You are on page 1of 25

‫قانون التأمين‬

‫إعداد ‪ :‬فوزي أكريم‬


‫حسب تحديد األستاذ أشركي أفقير عبد هللا‬
‫كلية الحقوق طنجة‬

‫ال تخفى أهمٌة التأمٌن اعتبارا لكونه أداة لدرء الكثٌر من المخاطر التً ٌتعرض لها األشخاص خصوصا مع‬
‫التطور التكنولوجً الحاصل وتعدد األخطار المحدقة باإلنسان ‪ ،‬فكان ضرورٌا من اللجوء إلى عقود التأمٌن من‬
‫أجل تخفٌؾ عبء المخاطر والمساعدة فً حالة وجود خطر ال ٌقدر الفرد على مقاومته فكان دور الجماعة مهما‬
‫إلبراز التضامن وتوزٌع الخسارة بشكل جماعً وهذا نواة التأمٌن التعاونً أو التبادلً ‪.‬‬

‫لكن مع تطور المجتمعات تطورت أسالٌب الضمان واالمان فظهرت شركات التأمٌن ‪ ،‬ورؼم أهدافها التجارٌة‬
‫لكنها وسٌلة فعالة حالٌا ال ٌمكن االستؽناء عنها من أجل تخفٌؾ عبء المخاطر‪.‬‬

‫و عقد التأمٌن له أطراؾ ٌحدده القانون كما ٌحدد نوعٌة العالقات المرتبطة وااللتزامات الناشبة عن العقد ما بٌن‬
‫المؤمن والمؤمن له والمستفٌد ‪ ،‬و هو عقد ال ٌكتمل إال بوجود جمٌع أطرافه فال بد من وجود عناصر العقد‬
‫كالخطر المؤمن علٌه و حماٌة حدوثه وتناسب االقساط المالٌة التً ٌدفعها المؤمن له للمؤمن وفً حالة تحقق‬
‫الخطر ٌلتزم المؤمن اي شركة التأمٌن بأداء مبلػ التأمٌن أو التعوٌض للمستفٌدٌن األؼٌار حٌث أن العالقة الرابطة‬
‫بٌن األطراؾ ال ٌمكن أن تتم إال وفقا ألمور ٌتطلبها العقد نفسه ‪ ،‬كل هذه األمور تعد أركانا أساسٌة لقٌام صحة‬
‫عقد التأمٌن وتترتب علٌها آثار قانونٌة سواء من جهة المؤمن أو المؤمن له وقد ٌنتهً العقد بشكل عادي أو بشكل‬
‫ؼٌر عادي أي الفسخ كما لعقد التأمٌن مجال لممارسة تقادم دعواه ‪.‬‬

‫الباب األول ‪ :‬ماهية عقد التأمين‬

‫الفصل األول ‪ :‬التطور التاريخي لعقد التأمين‬

‫منذ القدم تعرض االنسان للمخاطر التً تصٌب ذاته أو ماله أو ممتلكاته أو مسؤولٌته المدنٌة ‪ ،‬وكان ال بد من‬
‫إٌجاد وسٌلة لدرء هذه المخاطر والتخفٌؾ من عببها فكانت البداٌة مع ممارسة التأمٌن التبادلً أو التعاونً الذي‬
‫ٌعتبر النواة األولى للتأمٌنات الحالٌة التً ٌطؽى علٌها حالٌا الطابع الربحً أكثر من الطابع التعاونً الذي هو‬
‫أساس عقد التأمٌن ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬فكرة التأمين لدى المجتمعات القديمة‬

‫عرفت المجتمعات القدٌمة نماذج متعددة وبسٌطة فً مٌدان التكافل فكانت التأمٌنات على ؼٌر ما هً علٌه حالٌا‬
‫فكانت جمعٌات دفن الموتى لدى قدماء المصرٌٌن نموذجا فً تحمل نفقات التحنٌط والدفن مقابل اشتراكات ٌدفعها‬
‫الفرد طٌلة حٌاته لٌتمتع بعد وفاته بتحنٌط جٌد و دفن راقً ألن اعتقادهم كان بحٌاة سعٌدة بعد الممات لو بقً‬
‫الجسد محنطا و فً حالة جٌدة ‪ ،‬فكانت هذه الجمعٌات تقوم بجمع االشتراكات السنوٌة أثناء الحٌاة مقابل ضمان‬
‫المصروفات الالزمة للتحنٌط ‪.‬‬

‫نفهم أن التعاقد الحاصل بٌن الشخص وجمعٌة التحنٌط ٌؤدي إلى دفع أقساط سنوٌة نقدٌة أو زراعٌة مقابل تسدٌد‬
‫نفقات التحنٌط ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫كما عرفت المجتمعات البابلٌة والفٌنٌقٌة والرومان واالؼرٌق عقد القرض البحري لكنه لم ٌرق إلى مستوى عقد‬
‫التأمٌن إال الحقا ‪ ،‬وهو عبارة عن رهن ٌقع على السفٌنة ذاتها ضمانا لمال ٌؤدى على سبٌل القرض خالل رحلتها‬
‫فإذا هلكت السفٌنة فقد المقرض المبلػ الذي دفعه وإذا وصلت السفٌنة سالمة ال تكون مسؤولة عن أداء مبلػ القرض‬
‫فقط ولكن تسأل اٌضا عن فابدة محددة متفق علٌها ‪.‬‬

‫عقد القرض على السفٌنة ٌتشابه مع عقد التأمٌن فً ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ ‬إن المقرض ٌلعب دور المؤمن له‬


‫‪ ‬المبلػ الذي ٌدفعه هو عوض التأمٌن‬
‫‪ ‬الفابدة التً ٌدفعها المقترض تمثل قسط التأمٌن‬

‫أما االختالؾ بٌنه وبٌن عقد التأمٌن فٌكمن فً دفع قسط التأمٌن فً عقد التأمٌن سواء تحقق الخطر أم لم ٌتحقق‬
‫ولكن ال تدفع الفابدة فً عقد القرض عند عدم تحقق الخطر ‪.‬‬

‫عوض التأمٌن فً عقد التأمٌن ال ٌدفع إال عند تحقق الخطر أما فً عقد القرض البحري فإن المبلػ ٌدفع قبل ذلك‬
‫وان كان المقترض ٌرده إلى المقرض عند تخلؾ الخطر باإلضافة الى الفابدة المتفق علٌها ‪.‬‬

‫لكن الفقه االسالمً ٌرى فً هذا األمر مقامرة ورهانا بشكل واضح ‪ .‬كما حرمه البابا جٌجوار سنة ‪ 0321‬م‬
‫تأسٌسا على الفابدة الربوٌة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬فكرة التأمين لدى المجتمعات االسالمية‬

‫شهدت المجتمعات االسالمٌة أنماطا معٌنة من التأمٌنات التً طؽى علٌها عنصر التكافل والتعاون والتضامن ذلك‬
‫أن الشرٌعة االسالمٌة كانت حاضرة من أجل تخفٌؾ أعباء المخاطر عن االشخاص‪.‬‬

‫فاألمن من نعم هللا على عباده ‪ ،‬قال تعالى " وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوؾ " قرٌش ‪.‬‬

‫"مثل المؤمنٌن فً توادهم وتراحمهم كمثل الجسد " حدٌث شرٌؾ‬

‫والحدٌث عن التأمٌن فً ظل المجتمعات االسالمٌة اختلؾ فٌه بٌن مجٌز و محرم ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرأي الذي أجاز التعامل مع التأمين‬

‫أورد الكثٌر من الفقهاء جواز التأمٌن من بٌنهم االستاذ مصطفى الزرقاء واالستاذ عبد الرحمان عٌسى وقد‬
‫استعملوا القٌاس على جوازه خصوصا بالنسبة لـ ‪:‬‬

‫‪ -0‬عقد المواالة ‪ :‬فٌقول شخص مجهول النسب للعربً " أنت ولًٌ تعقل عنً إذا جننت و ترثنً إذا أنا مت "‬
‫فعقد المواالة هذا ص ورة حٌة عن عقد التأمٌن الذي ٌتحمل مسؤولٌة مجهول النسب فً كل ما ٌصدر عنه‬
‫من أضرار فوجه الشبهة بٌن عقد المواالة وعقد التأمٌن هو تحمل المسؤولٌة ال ؼٌر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضمان خطر الطرٌق عند الحنفٌة ‪ :‬فٌقول شخص آلخر " أسلك هذه الطرٌق وإن أصابك شًء فأنا‬
‫الضامن " فإذا حدث له ضرر وجب تعوٌضه ‪ ،‬هذه الفكرة الفقهٌة تصلح أن تكون نصا قوٌا لجواز عقد‬
‫التأمٌن‬
‫‪ -2‬قاعدة االلتزامات والوعد الملزم عند المالكٌة ‪ :‬ومفاد الفكرة أن الشخص إذا وعد ؼٌره بقرض أو تحمل‬
‫خسارة أو ؼٌر ذلك مما لٌس بواجب علٌه فً االصل فٌصبح ملزما بالوفاء بوعده ‪ ،‬وهنا متسع لتخرٌج‬
‫عقد التأمٌن على أساس أنه التزام من المؤمن للمستأمنٌن ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -4‬نظام العواقل فً االسالم ‪ :‬وتتلخص الفكرة فً أن شخصا إذا قتل شخصا آخر بؽٌر عمد وكان علٌه آداء‬
‫الدٌة ال القصاص فإن الدٌة توزع على أفراد عابلته أو أن تصٌب شخص مصٌبة فً ماله أو ؼنمه أو‬
‫زرعه فٌتكافل معه أفراد عابلته بما ٌخفؾ عنه الخسارة ‪ ،‬وهنا نجد عقد التأمٌن حاضرا للتعوٌض عن‬
‫الخسابر ‪.‬‬
‫‪ -5‬نظام التعاقد والمعاش لموظفً الدولة ‪ :‬فٌقتطع من مرتبات الموظفٌن مبلػ محدد حتى إذا بلؽوا سن‬
‫الشٌخوخة وجدوا من مبلػ المعاش ما ٌساعدهم على قضاء حوابجهم وٌستمر المعاش طٌلة حٌاته ثم‬
‫ألرملته بعد وفاته ‪ ،‬وهذا النظام التقاعدي ال ٌرى فٌه العلماء أي ضرر أو تحرٌم وهو ٌشبه إلى حد كبٌر‬
‫التأمٌن على الحٌاة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الرأي الذي حرم التعامل مع التأمين‬

‫أبرز من حرمه من الفقهاء المتأخرٌن العالمة محمد بن عابدٌن فً كتابه باب المستأمن ‪ ،‬وقال إن على االمام‬
‫نصرة المستأمنٌن من أهل الحرب ما داموا فً دار االسالم وأنه ال ٌحل لمسلم أن ٌتعاقد فً دار االسالم مع‬
‫المستأمن إال ما ٌحل من العقود مع المسلمٌن كما ال ٌجوز أن ٌؤخذ من المستأمن شًء ال ٌلزمه شرعا وإن جرت‬
‫به العادة كالذي ٌؤخذ من زوار بٌت المقدس ‪.‬‬

‫وٌقٌسه على بٌع الؽرر وهو بٌع السمك فً الماء الذي نهى عنه رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‬

‫و ٌحرمه أٌضا الدكتور عٌسى عبده فً كتابه " التأمٌن األصٌل والبدٌل " حٌث ٌقول ‪ :‬هل شركات التأمٌن‬
‫مؤسسات تجارٌة ؟ أم شركات تعاونٌة ؟ أم هً وسٌلة نهب وسرقة ؼاٌتها ابتزاز أموال الناس وتفرٌػ الجٌوب‬
‫واإلثراء بدون سبب ؟‬

‫فلو كانت شركات التأمٌن مؤسسات تجارٌة لوجب أن ٌخضع كل مساهم فً شركات التأمٌن للربح والخسارة وفق‬
‫تعالٌم اال سالم ‪ ،‬لكن الذي ٌقع أن المؤمن ٌدفع المال لشركة التأمٌن فإذا لم ٌقع ضرر ال ٌسترد منه شًء بٌنما إذا‬
‫وقع ضرر ال ٌستفٌد سوى من مبلػ ال ٌعوض الخسارة وفق العقد مع قدرة الشركة على خلق األعذار والمنافذ‬
‫للتملص من التعوٌض ‪.‬‬

‫أما إذا كانت شركات تكافل فٌجب أن تتحقق شروط من بٌنها ‪:‬‬

‫أن ٌدفع الشخص نصٌبه على وجه األخوة والتكافل‬ ‫‪-‬‬


‫ال ٌجوز استؽالل هذا المال إال بالوسابل المشروعة شرعا‬ ‫‪-‬‬
‫ال ٌجوز له ان ٌطالب بمبلػ معٌن عند وقوع حادث بل ٌقنع بما تسمح به الجماعة‬ ‫‪-‬‬
‫التبرع هبة والرجوع إلٌه مكروه والراجع فً هبته كالراجع فً قٌبه حسب بعض النصوص‬ ‫‪-‬‬

‫وهذه الشروط ال تنطبق على شركات التأمٌن ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الموازنة والترجيح‬

‫ٌبدو أن الذٌن ذهبوا إلى تحرٌم عقود التأمٌن أقوى حجة وأتم داللة وأرسخ ارتباطا بنصوص الشرٌعة و قواعدها‬
‫العامة ‪.‬‬

‫‪ -0‬المجوزون للتأمٌن اعتمدوا على استنادات قٌاسٌة بٌنما الذٌن قالوا بحرمة عقد التأمٌن استندوا إلى نصوص‬
‫شرعٌة صحٌحة قوٌة ‪ ،‬و الفرق واضح بٌن أدلة القٌاس وأدلة النصوص ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المجوزون للتأمٌن اعتمدوا على تعلٌالت فً الجواز ما ٌقال فٌها معنى المقامرة و الؽرر والرهان المحرم‬ ‫‪-3‬‬
‫والربا ‪ ،‬بٌنما الذٌن قالوا بالتحرٌم استندوا على نصوص شرعٌة قوٌة تنص على أن عقود التأمٌن فٌها‬
‫شًء من القمار والرهان والؽرر والربا ‪.‬‬
‫المجوزون للتأمٌن اعتمدوا على مبادئ التكافل فً االسالم كالمواالة ونظام العواقل وهً كلها مفاهٌم تكافل‬ ‫‪-2‬‬
‫ولٌس شركات تأمٌن ربحٌة بٌنما استند المحرمون إلى المكاسب الكبٌرة التً تحصلها شركات التأمٌن عن‬
‫طرٌق ابتزاز االموال والمرابحة الفاحشة واالثراء بال سبب‬
‫من قواعد الشرٌعة " إذا تعارض المحرم والمباح رجح المحرم وإذا تعارض المانع والمقتضً قدم المانع‬ ‫‪-4‬‬
‫" فبناء على هذه القاعدة كان تحرٌم عقد التأمٌن كونه ٌتعارض مع الجانب المبٌح عمال باألحوط‬
‫المجوزون نسوا أن تحقٌق األمن والسالمة لكل مواطن هو من الخدمات التً ٌجب أن توفرها الدولة ولٌس‬ ‫‪-5‬‬
‫شركات التأمٌن فكٌؾ ٌجوز لشركة أن تستؽل هذه الخدمة البتزاز االموال من المواطنٌن وتحقٌق الربح‬
‫بال سبب ؟ حتى أن األمر وصل إلى التأمٌن على سٌقان الممثالت و جمال العاهرات وأصوات المؽنٌن ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬البديل الذي يجب أن يكون‬

‫األصل فً األمر هو إحقاق العدل وتأمٌن الحٌاة الكرٌمة لكل مواطن وهذا األمر من مهام الدولة ولٌس من مهام‬
‫االفراد أو الشركات الستؽالل ذلك من أجل الربح ‪ ،‬ومن أهم المبادئ التً وضعها االسالم للدولة ‪:‬‬

‫تأمٌن الدولة أسباب العمل للقادرٌن‬ ‫‪-0‬‬


‫تأمٌن الدولة الكفالة للعاجزٌن والمحتاجٌن كاألٌتام واللقطاء والمنحرفٌن واالرامل والمطلقات والشٌوخ‬ ‫‪-3‬‬
‫والعجزة والمنكوبٌن والفقراء وأصحاب العاهات ‪.‬‬
‫تأمٌن الدولة للحد األدنى للمعٌشة فإذا جاع الناس أخذت الدولة من االؼنٌاء وأعطت للفقراء‬ ‫‪-2‬‬
‫تأمٌن الدولة للطرقات‬ ‫‪-4‬‬
‫تأمٌن الدولة كفالة اصحاب الجوانح كحوادث السٌر أو الؽرق أو ضٌاع المال بل حتى الذي أصابته جانحة‬ ‫‪-5‬‬
‫أو فاقة له من فً بٌت مال المسلمٌن حق‬
‫تأمٌن الدولة للتوازن االقتصادي بٌن االفراد فتتدخل الدولة لتقسٌم االعطٌات والؽنابم تحقٌقا للتوازن بٌن‬ ‫‪-6‬‬
‫طبقات المجتمع حٌث ثبت أن رسول هللا أعطى للمهاجرٌن ولم ٌعط لألنصار ألنهم كانوا فً حاجة‬
‫تأمٌن كفالة االفراد لبعضهم البعض عند الحاجة ‪ ،‬كحال الشدابد واالزمات االقتصادٌة‬ ‫‪-7‬‬
‫إشراؾ الدولة على مبادئ التكافل والتعاون ‪ ،‬وتعاونوا على البر والتقوى ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫هذه بعض مهام الدولة حسب شرٌعة االسالم ‪ ،‬وشركات التأمٌن ال ٌنطبق علٌها نظام التكافل إال إذا بالشروط‬
‫التالٌة ‪:‬‬

‫أن ٌدفع الفرد المساهم نصٌب المال على وجه التبرع والتكافل‬ ‫‪-0‬‬
‫ٌستؽل هذا ال مال بالوسابل المشروعة فقط‬ ‫‪-3‬‬
‫ال ٌجوز لفرد أن ٌتبرع بشًء على أساس أن ٌعوض خسارته‬ ‫‪-2‬‬
‫التبرع هبة وال ٌجوز الرجوع فٌه‬ ‫‪-4‬‬

‫هذه أهم المبادئ التً جاء بها االسالم وال ٌجوز لنا أن نستنبط من االنظمة من الؽربٌة أو الشرقٌة ما ٌخالؾ‬
‫شرٌعتنا السمحة التً جاءت متوازنة بٌن االخرة والدنٌا بل هً أكثر رحمة بالناس من مثٌالتها من النظم‬
‫المستوردة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬فكرة التأمين في المجتمعات الحديثة‬

‫التأمٌن بمفهومه الحدٌث هو مشروع تجاري قابم على اساس الربح بالدرجة االولى من خالل االضطالع بتنظٌم‬
‫التكافل بٌن طالبً التأمٌن ‪ ،‬وقد أدت ثالثة عوامل إلى تكون صورة التأمٌن فً هٌأته الحدٌثة ‪:‬‬

‫العامل األول ‪ٌ :‬تجسد فً محاربة الكنٌسة للقروض الربوٌة على نحو تم التفكٌر فً نمط جدٌد لتوفٌر الضمان‬

‫العامل الثانً ‪ :‬ظهور مشروعات ضخمة متخصصة فً توفٌر األمان‬

‫العامل الثالث ‪ :‬ظهور علم االحصاء وتقدٌر االحتماالت بما أتاحه هذا العلم من قٌاس احتماالت االخطار واتخاذ‬
‫هذا القٌاس اساسا لحساب االقساط‬

‫وقد تطور التأمٌن من التأمٌن البحري إلى البري إلى الجوي‬

‫المطلب األول ‪ :‬تطور فكرة التأمين البحري‬

‫ظهر هذا النوع من التأمٌن فً صورته الحدٌثة منذ العصر الوسٌط وتولدت فٌه أنظمة قانونٌة تعنى بالمخاطر‬
‫البحرٌة نظرا لرواج التجارة فً البحر المتوسط ‪ ،‬وقد ظهر أساسا فً المدن االٌطالٌة والبلجٌكٌة منذ القرن ‪ 04‬و‬
‫التامٌن البحري وطد أركانه انطالقا من القرن ‪ 06‬حٌث ساهم ادوارد لوٌدز بقسط كبٌر فً هذا التوطٌد وبالذات‬
‫عن طرٌق مقهى لوٌدز الشهٌرة والتً أصبحت فٌما بعد من أكبر مؤسسات التأمٌن فً العالم ‪ ،‬حٌث ظهرت سنة‬
‫‪ 0870‬وصدر قانون جعلها شخصٌة قانونٌة مهمتها تحقٌق ثالثة أؼراض ‪ -0‬حماٌة المصالح التجارٌة والبحرٌة‬
‫ألعضابها ‪ -3‬تٌسٌر عملٌة التأمٌن ‪ -2‬تجمٌع المعلومات البحرٌة ‪.‬‬

‫كل هذا ساهم فً ظهور التأمٌن التبادلً ‪ :‬والذي ٌقصد به كل جماعة ٌهدد أعضابها نفس الخطر فٌتعاهدون على‬
‫تقسٌم تكالٌؾ األضرار فٌما بٌنهم ‪ ،‬وظهرت بشدة فً القطاع البحري االنجلٌزي وتأسست نوادي للحماٌة‬
‫والتعوٌض البحري والهدؾ منها تؽطٌة األخطار التً ال تحمٌها شركات التأمٌن كالمسؤولٌات المتعلقة بالبضابع‬
‫واألشخاص فهً تضمن مسؤولٌة مالك السفٌنة اتجاه الطاقم بسبب الوفاة أو المرض وتعوٌضات ؼرق أو هالك‬
‫السفٌنة وتسوٌة المنازعات ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور فكرة التأمين البري‬

‫بعد أن حقق التأمٌن البحري نجاحات صار انتقاله إلى البر رهٌنا بالظروؾ المواتٌة وقد تحقق ذلك مع ظهور‬
‫الرأسمالٌة الصناعٌة وازدٌاد مخاطر استعمال االلة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تطور فكرة التأمين ضد الحريق‬

‫ظهرت الفكرة فً انجلترا بعد حرٌق حصد أكثر من ‪ 2111‬منزل و ‪ 011‬كنٌسة فتأسست اول جمعٌة تعاونٌة‬
‫للتأمٌن من الحرٌق سنة ‪ ، 0669‬ثن انتقلت الفكرة إلى تأسٌس شركات مساهمة متخصصة للقٌام بهذا التأمٌن ثم‬
‫انتشرت الفكرة فً باقً أرجاء العالم وتوسعت حتى شملت التأمٌن على المبانً والمنقوالت ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬فكرة التأمين على الحياة‬

‫نظر إلٌه لمدة طوٌلة على انه منافً لألخالق فقد حرمه لوٌس‪ 04‬و وجد معارضة كبٌرة من فقهاء القانون ولم‬
‫ٌكتسب الشرعٌة إال فً منتصؾ القرن ‪ 09‬بعدما تمكن الرٌاضٌون من وضع جداول للوفٌات تقوم على أسس‬
‫رٌاضٌة وثٌقة ‪ ،‬لكنه كان ٌمارس قبل هذا التارٌخ على حٌاة المالحٌن ورجال البحر من حوادث القرصنة و البحر ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نظام التأمين من المسؤولية‬

‫حدث بعد انتشار المواصالت واستعمال اآلالت والتطور المصانع والتجمعات السكانٌة و كثرة المخاطر ‪ ،‬فكان‬
‫التأمٌن من المسؤولٌة التً تنشأ من نشاط اآلالت بل إن المشرع فرض على أرباب العمل القٌام بهذا التأمٌن لصالح‬
‫العمال ‪ ،‬ومع تطور االنظمة االقتصادٌة ظهرت أنظمة للتأمٌن ضد السرقة والحوادث الطبٌعٌة والحروب ومزاولة‬
‫مهنة والدٌن والضمان ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تطور فكرة التأمين الجوي‬

‫بدأ اساسا بعد الحرب العالمٌة الثانٌة وتوسع التجارة الخارجٌة وانتشار استعمال الطابرات فكان ضرورٌا التأمٌن‬
‫على الطابرات وعلى البضابع التً تنقل جوا مثل االدوٌة ‪.‬‬

‫وال زال االنتشار والتوسع ألنواع جدٌدة للتأمٌن تشق طرٌقها لتشكل نظاما سٌضفً علٌه القانون طابع الشرعٌة‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬تطور فكرة التأمين بالمغرب‬

‫ظهر التأمٌن البحري بالمؽرب سنة ‪ 0879‬من خالل شركة تدعى " االسبانٌة فً مدٌنة طنجة " تالها بعد ذلك‬
‫تأسٌس شركتٌن ألمانٌتٌن هما مانهاٌم و لوٌد ‪ .‬أما التأمٌن البري أي التأمٌن ضد الحرٌق فقد ظهر سنة ‪ 0882‬من‬
‫خالل شركتٌن فرنسٌتٌن ‪ ،‬وفً سنة ‪ 0906‬كانت أول شركة تأمٌن مؽربٌة بمدٌنة طنجة إال أنها توقفت مع الحرب‬
‫العالمٌة االولى ثم ظهرت سنة ‪ 0951‬شركات التأمٌن أولها الشركة المؽربٌة للتأمٌن وتكاثرت بعد االستقالل حتى‬
‫وصلت إلى ‪ 321‬شركة للتأمٌن فتدخل المشرع لتحدٌد الضمانات لرأس المال فتقلصت إلى ‪ 54‬شركة ‪ .‬وقد تطور‬
‫هذا القطاع وشهد عدة قوانٌن منظمة أولها ظهٌر شرٌؾ منظم للتأمٌن فً ‪ 0927‬متعلق بحوادث السٌارات‬
‫وآخرها مرسوم ‪. 3112‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مفهوم عقد التأمين وخصائصه‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم عقد التأمين‬

‫ٌصعب إعطاء مفهوم محدد لعقد التأمٌن ألن جمٌع التعارٌؾ كانت محل نقد ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المفهوم لدى القانونيين واالقتصاديين‬

‫ٌركز القانونٌون على الجانب القانونً بٌنما ٌركز االقتصادٌون على الجانب الفنً‬

‫الفرع األول ‪ :‬المفهوم لدى القانونيين‬

‫ٌعرفه الفقٌه الفرنسً بالنٌول بأنه "عقد ٌتعهد بمقتضاه شخص ٌسمى المؤمن أن ٌعوض شخصا آخر ٌسمى‬
‫المؤمن له عن خسارة احتمالٌة ٌتعرض لها هذا األخٌر مقابل مبلػ مالً ٌقوم المؤمن له بدفعه للمؤمن ‪.‬‬

‫ركز هذا التعرٌؾ على الجانب القانونً وأؼفل الجانب الفنً كما أنه اقتصر على تأمٌن االضرار دون تأمٌن‬
‫االشخاص حٌث أن الحٌاة ال ٌمكن تقدٌرها ‪.‬‬

‫وٌعرفه الفقٌه االنجلٌزي سلوتر " التأمٌن هو شراء األمن ‪ ،‬ذلك أن المؤمن له مدفوعا بالرؼبة فً حماٌة نفسه ضد‬
‫خطر ما ٌشتري من المؤمن حق التعوٌض إن وقع ضرر بسبب ذلك الخطر وٌقال لثمن الشراء قسط وؼالبا ما‬
‫ٌكون سنوٌا وٌندرج وعد المؤمن بالتعوٌض عن حالة وقوع الحادثة المؤمن ضدها فٌما ٌقال له البولٌصة "‬

‫‪6‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المفهوم لدى االقتصاديين‬

‫عرفه االقتصادي فرٌدمان " إن الفرد الذي ٌقوم بشراء تأمٌنات من الحرٌق على منزله ٌفضل تحمل خسارة مالٌة‬
‫صؽٌرة مؤكدة بدال من أن ٌبقى متحمال احتمال خسارة مالٌة كبٌرة "‬

‫نالحظ أنه ركز على الجانب الفنً ولٌس القانونً‬

‫التعريف الراجح‬

‫ٌمٌل أؼلب الباحثٌن القانونٌٌن إلى اعتبار تعرٌؾ االستاذ هٌمار أفضل تعرٌؾ للتأمٌن الشتماله على جانبً عقد‬
‫التأمٌن وهما الجانب القانونً والجانب الفنً ‪.‬‬

‫ٌقول هٌمار فً كتابه "التأمٌنات البرٌة ‪ " :‬عقد التأمٌن هو عملٌة ٌحصل بمقتضاها أحد الفرٌقٌن وهو المؤمن له‬
‫مقابل بلػ معٌن وهو القسط على تعهد لصالحه أو لصالح الؽٌر فً حالة تحقق خطر معٌن من الفرٌق اآلخر وهو‬
‫المؤمن الذي ٌأخذ على عاتقه مجموعة المخاطر ٌجري المقاصة فٌما بٌنه طبقا لقوانٌن االحصاء "‬

‫وٌبقى التعرٌؾ األكمل هو " عقد التأمٌن عقد ٌلتزم المؤمن بمقتضاه أن ٌؤدي إلى المؤمن له مبلؽا من النقود محددا‬
‫أو اٌرادا مرتبا أو أي تعوٌض مالً آخر عند وقوع خطر معٌن خالل مدة معٌنة مقابل قسط للتأمٌن ٌؤدٌه المؤمن‬
‫له للمؤمن "‬

‫وقد تطرق هذا التعرٌؾ إلى مختلؾ جوانب عقد التأمٌن من مؤمن و مؤمن له وشكل العقد تجاري أو ؼٌر تجاري‬
‫و تطرق للمبلػ المتفق علٌه بجمٌع أنواعه تقسٌطا أو مرتبا أو أي شكل آخر وتطرق إلى الخطر المعٌن ثم المدة‬
‫المعٌنة المؤمن خاللها وكل ذلك مقابل قسط التأمٌن المؤدى والمتفق علٌه‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المفهوم لدى الفقه االسالمي‬

‫ما ٌزال الجدل قابما حول مفهوم عقد التأمٌن فً الفكر االسالمً ‪ ،‬لكنه فً الؽالب حرم التأمٌن التجاري و حاول‬
‫إقرار التأمٌن التبادلً من أجل تحقٌق حاجة المسلمٌن إلى التأمٌن ومن أشهر الفقهاء المسلمٌن الذٌن اباحوا التأمٌن‬
‫مصطفى الزرقاء‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬خصائص عقد التأمين‬

‫المطلب األول ‪ :‬الخصائص العامة‬

‫تعتبر عامة ألنها ٌشترك فٌها عقد التأمٌن مع باقً العقود‬

‫الفرع األول ‪ :‬عقد التأمين تبادلي‬

‫ٌعنً أن لكل من المؤمن والمؤمن له التزامات متبادلة ٌجب تنفٌذها عند التعاقد وأثناء العقد وبعد تحقق الخطر ‪ .‬أي‬
‫أن المؤمن له ٌلتزم بدفع االقساط وٌلتزم المؤمن بدفع عوض التأمٌن عند تحقق الخطر ‪.‬‬

‫ٌوجد مثل هذا النموذج فً سابر صور التأمٌن على الحٌاة إذ تعد التزامات كل طرؾ حقوقا للطرؾ األخر حتى‬
‫وإن اختلفت كٌفٌة أو توقٌت أو طرٌقة أداء كل طرؾ اللتزاماته ‪ ،‬فهو من العقود الملزمة للطرفٌن ‪ .‬حتى وإن لم‬
‫ٌتحقق الخطر فهو احتمالً الوقوع بطبٌعته فالؽاٌة هً طمأنٌنة نفس المؤمن له ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬عقد التأمين من العقود المستمرة‬

‫أو ما ٌسمى بالعقود الزمنٌة ألن الزمن عنصر جوهري فً هذا العقد ‪ ،‬فالتزامات الطرفٌن مرتبطة بالزمن ‪،‬‬
‫فالمؤمن له ٌدفع أقساطه بصفة متكررة فً فترات زمنٌة منتظمة فٌبقى العقد مستمرا بالنسبة للمؤمن له ‪ ،‬وٌترتب‬
‫على ثبات صفة استمرارٌة عقد التأمٌن انحصار أثر فسخ العقد على المرحلة المستقبلٌة وال ٌسري الفسخ بأثر‬
‫رجعً ‪ ،‬بحٌث تبقى االقساط المدفوعة فً الماضً دون أثر وهذا تطبٌق للقواعد العامة السارٌة على العقود‬
‫المستمرة وهو خالؾ للعقود الملزمة للطرفٌن ألن المؤمن له ال ٌمكنه استرداد ما دفعه من أقساط ألنها كانت مقابل‬
‫ما تحمل المؤمن من خطر ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عقد التأمين من العقود الرضائية‬

‫فٌنعقد العقد بمجرد التراضً بٌن الطرفٌن وتوافق اإلرادتٌن باإلٌجاب والقبول وٌستلزم الكتابة إلثبات العقد فٌثبت‬
‫بوثٌقة تأمٌن ٌوقع علٌ ها المؤمن ‪ ،‬وهو أمر ال ٌنافً اعتبار عقد التأمٌن عقدا رضابٌا ألن الكتابة تكون من أجل‬
‫إثبات العقد ال النعقاد العقد أي أن الكتابة لٌست شرطا النعقاد العقد وقد ٌجوز االتفاق على جعل الكتابة شرطا‬
‫النعقاد العقد فعندبذ ٌصبح عقد التأمٌن شكلٌا وتكون وثٌقة التأمٌن "البولٌصة" ضرورٌة لالنعقاد ال للثبات ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬عقد التأمين من عقود المعاوضة‬

‫ألن كل طرؾ ٌحصل على منفعة مقابل ما ٌؤدٌه من التزام ‪ ،‬بحٌث ٌحصل المؤمن له على األمان من الخطر‬
‫وٌحصل المؤمن على أقساط التأمٌن ‪ ،‬فالحماٌة ضد االخطار من طرؾ المؤمن تعتبر منفعة تبرر دفع االقساط من‬
‫طرؾ المؤمن له ‪ ،‬بٌنما ٌدفع المؤمن العوض فً حالة تحقق الخطر ‪ ،‬وٌظل عقد التأمٌن من عقود المعاوضة حتى‬
‫لو ٌكن المؤمن له هو المستفٌد من التأمٌن وإنما شخص آخر فاالشتراط لمصلحة الؽٌر ال ٌؤثر على طبٌعة العقد ‪،‬‬
‫مثال التأمٌن حٌاة شخص ما ‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬عقد التأمين مدنيا وتجاريا‬

‫ٌعتبر مدٌنا أو تجارٌا حسب صفة كل من طرفً العقد ‪ ،‬وقد ٌكون مدنٌا لطرؾ وتجارٌا لطرؾ آخر‬

‫فبالنسبة للمؤمن ٌعد التأمٌن عمال تجارٌا فً معظم الحاالت إال فٌما ٌتعلق بالتأمٌن باالكتتاب إذ إن الهٌبات التً‬
‫تباشره ال تعتبر من قبٌل الشركات ونتحدث هنا عن حالتٌن ‪:‬‬

‫الحالة ‪ : 0‬نجد فٌها من التأمٌن العادي باألقسام المحددة التً تقوم به شركات التأمٌن المساهمة ‪ ،‬فالعقد ٌعد بالنسبة‬
‫الٌها دابما تجارٌا ألنها تباشر أعمالها لؽرض تحقٌق الربح ‪.‬‬

‫الحالة ‪ : 3‬فً التأمٌن التعاونً أو التبادلً ٌكون للهٌبات القابمة علٌه ال تزاوله بؽرض الربح وبالتالً تكون‬
‫أعمالها لٌست تجارٌة النتفاء فكرة المضاربة وتحقٌق الربح كما ٌعد فً هذه الحالة التأمٌن التعاونً حتى بالنسبة‬
‫للمؤمن له مدنٌا ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمؤمن له فٌعتبر عمال تجارٌا إذا التأمٌن متعلقا بأعماله التجارٌة كالتأمٌن على البضابع والمحالت‬
‫التجارٌة والسٌارات التً ٌستعملها فً معمله ‪ ،‬أما تأمٌنه على حٌاته مثال فٌعتبر مدنٌا ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الخصائص الخاصة‬

‫هذه الخصابص ٌنفرد بها عقد التأمٌن وٌمكن إجمالها فً ما ٌلً ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬عقد التأمين من عقود االذعان‬

‫نظرا لوجود اختالل بالتوازن بٌن مركز المتعاقدٌن وانعدام التوازن االقتصادي بٌن المتعاقدٌن بحٌث ٌكون الطرؾ‬
‫األقوى فً العقد هو المؤمن وعلى المؤمن له قبول أو رفض بنود العقد وال ٌجوز له مناقشتها ولو بصورة عامة ‪،‬‬
‫فٌكون المؤمن فً مركز قانونً أقوى بحٌث ٌضع شروط العقد وٌضعها للعموم وما على الطرؾ الراؼب فً‬
‫التعاقد سوى القبول فٌكون المؤمن فً مركز اقتصادي أقوى فٌجمع االقساط من المؤمن لهم ‪ .‬لذلك تتدخل الدولة‬
‫أحٌانا من أجل تخفٌؾ االذعان كما أن القضاء والمشرع ٌتدخالن أٌضا من أجل مناصرة المذعن والتقلٌل من‬
‫االذعان ‪ .‬لذلك تدخل المشرع المؽربً لٌفرض رقابة صارمة على شركات التأمٌن فأصبح المؤمن له ٌستطٌع‬
‫االختٌار بٌن عدة شركات للتأمٌن تعرض نفس الخدمات ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬عقد التأمين من عقود االحتمالية‬

‫ألن المتعاقد ال ٌعرؾ مقدار ما ٌعطً أو مقدار ما ٌأخذ ‪ ،‬وال ٌعرؾ أطرافه على وجه التحدٌد ‪ ،‬وعقد التأمٌن من‬
‫أكثر العقود احتمالٌة وٌظهر ذلك بجالء فً نوع التأمٌن من المسؤولٌة المدنٌة ‪ ،‬على ؼرار عقود تأمٌن األشخاص‬
‫التً تلعب فٌها اإلحصابٌات دورا مهما هناك من صنفه ضمن عقود الؽرر والمقامرة حٌث ال ٌدري المؤمن له‬
‫مقدار ما سٌتحصل علٌه عند تح قق الخسارة وكذلك المؤمن ال ٌعرؾ مقدما هل سٌأخذ عوض التأمٌن المشترط أم‬
‫ال ‪ ،‬وتعد صفة االحتمالٌة من أبرز خصابص عقود التأمٌن فاالحتمال هو جوهر التأمٌن فإذا انتفى االحتمال وقت‬
‫العقد وقع التأمٌن باطال وأٌضا إذا زال االحتمال أثناء سرٌان العقد انقضى التأمٌن بقوة القانون أي الفسخ ‪.‬‬

‫لكن بعض الفقهاء ذهب إلى نفً صفة االحتمالٌة عن المؤمن ذلك أنه ٌستعٌن باإلحصابٌات لٌحدد مركزه‬
‫االقتصادي مقدما فال ٌتعرض للخسارة فً أؼلب الحاالت لكن مع ذلك ال ٌمكن لشركة التأمٌن أن تحدد ربحها بدقة‬
‫وتبقى صفة االحتمالٌة قابمة فهو ال ٌضمن المخاطر ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عقد التأمين من عقود حسن النية‬

‫وتلعب حسن النٌة دورا مهما لحظة إبرام العقد بما ٌفرضه على المتعاقد خاصة من التزام باإلدالء ببٌانات متعلقة‬
‫بمحل التأمٌن وظروفه أو فً فترة تنفٌذ العقد بما ٌوجب إخطار المؤمن بكل ما من شأنه أن ٌفاقم الخطر وٌزٌد من‬
‫فرص تحققه ‪ .‬حٌث ٌلتزم المتعاقد باإلبالغ عن كل ما ٌعرفه من الظروؾ التً تزٌد من احتمالٌة وقوع الخطر‬
‫ومجرد الصمت من جانبه عن أوضاع معٌنة للخطر عند ابرام العقد ٌمكن أن ٌؤدي إلى إبطال العقد ‪.‬‬

‫لذلك كان حسن النٌة من مستلزمات عقد التأمٌن فهو ال ٌلزم طرفا دون آخر بل ٌلزم الطرفٌن معا بعدم إخفاء أي‬
‫بٌانات مهمة عن اآلخر ‪ ،‬كما ٌجب على المؤمن عند تحرٌر عقد التأمٌن تقدٌم النصٌحة للمؤمن له وشرح نصوص‬
‫القانون لمن ٌجهلها بقصد تمكٌنه من اختٌار الؽطاء المناسب له و خطر تقدٌم بٌانات ؼٌر صحٌحة ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬صور عقد التأمين‬

‫استخدام عقد التأمٌن فً مجاالت متعددة جعلت منه عقدا متمٌزا عن باقً العقود وله خصوصٌات ٌنفرد بها ‪،‬‬
‫وعملٌات االستخدام المتنوعة لعقود التأمٌن افرزت صورا مختلفة منه تماشٌا مع المخاطر الجدٌدة المطروحة‬
‫فتظهر أنواع جدٌدة من عقود التأمٌن بشكل اضطراري نظرا لظهور مخاطر جدٌدة ‪ ،‬و نظرا لعدم القدرة على‬

‫‪9‬‬
‫االحاطة بجمٌع أنواع التأمٌنات وصعوبة معالجة كل صورة على حدة سنقتصر على دراستها من حٌث المضمون‬
‫ثم من حٌث الشكل ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬عقد التأمين من حيث الشكل‬

‫المطلب األول ‪ :‬التأمين التعاوني‬

‫وٌسمى أٌضا التأمٌن باالكتتاب وهو التأمٌن الذي ٌتفق فٌه مجموعة من األشخاص على صرؾ مبالػ محددة لمن‬
‫ٌقع له أي منهم خطر معٌن فٌتعهدون فٌما بٌنهم على وجه التقابل بتعوٌض الضرر الذي قد ٌطرأ على أحدهم ‪،‬‬
‫المٌزة االولى أن فً هذه الحالة كل عنصر من المجموعة ٌجمع بٌن صفتً المؤمن والمؤمن له ‪ ،‬المٌزة الثانٌة هو‬
‫التضامن والتكافل الموجود حٌث ٌتحمل الجمٌع الخسارة بشكل جماعً وقد ٌكون مبلػ االشتراك ؼٌر ثابت بٌن‬
‫أعضاء المجموعة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التأمين بأقساط محددة‬

‫أو التأمٌن التجاري ‪ ،‬وٌلتزم المؤمن له بدفع مبلػ محدد ٌسمى القسط إلى المؤمن الذي ؼالبا ما ٌكون شركة‬
‫مساهمة نظٌر التزام األخٌر بدفع عوض مالً عند تحقق الخطر محل العقد‬

‫من خصابص هذا التأمٌن‬

‫‪ -‬القسط ٌحدد مسبقا ‪ ،‬فال ٌنتظر وقوع الخطر لتحدٌدها وٌتم تحدٌد القسط بعد دراسة معدل الكوارث ونسب‬
‫حدوثها ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬حدد مسبقا مبلػ العوض المالً الذي ٌلتزم المؤمن بدفعه للمؤمن له عند تحقق الخطر ‪ ،‬وهو ما ٌساعد‬
‫شركات التأمٌن على الوقوؾ بدقة على حجمها المالً وبالتالً المٌزانٌة وتحدٌد التزاماتها المستقبلٌة ‪،‬‬
‫وؼالبا ما تفوق قٌمة مجموع االقساط قٌمة مجموع التعوٌضات وٌحدث االفالس فً حالة العكس ‪.‬‬
‫‪ -‬فً حالة عدم تحقق الخطر محل العقد تستفٌد الشركة من االقساط المدفوعة دون تقاسمه مع المؤمنٌن لهم‬
‫أي أن هذه الشركات تحرص على الربح أكثر من حرصها على التضامن ‪.‬‬

‫خالصة القول أن جمعٌات التبادل التعاونً خالٌة من هدؾ الربح ولٌس لدٌها رأسمال ولٌس فٌها مساهمون‬
‫ٌحصلون على أرباح وإنما لهم دور مزدوج فهم مؤمنون ومؤمنون لهم فً نفس الوقت ‪ ،‬بٌنما التأمٌن بقسط هدفه‬
‫الربح وتكون وراءه ؼالبا شركات مساهمة ذات رأس مال محدد من طرؾ القانون وأقساط التأمٌن فٌها ثابتة لذلك‬
‫سمٌت شركات ذات األقساط الثابتة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التأمين االجتماعي‬


‫التأمٌن االجتماعً فهو نظا ٌم ٌقو ُم على تحقٌق مصلح ٍة عا َّم ٍة َّ‬
‫تتمث ُل فً تؽطٌة المخاطر االجتماعٌَّة التً ٌتعرَّ ض لها أفرا ُد‬
‫الطبقة العاملة والتً قد تحُو ُل بٌنهم وبٌن مُباشرة عملهم‪ ،‬كالمرض والعجز والشٌخوخة والبطالة ‪ .‬فهذا التأمٌن ٌستجٌب‬
‫ت اجتماع ٌَّ ٍة تستن ُد فً جوهرها إلى فكرة التضامن أو التكافل االجتماعً ‪.‬لذلك ُتساهم الدولة مع أصحاب األعمال‬ ‫العتبارا ٍ‬
‫ّ‬
‫اختٌارٌا للعامل أو صاحب‬ ‫وال ُعمَّال فً تحمُّل عبء هذا التأمٌن‪ ،‬أي اشتراكاته‪.‬والتأمٌن االجتماعً تأمٌنٌ إجباريّ ‪ ،‬ولٌس‬
‫شروطه وآثاره وال ٌملك‬ ‫العمل‪ ،‬متى توافرت شرُوطه‪ .‬فاالشتراك فً هذا التأمٌن التزام مصدرهُ القانون الذي ٌُحدد أحواله و ُ‬
‫أي طرؾ من أطراؾ العالقة التعدٌل فً ذلك ‪ ،‬وبذلك ٌختلؾ التنظٌم القانونً لِهذا التأمٌن عن ذلك الذي ٌخضع ل ُه التأمٌن‬
‫شرٌعة المُتعاقدٌن ومبدأ سُلطانُ اإلرادة‪ ،‬وذلك فً إطار القواعد اآلمرة‪ ،‬أمَّا‬ ‫ُ‬ ‫الخاص‪ .‬فالتأمٌن الخاص ٌخضع لِقاعدة العقد‬
‫شروط واألحكام أو المُستفٌدٌن‪ ،‬كما تتولّى‬ ‫ُ‬
‫حٌث ال ُ‬ ‫التأمٌنُ االجتماعًّ فٌتولّى المُشرِّ ع تنظٌمه من كا َّفة جوانبه سواء من‬
‫الدولة مُراقبة تنظٌمه وتتولّى إدارة شؤونه ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أوجه االختالف بين أنواع التأمين الثالثة‬

‫‪ -0‬االختالؾ بٌن التأمٌن بقسط ثابت والتأمٌن التبادلً أو التعاونً ‪ :‬من الناحٌة االقتصادٌة ٌكون الربح‬
‫حاضرا بقوة فً التأمٌن بقسط فً حٌن ال ٌكون هو الهدؾ لدى هٌبات التأمٌن التبادلً‪ ،‬أما من الناحٌة‬
‫الفنٌة فالتأمٌن التجاري تؽٌب فٌه فكرة التضحٌة أو التضامن بٌنما ٌكون هذا المفهوم حاضرا فً التأمٌن‬
‫التبادلً ‪ ،‬أما من الناحٌة القانونٌة فإن العقد ٌبرم بٌن المؤمن له و المؤمن فً التأمٌن بقسط بٌنما ٌبرم فً‬
‫التأمٌن التبادلً بٌن مجموعة من المتعاقدٌن مهددٌن بنفس الخطر ‪ .‬أضؾ إلى ذلك ؼٌاب حساب‬
‫االحتماالت فً التبادلً وحضوره فً ت بقسط‬
‫‪ -3‬االختالؾ بٌن التأمٌن التجاري والتأمٌن االجتماعً ‪ :‬الهدؾ فً التجاري هو الربح بٌنما فً االجتماعً‬
‫تحسٌن وضعٌة الطبقات الضعٌفة ‪ ،‬التجاري ٌقع على عاتق المؤمن له بٌنما ٌتقاسمه فً االجتماعً الدولة‬
‫وأرباب العمل والمؤمن له ‪ ،‬فً التجاري هناك إرادة حرة فً إبرام العقد واختٌار الشركة وتؽطٌة أي نوع‬
‫من المخاطر وحق القبول والرفض وتحدٌد الشروط والسعر وؼٌره بٌنما فً االجتماعً فهو تأمٌن‬
‫إجباري ٌحدده القانون وٌحدد المستفٌدٌن منه وشروط االستفادة وٌتولى التشرٌع تحدٌد المبالػ و حجمها‬
‫وشروط استحقاقها وضوابط دفعها ‪ ،‬كما أن التأمٌن التجاري أوسع مجاال وٌؽطً عدٌد المجاالت بٌنما‬
‫تضٌق مجاالت التأمٌن االجتماعً ‪ ،‬أما الجهة المزاولة فً التجاري فهً الشركات بٌنما فً االجتماعً‬
‫هً الدولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬االختالؾ بٌن التأمٌن التبادلً واالجتماعً ‪ :‬فً التبادلً التأمٌن اختٌاري بٌنما إجباري فً التأمٌن‬
‫االجتماعً ‪ٌ ،‬تحمل النفقات فً التبادلً أطراؾ العقد بٌنما ٌتحمل ذلك فً االجتماعً الدولة وأرباب‬
‫العمل والمستفٌدٌن بشكل بسٌط ‪ ،‬االجتماعً أوسع مجاال من التبادلً الذي ؼالبا ما ٌحمً من خطر معٌن‬
‫‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تقسيم التأمين من حيث الموضوع‬

‫المطلب األول ‪ :‬التأمين الفردي والتأمين االجتماعي‬

‫ٌنظر هذا التأمٌن فً المصلحة المبتؽاة فردي أو جماعً‬

‫الفرع األول ‪ :‬التأمين الفردي ( التأمين الخاص أو التجاري )‬

‫هو التأمٌن الذي تطؽى فٌها لمصلحة الخاصة حٌث ٌقوم المؤمن الفرد بهدؾ تحقٌق ؼاٌة خاصة بؽض النظر عن‬
‫المصلحة الجماعٌة فهو ٌستهدؾ تأمٌن مستقبل الفرد من المخاطر والذي ٌتكفل به هو الشركات الخاصة التً‬
‫ترمً إلى تحقٌق الربح ‪ ،‬وهو تأمٌن اختٌاري فً أؼلب الحاالت إال فً حاالت المسؤولٌة المدنٌة كالتأمٌن على‬
‫حوادث السٌر فٌكون حٌنها تأمٌنا إجبارٌا ٌدخل فً إطار تأمٌن اجتماعً ٌهدؾ المشرع من خالله إلى تحقٌق‬
‫مصلحة اجتماعٌة متمثلة فً مصلحة المضرورٌن من حوادث السٌر ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التأمين االجباري‬

‫هدفه هو تحقٌق األمان االجتماعً وهو مظهر من مظاهر التعاون والتضامن تهدؾ الدولة من خالله إلى تحسٌن‬
‫ظروؾ عٌش المواطنٌن والطبقات المعوزة خصوصا ‪ ،‬وٌطال باالهتمام العمال والعاطلٌن والمرضى والعجزة‬
‫والمعوقٌن وتقوم به مؤسسة تابعة للدولة أو ٌشرؾ على ذلك صندوق الضمان االجتماعً وربما ٌدخل هذا التأمٌن‬
‫فً إطار قانون الشؽل ‪ ،‬لذلك كان التأمٌن االجتماعً ٌخضع لقانون الشؽل ولٌس ألحكام عقود التأمٌن ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التأمين البحري والجوي والبري‬

‫ٌنكب هذا النوع على طبٌعة األخطار التً هً محل العقد‬

‫الفرع األول ‪ :‬التأمين البحري‬

‫هو أقدم صور التأمٌن ‪ ،‬وهذا الصنؾ ٌتجسد فً السفٌنة وما فٌها ومسرحه البحر وٌشمل االخطار التً تتعرض‬
‫لها السفٌنة ومن فٌها من بحارة طٌلة الرحلة البحرٌة كالحرٌق والؽرق او ضٌاع بضاعة أو أذٌة مسافر و نادرا ما‬
‫تبحر سفٌنة دون التأمٌن علٌها حتى أضحت كل العالقات البحرٌة تسوى بٌن المؤمنٌن وحتى كثٌر من القواعد‬
‫الخاصة بالقانون البحري ال ٌمكن تفسٌرها إال إذا كان ذوي الشأن ٌقومون بالتأمٌن على مصالحهم فً الرسالة‬
‫البحرٌة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التأمين الجوي‬

‫هو من صور التأمٌن الجدٌدة ومحله مخاطر النقل الجوي وٌؽطً مخاطر الطابرة أو حمولتها أو المسافرٌن‬
‫وٌخضع لالتفاقٌات الدولٌة المتعلقة بالطٌران ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التأمين البري‬

‫هو أهم أنواع التأمٌن ألنه ٌشمل صورا متنوعة تهم األشخاص والممتلكات على سطح االرض‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تأمين األشخاص والتأمين من االضرار‬

‫التأمٌن البري ٌنقسم ؼلى قسمٌن ربٌسٌٌن ‪ :‬تأمٌن االشخاص والتأمٌن ضد االضرار‬

‫الفرع األول ‪ :‬التأمين على األشخاص‬

‫هو كل تأمٌن ٌ تضمن خطرا ٌكون هو الشخص نفسه محال للتأمٌن ‪ ،‬فقد تكون وفاة أو عجزا مؤقتا أو دابما أو‬
‫إصابة خطرة او جرحا أو مرضا ‪ .‬وٌحتوي على نوعٌن التأمٌن على الحٌاة والتأمٌن من االصابات ‪:‬‬

‫البند األول ‪ :‬التأمٌن على الحٌاة‬

‫ٌتعهد فً هذا العقد المؤمن أن ٌدفع للمؤمن له أو لشخص آخر ثالث مبلؽا من المال عند موت المؤمن له أو عند‬
‫بقابه حٌا بعد مدة معٌنة مقابل أقساط محددة تكون على شكل مبلػ دفعة واحدة أو أقساط مرتبة حسب االتفاق فً‬
‫بولٌصة التأمٌن ‪ ،‬وهناك حوالً ‪ 011‬نوع من صور التأمٌن على الحٌاة نقتصر على ذكر بعضها ‪.‬‬

‫‪ -0‬التأمٌن لحالة الوفاة ‪ :‬فٌكون المؤمن له هو الذي ٌواجه خطر الموت فٌستفٌد من مبلػ التعوٌض طرؾ‬
‫ثالث مذكور فً العقد وٌسمى التأمٌن العمري وله ثالثة أنواع ‪ :‬التأمٌن مدى الحٌاة فٌدفع المؤمن له‬
‫االقساط بشكل دوري مدى الحٌاة لتستفٌد الزوجة مثال بعد وفاته من مبلػ التعوٌض وهنا نجد نوعٌن أٌضا‬
‫فإما التأمٌن لحالة الوفاة المؤقت أي أن الوفاة ٌجب أن تحدث خالل زمن محدد وإال ال ٌستفٌد المؤمن له أو‬
‫ورثته من التعوٌض مثال ذلك لو كان الدابن ٌخاؾ على ماله من موت المدٌن والنوع الثانً التأمٌن ببقاء‬
‫المستفٌد حٌا فٌدفع المؤمن التعوٌض لو بقً المؤمن له حٌا فً تارٌخ محدد فالخطر المؤمن منه هو بقاء‬
‫المستفٌد على قٌد الحٌاة فً نهاٌة فترة معٌنة ‪.‬‬
‫‪ -3‬التأمٌن لحالة البقاء ‪ :‬فٌستحق المؤمن له التعوٌض لو بقً حٌا إلى تارٌخ معٌن فٌكون مثال قد اصبح عجوزا أما إذا‬
‫مات قبل ذلك التارٌخ فتنتهً مسؤولٌة المؤمن ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأمٌن المختلط وٌجمع بٌن التأمٌن على ا لوفاة خالل مدة معٌنة والتأمٌن لحالة البقاء على قٌد الحٌاة بعد ذلك ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫البند الثانً ‪ :‬التأمٌن من االصابات‬

‫ٌسمى بالحوادث الشخصٌة فٌلتزم المؤمن بدفع تعوٌض للمؤمن له أو ورثته مقابل أقساط ٌؤدٌها المؤمن له عند‬
‫تحقق الخطر محل العقد ‪ ،‬هذا الخطر ٌسبب عجزا مؤقتا أو دابما ‪ ،‬جزبٌا أو كلٌا ‪ ،‬فٌفقد معه المؤمن له القدرة‬
‫على العمل أو ٌسبب له الوفاة لسبب مفاجا ؼٌر المرض الذي ال ٌشمله التأمٌن ‪ .‬وٌختلؾ مبلػ التأمٌن باختالؾ‬
‫االصابة ال بدنٌة هل موت أو عجز دابم أو مؤقت ‪ ،‬أما التأمٌن على المرض فإذا وقع المرض داخل األجل المحدد‬
‫فالمؤمن له ٌستفٌد من استرداد مصروفات العالج واألدوٌة كلها أو بعضها ‪ .‬والتأمٌن على المرض ٌنضوي تحت‬
‫التأمٌن على االشخاص عندما ٌدفع المؤمن المبلػ دفعة واحدة للمؤمن له بصرؾ النظر عن مقدار االصابة‬
‫والضرر الحاصل جراء المرض بٌنما ٌنضوي تحت تأمٌن االضرار عند رد مصروفات العالج والدواء فالمؤمن‬
‫ٌعوض المؤمن له عما أصابه من خسارة وٌتحمل معه نفقات العالج والدواء وهذا هو االلتزام الربٌسً فً التأمٌن‬
‫على المرض ‪.‬‬

‫وللتأمٌن من االصابات ‪ 2‬صور ‪:‬‬

‫‪ -0‬التأمٌن التكمٌلً ‪ :‬عند حدوث عجز للمؤمن له ٌتدخل المؤمن لٌكمل اقساط التأمٌن على الحٌاة‬
‫‪ -3‬التأمٌن الجماعً ‪ :‬تعقده جماعة مع المؤمن فالمستفٌدون ؼٌر محددٌن فً الوثٌقة وإنما بصفته أعضاء داخل‬
‫الجماعة التً أبرمت العقد مع شركة التأمٌن وٌحتسب القسط حسب المبلػ اإلجمالً لألجور فً شكل عقد‬
‫جماعً وٌكون عقدا إجبارٌا ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأمٌن الشعبً ‪ :‬هو تأمٌن على الحٌاة ٌكون لفابدة الطبقات المعوزة وٌتمٌز بانخفاض قٌمة القسط‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التأمين ضد األضرار‬

‫وٌسمى التأمٌن للممتلكات ‪ ،‬وهو التأمٌن الذي ٌهدؾ إلى تعوٌض المؤمن له عند تضرر ذمته المالٌة‬

‫وٌصعب معه تحدٌد مبلػ التأمٌن مقدما كما فً التأمٌن على االشخاص نظرا الرتباطه باألضرار الواقعة بعد تحقق‬
‫الخطر ‪ ،‬فٌرتبط التعوٌض بحجم الضرر وهذا ال ٌمنع من تحدٌد الحد االقصى للتعوٌض ‪ ،‬وهو ٌعتبر تعوٌض‬
‫خسارة ولٌس وسٌلة إثراء على حساب المؤمن فال ٌجب أن ٌتجاوز قٌمة الضرر الفعلٌة ‪ .‬نظم المشرع المؽربً‬
‫هذا التأمٌن فً ظهٌر ‪ 3113‬فً الفصول ‪. 64-29‬‬

‫والتأمٌن من االضرار ٌنقسم إلى قسمٌن ‪ :‬التأمٌن على االشٌاء والتأمٌن من المسؤولٌة‬

‫البند األول ‪ :‬التأمٌن على االشٌاء‬

‫وٌقصد به تعوٌض المؤمن له عند خسارة تطال أمواله ‪ ،‬أو أي شًء قابل للتلؾ أو الهالك ‪ ،‬المادة ‪ 40‬من مدونة‬
‫التأمٌنات الحالٌة ‪ .‬وٌكون محل التأمٌن معٌنا بالذات وقت التأمٌن كـمنزل معٌن مثال أو معدات أو بضابع أو‬
‫المزروعات ‪ ،‬فٌتم التأمٌن ضد السرقة أو الكسر أو التلؾ ‪ ،‬وفً تأمٌن الدٌن ٌكون المحل هو خطر عدم وفاء‬
‫الدٌن أو إعسار المدٌن ‪ .‬نتطرق لمثالٌن ‪:‬‬

‫‪ -0‬التأمٌن ضد الحرٌق ‪ :‬طبقا لشروط العقد مقابل أقساط محددة ‪ ،‬لو حدث حرٌق ولٌس بركان أو زلزال إال‬
‫لو ذكر ذلك فً العقد ‪ ،‬مادة ‪ 56‬من المدونة ‪.‬‬
‫‪ -3‬التأمٌن ضد موت الماشٌة ‪ :‬وٌتم تقدٌر الخسارة طبقا لسعر السوق ‪ ،‬مادة ‪ 61‬من المدونة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تأمٌن االستثمار ‪ ،‬تأمٌن الرأسمال ‪ ،‬تأمٌن ضد العواصؾ و االنفجارات‬

‫‪13‬‬
‫البند الثانً ‪ :‬التأمٌن من المسؤولٌة‬

‫وٌقصد به ضمان المؤمن له بسبب المسؤولٌة الناتجة عن إلحاق الضرر بالؽٌر ‪ ،‬فتكون حماٌة لذمة المؤمن له‬
‫المالٌة ولٌس تعوٌضا للمتضرر فٌحل المؤمن محل المؤمن له فً تعوٌض المتضرر ‪.‬‬

‫والمتضرر هنا هو من ٌطالب شركة التأمٌن بالتعوٌض فٌقدم طلبا ودٌا أو قضابٌا إلى المؤمن أو المؤمن له ‪.‬‬

‫وٌمكن اختزال صور التأمٌن من المسؤولٌة فً ثالثة صور ‪ :‬تأمٌن المسؤولٌة المدنٌة الخاصة وتأمٌن المسؤولٌة‬
‫المدنٌة لصاحب المهنة وتأمٌن المسؤولٌة المدنٌة لرب العمل ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬تأمٌن المسؤولٌة المدنٌة الخاصة ‪ٌ ،‬حتوي على ضمان المؤمن له شخصٌا بما قد ٌلحقه من إضرار بالؽٌر‬
‫بسبب قٌامه بعمل أو امتناع عن عمل ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬تأمٌن المسؤولٌة المدنٌة لصاحب المهنة ‪ ،‬الصٌادلة – األطباء – الرٌاضٌٌن – المحامون ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تأمٌن المسؤولٌة المدنٌة لرب العمل ‪ ،‬اصابات العمل التً تصٌب االشخاص العاملٌن لدٌه أثناء قٌامهم‬
‫بالعمل أو أضرار اآلالت التً ٌستعملها ‪.‬‬

‫وٌمكن القول أن أنواع التأمٌن من المسؤولٌة كثٌرة ومتنوعة كالتأمٌن عن حوادث المصاعد والنقل الصٌد و‬
‫حوادث السٌر ‪.‬‬

‫وٌعتبر التأمٌن على المسؤولٌة المدنٌة للسٌارات إجبارٌا ؾ ٌحق كل شخص طبٌعً أو معنوي من الممكن أن‬
‫ٌسأل مدنٌا نتٌجة االضرار المادٌة التً ٌسببها للؽٌر بواسطة عربة ذات محرك ‪ ،‬فاألضرار المضمونة فً التأمٌن‬
‫اإلجباري هً االضرار المادٌة أو البدنٌة التً تنتج عن مسؤولٌة مدنٌة فٌجب استبعاد الؽرامات والضمانات المالٌة‬
‫المحكوم بها نتٌجة المسؤولٌة الزجرٌة التً ٌتحملها أحٌانا المسؤول المدنً طبقا لمدونة السٌر كما تستبعد‬
‫المسؤولٌة المدنٌة الناتجة عن األخطاء العملٌة وتلك التً تخالؾ النظام العام ‪ ،‬فالؽاٌة من التأمٌن االجباري هو‬
‫حماٌة الذمة المالٌة للمسؤولٌة المدنٌة ضد كل طلب صادر من الؽٌر ٌهدؾ إلى الحصول على تعوٌض لضرر‬
‫مادي أو جسمً أصٌب به الضحٌة أو صاحب الحق بواسطة عربة ذات محرك تنطبق علٌها الشروط التً حددها‬
‫المشرع فً العربة وبسبب مسؤولٌة المؤمن له ‪.‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬إبرام عقد التأمين‬

‫الفصل األول ‪ :‬أطراف عقد التأمين وكيفية إبرامه‬

‫المبحث األول ‪ :‬أطراف عقد التأمين‬

‫أطراؾ عقد التأمٌن ٌطلق علٌه أشخاص عقد التأمٌن ‪ ،‬وال ٌقتصرون فقط على المؤمن والمؤمن له بل ٌتجاوزون‬
‫ذلك لٌشمل كل من كان له دور فً إبرام عقد التأمٌن سواء من ناحٌة المؤمن أو المتعاقد معه وبذلك ٌتمٌز عقد‬
‫التأمٌن بتعدد أشخاصه ‪ ،‬لكنه ٌبرم عادة بٌن طرفٌن ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المؤمن‬

‫هو الذي ٌباشر عملٌات التأمٌن وؼالبا ما ٌتخذ شكل شركة مساهمة لها شخصٌة قانونٌة تقوم بجمع األقساط من‬
‫المتعاقدٌن معها وتتحمل عنهم عبء األخطار التً تحدق بهم واألصل فً ذلك الحصول على الربح و لٌس‬

‫‪14‬‬
‫التضامن فٌكون هنا التأمٌن تجار ٌا ‪ ،‬وشركات التأمٌن التً حددها المشرع المؽربً تتخذ شكل مقاولة التأمٌن أو‬
‫إعادة التأمٌن وهً مستقلة تماما االستقالل عن المؤمن لهم ‪ ،‬وحتى ٌتم مباشرة عملها ال بد من خطوات مهمة ٌجب‬
‫اتباعها حددها المشرع فً المواد ‪ ، 072-070-071-069-067-066-062-063-061-054‬أما الشركات‬
‫التعاضدٌة للتأمٌن فتقوم بالمؽرب كما نصت المادة ‪ 072‬على أساس تحقٌق التعاون بٌن جمٌع األشخاص‬
‫المنخرطٌن فٌها وتعوٌض االضرار التً تلحق أحدهم عند تحقق خطر معٌن فهً شركات الهدؾ منها لٌس الربح‬
‫بل التضامن ونالحظ فً الشركات التعاضدٌة اختالط شخص المؤمن والمؤمن له بٌنما ٌنفرد المؤمن بشخصٌته‬
‫المستقلة فً شركات المساهمة حٌث ٌتم التعاقد عن طرٌق وكٌل التأمٌن فٌكون إما وكٌال مفوضا فتكون له سلطة‬
‫ابرام العقد وتوقٌعه وفسخه وقبض االقساط أو ٌكون وكٌال مندوبا فتكون له أٌضا سلطة التعاقد لكن ال ٌتدخل فً‬
‫تعدٌل العقد أو الخروج عن رؼبة المؤمن األصل أو سمسارا ؼٌر مفوض فٌقدم طلباتهم إلى المؤمن فقط مقابل‬
‫مكافأة ‪.‬‬

‫وكٌل التأمٌن ‪ :‬هو الشخص المخول له من طرؾ مقاولة التأمٌن لٌعرض على العموم العملٌات المنصوص علٌها‬
‫فً المادتٌن ‪ 059‬و ‪ ، 061‬المادة ‪ٌ " 059‬راد بعملٌات التأمٌن كل العملٌات المتعلقة بتؽطٌة أخطار تخص شخصا‬
‫أو ماال أو مسؤولٌة ‪ ،‬وترتب هذه العملٌات حسب أصناؾ تحدد قابمتها بنص تنظٌمً وٌراد بعملٌات إعادة التأمٌن‬
‫كل عملٌات قبول أخطار محاولة من مقاولة التأمٌن وإعادة التأمٌن "‬

‫وٌمكن لوكٌل التأمٌن تمثٌل مقاولتٌن للتأمٌن وإعادة التأمٌن على االكثر شرٌطة أن ٌحصل على موافقة المقاولة‬
‫التً أبرم معها أول اتفاق تعٌٌن ‪ ،‬وفً حالة كون وكٌل التأمٌن شركة مساهمة أو ذات مسؤولٌة محدودة ٌتعٌن تمثٌلها بشخص‬
‫طبٌعً ٌستوفً الشروط المنصوص علٌها فً المادة ‪. 214‬‬

‫شركة سمسرة التأمٌن ‪ :‬تعتبر شركة ممثلة لزبناءها لدى مقاولة التأمٌن وإعادة التأمٌن وكذلك ممثلة لمقاولة التأمٌن‬
‫وإعادة التأمٌن عندما تقوم شركة السمسرة بتحصٌل أقساط التأمٌن لفابدتها بعد الترخٌص بذلك مما برئ ذمة‬
‫الزبون ‪ .‬وقد أوجب المشرع المؽربً أن تكون شركة السمسرة شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولٌة محدودة‬
‫وفً كلتا الحالتٌن تعٌن مسؤوال طبٌعٌا عنها ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬سعادة التأمين‬

‫من االشخاص الطبٌعٌٌن الذٌن رخص لهم من طرؾ وسطاء التأمٌن أو مقاوالت التأمٌن من أجل مزاولة مهنتهم‬
‫التً تقتصر فقط على زٌارة األش خاص بصفة اعتٌادٌة أو فً محل سكناهم أو االماكن العمومٌة من أجل الدعوة‬
‫إلى اكتتاب عقد التأمٌن أو عرض شروط الضمان المتعلقة بعقد التأمٌن إما شفوٌا أو كتابة على مكتتب محتمل وهو‬
‫ما أكدته المادة ‪ 391‬من مدونة التأمٌن الجدٌدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المؤمن له‬

‫هو الطرؾ الثانً فً العقد وله تسمٌات متعددة حسب كل تشرٌع وطنً ‪ ،‬فقد ٌطلق علٌه المستأمن أو المكتتب أو‬
‫طالب التأمٌن أو الضامن ‪ ،‬وتجتمع فٌه ‪ 2‬صفات فهو المتعاقد الذي ٌبرم التأمٌن مع المؤمن وهو المهدد بالخطر‬
‫وهو المستفٌد الذي تدفع إلٌه قٌمة التأمٌن ‪.‬‬

‫وٌمكن التأمٌن على كل مصلحة مباشرة أو ؼٌر مباشرة ‪ ،‬فالتأمٌن على االشٌاء تظهر المصلحة فً الخسارة المالٌة‬
‫التً تصٌبه بسبب هالك الشًء المؤمن علٌه ‪ ،‬الحرٌق مثال ‪ ،‬أما التأمٌن من المسؤولٌة عن حوادث السٌر فتتجلى‬
‫المصلحة فً مبلػ التعوٌض الذي ٌلزم له باألداء بسبب تحقق مسؤولٌته اتجاه المضرور ‪ .‬واشترط المشرع‬
‫المؽربً فً المادة ‪ 41‬أن ٌكون للمؤمن له مصلحة فً بقاء الشًء المؤمن علٌه التً هً عدم تحقق الخطر ‪.‬‬

‫هناك ثالثة صفات ‪ :‬المؤمن له ‪ ،‬المؤمن علٌه ‪ ،‬المستفٌد ‪ ،‬فقد تجتمع هذه الصفات وقد تفترق‬
‫‪15‬‬
‫والمؤمن له ٌظهر فً ثالثة حاالت ‪:‬‬

‫الحالة ‪ٌ : 0‬كون المؤمن له شخصا والمستفٌد شخصا آخر ‪ ،‬التأمٌن على الحٌاة لٌستفٌد اوالده‬

‫الحالة ‪ : 3‬تجتمع صفة طالب التأمٌن والمستفٌد فً شخص واحد بٌنما ٌأخذ صفة المؤمن علٌه شخص آخر ‪ ،‬مثال‬
‫ذلك أن ٌؤمن الدابن لصالحه على حٌاة مدٌنه ‪.‬‬

‫الحالة ‪ : 2‬حٌث ٌعقد فٌها الشخص تأمٌنا لحساب من ٌثبت له الحق أو لحساب ذي مصلحة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األشخاص المتصلون بالعقد‬

‫ٌتمٌز عقد التأمٌن بكثرة المتدخلٌن فمن جهة المؤمن نجد الوكٌل المفوض أو مندوب التأمٌن بالتوكٌل العام أو‬
‫السمسار ؼٌر المفوض ‪ ،‬سماهم المشرع المؽربً وسطاء التأمٌن وقسمهم إلى نوعٌن وكٌل التأمٌن وشركة‬
‫السمسرة أو سعادة التأمٌن ‪.‬‬

‫الحالة ‪ : 0‬المتعاقد ال ٌكون مستفٌدا ‪ ،‬فٌجب أن نفرق بٌن شخص المتعاقد وشخص المستفٌد‬

‫الحالة ‪ : 3‬تجتمع صفات المتعاقد و المؤمن له والمستفٌد‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬كيفية إبرام العقد‬

‫المطلب األول ‪ :‬إبرام عقد التأمين من الناحية القانونية‬

‫عقد التأمٌن كسابر العقود الرضابٌة له مجموعة االركان القانونٌة التً ٌجب توفرها من أجل انعقاد العقد وهً‬
‫عنصر التراضً واألهلٌة وخلو االرادة من العٌوب والمحل والسبب ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬عنصر التراضي‬

‫هو ركن جوهري فً عقد التأمٌن ال ٌمكن االستؽناء عنه بأي حال من األحوال ‪ ،‬ما لم تشترك شركة التأمٌن‬
‫شرطا آخر كدفع القسط األول من أجل سرٌان العقد ‪ ،‬والقاعدة أن أمثال هذا الشرط ال ٌؤدي إلى تأجٌل انعقاد العقد‬
‫ما لم تنصرؾ إرادة الطرفٌن إلى ؼٌر ذلك ‪ ،‬إنما ٌؤدي ذلك إلى تأجٌل تنفٌذ العقد ‪ .‬أما إذا قصدت إرادة المتعاقدٌن‬
‫تحقٌق الشرط فٌكون توقٌع العقد ودفع القسط ركنا ملزما النعقاد عقد التأمٌن وٌنقلب عقد التأمٌن من عقد رضابً‬
‫إلى عقد شكلً ‪ ،‬والمشرع المؽربً أباح كتابته فً عقد رسمً من أجل اثباته واعتبر الكتابة شرا لإلثبات ولٌس‬
‫شرطا للتنفٌذ ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صحة التراضي‬

‫رؼم وجود الرضا بٌن الطرفٌن إال أن هذا ال ٌكفً ‪ ،‬فهناك شروط معٌنة ٌجب توفرها للصحة ‪.‬‬

‫هذه الشروط هً األهلٌة والخلو من عٌوب االرادة و وجود محل التعاقد و سبب العقد ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬توفر األهلٌة ‪ ،‬وهو ٌنصب على المؤمن والمؤمن له ‪ ،‬فالمؤمن ؼالبا ما ٌكون شركة مساهمة أما‬
‫المؤمن له فٌشترك فٌه أن ٌكون شخصا بالؽا راشدا أما ناقص األهلٌة فٌجوز له ابرام عقد التأمٌن فً حدود االذن‬
‫الذي منح له ‪.‬‬

‫البند الثانً ‪ :‬الخلو من عٌوب االرادة ‪ ،‬ولك كباقً العقود التً تسري علٌها النظرٌة العامة لاللتزامات والعقود ‪.‬‬
‫فالمؤمن له ٌجب أن ال ٌتوفر فٌه التدلٌس أو الؽبن أو االكراه أو تصرٌح كاذب أو كتمان أمر مهم ٌهم الخطر أو‬
‫‪16‬‬
‫ٌنقص من أهمٌته أما المؤمن فكثٌرا ما ٌقع فً الؽلط وٌسمى ؼلطا جوهرٌا فٌكون عقد التأمٌن قابال لالبطال ‪ ،‬وفً‬
‫حالة التدلٌس من المؤمن له فالمشرع أباح لمؤمن الحصول على االقساط واالستفادة منها ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬المحل ‪ ،‬هو ثالثة عناصر الخطر والقسط والمبلػ ‪ ،‬القسط ٌلتزم به المؤمن له أما المبلػ ٌلتزم به‬
‫المؤمن أما الخطر فهو محل التزام كل منهما ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬السبب ‪ ،‬هو الباعث من وراء التعاقد ‪ ،‬وهو هنا التزام المؤن له بدفع االقساط مقابل التزام المؤمن‬
‫بدفع مبلػ التأمٌن عند تحقق الخطر فهو التزام من الطرفٌن ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إبرام عقد التأمين من الناحية العملية‬

‫الفرع األول ‪ :‬مرحلة اقتراح التأمين‬

‫وهنا ٌقترح المؤمن له طلب التأمٌن على المؤمن ‪ ،‬وقد ٌعرض وسطاء التأمٌن أو سماسرة التأمٌن على المؤمن له‬
‫ذلك ‪ ،‬فٌسلم المؤمن للمؤمن له قبل االكتتاب بٌانا للمعلومات ٌبٌن فٌه الضمانات واالستثناءات المتعلقة بها و سعر‬
‫هذه الضمانات والتزامات المؤمن له وقد عرفته المادة ‪ 0‬بمقترح التأمٌن ‪ .‬وقوته القانونٌة حسب المادة ‪ 01‬ؼٌر‬
‫ملزمة للمؤمن أو المؤمن له ‪ .‬وحتى طلب التعاقد المقدم من طرؾ المؤمن له أو سماسرة التأمٌن أو الوكالء ال‬
‫ٌعد عقدا ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مرحلة مذكرة التغطية المؤقتة‬

‫عندما ٌرسل طالب التأمٌن طلب التأمٌن إلى المؤمن ‪ٌ ،‬حتاج هذا األخٌر إلى وقت لدراسته فهو مجرد دعوى‬
‫للتعاقد ‪ ،‬والمؤمن ؼٌر ملزم بالقبول أو الرفض خالل مدة معٌنة ‪ ،‬وفً انتظار رد المؤمن و خوفا من حدوث‬
‫الخطر قد ٌلجأ إلى مساعدة المؤمن له للحصول على ضمان مباشر بمجرد تقدٌم طلب التأمٌن عن طرٌق مذكرة‬
‫التؽطٌة المؤقتة ٌتعهد من خاللها المؤمن بأن ٌتحمل مباشرة بصفة مؤقتة حتى ٌتم ابرام العقد ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬وثيقة التأمين أو بوليصة التأمين‬

‫البند األول ‪ :‬ماهٌة بولٌصة التأمٌن وشروطها‬

‫أوال ‪ :‬ماهٌة بولٌصة التأمٌن ‪ٌ ،‬تحرر عقد التأمٌن فً وثٌقة تسمى بولٌصة التأمٌن ‪ ،‬التً ٌوقعها الطرفان ‪ ،‬عرفها‬
‫المشرع المؽربً " هً وثٌقة تجسد عقد التأمٌن وتبٌن الشروط العامة والخاصة "‬

‫واشترط المشرع أن تكون مكتوبة بحروؾ بارزة وال فرق أن تكون مكتوبة بالٌد أو آلة الكتابة وإن كانت أؼلب‬
‫عقود التأمٌن مكتوبة باأللة الكاتبة وال ٌشترك كتابتها بالعربٌة فٌمكن ذلك بالفرنسٌة ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬شروط بولٌصة التأمٌن ‪ ،‬هناك شروك عامة وخاصة ‪ ،‬فالعامة هً شروط عامة ٌجب أن تتضمنها كل‬
‫بولٌصة تأمٌن و تضعها الشركة على حسب نموذج معد لذلك أما الشروط الخاصة فتختلؾ من بولٌصة ألخرى‬
‫حسب نوع التأمٌن ‪.‬‬

‫البند الثانً ‪ :‬البٌانات التً تتضمنها بولٌصة التأمٌن‬

‫حددتها المادة ‪ 03‬من المدونة الجدٌدة ‪ ،‬التأرٌخ فً الٌوم الذي تم التعاقد فٌه ‪ ،‬ذكر الشروط العامة والخاصة ‪ ،‬اسم‬
‫و موطن االطراؾ المتعاقدة ‪ ،‬األشٌاء المؤمن علٌها ‪ ،‬األشخاص المؤمن لهم ‪ ،‬طبٌعة األخطار المضمونة ‪،‬‬
‫التارٌخ الذي ٌبتدئ فٌه ضمان الخطر ومدة صالحٌة الضمان ‪ ،‬مبلػ الضمان ‪ ،‬القسط أو اشتراك التأمٌن ‪ ،‬شرط‬
‫االمتداد الضمنً إذا تم التنصٌص علٌه ‪ ،‬حاالت وشروط تمدٌد العقد أو فسخه أو انتها أثره ‪ ،‬التزامات المؤمن له‬
‫‪17‬‬
‫عند االكتتاب فٌما ٌخص التصرٌح بالخطر وبالتأمٌنات األخرى التً تؽطً نفس الخطر ‪ ،‬شروط وكٌفٌة التصرٌح‬
‫الواجب القٌام به فً حالة وقوع حادث ‪ ،‬األجال التً ٌتم داخلها أداء التعوٌض أو رأس المال أو االٌراد المسطرة‬
‫والقواعد المتعلقة بتقٌٌم االضرار من أجل تحدٌد مبلػ التعوٌض بالنسبة للتأمٌنات ؼٌر تأمٌنات المسؤولٌة ‪ .‬هذا هو‬
‫الحد األدنى للبٌانات الواجب اشتمال بولٌصة التأمٌن علٌها وهً لٌست على سبٌل الحصر بل هً بٌانات جوهرٌة‬
‫ٌجب أن تشتمل أي بولٌصة تأمٌن علٌها ٌضاؾ إلٌها البٌانات االخرى المتفق علٌها بٌن المتعاقدٌن ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬سرٌان تنفٌذ بولٌصة التأمٌن‬

‫أحٌانا ٌعلق تنفٌذ العقد حتى ٌدفع القسط األول من التأمٌن فهو فً هذه الحالة عقد عٌنً ال ٌتحمل المؤمن تبعة‬
‫تحقق الخطر قبل دفع القسط األول ‪ ،‬لذلك ٌعمد فً بولٌصة التأمٌن إلى اشتراط سرٌان تنفٌذ العقد فً ظهر الٌوم‬
‫الموالً لدفع القسط األول ‪ ،‬وقد ٌعلق سرٌان التنفٌذ حتى ٌوقع علٌها كل من المؤمن والمؤمن له ‪ ،‬وتأجٌل تنفٌذ‬
‫العقد ال ٌكون إال شرطا كباقً الشروط المنضوٌة فً العقد ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬تفسٌر بولٌصة التأمٌن‬

‫ٌخضع تفسٌر عقد التأمٌن للقواعد العامة فً تفسٌر العقود شأنه شأن كافة العقود طبقا للمادة ‪ 460‬من ق ل ع‬
‫والقاضً ٌتدخل لٌفسر العقد و استخالص نٌة المتعاقدٌن والقاضً ٌرجع ؼالبا للمؤمن له ألن المؤمن ٌتحمل‬
‫مسؤولٌة الصٌاؼة الؽامضة فالمؤمن له ؼالبا ما ٌكون طرفا مذعنا فً عقد التأمٌن كما أن بطالن الكثٌر من‬
‫الشروط ٌكون نظرا للشروط التعسفٌة فً عقد التأمٌن ‪.‬‬

‫البند الخامس ‪ :‬إثبات بولٌصة التأمٌن‬

‫إثبات بولٌصة التأمٌن عن طرٌق الوثٌقة والكتابة هً األداة األساسٌة فً اثبات العقد ‪.‬‬

‫حالة عدم وجد وثٌقة التأمٌن ‪ٌ :‬تم االثبات عن طرٌق الخطابات المتبادلة أو اٌصال ؤقت ٌثبت دفع القسط كما ٌمكن‬
‫أن تكون المذكرة المؤقتة دلٌال على وجود عقد التأمٌن‬

‫حالة ضٌاع أو اتالؾ وثٌقة التأمٌن ‪ٌ :‬جوز للمؤمن له طلب نسخة من العقد من المؤمن مع تحمل صوابر‬
‫استخراجها ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬ملحق بوليصة التأمين‬

‫ٌجد المتعاقدان بعد انعقاد العقد وتحرٌر الوثٌقة ما ٌقتضً إدخال تعدٌالت على شروط الوثٌقة كإضافة مخاطر‬
‫جدٌدة أو تعدٌل أوصاؾ الخطر أو تؽٌٌر المستفٌد أو توضٌح شرط أو اضافة شرط أو تصحٌح ‪ ،‬فقد جرى العرؾ‬
‫أن تفرغ شركات التأمٌن كل ذلك فً ملحق وهو محرر خاص ٌسمى ملحق التأمٌن وهو اتفاق اضافً ٌتم بٌن‬
‫المؤمن والمؤمن له وموقع من كلٌهما وٌلحق ب بولٌصة التأمٌن األصلٌة ‪ .‬تطرق إلٌه المشرع المؽربً فً الفقرة‬
‫‪ 43‬من المادة ‪. 0‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬عناصر عقد التأمين‬

‫لقد التأمٌن ثالثة عناصر تشكل منظومة التأمٌن وهً الخطر و القسط و مبلػ التأمٌن ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الخطر المؤمن منه‬

‫هو المحل الذي ٌرد علٌه التأمٌن و بسببه ٌلتزم المؤمن له والمؤمن بالتزاماتهما المتبادلة ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الخطر‬

‫ال ٌوجد تعرٌؾ موحد للخطر و مفهومه فً قانون التأمٌن ٌختلؾ عن ذلك فً القانون المدنً أو فً اللؽة التجارٌة‬
‫وٌمكن تعرٌفه حسب موضوع التأمٌن " حادث محتمل وال ٌتوقؾ على محض إرادة أحد الطرفٌن و خصوصا‬
‫إرادة المؤمن له " والخطر فً عقد التأمٌن هو سبب االضرار التً تتجه وثٌقة التأمٌن إلى تعوٌض المؤمن له منها‬

‫والخطر المؤمن منه قد ٌكون حادثا سعٌدا كالتأمٌن على حالة الوالدة أو الزواج فالمفهوم التأمٌنً ٌتسع لٌشمل‬
‫األمور المرؼوب فٌها أٌضا طالما كانت تتطلب آثارا مالٌة ٌخشاها االنسان ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط وأركان الخطر‬

‫شروط الخطر ثالثة ‪ :‬أن ٌكون حادثا محتمال ‪ ،‬أن ٌكون حادثا ال إرادٌا ‪ ،‬أن ٌكون مشروعا ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أن يكون الحادث محتمل الوقوع‬

‫عنصر االحتمال اساسً فً عقد التأمٌن وهو بٌن االستحالة والتأكٌد فال ٌجب أن ٌخرج عنهما ‪.‬‬

‫والخطر ٌكون ؼٌر محقق الوقوع فً المستقبل فً حالتٌن‬

‫‪ -0‬أن ٌكون وقوعه ؼٌر محتم فقد ٌقع أو ال ٌقع ‪ ،‬كالتأمٌن من الحرٌق مثال‬
‫‪ -3‬أن ٌكون وقوعه محتما ‪ ،‬لكن لٌس معروؾ وقت الوقوع ‪ ،‬التأمٌن على الحٌاة مثال‬

‫وبناء علٌه إذا كان الخطر مستحٌل الوقوع بطل العقد ‪.‬‬

‫واالستحالة قد تكون مطلقة كسقوط النجوم فٌكون العقد باطال وٌسترد المؤمن له اقساطه وقد تكون استحالة نسبٌة‬
‫أي أن الخطر ٌتحقق فً حاالت وال ٌتحقق فً أخرى ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬حاالت تحقق وعدم تحقق الخطر‬

‫الحالة ‪ : 0‬إذا ثبت أن الحادثة لن تتحقق لوجود عابق مادي ‪ ،‬مثال ذلك احتراق البضاعة قبل إبرام العقد فٌنتهً‬
‫عقد التأمٌن وٌحتفظ المؤمن باالقساط وتبرئ ذمة المؤمن له من االقساط المتبقٌة ‪.‬‬

‫الحالة ‪ : 3‬إذا تحقق الخطر قبل ابرام عقد التأمٌن ‪ٌ ،‬بطل عقد التأمٌن و ٌسترجع المؤمن له جزءا من قسط التأمٌن‬
‫‪.‬‬

‫الحالة ‪ : 2‬هً الحالة التً ٌتضح فٌها أن الخطر ال ٌكون ؼٌر محقق الوقوع اذا كان أثناء ابرام العقد قد تحقق فعال‬
‫أو زال فال ٌعد فً كلتا الحالتٌن محتمال ففً االولى ٌكون تحقق وقوعه فٌبطل العقد وال ٌدفع المؤمن عوض‬
‫التأمٌن لكنه ٌرد االقساط وفً الثانٌة ٌكون وقوعه مستحٌال وٌبطل العقد و ٌعٌد المؤمن للمؤمن له االقساط ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫البند الثانً ‪ :‬تأمٌن الخطر الظنً‬

‫الخطر الظنً هو الذي تحقق وقت العقد على ؼٌر علم من المتعاقدٌن ‪ ،‬هناك من اجازه مثال ذلك التأمٌن البحري‬
‫وهناك من لم ٌجزه مثال ذلك التأمٌن البري ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أن يكون الحادث ال إراديا‬

‫إذا كان الحادث إرادٌا من أحد الطرفٌن كان العقد باطال ‪ ،‬ألن صفة االحتمال تنتفً ‪ ،‬وهً ركن اساسً فً عقد‬
‫التأمٌن ‪ .‬فٌجب أن ٌتدخل فً تحقق الخطر عامل آخر ؼٌر إرادة المؤمن له كعامل المصادفة أو الطبٌعة أو إرادة‬
‫الؽٌر ‪ٌ ،‬عنً عدم جواز التأمٌن على الخطأ العمدي من المؤمن له بل ٌنصب التأمٌن على الخطأ ؼٌر العمدي‬
‫والخطأ العمدي الصادر من الؽٌر ‪.‬‬

‫البند ‪ : 0‬التأمٌن عن الخطأ ؼٌر العمدي للمؤمن له ‪ ،‬هو ال ٌمثل إرادته بل تتدخل عوامل موضوعٌة أخرى فً‬
‫الخطأ ‪ ،‬والتأمٌن علٌه جابز و ٌتحمل المؤمن الخسابر واالضرار الناتجة حسب المادة‪07‬‬

‫البند ‪ : 3‬عدم جواز التأمٌن عن الخطأ العمدي للمؤمن له ‪ ،‬ألن المؤمن له سٌستولً على مبلػ التأمٌن عن طرٌق‬
‫الؽش والتدلٌس ‪ ،‬وهذا المبدأ عام فً كافة أصناؾ التأمٌن فالذي ٌؤمن نفسه من المسؤولٌة عن الحوادث ثم ٌعمد‬
‫إلى ارتكابها فالمؤمن ال ٌكون مسؤوال ‪ .‬وال ٌتطلب ذلك وقوع الضرر بل فقط تعمد تحقٌق الخطر ‪ .‬كذلك فً‬
‫االشخاص كأن ٌؤمن شخص على حٌاة شخص ثم ٌقتله فال ٌستحق فً هذه الحالة المستفٌد اي تعوٌض ‪.‬‬

‫البند ‪ : 2‬االستثناءات الواردة عن الخطأ العمدي ‪ ،‬فً حالة تعمد المؤمن له ذلك لتجنب مخاطر أقوى‬

‫البند ‪ : 4‬جواز التأمٌن ضد الخطأ العمدي الصادر من الؽٌر ‪ ،‬حٌن ٌكون صادرا من أجنبً عن المؤمن له ‪ ،‬وقد‬
‫ٌكون تابعا له كمستخدم مثال ‪ ،‬مثلما نصت على ذلك المادة ‪. 08‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أن يكون الخطر مشروعا‬

‫وهو أن ٌكون ال خطر المؤمن منه مشروعا ؼٌر مخالؾ للقوانٌن أو بصفة عامة ؼٌر مخالؾ للنظام العام واآلداب‬
‫العامة فحرٌة التأمٌن على الخطر لٌست مطلقة فالقانون ٌتدخل من أجل تنظٌم و منع تصرفات وأخطار معٌنة وهو‬
‫ٌستند فً ذلك على أساسٌن األول إذا كانت المخاطر متعارضة مع النظام العام والثانً إذا كانت هذه االخطار‬
‫بطبٌعتها ال تصلح ألن تكون محال للتأمٌن ‪.‬‬

‫البند ‪ : 0‬استبعاد المخاطر المتعارضة مع النظام العام واآلداب العامة ‪ ،‬مثال التأمٌن عن االخطار الناشبة عن‬
‫المتاجرة فً الحشٌش والمخدرات فهو تأمٌن باطل وكذلك ال ٌجوز التأمٌن على المواد المهربة سواء كان التهرٌب‬
‫ضد قوانٌن البلد أو ضد القانون الدولً ‪ ،‬كما ٌمنع تأمٌن بٌوت الدعارة أو تأمٌن حٌاة العشٌقة ‪.‬‬

‫البند ‪ : 3‬استبعاد المخاطر ألسباب أخرى ‪ ،‬مثال أن ٌكون الخطر ؼٌر محقق الوقوع أو ٌكون قد وقع فعال قبل‬
‫توقٌع عقد التأمٌن ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع الخطر وقياسه‬

‫الفرع األول ‪ :‬أوصاف الخطر‬

‫البند األول ‪ :‬الخطر الثابت والخطر المتؽٌر‬

‫ثابتا إذا كان احتمال تحققه متكافبا أو ثابتا خالل مدة زمنٌة معٌنة ‪ ،‬السنة مثال التً ٌجري فٌها التأمٌن ‪ ،‬الحرٌق حوادث‬
‫السٌر ‪،‬‬

‫متؽٌرا اذا تزاٌد احتمال وقوعه أو تناقص فً نفس المدة الزمنٌة ‪ ،‬التأمٌن على الحٌاة مثال ‪.‬‬

‫وأهمٌة التمٌٌز بٌنهما تتجلى فً تحدٌد مقابل التأمٌن أو القسط الذي ٌدفعه المؤمن له ‪ ،‬ففً الثابت ٌكون القسط ثابتا‬
‫متناسبا مع الخطر أما فً المتؽٌر فٌكون هو أٌضا متؽٌرا سواء بالزٌادة أو النقصان وقد ٌكون القسط ثابتا حتى فً‬
‫المتؽٌر فٌكون القسط أكثر من الخطر فً السنوات االولى ثم ٌصٌر أقل من الخطر فً آخر السنوات ‪.‬‬

‫البند الثانً ‪ :‬الخطر المعٌن والخطر ؼٌر المعٌن‬

‫المعٌن ‪ :‬الذي ٌكون أثره محددا كالموت مثال ‪ ،‬أو السرقة أو الحرٌق‬

‫ؼٌر المعٌن ‪ :‬فٌكون الخطر ؼٌر معٌن إال عند تحققه ‪ ،‬المسؤولٌة عن حوادث السٌر مثال‬

‫أهمٌة التفرٌق بٌنهما تتجلى تقدٌر قٌمة التأمٌن الذي ٌجب أن ٌؤدٌه المؤمن‬

‫البند الثالث ‪ :‬الخطر الموضوعً والخطر الشخصً‬

‫الشخصً ‪ :‬هو ذلك الخطر الذي ٌكون وثٌق الصلة بشخص المؤمن له أو خطأه أو خطأ تابعٌه الذي ٌسأل عنهم‬
‫بسبب تقصٌر أو إهمال أو عدم احتٌاط وتبصر‬

‫الموضوعً ‪ :‬هو الخطر الذي ال تتدخل فٌه إرادة المؤمن له بل ٌعود لظروؾ خارجٌة طبٌعٌة مثال‬

‫أهمٌة التمٌٌز بٌنهما تتجلى فً أن المؤمن فً الخطر الشخصً ٌملك حق تخفٌض مبلػ التأمٌن أو رفعه بل قد‬
‫ٌفسخ العقد بٌنما فً الم وضوعً ال ٌمكن تصور ذلك ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬الخطر المادي و الخطر المعنوي‬

‫المادي ‪ٌ :‬رجع إلى عوامل مادٌة الحرٌق مثال ٌنظر إلى نوع البناء وموقعه ومدى توفر االطفاء‬

‫المعنوي ‪ :‬الذي ٌعود لعوامل معنوٌة كشخصٌة المؤمن له وعدد مستخدمٌه والعناٌة التً ٌبذلها‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬قياس الخطر‬

‫الخطر شرط أساسً فً عقد التأمٌن ‪ ،‬وبما أن الخطر ٌبقى احتماال ‪ ،‬فال بد من قٌاس وٌجب ضبط هذا االحتمال‬
‫بأكبر قدر ممكن وهذا ٌستدعً وجود شروط فنٌة ؼٌر الشروط القانونٌة التً ٌجب توفرها فً الخطر لٌكون محال‬
‫قابال للتعاقد فً عقود التأمٌن ‪ ،‬هذه الشروط الفنٌة " متواترا ‪ ،‬موزعا ‪ ،‬متجانسا ‪ ،‬فً االمكان توقع نتابجه " وذلك‬
‫استنادا إلى الرٌاضٌات التً تخضع الصدفة لالحتمال العلمً ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬أن ٌكون الخطر متواترا ‪ ،‬وهو أن ٌكون الخطأ قابال للتحقق بدرجة كافٌة لقوانٌن االحصاء أن تتمكن‬
‫من قٌاس درة احتماله أما الخطأ النادر الذي ال ٌخضع لقوانٌن الرٌاضٌات فال ٌمكن اعتباره متواترا ‪ ،‬ذلك أن‬
‫المؤمن ٌتمكن من معرفة احتمال وقوع الخطر ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫البند الثانً ‪ :‬أن ٌكون الخطر موزعا أو منتشرا ‪ ،‬ومعنى ذلك أن الخطأ ٌجب أن ال ٌصٌب الكافة ألن إصابة‬
‫الجمٌع به مرة واحدة مع فكرة التعاون ٌستحٌل معه إجراء مقاصة ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ٌ :‬جب أن ٌكون الخطر متجانسا ‪ ،‬فحتى االخطار التً هً من نوع واحد ٌختلؾ االحد منها عن االخر‬
‫خالل مجموعة من الظروؾ تجعل كل خطر مؽاٌرا عن االخر فً امكانٌة التحقق وجسامة النتابج ‪ ،‬فحتى ٌكون‬
‫قٌاس الخطر صحٌحا ٌجب تصنٌفها فً فصابل بحسب الظروؾ المؤثرة فً مدى احتمالٌة وقوعها و حجم النتابج‬
‫المترتبة ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬أن ٌكون الخطر ٌمكن تحدٌد نتابج توقعه ‪ ،‬وهو ما ٌعرؾ بشرط إمكانٌة تحدٌد الخسارة ‪ ،‬فقابلٌة‬
‫التحدٌد هذه تتم من حٌث المقدار ومن حٌث وقت الخطر ومن حٌث مكان تحقق الخطر ‪ .‬فالنسبة لشرط امكانٌة‬
‫تحدٌد الخسارة ٌهدؾ هذا الشرط إلى قصر عملٌات التأمٌن على تؽطٌة الخسابر المالٌة فقط دون المعنوٌة فال ٌمكن‬
‫التأ مٌن على شًء له قٌمة عاطفٌة ألنه ٌصعب إعطاء قٌمة لها ‪ ،‬أما لشرط تحدٌد المكان فاحتمال تحقق الخطر‬
‫تختلؾ بطبٌعة المكان والظروؾ المحٌطة به فاحتمال سرقة مكان وسط المدٌنة اقل من ذلك الذي فً نواحً‬
‫المدٌنة ‪ ،‬أما شرط تحدٌد المدة والوقت فجمٌع االحتماالت تحسب عن مدة معٌنة ‪،‬‬

‫نالحظ االهمٌة القصوى لضرورة قابلٌة الخسارة للتحدٌد حتى ٌتمكن التوصل إلى مبلػ القسط المطلوب ‪ ،‬فزٌادة‬
‫المدة التً ٌؽطٌها العقد تزٌد من مقدار القسط ‪ ،‬كما أن اختالؾ المكان ٌؤثر على درجة الخطورة وبالتالً مقدار‬
‫القسط ‪ ،‬خالصة القول ٌجب تحدٌد مقدار و زمان و مكان وقوع الخطر بصورة قطعٌة وعلى اسس موضوعٌة‬
‫سلٌمة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قسط التأمين‬

‫القسط هو ما ٌدفعه المؤمن له للمؤمن مقابل تحمل االخٌر الخطر المؤمن علٌه ‪ .‬فهو ثمن التأمٌن ‪ ،‬هذا القسط‬
‫ٌسمى القسط فً التأمٌن التجاري وٌسمى االشتراك فً التأمٌن التبادلً واالجتماعً ‪.‬‬

‫عرفه المشرع المؽربً " هو مبلػ مستحق على مكتتب عقد التأمٌن مقابل ضمانات ٌمنحها المؤمن "‬

‫المطلب األول ‪ :‬تحديد قسط التأمين وشروطه‬

‫ٌخضع تحدٌد قسط التأمٌن لنظرٌة االحتماالت وقانون االعداد الكبٌرة وال ٌخضع لقانون العرض والطلب لذلك‬
‫ٌعتمد على الرٌاضٌات بشكل كبٌر خصوصا الخبراء الرٌاضٌٌن الذٌن ٌطلق علٌهم الخبراء االكتوارٌٌن ‪ ،‬وقد جاء‬
‫فً المدونة الجدٌدة " مبلػ القسط ٌمثل تكلفة الخطر المراد تؽطٌته كما تم احتسابه وفق القواعد االكتوارٌة اعتمادا‬
‫على االحصابٌات المتعلقة بهذا الخطر "‬

‫لذلك كان لزاما على هٌبات التأمٌن أن تقوم بتقدٌر دقٌق للمطالبات المنتظر دفعها خالل مدة العقد والمصروفات‬
‫الالزمة ثم تقسٌمها على المشتركٌن انطالقا من درجة عالٌة من الدقة والؽرض من ذلك هو تحدٌد دقٌق‬
‫لالحتماالت وافتراض الخسارة المتوقعة لذلك كان لكل شركات التأمٌن مكاتب خاصة تجمع البٌانات والمعلومات‬
‫المتعلقة بوحدات الخطر المؤمن علٌها من أجل تحدٌد دقٌق الحتماالت الخسارة وتحدٌد قسط التأمٌن الواجب أداؤه‬

‫‪22‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط قسط التأمين‬

‫ٌجب أن ٌكون القسط كافٌا عادال وأن ٌراعى فٌه عامل المنافسة‬

‫البند األول ‪ :‬أن ٌكون كافٌا ‪ٌ ،‬عنً أن ٌكون كافٌا لتؽطٌة – الخسابر المتوقع تؽطٌتها بسبب خطر المؤمن له –‬
‫مصروفات المؤمن خالل عملٌة التأمٌن وأداء الضرابب والعموالت – ربح معقول‬

‫البند الثانً ‪ :‬أن ٌكون القسط عادال ‪ ،‬أي ٌتناسب مع الخطر المؤمن منه فكلما كان الخطر كبٌرا زاد القسط‬
‫وبالعكس اذا كان احتمال الخطر ضعٌفا ٌكون القسط متناسبا ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬أن ٌراعً عامل المنافسة ‪ ،‬أي ال ٌمكن أن تطالب شركة تأمٌن بقسط أعلى مما تطالب به ؼٌرها ‪،‬‬
‫بل تح ترم الحد الذي ٌمكنها من دفع التعوٌضات والمصروفات وٌحقق الربح للمساهمٌن‪ .‬عادة ما تلجأ شركات‬
‫التأمٌن إلى توحٌد االسعار أو تكوٌن اتحادات فال ٌمكن ألي شركة عضو أن تنزل أن تعلو على الثمن الذي ٌتفق‬
‫علٌه الجمٌع ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر قسط التأمين‬

‫ٌشمل قسط التأمٌن القسط الصافً والقسط الفعلً والتجاري‬

‫الفرع األول ‪ :‬القسط الصافي‬

‫هو الذي ٌكتفً بدفع التعوٌضات التً تستحق بسبب وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬أي أنه ال ٌشمل المصارٌؾ‬
‫والضرابب وؼٌرها التً ٌتحملها المؤمن بسبب ممارسة المهنة وكذلك ال ٌنصرؾ الى االرباح التً ٌنتظرها‬
‫ا لمؤمن من هذه العملٌة ‪ ،‬ولتحدٌد مبلػ القسط الصافً ٌعتمد المؤمن على عدة عوامل ٌمكن إجمالها فً أربعة‬
‫عوامل ‪ ،‬عامل الخطر ‪ ،‬مبلػ التأمٌن ‪ ،‬المدة ‪ ،‬سعر الفابدة ‪.‬‬

‫البند االول ‪ :‬عامل الخطر ‪ ،‬تحدٌد القسط ٌتوقؾ على مدى تحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فالخبراء ٌدرسون الخطر‬
‫ومدى احتمالٌة تحققه وتسجٌل درجة خطورته وبالتالً ٌتم تحدٌد القسط الصافً ‪.‬‬

‫وهنا نجد أنفسنا أمام مبدأ تناسب القسط مع الخطر ‪ ،‬فعامل الخطر هو مقٌاس القسط الواجب اداؤه ‪.‬‬

‫البند الثانً ‪ :‬عامل القٌمة أو مبلػ التأمٌن ‪ ،‬هو ٌمثل تقدٌر المؤمن له لقٌمة الخطر المؤمن منه ‪ ،‬وهو االثار المالٌة‬
‫التً تترتب على وقوع الخطر ‪ ،‬فالقسط ٌتناسب طردٌا مع هذه اآلثار المالٌة فٌزٌد بزٌادتها وٌنخفض بانخفاضها ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬عامل المدة ‪ ،‬احتمال الخطر تتحدد على أساس وحدة زمنٌة معٌنة وعادة ما تكون سنة‪.‬‬

‫والصعوبة هنا ال تكمن فً الخطر الثابت بل فً الخطر المتؽٌر فٌجب أخذ عامل الوقت بعٌن االعتبار‪ ،‬كما ٌوجد‬
‫أنواع من التأمٌن ال ترتبط بعامل ا لمدة كنقل البضابع أو إصابة العب رٌاضً‬

‫البند الرابع ‪ :‬عامل عابد االستثمار ( سعر الفابدة ) ‪ ،‬المؤمنون ال ٌجمدون االموال بل ٌستثمرونها لحساب الشركة‬
‫وفق القوانٌن التً ٌضعها المشرع فضروري أن ٌعمد المؤمن إلى تخفٌض القسط بقدر الزٌادة المنتظرة من‬
‫اٌرادات استثمارات االقساط فٌتم تحدٌد القسط الصافً بخصم المتوسط العام بسعر الفابدة ‪ٌ .‬ظهر ذلك بوضوح من‬
‫تراكم أقساط التأمٌن على الحٌاة لدى المؤمنٌن ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬القسط الفعلي ( عالوات القسط )‬

‫المؤمن له ٌدفع القسط التجاري أو الفعلً المتكون من القسط الصافً الذي ٌمثل القٌمة الحقٌقٌة للخطر مضافا إلٌه‬
‫االعباء الكافٌة لسداد جمٌع النفقات التً ٌتحتم على هٌأة التأمٌن تحملها من أجل إصدار بولٌصة التأمٌن وهً‬
‫تكالٌؾ زابدة تسمى عالوات القسط كنفقات إبرام العقد ونفقات تحصٌل االقساط ونفقات االدارة للضرابب‬
‫واحتٌاطً التقلبات العكسٌة ‪.‬‬

‫البند ‪ : 0‬نفقات ابرام العقد ‪ ،‬عمولة سماسرة التأمٌن ‪ +‬مصارٌؾ ابرام العقد‬

‫البند ‪ : 3‬نفقات تحصٌل االقساط ‪ ،‬ارسال مندوبً الشركة لتحصٌل االقساط‬

‫البند ‪ : 2‬النفقات االدارٌة ‪ ،‬اٌجار مكان النشاط ‪ ،‬نفقات العمال ‪ ،‬نفقات الخبراء ‪ ،‬الدعوى ‪.‬‬

‫البند ‪ : 4‬الضرابب ‪ ،‬ما ٌدفعه المؤمن للدولة طبقا لقانون الضرابب‬

‫البند ‪ : 5‬االرباح ‪ ،‬باعتبار شركة التأمٌن شركة ربحٌة‬

‫البند ‪ : 6‬احتٌاطً التقلبات العكسٌة ‪ ،‬وٌسمى باحتٌاطً االمان للحاالت التً تكون فٌها الخسابر أكبر من المتوسط‬
‫فٌتكون هذا االحتٌاطً عن طرٌق نسبة تضاؾ إلى القسط الصافً ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مبلغ التأمين ( عوض التأمين )‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف مبلغ التأمين‬

‫ما ٌحصل علٌه المؤمن له أو المستفٌد عندما ٌتحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فهو مبلػ على عاتق المؤمن اتجاه المؤمن‬
‫له أو المستفٌد عندما ٌحدث الخطر المؤمن منه أي الحادثة أو الكارثة التً هً محل التأمٌن ‪ .‬اشارت إلى ذلك‬
‫المادة ‪ 0‬من مدونة التأمٌن " مبلػ التأمٌن ٌدفعه المؤمن وفقا لمقتضٌات العقد كتعوٌض عن الضرر الالحق‬
‫بالمؤمن له أو بالضحٌة "‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أشكال مبلغ التأمين‬

‫تتخذ ثالثة أشكال ‪ :‬تعوٌض نقدي ‪ ،‬تعوٌض عٌنً ‪ ،‬تقدٌم خدمات ‪.‬‬

‫البند ‪ : 0‬على شكل تعوٌض مالً ‪ ،‬فٌكون على شكل مبلػ من النقود لتؽطٌة االثار المالٌة المترتبة على وقوع‬
‫الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فإذا كان التأمٌن على االشٌاء فاألصل هو تحدٌد الضرر الذي لحق المؤمن له ثم ٌقاس‬
‫التعوٌض على قدر الضرر وٌحصل المؤمن له على مبلػ التأمٌن الذي تكون له حرٌة التصرؾ فٌه سواء اصالح‬
‫ما فسد أو لم ٌصلحه ‪ ،‬أما فً التأمٌن على االشخاص فٌكون مبلػ التأمٌن محددا مسبقا فً العقد أما بخصوص‬
‫الضرر فٌتم تقدٌر مبلػ التأمٌن على أساس الضرر ‪.‬‬

‫البند ‪ : 3‬على شكل تعوٌض عٌنً ‪ ،‬أي اصالح الضرر كاآلالت مثال ‪ ،‬وٌكون من أجل تعوٌض حقٌقً ؼٌر مبالػ‬
‫فٌه وهو فً حذ ذاته تعوٌض نقدي بطرٌقة ؼٌر مباشرة ‪.‬‬

‫البند ‪ : 2‬على شكل خدمات ‪ ،‬فٌكون محله عمل من االعمال فٌكون للمؤمن له الحق فً بعض الخدمات ؼٌر‬
‫المالٌة بل وٌتدخل المؤمن للدفاع عن المؤمن له لضمان استنفاذ كل الوسابل لدفع المسؤولٌة عن المؤمن له ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تحديد مبلغ التأمين‬

‫ٌختلؾ تحدٌد مبلػ التأمٌن بحسب ما إذا كنا بصدد تأمٌن من االضرار أو االشخاص وٌرجع هذا االختالؾ إلى أن‬
‫تأمٌن االضرار ٌحكمه مبدأ التعوٌض أما التأمٌن على االشخاص فٌظل خاضعا لقانون العقد ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التأمين على االضرار‬

‫المبدأ االساسً هنا هو التعوٌض ‪ ،‬لكن قد تتدخل عناصر أخرى تعمل على تحدٌد االلتزامات التً ٌلتزم المؤمن‬
‫بها اتجاه المؤمن له عند تحقق الخطر ‪ ،‬وتكتمل هذه العناصر فً ثالثة ‪ :‬الضرر ‪ ،‬المبلػ المؤمن منه ‪ ،‬قٌمة‬
‫الشًء المؤمن علٌه ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬عنصر الضرر ‪ ،‬عند وقوع الخطر تترتب عنه آثار مالٌة تمثل ضررا مالٌا ٌصٌب ذمة المؤمن له ‪،‬‬
‫فٌستحق التعوٌض من المؤمن ‪ ،‬وٌقدر بقدر الضرر ‪ ،‬استنادا إلى قاعدة تناسب الضرر مع مبلػ التأمٌن ‪ ،‬حسب‬
‫المادة ‪ " 29‬ال ٌمكن للتعوٌض المستحق أن ٌتجاوز قٌمة الشًء المؤمن علٌه وقت الحادث " وهذا مبدأ عام مرتبط‬
‫بالنظام العام ‪ ،‬وإذا تحقق الخطر ولم ٌتحقق الضرر ال ٌمكن المطالبة بالتعوٌض ‪ ،‬وإال كان ثراء على حساب‬
‫المؤمن ‪ ،‬فالضرر هو الذي ٌحدد مبلػ التعوٌض ‪ ،‬أما إذا أبرم المؤمن له عدة عقود لنفس الشًء وفاق المبلػ الكلً‬
‫قٌمة الشًء المؤمن علٌه فالعقود تبقى صحٌحة ‪.‬‬

‫البند الثانً ‪ :‬المبلػ المؤمن به ‪ ،‬قد ٌحصل بٌن المتعاقدٌن على مبلػ تعوٌض محدد وٌجب أن ال ٌتجاوز قٌمة‬
‫الشًء المؤمن علٌه ‪ .‬والمؤمن ال ٌلتزم إال فً حدود الضرر وٌترتب عن ذلك إذا كانت قٌمة الضرر أقل من‬
‫المبلػ المؤمن به فالمؤمن له ال ٌأخذ سوى قٌمة الضرر أما إذا كان مبلػ التأمٌن ثابتا فٌتم أداؤه ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬قٌمة الشًء المؤمن علٌه ‪ ،‬ال محل له إال فً حالة التأمٌن على االشٌاء ‪ٌ .‬مكن أن نحدث هنا عن‬
‫قاعدة النسبٌة أو قاعدة التخفٌض النسبً أي أن المؤمن له ٌتلقى تعوٌضا فقط عن القٌمة التً صرح بها ولٌس‬
‫القٌمة الحقٌقٌة للشًء المؤمن علٌه ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬في التأمين على االشخاص‬

‫مؤسس على االتفاق بٌن الطرفٌن سواء كان مساوٌا للضرر ام ال ولٌس على قاعدة الضرر ‪ .‬فتأمٌن االشخاص‬
‫لٌس له صفة تعوٌضٌة ‪ ،‬وهو ٌهدؾ إلى التخفٌؾ من وطأة الضرر فقط ‪ ،‬مثال ذلك التأمٌن لحالة الوفاة ‪ .‬ومبلػ‬
‫التأمٌن ال ٌحصل علٌه الورثة بل المستفٌد المذكور فً العقد ‪ .‬مادة‪.79‬‬

‫والمبرر األول وراء التأمٌن على هذه الشاكلة هو مواجهة الحاجة التً ٌخلقها وقوع الخطر والمبرر الثانً هو أن‬
‫ال ضرر على المؤمن ما دام المؤمن له ٌدفع االقساط المتفق علٌها ‪.‬‬

‫ٌنتج عن ذلك نتٌجتٌن االولى ال ٌمكن التنازع حول المبلػ المذكور فً العقد ‪ ،‬الثانٌة جواز الجمع بٌن عدة عقود‬
‫بؽٌة الحصول على مبالػ التأمٌن جمٌعا حتى لو كانت ضد خطر واحد ولفابدة مستفٌد واحد ‪.‬‬

‫االهداء لإلمام المجدد عبد السالم ياسين رحمه هللا‬

‫‪25‬‬

You might also like