‫االدّخار‪ ...

‬للسفر واالستثمار‬

‫ندى مرتضى ساعدتها القجة في تحقيق الكثير من خططها‬

‫يقال في المثل العامي «خبي قرشك األبيض ليومك األسود»‪ ،‬لإلضاءة على أهمية‬
‫لكن هذه المقولة وعلى‬ ‫االدّخار وأنه قد يكون المالذ اآلمن حين تضيق األحوال‪ّ .‬‬
‫ص ّحتها تراعي جزءا ً من الحقيقة وتعطي بعدا ً سلبيا ً لالدّخار‪ ،‬بأن أهميته مرتبطة‬
‫بحاالت الشدّة فحسب‪ .‬في الواقع فإن االدخار يمكن أن يكون عامالً مساعدا ً للترفيه‬
‫والمرح كما ولالستثمار وجني المزيد من المال وبالتالي لتجنّب الطوارئ من خالل‬
‫تنويع مصادر الدخل‬
‫ندى مرتضى وزوجها وجدا في االدّخار وسيلة لتوسعة معرفتهم بالعالم وثقافاته وحضاراته كما ولتوسعة محفظة نقودهم‪ .‬بدأت‬
‫قصة الزوجين مع «قجة»‪ ،‬حيث عمدا منذ ارتباطهما إلى وضع مبلغ بسيط من المال شهريا ً فيها‪ ،‬وهو ما م ّكنهم من تحقيق‬
‫أشياء كثيرة‪ .‬وعلى أهمية االدخار أدرك الزوجان أن مساعيهما ستظل ناقصة ما لم يحضّرا ميزانية‪ .‬فاالدخار يتطلب اقتطاع‬
‫ّ‬
‫وألن الظروف الحياتية والمعيشية قد ال تسمح بالضرورة بأن يكون هنالك فائض من المال لوضعه‬ ‫جزء من المال وحفظه‪،‬‬
‫جانباً‪ ،‬يصبح من الضروري تقسيم المدفوعات بحسب األولويات واالستغناء ع ّما يمكن التخلي عنه حتى يصبح رفد القجة بالمال‬
‫ممكنا ً‪.‬‬

‫في المرحلة األولى استفاد الزوجان من المبالغ المدّخرة للسفر واستكشاف العالم‪ ،‬فكانت رحالتهما المتعددة تنسيهما التضحيات‬

‫شفا ً فإنه يستحق التجربة‪.‬‬

‫التي قاما بها ليتم ّكنا من جمع المال الالزم‪ ،‬وتؤكد لهما أن االدخار وإن كان يقتضي تق ّ‬

‫استخدم الزوجان المبالغ المدّخرة للسفر وفتح مطعم ثان‬

‫ثان لمطعم والده‪ .‬لم يحتج الزوجان للكثير من البحث والتحليل إليجاد‬
‫بعد ‪ 4‬سنوات‪ ،‬قرر الزوج توسعة عمله وفتح فرع ٍ‬
‫مصادر التمويل‪ ،‬إذ قاما باستبدال وجهة االدخار من تمويل السفر لتمويل المشروع الجديد‪ .‬الالفت أن االدخار لم يس ّهل عليهما‬

‫تأمين قسم من المبلغ الالزم بل وفر عليهما من قيمة القرض الصغير الذي كان ينقصهما لالنطالق في رحلة أعمالهما الجديدة‬

‫هذه المرة‪ ،‬وشق دروب النجاح وتأمين مداخيل إضافية تساعدهما على زيادة المبالغ التي اعتادا على ادخارها والتي قد‬

‫تساعدهما في المستقبل على افتتاح مشاريع أخرى ‪.‬‬

‫أما العبرة التي استخلصتها ندى من تجربتها هي أنه ال يهم حجم المبلغ المدخر‪ ،‬كونه قادرا ً في نهاية المطاف على مساعدتكم في‬

‫تحقيق حلمكم‪.‬‬

‫جريدة األخبار اللبنانيّة‪ ،‬العدد ‪ ،3680‬الثالثاء ‪ 5‬شباط ‪ ،2019‬صفحة أعمال ناس و| ‪.Finance‬‬