Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثاني بي دي اف
الفصل الثاني بي دي اف
الوجود القانوني لممسؤولية المدنية ال يتحقؽ اال اذا توافرت اركانيا مف خطا وضرر
وعالقة سببية وال يخفى عمى احد االىمية البالغة لمركف االوؿ والثالث في تحقؽ المسؤولية اال اف
()1
فيو الركف االساس ونقطة االرتكاز لقياـ التعويض الضرر ىو قواميا عقدية كانت اـ تقصيرية
فال يمكف اف ينشا االلتزاـ بالتعويض اذا تخمؼ الضرر وقد يكوف ىذا االخير ماديا عندما يصيب
الشخص في جسمو او في مالو ,او اف يكوف معنويا ( ادبيا) اذا اصاب المضرور في شعوره او
عاطفتو او كرامتو او شرفو(.)2
فالضرر المادي يتمثؿ في االخالؿ بمصمحة لممضرور ذات قيمة مالية كإتالؼ االمواؿ
باختالؼ انواعيا او تفويت فرصة لمكسب المالي عمى خالؼ الضرر المعنوي الذي يمس
ويصيب المصمحة غير المالية لممضرور وال يتحقؽ ذلؾ اذا لـ تتوافر شروطو.
وكؿ ما ورد في االركاف المعروفة لممسؤولية فيو مف قبيؿ القواعد العامة و المثبتة
بكتابات لكبار فقياء القانوف عمى المستوييف الدولي والمحمي الغربي والعربي فال نرى اف ىنالؾ
مسوغ لمخوض في تفاصيميا – اال ما ليا صمة وثيقة بالموضوع من باب اكتمال الرؤية والترابط
في الموضوعات -كونيا تمثؿ اميات االحكاـ ,وما يعنينا في ىذا المقاـ ىو نوع مف انواع
الضرر اال وىو الضرر المعنوي ومدى امكانية الحكـ بالتعويض عنو في منازعات االستثمار في
ظؿ ىيئات التحكيـ الدولية واالقميمية ,لما لو مف اىمية عممية وعممية فائقة في الوقت الذي
اختمفت التشريعات في مدى الحكـ بالتعويض ليذا النوع مف الضرر مف عدمو ,فضال عف
غياب النص القانوني ليذا النوع في اغمب واف لـ يكف جميع المعاىدات الثنائية و متعددة
االطراؼ الخاصة باالستثمار والتحكيـ اال اف ذلؾ لـ يمنع قياـ بعض مراكز التحكيـ مف الحكـ
- 1دً ٠شًّ طٌه ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌض١ٌٚز ثط ثْ ثٌضٌٚز وجألفغثص لض صؤص ٟدؤفؼجي ِشجٌفز ٌٍمجٔٚ ْٛصضغصخ ػٍٙ١ج ِـؤ١ٌٚضٙج
ثٌض١ٌٚز فٕٙجٌه صظٛع عجدش ف ٟػّ١غ ثٌّجضّغ ثٌض ٌٟٚدئِىجٔ١ز ل١جَ ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضغصذز ػٍ ٝثالسالي دمٛثػض
ثٌمجٔ ْٛثٌض ٌٟٚػٍ ٝثٌغغُ ِٓ ػضَ ثِىجٔ١ز صٍه ثٌمٛثػض ِٓ ثٌؼثَ ثٌضٚي دضفغ ثٌضؼ٠ٛؼجس ػٓ ثالػغثع ثٌٕجصجز
ػٓ ثالفؼجي ثٌّشجٌفز ٌٍمجٔ ْٛثٌض ٌٟٚفجٌّـؤ١ٌٚز ثٌض١ٌٚز صشًّ طثس ثالعوجْ ػٍِ ٝشضٍف ثٌضـّ١جس ٚلضع صؼٍك
ثالِغ دجٌؼغع ف ٛٙعوٓ ِ ُٙجضث ٌم١جَ ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌض١ٌٚز ٕ٠ظغ ف ٟصفظ ً١طٌه :
ٕ٠ - 2ظغ صِ .ذّض دـٓ لجؿُ ِ ,ذجصا ثٌمجٔ , ْٛثٌّضسً ثٌ ٝثٌمجٔٚ ْٛثالٌضؼثِجس ,صثع ثٌّطذٛػجس ثٌججِؼ١ز ,
ثالؿىٕضع٠ز , 2212 ,صِٚ 344ج دؼض٘ج.
بالتعويض المعنوي واالستجابة لطمبات بعض المستثمريف في المنازعات االستثمارية في بعض
احكاميا.
ففي اآلونة االخيرة اكتسبت قضية التعويض عف األضرار المعنوية اىتماما كبي ار في
نزاعات االستثمار الدولية ,والمطالبات فيو اخذت بالتزايد يوما بعد اخر ,اذ أصبحت تمعب دو اًر
ال يمكف إنكاره في تحكيـ االستثمار ,ولقد نجح العديد مف المستثمريف في رفع دعاوى لممطالبات
بالتعويض عف االضرار المعنوية ضد الدوؿ المضيفة ,في حيف رفضت ىيئات التحكيـ
مطالبات أخرى وىذا يثير السؤاؿ عف األساس القانوني الذي ينبغي أف تستند إليو ىذه المطالبات
و الحاالت التي ينبغي فييا منح التعويض عف األضرار المعنوية وبالتالي البحث عف ما إذا كاف
يجوز لييئة التحكيـ ,والى أي مدى منح التعويض عف الضرر المعنوي لممستثمر االجنبي في
تحكيـ االستثمار.
وعميو ولبياف ذلؾ؛ نقسـ الفصؿ الى مبحثيف نبيف في االوؿ منيما مفيوـ الضرر
المعنوي واالعتراؼ بو في ىيئات التحكيـ ,ونخصص الثاني الى بياف التطبيقات العممية الصادرة
مف ىيئات التحكيـ الدولية ,واالقميمية ,بخصوص الموضوع وعمى النحو االتي:
املبحث االًل
3
- S. Jagusch and T. Sebastian, "Moral Damages in Investment Arbitration: Punitive
Damages in Compensatory Clothing?," Arbitration International,2013, vol. 29, p. 45-
62.
لالعتراؼ بو في ظؿ المحاكـ الدولية والذي اصبح يشكؿ جزء ميما مف ممارسات ذلؾ القانوف
وفؽ مرتكزات واسس لمحكـ بالتعويض عف الضرر محؿ البحث ,ولموقوؼ عمى ما ورد نفرد لكؿ
موضوع فقرة خاصة وعمى شكؿ مطمبيف لموصوؿ الى نظرة عامة عف مفيوـ الضرر المعنوي
وىذا ما سنبينو مف خالؿ المطمب االوؿ وسنخصص الثاني الى بياف االعتراؼ بالضرر المعنوي
وحاالت التعويض عنو وفقا لالتي :
املطهب االًل
لمضرر المعنوي تعريفات عديدة ,وتطبيقات اوردىا الفقو مف خالؿ تمؾ التعريفات ,في
ظؿ عدـ تحديد المشرع صو ار ثابتة ومحددة لو ,كما انو ومتى ما توافرت شروط استحقاقو ال
يجوز ألي شخص المطالبة بو فضال عف تقييد حاالت انتقاؿ تمؾ المطالبة ,وال سبيؿ لبحث كؿ
ما يتعمؽ كؿ ما يندرج تحت المفيوـ لذلؾ سنقتصر في بحثنا عمى المواضيع ذات الصمة ,عميو
سنبيف والختالؼ التشريعات في ادراج تطبيقات الضرر المعنوي تحديد مدلولو ,ثـ بياف جواز
المطالبة بو وفي اي نطاؽ ,مف بعدىا الخوض بمناقشة ما قيؿ بخصوص احقية الشخص
المعنوي مف المطالبة بيذا النوع مف الضرر وفقا لالتي:
انفرع االًل
الضرر المعنوي ىو الضرر الذي ال يصيب الشخص في مالو ,اال انو يصيبو في
مصمحة مشروعة غير مالية ,نتيجة المساس باالعتبارات االدبية التي يحرص عمييا ,كشعوره
او عواطفو او شرفو او عرضو او كرامتو او مركزه االجتماعي او غير ذلؾ مف القيـ التي
()4
االمر الذي ادى الى عدـ تصنيؼ بعض االضرار عمى انيا يصعب تحديدىا او تقييميا
()5
فضال عف ذلؾ فاف صعوبة التقييـ ادت الى القوؿ باف اضرار معنوية بسبب تمؾ الحجة
مفيوـ الضرر المعنوي بعيد المناؿ ومحير ,كما انو غامض وغير دقيؽ عمى نحو ال يمكف
4
- M. T. Parish, A. K. Newlson, and C. B. Rosenberg, "Awarding moral damages to
respondent states in investment arbitration," Berkeley J. Int'l L.2011., vol. 29, p. 225.
5
- I. Schwenzer and P. Hachem, Moral damages in international investment
arbitration: Kluwer Law International, 2011.
انكاره ,ومع ذلؾ فانو واف كانت "صعبة القياس أو التقدير وفقًا لمعايير الماؿ" ,فإنيا تظؿ مع
جدا" وبالتالي يجب تعويضيا لمساسيا بتمؾ االعتبارات (.)6
ذلؾ "حقيقية ً
كما اف المساس باالعتبارات المذكورة ال تتأتى فقط مف االعتداء عمى الحقوؽ غير
المالية واف كانت ىي االكثر شيوعا مف الناحية العممية ,بؿ تشمؿ االعتداءات عمى الحقوؽ
المالية كذلؾ ,وبما اف تمؾ الحقوؽ واسعة جدا فانو مف الصعوبة بمكاف حصرىا ,واذا ما رجعنا
الى الكتب القانونية نجد اف الفقياء ال يخرجوف عف ذات المسار المبيف انفا ,في كوف اف ذلؾ
الضرر مناطو المساس بالقيـ االنسانية والحقوؽ غير المالية لو ,ولتعدد تمؾ الحقوؽ و الصور
الواردة عمى سبيؿ المثاؿ حتى في القانوف المدني في سياقو نصو ,الممزمة لمتعويض فييا عف
الضرر االدبي ,لذا فقد تعددت المفاىيـ الفقيية في بياف اىـ صور الضرر المعنوي مف خالؿ
التطبيقات العممية الموضوعة ليا وفي كؿ االحواؿ فممصور كافة رابط مشترؾ ,ىو عدـ اصابة
()7
,اي بمعنى اف كؿ ما المضرور في ذمتو المالية التي ال تؤثر عمى اوضاعو االقتصادية
يخرج عف نطاؽ الضرر المادي فيو ضرر معنوي(.)8
ففي فرنسا مثال ,يستخدـ تعبير الضرر المعنوي بشكؿ عاـ لتحديد األضرار التي تمحؽ
تماما ,وكما ىو معروؼ بشكؿ عاـ ,ليست كؿ
بالمصالح أو األصوؿ التي ال تعتبر ارثًا ً
الحقوؽ ذات طبيعة ارثية اي يمكف توريثيا ,اذ ىنالؾ حقوؽ ىامة مثؿ حقوؽ األسرة أو
الحقوؽ الشخصية ولكنيا ال تعد جزًءا مف ارث الشخص (ذمتو المالية)(.)9
وقد استخدـ مصطمح الضرر المعنوي ألوؿ مرة في فرنسا اوائؿ عاـ , 1833في قضية
تنطوي عمى ضرر بالسمعة التجارية ,حيث قدـ المدعي العاـ الفرنسي الحجة القائمة بأف
التعويض كاف مستحؽ الدفع لػ "الضرر المعنوي" .وكذلؾ في عاـ , 1877منحت محكمة
6
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
Disputes," J. Int'l Arb.2010, vol. 27, p. 247.
- 7ثٌؼغع ثٌّجص ٛ٘ ٞوً ػغع ٠ظ١خ ثٌششض فِ ٟجٌٗ ِّٚضٍىجصٗ ِٚظجٌذٗ ثٌّجٌ١ز ث ٚدضٔٗ ف١ؼىؾ ؿٍذج ػٍٝ
طِضٗ ثٌّجٌ١ز ٚثٚػجػٗ ثاللضظجص٠ز ٕ٠ظغ ف ٟصفظ ً١طٌه صِ .ظطف ٝػذض ثٌذّ١ض ػض , ٞٚثٌؼغع ثٌٕجشب ػٓ
ثالسالي ثٌؼمض ٞف ٟثٌمجٔ ْٛثالٔىٍ١ؼ ,ٞصثع ثٌٕٙؼز ثٌؼغد١ز ,ثٌمج٘غر ,2220 ,ص.30
ٕ٠ - 0ظغ ف ٟصفظٚ ً١د١جْ طٛع ٚصطذ١مجس ثٌؼغع ثٌّؼٕ ٞٛػٍ ٝثسضالف ِـّ١جصٗ ص .ػذض ثٌغػثق ثٌـٕٛٙع, ٞ
ثٌٛؿ١ؾ ف ٟشغح ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ , ٟثٌجؼء ثالٚي ,ثٌطذؼز ثٌغجٌغزِٕ ,شٛعثس صثع ثٌذٍذ ٟثٌذمٛل١ز ,د١غٚس ,
ٌذٕجْ ,2222,صٚ 714وظٌه ص .ػالء دـِ ٓ١طٍك ثٌضّ , ّٟ١صؤط ً١ثالصجج٘جس ثٌذض٠غز ف ٟثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضٔ١ز ,
ثٌطذؼز ثال , ٌٝٚصثع ثٌٕٙؼز ثٌؼغد١ز ,ثٌمج٘غر ,2211 ,ص ِٚ 151ج دؼض٘ج.
ٚػٍِ ٝـض ٜٛثٌفمٗ ثٌفغٔـ ٟعثجغ :
- Genevieve Viney et Patrice jourdain;Traite de droit civil-Lesobligations La
responsabilite; conditions,3 ed L.G.D.J.paris,1982,p39.
9
- S. Litvinoff, "Moral Damages," La. L. Rev.1977, vol. 38, p. 1.
النقض الفرنسية تعويضاً عف االضرار المعنوية الناشئة عف القتؿ الخطأ .وفي عاـ , 1923
وفي قضية أخرى تنطوي عمى قتؿ خطأ ايضا ,أكدت محكمة النقض الفرنسية أف التعويض
مستحؽ لجميع أنواع األضرار الناجمة عف فعؿ غير مشروع ,وأوضحت المحكمة أف التعويض
مستحؽ لمضرر الذي يأخذ أشكاال اخرى ( اضرار معنوية او غير مادية) وليس فقط التعويض
عف الخسارة في الثروة ,اذ في ىذه القضية كاف التعويض عف الضرر المعنوي ناتجا عف المعاناة
النفسية والعاطفية الناجمة لممضرور عف فقداف ابييـ ,أذف ما يالحظ انو لـ يكف المقصود
بالتعويض الممنوح عف االضرار الناتجة عف االذى المعنوي أف يكوف عقابياً بطبيعتو ,يستحقو
صاحب الفعؿ الضار بؿ كاف يقصد بو التعويض المالي(.)10
والحقيقية في ىذا الصدد اليوـ ىي صعوبة التحديد الدقيؽ لمحاالت الواقعية التي يمكف
فييا منح التعويض عف االضرار المعنوية ,في الوقت الذي تختمؼ األنظمة القانونية في بياف
ذلؾ ,اذ اف بعض األنظمة تستخدـ أوصافاً ضيقة ومحددة لمغاية بينما تكوف األنظمة األخرى
سخاء بدائرة توسيع وشموؿ اوصاؼ ذلؾ الضرر(.)11
ً أكثر
وعمى العموـ سنبيف اىـ المفاىيـ لمضرر المعنوي عمى المستوييف الدولي والمحمي ,ففي
االطار الدولي بينت لجنة القانوف الدولي الضرر المعنوي الذي يؤثر عمى الفرد ويمكف تعويضو
عموما بأنو الضرر الناتج عف االلـ والمعاناة
ً ,حيث قالتُ" :يفيـ الضرر غير المادي (المعنوي)
مف فقداف الشخص ألحبائو وكذلؾ اإلىانة وخدش المشاعر المرتبطة بالشخص أو الحياة
الخاصة (.)12
كما اوردت المحكمة االمريكية الدولية لحقوؽ االنساف تعريفا لمفيوـ الضرر المعنوي اذ
قررت اف " الضرر غير المالي يشمؿ كالً مف المعاناة والضيؽ الذي يمحؽ بالضحايا المباشريف
كما يذىب الفقيو ( )Dumberryايضا الى انو ينبغي اضافة نوع معيف مف االضرار
المعنوية الى ىذه القائمة وىو الضرر باالئتماف والسمعة لمشخص المعنوي او االعتباري(.)15
اما عمى المستوى المحمي فيي لـ تخرج عف ذات السياؽ في بياف مفيوـ الضرر
المعنوي بيف موسع ومضيؽ لذلؾ المفيوـ ,فقد عرؼ عمى انو الضرر الذي ال يبدو في صورة
خسارة مالية وانما يتبدى في صورة الـ ينتج عف اصابة او مساس بالشعور ينتج عف اىانة او
()16
وكذلؾ ورد عمى انو كؿ تعد عمى الغير يصيب تقييد لمحرية ينتج عف حبس دوف وجو حؽ
()17
اذ وفقا ليذا يعد العاطفة والشعور والحناف ,يتمثؿ في ادخاؿ الغـ واالسى والحزف الى القمب
خطؼ االطفاؿ واالعتداء عمى االوالد او االب او االـ او الزوج او الزوجة او اصابة شخص في
معتقداتو الدينية او في شعوره االدبي تكوف ضر ار معنويا ,وكذلؾ االصابة بالشرؼ واالعتبار
13
- R. Jeffery, "Beyond Repair?: Collective and Moral Reparations at the Khmer
Rouge Tribunal," Journal of Human Rights, vol. 13, pp. 103-119, 2014.
14
"- S. Wittich, "Non-material damage and monetary reparation in international law,
Finnish YB Int'l L., vol. 15, p. 321, 2004.
15
- - P. Dumberry,op,cit.
- 16ص .ػذض ثٌّج١ض ثٌذىٚ ُ١ثسغِ , ْٚظضع ؿجدك ,ص .212
- 17صِ .ذّض دـجَ ِذّٛص ٌطف , ٟثٌٕظغ٠ز ثٌؼجِز ٌالٌضؼثَ ِ ,ظجصع ثالٌضؼثَ ,ثٌىضجح ثالٚي ,ؽ , 2220 ,2
ص .253
والعرض او في مركزه االجتماعي او المالي ,فالقذؼ والسب وىتؾ العرض وايذاء السمعة
واالعتداء عمى الكرامة كميا تعد اضرار معنوية(.)18
انفرع انثبنِ
رجوعا الى ما تـ بيانو في تحديد مدلوؿ الضرر المعنوي نجد جميا اف ىنالؾ اختالؼ في
مسالة جواز التعويض عف ىذا النوع مف الضرر مف عدمو ,واف االختالؼ منشأه عدـ فيـ
المقصود بالتعويض الذي يعني ازالة الضرر ومحو االثار الناجمة عف الخطأ ,اذ يعتقد
()19
اف الضرر المعنوي مجرد افتراض وبالتالي ال يمكف اف تبنى االحكاـ عمى االفتراض البعض
واف التعويض عنو اف سمي ضر ار فال يجوز ,حيث اف الماؿ ال يعيد الكرامة او السمعة ,واف
جاز فال يحقؽ الغاية المنشودة منو لصعوبة التقدير المالي الماس بتمؾ الكرامة او السمعة
التصاليا بالشعور االنساني فيي امور نفسية بحتو(.)20
اال اف ىذا االعتقاد والمسار سرعاف ما إنفض ,لعدـ رجحاف حجج ومبررات الرفض,
فالصحيح اف التعويض ال يعيد الكرامة او السمعة ,اال اف جوىره يشكؿ نوع مف العزاء لممضرور
وتخفيؼ اآلالـ عنو ,فضال عف ذلؾ اف صعوبة تقديره ال تحوؿ دوف وصفو بانو ضر ار وبالتالي
لممحكمة اف تقدر عناصره في ضوء الدعوى المرفوعة اماميا اسوة بالضرر المادي ,فتمؾ
الصعوبة ال يمكف معيا وباي حاؿ مف االحواؿ القوؿ بعدـ جواز التعويض كما اف السير وفؽ
ىذا االتجاه سيخمؽ نتيجة شاذة وىي ترؾ المتسبب دوف مساءلة(.)21
ٕ٠ - 10ظغ ص .ػالء دـِ ٓ١طٍك ثٌضِّ , ّٟ١ظضع ؿجدك ,صٚ 152ػٍ ٝثٌّـض ٜٛثٌمؼجة ٟعثجغ دىُ ثٌّذىّز
ثٌؼٍ١ج ثٌؼّجٔ١ز ثٌطؼٓ علُ ِ َ 2225/154ضٔ ٟػٍ١ج ,جٍـز ٚ 2225/12/17وظٌه ؽؼٓ علُ , َ2224/131
ِضٔ ٟػٍ١ج ,جٍـز ِ , 2225/4/32جّٛػز ثالدىجَ ثٌظجصعر ػٓ ثٌضٚثةغ ثٌّضٔ١ز ٚثٌضججع٠ز دجٌّذىّز ثٌؼٍ١ج ,
ثٌـٕز 5لؼجة١ز ٌ ,ـٕز , 2225ص.225 ٚ 322
ٕ٠ - 11ظغ ف ٟصفظ ً١طٌه ,ثٌّـضشجع ع٠جع دٕج ,ثٌٕظغ٠ز ثٌؼجِز ٌٍّـؤ١ٌٚز ثٌطذ١ز ف ٟثٌضشغ٠ؼجس ثٌّضٔ١ز
ٚصػ ٜٛثٌضؼ٠ٛغ ثٌٕجشتز ػٕٙج ,صثع ثٌفىغ ثٌججِؼ , ٟثالؿىٕضع٠ز ,2211,ص ِٚ 547ج دؼض٘ج.
20
- M. T. Parish, A. K. Newlson, and C. B. Rosenberg,op,cit.
ٚدظثس ثٌّؼٕٚ ٝثٌـ١جق ٕ٠ظغ :ص .ثدّض ثد ٛؿض١شٔ ,ظغ٠ز ثالٌضؼثَ ف ٟثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثٌّظغِ , ٞطذؼز ِظغ ,
,1145ص.321
ٕ٠ - 21ظغ ص .دشّش ثد ٛؿضذش ِ ,ظضع ؿجدك ,ص ٚ 442وظٌه ص .دـ ٓ١ػجِغ ,ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضٔ١ز ثٌضمظ١غ٠ز
ٚثٌؼمض٠ز ,ؽ ِ , 1طذؼز ِظغ ,1156 ,ص.221
وقد ثار التعويض عف الضرر المعنوي تبيانا تشريعيا ,بيف النص عميو صراحة ,وبيف
السكوت عنو واالكتفاء بنصوص عامة مطمقة ,وبيف االعتراؼ بو في حاالت خاصة ويمكف
()22
عمى النحو االتي : تقسيميا
ومف بيف تمؾ التشريعات مشرعنا العراقي في المادة ( )205مف القانوف المدني رقـ 40
لسنة 1951والتي نصت وبشكؿ صريح عمى شموؿ التعويض لمضرر االدبي بقوليا ( -1
يتناوؿ حؽ التعويض الضرر االدبي كذلؾ فكؿ تعد عمى الغير في حريتو وعرضو او في شرفو
او في سمعتو او في مركزه االجتماعي او في اعتباره المالي يجعؿ المتعدي مسؤوال عف
التعويض).
وكذلؾ المشرع المصري في المادة ( )222مف القانوف المدني رقـ 131لسنة 1948
والتي نصت عمى انو ( يشمؿ التعويض الضرر االدبي ايضا )...وبقية التشريعات العربية
المقارنة التي اقرت وبشكؿ صريح التعويض عف الضرر المعنوي كالتشريع السوري واالردني
()23
,وعمى المستوى الغربي فينالؾ الكثير مف التشريعات التي سارت بذات والمبناني والميبي
االتجاه المقر بالتعويض عف الضرر المعنوي كالقانوف االنكميزي والقانوف السويسري(.)24
ىذه التشريعات لـ تقر صراحة عمى شموؿ الضرر المعنوي بالتعويض بنص صريح
وانما ادرجت نصا في قوانينيا يشمؿ التعويض عف الضرر بصورة عامة دوف تحديد ماديا كاف اـ
ادبيا ومف بيف ىذه التشريعات التشريع الفرنسي في القانوف المدني لسنة 1084وذلؾ في نص
المادة ( ) 1382والتي جاء في معناىا انو كؿ فعؿ يصدر مف االنساف يتسبب بضرر لمغير
يكوف موجبا لمتعويض ,وكذلؾ التشريع الجزائري الذي جاء متأث ار بالقانوف المدني الفرنسي فأورد
نصا مماثال لو في القانوف المدني لسنة 1975في المادة ( )124منو.
ٕ٠ - 22ظغ ف ٟصفظ ً١طٌه ثٌضمـ ُ١ف ٟصفظ ً١صٍه ثٌضشغ٠ؼجس ِمضَ ثٌـؼ١ض ,ثٌضؼ٠ٛغ ػٓ ثٌؼغع ثٌّؼٕ ٞٛفٟ
ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضٔ١ز ,صعثؿز ِمجعٔز ,ثٌطذؼز ثال , ٌٝٚصثع ثٌذضثعز ٌٍطذجػز ٌٍٕ ٚشغ ٚثٌضٛػ٠غ ,د١غٚس ,1105 ,
صِٚ 142ج دؼض٘جٚ ,وظٌه ص .ثؿّجػ ً١طؼظجع ِ ,ظضع ؿجدك ,ص ِٚ 13ج دؼض٘ج .
- 23ثٌفمغر ( ِٓ )1ثٌّجصر ( ِٓ )223ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثٌـٛع ٞعلُ ٌ 04ـٕز ٚ 1141ثٌفمغر ( ِٓ )1ثٌّجصر
( ِٓ )267ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثالعصٔ ٟعلُ ٌ 43ـٕز ٚ1176ثٌّجصر ( ِٓ )134لجٔ ْٛثٌّٛجذجس ثٌٍذٕجٌٔ ٟـٕز
ٚ 1132ثٌّجصر ( ِٓ )225ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثٌٍ١ذٌ ٟـٕز .1154
ٕ٠ - 24ظغ ف ٟصفظ ً١صٍه ثٌضشغ٠ؼجس ِمضَ ثٌـؼ١ض ِ ,ظضع ؿجدك ,ص.152- 140
-3التشريعات المقرة لمتعويض عن الضرر المعنوي بحاالت خاصة(.)25
بعض مف التشريعات قد سارت بمسار مختمؼ عف المساريف اعاله وذلؾ بالنص عمى
اقرار التعويض لمضرر المعنوي بحاالت خاصة فقط ومف بيف تمؾ التشريعات التشريع االلماني
في قانونو المدني الصادر سنة 1911في المادة ( ) 847منو والتي شممت التعويض عف
حاالت االعتداء غير المشروع عمى الجسـ او الصحة او في حالة الحرماف مف الحرية ,وكذلؾ
التشريع االيطالي في قانونو المدني لسنة 1942في المادة ( .)2059
اذ اف التبايف التشريعي الوارد في اعاله جعؿ كفتي الفقو والقضاء غير مستقرتيف ال مف
حيث جواز وعدـ جواز التعويض عف الضرر المعنوي كمبدأ عاـ ,وانما في تحديد نطاق تمك
المطالبة بذلك التعويض ,بيف موسع وشامؿ االستحقاؽ لكال المسؤوليتيف ,فالضرر المعنوي و
اف كانت المسؤولية التقصيرية تعد ارضا خصبة لممطالبة بالتعويض بو ,اال انو وارد الوقوع في
المسؤولية العقدية واف كاف ذلؾ ناد ار ( )26وبيف مقيد لممطالبة لنوع مسؤولية دوف اخرى ,مقتص ار
بذلؾ شموؿ الضرر المعنوي في المسؤولية التقصيرية دوف العقدية(.)27
ففي فرنسا مثال بعد صراع داـ طويال بشاف التضييؽ في باب االضرار المعنوية والحكـ
استقر فيو في حاالت استثنائية ,واقتصارىا في محيط المسؤولية التقصيرية دوف العقدية,
بصدور القانوف المدني الجديد وفي اطار المادة ( ) 1382بنص عاـ مطمؽ دوف تحديد لذا
يذىب البعض بشموؿ التعويض وفقا ليذه المادة لمضرريف ( المادي واالدبي)(.)28
كما يذىب بعض الشراح الى اف الضرر المعنوي في التشريع الفرنسي وفقا لما ورد في
اعاله شامؿ لكال المسؤولتيف العقدية والتقصيرية وسندىـ في ذلؾ المادة ( )1142مف القانوف
المدني الفرنسي التي تنص عمى انو ( اذا استحاؿ عمى المديف اف ينفذ االلتزاـ عينا حكـ عميو
بالتعويض لعدـ الوفاء بالتزامو ) فضال عف ما مبيف في النص المذكور فاف المادة ( )1149مف
ٕ٠ - 25ظغ ف ٟصفظ ً١صٍه ثٌضشغ٠ؼجس ِمضَ ثٌـؼ١ض ِ ,ظضع ؿجدك ,صِٚ 162ج دؼض٘ج.
ٕ٠ - 26ظغ ص .ثدّض شٛلِ ٟذّض ػذض ثٌغدّٓ ,ثٌضعثؿجس ثٌذذغ١ز ف ٟثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضٔ١ز ,ثٌّجٍض ثالٚي ,
ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضٔ١ز ثٌششظ١ز ف ٟثٌفمٗ ٚثٌمؼجء ثٌّظغٚ ٞثٌفغٔـِٕ ,ٟشؤر ثٌّؼجعف ,ثالؿىٕضع٠ز ,2227 ,ص
ٚ 103وظٌه ِذّض ٠ذ ٟ١ثٌّذجؿٕز ,دذظ دؼٕٛثْ ثٌّجصر ِ 362ضٔ ٟثعصٔٚ ٟثٌضؼ٠ٛغ ػٓ ثٌؼغع ثالصد ٟفٟ
ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌؼمض٠ز ِٕ ,شٛع فِ ٟجٍز ثٌذمٛق ثٌى٠ٛض١ز ,ثٌؼضص ثٌغجٌظ ,ثٌـٕز ثٌغثدؼز ٚثٌؼشغ ,2222 ,ْٚص.260
ٕ٠ - 27ظغ ص .دـٓ ػٍ ٟطٔ ,ْٛثٌّذـٛؽ ف ٟثٌّـت١ٌٛز ثٌّضٔ١ز ,ثٌجؼء ثالٚي ,ثٌؼغع ,شغوز ثٌضجّ٠ؾ ٌٍطذغ
ٚثٌٕشغ ,دغضثص ,1111 ,ص.223
ٕ٠ - 20ظغ ثٌّـضشجع ِٕ١غ ع٠جع دٕج ِ ,ظضع ؿجدك ,ص.540
نفس القانوف بينت باف التعويض ما يمحؽ الدائف مف خسارة والمفظ المطمؽ ينصرؼ الى االضرار
بكال نوعييا(.)29
وكذلؾ الحاؿ في مصر فقد تأثر المشرع بما سار بو المشرع الفرنسي واقتناعا منو باف
ىنالؾ امو ار في الحياة االنسانية تستأىؿ التقدير وحماية لمقانوف ولو لـ تتعمؽ بقيمة مالية واقتناعا
باف االثر الذي يرتبو الضرر المعنوي قد يفوؽ الضرر المادي فنص في المادة ( )222مف
القانوف المدني صراحة بشموؿ التعويض لمضرر ماديا كاف اـ ادبيا واستجابة لالعتبارات المذكورة
قضت محكمة النقض المصرية باف مفاد النصوص (121و 163و )170مف القانوف المدني
اف الضرر يعد ركنا مف اركاف المسؤولية وشرطا الزما لقياميا وتبعا لذلؾ يستوي في استحقاؽ
التعويض عف الضرر ماديا كاف اـ ادبيا ,وال يقصد بالضرر االدبي وىو ال يمثؿ خسارة مالية
محو ىذا الضرر وازالتو مف الوجود اذ ىو نوع مف الضرر ال يمحى وال يزوؿ بتعويض مادي
وكاف يقصد بالتعويض اف يستحدث المتضرر لنفسو بديال عما اصابو مف الضرر االدبي
فالخسارة ال تزوؿ ولكف يقوـ الى جانبيا كسب يعوض عنيا (.)30
اما بخصوص المشرع العراقي فحسـ الموضوع كما راينا بنص صريح يجيز التعويض
()31
وىذا ما سار عميو عف الضرر االدبي اال انو يقصره عمى المسؤولية التقصيرية دوف العقدية
()32
عمى الرغـ مف تقتيره في تقدير التعويض عف ذلؾ الضرر رغبة منو بتضييؽ القضاء العراقي
دائرتو في حدود معقولة وحتى ال يكوف مصدر ثراء لممضرور(.)33
ٕ٠ - 21ظغ ف ٟد١جْ ِٛلف ثٌمجٔ ْٛثٌفغٔـ ٟص .دـ ٓ١ػجِغ ِ ,ظضع ؿجدك ,ص ٚ 327وظٌه ص .عػض ػضثٞ
دـ , ٓ١صٚع ثٌّضؼغع ف ٟصشف١ف ثٌؼغع فٔ ٟطجق ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضٔ١ز ,صعثؿز ِمجعٔز ِٕ ,شٛعثس ثٌذٍذٟ
ثٌذمٛل١ز ,ثٌطذؼز ثال ,2217 , ٌٝٚص.31
ٔ - 32مغ ِضٔ , ٟثٌطؼٓ علُ ٌ 320ـٕز 50ق جٍـز ٔ 1112/3/15مال ػٓ ثٌّـضشجع ِٕ١غ ع٠جع دٕج ,
ِظضع ؿجدك ,ص.541
ٕ٠ - 31ظغ ص .ػذض ثٌّج١ض ثٌذىٚ ُ١ثسغِ , ْٚظضع ؿجدك ,ص .214
- 32لؼش ِذىّز ثٌضّ١١ؼ ثالصذجص٠ز ثٌؼغثل١ز دجٔٗ ( ثٌمجطغ ثٌٌّٛٛص دؼض ٚفجر ٚثٌضٖ ٔض١جز ثٌذجصط ٠ـضذك
ثٌضؼ٠ٛغ ثالصد ٟألٔٗ ٠شؼغ دظٌز ثٌ١ضُ ِٚغثعر فمضثْ ثٌٛثٌض ) ثٌمغثع علُ 107-106ثٌ١ٙتز ثٌّضٔ١ز ِٕمٛي 2220/
ثٌظجصع دضجع٠ز 2220/1/11وظٌه ثٌمغثع علُ ١٘/ 224تز ثالدضثط ,2221/ثٌٕشغر ثٌمؼجة١ز ثٌؼضص ثٌـجدغ ,
دؼ٠غثْ .2221 ,
٘ٚ - 33ظث ِج ط٘ذش ثٌِ ٗ١ذىّز ثٌضّ١١ؼ ثالصذجص٠ز ثٌؼغثل١ز ف ٟثدض لغثعثصٙج دضجع٠ز 2220/1/20دجٔٗ ( ثٌغغع
ِٓ ثٌضؼ٠ٛغ ثالصد ٛ٘ ٟجذغ ثٌؼغع ١ٌٚؾ ثالعغثء ٚثْ صمغ٠غ ثٌٍجٕز ثٌّضؼٍك دضمض٠غ ثٌضؼ٠ٛغ ثالصد ٟججء ِٕجؿذج
ِٚضفك ِغ ِج ثؿضمغ ػٍ ٗ١لؼجء ثٌ١ٙتز ) ثٌّٛلغ ثٌغؿٌّّ ٟجٍؾ ثٌمؼجء ثالػٍ: ٝ
ٚثْ وجْ ٕ٘جٌه عثٕ٠ ٞجص ٞدشالف طٌه ٠ٚضػ ٛثٌ ٝثػجصر ثٌٕظغ دّج ٚعص دّـجع ثٌّذىّز ِٓ د١ظ ثْ ثٌغج٠ز ِٓ
ثٌضؼ٠ٛغ ٘ ٛجذغ ثٌؼغع لضع ثالِىجْ ٕ٠ٚذغ ٟصغج١خ ٘ظٖ ثٌغج٠ز ػٍ ٝغ١غ٘ج ِٓ ثػضذجعثس لجٔ١ٔٛز فؼال ػٓ
طٌه فجْ ثٌضمض١غ ف ٟصمض٠غ ثٌضؼ٠ٛغ ِٓ شجٔٗ ثْ ٕ٠ؼىؾ ٠ٚمٍخ ثالِٛع ػٍ ٝغ١غ ِجغث٘ج فذضال ِٓ ثْ ٠ىْٛ
ثٌضؼ٠ٛغ ٚفك ٘ظٖ ثٌّمجص٠غ ِغّ٘ج ٌٍجغٚح ثٌٕفـ١ز ٚثٌٛجضثٔ١ز فجٔٗ ؿ١ـذخ جغدج جض٠ضث ٌٍّؼغٚع ٠ى ْٛفٟ
اال اف ىنالؾ اتجاه فقيي يرى اف التعويض شامؿ لمضرر المادي واالدبي في كال
المسؤولتيف وسندىـ في ذلؾ الفقرة ( )2مف نص المادة ( )169والتي نصت عمى انو ( ويكوف
التعويض عف كؿ التزاـ ينشا عف العقد سواء كاف التزاما بنقؿ ممكية او منفعة او اي حؽ عيني
اخر او التزاما بعمؿ او بامتناع عف عمؿ ويشمؿ ما لحؽ الدائف مف خسارة وما فاتو مف كسب
بسبب ضياع الحؽ عميو او بسبب التأخر في استيفائو بشرط اف يكوف ىذا نتيجة طبيعية لعدـ
وفاء المديف بااللتزاـ او لتأخره عف الوفاء بو) ففي الوقت الذي لـ يضـ النص المذكور صراحة
الضرر االدبي اال انو ال يوجد ما يمنع مف ذلؾ فضال عف ذلؾ اف مصطمح (ما لحق الدائن
من خسارة) مصطمح عاـ يشمؿ كال الضرريف وال يمكف تقييده عف نوع مف الضرر دوف غيره
والمطمؽ يجري عمى اطالقو ما لـ يقيد بقيد والقيد المشار اليو ال ينصرؼ الى نوع التعويض وانما
الى سببو (.)34
ونؤيد ما ذىب اليو الشراح اعاله بشموؿ الضرر المعنوي في كال المسؤوليتيف ,اذ ال
يوجد ما يمكف اف يقصر ذلؾ التعويض لمسؤولية دوف اخرى ,كما ال يمكف التسميـ بالمجوء الى
مكاف ورود النص وموقعو في متف القانوف -كحجج اقتصار التعويض عف الضرر المادي-
والتقرير بالتعويض مف عدمو.
انفرع انثبنث
ليس كؿ ضرر يصيب المضرور يكوف محال لممطالبة ,ما لـ تتوافر فيو الشروط
الواجب توافرىا إلتماـ دعوى التعويض بغض النظر عف اختالفات الفقو بشاف بياف تمؾ الشروط
()36 ()35
اال اف االستقرار االمثؿ لتمؾ الشروط ال يخرج عف ثالثة :وجوبية اف يكوف الضرر محققا
غٕ ٝػٕٗ ٚؿضفمض ثالدىجَ ف٘ ٟظث ثٌّمجَ ججٔخ وذ١غ ِٓ ٚظ١فضٙج ٚال صذمك ثٌغج٠ز ثٌّٕشٛصر ِٓ صػ ٜٛثٌّؼغٚع
ٕ٠ظغ ف٘ ٟظث ثٌغث ٞص .عػض ػضث ٞدـِ , ٓ١ظضع ؿجدك ,ص.44
ٕ٠ - 34ظغ ص .دـ ٓ١ػجِغ ِ ,ظضع ؿجدك ٚ 327 ,ص .عػض ػضث ٞدـِ , ٓ١ظضع ؿجدك ,ص.32
ٌ - 35مض ثسضٍف ثٌفمٗ ثٌمجٔ ٟٔٛدشؤْ ثٌشغٚؽ ثٌٛثجخ صٛثفغ٘ج ف ٟثٌؼغع ٌى٠ ٟىِٛ ْٛجذج ٌٍضؼ٠ٛغ فِّٕٓ ُٙ
لظغٖ ػٍ ٝشغؽٚ ٓ١آسغ ٓ٠لجٌٛث دؼغٚعر صٛثفغ عالعز شغٚؽ ٠ٚغ ٜثٌذؼغ ث٢سغ أٔٙج سّـز شغٚؽ ٠ٚذض ٚأْ
ؿذخ ثالسضالف ٘ ٛأْ دؼغ ٘ظٖ ثٌشغٚؽ ٠ضطٍخ ٚجٛص٘ج ف ٟثٌؼغع ٔفـٗ ٚدؼؼٙج ث٢سغ ٠شضغؽ صٛثفغٖ فٟ
ثٌضؼ٠ٛغ ػ ٓ ثٌؼغع ِّٙٚج وجْ ِٓ ٘ظث ثٌشؤْ فئْ ٕ٘جن ثسضالف د ٓ١ثٌشغٚؽ ثٌٛثجخ صٛثفغ٘ج ف ٟثٌؼغع ػٓ
شغٚؽ ثٌضؼ٠ٛغ ٌّؼ٠ض ِٓ ثٌضفجط ً١عثجغ :ػذض ثٌّج١ض ثٌذىٚ ُ١آسغِ ْٚظجصع ثالٌضؼثَِ ,ظضع ؿجدك,
صٚ , 213ص .ؿؼض ْٚثٌؼجِغ ,ٞصؼ٠ٛغ ثٌؼغع ف ٟثٌّـت١ٌٛز ثٌضمظ١غ٠زِٕ ,شٛعثس ِغوؼ ثٌذذٛط ثٌمجٔ١ٔٛز,
ؽذؼز ٚػثعر ثٌؼضي ,دغضثص ,1101 ,صٚ 213ص .ػذض ثٌّٕؼُ ثٌذضعثِ ,ٞٚظجصع ثالٌضؼثَ ,صثع ثٌٕٙؼز ثٌؼغد١ز
ٌٍطذجػز ٚثٌٕشغ ,د١غٚس ,دض ْٚؿٕز ٔشغ ,ثٌفمغر ,330ص.463
()38 ()37 ()36
او مصمحة مالية مشروعة واف يصيب حقا مف حقوؽ الشخص المضرور محققا
فضال عف شخصية الضرر.
وقدر تعمؽ االمر بالشرط الثالث بكوف وجوبية اف يكوف الضرر شخصيا والمقصود بو
أف يصيب شخصاً معنياً بذاتو أو أشخاصاً معينيف بذواتيـ( ,)39فيذا الشرط ميـ جدا اذ يعد مف
متطمبات توجو الخصومة في دعوى التعويض التي يجب عمى القاضي التثبت مف توافرىا قبؿ
الدخوؿ في أساس الدعوى( ,)40فضالً عف شرط المصمحة في كؿ دعوى يستمزـ أف يكوف
المدعي في دعوى التعويض قد تضرر شخصياً ,واذا ما انتفت تمؾ المصمحة فترد ,وال تقبؿ
دعواه ,إال إذا كاف المدعي يطالب بتعويض عف ضرر أصاب غيره ,وىو نائب عنو ,أو خمؼ
لو كالوارث بعد أف يثبت ذلؾ(.)41
ووفقا لما ورد في اعاله فال صعوبة تذكر بالنسبة لمشخص الطبيعي متى ما توافرت
الشروط المتممة الستحقاؽ التعويض عف الضرر ماديا كاف اـ ادبيا -بالنسبة لمقوانيف التي تأخذ
بذلؾ -وبالرجوع الى نصوص قانوف االستثمار كما بينا سابقا باف المستثمر قد يكوف شخصا
٠ٚ - 36مظض دظٌه ٌٕٗ ٠جخ أْ ٠ى ْٛثٌؼغع عجدضج ً ػٍٚ ٝجٗ ثٌ١مٚ ٓ١ثٌضؤو١ض ,ال أْ ٠ى ْٛثدضّجٌ١جً دذ١ظ ٠ىْٛ
ثٌمجػٚ ٟثعمج ً ِٓ أْ ؽجٌخ ثٌضؼ٠ٛغ ٠ى ْٛفٚ ٟػغ أفؼً ٌٍ٠ ٌُ ٛذك دٗ ػغعثً ٚال ٠ؼٕ ٟطٌه ػغٚعر ٚجٛص
ثٌؼغع فؼالً ٚلش دظٛي ثٌضؼض ,ٞدً ٠ىضف ٟأْ ٠ىٚ ْٛلٛػٗ ِذضّج ً ٌٛٚصغثس ٝإٌٚ ٝلش الدك ٌّؼ٠ض ِٓ
ثٌضفجط ً١عثجغ ص .ؿؼض ْٚثٌؼجِغِ ,ٞظضع ؿجدك ,ص.14
- 37ثٌذك ٠ؼٕ ٟدك ثإلٔـجْ ف ٟثٌذ١جر ٚثٌضىجًِ ثٌجـضٚ ,ٞثٌذك ف ٟثٌىغثِز فىً ِـجؽ ٠ؤص ٞإٌ ٝفمض ثٌذ١جر ,أٚ
فمض ؿالِز أدض ثألػؼجء ,أِ ٚىٔٛجس ثٌجـُ أ ٚإطجدضٗ دجغٚح أ ٚثِضٙجْ وغثِضٗ ,صؼض ِٓ ثٌذمٛق ثٌض٠ ٟضّضغ دٙج
ثإلٔـجْ ٚثٌّذّ١ز لجٔٔٛج ً وٕض ثٌّجصر ( ِٓ )222ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثٌؼغثلٚ ٟوظٌه ِـجع ثٌمؼجء ف ٟثػضذجع ثٌّـجؽ
دٙظٖ ثٌذمٛق ٠شىً ػغعث ٔمغ ِضِٔ ٟظغ ٞجٍـز 2221/4/5ثٌطؼٓ علُ ( 3210ؽ 36ق) ِجّٛػز أدىجَ
ثٌٕمغ ٌـٕز ,2221ثٌؼضص ثألٚيِ ,ظضع ؿجدك ,ص.521
- 30ثٌّظٍذز ثٌّشغٚػز ٘ ٟثٌّظٍذز ثٌّذّ١ز دّٛجخ ثٌمجٔٚ ْٛغ١غ ِشجٌفز ٌٍٕظجَ ثٌؼجَ ٚث٢صثح ثٌؼجِز ٕ٠ظغ
ف ٟصفظ ً١طٌه ص .ػذض ثٌّج١ض ثٌذىٚ ُ١ثالؿضجط ػذض ثٌذجل ٟثٌذىغٚ ٞثالؿضجط ِذّض ؽٗ ثٌذش١غ ,ثٌٛج١ؼ فٔ ٟظغ٠ز
ثالٌضؼثَ ف ٟثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثٌؼغثل , ٟثٌجؼء ثالٚي فِ ٟظجصع ثالٌضؼثَ , 1102,ص ٘ٚ .214ظث ِج ثلغصٗ
ِذىّز ثٌضّ١١ؼ ثالصذجص٠ز ثٌؼغثل١ز ف ٟلغثع ٌٙج ٚثٌّغلُ ِ 623ضٔ١ز ِٕمٛي , 2220/ثٌٕشغر ثٌمؼجة١ز ,ثٌؼضص , 7
دؼ٠غثْ .2221,
ٕ٠ - 31ظغ صِٕ .ظع ثٌفؼًِ ,ظضع ؿجدك ,ص.351
٘ٚ - 42ظث ِج ٔظش ػٍ ٗ١ثٌّجصر ( ِٓ )51لجٔ ْٛثٌّغثفؼجس ثٌّضٔ١ز ثٌؼغثل ٟعلُ (ٌ )03ـٕز ( )1161ثٌّؼضي
ٚثٌّٕشٛع دجٌٛلجةغ ثٌؼغثل١ز علُ ( 1766ف.)1161/11/1 ٟ
ٕ٠ - 41ظغ ص .دـٓ ػٍ ٟطٔ ,ْٛثٌّذـٛؽ ف ٟثٌّـت١ٌٛز ثٌّضٔ١ز ,ثٌجؼء ثالٚي ,ثٌؼغع ,شغوز ثٌضجّ٠ؾ ٌٍطذغ
ٚثٌٕشغ ,دغضثص ,1111 ,ص.342
طبيعيا وقد يكوف شخصا معنويا كالشركات االستثمارية وبالتالي السؤاؿ الذي يطرح حوؿ االخير
ومدى امكانيتو بالمطالبة بالتعويض في المنازعات االستثمارية ؟.
وفي معرض االجابة عمينا ابتداء ضرورة بياف المقصود بالشخص المعنوي وفقا لمقانوف
ومف ثـ بياف مدى مالئمة النص القانوني لمحالة محؿ البحث ,ومف ثـ عرض التطبيقات
القضائية بخصوص الموضوع وتحميميا لموصوؿ الى المبتغى.
اذ انو و بالرجوع الى الفقرة ( )2مف المادة ( )48مف القانوف المدني العراقي رقـ 40
لسنة 1951والتي نصت عمى انو ( ويتمتع الشخص المعنوي بجميع الحقوق اال ما كان منيا
()42
نجد اف القانوف مالزما لصفة الشخص الطبيعي وذلك في الحدود التي يقررىا القانون)
يساوي بيف الشخص المعنوي والشخص الطبيعي مف حيث الحقوؽ اال ما اتصؿ بيذا االخير مف
صفات ,ففي كؿ االحواؿ ال يكتسب مف الحقوؽ وال يتحمؿ مف االلتزامات اال ما يتفؽ مع
()43
مما يجعؿ الحقوؽ غير مطمقة وتبقى في دائرة التقييد بالصفة االنسانية التي يتمتع بيا تكوينو
االدمي دوف غيره .
وبالتالي لو افترضنا وقوع اعتداء عمى ىذا الكياف مما ادى الى اصابتو بضرر وبالتالي
جاز لو قانونا المطالبة بالتعويض متى ما توافرت شروط دعواه فيؿ يجوز لو المطالبة بالتعويض
عف االضرار المعنوية التي يدعييا مع العمـ اف االخيرة ىي مجموعة مف القيـ المعنوية المتعمقة
باإلنساف بشرفو ووجدانو وشعوره وعاطفتو وآالمو والتي تمثؿ في مجمميا حقوقا غير مالية وىي
الوجو االكثر شيوعا ووقوعا مف الناحية العممية فيؿ يمكف التسميـ ووفقا لمنص المذكور اعاله
بشموؿ الشخص المعنوي بذات الحؽ الممنوح لمشخص الطبيعي في ظؿ اختالؼ النصوص
القانونية عف الضرر المعنوي بحد ذاتو ؟
وبيذا الصدد اختمؼ الفقو حوؿ االحقية في المطالبة مف عدميا الى ثالثة اراء ذىب
الراي االول الى جواز المطالبة منطمقا مف مبدا المساواة في ىذا الحؽ فالشخص المعنوي
كالشخص الطبيعي يصاب بالضرر المعنوي في اعتباره المالي او في الثقة التي تمثؿ جوىر
٠ - 42مجدٍٙج ثٌفمغر ( ِٓ )1ثٌّجصر ( ِٓ )53ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثٌّظغ ٞعلُ ٌ 131ـٕز 1140
ٕ٠ - 43ظغ ف ٟصفظ ً١طٌه ثؿضجطٔج ثٌضوضٛع ِذّٛص ػذض ثٌغدّٓ ِذّض ِ ,ذجصا ثٌمجٔٔ ( ْٛظغ٠ز ثٌمجٔٔٚ ْٛظغ٠ز
ثٌذك ) صثع ثٌٕٙؼز ثٌؼغد١ز ,2212 ,صِٚ 175ج دؼض٘ج.
القياـ بأعمالو اماـ الجميور اما الراي الثاني جاء مخالفا لألوؿ مف حيث اقتصار ىذا الحؽ عمى
الطبيعي دوف المعنوي لكوف اف االالـ والشعور واالحساس يمثؿ صفة انسانية بحتو اما الراي
الثالث اجاز ذلؾ بحدود معينة فصور الضرر المعنوي واسعة وليس بمكاف حصرىا وبالتالي ما
ال يتصؿ بالصفة االنسانية مف شعور واحساس وغيرىا يتساوى فييا مع الشخص الطبيعي مف
حيث جواز المطالبة بالتعويض عف ذلؾ الضرر(.)44
وعمى خالؼ التبايف الفقيي الوارد بشاف جوازية الشخص المعنوي لممطالبة مف عدمو
بشاف التعويض عف االضرار المعنوية نرى اف القضاء لو موقؼ ثابت ومغاير عما ذىب الفقو
ففي ق ارريف حديثيف لمحكمة التمييز االتحادية ( القرار رقـ 1650لسنة 2012و القرار /2
مدني /الييئة العامة لسنة )2019بمبدأ ثابت انو (( المطالبة بالتعويض عن الضرر األدبي
يكون من حق األشخاص الطبيعية وليس األشخاص المعنوية))( )45مبرريف ذلؾ في اف مناط
ويدخؿ الى قمبو
ىذا التعويض يكمف في اف الضرر يصيب المضرور في عاطفتو ووجدانو ُ
الحزف واالسى عف طريؽ التشيير بسمعتو وقد يرتب ذلؾ جرحاً عميقاً في الفؤاد ال يندمؿ مطمقاً
رغـ توالي السنيف وال يجبره أي تعويض اذاً فالضرر المعنوي ىو الضرر الذي يصيب المضرور
في شعوره او عاطفتو او كرامتو او أي معنى مف المعاني السامية التي يحرص عامة الناس
عمييا ايما حرص مف الخدش او االنتياؾ وال يصيب ىذا الضرر المضرور في حؽ مف حقوقو
ٕ٠ - 44ظغ ف ٟصفظ ً١طٌه ص .دـٓ طٔ , ْٛص ٚ 221وظٌه ص .ؿؼض ْٚثٌؼجِغ, ٞص 43وّج ٕ٠ظغ ف ٟصفظً١
صٍه ث٢عثء ص .ثؿّجػ ً١طؼظجع ِ ,ـؤ١ٌٚز ثالصثعر ػٓ صؼ٠ٛغ ثٌؼغع ثٌّؼٕ ٞٛف ٟثٌمجٔ ْٛثٌؼغثل , ٟثؽغٚدز
صوضٛعثٖ ِمضِز ثٌ ٝوٍ١ز ثٌمجٔ ْٛججِؼز دغضثص , 2223 ,صِٚ 03ج دؼض٘ج .
- 45لؼـش ِذىّز ثٌضّ١١ؼ ثالصذجص٠ز فــ ٟلغثع٘ــج ثٌّغلـــُ 1652دضجع٠ز 2212/12/21دؤٌٔٗ( :ض ٜثٌضضل١ك
ٚثٌّضثٌٚز ٚجض أْ ثٌطؼٓ ثٌضّ١١ؼِ ٞمضَ ػّٓ ثٌّضر ثٌمجٔ١ٔٛز فمغع لذ ٌٗٛشىالٌٚ .ض ٜػطف ثٌٕظغ ػٍ ٝثٌذىُ
ثٌّّ١ؼ ٚجض دؤْ ثٌّضػ /ٟثػجفز ٌٛظ١فضٗ لض ألجَ ثٌضػ ٜٛػٍ ٝثٌّضػ ٝػٌٍّ ُٙ١طجٌذض ُٙدٕشغ صىظ٠خ ٌٍّمجي ثٌظٞ
ٔشغصٗ جغ٠ضر ثٌؼجٌُ دضجع٠ز ٚ 2212/7/26دجٌؼضص 150صذش ػٕٛثْ صمغ٠غ ٕ٘ضؿ ٟصججٚػثس ٘ٚضع ٙ٠ضص ِٕشآس
ثٌّضٔ١ز ثٌغ٠ج ػ١ز ف ٟثٌذظغر دجالٔ١ٙجع ٚصذِّ ٍُٙ١ذٍغ ٍِ١جع صٕ٠جع ػٓ ثؿجءر ثٌـّؼز ٚصؼ٠ٛؼج أصد١ج ػّج ٌذمٗ ِٓ
ٔشغ ٘ظٖ ثالفضغثءثس دجٌضىجفً ٚثٌضؼجِٓ ٌّٚج وجٔش ثٌّجصر ِٓ 2/40ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔٔ ٟظش ػٍ ٝأٔٗ ٠ٚضّضغ
ثٌششض ثٌّؼٕ ٞٛدجّ١غ ثٌذمٛق إال ِج وجْ ِٕٙج ِالػِج ٌظفز ثٌششض ثٌطذ١ؼٚ ٟطٌه ف ٟثٌذضٚص ثٌض٠ ٟمغع٘ج
ثٌمجٔٚ ْٛثْ ثٌّجصر ِٓ 1/225ثٌمجٔ ْٛثٌّظوٛع لؼش دؤٔٗ ٠ضٕجٚي دك ثٌضؼ٠ٛغ ثٌؼغع ثألصد ٟوظٌه فىً صؼض
ػٍ ٝثٌغ١غ ف ٟدغ٠ضٗ أ ٚف ٟػغػٗ أ ٚف ٟشغفٗ أ ٚف ٟؿّؼضٗ أِ ٚغوؼٖ ثالجضّجػ ٟأ ٚف ٟثػضذجعٖ ثٌّجٌ٠ ٟجؼً
ثٌّضؼضِ ٞـؤٚال ػٓ ثٌضؼ٠ٛغ ٚػٍ ٗ١فؤْ ثٌّطجٌذز دجٌضؼ٠ٛغ ػٓ ثٌؼغع ثألصد٠ ٟى ِٓ ْٛدك ثألششجص
ثٌطذ١ؼ١ز ١ٌٚؾ ثألششجص ثٌّؼٕ٠ٛز ٚد١ظ أْ ثٌضػ ٜٛألّ١ش ِٓ لذً ثٌّضػ /ٟثػجفز ٌٛظ١فضٗ فىجْ ٠مضؼِٓ ٟ
ثٌّذىّز أْ صذىُ دغص ثٌضػ٘ ِٓ ٜٛظٖ ثٌٕجد١ز ٌّٚج وجْ ثٌذىُ ثٌّّ١ؼ لض لؼ ٝدغص ثٌضػ ٜٛػٓ ؿذخ آسغ .فمغع
صظض٠مٗ ِٓ د١ظ ثٌٕض١جز ٚصذّ ً١ثٌّّ١ؼ عؿُ ثٌضّ١١ؼ ٚطضع ثٌمغثع دجالصفجق فِ/16 ٟذغَ٘ 1432 /ـ ثٌّٛثفك
.)2212/12/21
المالية فالضرر االدبي اذاً ىو ضرر شخصي بحت لصيؽ باإلنساف الطبيعي وال يمتد تحت أي
ظرؼ او مبرر وبأي شكؿ مف االشكاؿ الى الشخص المعنوي وىذه نتيجة طبيعية وذلؾ
لالختالؼ الجذري ما بيف الشخصية الطبيعية و الشخصية المعنوية(.)46
ِ - 46ضٔ ٟعلُ ثٌمغثع /2ثٌ١ٙتز ثٌؼجِز2211/جٙز ثالطضثعِ::ذىّز ثٌضّ١١ؼ ثالصذجص٠ز ٌ..ض ٜثٌضضل١ك ٚثٌّضثٌٚز
ِٓ لذً ثٌ١ٙتز ثٌؼجِز ٌّذىّز ثٌضّ١١ؼ ثالصذجص٠ز ٌٛدع دؤْ ثٌطؼٓ ثٌضّ١١ؼِ ٞمضَ فِ ٟضصٗ ثٌمجٔ١ٔٛز لغع لذ ٌٗٛشىالً
ٌٚض ٜػطف ثٌٕظغ ػٍ ٝثٌذىُ ثٌّّ١ؼ ٚجض دجٔٗ طذ١خ ِٛٚثفك ألدىجَ ثٌمجٔ ْٛالْ ثٌّضػ ٟثٌغة١ؾ ثٌضٕف١ظٞ
ٌشغوز ثع١غ الصظجالس ثٌؼغثق ثٌّذضٚصر إػجفز ٌٛظ١فضٗ لض ثٚػخ ف ٟػغ٠ؼز صػٛثٖ ثٌذضثة١ز دجٔٗ ثٌّضػ ٝػٍٗ١
لجَ دجإلؿجءر ثٌ ٝؿّؼز ثٌشغوز دطغ٠مز غ١غ ثسالل١ز ٚغ١غ ِِٕٚ ٗ١ٕٙىالً دٙج ٚطٌه ػٓ ؽغ٠ك ل١جِٗ دٕشغ ثصػجءثس
وجطدز ػٍِٛ ٝثلغ ثٌضٛثطً ثالجضّجػِ ٟضّٙج ثٌشغوز دجٔٙج صؼًّ ػٍ ٝثؿجؽ ثٌّذـٛد١ز ٚثٌؼاللجس ثٌششظ١ز صْٚ
ثال٘ضّجَ دجٌججٔخ ثٌؼٍّٚ ٟثْ ٔشغ ِغً ٘ىظث ثصػجءثس وجطدز صـب ٌـّؼز ثٌشغوز ؿٛثء ِٓ ثٌؼجٍِ ٓ١فٙ١ج ثٚ
ثٌّضؼجٍِِ ٓ١ؼٙج ٚصٛعغ دشىً ؿٍذ ٟػٍ ٝثٌٕشجؽ ثٌضججعٌٙ ٞج ٚلض صضشظ ثٌشغوجس ثٌّٕجفـز ٘ظٖ ثالصػجءثس ٚؿٍ١ز
صـضشضَ ػض ثٌشغوز ٌغغع ثٌضش١ٙغ دٙج ِٓٚعُ ثإلػغثع ثلضظجص٠ج ً دٙج ٌظث ؽٍخ ثٌذىُ دئٌؼثَ ثٌّضػ ٝػٍ ٗ١دؼضَ
ٔشغ إِٔ ٞشٛع ٠ـٟء ٌٍشغوز ٚثٌؼثِٗ دجٌضؼ٠ٛغ ثٌّؼٕٚ ٞٛثٌّجص ٞثٌظ ٞثطجح ثٌشغوز ٚثٌظ٠ ٞمضعٖ دّذٍغ
سّـّجةز ٍِ ْٛ١صٕ٠جع ػغثلٚ .ٟدؼض ؿٍـٍز ِٓ ثٌّغثفؼجس ثٌذؼٛع٠ز ثٌؼٍٕ١ز أطضعس ِذىّز دضثءر ثٌىغر دىّٙج
دجٌؼضص /2753ح 2210/فٚ 2210/11/14 ٟثٌظ ٞلؼ ٝدئٌؼثَ ثٌّضػ ٝػٍ ٗ١دضؤص٠ضٗ ٌٍّضػ ٟإػجفز ٌٛظ١فضٗ
ِذٍغ لضعٖ ٍِٔٛ١ج صٕ٠جع صؼ٠ٛؼج ً ٌٗ (ػٓ جذغ ثٌشٛثؽغ) ٚفمج ً ٌّج ججء دضمغ٠غ ثٌشذغثء ثٌمؼجة ٓ١١ثٌغالعز ٚعص صػٜٛ
ثٌّضػ ٟإػجفز ٌٛظ١فضٗ دجٌؼ٠جصر ٚثٌظ ٞثعصؼ ٝدٙظث ثٌذىُ ٠ ٌُٚطؼٓ دٗ دشظٛص عص صػٛثٖ دجٌّطجٌذز دجٌذىُ ٌٗ
دجٌضؼ٠ٛغ ثٌّجصٚ ٞػضَ ثٌٕشغ ٌّٕشٛعثس صـٟء ٌٗٚ .أِج ثٌّضػ ٝػٍ ٗ١فجٔٗ لض ؽؼٓ دجٌذىُ ثٌذضثة ٟثٌظ ٞلؼٝ
دئٌؼثِٗ دضـض٠ض ٌٍّضػ ٟإػجفز ٌٛظ١فضٗ ِذٍغ ثٌضؼ٠ٛغ ثالصدٚ ٟدٙظث صى ْٛثٌضػ ٜٛلض ثٔذظغس ٚصغوؼس
ثٌضذم١مجس فٙ١ج دّض ٜثؿضذمجق ثٌّضػ ٟإػجفز ٌٛظ١فضٗ دجػضذجعٖ ششظج ً ِؼٕ٠ٛج ً ٌٍضؼ٠ٛغ ػٓ ثٌؼغع ثألصدِٓ ٟ
ػضِٗ ٚدٙظث ثٌظضص أوٍّش ِذىّز ثالؿضتٕجف صذم١مجصٙج ٚثؿضفّٙش ِٓ ثٌشذغثء ثٌغالعز ػٓ ثٌضؼ٠ٛغ ثٌظ ٞلضعٖٚ
ٌٍّضػ ٟإػجفز ٌٛظ١فضٗ أِجَ ِذىّز ثٌذضثءر دّٛجخ صمغ٠غُ٘ ثٌّؤعر ٚ 2210/12/24ثٌذجٌغ ٍِٔٛ١ج صٕ٠جع(ٚطٌه
جذغثً ٌٍشٛثؽغ) ً٘ ثٌّمظٛص دٙظث ثٌضؼ٠ٛغ ِجص ٞأَ ثٌضؼ٠ٛغ ثألصدٚ ٟلض ثٚػخ ثٌشذغثء ثٌمؼجة ٓ١١ثٌغالعز
دّٛجخ ٍِذك صمغ٠غُ٘ ثٌّؤعر 2210/12/15دجْ ثٌّمظٛص دجٌضؼ٠ٛغ ثٌظ٠ ٞـضذمٗ ثٌّضػ ٟإػجفز ٌٛظ١فضٗ
٘ ٛثٌضؼ٠ٛغ ثالصد١ٌٚ ٟؾ ثٌضؼ٠ٛغ ثٌّجصٚ ٞلض لغعس ِذىّز ثالؿضتٕجف دؼض دظٌه فـز ثٌذىُ ثٌذضثةٚ ٟعص
صػ ٜٛثٌّضػ ٟإػجفز ٌٛظ١فضٗ دجٌّطجٌذز دجٌضؼ٠ٛغ ثالصد ٟالْ ثٌّطجٌذز دٙظث ثٌضؼ٠ٛغ ٠مضظغ ػٍ ٝثالششجص
ثٌطذ١ؼ١ز ص ْٚثالششجص ثٌّؼٕ٠ٛز ٚالْ ثٌغجدش لجٔٔٛج ً ٚفمٙج ً ٚلؼج ٍء ٚثٌظ ٞال ثسضالف ف ٗ١دجْ ثٌضؼ٠ٛغ ػٓ
ثٌؼغع ثٌّجص ٞفِ ٟججي ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌؼمض٠ز ثَ ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌضمظ١غ٠ز ٠شًّ ِج ٌذك ثٌّؼغٚع ِٓ سـجعر ِٚج فجصٗ
ِٓ وـخ٘ٚ .ظث ثالِغ ال ٚجٛص ٌٗ ف ٟثٌضؼ٠ٛغ ػٓ ثٌؼغع ثالصد ٟالْ فٍـفز ٘ظث ثٌضؼ٠ٛغ صىّٓ ف ٟثْ ثٌؼغع
٠ظ١خ ثٌّؼغٚع ف ٟػجؽفضٗ ٚشؼٛعٖ ُ٠ٚضسً ثٌ ٝلٍذٗ ثٌغُ ٚثٌذؼْ ٚثالؿٚ ٝثٌذـغر ػٓ ؽغ٠ك ثٌطؼٓ دـّؼضٗ
ٚلض ٠غصخ طٌه جغدج ً ػّ١مج ً ف ٟثٌفؤثص ال ٕ٠ضًِ ِطٍمج ً عغُ صٛثٌ ٟثٌـٕٚ ٓ١ال ٠جذغٖ أ ٞصؼ٠ٛغ .ثطثً فجٌؼغع
ثالصد ٟث ٚثٌّؼٕ ٛ٘ ٞٛثٌؼغع ثٌظ٠ ٞظ١خ ثٌّؼغٚع ف ٟشؼٛعٖ ث ٚػجؽفضٗ ث ٚوغثِضٗ ث ٚأِ ٞؼٕ ِٓ ٝثٌّؼجٟٔ
ثٌـجِ١ز ثٌض٠ ٟذغص ػجِز ثٌٕجؽ ػٍٙ١ج ثّ٠ج دغص ِٓ ثٌشضف ث ٚثالٔضٙجن ٚال ٠ظ١خ ٘ظث ثٌؼغع ثٌّؼغٚع فٟ
دك ِٓ دمٛلٗ ثٌّجٌ١ز .فجٌؼغع ثالصد ٟثطثً ٘ ٛػغع ششظ ٟدذش ٌظ١ك دجإلٔـجْ ثٌطذ١ؼٚ ٟال ّ٠ضض صذش أٞ
ظغف ثِ ٚذغع ٚدؤ ٞشىً ِٓ ثالشىجي ثٌ ٝثٌششض ثٌّؼٕ٘ٚ ٞٛظٖ ٔض١جز ؽذ١ؼ١ز ٚ.طٌه ٌالسضالف ثٌجظعِ ٞج
د ٓ١ثٌششظ١ز ثٌطذ١ؼ١ز ػٓ ثٌششظ١ز ثٌّؼٕ٠ٛز ٘ٚ.ظٖ ثالس١غر ِ٘ ٟجّٛػز ِٓ ثالفغثص ث ٚثالِٛثي ٠ؼضغف ٌٙج
ثٌمجٔ ْٛدجٌششظ١ز ثٌمجٔ١ٔٛز ٚصضّ١ؼ ػٓ ثألفغثص ث ٚثألِٛثي ثٌّىٔٛز ٌٙجٚ .دّؼٕ ٝثصق ٌٙج طِز ِجٌ١ز ِـضمٍز ػٓ طِز
ثالفغثص ثٌظ ٓ٠صضى ُِٕٙ ْٛثِ ِٓ ٚجّٛػز ثالِٛثي طثصٙج .ثٌّؼضغف ٌٙج دجٌششظ١ز ثٌمجٔ١ٔٛز ٚصمـُ ثٌششظ١ز
ثٌّؼٕ٠ٛز ثٌ ٝششظ١ز ِؼٕ٠ٛز ػجِز وجٌضٌٚز ٚثٌّذجفظجس ٚششظ١ز ِؼٕ٠ٛز سجطز وجٌشغوجس ٚثٌجّؼ١جس ٚلض
ػجٌج ثٌّشغع ثٌؼغثل ٟثدىجَ ثٌششض ثٌّؼٕ ٞٛف ٟثٌّجصر()40دفمغثصٙج ثٌـش ِٓ ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔٚ ٟدّٛجخ
وفي حقيقة االمر اذا ما سممنا بيذا المسار باقتصار المطالبة باألضرار المعنوية
لألشخاص الطبيعية دوف المعنوية ففيو ابتعاد عف المسار القانوني الذي رسمتو الفقرة ( )2مف
المادة ( )48الوارد ذكرىا انفا والتي جاءت بإشارة صريحة وواضحة وبمبدأ ثابت ىو المساواة في
الحقوؽ اال ما كاف مالصقا لمصفة االنسانية ,االمر الذي يتطمب ابتداء الخوض في معرفة
ثٌفمغثس( ِٓ)6ٚ5ٚ4ٚ3ٚ1ثٌّجصر ثػالٖ فؤْ ٌىً ششض ِؼِّٕ ٞٛغالً ػٓ ثعثصصٗ ٌٗٚطِز ِجٌ١ز ِـضمٍز ٌٗٚثٍ٘١ز
ثالصثء ٚدك ثٌضمجػِٛ ٌٗٚ ٟؽٓ سجص دٗ ِٚج ٔغوؼ ػٍ ٛ٘ ٗ١ثٌفمغر( ِٓ)2ثٌّجصر (ِ )40ضٔ ٟثٌضٔ ٟظش (٠ٚضّضغ
ثٌششض ثٌّؼٕ ٞٛدجّ١غ ثٌذمٛق ثال ِج وجْ ِٕٙج ِالػِج ً ٌظفز ثٌششض ثٌطذ١ؼٚ ٟطٌه ف ٟثٌذضٚص ثٌض٠ ٟمغع٘ج
ثٌمجٔ ِٓٚ )ْٛسالي طغثدز ٘ظث ثٌٕض فال صغذش ٌٍششض ثٌّؼٕ ٞٛثٌذمٛق ثٌّالطمز ٌطذ١ؼز ثالٔـجْ الْ
ثٌششض ثٌّؼٕ١ٌ ٞٛؾ ٌٗ جـض ِجصٚ ٞال ثعثصر ث ٚثصعثن ١ٌٚؾ ٌٗ ٔفؾ ٚثػ١ز ٚال ّ٠ىٓ ٌٗ ِّجعؿز ٔشجؽٗ
ِذجشغر ث ٚثْ ٍ٠ضؼَ لجٔٔٛج ً ثال ػٓ ؽغ٠ك ثٌششض ثٌطذ١ؼ( ٟثالٔـجْ) ثٌظّ٠ ٞغٍٗ ٚثٌظ٠ ٞؼغ ف ٟسضِضٗ (أٞ
ٌٍششض ثٌّؼٕ )ٞٛثصعثوٗ ٚثعثصصٗ ّ٠ٚجعؽ ٔشجؽجً ٠ذـخ ٌٍششض ثٌّؼٕ ٞٛػٓ ؽغ٠ك دىُ ثٌمجٔ٠ٚ ْٛضغصخ
ػٍ ٝطٌه دجْ ثٌششض ثٌّؼٕ١ٌ ٞٛؾ ٌٗ أ ٞدمٛق وذك ثٌششض ثٌطذ١ؼ ٟف ٟثألؿغر ١ٌٚؾ ٌٗ أ ٞدك ششظٟ
ٙ٠ضف ثٌ ٝدّج٠ز ثٌى١جْ ثٌّجص ٞوّج ٘ ٛػٍ ٗ١ثٌذجي ف ٟثٌششض ثٌطذ١ؼ ٟثٌظ ٌٗ ٞثٌذك ف ٟؿالِز ثٌجـض ٚالْ
ثٌذمٛق ثٌّؼٕ٠ٛز ٚثالصد١ز ِالطمز ٌٍششض ثٌطذ١ؼ ٟفمؾ ٌظث ال ّ٠ىٓ ثٌششض ثٌّؼٌٍّٕ ٞٛطجٌذز دجٌضؼ٠ٛغ ػٓ
ثٌؼغع ثالصدٚ ٟفمج ً ٌمٛثػض ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌضمظ١غ٠ز ٠ٚمضظغ ِطجٌذضٗ دظٌه ػٍ ٝثٌضؼ٠ٛغ ثٌّجص ٞفمؾ ٚطٌه دّج فجصٗ
ِٓ وـخ ِٚج ٌذمٗ ِٓ ػغعٚ .ػٓ ؽغ٠ك ٘ظث ثٌضؼ٠ٛغ ٠ضُ جذغ ثٌؼغع ثٌّجص ٞثٌظٌ ٞذك دٗ ثط ال ّ٠ىٓ شّٛي
ثٌششض ثٌّؼٕ ٞٛدؤدىجَ ثٌّجصر( ِٓ)1/225ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔٚ ٟثٌضٔ ٟظش (٠ضٕجٚي دك ثٌضؼ٠ٛغ ثٌؼغع ثالصدٟ
وظٌه فىً صؼ ٍض ػٍ ٝثٌغ١غ ف ٟدغ٠ضٗ ث ٚف ٟػغػٗ ث ٚف ٟشغفٗ ث ٚف ٟؿّؼضٗ ث ٚفِ ٟغوؼٖ ثالجضّجػ ٟث ٚفٟ
ثػضذجعٖ ثٌّجٌ٠ ٟجؼً ثٌّضؼضِ ٞـؤٚالً ػٓ ثٌضؼ٠ٛغ)ٚدّٛجخ ٘ظث ثٌٕض فجْ جّ١غ ثٌذمٛق ثٌض ٟصى ْٛػغػزً
ٌٍضؼض ٞػٍٙ١ج عجدضز ٌٍششض ثٌطذ١ؼ ٟفمؾ ص ْٚثٌششض ثٌّؼٕ ٞٛالْ ثٌّمظٛص دّفغصر ثٌغ١غ ثٌضٚ ٟعصس فٟ
ثٌٕض صٕظغف ثٌ ٝثٌششض ثٌطذ١ؼ ٟؿٛثء ٚلغ فؼً ثٌضؼض ٞدؤدض طٛعٖ ػٍ ٗ١دظٛعر ِذجشغر ث ٚغ١غ ِذجشغر
فجٌضؼض ٞػٍ ٝثٌذغ٠ز ث ٚثٌؼغع ث ٚثٌشغف ث ٚثٌـّؼز ث ٚف ٟثٌّغوؼ ثالجضّجػ ٟث ٚثالػضذجع ثٌّجٌ ٟصؤعغ فٟ
ِشجػغ ٚأدجؿ١ؾ ثٌششض ثٌطذ١ؼ ٟثٌّؼضض ٜػٍ٘ٚ ٗ١ظٖ ثٌّشجػغ ٚثألدجؿ١ؾ ال ٚجٛص ٌٙج ف ٟصى ٓ٠ٛؽذ١ؼز
ثٌششض ثٌّؼٕٚ ٞٛثٌظ ٞال ٠ضعوٗ ثٌذؾ دً ٠ضعوٗ ثٌفىغ ِٚج ال ٠ضعوٗ ثٌذؾ ٠ى ْٛػض ُ٠ثٌشؼٛع ٚثٌؼجؽفز ٚال
٠ضؤعغ ِؼٕ٠ٛجً ث ٚثصد١جً ػٕض ٚلٛع ثٌؼغع ٚطٌه ال ّ٠ىٓ ثٌضٛؿغ ف ٟصفـ١غ ثٌّجصر( ِٓ)1/225ثٌمجٔ ْٛثٌّضٔ ٟثدؼض
ِّج صذضٍّٗ ِٓ دىُ دجٌضؼ٠ٛغ ثالصدٌٍ ٟششض ثٌطذ١ؼ ٟفمؾ ص ْٚثٌششض ثٌّؼٕ٘ٚ ٞٛظث ال ٠ؼٕ ٟثٌضفغ٠ؾ
ٚػ١جع دمٛق ثٌششض ثٌّؼٕ .ٞٛالْ دمٛلٗ ِذفٛظز ٠ٚـضذمٙج دجٌضؼ٠ٛغ ثٌّجص ٞػٕض عذٛس ل١جَ ثٌغ١غ دجٌضؼضٞ
ػٍٚ ٗ١صذمك ثعوجْ ثٌّـؤ١ٌٚز ثٌّضٔ١ز فجٌّذىّز صذىُ ٌٗ دجٌضؼ٠ٛغ ثٌّجصٚ ٞطٌه دّج فجصٗ ِٓ وـخ ِٚج ٌذمٗ ِٓ
ػغع دجٌٗ دجي ثٌششض ثٌطذ١ؼ .ٟػص ػٍ ٝطٌه فؤْ ثٌضؼض ٞثٌظ٠ ٞمغ ػٍ ٝثٌششض ثٌّؼٕ ٞٛثٌؼجَ وجٌضٌٚز ث ٚثدض
ِؤؿـضٙج ثٌغؿّ١ز ال ّ٠ىٓ دّج٠ضٗ ػٓ ؽغ٠ك ثلجِز ثٌضػ ٜٛثٌّضٔ١ز .الْ شغف ثٌضٌٚز ٚثػضذجع٘ج ثٌّمضؽ ٘ٛ
ثٌّظٍذز ثٌؼجِز ثٌض٠ ٟذّٙ١ج ثٌذك ثٌؼجَ ػٓ ؽغ٠ك ثلجِز ثٌضػ ٜٛثٌؼّ١ِٛز وّج ٌٍششض ثٌّؼٕ ٞٛثٌشجص ثػجفز
ثٌ ٝثٌّطجٌذز دجٌضؼ٠ٛغ ثٌّجص ِٓ ٞثٌظ ٞصـذخ دئٌذجق ثٌؼغع دٗ ٔض١جز ثٌضؼض ٌٗ .ٞثٌذك دئلجِز ٚصذغ٠ه ثٌشىٜٛ
ثٌجؼثة١ز ػضٖ ثطث وجْ ثٌطؼٓ ثٌظ ٞثٔظخ ػٍ ِٓ ٗ١لذً ثٌّضؼض٠ ٞضسً ف ٟصثةغر ثٌجغّ٠ز ِٚج ٠ضغصخ ػٍ ٝطٌه ِٓ
فغع ػمٛدز صضٕجؿخ ٚثٌفؼً ثٌجغِ ٟثٌّغصىخ ٚ.طفٛر ثٌمٛي ِّج ؿٍف طوغٖ ٚد١جٔٗ فجْ صػ ٜٛثٌّضػ ٟثػجفز
ٌٛظ١فضٗ دجػضذجعٖ ششظج ً ِؼٕ٠ٛجً دجٌّطجٌذز دجٌضؼ٠ٛغ ثالصد ٟػٓ ثٌؼغع ثٌظٌ ٞذك دٗ ٔض١جز ل١جَ ثٌّضػ ٝػٍٗ١
دجٌضش١ٙغ دٗ فِٛ ٟثلغ ثٌضٛثطً ثالجضّجػٚ ٟثجذز ثٌغص ٘ٚظث ِج لؼ ٝدٗ ثٌذىُ ثٌّّ١ؼ ٚثٌظ ٞججء ِضفمجً ٚثدىجَ
ثٌمجٔٚ .ْٛصؤؿ١ـج ً ػٍِ ٝج صمضَ لغعس ثٌّذىّز صظض٠ك ثٌذىُ ثٌّّ١ؼ ٚعص ػغ٠ؼز ثٌطؼٓ ثٌضّ١١ؼِ ٞغ صذًّ١
ثٌّّ١ؼ – إػجفز ٌٛظ١فضٗ عؿُ ثٌضّ١١ؼ ٚطضع ثٌمغثع دجألوغغ٠ز ف / 11 ٟعجخ ٘ 1442/ـ ثٌّـٛثفك / 26
.َ 2211/3
الحؽ الذي وقع عميو االعتداء ومدى مالئمتو لمنص المذكور ومف ثـ تطبيؽ النص عميو فال نؤيد
ما ذىبت اليو محكمة التمييز الموقرة في ق اررييا المشار الييما انفا ونذىب مع ما ذىب اليو
بعض الفقياء في كوف اف النص المذكور يستوعب شموؿ المطالبة بالتعويض عف االضرار
المعنوية بالنسبة لمشخص المعنوي ,فضال عف عدـ تحديد صور االضرار المعنوية ,وصعوبة
بمكاف حصرىا اال اف ما اورده الفقو مف تطبيقات عممية ,وعممية ,ليذه االضرار نرى اف الكثير
منيا يتصؿ بالشخص المعنوي ال سيما تمؾ المتصمة بسمعتو ومصداقيتو ومينيتو والتي تعكس
ثقة الجميور فيو (. )47
في الحقيقة؛ ولما تقدـ ,فإف الغالب عمى ىذه المنازعات يوجد عدة متضرريف ,فالضرر
األصمي الذي أصاب الشخص المعنوي ,كاف نتيجة طبيعية إلصابة االشخاص الطبيعية
المكونيف لمشخص المعنوي بالضرر ,وانعكس عمييـ فيصاب بضرر شخصي بالتبعية ,ويسمى
الضرر المرتد أو المنعكس
املطهب انثبنِ
الضرر بصورة عامة يمثؿ مرتكز نيوض المسؤولية مدنية كانت اـ دولية ,كوف اف
االخيرة تستند الى ذات القواعد الموجودة في القانوف الداخمي مف ضرورة توافر اركاف قياـ
المسؤولية ,وىذا ما يستخمص مف قواعد القانوف الدولي والتعريفات التي قيمت بشاف المسؤولية
الدولية مف قبؿ فقياء القانوف الدولي ,واحكاـ التحكيـ ,والقضاء الدولي ,وبعض معاىد القانوف
الدولي ,فالمسؤولية الدولية ىي "عبارة عف نظاـ قانوني تمتزـ بمقتضاه الدولة التي تأتي عمال
غير مشروع طبقا لمقانوف الدولي العاـ بتعويض الدولة التي لحقيا ضرر مف جراء ىذا
العمؿ"(.)48
ٕ٠ - 47ظغ ص .دـ ٓ١ػجِغ,ص 412فمغر ٛ٠ ٚ 425ؿف ٔجُ جذغثْ ,ثٌٕظغ٠ز ثٌؼجِز ٌٍّٛجذجسِ ,ظجصع
ثٌّٛجذجس ,ثٌمجٔٚ ْٛثٌجغَ ٚشذٗ ثٌجغَِٕ ,شٛعثس ػ٠ٛضثس ,د١غٚس -دجع٠ؾ ,ؽ ,1170 ,1ص 264فمغر 451
ٚوظٌه ص .ثؿّجػ ً١طؼظجع ِ ,ظضع ؿجدك ,ص ٚ 05ص .ؽجعق وجظُ ػج ً١ف ٟصؼٍ١مٗ ػٍ ٝلغثع ِذىّز
ثٌضّ١١ؼ ثٌّشجع ثٌ ٗ١ؿجدمج ٚثٌّٕشٛع ػٍ ٝثٌّٛلغ ثالٌىضغ ٟٔٚثٌشجص دّٛلغ ط ٞلجع ثالسذجع٠ز:
-http://dhiqarna.com/946
ٕ٠ - 40ظغ ص .ػظجَ ثٌؼط١ز ,ثٌمجٔ ْٛثٌض ٌٟٚثٌؼجَ ٚ ,ػثعر ثٌضؼٍ ُ١ثٌؼجٌٚ ٟثٌذذظ ثٌؼٍّ , ٟججِؼز دغضثص ,ثٌطذؼز
ثٌـجصؿز ,ص.517
والسؤاؿ الذي يمكف اف يثار اذا كاف القانوف الدولي يستند لذات القواعد في القانوف
الداخمي مف حيث قياـ المسؤولية فيؿ اف الضرر المعنوي يدخؿ ضمف تعويض االضرار في
القانوف الدولي اـ ال ؟ وما ىو االساس بذلؾ االعتراؼ والحاالت التي يمكف اف يتـ التعويض
عنيا في حالة االعتراؼ بو كجزء مف منظومة القواعد الدولية وىذا ما سنجيب عنو في الفروع
االتية:
انفرع االًل
اف التعويض عف الضرر المعنوي وحسب ما بينا في المطمب االوؿ معترؼ بو بشكؿ
()49
وبالمثؿ فأف التعويض عف الضرر المعنوي قد شكؿ او بأخر في جميع النظـ القانونية تقر ًيبا
جزًءا ميما مف ممارسة القانوف الدولي لسنوات عديدة ,كما اف قانوف السوابؽ القضائية الصادرة
عف المحاكـ الدولية قد بينت أف تعويض االضرار المعنوية معموؿ فيو ألكثر مف قرف مف
()50
باإلضافة الى ذلؾ ,فأف التعويض عف األضرار المعنوية يعتبر سمة مف سمات الزماف
القانوف الدولي لمسؤولية الدولة منذ زمف طويؿ ,فأف مف الشائع أف تتحمؿ الدولة مسؤولية دولية
()51
وعميو سنبيف ابتداء االعتراؼ عف الضرر غير االقتصادي الناجـ عف أفعاليا غير القانونية
بالضرر المعنوي في المحاكـ الدولية ومف ثـ انتقاؿ ذلؾ التعويض وانعكاسو عمى ىيئات التحكيـ
الدولية في منازعات االستثمار:
الضرر المعنوي ليس مفيوما جديدا في القانوف الدولي ,حيث انو ومنذ فترة طويمة تـ
تحديد نطاؽ التعويض عف األضرار المعنوية مف قبؿ المحاكـ الدولية ,وأحد األمثمة الشييرة
ىو قضية (لوسيتانيا ) Lusitania -التي قضت بيا لجنة الدعاوى المختمطة لمواليات المتحدة
والمانيا في عاـ .1923التي تضمنت غرؽ السفينة ( )Lusitaniaعمى يد غواصة ألمانية خالؿ
شخصا ,مف بينيـ 128مف مواطني
ً الحرب العالمية األولى ,مما أسفر عف مقتؿ 1198
49
- D. Shelton, Remedies in international human rights law: Oxford University Press,
USA, 2015.
50
- J. P. Moyano García, "Moral Damages in Investment Arbitration: Diverging
Trends," Journal of International Dispute Settlement, vol. 6, pp. 485-521, 2015.
51
- C. Blake, "Moral Damages in Investment Arbitration: A Role for Human
Rights?," Journal of International Dispute Settlement, vol. 3, pp. 371-407, 2012.
()52
,اذ في تعميؽ الحد ادلى المحكميف الدولييف المعروؼ بػ (أومبير باركر) الواليات المتحدة
في القضية المذكورة أف المصاب يكوف مؤىالً لمتعويض (بموجب قواعد القانوف الدولي) عف
االصابة الناجمة عف المعاناة النفسية ,أو الضرر الماس بمشاعره أو إذاللو أو تدىوره أو فقداف
مركزه االجتماعي ,أو إصابة ائتمانو ,أو سمعتو التجارية ,ويجب أف يكوف ىذا التعويض
متناسبا مع الضرر المحدث ,وأكد إف مثؿ ىذه األضرار حقيقية جداً ,بالرغـ مف كونيا صعبةً
()53
القياس أو التقديرية وفقاً لمعايير الماؿ .
اف قواعد القانوف الدولي المتعمقة بمسؤولية الدوؿ ىي التي تحكـ مسألة األضرار
المعنوية( ,)54والمبدأ األساس المعروؼ لمتعويض في القانوف الدولي مبيف في المادة 31مف
مواد لجنة القانوف الدولي ,والذي ينص عمى أنو يجب عمى الدولة أف تقدـ تعويضاً كامالً عف
أي "ضرر" تتسبب فيو لدولة أخرى عف طريؽ فعؿ غير مشروع دوليا .ويشير نفس الحكـ أيضاً
ناجما عف الفعؿ غير
معنويا ً ,
ً ماديا أو
إلى أف مفيوـ "الضرر" يشمؿ "أي تعويض ,سواء كاف ً
دوليا لدولة ما" ,ولذلؾ يجب عمى الدولة تقديـ تعويض مناسب لجميع األضرار ,بما
المشروع ً
في ذلؾ األضرار المعنوية(.)55
وعميو ,فقد طالبت الدوؿ بتعويضات عف االضرار المعنوية الناشئة عف االنتياؾ أو
تجسيدا لمنظاـ القانوني وشرؼ األمة"
ً االىانة لكرامة الدولة وشرفيا وىيبتيا "ألف الدولة باعتبارىا
تتمتع باحتراـ لشخصيتيا األخالقية والسياسية ,اال اف لجنة القانوف الدولي قد انقسمت بشأف
استحقاؽ الدوؿ لمتعويض المالي عف االضرار المعنوية بيف مؤيد ومعارض .ومع ذلؾ ,ونظ اًر
لعدـ وجود سابقة ,ال تزاؿ المحاكـ الدولية مترددة لمغاية في منح تعويض مالي عف األضرار
غير المادية لمدوؿ(.)56
52
- B. Sabahi, "Moral Damages in International Investment Law: Some Preliminary
Thoughts in the Aftermath of Desert Line v Yemen," Transnational Dispute
Management (TDM), vol. 9, 2012.
53
- E. M. Borchard, "Opinions of the Mixed Claims Commission, United States and
Germany (Part II)," The American Journal of International Law, vol. 20, pp. 69-80,
1926.
54
- B. Sabahi, Compensation and Restitution in Investor-State Arbitration: Principles
and Practice: OUP Oxford, 2011.
55
- P. Dumberry, "Satisfaction as a Form of Reparation for Moral Damages Suffered
by Investors and Respondent States in Investor-State Arbitration Disputes," Journal of
International Dispute Settlement, vol. 3, pp. 205-242, 2012.
56
- S. Wittich,op.cit,
وفيما يتعمؽ باألشخاص الطبيعية ,فإف الحكـ المنطبؽ ىو نص المادة 36مف مواد
لجنة القانوف الدولي المتعمقة بمسؤولية الدوؿ فيما يتعمؽ بالتعويض عف األضرار .حيث يشير
عموما أف الضرر المعنوي يشمؿ فقداف االحبة
ً التعميؽ 16إلى المادة 36إلى أنو مف المفيوـ
واأللـ والمعاناة باإلضافة إلى اإلىانة والتطفؿ عمى الحياة الخاصة ,ويشمؿ كذلؾ خسارة الفرد
()57
لمركزه االجتماعي أو اإلضرار في ائتمانو أو سمعتو
واخيرا ,فاف التعويض عف الضرر المعنوي وحتى يومنا ىذا كاف موضوع العديد مف
الق اررات مف قبؿ مختمؼ المحاكـ والييئات القضائية الدولية ,والتي شممت المحكمة الدولية لقانوف
البحار ,والمحكمة اإلدارية لمنظمة العمؿ الدولية ,والمحكمة اإلدارية لألمـ المتحدة ,ولجنة
األمـ المتحدة لمتعويضات ( , )UNCCوكذلؾ محكمة البمداف األمريكية لحقوؽ اإلنساف
( , )IACHRوالمحكمة األوروبية حقوؽ اإلنساف ( )58()ECHRومف األمثمة األخرى عمى ذلؾ
القضايا التي قررتيا لجاف المطالبات او الدعاوى المختمطة Chevreau :و Di Caroو
Heirs of Jean Maninatو Gageو Letelierو .)59( Moffitt
اف مسالة االعتراؼ بالضرر المعنوي وجو از المطالبة بو مف قبؿ المضرور دوليا وفؽ
قواعد القانوف الدولي انعكس بشكؿ وباخر كذلؾ عمى ىيئات التحكيـ في منازعات االستثمار
سواء مف قبؿ المستثمريف او الدوؿ المضيفة ,اذ لطالما طالب المستثمروف ,سواء كانوا
اشخاصا طبيعية اـ كيانات قانونية ,في العديد مف القضايا التحكيمية المعروضة اماـ محاكـ
التحكيـ بالتعويض عف األضرار المعنوية التي عانوا منيا في العديد مف النزاعات االستثمارية,
وفي اآلونة األخيرة ,قدمت الدوؿ المستضيفة لالستثمار أيضاً دعاوى مضادة تطالب بالتعويض
عف األضرار المعنوية التي تزعـ أنيا قد اضرت بسمعتيا ومست مكانتيا الدولية نتيجة إلجراءات
التحكيـ "االحتيالية" او غيره مف االفعاؿ التي ارتكبيا مستثمروف أجانب بحقيا(.)60
اذ وعمى الرغـ مف عدـ معالجة مسألة التعويض عف االضرار المعنوية صراحة في
قانوف االستثمار الدولي ,اال انيا أصبحت تمعب دو اًر ال يمكف إنكاره في تحكيـ االستثمار.
57
- I. Uchkunova and O. Temnikov, "The Availability of Moral Damages to Investors
and to Host States in ICSID Arbitration," Journal of International Dispute Settlement,
vol. 6, pp. 380-402, 2015.
58
- J. P. Moyano García,op,cit,
59
- P. Dumberry,op,cit,
60
- P. Dumberry,op,cit,
حيث ,وفي السنوات األخيرة ,اكتسبت قضية األضرار المعنوية اىتماما كبي ار في نزاعات
االستثمار الدولية ,في حيف نجح العديد مف المستثمريف في رفع دعاوى التعويضات عف االضرار
المعنوية ضد الدوؿ المضيفة ,وكذلؾ فقد رفضت ىيئات التحكيـ مطالبات أخرى .وىذا يثير
السؤاؿ عف األساس القانوني الذي ينبغي أف تستند إليو ىذه المطالبات والحاالت التي ينبغي فييا
منح التعويضات عف األضرار المعنوية(.)61
إال أف تمؾ الق اررات كانت نادرة في سياؽ تحكيـ معاىدات االستثمار ,اذ تتمتع ىيئات
التحكيـ التي تُعقد برعاية المركز الدولي لتسوية نزاعات االستثمار ( )ICSIDوتطبؽ قواعد
القانوف الدولي ,بسمطة عامة في منح التعويض عف األضرار غير االقتصادية ( المعنوية) التي
يتعرض ليا المدعي فيما يتعمؽ باالستثمار ,كما أكدت و بشكؿ حاسـ عمى قدرتيا عمى منح
ذلؾ النوع مف التعويض ,لكف ليس بصورة مطمقة ,كوف انيا في معظـ الحاالت قد أظيرت
تحفظا في القياـ بذلؾ ,وقد ُرفضت معظـ مطالبات التعويض عف األضرار المعنوية استناداً إلى
اسباب تتعمؽ باألسس القانونية أو اإلجرائية أو القضائية ,أو لـ تتناوليا المحاكـ عمى
اإلطالؽ(.)62
وما يدؿ عمى ذلؾ وفي سياؽ التحكيـ االستثماري ,فاف المركز ُمنح التعويض عف
االضرار المعنوية الماسة بفقداف السمعة وعف سوء معاممة موظفي المستثمر ايضا( )64وىو بذلؾ
61
- L. Markert and E. Freiburg, "Moral Damages in International Investment
Disputes–On the Search for a Legal Basis and Guiding Principles," The Journal of
World Investment & Trade, vol. 14, pp. 1-43, 2013.
62
- C. Blake,op,cit,
63
- "Cementownia “Nowa Huta” S.A. v. Republic of Turkey, Award of 17 September
"2009, ICSID Case No. ARB(AF)/06/2, para. 169.
64
- E.g. Desert Line Projects L.L.C. v. The Republic of Yemen, Award of 6 February
"2008, ICSID Case No. ARB/05/17, paras. 284 et seq.
يساير الكثير مف القضايا المنظورة لدى القضاء الوطني ,والماسة بالمصالح غير االقتصادية
مثؿ السمعة التجارية والمعاناة النفسية(.)65
انفرع انثبنِ
عمى الرغـ مف تعدد الصور في القانوف الخاص بالنسبة لألضرار المعنوية الموجبة
لمتعويض متى ما توافرت شروطيا حسب ما بيناه في المطمب االوؿ مف ىذا الفصؿ اال اف ذلؾ
لـ يطبؽ بصورة عامة مف قبؿ ىيئات التحكيـ ,لكوف نطاؽ التعويض عف الضرر المعنوي ىو
نطاؽ واسع ,اذ ال يوجد تصنيؼ مقبوؿ بشكؿ عاـ لمضرر المعنوي الذي يمكف جبره في القانوف
الدولي لغاية االف ,لذلؾ ,يبدو مف المناسب جدا تحديد الصور الحقيقية لألضرار المعنوية في
ظؿ تحكيـ منازعات االستثمار .اي بمعنى تحديد الحاالت التي يتوجب فييا التعويض عف
()66
وكذلؾ السوابؽ القضائية الحديثة إلى أف التعويض عف الضرر المعنوي ,اذ يشير الفقياء
الضرر المعنوي يغطي ثالثة حاالت رئيسة مف الضرر قد اعترفت محاكـ التحكيـ حتى اآلف
بااللتزاـ بجبرىا وىي :الضرر المتعمق بالحقوق الشخصية لألفراد ,و الضرر الماس بالسمعة
و االضرار القانونية والمبينة حسب االتي :
اف ىذا النوع ربما يكوف السبب األكثر استخداماً في المطالبات المتعمقة باألضرار
المعنوية في القانوف الدولي ,خاصة في قضايا حقوؽ اإلنساف ,وىذا ما تـ االخذ بو في محاكـ
التحكيـ مساي ار بذلؾ القضاء الوطني في الوقت الحاضر ,كوف اف التعويض ال يشمؿ فقط
االضرار النفسية الناتجة عف اإلصابات الجسدية لشخص ما ,بؿ تشمؿ أيضا االنتياكات االخرى
مثؿ المضايقات غير المشروعة أو السجف غير المشروع أو الترحيؿ واشكاؿ العنؼ االخرى (.)67
ولكف السؤاؿ الذي يثار ىنا ىو ما إذا كاف القانوف الواجب التطبيؽ يغطي انتياكات
الحقوؽ الشخصية اـ ال؟ وفي معرض االجابة نقوؿ اف نظرة فاحصة عف معاىدات االستثمار
الثنائية ( )BITواتفاقات التجارة الحرة الثنائية ومتعددة األطراؼ ,تكشؼ أف جوىر كؿ ىذه
65
- S. Ripinsky and K. Williams, Damages in international investment law: BIICL,
2008.
66
- C. Blake,op,cit,
- B. Sabahi,op,cit,
67
- J. P. Moyano García,op,cit,
المعاىدات ىو حماية المستثمر واالستثمار حيث وضعت ىذه المعاىدات معايير لحماية
المستثمر واالستثمار ,مثاؿ ذلؾ ما يرد مف حماية في المعاىدات الثنائية يختمؼ وبشكؿ كبير
عف المعاىدات متعددة االطراؼ كما يختمؼ مف معاىدة الى معاىدة وفي كؿ االحواؿ المعايير
التي يجب مراعاتيا ىي ( وجوبية أف يعامؿ المستثمر نفس معاممة مواطني الدولة المضيفة و
وجوبية التعامؿ بمعايير موحدة مع المستثمريف مف الدوؿ غير األطراؼ واخي ار ,أف المعاممة
يجب أف تتوافؽ مع القانوف الدولي (العرفي)(.)68
في القانوف الدولي العاـ ,يعتبر فقداف السمعة عادة ,خسارة غير مالية يكوف مف
الصعب جبرىا ,اال انو وما اجمع عميو في المستوى الدولي بأنيا قابمة لمتعويض مبرريف ذلؾ باف
السمعة لدييا قيمة اقتصادية بالتأكيد ,ويتجمى ذلؾ في حقيقة أف سعر الشراء لشركة ما ال يعكس
فقط األصوؿ المادية لمشركة فحسب ,بؿ أيضا السمعة الحسنة المرتبطة بيا ,عالوة عمى ذلؾ ,
تنفؽ الشركات مبالغ طائمة مف الماؿ لبناء سمعة محترمة في السوؽ أو إعادة سمعتيا في السوؽ
بعد تشويييا .ىذه القيمة االقتصادية لمسمعة تؤدي بالضرورة إلى االستنتاج بأف خسارة السمعة
ىي خسارة مالية وليست خسارة غير مالية(.)69
كما اف االضرار بالسمعة يشمؿ سمعة األفراد واألشخاص المعنوية كذلؾ ,وفي ىذا
السياؽ ,يجب التمييز بيف التعويض عف "األبعاد األخالقية" لمضرر الناجـ عف السمعة عف
التعويض عف األبعاد االقتصادية األخرى ,والتي يتـ جبرىا بشكؿ عاـ بطرؽ التعويض
التقميدية(.)70
وليذا النوع مف التطبيقات قضايا مختمفة ومف األمثمة البارزة عمى ذلؾ قضية (رينبو
واريور) ,التي نشأت بعد اغراؽ سفينة (رينبو واريور) ,سفينة السالـ الخضراء ,في نيوزيمندا
مف قبؿ السمطات الفرنسية ,وفي ىذه القضية ,اتفقت فرنسا ونيوزيمندا عمى أف اإلجراءات غير
المشروعة ضد المصالح غير المادية لمدولة ,مثؿ الشرؼ والكرامة أو الييبة ,فانيا تستتبع حؽ
الدولة الضحية في الحصوؿ عمى تعويض كاؼ عف الضرر ,حتى واف لـ تكف ىنالؾ خسارة
()71
مالية
68
- I. Schwenzer and P. Hachem,op,cit,
69
- I. Schwenzer, Schlechtriem & Schwenzer: Commentary on the UN Convention on
the International Sale of Goods (CISG) vol. 3: Oxford, 2010.
70
- C. Blake,op,cit,
71
- J. P. Moyano García,op,cit,
وكذلؾ قد تتضرر سمعة الدولة ايضا مف خالؿ التحكيـ التعسفي الذي يتـ توقيعو عمى
أساس غير مشروع ضد الدولة ,ىذا الضرر قد تكوف لو عواقب مالية شديدة لمغاية عمى
االقتصاد بأكممو لمدولة المعنية ,كما اف الواضح في معظـ الحاالت أف العواقب الناجمة عف أي
مالحقة قضائية بسوء نية لمدولة مف قبؿ المستثمر تكبد المقابؿ خسائر مالية عمى الرغـ مف عدـ
شموؿ المعاىدات لتمؾ الحاالت ,حيث تيدؼ ىذه المعاىدات فقط إلى حماية المستثمر ضد
الدولة المضيفة وليس المضيؼ مقابؿ "ضيفو" ,ويبدو أف ىذا ىو الحجة األساسية لييئة التحكيـ
في قضية ) )Cementowniaضد تركيا حيث رفضت ىيئة التحكيـ طمب تركيا بالتعويض عف
االضرار المعنوية الناجمة عف المساس بالسمعة(.)72
-3التعويضات القانونية
أخي اًر ,واف لـ يكف شائعاً ,فإف ىذا النوع الثالث مف اإلضرار التي تنظر مف قبؿ ىيئات التحكيـ
و يقصد بيا االضرار التي تنشأ مف مجرد خرؽ اللتزاـ دولي ,لذلؾ سميت بالتعويضات القانونية.
عمى سبيؿ المثاؿ ,محكمة العدؿ الدولية تقرر في قضية (ديالو) ضرورة تقديـ التعويض عف
الضرر المادي والمعنوي ,وعمى وجو التحديد ,وجدت محكمة العدؿ الدولية أف الضرر غير
المادي كاف نتيجة حتمية الحتجاز (ديالو) غير القانوني وطرده مف جميورية الكونغو الديمقراطية
,والذي تحوؿ بدوره إلى ضرر نفسي فضالً عف ضرر لمسمعة(.)73
املبحث انثبنِ
املطهب االًل
ىنالؾ ثالثة احكاـ تحكيمية مشيورة ,حكمت لممستثمريف المطالبيف بالتعويض عف
االضرار المعنوية الماسة بيـ كمستثمريف سواء كانوا اشخاصا طبيعييف او معنوييف ,القضية
االولى في عام 1808؛ والمعروفة بقضية شركة ( ) Benvenuti & Bonfantااليطالية ضد
جميورية الكونغو الشعبية وتحت مظمة المركز الدولي لحؿ منازعات االستثمار في واشنطف
) )ICSIDحيث منحت ىيئة التحكيـ التعويض المعنوي لصالح الشركة المستثمرة ,والقضية
الثانية في عام ,2880ايضا وفقا لقواعد تحكيـ المركز الدولي لمتحكيـ ) )ICSIDوىي قضية
مشاريع خط الصحراء ضد اليمف ( DESERT LINE PROJECTS L.L.C. V.
)YEMENكذلؾ منحت ىيئة التحكيـ التعويض المعنوي لصالح الشركة المستثمرة ,اما القضية
الثالثة واالخيرة فيي قضية شركة الخرافي الكويتية ضد ليبيا في عام 2813والتي تـ التحكيـ
فييا وفقاً لإلتفاقية الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية وبموجب قواعد
التحكيـ الخاصة بمركز القاىرة اإلقميمي لمتحكيـ التجاري الدولي حيث منحت ىيئة التحكيـ لشركة
الخرافي اعمى تعويض معنوي لحد االف وىي عمى النحو االتي:
انفرع االًل
انو في 16أبريؿ , 1973تـ االتفاؽ بيف حكومة جميورية الكونغو الشعبية والشركة
()74
: االيطالية المذكورة عمى ما يمي
-1إنشاء شركة مختمطة برأسماؿ اسمي قدره 000,000,55فرنؾ أفريقي :60 ,منيا
Benvenuti & Bonfant كانت ممموكة لمحكومة الكونغولية و :40تعود لشركة
( )B&Bااليطالية حسب المادة ( )1مف العقد.
-2مف حؽ الحكومة الكونغولية إعادة شراء حصص شركة B&Bااليطالية بعد خمس
سنوات مف تأسيس الشركة الجديدة ,ويحدد سعر الشراء باتفاؽ الحؽ مشترؾ بيف
الطرفيف وفي حالة الخالؼ يصار الى التحكيـ حسب المادة ( )5مف العقد.
-3تتعيد الحكومة الكونغولية بتوفير جميع الضمانات الممكنة لتوفير التمويؿ الذي قد
تحتاجو الشركة المستثمرة لتحقيؽ برنامجيا االستثماري ومنحيا امتياز ضريبي بموجب
"اتفاقية التأسيس" حسب المادة ( )13مف العقد .
-4تتعيد شركة B&Bااليطالية بضماف تسويؽ منتجاتيا الى الشركة المزمع إنشاؤىا حسب
المادة 14مف العقد.
74
- Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.6.
75
- Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.7.
76
- "Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.9..
في اجتماع مجمس اإلدارة لشركة بالسكو PLASCOالثاني ,الذي عقده بعد خمسة
شير مف االجتماع األوؿ ( تـ عقد االجتماع األوؿ لمجمس إدارة شركة PLASCOفي عشر ًا
18أكتوبر , )1973تـ تحديد أسعار بيع المياه المعدنية مع األخذ في االعتبار ىامش ربح
قدره : 10لشركة بالسكو (.)77
تـ افتتاح مصنع صناعة الزجاجات في فبراير , 1975وتـ تسميـ الدفعة األولى التي
تضـ 800000زجاجة عمى الفور إلى ( siacongoوىي احدى المنشأت التابعة لمحكومة
الكونغولية) بناءا عمى طمبيا .اال أف شركة siacongoمنذ ىذا التسميـ لـ تدفع الى شركة
بالسكو ثمف الدفعة االولى .امتنعت بالسكو عف تقديـ أي شحنات أخرى إلى siacongo
بسبب موقفيا السابؽ بعدـ الوفاء بالتزاميا .تسبب ىذا الوضع ,منذ البداية ,في حدوث
نظر ألف تمبية احتياجات siacongoكاف أحد
مشكالت في منافذ بيع منتجات ً , PLASCOا
العوامؿ الرئيسية في إنشاء .)78(PLASCO
بعد ذلؾ وعندما بدأ المصنع بالتشغيؿ ,قاـ المدير اإلداري لشركة PLASCOبإنشاء
وذلؾ لضماف تسويؽ شركة ")Entreprise de Distribution Congolaise " (EDICO
()79
حيث أكدت شركة B&Bأنو تـ تأسيس الشركة مف المياه المعدنية التي تعالجيا PLASCO
قبميا لتمكينيا مف الوفاء بالتزاماتيا المنصوص عمييا في المادة 14مف االتفاقية "لضماف تسويؽ
المياه المعدنية التي تنتجيا شركة "PLASCOوأف الحكومة الكونغولية قد أصرت عمى أف يتـ
التسويؽ بموجب مسؤولية ضماف شركة B&Bمف خالؿ شركة كونغولية أخرى يتـ تشكيميا(.)80
في 3أكتوبر , 1975حددت الحكومة الكونغولية ومف جانب واحد بموجب مرسوـ
أسعار بيع زجاجات المياه المعدنية بمستويات أقؿ مف تمؾ المنصوص عمييا في اجتماع مجمس
إدارة شركة PLASCOفي يناير .1975احتجت شركة B&Bعمى ىذا اإلجراء الذي اتخذتو
الحكومة وشددت عمى أف األسعار الجديدة تستمزـ خسارة PLASCOما يقارب CFA 23.86
لكؿ زجاجة مف المياه المعدنية(.)81
77
- Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.15.
78
- "Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.17
79
"Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.18 -
80
- "Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 4.49.
81
- "Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.19.
في التدخؿ في إدارة شركة PLASCOوأخي اًر حؿ شركة EDICOبموجب مرسوـ صادر في 9
نوفمبر .)82(1975
نشب الخالؼ بيف حكومة الكونغو والشركة االيطالية مما ادى الى قياـ الحكومة
الكونغولية باالستيالء عمى شركة بالسكو واحتمت القوات المسمحة الكونغولية المكتب الرئيسي
لمشركة ؛ وفي نياية المطاؼ قامت حكومة الكونغو بتأميـ شركة بالسكو مما اضطر مدير
(.)83
الشركة ومعظـ الموظفيف اإليطالييف إلى مغادرة الكونغو حفاظا عمى سالمتيـ
وعمى اثر ذلؾ لجأت الشركة االيطالية الى مركز التحكيـ الدولي ( )ICSIDبواشنطف ,
وقدمت طمب التحكيـ المؤرخ في 12ديسمبر 1977إلى المركز لمنظر في القضية وطالبت
بالتعويض عف االضرار التي لحقت بيا مف جراء تأميـ الشركة واالستيالء عمييا بالقوة المسمحة.
كؿ ىذه االسباب قد أثرت بالتأكيد في أنشطة شركة , B & Bلذا ارتأت المحكمة أنو
مف العدؿ واالنصاؼ منحيا مبمغ 000,000,5فرنؾ افريقي CFAكتعويض عف الخسائر
المعنوية ( غير المادية) .
82
- "Benvenuti and Bonfant SRL v. People‟s Republic of the Congo, para. 2.20.
83
- A. S. Alexandroff and I. A. Laird, "Compliance and Enforcement," The Oxford
Handbook of International Investment Law, Oxford, pp. 1171-1187, 2008.
84
- G. R. Delaume, "ICSID Arbitration and the Courts," American Journal of
International Law, vol. 77, pp. 784-803, 1983.
في البداية قد اثار الحكـ جدال واسعا في كوف اف ىيئة التحكيـ لـ تشر إلى األساس
القانوني أو متطمبات منح التعويض عف األضرار المعنوية ,ولكنيا مع ذلؾ وافقت عمى إمكانية
منح مثؿ ىذا التعويض(.)85
فضال عف ذلؾ ذىب بعض الفقو( )86الى انو يمكف القوؿ ,في ىذه الحالة بالذات ً ,ا
نظر
لعدـ وجود اتفاؽ بيف الطرفيف عمى اختيار القانوف الواجب التطبيؽ فاف ىيئة التحكيـ استعانت
في سمطتيا القضائية التقديرية ( بموجب المادة الثانية واالربعوف فقرة ( )1مف االتفاقية ) في
إصدار حكميا بالتعويض بموجب ما ىو حؽ وصحيح وفقاً لمبادئ العدؿ واالنصاؼ ,حيث اف
سمطة اتخاذ القرار وفقا لمبادئ العدالة واالنصاؼ ال تمنع محكمة التحكيـ مف تطبيؽ القانوف ,
أو بمعنى آخر ,يمكف لمحكمة التحكيـ تطبيؽ كؿ مف مبادئ العدالة والقانوف ,وىذا يعني أف
المحاكـ تتمتع بسمطة تقديرية كبيرة عندما يتـ منحيا سمطة اتخاذ القرار وفقا لقواعد العدالة
واالنصاؼ ,و في واقع األمر ,ىذا ما فعمتو المحكمة في ىذه القضية ,وقد طبقت المحكمة
القانوف الكونغولي ومبادئ القانوف الدولي وقواعد العدالة .وفيما يتعمؽ بالتزاـ التعويض عف
مصادرة الشركة ,أشارت المحكمة إلى كؿ مف القانوف ومبادئ العدالة بالعبارة التالية:
"مبدأ التعويض ىذا في حالة التأميـ يتوافؽ مع الدستور الكونغولي و مبادئ القانوف الدولي
عموما وكذلؾ العدالة".
ً المعترؼ بيا
"بسبب ما ورد أعاله ,يجب عمى الحكومة الكونغولية دفع تعويضات الى شركة , B&Bوسيتـ
تحديد الكمية عمى أساس قواعد العدالة".
وبناء عمى نظامي القانوف الواجب التطبيؽ (أي قانوف الدولة المضيفة والقانوف
ً لذلؾ ,
الدولي) ومبادئ العدؿ اإلنصاؼ ,أيدت المحكمة النتيجة التي توصمت إلييا بشأف االلتزاـ
بالتعويض في حالة التأميـ .وشرعت في تحديد مقدار األضرار عمى اساس مبادئ العدؿ
واالنصاؼ .فعمى سبيؿ المثاؿ طالبت شركة B&Bااليطالية بتعويض عف االضرار المعنوية
مقداره مائتاف وخمسوف مميوف فرنؾ افريقي ( , CFA ( 250,000,000اال اف محكمة التحكيـ
قررت بإنصاؼ في الفقرة 4.96مف قرار التحكيـ ما يمي:
"ليس لدى المحكمة أي دليؿ قادر عمى إثبات حقيقة مطالبات شركة B & Bااليطالية تحت ىذا
العنواف .في الواقع أف B&Bحددت نفسيا بعبارات بسيطة ,ال تدعميا أية أدلة ممموسة.
85
- L. Markert and E. Freiburg,op,cit,
86
- T. Begic, Applicable law in international investment disputes: Eleven
International Publishing, 2005.
وبالمثؿ ,لـ يثبت ما إذا كاف ,حتى بعد تسمـ التعويض المستحؽ ليا ,مع الفائدة ,سيكوف
لدييا إمكانية العمؿ أو االستثمار أو استئناؼ أنشطتيا في إيطاليا أو في أي مكاف آخر.
وىذا ما ولد لدى المحكمة سبب لمشؾ في عبارات شركة B & Bالبسيطة بأنيا فقدت
ائتمانيا مع موردييا أو المصرفييف أو أنيا لـ تستطع الحصوؿ عمى الموظفيف الالزميف .ومع
ذلؾ ,ومع مراعاة التدابير التي كانت شركة B&Bموضوعيا واإلجراءات الناتجة عنيا ,والتي
مف المؤكد أنيا أخمت بأنشطة , B & Bترى المحكمة أنو مف اإلنصاؼ منحيا مبمغ خمسة
مالييف فرنؾ أفريقي CFA5,000,000كتعويض عف االضرار المعنوية".
في حيف يرى جانب اخر مف الفقو اف ما ذىبت اليو المحكمة في استنادىا الى مبادئ
العدالة بالحكـ بالتعويض لألضرار المعنوية بحد ذاتو ال يعتبر حكـ مقنع (.)87
اال أف األىـ مف ذلؾ ,أف ىيئة التحكيـ لـ تطبؽ مبادئ القانوف الدولي ,كما تفعؿ
محاكـ االستثمار الحديثة ,وبدالً مف ذلؾ ,طبقت المحكمة القانوف الكونغولي ,عمالً بالمادة 42
( )1مف اتفاقية المركز الدولي لتسوية المنازعات , ICSIDوذلؾ لغياب بند اختيار القانوف
الواجب التطبيؽ في اتفاؽ التحكيـ التي تنص عمى انو ( :تبت ىيئة التحكيـ في أي نزاع وفقًا
لقواعد القانوف التي يتفؽ عمييا الطرفاف .وفي حالة غياب مثؿ ىذا االتفاؽ ,تطبؽ ىيئة التحكيـ
قانوف الدولة المتعاقدة الطرؼ في النزاع "بما في ذلؾ قواعده المتعمقة بتنازع القوانيف" وقواعد
مبادئ القانوف الدولي في ىذا الشأف) .وخمصت المحكمة إلى أف القانوف الكونغولي متطابؽ مف
جميع النواحي ذات الصمة بالقانوف الفرنسي ,حيث أنو القانوف الواجب التطبيؽ في الكونغو
كمستعمرة فرنسية ولـ يتـ تعديمو منذ االستقالؿ .وبيذه الطريقة ,اصبح القانوف الفرنسي قانوف
التحكيـ الدولي لالستثمار بشأف التعويض عف األضرار المعنوية ,حيث انو بموجب القانوف
الفرنسي ,يمكف منح التعويضات المعنوية (.)88
وبالمقابؿ فأف جميورية الكونغو الشعبية طالبت وبدعوى مضادة لممستثمر بمبمغ 250
مميوف فرنؾ أفريقي كتعويض عف األضرار المعنوية التي لحقت بيا مف جراء مثوليا ظمما أماـ
محكمة دولية ,وىو أمر يعتبر جسيـ وخطير لمغاية بالنسبة لدولة ما .اال اف ىيئة التحكيـ
رفضت ادعائيا ببساطة ولسبب بسيط ىو أف حكومة الكونغو فازت إلى حد كبير في ىذه
87
- I. Uchkunova and O. Temnikov,op,cit,
88
- M. T. Parish, A. K. Newlson, and C. B. Rosenberg,op,cit,
اإلجراءات ولـ تقـ المحكمة بمزيد مف الدراسة لمسألة األضرار المعنوية التي تدعي الدولة أنيا
تكبدتيا (.)89
انفرع انثبنِ
في االوؿ فاف شركة مشاريع خط الصحراء ( )DLPىي شركة ذات مسؤولية محدودة
انشئت بموجب قوانيف سمطنة عماف في عاـ , 1999وبدعوة شخصية مف رئيس البالد ,
شرعت DLPفي سمسمة مف المشاريع لبناء حوالي 1000كيمومتر مف الطرؽ اإلسفمتية في
اليمف تـ تنفيذ البناء بموجب سبعة عقود مبرمة بيف DLPوالحكومة عمى مدار عدة سنوات.
بحموؿ عاـ , 2003أكممت DLPجميع مشاريع البناء باستثناء اثنيف .نشأ نزاع بشأف
ويزعـ أف النزاع قد
المدفوعات المستحقة بموجب بعض العقود في وقت الحؽ مف ذلؾ العاـُ .
تفاقـ بسبب التدخؿ في اثنيف مف مواقع المشروع مف القوات المسمحة الحكومية والجماعات
المسمحة المحمية مما أدى إلى اشتباكات واعتقاؿ واحتجاز موظفي الشركة ,بما في ذلؾ نجؿ
ار مف الحكومة حمايتيا مف "المضايقة والتيديد
ار وتكرًا
الرئيس التنفيذي لمشركة ,طمبت DLPمرًا
والسرقة" التي ُيزعـ أنيا تعاني منيا(.)91
89
- P. Dumberry,op,cit,
90
- J. E. Kalicki and A. Joubin-Bret, Reshaping the investor-state dispute settlement
system: Brill Leiden, 2015.
91
- "Desert Line Projects LLC v The Republic of Yemen, para.38," ed.
أف شركة مشاريع خط الصحراء "DESERT LINE PROJECTS "DLPبدأت في
بناء الطرؽ في اليمف في عاـ 1997وشرعت في إبراـ عدة عقود مع الحكومة اليمنية .رفضت
الحكومة دفع فواتير بعض االبنية ,بعد ذلؾ تـ إيقاؼ العمؿ مف قبؿ المقاوؿ مف الباطف ,وأرغـ
المسؤولوف اليمنيوف DLPعمى إنياء اعماليا(.)92
تعرضت القوات المسمحة اليمنية ألفراد الشركة DLPوىددتيـ بفتح النار وازالة معدات
الشركة .سعىت شركة DLPالنقاذ الوضع عف طريؽ المجوء الى التحكيـ في اليمف ,واكتسبت
ق ار ار لصالحيا .اال اف الحكومة اليمنية رفضت االمتثاؿ لقرار التحكيـ واجبرت شركة DLP
عمى توقيع اتفاقية تسوية لمحصوؿ عمى مبمغ أقؿ بكثير مف المبمغ الذي قررتو ىيئة التحكيـ ,
طمبا لمتحكيـ في ظؿ المركز الدولي لمنازعات االستثمار في واشنطف
قدمت الشركة ً DLP
.ICSIDوباإلضافة إلى المطالبة بالتعويض عف الخسائر المالية ,طالبت DLPايضا
بتعويضات معنوية عف آالـ ومعاناة المديريف التنفيذييف والضرر الذي لحؽ بسمعتيا وائتمانيا
وفرصيا التجارية(.)93
ادعت شركة Desert Line Projectsبأف اتفاقية التسوية تمت تحت وطأة اإلكراه
وبالتالي لـ يكف ليا اي اثر قانوني .اعتبرت المحكمة أف الضغوط المالية عمى المستثمر ال تعني
دائماً التيديد أو اإلكراه .ولكف ,حيث كاف ىناؾ عنصر مف سوء المعاممة ,قد يكوف ىناؾ أيضا
اإلكراه .فعندما يواجو المستثمر بيئة عدائية وخوفًا مف العنؼ ,فاف ىذه الظروؼ مف الممكف
اف تشير إلى أف المستثمر قد اتخذ ق اررات تحت وطأة اإلكراه .وكاف الرئيس اليمني قد نصح
المدعي (المستثمر) بالتوقيع عمى اتفاؽ التسوية ,لكف ىذه "النصيحة" ليا طابع التيديد أكثر
مف التوصية .ونتيجة لذلؾ ,خمصت المحكمة إلى أف اتفاؽ التسوية تـ توقيعو تحت وطأة
لمعاىدة اإلكراه المادي والمعنوي ,والذي يمثؿ انتياؾ لمعيار المعاممة العادلة والمنصفة
االستثمار الثنائية ذات الصمة(.)94
92
" - Desert Line Projects LLC v The Republic of Yemen, ICSID Case No,
"ARB/05/17, Award on 6 February. 2008.
93
- M. Kostadinova, "Desert Line Projects LLC v. Republic of Yemen (ICSID Case
No. ARB/05/17)(Award, February 6, 2008)," ICSID review, vol. 23, pp. 175-185,
2008.
94
- D. Draguiev, "Bad Faith Conduct of States in Violation of the „Fair and Equitable
Treatment‟Standard in International Investment Law and Arbitration," Journal of
International Dispute Settlement, vol. 5, pp. 273-305, 2014.
في المقابؿ كانت النقاط الرئيسية في حجة المدعى عميو ىي انو لـ يتـ قبوؿ استثمارات
المدعي وفقًا لمقوانيف والموائح اليمنية ولـ يتـ إصدار شيادة ( اجازة) استثمار ,وىي متطمبات أو
شروط مزدوجة بموجب المادة 33مف قانوف االستثمار اليمني وبموجب المادة )1( 1مف
معاىدة االستثمار الثنائية إلثارة بروز المعاىدة التي سعى الييا المدعي .ذكر المدعى عميو أنو
عمى الرغـ مف أف فشؿ المدعي في تسجيؿ استثماراتو وفقًا لقانوف االستثمار اليمني رقـ 22لعاـ
)"YIL"( 1991لكنو لـ يجعؿ االستثمار غير قانوني ,إال أنو استبعده مف تغطية معاىدة
أيضا أنو حتى لو تـ اعتبار االستثمار "مقبوًال"
االستثمار الثنائية بيف البمديف .احتج المدعى عميو ً
,فمف يكوف ىناؾ تنازؿ أو إبطاؿ فيما يتعمؽ بالشرط الثاني مف المادة )1( 1لمحصوؿ عمى
شيادة االستثمار .وقد أكد المدعى عميو أف متطمبات شيادة االستثمار الفعمية المذكورة في كؿ
مف المادة 33مف قانوف االستثمار اليمني YILوالمادة )1( 1مف معاىدة االستثمار الثنائية
كانت موجودة بالتوازي مع اشتراط أف يكوف "االستثمار" مقبوالً مف قبؿ اليمف(.)95
وجدت المحكمة أف حجة المدعى عميو بأف االستثمار لـ يقبؿ ألغراض معاىدة
االستثمار الثنائية غير مقنعة .وباإلشارة إلى أىداؼ الدوؿ األطراؼ في الدخوؿ في معاىدة
وحماية االستثمار الثنائية ,الحظت المحكمة أف االلتزامات التعاقدية المتعمقة بتعزيز
االستثمارات المتبادلة يجب أف تُفيـ عمى أنيا ليست مقيدة بالقوانيف المحمية أو الموائح أو معاىدة
االستثمار الثنائية نفسيا ,بؿ عمى أنيا مؤسسة عمى تمؾ القوانيف .كما استنتجت المحكمة أنو لو
أرادت ُعماف واليمف وصؼ محتوى محدد لمفيوـ "وفقًا لقوانيف وأنظمة [الدولة المضيفة] في
تعريؼ معاىدة االستثمار الثنائية لمصطمح االستثمار ,لكانوا قد فعموا ذلؾ باإلشارة صراحةً إلى
قانوف االستثمار اليمني ,الذي تـ سنو قبؿ ابراـ معاىدة االستثمار الثنائية بيف البمديف(.)96
95
- M. Kostadinova,op,cit,
96
- ed: Desert Line Projects LLC v The Republic of Yemen, para. 101.
97
"- "Desert Line Projects LLC v The Republic of Yemen,paras 180–81..
خمص المحكموف إلى أف خرؽ اليمف لمعاىدة االستثمار الثنائية فيما يتعمؽ بمبدأ المعاممة العادلة
والمنصفة لممستثمر و عمى وجو الخصوص اإلكراه البدني الممارس عمى مديري المدعي ,الذي
كاف بسوء نية ,ومف ثـ فإنو يشكؿ أساساً لممسؤولية المستندة إلى الخطأ(.)98
قضت ىيئة التحكيـ انو ,مف حيث المبدأ ,أف معاىدات االستثمار ال تحوؿ دوف
المطالبة بالتعويض عف األضرار المعنوية في حالة "الظروؼ االستثنائية" .ووجدت المحكمة أف
انتياؾ اليمف لمعاىدة االستثمار الثنائية " ,وال سيما اإلكراه البدني الممارس ضد المديريف
التنفيذييف لمشركة ,كاف بسوء نية ,فمنحت المحكمة مبمغ 1مميوف دوالر أمريكي تعويض عف
االضرار المعنوية ,بما في ذلؾ فقداف السمعة التجارية(.)99
وقد بررت محكمة خط الصحراء قرارىا بمنح التعويض عف األضرار المعنوية باإلشارة
إلى سوء النية والسموؾ القائـ عمى خطأ المدعى عميو .ويبدو أف ىذا االستنتاج يشير إلى أف
قرار الدولة المضيفة بانتياؾ قاعدة معينة مف القانوف ىو شرط مسبؽ ضروري لمنح التعويضات
المعنوية(.)100
تماما لػعبارة
وبذلؾ أقرت المحكمة في قضية (ديزرت اليف) ضد اليمف بالطبيعة المألوفة ً
"وفقًا ألحكاـ القانوف " ,التي تؤكد عمى أنيا تستبعد االستثمارات التي تنتيؾ المبادئ األساسية
لقانوف الدولة المضيفة ,عمى سبيؿ المثاؿ ,تستبعد االستثمارات التي جاءت عف طريؽ
االحتياؿ أو إخفاء الممكية الحقيقية .تتمثؿ إحدى الطرؽ التي يمكف أف تحقؽ بيا معاىدة
االستثمار ىذا اليدؼ ىو عف طريؽ تعريؼ مصطمح "االستثمار" عمى أنو يشير فقط إلى
األصوؿ المقبولة وفقًا لمقوانيف والموائح ذات الصمة ألي مف الدولتيف المتعاقدتيف ,أو وفقًا لقوانيف
وأنظمة الطرؼ المضيؼ(.)101
98
- E. Gaillard, "Desert Line v. Yemen: Moral Damages, 240," New York Law
Journal, vol. 240, p. 3, 2008.
99
- E. R. Hellbeck, "International Centre for Settlement of Investment Disputes:
Desert Line Projects Llc V. Republic of Yemen," International Legal Materials, vol.
48, pp. 79-128, 2009.
100
- S. Wittichop,cit,
101
- R. Moloo and A. Khachaturian, "The Compliance with the Law Requirement in
International Investment Law," Fordham Int'l LJ, vol. 34, p. 1473, 2010.
وبذلؾ تعتبر قضية خطوط الصحراء Desert Line Projects LLCضد اليمف ,
القضية االولى التي منح فييا المركز الدولي لمنازعات االستثمار , ICSIDتعويضات عف
االضرار المعنوية عمى أساس انتياؾ معاىدة ثنائية بيف البمديف BITفي عاـ .)102(2008
ما يمكف القوؿ ىو أف ىيئة التحكيـ قد منحت التعويض عف االضرار المعنوية في ىذه
القضية ( )Desert Line v Yemenبسبب اف المدعي (المستثمر) قد فقد سمعتو التجارية
وكذلؾ معاناتو مف العنؼ الجسدي الذي رافؽ التدابير التي نفذت ضده ,وتشمؿ ىذه التدابير
المضايقات والتيديد واالحتجاز التي تعرض ليا المديريف التنفيذييف مف قبؿ المدعى عميو,
وكذلؾ االستيالء عمى المعدات مف قبؿ األطراؼ الثالثة المسمحة ,حيث اف رئيس الشركة قد
تمقى مكالمات تيديد بالحياة وحثو عمى مغادرة اليمف ,باإلضافة الى ,إجبار المدعي عمى
التوقيع عمى اتفاؽ تسوية غير عادؿ عمى النزاعات المختمفة بيف الطرفيف(.)103
اف الموضوع اآلخر المثير لالىتماـ والذي أثارتو قضية خط الصحراء ىو مسألة ما إذا
كاف بإمكاف الشركات أف تطمب التعويض عف األضرار المعنوية ليس عف الضرر بسمعة الشركة
,ولكف بالنسبة لمحقوؽ الشخصية لموظفييا .وقد ذكرت ىيئة التحكيـ أنو "مف المعترؼ بو عموما
أنو يجوز منح الشخص االعتباري تعويضات معنوية ,بما في ذلؾ فقداف السمعة ,في ظروؼ
محدودة فقط" .وأخي اًر ,منحت محكمة خط الصحراء تعويضاً ليس فقط عف فقداف الشركة لسمعتيا
وانما أيضاً بسبب اإلكراه البدني الذي يعاني منو موظفو الشركة(.)104
اال أف بعض الفقو ذىب الى اف الضرر المعنوي ىو الضرر غير المادي المعتاد الذي
يمكف أف يتعرض لو األشخاص الطبيعيوف .ومع ذلؾ ,فإف األساس النظري السميـ لمنح
األضرار المعنوية لكياف قانوني عف الضرر الذي لحؽ بأعضائو أو موظفيو يبدو أنو ال يزاؿ
غير موجود(.)105
وقد ذىب البعض الى انو ,في مجاؿ قانوف االستثمار الدولي ,قد رأت المحكمة في
قضية " مشروع خط الصحراء ضد اليمف" أنو "إذا كانت معاىدات االستثمار تيدؼ في المقاـ
102
"- J. R. Laird, "Moral Damages and the Punitive Question in ICSID Arbitration,
ICSID review, vol. 26, pp. 171-183, 2011.
103
- J. P. Moyano García,op,cit,
104
- L. Markert and E. Freiburg,,op,cit
105
"- S. RIPINSKY, "DAMAGES IN INTERNATIONAL INVESTMENT LAW.
األوؿ إلى حماية الممتمكات والقيـ االقتصادية ,فإنيا ال تستبعد ,عمى ىذا النحو ,أف يحؽ
لمطرؼ ,في ظروؼ استثنائية ,المطالبة بالتعويض عف االضرار المعنوية" .لكف ىيئة التحكيـ
في قضية "خط الصحراء ضد الحكومة اليمنية" لـ تناقش صالحيتيا في منح التعويضات
المعنوية .واألىـ مف ذلؾ ,أف المادة 25مف اتفاقية المركز الدولي لتسوية المنازعات تمنح
المحكمة والية قضائية فيما يتعمؽ "بأية نزاعات قانونية تنشأ مباشرة عف االستثمار" .ومف ثـ
يمكف التساؤؿ عما إذا كانت المطالبة بالتعويضات المعنوية مؤىمة لكونيا ناشئة مباشرة عف
االستثمار اـ ال(.)106
ىناؾ استنتاجاف رئيسياف يمكف استخالصيما مف ىذه القضية ,أوالً ,يجب أف يكوف
سموؾ المدعى عميو عدوانيا (بسوء نية) بشكؿ خاص ألف يكوف لدى المحكمة تعاطؼ مع
مطالبة التعويضات المعنوية .ثانيا ,اف التعويض المعنوي يتـ تقديره او تقييمو ,عمى الصعيد
العالمي ,دوف اإلشارة إلى خسائر مالية مؤكدة .بمعنى أف المحكمة تقدره جزافا(.)107
انفرع انثبنث
شركة محمد عبد المحسن الخرافي واوالده ىي شركة كويتية طمبت التحكيـ ضد ليبيا
وفقاً لإلتفاقية الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية وبموجب قواعد التحكيـ
()108
وممخص القضية :انو في عاـ الخاصة بمركز القاىرة اإلقميمي لمتحكيـ التجاري الدولي
2006وافقت و ازرة السياحة الميبية عمى مشروع استثماري اقترحتو شركة الخرافي لبناء وتشغيؿ
مجمع سياحي في مدينة طرابمس في ليبيا .بعد ذلؾ ,وفي 2006/6/8وقعت الشركة الكويتية
عاما (بما في ذلؾ فترة البناء سبع
عقد تأجير أرض وفؽ عقد البوت .B.O.Tلمدة ً 90
سنوات) مع ىيئة تنمية السياحة الميبية ,حيث كاف مف المقرر أف يبدأ المشروع في عاـ , 2007
لكف أعماؿ البناء لـ تبدأ أبداً.)109(.
106
- I. Uchkunova and O. Temnikov,op,cit,
107
- M. T. Parish, A. K. Newlson, and C. B. Rosenberg,op,cit,
108
- Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya and others, Final
Award. Retrieved from
http://italaw.com/sites/default/files/casedocuments/italaw1554.pdf.
109
"- "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 20-21, paras. 3-5.
ادعت الشركة المستثمرة أف الدولة المضيفة لـ تتمكف مف تسميـ األرض خالية مف
"الشواغؿ" و "العوائؽ" والتي حالت دوف تنفيذ المشروع ,كما ادعت ايضا اف األرض كانت
مشغولة بحاويات وأنابيب ومعدات أخرى تابعة لشركة أخرى ؛ مف جانب اخر ادعى أشخاص
آخروف الممكية عمى أجزاء مف األرض االستثمارية ؛ كما منحت الدولة الميبية حؽ االنتفاع عمى
األرض لصالح بنؾ األمة الميبي .وباإلضافة إلى ذلؾ ,ادعى المستثمر أف عمالو تعرضوا
لالعتداء مف قبؿ الشرطة وافراد القبائؿ الذيف منعوىـ مف االستيالء عمى أرض المشروع(.)110
وبعد عاـ , 2007طمبت ىيئة تنمية السياحة الميبية مف الشركة المستثمرة وقؼ العمؿ
وازالة معداتيا مف الموقع .في عاـ , 2009اقترحت الدولة المضيفة أستثمار قطعة أرض بديمة
لممشروع ,اال اف الشركة المستثمرة رفضت ىذا االقتراح .بعد ذلؾ ,في يونيو , 2010ألغى
أيضا(. )111
وزير االقتصاد الترخيص؛ ونتيجة لذلؾ ,تـ إبطاؿ عقد إيجار األرض ً
وفي مايو /أيار , 2011أخطر المدعي (شركة الخرافي) المدعى عمييـ بإحالة النزاع
إلى التحكيـ بموجب قواعد التحكيـ الخاصة بمركز القاىرة اإلقميمي لمتحكيـ التجاري الدولي .
أجممت شركة الخرافي مطالبتيا ضد ليبيا ,بشكوتيف رئيسيتيف .أوالىما ,أكد المستثمر أف
سمطة التنمية السياحية لـ تسمـ الممتمكات "خالية مف الشواغر والعوائؽ" كما ىو مطموب بموجب
العقد ,وأف الدولة الميبية ,مف خالؿ مختمؼ السمطات ,كانت مسؤولة عف تأخير البناء.
وثانييما ,ادعى المدعي أف إلغاء ترخيص المشروع وابطاؿ عقد اإليجار كالىما يعد غير
تشكؿ خرقا وتسبب أض ار ار ,لذا طالب المدعي قانوني .وبالنظر إلى أف ىذه األفعاؿ
بالتعويض عف االضرار المادية والمعنوية التي تسببت مف جراء ذلؾ .وقد تـ التحكيـ في القاىرة
بموجب قواعد التحكيـ الخاصة بمركز القاىرة اإلقميمي لمتحكيـ التجاري الدولي .وفي
2013/3/22صدر حكـ التحكيـ وفقاً لمقانوف الميبي ولإلتفاقية الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ
العربية في الدوؿ العربية(.)112
وقد بنت الشركة المدعية حججيا عمى اساس الخطأ العقدي والمسؤولية التعاقدية ,حيث
احتجت باف االضرار بدأت في اليوـ التالي إلبراـ العقد في , 2006/6/8وىذه االضرار تمزـ
المدعى عميو بدفع تعويض بموجب القاعدة العامة لمضرر المنصوص عمييا في المادة 166
مف القانوف المدني الميبي التي تنص عمى اف " :كؿ خطأ سبب ضر اًر لمغير يمزـ مف ارتكبو
بالتعويض" .واف التعويض يشمؿ األضرار المادية والمعنوية عمى حد سواء ,حيث اف المدعى
110
- "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 4-5.
111
- "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 162.
112
- "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 4-5.
عميو قد امتنع عف الوفاء بالتزامو بتسميـ أرض المشروع خالية مف الشواغؿ وتمكيف الشركة مف
تنفيذ المشروع االستثماري واالستفادة منو لفترة العقد البالغة تسعيف سنة ,وىذا يعتبر خطأ عقدي
عمدي ,باإلضافة إلى قياـ المدعى عميو بإنياء عقد اإليجار مف جانب واحد وسحب الموافقة
االستثمارية ,عمى الرغـ مف كونيا كاممة ونافذة وخالية مف المخالفات .مثؿ ىذا الخطأ ُيمزـ
المدعى عميو بتعويض الشركة الشاكية عف األضرار المباشرة ,المتوقعة وغير المتوقعة ,مع
مالحظة أف خطأ المدعى عميو يعتبر غ ًشا ,وبذلؾ تمتد مسؤوليتو الى المسؤولية التقصيرية ,
نظر لمخطأ الجسيـ الذي ارتكبو ,بناء عمى ذلؾ ,يحؽ لمشركة المدعية المطالبة بالتعويض عف
ًا
الخسارة الالحقة والكسب الفائت مف المشكو ضده ,حيث تمتد فرصة الربح الفائت مف االستثمار
مطروحا منيا سبع سنوات ونصؼ السنة مف التنفيذ .وذلؾ طبقا لممادة 1/224
ً عاما
إلى تسعيف ً
مف القانوف المدني الميبي التي تنص عمى أف" :إذا لـ يكف التعويض مقد ار في العقد أو بنص في
القانوف فالقاضي ىو الذي يقدره ,ويشمؿ التعويض ما لحؽ الدائف مف خسارة وما فاتو مف كسب,
بشرط أف يكوف ىذا نتيجة طبيعية لعدـ الوفاء بااللتزاـ أو لمتأخر في الوفاء بو ,ويعتبر الضرر
نتيجة طبيعية إذا لـ يكف في استطاعة الدائف أف يتوقاه ببذؿ جيد معقوؿ".
وقد اضافت الشركة المدعية كذلؾ أف التعويض عف األضرار المعنوية تشمؿ الضرر
بالمصالح غير المالية لمطرؼ المتضرر ,وأف القوانيف الميبية والفرنسية تسمح بالمطالبة
بالتعويض عف األضرار المعنوية والمادية عمى قدـ المساواة ,كما حكمت بو المحاكـ الداخمية
وىيئات التحكيـ وأقره الفقو .وقد أشار المدعي الى أف شركتو تعتبر واحدة مف الشركات العالمية
الرائدة في مجاؿ االستثمار والمقاوالت ,وقد أضاؼ كسب ىذا المشروع في ليبيا رصيدا إلى
ائتمانيا األخالقي في السوؽ المالية والتجارية الدولية .ومع ذلؾ ,فقد أدت األضرار المعنوية
إلى تقويض مصداقية الشركة والحاؽ الضرر البالغ بأئتمانيا المكتسب مف خالؿ التعاقد عمى
ىذا المشروع االستثماري(.)113
وقد رد المدعى عميو ,بأف الشركة المدعية أقامت دعواىا ,في بعض األحياف ,عمى
أساس المسؤولية التعاقدية ,وفي أحياف أخرى ,عمى مزيج مف االلتزامات التعاقدية والمسؤولية
التقصيرية .أما فيما يتعمؽ بالخطأ التعاقدي الذي يشكؿ العنصر األوؿ مف المسؤولية التعاقدية
الذي اسست الشركة المدعية دعواىا عميو مدعية انو تـ خرؽ العقد مف قبؿ المشكو ضده مف
خالؿ صدور قرار الغاء الموافقة عمى االستثمار مما سبب ليا اض ار ار تستحؽ التعويض ,
,حيث أف صدور قرار إلغاء الموافقة عمى فالحقيقة ليست كما تدعي الشركة المستثمرة
113
"- "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 49-51..
االستثمار كاف ناجما عف حقيقة أف الشركة قد خرقت أحكاـ القانوف الميبي .كما انو ال يوجد
اساس لما ذكره بياف المدعي بخصوص الخطأ الجسيـ الذي ارتكبو المدعى عميو فيما يتعمؽ
باالمتناع مف تسميـ األرض .حيث تـ تفنيد االلتزاـ المذكور في المستند رقـ 13الذي قدمتو
شركة المدعي نفسيا ,حيث أثبت بشكؿ قاطع أف الشركة المستثمرة قد سيطرت عمى موقع
االستثمار ,موضوع العقد ,في 2007/2/20وفي رسالتيا المرسمة إلى مدير اإلدارة لتطوير
المناطؽ السياحية حيث اقرت باالستيالء عمى الموقع.
باالضافة الى انو مف غير المؤكد أف نقوؿ إف المدعى عميو امتنع عف اتخاذ قرار ضد
االضطرابات القانونية ,التي حدثت مف قبؿ أطراؼ ثالثة ,لمتمتع بالموقع ألف الشيادة العقارية
التي تـ تسميميا إلييا في 2007/11/27قد حددت ارض المشروع عمى أنيا ممكية دولة ليبيا
وأف شركة المدعي تشغميا بموجب عقد لمدة تسعيف سنة باإلضافة الى ذلؾ بعثت الييئة
المختصة برسالة إلى الشركة الشاكية مؤرخة في 2008/9/11بشأف انتياء الفترة المحددة
إلنشاء المشروع االستثماري وعدـ تقديـ طمب تمديد مف الشركة المدعية ,مع توضيح أنو سيتـ
تصفية المشروع االستثماري ما لـ يتـ تقديـ المركز النيائي في غضوف أسبوع(.)114
وقد استخمصت ىيئة التحكيـ الى أف شركة الخرافي يحؽ ليا الحصوؿ عمى تعويض
عف األضرار المعنوية التي تكبدتيا نتيجة األضرار التي لحقت بسمعتيا المينية مف جراء الغاء
المشروع الكبير مف قبؿ الحكومة الميبية بعدما وافقت عمى تأسيسو واستثماره ,مف قبؿ المدعي ,
عاما ,وبناء عمى ىذه الموافقة قاـ المدعي بالتصرؼ وابراـ عقود مع شركات دوليةلمدة ً 83
اخرى لتنفيذ المشروع وبما أف الشركة المستثمرة مؤىمة لمغاية في تنفيذ مشاريع استثمارية ضخمة
()115
وفقا لذلؾ : وتشتير في جميع أنحاء العالـ في ىذا المجاؿ,
قررت ىيئة التحكيـ أف المدعي يحؽ لو الحصوؿ عمى تعويض قدره 30.000.000
دوالر أمريكي (ثالثيف مميوف دوالر أمريكي) كتعويض عف األضرار المعنوية التي تكبدىا نتيجة
لألضرار التي لحقت بسمعتو في سوؽ األوراؽ المالية ,وكذلؾ في أسواؽ األعماؿ والبناء في
الكويت وحوؿ العالـ(.)116
114
"- "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 71-73..
115
"- Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 68-69".
116
"- Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 68-69".
وقد استندت ىيئة التحكيـ في اصدار حكميا ىذا عمى القانوف المدني الميبي المادة
166التي تنص عمى اف " :كؿ خطأ سبب ضر اًر لمغير يمزـ مف ارتكبو بالتعويض" وكذلؾ
المادة 1/225مف القانوف نفسو التي نصت عمى " :يشمؿ التعويض الضرر األدبي أيضاً,
ولكف ال يجوز في ىذه الحالة أف ينتقؿ إلى الغير إال إذا تحدد بمقتضى اتفاؽ ,أو طالب الدائف
بو أماـ القضاء"(.)117
-1يستحؽ الطرؼ المتضرر ( الدائف) تعويض كامؿ عف الضرر الذي لحقو نتيجة عدـ
التنفيذ .ويتضمف ىذا الضرر ما لحقو مف خسارة وما فاتو مف كسب ,مع االخذ في
االعتبار اي كسب حققو الدائف نتيجة نفقات تحمؿ بيا أو أض ار ار تجنبيا.
-2يجوز اف يكوف الضرر غير مادي ( معنوي) وينتج بوجو خاص مف وقوع اذى نفسي او
ادبي.
وفيما يتعمؽ بيذا الحكـ ايضا ,وجدت المحكمة أف القضية قد تضمنت أرباحاً فائتة ,حيث
استعانت المحكمة بالمادة 7.4.3مف مبادئ اليوندروا والتي تنص عمى اف :
-1ال يستحؽ التعويض اال عف الضرر ,بما في ذلؾ الضرر المستقبؿ ,الذي يثبت
تحققو بدرجة معقولة مف اليقيف.
-2قد يستحؽ التعويض عف فوات الفرصة بما يتناسب مع احتماؿ تحققيا.
117
"- "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v. Libya, p. 171, para. 15-1-4.
118
- A. Reinisch, "The relevance of the Unidroit Principles of International
Commercial Contracts in international investment arbitration," Uniform Law Review,
vol. 19, pp. 609-622, 2014.
-3اذا لـ يتيسر اثبات مقدار األضرار بدرجة كافية مف اليقيف ,فتستقؿ المحكمة بتقديره.
وقد طبقت المحكمة البند ( )3مف المادة اعاله والتي تمنحيا سمطة تقديرية واسعة لتحديد المبمغ
الفعمي لألضرار.
()119
الى انو مف أجؿ مواكبة ىذا وقد تعرض ىذا الحكـ لالنتقاد ,حيث ذىب البعض
القرار في نطاؽ الفقو السائد في قانوف التحكيـ الدولي لالستثمار ,كاف بوسع المحكمة أف تستفيد
مف الق اررات التي أصدرىا كؿ مف المركز الدولي لتحكيـ االستثمار في واشنطف ICSIDومحاكـ
األونسيتراؿ التي تتناوؿ مسائؿ مماثمة تتعمؽ بالتعويض عف خرؽ العقد الذي تـ تناولو في ىذه
القضية .وكاف مف الممكف أف يوفر ذلؾ بعض الوضوح فيما يتعمؽ بما إذا كانت إجراءات
المحكمة تشكؿ جزءا مف اإلطار العاـ لقانوف االستثمار الدولي وليس مجرد نظاـ إقميمي معيف
لمدوؿ العربية.
()120
إف قرار المحكمة ىذا بشأف التعويضات المعنوية يعتبر مف ويرى البعض االخر
األمور الخارجة في مجاؿ التحكيـ االستثماري .وقد أثيرت العديد مف دعاوى التعويضات المعنوية
في تحكيـ معاىدات االستثمار األخرى ,ولكف محاكـ التحكيـ قد وضعت عادة شروط صارمة
عمى صحة ىذه المطالبات .عمى سبيؿ المثاؿ ,في قضية رومبتروؿ ضد رومانيا The
, Rompetrol Group N.V. v. Romania, ICSID Case No. ARB/06/3, Award
اعتبرت المحكمة أف التعويض عف االضرار المعنوية "يخضع لقواعد اإلثبات المعتادة"؛ وبالتالي
رفضت مطالبة المدعي بمبمغ 46مميوف دوالر أمريكي كتعويض عف األضرار المعنوية بسبب
Mr. Franck "فقد السمعة والكفاءة االئتمانية " .وكذلؾ االمر في قضية عارؼ ضد مولدوفا
Charles Arif v. Republic of Moldova, ICSID Case No. ARB/11/23,
رفضت المحكمة دعوى تعويض معنوي بقيمة 5مالييف يورو ,معتبرة أف .Award
"اإلجراءات المختمفة لـ تصؿ إلى مستوى كاؼ مف "القوة والشدة" لتبريرىا.
في الوقت الذي يعتبر ىذا التعويض اعمى تعويض معنوي في تاريخ تحكيـ االستثمار
حيث اف الشركة المستثمرة لـ تبدأ بالعمؿ مطمقا كما لـ تكف ىناؾ ظروؼ استثنائية تبرر ىذا
التعويض كما الحظنا في الق اررات السابقة.
119
- A. Ghouri, "Mohamed Abdulmohsen Al-Kharafi & Sons Co. v the Government
of the State of Libya and Others," J. World Investment & Trade, vol. 16, p. 325, 2015.
120
- D. Rosert. (JANUARY 19, 2014). Awards and Decisions. Available:
https://www.iisd.org/itn/2014/01/19/awards-and-decisions-14.
املطهب انثبنِ
بينت ىيئات التحكيـ وبشكؿ واضح استحقاؽ المطالبات الخاصة بالتعويض عف
االضرار المعنوية الماسة بالمستثمريف ,اال اف ذلؾ لـ يكف بشكؿ مطمؽ اذ رفضت ىيئات
التحكيـ نفسيا -المقرة لمتعويض -وىيئات اخرى بعض المطالبات المتعمقة بنفس الموضوع ألمور
شكمية تتعمؽ باإلجراءات وكذلؾ باألدلة مف حيث الوجود والنقصاف ومسالة االختصاص القضائي
وىي عمى النحو االتي:
انفرع االًل
نتناوؿ في ىذا الفرع القضايا التي تـ ردىا عمى اساس االدلة نقصا وعمى النحو االتي:
قضية السيد فيكتور باي كاسادو ,األسباني الجنسية الذي يممؾ صحيفة ( El Clarin
) األكثر مبيعا في شيمي ,والتي صودرت مف قبؿ المجمس العسكري بقيادة الجنراؿ بينوشيو في
عاـ .1973وعمى أثر ذلؾ ىرب السيد كاسادو إلى موطنو االصمي أسبانيا ,ثـ عاد إلى تشيمي
في أواخر الثمانينات مف القرف الماضي عقب وصوؿ حكومة جديدة وعدت فييا بتدارؾ الخسائر
التي تكبدىا .غير أنو لـ يتمكف مف الحصوؿ عمى أي تعويض في المحاكـ الشيمية .بعد ذلؾ
وفي عاـ 1997لجأ الى المركز الدولي لمتحكيـ بواشنطف ICSIDبموجب معاىدة االستثمار
الثنائية بيف شيمي واسبانيا مطالبا بمبمغ قدره 396.8مميوف دوالر امريكي كتعويض عف
المصادرة المزعومة(.)121
لـ تعترؼ ىيئة التحكيـ بقانونية اإلجراءات التي وقعت في وقت االنقالب (وما بعده)
ألف معاىدة االستثمار الثنائية لـ تدخؿ بعد حيز النفاذ .ورأت المحكمة أف واليتيا القضائية في
إطار معاىدة االستثمار الثنائية تتحدد فقط فيما يتعمؽ باألعماؿ التي وقعت بعد عاـ 1994
121
- "Vı´ctor Pey Casado and President Allende Foundation v Republic of Chile,
ICSID Case No ARB/98/2, Award (8 May 2008.
اي بعد اف اصبحت المعاىدة نافذة المفعوؿ ,ولذلؾ رفض المحكموف دعوى نزع الممكية وأكدوا
بدالً مف ذلؾ حدوث انتياؾ ألحكاـ المعاممة العادلة والمنصفة لممستثمر االجنبي.
حيث وخمصت ىيئة التحكيـ إلى أف شيمي انتيكت حكـ المعاممة العادلة والمنصفة
الوارد في معاىدة االستثمار الثنائية بيف إسبانيا وشيمي ,BITوعمى وجو الخصوص ,رأت
المحكمة أف تقاعس المحاكـ الشيمية عف اتخاذ قرار بشأف شكوى قدميا السيد باي (كاسادو) لمدة
7سنوات (مف عاـ 1995إلى عاـ )2002يشكؿ إنكا اًر لمعدالة .وفي عاـ 2008قررت
المحكمة الزاـ شيمي بدفع تعويض الى السيد (كاسادو) مقداره 10مالييف دوالر امريكي(.)122
ومف ناحية أخرى ,ذىبت ىيئة التحكيـ الى أف شيمي انتيكت حكـ معاىدة االستثمار
الثنائية BITالمتعمؽ بالمعاممة العادلة والمنصفة بطريقيف:
انيا ارتكبت إنكا اًر لمعدالة مف خالؿ عدـ البت في مطالب السيد (كاسادو) لمدة سبع -
سنوات.
-انيا تصرفت بطريقة تمييزية مف خالؿ منح تعويضات بسبب مصادرة الصحيفة ليس
لمسيد كاسادو ولكف لألشخاص الذيف ىـ ,في نظر ىيئة التحكيـ ,لـ يكونوا المالكيف
الحقيقييف لمصحيفة.
لذا فاف منح ىيئة التحكيـ تعويضات بمبمغ 10مالييف دوالر الى السيد (كاسادو),
()123
تقابؿ المبمغ الذي حددتو شيمي كتعويض عف نزع الممكية ولكنيا دفعتيا لألشخاص الخطأ
وفي ذلؾ طالب المدعي السيد (كاسادو) بالتعويض عف االضرار المعنوية نتيجة لألفعاؿ غير
الشرعية التي تعرض ليا وانو كاف ضحية إلنكار العدالة.
-حكم ىيئة التحكيم في القضية
رفضت ىيئة التحكيـ طمب السيد (كاسادو) بالتعويض عف الضرر المعنوي الذي ادعاه
فيما يتعمؽ بإنكار العدالة بسبب نقص األدلة ,ورأت ىيئة التحكيـ أف قرار التحكيـ في ىذه
الظروؼ كاف كافياً ,حيث استنتجت المحكمة انو بالرغـ مف اف السيد (كاسادو) كاف ضحية
إلنكار العدالة ,اال اف التعويض يشكؿ في حد ذاتو " ترضية معنوية كبيرة وكافية" لممدعي,
122
- L. Markert and E. Freiburg,op,cit,
123
- C. Schreuer, "Víctor Pey Casado and President Allende Foundation v Republic of
Chile: Barely an Annulment," ICSID Review, vol. 29, pp. 321-327, 2014.
أخرى عمى األضرار المعنوية بشكؿ عاـ كانت باإلضافة الى اف اي عالمات او ادلة
غائبة(.)124
يبدو أف نقص األدلة ىو سبب رفض التعويض المعنوي ,حيث يبقى السؤاؿ حوؿ ما
يجب أف يكوف عميو معيار األدلة بالضبط ,ويمكف التكيف بأف المحاكـ التحكيمية شديدة الحذر
عندما يتعمؽ األمر باألضرار المعنوية لمجرد أنيا تحاوؿ أف توازف بيف أوجو عدـ اليقيف المتعمقة
باإلمكانيات القانونية ومتطمبات األضرار المعنوية(.)125
اال اف البعض يرى اف قرار ىيئة التحكيـ في قضية (كاسادو ضد شيمي) في رفض
التعويض عف الضرر المعنوي ,يتعارض مع روح مواد لجنة القانوف الدولي عندما قررت:
"تعتبر محكمة التحكيـ أف فرض التعويض ىو في حد ذاتو إرضاء معنوي كبير وكاؼ" .عمى
الرغـ مف اف المطالبة قدميا شخص طبيعي وليس معنوي ,وعمى الرغـ مف اعتراؼ ىيئة
التحكيـ بأف السموؾ تجاه المدعي كاف تعسفياً وصداميا وترىيبياً ,ومع ذلؾ اكدت المحكمة اف
()126
. التعويض كاف كافياً عمى الضرر المعنوي المتكبد
ويبدو أف المحكمة تممح أنيا لف تمنح أي تعويض مالي عف األضرار المعنوية لمسيد
(كاسادو) ألنيا ترى أف الرضا ,في شكؿ إعالف عدـ المشروعية ,ىو في حد ذاتو وسيمة
انصاؼ مناسبة ,ومف شأف ىذا االستنتاج أف يتناقض مع قضايا القانوف الدولي ,حيث ُيعترؼ
عموما بالرضا عمى أنو الشكؿ الصحيح لمتعويض عف األضرار المعنوية التي تؤثر عمى الدولة
,وليس عمى الفرد ,ومع ذلؾ ,مف الميـ اإلشارة إلى أف ىيئة التحكيـ قد خمصت في المقاـ
األوؿ إلى أف المدعي لـ يتعرض ألي أضرار معنوية أيا كانت .ومع ذلؾ ,يثير قرار ىيئة
التحكيـ ىذا مسألة ما إذا كاف الرضا ,في الواقع ,ىو العالج المناسب لجبر األضرار المعنوية
الفعمية التي تؤثر عمى الفرد؟(.)127
إف وجية نظر ىيئة التحكيـ العرضية بشأف "الرضا" مثيرة لالىتماـ في كثير مف األمور,
عموما عمى أنو الشكؿ المناسب لمتعويض عف األضرار المعنوية ً الف "الرضا" ُيعترؼ بو
المرتكبة ضد شرؼ وسمعة الدولة .وبالتالي ,ال تستخدـ المحاكـ أبدا الرضا في سياؽ األضرار
124
- L. Markert and E. Freiburg,op,cit,
125
- I. Uchkunova and O. Temnikov,op,cit
126
- J. R. Laird,op,cit,
127
-P. Dumberry,op,cit,
المعنوية التي يعاني منيا الفرد .وىذا ما يبدو ومف الواضح أف ىيئة التحكيـ في ىذه الحالة لـ
تعتقد أف الرضا ىو التعويض المناسب عندما يعاني المستثمر مف األضرار المعنوية ,ولـ يكف
عمى ىيئة التحكيـ أف تفعؿ ذلؾ ألنيا توصمت إلى استنتاج مفاده أف ألمدعيف لـ يتعرضوا ألية
أضرار مف ىذا القبيؿ .أما مسألة ما إذا كانت ىيئة التحكيـ قادرة اـ ال عمى معالجة الضرر
المعنوي الذي يعاني منو المستثمر بإقرار بالرضا بدالً مف التعويض النقدي ,فال تزاؿ دوف
إجابة(.)128
وىذا ما دعى بعض الفقو الى القوؿ بأف محكمة التحكيـ في ىذه القضية قد اكدت
ودعمت تفسيرىا او تطبيقيا لبعض احكاـ معاىدة االستثمار الثنائية بيف البمديف مف خالؿ الرجوع
الى ق اررات محاكـ االستثمار االخرى واحكاـ محكمة العدؿ الدولية(.)129
ممخص ىذه القضية اف شركة مقرىا المممكة المتحدة تـ تعيينيا مف خالؿ شركة مسجمة
محميا - City Water -إلدارة وتشغيؿ مشروع ييدؼ إلى ترقية وتحسيف تقديـ خدمات المياهً
والصرؼ الصحي في العاصمة دار السالـ وما حوليا .وقد أبرمت شركة مياه المدينة وىيئة مياه
DAWASفي دار السالـ عدة عقود لتنفيذ المشروع .اال انو وبعد ذلؾ بفترة الصرؼ الصحي
وجيزة ,بدأ الطرفاف يواجياف صعوبات في تنفيذ التزاماتيما التعاقدية ,وفي مايو /أيار 2005
,أنيت DAWASAىذه العقود.
وفي الوقت نفسو تقريباً ,اتخذ المسؤولوف الحكوميوف التنزانيوف سمسمة مف اإلجراءات
التي اعتبرتيا ىيئة التحكيـ في نياية المطاؼ انتياكاً لمعاىدة االستثمار الثنائية بيف المممكة
المتحدة وتنزانيا ,وتتمثؿ أحد ىذه االجراءات في االستيالء عمى أصوؿ وعمميات شركة City
Waterمف قبؿ ممثمي شركة DAWASAواحتالؿ مرافقيا وترحيؿ ثالثة مسؤوليف تنفيذييف
128
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
Disputes,op,cit,
129
"- J. R. Weeramantry, "The Future Role of Past Awards in Investment Arbitration,
ICSID Review, vol. 25, pp. 111-124, 2010.
- N. Gallus, "Article 28 of the Vienna Convention on the Law of Treaties and
Investment Treaty Decisions," ICSID Review-Foreign Investment Law Journal, vol.
31, pp. 290-313, 2016.
رئيسييف منيا وصفت المحكمة ىذه اإلجراءات التي تـ تنفيذىا بمساعدة قوات الشرطة بأنيا "أبعد
بكثير مف نطاؽ السموؾ التعاقدي الطبيعي"(.)130
وخمصت إلى أف ىذه األعماؿ المسيئة وغير المعقولة والتعسفية ىي غير مبررة مف قبؿ
أي غرض عاـ وانيا تمثؿ انتياكا لمعديد مف أحكاـ اتفاقية االستثمار الثنائية بيف البمديف ,بما في
ذلؾ االلتزاـ بتوفير الحماية الكاممة واألمف لممستثمريف األجانب (]85[)131
وقد طالب المدعي ىيئة التحكيـ بالتعويض عف االضرار المعنوية التي لحقت بو ,اال انو
وعمى الرغـ مف أف غالبية ىيئة التحكيـ رأت أف تصرفات الحكومة التنزانية قد خرقت أربعة
أحكاـ مف اتفاقية االستثمار بينيا وبيف المممكة المتحدة BITبما في ذلؾ نزع الممكية والمعاممة
العادلة والمنصفة ,اال أف ىيئة التحكيـ قد خمصت إلى أف المشروع الذي تـ إعداده وتنفيذه
بشكؿ سيئ كاف في الواقع ال قيمة لو ( اي ليس لو اية قيمة اقتصادية ) في الوقت الذي خرقت
فيو تنزانيا المعاىدة.
وفقا لما ورد مف حيثيات فإف أغمبية ىيئة التحكيـ رفضت المطالبة بالتعويض عف
األضرار المعنوية وذلؾ الف أياً مف انتياكات تنزانيا لمعاىدة االستثمار الثنائية لـ تسبب الخسارة
والضرر المذيف يطالباف المستثمر بتعويضيما(.)132
يرى البعض اف ىيئة التحكيـ قد رفضت المطالبة بالتعويض المعنوي ألنو لـ يكف ىناؾ
أية صمة بيف اإلصابة غير المادية واألذى المالي ,حيث أف عدـ وجود أدلة عمى الخسارة
المالية كاف مف شأنو أف يجعؿ مف التعويض عف االضرار المعنوية المطالب بيا غير
مناسبة(.)133
130
- "Biwater Gauff (Tanzania) Ltd. v. Tanzania, ICSID Case No. ARB/05/22,
"Award, para. 503. July 24, 2008.
131
-"Biwater Gauff (Tanzania) Ltd. v. Tanzania, ICSID Case No. ARB/05/22, Award,
"para. 503. July 24, 2008.
132
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
Disputes,op,cit,
133
- J. P. Moyano García,op,cit,
اال اف المحكـ غاري بورف لو رأي مخالؼ في ىذه القضية ,حيث قاؿ :حقيقة أف
الدولة التي تتعمد التصرؼ بطريقة تعمـ في حينيا انيا غير شرعية ,وبغض النظر عف الحقوؽ
القانونية األساسية وحماية األطراؼ الخاصة فإنيا تتسبب في اضرار معنوية لممستثمر(.)134
اال اف ونج ( )Wongيرى انو مف أجؿ أف نكوف منصفيف ,لـ يكف السيد بورف يؤيد
بالضرورة منح التعويض عف االضرار المعنوية ,وخمص بالفعؿ إلى أنو ينبغي منح المستثمر
التكاليؼ بدالً مف ذلؾ ,وبغض النظر عف ذلؾ ,فإف النقطة األوسع نطاقاً ىي أف النظر
المنتظـ في األضرار المعنوية مف جانب كؿ مف الطرفيف والمحكمة قد يكوف قد أسفر عف نتيجة
مختمفة في القضية(.)135
وقد اختمؼ غالبية المحكميف مع السيد بورف وذكروا أنو مف غير المالئـ منح أي
تعويضات بخصوص االضرار المعنوية في ظروؼ القضية وفي ضوء سموؾ المستثمر؛ وقد
الحظت األغمبية أيضاً أف المدعي ( المستثمر) لـ يقدـ أي ادعاء مف ىذا القبيؿ( )136وأوضح
المحكموف المعارضيف أف سموؾ (تنزانيا) قد اشتمؿ عمى انتياؾ غير مقبوؿ لمحقوؽ والحمايات
الدولية االساسية والتي تسببت في أضرار معنوية لممدعي ,اال انو يالحظ انو ال يوجد أي اقتراح
واضح مف قبؿ المعارضة بأف سموؾ (تنزانيا) كاف عدوانيا بشكؿ خاص أو أف المدعي (الشركة)
أو موظفييا عانوا مف اضطرابات نفسية بسبب تصرفات (تنزانيا) وانو يترتب عمى ذلؾ أنو في
كؿ حالة يكوف فييا خرقًا لممعاىدة فاف المدعي سيتعرض لمضرر المعنوي(.)137
كما يرى جانب اخر اف العنصر الرئيس الذي تبحث عنو ىيئة التحكيـ عند النظر في
المطالبة بالتعويض عف االضرار المعنوية ىو العالقة السببية بيف اإلصابة والعمؿ الضار,
وحيث ال يكوف الضرر ناجما عف أفعاؿ الدولة ,فمف الواضح أف المحكمة قد رأت أنو ال يمكف
منح أي تعويض معنوي(.)138
134
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
Disputes,"op,cit,
135
- J. Wong, "The Misapprehension of Moral Damages in Investor-State
Arbitration," 2012.
136
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
Disputes,"op,cit,
137
- S. Jagusch and T. Sebastian,op,cit,
138
- I. Michou, "Compensation of the Moral Injury in Investor-State Arbitration," Int'l
Bus. LJ, p. 41, 2011.
Funnekotter and others v. -3قضية فونكوتر واخرون ضد زمبابوي
Zimbabwe
-ممخص حيثيات ووقائع القضية
في ىذه القضية يزعـ أصحاب االدعاء أف كؿ واحد منيـ لديو استثمارات مباشرة أو
غير مباشرة في مزارع تجارية كبيرة في زمبابوي ,وانيـ قد حرموا مف ممتمكاتيـ حيث تـ مصادرة
13مزرعة مف قبؿ قدامى المحاربيف الزيمبابوييف ,مما يشكؿ انتياكا صريحا لمعاىدة االستثمار
الثنائية ( )BITالمبرمة في 11كانوف األوؿ /ديسمبر 1996بيف ىولندا وزيمبابوي(.)139
وقد طالب المدعوف ىيئة التحكيـ أف تحكـ زمبابوي بتعويضيـ عف جميع األضرار
المادية والمعنوية التي لحقت بيـ نتيجة مسؤوليتيا عف أعماليا غير المشروعة.
قررت ىيئة التحكيـ تعويض كؿ مدعي مبمغ 000,20يورو كتعويض مادي عف
االضطرابات الناجمة عف االستيالء عمى مزارعيـ وضرورة بدأ حياة جديدة في بمد آخر ؛ حيث
اعتبرت ىيئة التحكيـ أف زيمبابوي قد خرقت واجبيا في تقديـ تعويض عادؿ في حاالت نزع
الممكية بموجب معاىدة االستثمار الثنائية بيف ىولندا وزمبابوي(.)140
مف خالؿ قرار ىيئة التحكيـ ىذا يمكف االعتقاد في ىذه القضية بأف األضرار المعنوية
يمكف إنكارىا او رفضيا إذا تـ جبر الضرر المعنوي مف خالؿ أشكاؿ أخرى مف التعويض,
حيث اف االضرار المعنوية ىنا قد تـ جبرىا مف خالؿ تعويض االضرار المادية الممنوحة والتي
تعتبر شكالً كافياً مف أشكاؿ الرضا(.)142
139
- Bernardus Henricus Funnekotter and others (Netherlands) v. Republic of
"Zimbabwe, Award of 22 April 2009, ICSID Case No. ARB/05/6.
140
"- "Funnekotter v. Zimbabwe, para. 138..
141
"- "Funnekotter v. Zimbabwe, para. 140.
142
- L. Markert and E. Freiburg,op ,cit,
حيث أخذت ىيئة التحكيـ في االعتبار ,أف مطالبة المدعيف بالتعويض عف األضرار المعنوية
"تعني جزئياً األضرار التي تـ التعويض عنيا بالفعؿ" حيث تـ تضمينيا في الحساب النيائي
لمتعويض(.)143
في حيف يرى اخر اف في ىذه القضية يمكف القوؿ ايضا أف ىيئة التحكيـ رفضت الحكـ
بالتعويض المعنوي ألسباب إجرائية ,الف المدعيف لـ يطالبوا باألضرار المعنوية بصورة صحيحة
او عمى نحو مناسب كما عبرت عنو ىيئة التحكيـ ,حيث اف المطالبة أُثيرت متأخرة جداً مف
الناحية االجرائية ,باإلضافة الى انيـ اخفقوا في اإلثبات الف قضية التعويض المعنوي لـ تكف
مدعومة بأدلة كافية(.)144
في ىذه القضية ,طالبت الشركة االسبانية في الحصوؿ عمى تعويض مف المكسيؾ
نتيجة إللغاء تصريح سابؽ إلنشاء مدفف لمنفايات الصناعية الخطرة .في 29ايار 2003
منحت ىيئة التحكيـ ICSIDلمشركة االسبانية تعويضاً اكثر مف خمسة مالييف دوالر امريكي
عف المصادرة غير المباشرة وانتياؾ مبدأ المعاممة العادلة والمنصفة ,المنصوص عميو صراحة
في معاىدة االستثمار الثناية النافذة بيف البمديف . BIT
التي تعرضت ليا كما وطالبت الشركة االسبانية بتعويض عف االضرار المعنوية
وتسببت في الضرر بسمعتيا وبالتالي خسرت الكثير مف الفرص التجارية(.)145
رفضت ىيئة التحكيـ المطالبة بالضرر المعنوي وذلؾ النيا وجدت أنو "ال يوجد سبب
لمنح تعويض عف الضرر المعنوي ,عمى النحو المطالب بو مف قبؿ المدعي ,بسبب عدـ
وجود أدلة تثبت أف اإلجراءات المنسوبة إلى المدعى عميو ( المكسيؾ) والتي بينت ىيئة التحكيـ
143
- I. Uchkunova and O. Temnikov,op,cit
144
- S. Jagusch and T. Sebastian,op,cit,
145
- "Técnicas Medioambientales „Tecmed‟, S.A. v. Mexico, Award of 29 May 2003,
"ICSID Case No. ARB(AF)/00/2, paras. 197, 201.
أنيا تمثؿ انتياؾ لالتفاقية الثنائية قد أثرت أيضاً عمى سمعة المدعي ( الشركة المكسيكية)
وبالتالي تسببت في فقداف فرص العمؿ ليا"(.)146
تظير نتائج ىذه القضية ,أنو مجرد خرؽ معاىدة ما ليس كافياً تمقائياً لممطالبة
بالتعويضات المعنوية ,خالؼ ذلؾ سيتـ منح تعويض عف ما يسمى الضرر "القانوني" كمما
وجدتو ىيئة التحكيـ لصالح المستثمر( )147وفيما يتعمؽ باألدلة الالزمة وعبء اإلثبات عف الضرر
الناجـ ,يبدو أف ىناؾ اجماعا متزايداً في اآلراء عمى أف مستوى اليقيف يختمؼ فيما يتعمؽ
بمسألة استنتاج حدوث أضرار ,والتقدير الدقيؽ لمقدار ىذه األضرار(.)148
كما يرى اخر؛ يبدو انو محاكـ التحكيـ وعند النظر في المطالبات في التعويض عف
االضرار المعنوية انيا تبحث عف العالقة السببية بيف اإلصابة والعمؿ الضار .وحيث ال يكوف
الضرر ناتجاً عف أفعاؿ الدولة ,فأف المحاكـ ال يمكف اف تمنح اي تعويض(.)149
وعميو فانو في ىذه القضية؛ لـ تمنح ىيئة التحكيـ أي تعويضات معنوية بالتحديد بسبب
عدـ وجود صمة بيف الفعؿ غير المشروع وتدىور السمعة التجارية لممدعي ,حيث جادؿ المدعي
أف صورتو قد تضررت بسبب العديد مف منشورات الصحؼ الضارة ,اال اف ىيئة التحكيـ حددت
اف التغطية الصحفية السمبية لـ تدعميا الدولة وبالتالي ال يمكف أف تعزى إلى المكسيؾ(.)150
انفرع انثبنِ
في ىذا النوع مف القضايا فاف الرفض لـ يأت عمى اساس االدلة ومتى توافرىا مف عدمو
وانما جاء وفقا لمصطمح عدـ توافر الظروؼ االستثنائية والذي مر بمرحمة مف التطور في ظؿ
قضايا التحكيـ وفقا لالتي:
146
"- "Tecmed v. Mexico, para. 198.
147
-L. Markert and E. Freiburg,op,cit
148
-I. Marboe, "Damages in Investor-State Arbitration: Current Issues and
Challenges," Brill Research Perspectives in International Investment Law and
Arbitration, vol. 2, pp. 1-86, 2018.
149
- I. Michou,op,cit,
150
- J. P. Moyano García,op,cit,
-1قضية سمنت اوربا ضد تركيا Europe Cement v. Turkey
-ممخص حيثيات ووقائع القضية
في البداية ىذه القضية تمثل حالة استثنائية ألن الدولة ىي التي سعت لمحصول
عمى تعويض عن االضرار المعنوية وليس المستثمر ,بدأت شركة , Europe Cementوىي
شركة بولندية ,إجراءات التحكيـ ضد تركيا في آب /أغسطس 2009بموجب معاىدة ميثاؽ
()151
يتعمؽ النزاع بحصة المدعي ( شركة ) EUROPE CEMENT الطاقة المبرمة بيف البمديف
المزعومة في شركتيف لمكيرباء ,وىما )Cukarova Elektrik Anonim Sirketi (CEASو
( Kepez Elektrik T.A.Sكيبيز) ,والمتاف أنشئتا بموجب قوانيف تركيا(.)152
تزعـ الشركة المدعية أنيا قد تضررت مف جراء قياـ الحكومة التركية في 11يونيو
2003في انياء اتفاقات االمتياز لمشركتيف Kepez and CEASالممنوحة ليما مف قبؿ
و ازرة الطاقة التركية في عاـ 1998والمتعمقة بتوليد الكيرباء ونقميا وتوزيعيا وتسويقيا في أجزاء
معينة مف تركيا ( اتفاقيات االمتياز) .كذلؾ زعـ المدعي أنو قاـ بشراء أسيـ في شركتي
CEASو Kepezالتركية في مايو .2003وادعى أف اتفاقيات االمتياز التي عقدتيا CEAS
و Kepezقد تـ إنياؤىا بشكؿ غير قانوني مف قبؿ الحكومة التركية ,ورافؽ إنياء االمتيازات
كذلؾ اقتحاـ الشرطة لمقر الشركتيف CEASو , Kepezواساءة المعاممة الجسدية لموظفييا
مف قبؿ افراد الشرطة ,ومصادرة دفاتر األستاذ والسجالت والممفات وغيرىا مف الوثائؽ الميمة
التي تعود لمشركتيف.
بالتالي فأف الشركة المدعية احتجت بأف إنياء اتفاقات االمتياز كاف مصادرة غير قانونية
لمممتمكات بما يتعارض مع المادة 13مف معاىدة ميثاؽ الطاقة .كما زعمت أف تركيا قد فشمت
في منح استثمارات أوروبا لإلسمنت "معاممة عادلة ومنصفة" ,خالفًا لممادة )1( 10مف معاىدة
ميثاؽ الطاقة .وعميو فاف الشركة تطالب بتعويض عف الخسارة التي تكبدىا مف أفعاؿ المدعى
عميو الخاطئة تقدر بمبمغ يتجاوز 3,800,000,000دوالر(.)153
اكدت الحكومة التركية أف شركة اوربا لإلسمنت قد فشمت في إثبات ممكيتيا لألسيـ
CEASو Kepezفي الوقت المناسب بتاريخ 12يونيو 2003والذي تـ تحديده في شركة
151
- "Europe Cement Investment & Trade SA v Turkey, ICSID (Case No
"ARB(AF)/07/2) Award, 13 August 2009.
152
- Europe Cement Investment & Trade SA v Turkey, par. 2.
153
- "Europe Cement Investment & Trade SA v Turkey, par. 25-26.
مف قبؿ ىيئة التحكيـ وانيا لـ تكف مالكة لالسيـ في الشركتيف المذكورتيف مطمقا ,وىو التاريخ
الذي ُيدعى فيو أف اتفاقات االمتياز قد ألغيت(.)154
في المقابؿ ابرزت شركة اوربا لإلسمنت شيادات ممكيتيا لألسيـ في شركتي CEAS
و Kepezوكانت ىذه الشيادات صادرة في عاـ , 2005االمر الذي اثار حفيظة تركيا والتي
جادلت فييا الحكومة؛ بانو حتى لو كانت ىذه الوثائؽ صحيحة فميست ليا أي قيمة إثباتية ,
في ألف التاريخ ذي الصمة كاف تاريخ اإلنياء المزعوـ التفاقي امتياز CEASو Kepez
يونيو .2003لذلؾ فأف صور شيادات ممكية شركة اوربا لإلسمنت لألسيـ الخاصة بالشركتيف
CEASو " Kepezالجديدة" غير ذات صمة بكؿ بساطة ,الف تاريخ اصدارىا عمى فرض
صحتو جاء بعد تاريخ انياء امتياز الشركتيف المزعوـ(.)155
رفضت ىيئة التحكيـ ابتداء النظر في النزاع بناء عمى عدـ قدرة المدعي عمى إثبات
ممكيتو لألسيـ في الشركات ,كما ذىبت المحكمة إلى أبعد مف ذلؾ وذكرت أف الدعوى كانت في
الواقع "تستند إلى التأكيد الزائؼ بممكية االستثمار" وتشكؿ "إساءة استخداـ أالجراءات" مف جانب
المدعي(.)156
وبناء عمى ذلؾ طمبت تركيا مف ىيئة التحكيـ أف تصدر إعالناً بأف االدعاء كاف "ال
أساس لو مف الصحة بشكؿ واضح وقد تـ التأكد مف اف المدعي قد استخدـ وثائؽ غير
صحيحة" .اال اف ىيئة التحكيـ رفضت ىذا الطمب عمى أساس أنيا ال تممؾ اختصاص النظر
في ىذا النزاع .
كما طمبت تركيا تعويضاً نقدياً عف األضرار المعنوية التي تسببت عمى حد زعميا في
االساءة "لسمعتيا ومكانتيا الدولية" نتيجة "لالدعاء الذي كاف ال أساس لو مف الصحة مف الناحية
القضائية والمؤكد بسوء نية ولغرض غير الئؽ" والذي ادى الى خسارة غير ممموسة ولكنيا
ليست أقؿ واقعية(.)157
154
- "Europe Cement Investment & Trade SA v Turkey, par. 93.
155
- "Europe Cement Investment & Trade SA v Turkey, para. 99-100.
156
-P. Dumberry, "Satisfaction as a Form of Reparation for Moral Damages Suffered
by Investors and Respondent States in Investor-State Arbitration Disputes.op,cit
157
- P. Dumberry, "Satisfaction as a Form of Reparation for Moral Damages Suffered
by Investors and Respondent States in Investor-State Arbitration Disputes.op,cit,
ودعماً لمطالبتو ,أشار المدعى عميو بشكؿ خاص إلى قرار محكمة ICSIDفي
ديزرت اليف ضد اليمف ,ىناؾ منحت المحكمة لممدعي مبمغ 1مميوف دوالر أمريكي كتعويض
معنوي عف اإلكراه البدني الذي تعرض لو المديريف التنفيذييف لمشركة المدعية(.)158
وعمى الرغـ مف اف ىيئة التحكيـ قد الحظت اف سموؾ المدعي ينطوي عمى االحتياؿ
صعبا "
ً واساءة استخداـ االجراءات ولذلؾ فانو يستحؽ اإلدانة ,لكنيا أضافت أنو كاف" سؤ ًاال
لتحديد ما إذا كانت ىذه األفعاؿ تبرر منح تعويضات اـ ال .ووفقًا لييئة التحكيـ ,فإف فحص
ىذه المسألة سيترتب عميو تحميؿ لسمطتيا القضائية ( االختصاص) لمنظر في الدعوى ,والتي
تقترب مف دعوى تبعية بموجب المادة 47مف قواعد التحكيـ ,كما يشير ىذا التعميؽ إلى أف ىيئة
التحكيـ قد شككت بجدية في وجود والية قضائية ( اختصاص ) لمنظر في ىذا النزاع بموجب
المعاىدة كما انو بينت أف مثؿ ىذا التحقيؽ غير ضروري ألنيا لـ تستند في ىذه القضية الى
ذلؾ وانما عمى اساس اخر مختمؼ كما سيرد في الحكـ ادناه (.)159
وفقا لمحيثيات المطروحة فقد رفضت ىيئة التحكيـ الطمب بناء عمى نقص األدلة كما
انيا لـ تعتبر أف ىناؾ ظروفا استثنائية مثؿ اإلكراه البدني موجودة في ىذه القضية لتبرير منح
االتعويض عف األضرار المعنوية .وبالتالي ,وجدت المحكمة أف أي "ضرر محتمؿ لمسمعة"
تضررت منو تركيا ستتـ معالجة مف خالؿ االستدالالت واالستنتاجات المنصوص عمييا في ىذا
القرار ,وبالتالي ,فإف مثؿ ىذه القرار يوفر شكالً مف الرضا لممدعى عميو.
كما أمرت ىيئة التحكيـ أف يدفع المدعي لممدعى عميو كامؿ تكاليؼ اإلجراءات (حوالي
3.9مميوف دوالر أمريكي) باإلضافة إلى نصؼ تكاليؼ التحكيـ ( 129000دوالر أمريكي).
ووفقاً لييئة التحكيـ.
158
- "Europe Cement Investment & Trade SA v Turkey, par. 178.
159
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
Disputes,op,cit
()160
اف مثؿ ىذا التعويض عف التكاليؼ الكاممة لصالح المدعى عميو يرى البعض
سيذىب إلى حد ما لتعويضو بسبب االضطرار إلى الدفاع عف دعوى ليس ليا أساس قضائي
وردع اآلخريف عف اقامة مثؿ ىذه الدعاوى غير السميمة.
كما اف ىيئة التحكيـ قد رفضت ادعاء تركيا مشيرة إلى أف الضرر الذي يمحؽ بالسمعة
سوؼ يتـ جبره مف خالؿ حكميا بالتعويض المادي ومف خالؿ تخصيص التكاليؼ( .)161وقد
خمصت ىيئة التحكيـ الى انو بالرغـ مف ثبوت التزوير مف جانب المدعي واساءة استعماؿ
االجراءات ,اال اف ىيئة التحكيـ رفضت مع ذلؾ مطالبة تركيا بالتعويض عف األضرار المعنوية
عمى الرغـ مف اف تركيا اعتمدت عمى قضية خط الصحراء ضد اليمف في طمب التعويض
المعنوي ,لكف ىيئة التحكيـ أشارت إلى الشروط المطموبة المنصوص عمييا في تمؾ القضية ,
مشيرة إلى أف الظروؼ االستثنائية التي تبرر مثؿ ىذا الحكـ غير موجودة في القضية قيد
النظر(.)162
وعمى اثر ذلؾ في السنوات األخيرة ,أصبح المستثمروف أكثر إد ار ًكا لمدى اىمية و
تأثير المركز الدولي لمنازعات االستثمار نتيجة االرتفاع في قضايا تحكيـ االستثمار والتغطية
المقابمة التي تمقتيا نزاعات المركز في وسائؿ اإلعالـ(.)163
وىكذا ,عندما يمجأ المستثمر الى التحكيـ في ظؿ المركز الدولي لمتحكيـ ICSIDضد
دولة مضيفة لالستثمار ويخسر المستثمر في نياية المطاؼ ,قد يكوف لدى الدولة حجة معقولة
بأف "سمعتيا االستثمارية" قد شوىت بشكؿ غير عادؿ ,وبالتالي ,قد يقرر بعض المستثمريف
األجانب عدـ االستثمار (أو قد يحدوا مف استثماراتيـ الحالية) في الدولة المدعى عمييا في مركز
التحكيـ الدولي ,الف الزعـ العاـ أف الدولة لـ تتعامؿ مع المستثمر األجنبي وفقاً لمقانوف الدولي.
حيث ووفقا لممنطؽ السميـ سيتخد المستثمروف موقفا بعدـ القياـ بأعماؿ تجارية مع الدولة التي
يزعـ أنيا انتيكت بشكؿ خطير المعايير القانونية الدولية لحماية االستثمار(.)164
160
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
Disputes,op,cit,
161
- S. Jagusch and T. Sebastian,op ,cit
162
- L. Markert and E. Freiburg,op ,cit
163
- J. W. Yackee, "Conceptual difficulties in the empirical study of bilateral
investment treaties," Brook. J. Int'l L., vol. 33, p. 405, 2007.
164
- M. T. Parish, A. K. Newlson, and C. B. Rosenberg,op ,cit,
وما يؤيد ذلؾ دراسة حديثة تناولت ىذه المسألة الدقيقة حيث خمصت ىذه الدراسة الى
أف الدوؿ المدعى عمييا اماـ ىيئات التحكيـ الدولية تعاني مف خسائر في تدفؽ االستثمارات
األجنبية المباشرة ( )FDI؛ الف الحكومات التي تتـ مقاضاتيا اماـ المركز الدولي لحؿ منازعات
االستثمار ICSIDفإنيا تتيـ بانتياؾ االلتزامات المنصوص عمييا في معاىدات االستثمار الثنائية
( ,كما ىو واضح مف خالؿ تقديـ االدعاءات أماـ المركز) ,لذلؾ فاف ىذه الدوؿ تعاني مف
انخفاض كبير في تدفؽ االستثمار األجنبي المباشر(.)165
رأت ىيئة التحكيـ اف المنطؽ األساس لممطالبة يظير ىدؼ عاـ وىو رغبة السمطات
األوكرانية في التخمص مف مستثمر أمريكي مزعج مف خالؿ رفض أي طمب لمحصوؿ عمى مزيد
مف الترددات بشكؿ منيجي ,واحباط خططو إلنشاء قنوات جديدة ,ومضايقتو مف خالؿ
عمميات تفتيش غير منتظمة وصعوبات لتجديد ترخيصو ,لذلؾ قررت ىيئة التحكيـ اف افعاؿ
السمطات االوكرانية تشكؿ خرقا لمبدأ الحكـ العادؿ والمنصؼ الوارد في معاىدة التجارة
األمريكية -األوكرانية ,مما يشكؿ اساس لممدعي لمحصوؿ عمى تعويض عادؿ.
165
- T. Allee and C. Peinhardt, "Contingent Credibility: The Reputational Effects of
"Investment Treaty Disputes on Foreign Direct Investment. University of Illinois,
mimeo2009.
166
- "Joseph Charles Lemire v. Ukraine, ICSID Case No. ARB/06/18paras. 344 et seq,
Decision on Jurisdiction and Liability (Jan. 14, 2010).".
في عاـ 2011قررت ىيئة التحكيـ الزاـ الحكومة االوكرانية اف تدفع الى السيد ليمير
مبمغ 8.7مميوف دوالر امريكي كتعويض عن الخسائر المادية التي تعرض ليا(.)167
وفي نياية المطاؼ قررت ىيئة التحكيـ انو ال يجوز منح التعويض لألضرار المعنوية
إال تحت الظروؼ االستثنائية اال انو وبالرجوع الى الحكـ االوؿ لـ تحدد ىيئة التحكيـ ما
المقصود بالظروؼ االستثنائية وبالتالي ضرورة البحث عف المعايير التي استندت الييا الييئة في
اعتبار ما ورد مف ضمف الظروؼ االستثنائية وىذا ما قاد البعض عف التساؤؿ في ىذه القضية
اف ىيئة ىؿ تـ تحديد معايير لذلؾ اـ ال ,وىذا ما تـ فعال اذ بالرجوع الى اوليات الحكـ نجد
التحكيـ قد أوضحت في ىذه القضية معايير الظروؼ االستثنائية؛ حيث قضت بانو كقاعدة عامة
,ال تكوف األضرار المعنوية متاحة ألي طرؼ يتضرر مف أفعاؿ الدولة غير المشروعة ,ولكف
يمكف التعويض عف األضرار المعنوية في حاالت استثنائية ,شريطة أف(:)169
أ -تكون أفعال الدولة منطوية عمى تيديد جسدي أو احتجاز غير قانوني أو حاالت
مشابية أخرى تتنافى فييا سوء المعاممة مع القواعد التي يتوقع من األمم المتحضرة
اتخاذ إجراءات بشأنيا.
ب -تتسبب أعمال الدولة في تدىور الحالة الصحية ,والتوتر ,والقمق ,والمعاناة النفسية
األخرى مثل اإلذالل ,والعار ,والتدىور ,أو فقدان السمعة ,واالئتمان ,والمركز
االجتماعي.
ت -يكون السبب والنتيجة كالىما خطير أو جوىري.
167
- Joseph Charles Lemire v. Ukraine,op ,cit,
168
- I. Michou,op ,cit,
169
- J. R. Laird,op ,cit,
وطبقت ىيئة التحكيـ ىذه المعايير عمى وقائع القضية ورفضت االدعاء الذي قدمو السيد
ليمير عف األضرار المعنوية .والحظت المحكمة أف الجيود المفرطة أو غير المتناسبة التي قد
يكوف مقدـ الطمب قد تكبدتيا عند طمب التراخيص اإلدارية ,بطبيعتيا ,مف غير المرجح أف
تؤدي إلى أضرار معنوية ,حيث اف الضرر الحاصؿ ال يمبي أي مف المعايير الثالثة المطموبة
لمنح التعويض المعنوي وبالنسبة إلى المحكمة ,لـ يكف السيد ليمير يعاني مف اي " ضغوط أو
قمؽ غير عادي" نتيجة لمحصوؿ عمى ترددات السمكية جديدة .لذلؾ رأت ىيئة التحكيـ اف طمبو
بالتعويض المعنوي غير مبرر(.)170
لذلؾ ذىب البعض الى القوؿ اف محاكـ االستثمار قد طورت عتبة عالية مف "الظروؼ
االستثنائية" ,وعادة ما تنطوي عمى تيديد مادي وتدىور في الصحة والمعاناة النفسية ,أو فقداف
السمعة واالئتماف والمركز االجتماعي(.)171
سمنتونيا ىي شركة بولندية بدأت إجراءات التحكيـ ضد الحكومة التركية بموجب معاىدة
ميثاؽ الطاقة في ظؿ الظروؼ ذاتيا واالدعاءات نفسيا المتعمقة بالخرؽ كما في قضية أوربا
لألسمنت المذكورة أعاله ومف الجدير بالذكر ىنا ,أف شركة ( ( CEASىي شركة تركية مقرىا
في أضنة .تـ تسجيميا في سجؿ أضنة التجاري منذ 24ديسمبر .1952تأسست كمرفؽ
كيربائي متكامؿ ,وبصفتيا شركة مساىمة مفتوحة لمممكية والمساىمة الخاصة ,لغرض بناء
وتشغيؿ محطات توليد الطاقة والمرافؽ ذات الصمة الممولة مف قبؿ قروض البنؾ الدولي .كانت
الحكومة التركية في وقت انشاء الشركة تسيطر عمى ما يقرب مف : 35مف أسيـ CEASمف
خالؿ الييئات والشركات الحكومية .تنشط شركة CEASفي خدمات الكيرباء وتوزيع الطاقة
الكيربائية ونقؿ الكيرباء وبيعيا في اجزاء كبيرة مف تركيا(.)173
170
- P. Dumberry, "Satisfaction as a Form of Reparation for Moral Damages Suffered
by Investors and Respondent States in Investor-State Arbitration Disputes,op,cit,
171
- I. Marboe,op cit,
172
)- Cementownia „Nowa Huta‟ SA v Turkey, ICSID (Case No ARB(AF)/06/2
"Award, 17 September 2009.
173
- P. Dumberry, "Satisfaction as a Form of Reparation for Moral Damages Suffered
by Investors and Respondent States in Investor-State Arbitration Disputes,op,cit,
بينما Kepezىي شركة كيرمائية تركية أيضا مقرىا في أنطاليا .تأسست عاـ 1953
كمرفؽ متكامؿ لتوليد الطاقة الكيربائية ,وىي شركة مساىمة أيضا .عندما تـ تأسيس شركة
, Kepezسيطرت الحكومة التركية عمى حوالي : 40مف أسيميا مف خالؿ كيانات وشركات
حكومية .أف الشركتاف مسجمتاف بموجب قوانيف تركيا .استندت أعماليـ التجارية إلى اتفاقات
امتياز أبرمت مع و ازرة الطاقة والموارد الطبيعية التركية ,حيث أنو في عاـ , 1953حصمت
شركة CEASعمى امتياز لتوليد الكيرباء ونقميا وتوزيعيا وتسويقيا في ثالث مناطؽ في جنوب
مكافئا لمنطقة أنطاليا وجنوب
ً امتياز
ًا وسط تركيا .و في عاـ ُ , 1956منح كيبيز Kepez
وسط تركيا(.)174
وقد أكد المدعي ( ممثؿ شركة )Cementowniaأف الصفقة تمت مف خالؿ مكالمة
السيد (جيرزي ىاتفية بيف السيد كماؿ أوزاف ورئيس مجمس إدارة شركة ()Cementownia
سيبييال) قاـ السيد أوزاف بتوقيع اتفاقيات شراء األسيـ ذات الصمة في إسطنبوؿ في 30مايو
, 2003كما قاـ السيد (سيبييال) بتوقيع االتفاقيات في كراكوؼ .فيما يتعمؽ بنقؿ األسيـ
مباشرة ,يقاؿ إف شيادات األسيـ التي تمثؿ األسيـ لحامميا قد تـ تسميميا إلى شركة
) )Cementowniaووفقًا لمسيد أوزاف ,قاـ الموظفوف الموثقوف في مجموعة روميمي بنقؿ
شخصيا إلى الودائع المصرفية لشركة ) )Cementowniaفي كراكوؼ وفيينا.
ً األسيـ
يوما مف إعالف الشركة بعد ذلؾ وفي 12يونيو , 2003أي بعد اثني عشر ً
المستثمرة أنيا استحوذت عمى حصص في CEASو , Kepezقامت الحكومة التركية بإنياء
اتفاقيات االمتياز لعاـ 1998بحجة اف الشركة المستثمرة قد خرقت االلتزامات المتفؽ عمييا
بموجب اتفاؽ االمتياز .وفي الوقت نفسو ,قامت قوات الشرطة المسمحة بمداىمة جميع المرافؽ
174
- "Cementownia „Nowa Huta‟ SA v Turkey, para. 5.
التابعة لشركتي CEASو Kepezواستولت عمييا .وخالؿ عممية االستيالء ,تمت مصادرة
جميع دفاتر األستاذ والسجالت والممفات واألوراؽ والمراسالت والمستندات األخرى الخاصة بػ
CEASو Kepezباإلضافة إلى جميع أصوؿ CEASو .Kepezولـ ُيسمح الي فرد
بالوصوؿ إلى مباني الشركتيف .وقد سممت الشرط لممثمي شركتي CEASو , Kepezخالؿ
ىذه المداىمات والمصادرة ,رسائؿ مؤرخة في 11يونيو 2003تتضمف أنياء اتفاقات االمتياز
لعاـ 1998بأثر فوري(.)175
ورفضت المحكمة طمبات المدعي في القضية لعدـ كفاية األدلة حيث أف شركة سمنتونيا
ال تممؾ أي سيـ في أي مف الشركتيف التركيتيف .وذىبت ىيئة التحكيـ إلى أبعد مف ذلؾ
وأضافت أنو عمى أية حاؿ ,فاف الدعوى كانت "مجرد حيمة" إلى ختالؽ الوالية القضائية الدولية
حيث ال يوجد أي منيا وأف المدعي قد أساء عف قصد وبسوء نية استخداـ التحكيـ مف خالؿ
الزعـ بأنو المستثمر ,مما يشكؿ "إساءة الستخداـ اجراءات التحكيـ" ومطالبة "احتيالية"(.)176
طمبت الحكومة التركية مف ىيئة التحكيـ الحكـ بتعويضات معنوية لمحكومة التركية ,
وذلؾ الف سموؾ المدعي شركة ( (Cementowniaفي ىذه القضية كاف فاضحا وبسوء نية.
ولقد أكدت وتبعت ادعاء ال أساس لو واستندت الى حجج زائفة ضد تركيا وذلؾ بقصد اإلضرار
بمكانتيا وسمعتيا الدولية .وقد استشيدت الحكومة التركية باإلشارة إلى قضيتيف نظرتا اماـ
ضد ( ICSIDىما قضية خطوط الصحراء ضد اليمف وقضية شركة B&B االكسيد
الكونغو) ,حيث ذىبت الحكومة التركية الى أنو "عمى الرغـ مف أف كمتا القضيتيف تضمنت منح
تعويضات معنوية "أو" عادلة " لمطرؼ المدعي ,فال يوجد سبب رئيس لعدـ منح تعويض مماثؿ
بتعويضا
ً وبناء عمى ذلؾ ,طالبت الحكومة التركية ً لمدولة المدعى عمييا في الحالة المناسبة.
عف األضرار المعنوية بشكؿ منفصؿ عف الحكـ بالتكاليؼ والفوائد اإلضافية ليا(.)177
وردا عمى متطمبات تركيا بالتعويض عن الضرر المعنوي اكدت ىيئة التحكيم أنو:
الجميورية اليمنية esert Line أما في قضية مشاريع خطوط الصحراء ضد
,Projects LLCذكرت ىيئة التحكيـ أوالً أف معاىدات االستثمار :ال تستبعد ,عمى ىذا النحو
,أنو يجوز لمطرؼ ,في ظروؼ استثنائية ,المطالبة بالتعويض عف األضرار المعنوية .وأنو مف
أيضا استحقاؽ التعويض عف األضرار
ً عموما في معظـ النظـ القانونية أنو يمكف
ً المقبوؿ
المعنوية إلى جانب األضرار االقتصادية"
وكما يتضح مف ىذيف الق ارريف ,أنو ال يوجد في اتفاقية ICSIDوقواعد التحكيـ والمرفؽ
اإلضافي أي شئ يمنع ىيئة التحكيـ مف منح تعويضات معنوية .ومع ذلؾ ,يجب التأكيد عمى
أنو في قضية مشاريع خط الصحراء ضد اليمف ,قررت ىيئة التحكيـ منح التعويض المعنوي ,
عمى أساس االلتزامات الواردة في معاىدة االستثمار الثنائية ( )BITبيف اليمف وسمطنة عماف ,
وخاصة التزاـ األمف ,وأف الظروؼ االستثنائية ,مثؿ اإلكراه البدني الذي عانى منو المستثمر ,
قد بررت الحكـ بالتعويض المعنوي.
في ىذه القضية ,أف المدعي -المستثمر المزعوـ -وليس المدعى عميو -الحكومة
-ىو المسؤوؿ عف إساءة استخداـ االجراءات التحكيمية .عمى النقيض مف قضية مشاريع خط
الصحراء ,حيث اعتمد المستثمر في طمب التعويض عف األضرار المعنوية عمى معاىدة
االستثمار الثنائية BITبيف اليمف وعماف.
تعويضا عف
ً أما في ىذه القضية ,فأف المدعى عميو يطالب ىيئة التحكيـ منحو
األضرار المعنوية التي تستند فقط عمى إساءة استخداـ االجراءات التحكيمية ,وبعد مناقشة
قانونيا كافياً لمنح
ً أساسا
ً مستفيضة في الييئة تبيف انو ومف المشكوؾ فيو أف يشكؿ ىذا المبدأ
تعويض عف األضرار المعنوية ,ومع ذلؾ ,في القضية المطروحة ,ترى ىيئة التحكيـ أف مف
المناسب معاقبة المدعي فيما يتعمؽ بتخصيص التكاليؼ ,وبالتالي ,تـ رفض طمب المدعى
عميو لمحصوؿ عمى تعويضات عف االضرار المعنوية التي يدعييا (.)178
178
"- "Cementownia „Nowa Huta‟ SA v Turkey, para. 166-172..
-التعميق عمى الحكم
استنتج بعض الفقو مف ىذا القرار ,أف ىيئة التحكيـ قضت بأف التعويضات عف
االضرار المعنوية ال يتـ منحيا اال نتيجة خرؽ لممعاىدة الثنائية او العقد المبرـ بيف الطرفيف وال
يمكف الحكـ بيا لمعاقبة المدعي بتيمة إساءة استخداـ االجراءات التحكيمية.
حيث اف ىناؾ صعوبة أساسية فيما يتعمؽ بمطالبات التعويضات عف االضرار المعنوية
مف الدوؿ المدعى عمييا ,النو ال يوجد أي خرؽ لممعاىدة (أو العقد) ذات الصمة والتي يمكف
التذرع بيا مف قبؿ الدولة المدعى عمييا كأساس لممطالبة بالتعويض عف األضرار المعنوية ,
وعمى أي حاؿ ,فاف اتفاؽ التحكيـ ال يمتد إلى دعاوى مضادة مف قبؿ الدولة المدعى عمييا.
وعمى نفس المنواؿ ,رفضت المحكمة في قضية ( أوربا لألسمنت ) مطالبة تركيا بالتعويض
مبرر
ًا المعنوي مشيرة إلى أف الضرر الذي يمحؽ بالسمعة سوؼ يتـ جبره مف خالؿ حكميا -
لموقف تركيا -ومف خالؿ تخصيص التكاليؼ(.)179
في غضوف ذلؾ ,أظيرت قضية Cementowniaضد تركيا أف المبدأ العاـ في ىذه
القضية ىو إساءة استخداـ االجراءات -عمى النقيض مف التزاـ محدد لمضماف في المعاىدة
الثناية كما ىو الحاؿ في قضية خط الصحراء ضد اليمف – لذا فانو مف غير المحتمؿ أف يكوف
ىذا كافياً لمحصوؿ عمى تعويضات معنوية منفصمة لألضرار(.)180
وبالتالي ظمت عتبة التعويضات المعنوية في قضية شركة خطوط الصحراء ضد اليمف
Desert Line v Yemenعالية لمغاية ,ويبدو أف المحكمتيف توافقاف عمى أنو ال يجوز منح
التعويض عف االضرار المعنوية إال "في ظروؼ استثنائية" ,أحدىا ىو اإلكراه البدني الضار
(العمدي) ,والمؤسس عمى المسؤولية المستندة إلى الخطأ ,وقد أوضحت ىيئة التحكيـ في
قضية لومير ضد أوكرانيا ىذه المعايير ( معايير الظروؼ االستثناية) أكثر؛ حيث قضت بانو
كقاعدة عامة ,ال تكون األضرار المعنوية متاحة ألي طرف يتضرر من أفعال الدولة غير
المشروعة ,ولكن يمكن التعويض عن األضرار المعنوية في حاالت استثنائية ,شريطة أن
تكون االنتياكات خطيرة وجسيمة لمغاية.)181(.
179
- S. Jagusch and T. Sebastian,op ,cit,
180
- J. R. Laird,op ,cit,
181
- I. Marboe,op ,cit,
انفرع انثبنث
ممخص قضية بيموف ضد غانا ,اف السيد أنطواف بيموف ىو مواطف سوري وىو المساىـ
الرئيس في مؤسسة غانية ىي شركة ماريف درايؼ كومبمكس المحدودة . MDCLفي عاـ
, 1985ابرمت شركة MDCLمع شركة غانا لمتنمية السياحية GTDCعقد إيجار بموجبو
كاف لشركة MDCLتجديد وادارة مطعـ سياحي .وفي وقت الحؽ ,تـ تغيير العالقة التجارية
بينيما إلى مشروع مشترؾ .بعد االنتياء مف دراسة الجدوى ,تـ توسيع نطاؽ المشروع إلى بناء
مجمع عبارة عف منتجع فندقي 4نجوـ واسع النطاؽ .في عاـ , 1986تقدمت MDCLإلى
مركز االستثمار الغاني GICلمحصوؿ عمى مساعدة مالية معينة لممشروع الجديد ,والتي كانت
متاحة لممشروعات المشتركة بيف الشركاء األجانب والغانييف بموجب قانوف االستثمار الغاني لعاـ
.1985
وقد تمت الموافقة عمى االستثمار مف قبؿ GICو تـ توقيع اتفاقية في العاـ نفسو .في
عاـ , 1987أصدر مجمس مدينة أك ار ACCإشعار "وقؼ العمؿ" في المشروع االستثماري
لعدـ وجود تصريح بناء .ووفقاً لما ذكره المدعوف ,انيـ حصموا عمى تأكيدات مف لجنة التنسيؽ
اإلدارية بأف الموافقة عمى البناء ستصدر قريباً وطمبت منيـ المجنة المذكورة مواصمة البناء دوف
إذف(.)182
بعد فترة وجيزة ,أمرت لجنة التنسيؽ اإلدارية بيدـ المشروع وأعمنت (في صحيفة محمية)
أف األشخاص المتورطيف في المشروع يجب أف يقدموا تقاريرىـ إلى لجنة التحقيقات الوطنية
NICوقد قاـ بذلؾ السيد بيموف (باإلضافة إلى موظفيف آخريف في إدارة الشركة MDCLوأُمروا
بمؿء "استمارة إعالف األصوؿ" في غضوف أربعة عشر يوماً ) طمب السيد (بيموف) تمديد المدة
وتمكف مف تمديد الموعد النيائي اكثر مف مرة) .وبعد عدة أشير ,ألقي القبض عميو واحتُجز
لمدة ثالثة عشر يوماً دوف توجيو أية تيمة .وصدر إشعار بأبعاده يقضي بأف وجود السيد
182
- "Antoine Biloune (Syria) & Marine Drive Complex Ltd. (Ghana) v. Ghana
Investment Centre & Government of Ghana, ad hoc arbitration under the UNCITRAL
Arbitration Rules, Award on Jurisdiction and Liability, Oct. 27, 1989, Availble:
(بيموف) في غانا "غير مفيد لمصالح العاـ" ويجب عميو مغادرة البمد في نفس اليوـ .وبعد
بضعة أياـ تـ ترحيؿ السيد بيموف مف غانا إلى توغو(.)183
وقد اكدت ىيئة التحكيـ أنو يجب عمى الدولة المضيفة بشكؿ عاـ أف تمنح الحد األدنى
مف معايير المعاممة لممستثمريف األجانب ,والتي تشمؿ التزامات "حقوؽ اإلنساف األساسية حيث
يقتضي القانوف الدولي العرفي الراسخ أف تمنح الدولة المواطنيف األجانب داخؿ أراضييا معيا اًر
لممعاممة ال يقؿ عف المستوى المنصوص عميو في القانوف الدولي .وعالوة عمى ذلؾ ,يقر
القانوف الدولي المعاصر بأنو يحؽ لجميع األفراد ,بغض النظر عف جنسيتيـ ,التمتع بحقوؽ
اإلنساف األساسية (التي تشمؿ ,في نظر المحكمة ,الممكية وكذلؾ الحقوؽ الشخصية) ,التي
ال يجوز ألية حكومة أف تنتيكيا(.)185
وفقا لمحيثيات ومع كؿ ما ورد ذىبت ىيئة التحكيـ في قرارىا الى عدـ وجود اختصاص
ليا بمطالبة السيد (بيموف) بتيمة انتياؾ حقوؽ اإلنساف استناداً إلى المغة التقييدية الواردة في
شرط التحكيـ .حيث انو ال يستتبع ذلؾ أف تكوف ىذه المحكمة مختصة بالمرور عمى كؿ نوع مف
183
- "Biloune v. Ghana Investment Centre," in ILR vol. 95, ed, 1993, p. 183.
184
- "Antoine Biloune (Syria) & Marine Drive Complex Ltd,op cit.
185
- C. Reiner and C. Schreuer, "Human rights and international investment
arbitration," Human rights in international investment law and arbitration, vol. 82, p.
90, 2009.
االبتعاد عف الحد األدنى مف المعايير التي يحؽ لألجانب الحصوؿ عمييا أو أف ىذه المحكمة
مخولة بالتعامؿ مع مزاعـ انتياؾ حقوؽ اإلنساف األساسية(.)186
حيث اوضحت ىيئة التحكيـ وجية نظرىا في ىذه القضية بالتالي" :اف اختصاص ىذه
المحكمة يقتصر عمى المنازعات التجارية الناشئة بموجب عقد مبرـ في سياؽ قانوف االستثمار
الغاني .وحيث أف الحكومة الغانية وافقت عمى التحكيـ في النزاعات المتعمقة باالستثمار
األجنبي فقط .وبالتالي ,فإف المسائؿ أألخرى ,ميما كانت مقنعة او الفعؿ المزعوـ كاف غير
مشروعا ,فأنيا تقع خارج نطاؽ اختصاص ىذه المحكمة .وبموجب وقائع ىذه القضية ,يجب
أف يستنتج أنو في حيف أف األفعاؿ المزعومة بانتياؾ حقوؽ اإلنساف الدولية لمسيد بيموف قد تكوف
ذات صمة بالنظر في نزاع االستثمار قيد التحكيـ ,فإف ىذه المحكمة تفتقر إلى الوالية القضائية
لمتصدي الدعاءات انتياؾ حقوؽ اإلنساف كقضية مستقمة"(.)187
ويمكف القوؿ إف المحكمة في ىذه القضية قد أكدت أف اختصاصيا القضائي ينعقد فقط
فيما يتعمؽ بالمنازعات التجارية الناشئة بموجب العقد ألمبرـ في سياؽ قانوف االستثمار في غانا.
وعميو ,كانت مطالبات التعويض عف األضرار المعنوية المستندة الى انتياؾ حقوؽ االنساف
خارج نطاؽ اختصاصيا(.)188
ولذلؾ ذىب البعض الى اف قضية بيموف ضد غانا تشكؿ مثاال ناد ار عندما رفضت ىيئة
التحكيـ االختصاص .حيث انو في ىذه القضية ,كاف عمى المحكمة أف تفصؿ في نزاع
االستثمار عمى أساس شرط التحكيـ في عقد االستثمار وليس عمى أساس معاىدة االستثمار
الثنائية .في حيف أف شرط التحكيـ فيما يتعمؽ بقانوف االستثمار في غانا جعؿ التحكيـ ,مف
وجية نظر رسمية ,تحكيماً تجارياً ,واف المستثمر أسس مطالبتو بالتعويضات المعنوية عمى
اساس انتياكات حقوؽ اإلنساف.
186
- P. Dumberry, "Compensation for Moral Damages in Investor-State Arbitration
"Disputes,
187
- "Biloune and Marine Drive Complex Ltd v. Ghana Investments Centre and the
Government of Ghana, para. 61.
188
- J. Wong, "The Misapprehension of Moral Damages in Investor-State
Arbitration," 2012.
االختصاص اي رفضت النظر في مطالبات المدعي بالتعويض المعنوي المؤسس عمى انتياؾ
()189
وىذا يدؿ عمى أف اختصاص ىيئة التحكيـ بشأف األضرار المعنوية سيعتمد حقوؽ االنساف
عمى شروط المعاىدة التي تشكؿ نطاؽ اختصاص ىيئة التحكيـ(.)190
ولكف بعض الفقو ذىب الى أنو قد يكوف الوضع مختمفًا إذا اختار المستثمر االعتماد
ليس عمى التحكيـ في معاىدة االستثمار ,ولكف عمى التحكيـ التجاري الناشئ عف اتفاقية
المشروع المنفصمة مع الدولة .ففي ىذه الحالة فأف الفصؿ في دعوى انتياؾ الحقوؽ الشخصية
في ىذا التحكيـ التجاري تعتمد كميا عمى صياغة شرط التحكيـ الوارد في اتفاقية المشروع .كاف
ىذا ىو الحاؿ بالضبط والنقطة المحورية في قضية بيموف ضد غانا )Biloune v. Ghana ( .
ففي ىذه القضية نص شرط التحكيـ عمى" :عندما ينشأ أي نزاع بيف المستثمر األجنبي
والحكومة فيما يتعمؽ بالمشروع االستثماري .......,ويجوز تقديـ أي نزاع بيف المستثمر األجنبي
والحكومة فيما يتعمؽ بمشروع معتمد أو تـ التفاؽ عميو ......إلى التحكيـ ....وفقًا لمنظاـ
الداخمي لمتحكيـ لمجنة األمـ المتحدة لمقانوف التجاري الدولي اليونستراؿ"...
اال أف محكمة التحكيـ قضت في البند 60مف ىذه القضية بحؽ بأف شرط التحكيـ ال يغطي
انتياؾ حقوؽ الشخصية التي يتحمميا المستثمر ,وكما يمي:
معيار
ًا يتطمب القانوف الدولي العرفي الراسخ أف تمنح الدولة الرعايا األجانب داخؿ إقميميا
لممعاممة ال تقؿ عف تمؾ المنصوص عمييا في القانوف الدولي .عالوة عمى ذلؾ ,يعترؼ القانوف
الدولي المعاصر بأف جميع األفراد ,بغض النظر عف الجنسية ,يحؽ ليـ التمتع بحقوؽ اإلنساف
األساسية (والتي ,في نظر المحكمة ,تشمؿ الممكية والحقوؽ الشخصية) ,والتي ال يجوز ألي
حكومة انتياكيا .ومع ذلؾ ,ال يترتب عمى ذلؾ أف ىذه المحكمة مختصة بالنظر في كؿ نوع
مف أنواع االبتعاد عف الحد األدنى مف معايير معاممة األجانب ,أو أف ىذه المحكمة مخولة
بمعالجة مزاعـ انتياكات حقوؽ اإلنساف األساسية(.)191
عمى الرغـ مف أف االستثمار األجنبي المباشر ىو المصدر الرئيسي لمتطور السريع لدولة
ما ,إال أف ىناؾ بعض الظروؼ او الحاالت التي يتعارض فييا االستثمار األجنبي مع
189
- I. A. Laird, B. Sabahi, F. G. Sourgens, and T. J. Weiler, Investment Treaty
Arbitration and International Law-Volume 7 vol. 1: Juris Publishing, Inc., 2014.
190
- A. P. Newcombe and L. Paradell, Law and practice of investment treaties:
standards of treatment: Kluwer Law International, 2009.
191
- I. Schwenzer and P. Hachem,op ,cit,
المصمحة العامة لمدولة المضيفة .حيث اف اجيزة الدولة المضيفة ( وخاصة ما يحدث في اقاليـ
الدوؿ االستبدادية) تقوـ بأتخاذ بعض االجراءات القانونية والمادية والتي تؤدي الى انتياؾ حقوؽ
االنساف ,واالمر الميـ في ذلؾ أف محكمة التحكيـ ترفض النظر في ىذه المسائؿ بحجة انيا
غير مختصة في معالجة قضايا حقوؽ االلنساف .وخير مثاؿ عمى ما حدث قضية السيد بيموف
ضد حكومة غانا .في ىذه القضية رفضت ىيئة التحكيـ النظر بمسائؿ انتياؾ حقوؽ االنساف
التي عانى منيا المدعي بحجة انيا غير مختصة في نظر مطالبات المدعي ( السيد بيموف)
بالتعويض المعنوي المؤسس عمى انتياؾ حقوؽ االنساف ,كما رأينا اعاله.
اال انو في الواقع ال يمكف لمحاكـ التحكيـ رفض النظر في مسائؿ حقوؽ االنساف في
قضايا منازعات االستثمار المعروضة اماميا بحجة عدـ توفر االختصاص القضائي ليا بالنظر
في ىذه المسائؿ .ألف قضية حقوؽ اإلنساف أصبحت في الوقت الحاضر ذات أولوية لمسياسة
العامة بيف المنظمات الدولية .حيث ,اعترفت ىيئات التحكيـ الدولية بالقوانيف الدولية لحقوؽ
اإلنساف وتحاوؿ إقامة توازف عادؿ بيف حماية حقوؽ المستثمريف وحماية حقوؽ اإلنساف .ويمكف
مالحظة ذلؾ في الجوانب الثالثة التالية:
أوالً :يمكف رؤية إالشارة إلى حقوؽ اإلنساف في التحكيـ االستثماري في ديباجة المعاىدات
االستثمارية المبرمة بيف البمديف .حيث أنو في ديباجة بعض المعاىدات وبعد أىداؼ تشجيع
وحماية االستثمار ,فإف قضايا الصحة والسالمة والبيئة ىي األىداؼ الثانوية لمشركات التجارية
لمدوؿ األطراؼ .وفي ىذه المعاىدات ,فأف الدوؿ األطراؼ في المعاىدة توافؽ عمى احتراـ حقوؽ
العماؿ المعترؼ بيا دوليا .وبالتالي تيدؼ ىذه األحكاـ إلى تشجيع االستثمار وحقوؽ المستثمريف
التي ال تتعارض مع حقوؽ اإلنساف والمصالح العامة األخرى.
عمى سبيؿ المثاؿ ,تنص ديباجة معاىدة أستثمار التنمية لدوؿ افريقيا الجنوبية النموذجية
SADCعمى أف الدوؿ األطراؼ في المعاىدة ستعترؼ بالتنمية المستدامة لمدوؿ األطراؼ ,
والنمو االقتصادي ,ونقؿ التكنولوجيا وتعزيز حقوؽ اإلنساف والتنمية البشرية.
ثانياً ,يمكف العثور عمى إشارة إلى حقوؽ اإلنساف في معاىدات االستثمار في شرط اختيار
القانوف الواجب التطبيؽ .حيث عادة ما يتفؽ أطراؼ ىذه المعاىدات عمى أف القانوف الواجب
دوليا .فعندما تختار الدوؿ األطراؼ قواعد القانوف الدولي
محميا أو ً
ً قانونا
ً التطبيؽ قد يكوف
كقانوف معموؿ بو يحكـ نزاعات االستثمار ,فقد يسمح ذلؾ لقضايا حقوؽ اإلنساف بالدخوؿ في
نزاعات االستثمار .يمكف مالحظة ىذا النوع مف شرط أختيار القانوف الواجب التطبيؽ ,عمى
سبيؿ المثاؿ ,في المادة 1131مف اتفاقية التجارة الحرة ألمريكا الشمالية ( , )NAFTAوالمادة
)6( 26مف معاىدة ميثاؽ الطاقة (( . ECTإضافة إلى ذلؾ ,تتضمف اتفاقية المركز الدولي
حكما يقضي بتطبيؽ القانوف الدولي كقانوف
ً لتسوية المنازعات المتعمقة باالستثمار ()ICSID
حاكـ مف قبؿ المحكمة عندما ال يتفؽ الطرفاف عمى اختيار القانوف الواجب التطبيؽ ,حيث تنص
المادة )1( 42مف اتفاقية ICSIDعمى أف القانوف الواجب التطبيؽ ىو القانوف الذي يختاره
أطراؼ النزاع ,وأنو عندما ال يكوف ىناؾ اتفاؽ بيف الطرفيف ,تطبؽ المحكمة قواعد القانوف
الدولي المعموؿ بيا.
لذلؾ ,بموجب ىذه البنود ,يجب عمى المستثمريف االمتثاؿ لمقوانيف والموائح الوطنية
ونظر ألف عبارة "وفقًا
ًا خالؿ فترة استثماراتيـ ,بما في ذلؾ الموائح المتعمقة بالمصمحة العامة.
لقوانيف الدولة المضيفة" تمنع التشغيؿ غير القانوني لالستثمار في أراضي الدولة المضيفة ,لذلؾ
فقد يفقد المستثمروف بعض أشكاؿ الحماية الممنوحة في األصؿ بموجب المعاىدة .عمى أساس
ىذه األحكاـ ,يمكف لممحاكـ تطوير مفيوـ "االستثمار غير القانوني" في المنازعات االستثمارية.
وبيذه الطريقة ,أصبحت بنود القانوف الواجب التطبيؽ وشروط "وفقًا لقوانيف الدولة المضيفة"
وسيمة يمكف لممحكمة مف خالليا أف تأخذ بعيف االعتبار النظر في قضايا حقوؽ اإلنساف وغيرىا
مف قضايا المصمحة العامة في تحكيـ االستثمار(.)192
في الواقع ,ومف خالؿ استعراض مختمؼ ق اررات التحكيـ المعروفة تبيف لنا أف محاكـ
التحكيـ قد اعترفت ببساطة باختصاصيا القانوني فيما يتعمؽ بمطالبات التعويضات عف االضرار
المعنوية استنادا إلى سمطتيا العامة عمى منح التعويض عف األضرار بدوف تحميؿ محدد لنص
192
- L. Shwe Ma, "General Exceptions and Human Rights in International Investment
"Arbitration: Searching for a Space for Human Rights.
المطالبات بالتعويضات المعنوية بسبب عدـ المعاىدة .اف محاكـ التحكيـ قد رفضت
االختصاص لسببيف فقط ىما :أوالً ,ألف اختصاص محاكـ التحكيـ محدودا صراحة بموجب
القانوف الواجب التطبيؽ مما يستبعد االنتياكات الدولية .وثانياً ,ألف المدعيف حاولوا إقامة
مطالبيـ عمى وثائؽ قانونية خارج نطاؽ اختصاص محاكـ التحكيـ(.)193
والمثاؿ الرئيسي لياتيف الحالتيف ىي قضية السيد بيموف ضد غانا ,حيث قررت ىيئة
التحكيـ أنيا تفتقر إلى االختصاص القضاني ألف النزاع يستند إلى قانوف االستثمار الغاني
(القانوف الواجب التطبيؽ) والذي حدد صراحة اختصاص المحكمة في النزاعات التجارية فيما
يتعمؽ باستثمار أجنبي ولذا فانو يحوؿ دوف حجج المدعي النتياكات حقوؽ اإلنساف في ىذه
القضية(.)194
193
- J. P. Moyano García,op ,cit,
194
- J. P. Moyano García,op cit,