You are on page 1of 40

‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي‬

‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه‬


‫كلية الشريعة ‪ -‬جامعة األزهر‬
‫غزة ‪ -‬فلسطين‬

‫تاريخ القبول ‪02-02-2012‬‬ ‫تاريخ االستالم ‪21-05-2011‬‬

‫ملخص البحث‬
‫يتناول هذا البحث وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي‪ ،‬حيث قام الباحث في المبحث األول بتعريف القرض لغة‬
‫وشر ًع ا‪ ،‬وأدلة مشروعيته‪ ،‬والحكمة من تشريعه‪ ،‬وفي المبحث الثاني بين الباحث وسائل توثيق القرض في الفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وهي التوثيق بالكتابة‪ ،‬واإلشهاد‪ ،‬وبالرهن‪ ،‬والكفالة )الضمان(‪ ،‬وفي المبحث الثالث تناول الباحث نماذج‬
‫معاصرة لتوثيق القرض‪ ،‬وهي توثيق القرض بخطاب الضمان‪ ،‬وباالعتماد المستندي‪ ،‬وتوثيق القرض بالتأمين عليه‪.‬‬
‫ثم الخاتمة وفيها أهم النتائج التي توصل الباحث إليها‪ ،‬والتوصيات‪.‬‬

‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬


‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪33‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على خاتم األنبياء وسيد المرس لين‪ ،‬س يدنا محم د وعلى آل ه وص حبه ومن‬
‫تبع هداه إلى يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فقد جاءت الشريعة اإلسالمية لترسخ مبدأ التعاون والتكافل بين جميع المسلمين‪ ،‬وحثت على اإلقراض وتفريج الكرب‬
‫ورغبت فيه‪ ،‬وأجزلت الثواب لمن يقوم بمساعدة أخيه والتوسعة عليه‪ ،‬فقال “ ‪ :‬من ف رج عن مس لم كرب ة ف رج هلال‬
‫عنه بها كربة من كرب يوم القيامة‪”(1).‬‬
‫وفي نفس الوقت حرصت على الحفاظ على م ال المق رض‪ ،‬وش رّ عت من األحك ام م ا يكف ل ل ه ذل ك‪ ،‬ويكف ل انتف اع‬
‫المقترض بما أخذه من مال لينتفع به‪ ،‬فشرعت وسائل لتوثيق القرض وبينت ذلك في أطول آية في كت اب هلال تع الى‬
‫أال وهي آية الدين‪ ،‬وما ذلك إال لحفظ الحقوق ألهلها‪ ،‬فأمرت بكتابة الدين‪ ،‬واإلش هاد علي ه‪ ،‬وال رهن في الس فر عن د‬
‫عدم وجود الكاتب‪ ،‬وبينت السنة النبوية تشريعه في الحضر أيضا‪ ،‬وبينت مشروعية الكفالة أو الضمان‪ ،‬وما ذلك إال‬
‫ليكون المقرض على ثقة بأن ماله سيرد إليه‪ ،‬فجاء ه ذا البحث ليتن اول أم رًا مه ًم ا أال وه و وس ائل توثي ق الق رض‬
‫واألحكام المتعلقة بها‪ .‬وقد قسمت البحث إلى مقدمة وثالثة مباحث وخاتمة ضمنتها أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف القرض‪ ،‬وأدلة مشروعيته‪ ،‬وحكمته‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬المطلب األول‪:‬‬
‫تعريف القرض‪ ،‬المطلب الثاني‪ :‬أدلة مشروعية القرض‪ ،‬المطلب الثالث‪ :‬حكمة مشروعية القرض‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪ :‬المطلب األول‪ :‬توثيق‬
‫القرض بالكتابة والشهادة‪ ،‬المطلب الثاني‪ :‬توثيق القرض بالرهن‪ ،‬المطلب الثالث‪ :‬توثيق القرض بالكفالة )الضمان(‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج معاصرة لتوثيق القرض‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪ :‬المطلب األول‪ :‬توثيق القرض‬
‫بخطاب الضمان‪ ،‬المطلب الثاني‪ :‬توثيق القرض باالعتماد المستندي‪ ،‬المطلب الثالث‪ :‬توثي ق الق رض بالت أمين علي ه‪،‬‬
‫ثم الخاتمة‪ ،‬والهوامش والمصادر والمراجع‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف القرض وأدلة مشروعيته وحكمته‪.‬‬


‫وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف القرض لغة واصطالحا‪.‬‬
‫والش عر والمج ازاة‪ ،‬يق ال‬
‫ِ‬ ‫القرض لغة)‪ 2):‬القطع وهو األصل فيه ثم استعمل في المضاربة والثناء والس لف والس فر‬
‫قرضه قرضً ا أي جازاه‪ ،‬ومنها ما أسلفه اإلنسان من إحسان ومن إساءة‪ ,‬وما يقوم ب ه من عم ل يلتمس الج زاء علي ه‪,‬‬
‫ومنها ما تعطيه غيرك من المال لتقضاه‪ ،‬وهذا المعنى هو الموافق للمعنى الشرعي‪ ،‬والجم ع ق روض وه و اس ٌم من‬
‫أقرضه المال إقراضً ا‪.‬‬
‫القرض اصطالحً ا‪ :‬عرف الحنفية))‪ 3‬القرض بقولهم هو‪“ :‬عقد مخصوص يرد على دفع مال مثلي‬
‫آلخر ليرد مثله”‪ ،‬وأما المالكية))‪ 4‬فعرفوه بقولهم هو‪“ :‬دفع المال على وجه القربة لينتفع به آخذه‬
‫ثم يتخير في رد مثله‪ ,‬أو عينه ما كان على صفته”‪ ،‬والشافعية))‪ 5‬عرفوه بقولهم هو‪“ :‬تمليك الشيء‬
‫على أن يرد بدله”‪ ،‬وأما الحنابلة))‪ 6‬فقالوا‪ :‬القرض هو‪“ :‬دفع مال إلى الغير لينتفع به ويرد بدله‪”.‬‬
‫وعرف الظاهرية))‪ 7‬القرض بقولهم‪“ :‬أن تعطي إنسانًا شيئًا بعينه من مالك تدفعه إليه ليرد عليك‬
‫ً‬
‫وإماإلى أجل مسمى‪”.‬‬
‫ُ‬ ‫مثله‪ ,‬إما حاال في ذمته‪,‬‬
‫رأي الباحث‪ :‬من خالل ما ذكر من تعريف الفقهاء للقرض يتضح لي بأنها متقاربة في معناها‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪43‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫ومضمونها‪ ،‬وإن اختلفت في ألفاظها وظاهرها‪ ,‬ومما يجمع بينها من معان أنها دلت على أن عقد‬
‫ٍ‬
‫القرض باتفاق هو‪ :‬عقد تبرع يبذله صاحبه مبتغيًا به القربة من هلال‪ ,‬لينتفع به غيره ويرد مثله أو‬
‫بدله‪ ،‬وأن محل العقد يكون في المثليات أما القيميات فمنعه الحنفية وأج ازه الجمه ور إذا ك انت تض بط بالوص ف أي‬
‫في كل ما جاز أن يكون سل ًما)‪8).‬‬
‫ويطلق عليه اسم الدين‪ ،‬والسلف‪ ،‬والقرض أخصّ من ال ّدين والسلف)‪9).‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أدل ة مش روعية الق رض‪ :‬الق رض مش روع باتف اق الفقه اء)‪ 10),‬واألص ل في مش روعيته الكت اب‪,‬‬
‫والسنة‪ ,‬واإلجماع‪ ,‬فقد وردت آيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة تحث على إق راض المحت اجين ورف ع الع وز عنهم‬
‫وتفريج كربهم‪ ,‬وبينت ما أجزله هلال من ثواب عظيم لمن‬
‫يقرضً المسلمً قرضا حسنا مبتغيًا بذلك وجه هلال ‪-‬عز وجل‪ -‬لدرجة أنه جل في عاله نسبه إليه وهو‬
‫يضاعَفهُُ له‬
‫َ‬ ‫يقرض َّ ََهلال ْق ً ًَ ‬ ‫َ ذا اَّ ِلذيُْ ُ‬
‫رضا ََحسنا فُ َ ِ‬ ‫ْم ن‬ ‫الغني الحميد‪ ،‬من القرآن الكريم‪ :‬قوله تعالى‪َ “ :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََّ ‬ ‫ِ‬ ‫)‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُّ ُْ ‬ ‫َْ ً َ‬
‫‪11‬‬
‫هلال إني َ َمع ْكم َِأ ْقمتُ‬
‫لئنم‬ ‫وإل ِيه ْت َرجُعون” ( ‪ ،‬وقوله تعالى‪َ “ :‬و قال ِّ‬ ‫ط ْ‬
‫يقبض َْويبُس َ‬
‫ةَوهلالَ َ‬ ‫ثير ً‬ ‫أضعافا ِك َ‬ ‫َ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ْقرضا َح َِّ‬ ‫َوأقَرضتُم هلالََ ‬ ‫َّعزرتُمو ْهم ْ‬
‫سنا ألكفَّرنَْعن ْكمِ ََِّّسيئِات ْكم‬ ‫َ‬ ‫ُسلي َو ْ‬ ‫ْ َوآ َمن ْتم بُر ِ‬ ‫َّ الصالة َّ‬
‫َوآ ْتيتُم الزكاة‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪1() 2‬‬ ‫ََ دْ ِذل ِكمن ْكمََْ فقدَضل َ َسواء‬
‫َ ِحتَها ْاألنَهاََ ُر فَمن كفَ َر ْب َع‬
‫من ْت‬ ‫ت َ ْتجري‬ ‫َّْم َّجنا ٍ‬
‫َ وأل ِدخلن ْك‬
‫‪.‬‬ ‫َ َّ السبيل”‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُّ َُ‬ ‫ُْ َُ ْ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪.‬‬ ‫ْ‬
‫يغفر لكم َوهلال شكو ٌر َِحليم” )‬ ‫ُيضاعفه لكم َ َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُتقرضوا هلال قرضا ََحسنا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫وقوله ْ ُْ‬
‫تعالى‪“ :‬إن ِ‬ ‫ِ‬
‫‪13‬‬
‫(‬
‫وجه الداللة من اآليات‪ :‬اآليات السابقة ورد فيها لفظ )القرض( ومشتقاته والمتأمل فيها يجد أنها‬
‫جميعًا استعملت هذا اللفظ وما اشتق منه في معاني نفع اآلخرين‪ ,‬والبر واإلحسان بهم‪ ,‬وخاصة الرف ق بالمحت اج منهم‬
‫مع ابتغاء الثواب من عند هلال عز وجل‪ ،‬وأن هلال تعالى قد نسب القرض إلى‬
‫نفسه وكنى عن الفقير بذاته العليّة‪ ،‬وذلك ترغيبًا في الصدقة‪ ,‬لعلمه ‪-‬عز وجل‪ -‬بأن دواعي البذل‬
‫ُ‬
‫في الصالح العام ومنها تفريح الكرب عن الفقراء ضعيف في نف وس كث ير من الن اس‪ ،‬ف أراد هلال أن يس تفز النف وس‬
‫بهذا التشبيه فسماه قرضً ا هلل)‪14).‬‬
‫من السنة‪ :‬وردت أحاديث كثيرة تدل على مشروعية القرض‪ ,‬والحث عليه‪ ,‬والترغيب فيه‪ ،‬منها‪:‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪ “ :‬كان لرجل على رسول هلال حق فأغلظ له َّفهم أصحاب النبي ‪ ،‬فقال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫إن لصاحب الحق مقاال‪ ،‬فقال لهم اشتروا له سنا فأعطوه إياه‪ ،‬فقالوا إنا ال نجد إال سنا هو‬ ‫النبي ‪:‬‬
‫خير من سنه‪ ،‬قال اشتروه فأعطوه إي اه ف إن من خ يركم أحس نكم قض ا ًء)‪ ،”(15‬وعن ابن مس عود ق ال‪ :‬ق ال رس ول‬
‫هلال‪ “:‬ما من مسلم يقرض مسل ًما قرضً ا مرتين إال كان كصدقتها مرة)‪ ،”(16‬وعن أنس بن مالك ق ال‪ :‬ق ال رس ول‬
‫هلال “ ‪ :‬رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها‪ ,‬والقرض بثمانية عشر‪ ,‬فقلت‪ :‬ي ا جبري ل‬
‫ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال‪ :‬ألن السائل يسأل وعنده‪ ,‬والمستقرض ال يستقرض إال من حاجة‪”(17).‬‬
‫وجه الداللة من هذه األحاديث‪ :‬تدل األحاديث على مش روعية الق رض فل و لم يكن مش روعًا لم ا فعل ه الرس ول وحث‬
‫عليه‪ ,‬ورغب فيه‪ ,‬وبيّن عظيم ثواب من يقوم به مبتغيًا التخفيف عن المسلم رغبة منه بما عند هلال عز وجل من أجر‬
‫وثواب‪.‬‬
‫اإلجماع‪ :‬أجمعت األمة اإلسالمية على مشروعية القرض وال يزال التعامل به إلى يومنا هذا ولم ينكر أحد ذلك‪ ,‬ونق ل‬
‫اإلجماع عن كثير من الفقهاء)‪18).‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكمة مشروعية القرض)‪ 19):‬للقرض حكم وفوائد جليلة‪ ,‬شرع القرض ألجلها‪،‬‬
‫ففيه تعويد إللنسان على البذل والعطاء‪ ,‬ونزع بذور الشر والشح والبخل من نفسه‪ ,‬كما أن فيه‬
‫األخوة الذي ينبغي أن يسود في المجتمع المسلم تحقيقا وتطبيقا لقولهًتعالى‪“ َّ:‬إنَما‬ ‫ً إبرازا لمبدأ ً‬
‫ِ‬
‫‪35‬‬ ‫المجلد ‪9‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪ 2012‬م‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫‪ ,‬واألخوة تقتضي وجوب التعاون بين المسلمين في حل مشاكلهم‪ ,‬كما أن في‬ ‫)‬ ‫ْ‬ ‫ْْ ُ ‬
‫‪20‬‬
‫ُ منونَ إخوة” (‬
‫َِ‬ ‫مؤ‬
‫ال ِ‬
‫مشروعية القرض تحقيقا لمبدأ التكافل والتعاون الذي ينبغي أن ينشأ بين المؤمنين الذين بعضهم‬
‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُْْ ُ‬ ‫َُْْ‬ ‫بعض‪ ,‬لقوله‬ ‫أولياء‬
‫ُروف‬
‫ِ‬ ‫ْأ َ َِِوليا ُء َبْعض َيأ ُ ُمرون بالَ ْمع‬ ‫ضهْم‬
‫مؤمنات َبْع ُ‬ ‫مؤمنون َوالُ ِ‬
‫الُ ِ‬ ‫تعالى‪َ “ :‬و‬
‫َُّ ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ََ ‬ ‫َ َُ‬ ‫َُْ َََّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َعن الُمنكرِ َ ُو ِيقي ُمون َّالصالة َ ُويؤتون الزكاة َ ُو ِيطيعُون هلال َ َورُسوله أولِئك َ َسي َْر ُح ُمهُم هلال‬ ‫ِ‬ ‫ْون‬‫ه‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ي‬‫و‬‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ,‬وتطبيقا لمبدأ أرساه هلال عز وجل في القرآن الكريم أال وهو التعاون على‬ ‫ٌ حكيم” )‬ ‫َََّّ‬
‫‪21‬‬
‫(‬
‫هلال‬ ‫إن ِ‬
‫ٍ‬ ‫َ عزيز َِ ٌ‬
‫ِ‬
‫البر‪ ،‬ق ال تع الى‪“ :‬وتع اونوا على ال بر والتق وى)‪ ،”(22‬ف القرض في ه تع اون وفي ه تكام ل يب دو واض حً ا جليً ا بين‬
‫المسلمين في المجتمع المسلم‪ ،‬كما أن في القرض تخفيفًا عن المقترض‪ ،‬وتفريجً ا لكربه‪،‬‬
‫فالمسلم بالقرض يرفع العوز والحاجة عن أخيه المسلم‪ ،‬وفي نفس الوقت يرجع إليه ماله‪ ،‬ويتحصل‬
‫على ثواب اآلخرة‪ ،‬وعلى رضا هلال عز وجل مما يؤدي إلى زرع المحبة واأللفة في القلوب‪ ،‬وفي‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس هلال عنه كربة من كرب يوم‬ ‫ذلك يقول النبي ”‪:‬‬
‫القيامة‪ ،‬ومن يسّر على معسر يس ر هلال علي ه في ال دنيا واآلخ رة‪ ،‬ومن س تر مس ل ًما س تره هلال في ال دنيا واآلخ رة‪،‬‬
‫وهلال في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه‪”(23).‬‬

‫المبحثالثاني‪:‬وسائلتوثيقالقرضفيالفقهاإلسالمي‪،‬وفيهتقديموثالثةمطالب‪.‬‬
‫التقديم‪ :‬من المقاصد الشرعية حفظ المال لما فيه من قوام الحياة الدنيا‪ ،‬ولذلك جاءت األحكام الشرعية في جميع وجوه‬
‫المعامالت بما يقتضى تحقيق هذا المقصد األساسي )حفظ المال(‪ ،‬ومنها التوثيق‪ ،‬فشرعت كتابة الدين واإلش هاد علي ه‬
‫لسد باب المنازعات التي قد تنشأ بسبب حب اإلنسان‬
‫للمال جبلةّ خاصةً إذا اقترن بضعف اإليمان وقلة الخوف من هلال‪ ،‬وكذلك بسبب جحود الدين أو‬
‫نسيانه‪ ،‬واإلنسان معرض للنسيان والخطأ‪ ،‬أو بسبب تقلب الناس بين الفقر والغنى مما يبعث على الخوف على ضياع‬
‫المال‪ ،‬أو بسبب موت المقترض أو المقرض‪ ،‬أو ألجل حفظ مقدار القرض ومعرفة أجله حتى ال يختلف فيه‪ ،‬وش رع‬
‫الرهن والكفالة لضمان استيفاء الحقوق عند اإلفالس‪ ،‬أو المماطلة أو العجز عن األداء‪ ،‬وبذلك تحفظ الحق وق وتص ان‬
‫األموال وتقوى الثقة وتزداد الطمأنينة عند أصحابها مما يؤدي إلى ازدهار المعامالت التي من خاللها تتحق ق مص الح‬
‫العباد))‪،24‬‬
‫ً‬
‫والمقصود بالتوثيق في اللغة)‪ 25):‬اإلحكام‪ ،‬يقال وثقت الشيء توثيقا فهو موثق أي أحكمته‪ ،‬والوثيقة‬
‫اإلحكام في األمر‪ ،‬والوثيقة الصك بالدين أو البراءة منه‪ ،‬والمستند وما جرى ه ذا المج رى والجم ع وث ائق‪ ،‬والموث ق‬
‫من يوثق العقود‪ ،‬وال يخرج استعمال الفقهاء عن هذا المعنى‪.‬‬
‫في االصطالح)‪ 26):‬هي ماُيتخذ لتأمين الحقوق عن الفوات على أصحابها بجحد أو نسيان أو إفالس‬
‫أو غير ذلك من المخاطر‪ ،‬وعليه فإنه يقصد بتوثيق الدين شرعًا‪ :‬تثبيته في ذمة المدين وتقويته‪،‬‬
‫ُْم‬ ‫آمنواَ إذا َ‬
‫َ‬ ‫ُّاأيها الذينَ َّ ُ‬
‫ًي َ‬ ‫وتأكيده حقا للدائن فال يضيع بينهما‪ ،‬وأصل توثيق الدين قوله‬
‫تد ْ‬
‫َاينت‬ ‫َِ‬ ‫تعالى‪ِ َ ”:‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُْ ُْْ ‬ ‫َ َ ‬
‫ََُّّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫إلى أجل ُ ّمسمى فاكتبوهُ ََوليكتبْ‬ ‫ب ْدينَ‬
‫مههلال‬‫أن َيكتَب كَما َعلَ ُ‬ ‫بالَعدل َوال َيأَب ِكاتبٌ ْ‬ ‫اتبٌ‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫بين‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ْْ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َُ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ ً َ ْ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ْشيئا فإن كانَ الِذي َ ْعليِه الَحق َِسفيهًا‬ ‫ق هلالَّربه َ وا ْلَيبخسْ ِ من‬ ‫َ ُول ْي ِملل الِذي َ ْعليِه الَحقَوليت َّ‬ ‫فَليكتبْ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َُ ‬ ‫َْ ُ َ َ ْ ُ َ َْ ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َُ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ًَ َ َ‬
‫ُ ْ َُّ‬ ‫ْ َ‬
‫من َر ِجال ْكمِفإن ْ ل َميكونا‬ ‫ين ِ ِ‬
‫ْ‬
‫ْتشهدوا ِشهيد ِ‬
‫َ َ‬
‫ليه بالِعدلواس ِ‬
‫ُ‬
‫ضعيفا أو اليْستِطي ُع أنيِمل هَو فلي ِملل ِوِ‬ ‫ْأو ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ ‬ ‫ُ‬ ‫ََُِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫رضْ منَ ُّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ‬
‫َ وال‬ ‫األخرى‬ ‫ما َ‬ ‫فتذكر ْإحداهََ‬
‫الشهداِ َء ْ أن ِتضلِ ْإحداهََ ما َ‬ ‫َ‬ ‫رأتان َّممن ْت ونَ ِ‬ ‫َرُجْ لينِ فرَُجل َ وا َْ َْم َِ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ يأ َُّب الشَهدا ََُُء إذا َما دعواُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِالَْوأقَ ُوم‬
‫ْقَسط ِ عن َد هل َِ‬ ‫صغيرً ا ْأو ِكبيرً اِ إلى أَ ِج ِله ِذل ْكم أ‬ ‫َ وال ْتسأُموا ْ‬
‫أنَُْ تكتُبوهُ َِ‬ ‫َِ‬
‫بينكم ْفََليس َُ مَُجنا ٌح َّأال َُْتكتُبوهَا‬ ‫تديرُون َْ َُ ‬ ‫تجارة حاضرة ًُ‬ ‫ً‬ ‫ََ ابوا َّإال أنََُْ ‬
‫تكونَ‬ ‫َّللشهادَة وأدنىَّأال ْترتُ‬
‫ُ‬ ‫ْ ٌ َ َ ْعلي ْك َّ ِّ‬
‫سوق ُ ب ْكم َُّواتقوا َهلال َ ُويَعلُم ُكمَُّ هلال‬ ‫علواَُها َُ‬
‫فإنه فُ‬ ‫َ ٌَ ِ ََْ ُِ‬
‫وإن تفَ َّ‬
‫ْ‬ ‫َِ َ‬
‫َ ُيضَّار ِكاتبٌ ََوالِشهيدِ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ َ ُ َْ ِ‬
‫َ وأشهدوا إذا تَبَايْعتم َوال‬
‫ِْ َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية المجلد ‪9‬‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر‬ ‫‪36‬‬
‫‪ 2012‬م‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫ُُ‬ ‫َ ٌ ْ ُ ٌَ ْ َ‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫ْ ُُْ َ‬ ‫َُُِّّ َ ‬
‫م‬ ‫مقبوضةَ‬ ‫وهلال بكل شيء‬
‫فإن أمنَ‬ ‫سفر ولم تجدوا كاتًبا فرهانَ‬ ‫ليم )‪ (282‬وإن كنتم‬
‫ْ‬
‫ْعضك‬ ‫ِ ِ َب‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ َ على َ ٍ َْ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ٍْ َ ٌٌِ‬
‫ِع‬ ‫َ ِ‬
‫َّ َ ْ ُْ َُّ َْ ُ َُّ ‬ ‫ُْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُْ‬ ‫َّ ‬ ‫ْ‬
‫ْ ها فإنه آثم قُ‬ ‫َ ُ َ َتكتُموا‬ ‫ََُ‬ ‫َ بًْع ا َ ِّ‬
‫ُ‬ ‫ض‬
‫بما‬ ‫وهلال‬‫َ‬ ‫لبه‬ ‫ٌِ‬ ‫ومن‬
‫ََ َ يكت َم ِ‬ ‫َة‬
‫د‬ ‫الشها‬‫َ‬ ‫وال‬
‫َّ َ‬‫ربه‬ ‫هلال‬ ‫وليتق‬
‫ََّ‬ ‫أمانته‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬
‫َِ‬‫اؤت‬ ‫الذي‬ ‫ؤد‬
‫ف ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ل‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫”)‪(283‬‬ ‫َ‬
‫)‬
‫‪27‬‬
‫(‬ ‫ْتَ َعُ‬
‫ملون َِعلي ٌم‬
‫وجه الداللة من اآليتين‪ :‬إن كلمةَّدين حملها جمهور المفسرين على أنها عامة في كل دين‪ ،‬فهي تشمل القرض والسلف‬
‫والبيع إلى أجل))‪ ،28‬ونصت على ثالث وسائل لتوثيق الدين‪:‬وهى الكتاب ة واإلش هاد وال رهن‪ ،‬وهن اك وس يلة رابع ة‬
‫للتوثيق لم تذكرها اآليتان وهي الكفالة أو الضمان‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬توثيق القرض بالكتابة والشهادة‪ ،‬وفيه ثالثة فروع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الكتابة واإلشهاد ومشروعيتهما‪ ،‬والحكمة من التشريع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الكتابة لغة واصطالحًا‪ :‬الكتابة في اللغة)‪ 29):‬هي الخط‪ ،‬وهو تصوير اللفظ بحروف‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫هجائية‪ ،‬وكتبه أي خطه‪ ،‬والكتابة لمن له صناعة مثل الصياغة والخياطة‪ ،‬يقال اكتتب فالن فالنا‬
‫أي سأله أن يكتب له كتابًا في حاجة‪ ،‬فالكتابة والخط لفظان مترادفان‪.‬‬
‫الكتابة في االصطالح)‪ 30):‬هي الخط الذي يوثق الحقوق بالطريقة المعتادة ليرجع إليها عند الحاجة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروعية توثيق القرض بالكتابة)‪ 31):‬كانت الكتابة معروفة عند العرب قبل اإلسالم‪ ،‬وهو ما امتد إلى المجتمع‬
‫منذ بدايته حيث عرف الكتابة واعتمد عليها في التوثيق‪ ،‬فالنبي اتخذ كتابًا للوحي‪ ،‬وفي مجال الدعوة الخارجية أرسل‬
‫كتبه إلى الملوك والقبائل العربية وغيرهم يدعوهم فيها إلى اإلسالم‪ ،‬ويبين لهم فيها األحكام الشرعية‪ ،‬واستخدم‬
‫الصحابة والتابعون الكتابة في جميع أعمالهم‪ ،‬وقد شرع هلال سبحانه وتعالى توثيق الدين بالكتابة‪ ،‬والناس في حاجة‬
‫إلى توثيق المعامالت خوف النسيان وضياع الحقوق‪ ،‬مما يجعل الكتابة سببًا لحفظ المال الذي هو من ضرورات‬
‫الشرع‪ ،‬فدل ما سبق على مشروعية كتابة الدين كوسيلة من وسائل التوثيق)‪ 32).‬ثالثا‪ :‬تعريف الشهادة لغة‬
‫واصطالحا‪:‬‬
‫تطلق الشهادة في اللغة))‪ 33‬على معان كثيرة منها‪ :‬الحضور‪ ،‬والعلم والبيان‪ ،‬وعلى المشاهدة‬
‫ٍ‬
‫والمعاينة‪ ،‬وعلى الخبر القاطع‪ ،‬وأصلها اإلخبار بما شاهده‪.‬‬
‫أما في االصطالح‪ :‬فقد عرفها الحنفية))‪ 34‬بقولهم هي‪ :‬إخبار صدق إلثبات حق بلفظ الشهادة‬
‫في مجلس القضاء‪ ،‬وعند المالكية))‪ 35‬الشهادة هي‪ :‬إخبار حاكم عنٍعلم ليقضي بمقتضاه‪ ،‬وأما‬
‫الشافعية))‪ 36‬فقالوا‪ :‬الشهادة إخبار بحق للغير على الغير بلفظ “أشهد”‪ ،‬وعرفها الحنابلة))‪ 37‬بقولهم‪:‬‬
‫اإلخبار بما علمه بلفظ خاص وهو أشهد‪.‬‬
‫رأي الباحث‪ :‬يالحظ من تعريفات الفقهاء للشهادة أنها متقاربة في معناها ومضمونها وما يجمع بينها اش ترط الش هادة‬
‫بلفظ مخصوص )أشهد( عند الجمهور عدا المالكية مع تضمين معناه ا عن دهم‪ ،‬وبعض المالكي ة في كتبهم لم يعرف وا‬
‫الشهادة ألنها معروف ة كم ا ع بروا ب ذلك))‪ ،38‬ولكن التعري ف األ رجح منه ا واأل وفى للم راد ه و تعري ف الش افعية‬
‫إلحاطته بالمراد منها وهو ما رجحه الدكتور‬
‫محمد الزحيلي)‪39).‬‬
‫بالكتاب والسنة واإلجماع‬ ‫القرض بالشهادة)‪ 40):‬الشهادة مشروعة‬ ‫توثيق‬ ‫مشروعية‬ ‫رابعا‪:‬‬
‫ََُْ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫شهي ْدين ِمن َر ِجال ْكم فإن ْلم َيكونا َ رُجْ لين‬ ‫والمعقول‪ ،‬من القرآن الكريم‪ :‬قوله تعالى‪َ “ :‬واسْتشهدوا‬
‫ِ‬ ‫)‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫‪41‬‬
‫(‬
‫‪ ،‬فاآلية‬ ‫إذا تَبَََ ايعت ْم”‬
‫أشهدوا ِ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ممنَ ْترضْ ون ِمن الشَهداءَ” ثم قال في نفس اآلية “ َوِ‬
‫َْرأتا ِنَّ َ‬
‫َِْ وا َْمَ‬ ‫فَرُجل َ‬
‫صريحة الداللة في األمر باإلشهاد على البيع والمداينة لضبط التعامل ومنع الحقوق من الضياع‪،‬‬
‫َِّ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ َ َْ‬ ‫ََ‬
‫ْ‬
‫َ علي ْه َ‬ ‫ْأ َموالُ ْه‬ ‫د ْف ْ‬
‫عت‬
‫م فأشهدوا ِ م وكفى باهلل‬ ‫واألمر يدل على المشروعية‪ .‬وقوله تعالى‪“ :‬فإذا َ م ْإليهم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪37‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية المجلد ‪9‬‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪ 2012‬م‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫َ ِحسيبا)‪ ، ”(42‬وجه الداللة من اآلية أن هلال تعالى أمر األولياء باإلشهاد عند تسليم األموال لليتامى بعد البلوغ لحفظ‬
‫الحق وتوثيقه وقطع المنازعات‪.‬‬
‫من السنة النبوية‪ :‬حديث النبي “ ‪ :‬أال أخبركم بخير الش هداء ال ذي ي أتي بش هادته قب ل أنُيس ألها‪ ”(43).‬وج ه الدالل ة‬
‫واضح في الحديث حيث مدح الشاهد الذي يدلي بشهادته إلثبات الحق وفض النزاع‪،‬‬
‫لم ّدع‪“ :‬شاهداك أو يمينه‪ ”(44 ).‬وجه الداللة أن الحديث صريح في طلب الشهادة إلثبات ٍ ٌ‬ ‫وقوله‬
‫حجة المدعي ودليل لفصل الخصومة وقطع النزاع بين المتخاصمين‪.‬‬
‫حتى عصرنا الحاضر‪.‬‬ ‫اإلجماع‪ :‬فقد أجمعت األمة على مشروعيتها من لدن رسول هلال‬
‫المعقول‪ :‬إن الشهادة حجة شرعية إلثبات الحق‪ ،‬وألن الحاجة داعية إليها لحصول التجاحد بين الناس فوجب الرج وع‬
‫إليها عند التنازع والخصام‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الحكمة من تشريع الكتابة واإلشهاد)‪ 45):‬شرعت الكتاب ة واإلش هاد لع دة ِحكم منه ا‪ :‬ص يانة األم وال‪ ،‬وقط ع‬
‫المنازعة فإن الكتاب يص ير حكم ا بين المتع املين‪ ،‬ويرجع ان إلي ه عن د المنازع ة والتح رز عن العق ود الفاس دة ألن‬
‫المتعاملين ربما ال يهتديان إلى األسباب المفسدة للعقد ليتحرزا عنها فيحملهما الكاتب على ذلك إذا رجعا إلي ه ليكتب‪،‬‬
‫ولرفع االرتياب فقد يشتبه على المتعاملين إذا تطاول الزمان مقدار البدل ومقدار األجل فإذا رجعا إلى الكتاب ال يبقى‬
‫لواحد منهما ريبة‪ ،‬وكذلك بعد موتهما‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حكم توثيق القرض بالكتابة والشهادة‪ :‬رغم اتف اق الفقه اء على مش روعية الكتاب ة واإلش هاد في العق ود‬
‫عامة ومنها عقد القرض ـــــ لنص اآلية على ذلك وأمرها بهما ـــــ إال أنهم اختلف وا في ن وع ه ذه المش روعية‪ ،‬ه ل‬
‫األمر فيهما للوجوب‪ ،‬أم للندب‪ ،‬وأنهما جاءا على سبيل النصح واإلرشاد لعدم النسيان على مذهبين‪.‬‬
‫المذهب األول‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة))‪ 46‬إلى أن األمر‬
‫بالكتابة واإلشهاد في اآلية للندب واالستحباب‪ ،‬وجاءا على سبيل النصح والتوجيه إلى ما هو سبب‬
‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫)‬
‫‪47‬‬
‫(‬
‫َآمنوا إذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬‫‪ :‬قوله تعالى‪“ :‬يَُّا أيهاَالذينَ‬ ‫في حفظ المال وإزالة الريب من نفس العاقدين‪ ،‬دليلهم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ‬ ‫ُ‬ ‫َُ فاكتُبوهُ” وقوله‪َ “ :‬و َْ ُ اس َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََُْ َ‬
‫ْتشهدواِشهي ْدينِِمن َر ِجال ْكِم فإن ْل َميكونا َرُجْ ِ‬
‫لين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َدَِاين ْتم ب‬
‫ٍِ ْدين إلى أَ ٍجل ُ َم ّس ًمى‬ ‫ت‬
‫ُْ‬ ‫َّ‬
‫َُليؤدَِّ الذي اؤت َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُْعض ْكم َب ً‬ ‫َ‬ ‫َْ ‬
‫وقوله‪َ “ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫َ فَرٌُجل َواَ َْمَْرأتان َِّ ْ‬
‫من‬ ‫ْعضا ف‬ ‫فإن أمن َب‬ ‫ِممن َ َ َ َ ْترضْ ون ِمن الَشَهداء”‬
‫اآليتين‪ :‬أن ِاألمر في اآلية األولى “فاكتبوه”ِ وفي ِاآلية‬ ‫من ِ‬ ‫‪ ،‬وجه الداللة‬
‫)‬ ‫ََّ‬ ‫َ ََُ ْ‬
‫‪48‬‬
‫(‬
‫ق هلالَّربه”‬ ‫أَمانته َ وليت َّ‬
‫ِ‬
‫الثانية “واستشهدوا” أمر إرشاد للتوثق والمصلحة‪ ،‬وكذلك فإن هلال تعالى أمر بالرهن في حال ع دم وج ود الك اتب‪،‬‬
‫وهو ال يجب باإلجماع‪ ،‬فلو كانت الكتابة واإلشهاد واج بين لك ان ب دلهما واجب‪ ،‬وك ذلك أب اح س بحانه وتع الى ت رك‬
‫الكاتب في حال توافرت الثقة واألمانة بين المتعاقدين مما يدل على‬
‫دب واإلرشاد ال من باب الحتم واإليجاب‪ْ ِّ َُ ،‬‬
‫وإال لما جاز تركها في حال االئتمان))‪ ،49‬وقوله تعالى‪َ “ :‬وَما ََجعل َ ْعلي ْكم ِفي الدين ِمن ََحرج‪”(50).‬‬
‫ِ‬
‫وجه الداللة من اآلية رفع الحرج والتشديد عن المس لمين وفي وج وب الكتاب ة واإلش هاد على الق رض ح رج وتش ديد‬
‫على المسلمين‪ ،‬ولم ينقل من زمن رسول هلال إلى يومنا هذا أنهم كانوا يشهدون‬
‫على بياعاتهم وأشريتهم ولو كان ذلك واجبًا لورد النقل به متواترً ا مستفيضً ا‪ ،‬وكذلك لورد اإلنكار على من لم يطبق ه‪،‬‬
‫فلما لم ينقل عنهم اإلشهاد بالنقل المستفيض وال إظه ار النك ير على تارك ه من العام ة‪ ،‬ثبت أن الكت اب واإلش هاد في‬
‫الديون والبياعات غير واجبين‪ ،‬والذي عليه جمهور المسلمين في جميع ديار اإلسالم أنهم يبيعون باألثمان المؤجلة من‬
‫غير كتابة وال إشهاد‪ ،‬وذلك إجماع على‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪83‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫عدم وجوبهما‪.‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬ذهب الظاهرية))‪ 51‬إلى أن كتابة القرض فرض إذا كان إلى أجل‪ ،‬وكذلك اإلشهاد‬
‫عليه‪ ،‬قال ابن حزم‪ “ :‬فإن كان القرض إلى أجل ففرض عليهما أن يكتباه‪ ،‬وأن يشهدا عليه)‪،”(52‬‬
‫دليلهم)‪ 53):‬استدل الظاهرية على وجوب الكتابة واإلشهاد في القرض المؤجل باألمر الوارد في‬
‫َُْ‬
‫اآلية الكريمة‪ ،‬قوله تعالى‪“ :‬فاكتُبوهُ”‪ ،‬وقوله تعالى‪“ :‬واستشهدوا”‪ ،‬إذ األصل في أمر هلال تعالى‬
‫الوجوب وال يصرف إلى الندب إال بحجة‪ ،‬وال حجة هنا فيبقى على األصل‪ ،‬وقوله تعالى‪“ :‬وليكتبُْْْ‬
‫َ‬
‫)‬ ‫َّ َّ ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ‬
‫‪54‬‬
‫‪ ،‬وجه الداللة من اآلية‪ :‬أن هلال تعالى‬ ‫(‬ ‫ُ‬ ‫َ يأَب كاتبٌ ْ َ يكتَب كما‬ ‫َ‬
‫مه‬ ‫أن‬ ‫ْ بينكم كاتبٌ بالعدل وال‬
‫َ هلالَ” َ‬
‫عل‬ ‫ِ‬ ‫ََِِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ‬
‫أمر الكاتب بالكتابة بالعدل وإن كانوا ال يعرفون الكتابة أو ال يحسنونها‪ ،‬وأمره تعالى على س بيل اإلل زام والوج وب‬
‫وإال لجاز للكاتب أن يمتنع عن الكتابة‪ ،‬وقوله “ ‪ :‬ثالثة يدعون هلال فال يستجاب‬
‫سيئة الخلق فلم يطلقها‪ ،‬ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه‪َُ َ َ َُُُْْ ،‬‬
‫ورجل آتى سفيهًا ماله وقد قال تعالى‪َ :‬وال تؤتوا ُّالسفَها َء ْأ َموالكم‪ ”(55).‬وجه الداللة من الحديث‪ :‬أن الحرمان من‬
‫قبول الدعاء نقمة‪ ،‬والنقمة ال تكون إال على معصية‪ ،‬والمعصية هي عدم اإلشهاد على الدين‪ ،‬وبأثر ابن عمر رضي‬
‫هلال عنهما كان إذا باع بنقد أشهد‪ ،‬وإذا باع بنسيئة كتب)‪ 56).‬المناقشة)‪57):‬‬
‫ناقش أصحاب القول الثاني القائلين بوجوب الكتابة واإلشهاد أصحاب القول األول القائلين بالندب واإلرشاد بم ا يلي‪:‬‬
‫األصل في األمر عن د الجمه ور للوج وب‪ ،‬وق د تت ابعت األ وامر في اآلي ة وتأك دت ح تى في ح ال الس فه والض عف‬
‫والعجز‪ ،‬فقد أمر ولي من عليه الحق من هؤالء بأن يملي عنه للكاتب‬
‫ولم يعفهم من الكتابة‪ ،‬ومثل هذا التأكيد ال يكون في غير الواجب‪ ،‬ويؤيده التعليل بكون ذلك أقسط‬
‫ُْ َ ََُ ْ َ َّ‬ ‫ً َْ ِّ َّ‬ ‫َ ُُ ‬ ‫َْ ‬
‫م‬
‫فهو‬ ‫”‬ ‫ربه‬ ‫هلال‬ ‫وليتق‬ ‫أمانته‬ ‫اؤتمنَ‬ ‫الذي‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ليؤ‬ ‫فُ‬ ‫أمنَ‬ ‫فإن‬ ‫“‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫وأما‬ ‫هلال‪،‬‬ ‫عند‬
‫َّ‬ ‫ََّ‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ْعضك َبْعضا‬ ‫ِ َب‬ ‫ِ‬
‫محمول على حال الضرورة كاألوقات التي ال يوجد فيها كاتب وال شهود‪ ،‬فإذا احتاج امرؤ إلى االق تراض من أخي ه‬
‫األمانةعلى‬
‫ً‬ ‫في مثل هذه الحال فإن هلال تعالى ال يحرم عليه قضاء حاجت ه وس د خلت ه إذا ه و ائتمن ه‪ ،‬ثم إن اآلي ة في‬
‫اإلطالق فإذا دخل في عمومها ما ذكر من االئتمان على الثمن عند فقد الكاتب فال يجعل دليال على ترك الواجب وهو‬
‫الكتابة في كل حال‪ ،‬وأما دعوى تعامل أهل الصدر األول وغ يرهم من المس لمين في بيوع اتهم ودي ونهم بغ ير كتاب ة‬
‫وال إش هاد‪ ،‬فهي على إطالقه ا باطل ة‪ ،‬فإن ه لم ي ؤثر عن الص حابة ال ذين يحتج بمعام التهم‪ ،‬وال عن الت ابعين ش يء‬
‫صحيح يؤيد هذه الدعوى‪ ،‬وأما قولهم‪ :‬إن في الكتاب ة واإلش هاد ض يق وح رج فجواب ه‪ :‬أن ه ذا الض يق والح رج في‬
‫بادئ الرأي هو عين السهولة والسعة واليسر في حقيقة األمر‪ ،‬فإن التعامل ال ذي ال يكتب وال يستش هد علي ه ي ترتب‬
‫عليه مفاسد كثيرة‪ ،‬منها ما يكون عن عمد إذا كان أحد المت داينين ض عيف األمان ة‪ ،‬في دعي بع د ط ول ال زمن خ الف‬
‫الواقع‪ ،‬ومنها ما يكون عن خطأ ونسيان‪ ،‬فإذا ارتاب المتعامالن واختلفا وال شيء يرجع إليه في إزال ة الريب ة ورف ع‬
‫الخالف من كتابة أو شهود أساء كل منهما الظن باآلخر‪ ،‬ولم يسهل عليه الرجوع عن اعتقاده إلى قول خصمه فلجّ في‬
‫خصامه‬
‫وعدائه‪ ،‬وكان وراء ذلك من شرور المنازعات ما يرهقهما عسرً ا ويرميهما بأشد الحرج‪ ،‬وربما‬
‫ً‬
‫ارتكبا في ذلك محارم كثيرة‪ ،‬ثم كيف يكون هذا حرجً ا وهو مما ال يقع إال قليال لبعض المكلفين وال‬
‫يكون الوضوء حرجً ا وهو مما يجب على كل مكلف كل يوم يصلي فيه خمس مرات‪ ،‬فما كل ما يتكرر يكون حرجً ا‪،‬‬
‫يعني أنه ال حرج في هذا وال ذاك‪ ،‬كذلك ليس المراد ب الحرج والعس ر المنف يين ب النص أن ه ال مش قة وال كلف ة في‬
‫شيء من التكاليف الشرعية‪ ،‬بل المراد أنه ال شيء منها إللعنات‬
‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬
‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪39‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫وتجشيم المشاق واإليقاع في العسر والحرج‪ ،‬وإنما لكل حكم منها فائدة أو فوائد ترفع الحرج والعسر ويصلح بها أمر‬
‫ديونه‪ ،‬وال يجوز أن تفرط في شيء من الحق‪ ،‬والحق الذي ال مراء فيه أنه ال شيء من الحرج في الكتابة‪ ،‬فإن‬
‫البلد قد يكفيه كاتب واحد للديون المؤجلة‪ ،‬وقد رخص هلال لنا في ترك كتابة التجارة الحاضرة‪ ،‬والحاصل أن ظاهر‬
‫اآلية وأسلوبها وطريقة تأديتها تدل على أن األمر فيها للوجوب‪ ،‬وإن كان الجمهور على خالفه‪ .‬الراجح‪:‬‬
‫بعد ذكر أق وال الفقه اء وأدلتهم ومناقش تها يت بين لي أن م ا ذهب إلي ه الظاهري ة من أن األم ر بالكتاب ة للوج وب ه و‬
‫ال راجح‪ ،‬وينبغي حم ل الن اس علي ه في ه ذا الزم ان قط ًع ا ألك ل حق وق اآلخ رين بالباط ل وس دًا ألب واب النزاع ات‬
‫والخصومات خاصة ما نراه من خراب ذمم بعض الناس وبعدهم عن التقوى ويؤي ده الواق ع ال ذي نعيش ه من وج ود‬
‫الخصومات والخالفات التي تحصل بين المسلمين من جراء عدم تنفيذ ه ذا األم ر‪ ،‬كم ا أن س هولة أدوات الكتاب ة من‬
‫أقالم وورق وآالت حاسبة يرفع الحرج الذي حال باألوائل إلى القول بع دم وج وب التوثي ق‪ ،‬ومن م ال إلى الن دب من‬
‫الفقهاء فهو مبني على طهر النفوس وظهور التقوى والورع بين الناس في زمن السلف)‪58).‬‬
‫ْ‬
‫الكتابة‪ :‬كاتب وثيقة القرض)‪ 59):‬بينت اآلية ُْْْْ ُ َُ َ ٌ ْ ْ‬
‫الكريمة أن الذي يكتب القرض طرف ث الث‪ ،‬ق ال تع الى‪َ “ :‬وليكتب ْ َبين ْكم ِك اتب ِبالَع دل)‪ ،”(60‬أي ليكن منكم ك اتب‬
‫للديون‪ ،‬وه ذا يرج ع إلى الحال ة العلمي ة ال تي ك ان عليه ا الع رب في بداي ة اإلس الم‪ ،‬فقلي ل منهم من يع رف الق راءة‬
‫والكتابة‪ ،‬ولو جعل الكتابة ألح د العاق دين )المق رض أو المق ترض( لك ان في ذل ك تهم ة‪ ،‬حيث إن ص احبه غالبً ا ال‬
‫يعرف القراءة والكتابة‪ ،‬تهمة بالزيادة أو النقصان في‬
‫ً‬
‫الحق‪ ،‬لذلك شرع هلال في كتابة المداينات طرفا ثالثا حتى تكون الثقة واالطمئنان‪ ،‬وبعد انتشار العلم‬
‫والقراءة عند الجميع في عصرنا الحاضر‪ ،‬فال مانع من أن يكتب الحق أحد طرفيه النتفاء التهمة‪،‬‬
‫وذلك بشرط أن يكون الكاتب عال ًما بأصول كتابة العقود‪.‬‬
‫ً‬
‫ـ صفات كاتب القرض)‪ 61):‬يشترط في كاتب عقد القرض والمداينات بصفة عامة أن يكون عدال‬
‫عال ًما بأصول الكتابة في العقود‪ ،‬متقيًا هلال ربه فيما يكتبه من حق وشروط‪.‬‬
‫أشخاص ا‬
‫ً‬ ‫ولقد تنبه الفقهاء إلى أهمية الكتابة في حف ظ الحق وق‪ ،‬واعت بروا من المص الح الش رعية أن يتخ ذ الس لطان‬
‫معينين للتوثيق لما لهم من خبرة وعلم بهذا الفن وبيان المعلومات وترتيبها وتدوينها في مستند التوثيق‪ ،‬مما يزي د من‬
‫القوة االستداللية لهذا الكتاب‪ ،‬وعدم تسرب الشك إلى ما فيه‪ ،‬وهو ما اتجهت إليه التشريعات الحديثة من جعل التوثيق‬
‫خاصً ا بالمكاتب الرسمية والتي‬
‫ً‬
‫ترخصها الدولة لهذا الغرض‪ ،‬وقد ورد في تبصرة الحكام تفصيال لكيفية التوثيق)‪62).‬‬
‫ـ الذي يملي على الكاتب)‪ 63):‬هو المقترض الذي عليه الحق‪ ،‬يقر على نفسه بلسانه ليعلم ما عليه‪،‬‬
‫‪ ،‬وذلك ليكـون إمالؤه‬ ‫َ )‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ََّ ُ‬ ‫ُّْْ ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ ‬
‫‪64‬‬
‫ق هل َّ ربه َوال َْيبخسْ ِمنه ْشيئا” (‬
‫قال تعالى‪َ “ :‬وُل ْي ِملل الِذي َ ْعليِه الَحق َوليت َّ ال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حجة عليـه تبينها الكتابة وتحفظها عند الحكم بما أقر به على نفسه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أحكام الشهادة‪ :‬شروط الشاهد هي)‪ 65):‬الشرط األول‪ :‬أن يكون مسل ًما وهو باتفاق الفقهاء في‬
‫ْتشهدوا َ‬
‫شهي ْدين‬ ‫َْسُ َ‬ ‫مسألتنا‪ ،‬فال تقبل شهادة الكافر على المسلم ألنه متهم في حقه‪ ،‬لقوله تعالى‪َ “ :‬وا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه في مسألتنا بين‬ ‫الثاني‪ :‬أن يكون بالغا عاقال‪ ،‬وهذا شرط متفق ِ‬ ‫‪ ،‬والشرط ً‬ ‫رجالكم” )‬ ‫ْمن‬
‫ً‬ ‫‪66‬‬
‫(‬ ‫ُ‬
‫َْ ُ‬ ‫ِ َِِِ ‬
‫الفقهاء‪ ،‬فال تقبل شهادة صبي لم يبلغ بحال ومن ليس بعاقل إجماعا‪ ً،‬لقوله تعالى‪َ ”:‬واسْتشهدوا‬
‫ُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُْ ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ ع ٍد ِل منكم” ‪،‬‬ ‫َي‬ ‫لقوله تعالى‪“ :‬وأشهدوا ذوْ‬ ‫ِ ‬ ‫من رجالكم” ‪ ،‬والشرط الثالث‪ :‬العدالة‪َ ،‬‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ينَ‬‫د‬‫ْ‬ ‫شهي‬
‫ِ))‪68‬‬ ‫َ‬ ‫)‪(67‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية المجلد ‪9‬‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر‬ ‫‪40‬‬
‫‪ 2012‬م‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬

‫فال تقبل شهادة الفاسق باتف اق‪ ،‬ق ال الع امري)“ ‪69):‬العدال ة في االص طالح الش رعي اس م ج امع لمع اني الم روءة‬
‫والنجدة والشرف والشجاعة والصالح واالستقامة وسائر الفضائل الخلقية مع االمتناع عن‬
‫واإلنسانية”‪،‬‬
‫الصغائر‪ ،‬والترفع عن كل الرذائل التي ال تليق بالمروءة ً‬
‫اإلصرار على ً‬
‫الكبائر‪ ،‬وعدم ً‬ ‫ً‬
‫والشرط الرابع‪ :‬أن يكون متيقظا حافظا لما يشهد به‪ ،‬فإن كان مغفال‪ ،‬أو معروفا بكثرة الغلط‪ ،‬لم‬
‫تقبل شهادته‪ ،‬الحتمال أن تكون من غلطاته‪ ،‬فربما شهد على غير من استشهد عليه‪ ،‬أو لغير من‬
‫ً‬
‫شهد له‪ ،‬أو بغير ما استشهد به‪ ،‬وإذا كان مغفال فربما استزله الخصم بغير شهادته فال تحصل الثقة‬
‫بقوله‪ ،‬والشرط الخامس‪ :‬أن يكون ذا مروءة‪ ،‬فال تقبل شهادة مخروم المروءة‪ ،‬والشرط السادس‪ :‬انتفاء التهم ة ال تي‬
‫سببها المحبة فإن العلماء أجمع وا على أنه ا م ؤثرة في إس قاط الش هادة‪ ،‬والمقص ود منه ا أال يك ون الش اهد متهم في‬
‫شهادته بجلب نفع أو دفع ضر‪ ،‬وذلك بسبب قرابة أو خصومة أو ع داوة‪ ،‬لقول ه ‪ :‬ال تج وز ش هادة خ ائن وال خائن ة‬
‫وال مجلود حدًا وال مجلودة وال ذي ِغمر ألخيه وال مجرب شهادة وال القانع أهل بيت لهم وال ِظ نين في والء وال‬
‫قرابة)‪70).‬‬
‫وهناك شروط مختلف حوله ا وهي‪ :‬البص ر‪ ،‬ف ال تقب ل ش هادة األعمى عن د الحنفي ة والش افعية))‪ ،71‬ألن ه ال ب د من‬
‫معرفة المشهود له‪ ،‬واألعمى ال يم يز إال بنغم ة الص وت‪ ،‬وفيه ا ش بهة ألن األص وات تتش ابه‪ ،‬وتقب ل عن د المالكي ة‬
‫والحنابل ة‪ ،‬وه و رأي أبي يوس ف من الحنفية))‪ 72‬بش رط أن ي تيقن من الص وت‪ ،‬لعم وم النص‪ ،‬وألن الس مع أح د‬
‫وسائط العلم‪.‬‬
‫رأي الباحث‪ :‬إن القول بقبول شهادة األعمى إذا كان يميز بين األصوات هو الراجح‪ ،‬ألن اله دف من الش هادة التوثق ة‪،‬‬
‫وتحصل منه إذا كان يميز الصوت‪.‬‬
‫الثاني النطق‪ ،‬فال تقبل شهادة األخرس عند الجمهور عدا المالكية))‪ 73‬وإن فهمت إشارته ألن الشهادة تتطلب اليقين‪،‬‬
‫وأما المالكية فقالوا بقبول شهادته بشرط أن تكون إشارته مفهومة ألنها تقوم مقام نطقه في زواجه وطالقه‪.‬‬
‫رأي الباحث‪ :‬إن القول بعدم قبول شهادة األخرس هو الراجح ألن علم اإلشارة ال يعقله كث ير من الن اس فربم ا أراد‬
‫التعبير بإشارته بشيء ويفهم غيره‪ ،‬وإن كان اليوم يوجد أهل اختصاص بذلك‪ ،‬غير أنه عند الش هادة في المعظم ال‬
‫يوجد المترجم إلشارته‪ ،‬فإن عين مترجم من قبل الحاكم فال مانع من قبول شهادته‪.‬‬
‫نصاب الشهادة المطلوبة في توثيق عقد القرض))‪ 74‬هي كما بينها القرآن الكريم شهادة رجلين أو‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َيكونا َرُجْ لينَ فَر ٌ‬
‫ْتشهدواْشهي ْدين ِمن َرجال ْكم فإنُْلمََْ َُ َ‬
‫َُْ اَس َ‬
‫ُجل َوا َْمَْرأتان‬ ‫ِ‬ ‫رجل وامرأتين‪ ،‬قال تعالى‪َ “ :‬و‬
‫)‪(76‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ) ِ‬ ‫َ َمنَ‬ ‫ْ َ‬
‫‪75‬‬
‫‪ ،‬وهذه الشهادة مقبولة ويوثق ويثبت بها القرض باتفاق الفقهاء ‪.‬‬ ‫الشهداء” (‬
‫َ‬ ‫ْترضْ ِ‬
‫ون‬ ‫ممنَِّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬توثيق القرض بالرهن وفيه فرعان‪ .‬الفرع األول‪ :‬تعريف الرهن ومشروعية التوثيق به وحكمة ذلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الرهن لغة واصطالحا‪ :‬الرهن في اللغة)‪ 77):‬م ا وض ع عن د اإلنس ان مم ا ين وب من اب م ا أخ ذ من ه‪،‬‬
‫ولل رهن مع ان متع ددة منه ا‪ ،‬الل زوم‪ ،‬والحبس‪ ،‬والثب وت وال دوام‪ ،‬وي أتي ال رهن بمع نى الوثيق ة‪ ،‬ويق ال في ال بيع‬
‫والقرض رهنت رهنًا‪ ،‬ثم سمى بهذا المصدر الشيء المدفوع)‪78).‬‬
‫أما الرهن في اصطالح الفقهاء‪ :‬فقد عرفه الحنفية))‪ 79‬بقولهم‪ :‬هو حبس شيء بحق يمكن استيفاؤه‬
‫منه كالدين‪ ،‬وعرفه المالكية))‪ 80‬بقولهم‪ :‬أن يكون الشيء وثيقة من دين صاحب الدين يعود بدينه فيه‬
‫إن لم يكن الراهن يفديه‪ ،‬وعند الشافعية))‪ 81‬هو‪ :‬جعل عين مالية وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر‬
‫وفائه‪ ،‬وأما الحنابلة))‪ 82‬فقد عرفوا الرهن بقولهم هو‪ :‬المال الذي يجعل وثيقة بالدين ليستوفى من‬

‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬


‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪41‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫ثمنه إن تعذر استيفاؤه ممن هو عليه‪.‬‬
‫رأي الباحث‪ :‬بالنظر في تعريفات الفقهاء للرهن أجد أنها تتفق على أن الرهن يك ون في الق رض‪ ،‬وك ذلك إن القص د‬
‫من الرهن هو التوثيق لهذا القرض ليستوفى من العين المرهونة عند تعذر الوفاء‪،‬‬
‫فالرهن‪ :‬حبس شيء مالي بحق مالي يمكن استيفاؤه منه كال أو بعضا)‪83).‬‬
‫الرهن لتوثيق القرض والدين عامة‬ ‫ثانيا‪ :‬مشروعية توثيق القرض بالرهن‪ :‬ثبتت مشروعية‬
‫َ ٌ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ َ ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فرهانَ‬ ‫سفر ولم ْتجدوا كاتًبا‬ ‫بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬من الكتاب‪ :‬قوله تعالى‪“ :‬وإن كنتم‬ ‫َ‬
‫على ٍَ ِالدين ِ ِ‬
‫بالرهن‪.‬‬ ‫صراحة على مشروعية َ َ‬
‫توثيق‬ ‫ْ‬ ‫‪ ،‬وجه الداللة من اآلية‪ :‬دلت اآلية‬ ‫َ مقُبوضة”‬
‫َ )‬ ‫ْ‬
‫‪84‬‬
‫(‬
‫من يهودي طعاما ورهنه‬ ‫من السنة‪ :‬ما روت عائشة رضي هلال عنها قالت‪ :‬اشترى رسول هلال‬
‫درعه))‪ ،85‬وما رواه أنس قال‪ :‬ولقد رهن النبي درعه بشعير)‪ 86).‬وجه الداللة من الحديثين واضحة في مشروعية‬
‫الرهن ولو لم يكن كذلك لما فعله النبي ورهن لدرعه‪.‬‬
‫اإلجماع)‪ 87):‬فقد أجمع المسلمون على جواز الرهن بالجملة‪ ،‬واألمة اإلس المية تع املت ب ه من ل دن رس ول هلال إلى‬
‫يومنا هذا دون إنكار من أحد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحكم ة من تش ريعه))‪ 88‬ج اء اإلس الم بالتيس ير ورف ع الح رج ورعاي ة مص الح الن اس‪ ،‬والن اس بحاج ة إلى‬
‫استقراض المال‪ ،‬وال يجدون َمن يثق بهم ليعطيهم المال دون وثيقة‪ ،‬ويخشى صاحب المال أن يقع في مخاصمات‪،‬‬
‫فال يرضى بالكفالة وال يكتفي بالكتابة واإلشهاد‪ ،‬فيطلب رهنا يك ون وثيق ة في ي ده مقاب ل حق ه‪ ،‬ويرض ى ص احب‬
‫الحاجة فيدفع متاعً ا يستطيع أن يستغنى عن منفعته لطالب الوثيقة‪ ،‬وهنا تتحقق مص لحة الط رفين‪ ،‬ويس هل التعام ل‬
‫بين الناس‪ ،‬كذلك يفيد الرهن الدائن بإعطائه حق االمتياز أو األفضلية على سائر الغرماء‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حكم توثيق عقد القرض بالرهن‪ :‬اتفق الفقهاء))‪ 89‬على مشروعية الرهن في الديون‬
‫َ‬
‫ُ ُْ َ عل‬ ‫ْ‬
‫ى‬
‫وأنه غير واجب ألنه وثيقة بالدين فلم يجب كالكتابة والضمان وأن قوله تعالى‪َ “ :‬وإن كن ْتم‬
‫َ ْ َ‬ ‫) ِ‬ ‫ٌَ ْ‬ ‫َ َ َُ َ‬
‫‪90‬‬
‫مقُبوضةَ” (‬
‫‪ ،‬إرشاد لنا ال إيجاب علينا بدليل قوله تعالى‪“ :‬فإن‬ ‫سفر ولم تجدوا كاتًبا‬
‫ِ أمنَِ‬ ‫فرهانَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫ٍَ‬
‫َّ ُْ َ ََ )‬ ‫ً ْ‬ ‫ُُ ‬
‫‪91‬‬
‫(‬ ‫َِّ ‬
‫‪ ،‬وألنه أمر به عند إعواز الكتابة‪ ،‬والكتابة غير واجبة‬
‫ا فُليَؤدِالذي اؤتَِمنَ أمانته”‬ ‫كمبْعض‬‫َ بْعض َْْ َ‬
‫فكذلك بدلها‪.‬‬
‫لكنهم اختلفوا بعد ذلك في مسائل منها‪ :‬المسألة األولى‪ :‬هل حكم الرهن خاص بالسفر؟ أم أنه عام في‬
‫السفر والحضر؟ على مذهبين‪ :‬المذهب األول‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من الحنفي ة والمالكي ة والش افعية والحنابل ة))‪92‬‬
‫إلى أن الرهن مشروع لتوثيق القرض وسائر الديون سواء كان ذلك في السفر أو‬
‫الحضر‪ ،‬وسواء كان مشروطا أم ال‪ ،‬وسواء وجد الكاتب أم ال‪.‬‬
‫َ ٌ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ َ ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫ْ‬
‫ً‬
‫سفر ولم ْتجدوا كاتبا فرهانَ‬ ‫)‪ (93‬دليلهم ‪ :‬استدل الجمهور لما ذهبوا إليه بقوله تعالى‪“ :‬وإن كنتم‬
‫اليهودي ِ‬
‫في طعام‬ ‫ِ‬ ‫عند ٍ َ ِ‬
‫على‬ ‫ْ من رهن َ‬
‫درعه َ‬ ‫فقد بينت مشروعيته في السفر‪ ،‬وفعل النبي‬ ‫َ‬ ‫َ مقُبوضة”‬
‫َ )‬ ‫ْ‬
‫‪(94‬‬
‫دل على مشروعيته في الحضر‪ ،‬إذ إنه كان في المدينة‪ ،‬وإن التنصيص على السفر في كت اب هلال تع الى ع ز وج ل‬
‫ليس لتخصيص الجواز بل هو إخراج الكالم مخرج العادة والغالب‪ ،‬إذ الغالب من األعذار التي ال يتوفر معها الشهادة‬
‫والكتابة هو السفر‪ ،‬وي دخل في ذل ك ب المعنى ك ل عذرــــ س واء ك ان في الس فر أو الحضرـــــ يمن ع من الكتاب ة أو‬
‫اإلشهاد‪ ،‬كوقت انشغال الناس‪ ،‬أو الخوف من خراب ذمة الغريم فهو مبرر وعذر مقبول لطلب الرهن‪ ،‬وألن ما شرع‬
‫له الرهن وهو الحاجة إلى توثيق الدين يوجد في الحالين لحفظ الحق بالجحود واإلنكار‪ ،‬وتذكرة عند السهو والنسيان‪،‬‬
‫وكذلك ألنه أمر بعد تعذر الكتابة والكتابة غير واجبة فكذلك بدلها‪ ،‬وكما أن الرهن يكون وثيقة في السفر‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪24‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬

‫جاز أن يكون في الحضر كالشهادة والضمان‪ ،‬وإن ما جاز فعله جاز شرطه‪ ،‬ومقتضى هذا الشرط التوثيق‪.‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬ذهب الظاهرية))‪ 95‬إلى أن اشتراط الرهن خاص بالسفر دون الحضر‪ ،‬وبشرط أن‬
‫يكون القرض إلى أجل مسمى‪ ،‬دليلهم)‪ 96 ):‬إن االشتراط في العقود ال بد أن يرج ع فيه ا إلى كت اب هلال وس نة نبي ه‬
‫محمد وكل شرط لم يرد به نص فهو باطل‪ ،‬لقوله “ ما كان من شرط ليس في‬
‫كتاب هلال فهو باطل‪ ،‬وإن كان مائة شرط)‪ ، ”(97‬وقد أجازت آية المداينة اشتراط الرهن في السفر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫ٍِ دين إلى أٍَجلً ُ َمسّمى فاكتُبوه” ُ‬
‫على‬ ‫ِدَاين ْتم ب ْ‬
‫ِ تعالى‪“ :‬إذا ت‬
‫وأن يكون الدين إلى أجل مسمى‪ ،‬فقد قال‬
‫فيجب أن يقتصر على ما‬ ‫)‬ ‫َ ٌْ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ َ ‬ ‫ُُْْ ‬
‫‪(98‬‬
‫بوضة”‬ ‫فرهانَمقُ َ‬ ‫ِتًبا َ‬
‫ِ كا‬
‫ولم تجدوا‬ ‫سفر‬
‫على ٍ ْ َ ِ‬ ‫َقوله تعالى‪“ :‬وإنْكنتم‬
‫َ َ‬
‫ورد فيه النص‪.‬‬
‫المناقشة‪ :‬ناقش الظاهرية الجمهور بما استدلوا به من فعل رسول هلال في الحضر بقولهم‪ :‬إن ما ثبت من رهن الن بي‬
‫لدرعه في الطعام كان تطو ًع ا ب دون ش رط‪ ،‬ونحن ال نمن ع من ال رهن بغ ير أن يش ترط في العق د‪ ،‬ألن ه تط وع من‬
‫الراهن حينئذ‪ ،‬والتطوع بما لم ينهه عنه حسن)‪99).‬‬
‫الراجح‪ :‬من خالل ما ذكر أجد أن ما ذهب إليه جمهور الفقهاء هو الراجح‪ ،‬وذلك لثبوته باألدلة التي ال تخفى على كل‬
‫من يتدبر المقصد األساسي من الرهن‪ ،‬وقد نقل البعض االتفاق على جواز الرهن في الحضر والسفر)‪100).‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬متى يلزم الرهن كوثيقة في القرض؟ بالرغم من اتف اق الفقه اء على أن العين المرهون ة تك ون وثيق ة‬
‫مقاب ل الش يء المق ترض لض مان رده واتف اقهم على أن القبض ش رط في ال رهن في الجمل ة لقول ه تع الى‪“ :‬فره اََنٌٌََ‬
‫َمقُبوضةَْ”َ)‪ ،(101‬إال أنه وقع الخالف بين الفقهاء في تحديد نوع‬
‫ِ‬
‫الشرط‪ ،‬هل هو شرط تمام أم شرط صحة أي هل يثبت هذا الحكم )وثيقة اللستيفاء( بمجرد االتفاق‬
‫على ال رهن )اإليج اب والقب ول( ويج بر ال راهن على اإلقب اض‪ ،‬أم ال ب د من قبض العين المرهون ة ليص بح العق د‬
‫صحيحا الزما‪ ،‬على مذهبين‪ :‬المذهب األول‪ :‬م ذهب الحنفي ة والش افعية والحنابل ة في األص ح والظاهرية))‪ ،102‬إن‬
‫القبض شرط لصحة ال رهن‪ ،‬ف إذا اتفق ا على رهن عين بإيج اب وقب ول ت امين مقاب ل الش يء المق ترض‪ ،‬ولم يقبض‬
‫المرتهن )المقرض( هذا الرهن‪ ،‬فإنه ال يل زم وال يج بر الم رتهن على تس ليمه ول ه الرج وع عن ه‪ ،‬وعلى ذل ك ف إن‬
‫الرهن ال يحكم به كوثيق ة في ال دين إال بع د القبض‪ ،‬دليلهم)‪ 103):‬قول ه تع الى‪“ :‬فره اََنٌٌََ َمقُبوضةَْ”َ)‪ ،(104‬فاهل ل‬
‫تعالى قيد الرهن بالقبض‪ ،‬ووصف‬
‫ِ‬
‫الرهان بأنها مقبوضة وما هذا إال لفائدة‪ ،‬أال وهي لزومه بالقبض‪ ،‬وكذلك إن الرهن عقد تبرع‬
‫ً‬
‫وإرفاق يفتقر إلى القبول فافتقر إلى القبض كالهبة والقرض فيحتاج إلى القبض ليكون دليال على‬
‫إمضائه وعدم الرجوع عنه‪ ،‬وإن القبض هو الذي يحصل به معنى الوثيقة الحاصلة بالش هادة ف إن المره ون إذا ك ان‬
‫في يد الراهن فال يتأتى فيه هذا المعنى‪.‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬م ذهب المالكي ة)‪ 105):‬إن القبض ش رط تم ام في ال رهن وليس ش رط ص حة‪ ،‬وه و م ا يع نى أن ه‬
‫بمجرد اإليجاب والقبول )االتفاق على الرهن(‪ ،‬فإنه يلزم العق د ويج بر ال راهن على اإلقب اض )دف ع ال رهن ليح وزه‬
‫المرتهن(‪ ،‬فإن تراخى المرتهن أو رضي بتركه في يد الراهن بطل‬
‫‪ ،‬وجه الداللة من اآلية أن‬ ‫‪ :‬استدل المالكية بقوله تعالى‪“ :‬فرهان َمقُبوضة”‬ ‫الرهن‪ ،‬دليلهم‬
‫)‬ ‫َ‬ ‫ٌََْ ‬ ‫)‬
‫‪107‬‬ ‫‪106‬‬
‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫هلال تعالى جعل القبض صفة للرهن‪ ،‬والصفة غير الموصوف‪ ،‬وليست صفة الزمة‪ ،‬وبقوله تعالى‪:‬‬
‫‪ ،‬والرهن من العقود فيلزم بالقول ويجب الوفاء به‪ ،‬ولقوله‬ ‫)‬ ‫ُْ ‬ ‫َُ ‬ ‫ُ‬ ‫ََّ‬
‫‪108‬‬
‫(‬
‫“يَُّاأيَها ا ِلذين آ َمنوا ْأوفواِبالُعقود”‬
‫“المؤمنون عند شروطهم)‪ ،”(109‬وبالقياس على المعمول به في مذهبهم من أن العقود المالية تلزم‬
‫‪43‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية المجلد ‪9‬‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪ 2012‬م‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫بالقول )التراضي(‪ ،‬والرهن وثيقة في القرض كالكفالة يلزم بمجرد العقد قبل القبض‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬أرجح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن القبض شرط في لزوم الرهن‪ ،‬إذ بذلك يتحقق مع نى الوثيق ة‪ ،‬فل و‬
‫صح الرهن بدون قبض لذهب المعنى الذي شرع من أجله‪ ،‬وما كان هن اك ف رق بين العين المرهون ة وس ائر أم وال‬
‫الراهن‪ ،‬وكذلك فإن تسليم العين المرهونة فيه دليل جازم على إرادة إتمام العقد وعدم الرجوع فيه‪.‬‬
‫المس ألة الثالث ة‪ :‬اس تيفاء الق رض من ال رهن‪ :‬ذكرن ا أن ال رهن جع ل وثيق ة في الق رض فيك ون ح ق الم رتهن )‬
‫المقرض( في الرهن‪ ،‬هو أن يمسكه حتى يرد المقترض )ال راهن( الق رض ف إن فع ل ذل ك فيجب عندئ ذ ف ك ال رهن‬
‫وإرجاعه إلى مالكه‪ ،‬وهذا ال إشكال فيه‪ ،‬وإن لم يتمكن المقترض من رد القرض عند أجله أو طلبه فقد وق ع الخ الف‬
‫بين الفقهاء على مذهبين‪ :‬المذهب األول‪ :‬مذهب جمهور الفقهاء أصحاب الم ذاهب الفقهي ة األربعة))‪ 110‬إن التوثي ق‬
‫بالرهن في القرض يتميز المقرض عن غيره بأن يكون أحق بثمن الرهن من جميع الغرماء حتى يستوفى حقه س واء‬
‫كان الراهن حيًا أو ميتً ا‪ ،‬وتظهر فائدة ذلك عن دما يض يق م ال المق ترض عن الوف اء بجمي ع ديون ه أو الحج ر علي ه‬
‫إللفالس‪ ،‬وأمر القاضي بقسمة أمواله بين غرمائه‪ ،‬وهو ما يعتبر من أكثر فوائد الرهن‪ ،‬وتميزه‬
‫َ‬ ‫ٌََْ‬
‫عن غيره من سائر طرق التوثيق‪ ،‬دليلهم)‪ 111):‬قوله تعالى‪“ :‬فرهان َمقُبوضة)‪ ،”(112‬وجه الداللة‬
‫ِ‬
‫من اآلية‪ :‬إن الرهن بعد القبض الزم‪ ،‬والعقود االلزمة ال تبطل بالموت قياسًا على البيع ونحوه من‬
‫العقود االلزمة في أنها ال تبطل بالوفاة‪ ،‬وإن الرهن لم يبطل بوفاة المرتهن والعقد غير الزم في حق ه بح ال‪ ،‬فألن ه ال‬
‫يبطل بوفاة الراهن والعقد الزم له بعد القبض أولى‪.‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬مذهب الظاهرية)‪ 113):‬قالوا ليس المقرض بأحق بالرهن من الغرماء فإن مات الراهن بطل ال رهن‬
‫ووجب رد الرهن إلى الورثة وحل الدين المؤجل وهو أحد غرمائه‪.‬‬
‫قال ابن حزم)“ ‪114):‬إن مات الراهن أو المرتهن بطل الرهن‪ ،‬ووجب رد الرهن إلى الراهن أو إلى‬
‫رثته‪ ،‬وحل الدين المؤجل وال يكون المرتهن أولى بثمن الرهن من سائر الغرماء حينئذ‪ ،‬وذلك َْ ُ ُْ ََُّّ َّ َ‬
‫“ َوال ت ِكسب كل نفس إال َ ْعليَها‪ ”(115) ...‬وانتقل ملكه إلى ورثته أو إلى غرمائه‪ِ ٍ ،‬‬
‫وهو أحد غرمائه‪ ،‬أو إلى أهل وصيته‪ ،‬وال عقد للمرتهن معهم‪ ،‬وال يجوز عقد الميت على غيره فيكون كاسبًا عليهم‬
‫فالواجب رد متاعهم إليهم‪ ،‬ولقول رسول هلال “ ‪ :‬إن دماءكم وأموالكم عليكم‬
‫ً‬
‫حرام)‪ ،”(116‬وما نعلم لمن خالف هذا حجة أصال‪”.‬‬
‫المناقشة‪ :‬يمكن مناقشة ما ذكره ابن حزم بما يلي‪ :‬إن ما ذكره من اآلية والحديث هو عام‪ ،‬وما ذكره جم اهير العلم اء‬
‫هو خاص‪ ،‬فيقدم الخاص على العام‪ ،‬وما ذكره من تورث األموال ال الحقوق فيه نظر ظاهر ألن ه من قبي ل الم ال ال‬
‫الحقوق‪ ،‬فإن المرهون مال قد ثبت الحق فيه بالعقد ولزم بالقبض قبل الوفاة‪ ،‬وعلى فرض أن ه ح ق‪ ،‬فه و ح ق م الي‬
‫ألنه متعلق بالمال‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬من خالل النظر في مذاهب الفقهاء‪ ،‬تبين لي أن مذهب الجمهور هو الراجح ألن الفائدة من‬
‫الرهن هي توثقة القرض وإذا لم يكن للمقرض ميزة عن سائر الغرماء فال فائدة منه‪ ،‬وكذلك يجب‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫ُْ ‬ ‫ُ َ ُ ‬ ‫ََّ‬
‫‪117‬‬
‫(‬
‫الوفاء بالعقود كما أمرنا هلال تعالى‪“ :‬يَُّاأيَها ا ِلذين آ َمنوا ْأوفوا ِبالُعقود”‬
‫األمر من حالتين)‪ 118):‬الحالة‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬كيف يتم استيفاء القرض من الرهن؟ ال يخلو‬
‫األولى)‪ 119):‬أن يكون الراهن قد أذن للمرتهن في بيع الرهن عند حلول األجل أو المطالبة الستيفاء حق ه إن لم يوف ه‬
‫إياه‪ ،‬وفى هذه الحالة يجوز للمقرض )المرتهن( أن يبيع الرهن ويأخذ منه قيمة القرض‪ ،‬ويرد ما زاد من ثمن ال رهن‬
‫إلى الراهن‪ ،‬والحالة الثانية‪ :‬إذا لم يكن هناك إذن من الراهن‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪44‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬

‫في بيع الرهن‪ ،‬فقد وقع الخالف بين الفقهاء إلى مذهبين‪ :‬مذهب جمهور الفقهاء ))‪120‬عدا الحنفية قالوا‪ :‬يلجأ المرتهن‬
‫)المقرض( إلى القضاء ليتولى بيع الرهن بالطرق المتبعة‪ ،‬ويقضى للمقرض حقه ويرد الباقي إلى المقترض‪.‬‬
‫مذهب الحنفية قالوا)‪ 121):‬ال يبيع القضاء مال الرهن‪ ،‬ولكنه يأمر الراهن بأن يبيع العين المرهونة ليوفى المق رض‬
‫)المرتهن( حقه‪ ،‬فإن امتنع الراهن عن رد القرض وعن بي ع ال رهن بع د أم ر الح اكم ل ه‪ ،‬يبيعـه القضـاء بع د ذل ك‬
‫ويقضى القرض منه‪ ،‬أما عند اإلمام أبي حنيفة فال يبيع الحاكم‪ ،‬بل يحبسه إلى البيع أو السداد‪.‬‬
‫قال السمرقندي)“ ‪122):‬وال يجوز للحاكم أن يبيع الرهن بدينه بعد حلول األجل إذا كان مفلسًا عند‬
‫أبي حنيفة‪ ،‬ولكن يحبس الراهن حتى يبيعه‪ ،‬وعند أبي يوسف ومحمد يبيعه‪”.‬‬
‫ً‬
‫مالحظة‪ :‬باتفاق الفقهاء))‪ 123‬الرهن يكون متعلقا بكل القرض‪ ،‬فلو كان االتفاق بين المقرض‬
‫والمقترض رد القرض على أقساط‪ ،‬فإن الرهن يبقى محبوسًا كوثيقة في مقابل هذا القرض حتى‬
‫ً‬
‫يتم الوفاء به كامال‪ ،‬وال يتجزأ الرهن مقابل ما سيرد من أقساط القرض‪ ،‬وذلك ألن هذا الرهن‬
‫محبوس بحق‪ ،‬فوجب أن يكون محبوسًا بكل جزء منه قياسًا على حبس التركة عن الورث ة ح تى ي ؤدون ال دين ال ذي‬
‫على الميت‪.‬‬
‫قال ابن ضويان)“ ‪124):‬ال ينفك منه شيء حتى يقضي الدين كله‪ ،‬ألن ال رهن وثيق ة بال دين كل ه‪ ،‬فك ان وثيق ة بك ل‬
‫جزء منه كالضمان‪ ،‬قال ابن المنذر‪ :‬أجمع كل من أحفظ عنه على أن من رهن شيئا بمال فأدى بعض ه وأراد إخ راج‬
‫بعض الرهن‪ ،‬أن ذلك ليس له حتى يوفيه آخر حقه أو يبرئه‪”.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬توثيق القرض بالكفالة )الضمان(‪ ،‬وفيه ثالثة فروع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الكفالة ومشروعيتها والحكمة من التشريع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الكفالة لغة واصطالحً ا‪ :‬الكفالة في اللغة)‪ 125):‬مشتقة من الكفل وهو الضم‪ ،‬ومنه قوله‬
‫تع الى‪َ “ ِ :‬وََّكفلَه ا َز َّكريا”َ)‪ ،(126‬أي ض مها إلي ه وتكف ل بحض انتها وض من القي ام عليه ا‪ ،‬وكف ل الم ال وبالم ال أي‬
‫ضمنه‪،‬والكافل والكفيل الضامن‪ ،‬والجمع كفالء‪ ،‬واالسم الكفالة‪.‬‬
‫خاصبموضوعنا‪:‬‬
‫ً‬ ‫وفى االصطالح‪ :‬عرف الحنفية))‪ 127‬الكفالة بتعريفين‪ ،‬أحدهما عام‪ ،‬واآلخر‬
‫التعريف العام للكفالة عندهم هي‪ :‬ضم ذمة الكفيل إلى ذمة األصيل في المطالبة مطلقا بنفس أو بدين‬
‫أو بعين‪ ،‬والتعريف الخاص بموض وعنا ه و‪ :‬الكفال ة ض م ذم ة الكفي ل إلى ذم ة األص يل في المطالب ة بال دين‪ ،‬وه و‬
‫تعريف الكفالة بالمال فقط‪.‬‬
‫وعرفها الجمهور))‪ 128‬بأنها‪ :‬ضم ذمة الضامن إلى ذم ة المض مون عن ه في ال تزام الح ق‪ ،‬والمقص ود ب الحق ه و‬
‫الدين‪.‬‬
‫وهي في اللغة سبعة ألفاظ ‪ (129):‬الحميل والزعيم والكفيل والقبيل واألذين والصبير والضامن‪.‬‬
‫وهي تنقسم إلى نوعين‪ :‬كفالة بالنفس وكفالة بالمال)‪ 130).‬المقصود بالكفالة بالم ال‪ :‬ه و أن يل تزم الكفي ل ب أداء دين‬
‫ثبت في ذمة إنسان آخر‪ ،‬إن لم يوفه في أجله‪ ،‬وأما الكفالة بالنفس فهي االلتزام بإحضار شخص لزمه حق من مال أو‬
‫قصاص مثال دون أن يتكفل أو يلتزم بهذا الحق‪.‬‬
‫وعادة يطلق على النوع األول )الكفالة بالمال( الضمان وهو المراد‪ ،‬والنوع الثاني يسمى الكفالة بالنفس أو الوجه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروعية الكفالة‪ :‬الكفالة في الجملة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع والقياس‪.‬‬
‫)‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫‪(131‬‬ ‫َ‬ ‫َُ وا َع‬
‫عير وأنا به زعيم‪” .‬‬ ‫الملك ولمن جاء به‬ ‫من الكتاب‪ :‬قوله تعالى‪“ :‬قالوا نفقد‬
‫ِِ ِ ‬ ‫َ َ ِ ِحْ ملَ ِ‬
‫بٍَ‬ ‫َََِِِ ‬ ‫ََُ‬
‫ُص‬ ‫ِ‬
‫‪45‬‬ ‫المجلد ‪9‬‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬ممجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫ومعنى زعيم في اآلية‪ ،‬الكفيل والضامن‪ ،‬وجه الداللة من اآلية‪ :‬إن ما ثبت في شريعة من قبلنا ث ابت في شريعتناـــــ‬
‫ما لم يظهر نسخه ــــ والظاهر هنا التقرير فإن النبي بعث والناس يكفلون فأقرهم‬
‫على ذلك))‪ ،132‬ومن السنة‪ :‬قول النبي“ ‪ :‬الزعيم غارم)‪ ،”(133‬وما روى عن سلمة بن األكوع‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫قال‪ :‬كنا جلوسا عند النبي إذ أتي بجنازة فقالوا‪ :‬يا رسول هلال صل عليها‪ ،‬قال‪ :‬فهل ترك شيئا؟‬
‫قالوا‪ :‬ال‪ ،‬فقال‪ :‬هل عليه دينٌ ؟ قالوا‪ :‬ثالثة دنانير‪ ،‬قال‪ :‬صلوا على صاحبكم‪ ،‬فقال أبو قتادة‪ :‬صل‬
‫عليه يا رسول هلال وعل َّي دينه فصلى عليه))‪ . ،134‬وجه الداللة من الحديثين‪ :‬دل الحديثان صراحة على مش روعية‬
‫الكفالة في الحقوق عامة‪ ،‬والدين خاصة‪ ،‬فقد أخبر النبي أن الزعيم وهو الكفيل ضامن لما التزم به من المال‪ ،‬فتغ ريم‬
‫الكفي ل لم ا ال تزم ب ه ي دل على مش روعية الكفال ة‪ ،‬واإلجم اع )‪ 135):‬فق د أجم ع المس لمون على ج واز الكفال ة )‬
‫الضمان( في الجملة لحاجة الناس إليه ودفع الضرر عن المدين‪ ،‬والقياس‪ :‬قال القرافي) “ ‪136):‬أما من القياس فألنه‬
‫قياس ا على العاري ة والق رض وغيرهم ا من أب واب المع روف‪ ،‬وألن ه توث ق ب الحق فيج وز‬
‫ب اب مع روف فيج وز ً‬
‫كالرهن‪”.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحكمة من تشريع الكفالة)‪ 137):‬التيسير على المسلمين وتحقيق التعاون فيم ا بينهم‪ ،‬فق د يش تري إنس ان س لعة‬

‫هو في حاجة إليها‪ ،‬وال يجد الثمن‪ ،‬وال يطئمن البائع إليه فال يرضى بإنظاره به‪،‬‬

‫وال يتيسر له رهن يضعه به‪ ،‬وقد ال يرضى البائع بالرهن‪ ،‬فيحتاج في هذه الحالة إلى كفيل‪ ،‬وقد ً ً‬
‫يستقرض ماال هو في حاجة إليه‪ ،‬ويطلب المق رض كفي ال‪ ،‬فالمص لحة في تش ريع الكفال ة واض حة‪ ،‬والحاج ة إليه ا‬
‫أكيدة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حكم اشتراط الكفالة‪ :‬اختلف الفقهاء في حكم اشتراط الكفيل )الضامن( في عقد‬
‫القرض على مذهبين‪ ،‬المذهب األول‪ :‬مذهب جمهور الفقهاء ))‪ 138‬قالوا‪ :‬إن اشتراط أو طلب الكفيل في عقد القرض‬
‫جائز‪ ،‬ألن هذا الشرط من مقتضيات العقد وال ينافي مقتضاه لما فيه من ضمان الحقوق ألصحابها‪ ،‬وهو أمر تحرص‬
‫الشريعة عليه‪ ،‬دليلهم‪ :‬إن القصد من الكفالة التوثيق وال منفعة زائدة فيها على أصل القرض‪ ،‬وهى تجوز أيضً ا قياسًا‬
‫على الرهن‪ ،‬حيث ثبت أن النبي رهن درعه في طعام اقترضه‪ ،‬وما جاز فعله ج از ش رطه‪ ،‬فيص ح اش تراط الكفي ل‬
‫قياسًا على صحة اشتراط الرهن‪ ،‬ألن المراد منهما التوثيق للحق‪.‬‬
‫عن النبي‬ ‫ويمكن أن يستدل على جواز اشتراط الكفالة في القرض بما ورد عن أبي هريرة‬
‫ً‬
‫“ أنه ذكر رجال من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال‪ :‬ائتني بالشهداء‬
‫أشهدهم فقال‪ :‬كفى باهلل شهيدًا‪ ،‬قال‪ :‬فائتني بالكفي ل ق ال‪ :‬كفى باهل ل كفي ال‪ ،‬ق ال‪ :‬ص دقت‪ ،‬ف دفعها إلي ه على أج ل‬
‫مسمى‪ ...‬الحديث‪”(139).‬‬
‫قال ابن حجر‪“ :‬وفي الحديث ‪ ...‬طلب الشهود في الدين وطلب الكفي ل ب ه ‪ ...‬ووج ه الدالل ة من ه على الكفال ة تح دث‬
‫رسول هلال بذلك وتقريره له‪ ،‬وإنما ذكر ذلك ليتأسى به فيه وإال لم يكن لذكره فائدة‪”(140).‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬مذهب الظاهرية))‪ 141‬قالوا‪ :‬بعدم صحة اشتراط الكفال ة في عق د الق رض‪ ،‬دليلهم‪ :‬إن االش تراط في‬
‫العقود ال بد أن يرجع فيها إلى كتاب هلال وسنة نبيه محمد ‪ ،‬وكل شرط لم يرد به نص فهو باطل‪ ،‬لقوله “ ‪ :‬م ا ك ان‬
‫من شرط ليس في كتاب هلال فهو باطل‪ ،‬وإن كان مائة شرط)‪ ،”(142‬وهذا الشرط ليس في كتاب هلال فال يجوز‪.‬‬
‫المناقشة‪ :‬رد الظاهرية على الحديث الذي استدل به الجمه ور بق ولهم) ‪ 143):‬إن البخ اري ذك ر ه ذا الخ بر منقطع ا‬
‫غير متصل‪ ،‬فإن هذا خبر ال يصح ألنه من طريق عبد هلال بن صالح وهو ضعيف‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪64‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫جدا‪ ،‬ثم لو صح لم يكن لهم فيه حجة‪ ،‬ألنه شريعة غير شريعتنا‪ ،‬وال يلزمنا غير شريعة نبينا قال‬
‫)‬ ‫ْ‬ ‫ُ ً‬ ‫ْ‬ ‫ٍُّ‬
‫يجيزون(‬
‫‪ ،‬والعجب أنهم أول مخالف له‪ ،‬فإنهم ال ‪144‬‬ ‫جعلناَ منكمْ‬
‫ومنهاجا”‬
‫ِ ْش َرع ِةَ َ‬ ‫ِْ ‬ ‫هلال تعالى‪“ :‬لكل ََ‬
‫ِ‬
‫البتة ألحد أن يقذف أحد ماله في البحر لعله يبلغ إلى غريمه فكيف يستسهل أن يحتج على خصمه بما هو أول مخالف‬
‫له‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬من خالل ذكر أقوال الفقهاء في المسألة وأدلتهم ومناقشة األدلة يتبين لي أن مذهب الجمه ور الق ائلين بص حة‬
‫اش تراط الكفال ة في الق رض ه و ال راجح‪ ،‬وذل ك لق وة أدلتهم‪ ،‬وألن الظاهري ة الق ائلين بع دم ج واز اش تراط الكفال ة‬
‫يجيزونها بدون اشتراط‪ ،‬وما جاز فعله جاز شرطه‪.‬‬
‫ً‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أحكام الكفالة)‪ 145):‬إذا اقترض شخص من رجل ماال وطلب منه إحضار كفي ل له ذا الم ال فأحض ر‬
‫كفيال يكفله في هذا القرض‪ ،‬فإنه يترتب على هذه الكفالة أحكام أهمها‪:‬‬
‫‪1‬ـ يثبت في ذمة الكفيل محل القرض بمجرد االتفاق على الكفالة ويصبح مساويًا للمقترض في الغرم والمطالبة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪2‬ـ باتفاق الفقهاء إذا عدم المكفول )المقترض( ولم يج د م اال أو غ اب ف إن الكفي ل يغ رم‪ ،‬ق ال ابن رشد)“ ‪146):‬إن‬
‫الفقهاء متفقون على أنه إذا عدم المضمون أو غاب أن الضامن غارم‪”.‬‬
‫‪3‬ـ إذا كان كل من المقترض )المكفول( والكفيل موجودين وموسرين فمن يطالب منهما بالقرض؟ اختلف الفقه اء في‬
‫ه ذه المس ألة على ثالث ة أق وال‪ :‬الق ول األ ول‪ :‬م ذهب جمه ور الفقه اء من الحنفي ة والش افعية والحنابل ة وق ول‬
‫للمالكية)‪ 147):‬يجوز للمقرض )المكفول له( أن يطالب أي منهم ا في رد الق رض‪ ،‬ألن ذمتهم ا ش غلت ب القرض‬
‫معا‪ ،‬القول الثاني‪ :‬قول إللمام مالك))‪ 148‬وهو وجه عن د الش افعية)‪ 149):‬ال يط الب المق رض الكفي ل في ه ذه‬
‫الحال ة ويط الب المق ترض فق ط‪ ،‬الق ول الث الث‪ :‬م ذهب الظاهري ة ق الوا)‪ 150):‬الكفال ة ت برأ ذم ة المكف ول )‬
‫المقترض( وليس للمقرض مطالبته‪ ،‬وإنما يطالب الكفيل‪ ،‬وذلك ألنه ال يجوز أن تشغل ذمة اثنين بقرض واحد‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬الراجح من هذه األقوال هو قول الجمهور القائلين بانشغال الذمتين معا في القرض ألن الكفالة ضم ذم ة على‬
‫ذمة في حق المطالبة‪ ،‬وبراءة األصيل تنافي الضم‪.‬‬
‫‪4‬ـ إذا أدى المكفول )المقترض( القرض برده إلى المقرض فإنه تبرأ تبعًا لذلك ذمة الكفي ل وينتهي عق د الكفال ة‪ ،‬ق ال‬
‫في المجلة)“ ‪151):‬براءة األصيل توجب براءة الكفيل‪”.‬‬
‫‪5‬ـ وإذا أدى الكفيل القرض فإن ذلك يكون تبرئة لذمة المقترض وأداء عنه‪ ،‬وله بعد ذلك الرجوع علي ه ألخ ذ م ا دف ع‬
‫منه إن كان الضمان بإذنه عند الحنفية والشافعية ورواية للحنابلة‪ ،‬ولم يشترط المالكية اإلذن للمطالبة وهو الرواية‬
‫الثانية للحنابلة)‪152).‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج معاصرة لتوثيق القرض‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬


‫تقديم‪ :‬في ظل التقدم الحديث والمتسارع في العالم وما تشكله التج ارة من أهمي ة قص وى بين األف راد وال دول أص بح‬
‫للمعامالت المصرفية دور كبير في تذليل هذه المعام الت‪ ،‬ووج دت من ض من ه ذه المعام الت ص ور حديث ة لتوثي ق‬
‫الديون والقروض سأتناول في بحثي هذا ثالث صور لتوثيق القرض وحفظه من الهالك‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬توثيق القرض بخطاب الضمان‪ .‬من الكفاالت المعاصرة التي تق وم به ا المص ارف خط اب الض مان‪،‬‬
‫واالعتماد المستندي‪:‬‬
‫الفرق بين خطاب الضمان واالعتماد المستندي)‪ 153):‬خطاب الضمان هو كفالة أو ضمان إلثبات‬
‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬
‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪47‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫جدية العميل في التقدم للعطاء في المناقصات وتنفيذ االلتزام‪ ،‬أما االعتماد المستندي فهو التزام المصرف ب دفع المبل غ‬
‫المطلوب للتاجر المصدر‪ ،‬خطاب الضمان))‪ 154‬هو تعهد كتابي يتعهد بمقتضاه المصرف الكفي ل بكفال ة المس تورد‬
‫المكفول بمبلغ معين ملقى على عاتقه للمورد المكفول له‪ ،‬وذلك ضمانًا لوفاء المس تورد بالتزام ه تج اه الم ورد خال ل‬
‫مدة معينة على أن يدفع المصرف المبلغ المضمون عند أول مطالبة في مدة الخطاب‪.‬‬
‫أقسام خطاب الضمان‪ :‬ينقسم إلى قسمين‪ :‬القسم األول إذا كان خطاب الضمان غير مغطى من المستورد فهو في ه ذه‬
‫الحالة يكون عقد كفالة‪ ،‬والكفيل هو المصرف والمكفول هو المستورد والمكفول له هو الط رف الث الث ه و الم ورد‪،‬‬
‫حكم أخذ مقابل على هذا القسم‪ :‬ال يجوز للمصرف أن يأخذ أجرا على خطاب الضمان في هذه الحالة ألنه يأخذ أجرا‬
‫على الكفالة‪ ،‬وهي من عقود التبرع‬
‫ابتداء التي ال يجوز أخذ أجرة عليها‪ ،‬وألنه يصير قرضً ا إن لم يدفع المكفول وأخذ أي شيء زيادة‬
‫ً‬
‫على القرض ربًا‪ ،‬القسم الثاني‪ :‬وله حالتان الحالة األولى‪ :‬أن يكون الخطاب مغطى بالغطاء النقدي‬
‫ً‬
‫من المستورد غطا ًء كليًا فالمصرف في هذه الحالة يكون وكيال عن المستورد‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون الخطاب مغطى بالغطاء النقدي من المستورد غطا ًء جزئيًا فالمصرف في‬
‫ً‬
‫هذه الحالة يكون وكيال عن المستورد في المغطى وكفيال عنه في الباقي‪ ،‬حكم أخذ مقابل على هذا‬
‫القسم‪ :‬يجوز للمصرف أخذ مقابل إصدار الخطاب وما يقترن به من العمل على سبيل الوكال ة ال على س بيل الكفال ة‬
‫ألنه يجوز أخذ أجرة على الوكالة على أن يكون مراعى فيه حجم التكاليف التي يتحملها المصرف في سبيل أدائه لم ا‬
‫يقترن بإصدار خطاب الضمان من أعمال يقوم بها بحس ب الع رف المص رفي‪ ،‬أم ا الكفال ة ف ال يج وز‪ ،‬وق د أص در‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي قرارا بتاريخ‪22‬ـ‪ 28‬ديسمبر‪1985‬م يقضي بجواز أخذ أج رة نظ ير م ا يق وم ب ه المص رف من‬
‫خدمة ومصاريف إدارية تتطلبها إجراءات خطاب الضمان بنوعيه مغطى وغير مغطى‪ ،‬على أن ال تزي د عن أج رة‬
‫المثل)‪155).‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬توثيق القرض باالعتماد المستندي))‪ ،156‬تعريفه‪ :‬هو تعهد كتابي صادر عن‬
‫مصرف بناء على طلب مستورد لصالح مورد يتعهد فيه المص رف ب دفع المب الغ ال تي يس تهلكها الم ورد ثمن ا لس لع‬
‫يصدرها للمستورد طالب فتح االعتماد متى قدم المورد المستندات والوثائق المتعلقة بالسلعة والش حن‪ ،‬على أن تك ون‬
‫هذه المستندات مطابق ة لش روط االعتم اد‪ ،‬ويس تعمل في تموي ل التج ارة الخارجي ة‪ ،‬س بب تس ميته‪ :‬س مي ب ذلك ألن ه‬
‫يستوجب تقديم مستندات ووثائق تثبت انتقال الملكية في السلعة من المورد إلى المستورد يلتزم البنك بإصدار خط اب‬
‫يسمى خطاب االعتماد‪ ،‬الهدف منه‪ :‬يعتبر االعتم اد المس تندي أح د المعام الت المص رفية المهم ة في تموي ل التج ارة‬
‫الخارجية من استيراد وتصدير في وقتنا الحالي حيث تتم عن طريق المص رف مم ا يض في عليه ا الثق ة واالس تقرار‬
‫نظرا لثق ة الم ورد والمس تورد بالمص رف في تنفي ذ م ا يتم االتف اق علي ه بينهم‪ ،‬ف المورد يض من ثمن بض اعته بع د‬
‫توريدها والمستورد يضمن عدم إتمام المصرف للمعاملة إال بعد التأكد من تنفيذها وفقا للشروط المتفق عليها بينهما‪.‬‬
‫حاالت االعتماد‪ :‬الحالة األولى‪ :‬إذا كان االعتماد مغطى تغطية كاملة من المستورد للمصرف‪ً ً .‬‬
‫ففي هذه الحالة يكون المصرف وكيال عن المستورد ويكون في نظر المورد كفيال‪ ،‬حكم أخذ مقابل‬
‫ً‬
‫على هذا االعتماد‪ :‬اتفق الفقهاء المعاصرون على أن المصرف في هذه الحالة يكون وكيال عن‬
‫المستورد وأنه يجوز له أخذ مقابل على هذه الوكالة كأجرة‪ ،‬إذ إن األجرة على الوكالة جائزة))‪ ،157‬الحالة الثانية‪:‬‬
‫إذا كان االعتماد غير مغطى تغطية كاملة أو مغطى تغطية جزئية من المستورد‪ ،‬ففي‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪84‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫ً‬
‫ه ذه الحال ة يك ون المص رف كفي ال عن المس تورد أم ام الم ورد‪ ،‬حكم أخ ذ مقاب ل على ه ذا االعتم اد‪ :‬اتف ق الفقه اء‬
‫المعاصرون على أنه يجوز للمصرف أن يأخذ من المستورد ط الب االعتم اد أج رة على ه ذه المعامل ة مقاب ل العم ل‬
‫الذي قام به أو مقابل اإلجراءات والمصاريف اإلدارية‪ ،‬وأما أخذ أجرة أو عمولة مقابل مبلغ االعتماد الذي قام بتغطيته‬
‫فإنه ال يجوز‪ ،‬وذلك لعدم جواز أخذ أجرة على الكفالة‪ ،‬وإذا أخذ عمولة أو أجرة فإنه يكون ربًا‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬توثيق القرض بالتأمين عليه‪.‬‬
‫التأمين أحد العقود المحدثة لم يوجد له ذكر في كتب الفقهاء القدامى وأول من ذكر هذا االصطالح هو ابن عاب دين في‬
‫حاشيته وسماه السوكرة وقال بعدم جوازه)‪158).‬‬
‫تعريف التأمين‪ :‬هو عقد يلتزم أحد طرفيه وهو المؤ ِمن قبل الطرف اآلخ ر‪ ،‬وه و المس تأمن أداء م ا يتف ق علي ه عن د‬
‫تحقق شرط‪ ،‬أو حلول أجل في نظير مقابل نقدي معلوم)‪159).‬‬
‫أنواع الـتأمين‪ :‬تعددت أنواع الـتأمين في العصر الحديث حسب حاجة الناس‪ ،‬وفي معظمها مخالفة للشرع‪ ،‬وس أكتفي‬
‫ببيان نوع واح د من التأمين ات الممنوع ة‪ ،‬ون وع واح د من التأمين ات المباح ة كمقدم ة لموض وع حكم الت أمين على‬
‫القرض‪.‬‬
‫النوع األول التأمين الممنوع هو الت أمين التج اري‪ ،‬تعري ف الت أمين التج اري)‪ 160):‬ه و عق د بين ط رفين الم ؤمن‬
‫وشركة التأمين‪ ،‬يلتزم المؤمن بدفع أقساط محددة في أوقات دورية مبينة سلفًا في مقابل أن تتعهد فيها ش ركة الت أمين‬
‫بدفع مبلغ التأمين عند تحقق حدوث الخطر المحدد‪.‬‬
‫حكم هذا النوع من التأمين‪ :‬اختلفت كلمة الباحثين المعاصرين في حكم هذا النوع من التأمينات على‬
‫قولين‪ :‬القول األول لجمهور الفقهاء المعاصرين)‪ 161):‬إنه ممنوع شرعًا للغرر والجهالة فيه‪ ،‬وألن ه ق ائم على الرب ا‬
‫بنوعيه‪ ،‬وعلى المقامرة والمراهنة‪ ،‬وأكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬وبي ع ال دين بال دين المح رم‪ ،‬ولع دم تحق ق الش روط‬
‫الشرعية فيه‪ ،‬وهذا ما توصلوا إليه في مؤتمراتهم ابتداء بأسبوع الفقه اإلسالمي الثاني )أسبوع ابن تيمية( عام ‪،1961‬‬
‫قرار المجمع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العالم اإلسالمي سنة ‪1398‬ه‪ ،‬ومجمع الفقه اإلسالمي الدولي التابع لمنظمة‬
‫المؤتمر اإلسالمي سنة ‪1406‬ه‪ ،‬والمؤتمر العالمي األول اللقتص اد اإلس المي بمك ة المكرم ة ع ام ‪1396‬هـ‪/1976‬م‪،‬‬
‫وقرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية سنة ‪1397‬هـ‪ ،‬وكذلك بيان للجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفت اء‬
‫حول التأمين التجاري‪ ،‬ومفادها تحريمه وهي بتاريخ ‪22/2/1417‬ه‪ ،‬القول الثاني‪ :‬يرى بعض الفقهاء المعاصرين))‬
‫‪ 162‬إن هذا النوع من التأمين ات ج ائز‪ ،‬حيث إن ه لم يكن معروف ا‪ ،‬ولم ينص الش ارع على تحريم ه‪ ،‬وال يوج د في‬
‫أصول الشريعة ما يمنع جوازه‪ ،‬وال بد من الس عي لتطهيره ا مم ا فيه ا من ش وائب ال تقره ا الش ريعة‪ ،‬مث ل الرب ا‬
‫والغرر والجهالة‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬من خالل مطالعتي آلراء الباحثين المعاصرين في حكم التأمين التج اري وأدلتهم أرى أن ق ول الق ائلين بع دم‬
‫جوازه هو الراجح لقوة أدلتهم‪ ،‬ولما فيه من أكل ألموال الن اس بالباط ل‪ ،‬ولوج ود أن واع من التأمين ات ت ؤدى حاج ة‬
‫الناس وال حرمة فيها كالتأمين التعاوني‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬التأمين المباح وهو التأمين التعاوني أو التبادلي‪ :‬تعريف التأمين التعاوني)‪ 163):‬ه و تع اون مجموع ة‬
‫من األشخاص ممن يتعرضون لنوع من المخاطر على تعويض الخسارة التي قد تص يب أح دهم عن طري ق اكتت ابهم‬
‫بمبالغ نقدية ليؤدي منها التعويض ألي مكتتب منهم عندما يقع الخطر المؤمن منه‪.‬‬
‫حكم هذا النوع من التأمين‪ :‬يرى معظم الباحثين المعاصرين والمجامع الفقهية))‪ 164‬أن التأمين‬

‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬


‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪49‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫التعاوني مشروع ب ل ه و داخ ل في الم أمور ب ه من التع اون على ال بر والتق وى بش رط االل تزام باألس س والقواع د‬
‫الشرعية‪ ،‬ألنه من عقود التبرعات واإلحسان التي تخلو من المخاطرة والمقامرة‪ ،‬ومن الربا بنوعيه‪ ،‬وال يضر جه ل‬
‫المساهمين فيه بتحديد ما يعود عليهم ألنهم متبرعون فال مخاطرة وال غرر وال مقامرة‪ ،‬يق ول محم د أب و زه رة)‪):‬‬
‫‪ 165‬التأمين التعاوني جائز شرعًا بال شبهة مهما كان نوع الخطر الم ؤمن في ه وه و م ا ص در عن مجم ع البح وث‬
‫اإلسالمية القاهرة سنة‪1965‬م‪ ،‬ومجمع الفقه اإلسالمي التابع لرابطة العالم اإلسالمي سنة‪1972.‬‬
‫حكم اشتراط التأمين على القرض‪ :‬التأمين على القرض من المستجدات المعاصرة وبما أن معظم الفقهاء المعاصرين‬
‫وقرارات مج امع الفق ه اإلس المي والفت اوى الش رعية ق د توص لوا إلى مش روعية الت أمين التع اوني أو التب ادلي ف إن‬
‫القرض يمثل أحد األمور التي يحتاج لها المقرض لضمان قرضه في حال عج ز المق ترض عن الس داد أو مماطلت ه‪،‬‬
‫ولذا فإن التأمين على القرض جائز ضمن التأمين المشروع المعتمد على التبرع المق رر ش رعًا وفقه ا وفي ه ت رغيب‬
‫في القرآن والسنة‪ ،‬وللتبرع أجر وثواب عن هلال تعالى في اآلخرة وذكر حسن بين الناس وتعويض ل ه في ال دنيا من‬
‫هلال تعالى‪ ،‬ولخلوه من الموانع التي توجد في أنواع التأمينات األخرى‪ ،‬وقياسا على الكفالة‪ ،‬وقد تناولت مسألة توثيق‬
‫القرض بالكفالة وأنها من وسائل توثيقه باتفاق‪ ،‬والتوثيق بالكفالة أقرب الطرق لتوثيق القرض بالتأمين‪ ،‬ولذا من حق‬
‫المقرض أن يطالب المقترض وشركة التأمين بالقرض‪ ،‬ألن ذمتهما قد شغلت به‪ ،‬وهذا وفقا لما تم ترجيحه في الكفالة‬
‫سابقا‪.‬‬
‫ويمكن أن نستدل على مشروعية التأمين على الق رض باالعتم اد على المص الح المرس لة‪ ،‬وعلى الع رف ف إن ت أمين‬
‫على القرض يحقق مصلحة أكيدة ومشروعة لل دائن كم ا تع ارف الن اس علي ه الي وم في المعام الت المص رفية‪ ،‬وال‬
‫يوجد مانع شرعي له‪ ،‬وال يتعارض مع نص شرعي)‪166).‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫بعد أن وفقني هلال تعالى وأتممت هذا البحث خلصت إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ 1-‬حثت الشريعة اإلسالمية على القرض تجسيدا لروح التعاون والتكاف ل واإلخ اء بين جمي ع أف راد المجتم ع المس لم‪،‬‬
‫وأجزلت الثواب لمن يقوم بذلك تقربا إلى هلال عز وجل مبتغيا رضوانه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ 2-‬األهمية التي أوالها التشريع اإلسالمي للمال والحفاظ عليه بتشريع وسائل توثيقه من كتابة وشهادة ورهن وكفالة‪.‬‬
‫‪ 3-‬كتابة الدين واإلشهاد عليه أمر ضروري لحفظ الحقوق وإغالق لباب النزاع والخالف بين المتداينين‪.‬‬
‫‪ 4-‬الرهن والكفالة أكثر الوسائل لتوثيق القرض وضمان استيفاء الحق عند عدم الوفاء‪ ،‬فبالرهن يثبت حق المق رض‬
‫في أخذ ما أقرضه من المال المرهون عنده في حالة ع دم الوف اء‪ ،‬وه و أق وى وس يلة لتوثي ق الق رض‪ ،‬حيث إن‬
‫محل االستيفاء موجود بين يدي المقرض‪ ،‬وال ينازع ه أح د في ه‪ ،‬ول ه ح ق التق دم في ذل ك على س ائر الغرم اء‪،‬‬
‫وكذلك الكفالة تلزم الكفيل برد مثل القرض عند عجز المقترض أو غيابه‪.‬‬
‫‪ 5-‬إن اشتراط المقرض توثيق القرض بأحد هذه الوس ائل ه و ش رط ص حيح ال يتن افى م ع مقتض ى عق د الق رض‪،‬‬
‫وليس من تحريم المنفعة الزائدة على أصل الم ال المق ترض‪ ،‬حيث إن ه ذه األم ور هي توثي ق لعين الق رض ال‬
‫منافع زائدة عليه‪.‬‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪05‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬

‫‪ 6-‬من المعام الت المعاص رة خط اب الض مان واالعتم اد المس تندي وهم ا من الكف االت المص رفية ال تي تق وم ب ه‬
‫المصارف يجوز أخذ األجرة مقابل هذه المعامالت على أن تكون كأجرة المثل مقابل المصاريف اإلداري ة‪ ،‬وليس‬
‫من باب العمولة أو الفائدة على المال المكفول‪.‬‬
‫‪ 7-‬التأمين على القرض ضمن التأمين التعاوني أو التبادلي جائز لما فيه من توثيق للقرض وطمأنة للمقرض ويج وز‬

‫للمقرض اشتراطه‪ ،‬أما غيره من التأمينات كالتأمين التجاري فال يجوز‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ 1-‬أوصي والة األمر بعمل صندوق خاص بإقراض أصحاب الحاجة من أموال المس لمين‪ ،‬وأوص ي من عن ده س عة‬
‫من المسلمين أن يتاجر مع هلال تعالى بإقراض من يحت اج إلى الق رض لم ا في ه ذه التج ارة من ال ربح العظيم‪،‬‬
‫والتوسعة على عيال هلال‪.‬‬
‫‪ 2-‬أوصي المسلم في حال االقتراض أو اإلقراض أن يكتب قرضه‪ ،‬لما في كتابته من فتح باب العمل الحسن وتشجيع‬
‫صاحب المال على التوسعة على الناس ابتغاء وجه هلال تعالى‪.‬‬
‫‪ 3-‬أوصي المسلمين بإتباع شرع هلال في القروض باإلشهاد عليها لما في إتباع تعاليم اإلسالم من حف اظ على األم وال‬
‫وسد أبواب النزاعات والخصومات‪.‬‬
‫‪ 4-‬أوصي الجهات المختصة بتسهيل العمل على توثيق القرض ب الرهن والكفال ة في المجتم ع المس لم بس ن الق وانين‬
‫التي تفتح باب اإلحسان للناس في االقتراض عند الحاجة‪ ،‬وما يحتاجه صاحب المال ليحفظ ماله من الضياع‪.‬‬
‫‪ 5-‬أوصى القائمين على المصارف أن يسعوا جاهدين للبعد عن الربا واالكتفاء بما يضمن لهم توثيق أموالهم وفقا لما‬
‫شرع‪.‬‬
‫‪ 6-‬أوصي من يريد تأسيس شركة تأمين أن يطبق قرارات مجامع الفقه اإلسالمي بتأسيس التأمين الق ائم على التع اون‬
‫وفقا إللسالم واالبتعاد عن أنواع التأمينات المحرمة لما في ذلك من تعاون بين المسلمين على البر والتقوى‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪ -‬ابن األثير‪ ،‬المبارك الجزري‪ ،‬جامع األصول في أحاديث الرسول‪ ،‬طبعة دار الفكر سنة‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫ابن األثير‪ ،‬المبارك الجزري‪ ،‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ابن تيمية‪ ،‬أحمد‪ ،‬المحرر في الفقه على مذهب اإلمام أحمد‪ ،‬مطبعة السنة المحمدية سنة‬
‫‪1950‬م‪.‬‬
‫أبو رخية‪ ،‬ماجد محمد‪ ،‬بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬طبعة دار النفائس األردن سنة‪1998.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ابن رشد‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬طبعة دار المعرفة بيروت سنة‬
‫‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن ضويان‪ ،‬إبراهيم بن محمد‪ ،‬منار السبيل في شرح الدليل‪ ،‬طبعة المكتبة الوقفية القاهرة‬

‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬


‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪51‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫بدون‪.‬‬
‫‪ -‬ابن عابدين‪ ،‬محمد بن عابدين‪ ،‬حاشية رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية سنة ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن العربي‪ ،‬محمد بن عبد هلال‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬سنة ‪1972‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن فرحون‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن ماجه‪ ،‬محمد بن يزيد‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬طبعة دار الفكر العربي‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬ابن مازة‪ ،‬محمود بن أحمد الحنفي‪ ،‬المحيط البرهاني في الفقه النعماني‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت سنة ‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬جمال‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬طبعة دار المعارف بدون‪.‬‬
‫‪ -‬ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية سنة‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن الهمام‪ ،‬محمد السيواسي‪ ،‬شرح فتح القدير على الهداية ومعه العناية‪ ،‬دار الفكر بيروت بدون‪.‬‬
‫‪ -‬األسيوطي‪ ،‬محمد‪ ،‬جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية بيروت‪1996‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األشقر‪ ،‬محمد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬طبعة دار النفائس األردن سنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األندلسي‪ ،‬علي بن أحمد بن حزم‪ ،‬المحلى‪ ،‬طبعة دار الفكر ‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬أنيس‪ ،‬إبراهيم وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬طبعة دار المعارف‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬البابرتي‪ ،‬محمد بن محمود‪ ،‬شرح العناية على الهداية مع شرح فتح القدير‪ ،‬طبعة دار الفكر بيروت بدون‪.‬‬
‫‪ -‬البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬البغدادي‪ ،‬غانم بن محمد الحنفي‪ ،‬مجمع الضمانات‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية سنة ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البغوي‪ ،‬الحسين بن مسعود‪ ،‬التهذيب في فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت سنة‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البنا‪ ،‬محمد‪ ،‬القرض المصرفي دراسة تاريخية مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬طبعة دار‬
‫الكتب العلمية بيروت سنة‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البهوتي‪ ،‬منصور‪ ،‬الروض المربع شرح زاد المستقنع‪ ،‬طبعة دار الفكر الطبعة السادسة بدون‪.‬‬
‫‪ -‬البهوتي‪ ،‬منصور‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬طبعة دار الفكر سنة ‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البوطيبي‪ ،‬محمد‪ ،‬األوراق التجارية المعاصرة‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الترمذي‪ ،‬محمد عيسى‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬طبعة الحلبي سنة‪1975.‬‬
‫‪ -‬الجزيري‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث العربي بدون‪.‬‬
‫‪ -‬الجصاص‪ ،‬أحمد بن على الرازي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت‪ ،‬سنة‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪25‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫‪ -‬جعفر‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬نظام التأمين اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪ ،‬سنة‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الحاكم‪ ،‬أبو عبد هلال الحاكم النيسابوري‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬طبعة دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬الحجاوي‪ ،‬موسى بن أحمد‪ ،‬اإلقناع لطالب االنتفاع‪ ،‬طبعة هجر سنة ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الحصني الدمشقي‪ ،‬أبو بكر بن محمد‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬طبعة دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬الحلبي بدون‪.‬‬
‫‪ -‬الحطاب‪ ،‬محمد‪ ،‬مواهب الجليل لشرح مختصر خليل‪ ،‬دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء سنة‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الحنبلي‪ ،‬عبد القادر بن عمر‪ ،‬نيل المآرب شرح دليل الطالب‪ ،‬طيعة دار إحياء الكتب العربية طبعة الحلبي‪.‬‬
‫‪ -‬حيدر‪ ،‬علي‪ ،‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬طبعة دار الجيل‪ ،‬بيروت سنة ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الخن ‪ ،‬مصطفى وآخرون ‪ ،‬الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬طبعة دار القلم دمشق سنة ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدسوقي‪ ،‬محمد بن احمد‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية سنة‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدمشقي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن‪ ،‬رحمة األمة في اختالف األئمة‪ ،‬طبعة الحلبي سنة ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الرازي‪ ،‬فخر الدين محمد بن عمر‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬طبعة المطبعة البهية المصرية‪ ،‬سنة‬
‫‪1938‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر‪ ،‬مختار الصحاح ‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬رضا‪ ،‬محمد رشيد رضا‪ ،‬تفسير المنار‪ ،‬طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة ‪1990‬م‪.‬‬
‫الرملي‪ ،‬محمد‪ ،‬نهاية المحتاج بشرح المنهاج مع حاشيتي الشبرملسي والمغربي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الزحيلي‪ ،‬محمد‪ ،‬وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬طبعة دار البيان‪ ،‬دمشق‪ ،‬سنة ‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الزحيلي‪ ،‬محمد‪ ،‬التأمين على الديون في الفقه اإلسالمي‪ ،‬مؤتمر وثاق األول للتأمين التكافلي الكويت‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬طبعة دار الفكر بيروت سنة ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة‪ ،‬طبعة دار الفكر المعاصر لبنان‪ ،‬ودار الفكر سوريا سنة ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الزرقا‪ ،‬مصطفى‪ ،‬فتاوى مصطفى الزرقا‪ ،‬طبعة دار القلم دمشق سنة ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ -‬زلط‪ ،‬القصيبي محمود‪ ،‬تفسير آيات األحكام‪ ،‬طبعة المجد للثقافة والعلوم ‪ ،‬سنة‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ -‬السالوس‪ ،‬علي أحمد‪ ،‬موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة‪ ،‬مكتبة دار القرآن مصر‪ ،‬ودار الثقافة قطر‪،‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -‬السجستاني‪ ،‬سليمان بن األشعث‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬طبعة دار الحديث ن سورية‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬السرخسي‪ ،‬محمد بن أبي سهل‪ ،‬المبسوط‪ ،‬طبعة دار المعرفة بيروت سنة ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ -‬السيواسي‪ ،‬محمد‪ ،‬شرح فتح القدير ومعه شرح العناية‪ ،‬وحاشية سعدي حلبي‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬
‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪53‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫‪ -‬السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن‪ ،‬تنوير الحوالك شرح موطأ مالك‪ ،‬المكتبة الثقافية‪ ،‬بيروت‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشافعي‪ ،‬محمد بن إدريس‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشافعي‪ ،‬محمد بن إدريس‪ ،‬األم‪ ،‬طبعة دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪1973‬م‬
‫‪ -‬شبير‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وآخرون‪ ،‬بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة دار النفائس سنة‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشربيني‪ ،‬محمد الخطيب‪ ،‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني المنهاج‪ ،‬طبعة دار الفكر بيروت سنة ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشرواني‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬حواشي الشرواني والعبادي على تحفة المحتاج‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬األشقر‪ ،‬محمد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة دار النفائس سنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشنقيطي‪ ،‬محمد األمين بن محمد المختار‪ ،‬أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن‪ ،‬طبعة سنة ‪1967‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬تفسير فتح القدير‪ ،‬طبعة دار الحديث القاهرة سنة ‪1993‬م‪.‬‬
‫الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخيار‪ ،‬دار الجيل سنة ‪1973‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشويعر‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬بحث محكم عقد الكفالة وتطبيقاته الحديثة‪ ،‬مجلة العدل السعودية العدد‪ 43‬رجب ‪1430.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيرازي‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬المهذب في فقه الشافعي‪ ،‬معه النظم المستعذب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي بيروت‪1994‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الصاوي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير للدردير‪ ،‬طبعة دار المعارف‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -‬الطبري الكياهراسى‪ ،‬على بن محمد‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة‬
‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير‪ ،‬تفسير الطبري جامع البيان‪ ،‬طبعة دار الحديث القاهرة‪ ،‬سنة‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -‬العامري‪ ،‬محمد‪ ،‬أدب الشهود‪ ،‬تحقيق محي هالل السرحان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت سنة‬
‫‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -‬العبادي‪ ،‬أحمد بن قاسم‪ ،‬حواشي الشرواني والعبادي على تحفة المحتاج‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫العسقالني‪ ،‬أحمد بن على‪ ،‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬طبعة دار الريان للتراث القاهرة سنة ‪1986‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عفانة‪ ،‬حسام الدين‪ ،‬يسألونك ‪ ،‬طبعة أبو ديس القدس سنة ‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ -‬العكبري‪ ،‬الحسين بن محمد‪ ،‬رؤوس المسائل الخالفية بين جمهور الفقهاء‪ ،‬طبعة دار اشبيليا‪ ،‬سنة ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬عليش‪ ،‬محمد‪ ،‬منح الجليل شرح مختصر خليل‪ ،‬طبعة دار الفكر بيروت سنة ‪1989‬م‪.‬‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪45‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫‪ -‬عميرة‪ ،‬أحمد البرلسي حاشية على شرح المحلى على منهاج الطالبين طبعة دار الفكر الطبعة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -‬العيني‪ ،‬بدر الدين محمود‪ ،‬عمدة القارئ شرح صحيح البخاري‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫بدون‬
‫‪ -‬الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬المطبعة األميرية القاهرة سنة ‪1928‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القاسمي‪ ،‬مجاهد اإلسالم‪ ،‬بحوث من الهند طبعة دار الكتب العلمية سنة ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القرافي‪ ،‬أحمد بن إدريس‪ ،‬الذخيرة‪ ،‬طبعة دار الغرب اإلسالمي سنة ‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القرطبي‪ ،‬محمد بن أحمد األنصاري‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬سنة‪1987‬م‬
‫‪ -‬القرطبي‪ ،‬يوسف بن عبد البر‪ ،‬الكافي في فقه أهل المدينة المالكي‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬القفال الشاشي‪ ،‬محمد‪ ،‬حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء‪ ،‬طبعة مؤسسة الرسالة الحديثة سنة ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القليوبي‪ ،‬أحمد بن أحمد‪ ،‬حاشية على شرح المحلى على منهاج الطالبين طبعة دار الفكر الطبعة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -‬الكاساني‪ ،‬أبو بكر بن مسعود‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬
‫‪ -‬الكبيسي‪ ،‬عبد هلال‪ ،‬الرجوع عن الشهادة وأحكامه في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت سنة ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اللبناني‪ ،‬سليم رستم‪ ،‬شرح المجلة‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت سنة ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الماوردي‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬الحاوي الكبير‪ ،‬طبعة دار الفكر بيروت سنة ‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المترك‪ ،‬عمر‪ ،‬الربا والمعامالت المصرفية في نظر الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار العاصمة السعودية سنة ‪1414‬ه‪.‬‬
‫‪ -‬المراغي‪ ،‬أحمد مصطفى‪ ،‬تفسير المراغي‪ ،‬طبعة الحلبي‪ ،‬سنة ‪1974‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المرداوي‪ ،‬علي بن سليمان‪ ،‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف مع المقنع والشرح الكبير‪ ،‬هجر ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المصري‪ ،‬رفيق ‪ ،‬الخطر والتأمين‪ ،‬دار القلم دمشق سنة ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المقدسي‪ ،‬عبد الرحمن بن قدامه‪ ،‬الشرح الكبير ومعه المقنع واإلنصاف‪ ،‬طبعة هجر سنة‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المقدسي‪ ،‬عبد هلال بن قدامه‪ ،‬المغني على مختصر الخرقي‪ ،‬طبعة الفجالة الجديدة سنة ‪1968‬م‪.‬‬
‫المقدسي‪ ،‬عبد هلال بن قدامه‪ ،‬المقنع‪ ،‬ومعه الشرح الكبير واإلنصاف‪ ،‬طبعة هجر سنة ‪1995‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المناوي‪ ،‬محمد‪ ،‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪ ،‬طبعة دار المعرفة بيروت سنة ‪1972‬م‪.‬‬
‫الموسى‪ ،‬محمد بن إبراهيم‪ ،‬نظرية الضمان الشخصي )الكفالة( جامعة اإلمام محمد بن سعود سنة ‪1991‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬النووي‪ ،‬يحيى بن شرف‪ ،‬روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ ،‬طبعة المكتب اإلسالمي سنة‬

‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬


‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪55‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ -‬النووي‪ ،‬يحيى بن شرف‪ ،‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬الناشر المكتبة السلفية المدينة المنورة بدون‪.‬‬
‫‪ -‬النيسابوري‪ ،‬مسلم بن الحجاج‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬بيروت ‪1978.‬‬
‫‪ -‬الهيتي‪ ،‬عبد الرزاق رحيم‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار أسامة للنشر األردن سنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الهيتمي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬تحفة المحتاج بشرح المنهاج‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية سنة ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وزارة األوقاف والشئون الدينية‪ ،‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬طباعة ذات السالسل الكويت سنة ‪1989‬م‪.‬‬

‫الهوامش‬
‫‪1.‬الحديث أخرج ه اإلم ام البخ اري في كت اب المظ الم والغص ب‪ ،‬ب اب ال يظلم المس لم المس لم وال يس لمه‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫صحيح البخاري‪3/ 168.‬‬
‫‪2.‬لسان العرب‪ ،5/ 3588‬ومختار الصحاح‪ ،2/ 682‬والنهاية في غريب الحديث واألثر‪2/‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4/ 41. ،390‬‬
‫‪3.‬حاشية ابن عابدين‪ ،7/ 388‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪3/ 82.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4.‬الذخيرة ‪5/ 286.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪5.‬مغني المحتاج ‪ ،2/ 160‬قليوبي وعميرة‪ ،2/ 257‬تحفة المنهاج بشرح المنهاج‪2/ 206.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪6.‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،3/ 312‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف مع المقنع والشرح الكبير‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪12/ 323‬‬
‫‪7.‬المحلى‪8/ 77.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪8.‬قول ه‪) :‬ي رد مثل ه( بين أن الع وض في الق رض ال ب د أن يك ون من مث ل م ا اق ترض وه و متفق علي ه‪،‬‬ ‫‪8‬‬
‫عوض ا عن الق رض من‬ ‫ً‬ ‫ووردت كلمة )البدل( مكان )المثل( في معظم التعريفات ليشمل اللفظ كل م ا ي رده‬
‫مثل أو قيمة‪ ،‬وهذا ما أشار إليه الشبرملسي بقوله‪“ :‬لعل الشارح إنما عبر بالبدل ليتمشى على الراجح اآل تي‬
‫من أنه يرد المثل حقيقة في المثلي وصورة في المتقوم” حاش ية الشبرملس ي على نهاي ة المحت اج إلى ش رح‬
‫المنهاج‪ ،4/ 219‬غير أن الحنفية والظاهرية قالوا ال بد من المثل فال يجوز عن دهم رد القيم ة‪ ،‬حاش ية ابن‬
‫عابدين‪ ،388 7/‬المحلى‪8/ 77.‬‬
‫‪9.‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،33/ 111 ،21/ 103‬واإلمام ابن حزم يطلق القرض على الدين وقد ذكر ذلك‬ ‫‪9‬‬
‫في عنوان الباب بقوله‪ :‬كتاب الق رض وه و ال دين‪ ،‬المحلى‪ ،8/ 77‬وال دين أعم من الق رض‪ ،‬ق ال في درر‬
‫الحكام في شرح مجلة األحكام مادة ”‪158‬يوجد بين الدين والقرض عموم وخص وص مطل ق والق رض ه و‬
‫المطلق األخص‪ ،”1/ 128‬ويعبر الفقهاء عته بالسلف‪ ،‬المهذب‪ ،1/ 400‬المغني‪. ،4/ 382‬‬
‫‪010‬حاشية الدسوقي‪ ،4/ 360‬تحفة المحتاج بشرح المنهاج ‪ ،2/ 206‬المغني ‪ ،4/ 236‬كشاف القناع‪،3/ 313‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلته‪4/ 720.‬‬

‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪65‬‬


‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬
‫‪111‬سورة البقرة آية‪245.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪212‬سورة المائدة آية‪12.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪313‬سورة التغابن آية ‪17.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪414‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،3/ 240‬تفسير فتح القدير للشوكاني‪ ،1/ 389‬تفسير المراغي‪2/ 211.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 515‬الحديث أخرجه اإلمام اليخاري في صحيحه في كتاب االستقراض‪ ،‬باب استقراض اإلبل ‪ ،3/ 153‬واإلمام‬ ‫‪1‬‬
‫مسلم في كتاب المساقاة‪ ،‬باب جواز اقتراض الحيوان واستحباب توفيته خيرا مما علي ه ‪ ،‬واللف ظ ل ه‪ ،‬ص حيح‬
‫مسلم بشرح النووي‪11/ 38.‬‬
‫‪616‬الحديث أخرجه اإلمام ابن ماجه في سننه في كتاب الصدقات‪ ،‬باب القرض‪ ،‬حديث رقم‪ ،2430‬وقال عن ه‬ ‫‪1‬‬
‫في الزوائد إسناده ضعيف‪ ،‬سنن ابن ماجه‪2/ 812.‬‬
‫‪717‬الحديث أخرجه اإلمام ابن ماجه في سننه في كتاب الصدقات‪ ،‬باب القرض‪ ،‬حديث رقم‪ ،2431‬وقال عن ه‬ ‫‪1‬‬
‫في الزوائد في إسناده خالد بن يزيد ضعفه احمد‪ ,‬وابن معين‪ ,‬وأبو داود‪ ,‬والنسائي‪ ,‬وأبو زرعة‪ ,‬وال دارقطني‪,‬‬
‫وغيرهم‪2/ 812.‬‬
‫‪818‬المغني‪ ،4/ 236‬كشاف القناع‪ ،3/ 312‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،3/ 241‬نيل األوطار‪5/ 347.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪919‬القرض المصرفي دراسة تاريخية مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوض عي لل دكتور محم د علي‬ ‫‪1‬‬
‫البنا ص‪ 110‬و‪111.‬‬
‫‪020‬سورة الحجرات آية‪10.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪121‬سورة التوبة آية‪71.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪222‬سورة المائدة آية‪2.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪323‬الحديث أخرجه اإلمام مسلم في كتاب الذكر والدعاء‪ ،‬باب فضل االجتماع على تالوة القرآن وعلى ال ذكر‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫صحيح مسلم بشرح النووي‪17/ 21.‬‬
‫‪424‬التفسير الكبير للرازي‪ ،7/ 118‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،2/ 274‬أحكام الق رآن البن الع ربي‪،1/ 247‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ،264‬األم‪ ،3/ 88‬وسائل اإلثبات للزحيلي ص‪27.‬‬
‫‪525‬لسان العرب‪ ،6/ 4764‬والمعجم الوسيط‪ ،2/ 1054‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪14/‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪134.‬‬
‫‪626‬المبسوط ‪ ،21/ 143‬البحر الرائق‪ ،6/ 299‬كشاف القناع‪ ،6/ 367‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪42/ 360.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪727‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪ 282‬و‪283.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪828‬األم‪ ،3/ 93‬الجامع ألحك ام الق رآن‪ ،3/ 377‬أحك ام الق رآن البن الع ربي‪ ،1/ 247‬أحك ام الق رآن إللم ام‬ ‫‪2‬‬
‫الشافعي‪ ،1/ 137‬تفسير المراغي‪3/ 72.‬‬
‫‪929‬لسان العرب‪ ،5/ 3817‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،2/ 719‬المعجم الوسيط‪2/ 809.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪030‬وسائل اإلثبات للزحيلي ص‪417.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪131‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪232‬وسائل اإلثبات للزحيلي ص‪31.‬‬ ‫‪3‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬
‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪57‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫‪333‬لسان العرب‪ ،4/ 2348‬المصباح المنير‪1/ 442.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪434‬شرح فتح القدير‪ ،7/ 364‬حاشية ابن عابدين ‪ ،7/ 61‬مجلة األحكام العدلية المادة‪1684.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪535‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ‪6/ 60.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪636‬حاشيتا قليوبي وعميرة‪ ،4/ 318‬الفقه المنهجي‪3/ 563.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪737‬كشاف القناع‪ ،6/ 404‬الروض المربع ص‪373.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪838‬قال الشيخ عليش‪“ :‬قال ابن عبد الس الم‪ :‬ال تع رف اص طالحا ألنه ا معلومة” منح الجليل ش رح مختص ر‬ ‫‪3‬‬
‫خليل‪8/ 385.‬‬
‫‪939‬وسائل اإلثبات للزحيلي ص‪105.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪040‬المبسوط ‪ ،16/ 112‬شرح فتح القدير‪ ،17/ 40‬الذخيرة‪ ،10/ 152‬مغني المحتاج‪ ،568 4/‬المغنى‪/ 128‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ،10‬كشاف القناع ‪ ،6/ 404‬وسائل اإلثبات للزحيلي ص ‪ 115‬وما بعدها‪ ،‬أدب الشهود للعامري ص‪68.‬‬
‫‪141‬سورة البقرة آية‪282.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪242‬سورة النساء آية‪6.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 343‬الحديث أخرجه اإلمام مسلم في كتاب األقضية‪ ،‬باب بيان خير الشهود‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي‪/ 16.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪12‬‬
‫‪444‬الحديث أخرجه اإلمام مسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار‪ ،‬صحيح‬ ‫‪4‬‬
‫مسلم بشرح النووي‪2/ 158.‬‬
‫‪545‬المبسوط‪ ،30/ 167‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،2/ 274‬تفسير الطبري‪3/ 42.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪646‬المحيط البرهاني‪ ،8/ 291‬تبصرة الحكام‪ ،1/ 178‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،3/ 382‬األم‪ ،2/ 88‬المجموع‬ ‫“‪4‬‬
‫‪ ،13/ 99‬نهاية المحتاج‪ ،8/ 321‬المغني‪4/ 205.‬‬
‫‪747‬تبصرة الحكام‪ ،1/ 178‬األم‪ ،3/ 89‬المغني‪ ،4/ 224‬كشاف القناع‪،3/ 188‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪848‬سورة البقرة آية‪283. ،282‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪949‬المجموع شرح المهذب‪ ،13/ 99‬أحكام القرآن البن العربي‪1/ 262.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪050‬سورة الحج آية‪78‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪151‬المحلى‪8/ 80.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪252‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪353‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪454‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪555‬الحديث أخرجه اإلمام الحاكم في كتاب التفسير باب تفسير سورة النساء‪ ،‬مستدرك الحاكم‪ ،2/ 302‬وق ال‬ ‫‪5‬‬
‫عنه صحيح على شرط الشيخين‪.‬‬
‫‪656‬األثر ذكره اإلمام ابن حزم في المحلى‪ ،8/ 345‬وذكره اإلمام القرطبي في تفسيره‪3/‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪402.‬‬
‫‪757‬تفسير المنار‪ 3/ 110‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪858‬وقد رجح هذا القول العالمة برهان الدين بن مازة الحنفي في المحيط البره اني‪ ،8/ 291‬والش يخ محم د‬ ‫‪5‬‬
‫رشيد رضا وكذلك أستاذه الش يخ محم د عب ده‪ ،‬تفس ير المن ار ‪ ،3/ 112‬ود مص طفى الخن وإخوان ه في الفق ه‬
‫المنهجي ‪ ،3/ 266‬ود محمد البوطيبي في كتابه األوراق‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪85‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬

‫التجارية المعاصرة طبيعتها القانونية وتكييفها الفقهي ص‪ ،161‬والدكتور محمد س ليمان األش قر في بحث‬
‫عقد السلم ضمن كتاب بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة ص‪206.‬‬
‫‪959‬الجامع ألحكام القرآن‪3/ 383.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪060‬سورة البقرة آية‪282.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪161‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،3/ 384‬المجموع شرح المهذب ‪ ،13/ 99‬وقد قال محمد رشيد رضا كالما جميال‬ ‫‪6‬‬
‫في هذا المقام‪ ،‬تفسير المنار‪3/ 101.‬‬
‫‪262‬تبصرة الحكام‪1/ 200.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪363‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،2/ 210‬أحكام القرآن إللمام الطبري‪ ،1/ 240‬الجامع ألحكام الق رآن‪،3/ 385‬‬ ‫‪6‬‬
‫المجموع شرح المهذب‪13/ 100.‬‬
‫‪464‬سورة البقرة آية‪282.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪565‬بدائع الص نائع‪ ،6/ 266‬بداي ة المجتهد ‪ ،2/ 462‬المه ذب‪ ،2/ 414‬المغ ني‪ ،10/ 144‬وس ائل اإلثب ات‬ ‫‪6‬‬
‫للزحيلي ص‪ 128‬وما بعدها‪ ،‬أدب الشهود ص‪80.‬‬
‫‪666‬سورة البقرة آية‪282.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪767‬سورة البقرة آية‪282.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪868‬سورة الطالق آية‪2.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪969‬أدب الشهود ص‪81.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪070‬الحديث أخرجه اإلمام الترمذي في كتاب الشهادات‪ ،‬باب ما جاء فيمن ال تج وز ش هادته‪ ،‬س نن الترم ذي‬ ‫‪7‬‬
‫‪ ، 4/ 545‬وقال عنه غريب من هذا الوجه‪ ،‬وأخرجه اإلمام مالك في موطئه في كتاب األقضية باب ما جاء في‬
‫والظنين المتهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الشهادات‪ ،‬تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك‪ ،199 2/‬ومعنى ِغمر حقد‪،‬‬
‫‪171‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 268‬التهذيب في فقه الشافعي‪8/ 225.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪272‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 268‬منح الجليل‪ ،8/ 396‬كشاف القناع‪6/ 426.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪373‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 268‬حاشية الدسوقي‪ ،6/ 68‬منار السبيل في شرح الدليل‪2/ 348.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪474‬شرح فتح القدير ‪ ،7/ 370‬بداي ة المجتهد‪ ،2/ 498‬المه ذب‪ ،2/ 425‬المغ ني‪ ،9/ 151‬كش اف القن اع‬ ‫‪7‬‬
‫‪ ،6/ 434‬المحلى‪ ،8/ 80‬وسائل اإلثبات للزحيلي ص‪157.‬‬
‫‪575‬سورة البقرة آية‪282.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪676‬مغني المحتاج ‪ ،4/ 588‬نهاية المحتاج‪ 8/ 311.‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،2/ 231‬كشاف القناع ‪6/ 434.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪777‬لسان العرب‪ ،3/ 1756‬المصباح المنير ‪ ،1/ 330‬المعجم الوسيط‪ ،1/ 402‬النهاية في غ ريب الح ديث‬ ‫‪7‬‬
‫واألثر‪،2/ 285‬‬
‫‪878‬أحكام القرآن للقرطبي‪ ،3/ 409‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪،5/ 180‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪979‬البحر الرائق ‪ ،8/ 264‬حاشية ابن عابدين‪ ،6/ 478‬مجلة األحكام العدلية المادة)‪701).‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪080‬الكافي في فقه أهل المدينة المالكي ص‪410.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪181‬نهاية المحتاج‪ ،4/ 234‬مغني المحتاج ‪ ،2/ 166‬حاشيتا قليوبي وعميرة‪ ،2/ 261‬المجموع‪،13/ 177‬‬ ‫‪8‬‬
‫جواهر العقود‪1/ 122.‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬
‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪59‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫‪282‬المغني‪ ،4/ 245‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،3/ 320‬الشرح الكبير مع المقنع واإلنص اف‪،12/ 362‬‬ ‫‪8‬‬
‫رؤوس المسائل الخالفية بين جمهور الفقهاء‪2/ 788.‬‬
‫‪383‬هذا التعريف للدكتور ياسين درادكه في تحقيقه لكتاب حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء‪ ،‬وأش ار إلى‬ ‫‪8‬‬
‫كتب المذاهب الفقهية األربعة‪.‬‬
‫‪484‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ 585‬الحديث أخرجه اإلمام البخاري في كتاب الرهن‪ ،‬باب الرهن عند اليهود وغيرهم‪ ،‬صحيح البخ اري‪187.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪3/‬‬
‫‪ 686‬الحديث أخرجه اإلمام البخاري في كتاب الرهن‪ ،‬باب في الرهن في الحضر‪ ،‬صحيح البخاري‪3/ 186.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪787‬المبسوط للسرخسي‪ ،21/ 114‬حاشية ابن عابدين‪ ،6/ 477‬المجموع ‪ ،13/ 177‬جواهر العقود‪،1/ 122‬‬ ‫‪8‬‬
‫المغني‪ ،4/ 245‬نيل األوطار‪5/ 352.‬‬
‫‪888‬الفقه المنهجي‪3/ 266.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪989 8‬االمغني‪ ،4/ 246‬الشرح الكبير مع المقنع واإلنصاف‪ ،12/ 363‬الفقه المنهجي‪3/‬‬
‫‪265.‬‬
‫‪090‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪191‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪292‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 135‬بداية المجتهد ‪ ،2/ 275‬المهذب ‪ ،1/ 403‬الحاوي الكبير‪ ،7/ 94‬رحمة األمة في‬ ‫‪9‬‬
‫اختالف األئمة ص‪ ،148‬الفقه المنهجي‪ ،3/ 264‬المغني ‪ ،4/ 245‬كشاف القناع‪ ،3/ 321‬الش رح الكب ير م ع‬
‫المقنع واإلنصاف‪ ،12/ 362‬رؤوس المسائل الخالفية بين جمهور الفقهاء‪2/ 788.‬‬
‫‪393‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 135‬بداية المجتهد ‪ ،2/ 275‬المجموع‪ ،13/ 178‬المغني‪ ،4/ 246‬نيل األوطار‪/ 352‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ،5‬تفسير آيات األحكام لزلط‪2/ 122.‬‬
‫‪494‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪595‬المحلى‪8/ 87.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪696‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪797‬الحديث أخرجه اإلمام البخاري في كتاب الشروط‪ ،‬باب الشروط في الوالء‪ ،‬صحيح البخاري‪3/ 250.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪898‬سورة البقرة آية‪282‬و‪283.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪999‬المحلى‪8/ 87.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪0100‬األم‪ ،3/ 139‬المجموع شرح المهذب ‪ ،13/ 178‬التفسير الكبير ‪ ،7/ 130‬أحكام القرآن للجصاص‪/ 258.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0101 1‬سورة البقرة آية‪283.‬‬
‫‪0102‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 137‬تحفة الفقهاء ‪ ،3/ 38‬المهذب‪ ،1/ 403‬مغني المحتاج‪ ،2/ 175‬المغني‪،4/ 247‬‬ ‫‪1‬‬
‫الروض المربع ص‪ ،191‬المقنع والشرح الكبير واإلنصاف‪ ،12/ 390‬المحرر في الفقه‪ ،1/ 335‬المحلى‪/ 88‬‬
‫‪ ،8‬رحمة األمة في اختالف األئمة ص‪ ،148‬رؤوس المسائل الخالفية بين جمهور الفقهاء‪2/ 789.‬‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪06‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬

‫‪0103‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 145‬مغني المحتاج ‪ ،2/ 175‬المجموع‪ ،13/ 184‬المغني‪ ،4/ 247‬المحلى‪،1/ 89‬‬ ‫‪1‬‬
‫أحكام القرآن للجصاص‪ ،2/ 259‬الفقه المنهجي‪3/ 274.‬‬
‫‪0104‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0105‬بداية المجتهد‪ ،2/ 274‬الذخيرة‪ ،8/ 100‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،3/ 410‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪5/ 207.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0106‬بداية المجتهد‪ ،2/ 274‬الذخيرة‪ ،8/ 100‬المغني‪ ،4/ 364‬أحكام القرآن للطبري ‪ ،3/ 265‬الجامع ألحكام‬ ‫‪1‬‬
‫القرآن‪ ،3/ 410‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪5/ 207‬و‪240.‬‬
‫‪0107‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0108‬سورة المائدة آية‪1.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 0109‬الحديث أخرجه اإلمام البخاري تعليقا في كتاب اإلجارة باب أجر السمسرة‪ ،‬عمدة القاري‪12/ 94.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1110‬تحفة الفقهاء‪ ،3/ 42‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 153‬أحك ام الق رآن للجص اص‪2/ 259‬و‪ ،271‬مغ ني المحت اج‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ،2/ 172‬المهذب‪ ،1/ 405‬المغني ‪ ،4/ 303‬التفسير الكبير‪ ،7/ 121‬أحكام القرآن للط بري‪ ،1/ 264‬المجل ة‬
‫العدلية المادة))‪ ،729‬المعامالت المالية المعاصرة للزحيلي ص‪86.‬‬
‫‪1111‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،3/ 410‬المجموع شرح المهذب ‪ ،13/ 192‬الحاوي الكبير‪7/‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 301..‬المغني‪4/ 304.‬‬
‫‪1112‬سورة البقرة آية‪283.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1113‬المحلى‪8/ 100.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1114‬المحلى‪8/ 100.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1115‬سورة األنعام آية‪164.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1116‬جزء من حديث أخرج اإلمام البخاري في صحيحه في كتاب الحج باب الخطبة أيام منى‪ ،‬جامع األص ول‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1/ 263‬‬
‫‪1117‬سورة المائدة آية‪1.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1118‬الذخيرة‪ ،8/ 120‬نهاية المحتاج ‪ ،4/ 276‬المغني‪ ،4/ 303‬المقنع والشرح الكبير واإلنصاف‪12/ 445.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1119‬تحفة الفقهاء‪ ،3/ 42‬بداية المجتهد‪ ،2/ 275‬مواهب الجليل‪5/ 22.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2120‬بداية المجتهد‪ ،2/ 307‬مواهب الجليل‪ ،5/ 23‬مغني المحتاج‪ ،2/ 172‬المغني‪4/ 303.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2121‬تحفة الفقهاء‪3/ 42‬و‪ ،43‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪2/ 204.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2122‬تحفة الفقهاء‪3/ 43.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2123‬بدائع الصنائع‪ ،6/ 152‬بداية المجتهد‪ ،2/ 307‬المهذب‪ ،1/ 406‬كفاية األخيار‪ ،1/ 265‬المحرر في الفقه‬ ‫‪1‬‬
‫‪،1/ 337‬‬
‫‪2124‬منار السبيل في شرح الدليل‪1/ 273.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2125‬لسان العرب‪ ،5/ 3905‬المصباح المنير‪ ،2/ 736‬المعجم الوس يط‪ ،2/ 828‬النهاي ة في غ ريب الح ديث‬ ‫‪1‬‬
‫واألثر‪4/ 192.‬‬
‫‪2126‬سورة آل عمران آية‪37 .‬‬ ‫‪1‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬
‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪61‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫‪2127‬المبسوط للسرخسي‪ ،19/ 160‬ش رح فتح الق دير‪ ،7/ 163‬حاش ية ابن عاب دين‪ ،7/ 553‬البح ر الرائق‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ،6/ 221‬المجلة مادة ‪(612).‬‬
‫‪2128‬حاشية الدسوقي‪ ،4/ 537‬منح الجليل‪ ،6/ 198‬مغني المحتاج‪ ،2/ 269‬حاشيتا قليوبي وعميره‪،2/ 323‬‬ ‫‪1‬‬
‫المغني‪ ،4/ 399‬كشاف القناع‪3/ 362.‬‬
‫‪2129‬الذخيرة‪ ،9/ 189‬بداية المجتهد‪ ،2/ 295‬مغني المحتاج‪ ،2/ 269‬المغني ‪ ،4/ 400‬المحلى‪8/ 111.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3130‬المبسوط للسرخسي‪ ،19/ 162‬تحفة الفقهاء ‪ ،3/ 238‬بداي ة المجتهد‪ ،2/ 295‬مغ ني المحت اج‪،2/ 276‬‬ ‫‪1‬‬
‫المغني‪ ،4/ 415‬الفقه المنهجي‪ ،3/ 295‬المجلة العدلية المادة ‪(613‬و)‪ ،614‬ومعظم الفقهاء أطلقوا على الكفالة‬
‫بالمال الضمان‪ ،‬منهم ابن ضويان منار السبيل‪1/ 2275‬و‪ ،277‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪34/ 288.‬‬
‫‪3131 1‬سورة يوسف آية‪72.‬‬
‫‪3132 1‬المبسوط للسرخسي‪ ،19/ 161‬شرح العناية على الهداية ‪ ،7/ 182‬الذخيرة‪9/ 191.‬‬
‫‪3133‬الحديث أخرجه اإلمام أب و داود في كت اب ال بيوع واإلج ارات‪ ،‬ب اب في تض مين العاري ة‪ ،‬س نن أبي داود‬ ‫‪1‬‬
‫بشرح الخطابي‪ ،3/ 825‬واإلمام الترمذي في كتاب البيوع‪ ،‬باب ما جاء في أن العارية مؤداة‪ ،‬وقال عنه حديث‬
‫حسن غريب‪ ،‬سنن الترمذي‪3/ 556.‬‬
‫‪3134‬الحديث أخرجه اإلمام البخاري في كت اب الح واالت‪ ،‬ب اب إن أح ال دين الميت على رجل ج از‪ ،‬ص حيح‬ ‫‪1‬‬
‫البخاري‪3/ 124.‬‬
‫‪3135‬بداية المجتهد‪ ،2/ 295‬الذخيرة‪ ،9/ 191‬جواهر العقود‪ ،1/ 146‬المغني‪ ،4/ 400‬منار السبيل‪،1/ 275‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،5/ 131‬الفقه المنهجي‪3/ 294.‬‬
‫‪3136 1‬الذخيرة‪9/ 191.‬‬
‫‪3137 1‬الفقه المنهجي‪3/ 294.‬‬
‫‪3138‬المبسوط للسرخسي‪ ، ، 13/ 39‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير ‪ ،3/ 102‬روضة الطالبين‪،3/ 276‬‬ ‫‪1‬‬
‫المجموع شرح المهذب ‪ ،13/ 164‬كشاف القناع ‪ ،3/ 316‬اإلقناع لطالب اإلنتفاع ‪ ،2/ 306‬الق رض المص رفي‬
‫ص‪234.‬‬
‫‪3139‬الحديث أخرجه اإلمام البخاري في صحيحه في كتاب الكفالة‪ ،‬ب اب الكفال ة في الق رض وال ديون باألب دان‬ ‫‪1‬‬
‫وغيرها‪ ،‬فتح الباري‪4/ 548.‬‬
‫‪4140 1‬المرجع السابق‪4/ 551.‬‬
‫‪4141 1‬المحلى‪119. ،8/ 77‬‬
‫‪4142 1‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪4143 1‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪4144 1‬سورة المائدة آية‪48.‬‬
‫‪4145 1‬البحر الرائق‪ ،6/ 342‬بداية المجتهد‪ ،2/ 297‬حاشيتا قليوبي وعميرة‪ ،2/ 331‬المغني‪4/‬‬
‫‪ ،408‬كشاف القناع‪ ،3/ 365‬المحرر في الفقه‪ ،1/ 339‬المحلى‪8/ 111.‬‬
‫‪4146‬بداي ة المجتهد‪ ،2/ 296‬بحث اآلث ار المترتب ة على الكفال ة المالي ة ض من كت اب بح وث فقهية في قض ايا‬ ‫‪1‬‬
‫اقتصادية معاصرة للدكتور ماجد أبو رخية ص‪427.‬‬
‫‪ 4147 1‬المبسوط للسرخسي‪ ،20/ 28‬حاشية ابن عابدين‪ ،7/ 553‬مجمع الضمانات ص‪،477‬‬
‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪26‬‬
‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫د‪ .‬سامي محمد نمر أبو عرجه ) ) ‪33-66‬‬

‫بداية المجتهد‪ ،2/ 296‬منح الجليل‪ ،6/ 218‬حواشي الشرواني وابن قاسم على تحفة المحت اج‪،5/ 271‬‬
‫المغني‪4/ 399‬و‪ ،409‬كش اف القن اع‪ ،3/ 365‬المحلى‪ ،8/ 111‬الفق ه اإلس المي وأدلته‪ ،5/ 149‬الفق ه‬
‫المنهجي‪3/ 308.‬‬
‫‪4148‬بداية المجتهد‪ ،2/ 296‬الكافي في فقه اإلمام مالك ص ‪ ،399‬منح الجليل شرح على مختصر خليل‪/ 218‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ،6‬حاشية الدسوقي‪4/ 549.‬‬
‫‪4149‬كفاية األخيار‪1/ 267.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5150‬المحلى‪8/ 111.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5151‬المجلة العدلية المادة‪ ،662‬بدائع الص نائع‪ ،6/ 11‬مجم ع الض مانات ص‪ ،484‬مغ ني المحت اج‪،2/ 283‬‬ ‫‪1‬‬
‫منار السبيل‪ ،1/ 277‬الفقه المنهجي‪3/ 308.‬‬
‫‪5152‬حاش ية ابن عاب دين‪ ،7/ 599‬بداي ة المجتهد‪ ،2/ 298‬الك افي في فق ه اإلم ام مال ك ص‪ ،399‬حواش ي‬ ‫‪1‬‬
‫الشرواني وابن قاسم على تحفة المحتاج‪ ،5/ 273‬الفقه المنهجي‪ ،3/ 308‬المغني ‪ ،4/ 411‬كشاف القناع‪3/ 370‬‬
‫وما بعدها‪ ،‬نيل المآرب‪ ،1/ 282‬المحرر في الفقه‪1/ 340.‬‬
‫‪5153‬المعامالت المالية المعاصرة للزحيلي ص‪ ،124‬طبعة دار الفكر المعاصر لبنان‪ ،‬ودار الفكر س وريا س نة‬ ‫‪1‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪5154‬موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة واالقتصاد اإلسالمي ص‪641.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5155‬المرجع السابق ص‪656.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5156‬الفق ه اإلس المي وأدلته‪ ،9/ 360‬الرب ا والمعام الت المص رفية في نظ ر الش ريعة اإلس المية ص‪398‬وم ا‬ ‫‪1‬‬
‫بعدها‪ ،‬واألوراق التجارية المعاصرة ص‪ ،94‬المصارف اإلسالمية بين النظرية والتط بيق ص‪ 405‬وم ا بع دها‪،‬‬
‫الكفالة في ضوء الشريعة اإلسالمية ص‪ ،159‬نظرية الضمان الشخصي)الكفالة( ص‪ 581‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪5157‬المغني ‪ ،5/ 68‬المعامالت المالية المعاصرة للزحيلي ص‪89.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5158‬حاشية ابن عابدين‪ ،4/ 170‬بحث بعنوان عقد الكفالة وتطبيقاته الحديثة ص‪185.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5159‬نظام التأمين اإلسالمي ص‪ ،84‬و‪ ،321‬عقد الكفالة وتطبيقات ه المعاص رة ص‪ ،178‬الت أمين على ال ديون‬ ‫‪1‬‬
‫في الفقه اإلسالمي ص‪10.‬‬
‫‪6160‬الخطر والتأمين ص‪ ،43‬الربا والمعامالت المصرفية المعاصرة ص‪،407‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪6161‬منهم المج امع الفقهي ة الم ذكورة‪ ،‬والفت اوى الش رعية‪ ،‬يس الونك ‪ ،13/ 186‬موس وعة القض ايا الفقهي ة‬ ‫‪1‬‬
‫العاصرة واالقتصاد اإلسالمي ص‪ ،379‬وبحوث في قضايا اقتصادية معاصرة‪ ،12 1/‬فت اوى ش رعية الجامع ة‬
‫اإلسالمية بغزة ص‪ ،66‬نظام التأمين اإلسالمي ص‪ ،320‬المعامالت المالية المعاصرة للزحيلي ص‪127.‬‬
‫‪6162‬منهم مص طفى الزرق ا‪ ،‬بح وث فقهي ة من الهن د ص‪ ،74‬وفت اوى مص طفى الزرقا ص‪404‬وم ا بع دها‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫ورفيق المصري‪ ،‬الخطر والتأمين ص‪ ،42‬وص‪104.‬‬
‫‪6163‬نظام الت أمين ص‪ ،42‬و‪ ،321‬الت أمين التع اوني وتطبيقات ه في ش ركة الت أمين اإلس المية ص‪ ،95‬الخط ر‬ ‫‪1‬‬
‫والتأمين ص‪ ،34‬و‪ ،42‬بحوث فقهية في قض ايا اقتص ادية معاص رة‪ ،13 1/‬الرب ا والمعام الت المعاص رة ص‬
‫‪ ،405‬المعامالت المالية المعاصرة للزحيلي ص‪128.‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬
‫‪9‬‬ ‫المجلد ‪63‬‬ ‫للعلوم الشرعية والقانونية‬
‫وسائل توثيق القرض في الفقه اإلسالمي ) ) ‪33-66‬‬
‫‪6164‬قرارات المج امع الفقهي ة والفت اوى الش رعية س ابقة ال ذكر في حكم الت أمين التج اري‪ ،‬الربا والمعام الت‬ ‫‪1‬‬
‫المصرفية ص‪ ،406‬الخطر والتأمين ص‪ ،52‬و‪ ،86‬وبحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة‪1/ 13.‬‬
‫‪6165‬نظام التأمين ص‪ ،42‬منهم عيسى عبده وسليمان بن ثنيان‪ ،‬نظام التأمين اإلس المي ص‪ 333‬إلى ص‪،362‬‬ ‫‪1‬‬
‫وص‪ ،402‬الخطر والتأمين ص‪97.‬‬
‫‪6166 1‬بحث التأمين على الديون في الفقه اإلسالمي تعريفه ـ مشروعيته ـ أحكامه ص‪16‬إلى‬
‫‪ ،19‬بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة‪2/ 854.‬‬

‫مجلة‬ ‫ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ ،‬أكتوبر ‪ 2012‬م‬ ‫‪46‬‬


‫المجلد ‪9‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‬
) 66-33 ( ‫د‬. ‫هجرع وبأ رمن دمحم يماس‬
Documenting Loans in Islamic Fiqh

Dr. Sami Abu Arja


Faculty of Sharia - Al-Azhar University
Gaza - Palestine

Abstract
This research dealt with the means of documenting loans in Islamic juris-
prudence. The researcher in the first section defined the loan
linguistically and idiomatically, and talked about the evidence of its
legitimacy, and the wisdom of its legislation. In the second section, the
researcher showed the means of documenting the loan in Islamic
jurisprudence, which can be documented in writing, witnessing,
mortgage, and warranty (guar-antee). In the third section, the researcher
showed a number of contem-porary models for documenting the loan
which are, documentation by a letter of credit, documentary credit, and
documenting the loan by insur-ance. Finally, the conclusion which
included the most important results and recommedationss are presented.

65 9 ‫دلجمال‬ ‫ةينوناقالو ةيعرشال مولعلل ةقراشال ةعماج ةلجم‬ 1433‫ ـه‬، ‫ ربوتكأ‬2012 ‫م‬
‫ةجحال وذ‬

You might also like