
ٌ «جسم اإلن ��س ��ان هو
املصادر: �ذرات ( )Center for Bits and Atomsال ��تّ ��اب ��ع ملعهد مركز األرق ��ان وال � ّ
how-do--1439/http://engineering.mit.edu/live/news كنولوجي ( .)MITولذلك إستخدام أصابعنا إلكمال ال ّدائرة ماساتشوستس التّ
ّ
touchsensitive-screens-work كثريا رص ��د ملسة اإلنسان بدقّة عالية .ح�ّت�ىّ يستشعر يسه ل علينا ً الكهربائيّ ة ّ
http://en.wikipedia.org/wiki/Touchscreen املرتدد« ،ال بُ ّد
مكا ٌن ما على شبكة األلواح اليت تغ طّي شاشة اجلهاز وجود التيّ ار ّ
من صفحة I believe in Science الكهربائي »،خيربنا جريشينفيلد .يف حالة شاشات من وجود سبيل لعودة التيّ ار
ّ
27 26
نبضات بن باز ... نبضات بن باز ...
اعود الوضح واقول ان اقوى هذه احلجج « العلمية – الفلسفية» ال يؤيد امل يثبت الفالسفة والعلماء وجود اهلل؟
دي ��ن معني او ال ��ه معني ولكنها من املمكن ان تشري إىل وج ��ود علة اوىل او اليس هناك مؤمنون اذكى منك؟
مصمم .وبالطبع هذا ال شيء يف حبر االديان الضخم .يعين ببساطه ان صدقنا
وجود عله اوىل فهذا اليعين اهنا علة ذكية او واعية ،فما بالك بدين يقول اهنا
علة دمها خفيف ارسلت ابنها الوحيد ليموت من اجل خطايانا!!!! -1الم يثبت الفالسفة والعلماء وجود اهلل؟
وه ��ذا اعتقاد شائع ب�ين املتدينني ان هناك حجج فلسفية دام ��غ ��ه ت ��دل على
وجود اهلل ،ولكن ال يوجد حجج فلسفية «تثبت» وجود أي اله او انه جيب
ان يكون موجودا .ولكن يف افضل حاالهتا «اعين هذه احلجج» جتعل وجود
نوع معني من االهله حمتمل ،هذا لو افرتضنا ان هذه احلجج قوية .يف احلقيقة،
ان افضل هذه احلجج اليت تدافع عن وج ��ود اهلل هي حجج مليئة باملشاكل
والثغ رات واالخطاء املنطقية .بل ان اكثرها هو جملرد جعل املؤمنون يعتقدون
بعقالنية وعدل امياهنم ،ي عين هذه احلجج ال تبين اساس لكيفية اعتناق اميان
ما ولكن هي فقط « تعقلن» هذه االعتقادات.
فاذا كانت هناك حجج علمية او فلسفية تدعم وجود اهلل فاهنا ليست قوية
كفاية لتكون كافية لوحدها جلعل االمي ��ان عقالين وخاصتا اذا وضعنا يف
احلسبان قوة احلجج ضد فكره وجود اهلل .ونعين هناان هذه احلجج خاصة
29 28
نبضات بن باز ... نبضات بن باز ...
أكثر من اجدادنا،وقد ثبت ان هناك عالقة بني التعليم اجليد واالحلاد( .راجع
خرب جملة نيتشر) .الفالسفة والعلماء القدماء اعتقدوا يف اشياء االن حنن
نعتربها خطأ ومل يعتقدوا باشياء ثبت صحتها االن .واذا كنا سنعتمد على
اراء الناس فمن االفضل ان ننظر للبشر يف القرن احل ��ايل الذين هم افضال
تعلما من بشر القرون الوسطى مثال.
ان كون احد ما اذكى منك آمن بشيء ما فهذا ليس دافعا لك لكي تقلده. -2اليس هناك مؤمنون اذكى منك؟
وهذا ما يسمى يف املنطق مبغالطات حجج السلطة .وهذه املغالطة شديدة صحيح ان هناك من هو اذكى مين ومن كثري من امللحدين آمن بدين ما ولكن
االنتشار وحمتواها هو لو ان الشخص الذكي هو سلطه فيما يعتقده فبالتايل ما املشكله؟ فهناك ايضا من هو اذكى منك ورفض دينك! سواء لدين اخر او
علينا اخلضوع ل رايه وقناعاته. لالحلاد جبميع االديان .وهؤالء امللحدون االذكياء يعيشون حياة الدينية بشكل
هناك ايضا شيء انوه علينا مره اخرى وهو سوء فهم مصطلح االحلاد .االحلاد كامل باسلوهبم اخلاص .هل تظن انك اذكى منهم؟ هل لو كانوا اذكى منك
ليس رسالة دكتوراه عن صحة موقف ما او خطئه .البعض يعتقد ان االحلاد فان هذا سيكون سبب كايف لك لرتك دينك؟ بالطبع ال!!
يكرس مفهوم ان هناك شخص م ��ا خطا وشخص م ��ا ص ��واب .ال ،احلقيقة ان عكس هذا السؤال جيعله اقوى الننا نعلم ان جيلنا البشري احلايل متعلم
31 30
نبضات بن باز ...
االحلاد هو فقط غياب االميان باي اله بدون تقدمي كلمة صواب وخطأ.
ان اللفظ الدقيق سيكون االحلاد موقف أكثر مالءمه او عقالنية .والحظ هذه
النقطه املهمه ال ��ق ��ادم ��ة ،هناك بعض امللحدين مواقفهم غ�ير عقالنيه وغري
مالئمه .بل واسباب احلادهم غري عقالنية .وهذا صرت اراه كث ريا هذه االيام.
ع ��ن نفسي ف ��ان سبب ع ��دم امي ��اين ال ��ذي اراه عقالين ه ��و ان ��ه الي ��وج ��د اس ��اس
عقالين يقف عليه االميان.
بن باز
33 32
حممد بني الدين و السياسة حممد بني الدين و السياسة
و االجنيل .
و مع ذلك لنذهب معهم أن هذه التوراة و االجنيل حمرفان و أن كل التواريخ املوجودة
داخلها عبارة عن تواريخ م ��زورة و ال ميكن االعتماد عليها يف اثبات تارخيية القصص
القرآين.
فهل ميكن أن جند ق رائن أخرى تثبت تارخيية هذه القصص القرآنية ..؟
أعتقد أنه من نافل القول أن اليهود و املسيحيون أصبحوا كذلك يف نفس الوقت اليت
أنزل اهلل التوراة و االجنيل على االنبياء موسى و عيسى هبامش خطأ 25سنة زيادة و ليس ال ي زال املسلمون يدعون بان التوراة و االجنيل حمرفان معتمدين يف ذلك على بضعة آيات
نقصان النه ال ميكن أن تكون مسيحيا» قبل نزول االجنيل على عيسى كما أنه ال ميكن وردت يف القرآن تتحدث عن حتريف الكلم عن مواضعه *من الذين هادوا حيرفون الكلم
أن تكون يهوديا» قبل نزول التوراة على موسى وال حنيفيا» قبل نزول الصحف على عن مواضعه ويقولون مسعنا وعصينا وامسع غري مسمع وراعنا ليا بالسنتهم وطعنا يف
اب راهيم و هكذا ...اخل الدين ولو اهنم قالوا مسعنا واطعنا وامسع وانظرنا لكان خ ريا هلم واقوم ولكن لعنهم اهلل
و أيضا» ال ميكن أن تبىن الكعبة قبل نزول الصحف على اب راهيم و قبل والدة اب راهيم بكفرهم فال يؤمنون اال قليال* (النساء)
الن اآلية القرآنية*واذ يرفع اب راهيم القواعد من البيت وامساعيل ربنا تقبل منا انك انت *فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوهبم قاسية حيرفون الكلم عن مواضعه ونسوا
السميع العليم* (البقرة ) تشري اىل أن اب راهيم و امساعيل مها من بنيا الكعبة (البيت حظا مما ذكروا به وال ت زال تطلع على خائنة منهم اال قليال منهم فاعف عنهم واصفح
احل رام) و اعتقد أن علم التاريخ و اآلثار قد ميكنهما حتديد مىت بنيت الكعبة (البيت ) ان اهلل حيب احملسنني*(املائدة)
احل رام و ليس هذا فحسب فأيضا» ال ميكن أن توجد الكعبة قبل أن يوجد اب راهيم و آدم *يا ايها الرسول ال حيزنك الذين يسارعون يف الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ومل
و البشرية و حسب جامعة ام القرى فان البشرية وجدت يف مكان الكعبة أي مبكه قبل تؤمن قلوهبم ومن الذين ه ��ادوا مساعون للكذب مساعون لقوم اخرين مل ياتوك حيرفون
200000عام و لنثبت هنا رأي علم االث ��ار حيث أنه قال أن أقرب نوع لالنسان احلايل الكلم من بعد مواضعه يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان مل تؤتوه فاحذروا ومن يرد
وجد على هذه االرض قبل 36مليون عام .و بالتايل الفرق بني االنسان االول و انسان اهلل فتنته فلن متلك له من اهلل شيئا اولئك الذين مل يرد اهلل ان يطهر قلوهبم هلم يف الدنيا
مكة هو 35800000= 200000-36000000عام. خزي وهلم يف االخرة عذاب عظيم*(املائدة)
أما االدلة األخرى فمتعلقة بالكنائس املسيحية و املعابد اليهودية فليس من املنطق أن فبالرغم من أن هذه االيات ال تتكلم ص راحة عن حتريف التوراة و االجنيل اال أن املسلمون
تبىن املعابد اليهودية قبل نزول التوراة على موسى و قبل والدة موسى و بالتايل من خالل قد اعتمدوا عليها م رارا» و تك رارا» يف وجهات نظرهم حول هذا التحريف ،معتمدين
اكتشاف أول معبد يهودي يف العامل نستطيع حتديد عمر اليهودية و حىت عمر موسى بذلك على أنه ال ميكن لإلجتاه اآلخر (اليهودي و املسيحي ) أن يثبتوا أن هذان الكتابان
هبامش خطأ بسيط ال يتجاوز اخلمسني عام وكذلك االمر بالنسبة للمسيح و املسيحية غري حمرفان و هذا ناجم عن استخدام املسلمون الحدى املغالطات املنطقية اليت تكلم
. عنها السيد بسام البغدادي و هي البينة على من ادعى فاملسلمون هم من يدعون بأن
و حسب التأريخ و املكتشفات االثرية فان أول معبد يهودي وهو هيكل سليمان بين يف التوراة حمرفة وعليهم هم إثبات ذلك بالدليل القطعي امل ��ادي و ذلك بأن حيضروا لنا
القدس قبل 1000عام من امليالد . التوراة الغري حمرفة .و اال فان أي كالم آخر ال يكون دليال» قطعيا» على حتريف التوراة
37 36
االسالم و التوراة والقرآن و عمر البشرية االسالم و التوراة والقرآن و عمر البشرية
ق ��ال عبد ال ��ق ��ادر احل ��وس ��ان رئيس «مركز رح ��اب للد راسات األث ��ري ��ة « يف األردن « لقد
كشفنا عما نعتقد أنه أول كنيسة يف العامل تعود لفرتة من 33إىل 70سنة للميالد.
و هذا يعين من خالل حساب السنوات اليت مرت فيها اليهودية و املسيحية و معبد
اب راهيم ال ��ذي هو الكعبة حسب كل االدي ��ان السماوية ف ��ان عمر اليهودية و التوراة
ال تتجاوز اآللف عام قبل امليالد هبامش خطأ بسيط و هذا يعين فيما يعنيه أن عمر
البشرية حسب القرآن و التوراة و علم اآلثار املصاحب هلما ال يتجاوز السبعة آالف
عام و هذا يعين أنه من الثابت أن اهلل خلق آدم قبل سبعة آالف عام على أكمل وجه
و أحسن صورة حسب القرآن و بالتايل فاننا جند تناقضا» صارخا» بني عمر البشرية
حسب االدي ��ان و عمر البشرية احلقيقي حسب علم االث ��ار و بالطبع ال ميكن لنا إال
أن نثق بعلم اآلثار الذي يثبت بالدليل القاطع أن البشرية ولدت قبل 36000000عام
و لنذهب بعيدا» مع السيد عز الدين ك زابر الذي اعتمد على املعادالت الرياضية و
احلسابات الدقيقة كما يقول لكي حيدد عمر البشرية من وقت خلق آدم اىل اآلن فقال :
هكذا إذاً يكون عمر البشرية – بناءاً على التحليل السابق -قد وصل إىل ما ال يقل
عن 520,000سنة وأن الزمن قد يكون قد امتد ووصل إىل 2,700,000سنة (عمر البشرية
و منحى نقصان عمر االنسان).
فاذا ما قارنا بني هذه االرق ��ام وحقيقة عمر البشرية حسب االكتشافات االخ�يرة لعلم
اآلثار فاننا جند أنه ما ي زال الفرق شاسعا» بني عمر البشرية حسب علم اآلثار و عمر
البشرية حسب حسابات االدي ��ان وه ��ذا ان دل على ش ��يء ف ��امن ��ا ي ��دل على أن ��ه توجد
مشكلة تارخيية يف القرآن و القصص القرآين لصاحل املشككني يف حقيقة نزول القرآن من
عند اهلل على نبيه حممد.
51 38
عذرية مرمي يف اإلجنيل عذرية مرمي يف اإلجنيل
إن طرد يسوع ألخوته وأمه يفرض تساؤالً من نوع آخر هو :ملاذا يطردهم؟ رمبا قد جند
اإلج ��اب ��ة على ذل ��ك يف إح ��دى اجلمل ال�تي قاهلا يسوع فيما يعرف باسم املوعظة على
أهل بيتِ ِه( ].مىت )36 :10لكن هذا ليس بدليل على ُ
ِ
اإلنسان اجلبل36[ :ويكو ُن أعداءَ
العداوة بينه وبني أهله .وهنا يسرد لنا الكاتب حادثة أخ ��رى الفتة وهي ع ��ودة يسوع
إىل مسقط رأسه الناصرة (حبسب املعتقد املسيحي ،رغم أن قضيتا مسقط رأسه ،واسم
املدينة الزاال موضع جدل) ،حيث رفضه أهل الناصرة ومل يقبلوا دعوته ،كما أبدى يسوع
سخطه على ذلك .وميكننا تفسري هذه احلادثة باجتهاد تأويلي جلعل تسلسل األحداث
أكثر منطقية وهو أن املعتقد السائد يف الناصرة كان يهودي اً متشدداً ،ومل يقبل األفكار
(ال بِ َدع) اجلديدة اليت حاول ابن املدينة نشرها ،ورمبا ذلك ما سبب إح راج اً لعائلته (أبويه
وأخوته) فاضطروا إىل املفاضلة بني دينهم الذي يؤمنون به ،وجمتمعهم من جهة ،وبني
ابنهم وأفكاره من جهة أخرى .مما دفعهم إىل التشبث بدينهم انسجام اً مع فرضية البيئة
اليهودية املتشددة .وبغض النظر عن التأويالت السابقة ،نالحظ يف ذات املقطع أيض اً أن
كاتب إجنيل مىت ذهب ألبعد من ذلك ،فطالعنا بأمساء أخوة املسيح:
�وا»:م ��ن أَي ��ن لهِ � َذا ِ
هذ ِه [ولَ � َّ�م ��ا ج ��اء إِلىَ وطَ��نِ � ِ�ه َك ��ا َن �ي ع لِّ م ه م فيِ مجَْ م عِ ِه م ح �َّتَىَّ بهُِ تُ وا وقَ ��الُ� ِ
ْ َْ َ َ ْ َ َُ ُ ُ ْ َ َ َ َ
ِ
وبت أ ُُّم ��هُ تُ ْد َع ى َم � ْ�ريمَََ ،وإِ ْخ � َ�وتُ��هُ �يَ ْع ُق ََّج ا ِر؟ أَلَ ْي َس ْ
س ه � َذا ابْ � َ�ن ال ن ََّ ات؟ أَلَ ْي
الحْ ْك َم ةُ َوالْ � ُق � َّ�و ُ
وس ي وسمِ
َخ َواتُهُ جمَِ يعُ ُه َّن ِع ْن َدنَا؟] (مىت )55 -54 :13 أ ت
ََْ ْ َ س ي َلَوأ ا؟» ذ
َ و ه �يو ن
َ
َ ْ َ َ َُا ع وي ِ
َُ
إن ما يفعله الدين ،أي دين ،هو تغييب العقل عن طريق تقديس النص والشخوص،
ذل ��ك ليستطيع االس ��ت ��م �رار .وأن ��ا واث ��ق من أن معظم املسيحيني قد ق ��رؤوا ه ��ذه اآلي ��ات،
لكنهم مروا عليها مرور الك رام ،رمبا كنوع من الرتديد .ما فعله الدين هنا ،هو تغييب
احلس النقدي والقدرة على التفكري احلر والتحليل واالستنباط .إن النص الديين جيب
التعامل معه كأي نص ع ��ادي ،بتحليله ونقده وتفكيك رم ��وزه والتعرف على منشأه
وأص ��ول األفكار ال ��واردة فيه .وقد يبدو من غري املعقول بالنسبة إىل شخص يعيش يف
القرن احلادي والعشرين ،أن يعيد تك رار النص نفسه مئات امل رات دون أن يفكر حلظة
بنقد ما يق رأه أو التعمق فيه بطريقة موضوعية علمية.
(مالحظة :اعتمدت على الكتاب املقدس فقط ال غري ،رغم وج ��ود مصادر أخ ��رى -ال
تعرتف هبا الكنيسة -تدعم ما ُس قته يف عرضي املوجز السابق).
51 42
ملحمدية
الكازانوفية ا ُ ملحمدية
الكازانوفية ا ُ
قومها وال تردي باعظم رجل من أمثال حممد واتباعه أن يكون جمرد خادم عندها،
تشاركنا الكاتبه يف التساؤال املنطقي ,لكنها ال ترهق نفسها عادة املسلمني يف ضمن سلسلة أمهات المؤمنين – قراءة مغايرة
التحري والتوثيق وتكتفي فقط بعالمة التعجب. ( أم المؤمنين صفية بنت حيي)
مما جيعلنا هنا نربهن وناكد علي كون صفية قد أصاهبا املس أو اللوثه ,فصارت من صــــــــ 288إلي صــــ289
من هول الصدمة م رأة غري اليت كانت .ومل ال ,فلمحمد وإيرة أروع األثر وأعظم
تم تقسيم النص إلي عدة مقاطع حتي يسهل علي القاريء متابعة النقد بدقة
التأثري.
املصدر الرئيسي :ت راجم سيدات بيت النبوه – (رضي اللع عنهن -للــد كتوره
( )3اإلصابة 126\8 :مع طبقات بن سعد 121\8
عائش عبدالرمحن – بنت الشاطيء)
تنويه :املصادر الداخليه املذكورة يف النص سيتم توضيحها ضمن التذييل .
ونستكمل النص
ومثة أقيمت وليمة العرس :أصبح النيب فقال من كان عنده شيء فليجيء به
حتت عنوان « رؤيا العروس وذكرياهتا» ولن راعي ما بني األقواس»
,وبسط نطعا ( ،فجعل الرجل جييء بالتمر ،وجعل الرجل جييء بالسمن) ....
فكانت وليمة رسول اهلل ()4
وظهرت صفي عروسا جملوة ،تأخذ العني بسحرها حيت لتقول أم سنان األسلمي:
إهنا مل تر بني النساء أضوأ منها ( ، )3ووراء جلو الفرح املرتقب ( ،غابت آثار
تذييل -:
احلزن واألمل ) ( ،وكأن العروس نسيت املذحبة املروعة اليت ألقت بأهلها صرعي
نعود هنا إيل القول املأثور عن حممد نيب املسلمني بأن اهلل يطعمه ويسقيه ,وان
جمندلني ،وأخرجتها من حصن القموص ،ذليلة أسرية ،تساق بني السبايا !)
جربيل لطاملا نزل علي رغباته ,وأنه مل يكن اهلل ليرتكه يتلمس احلاجه من الغري,
ويطلب من الغريب ان يساعده يف اخص خصوصيات حياته ...ونتسائل ,أين عز
تذييل -:
بنو عبدمناف املزعوم ,وأين وجاهة وث راء بين هاشم اليت ملئت هبا كتب السري,
بيان ٌم فصل جبمال صفية كا أنثي وإب �راز ما تشتمل عليه من مج ��ال فطري ،
مث أين ربه !!! فلماذا مل يرس له مائدة من السماء ....أهو اعز عليه من عيسي ,أم
وحسن آخاذ ,بعدما قرر محُ مد أن يصطففيها لنفسه ويضمها إيل حرمية وكأننا
ت راه أحقر !!! ويبقي آخر سؤال يقف يف حلقي « ...هل كان رسوال أم شحاذا
يف مشهد من مشاهد مسلسل اجلريئة واجلميالت أو من مسلسل حرمي السلطان.
؟؟ «
تسوق الكاتبه إستغ راهبا ,عن كيف نسيت صفية ما حدث هلا وألهلها بل ولكل
( )4متفق عليه من حديث انس – اللؤلؤ واملرجان ك النكاح :ح 900
قومها علي أي ��دي حممد وأتباعه ،بعدم داه ��م حصنهم ,ودم ��ر مدينتهم ,وقتل
نستكمل النص
زوجها،عمها،اخيها ،وأخذها أسرية من بني السبايا بعدما كنت يف عز ومنع من
دخل صوسلم علي صفية ،ويف نفسه شيء من موقفها األول ( حيث رفضت طلبه
45 44
ملحمدية
الكازانوفية ا ُ ملحمدية
الكازانوفية ا ُ
حي ��اول أن يظهر حممد وكانه الشخص األيب العفيف ،ال ��ذي يتحكم يف شهواته سابقا يف ان جيامعها ...راجع االج �زاء السابقه من السلسله املباركة) وأقبلت
وغ رائزه ...فاول ما إقرتبت منه صفية ( وكأن جمرد اإلق رتاب منه هو إشارة منها عليه فقالت :إهنا يف ليلة عرسها بكنانة بن الربيع (،رأت يف املنام أن قم رأ وقع
له بان هلم ضاجعين ففرجي يف أمس احلاجه ملباركة إيرك الكرمي ) فإمتنع عنها, يف حجرها ،فلما صحت من نومها عرضت رؤيتها علي كنانة ،فقال غاضبا
وكأنه يود أن يدلل ويسوق لنا أنه يريد أن يطمئن باهنا تريده طواعية ال خوفا وال « ما هذا إال أنك تقمنني مللك احلجاز حممدا ! « ( )5ولطم وجهها لكمة ما
إستسالما !!! فسأهلا ( ....إيه اللي خملكيش تنامي معايا املرة اللي فاتت ) ..... ي زال ألثر منها فيه ).
وكان الرد العجيب منها ونظر صوسلم إيل أثر اإلخض رار يف عينها ،وقد سره ما مسع من حديثها (،وهم
بأن يقبل عليها ،لكنه امسك وسأل « ما محلك علي اإلمتناع أوال» أو قال :
« خشيت عليك قرب اليهود « ....عن أي يهود تتحدث صفية ,بعدما دك حممد ما محلك علي إبائك يف املنزل األول ).
حصوهنم ,وسبا نسائهم ,وساقهم مجيعا أسري ؟؟؟ ,مث أن حممد أخذها بعيدا خشيت عليك قرب اليهود» ( )6ف زال ما كان ُ واجابت العروس من فورها «( :
عن حصن خيرب ,وأعلن زواج ��ه منها يف مكانه ووسط أتباعه وحلفائه مبعين أن جيد يف نفسه من جفوة).
اخلوف منعدم وغري قائم ،واألغرب واالمر هو تعليق مقحمد نفسه ,بانه صدقها
وزال ما كان يف نفسه من ناحيتها .... ,اهذا نيب مرسل ,ام طفل ساذج ،أم رجل تذييل -:
أخرق ,أهو نيب صاحب عقل ورجاحه أم مأفون تنطلي عليه أبسط وأسذج احلجج ملاذا مل تٌفسر الرؤيا أو املنام علي إعتبار أهنا قد تلد نبيا أو رسوال ،مثلها مثل
.... ،هل كانت صفية حبق ختشي عليه اليهود ,أم جمرد مربر ط را علي ذهنها.؟؟ أم محٌ مد ؟
أم ت راها حبق كانت ٌم صابه بنوع من أنواع اللوث وفقدان العقل. م ��ن امل ��ع ��روف ع ��ن زوج ��ه ��ا كنانة ان ��ه ك ��ان م ��ن أش �راف ال ��ق ��وم ويعمل بالتجارة ،
الصناعة الوحيدة املتداوله إب ��ان عصرهم ويف زماهنم ....فكيف له أن يعرف
( )5الرية ، 350\3تاريخ الطربي ، 94\3 :رواه الط رباين يف جممع الزوائد 125\9 باألحالم وتفسريها؟؟
،السمط الثمني 120 أت راه كان ٌم نجما ,أم كان ميتهن هو اآلخر مهنة مسائية لتحسني الدخل أو ل رمبا
( )6اإلصابة 26\1 يود أن يشارك الرعيه العامة يف املشقة !!!!!!!
حاول حممد ان يٌكرم صفية بان يضع إيره الكرمي صاحب قوة األربعني بغال يف
فرجها ,وأن ينهل من عسلها ومجاهلا ،فهو معروف بإشتهائه وحبه للنساء..
لكنها مل تمٌ كنه منها – أت راها كانت حلظة اإلفاقه من اللوثة , -فكيف تمٌ كن
من قتل زوجها وأبوها وعمها من أن يضاجعها !!!! مما جيعلك تقف مشدوها
من مواقفها عد ذلك ،ولكن ماذا نقول إنه السحر النبوي والكازانوفية احملمدية
47 46
هل كان رسوال ً أم قوادًا هل كان رسوال ً أم قوادًا
تذييل - :
بعد موقعة خيرب ,سيقت السبايا والغنائم كاألغنام وكانت منهم سيدة ( من سيرة أم المؤمنين -صفيه بنت حيي)
قومهم – صفيية بنت حيي ومعها ابنة عمها ,يقودهم بالل بن رباح ذلك
العبد األس ��ود ,ال ��ذي مل تكن ل ��ه كينونة وال م ��ق ��ام قبل خ ��روج حممد بدينه
اجل ��دي ��د ,ال ��ذي مل يشمل س ��وي السفهه وال ��دمه ��اء ودون ال ��ق ��وم وعلقنا علي
يقول
تللك النزعه السوداويه بداخله جتاه األسياد يف احللقة السابقة.
كلمة إصطفاها لنفسه ,تدل علي الفحص والتدقيق واإلختيار ،فاإلصطفاء
« مث أمر بصفية فحيزت خلفه ،وألقي عليهل رداءه ،فكان ذلك إعالما بأنه
يتم م ��ن ب�ين متعدد ,وه ��ذا حييلك إيل قضية إهتمام رس ��ول املسلمني بإيره
(صوسلم) قد اصطفاها لنفسه !!!
وشغفه الشغوف بالنساء ،السيما إن كانت علي حظ من مجال ونصيب
يف حديث عن أنس أن رسول اهلل (صوسلم) ملا أخذ صفية بنت حيي ،قال
من أنوثه
يف ؟ قالت :يا رسول اهلل ....قد كنت امتين ذلك يف الشرك ،هلا ( هل لك ً
( ألقي عليها ردواءة ....إصطفاها لنفسه )
فكيف إذا أمكنين اهلل منه يف اإلسالم ؟ ) قاعتقها (صوسلم) وتزوجها ،وكان
عتقها صداقها ودفعها (صوسلم) إيل أم سليم هتيئها ،وتعتد عندها
حني تٌعمل الفكر هبدوء يف تللك اجلمله ،تستشعر مدي اإلحنطاط والوضاعه
يف فكر هذا الرجل – حممد بن عبداهلل -وتتسائل ب�براءة عن من يتشدقون
املصادر جتنبا لتك رار املصدر ذكرته مره واحده ....وهو نصا من الكتاب
حب ��ب ��ه ،ت ��ك ��رمي ��ه ،ت ��ع ��زي ��زه ل ��ل ��م �راه ...وع ��ل ��ي رأس ��ه ��م مؤلفة ال ��ك ��ت ��اب ،د /عائشه
• كتاب ت راجم سيدات بيت النبوة ( رضي اهلل عنهم) – طبعة مكتبة األسره-
عبدالرمحن – املعروفه
سلسلة سري وت راجم – عام 2013
كما يُعرج بنا ,علي إنه مل تكن الغزوات وال الفتوحات من قبيل نشر الدعوه,
• :2تاريخ الطربي ،95\3السرية ، 351\3وانظر طبقات بن سعد 81\2
ولكن كانت الدعوه ستارا ليخفي ورائ ��ه احلقد،الكره،الغضب ،الرغبه يف
:3السري ،350\3اإلصابة 126\8
اإلنتقام – بالل بن رباح -وكيف تعامل مع صفية وابنة عمها ،مبا يتخالف
• :4اإلستيعاب ،1782\2السمط الثمني ،120 :عيون األث ��ر ،307\2
الس نن والقواعد يف التعامل مع األس ��ري عموما ،والنساء خصوصا / مع ُ الصحيحني – كتاب النكاح – باب فضيلة إعتاقه أمته مث يتزوجها \ اللؤلؤ
وكما يقول املثل الدارج « شبعه بعد جوعه»
واملرجان ،ح 900
• :5صحيح مسلم – كتاب النكاح :ح ()1365\86
املفرتض أن يكون الفرح األساسي فرح بسقوط خيرب ,وان تكون سيدة املدينة
املهزومه تللك ,يف اسوأ حاالهتا ،بعد ما مر هبا وبقومها من ذل وهوان علي
49 48
هل كان رسوال ً أم قوادًا هل كان رسوال ً أم قوادًا
هل كانت صفية تشتهي حممدا قبل أن ت �راه؟؟ إذن ما موقفها من الشرف يد أقوام ,كانت يف األمس القريب تأنف من أن ختتارهم خدم هلا ,فما بالك
والعفه !! علي إعتبار كوهنا كانت متزوجة من سيد قومها !!!! ....أال تتفق مبقتل زوجها ،أبيها ،أخيها ....وكيف يتصور العقل ،الفطره – البشريه-
معي يا قارئي العزيز ..أن تصريح صفية يف حد ذات ��ه ككالم ,فيه ضمنيا السليمة شخص يف هذه احلالة.
طعنا يف ٌخ لقها ويف شرفها ،يصل حلد إهتماها باخليانة
سياق تارخيي وسرد لألحداث جيعلك تقف يف ذهول من كونه يضرب الفطره
أم هي بالفعل كانت علي عالقة مبحمد قبل غزو خيرب وتعرفه لدرجة أهنا البشريه يف الصميم ,وجيعل املنطق يف حالة غياب ت ��ام ,م ��ن ك ��ون إم �رأة –
تشتهييه وتريده ؟؟؟ صفية بنت حيي -تقبل أن تفكر يف الزواج أصال ،ويف مثل هذه الظروف !!!
واألدهي واألمر أن يتم الزواج مع الرجل الذي بيده قتل أقرب األقرباء هلا ؟؟؟
كيف لرجل – حممد بن عبداهلل -أن يقبل أن يتزوج من إم رأه كانت تشتهي مما جيعلنا نتسائل ب�براءة ,هل كانت – صفيية بنت حيي -عاقلة حب ��ق ,يف
غري زوجها !!!!!! كامل ذهنيتها وإدراكها ،أم من هول الصدمة أصابتها اللوثه ؟
هذا منطق يرفضة الرجل احلر ،فما بالك برجل يدعي الرساله والنبوة وأيت أم حنن أمام تالعب وقح يف رواية األحداث ،ودعارة تارخيية قُحه ,وتدليس يف
ليتمم مكارم االخالق! النصوص.
مث دع�ني أس ��ت ��درك معك ,إن كانت هكذا معه يف ظ ��ل زواج ��ه ��ا ال ��ق ��دمي ...
فكيف يضمن حممد والئها له بعد أن يتزوجها!!! يف ) ....
يقول النص ( سأهلا هل لكي ً
يعين حتيب تتزوجيين ,ال أريد أن أٌعلق بأكثر من أن هذه اجلملة هي القوادة حبق,
كما قلت دوما وسأظل أقول حنن لسنا أما رسول من قبل السماء ...بل حنن فكيف لرجل شريف\ حمرتم ,يطلب الزواج من إم رأه يف مثل هذه الظروف,
أمام قواد الدهر وراعي الدعاره األول يف العامل. أي عقلية تللك اليت تتصور وتقدر علي أن تكون يدها ملطخه بدماء أقرب
األقرباء ويف منتهي التبجح ...يروادها عن نفسها) !!!!!! )
يقول ( أعتقها وتزوجها ,وكان عتقها صداقها).
أي تشبيه للم رأه -يف صورة صفية بنت حيي -أحقر وأدين من ذلك ،أين مث األغرب واألعجب هو موقف صفية نفسها ,مما جيعلين أرجح أهنا إما أصابت
هو اخليار الفعلي ....مث هل املوقف يف األساس جيعل من صفية قادره علي باللوثه \ الفصام ,فأصبحت شخصا غري الذي كان ...كوهنا ترد عليه طلبه
اإلختيار « ....ما بني األسر وأن تكون زوجة – مع حتفظي علي اللفظ – - بقوهلا « ....كنت أمت�ني ذل ��ك قبل اإلس �ل�ام ،فكيف إذا أمكنين اهلل منه يف
للرجل الذي قتل بيده زوجها،ابوها،عمها.، اإلسالم
51 50
هل كان رسوال ً أم قوادًا هل كان رسوال ً أم قوادًا
مث كيف تري موقف حممد بن عبدااهلل من كونه يقبل باملن – امل حرم بنص
تفضل ،تكرمصريح يف القرآن ،حيث أن سياق الرواية جيعلك تتأكد من انه ٌ
عليها بق راره أن يضع إيره املبارك يف فرجها ،بديال عن إرتضائه بصريورهتا كا
امة ،أم ت راه استخسرها يف غري نفسه حلالوهتا !!!!!!!!
أي فوقية يف ذلك الرجل ؟ ,أي نطفة قذرةٌأٌلقيت يف رحم أم رأة أقذر لتٌ نجب
رجال علي هذه الشاكلة من التدين واإلحنطاط !!! ....
53 52
عشر قصص قصرية جدًا ..من احلرب الطويلة جدًا عشر قصص قصرية جدًا ..من احلرب الطويلة جدًا
55 54
عشر قصص قصرية جدًا ..من احلرب الطويلة جدًا عشر قصص قصرية جدًا ..من احلرب الطويلة جدًا
57 56
عشر قصص قصرية جدًا ..من احلرب الطويلة جدًا عشر قصص قصرية جدًا ..من احلرب الطويلة جدًا
حتطم كل زجاجها ,وحتولت املرآة إىل فوهة فارغة. ظل لساعات يتأمل بال مباالة غرفته .مل يأبه أبداً لضجيج االنفجارات ,وإمنا ّ
فجأ ًة ..قفز من هذه الفوهة املتظاهرون. هذا الغبار امل رتاكم منذ أشهر على أث ��اث غرفته ,وهو يدخن بش راهة .شعر
قتلوا امللكة ,مث عثروا على امللك أسفل سريره فقتلوه أيض اً رغم توسالته ,و بامللل فالتقط علبة سردين ,فتحها والتهمها ببطء عن غري شهية .عندما
أشعلوا النار يف كل الصاالت والغرف والستائر جبنوهنم اجلميل. وعب منها بعمق .أثناء النصف األول من سيجارته, انتهى ,أشعل سيجارة ّ
يف هبو القصر ..الطفل بائع الكعك راح يعزف هلم على البيانو كيفما اتفق. كان يرمق بصمت علبة السردين الفارغة ,على سطح طاولته .ختيلها التابوت
لريقصوا بفرح كثنائيات منسجمة مع بعضها بثياهبم الرثة كما النبالء ,غري امل ��ن ��اس ��ب جلثته ,فابتسم ب ��ب�لاه ��ة .أث ��ن ��اء النصف ال ��ث ��اين م ��ن س ��ي ��ج ��ارت ��ه ,علبة
آهبني للن ريان اليت أشعلوها. السردين الفارغة تأملته بصمت ,فتخيلته اجلثة املناسبة لف راغها الداخلي,
ٍ
لعقود مريرة. رقصوا رقصتهم املفضلة ,تلك اليت حرموا منها عندئذ ..هي أيض اً ,ابتسمت ببالهة. ٍ
هذه الليلة وإثر وعكة صحية غامضة ,حتشرج الزعيم قلي الً يف سريره مث مات. ٍ
عندئذ أخرجت الطفلة كفها من أسفل الغطاء ,وفوق زجاج تنهد الصيديل..
انتشر خرب موته مهسا ً يف كل البالد ,مل يصدق الناس اخلرب ,فتسللوا حبذر طاولته سقطت منها قطع معدنية.
إىل امل رايا يف بيوهتم ليتأملوا وجوههم وهم يشهقون مندهشني. أجهشت فجأ ًة بالبكاء وهي تقول له:
بعضهم مسح بكفه زجاج مرآته غري مصدق ,وبعضهم اآلخر مسح بكفه ــ أعطين دواءً يعيد أمي للحياة بأربع ل ريات ونصف.
على وجهه غري مصدق.
سرعان ما ابتسموا ..نظروا طوي الً يف امل رايا وهم يكتشفون بفرح للمرة األوىل ليلة اختفاء الزعيم من كل المرايا
مالمح وجوههم. يف هذه البالد مثة شيءٌ غريب حيدث منذ عقود ,حىت صار بالنسبة لسكاهنا
ٍ
لعقود مريرة. مالمح وجوههم اليت حرموا منها مع توايل األجيال شيئ اً اعتيادي اً.
زعيم البالد موجود يف كل امل رايا املنزلية الكبرية واملتوسطة ,وأيض اً يف امل رايا
الصغرية داخل احلقائب.
كلما مشط أحدهم شعره أمام مرآته ,يشاهد فيها الزعيم ميشط شعره وبذات
التسرحية.
آخر حيلق ذقنه فريى يف املرآة الزعيم حيلق ذقنه.
رجل ما يعقد ربطة عنقه ,الزعيم كذلك و يف نفس املرآة يعقد ربطة عنقه. ٌ
زوج ��ة تلون وجهها ب ��أل ��وان مكياجها ,الزعيم يف مرآهتا يلون وجهه بألوان
مكياجها.
م راهقة وبطيش أنثوي تشد فستاهنا على جسدها ,وتستدير حىت تتأكد من
أهنا مغرية ,مث تتأمل أرداف الزعيم على زجاج مرآهتا.
م ��رة ..ذبابة كانت حتلق أم ��ام امل ��رآة بسعادة ,فلمحت الزعيم حيلق داخلها
بسعادة أيض اً.
شتاء ق ��دمي ,أراد أح ��د املخمورين أن يقتل الزعيم ,وق ��ف أم ��ام مرآته وهو يف ٍ
يرتنح مث أطلق النار على رأسه ليسقط ميت اً ,الزعيم يف ذات املرآة أطلق النار
ظل حيّ اً يف بقية م رايا البالد.
على رأسه وسقط منها ميت اً ..لكنّ ه ّ
61 60
مقتطفات من كتاب فرعون يكتب سفر اخلروج مقتطفات من كتاب فرعون يكتب سفر اخلروج
ان هذه املقولة خطرية جدا فماهو الفرق بني احلب ورضا من حتب اذا كان
قوى ويسهل عليه سحقك .هل ميكن أن خيلط عقلنا بني احلب ومتلق من باب «هل تستطيع أن حتب اإلله؟
احلبيب ،متلق كربياءة وقوته
ويسأل القصيمي ايضا « هل يستطيع قلبك أن يكون ذليال أو نبيال،
متساحما أو غبيا لكى حيب كائنا الميكن ان يفهم أخالقه أو منطقه أو ما
«هل االله شئ ميكن ان حيب ؟ هل الذين يصلون له حيبونه؟ أم يتملقون
يصنع سروره و أح زانه «
اخالقه وحياولون ان خيدعوا قوته وكربيائه؟ اليست االلوهية شيئا يقتل
احلب؟ هل ميكن ان حتب من ختاف من كل اخلوف وتتوقع منه كل املخاطر،
ويسأل القصيمى القارىء «هل حتب كائنا مل يوجه اليك أحد من التحقري
ويصنع ويعد لك ويوقع بك كل اآلالم واألح زان واملخاوف والعاهات
ومن التهديد بالعقاب مثلما وجه اليك؟ هل ميكن ان حتب كائنا مل تره
والتشوهات واألم راض والضعف واهلوان واملوت والشيخوخة وأهوال اجلحيم
حىت وال صورته ،ومل تسمعه ،ومل تعرفه ،ومل تفهمه ،ومل تزره ،كما مل يزرك
والعقاب؟
ومل يفعل ولو مرة واحدة ماتريده منه وتدعوه له مماهو جدير به ،وقادر
هل ىف اعدائك من يوقع بك مثلما يوقع بك إهلك؟ هل ميكن ان حتب
عليه ،ومنتظر منه؟ «
وحشا هو كل الوحوش وكل االف رتاس لكل الناس ولكل األشياء؟ وهل
«هل يستطيع اخلوف من اهلل أو الطموح اىل ج زائه أو اىل رؤيته أن يؤرق
ميكن ان حتب وحشا قد أكل آبائك وأباء ج ريانك قبل ان يأكلك أو بعد أن
نبيا أو قديسا مثلما يستطيع أى برغوث يبيت ىف ف راشه أن يؤرقه؟»
يأكلك؟
«إن البشر ىف تارخيهم الطويل احلزين مل حيبوا األقوياء أو املتفوقني أو
إن اإلنسان لو أحب اإلله الذى يفعل به وله كل هذا لكان هو أردأ حمبوب.
املنتصرين أو املتكربين عليهم ،وامنا رهبوا واستسلموا هلم وأطاعوهم».
إنه حينئذ الفضيلة وال تقوى لإلنسان ىف ان يكون حمبا كما الجمد و
«إن اآلهله ستظل أبدا مهزومة ومهجورة ومنتظرة ىف مسواهتا احلزينة
التكرمي لإلله ىف ان يكون حمبوبا.
املوحشة دون زائر أو راغب ىف الزيارة مهما امتألت األرض باألنبياء
إن اجملد والتكرمي حينئذ ملن تصيبهم البغضاء .إن احلب حينئذ هجاء ملن
وبالدعاة القادمني منها ليعلموا احلب هلا واألشواق إليها واخلوف منها
حيبون .إننا حينئذ جيب ان نبحث عمن يبغضونا ال عمن حيبوننا ..إن حب
واإلميان هبا .ليعلموا الصعود إليها دون أن يوجد من يريد الصعود أو من
اإلله هو اقصى هجاء لذكاء االنسان ولك رامته وألخالق عواطفه ولقلبه وملن
يستطيعه أو من يعرف أساليبه مهما وجد من يتحدث هبا ويستمع إليها،
يهبه قلبه .إنه هجاء لكل معاىن احلب وقيمه ىف األرض»...
بل مهما وجد من يعلمها ومن يتعلمها .إن األرض هى كل اآلهلة واألنبياء
ويسأل القصيمي «هل الذين يصلون لإلله حيبونه أم يرضون ويتملقون قوته
واألديان واملذاهب وكل السموات ولكن اإلختالف ىف األمساء وىف التعمق ىف
وكربياءه؟
تفسري األشياء وىف معرفة جنسياهتا»
63 62
65 64
زانا وناديا زانا وناديا
املستوى اإلنساين وعلى نفقة احلكومة ،و نظ را لصحة عقد الزواج بالنسبة
للقوانني العامة اليمينية والتعاليم اإلسالمية اليت ترعى القوانني واألحوال Rama Farousi So
الشخصية ،اليت تعطي لألب احلق بتزويج بناته بدون موافقتهن إذا كانتا
حتت سن الرشد ،وعلل والدمها ذلك بأنه يعرف ما األصلح هلما فهو رغم
قضائه سنني طويلة يف اململكة املتحدة عاشها مع ام رأة انكليزية اال انه ما
مل تكن زانا وناديا حمسن على عل ٍم باإلجازة املشئومة اليت تنظرمها يف صيف
زال حمتفظا بتلك العقلية الرجعية اليت تفرض تزويج البنت عند بلوغها
عام 1980واليت َس تُ غري حياهتما بوجه ُك لي .زانا وناديا فتاتان من اململكة
قبل ان ترتكب ما قد جيلب العار للعائلة خصوصا وان بناته يعشن يف
املتحدة ،حيملون اجلنسية الربيطانية من أب مسلم ميين وأم بريطانية األصل،
جمتمع غريب حر ال يعىن بعقله البايل فقد ال تسنح له الفرصة للسيطرة
قام والدمها باصطحاهبما معه عند بلوغهما ال رابعة عشر إىل اليمن حبجة
عليهما مستقبال فقرر القضاء على طفولتهما الغضة مبباركة اسالمية.
بلده األصلي .لِتُ صعق الفتاتان وجتدا نفسيهما
قضاء اإلجازة الصيفية يف ِ
بعد أن استطاعت األم تسليط الضوء على قضية ابتنيها اليت هي أشبه
حمتجزتني بقرية طرفية يف الريف اليمين ،محُ اصرتني بسالسل جبلة حادة
بقصص بيع الرقيق األبيض حتت مسمى عقد زواج إسالمي توصلت إىل
وممتدة حنو األفق .مناطق جبلية تفتقر ألدىن مقومات احلياة اإلنسانية
اتفاق مع حكومة اليمن على ختيري زانا وناديا بني العيش يف تعز مع
احلديثة ،وزوجتا من شابني ال تعرفان عنهما شيئا ،بعقد زواج إسالمي
أزواجهما وأوالدمها أو العودة إىل بريطانيا مشروطة بعدم رؤية أوالدمها
عقدهُ والداهن بالنيابة الصرفة عنهن مقابل ما يُقارب األلف يورو عن كل
جمددا .أعلنت زانا موافقتها الفورية وتركت البالد مسرعة مع أمها بني ما
فتاة حتت ما يسمى املهر يف الطقسية اإلسالمية .كان انتقاهلما املفاجئ
بقيت ناديا يف تعز مع زوجها ألهنا مل تقوى على مفارقة أوالدها قط .زانا
من حياة احلرية يف بريطانيا إىل حياة حمكومة بتقاليد الصح راء والتعاليم
كانت األقوى مل تستطيع تلك السنوات من االضطهاد أن تقتل روحها
احملمدية صدمة كبرية هلن .فقد حاولتا التأقلم بشىت الوسائل مدفوعتني
احلرة وحنينها الستعادة شخصيتها الكاملة مبنأى عن أي اضطهاد ذكوري
بأمل كبري يف أن تأيت أمهما لتأخذمها من طبيعة احلياة اليت ُوضعتا بهِ ا.
أو ديين فتخلت عن طفلها مقابل حريتها بينما ناديا اختارت أطفاهلا
فأج ربا على ارتداء اخلمار وأن تعمال هنارا يف نقل املاء ،ومجيع أعمال البيت.
على حريتها معللة بذلك أهنا مل تستطيع على ترك جزء منها يف اليمن
ليال يتحولون ألدوات تفريخ لألطفال ألزواجهن القساة .كانت حياهتما
ومع ذلك يبدو أن تلك السنوات من االضطهاد والتلقني اإلجباري لتعاليم
عبارة عن جحيم كامل ،مع استحالة اهلرب من ذلك السجن الصح راوي.
اإلسالمية قد مسحت شخصيتها كليا فبعد مرور عدة سنوات أبدت
تأخرت أمهما مخسة سنوات يف إجيادمها وبعد أن عرفت مكاهنما أتت
تعاطفها مع جالديها و بررت ألبيها فعلته وصفتها أختها بأهنا حتولت
بفريق صحفي إلثارة ال رأي العام حول قضيتهما .بعد جهود مضنية من
إىل ام رأة فارغة بال روح ناديا اآلن حمتجزة مع زوجها بالسعودية ألسباب
األم وحماميها جنحت يف نقلهما إىل تعز إىل بيت يتمتع بوض ٍع أفضل على
جمهولة وأما زانا فلم ترى طفلها إال مرة واحدة بعد أن تركته وأصدرت
67 66
زانا وناديا زانا وناديا
كتابني عن معاناهتا مع أختها بذلك السجن الصح راوي ومل يرتجم الكتابان
إىل العربية أبدا..........
معاناة زانا و ناديا يف كل بيت عريب فامل رأة هي املتضرر االكرب من التعاليم
الدينية الذكورية فاحلري هبا قبل ان تثور على الرجل لتخلص حقوقها ان
تثور على اله حممد و تعاليمه اليت تعطي احلق يف اضطهادها وجتريدها من
انسانيتها .
96 68
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
وح ��ت ��م ��ي ��ت ��ه ��ا امل ��ي ��ك ��ان ��ي ��ك ��ي ��ة .ودخ ��ل ندري من أين أتت ،مث مبوجب هذه
االنقطاع من الباب امللكي للتجربة ال ��ق ��وان�ين وه ��ذه امل ��ع ��ادالت احل ��رك ��ي ��ة، بس راب نيكوليسكو
ال ��ع ��ل ��م ��ي ��ة .ف ��ح ��ل م ��ك ��ان ال ��س ��ب ��ب ��ي ��ة ي ��ص ��ب ��ح ب ��وس ��ع ��ن ��ا ال ��ت ��ن ��ب ��ؤ ب ��ك ��ل ش ��يء
امل ��وض ��ع ��ي ��ة م ��ف ��ه ��وم أك ��ث ��ر ن ��ع ��وم ��ة هو ب ��دق ��ة ،ط ��امل ��ا أن ��ن ��ا ن ��س ��ت ��ط ��ي ��ع حت ��دي ��د
ال ��ع ��ل ��وم احل ��دي ��ث ��ة ال �ت�ي -ع ��ل ��ى أرض هل بوسع العلم أن يصبح دين اً؟
السببية الشاملة .مما ولد هلع اً لدى الشروط األولية األساسية هلذا الشيء.
الواقع -تقدم العلم كدين جديد. إن غ �رائ ��زن ��ا وث ��ق ��اف ��ت ��ن ��ا وح �ت�ى ِح سنا
التبسيطيني من إمكانية عودة إحياء وهكذا أصبحت كل األشياء حمددة
مت ��ت ��د ج � ��ذور ال ��ع ��ل ��وم األس ��اس ��ي ��ة يف السليم ستقول لنا أن اإلجابة بنعم
امل ��ف ��ه ��وم ال ��ق ��دمي للغائية .واس ��ت ��ب ��دال مسبق اً .مما جعل فرضية األلوهة غري
أع ��م ��اق األرض اخلصبة للتساؤالت ع ��ل ��ى ه ��ذا ال ��س ��ؤال ،وب ��ك ��ل بساطة
الشيء بالعالقة وبالتفاعل والتواصل ضرورية .كما أصبح من غري املمكن
امل ��ش�ترك ��ة ب�ين مج ��ي ��ع جم ��االت املعرفة هذا اجلواب سخيف .فهذا السؤال
املتبادل للظواهر الطبيعية .وأخ�يراً جت ��اوز املسافة القائمة ب�ين «السيد
اإلنسانية: إذاً ب ��األص ��ل س ��ؤال خ ��اط ��ئ .ول ��ك ��ن
استبدل الفهم الكالسيكي للمادة اإلله» ،الذي ميكن يف أحسن األحوال
ما هو معىن احلياة؟ وما دور اإلنسان من بوسعه أن ينكر واق ��ع أن العلم
باملفهوم األك ��ث ��ر ره ��اف ��ة للجوهر – قبوله كمنطلق ،وبني شؤون عاملنا.
يف العملية الكونية؟ وما دور الطبيعة احلديث قد قوض األساطري واكتسح
الطاقة – الزمكان – املعلومة .مما مم ��ا ج ��ع ��ل م ��ن ال ��ص ��ع ��ب ح � ��دوث أي
يف ع ��م ��ل ��ي ��ة امل ��ع ��رف ��ة؟ وه ��ذا ي ��ع�ني أن واملعتقدات اليت أثّرت لقرون يف حياة
أدى إىل تدمري مفهوم اجلوهر الكلي ج ��دي ��د يف ه ��ذا ال ��ع ��امل ح ��ي ��ث احل ��ري ��ة
للعلوم األساسية نفس جذور الدين البشر؟ وم ��ن بوسعه أن ينفي واق ��ع
القدرة الذي كان يستند إليه دائم اً ك ��اذب ��ة (فكل ش ��يء مقدر مسبق اً).
التبسيطيون .فقد أض ��ح ��ى اجلوهر وأصبح العامل ال ��ذي ك ��ان يف املاضي أو الفن أو األساطري .ولكن تدرجيي اً أن ال ��ع ��ل ��م ،وب ��ال ��ت ��ايل ن ��ت ��اج ��ه األك ��ث ��ر
بدأ يُنظر إىل هذه التساؤالت على وض ��وح �اً – التكنولوجيا – ه ��و يف
بكل بساطة ،وجه اً من وجوه املادة. ش ��اه ��داً ع ��ل ��ى ن ��ظ ��ام م ��ط ��ل ��ق ث ��اب ��ت ال
أهنا غري علمية ،مما أدى إىل إلقائها طريقه ألن يغري حياتنا ،تارك اً إيانا
وم ��ع بالنك وآينشتاين ب ��دأت ثورة ي ��ت ��غ�ير ،م ��ل ��زم �اً ألن ي ��ت ��ح ��ول إىل تقين
يف ج ��ح ��ي ��م ال �ل�اع ��ق �ل�ان ��ي ��ة ال �ت��ي ه ��ي عزالً أمام معضلة رفاه ظاهر ،ي رافقه ّ
ال مثيل هل ��ا يف املفاهيم س ��رع ��ان ما يقيس الكم.
جمال الشاعر والصويف والفيلسوف. نضوب (قد يصل إىل حد الفناء) يف
أدت إىل ظ ��ه ��ور م ��ن ��ظ ��وم ��ة ج ��دي ��دة لكن م ��ع ظ ��ه ��ور ال ��ف ��ي ��زي ��اء الكوانتية
وكان السبب األساسي ،هلذا التحول حياتنا الداخلية؟
من القيم اليت أصبحت تتحكم يف يف م ��ط ��ل ��ع ال ��ق ��رن ال ��ع ��ش ��ري ��ن ،تبينت
النمطي ،االنتصار الذي ال يرقى إليه م ��ا ن ��ش ��ه ��ده ال ��ي ��وم ه ��و ب � ��روز إحل ��اد
حياتنا اليومية يف املدينة .إالّ أن ما هشاشة هذا النموذج .فقد أظهرت
الشك ،من املنظور امل ��ادي املباشر، جديد ،ال عالقة له باإلحلاد القدمي،
نالحظه اآلن ،وق ��د مضى ق ��رن على ف ��ي ��زي ��اء اجل ��زي ��ئ ��ات ض ��ع ��ف األس � ��س
للتفكري التحليلي االخت زايل واآليل. سواء أكان وضعي اً أو مادي اً جدلي اً.
ظهور التصور الكوانيت للعامل ،هو ال�تي يستند إليها اإلمي ��ان األعمى يف
فقد ك ��ان يكفي تطبيق ق ��وان�ين ال وهذا اإلحلاد اجلديد يأيت من منظومة
أن ش ��ي ��ئ �اً مل ي ��ت ��غ�ير .ف ��ن ��ح ��ن م ��ا زل ��ن ��ا االستم رارية ،ويف سببيتها املوضعية،
71 70
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
ف ��ي ��ه مج ��ي ��ع اإلش � ��ارات .وجن ��د أنفسنا مع طبيعتنا املزدوجة ،منفصلني متام اً غري القابلة للنقاش للتقنية العلمية نتصرف ،سواء عن وعي أو عن غري
أمام اهنيار جارف من التساؤالت. ألن االن ��ت ��ق ��ال م ��ن م ��س ��ت ��وى إىل آخ ��ر ال �ت�ي ب ��وس ��ع ��ه ��ا أن ت ��ف ��ع ��ل ف ��ع ��ل ��ه ��ا يف وعي ،وفق املفاهيم القدمية للقرون
ما هي املوضوعية يف مقابل الذاتية منقطع بشكل كامل؟ ونتساءل من التطور املتناغم لإلنسان .لكن الذي امل ��اض ��ي ��ة .ون ��ت ��س ��اءل ع ��ن س ��ب ��ب ه ��ذا
امل ��ت ��ب ��ادل ��ة؟ وم � ��اذا ت ��ع�ني امل ��وض ��وع ��ي ��ة أي ��ن أت ��ى ي ��ا ت ��رى ه ��ذا ال ��ي ��ق�ين ،ال ��ذي نتساءل عنه هو التوالد العشوائي االن ��ف ��ص ��ام ب �ي�ن ك ��ون ك ��وان �ت�ي وب�ين
وف ��ق م ��ن ��ط ��ق ال ��ث ��ال ��ث امل ��ش ��م ��ول؟ أال ي ��ؤك ��ده ك ��ل ي ��وم تقدم دراس ��ة قوانني (هل � ��ذه ال ��ت ��ق ��ن ��ي ��ة) ال � ��ذي ب ��ل ��غ ذروت ��ه إنسان ما زال يرزح حتت وطأة تصور
ي ��ع �ن�ي ه � ��ذا أن ال ��ع ��امل اخل ��ارج ��ي ق ��د ال ��ف ��ي ��زي ��اء امل ��ت ��ع ��ل ��ق ب ��ت ��م ��اث ��ل خم ��ت ��ل ��ف يف ال ��وس ��ائ ��ل ال ��ت ��دم�يري ��ة امل ��وج ��ودة يف �ال ل ��ل ��ع ��امل؟ م ��ا ه ��و ي ��ا ت ��رى سبب ب� ٍ
أص ��ب ��ح امل ��رج ��ع ��ي ��ة ال ��وح ��ي ��دة املمكنة م ��س ��ت ��وي ��ات امل ��ع ��رف ��ة؟ مث م ��اذا ت ��ع�ني يف عاملنا ،واليت أصبحت تكفي لتدمريه جتاهل التساؤالت األساسية اليت ما
للموضوعية؟ ويف هذه احلال كيف احلقيقة معرفة الذات ،كشكل ملح بالكامل ع ��دة م �رات .وم ��ا نتساءل زال ��ت ت ��ع ��ت�بر وك ��أهن ��ا ت ��رف ال ف ��ائ ��دة
ال نضيع يف متاهة احلياة الداخلية؟ ومؤرق وغري منطقي للمنطق العادي؟ عنه أي ��ض �اً ه ��و اخل ��ل ��ط ال ��ش ��ائ ��ع ج ��داً منه؟ ملاذا ما زلنا نشاهد عاجزين،
كيف ميكن أن ال نغوص من جديد وكيف بوسع منظومة تتمتع بشيء بني التكنولوجيا والعلوم األساسية. ذل ��ك املشهد املقلق لتجزئ ي ��زداد
يف النفسانية ويف السوقية؟ مث ما هو من التعقيد ،أن حتل بالكامل شيفرة ون ��ت ��ب �ي�ن يف ك � ��ل م ��ك ��ان م ��ؤش � �رات ت ��س ��ارع � �اً ،ل ��ت ��دم �ي�ر ذايت ال ي ��ت ��ج �رأ
مؤشر احلدث املوضوعي؟ وهل بوسع منظومة أخرى ذات تعقيد مماثل؟ ه ��ذه الرببرية اجل ��دي ��دة كما وصفها على اإلفصاح عن امس ��ه؟ مل ��اذا جيري
احل ��ي ��اة ال ��داخ ��ل ��ي ��ة أن ت ��ك ��ون مقياس اً وأخ �ي �راً ه ��ل ل ��ك ��ل ه ��ذه ال ��ت ��س ��اؤالت، ميشيل هنري .ومنبعها كما يبدو جتاهل حكمة املنظومات الطبيعية
لتفاعل م ��ت ��ب ��ادل ب�ين ع ��وامل خمتلفة، من منظور العلم السائد يف أيامنا، لنا ه ��و ه ��ذا اخلليط املتفجر ال ��ذي مهرجني وتغييبها؟ أت �ران ��ا أصبحنا ّ
وب�ين منظومات خمتلفة؟ وك ��ي ��ف ال معىن م ��ن الناحية العلمية؟ أت �راه ال جيمع بني التفكري الثنائي ،بني تقنية للمستحيل تسرينا قوة غري منطقية
ن ��ق ��ع يف ال ��ن ��ف ��ي امل ��ط ��ل ��ق؟ ك ��ي ��ف منيز يتوجب علينا االكتفاء بالنظر إىل الثالث املرفوع كنتاج عقلي صاف، أطلقناها بأنفسنا؟
بني املوضوعية وبني اليقني ،اللذين ال ��ع ��ل ��م ك ��م ��ج ��م ��وع ��ة وص ��ف ��ات فاعلة وت ��ع ��ارض ��ه م ��ع امل ��ع ��ط ��ي ��ات األس ��اس ��ي ��ة وأص ��ب ��ح ال ��ع ��ل ��م ي ��ري ��د ت ��ق ��ل ��ي ��د ال ��دي ��ن
مل ي ��ع ��د أس ��اس ��ه ��م ��ا ال ��ن ��ف ��س ��ي حب ��اج ��ة ع ��ل ��ى ص ��ع ��ي ��د م ��ادي ��ت ��ن ��ا امل ��ب ��اش ��رة ،وال للعلم امل ��ع ��اص ��ر وتقنية تفتقد ألي كما أصبح الدين يريد تقليد العلم.
إىل ب ��ره ��ان؟ وه ��ل ترتبط املوضوعية م ��ع�نى هل ��ا ع ��ل ��ى صعيد ال ��ك ��ائ ��ن؟ هل أفق أنساين. تسرع املواجهة بني اإلمربيالية حيث ِّ
بالتحول الفاعل ،يف نفس الوقت، بوسعنا قبول التساؤل حول الكيف؟ ون ��ت ��س ��اءل ه ��ل ب ��وس ��ع ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة أن العلمية واإلم�بري ��ال ��ي ��ة ال ��روح ��ان ��ي ��ة يف
يف العامل الداخلي والعامل اخلارجي؟ ونسيان التساؤل حول اللماذا؟ هل خت �ب�رن � ��ا ش ��ي ��ئ � �اً ع � ��ن أن ��ف ��س ��ن ��ا؟ ه ��ل تشظية ح ��ي ��ات ��ن ��ا .ون ��ت ��س ��اءل ه ��ل أن
وكيف نتجنب يف آن واحد رومانسية بوسعنا التعامل م ��ع ال ��ك ��ائ ��ن وكأنه ص ��ح ��ي ��ح أين ح �ي�ن أع � � ��رف ال ��ك ��ون التقارب احلايل بني العلم والدين هو
الصوفية وخيالء العلموية؟ خ ��ارج نطاق العلم .مما يعين بالتايل أع ��رف نفسي بشكل أفضل؟ أم أن داللة قوة أم داللة ضعف؟ طبع اً حنن
ون�لاح ��ظ يف مج ��ي ��ع األح � ��وال ،ظهور الوقوع يف عامل فارغ ومنفصل تنعدم هذين املستويني ،من معرفة تتوافق ال ننكر هنا إطالق اً القيمة اجلوهرية
73 72
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
يف ف ��ي ��زي ��اء اجل ��زي ��ئ ��ات م ��ع �اً يف هنايته. متدرج اً وم ��وص ��والً ،بل يتم باألحرى ِّ لتونا .وعلى األخ ��رى ال�تي ذكرناها ِّ موضوعية ج ��دي ��دة م ��ن قلب العلم
امل ��ث ��ال األول م ��ع ��روف ن ��س ��ب ��ي �اً بينما ب ��ان ��ق ��ط ��اع ��ات م ��ب ��اغ ��ت ��ة وج ��ذري ��ة وغ�ير ك ��ل ح � ��ال ف � ��إن ك ��ل ��م ��ة «ط ��ب ��ي ��ع ��ة» احل ��دي ��ث .م ��وض ��وع ��ي ��ة مل ت ��ع ��د فقط
�ش ��ر إىل امل ��ث ��ال ال ��ث ��اين ح�تى اآلن. مل يُ� َ موصولة ،ح�تى إن م ��ن املمكن لعدة ن ��ف ��س ��ه ��ا آل � � ��ت إىل االخ � ��ت � ��ف � ��اء م ��ن م ��رت ��ب ��ط ��ة ب ��ال ��ش ��يء حب ��د ذات � � ��ه ،إمن ��ا
ألن ن ��ظ ��ري ��ات ال ��ت ��وح ��ي ��د يف الفيزياء ن ��ظ �رات م ��ت ��ن ��اق ��ض ��ة أن ت ��ت ��ع ��اي ��ش .إن املفردات العلمية. أصبحت مرتبطة بتفاعل الفاعل
تطمح إىل ص ��وغ م ��ق�ترب ت ��ام ،قائم التنوع املذهل للنظ رات إىل الطبيعة يكف اإلنسان منذ فجر الزمان ّ مل مع الشيء .ما يعين أنه بات يتوجب
على تفاعل أوحد من شأنه أن يتنبأ ي ��ف ��س ��ر مل ��اذا ال مي ��ك ��ن ��ن ��ا ال ��ك �ل�ام على ع ��ن ت ��ع ��دي ��ل ن ��ظ ��رت ��ه إىل ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة. خلق مفاهيم جديدة .حبيث يصبح
بكل ما ميكن أن نرغب يف معرفته الطبيعة ،إمنا فقط على طبيعة معينة �ؤرخ ��و ال ��ع ��ل ��وم على القول وجي ��م ��ع م � ِّ ب ��وس ��ع ��ن ��ا ال ��ت ��ح ��دث ع ��ن م ��وض ��وع ��ي ��ة
(م ��ن ه ��ن ��ا اس ��م «ن ��ظ ��ري ��ة ك ��ل ش ��يء» متوافقة مع اخليال يف العصر املعت برَ . ب ��ع ��دم وج ��ود ط ��ب ��ي ��ع ��ة واح � ��دة ظلت فاعلية للعلم مقابل ذاتية موضوعية
.)a theory of everything الب ��د م ��ن ال ��ت ��ش ��دي ��د ع ��ل ��ى أن العالقة كما ه ��ي ع�بر األزم ��ن ��ة ،على الرغم للمنقول .ونتفكر كم حمظوظ هو
ومن الب ينِّ للغاية أنه إذا رأت نظرية املتميزة ،إن مل نقل املانعة ،بني الطبيعة من املظاهر .فبماذا ميكن أن تشرتك ه ��ذا اإلن ��س ��ان احل ��دي ��ث ال ��ذي أصبح
كهذه النور يف املستقبل لكان معىن وال ��ع ��ل ��م ل ��ي ��س ��ت إال ح ��ك ��م �اً مسبق اً طبيعة اإلنسان املسمى «بدائي اً»، ب ��وس ��ع ��ه اجل ��م ��ع يف داخ ��ل ��ه ،ويف آن
ذل ��ك هناية الفيزياء ،ألن ��ه ل ��ن يبقى م ��ؤخ � �راً ت ��أس ��س ع ��ل ��ى اإلي ��دي ��ول ��وج ��ي ��ا م ��ع طبيعة اإلغ ��ري ��ق ،وطبيعة عصر واح � ��د ،ب �ي�ن ق ��ط�بي ذل ��ك ال ��ت ��ن ��اق ��ض
شيء يُبحث عنه .ومن الطريف أن العلموية scientisteللقرن التاسع غاليليه ،وطبيعة املركيز دو س ��اد، اخلصب.
نلحظ أن فكريت هناية التاريخ وهناية عشر .أما الواقع التارخيي فهو أعقد وطبيعة البالس أو طبيعة نوفاليس؟
الفيزياء قد اتفق هلما أن تنبثقا يف منها بكثري .فلقد كان لصورة الطبيعة احلقيقة ب�لا ش ��يء ،م ��اع ��دا اإلنسان الطبيعة اليوم
الوقت نفسه من «النهاية -املتخ يَّ لة دوم اً فعل متعدد األشكال ،إذ مل يؤثر ن ��ف ��س ��ه .إن ال ��ن ��ظ ��رة إىل ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة ل � ��ل � ��ح � ��داث � ��ة حت � � ��دي � � ��داً وج � � ��ه مم � � � ِّ�وت
-لقرننا» .فهل هذا حمض مصادفة؟ على العلم وحسب ،بل وعلى الفن يف ع ��ص ��ر م ��ا ت ��ت ��وق ��ف ع ��ل ��ى اخل ��ي ��ال ،mortifèreف ��ل ��ق ��د اب ��ت ��ك ��رت
ب ��ي ��د أن � ��ه ،ع ��ل ��ى ال ��رغ ��م م ��ن ال ��ت ��ن ��وع وال ��دي ��ن واحل ��ي ��اة االج ��ت ��م ��اع ��ي ��ة أي ��ض �اً. السائد يف هذا العصر الذي يتوقف أنواع اً شىت من «املوت» و»النهاية»:
الغزير الفاتن لصور الطبيعة ،ما زال �س ��ر ال ��ع ��دي ��د من وه � ��ذا األم � ��ر ق ��د ي ��ف � ّ ب � ��دوره ع ��ل ��ى ح ��ش ��د م ��ن ال ��ث ��واب ��ت: م � ��وت اهلل ،م � ��وت اإلن � ��س � ��ان ،هن ��اي ��ة
باإلمكان التمييز بني ثالث م راحل ال ��ت �زام ��ن ��ات العجيبة .حسيب هنا أن مثل درجة تطور العلوم والتقنيات، اإليديولوجيات ،هناية التاريخ .بيد
كربى :الطبيعة السحرية والطبيعة أورد مثالني :ظهور الفن التجريدي التنظيم االجتماعي ،الفن ،الدين، أن مثة موت اً ق لّ ما جيري الكالم عليه
امليكانيكية وموت الطبيعة. وامليكانيكا الكوانتية يف آن واح ��د إخل .وم�تى تشكلت ص ��ورة الطبيعة خ ��ج ل�اً أو ج ��ه �ل�اً ،أال وه � ��و م ��وت
ألن ل ��ل ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة م ��ن م ��ن ��ظ ��ور ال ��ف ��ك ��ر يف مطلع ه ��ذا القرن ،وظهور نظرية فإهنا تفعل يف ك ��ل جم ��االت املعرفة. الطبيعة .وب �رأي ��ي أن م ��وت الطبيعة
السحري بنية حيّ ة تتح لّ ى بالفطنة هن ��اي ��ة ال ��ت ��اري ��خ ون ��ظ ��ري ��ات ال ��ت ��وح ��ي ��د وال ��ع ��ب ��ور م ��ن ن ��ظ ��رة إىل أخ ��رى ليس املموتة
هذا يف أصل كل التصورات ِّ
75 74
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
كائن .فالف راغ الكوانيت ،من اجلزيئة الكوانيت املوضوعية الصارمة للفكر الطبيعة واختفاء مفهومها من احلقل وبالوعي .واملس لَّ مة األساسية للفكر
إىل الكون ،مليء بكل االحتماالت. الكالسيكي .فالفصل الكامل بني العلمي .لقد جتزأ مفهوم الطبيعة - ال ��س ��ح ��ري ه ��ي م ��س �لَّ ��م ��ة ال ��ت ��واك ��ل
ل ��ذل ��ك ،فإنه ح�ين ن ��زود ه ��ذا الف راغ امل �راق ��ب وب �ي�ن ال ��واق ��ع ال ��ذي نفرتضه اآللة لبداية النظرة امليكانيكية ،مع ال ��ك �لّ ��ي .ف ��م ��ن غ �ي�ر امل ��م ��ك ��ن ت ��ص ��ور
بالطاقة فإننا نساعده على جتسيد م ��س ��ت ��ق�لاً ع ��ن ��ه ب ��ال ��ك ��ام ��ل ي � ��ؤدي إىل إله كالساعة أو بدونه ،إىل مجلة من ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة مب ��ع ��زل ع ��ن ع �ل�اق ��اهت ��ا مع
كمونياته .وهذا بالضبط ما نفعل ت ��ن ��اق ��ض ��ات ال مي ��ك ��ن جت � ��اوزه � ��ا .إن ��ه ومنذئذ انعدمت ٍ القطع َّ
املفك كة. اإلنسان .كل شيء إشارة وأثر ومسة
حني نبين مسرعات للجزيئات. مفهوم أكثر نعومة مبوضوعيته ،مييز احل ��اج ��ة إىل ك � ٍّ�ل م ��ت�لاح ��م ،إىل بنية ورم ��ز ،والعلم باملعىن احل ��دي ��ث هلذه
وأيض اً مل يعد مفهوم الف راغ والزمن العامل الكوانيت .فـ»املوضوعية» تتعلق حيّ ة أو حىت إىل آلة حتتفظ رغم من الكلمة عدمي اجلدوى.
نفسه مفهوم اً ثابت اً .فالف راغ والزمن مبستوى الواقع الذي ننظر إليه. كل شيء ،ببعض من الغائية .لقد ويف امل ��ق ��اب ��ل ي ��ت ��ص ��ور ال ��ف ��ك ��ر اآليل
الرباعي األبعاد الذي نعرف مل يعد وحي � � ��ل ال � � ��ف � � �راغ ال � � ��ف � � ��ارغ ل ��ل ��ف ��ي ��زي ��اء ماتت الطبيعة وبقي التعقيد .وهو للقرن الثامن عشر ،وباألخص للقرن
الوحيد الذي بوسعنا تصوره ،فهو الكالسيكية م ��ك ��ان ال ��ف �راغ اململتئ تعقيد مذهل جيتاح إىل كل جماالت ال ��ت ��اس ��ع عشر (ال ��ذي م ��ازال س ��ائ � ً�دا
يبدو كمجرد تقريب ،كـ»مقطع» ل ��ل ��ف ��ي ��زي ��اء ال ��ك ��وان ��ت ��ي ��ة .ح ��ي ��ث أص ��غ ��ر امل ��ع ��رف ��ة ،م ��ن الالمتناهية يف الصغر إىل ال ��ي ��وم) ،ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة ل ��ي ��س كبنية
لف راغ زمين أغىن بكثري ،ويولد ظواهر جزيء من الف راغ مفعم بنشاط غري إىل الالمتناهية يف الكرب .بيد أن هذا ب ��ل ك ��آل ��ة ي ��ك ��ف ��ي تفكيكها قطعة
مم ��ك ��ن ��ة ل ��ي ��س ��ت أب ��ع ��اده ��ا اإلض ��اف ��ي ��ة ع ��ادي ،ك ��دل ��ي ��ل ع ��ل ��ى ح ��رك ��ة دائ ��م ��ة. التعقيد يُنظر إليه كشيء ط ��ارئ، قطعة الم ��ت�لاك ناصيتها بالكلية.
نتيجة ختمني عقلي .فهذه األبعاد وحت ��دد التموجات الكوانتية للف راغ ألنه يُعترب اإلنسان نفسه طارئ اً من فاملس لّ مة األساسية للفكر اآليل هي
ض ��روري ��ة ل ��ت ��أم�ين ال ��ت ��م ��اس ��ك ال ��ذايت الظهور املفاجىء ملزدوجات اف رتاضية ط ��وارئ التعقيد .وه ��ي نظرة خميفة أنه ميكن معرفة الطبيعة والظفر هبا
للنظرية والستبعاد بعض اجل ��وان ��ب من اجلزيئات – واجلزيئات املضادة اليت تعيدنا إىل عاملنا كما نعيشه اليوم. املعرف عن طريق املنهجية العلمية َّ
غ�ير امل ��رغ ��وب ��ة م ��ن ج ��ه ��ة؛ وم ��ن جهة تبدد بعضها بعض اً خالل ف رتات زمنية إن م � ��وت ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة ال ي ��ت ��ف ��ق م ��ع بأهنا مستقلة بالكامل ع ��ن ماهية
أخ ��رى ه ��ي ليست شكلي ةً ص ��رف �ةً، متناهية يف الصغر .وكأن جسيمات ال ��ت ��ف ��س�ير امل ��ت ��ج ��ان ��س ل ��ن ��ت ��ائ ��ج العلم اإلن ��س ��ان .وه ��ذه ال ��رؤي ��ة االنتصارية
إمنا هلا على صعيدنا نتائج فيزيائية. امل � � ��ادة خت ��ل ��ق م ��ن ال ش � ��يء .وب ��وس ��ع املعاصر .وذل ��ك رغم إص �رار املوقف لـ»فتح الطبيعة» تضرب جبذورها
وخت ��ت ��ل ��ف درج � ��ة امل ��ادي ��ة ال ��ك ��وان ��ت ��ي ��ة امل ��اورائ ��ي هنا أن ي � ّدع ��ي ب ��أن ال ��ف �راغ االخت زايل اجلديد الذي يعطي أمهية يف الفعالية التقنية والتكنولوجية
ح ��ت ��م � �اً ،ع � ��ن درج � � � ��ة امل � ��ادي � ��ة ال �ت�ي الكوانيت هو وجه من وجوه األلوهة. الكربى للمركبات األساسية للمادة املرعبة هلذه املس لَّ مة.
ت ��ع ��ت ��م ��ده ��ا ال ��ف ��ي ��زي ��اء ال ��ك�لاس ��ي ��ك ��ي ��ة. اهلل وح � ��ده .ويف ك ��ل األح � ��وال يبقى ول ��ت ��ف ��اع�لاهت ��ا ال ��ف ��ي ��زي ��ائ ��ي ��ة امل ��ت ��ب ��ادل ��ة والنهاية املنطقية للنظرة امليكانيكية
وال ��ف ��ك ��رة امل ��ف ��ت ��اح مل ��ادي ��ة ال ��ك ��ون هي كل شيء يف الف راغ الكوانيت اهت زاز، واملعروفة. ال �ت�ي اك ��ت ��س ��ح ��ت ف ��ل ��س ��ف ��ة ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة
مفهوم مستويات الواقع. إن مل نقل مت ��وج ب�ين ال ��ك ��ائ ��ن وال�لا- ك ��م ��ا مل ت ��ع ��د م ��ق ��ب ��ول ��ة يف ال ��ع ��امل بوصفها اس ��ت ��ط �راداً ض ��االً ه ��و موت
77 76
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
يعين ولد وهو يدل على فعل الوالدة الثالث للطبيعة ،من خالل عالقاهتا ذاتيتها مشروطة بكون منهجيتها ل ��ق ��د ت ��غ�ير م ��ف ��ه ��وم ق ��وان �ي�ن الطبيعة
ك ��م ��ا ع ��ل ��ى أع ��ض ��اؤه ��ا األن ��ث ��وي ��ة .ما امل ��ت ��ب ��ادل ��ة وص ��ل ��ت ��ه ��ا جب ��م ��ي ��ع م ��ظ ��اه ��ر هي املنهجية القدمية للكائن ،تلك ب ��ال ��ك ��ام ��ل م ��ق ��ارن ��ة مب ��ا ك � ��ان ي ��ع ��رف ��ه
يعين ب ��أن الطبيعة احل ��ي ��ة ه ��ي منشأ ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة احل ��ي ��ة .وت ��ت ��ط ��ل ��ب دراس � ��ة ال�تي خت ��رق مجيع املنقوالت واألدي ��ان املنظور الكالسيكي .فقد تطورت
الوالدة الذاتية لإلنسان. الطبيعة احلية ميتودولوجيا جديدة يف عاملنا. ت �رات ��ب ��ي ��ة ال ��ق ��وان�ين م ��ع ت ��ط ��ور ال ��ك ��ون
لقد ختيل غاليليو الطبيعة كنص – هي امليتودولوجيا عرب املناهجية، )3ال ��ع �ب�ر -ط ��ب ��ي ��ع ��ة ال �ت��ي ت ��ؤم ��ن ن ��ف ��س ��ه .أي مب ��ع�نى آخ ��ر ،حن ��ن نشهد
رياضي يكفي أن نفك رموزه لكي اليت ختتلف عن ميتودولوجيا العلم وحدة الطبيعة املوضوعية والطبيعة والدة قوانني م رتافقة مع تطور الكون.
ن ��ت ��م ��ك ��ن م ��ن ق � �راءت ��ه .وه ��و م ��ن ��ظ ��ور احلديث وميتودولوجيا العلم القدمي ال ��ف ��اع ��ل ��ي ��ة .وه ��ي ت ��دخ ��ل يف ن ��ط ��اق وهي قوانني كانت موجودة بالقوة
استمر لقرون وكان مبنتهى الفعالية. للكائن. املقدس. منذ البداية .لكن تطور الكون أدى
لكننا نعرف اليوم أن الوضع أكثر إن أوىل مهام العرب مناهجية كوسيط وه � ��ك � ��ذا ،ب ��وس ��ع ��ن ��ا احل � ��دي � ��ث ع ��ن إىل تطورها وت راتبيتها.
تعقيداً بكثري .حيث تبدو لنا كتاب مميز للحوار بني خمتلف ميادين املعرفة الطبيعة املزدوجة للطبيعة :الطبيعة إن النموذج ع رباملناهجي للطبيعة،
ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة ك ��ن ��ص أويل ،أي ك ��ن ��ص هو وضع فلسفة جديدة للطبيعة. ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ي ��ة ال �ت��ي ت ��ش ��م ��ل ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة ال ��ذي جي ��م ��ع ك ��ل اخل � ��واص اجل ��دي ��دة
يتوجب علينا كتابته ول ��ي ��س فقط اقرتح ه للطبيعة هلذا فإن التعريف الذي ُ امل ��وض ��وع ��ي ��ة وال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة ال ��ذات ��ي ��ة، ل ��ل ��ع ��امل ال ��ف ��ي ��زي ��ائ ��ي ،مي ��ي ��ز ب �ي�ن ث�لاث
ق راءته. ال يعين العودة إىل الطبيعة السحرية، والطبيعة فوق الطبيعية ،ونسميها مظاهر أساسية للطبيعة هي:
وامل ��ف ��ارق ��ة ه ��ي أن اإلحل � ��اد امل ��ع ��اص ��ر وال إىل الطبيعة امليكانيكية ،إمنا هو ب � �ـ»ال � ��ع �ب��ر ط ��ب ��ي ��ع ��ة» .ألن � � ��ه ي ��وج ��د )1الطبيعة املوضوعية ،اخلاضعة
ق ��د ول ��د م ��ن ه ��ذا املنظور ال ��ذي غري يستند إىل تعريف مزدوج يقول أنه ازدواج ��ي ��ة يف طبيعة الطبيعة ،كما ملوضوعية فاعلة .وهي فاعلة مبقدار
نظرتنا إىل العامل. )1ب ��وس ��ع ال ��ك ��ائ ��ن اإلن ��س ��اين دراس ��ة يوجد ازدواجية يف طبيعة اإلنسان. م ��ا ت ��رت ��ب ��ط م ��س ��ت ��وي ��ات ال ��واق ��ع فيها
اإلحلاد املعاصر الطبيعة عن طريق العلم. أما الطبيعة عرب املناهجية فهي ذات مب ��س ��ت ��وي ��ات اإلدراك .م ��ع ال ��ت ��أك ��ي ��د
ظ ��ه ��ر اإلحل ��اد امل ��ع ��اص ��ر إىل اجلمهور )2ال ميكن ت ��ص ��ور الطبيعة مبعزل بنية ث�لاث ��ي ��ة (الطبيعة امل ��وض ��وع ��ي ��ة، ه ��ن ��ا ع ��ل ��ى امل ��وض ��وع ��ي ��ة ،امل�تراف ��ق ��ة مع
م � ��ن خ �ل��ال ق ��ض ��ي ��ة ش ��ه �ي�رة ع ��رف ��ت عن عالقتها بالكائن اإلنساين. وال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة ال ��ذات ��ي ��ة ،وال ��ع�بر طبيعة) منهجيتها العلمية.
ح ��ي ��ن ��ئ ��ذ ب � �ـ» ق ��ض ��ي ��ة س ��وك ��ال» .وق ��د واحل ��ق ��ي ��ق ��ة أن ت ��ع ��ب�ير ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة احل ��ي ��ة تعرف الطبيعة احلية .وهذه الطبيعة َّ )2الطبيعة الفاعلية ،اخلاضعة
ب ��دأت ه ��ذه ال ��ق ��ض ��ي ��ة خب ��دي ��ع ��ة ،حني ه � � ��و ح � ��ش � ��و ك � �ل��ام � � ��ي .ألن ك ��ل ��م ��ة حية ألن احلياة م ��وج ��ودة يف خمتلف ل ��ذات ��ي ��ة م ��وض ��وع ��ي ��ة .وه ��ذه الفاعلية
أرس � ��ل ف ��ي ��زي ��ائ ��ي وأس ��ت ��اذ ري ��اض ��ي ��ات «طبيعة» ترتبط بشكل ال ينفصم درج � ��اهت � ��ا وألن دراس ��ت ��ه ��ا ت ��ف �ت�رض م � ��وض � ��وع � ��ي � ��ة مب � � ��ق � � ��دار م � � ��ا ت ��رت ��ب ��ط
م ��ن ج ��ام ��ع ��ة ن ��ي ��وي ��ورك ال ي ��ع ��رف ��ه إالّ بكلمة «والدة» .ف ��اجل ��ذر الالتيين لـ ت ��ك ��ام ��ل جت ��رب ��ة م ��ع ��اش ��ة .ك ��م ��ا أن ��ه مستويات اإلدراك فيها مبستويات
القليل م ��ن الفيزيائني ع ��ام ،1994 (naturaالطبيعة) الذي هو nasci جي ��ب ال ��ن ��ظ ��ر ب ��آن واح ��د إىل األوج ��ه ال ��واق ��ع .م ��ع ال ��ت ��أك ��ي ��د ه ��ن ��ا ع ��ل ��ى أن
79 78
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
احل ��ائ ��ز على ج ��ائ ��زة ن ��وب ��ل للفيزياء، امل ��ع ��اص ��رة ،أال وه ��ي ظ ��اه ��رة حت ��وي ��ل م � ��ن ق ��ب ��ل س � ��وك � ��ال ن ��ف ��س ��ه ،ال � ��ذي مقالة حتمل عنوان اً ملفت اً للنظر هو
الذي حتدث يف مقالة طويلة نش رهتا ال ��ن ��س �ب�ي إىل م ��ط ��ل ��ق .ح ��ي ��ث خي ��ت ��ب ��ئ أضحى شه رياً عن طريق االنرتنت. انتهاك احل ��دود :حنو تفسري حتويلي
ل ��ه جم ��ل ��ة ن ��ي ��وي ��ورك مل �راج ��ع ��ة الكتب التطرف النسيب وراء مسعة لغة العلوم وض ح سوكال حوافزه الفكرية حني ّ للجاذبية الكوانتية (سوكال )1996
(ف ��اي ��ن�برغ ،)1996ع ��ن وج ��ود «ه ��وة ال ��دق ��ي ��ق ��ة م ��ن خ �ل�ال ت ��س ��ري ��ب مبالغ والسياسية .وخاصة على الصعيد إىل جم ��ل ��ة «ال � ��ن � ��ص االج ��ت ��م ��اع ��ي»
من عدم التفهم» بني العلماء وبني ومشوه .فتنفصل اللغة عن سياقها، ال ��س ��ي ��اس ��ي ح �ي��ن أراد أن ي �ب�ره ��ن املعروفة بأهنا أح ��د املواقع املتقدمة
املثقفني اآلخ ��ري ��ن .فحسب فاينربغ وي ��ص ��ب ��ح ب ��اإلم ��ك ��ان ال ��ت ��ع ��ام ��ل معها ألصدقائه من اليسار األمريكي أنه ملا بعد احلداثة .وكان املقال حمشواً
كانت إحدى االش رتاطات األساسية ل ��ل ��ت ��ع ��ب�ير ع ��ن أي ش ��يء ول �ـ»ب ��ره ��ن ��ة» ال ميكن حتقيق أي حتول اجتماعي باستشهادات صحيحة لفيزيائيني
ال �ت�ي أدت إىل والدة وت ��ط ��ور ال ��ع ��ل ��م تساوي كل األشياء .والضحية األوىل أو ثورة باالستناد إىل مفهوم احلقيقة كبور وهايزنبغ و لفالسفة ،ولعلماء
احلديث هو الفصل بني عامل الفيزياء هل ��ذا ال ��ت ��ش ��وي ��ه ه ��و ال ��ع ��ل ��وم ال ��دق ��ي ��ق ��ة ك ��م ��ا ت ��ت ��ب ��ن ��اه ال ��ف ��ل ��س ��ف ��ة ال ��ن ��س ��ب ��ي ��ة. اجتماع ،ومؤرخي علوم ،أو حمللني
وع � ��امل ال ��ط ��ب ��ي ��ع ��ة .وب ��ض ��رب ��ة واح � ��دة، نفسها ،وال �ت�ي تصبح ك ��غ�يره ��ا جم ��رد ألهن ��ا فقط الفيزياء كما يتصورها نفسيني ،ككوهن وفريبيند والتور
ي ��ك ��ن ��س ف ��اي ��ن �ب�رغ ك ��ت ��داخ �ل�ات غ�ير واض ��ع ��ة ل ��ب ��ن ��ي ��ان اج ��ت ��م ��اع ��ي ،وت ��وض ��ع س ��وك ��ال ،بوسعها لعب ه ��ذا ال ��دور والك ��ان ودول � ��وز وغ ��ات ��اري ودي ��ري ��دا
صاحلة ،االعتبارات الفلسفية لآلباء بني أه لّ تني إل زامية التدقيق عن طريق كأساس فلسفي. ول ��ي ��وت ��ار وس�يري ��س أو ف�يري ��ل ��و .وه ��ي
املؤسسني للميكانيكا الكوانتية، ال ��ت ��ج ��رب ��ة .هل ��ذا ليس م ��ن ال ��غ ��ري ��ب أن وك � ��ان � ��ت ك ��ت ��اب ��ات م ��ت ��دف ��ق ��ة ع ��ل ��ى اس ��ت ��ش ��ه ��ادات ك ��ان ��ت ت ��ع ��ل ��ي ��ق ��ات
كفرنر هايزنربغ على سبيل املثال. يتحول س ��وك ��ال خ�لال بضعة أشهر االن �ت��رن � ��ت ،وك � � ��ان ع � ��دد ك ��ب �ي�ر م ��ن سوكال عليها شبيهة بالتأكيدات
ون ��ت ��ف ��اج ��أ م ��ن ح ��ج ��ج ف ��اي ��ن �ب�رغ ال�تي إىل ب ��ط ��ل جل ��م ��اع ��ة ت ��ش ��ع ��ر ك ��ل ي ��وم الكتب وال ��ع ��دي ��د م ��ن امل ��ق ��االت اليت اهلاذية .مما أعطى االنطباع أنه يتبىن
تبدو وكأهنا انعكاس لعلموية قرن ب ��ال ��ت ��ن ��اق ��ض ال ��ص ��ارخ ب �ي�ن مم ��ارس ��اهت ��ا ب ��ي ��ن ��ت حقيقة امل ��ش ��ك ��ل ��ة .فالبعض بالكامل مفاهيم م ��ا بعد احل ��داث ��ة،
آخ � ��ر :ح ��ي ��ث ي ��ع ��ود احل ��س ال ��س ��ل ��ي ��م ال ��ع ��م ��ل ��ي ��ة وت ��ص ��وراهت ��ا االج ��ت ��م ��اع ��ي ��ة اع ��ت�بر س ��وك ��ال ك ��رس ��ول أن ��وار ال ��ذي وخ ��اص ��ة منها مفاهيم ذل ��ك التيار
ليعلن واقعية ال ��ق ��وان�ين الفيزيائية، والثقافية. ي ��واج ��ه ظ�لام ��ي ��ي م ��ا ق ��ب ��ل احل ��داث ��ة. الذي يؤمن بالنسبية والذي كانت
واك ��ت ��ش ��اف ال ��ف ��ي ��زي ��اء ل ��ل ��ع ��امل «ك ��م ��ا لكن املفارقة ،هي أن قضية سوكال ب ��ي ��ن ��م ��ا اع ��ت �ب�ره ال ��ب ��ع ��ض اآلخ � ��ر ،جم ��رد تتبناه جملة «ال ��د راس ��ات الثقافية».
ه � ��و» ،أي ك ��ت ��ن ��اظ ��ر ث ��ن ��ائ ��ي ال ��وج ��ه ق ��د ب ��ي ��ن ��ت ب ��ش ��ك ��ل م ��ل ��ح ��وظ ت ��ط ��رف ش ��رط ��ي يتعاطى الفكر ،إن مل نقل مم ��ا أدخ ��ل ال ��س ��رور إىل قلب حم ��رري
ب �ي�ن ال ��ق ��وان�ين ال ��ف ��ي ��زي ��ائ ��ي ��ة و»ال ��واق ��ع ج ��دي ��د ه ��و – ال ��ت ��ط ��رف ال ��ع ��ل ��م ��وي، جمرد دجال وجاهل. اجمللة بسبب تبين فيزيائي لقضيتهم
املوضوعي» ،ما يؤكد على الصعيد كوجه آخر للتطرف الديين .وقد لقي لكن قضية سوكال كان هلا الفضل م ��ا جعلهم ي ��ن ��ش ��رون ن ��ص ��ه مباشرة
ال ��ف ��ك ��ري هيمنة ال ��ع ��ل ��وم الطبيعية. م ��وق ��ف س ��وك ��ال يف ال ��واق ��ع دع ��م �اً ذو يف تسليط األضواء على ظاهرة يزداد ودون أي تدقيق.
ل ��ك ��ن ف ��اي ��ن �ب�رغ مل ي ��ك ��ن ال وض ��ع ��ي �اً وزن – من الفيزيائي ستيفن فاينربغ وج ��وده ��ا أك ��ث ��ر ف ��أك ��ث ��ر يف ال ��ث ��ق ��اف ��ة مث بعد فرتة وجيزة كشفت اخلديعة
81 80
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
ال ��ك ��ت ��اب فنجده يف م ��ك ��ان آخ ��ر أال اليت فاجأت اجلميع بضحالتها واليت من ه ��ذا املنطلق كاملة وهنائية مع وال ميكانيكي اً .إمن ��ا ه ��و أح ��د أمل ��ع
وه ��و التذييل (امللحق آ) للكتاب، ك ��ان صداها أق ��ل بكثري من النجاح الثقافة .ألنه هناك واقع واحد – هو فيزيائي القرن العشرين ،كما أنه يف
حتت عنوان «الدين كعلم زائف». ال ��ط ��ن ��ان ل �ـ»م ��ق ��ال ��ة» س ��وك ��ال األوىل. الواقع املوضوعي للفيزياء .وهذا ما نفس الوقت صاحب ثقافة قوية .ما
م ��وض ��ح�ين أن ��ه يف ه ��ذا ال ��س ��ي ��اق ،ال وك ��ان مجيع امل ��خ ��ادع ��ون ال ��ذي ��ن جرى جيعله يؤكد بال مواربة ،أنه بالنسبة جيعل من املناسب دراسة ما يقدمه
يتعرض الكتاب إىل الدين لإلشارة التطرق إليهم فرنسيون أو يعيشون للثقافة أو الفلسفة ،فإن الفرق بني من حجج.
إىل ال ��ط ��وائ ��ف واحل ��رك ��ات ال ��دي ��ن ��ي ��ة يف ف ��رن ��س ��ا .وم ��ن امل ��م ��ل أن حن ��ل ��ل هنا امليكانيكا اجلسيمية وامليكانيكا تستند الفكرة األساسية لفاينربغ،
اجلديدة ،إمنا للداللة على الديانات م ��اه ��ي ��ة ه � ��ذه «اخل ��دي ��ع ��ة» .ف ��ط ��ري ��ق ��ة الكالسيكية أو بني ثقالة آينشتاين واليت يرددها كالتعويذة يف كتاباته،
ال ��ق ��ائ ��م ��ة – كاملسيحية وال ��ي ��ه ��ودي ��ة الفيزيائيني األمريكان والبلجيكيني وثقالة نيوتن أمر بال معىن. إىل وج � ��ود ق ��وان �ي�ن غ �ي�ر شخصانية
واإلسالم واهلندوسية .وهذا ما جعل س ��ه ��ل ��ة :ن ��أخ ��ذ مج ��ل ��ة ،ون ��ف ��ص ��ل ��ه ��ا عن �ادا
وي � � � ��أيت اس ��ت ��ن ��ت ��اج ف � ��اي � ��ن �ب��رغ ح � � � ً اك ��ت ��ش ��ف ��ت ��ه ��ا ال ��ف ��ي ��زي ��اء .ق ��وان �ي�ن غري
من غري املستغرب أن يشري بأصابع سياقها لنبني من مث ملاذا هي سخيفة كالسكني حني يقول: ش ��خ ��ص ��ان ��ي ��ة وأزل � ��ي � ��ة م ��ع � �اً ت ��ض ��م ��ن
االهت ��ام إىل ال ��ب ��اب ��ا حنا ب ��ول ��س الثاين وغري دقيقة على الصعيد الفيزيائي إنه ميكننا ربط اكتشافات الفيزياء «التقدم املوضوعي» للعلم وتفسر
ع ��ل ��ى أن � ��ه «أك �ب ��ر رئ ��ي ��س ع ��ل ��م ��وي أو الرياضي .إن الطريقة املستعملة ب ��ال ��ف ��ل ��س ��ف ��ة وب ��ال ��ث ��ق ��اف ��ة ح �ي�ن يصبح اهل � ��وة ال �ت��ي ال مي ��ك ��ن جت ��اوزه ��ا ب ��ي ��ن ��ه
زائف». من قبل الكتاب قد أقصته إىل حد مب � ��ق � ��دورن � ��ا م ��ع ��رف ��ة م ��ن ��ش ��أ ال ��ك ��ون وبني الثقافة .ونغمة هذه احلجة ذو
وهذا البيان األخري هو بكل بساطة جعلنا نعتقد أن قضية س ��وك ��ال قد والقوانني النهائية للطبيعة ط ��اب ��ع ن ��ب ��وي واض � ��ح ،وك ��أهن ��ا ينطق
من باب التشهري .ورغم كل شيء، طويت. م ��ا ي ��ع�ني ب ��أن ه ��ذا ل ��ن ي ��ك ��ون ممكن اً بلسان دي ��ن من دون إل ��ه .ما يغري
يبقى من املهم أن نعرف ملاذا يعترب وي � ��رت � ��د س � ��وك � ��ال .ف ��ق ��د ن ��ش ��ر ق ��ب ��ل على اإلطالق! باالعتقاد أننا أصبحنا أمام مفهوم
س ��وك ��ال وب ��ري ��ك ��م ��ون ال ��دي ��ن ع ��ل ��م �اً ثالث سنوات ،كتاب اً جديداً (كتبه يف ع ��ام ،1997ق ��رر س ��وك ��ال إع ��ادة ع ��ل ��م ��ي أض ��ح ��ى ك ��احل ��ب ��ل ب �ل�ا دن ��س
زائف اً ،كالتنجيم؟ بالتعاون مع ج ��ان بريكمون) حيمل كتابة مقالته الشهرية ال�تي نشرها (عند الكنيسة) .مما جيعلنا من هذا
وي ��ب �ي�ن ال ��ك ��ت ��اب ب � �ب� �راءة ح ��ج ��ج ��ه ��م عنوان اً جذاب اً هو العلوم ال زائفة وما يف «ال ��ن ��ص االج ��ت ��م ��اع ��ي» ول ��ك ��ن املنطلق ،نتفهم بأن قضية سوكال
ال ��رئ ��ي ��س ��ي ��ة :ف ��ال ��دي ��ن ي ��ت ��ع ��اط ��ى م ��ع بعد احلداثة :خصومة أم وفاق طريق ب ��امل ��ق ��ل ��وب .أي مب ��ع �ن�ى آخ � � ��ر ،ق ��رر بالنسبة لفاينربغ ه ��ي قضية حال
«ظ ��واه ��ر حقيقية أو م ��ف�ترض ��ة ،أو (سوكال .)2005 التعبري ع ��م ��ا يعتقده حقيقة .هل ��ذا احلقيقة وحال الواقع .فبالنسبة له
م ��ع ع�لاق ��ات حقيقية أو مفرتضة، وهنا جيب االع�تراف بأن املقاربة بني ن �راه ككاتب يتخذ كمساعد له، م ��ن غ�ير املمكن أن ت ��ك ��ون احلقيقة
غ �ي��ر حم ��ت ��م ��ل ��ة م � ��ن م ��ن ��ظ ��ور ال ��ع ��ل ��م م ��ا بعد احل ��داث ��ة وال ��ع ��ل ��وم ال �زائ ��ف ��ة هو الفيزيائي البلجيكي جان برميون. ت ��اب ��ع ��ة ل ��ل ��ب ��ي ��ئ ��ة االج ��ت ��م ��اع ��ي ��ة ل ��ل ��ع ��امل.
احلديث» .فهو «حياول دعم بياناته أمر ج ��ذاب .أما اجلديد حق اً يف هذا وهكذا كان نشر «اخلدع الفكرية». ف ��ال ��ع ��ل ��م مي ��ل ��ك احل ��ق ��ي ��ق ��ة ،وق ��ط ��ي ��ع ��ت ��ه
83 82
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
والغ ��ائ ��ي ��ة ،ص ��دف ��ة وض � ��رورة ،إخل .. ألن � � ��ه م ��ه ��م ��ا ك � � ��ان احل � � ��ذر اخل ��ط ��ايب فلينني كسوكال كان يؤمن بوجود حبجج أو ب رباهني ال تليب متطلبات
إخل ،ه ��ي كلمات مستعملة ذابلة، ومهما كانت البهلوانيات اجلدلية مستوى واح ��د للواقع .أو لنقل أنه ال ��ع ��ل ��م احل ��دي ��ث م ��ن ح ��ي ��ث امل ��ن ��ط ��ق
ف ��ق ��دت قيمتها وأص ��ب ��ح ��ت ع ��اه ��رة. للملحدين اجل ��دد امل ��ع ��اص ��ري ��ن ،ف ��إن اعتمد هذا االعتقاد لكي يربر ثورته. وامل ��ص ��داق ��ي ��ة .وه ��ن ��ا حت ��دي ��داً يكمن
فهي تستند إىل منظور كالسيكي ح ��ج ��ج ��ه ��م ت ��ق ��ودن ��ا إىل االس ��ت ��ن ��ت ��اج ون � ��ت � ��اب � ��ع ق ��ض ��ي ��ة س � ��وك � ��ال ب ��ش ��ك ��ل اخل ��ط ��أ اإلب ��ي ��س ��ت ��ي ��م ��ول ��وج ��ي (امل ��ع ��ريف)
ل ��ل ��واق ��ع ،وه ��و م ��ن ��ظ ��ور ي ��ت ��ن ��اق ��ض مع ب � ��أن ال � ��ع � ��امل س ��خ ��ي ��ف ،وه � ��و ح ��ك ��م ملفت يف كتاب ريتشارد داوكينز الواضح لسوكال ولربيكمون ،فهما
الوقائع .فهي كلمات ختلق ثنائياهتا إيديولوجي مسبق وغري علمي. ب ��ع ��ن ��وان وه � ��م اإلمي � � ��ان ب � ��اهلل God ي ��ع ��ت ��م ��دان واق ��ع ��ي ��ة ال ��ع ��ل ��م احل ��دي ��ث
املتناقضة ع�بر خ�لاف ��ات ال تنتهي، استنتاجات .Delusionوه ��و ك ��ت ��اب أصبح ك ��ح ��ك ��م وح � ��ي � ��د ل ��ل ��ح ��ق ��ي ��ق ��ة .وال
وتفجر العواطف احلشوية .وبوسعنا تُعلمنا جتربة العلوم أمهية التساؤل م � ��ن أف ��ض ��ل ال ��ك ��ت ��ب م ��ب ��ي ��ع �اً ع ��ل ��ى يعت ربان يف أية حلظة ،أنه من املمكن
حول هذا املوضوع كتابة أطنان من املستمر ،كما تعلمنا أمهية اإلع ��ادة الصعيد العاملي .وتكفي بعض مجل وج ��ود م ��س ��ت ��وي ��ات م ��ت ��ع ��ددة ل ��ل ��واق ��ع،
الكتب اليت ال تقدم إىل املعرفة شيئ اً. ال ��دائ ��م ��ة ل ��ل ��ت ��س ��اؤل ح � ��ول أج ��وب ��ت ��ن ��ا م ��ن داوك ��ي ��ن ��ز لكي نفهم م ��ا يصبو م ��س ��ت ��وي ��ات ي ��رت ��ب ��ط ال ��ع ��ل ��م احل ��دي ��ث
ّأم ا خلق مفاهيم جديدة ،فإنه يقودنا نفسها .تُعلمنا إمكانية اخليار بني إليه اإلحل ��اد اجلديد املعاصر .حيث ببعضها بينما يرتبط الدين ببعضها
دائ ��م �اً إىل دروب مليئة بالعث رات. كفاية العلم وفقر التساؤل املستمر يقول: اآلخر؟ فبالنسبة هلم ال يوجد سوى
يعرضها ألبشع التشوهات وهذا ما ّ م ��ن أج ��ل ال ��ت ��ف ��ه ��م .أمه ��ي ��ة ال ��س �ي�ر يف لنتخيل عامل اً بال دين وبال عمليات م ��س ��ت ��وى واح ��د م ��ن ال ��واق ��ع ،وه ��ذه
وألسوأ اهلجمات الفارغة (السياسية، ه ��ذا ال ��ع ��امل كالبهلوان السائر على انتحارية ،عامل بال 11إيلول ،وبال فرضية معرفية ال ميكن الدفاع عنها
والعلموية ،وحىت الباطنية). حبل ،رافض اً كل نظرية هنائية ،وكل ح � ��روب ص ��ل ��ي ��ب ��ي ��ة ،ب �ل�ا م�لاح ��ق ��ات اس ��ت ��ن ��اداً إىل م ��ا علمتنا إي ��اه العلوم
وأتصور كم من املفكرين املتسرعني بنيان كامل ،وكل منظومة حصرية للسحرة ،بال ح ��روب وال انفصال، احلديثة.
ج ��داً أو امل ��ه ��ت ��م�ين ج ��داً ،سيعلنون ومنغلقة للفكر .تُعلمنا أن نصبح ب �ل�ا ح ��رب إس �رائ ��ي ��ل ��ي ��ة فلسطينية، ويذكرنا موقف سوكال وبريكمون
بأن العقالنية اجلديدة ستقودنا إىل تساؤالً حبد ذاتنا فنشعر بعالقتنا مع وب �ل�ا جم ��ازر ب�ين ال ��ص ��رب وال ��ق ��رواط بشكل غ ��ري ��ب مب ��وق ��ف لينني ال ��ذي
سيطرة الالعقالنية ،إىل اخللط بني أنفسنا وبعالقتنا م ��ع اآلخ ��ري ��ن .إنه واإلس�لام ،عامل بال طالبان يفجرون عرب عنه عام ،1908يف كتابه املادية
ال �رائ ��ع وال �ل�اع ��ق �ل�اين ،وإىل ال ��ن ��ق ��اش مترين روح ��ي خطر رمب ��ا ،لكنه يفتح التماثيل القدمية وبال إعدامات يف وال ��ن ��ق ��د ال ��ت ��ج ��ري �ب�ي ،وال � ��ذي ه ��اج ��م
غري احملدد حول ما إذا كانت الروح أم ��ام ��ن ��ا ف ��ض ��اءً رح ��ب �اً م ��ن احل ��ري ��ة وم ��ن الساحات العامة ملن ينطقون كف راً، ف ��ي ��ه ال ��ن ��ظ ��ري ��ات الفيزيائية املتعلقة
ميينية أم يسارية؟ وأت ��ص ��ور كم من التسامح. ع ��امل متسامح بوسعه أن يستوعب باملسافة – ال ��زم ��ن املتعدد األب ��ع ��اد،
املفكرين املتسرعني جداً أو املهتمني إن ك ��ل ��م ��ات منطقي وغ �ي�ر منطقي، ع ��دم وج ��ود اإلل ��ه ب ��أي ش ��ك ��ل ك ��ان وأع ��ل ��ن أن � ��ه ل ��ي ��س ب ��وس ��ع ��ن ��ا ال ��ق ��ي ��ام
ج � � ��داً ،س ��ي ��ع ��ل ��ن ��ون ب � ��أن ال ��ع ��ق�لان ��ي ��ة م � ��ادة ووع � � ��ي ،م � ��ادة وروح ،غ ��ائ ��ي ��ة وبالنسبة جلميع الديانات. بالثورة إالّ يف نطاق األبعاد األربعة.
85 84
هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟ هل بوسع اإلنسان أن يعيش سعيدًا من دون روحانية؟
لنا ه ��ذا العامل هو الشعور بأننا يف اجلديدة إمن ��ا تستبدل الديين بالعرب
بيتنا (هايزنربغ .)1998 دي�ني ،وختلط بني املتعايل وما ميكن
حتم اً ستكون صعبة والدة العقالنية ال ��وص ��ول إل ��ي ��ه ع ��ن ط ��ري ��ق تصوراتنا
والروحانية اجلديدة اللتان حت ��اوران اإلن ��س ��ان ��ي ��ة اجل ��زئ ��ي ��ة ح ��ت ��م �اً ،مث حبجة
سر كون الذي ال ميكن انتقاصه. احلفاظ على هويتنا الدينية تستبعد
م ��ا ه ��و ك ��وين يف اإلن ��س ��ان؟ أي اإلل ��ه
نفسه .اهلل الواحد الذي هو الطبيعة
ال � ��واح � ��دة .إن ال ��ع ��ق�لان ��ي ��ة اجل ��دي ��دة
تسمح ب ��ت ��ع ��اي ��ش ال ��وح ��دة وال ��ت ��ن ��وع.
ب ��ي ��ن ��م ��ا ال ��ع ��ق�لان ��ي ��ة ال ��ق ��دمي ��ة ،ال �ت�ي ما
زالت سائدة يف كوكبنا ،تدمر كل
واحدة األخرى.
وي ��ب ��دو يل أن ال ��ط ��ري ��ق ��ة ال ��وح ��ي ��دة
لتجنب ه ��ذه ال ��ت ��ش ��وه ��ات إمن ��ا هي
يف البحث عرب املناهجي احلقيقي،
البحث الصبور واملنفتح واملتسامح
وط ��وي ��ل ال ��ن ��ف ��س ،ال ��ب ��ح ��ث امل ��ن ��ف ��ت ��ح
على أفضل االختصاصات واملستند
إىل الص رامة العلمية والروحية.
ألين ،ك ��ه ��اي ��زن �ب�رغ ،أمح � ��ل ال ��ق ��ن ��اع ��ة
العميقة اليت تقول بأن
االن ��ف ��ت ��اح ع ��ل ��ى ال ��ع ��امل ال ��ذي ه ��و يف
نفس ال ��وق ��ت «ع ��امل اهلل» يكمن يف
أن أقصى سعادة ميكن أن يقدمها
87 86
هل تكون عودة فرويد أشبه بحلم سيئ؟ هل تكون عودة فرويد أشبه بحلم سيئ؟
األس ��ل ��وب ال ��ع ��ق ��ي ��م ـ أس ��ل ��وب ال ��رب ��ط الغ رائزية ميكن أن تستحث تكوين
احلر ،وهو األسلوب الذي يربط فيه احللم .وبالفعل ف ��إن األدل ��ة تشري إىل موقع األوان
املرء أي شيء وكل شيء خيطر بباله أن تنشيط أج زاء من املنظومة احلوفية
ع ��ل ��ى أم ��ل ال ��ع ��ث ��ور ب ��امل ��ص ��ادف ��ة على ( limbic systemاليت تولد القلق
إذ تولد اآلليات الكيميائية يف جذع شكلت آراء Sف ��روي ��د ح ��ول معىن
صلة عميقة .ولكن هذا اجلهد ليس والغضب والفرح) يؤدي إىل تشكيل
ال ��دم ��اغ ه ��ذه ال ��ت ��غ ي�رات ،وتتسبب األح � �ل��ام ل ��ب ن ��ظ ��ري ��ت ��ه يف ال ��وظ ��ي ��ف ��ة
ض ��روري ��ا بسبب ع ��دم ح ��دوث مثل األحالم .ولكن هذه التأث ريات ليست
تلك اآلليات أيضا يف تبديل نشاط ال ��ع ��ق ��ل ��ي ��ة .وي ��ؤك ��د < .Mس ��ومل ��ز>
ه ��ذا اإلخ ��ف ��اء .concealment «رغ ��ب ��ات» .wishesفتحليالت
مناطق خمتلفة من القشرة الدماغية. وآخ � � � � � ��رون أن دراس � � � � � ��ات ال � ��ص ��ور
ف ��م ��ا ت � �راه يف األح �ل�ام ه ��و م ��ا حتصل األحالم تبني أن االنفعاالت يف األحالم
وق ��د دل ��ت ع ��دة دراس � ��ات ع ��ل ��ى أن وال ��ت ��ه ��ت ��ك ��ات ال ��دم ��اغ ��ي ��ة ت ��ث ��ب ��ت اآلن
عليه ،وحمتوى احللم يكون واضحا غالبا ما تكون سلبية بقدر ما تكون
ال ��ت ��غ�يرات الكيميائية حت ��دد نوعية صحة تصور <فرويد> عن العقل.
م ��ن ال ��ن ��اح ��ي ��ة االن ��ف ��ع ��ال ��ي ��ة .وك ��ل ما إجي ��اب ��ي ��ة ،وه ��ذا ي ��ع�ني أن ن ��ص ��ف ع ��دد
وك ��م ��ي ��ة رؤى األح �ل�ام واالن ��ف ��ع ��االت ول ��ك ��ن أحب ��اث ��ا ع ��ل ��م ��ي ��ة م ��ش ��اهب ��ة تبني
حي ��ت ��اج إل ��ي ��ه األم ��ر ه ��و ال ��ت ��دق ��ي ��ق عن رغباتنا ألنفسنا يكون سلبيا .وكما
واألف � ��ك � ��ار .ه � ��ذا وجي � ��ب ن ��ب ��ذ ف ��ك ��رة إم ��ك ��ان ��ي ��ة خ ��ط ��أ ن � ��واح رئ ��ي ��س ��ي ��ة من
ق ��رب ب ��احل ��امل وم ��ع ��اجل ��ي ��ه الستشفاف يعرف مجيع احلاملني ،فإن االنفعاالت
<ف ��روي ��د> ع ��ن اإلخ ��ف ��اء وال ��رق ��اب ��ة تفكري <فرويد>.
املشاعر اليت يبدوهنا. يف األح �ل�ام قلما تخَ ��ف ��ى؛ فهي تدخل
،disguise and censorship
بوضوح يف حبكات األح�لام ،وغالبا
فليس من أحد يعتقد بأن املقارعة ف ��ع ��ن ��د <ف ��روي ��د> ت ��ن ��ج ��م الطبيعة
يلمح <سوملز> وفرويديون آخرون م ��ا ت ��س ��ب ��ب ت ��أث �ي�رات ب ��غ ��ي ��ض ��ة ،م ��ث ��ل
بني ال«أنا» وال«هي» ،إن وجدت، الغريبة ل�لأح�لام ع ��ن جهد حثيث
إىل أن إرج ��اع األح �ل�ام إىل كيمياء ال ��ك ��واب ��ي ��س .ومل يستطع <ف ��روي ��د>
تتحكم يف كيمياء الدماغ .ومل يعد للعقل (عرب رقابة وإخفاء رمزيني) يف
ال ��دم ��اغ مي ��اث ��ل ال ��ق ��ول ب ��أن األح �ل�ام قط أن يفسر ملاذا يكون العديد من
معظم احملللني النفسيني يتمسكون إخفاء الرغبات الغ رائزية غري املقبولة
ال حت ��م ��ل رس ��ائ ��ل ان ��ف ��ع ��ال ��ي ��ة .ول ��ك ��ن االنفعاالت سلبيا.
بصحة نظرية اإلخفاء والرقابة هذه. اليت تنبع من الالشعور حينما ختفف
ه ��ذي ��ن ال ��ن ��ص�ين ليسا م ��ت ��ع ��ادل�ين ،إذ
األنا من هنيها لل«هي» أثناء النوم.
إن ن ��ظ ��ري ��ة ال ��ت ��ن ��ش ��ي ��ط ال ��ك ��ي ��م ��ي ��ائ ��ي ومث ��ة رك ��ن آخ ��ر ل ��ن ��م ��وذج <ف ��روي ��د>
وإذا م ��ا اس ��ت ��ب ��ع ��دت ف ��ك ��رة اإلخ ��ف ��اء ول ��ك ��ن م ��ع ��ظ ��م األدل � � ��ة ال ��ب ��ي ��ول ��وج ��ي ��ة
واص ��ط ��ن ��اع األح �ل ��ام chemical ي ��ت ��م ��ث ��ل يف أن ��ه ب ��س ��ب ��ب ك ��ون امل ��ع�نى
وال � ��رق � ��اب � ��ة ،ف ��م ��ا ال � � ��ذي ي ��ب ��ق ��ى م ��ن العصبية تؤيد ال �رأي البديل ال ��ذي
activation-synthesis احل ��ق ��ي ��ق ��ي ل � �ل��أح � �ل��ام خ � ��ف � ��ي � ��ا ،ف � ��إن
ن ��ظ ��ري ��ة <ف ��روي ��د> يف األح �ل��ام؟ ال ي ��رى ب ��أن ش ��ذوذ األح �ل�ام إمن ��ا ينجم
،theoryال �ت��ي وض ��ع ��ه ��ا <.R االن � ��ف � ��ع � ��االت ال � �ت��ي ت ��ع ��ك ��س ��ه ��ا ه ��ذه
يتبقى الكثري فيما عدا أن الدوافع عن تغ ريات عادية يف حالة الدماغ،
م ّك اريل> [من كلية طب هارڤارد] األحالم ال ميكن إظهارها إال عرب اتباع
89 88
هل تكون عودة فرويد أشبه بحلم سيئ؟
مشوليتها لن جت ��دي نفعا .ويتلمس (ب � ��االش �ت �راك م ��ع ��ي) يف ع � ��ام 1977
العلماء امل ��ت ��ش ��ارك ��ون يف ه ��ذا ال �رأي تعترب أنه من اخلطأ تفسري التحليل
التوصل إىل مناذج بيولوجية أساسية ال ��ن ��ف ��س ��ي ل ��ش ��ذوذ األح �ل�ام ع ��ل ��ى أن ��ه
ل�لأح�لام واألم � �راض العقلية واخل�برة إخ ��ف ��اء ل ��ل ��م ��ع�نى .ف ��ل ��ط ��امل ��ا ج ��ادل ��ن ��ا
الواعية السوية تكون أكثر استنادا ب ��أن األح �ل��ام ص ��رحي ��ة وذات م ��غ ��زى
إىل النواحي البيولوجية من تلك اليت من الناحية االنفعالية .مث م ��اذا عن
تقدمها نظرية التحليل النفسي. ال ��ن ��وم ال � ّ�رمي ��ي REM sleep؟ إن
الد راسات اجلديدة توضح أن األحالم
م � � ��ؤل � � ��ف امل � � � ��ق � � � ��الJ. Allan : ميكن أن حت ��دث خ ��ارج ف�ترات النوم
Hobson ال ��رمي ��ي ،ول ��ك ��ن ال ش ��يء يف من ��وذج
التنشيط الكيميائي حيول دون هذه
أستاذ الطب النفسي يف كلية الطب احل ��ال ��ة؛ فتواتر األح�لام يكون أعلى
جبامعة ه ��ارڤ ��ارد .له مؤلفات كثرية على حنو أسي exponentially
يف جم ��ال األس � ��اس ال ��دم ��اغ ��ي للعقل أثناء النوم الرميي ،ليس إال.
وم ��ض ��ام ��ي ��ن ��ه يف ال ��ط ��ب ال ��ن ��ف ��س ��ي. ي ��ك ��ت ��ن ��ف ال ��ت ��ح ��ل ��ي � َ�ل ال ��ن ��ف ��س ��ي م ��أزق
ولالست زادة ،ميكن الرجوع إىل كتابه ك ��ب �ي�ر ،وال ي ��س ��ت ��ط ��ي ��ع أي َك � � ٍّ�م م ��ن
«األح � �ل� ��ام :م ��ق ��دم ��ة ل ��ع ��ل ��م ال ��ن ��وم» ال ��ت �ب�ري � �رات ال ��ب ��ي ��ول ��وج ��ي ��ة ال ��ع ��ص ��ب ��ي ��ة
(م ��ط ��ب ��ع ��ة ج ��ام ��ع ��ة أك ��س ��ف ��ورد ـ ع ��ام إخ راجه منه .إننا حباجة إىل إصالح
2003 ج � ��ذري ،إىل درج ��ة أن ال ��ك ��ث�ير من
علماء األعصاب يفضلون البدء من
من صفحة ج ��دي ��د وإجي ��اد من ��وذج م ��ع ��ريف عصيب
جملة العلوم األمريكية Scientific للعقل .صحيح إن نظرية التحليل
American Magazine النفسي نظرية شاملة ،ولكنها إن
كانت خاطئة بصورة فاحشة ،فإن
91 90
عيشوا سعداء...ًشكرا
لتحميل املجلة
issuu
www.issuu.com/i-think-magazine
Mediafire
www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne
Box
www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp
facebook
www.facebook.com/I.Think.Magazine
Web
www.ithinkmag.net
www.i-think-magazine.blogspot.com