Professional Documents
Culture Documents
1
مدخل إلى دراسة قانون التأمين
ألن الخطر يرتبط بالنشاط اإلنساني بشكل وثيق ،وألن اإلنسان يتعرض لمخاطر ال يتكين
بيا زمانا ومكانا وحجما ،وألن األمن حاجة ضرورية ،فإن اإلنسان حرص منذ القدم عمى
تحقيقو بوسائل مختمفة تطورت عبر الزمن.
فمن مسمك القوة إلى الوسائل الوقائية إلى طمب العون والمساعدة إلى االدخار ،إلى التأمين
الذي يقوم عمى التعاون والتضامن ،فإذا كان من الصعب أن يواجو اإلنسان المخاطر
واألضرار منفردا فإنو من اليسير توزيعيا عمى مجموعة من الناس لتغطية الضرر وجبره ،
فيتحقق بذلك األمان.
فالتأمين بديل فاعل وواقعي يجمع من خاللو الناس رصيدا مشتركا من األموال ينشئ لكل
والتأمين ليس آلية لتحقيق حماية النفس والمال فحسب ،بل أصبح في عصرنا الحاضر
ضرورة اقتصادية لتحقيق التنمية عبر توظيف رؤوس أموالو واستثمارىا ،فأصبح بذلك
صناعة وتجارة ،وما دام موضوع التأمين يحتل ىذا المركز فإننا سنتناولو بالدراسة ضمن ىذه
المحاور :
ينفرد التأمين بخصائص تميزه عن غيره ،ويثير إشكالية مشروعيتو في ميزان الدين
اإلسالمي ،ولو أنواع من الوظائف ،وشيد التأمين تطورات عمى المستوى الدولي والمحمي
،وسنستعرض ذلك فيما يأتي :
2
المبحث األول
تعريف التأمين
المطمب األول
تشتق كممة التأمين من أمن التي ترتب فعل أمن أمنا وأمانا ،أي الطمأنينة والسكينة والثقة
وزوال الخوف ،فاألمن ىو مقابل الخوف في قولو تعالى " :الذي أطعميم من جوع وءامنيم
من خوف" سورة قريش اآلية ، 4وفي قولو " واذ جعمنا البيت مثابة لمناس وأمنا " سورة
البقرة اآلية .125
يعرفو الفقيو جيرار بأنو :عممية تستند إلى عقد احتمالي من عقود الضرر ممزم لمجانبين،
يضمن لشخص معين ميدد بوقوع خطر معين المقابل الكامل لمضرر الفعمي الذي يسببو ىذا
الخطر" ،والفقيو : Bessonعممية بمقتضاىا يتعيد طرف يسمى المؤمن تجاه طرف آخر
يسمى المؤمن لو مقابل قسط يدفعو ىذا األخير لو ،بأن يعوضو عن الخسارة التي الحقت بو
في حالة تحقق الخطر" .1
- 1عبد الرزاق بن خروف ،التأمين في التشريع الجزائري ،محاضرات ألقيت عمى الطمبة ،كمية الحقوق -جامعة الجزائر
،سنة ،1997ص 9
3
المطمب الثاني
بما أن التأمين عممية فنية وعقد في نفس الوقت فإن تعريفو يتضمن جانبين:
يركز التعريف القانوني عمى العقد وعمى اآلثار التي يرتبيا ،وقد عرفو المشرع الجزائري في
المادة 619من القانون المدني الجزائري في فصل خاص بعقد التأمين 2بأنو " ،التأمين عقد
يمتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن لو أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحو
مبمغا من المال أو إيراد أو أي عوض مالي آخر ،في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر
المبين بالعقد ،وذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤدييا المؤمن لو لممؤمن".
وقد أكد التعريف األمر رقم 04- 06في مادتو ،2فالتعريف يركز عمى العقد ،وعمى العالقة
القانونية التي ينشئيا بين أطرافو ،وىم المؤمن لو ( )L’assuréالذي يؤمن ضد مخاطر قد
تصيبو في مالو أو شخصو ،والمؤمن ( )L’assureurوىو من يقع عمى عاتقو تغطية
الخطر ،ويمكن أن يشترط المؤمن لو دفع مبمغ من التأمين لشخص آخر يحدد في العقد
كاالبن أو الزوجة أو الوالدين ،ويطمق عمى ىؤالء المستفيدين ( .)Bénéficiaire
ال يقتصر التأمين عمى التعريف القانوني الذي يظل منقوصا ،إنما يكتمل بالتعريف الفني ،
ويعني مجموع األسس والقواعد العممية والفنية التي يستند إلييا المؤمن في تغطية الخطر
عبر تنظيم التعاون بين المؤمن ليم معتمدا عمى حساب االحتماالت (أي عدد الفرص التي
يمكن أن تتحقق في األخطار) ،وقانون األعداد الكبيرة (أي أن حساب االحتماالت يكون
- 2انظر القانون رقم 07- 05المتضمن القانون المدني ،المعدل والمتمم الصادر في 13ماي ، 2007الجريدة الرسمية
عدد ، 31الصادرة بتاريخ 31ماي 2007
4
أقرب إلى الدقة كمما زاد عدد األخطار المؤمن عمييا ،وعدد المؤمن ليم ،فيكون ذلك محال
لإلحصاء ويقترب أكثر من الواقع) .
وقد يمجأ المؤمن إلى إعادة التأمين الذي عرفتو المادة 4من األمر 04 - 06بأنو " اتفاقية
يضع بموجبيا المؤمن أو المتنازل عمى عاتق شخص معيد التأمين أو متنازل لو ،جميع
3
" ،أو التأمين المشترك المعرف بالمادة 3من األخطار المؤمن عمييا أو عمى جزء منيا
القانون " 04- 06ىو مساىمة عد ة مؤمنين في تغطية الخطر نفسو في إطار عد تأمين
وحيد ،يوكل تسيير وتنفيذ عقد التأمين إلى مؤمن رئيسي يفوضو ،قانونا ،المؤمنون
اآلخرون المساىمون معو في تغطية الخطر ".
ولتعريف جامع لمتأمين رجح الفقياء تعريف ىيمر Hemardالفرنسي الذي يبرز الجانبين
الفني والقانوني لمتأمين" :ىو عممية يحصل بمقتضاىا أحد الطرفين وىو المؤمن لو ،نظير
دفع مبمغ معين ىو القسط ،عمى تعيد لصالحو أو لمغير في حالة تحقق خطر معين ،من
الطرف اآلخر وىو المؤمن ،الذي يأخذ عمى عاتقو مجموعة من المخاطر ،ويجري المقاصة
بينيما وفقا لقوانين اإلحصاء" .4
يستمد التأمين أىميتو من وظائفو المختمفة ،ويثير إشكاال في ميزان الفقو اإلسالمي ،وشيد
تطو ار في سائمو وأىدافو ،وسنتناول ضمن ىذه العناصر:
- 3انظر :األمر رقم 07- 65المؤرخ في 25جانفي 1995المتضمن قانون التأمينات ،ج ر رقم 13مؤرخة في 8
مارس ، 1995والمعدل والمتمم بالقانون رقم 04- 06المؤرخ في 20فيفري 2006ج ر 15مؤرخة في 12مارس
2006
- 4عبد الرزاق بن خروف ،المرجع السابق ،ص 9
5
المطمب األول
وظائف التأمين
يعد التأمين اآللية ال فعالة المؤكدة التي توفر األمان والضمان لمواجية المخاطر التي تحدق
باإلنسان وبمالو وممتمكاتو ،وقد امتدت فعالية التأمين إلى مختمف جوانب النشاط اإلنساني
االقتصادية واالجتماعية والتجارية ،إضافة إلى دوره في تطوير المنظومة القانونية واثرائيا،
ودوره في التقارب بين الدول من خالل عقود التأمين الدولية ،ويعد التأمين أحد أبرز آليات
تحديث وتطوير االقتصاد وليذا اىتمت بو الدول وقننتو وطورت مؤسساتو ،وأنشأت لو
شبكات معموماتية ،وأعدت لو إطارات كفؤة لينتج ىذا الجيد شركات ضخمة في مجال
التأمين تحقق أرباحا خيالية ،ويكفل التأمين الضمان ضد الخسائر المالية ألصحابو ،وتوفير
رؤوس األموال واستثمارىا في مختمف المشاريع.
المطمب الثاني
لم يعرف التأمين في صدر اإلسالم لحداثة نشأتو ،وبعد ظيوره وتطوره وتوسعو أثار شكوك
الفقياء ،بسبب ما فيو من اتكال واطمئنان زائد بنظرىم ،رغم ما يتضمنو من جوانب البر
والخير والتعاون ،5وقد انقسم الفقياء إلى مؤيد ومعارض لمتأمين .
يؤيد فقياء معاصرون التأمين ومنيم االستاذ مصطفى الزرقا ،وأحمد طو السنوسي ،وعبد
الرحمان عيسى ،6لمحجج التالية:
- 5الصادق لعاليمي ،محاضرات في قانون التأمين الجزائري ،كمية الحقوق جامعة الجزائر ،سنة ، 2009ص29
- 6عبد الزراق بن خروف ،المرجع السابق ،ص . 16
6
- 1أن عقد التأمين جديد مستحدث لم يعرفو المتقدمون ،كما أن التأمين لم يرد كعقد من
العقود التي عرفوىا عمى سبيل الحصر ،إنما ترك الباب مفتوحا البتكار ما تفرضو الحاجة
إذا توافرت فييا األركان والشروط التي ال تتعارض مع الدين االسالمي.
- 2التأمين يتصل بحياة الناس ،وقد أباح االس الم المعامالت الضرورية لمعيش ،وعقد
التأمين يحقق مصالح لألفراد ولمجماعات ولمدولة ،عالوة عمى جبره لألضرار الناجمة عن
المخاطر المختمفة.
- 3أن األصل في االسالم اإلباحة ،واليسر ،والحث عمى التعاون ،وألن في التأمين حماية
لألفراد من الخسائر ،فإن ىذا ييون الخسارة ويشعر باألمان والطمأنينة.
- 4التأمين ليس مقامرة أو رىانا ي قوم عمى الصدفة فيقتل اإلبداع ،ويشل األفراد عن اإلنتاج،
وفي التأمين تعويض محقق ،فإذا ما وقع الخطر يعوض المؤمن لو عن الخسارة المترتبة عن
الخطر.
- 5التأمين ليس ربا ،وليس في عقد التأمين ما يدل عمى الربا واذا ما تضمنيا يكون باطال.
- 6التأمين ال يتحدى األقدار كما يرى البعض إنما يساير أحكام الشريعة االسالمية ،وىو
تعاون عمى الخير كما أن التأمين ال يمنع وقوع القضاء والقدر.
يعد الشيخ محمد أبو زىرة والشيخ المطيعي مفتي الديار المصرية ،واألستاذ يوسف القرضاوي
- 1التأمين من الحرام البين ألنو ينافي طرق الكسب كالصناعة ،والتجارة والزراعة كما أنو ال
يدخل في العقود المعروفة في الفقو ،وأي عقد يستحدث خارجا عنيا يكون غير جائر.
7
- 2التأمين ليس تعاونا عمى البر ،فالغني فيو يؤمن بمبمغ كبير فيعطي عند الخطر مبمغا
أكبر ،عمى عكس ما يدفعو الفقير من مبمغ ضئيل.
- 3التأمين ليس ضروريا بإمكان الحكومة إيجاد بدائل أخرى توافق الشرع ،وال يصح ترك
أمر بين ،والميل إلى الشبية أو الحرام لقول الرسوم صمى اهلل عميو وسمم " :دع ما يريبك إلى
ما ال يريبك".
يجيز المعتدلون بعض أنواع التأمين ويحرمون أنواعا أخرى ،استنادا إلى توصيات المؤتمر
الثاني لمجمع البحوث اإلسالمي لسنة ، 65فأجازوا أنواع التأمين التي تقوم بيا جمعيات
تعاونية ،ونظام المعاشات الحكومي والتأمينات االجتماعية ،واإلجبارية المفروضة من الدولة
لحماية المجتمع ،فيي تأمينات تتماشى مع مبادئ الشريعة االسالمية ،وما تبقى يدرس من
الخبراء التخاذ الق اررات بشأنو .
المطمب الثالث
اختمف المختصون في التأريخ لمتأمين إال أنيم اجمعوا عمى تقسيم مراحل تطوره إلى :
يعود ظيور التأمين إلى الحضارات القديمة (اليونانية والرومانية) وعرفو الفينيقيون (2000
سنة قبل الميالد) وأرجعو البعض إلى عيد حمورابي ( 2250سنة ق م) كما عرفتو الحضارة
الفرعونية في لجوء يوسف عميو السالم إلى االدخار لمواجية مخاطر المجاعة.
فالفينيقيون أسسوا لمتأمين البحري البسيط ،وعقد قرض المخاطر ،والبابميون عرفوا التعاون
التعاضدي ،مستندين في ذلك إلى تعاليم التممود.
8
ونظ ار لما لمتأمين من أىمية فقد قننت لو غالبية الدول فيما بعد ومنيا :ألمانيا سنة - 1908
النمسا – 1907اليونان – 1910فرنسا – 1930وأخذت بو روسيا سنة .1918
عرفت تجارة الحرير في تممسان وبجاية بالجزائر نوعا من التأمين ،أما في فترة االحتالل
الفرنسي فقد كان القانون المطبق في التأمين ىو القانون الفرنسي الصادر في
مرسوم التالية: المراسيم بموجب الجزائر في سريانو واستمر ،1930/07/18
1938/06/14المتعمق برقابة الدولة عمى التأمين ،ومرسوم 38/12/30المتعمق بإنشاء
شركات التأمين ،كما طبق قانون التأمين االجتماعي الصادر في 1943/08/10وقانون
الزامية التأمين عمى السيارات المؤرخ في 1958/02/27واستمر ذلك إلى غاية .1962
المرحمة األولى من :0291- 0299وقد صدر في بدايتيا القانون المؤرخ في - 12- 31
1962الذي يتضمن وجوبية االستمرار في تطبيق القوانين الفرنسية إال ما تعمق منيا
بالسيادة الوطنية وقد توزعت األحكام المنظمة لعقد التأمين في القوانين الخاصة والعامة في
نفس الوقت.
المرحمة الثانية من :0291- 0291وىي مرحمة تأميم التأمين بموجب األمر 129- 66
المؤرخ في 66- 05- 27الذي بموجبو احتكرت الدولة التأمين وأممت شركاتو ،ثم صدر
القانون المدني الذي تضمن فصال كامال عن التأمين ( المواد من 643إلى ، ) 691
9
واستمر ذلك إلى سنة حين صدر القانون رقم 07- 80وىو أول قانون مستقل خاص
بالتأمين .
وضع المشرع حدا الحتكار الدولة لمتأمين بموجب األمر 07- 95بنص المادة 278منو ،
وفتح المجال لمقطاع الخاص الوطني واألجنبي لتأسيس شركات لمتأمين ،وقد خصص ىذا
التشريع القسم األول لعقد التأمين ،والثاني لمتأمينات اإللزامية ،والثالث لتنظيم ومراقبة نشاط
التأمين ،كما تضمن بابا تمييديا لتعريف التأمين بالمواد من ، 5- 1والتأمين البري بالمواد
من ، 91- 6والبحري بالمواد من ،150- 92والجوي بالمواد من ،162- 151قد عدل ىذا
األمر بالقانون رقم 04- 06الصادر بتاريخ 20فيفري ( 2006تم تعديل أكثر من 64
مادة ) .
التأمين ىو العممية التي تجمع بين ثالثة عناصر ىي :الخطر ،القسط ،التعويض.
ىو المحل الذي يرد عميو عقد التأمين ،لوال وجود الخطر لما وجد التأمين ( وال نؤمن عمى
دار من الحريق وىي لم تبن بعد) ،وزوال الخطر أثناء تنفيذ العقد يؤدي إلى انقضاء العقد،
فالخطر ىو موضوع عقد التأمين ،وضمن ىذا المحور سنتناول تعريف الخطر ومواصفاتو
وشروطو :
في االصطالح ىو أوسع و أشمل من المفردة ،فيو ال يشمل الحادث الضار ،بل يشمل حتى
األحداث النافعة والسارة كالزواج ،والميالد ،فيو حادث احتمالي مشروع ال يتوقف وقوعو
عمى إرادة أحد الطرفين.
10
والحادث ) : )Sinistreىو التحقق المادي لمخطر الذي تترتب عميو الخسارة ،أو ىو القوة
الخارجية المفاجئة والخارجة عن اإلرادة ،والخسارة ىي قيمة العجز أو اليالك الذي يصيب
الشخص أو الشيء المعرض لمخطر.
وعرف الفقياء الخطر بأنو "حادث محتمل أو غير محتمل ال يتوقف عمى محض إرادة أحد
الطرفين ،وخصوصا إرادة المؤمن لو " ،وعرفو بالنيول وريبار بأنو "حصول الحادث الذي
يستوجب تحققو أن يوفي المؤمن بما التزم بو" .7
المطمب الثاني
موصفات الخطر
وذلك تبعا الحتمال حدوثو فيكون ثابتا لمدة معينة كظروف الحرائق ،والسيول ،وحوادث
السيارات صيفا وشتاء ،ومتغي ار إذا زاد احتمال وقوعو أو تناقص باختالف الظروف أثناء مدة
العقد بمرور الزمن .8
األخطار المتجانسة ىي المتشابية والمتماثمة يمكن الجمع بينيا في عممية تأمين واحدة ،أما
المتفرقة فال يمكن إجراء المقاصة بينيا في تأمين واحد فيصنف كل خطر في فئة معينة
(حرائق المساكن ،المصانع ،الغابات ،المحاصيل).
الخطر الموزع ىو خطر ال يصيب جميع األشخاص أو األشياء في وقت واحد حتى ال
يصبح إجراء المقاصة أم ار مستحيال ،فتمجأ شركات التأمين إلى أن تكون عممياتيا منتشرة،
أو تفتت الخطر بإعادة التأمين لمحد من خطر حدوث الخسارة بشكل كارثي ،أو تسعى إلى
تحديد مسؤولياتيا في حد أقصى كالتأمين من حوادث السفن والطائرات.
المطمب الثالث
شروط الخطر
أي يكون مستقبال وغير محقق الوقوع وال حتمي الوقوع ،وال مستحيل الوقوع ،فاالحتمالية
تعني إمكانية الوقوع أو عدميا ،وقد يكون استثناءا محقق الوقوع دون معرفة أجمو كالوفاة،
فال بد أن ينطوي الخطر عمى صفة االحتمال ألنيا عنصر جوىري فيو ،ويعني عدم
االستحالة إمكانية الوقوع ألن االستحالة تنفي االحتمال ،واذا كان مستحيال بطل العقد طبقا
ألحكام المادة 43من لقانون رقم ( 04- 06إذا تمف الشيء المؤمن عميو أو أصبح غير
معرض لألخطار ،عند اكتتاب العقد ،بعد ىذا االكتتاب عديم األثر ،ويجب إعادة األقساط
المدفوعة إلى المؤمن لو حسن النية ،وفي حالة سوء النية يحتفظ المؤمن باألقساط المدفوعة
12
" ،وأن يكون الخطر متواتر الحدوث ،أي قابال لمتحقق بدرجة كافية ،ومتكررا ،أما إذا كان
وقوعو ناد ار فيصعب وضع قانون إحصائي لو.
الخطر المعين ىو الذي يمكن تحديد آثاره ،بتعيين الشيء أو الشخص المستيدف ،فخطر
الموت يتحقق ويقع عمى شخص معين بذاتو وعمى حياتو ،والتأمين عمى منزل ىو التأمين
عمى خطر الحريق إذا وقع واستيدف منزال بعينو ىو منزل المؤمن لو.
وقد يفرض األمر تعيين سبب الخطر كالتأمين عمى الحريق إذا كان سببو انفجار أنابيب
الغاز ،وتعيين الخطر يتم بتعيين نوعو (حريق ،تمف ،سرقة ،وفاة) ومحمو (المنزل،
المزروعات ،البضاعة ،الشخص).
ويكون الخطر قابال لمتعين عندما يتم التأمين عمى محل غير معين وقت إبرام العقد ،ولكنو
قابل لمتعيين وقت تحقق الخطر (وضع سمع في مخزن ويصيبيا حريق).
كما ينبغي أن ال يكون من األخطار التي ال يمكن تحديد نتائج وقوعيا كفقدان الذاكرة،
االختفاء ،الخسائر المعنوية ،لذا ال يؤمن إال عمى األخطار القابمة لمتحديد من حيث المقدار
والزمان والمكان.
أن يكون مستقال عن إرادة الطرفين أي يكون ناتجا عن عامل الصدفة ،والصدفة ىي القوة
الفاعمة المؤثرة الفجائية ،كعامل الطبيعة (فيضانات ،حريق) ،أو يكون بإرادة الغير (الفعل
الضار ،السرقة).
فالتأمين ال يقوم عمى الغش ،إذا لو خضع إلرادة أحد الطرفين ،لتعمد المؤمن لو إيقاعو ،أو
يحاول المؤمن منع وقوعو ،ومثال ذلك ما حددتو المادة 73من األمر رقم " 04/06عندما
يكون المستفيد موضوع حكم بسبب قتل المؤمن لو ،ال يستحق المبمغ المؤمن في حالة
13
الوفاة "...ويرد عمى األصل االستثناء بوجود مبرر خاص فيتعمد المؤمن لو إحداث خطر
منعا من امتداده ،كأن يتعمد قتل جزء من ماشيتو المريضة خوفا من امتداد المرض الذي
أصابيا ،و قد يعرض نفسو لمموت إنقاذا لغيره ،أو يقتل دفاعا عن حياتو (الدفاع الشرعي،
الواجب القانوني ،إذن القانون).
ويمتزم المؤمن بتعويض الخسائر واألضرار التي يحدثيا أشخاص يكون المؤمن لو مسؤوال
مدينا عنيم ،طبقا لممواد من 134إلى 136ق .م .ج ،كيفما كانت نوعية الخطأ المرتكب
وخطورتيا ،والتي تسببيا أشياء أو حيوانات يكون المؤمن لو مسؤول مدنيا عنيا بموجب
المادة 12من ق ت ج ،9والمواد من 138إلى 140من القانون المدني.
أما الخطأ غير العمدي فيمكن التأمين عميو ميما كانت جسامتو ،إذ يمتزم المؤمن بتعويض
الخسائر واألضرار الناتجة عن خطأ غير متعمد من المؤمن لو ،وتستبعد بعض األخطار
من التأمين كالحرب األجنبية طبقا ألحكام المادة 39إال إذا اتفق عمى خالف ذلك" ال
يتحمل المؤمن مسؤولية الخسائر واألضرار التي تتسبب فييا الحرب األجنبية إال إذا اتفق
عمى خالف ذلك" ،ويمكن التأمين كميا أو جزئيا عمى الخسائر واألضرار الناجمة عن أحداث
الحرب األىمية والفتن واالضطرابات الشعبية ،أعمال اإلرىاب أو التخريب ،في أطار العقود
10
،ويتم التبميغ الخاصة بتأمينات األضرار مقابل قسط إضافي طبقا لممادة 40من ق ت ج
عن حدوث الخطر أو عن الحادث وفقا لنص المادة 15الفقرة 5من القانون رقم 04- 06
- 9طبقا لممادة 12من القانون " : 04- 06يمتزم المؤمن – 1:تعويض الخسائر واألضرار :ا -الناتجة عن الحاالت
الطارئة .ب -الناتجة عن خطأ غير متعمد من المؤمن لو .ج -التي يحدثيا يكون المؤمن لو مسؤوال مدنيا عنيم طبقا
لممواد من 134إلى 136من القانون المدني ،كيفما كانت نوعية الخطأ المرتكب ونوعيتو .د -التي تسببيا أشياء أو
حيوانات يكون المؤمن لو مسؤوال مدنيا عنيا بموجب المواد من 138إلى 140من القانون المدني
- 2تقديم الخدمة المحددة في العقد ،حسب الحالة ،عند تحقق الخطر المضمون أو عند حمول أجل العقد ،وال يمتزم المؤمن
بما يفوق ذلك ".
- 10تنص المادة 40من القانون رقم 04- 06عمى " :يمكن التأمين كميا أو جزئيا عمى الخسائر واألضرار الناجمة عن
األحداث التالية في إطار العقود الخاصة بتأمينات األضرار مقابل قسط إضافي - :الحرب األىمية - ،الفتن أو
االضطرابات الشعبية - ،أعمال اإلرىاب أو التخريب .تحدد ،عند االقتضاء ،شروط وكيفيات تطبيق ىذه المادة عن
طريق التنظيم .
14
، 11وتتقادم دعوى التعويض عن اإلضرار المؤمن عمييا بمرور ثالث سنوات من تاريخ
الحادث .12
ال يجوز التأمين عمى األخطار غير المشروعية إذا كانت مخالفة لمنظام واآلداب العامة ،
وتختمف زمانا ومكانا ،ويقدرىا القضاء (أخطار التيريب ،االتجار بالرقيق ،تجارة المقامرة،
تجارة المخدرات ،األنشطة المنافية لألخالق) ،وال يجوز التأمين ضد المسؤولية الجزائية
والغرامات ،ألنيا عقوبات ناجمة عن فعل غير مشروع.
وقد نصت المادة 621ق م ج عمى أنو " :تكون محال لمتأمين كل مصمحة اقتصادية
مشروعة تعود عمى الشخص من عدم وقوع خطر معين" ،فالمصمحة ككل سبب من أسباب
العقد تخضع إلى شروط المشروعية ،أي ال يجوز أن تكون محالفة لمنظام العام واآلداب واال
كان العقد باطال.
- 11تنص الفقرة 5من المادة 15من قانون التأمين الجزائري عمى " :يمزم المؤمن لو ... :بتبميغ المؤمن عن كل حادث
ينجر عنو الضمان بمجرد اطالعو عميو وفي أجل ال يتعدى سبعة ( )7أيام إال في الحالة الطارئة أو القوة القاىرة ،وعميو
أن يزوده بجميع اإليضاحات الصحيحة التي تتصل بيذا الحادث وبمداه كما يزوده بكل الوثائق الضرورية التي يطمبيا منو
المؤمن .وحددت نفس الفقرة آجال التبميغ بالحادث في مجال التأمين من السرقة تحدد الميمة بثالثة أيام ،ومن البرد أربعة
أيام ،ومن ىالك الماشية بأربع وعشرين ساعة ( )24من وقوع الحادث ،وال تنطبق ىذه اآلجال عمى التأمين عمى الحياة .
- 12تنص الفقرة األولى من نص المادة 27عمى " :يحدد أجل تقادم جميع دعاوى المؤمن لو أو المؤمن الناشئة عن عقد
التأمين بثالث سنوات ( )3ابتداء من تاريخ الحادث الذي نشأت عنو ".
15
المبحث الثاني
المطمب األول
ىو المال الذي يدفعو المؤمن لو لتغطية الخطر المؤمن منو ،أو ىو المقابل الذي يتحصل
عميو المؤمن لتحممو أعباء الخطر المؤمن عميو ،فيو ثمن لألمان ويجعل عقد التأمين من
العقود التبادلية (من عقود المعاوضة المنشئة اللتزامات تبادلية متقابمة) ،ويحسب عمى أساس
الخطر ويتغير بتغيره زيادة ونقصانا ،فال تأمين دون قسط وال قسط بدون خطر ويحكم كل
ذلك مبدأ (تناسب القسط مع الخطر) ،ويستعمل مصطمح القسط عند يكون المؤمن شركة
تأمين أين يكون القسط ثابتا ،ويستعمل مصطمح االشتراك Cotisationعندما يكون المؤمن
تعاونية أو جمعية أو صندوق لمتأمين التبادلي.
- 0القسط الصناعي :وىو المبمغ الذي يقابل الخطر فيغطيو تماما دون زيادة أو نقصان،
أي الذي يكفي فقط لدفع تعويضات الخطر عند وقوعو ،بصرف النظر عن مصاريف مزاولة
العمل من المؤمن واألرباح التي ينتظرىا.
16
- 9القسط التجاري :قسط صاف تضاف إليو المصاريف ،حيث يتم إدخاليا في الحساب
فنحصل عمى القسط الفعمي الذي يتم دفعو من طرف المؤمن لو.
وال يخضع تحديد القسط لمعر ض والطمب إنما يخضع ألسس رياضية وحسابية ،وىذا لمتمكن
من حساب القسط الصافي ،لكن المؤمن يأخذ في الحسبان مصاريف اإلدارة والخبرات
والدراسات والرسوم وكل األعباء المالية وكذا األرباح التجارية ،وعميو يتكون القسط ،من
القسط الصافي وعالوات القسط Les chargementsوالتي تتكون عادة من عمولة
الوساطة التي تقدم لوكالء التأمين ،والسماسرة بين 25- %15من مقدار القسط المدفوع ،
ومصروفات اإلدارة العامة ،وأرباح المساىمين في رأس مال الشركة ،بحيث ال تزيد عن
،%2وأ قر المشرع الجزائري إضافة نسبة مئوية كشكل من أشكال المساىمة في بعض
الصناديق الخاصة المتعمقة بالتعويض من األضرار الجسمانية كصندوق التعويض عن
حوادث السيارات المنشـأ سنة .13 1969
المطمب الثاني
تحديد القسط
يعتمد المؤمن في تحديد القسط عمى أربعة عوامل ،وعوامل أخرى ىي:
- 1عامل الخطر المؤمن منو :يتحدد ىذا العامل بعنصرين ىما :درجة احتمال حدوث
الخطر ،ودرجة جسامة الخطر.
- 13تنص الفقرة األولى من المادة 24من األمر رقم 15- 74عمى :يكمف الصندوق الخاص بالتعويضات ،بتحمل كل
أو جزء من التعويضات المقررة لضحايا الحوادث الجسمانية أو ذوي حقوقيم ،وذلك عندما تكون ىذه الحوادث التي ترتب
عنيا حق في التعويض ،مسببة من مرك بات برية ذات محرك ،ويكون المسؤول عن األضرار بقي مجيوال أو سقط حقو
في الضمان وقت الحادث أو كان ضمانو غير كاف أو كان غير مؤمن لو أو ظير بأنو غير مقتدر كميا أو جزئيا " .
17
- 9العوامل األخرى :ليس الخطر وحده العامل المحدد لمقسط ،بل ىناك عوامل أخرى
يخضع ليا تحديد القسط تتمثل في المبمغ المؤمن بو ،وعامل المدة الزمنية ،وسعر الفائدة .
ا -المبمغ المؤمن بو :ويسمى مبمغ التأمين ( )La somme assuréويمثل الحد األقصى
لمبمغ التعويض الذي يتحصل عميو المؤمن لو عند تحقق الخطر كميا ،%100فيو الوعاء
الذي يتحدد بو القسط ،وقد يكون مساويا لقيمة الشيء المؤمن عميو ،أو مختمفا عنو .
ب -المدة الزمنية :يتأثر تحديد القسط بعامل المدة ،فقسط التأمين يقاس بوحدة زمنية معينة،
وىي سنة كقاعدة عامة ،ويتضاعف القسط بتضاعفيا ويتناقص بتناقصيا ،ويتناسب عكسيا
في التأمين عمى الحياة حيث كمما قصرت المدة زاد القسط وكمما كانت أطول كان القسط
أقل.
د -عالوات القسط :إن تنظيم عممية التأمين بين المؤمن ليم يحتاج إلى نفقات يضيفيا
المؤمن إلى األ قساط حتى ال يخسر ،وىذه الن فقات تسمى عالوات القسط (الربح ويقدر عادة
بـ ،%2مصاريف السماسرة ،تحصيل األقساط (الدين مطموب وليس محموال) ،مصاريف
اإلدارة ،الضرائب) .
18
المبحث الثالث
المطمب األول
ونتناول ضمن ىذا المطمب مفيوم أداء التأمين والعوامل التي يخضع ليا في تحديده:
إذا التزم المؤمن لو بدفع القسط فالمؤمن يمتزم بالمقابل بأداء معين يرتبط بالقسط الذي يدفعو
المؤمن لو ،ويتناسب معو بحيث يزيد األداء كمما زاد القسط.
ففي التأمين عمى األضرار يمثل الحد األ قصى لمسؤولية المؤمن عن الخطر ،ويكون عادة
مساويا لمقيمة الحقيقية لمشيء المؤمن عميو أو أقل ،ويوصف بأنو دين احتمالي أين يكون
الخطر غير محقق الوقوع (األضرار ،أو المسؤولية) ،أما في التأمين عمى األشخاص (عمى
الحياة) فيو د ين محقق الوجود ولكنو مضاف إلى أجل معين ،وقد يتمثل األداء في مبمغ
نقدي يدفعو المؤمن لممؤمن لو عند تحقق الحادث ،أو أداء عيني تقوم بو شركة التأمين (
إزالة أثر حريق ،إصالح سيارة ،ترميم بناية ميدمة ) ،وىذا لتفادي الغش ،ولمنع اإلثراء بال
سبب ،وىو تخييري ،أو عمى شكل خدمة شخصية :كالقيام بمساعدة المؤمن لو عند
التقاضي ،والدفاع عنو أمام القضاء في التأمين من المسؤولية عندما يكون مخطئا ،والمطالبة
بالتعويض عند ما يكون ضحية الخطأ.
ويتحدد أداء المؤمن في تأمين األشخاص طبقا لالت فاق المبرم بينو وبين المؤمن لو ،حيث
يمتزم المؤمن بدفع المبمغ المتفق عميو دون نظر إلى تحقيق أي ضرر لممؤمن لو أو
19
لممستفيد ،وذلك ألن تأمين األشخاص ليس لو صفقة تعويضية ،ففي التأمين عمى الحياة أو
ضد االصابات والحوادث يكون لممؤمن لو الحق في المبمغ المتفق عميو في العقد كامال دون
مناقشة ،ودون اعتبار لحجم األضرار عند تحقق الخطر.
- 1يجوز تعدد مبالغ التأمين بإبرام عدة عقود تأمين من خطر واحد (م 61 ،60ق ت ج).
- 2يجوز لممؤمن لو الجمع بين مبمغ التأمين أو مبالغ التأمين عند تعددىا ،وبين التعويض
الذي يحكم لو بو من الغير الذي يتسبب لو في الحادث المؤمن منو.
.1ال يجوز لممؤمن إذا دفع مبمغ التأمين الحمول محل المؤمن لو في الرجوع عمى
الغير ،إنما لممؤمن لو الحق وحده الرجوع عمى الغير المسؤول.
ويترتب عمى الصفة التعويضية لمتأمين عمى األضرار أن ال يحصل المؤمن لو عمى تعويض
يفوق التعويض المبين في العقد ،وال يتجاوز ىذا المبمغ قيمة الضرر الذي أصاب المؤمن
لو .
يتحدد أداء المؤمن( التعويض) بصفة عامة بمبمغ التأمين المتفق عميو في العقد ،وبمقدار ما
يمحق المؤمن لو من أضرار ،عمى أن تكون قيمة الشيء المؤمن عميو ىي الحد األقصى
ألداء المؤمن ،وعمى عامل قيمة الشيء المؤمن عميو ،باإلضافة إلى العامل القانوني .
وىو المبمغ المتفق عميو في العقد كحد أقصى لمتعويض ،فإذا كان الضرر كميا التزم المؤمن
بدفع ىذا المبمغ ،حتى ولو زادت قيمة الضرر عن ىذا المبمغ ،ألن األقساط تقدر عمى
20
أساسو ،أما إذا كان الضرر جزئيا فإن المؤمن لو يعوض بمقدار الضرر ،أي بأقل من المبمغ
المؤمن بو .
يمتزم المؤمن بتعويض الضرر عمى أن ال يتجاوز مبمغ التأمين طبقا ألحكام المادة 623ق
م ج " ال يمتزم المؤمن في تعويض المؤمن لو إال عن الضرر الناتج من وقوع الخطر
المؤمن منو بشرط أن ال يجاوز ذلك قيمة التأمين" ،كما ال يجوز إبرام عدة عقود تأمين
لخطر واحد ما عدا التأمين عمى األشخاص ،تحت طائمة البطالن م 33ق ت ج - 06
، 04إال إذا كان المؤمن لو حسن النية .14
يطبق في التأمين عمى األشياء دون التأمين عمى المسؤولية ،وقيمة الشيء ىي إما المعمنة
المصرح بيا عند إبرام العقد ،وتقدر عند إبرام العقد ،والقيمة الحقيقية وتقدر في تاريخ وقوع
الخطر ،والعبرة ىنا بالقيمة الحقيقية إذا كانت أقل من مبمغ التأمين أو مساوية لو ،واذا كانت
أكبر فالعبرة بمبمغ التأمين ،وأقصى ما يمتزم بو المؤمن ىو مبمغ التأمين ،إذا كان الضرر
كميا.
واذا أمن المؤمن لو عمى شيء بمبمغ أكثر مما يستحق (فعال) فالعبرة بقيمة الشيء ال بمبمغ
التأمين ،فال يسترد ما يتناسب مع مبمغ التأمين ىذا إذا كان حسن النية ،واذا كان سيء النية
يكون العقد قابال لإلبطال.
مثال :إذا أمن المؤمن لو عمى منزل قيمتو 900مميون ،وتبين عند وقوع الحادث أنو يساوي
400مميون ،وكان اليالك كميا ،فإن التعويض يساوي قيمة الشيء وليس مبمغ التأمين ألنو
14
-م 33من القانون " 04- 06ال يحق ألي مؤمن لو إال اكتتاب تأمين واحد ومن نفس الطبيعة لنفس الخطر .وفي
حالة حسن النية ،إذا تعددت عقود التأمين ،ينتج كل واحد منيم آثاره تناسبا مع المبمغ الذي يطبق عميو في حدود القيمة
الكمية لمشيء المؤمن .يؤدي اكتتاب عدة عقود تأم ين لنفس الخطر بنية الغش ،إلى بطالن ىذه العقود " .
21
ال يجوز أن يتجاوز التعويض قيمة الشيء الحقيقية م 30ق ت ج (ق .)04- 06وفي حالة
العكس عند ما تكون قيمة الشيء أكبر من مبمغ التأمين فإنو العبرة ىي مبمغ التأمين ألنو ال
يعقل أن يدفع المؤمن أكثر مما تعيد بو.
أما إذا كان اليالك جزئيا فال يعوض كل الضرر حتى ولو كان أقل من مبمغ التأمين ،بل
يعوض بمقدار نسبة المبمغ المؤمن بو ،والقيمة الحقيقية لمشيء م 32ق ت ج .15 04- 06
يتدخل المشرع في بعض األنظمة في تحديد أداء التأمين (مثل التعويض عن األضرار
الجسمانية الناجمة عن حوادث المرور) ،بوضع معايير وجداول في حساب التعويض،
(تعويض قانوني) مثمما ىو في قانون إلزامية التأمين عمى السيارات ،ونظام التعويض عن
األضرار الجسمانية الناجمة عن حوادث المرور ،فيبين حساب التعويض في حالة العجز
الكمي المؤقت ،والجزئي الدائم ،ضرر التألم ،األضرار الجمالية ،م العالج ،االستشفاء،
مصاريف األدوية واإلسعاف ،ويشمل التعويض عن ضرر وفاة القصر ،والبالغين،
ومصاريف الجنازة ،معتمدا عمى الدخل الشيري أو السنوي لممتضرر و عمى جسامة الضرر
من جية ثانية ،وعمى مسؤولية المتضرر في الحادث.
المطمب الثاني
التعويض عن األضرار الجسمانية نظمو المشرع الجزائري بموجب األمر رقم 15/74
16
،وتم تعديمو في المتعمق بإلزامية التأمين عمى السيارات وبنظام التعويض عن األضرار
- 15الماد 32من القانون " 04- 06إذا اتضح أن تقديرات قيمة المال المؤمن عميو تفوق المبمغ المضمون يوم الحادث ،
وجب عمى المؤمن لو تحمل كل الزيادة في حالة الضرر الكمي وتحمل حصة نسبية في حالة الضرر الجزئي ،إال إذا كان
ىناك اتفاق مخالف لذلك " .
22
بالقانون ،31/88باإلضافة إلى األحكام الواردة في قانون التأمين في فصولو سنة 88
المتعمقة بالتأمين عمى السيارات (االختياري واإللزامي) ،وسنعتمد التعويض عن األض ارر
الناجمة عن حوادث المرور كنموذج ،وىذا سعيا إلى االختصار ،وتفاديا لإلطالة في تناول
طرق وأساليب حساب التعويضات الخاصة بأنواع التأمين األخرى .
يحدد القانون المذكور جدول التعويضات الممنوحة لضحايا حوادث المرور الجسمانية أو
لذوي حقوقيم ،وقد تضمن ىذا القانون :
- 1األجر القاعدي :ويعتمد القانون األجر( لألجير أو الموظف ) أو الدخل لممينيين أو
التجار ،أو األجر الوطني األدنى المضمون ( حاليا 18000د ج) لمقصر والبطالين
كأساس لحساب التعويض المستحق في الحاالت التالية :العجز المؤقت عن العمل –
العجز الدائم الجزئي أو الكمي عن العمل – الوفاة .
مالحظة :يعد تاريخ الحادث ىو المرجع القانوني لحساب التعويض في حالة التنازع بيذا
الخصوص.
- 2أساس حساب التعويض عن العجز المؤقت عن العمل :فإذا أصيب شخص في حادث
مرور بعجز كامل عن العمل أي بنسبة ، % 100فإن تحديد التعويض يتم عمى أساس
دخمو الشيري الصافي طول مدة العجز ،فإذا كان المتضرر بطاال أو قاص ار ،أو أجي ار
أجرتو أقل من األجر الوطني األدنى المضمون ،فإن التعويض يحسب عمى أساس الحد
األدنى لألجور ،والمقدر ب 18000دج حاليا ،والباقي يتم باعتماد األجر أو الدخل ،
بضرب األجر أو الحد األدنى لو في مدة العجز ،مثال :عامل ضحية حادث مرور أجره
- 16انظر :األمر رقم 15 - 74المؤرخ في 30جانفي 1974يتعمق بإلزامية التأمين عمى السيارات وبنظام التعويض عن
األضرار ،ج ر رقم 15المؤرخة في 19فيفري ، 1974والمعدل والمتمم بالقانون رقم 31- 88المؤرخ في 19جويمية
،1988ج ر رقم 29المؤرخة في 20جويمية 88
23
25000دج ،وقدر الطبيب مدة العجز بـ 3أشير فإن التعويض = 75000=3×25000
واذا كان بطاال 36000=3×18000دج
- 3المصاريف الطبية والصيدالنية :ويتم دفعيا بكامميا ،وتشمل مصاريف األطباء ،
مصاريف اإلقامة بالمستشفى ،المصاريف الصيدالنية ،مصاريف األجيزة والتبديل ،
مصاريف سيارة اإلسعاف ،مصاريف النقل ،مصاريف العالج بالخارج إذا استدعى األمر
ذلك .
وصورتو عجز دائم عن العمل بصفة جزئية يحددىا الطبيب بنسبة ما ،أو يكون العجز كميا
،وحدد قانون 31/88نقطة مرجعية استداللية مقابمة لكل دخل سنوي ( Point
،) indiciaireفي جدول مرفق بالقانون ،فنضرب النقطة االستداللية في 100لمحصول
عمى رأس المال التأسيسي( ،رأس المال التأسيسي= النقطة االستداللية لألجر
السنوي× .)100ثم نضرب الناتج في نسبة العجز لمحصول عمى مقدار التعويض .
مثال :0نسبة العجز الجزئي الدائم لممتضرر ىي ،%40األجر الشيري لو يساوي 6000
دج ( أجر قديم سابق ) ،نحسب األجر السنوي ،72000=12×6000النقطة االستداللية
المقابمة لألجر السنوي ىي ( .3180وضع القانون جدوال مرفقا يحدد النقطة االستداللية لكل
17
). أجر سنوي ،سواء أكان دخال أو أج ار أو أج ار وطنيا أدنى مضمونا
- 17أدرج القانون رقم 31- 88جدوال مرفقا يحدد النقطة االستداللية لكل أجر ،فمقابل األجر السنوي 61500ىو النقطة
،2970و 68500يقابميا ىو ، 3110و 77000ىو . 3280وىذه أمثمة ألجور قديمة وضعت عند صدور القانون،
ووضعت ببرنامج تقني مالي متخصص ،والطالب ليس مطالبا بحساب النقطة االستداللية ألجر سنوي ما .
24
التعويض= رأس المال التأسيسي× نسبة العجز = 40×318000تقسيم =100
127200دج .
18
أو (127200=40×3180 =100/ 40×)100 ×3180د ج
وباعتبار أن القانون 31- 88لما وضع الجدول أوقف الحساب عند األجر السنوي 77000
وتقابمو النقطة االستداللية ، 3280فإذا فاق األجر أو الدخل ىذا المبمغ فإن حساب النقطة
االستداللية يتم وفقا ليذه القاعدة :
فإذا كان الدخل السنوي ألجير ىو 200000د ج وأصيب بعجز دائم بنسبة %30فإن
طريقة حساب النقطة االستداللية لألجر السنوي تتم كالتالي :
- 2كيف نحسب النقطة االستداللية لممبمغ 123000إذا عممنا أن لكل 500من ىذا المبمغ
نقطة استداللية تساوي 10حسب الجدول الوارد في القانون ؟
أما إذا كانت نسبة العجز تساوي أو تفوق %80مما يضطر المتضرر إلى االستعانة
بالغير ،فإن التعويض يتضاعف بنسبة .%40
- 18انظر :معراج جديدي ،محاضرات في قانون التأمين الجزائري ،ديوان المطوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية
سنة ، 2007ص152
25
يجب أن ال يتجاوز الدخل الشيري لممتضرر 8مرات األجر األدنى المضمون فإذا تجاوزه
يعاد حساب النقطة االستداللية بزيادة 10نقاط عن كل شطر من الزيادة في المبمغ ،والشطر
يساوي 500دج.
رابعا :يدفع التعويض المستحق لمضحية أو ذوي حقوقيا عمى شكل إيراد (مرتب) مؤقت أو
مدى الحياة ،أو يكون في شكل رأس مال يسدد دفعة واحدة ،واذا كان الضحية بالغا سن
الرشد فالتعويض بكون اختياريا إيراد أو رأسمال
أما بالنسبة لناقص األىمية وال قاصر فالتعويض يكون إجباريا ،في شكل إيراد دوري إلى غاية
بموغو سن الرشد عندما تفوق قيمة التعويض أربعة أضعاف المبمغ السنوي لألجر الوطني
األدنى المضمون.
إذا كان الضحية أو أحد ذوي حقوقو فاقد األىمية أو بمغ سن العجز فالتعويض يكون في
شكل إيراد دوري مدى الحياة إذا فاق التعويض أربعة أضعاف األجر الوطني .19
يتحدد التعويض الممنوح بالتراضي أو قضائيا في إطار حوادث المرور الجسمانية عمى
أساس الجدول الممحق بيذا القانون (يتم حساب التعويض في شكل إيراد دوري بتقسيم رأس
المال التأسيسي عمى معامل المعاش المحدد في الجدول المرفق( .ىناك جدول خاص
باإليراد المؤقت واإليراد العمري ،عمى أن ال يتجاوز اإليراد األجر الوطني األدنى
المضمون).
26
خامسا :التعويض عن الوفاة
يحصل عمى رأس المال التأسيسي بالنسبة لكل مستفيد بضرب قيمة النقطة االستداللية
المقابمة لألجر أو الدخل الميني لمضحية في النسبة الممنوحة لكل شخص ،عند تاريخ
الحادث ،كالتالي:
ال يمكن أن يتجاوز مبمغ رأس المال التأسيسي المدفوع لذوي الحقوق طبقا لمفقرة أعاله النقطة
المقابمة لألجر أو الدخل الميني السنوي لمضحية المضروب في .100
يحدد التعويض الممنوح لقاء مصاريف الجنازة بخمسة أضعاف المبمغ الشيري األدنى
المضمون عند تاريخ الحادث.
يتم التعويض في حالة وفاة ضحية قاصر ال يمارس نشاط مينيا لفائدة األب واألم بالتساوي
أو الولي كما ورد في التشريع كما يمي:
27
-إلى غاية 6سنوات :ضعف المبمغ السنوي لألجر الوطني المضمون عند تاريخ الحادث
(يستحقان معا تعويضا قدره مرتين المبمغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون وقت وقوع
الحادث).
-ما فوق 6سنوات إلى غاية 19سنة 3 :أضعاف المبمغ السنوي لألجر الوطني األدنى عند
تاريخ الحادث( .ىو معنوي أكثر منو مادي)
-في حالة وفاة األب أو األم يتقاضى المتبقي منيما عمى قيد الحياة التعويض بكاممو ،ال
يشتمل ىذا التعويض عمى مصاريف الجنازة.
-الحاالت غير الواردة في القانون يتم التعويض عنيا وفق القواعد المعمول بيا في مجال
الضمان االجتماعي.
-يتم التعويض عن العمميات الجراحية إلصالح ضرر جمالي بموجب خبرة طبية أو تسدد
بكامميا .
-يتم التعويض عن ضرر التألم بموجب خبرة طبية كالتالي :ا -ضرر التألم المتوسط :مرتين
قيمة األجر الوطني األدنى المضمون عند تاريخ الحادث .ب -ضرر التألم اليام :أربع مرات
قيمة األشير الشيري الوطن األدنى المضمون عند تاريخ الحادث .
ج -التعويض عن الضرر المعنوي لموفاة :يستفيد منو الزوج واألب واألم واألوالد سواء كانوا
اعتمد المشرع الجزائري التقسيم التقميدي وفقا لما أورده القانون 04- 06إلى تأمين بري في
المواد من 6إلى ،91والبحري من 92إلى 150والجوي من 151إلى 162والتأمينات
28
اإللزامية من المادة 163إلى المادة ، 183وسنتناول ضمن ىذه األنواع بعض النماذج
ل صعوبة اإللمام بيا كميا ،ألن كل نوع يشكل موضوعا مستقال ،وذلك ضمن ىذه المطالب:
وىو التأمين عمى األخطار التي تصيب األموال والممتمكات بصفة مباشرة ومنيا:
- 2التأمين من ىالك الحيوانات( :م ، )51- 49ويشمل فقدانيا نتيجة مرضيا ،أو قتميا
لموقاية ،أو بأمر من السمطات في حالة الوباء.
- 3التأمين من الخطار المناخية (م :)53- 52ويغطي األضرار المالية المنقولة أو العقارية
بسبب العواصف أو الثمج أو الصقيع وكل ما يتعمق بالزراعة.
- 4تأمين البضائع المنقولة (م :)55يغطي ت أمين البضائع المنقولة عبر الطرق البرية أو
السكك الحديدية ،وفق الشروط المحددة في العقد ،األضرار والخسائر المادية الالحقة
بالبضائع أثناء نقميا ،واذا اقتضى الحال أثناء الشحن والتفريغ .
- 5التأمين من السرقة :أي سرقة األشياء المنقولة أو اتالفيا أو ضياعيا .
- 6التأمين من الكوارث الطبيعية والحروب األىمية واإلرىاب :في األصل ىي غير جائزة إال
في إطار العقود الخاصة وبقسط إضافي ،وترفض شركات التأمين لكونيا اختيارية ،غير أنو
بعد زلزال بومرداس 2003صدر قانون إلزامية التأمين عمى الكوارث الطبيعية ،وتعويض
الضحايا بموجب األمر 12/03لكن بقي تطبيقو يواجو صعوبة كبيرة ،وتشمل الكوارث أيضا
الفيضان ،العواصف ،الرياح الشديدة ،ىيجان البحر.
29
المطمب الثاني :التأمين عمى المسؤولية( :م )12- 19
ىو أن يضمن المؤمن لو عدم رجوع الغير عميو بسبب ما أصابيم من أضرار يكون المؤمن
لو مسؤوال عنيا( ،وعرفو السنيوري :بأنو عقد بموجبو يؤمن المؤمن لو من األضرار التي
تمحق بو من جراء رجوع الغير عميو بالمسؤولية ،والخطر المؤمن منو ليس الضرر الذي
يصيب المضرور بل الضرر الذي يصيب المؤمن لو من جراء رجوع الغير عميو ،فالمؤمن
يمتزم بتسديد تعويض الضحية المتضررة مما سببو المؤمن لو ،فتقف بذلك شركة التأمين إلى
جانبو أو تحل محمو.
أوردىا المشرع في المواد من ،191- 163ويمكن تمخيص الحاالت التي تخضع لإللزامية
فيما يمي:
- 1التأمين اإللزامي عمى المسؤولية المدنية عن األضرار الجسمانية والمادية( :الشركات
والمؤسسات ،استغالل المحالت ،المالعب الرياضية ،مؤسسات نزع أو نقل الدم ،مستعممو
اآلليات والمصاعد ،الجمعيات والرابطات)...
- 3التأمين عمى األضرار الناجمة عن حوادث المرور ،والتي تضمنيا األمر 15/74
والمعدل والمتمم بالقانون .31/88
وتشمل األطراف التي تتحمل مسؤولية المخاطر الناجمة عن حوادث المرور (المؤمن لو
مالك المركبة وكل من آلت إليو بإذن مالكيا والمؤمن بصقتو ضامنا) ،واذا كان المتسبب
في الحادث مجيوال أو غير مؤمن عمى سيارتو أو أن التأمين غير كاف فالتعويض يتحممو
الصندوق الوطني لمتعويض عن ضحايا حوادث المرور المنشأ باألمر 107- 69بتاريخ
.69/12/31
30
والمستفيد من التعويض عن الحادث كل متضرر منو سواء الضحية أو ذوي حقوقو في حالة
وفاتو.
المطمب الرابع
والمقصود بيا التأمينات المتعمقة ب اإلنسان من وجوده ،حياتو ،صحتو وسالمتو ،ويرتب دفع
مبمغ معين بغض النظر عن جسامة الضرر ،وقد يكون إلزاميا مثل تأمين الضمان
االجتماعي عمى الحوادث واألمراض المينية ،وقد يكون اختياريا وفقا لعقد مبرم (م 60من
ق ت ج) " التأمين عمى األشخاص ىو عقد احتياطي يكتتب بين المكتتب والمؤمن ،يمتزم
بواسطتو المؤمن بدفع مبمغ محدد في شكل رأسمال أو ريع ،وفي حالة وقوع الحدث أو عند
حمول األجل المحدد في العقد ،لممؤمن لو أو المستفيدة المعين" ويشمل ىذا النوع من التأمين
عدة أنواع ىي التأمين عمى الحياة ،وعمى الحوادث الجسمانية.
وىو التأمين لحال البقاء ،مقابل قسط يدفعو المؤمن عند تاريخ معين يكون فيو عمى قيد
الحياة ،ويسمى التأمين المضاد (ضمان التأمين األول) ،باسترجاع األقساط المدفوعة إذا
توفي المؤمن لو المستفيد قبل األجل المتفق عميو( ،واال احتفظ المؤمن باألقساط).
ويكون التعويض ( مبمغ التأمين ) عمى شكل رأسمال بدفعة واحدة أو عمى شكل ريع دوري
مدى الحياة ،إذا بقي المؤمن لو عمى قيد الحياة إلى تاريخ حمول أجل الدفع ،وىذا وفقا لمفقرة
الثانية من المادة 64ق ت ج " :إن ضمان التأمين األول شرط يسمح باسترجاع مبمغ
األقساط المدفوعة المرتبطة بالتأمين في حالة الحياة إذا توفي المؤمن لو قبل األجل المحدد
في العقد لدفع المبالغ المؤمن عمييا .ويكتتب ضمان التأمين األول مقابل قسط خاص يدرج
في القسط الرئيسي ".
31
الفرع الثاني : :التأمين لحالة الوفاة والتأمين المختمط وعمى حياتين
وفي التأمين لحالة الوفاة يمتزم المؤمن بدفع مبمغ معين لممستفيد أو المستفيدين عند وفاة
المؤمن لو لقاء قسط دوري ،أو قسط وحيد.
أما التأمين المختمط فيجمع بين التأمينين لحال الوفاة ولحال البقاء ،فيقبض المؤمن لو مبمغ
التأمين إذا بقي حيا عند تاريخ معين ،واذا مات يقبض مبمغ التأمين.
والتأمين عمى حياتين ،فمثال عند ما يؤمن الزوجان عمى حياتيما ،ومن مات منيما األول
يكون ىو المؤمن عمى حيات و ،ومن بقي حيا يكون ىو المستفيد ويستحق مبمغ التأمين.
ويشترط القانون الكتتاب عقد تأمين عمى األشخاص األىمية القانونية ،فوفقا لنص المادة
68من ق ت ج فإنو " يمكن كل شخص يتمتع باألىمية القانونية اكتتاب عقد تأمين عمى
شخصو أو عمى الغير " .
إن المجال متسع في ىذا النوع من التأمينات ،وطبيعة الموضوع تقتضي االقتصار عمى
بعض مضامين العقدين كالتالي:
- 0التأمين عمى المخاطر البحرية :وىو العقد الذي يمتزم بمقتضاه المؤمن بتعويض المؤمن
لو عن األضرار الناتجة عن وقوع خطر بحري ،نظير قسط معين من المال ،...وىو ذو
طبيعة تجارية ،ودولية ألنو ينصب عمى قيم تنقل من إقميم دولة إلى دولة أخرى ،ويتضمن
التأمين عمى السفن (عمى ىيكميا وممحقاتيا وتوابعيا المصيقة أو المنفصمة عنيا ،بضمان
رحمة واحدة أو عدة رحالت ،أو لمدة زمنية معينة (م 122ق ت) ،كما يشمل التأمين عمى
البضائع ويسرى التأمين عمى البضائع بدون انقطاع في حدود الرحمة المذكورة في عقد
التأمين.
32
- 9التأمين عمى المخاطر الجوية :عقد تمتزم شركة التأمين بموجبو بضمان المخاطر الجوية
بمختمف صورىا نظير قسط مالي ،وتتسم بحداثة نشأتيا ،وبطابعيا الدولي (أسموب التعاون
بين الشركات في التأمين).
33