‫هبا اهلموم‪ ،‬وغري ذلك من أمور الدُّنيا واآلخرة‪ ،‬هو‬ ‫ظلم ا كث ًريا‪ ،‬وال‬

‫ظلمت نفس ي ً‬ ‫ُ‬ ‫((قُل‪ :‬اللهم إيِّن‬

‫ال دعاء؛ ل ذلك ق ال تع اىل‪{ :‬وقَ َال َربُّ ُكم ْادعُ ويِن‬ ‫يغف ر ال ُّذنوب إال أنت‪ ،‬ف اغفر يل مغف رةً من عن دك‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب لَ ُك ْم إِ َّن الَّ ِذين يَس تَ ْكرِب و َن َع ْن ِعبَ َاديِت‬ ‫أ ِ‬
‫َس تَج ْ‬ ‫ْ‬ ‫وارمحين إنَّك أنت الغفور الرحيم))‪.1‬‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ين} [غ افر‪ ،]60 :‬وق ال‬ ‫َّم َداخِ ِر َ‬‫َس يَ ْد ُخلُو َن َج َهن َ‬ ‫وعن النُّعمان بن بشري ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬عن النيِب ِّ‬
‫ِ‬ ‫سبحانه‪{ :‬وإِذَا س أَلَ ِ ِ‬
‫ك عبَ ادي َعيِّن فَ إيِّن قَ ِر ٌ‬
‫يب‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪ -‬ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم ‪ -‬أن ه ق ال‪(( :‬ال دُّعاء ه و‬
‫ان} [البقرة‪...]186 :‬‬ ‫َّاع إِذَا دع ِ‬ ‫ِ‬
‫يب َد ْع َو َة ال د ِ َ َ‬ ‫أُج ُ‬ ‫ٍ‬
‫بإسناد‬ ‫الس نن األربعة‬ ‫‪2‬‬
‫العبادة)) ؛ أخرجه أصحاب ُّ‬
‫ض ُّر ًعا َو ُخ ْفيَ ةً إِنَّه‬
‫اآلية‪ ،‬وقال تعاىل‪ْ { :‬ادعُ وا َربَّ ُك ْم تَ َ‬ ‫صحيح‪.‬‬
‫األستاذ‪ :‬بن يحيى الطاهر ناعوس‬ ‫ِ‬
‫ض َب ْع َد‬ ‫ين * َواَل ُت ْف ِس ُدوا يِف اأْل َْر ِ‬ ‫ب الْ ُم ْعتَ د َ‬‫اَل حُيِ ُّ‬
‫وعن ابن عم ر ‪ -‬رض ي اهلل عنهم ا ‪ -‬ق ال‪ :‬ك ان‬
‫‪0771191871‬‬ ‫ت اللَّ ِه‬ ‫ِ‬
‫ص اَل ح َها َو ْادعُ وهُ َخ ْوفًا َوطَ َم ًعا إِ َّن َرمْح َ َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ِِ‬ ‫قَ ِر ِ‬ ‫رس ول اهلل ‪ -‬ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم ‪ -‬يق ول‪:‬‬
‫ني} [األع راف‪،]56 - 55 :‬‬ ‫يب م َن الْ ُم ْحس ن َ‬ ‫ٌ‬
‫‪Naous67@yahoo.fr‬‬
‫ِ‬ ‫البخاري يف كتاب الأذان‪ ،‬باب الدُّعاء قبل‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬ ‫‪1‬‬

‫ض طََّر إِ َذا َد َع اهُ‬

‫يب الْ ُم ْ‬
‫وق ال س بحانه‪{ :‬أ ََّم ْن جُي ُ‬ ‫لم يف كت اب ال ِّذ ْكر وال دعاء‬
‫بس م اهلل ال رمحن ال رحيم‪ ،‬والص الة والس الم على‬ ‫الس الم ب رقم ‪ ،834‬ومس ٌ‬
‫َّ‬
‫السوءَ} [النمل‪.]62 :‬‬ ‫ف ُّ‬ ‫ِ‬
‫َويَكْش ُ‬ ‫والتَّوبة واالس تغفار‪ ،‬ب اب اس تحباب خفض الص وت‬
‫أش رف املرس لني‪ ،‬س يدنا حمم د ‪ -‬ص لَّى اهلل علي ه‬ ‫ِّ‬
‫بالذ ْكر برقم ‪.2705‬‬
‫ويف "الصحيحني" ‪ -‬واللفظ لِ ُمسلم ‪ -‬عن أيب بك ٍر‬
‫وسلَّم ‪َّ -‬أما بعد‪َّ :‬‬ ‫الرتمذي يف كتاب تفسري القرآن‪ ،‬باب ومن‬ ‫أخرجه‬ ‫‪2‬‬
‫فإن من أعظم العبادات اليت تُفتح‬ ‫ُّ‬
‫الصديق ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬أنه قال‪ :‬يا رسول اهلل‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫س ورة البق رة ب رقم ‪ ،2969‬وأبو داود يف كت اب‬
‫والرزق‪ ،‬وتفرج‬
‫والش فاء‪ ،‬والربكة ِّ‬
‫هبا أبواب اخلري ِّ‬ ‫الص الة‪ ،‬باب الدعاء برقم ‪ ،1479‬وابن ماجه كت اب‬
‫علِّ ْم ين دع اءً أدع و ب ه يف ص اليت ويف بي يت‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫الدعاء‪ ،‬باب فضل الدعاء برقم ‪.3828‬‬
‫وحتول‬
‫((اللهم إيِّن أع وذ ب ك من زوال نعمت ك‪ُّ ،‬‬ ‫آخريت اليت فيها معادي‪ ،‬واجعل احلياة زياد ًة يل يف‬ ‫وعن ٍ‬
‫أنس ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬قال‪ :‬كان رسول اهلل‬
‫عافيت ك‪ ،‬وفُج اءة نقمت ك‪ ،‬ومجي ع س خطك))‪3‬؛‬ ‫كل شر))‪5‬؛‬
‫كل خري‪ ،‬واجعل املوت راح ةً يل من ِّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -‬صلَّى اهلل عليه وس لَّم ‪ -‬يقول‪(( :‬اللَّهم انفعين مبا‬
‫رواه مسلم يف "صحيحه"‪.‬‬ ‫أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫علَّمتَ ين‪ ،‬وعلِّم ين م ا ين َفعُ ين‪ ،‬وارزق ين ً‬
‫علم ا‬
‫النسائي واحلاكم‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ينفعين))‪7‬؛ رواه‬
‫وعن ه ‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪ -‬ق ال‪ :‬ك ان رس ول اهلل ‪-‬‬ ‫األشعري ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬قال‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وعن أيب موسى‬
‫ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم ‪ -‬يق ول‪(( :‬اللهم إين أع وذ‬ ‫كان النيِب ُّ ‪ -‬صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪ -‬يدعو‪(( :‬اللهم‬ ‫آداب ال‪+ُّ +‬دعاء‪ِ :‬من آداب ال دُّعاء ال يت حَيْص ل هبا ‪-‬‬
‫ب ك من غلَب ة ال دَّين‪ ،‬وغلَب ة الع ُد ِّو‪ ،‬ومشاتة‬ ‫اغفِر يل خطيئ يت وجهلي‪ ،‬وإس رايف يف أم ري‪ ،‬وم ا‬ ‫ب إذن اهلل ‪ -‬االس تجابة‪ :‬م ا ورد يف أح اديث كث رية‬
‫األعداء))‪4‬؛ رواه النَّسائي‪ ،‬وصححه احلاكم‪.‬‬ ‫وه ْزيل‪،‬‬
‫أنت أعلَ ُم ب ه ميِّن ‪ ،‬اللهم اغف ر يل ج دِّي َ‬ ‫صحيحة‪ ،‬مجعناها يف النِّقاط التالية‪:‬‬
‫وخط ئي وعم دي‪ ،‬وك ُّل ذل ك عن دي‪ ،‬اللهم اغفِر‬ ‫‪ - 1‬الوضوء‪ - 2 .‬استقبال ِ‬
‫وعن أيب هري رة ‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪ -‬ق ال‪ :‬ك ان‬ ‫القْبلة‪ - 3 .‬التَّحميد‪،‬‬
‫أسر ْرت وما أعلنت‪،‬‬
‫أخرت‪ ،‬وما َ‬
‫َّمت وما َّ‬
‫يل ما قد ُ‬
‫ول اهلل ‪ -‬ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم ‪ -‬يق ول‪:‬‬
‫رس ُ‬ ‫الص الة على النيِب ِّ ‪ -‬ص لَّى اهلل‬
‫والثن اء على اهلل‪ ،‬مث َّ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫املؤخر‪،‬‬
‫وم ا أنت أعلم ب ه ميِّن ‪ ،‬أنت املق دِّم وأنت ِّ‬
‫ص مة أم ري‪،‬‬
‫((اللهم أص ل ْح يل دي ين ال ذي ه و ع ْ‬ ‫عليه وس لَّم‪ - 4 .‬رف ع الي دين عند الدعاء‪- 5 .8‬‬
‫وأنت على كل ٍ‬
‫شيء قدير))‪6‬؛ َّ‬
‫مت َفق عليه‪.‬‬
‫وأص لح يل ُدنْي اي ال يت فيه ا َمعاش ي‪ ،‬وأص لح يل‬ ‫ِّ‬
‫ومسلم يف كتاب الذكر‬‫ٌ‬ ‫أخرت))‪ ،‬برقم ‪،6398‬‬ ‫وما َّ‬
‫مسلم يف كتاب ِّ‬
‫الذكر والدعاء والتوبة‬ ‫أخرجه‬ ‫‪5‬‬
‫وال دعاء والتوبة واالس تغفار‪ ،‬ب اب التع ُّوذ من ش ِّر ما‬
‫ٌ‬
‫مسلم يف كتاب ِّ‬
‫الذكر والدعاء والتوبة‪ ،‬باب‬ ‫أخرجه ٌ‬ ‫شر ما عمل ومن شر ما مل‬ ‫التعوذ من ِّ‬
‫واالستغفار‪ ،‬باب ُّ‬ ‫عمل ومن شر ما مل يعمل‪ ،‬برقم ‪.2719‬‬
‫‪3‬‬

‫أكثر أهل اجلنة الفقراء‪ ،‬برقم ‪.2739‬‬ ‫َي ْعمل‪ ،‬برقم ‪.2720‬‬ ‫أخرجه الرتمذي يف كتاب الدعوات‪ ،‬باب العفو‬ ‫‪7‬‬

‫النسائي يف كتاب االستعاذة‪ ،‬باب االستعاذة‬

‫ُّ‬ ‫أخرجه‬ ‫‪4‬‬
‫البخاري يف كتاب الدعوات‪ ،‬باب قول النيب‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬ ‫‪6‬‬
‫والعافية برقم ‪.3599‬‬
‫من غلَبة الدَّين‪ ،‬برقم ‪.5475‬‬ ‫‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لم ‪(( :-‬اللَّهم اغفر يل ما ق د ُ‬
‫َّمت‬ ‫قال السيوطيُّ يف "شرحه لتقريب اإلمام النووي"‪:‬‬ ‫‪8‬‬
‫الر ْهبة‬
‫اليقني باإلجابة‪ - 6 .‬حضور القلب‪َّ - 7 .‬‬ ‫ثلث اللي ل اآلخ ر‪،‬‬
‫ليل ة إىل مساء ال دُّنيا حني يبقى ُ‬ ‫ُس ئِل ب ه أعطى‪ ،‬وإذا ُد ِعي ب ه أج اب))‪10‬؛ أخرج ه‬
‫والرغب ة‪ - 8 .‬ال يَ ْدعو ب ٍ‬
‫إمث أو قطيع ة رحم‪- 9 .‬‬ ‫يق ول‪َ :‬من ي دعوين فأس تجيب ل ه‪ ،‬من يس ألين‬ ‫وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫األربعة‪َّ ،‬‬
‫اإلحلاح‪.‬‬ ‫فأعطيه‪ ،‬من يستغفرين فأغفر له))‪.9‬‬

‫شروط ال‪+ُّ +‬دعاء ُ‬

‫المس‪++‬تجاب‪ - 1 :‬التوبة النَّصوح‪.‬‬ ‫الس جود‪-8 .‬‬
‫‪ - 6‬بني األذان واإلقامة‪ - 7 .‬عند ُّ‬ ‫م‪++ +‬اء زم‪++ +‬زم‪ :‬أفض ل م ٍاء على اإلطالق‪ ،‬وه و لِم ا‬
‫‪ -2‬اإلخالص‪ - 3 .‬احلالل‪ - 4 .‬تق دمي ص ٍ‬
‫دقة‬ ‫بني ال ُّركن اليم اين واحلج ر األس ود‪ - 9 .‬دب ر‬
‫ُش ِرب ل ه‪ ،‬ولكن ال ب َّد من آداب يف ش ربه؛ فق د‬
‫يدي الدعاء‪.‬‬
‫بني َ‬ ‫الصلوات املكتوبة‪.‬‬
‫َّ‬
‫حممد بن‬
‫أخ رج ابن ماج ه يف املناس ك عن َّ‬
‫أوقات‪ +‬االستجابة‪ - 1 +:‬اجلمعة‪ - 2 .‬رمض ان‪3 .‬‬ ‫اس‪++‬م اهلل األعظم‪ :‬وعن بَُري دة ‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪-‬‬ ‫عبدالرمحن بن أيب بكرة‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند ابن عبَّاس‬
‫الس َحر‪،‬‬
‫عرف ة‪ - 5 .‬وقت َّ‬ ‫‪ -‬ليل ة ال َق ْدر‪َ - 4 .‬‬ ‫يب ‪ -‬ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم ‪ -‬رجالً‬
‫ق ال‪ :‬مسع الن ُّ‬ ‫جالسا‪ ،‬فجاء رجل فقال‪ِ :‬من أين جئت؟ قال‪ :‬من‬ ‫ً‬
‫ثلث اللي ل األخ ري؛ لقول ه تع اىل‪:‬‬ ‫وحني يبقى ُ‬ ‫يقول‪ :‬اللهم إيِّن أسألك بأيِّن أشهد أنَّك أنت اهلل ال‬ ‫ت منها كما ينبغي؟ قال‪ :‬كيف؟‬ ‫زمزم‪ ،‬قال‪ :‬فش ِربْ َ‬
‫ِ‬
‫َس َحا ِر} [آل عم ران‪،]17 :‬‬ ‫ين بِاأْل ْ‬
‫{ َوالْ ُم ْس َت ْغف ِر َ‬ ‫الصمد‪ ،‬الذي مل يلد ومل يولد‪،‬‬
‫األح ُد َّ‬
‫إله إال أنت‪َ ،‬‬ ‫شربت منه ا فاستقبل القبل ة‪ ،‬واذْ ُك ر اس م‬
‫َ‬ ‫قال‪ :‬إذا‬
‫((يْن زل ربُّن ا ‪ -‬تب ارك وتع اىل ‪ -‬ك َّل‬
‫ويف احلديث‪َ :‬‬ ‫ومل يكن ل ه كف ًوا أح د‪ ،‬فق ال رس ول اهلل ‪ -‬ص لَّى‬ ‫ت فامحد‬
‫اهلل‪ ،‬وتنفس ثالثًا‪ ،‬وتضلع منها‪ ،‬فإذا فر ْغ َ‬
‫اهلل عليه وس لَّم ‪(( : -‬لقد سأل اهلل بامسه الذي إذا‬ ‫الصالة‪ ،‬باب الدعاء برقم‬‫أخرجه أبو داود يف كتاب َّ‬ ‫‪10‬‬

‫"فقد ورد عنه حنو مائة حديثٍ فيه َر ْف ع يديه يف الدعاء‪،‬‬ ‫والرتمذي يف كتاب الدعوات‪ ،‬باب ما جاء يف‬
‫ُّ‬ ‫‪1493‬‬
‫البخاري يف "صحيحه" بابً ا سََّماه‪ :‬رفع‬
‫ُّ‬ ‫وقد عقد اإلمام‬ ‫يب ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لم ‪-‬‬
‫ج امع ال دعوات عن الن ِّ‬
‫الرفع‬
‫تيمية‪" :‬الص حيح َّ‬ ‫األي دي يف الدُّعاء‪ ،‬وق ال ابن َّ‬ ‫"صحيح البخاري" (رقم ‪" ،)1145‬مسلم" (رقم‬ ‫‪9‬‬
‫برقم ‪ ،3475‬وابن ماجه يف كتاب الدُّعاء‪ ،‬باب اسم‬
‫مطلقًا‪."...‬‬ ‫‪.)785‬‬ ‫اهلل األعظم‪ ،‬برقم ‪.3857‬‬
‫فإن رسول اهلل ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه‬
‫وجل ‪َّ -‬‬
‫عز َّ‬
‫اهلل ‪َّ -‬‬
‫((إن آية ما بيننا وبني املنافقني إهَّن م‬
‫وس لَّم ‪ -‬قال‪َّ :‬‬
‫ال يتضلعون من زمزم))‪.‬‬