You are on page 1of 24

‫قسم اإلنجليزية ‪:‬‬

‫محاضرات مقياس ‪:‬سوسيولوجي ‪ -sociology‬السداسي الثاني‪.‬‬


‫السنة األولى ليسانس‬
‫األستاذ‪ :‬زيبوش ياسين مع التنسيق مع مجموعة أساتذة السوسيولوجيا في القسم‪.‬‬
‫جميع األفواج‬
‫المحاضرات اآلتية ‪:‬‬
‫‪-1‬العولمة ‪:globalization :‬‬
‫‪-2‬العالقات بين الحضارات و المجتمعات‬
‫‪ -3‬التنشئة اإلجتماعية ‪association:‬‬
‫‪ -4‬الطبقات االجتماعية ‪social class:‬‬
‫‪, -5‬وسائل اإلعالم و اإلتصال ‪:‬‬
‫‪ -6‬الجريمة ‪Crime: :‬‬
‫المحاضرة األولى العولمة ‪:globalization :‬‬
‫الخلفية التاريخية للعولمة ‪:‬‬
‫المصطلح ‪:‬‬
‫العولمة المصطلح ‪ mondialisation‬من الكلمة ‪ monde‬مستمدة من الكلمة الالتينية ‪mundus‬‬
‫والتي تعني ‪ ،univers.‬و ‪ globe‬من الكلمة الالتينية ‪ globus‬وتعني تعميم الشيء‪.‬‬
‫تعريفها ‪:‬‬
‫يعرفها مالكوم واترز‪ :‬مؤلف كتاب العولمة بأنها " المستجدات و التطورات التي تسعى بقصد أو بدون‬
‫قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد‪.‬‬
‫‪ Globalization‬فهي تعني ‪ :‬تعميم الشيء و توسيع دائرته ليشمل الكل أي" جعل العالم عالما واحدا"‪.‬‬
‫أول من قام بوضع المبادئ االولى للعولمة هو األمريكي تشارلز تيز راسل ‪charles taze russell‬‬
‫الذي أصبح قسا بعد أن كان رأسماليا و صاحب شركات‪ ،‬كما انه يعد أول من توصل إلى مصطلح "‬
‫الشركات العمالقة"في عام ‪.1897‬‬
‫أستعمل المصطلح كذلك في الفرنسية ألول مرة من طرف بيار كوبيرتان ‪pierre de coubertin‬في‬
‫جريدة ‪le figaro‬عام ‪ 13‬ديسمبر ‪.1904‬‬
‫ثم ظهر في كتاب المؤرخ الجغرافي الفرنسي ‪ ، vincent copdepny‬نشر في كتاب ل بول أتريت‬
‫‪ paul otlet‬سنة ‪.1916‬ثم على يد "أرنولد فان جيني" ‪arnold von gennep ,1933‬‬
‫و ظهرت كذلك في كتاب الجغرافي ‪ le géographe laurent carroué‬لوران كارووي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫غي روشيه ‪ guy rocher‬الذي حاول تعريفها ‪ ،‬و على يد مارشال ماك لوهان ‪marshall Mc luhan‬‬
‫في مؤلفه ‪ "village Global‬كما يركز اإلسباني ‪ manuel castell’s‬على العوامل االقتصادية و‬
‫االجتماعية ‪ ،‬ويركز ‪ john urry‬على التغييرات اإلنسانية ‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الثقافية و السياسية‪...،‬إلخ‬
‫النشأة ‪:‬أسباب ظهور العولمة ‪:‬‬
‫العوامل اإلقتصادية ‪:‬‬
‫تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية ‪.‬‬
‫عوامل إنتاجية ‪ ،‬صناعية ‪ ،‬تجارية ومالية ‪:‬‬
‫‪-‬الثورة الصناعية و الثورة التكنولوجية‪.‬‬
‫‪-‬رؤوس األموال عن طريق تبلور اقتصاد مالي من خالل المؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪-‬زيادة الحركة التجارية وانتقال رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪-‬ظهور مؤسسات مالية عالمية نقدية كمنظمة التجارة العالمية ‪ wot‬وتطور التبادالت التجارية و النقدية‬
‫و المالية‪.‬‬
‫‪-‬تحسن وسائل النقل‪.‬‬
‫‪-‬تحسن وسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬شركات عابرة للقارات ‪ ،‬زيادة االعتماد على االقتصاد العالمي وليس على اقتصاد دولة بحد ذاتها‪،‬‬
‫مستويات مهارات عالية في العمالة و انخفاض في تكلفتها‪.‬‬
‫‪-‬زيادة الحركة الحرة لرأسمال و البضائع و الخدمات‪.‬‬
‫‪-‬سرعة نقل البضائع و األشخاص‪.‬‬
‫أدى هذا إلى تطور السوق المحلي و العالمي و انتشار نمط حياتي استهالكي‬
‫‪-‬بروز المجتمع االستهالكي‪.‬‬
‫مثال انتشار االستهالك و االقتصاد الصناعي و الخدمات على حساب االقتصاد الزراعي الطبيعي‬
‫العوامل السياسية ‪:‬‬
‫‪-‬تسابق الدول وصراعها حول مناطق النفوذ في العالم من خالل سياسة مأل الفراغ و االستعمار و الهيمنة‬
‫‪-‬الحربين العلميتين وما تمخض عنهم من منظمات عالمية كعصبة األمم واألمم المتحدة‪.‬‬
‫‪-‬الثنائية القطبية و ما سمي بعد الحرب العالمية الثانية بالحرب الباردة و الصراع اإليديولوجي بين اإلتحاد‬
‫السوفيتي و الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪-‬االحادية القطبية ومحاولة الهيمنة على العالم من خالل سياسة الهيمنة و الحروب اإلستباقية و الحصار‬
‫االقتصادي و المالي‪.‬‬
‫‪-‬مشاركة أكثر في الحياة السياسية وانتشار مفهوم الرأي العام و دور الشعوب في اإلنعتاق و اتخاذ زمام‬
‫المبادرة من خالل انتشار مفهوم المجتمع المدني و العقد االجتماعي‬
‫عوامل االتصال ‪:‬‬
‫‪-‬ثورة االتصال‬
‫‪ -‬الثورة التكنولوجية‬
‫‪-‬تطور وسائل االتصال من ظهور الطباعة إلى الوسائل السلكية كالتلغراف و الهاتف إلى الوسائل‬
‫الالسلكية و عن طريق األقمار الصناعية بعد غزو الفضاء إلى الوسائل الرقمية كالقنوات الفضائية إلى‬
‫الشبكات العنكبوتية من خالل الربط بواسطة الكومبيوتر و االنترنيت‬
‫‪-‬الثورة المعلوماتية بما يسمى االنفجار المعلوماتي وانتشار المعرفة و المعلومة‪.‬‬
‫‪-‬الثورة العلمية الثانية‬
‫‪-‬ظهور المجتمع المعلوماتي‪.‬‬
‫العوامل الثقافية ‪:‬‬
‫أدت هذه التغييرات إلى ثورة على القيم والعادات و األعراف وأدى إلى زوالها و اندثارها مثال‪ :‬انتشار‬
‫المدن وتوسعها على حساب الريف و القرى و البداوة ‪ ،‬انتشار فوبيا الخوف على االنتماء و الهوية‬
‫وجاذبية الحداثة و التجديد‪.‬‬
‫‪-‬مسألة األصالة و العصرنة‪.‬‬
‫‪-‬مسألة االنتماء و الهوية‪.‬‬
‫‪-‬مسألة التحديث و التجديد‪.‬‬
‫‪-‬بروز قيم‪ ،‬وعادات وأفعال اجتماعية و ثقافية وأدبية جديدة‪.‬‬
‫‪-‬الثورة ضد التقاليد و األعراف و القيم االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬ظهور أدب جديد يعتمد على وسائل االتصال من خالل السينما و قيم االنفتاح الجديدة‪ ،‬الترفيه و‬
‫تسويق إعالمي‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪-‬انتشار نمط حياتي ثقافي و اجتماعي حداثتي لقي جاذبية عند أغلب المجتمعات‪.‬‬
‫نتائجها ‪:‬‬
‫‪-‬زوال المفهوم الطبقي‪.‬‬
‫‪-‬استفادة الطبقة الرأسمالية المتحكمة في االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪-‬بروز المجتمع اإلستهالكي‪.‬‬
‫‪-‬انتشار المبدأ و اآللية الديمقراطية الغربية التي تشجع على التنوع و التعدد و الخصوصية و لكنها‬
‫المتناقضة مع ما أنتجته من عولمة أي نمط حياة شمولي‪ ،‬يرفض القيم و األفكار األخرى ويشجع على‬
‫منظومة أحادية الشكل و النموذج ‪.‬‬
‫إيجابيات العولمة ‪:‬‬
‫‪-‬انتشار العلم و المعرفة ‪ :‬انتشار المعرفة وانتشار العلوم ‪ ،‬انتشار البحث العلمي‪ ،‬صعوبة احتكار‬
‫المجال العلمي إال في بعض التخصصات‪.‬كالتخصصات التي تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة كغزو‬
‫الفضاء أو الطاقة‪،‬أو تخصصات عسكرية‪.‬‬
‫‪-‬أصبح مفهوم انتشار العلم يتخطى مفهوم االحتكار و بطريقة سريعة ومتفجرة " االنفجار المعرفي"‪.‬‬
‫‪-‬تطور اإلنسان و إرتقائه في بعض الجوانب اإلجتماعية و الثقافية‪.‬‬
‫سلبياتها ‪:‬‬
‫‪-‬التبعية اإلقتصادية و التحول إلى مجتمع إستهالكي أكثر‪.‬‬
‫‪-‬هيمنة الثقافة االمريكية و الغربية بصفة عامة‪.‬‬
‫‪-‬طمس هوية الشعوب ومجتمعات العالم وخصوصا الدول النامية و الدول الفقيرة و المتخلفة‪.‬‬
‫‪-‬لم تعد لديها القدرة على االستقاللية بخصوصياتها و أفكارها وتقاليدها الخاصة بها‪.‬‬
‫‪-‬تسببت العولمة في تشويه ثقافة الشعوب الضعيفة‪.‬‬
‫‪-‬تحطيم و تقليص جاذبية و فاعلية قيم الشعوب األخرى كالدين‪ ،‬األخالق‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية ‪:‬العالقات بين الحضارات و المجتمعات ‪:‬‬
‫‪/1‬تعاريف الحضارة ‪:‬‬
‫يقول ول ديورنت ‪ ":‬إنها نظام إجتماعي يعين االنسان على الزيادة في انتاجه الثقافي‪...‬وهي تبدأ حيث‬
‫ينتهي اإلضطراب و القلق‪،‬ألنه إذا ما امن اإلنسان من الخوف‪ ،‬تحررت في نفسه دوافع التطلع‪،‬‬
‫وعوامالإلبداع واإلنشاء"‬
‫ويقول جورج باستيد ‪ ":‬الحضارة هي التدخل االنساني االيجابي‪ ،‬لمواجهة ضرورات الطبيعة‪ ،‬تجاوبا مع‬
‫إرادة التمرد في اإلنسان‪ ،‬وتحقيقا لمزيد من اليسر في إرضاء حاجاته وإلنقاص العناء البشري‪.‬‬
‫ويقول تايلر‪ ":‬إنها ذلك الكيان المعقد الذي يضم المعرفة والمعتقدات ‪ ،‬و الفنون واالداب والقوانين‬
‫والعادات وجميع القدرات والتقاليد االخرى التي يكسبها اإلنسانبصفته عضوا في المجتمع ‪".‬‬
‫و يعتقد محمد حسين هيكل ومحمد عزيز الحبابى ‪" :‬أن العالم تسوده حضارة واحدة‪ ،‬ساهم فيها الكل‬
‫وهي ملك للكل‪".‬‬
‫وثمة إجماع في القواميس و المعاجم على أن الحضارة جملة الظواهر اإلجتماعية ذات الطابع المادي و‬
‫العلمي و الفني والتقني‪ ،‬الموجودة في المجتمع‪ ،‬والتي تمثل مرحلة راقية في تطور اإلنسان ‪.‬‬
‫‪/2‬مفاهيم الحضارة ومفهومها ومكونها ‪:‬‬
‫الحضارة ‪:‬هي كل ما أبدعه اإلنسان ‪::‬إشعال النار ‪ ،‬الزراعة ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬التصنيع ‪ ،‬المحركات ‪ ،‬تجزئة‬
‫الذرة ‪،‬غزو الفضاء ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫الحضارة ‪:‬هي كل تغيير واع لموضوعه‪ ،‬وهادف أحدثه اإلنسان في الحيز الطبيعي ‪.‬‬
‫الحضارة ‪:‬هي التمدن‪ ،‬والتمدن هو أنسنة لما هو متوحش وبري خشن ‪.‬‬
‫ولذلك نجد في تعريف الحضارة عشرات التعاريف وتختلط أحيانا بعض المصطلحات مع مصطلح‬
‫الحضارة‪ ،‬كالثقافة و المدنية‪.‬‬
‫الحضارة لغة ‪:‬هي اإلقامة في الحضر أي المدن ‪.‬إصطالحا يعود أصلها الغربي إلى المدينة‪ ،‬وهنا يطابق‬
‫االصل العربي (الحاضرة) بمعنى المدينة ‪ ،‬والمتحضر ساكن الحاضرة‪ ،‬وشاع عند العرب أن سكان‬
‫الحواضر في مقابل أهل البادية ‪.‬‬
‫في المعاجم اللغوي ة الحديثة ‪:‬الحضارة هي الرقي العلمي و الفني و االدبي واإلجتماعي واإلقتصادي في‬
‫الحضر‪ .‬وبعبارة أخرى أكثر شموال هي ‪ :‬الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافة والفكر وكل ماهو مادي‬
‫ومعنوي‪.‬‬
‫‪/3‬إشكالية المصطلحات المتعلقة بالحضارة و عالقتها بالمجتمع ‪:‬‬
‫ألفاظ مثل الحضارة و المدنية و الثقافة كلمات شائعة كثي ار ما تتردد في كتابات المفكرين و المؤرخين‬
‫والفالسفة و علماء اإلجتماع وتتردد هذه الكلمات بوعي وبغير وعي أيضا‪ ،‬وقد جاءت كلمة الحضارة من‬
‫العيش في الحاضر‪ ،‬وعرف إبن خلدون الحضارة فقال " هي نمط من الحياة المستقرة ينشئء القرى‬
‫واالمصار ‪ ،‬ويضفي على حياة أصحابه فنونا منتظمة العيش والعمل‪".‬‬
‫أما المدنية فهي الجانب المادي من مظاهر الحضارة‪ ،‬وهي ما أنتجه العقل اإلنساني من مخترعات‬
‫متطورة‪.‬و الثقافة هي الجانب المعنوي من مظاهر الحياة وتعني ‪ :‬العلم والمعرفة و االداب والفنون‪.‬‬
‫نجد في علم اإلنسان ( االنثروبولوجيا ) حيث أبرز االنثروبولوجي تايلور سنة ‪ 1871‬أن " الثقافة كل‬
‫مركب يشمل المعرفة و العقيدة و الفن و االخالق والقانون والعادات االجتماعية‪ ،‬وكل القدرات االخرى‬
‫التي يكتبها االنسان بإعتباره عضوا في جماعة‪".‬‬
‫وأشار االمريكي االنثروبولوجي كاليد كالكهون‪ :‬أن الحضارة تعني النتاج التاريخي لتنظيم المعيشة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل مشاركة الجماعة‪".‬‬
‫إن كلمة ‪ culture‬ترجع في أصلها إلى الفعل الالتيني ‪ colère‬والذي يعني فعل الزراعة أو التمجيد أو‬
‫التعظيم ومن االستعماالت القديمة للكلمة في الالتينية استعمالها في الدرس والتحصيل العلمي‪.‬‬
‫‪civilisation‬فقد انحدرت من كلمة ‪civis‬الالتينية والتي تدل على المواطن المدني وهي ما‬ ‫أما كلمة‬
‫تتميز به طبقة علية القوم في التقاليد الرومانية‪.‬‬
‫لقد كان العلماء األلمان خاصة في العهد الروماني يذهبون إلى أن الحضارة هي صورة التعبير عن الروح‬
‫العميقة للمجتمع ‪ .‬وان مظاهر التقدم التكنولوجي واآللي هي المدنية ‪.civilization‬‬
‫أما المدرسة االنجلوساكسونية فلم تكد تفرق بين المعنيين ‪ ،‬على أن هناك بعضا من علمائها مثل ماكيفر‬
‫‪ Makever‬صاحب كتاب المجتمع يفصل بين الحضارة والمدنية في عبارة واضحة قائال " إن الحضارة‬
‫هي ما نحن ‪،‬أما المدنية فهي ما نستعمل‪ .‬والحضارة تتمثل في الفنون واآلداب و الديانات واألخالقية بينما‬
‫تتمثل المدنية في السياسة واالقتصاد والتكنولوجيا" ويسير في هذا االتجاه من المدرسة " أودوم‬
‫‪ ، H.W.Odum‬فيعرف المدنية بأنها نمو متخصص للمجتمع يتميز عن الحضارات القديمة أو عن‬
‫مجموعة الحضارات ومعنى هذا أن كل مدنية هي حضارة وليست كل حضارة مدنية "‪.‬‬
‫‪ /4‬مظاهر الحضارة ‪:‬‬
‫الحضارة ظاهرة إنسانية واجتماعية ‪ ،‬بفضل هبة العقل ‪ ،‬كل أجناس البشر متحضرة والفرق بينها في‬
‫المستويات وهذا ناتج عن الظروف المواتية لقيام الحضارة و تطورها‪ ،‬واستطاع اإلنسان بفضل إكتشافاته‬
‫أن يدخل ميدان الحضارة وعلى سبيل المثال ‪:‬اكتشاف الزراعة والتحول من مجتمع الصيد إلى المجتمع‬
‫الز ارعي ‪ ،‬من طور جمع الغذاء إلى طور زراعته وإنتاجه‪ ،‬واصطلح العلماء على تسمية اإلنسان االول‬
‫بإنسان العصر الحجري القديم و اختبأ في الكهوف ومغار األرض أحيانا أخرى وأتخذ من حجر الصوان‬
‫سالحا بعد صقله ‪،‬كما اتخذ له من عظام الحيوانات و قرونها أدوات وأسلحة وعرف النقش والحفر والرسم‬
‫‪،‬كما توصل إلى إفراغ بعض األدوات في قولب وأشكال معينة‪.‬وفي مطلع العصر الحجري الحديث صار‬
‫اإلنسان راعيا وتمكن من تدجين بعض الحيوانات وأقبل على األرض يحرثها و يستنبتها واخذ في بناء‬
‫األكواخ والمنازل وخاط مالبسه من صوف الحيوانات ومن بعض األلياف النباتية مستبدال بها جلود‬
‫الحيوانات‪ .‬ثم تعلم استخدام خامات النحاس والذهب والقصدير وخلط بينها الصطناع البرونز وبعد ذلك‬
‫عرف ترويض الحصان والعجلة وانتقل بعدها إلى العصر الحديدي األول‪.‬‬
‫‪ /5‬مراحل تطور الحضارة ‪:‬‬
‫يرى نيكوالي دانيلفسكي أن الحضارة اإلنسانية تمر بثالث مراحل ‪:‬‬
‫‪ /1‬المراحل القديمة ‪ :‬المرحلة "الشعوبية" وتكون الشعوب خالل هذه المرحلة في حالة ركود تام ال تقدم‬
‫للبشر شيئا‪.‬‬
‫‪ /2‬المرحلة المتوسطة ‪ :‬مرحلة الخروج من الركود ويبدأ فيها اإلنتاج و العطاء‪.‬‬
‫‪/3‬مرحلة الحضارة‪ :‬وهي مرحلة يكتمل فيها نضج الشعوب فتصل إلى ذروة اإلنتاج و العطاء على‬
‫الصعيدين الفردي والجماعي‪.‬‬
‫ويرى شبنجلر في كتابه "انهيار الغرب" أن الحضارات تمر في أربعة مراحل هي‬
‫‪/1‬المرحلة االبتدائية ‪ :‬مرحلة ال تاريخ لها‪.‬‬
‫‪/2‬مرحلة الثقافة المبكرة‪ :‬مرحلة ساد فيها النظام اإلقطاعي حيث المجتمع الزراعي الذي حتم نشوء‬
‫الصراعات وحلت المدن و الدول االرستقراطية (الملكية)‬
‫‪/3‬مرحلة الثقافة المتأخرة ‪ :‬ازدهار المدن ونشأة الطبقة البرجوازية‪،‬وتبدأ في كنفها مرحلة اإلنتاج والعطاء‬
‫في شتى المجاالت و خاصة الفكر و الفن والموسيقى‪ ،‬وفي هذه المرحلة يتحول االقتصاد من اقتصاد‬
‫إقطاعي إلى اقتصاد رأسمالي صناعي و فقد الريف مصلحته لصالح المدينة‪.‬‬
‫‪/4‬مرحلة الحضارة ‪ :‬قيام الدولة الكبرى التي تمتد سيطرتها على العالم المتحضر‪.‬‬
‫أما الفيلسوف أرنولد توينبي فيرى أن نشوء الحضارة يعزى إلى تفوق جنس بشري معين أو إلى ظروف‬
‫جغرافية مالئمة أو غير مالئمة فرضت التحدي على الجنس البشري‪.‬‬
‫‪/6‬عوامل ظهور الحضارة ‪:‬‬
‫الحضارة هي نتاج عوامل وشروط متداخلة من الظروف الطبيعية والبشرية المادية والمعنوية والروحية‬
‫االقتصادية والفكرية واالجتماعية و السياسية‪.‬‬
‫‪/1‬عامل التحدي‪ :‬تقول نظرية توينبي أن تقدم الحضارة كان نتيجة رد فعل التحدي في الظروف الصعبة‬
‫‪".‬كلما عظم التحدي إشتد الحافز‪".‬‬
‫‪ /2‬العوامل الطبيعية والبيئية و الجيولوجية ‪ :‬كاحواض االنهار واوديتها الخصبة‪ ،‬خصبة التربة ‪،‬توفر‬
‫الثروات الباطنية‪...‬الخ‪ .‬ويرى توينبي أن العصر الجليدي أعاق تقدم الحضارة‪.‬‬
‫‪/3‬العوامل اإلقتصادية ‪ :‬تغيير نمط االنتاج اإلقتصادي من نمط الصيد و الجمع إلى النمط الزراعي‬
‫وسواء نمط االنتاج الخاص باالكتفاء الذاتي أو العبوردي أو االقطاعي ‪،‬نمط االنتاج التجاري ونمط‬
‫االنتاج الصناعي و نمط االنتاج المعرفي‪.‬‬
‫‪/4‬العوامل الفكرية والروحية والنفسية ‪ :‬االفكار والعلوم والفلسفات والديانات والعمران‪...‬إلخ‬
‫‪/5‬العامل االجتماعي اإلقتصادي‪ :‬االنسان إجتماعي بطبعه هكذا يقول العالمة إبن خلدون من العمران‬
‫البدوي إلى العمران الحضري ومن القبيلة إلى المدنية والحضارة وبناء التنظيمات اإلجتماعية والسياسية‬
‫وكانت الشرائع والقوانين من أجل تنظيم الحياة اإلجتماعية واالنسانية ‪ ،‬اإلستقرار واالمن عوامل سياسية‬
‫أساسية لقيام الحضارة‪.‬‬
‫‪/7‬مظاهر اسباب زوال الحضارة وتدهورها ‪:‬‬
‫‪/1‬غياب الدافع ‪ :‬يرى شبنجلر أنه ولدى بلوغ الحضارة شكلها النهائي يختفي روح الخلق و االبتكار‬
‫وينصرف الناس إلى االهتمامات المادية حيث يكون هذا بداية انحالل وانهيار الحضارة أما أرنولد توينبي‬
‫فيشير ان لب التدهور هو الفشل المطرد في الرد على التحدي الخارجي ‪ ،‬فإذا ما ضعفت القوة الخالقة‬
‫والت ي تتمثل عادة في األقلية الموجهة التي تقود المجتمع فإن هذه األقلية تفقد جاذبيتها و تأثيرها على‬
‫الجماهير ومن ثمة فإما أن تتحول إلى سلطة تعسفية أو السلطة مقلدة غير مبتكرة وعلى كال الحالتين فإن‬
‫الجماهير تتخلى عن تلك األقلية وتأخذ موقفا معاديا لها مما يؤدي إلى فجوة وثغرة في الوضع االجتماعي‬
‫واالقتصادي والسياسي ويحدث تصدع في الوحدة االجتماعية‬
‫‪/2‬الضعف على مستوى شبكة العالقات اإلجتماعية أو فقدان الوعي الجمعي عند مالك بن نبي وعند‬
‫إميل دوركايم الضمير الجمعي أو ضعفه و التحول إلى تحقيق الذات بشتى الوسائل حتى ولو كانت‬
‫فاسدة‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة ‪:‬التنشئة اإلجتماعية ‪association:‬‬
‫‪-‬ما هي التنشئة االجتماعية ؟‬
‫تعريف التنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫•التنشئة االجتماعية هي عملية تطبيع اجتماعي فمن خاللها يتم إكساب الفرد مفاهيم جديدة من خالل‬
‫تواجده في بيئة يؤثر ويتأثر بها‪.‬‬
‫النظر عن اختالف تعريفات التنشئة االجتماعية ‪-‬التي َح ِظ َي ْت باهتما ٍم كبير من طرف ُمختلف‬
‫ِبغض ّ‬
‫مجاالت المعرفة (علم النفس‪ ،‬االنثربولوجيا‪ ،‬علم االجتماع…)‪ -‬فهي تتفق حول الهدف األساسي منها‪،‬‬
‫وهو تشكيل الكائن البيولوجي وتحويله إلى كائن اجتماعي‪.‬‬
‫هي عملية‪ ،‬تساهم فيها أطراف عديدة‪ ،‬كاألسرة والمدرسة…‪ ،‬وتتأثر بعوامل عديدة أيضا (اقتصادية‪،‬‬
‫الحكم الخلقي (القيم والمعايير والتماثالت‬
‫ثقافية‪ ،‬فيزيزلوجية…) يكتسب األفراد من خاللها الضبط الذاتي و ُ‬
‫االجتماعية واالتجاهات وأنماط السلوك …) الالزمين لهم حتى يصبحوا أعضاء راشدين مسؤولين في‬
‫مجتمعهم‪.‬‬
‫جدير بالذكر أيضا أنها صيرورة‪ ،‬تقوم على التفاعل االجتماعي‪ ،‬مستمرة ومتغيرة على امتداد الحياة و‬
‫مختلف مراحل النمو طفولة‪ ،‬مراهقة‪ُ ،‬رشد‪ ،‬شيخوخة‪.‬‬
‫ولعل تعريف إميل دوركايم للتنشئة االجتماعية يبقى التعريف األبسط واألشمل حيث يقول‪“ :‬أنها عملية‬
‫استبدال الجانب البيولوجي بأبعا ٍد اجتماعية وثقافية‪ ،‬تصبح هي الموجهات األساسية لسلوك الفرد داخل‬
‫مجتمعه‪”.‬‬
‫‪ -2‬أهمية التنشئة االجتماعية ووظائفها‪:‬‬
‫بالرجوع إلى أهمية التنشئة االجتماعية ووظائفها‪ ،‬نجد أنه من الممكن تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬التكيف ‪ :‬وهي عملية تكيف الفرد‪/‬الطفل وانسجامه مع محيطه ووسطه االجتماعي‪ ،‬سواء في األسرة أو‬
‫في المدرسة أو مع جماعة الرفاق واألقران…‬
‫‪-‬اكتساب المرء إنسانيته وصفات مجتمعه ‪ :‬يتعلم اإلنسان اللغة وأنماط السلوك والتقاليد والقيم والعادات‬
‫السائدة في مجتمعه‪ ،‬ويتعايش وثقاف َة مجتمعه‪ ،‬فيتحول إلى كائن اجتماعي‪ .‬و تعتبر التنشئة االجتماعية‬
‫آلية رسوخها ونقلها من جيل إلى آخر‪.‬‬
‫المتوقع من أي فرد يشغل‬
‫‪-‬تحقيق التطبيع االجتماعي ‪:‬يتجلى التطبيع االجتماعي في نمط السلوك ُ‬
‫عادات وقيم وسلوكيات تحكمها‪ ،‬والمفروض فيمن يشغل هذه‬
‫ٌ‬ ‫وظيفة معينة‪ .‬فلكل منصب أو وظيفة‬
‫الوظيفة أن يكتسبها (الدور الوظيفي)‬
‫إشباع حاجات الفرد‪ :‬من األهمية بمكان السعي والحرص على إشباع حاجات الفرد وطموحه ليكون‬
‫منسجماً مع نفسه ومجتمعه‪ ،‬لتجنب أي فجوة قد تحدث بين الفرد ومجتمعه‪ ،‬كميل بعض األفراد بعض‬
‫األفراد إلى االنطواء والعزلة‪.‬‬
‫‪-3‬أهداف التنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫يبقى الهدف األساسي األول للتنشئة االجتماعية هو تحويل الطفل إلى عضو فاعل قادر على القيام‬
‫بأدواره االجتماعية‪ ،‬وتهييئه وفقا للقيم والمعايير والتوجهات السائدة والمعتقدات المشتركة‪ ،‬إال أن لها أيضا‬
‫أهداف جزئية أخرى‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬تكوين الضمير األنا األعلى اإلجتماعي‪ :‬من خالل التنشئة االجتماعية وإطارها األسري‬
‫المؤسسي‪(،‬قبول أو رفض السلوك)‪ ،‬ومن خالل المواقف الحياتية اليومية… ينشأ لدى الطفل رقيب‬
‫وُ‬
‫داخلي (الضمير الجمعي) يمنعه من الخطأ ويدفعه إلى فعل لصواب‪.‬‬
‫جتمعه ‪ :‬بتعلمه لغة قومه و اكتسابه ثقافتهم وبنائه عالقات طيبة بأفراد مجتمعه‪ ،‬يبدأ‬
‫وم َ‬ ‫‪ -2‬توافق الفرد ُ‬
‫الفرد‪/‬الطفل تدريجيا في التوافق مع مجتمعه‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع أُسس لسلوك االجتماعي عملية الضبط ‪:‬عبر تخفيف أنانية الطفل المتمركز حول ذاته‬
‫وتحويله تدريجيا من كائن ال اجتماعي إلى كائن اجتماعي‪ ،‬يستوعب وجود غيره‪ ،‬ويتفاعل معه‪ ،‬من كائن‬
‫بيولوجي إلى كائن اجتماعي‪.‬‬
‫‪-4‬تغيير السلوك الفطري والحاجات ِ‬
‫الفطرية‪ ،‬إلى حاجات اجتماعية‪ :‬ليصبح كائنا اجتماعيا متوافقا قدر‬
‫اإلمكان مع المجتمع الذي يعيش فيه (الضبط االجتماعي واالمتثال للقواعد والقيم)‬
‫‪-5‬غرس القيم والمثل العليا وتكوين االتجاهات‪ :‬وتقع هذه المهمة على عاتق الوالدين والمربين‪ ،‬بهدف‬
‫غرس القيم والمثل العليا لالتجاهات و السلوك‪ ،‬من خالل التطبيع والتنشئة االجتماعية‪ ،‬مستعينين في ذلك‬
‫باألنشطة واللعب والقصص والحكايات والقدوة…‬
‫‪-6‬التعرف على البيئة المحيطة والعالم‪ :‬عبر تنمية فضول الطفل و مساعدته في سعيه نحو العلم‬
‫وإشباع حاجته للمعرفة واالكتشاف…‬
‫‪-7‬اكتساب اللغة ومفرداتها‪ :‬سواء في المنزل أو في رياض األطفال أو في المدرسة‪ ،‬ينبغي ‪-‬في هذه‬
‫المرحلة‪ -‬إيالء اللغة األم األهمية الكبرى والعناية التي تلزمها‪ ،‬فهي مفتاح التواصل األول للطفل مع‬
‫مجتمعه‪.‬‬
‫‪-8‬تأكيد الذات‪ :‬يسعى الطفل مع مرور السنين إلى تأكيد ذاته‪ ،‬بطريقة قد تصل أحيانا إلى درجة العناد‬
‫وفض طاعة الكبار‪ ،‬الذين عليهم تفهم هذا األمر وتعزيز ثقته بنفسه ومساعدته على االستقاللية‬
‫واالعتماد على النفس (بتكليفه ببعض المسؤوليات البسيطة) وعدم مقابلة العناد والدخول في صراع ال‬
‫المحاورة وإفهامه الخطأ وتعليمه السلوك الصحيح‪ ،‬فهو يحتاج للشعور بالحب ممن‬
‫رابحَ فيه‪ .‬بل اعتماد ُ‬
‫حوله‪.‬‬
‫‪-4‬أساسيات التنشئة االجتماعية‬
‫أركان ومقومات أساسية‪ ،‬ال تتم إال بها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫للتنشئة االجتماعية‬
‫أ‪ -‬التوجيه واإلرشاد‬
‫إن شئنا القول‪ ،‬يولد الفرد كصفحة بيضاء تجعل الصغار‪ ،‬كما المراهقين والراشدين‪ ،‬بحاجة إلى تعلم‬
‫أساليب التعامل االجتماعي السليم‪ ،‬وهو ما يتم عن طريق التوجيه واإلرشاد الذي تفرضه عملية التنشئة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مطاوعة السلوك ومرونته‬
‫ُيولد الفرد بعدد من اإلمكانات العقلية والبدنية التي ال ترى النور وتتبلور إال من خالل المرور بخبرات‬
‫معينة عن طريق التنشئة االجتماعية ‪ ،‬حيث يتكيف السلوك (باعتباره قابال للتعديل والتشكيل) مع المواقف‬
‫وما يمر به اإلنسان من تجارب وخبرات‪.‬‬
‫ج‪ -‬التفاعل االجتماعي بين المرء والمحيطين به‬
‫و يبقى المحرك األول لهذا التفاعل هو حاجات اإلنسان‪ .‬فاإلنسان منذ والدته يكون مضط ار للتفاعل مع‬
‫اآلخر إلشباع حاجته من الطعام والنوم والراحة‪ .‬ثم تكبر هذه الحاجات وتتعدد وتتشعب لتكبر معها حاجة‬
‫الفرد إلى التفاعل االجتماعي‪ ،‬وتتحول حاجاته من فسيولوجية إلى حاجات اجتماعية (اللعب‪ ،‬التعلم‪،‬‬
‫الزواج ‪ ،‬تكوين األسرة‪ ،‬العمل)‬
‫نظريات التنشئة اإلجتماعية‪:‬‬
‫أبرز النظريات التي حاولت تفسير عملية التنشئة اإلجتماعية ‪.‬‬
‫‪ .1‬نظرية التحليل النفسي ‪:‬الهو‪ ،‬األنا ‪،‬األنا األعلى‪.‬‬
‫يتزعم هذه النظرية سيغموند فرويد حيث يرى أن جذور هذه التنشئة اإلجتماعية عند األفراد تكمن فيما‬
‫يسميه باألنا األعلى الذي يتطور عند الفرد بدءا من الطفولة نتيجة تقمصه دور والده الذي هو من نفس‬
‫جنسه فهو يرى أن الطفل يولد بالهو أي يمثل مجموعة من الدوافع الغرائزية وهم الطفل الوحيد إشباعها‬
‫ولكنه أثناء نموه يتعرض سواء من طرف والديه عادة أو غيرهم من القائمين في المجتمع أن يقفوا في‬
‫طريق إشباعه لهذه الغرائز في محاولة لتطبيعه وتنشئته على قبول قوانين المجتمع ومساعدته على تحقيق‬
‫التقبل االجتماعي واالندماج بيسر في مجتمع الراشدين ونتيجة لعملية الضبط هذه يتحول جزء من الهو‬
‫إلى ما يسميه فرويد باألنا األعلى وهو ما يسمى بالضمير‪ ،‬هذا األخير الذي يعمل على إخضاع مطالب‬
‫اللذة للتحكم وفق معايير المجتمع ويرى فرويد أن كل ما يجده الفرد في األنا صعبا للتحقيق يكبت ويحول‬
‫إلى ما يسميه فرويد الالشعور والتي تجد لها تعبي ار في األحالم والشرود إضافة إلى ما تسببه من متاعب‬
‫كثيرة ومشكالت عقلية واجتماعية ونفسية‪.‬‬
‫إن عملية التنشئة اإلجتماعية أو التطبيع اإلجتماعي عند فرويد هي عملية نمو و تطور فهي‬
‫عملية نمو حتمية وأساسية متداخلة فيما بينها وذات تأثير بالغ في شخصية الفرد مستقبال‪ ،‬ومن أهم‬
‫هذه المراحل ‪:‬‬
‫* المرحلة الفمية ‪ :‬وتبدأ هذه المرحلة من الوالدة حتى النصف الثاني من السنة األولى‪ ،‬فشخصية الطفل‬
‫ونمط عالقاته تتحدد بمدى تعلقه بأمه وبمدى إشباعه لحاجاته الفمية من رضاعة وفطام وفي هذا الصدد‬
‫يقول إيرين بوسلين(‪ ") Erin Bouslan‬إن الطفولة التي يجد فيها الطفل رعاية وإشباعا لشؤونه سوف‬
‫تعطي الطفل إحساسا بالطمأنينة المريحة في العالم الذي يحيط به بحيث يراه مكانا آمنا يعيش فيه وليس‬
‫مكانا باردا أو مكانا معاديا ال بد أن يحمي نفسه منه "‬
‫* المرحلة الشرجية ‪ :‬وتقع هذه المرحلة بين العام الثاني والثالث من عمر الطفل فيها المتعة واللذة ‪،‬‬
‫نتيجة تعلمه ضبط اإلخراج ويحظى في هذه المرحلة بحب وقبول والديه ‪ ،‬وتلعب التنشئة األسرية في هذه‬
‫المرحلة دو ار مهما من حيث درجة التأثير على شخصية الطفل ونموه اإلجتماعي ونوع عالقاته مع‬
‫اآلخرين ‪.‬‬
‫*المرحلة القضيبية ‪ :‬وتغطي هذه المرحلة العام الرابع والخامس من عمر الطفل ‪ ،‬حيث نجده يهتم‬
‫بأعضائه التناسلية بإعتبارها مصد ار لإلشباع واللذة‪ ،‬والظاهرة الرئيسة في هذه المرحلة هي عقدة أوديب‬
‫حيث يرتبط الذكر بأمه راغبا في اإلستئثار التام بحبها‪ .‬أما البنت فترتبط إرتباطا قويا بأبيها وتحس بالغيرة‬
‫والعدوانية اتجاه أمها ‪ .‬وعلى أي حال فإن كل من الذكر واألنثى يكبت مشاعره نحو والده من الجنس‬
‫اآلخر خوفا من العقاب وفقدان الحب‪.‬‬
‫* مرحلة الكمون ‪ :‬وفي هذه المرحلة يتعلق الطفل بالوالد " إبن ‪ ،‬أب " " بنت ‪ ،‬أم " وبالتالي فإنه‬
‫يتقمص دور أحد الوالدين ‪ ،‬كما يمتص بعض المعايير التي يؤكدان عليها‪ ،‬ومن خالل هذا التقمص ينشأ‬
‫الضمير" األنا األعلى" وبالتالي نجد أن الشخصية تتطور تدريجيا من الهو إلى األنا ثم إلى األنا األعلى‬
‫( الضمير) والذي يعد بمثابة مراقب للسلوك ‪.‬‬
‫* المرحلة الجنسية التناسلية ‪ :‬والتي تبدأ مع مرحلة البلوغ فقد يواجه المراهق في هذه المرحلة ظروفا‬
‫غير مواتية ومحبطة في حياته‪ ،‬تدفع به إلى النكوص واإلرتداد إلى اإلعتماد الزائد أو أية صورة من صور‬
‫اإلشباع ‪ ،‬وقد تؤدي الدوافع الجنسية المتبعة إلى التصادم مع معايير السلوك عند األنا العليا مؤدية إلى‬
‫صراع داخلي شديد‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره نجد أن نظرية التحليل النفسي‪ ،‬ترى أن التنشئة اإلجتماعية تتضمن إكتساب‬
‫الطفل لمعايير وسلوك والديه وعن طريق أساليب التنشئة اإلجتماعية كالثواب والعقاب يتكون لدى الطفل‬
‫الضبط الداخلي أو الضمير الموجه لسلوك الطفل ثم الفرد فيما بعد‪.‬‬
‫وبذلك يعتبر التقليد إذا من أبرز أساليب التنشئة األسرية في نظر فرويد‪.‬‬
‫‪ .2‬نظرية التعلم اإلجتماعي ‪:‬‬
‫يعتبر التعلم القاعدة األساسية لنظرية التعلم االجتماعي‪ ،‬وحسب هذه النظرية‪ ،‬فإن التنشئة االجتماعية‬
‫عبارة عن " نمط تعليمي يساعد الفرد على القيام بأدواره اإلجتماعية ‪،‬كما أن التطور اإلجتماعي حسب‬
‫وجهة نظر هذه النظرية يتم بالطريقة نفسها التي كان فيها تعلم المهارات األخرى‪ ،‬ويعطي أصحاب هذه‬
‫النظرية أهمية كبرى للتعزيز في عملية التعلم اإلجتماعي أمثال دوالرد (‪ )Dolard‬و ميلر(‪ )Miler‬بحيث‬
‫يذهبان إلى أن السلوك الفردي يتدعم أو يتغير تبعا لنمط التعزيز في تقوية السلوك‪،‬‬
‫أما باندو ار (‪ )Bandora‬و ولتزر(‪ )Walter‬فالبرغم من موافقتهما على مبدأ التعزيز في تقوية السلوك إال‬
‫أنهما يشيران إلى أن التعزيز وحده ال يعتبر كافيا لتفسير التعلم أو تفسير بعض السلوكيات التي تظهر‬
‫فجأة لدى الطفل‪ ،‬ويعتمد مفهوم نموذج التعلم بالمالحظة على افتراض مفاده أن اإلنسان ككائن اجتماعي‬
‫يتأثر باتجاهات اآلخرين ومشاعرهم وتصر فاتهم وسلوكهم ‪ ،‬وينطوي هذا االفتراض على أهمية تربوية‬
‫بالغة‪ ،‬آخذين بعين االعتبار أن التعليم بمفهومه األساسي عملية اجتماعية ‪.‬‬
‫ويرى باندور " أن الناس يطورون آراءهم حول أنواع السلوك التي سوف توصلهم إلى أهدافهم ويعتمد قبول‬
‫أو عدم قبول آرائهم على النتائج التي تتمخض على هذا السلوك عن طريق الثواب والعقاب ‪ ،‬معنى هذا‬
‫أن هناك الكثير من تعلم السلوك يحدث عن طريق مالحظة سلوك اآلخرين ونتائج أفعالهم وإنطالقا من‬
‫هذا ‪ ،‬فإن الفرد ال يتعلم نماذج السلوك فقط بل قواعد السلوك أيضا‪.‬‬
‫‪ .3‬نظرية الدور اإلجتماعي ‪:‬‬
‫يقصد بالدور االجتماعي لدى رالف لينتون " أن المكانة عبارة عن مجموعة الحقوق والواجبات‪ ،‬وبأن‬
‫الدور هو المظهر الديناميكي للمكانة‪ ،‬فالسير على هذه الحقوق والواجبات معناه القيام بالدور‪.‬‬
‫ويشمل الدور عند لينتون االتجاهات والقيم والسلوك التي يمليها المجتمع على كل األشخاص الذين‬
‫يشغلون مرك از معينا ‪.‬وعليه يمكن القول وفق هذه النظرية أن الدور ثمرة تفاعل الذات والغير‪ ،‬وأن‬
‫االتجاهات نحو الذات هي أساس فكرة الدور‪ ،‬وتكتسب عن طريق التنشئة االجتماعية وتتأثر تأث ار كبي ار‬
‫بالمعايير الثقافية السائدة ‪ ،‬كما تتأثر بخبرة الشخص الذاتية ‪ ،‬ولهذا حاولت نظرية الدور تفهم السلوك‬
‫اإلنساني بالصورة المعقدة التي كون عليها باعتبار أن السلوك االجتماعي يشمل عناصر حضارية‬
‫واجتماعية وشخصية‪.‬‬
‫يكتسب األطفال األدوار االجتماعية المختلفة من خالل عالقات مع أفردا لهم مغزى خاص بالنسبة لحياة‬
‫الطفل ‪ ( :‬األم واألب واإلخوة )‬
‫المحاضرة الرابعة ‪:‬الطبقات االجتماعية ‪social class:‬‬
‫أخذ عدد كبير من علماء االجتماع المعاصرين بدراسة الطبقات االجتماعية بطريقة مختلفة‪ ،‬ذلك أنهم‬
‫يتناولون موضوع الطبقة بما تنطوي عليه من أبعاد نفسية واجتماعية بالنسبة إلى األفراد‪ ،‬وبما تنطوي عليه‬
‫من وظائف بالنسبة إلى المجتمع بصورة عامة‪ ،‬وبالنسبة إلى الطبقات نفسها خاصة‪ ،‬ويعد كل من إميل‬
‫دوركهايم‪ ، E.Durkheim‬وكنغزلي دافيز‪ ، K.Davis‬وتالكوت بارسونز ‪ T.Parsons‬وروبرت ميرتون‬
‫‪ R.Merton‬و كارل ماركس و ماكس فيبر من أكثر علماء االجتماع الذين أولوا الموضوع بحثاً ودراسة‪.‬‬
‫يذهب إميل دوركهايم إلى أن المجتمع الصناعي الحديث يتميز بالتعقيد الشديد‪ ،‬ويعتمد على مجموعة من‬
‫األدوار االجتماعية المتعددة والمتباينة التي يتعين على األفراد أداؤها‪ ،‬إذ يستمدون منها مكانتهم‬
‫االجتماعية التي تعطيهم الهيبة واالحترام‪ ،‬وعليها تبنى أشكال التدرج االجتماعي‪ ،‬وذلك ألن الكائنات‬
‫اإلنسانية تسعى دائماً إلى إشباع ذواتها بما تناله من تقدير من اآلخرين واعتراف متبادل بينهم‪ ،‬ذلك‬
‫أن المكافآت االقتصادية بعد ٍ‬
‫حد معين ال تكسب أهميتها في نظر الناس لذاتها‪ ،‬بل بوصفها مؤش ارً يرمز‬
‫إلى المكانة االجتماعية التي يتمتع بها الفرد‪.‬‬
‫‪/1‬مفهومه ‪:‬‬
‫يستخدم مفهوم الطبقة االجتماعية ‪ social class‬للداللة على مجموعة من الناس‪ ،‬تتشابه في جملة من‬
‫الخصائص االجتماعية والثقافية التي تميزها من غيرها من الجماعات المكونة للمجتمع‪.‬‬
‫‪/2‬إستخدام المصطلح ‪:‬‬
‫في الوقت الذي كان يستخدم فيه مفهوم الطبقات االجتماعية بمعنى شمولي‪ ،‬ليدل على التمييز بين‬
‫األثرياء والفقراء في المجتمع الواحد‪ ،‬فيقال الطبقات الثرية أو الغنية‪ ،‬والطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫يأخذ التحليل الماركسي بالتمييز بين الطبقات االجتماعية على أساس الموقع االجتماعي الذي تشغله‬
‫الشريحة السكانية في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫والطبقة بتعريف لينين «عبارة عن جماعة من الناس كبيرة العدد‪ ،‬تتميز عن بعضها تبعاً لموقعها في أحد‬
‫أنساق اإلنتاج االجتماعي التاريخي‪ ،‬وتبعاً لعالقة كل منها بوسائل اإلنتاج‪ ،‬وهي عالقة يمكن التعبير‬
‫عنها وصياغتها في قوانين محددة واضحة»‪ ،‬وتبعاً لدورها في التنظيم االجتماعي للعمل‪.‬‬
‫ثم تبعاً لنوع حصولها على نصيبها من الثروة وحجم هذا النصيب‪..‬‬ ‫ومن ّ‬
‫ولما كانت الطبقات االجتماعية تتباين في مواقعها بالنسبة إلى العملية اإلنتاجية‪ ،‬وبالنسبة إلى عالقاتها‬
‫بوسائل اإلنتاج‪ ،‬فإن الطبقات التي تحظى بالمواقع األقوى بالنسبة إلى اإلنتاج هي المؤهلة ألن تكون‬
‫المسيطرة اقتصادياً‪ ،‬وغالباً ما تكون هي الطبقات المالكة لوسائل اإلنتاج أيضاً‪.‬‬
‫الطبقات االجتماعية ـ وفق هذا التصور ـ هي في حقيقة األمر جماعات اقتصادية ال تخضع لتحديد‬
‫قانوني أو ديني‪ ،‬كما أنها مفتوحة نسبياً‪ ،‬إذ تنتقل مجموعات من األفراد من الطبقات العليا إلى الطبقات‬
‫الدنيا أو عكس ذلك‪ ،‬تبعاً لمجموعة واسعة من العوامل االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪/3‬نظريات الطبقات اإلجتماعية‪:‬‬
‫‪/1‬الطبقات اإلجتماعية والصراع الطبقي عند (كارل ماركس) ‪:‬‬
‫على الرغم من القول بالتمييز بين أفراد المجتمع الواحد على أساس مستويات معيشتهم‪ ،‬وعلى أساس‬
‫الطبقات االجتماعية التي ينتمون إليها‪ ،‬غير أن القول بمفهوم الصراع الطبقي يعد حديثاً‪ ،‬وقد اتضح‬
‫بصورة جلية في تحليالت كارل ماركس لبنية المجتمع والتطور االجتماعي‪ ،‬حتى إن مفهوم صراع‬
‫الطبقات ارتبط باسمه‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك عمل الماركسيون من بعده في تطوير النظرية وشرح‬
‫قضاياها‪.‬‬
‫يحدد ماركس الطبقة االجتماعية بأنها جماعة من األشخاص يؤدون العمل نفسه في إطار عملية اإلنتاج‪،‬‬
‫ويعتقد أن وضع اإلنسان داخل عملية اإلنتاج يمثل بالنسبة له أخطر تجارب حياته التي تحدد معتقداته و‬
‫أفعاله‪ ،‬والطبقة عنده ليست جماعة كبيرة من الناس وحسب تشغل الموقع نفسه داخل البناء االقتصادي‬
‫للمجتمع‪ ،‬إنما تتميز بوجود الوعي الذاتي شرطاً ضرورياً لدخولها في أي نضال سياسي اقتصادي ناجح‪،‬‬
‫ولهذا فإن من أهم سمات نظرية ماركس في الطبقة تحليله للتفاعل بين الظروف الموضوعية المشتركة‬
‫لألفراد المحيطة بعملية اإلنتاج من ناحية‪ ،‬والمشاعر واألحاسيس التي يكنونها عن مواقفهم‪ ،‬وعن اتجاهات‬
‫الحركة االجتماعية والسياسية بالنسبة إليهم من ناحية أخرى‪.‬‬
‫المراحل التاريخية ألنماط صراع الطبقات‪:‬‬
‫يميز ماركس في سياق تحليله لطبيعة العالقة بين صراع الطبقات والتطور التاريخي للمجتمعات اإلنسانية‬
‫بين مجموعة من المراحل التاريخية التي اتصفت كل منها بأنماط من صراع الطبقات تختلف باختالف‬
‫الخصوصيات االجتماعية واالقتصادية لكل مرحلة‪ ،‬وفي كل منها تظهر طبقتان أساسيتان يدور بينهما‬
‫الصراع االجتماعي حول مصادر الثروة والسلطة‪ ،‬ففي‬
‫ا‪/‬مرحلة التشكيلة االقتصادية االجتماعية العبودية انقسم المجتمع إلى طبقتي العبيد والنبالء‪.‬‬
‫ب‪ /‬مرحلة التشكيلة اإلقطاعية انقسم إلى الفالحين واإلقطاعيين‪.‬‬
‫ج‪ /‬مرحلة النظام الرأسمالي العمال والرأسماليون‪.‬‬
‫ويعتقد ماركس بأن االنتقال من كل مرحلة إلى المرحلة التي تليها يخضع لقانون تطوري تحكمه عالقة‬
‫المواءمة بين قوى اإلنتاج وعالقات اإلنتاج‪ ،‬بصرف النظر عن رغبات الناس وطموحاتهم ورغباتهم‪ ،‬التي‬
‫تخضع في ذاتها لقانون المواءمة المشار إليه‪.‬ولما كانت العالقة بين الطبقات االجتماعية مفتوحة بينها‪،‬‬
‫وتتصف بالمرونة النسبية‪ ،‬إذ يتاح لمجموعة من األفراد االنتقال إلى الطبقات األخرى‪ ،‬تبعاً لظروفها‬
‫الخاصة بها‪ ،‬وتبعاً لمواقعها بالنسبة إلى عملية اإلنتاج‪ ،‬فإن قابلية الحراك االجتماعي والتعايش السلمي‬
‫بين الطبقات‪ ،‬وفي مرحلة ما من مراحل الصراع‪ُ ،‬ي َع َّدان شكالً من أشكال الصراع الطبقي‪ ،‬مما يسمح بنمو‬
‫القوى اإلنتاجية واستقطاب الطبقات األضعف‪ ،‬والدخول في منافسة اقتصادية وسياسية مع الطبقات األقوى‬
‫في بنية النظام الرأسمالي‪ ،‬مما يساعد على تعزيز الشكل االجتماعي لملكية وسائل اإلنتاج مقابل شكلها‬
‫الفردي‪ ،‬ويسهم في توفير الظروف المناسبة للثورة االجتماعية واالنتقال إلى مرحلة جديدة من مراحل‬
‫التطور المجتمعي‪ ،‬وبذلك يوضح ماركس الصلة الوثيقة بين البناء الطبقي ونظام اإلنتاج السائد في‬
‫المستغلة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المستغلة و الطبقات‬ ‫المجتمع‪ ،‬وكذلك طبيعة العالقة الصراعية بين الطبقات‬
‫‪/2‬الطبقات اإلجتماعية ونظريات التدرج اإلجتماعي (ماكس فيبر) ‪:‬‬
‫انتشر إلى جانب نظريات التحليل الماركسي للطبقات االجتماعية نظريات التدرج االجتماعي التي ترى في‬
‫انقسام أفراد المجتمع إلى شرائح متباينة في مستويات معيشتها شكالً من أشكال التكامل‪ ،‬فاألفراد يختلفون‬
‫في صفاتهم النفسية واالجتماعية والثقافية والحضارية على نحو واسع‪ ،‬وهم يتباينون في قدراتهم وطاقاتهم‬
‫وكفاءاتهم‪ ،‬مما يجعل أعمالهم غير متساوية‪ ،‬وإسهاماتهم في التطور االجتماعي مختلفة‪ ،‬ولهذا من‬
‫الطبيعي أن مستويات معيشتهم متدرجة حسب الظروف الذاتية والموضوعية المتعلقة بكل منهم‪.‬‬
‫إن تشكل الطبقات االجتماعي ـ وفق هذا التصور ـ ال يعود إلى أشكال ملكية وسائل اإلنتاج‪ ،‬كما ذهب‬
‫إلى ذلك الماركسيون‪ ،‬إنما يعود إلى أمور أخرى تتعلق بما يتمتع به الفرد من صفات وخصائص نفسية‬
‫واجتماعية تحدد موقعه في التنظيم االجتماعي‪.‬‬
‫ولهذا فإن مفهوم صراع الطبقات يعد مضلال ألنه في حقيقة األمر يخفي أشكاالً أخرى من الص ارع؛‬
‫يعرف‬
‫فالطبقة االجتماعية عند ماكس فيبر تشير إلى تدرج يقوم في أساسه على العامل االقتصادي‪ ،‬إذ ّ‬
‫الطبقة بأنها جماعة من الناس لديها فرص الحياة نفسها (الدخل والملكية والتعليم … الخ) كما تتحدد من‬
‫خاللها قدرة األفراد على اقتناء السلع و الحصول على الخدمات المختلفة‪ ،‬وتعد الملكية في هذا التصور‬
‫رصيداً طبقياً‪ ،‬وإن لم تكن المعيار الوحيد المحدد للطبقة االجتماعية‪.‬‬
‫ويعتقد فيبر أن العالقات االجتماعية بين الطبقات تتحدد من خالل التفاعل بين األفراد المتباينين اقتصادياً‬
‫في إطار السوق‪ ،‬بينما تتحدد المكانة من خالل التفاعل بين األفراد المتماثلين في المستوى االقتصادي‪،‬‬
‫وعلى الرغم من وجود صالت عديدة بين األفراد المتباينين في مكانتهم‪ ،‬إال أن ذلك ال يجعلهم في مكانة‬
‫واحدة‪ ،‬وبذلك يميز فيبر بين الطبقة و المكانة على الرغم من الصلة الوثيقة بينهما‪ ،‬فاألفراد قد يحتلون‬
‫مكانة اجتماعية عالية في المجتمع‪ ،‬إال أنهم يحتلون أوضاعاً طبقية دنيا‪.‬‬
‫‪/3‬أوجه التشابه و التمايز بين كارل ماركس و ماكس فيبر‪:‬‬
‫ويتفق ماكس فيبر مع نظرية ماركس القائلة إن النظام الرأسمالي يقوم على وجود طبقتين أساسيتين‪:‬‬
‫الطبقة البرجوازية التي تسيطر على وسائل اإلنتاج‪ ،‬والطبقة البروليتارية التي تقدم جهوداً كبيرة في عمليات‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وهي مجردة عن الملكية و السيطرة على وسائل اإلنتاج‪ ،‬غير أنه ال يعتقد بأن العوامل المادية‬
‫تستطيع تفسير طبيعة المجتمع الرأسمالي‪ ،‬والتغيرات التي تط أر عليه‪ ،‬ويعتقد فيبر بأن البناء الفوقي‬
‫للمجتمع المتمثل بالقيم االجتماعية والوعي واإليديولوجية يعد أساس التطور الذي تشهده المجتمعات منذ‬
‫البروتستنتية‪.‬‬ ‫عهد طويل‪ ،‬ويظهر ذلك بربطه للعالقة بين التطور الرأسمالي وانتشار العقيدة‬
‫الوظيفة و الطبقات اإلجتماعية ‪.‬‬
‫إن التدرج االجتماعي ـ وفق هذا التصور ـ مظهر أساسي من مظاهر المجتمع الحديث‪ ،‬والتفاوت الطبقي‬
‫وسيلة تؤِّك ُد أن أكثر األوضاع االجتماعية أهمية هي تلك التي يشغلها أكثر األشخاص كفاءة‪ .‬وهناك‬
‫عوامل عديدة تظهر أهمية التدرج الطبقي من وجهة النظر الوظيفية‪ ،‬فاألوضاع االجتماعية العليا تتطلب‬
‫مؤهالت وكفاءات خاصة وتدريبات معمقة ال تتاح إال لقلة من األفراد‪ ،‬وتصبح الندرة النسبية سبباً من‬
‫أسباب التباين الطبقي‪.‬‬
‫‪/4‬المعايير التي تقوم عليها تصنيفات الطبقات االجتماعية في ثالثة معايير أساسية‪:‬‬
‫‪.‬وتتمثل المعايير التي تقوم عليها تصنيفات الطبقات االجتماعية في ثالثة معايير أساسية‪:‬‬
‫‪ /1‬تصنيف يأخذ بمعيار الدخل ونمط االستهالك وأسلوب الحياة عموماً‪ :‬ويقسم الطبقات في المجتمع‬
‫إلى ثالث عليا ومتوسطة وكادحة‪.‬‬
‫‪/2‬وتصنيف يقوم على معايير سياسية ومؤسسية‪ :‬ويقسم الطبقات في المجتمع إلى ثالث حاكمة أو‬
‫متنفذة ومتوسطة وكادحة‪.‬‬
‫‪/3‬وتصنيف ماركسي‪ :‬يقوم على العالقة بوسائل اإلنتاج‪ ،‬ويقسم الطبقات في المجتمع إلى ثالث‪:‬‬
‫برجوازية‪ ،‬وبرجوازية صغيرة‪ ،‬ومتوسطة كادحة‪.‬‬
:‫يمكن تقسيم طبقات المجتمع إلى‬
Jon Elster's explanation of Marx's schema of classes.
Social mode of example
Ruling classes other classes
production society
Many pre-
Primitive
No classes agricultural
communism
societies
Asiatic mode of Bureaucrats or Archaic Egyptian
[unnamed class]
production theocrats society
Plebeians, freemen,
Slave societies Patricians Ancient Rome
slaves
guild masters, 12th century
Feudal societies Lords
journeymen, serfs Western Europe
Industrial and the petit bourgeoisie, 19th century
Capitalist
financial capitalists, the peasantry, wage Europe until
societies
landlords labourers present
‫المحاضرة الخامسة ‪ :‬وسائل اإلعالم و اإلتصال ‪:‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫تطور االتصال بشكل كبير على مدى القرون الماضية‪ ،‬حيث تمثلت سابقاً في حديث الناس واإلشارات‬
‫المختلفة بينهم‪ ،‬ثم توسعت وتطورت فأصبحوا يستخدمون الحمام الزاجل للتواصل بين القبائل المختلفة‪ ،‬ثم‬
‫ظهر الورق وبدأت وسائل اإلعالم واالتصال تتطور أكثر فأكثر مع ظهور أجهزة جديدة ‪.‬‬
‫وس ّميت وسائل اإلعالم واالتصال على اختالف أنواعها باسم السلطة الرابعة‪ ،‬إذ أصبحت حاجة ضرورية‬‫ُ‬
‫للمرء‪ ،‬الدولة و المجتمع‪ ،‬حيث ال يمكن له االستغناء عنها‪ ،‬وتمتلك مكانة مهمة في تقدم المؤسسات‬
‫إن اإلعالم ُي ّشكل جزءاً من االتصال ووجهاً من وجوه أهميته؛ حيث يعمالن معاً‬
‫وتميزها‪ ،‬ويمكن القول ّ‬
‫بطريقة متكاملة لتبادل المعلومات واألفكار ونقلها وتزويد المستقِبل بها وإعالمه بما يحدث حوله من أمور‬
‫طت مختلف الحواجز وأصبحت ذا أثر بالغ في‬
‫وأحداث بسهولة ويسر إلى أقصى بقاع األرض؛ حيث تخ ّ‬
‫تحديد مسار اإلنسان‪ ،‬وانعكست نتائجها على كل منزل ومؤسسة‪ ،‬وتسببت في اختفاء أثر الحدود‬
‫الجغرافية والسياسية فيما يتعلق بانتقال المعلومات‪.‬‬
‫تعريف اإلعالم ‪:‬‬
‫بأنه أداة تسمح باالتصال بين طرفين؛ وهما اإلعالمي والجمهور أو المرسل والمستقبل من‬ ‫عرف اإلعالم ّ‬‫ُي ّ‬
‫خالل استعمال العديد من الوسائل اإلعالمية المتنوعة التي تنقل المعلومات والحقائق والرسالة اإلعالمية‬
‫بينهما‪.‬‬
‫بأنه العملية التي يتم فيها جمع المعلومات التي تستحق النشر منذ معرفتها‪ ،‬ثم‬
‫كما يمكن تعريف اإلعالم ّ‬
‫يتم نقلها‪ ،‬وتحليلها وتحريرها‪ ،‬ومن ثم نشرها وإرسالها إلى الجمهور من خالل صحيفة ما أو إذاعة أو‬
‫محطة تلفزيونية‪.‬‬
‫تعريف اإلتصال ‪:‬‬
‫أن حالة االتصال تُعتبر ظاهرة قديمة تش ّكلت مع والدة المجتمعات اإلنسانية وأخذت‬
‫من الجدير بالذكر ّ‬
‫بالتطور اإلتصال وماً بعد يوم لتمر بمراحل عديدة إلى أن وصلت إلى ما هي عليه في يومنا هذا‪.‬‬
‫يعرف بأنه" مختلف األساليب والطرق التي يؤثر من خاللها عقل في عقل آخر باستعمال الرموز ‪".‬‬
‫أن االتصال هو عبارة عن تفاعل ُينتج‬ ‫وذلك كما ورد عند شانون ويفر‪ .‬فيما ّ‬
‫وضح جورج ليندبرج " ّ‬
‫المنبه إلثارة‬
‫سلوكاً معيناً‪ ،‬ويتم ذلك باستعمال الرموز المختلفة واإلشارات التي من شأنها أن تقوم بعمل ّ‬
‫عد االتصال عملية تبادل اآلراء والمعلومات بين طرفين أو أكثر‪ ،‬من خالل‬‫السلوك الناتج‪ ".‬كما ُي ّ‬
‫عدة وسائل كالرموز واإلشارات والكتابة والقراءة وغيرها‪.‬‬‫استعمال ّ‬
‫عناصر اإلتصال ‪:‬وفق هارولد الزويل و ماك لوهان المرسل ‪ ،‬المستقبل‪ ،‬الرسالة‪ ،‬القناة‪ ،‬رجع الصدى‪،‬‬
‫الترميز‪ ،‬فك الترميز ‪ ،‬التشويش‪.‬‬
‫أنواع وسائل اإلعالم واالتصال‪:‬‬
‫تعددت وسائل اإلعالم واالتصال بدءاً من المقروءة وامتدت إلى المرئية والمسموعة‪ ،‬حتى تطورت بعد‬
‫ذلك لتشتمل الوسائل التي تسمح بمشاركة المستقِبل للمرسل في عملية نقل المعلومات مثل الوسائط‬
‫المتعددة والتي عمدت إلى جمع خدمات الهاتف والتلفاز وجهاز الحاسوب‪ ،‬ليندمج بذلك الصوت مع‬
‫النص المكتوب وأي من المعطيات والمعلومات اإللكترونية الرقمية التي شهد العالم ثورة عارمة بسببها‪.‬‬
‫فيما ُي ّعرف هربت سيمون الحاصل على جائزة نوبل في علم االقتصاد؛ تكنولوجيا اإلعالم واالتصال على‬
‫وتق أر على حاسب أو كتاب إلكتروني‬‫"أّنها ما ُيساعد على جعل المعلومات مسموعة‪ ،‬ومرئية ومقروءة ُ‬
‫خزن في الذاكرة اإللكترونية‪".‬‬
‫وت ّ‬
‫ُ‬
‫تسهل من عمليات تجهيز المعلومات‬
‫فعرفها" بأّنها األنشطة التي ّ‬
‫أما البنك الدولي لتكنولوجيا المعلومات ّ‬
‫ّ‬
‫ونقلها عبر الوسائط اإللكترونية" ‪.‬‬
‫ويمكن تعريف تكنولوجيا اإلعالم واالتصال بشكل إجمالي بأنها مختلف الوسائل التكنولوجية المستخدمة‬
‫في نقل المعلومات وتخزينها بشكل إلكتروني والتي تشتمل على أجهزة الحاسوب وأجهزة الفاكس وغيرها‬
‫من الوسائل المستخدمة في االتصاالت‪.‬‬
‫وسائل اإلعالم المطبوعة وهي الوسائل التي يعد الورق األداة األساسية فيها‪ ،‬باإلضافة إلى الحبر واآللة‬
‫الطابعة والتي ال بد منها كي تكتمل عملية نقل المعلومات‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ /1‬الصحف والجرائد‪ :‬تقوم الجرائد والصحف في أساسها على نشر األخبار والمعلومات أياً كان نوعها‬
‫على المستوى المحلي أو اإلقليمي أو العالمي‪ ،‬وتتميز بعرض المحتوى اإلعالمي بطريقة فنية تشتمل‬
‫الكتّاب‪ ،‬كما تحتوي الصحف والجرائد على‬
‫على عرض األخبار وتحليلها وعرض آراء العديد من األدباء و ُ‬
‫زوايا أخرى تختص باإلعالنات‪ ،‬وقد تصدر الجرائد بشكل دوري‪ ،‬فمنها ما يصدر يومياً وهناك ما يصدر‬
‫إن‬
‫أن شكلها يختلف من ناحية الغالف‪ ،‬إذ ّ‬
‫أسبوعياً‪ .‬المجالت‪ :‬وتختلف في محتواها عن الجرائد‪ ،‬كما ّ‬
‫غالفها يشبه غالف الكتاب‪ ،‬وعادة ما تحتوي على صفحة ُيكتب فيها فهرس المحتويات مع رقم الصفحة‪،‬‬
‫ومن ثم تُعرض فيها المواضيع وتُناقش‪ ،‬وتتعدد مواضيعها إذ تتحدث عن الفن‪ ،‬واألزياء‪ ،‬والطهي‪ ،‬وغيرها‪،‬‬
‫وتشترك مع الجرائد بأنها تصدر دورياً أيضاً؛ فمنها ما هو شهري أو كما يقرر المسؤول عن نشرها‪.‬‬
‫‪/2‬وسائل اإلعالم غير المطبوعة وتشتمل على الوسائل المرئية‪ ،‬والمسموعة واإللكترونية‪ ،‬ومن األمثلة‬
‫عليها‪:‬‬
‫‪ /1‬المذياع‪ /2،‬الراديو‪/3 ،‬التلفاز‪ /4،‬اإلنترنت ‪.‬‬
‫مالحظة‬
‫من أهم رواد اإلتصال في الواليات المتحدة األمريكية ‪ :‬هارولد الزويل و ماك لوهان‪.‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪:‬الجريمة ‪the crime‬‬
‫تعرف األذى أو اإلجرام‪ ،‬وتُساهم البيئة المحيطة‬
‫ُ‬ ‫السليمة التي ال‬
‫اإلنسان وهو على الفطرة ّ‬
‫ُ‬ ‫الجريمة ُيولد‬
‫لتأثير سلبي من ِقبل البيئة المحيطة‬
‫ٍ‬ ‫يتعرض بعض األشخاص‬ ‫به في تشكيل شخصيته والتأثير فيه‪ ،‬وقد ّ‬
‫ّ‬
‫بالنسبة‬
‫السلوكات غير الجيدة‪ ،‬وارتكاب الممارسات غير المقبولة ّ‬ ‫بهم‪ ،‬مما يجعلهم ينحرفون نحو فعل ّ‬
‫ٍ‬
‫إلنسان ٍّ‬
‫سوي‪ ،‬مما يقودهم إلى الجرائم‪ .‬فما هو تعريف الجريمة؟ وما أنواعها؟‬
‫‪/1‬تعريف الجريمة ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بدرجة‬ ‫تتميز‬
‫الجمعية‪ ،‬التي ّ‬
‫ّ‬ ‫أي انحراف عن مسار المقاييس‬ ‫بأنها ّ‬
‫عرف الجريمة باإلنجليزية ‪ّ Crime :‬‬ ‫ُت ّ‬
‫أن تكون ّإال في حالة وجود قيمة تحترمها‬ ‫ٍ‬
‫الكلية؛ ومعناه أنه ال ُيمكن للجريمة ْ‬
‫النوعية والجبرّية و ّ‬
‫ّ‬ ‫عالية من‬
‫الجمعية‪ ،‬تجاه األشخاص‬
‫ّ‬ ‫توجه عدواني من ِقبل األشخاص الذين يحترمون القيمة‬ ‫الجماعة فيها‪ ،‬كما ّأنها ّ‬
‫الذين ال يحترمونها‪.‬‬
‫ف مفهوم الجريمة كذلك بحسب المنظور الذي ُينظر له من خالله الجريمة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ويختل ُ‬
‫قرر القانون لها عقوب ًة‬
‫وي ّ‬
‫جنائية‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫عمل غير مشروع ناتج عن إرادة‬ ‫القانونية‪ :‬هي ٌ‬
‫ّ‬ ‫أ‪/‬من الّناحية‬
‫عمل يختر ُق األسس األخالقية القيم و المثل و‬‫ب‪/‬الجريمة من الّناحية االجتماعية والّنفسية‪ :‬هي ٌ‬
‫اء رسمياً‪.‬‬
‫المعايير و الضوابط التي ُوضعت من قبل الجماعة‪ ،‬وجعلت الجماعة الختراقها جز ً‬
‫نص عليه قانون ُم ّ‬
‫عين؛ مما‬ ‫المجرم‪ :‬فهو اإلنسان البالغ الراشد الذي ارتكب فعالً مؤذياً ّ‬
‫تعريف ُ‬
‫ُ‬ ‫ج‪/‬أما‬
‫حددة في القانون ذاته‪.‬‬
‫تترتّب عليه عقوبات جنائية ُم ّ‬
‫‪/2‬أسباب إرتكاب الجريمة ‪:‬‬
‫كثير من األسباب‪ ،‬منها‪:‬‬‫تفسير ارتكاب الجريمة أسباب ارتكاب الجريمة ُيعزى ارتكاب األفراد للجريمة إلى ٍ‬
‫قوياً‬
‫حرم الجرائم رادعاً ّ‬
‫الدينية والمحظورات التي تُ ّ‬
‫عد القوانين ّ‬
‫حيث تُ ّ‬
‫الديني‪ُ :‬‬
‫ضعف الوازع ّ‬
‫ُ‬ ‫أ‪ /‬انعدام أو‬
‫يتمّثله األفراد‪.‬‬
‫يجب‬
‫مهماً من أركان اإلصالح االجتماعي‪ ،‬ولذلك ُ‬ ‫عد الوازع األخالقي ركناً ّ‬
‫ب‪ /‬ضعف الوازع األخالقي‪ُ :‬ي ّ‬
‫أن تُمارس جميع المؤسسات التربوية دورها في غرس القيم واألخالق لدى األبناء لمنع انتشار السلوكات‬
‫اإلجرامية‪.‬‬
‫اء أكانوا صالحين أم فاسدين‪.‬‬
‫حيث يتأثّر اإلنسان بمن حوله سو ً‬
‫ج‪ /‬البيئة الفاسدة‪ُ :‬‬
‫الشباب بارتكاب الجرائم لتحصيل األموال‬
‫الكثير من ّ‬
‫ُ‬ ‫حيث يقوم‬
‫الصعبة‪ُ :‬‬‫ظروف االقتصادية ّ‬ ‫البطالة وال ّ‬
‫بأسلوب غير مشروع نظ اًر لحاجتهم‪.‬‬
‫تعود‬ ‫ِ‬
‫إن ‪ %70‬من جرائم القتل ُ‬ ‫حيث ّ‬
‫خدرات‪ :‬وتداول صور اإلجرام واإلرهاب‪ُ :‬‬ ‫الم ّ‬‫المسكرات و ُ‬
‫د‪ /‬تعاطي ُ‬
‫التونسية لعلوم اإلجرام‪ .‬وأشارت كذلك دراس ٌة‬
‫ّ‬ ‫الجمعية‬
‫ّ‬ ‫لتعاطي الفرد للمخدرات بحسب دراسة قامت بها‬
‫مروا بسوابق إدمان‬
‫المجرمين قد ّ‬
‫أن ‪ %93‬من ُ‬
‫أميركية ُنشرت في دورّية السلوك والعدالة اإلجرامية إلى ّ‬
‫على المخدرات والكحول‪.‬‬
‫السلوك اإلجرامي لإلنسان‪ ،‬كونه‬ ‫ِ‬
‫تناول علماء االجتماع تفسير ّ‬‫ُ‬ ‫فسرة الرتكاب الجريمة ‪:‬‬
‫الم ّ‬
‫‪/3‬النظريات ُ‬
‫نتاج تأثير المجتمع المحيط فيه ومجموعة من العوامل التي تتعلق به ثقافياً واجتماعياً‪ ،‬ونتيج ًة لذلك برزت‬
‫عدة جوانب‪ ،‬ومنها‪:‬‬‫السلوك اإلجرامي من ّ‬
‫النظريات التي تُناقش ّ‬
‫الكثير من ّ‬
‫نظرية الوصم ‪(:‬باإلنجليزية) ‪ُ : Labeling Theory:‬يعتبر إدوين لمرت )‪(Edwin Lemert‬‬
‫أ‪ّ /‬‬
‫أن األشخاص‬
‫تفترض ّ‬
‫ُ‬ ‫يتبنى هذه النظرّية‪ ،‬وهي‬
‫تخصص في علم االجتماع واألنثروبولوجيا‪ ،‬أبرز من ّ‬ ‫الم ّ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫يقومون بفعل السلوكات اإلجرامية كنتيجة لردود أفعال المجتمع المحيط بهم تجاههم‪ِ ،‬‬
‫قسم إدوين لمرت‬
‫وي ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫مراحل ُّ‬
‫تشكل حالة االنحراف كاآلتي‪:‬‬
‫السلوك األولي الذي يقوم به الشخص الختبار رد فعل المجتمع تجاهه‪.‬‬
‫‪/1‬االنحراف األولي‪ّ :‬‬
‫‪ /2‬تش ّكل رد فعل المجتمع‪ :‬والتي تكون على شكل عقوبات ُم ّ‬
‫عينة‪.‬‬
‫‪/3‬تكرار االنحراف األولي‪ :‬مع زيادة كمية االنحراف أو نسبته عن االنحراف األولي‪.‬‬
‫الشخص المنحرف‬
‫الردود على شكل وصم ّ‬
‫رسمية‪ :‬وتأتي غالباً هذه ّ‬
‫ّ‬ ‫‪/4‬قيام المجتمع بأخذ رد فعل‬
‫بوصمة اإلجرام‪.‬‬
‫‪ /5‬زيادة مقدار االنحراف المباشر‪ :‬وتأتي كرد على موقف المجتمع نحوه بوصمه كمجرم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كشخص‬ ‫ويحاول ُهنا المنحرف التأقلم مع وضعه الجديد‬ ‫‪/6‬قبول المنحرف بالوصم الذي ُو ِص َ‬
‫ف به‪ُ :‬‬
‫منبوذ‪.‬‬
‫نظرية االختالط التفاضلي باإلنجليزية‪ : ) Differential Association Theory):‬وهي نظريةٌ‬ ‫ب‪ّ /‬‬
‫عد سلوكاً‬‫السلوك اإلجرامي ال ُي ُّ‬
‫بأن ّ‬
‫جاء بها العالم األميركي إدوين سذرالند)‪ ،(E-Sutherland‬وتقول ّ‬
‫سلوك آخر من‬ ‫ٍ‬ ‫كأي‬
‫سلوك ُمكتَسب يتعّلمه الفرد ّ‬
‫ٌ‬ ‫قياً أو نفسياً كذلك‪ ،‬بل هو‬
‫يتناقل بالوراثة‪ ،‬وليس سلوكاً ُخُل ّ‬
‫أن الفارق بين ممارسات األفراد‬ ‫النظرية حول ّ‬
‫حيث يدور محور هذه ّ‬ ‫خالل البيئة المحيطة والمؤثرة فيه‪ُ ،‬‬
‫بشكل أساسي على نوعية مجتمعه‪ ،‬واألفراد الذين ُيحيطون به ويختلط بهم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يرتكز‬
‫نظرية األنومي باإلنجليزية ‪ُ Theory of Anomy:‬يعتبر عالم االجتماع الفرنسي إميل دوركايم‬ ‫ت‪ّ /‬‬
‫شير إلى الوضع الذي تختفي‬‫مصطلح ُي ُ‬
‫ٌ‬ ‫)‪ّ (Emile Durkheim‬أول من جاء بمصطلح األنومي‪ ،‬وهو‬
‫الموجهة للسلوك البشري‪.‬‬
‫وتعدم فيه القواعد واألساسات ّ‬ ‫االجتماعية‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫فيه المعايير‬
‫ِ‬
‫الالمعيارية االجتماعية وعدم توازن ّ‬
‫السلوك واختالل المبادئ التي‬ ‫ّ‬ ‫وينس ُب دوركايم اإلجرام إلى مفهوم‬
‫تنظم حياة الفرد وذهاب مفهوم التّكافل االجتماعي‪.‬‬
‫ث‪/‬نظرية المدرسة الجغرافية ‪:‬‬
‫وهذه النظرية تفسر أسباب الجريمة بأنها أسباب جغرافية و بيئية ألن المناخ و الفصولو الح اررة تؤثر على‬
‫األفراد‬
‫ج‪/‬نظرية المدرسة اإلقتصادية ‪ :‬تفسر هذه النظرية الجريمة على أنها وليدة الظروف اإلقتصادية مثل‬
‫الفقرو البطالة وقد أستند أنصار هذه الجريمة على اإلحصائيات التي تبين كثرة الجرائم أثناء األمات‬
‫اإلقتصادية‪.‬من رواد هذه النظرية وليام أندريه بونجيه الذي يرى أن الفروق اإلجتماعية و الطبقية تولد‬
‫الحقد كالفقر و البطالة‪.‬‬
‫وليام أندريه بونجيه أستاذ و عالم هولندي في جامعة امستردام ولد ‪ 1876‬وتوفي‪1940‬الخلل الذي‬
‫يصيب النظام اإلقتصادي السائد المتمثل في المجتمع الرأسمالي بسبب طبيعة العالقات اإلقتصادية‬
‫السائدة وإن إصالح المجتمع كله يتأتى من خالل إصالح هذا النظام‪.‬‬
‫ح‪/‬النظرية البيولوجية ‪:‬أحدثت هذه النظرية ثورة في عالم الدراسات اإلجرامية‪ ،‬فهذه النظرية وضعها العالم‬
‫اإليطالي سيزار لومبروزوا في الربع األخير من القرن التاسع عشر وبين فيها الطراز الجسمي المميز‬
‫لمرتكبي الجرائم كما بين أثر الوراثة في إنتقال اإلجرام وقال أن هناك بعض الخصائص التي تميز‬
‫المجرمين عن غيرهم و أهمها ‪:‬‬
‫‪-‬عدم تماثل نصف الجمجمة و عدم إنتظامها‪.‬‬
‫‪-‬ضخامة الفك السفلي‬
‫‪-‬عدم الحساسية ضد األلم‪.‬‬
‫‪-‬ضخامة األنف و األذنين‪.‬‬
‫‪-‬القسوة و الالمباالة و غياب تأنيب الضمير‪.‬‬
‫في بعض الحالت ‪:‬ضيق الجبهة‪ ،‬خفة شعر الذقن‪ ،‬بروز الوجنتين‪.‬‬
‫سيزار لومبروزوا‪:‬ولد‪ 06‬في فيرونا بإيطاليا‪ ،1909/10/19-1835/11/‬عمل طبيبا في الجيش‬
‫اإليطالي ثم كأستاذ في الطب الشرعي في جامعة تورين‪ ،‬تمكن من خالل عمله في الجيش من مالحظة‬
‫السلوك اإلجرامي للجنود ودراسة السمات الجسدية التي يكونون عليها‪ ،‬كتابه " اإلنسان المجرم"‪ ،‬أنشأ‬
‫المدرسة التكوينية و هي المدرسة االوضعية في نظريات تفسير السلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫أما إرنست هوتون‪20:ernest albert hooton‬نوفمبر‪03-1887‬ماي‪ 1954‬و هو أستاذ‬
‫األنثروبولوجيا بجامعة هارفارد مدرسة التحليل العضوي للظاهرة اإلجرامية‪ ،‬حيث وصف اإلنسان المجرم‬
‫ب ‪ :‬اإلنحطاط الجسدي أو الشذوذ البدني حيث يرى أن المالمح البدنية للمجرم‪:‬‬
‫‪/1‬الشخص طويل القامة‪ ،‬ضعيف البدن يميل إلى ارتكاب جرائم القتل و النهب‪.‬‬
‫‪/2‬الشخص طويل القامة ضخم البنيان يميل إلى ارتكاب جرائم الغش و الخداع‪.‬‬
‫‪/3‬الشخص قصير القامة ضخم البنيان يميل إلى ارتكاب الجرائم الجنسية‪.‬‬
‫وهناك تصنيفات أخرى للجريمة تعتمد على عوامل أخرى‬
‫العوامل النفسية كالشخصية المضطربة نفسيا و الشخصية االنطوائية المفضلة للعزلة‬
‫العوامل االجتماعية كاألسرة المطلقة و األصدقاء المنحرفين‬
‫أنواع الجريمة ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫أسس منها‪:‬‬ ‫عدة أقسام اعتماداً على‬
‫ُق ّسمت الجرائم إلى ّ‬
‫ِ‬
‫بحسب نوع الباعث الذي ّأدى لوقوعها إلى أربعة أقسام هي‪:‬‬ ‫نوع الباعث‪ :‬تُقسم الجرائم‬
‫بالح ّكام بوصفهم ُح ّكاماً‪ ،‬حيث ّأنها الجريمة التي‬
‫المتعّلقة بنظام الحكم أو ُ‬
‫سياسية‪ :‬وهي الجرائم ُ‬
‫ّ‬ ‫‪/1‬جرائم‬
‫اعتداء على نظام الحكم أو شخوصه‪ ،‬بوصفهم ُح ّكاماً‪ ،‬أو على قادة وحاملي الفكر السياسي بسبب‬‫ً‬ ‫تحتوي‬
‫آرائهم السياسية‪.‬‬
‫ويعاقب عليها‪ ،‬وهي تختلف عن االعتداء‬ ‫حرمها قانون ّ‬
‫الدولة ُ‬ ‫جنسية ّ‬
‫ّ‬ ‫سلوكات‬
‫ٌ‬ ‫‪/2‬جرائم جنسية‪ :‬وهي‬
‫ٍ‬
‫جانب‬ ‫تعددة الجوانب إذ ال يكون تأثيرها في‬
‫عد جريم ًة ُم ّ‬
‫أوسع نطاقاً منهما‪ .‬وتُ ّ‬ ‫بأنها‬
‫واالستغالل الجنسي ّ‬
‫ُ‬
‫و ٍ‬
‫احد فقط‪ ،‬إ ّنما في الجوانب النفسية واالقتصادية والدينية واالجتماعية‪.‬‬
‫عتبر‬
‫للدولة وبسياسياتها االقتصادية‪ ،‬وتُ ُ‬
‫بالنظام االقتصادي ّ‬ ‫المتعّلقة ّ‬
‫‪/3‬جرائم اقتصادية‪ :‬وهي الجرائم ُ‬
‫يشمل تأثيرها أجياالً كامل ًة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أخطر أنواع الجرائم إ ْذ‬
‫ضد‬
‫لكية‪ .‬جرائم ّ‬
‫الم ّ‬
‫ضد ُ‬
‫تقسيم ُيلجأ إليه في اإلحصاءات الرسمية‪ ،‬ويشمل جرائم ّ‬‫ٌ‬ ‫‪ /4‬جرائم االنتقام‪:‬‬
‫ضد األشخاص‪.‬‬ ‫اآلداب‪ .‬جرائم ّ‬
‫مدارس فكر علم اإلجرام ‪:‬‬
‫في منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬نشأت مدارس فكر علم اإلجرام‪ ،‬وذلك عندما فكر الفالسفة االجتماعيون‬
‫في الجريمة ومفاهيم القانون‪ .‬ومع مرور الوقت‪ ،‬تطورت عدة مدارس فكرية‪ ،‬منها ثالثة مدارس رئيسية في‬
‫النظرية اإلجرامية المبكرة‪ ،‬والتي امتدت من منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬حتى منتصف القرن العشرين‪.‬‬
‫وهي‪ :‬الكالسيكية‪ ،‬والواقعية‪ ،‬وشيكاغو‬
‫‪.‬فيما حل محلها العديد من النماذج المعاصرة لعلم الجريمة‪ ،‬مثل الثقافة الفرعية‪ ،‬والتحكم‪ ،‬واإلجهاد‪،‬‬
‫والتصنيف‪ ،‬وعلم الجريمة الحاسم‪ ،‬وعلم اإلجرام الثقافي‪ ،‬وعلم الجريمة ما بعد الحداثي‪ ،‬وعلم الجريمة‬
‫النسوية ‪.‬‬

You might also like