Professional Documents
Culture Documents
Copie Finale2
Copie Finale2
1
الفالسفة والمثقّفين وأولياء األمر على مرِّ
ِ ضيع الّتي أثارت اهتِمام تُعتبر التّربية والتّعليم من الموا ِ
بمع*زل عن مش**كالت واحتياج**ات وتطلّع**ات
ٍ ال ُعصُور *.فالتّربية عمليّة ال تتـ ّم في فراغ وال يم ِكن معايش*تها*
األفراد* والمجتمعات .وهي قوّة اجتماعيّة هائلة قادرة على إحداث تغيّرات استراتي ِجيّة ع ِميقة وبعيدة الم**دى
في البناء الحضار ّ*
ي للمجتمع ،هذا فضال عن كونها المفعّل األوّل أله ّم وأثمن م**ا لألمم من م**وارد أال وهي
ثروتها* البشريّة .فهي"* بمثابة عمليّة تنمية متكامل**ة وديناميكيّ**ة تس**تهدف* مجم**وع إمكانيّ**ات الف**رد البش**ر ّ
ي
1
الوجدانيّة واألخالقيّة والرّوحيّة والجسديّة".
لك ّل ما سبق ،فإنّنا في هذا البحث فضّلنا التّركيز على ما يمكن أن نساهم بِ ِه في تطوير* ِ
تدريس موا ّد الفنون
بوجه عا ّم وما ّدة التّربية التّشكيليّة بوجه خاصّ .وذلك بأن نف ّكر في بعض الحل**ول المس**اعدة على تدريس**ها
صةً إذا أخذنا بعي ِن االعتبار خصوصيّة الما ّدة التّعلّميّة سواء من حيث ص**عوبة تدريس**ها*
وفقًا للمطلوب .خا ّ
وتعليمها* أو من حيث تحقيق أهدافها (المهاريّة والمعرفيّة وا ِإلبداعيّة والجماليّة و"الوجدانيّة".)3
1
Renald LEGENDRE, Dictionnaire actuel de l'éducation, Larousse, Paris, 1988, disponible sur :
https://tawjih-plus.blogspot.com/2013/08/blog-post_719.html
ي ومظاهر الحياة العقليّ**ة الش**عورية منه**ا والالش**عورية ،لغاي**ة إق*دَار 2علم النّفس :هو العلم الباحث في دوافع السّلوك البشر ّ
الذهني**ة كي تَنم**وي على التّكيّف مع البيئ**ة والمحي**ط االجتم**اع ّي ،بش**كل يفس**ح المج**ال لق**واه النّفس*يّة ومواهب**ه ّ الفرد البشر ّ
ُ ُ
صحّة النّفسيّة لألفراد والجماعات .انظر :عبد الجليل الميس**اوي ،علِم متوازن سليم يكفل المحافظة على ال ّ ِ وتزدهر وفق نسق
نفس التَّعلّم ،ص. 56
3يُتر ِجم أستاذ التّربية المساعد د.داود درويش حلس" ،األهداف الوجدانيّة" :على أنّها أه ّم من األه**داف المعرفيّ**ة والمهاريّ*ة
قص*ر المعلم في دعم الج**انب الص*الح في جمي**ع الج**وانب ،فل**و ّ في ظ ّل مفهوم التّربية ،وهو األمل الّذي يسعي إلعداد الفرد ّ
ي داخل الفصل فقد يعوّضه الطّالب بالجهد والمذاكرة ،أ ّما الهدف الوجدان ّي فال يستطيع الط**الب تعويض**ه
ّ المعرف ّي أو المهار ّ
الفص*يح ،ت ّمت زي*ارة الموقِ**ع بت*اريخ 06/12/2019 ِ ألنّه يخاطب القلوب .كلّيّة التّربي**ة.الجامع*ة اإلس*الميّة (غ* ّزة) ،ش**بكة
متوفِّر على http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=92530 :
2
فمدرس* ما ّدة التَّربية التّشكيليّة يجبُ أن يتمتَّع بجملة من ال ِكفايات والقدرات الَّتي تم ُّكنه من تحويل األه**داف
التَّعليميّة إلى أهداف سلوكيّة تنعكس إيجابيًّا على الطّلبة" .وباعتبار ّ
أن ال ّدالئل وال ّشواهد التَّجريبيّة ق**د بيّنت
ي والمه**ني ،وق**د اتَّض**ح م**ع م*رُور* ال**وقت ّ
أن أن ّ
الذكاء المعرفي* لل ّشخص ال يكفي لضمان النّجاح ال ّدراس ّ* ّ
النّجاح والرفاه يمكن أن يكون نتيجةً الستخدام ّ
الذكاء الوجدان ّي ومهارات**ه بفعالي**ة ،عن**د مواجه**ة التغيّ**رات
ص ّحيّة والعقليّة 4".لذلك ،فإنّن*ا* حاولن**ا في ه**ذا البحث االعتم**اد
الحياتيّة وفي التَّقليل من مخاطر المشاكل ال ّ
ي أن ّ
الذكاء الوج**دان ّ* تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة .وبالرّغم* من ّ
على المهارات الوجدانيّة كح ّل مساعد على ِ
يتش ّكل في سنين الطّفولة األُولى ،إاَّل أنّه يمكن تن ِميته ودعمه في مراحل النّضج وااِل س**تفادة من**ه في تحقي**ق
األهداف التّربويّة .وذلك من خالل تنمية الوعي الح ّس ّي والوجدان ّي للمتعلّم ،تحس**ين أس**اليب تفاع**ل الطَّلب**ة
مع البيئة وفيم**ا بينهم ،إقام**ة عالق**ات ق**ادرة على ح* ّل المش**كالت ومتم ّكن**ة من ّ
الس*يطرة على ااِل نفع**االت
ومن ّمية للقدرة على فهم مشاعر اآلخرين والتّعاطف* معهم ومساندتهم* في واقع اِنتشر فيه ِ
اإلره**اب والعُن**ف
وانتِهاك* الحقوق...
صيل الدّراس ّي لدى عينّة من المتفوقيّن والعاديّن ،ص.167 4سهاد الملليَّ ،
الذكاء االنفعالي وعالقته بالتّح ِ
5
.دانيال جولمان ،الذكاء العاطف ّي ،ص 33
3
مــب ّررات البـــــــحث:
ّ
والس***عي إلكس***اب ي ّ
والس***لوك ّ* ي العقل ّي -االطّالع على أبح***اث علم النّفس التّرب***و ّ
ي ،لفهم األداء البش***ر ّ
المدرّس مهارات ومزايا التّربية الوجدانيّة.
أهــــداف البـــــــحث:
لقد سعينا في هذا البحث إلى تحقيق جمل ٍة من األهداف ،نفصّلها على النّحو التّالي:
ونعني* بها:
-إعادة ااِل عتبار لما ّدة التّربية التّشكيليّة.
تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة ،بما يساعد على تحقيق أفضل ألهدافها وغايتها.
-تطوير* واقع ِ
4
-محاولة التّص ّدي* لألفكار والمواقف المس**بقة ،الّ**تي ته ّمش التّربي**ة التّش**كيليّة وتقص**ي دوره*ا* في األس**رة
والمجتمع.
حث الطّلب*ة والمدرّس*ين لزي*ادة األبح*اث والنّ*دوات* الّ*تي تُع*الج هك*ذا مواض*يع تربويّة ،س*عيًا للنّه*وض
ّ -
بالبشريّة.
-الكشف عن مجلوبات العلوم المعرفيّة وما أضفته من ثَراء في تحليليها لبواطن العمليّة التّعليميّة.
-تفهّم مشاكل المتعلّمين وم ّشاغلهم* الحيويّة ،وتبيّن دوافع* تصرُفاتِهم* وردود* فِعلِهم.
-التّمييز بين تصرّفات ّ
الطلبة القص**ديّة وغ**ير القص**ديّة ،واعتِب**ار ذل**ك ش**رطا ال ب* ّد من**ه لض**مان س**المة
التّعامل معهم بمرونة ووعي.
مجال الفنون على استيعاب األفكار* ،واكتِساب المهارات ومدى قدرته
ِ -تبيّن مدى ق ّدرة الطّالب المبتدئ في
على التّجاوب الوجدان ّي وبناء العالقات.
إثر هذه المق ّدمة العا ّم**ة ،وبع**د تنزي**ل الموض**وع* وع**رض مبرّرات**ه وأهداف**ه ،س**نعرض اإلط**ار المنهج ّي
ي والتّطبيق ّي للبحث ،وأ ّما من جهة المنهج ،فإنَّنا أثرنا االستفادة من:
النّظر ّ*
-المنهج الوصف ّي التحليل ّي أله ّم ال ّدراسات السّابقة وإلشكاليّة البحث ولمفاهيم**ه ولفرض *يّاته ولبس**ط أدوات
البحث وعيّنته ومجاله.
ي لعرض وتحليل ومناقشة النّتائج ونختم بتوصيات البحث وحدوده.
-المنهج االستقرائي التّجريب ّ*
" 6السيكوبيداغوجيا" هي ك ّل ُممارسة تربويّة أو تعليميّة مبنيّة على قوانين سيكولوجية ،أي مبنيّة على رؤية نفسيّة فبداًل من
ي المتمركز حول المحت**وى ال ّدراس* ّي والق**ائم على نق**ل المع**ارف الجام**دة من الم**د ِّرس إلى المتعلّم ومطالبت**ه المفهوم التّقليد ّ
ّ ّ ْ
بِاستِرجاع ما استوعب من معلومات ،يأتي التصوّر المبن ّي على السيكوبيداغوجيا بمفهوم جديد يتمحور حول المتعلم ويجع**ل
*رية المتراكم**ة معالج**ة وظيفيّ**ة ،وذل**ك ألج**ل مواجه**ةالمعرف**ة البش* ِ
ِ العمليّة التّعليميّة* التّعلّميّة عمليّة حيّة قائمة على معالجة
بت**اريخ
ِ الظَّواهر المعرفي**ة واالجتماعيّ**ة مواجه**ة مباش**رة وإِث**ارة األس**ئلة الّ**تي تس**عى إلى حلّه**ا .ت ّمت زي**ارة الموق**ع
06/12/2019متوفّر على:
http://milafquatorze.ampei.ampei.ma/chapter/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-
/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB
5
: البــــــــــــــــــــــــــاب األ ّول
ســـابقـة
الفصــــــــــل األ ّول :الدّراسـات ال ّ
الفصـــل الثّــــــاني :اإلشكــــــــالـــــــــيّـة
الفصـــل الثّــــــالث :المفــــــــــــــــــاهيـم
الفصـــل الـــ ّرابـــع :فرضيّـــات البــــحث
6
تمهـيـــــــــــــــــد:
نعني باإلطار النّظريّ ،جملة التّقاليد البحثيّة والباراديغمات* ومشاريع البحث ذات العالقة باإلشكاليّة
أن مه**ارات ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي مس**اعدة في ت* ِ
*دريس م**ا ّدة المطروحة .وتب ًعا* إلش**كاليّة بحثن**ا ،الَّتي تف**ترض ّ
متنوعا ،كما سيكون اإلطار التّط**بيق ّي مو ّجهً**ا به**دف محاول**ة فإن اإلطار* النّظر ّ
ي سيكون ِّ التّربية التّشكيليّة ّ
تطبيق* فرضيّات البحث على أرض الواقع وهذا ما يقتضي منّا جهدا وبناء جديدا.
لقد اقترن الحديث عن تعليميّة التّربي**ة التّش**كيليّة بمس**ألة ش**رعيّتها ،فك**ان ّ
الس*ؤال :ه**ل يمكن القي**ام بمنهج
أن التّربية التّش**كيليّة ينبغي أوّال أن تق**وم
تعليم ّي خاصّ بالتّربية التّشكيليّة؟ هذا السّؤال المض ّمن ،كان مفاده ّ
الفن إلها ًم**ا وعبقري**ة ي حتّى نستطيع الح**ديث عن تعلّميّته*ا* نظ*رًا إلى ّ
أن البعض اعت**بر ّ كاختصاص معرف ّ*
أن التّربية التّش**كيليّة
وبالتّالي* ال يمكن إخضاعه إلى قواعد وضبطه بأسس .لكن ما أثبته البعض اآلخر ،هو ّ
ما ّدة دراسيّة تعتمد ملكة العقل والحواسّ تس**عي لنق**ل كف**اءات وس**لوكيات جماليّ**ة وبالتّ**الي* يمكن تدريس**ها
وتعليمها *.من هنا أصبحنا نتح ّدث عن سلوك جمال ّي قابل للفهم والتّحلي**ل والتّأوي**ل .ففيم تتمثَّل أه ّم نظريّ**ات
التَّعلُّم والتّعليم العا ّمة الّتي اقترحها ِعلم النّفس وعلوم التّربية؟ ث ّم كيف يمكن تطويع هذه النّظريّ*ات لت**دريس
خصوصيّة ما ّدة التّربية التّشكيليّة؟
نظَريّات التّعلّم والتّعليم :7
إن االنتقال من المعرفة إلى التّعلُّم ،هو انتقال من الفلسفة إلى ال ِعلم وهو انتقال أيضًا من المقارب**ات التأ ّمليّ**ة
ّ
الفلسفيّة المجرّب**ة إلي المقارب**ات الخبريّ**ة والتجريبي**ة .وبم**وجب* ه**ذا ااِل نتق**ال يص**بح التَّعلُّم ظ**اهرة قابل**ة
لل ّدراسة العلميّة .لذلك سنر ّكز* من خالل هذه النّظريّات* على تحلي**ل العمليّ**ة التّعليميّ**ة (أطرافه**ا ،وظائفه**ا،
كيفيّة تلقّي المعلومة ومعالجتها واالس**تجابة أو ع**دم االس**تجابة) ث ّم س**نهتم بم**ا ق**د يس**اعد في فهم وتحس**ين
تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة تحديدًا. ُّ
الطرق* والمناهج واالستراتيجيّات المستعملة في عمليّة ِ
لقد ظهرت العديد من النّظريّات الَّتي تفسّر العمليّة التّعليميّة نذكر من أه ِّمها:
النّظريّة السّلوكية:
الس*لوكية فرع**ا من ف**روع ِع ْلم النّفس ،الَّذي ي**درس ّ
الس*لوك القاب**ل للمالحظ**ة والتّحلي**ل فهي تعتم**د تُعتبر ّ
ّ
والس**لوك* التّج**ريب والقيس العلم ّي .وته**دف* ِإلقام**ة تراب**ط ذي دالل**ة إحص**ائية بين متغيّ**رات المحي**ط
المدروس* دون الحاجة للعودة لمفاهيم النّفس في تفسير السّلوك.
7
من هذه النّاحية يمكن اعتبار السّلوكية تجاوزت المقارب**ات الفلس**فيّة والتأ ّملي*ة للظّ*اهرة النّفس*يّة .كم**ا يمكن
اعتبارها النّسخة الوضعيّة ِلعلم النّفس الّتي التزمت بتن**اول الج**انب القاب**ل للمالحظ**ة من الظّ**اهرة النّفس*يّة
ي ّ
(الذهني) لهذا السّلوك. دون الغوص في إدراك األساس الضّمن ّ*
احتلّت ه**ذه النّظريّ**ة مكانً**ا مه ًم**ا من**ذ مطل**ع الس**تينات من الق**رن العش**رين " ،حيث ي**رى أص**حاب ه**ذه
النّظريّة ،بأن السّلوك ا ِإلنسان ّي عبارة عن مجموعة من العادات الَّتي يتعلَّمها الفرد ويكتس**بها أثن**اء مراح**ل
الكف وقوى االستثارة اللَّتان تسيّران مجموع**ة
ّ نموّه المختلفة ،وتتح ّكم* في تكوينها* قوانين ال ّدماغ وهي قوى*
االستجابات ال ّشرطيّة ،ويرجعون ذلك إلى العوامل البيئيّة الَّتي يتع*رّض له**ا الف**رد 8" .ومن أه ّم أعالم ه**ذه
النّظريّة هم (واطسون ،بافلوف ،ثورندايك ،سكينار ،باندورا.)...
يمكن أن نستنتج من خالل ما ق ّدمه أصحاب ه**ذه النّظريّ**ة ،أنّ**ه وب**الرغم من إمكانيّ**ة ا ِالس**تفادة من دراس**ة
السّلوك الظّاهر ّ*
ي في العمليّة التَّعليميّة ،إاّل أنّه ال يمكن ااِل قتصار على ما يحمله هذا السّلوك من اِستجابة أو
تأثير.
أن ال ّشخص يبني معلوماته داخليا مت**أثّرًا بالبيئ**ة المحيط**ة بِ* ِه والمجتم**ع
وتؤ ّكد* النَّظريّة البنائية (الحديثة)" ّ
أن تك**ون كم**ا يري**د المعلّم...
وأن لك ّل متعلّم طريقة وخصوصيّة في فهم المعلومة وليس بالضّرورة ْ
واللُّغة ّ
إذن ،فانهماك المعلّم في إرسال المعلومات للمتعلّم وتأكي**دها وتكراره*ا* لن يك**ون مج**ديًا في بن**اء المعلوم**ة
كما يريدها في عقل المتعلّم والمطلوب من المعلّم التّركيز على (تهيئة بيئة التّعلّم) و(المساعدة في الوص**ول*
ي أن النَّظريّة التّقليديّة تعتبر التّعلُّم هو نقل المعلومات إلى المتعلّم فحسب،
لمصادر* التّعلُّم) .والفرق الجوهر ّ*
أن التّعلُّم عند هذه النُّقطة لم يبدأ بعد وإنّما يبدأ بعدها ،فالتّعلم هو م**ا يح**دث بع**د
بينما النَّظريّة البنائية تعتبر ّ
10
وصول* المعلومات إلى المتعلّم الَّذي يقوم بصناعة المعنى ال ّشخص ّي ال َّذات ّي النَّاتج عن المعرفة".
وفية جبار محمد هاشم الياسري ،محاضرة من كلّيّة التّربية والعلوم ا ِإلنسانيّة ،ت ّمت زيارة الموقع ِ
بتاريخ 07/12/2019 8
_https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85
10متوفّرعلى الموقع السّابق.
8
الس*طحية ،الَّتي تُعطي األه ّميّ**ة للعوام**ل الخارجيّ**ة،
لق**د تج**اوز* أص**حاب ه**ذه النّظريّ**ة النّظ**رة التّقليديّ**ة ّ
ّ
"الص*راع المع**رف ّي -االجتم**اع ّي" وحاولت ربط العمليّة التعليمية بتفاعل ال َّذات مع بيئتها .لتعتبر ب**ذلك ّ
أن
هُو محرّك وأساس التّعلُّم .لكن كيف يت ّم هذا الصّراع؟
9
إذ يتناول ِع ْلم النّفس المعرف ّي من وجهة نفسيّة ك ّل ما يتعلَّق بالمعرفة والعمليّات ّ
الذهنيّة .ويشمل:
المعارف
ِ -
المعارف والتص ّورات.
ِ صورات والمعالجة الَّتي يمكن أن تغيّر هذه
-التّ ُّ
ّ
مثل):الذاكرة -اإلدراك -ح ّل المش**اكل -التّعلم -النّم*وّ- لذلك نجد ِعلم النّفس المعرف ّ*
ي يعالج ميادين مختلفة
ال**** َّذكاء( .وعلى ه****ذا األس****اس يق****ول األس****تاذ "أحم****د شبش****وب"" :م****ا دام ِع ْلم النّفس العرف****اني*
))Cognitivismeيدرس التّم ّشيات المتعلّق*ة بمعالج**ة المعلوم**ات من ط**رف* الك**ائن اإلنس**ان ّي وم**ادامت
ف*إن إمكانيّ*ة ت**د ّخل ِع ْلم النّفس
المدرسة تعرض على المتعلّمين معارف وتط**البهم* بتعلّمه*ا (أي ُمعالجتِه*ا)ّ ،
15
العرفان ّي في التّربية يصبح واردا".
وهنا يضبط "طارد* يف" (الكاتب الكنديّ) ثالثة مواطن لتدخل ِع ْلم النّفس العرفان ّ*
ي في التّربية وهي"
-األهميّة المعطاة في ِع ْلم النّفس العرفان ّ*
ي لالستراتيجيّة الموصلة إلى تعلَم معرفة جديدةّ ،
ألن االستراتيجيّة
*إن علِم النّفس أه ّم من النّتيجة واالستراتيجيّة هي الَّتي تنبئنا عن التّمثّالت ّ
الذهنيّة والعرفانيّة للفرد .ل**ذلك ،ف* ّ
العرفان ّي يعطي أه ّميّة كبيرة لالستراتيجيّة.
-األه ّميّ**ة الَّتي يعطيه*ا* ِع ْلم النّفس العرف**ان ّي للمع**ارف* ّ
الس*ابقة للف**رد في ك* ّل تعلَم جدي**د ،وه**ذه المع**ارف
نوعان :معارف* سلِيمة ،يمكن للمدرّس أن يعتم*د عليه*ا لبن*اء المع*ارف الج ِدي*دة ( )pré-requisومع*ارف
خاطئة ،يجب تعديلها* لِبناء معارف جديدةً.
-دور المدرّس في تنظيم المعارف المق ّدمة للطَّلبة أو األطفال ،حتّى يساعدهم على استيعابها* داخل ال َّذاكرة
(طويلة المدى M.L.Tأو قصيرة المدى )M.C.Tوال يتوقَّف* دوره عند هذا الح ّد ،ب*ل يتع* ّداه إلى األدوار*
التّالية:
المدرس يُساعد تالميذه على تنظيم المعارف المق ّدمة إلي ِهم.
ويساعد تالميذه على بن*اء اس*تقالليّة ذاتيّ*ة تس*اعدهم على مواص*لة التّعلّم الف*رد ّ
ي داخ*ل المدرس*ة
16
وخارجها".
10
مف***اهيم أخ***رى تع***الج المتغيّ***رات ال ّداخليّة ،مس***تعينة في ذل***ك بالفلس***فة وعلم األعص***اب وعلِم النّفس
وااِل تّصال*...
فإِذا سلّمنا ّ
بأن التّعليم هو تغيّر في السّلوكّ ،
فإن السّلوكيّة ق**د أرجعت ه**ذا التغيّ**ر إلى عوام**ل حسّ -حركيّة،
ي إلى متغيّرات ذهنيّة وعقليّة ونفسيّة .لقد أعادت العرفانيّة ااِل عتب**ار إلى في حين يرجعها البراد يغم العرفان ّ*
المتغيّ**رات ال ّداخليّ**ة (المعرفيّ**ة والوجدانيّ**ة) الّ**تي تتح ّكم في عمليّ**ة التّعلم وس**اعدت على فهم التّغيّ**رات
السّوسيولوجيّة والوجدانيّة والعاطفيّة.
وفي* هذا اإلطار ومن خالل هذه التّعريفات المختصرة الَّتي حاولنا من خاللها فهم العمليّة التّعليميّة ،نستنتج
أن ك ّل نظريّة قد فسّرت ظاهرة التّعلُّم من زاويتها* الخاصّة ،وك ّل نظريّة حاولت تجاوز افتراضات* النّظريّة
ّ
الَّتي سبقتها .ومن ناحيتنا ،وجب علينا الجمع بين هذه النّظريّات وأخذها بعين االعتِبار للتّوص**ل إلى حل**ول
أن علِم النّفس
*دريس م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة وتتماش**ى والوض *ع* ال *رّا ِهن .وباعتِب**ار ّ
جدي**دة تس**اعد على ت* ِ
الذهنيّة المتعلّقة بمعالجة المعلومات وذل**ك من خالل ِ
اإلجاب *ةَ عن األس**ئلة العرفان ّي يحاول تحليل التَّم ّشيات ّ
التّالية:
كيف يدرك الفرد محيطه والمثيرات المتأتية من هذا المحيط؟ كي**ف ينظّم* تفاعل**ه م**ع ه**ذا المحي**ط؟ وكي*ف*
يتعلَّم المعارف الجديدة؟ كيف يستعمل المعارف* المخزونة في َّ
الذاكرة بعيدة المدى؟ كيف ينق**ل معرفت**ه من
ميدان إلى ميدان آخر؟
أن البراديغم* العرفان ّي مناسب إلشكاليّة بحثنا ،أِل نّه يولي أه ّميّة كبيرة للعامل الوجدان ّي باعتباره أحد
نستنتج ّ
أه ّم العوامل المتدخلة في سيرورات التّعلّم والتّعليم.
ونظ**را* لم**ا تفرض**ه ُخصوص*يّة م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة من ص**عوب ٍة في التّ* ِ
*دريس وفي* ص**ياغة األه**داف
خاص*ة على ال * َّذكاء الوج**دان ّي (ف**رع
ّ الوجدانيّ*ة ،فإننا نفترض أن فهم المتغيّرات ال ّداخليّة للمتعلّم وااِل عتماد
من فروع* ِع ْلم النّفس المعرفي) سييسّر تعليميّة ما ّدة التّربية التّشكيليّة وسيساعد* في تحقيق أهدافها.
فما المقصود َّ
بالذكاء الوجدان ّي وكيف* يمكن االستفادة منه؟
11
ســـابقـة
الفصــــــــــل األ ّولـ :الدّراسـات ال ّ
تمهـيــــــــــــــــد:
12
تكتسي ال ّدراسات السّابقة أه ّميّة بالغة في البحث العلم ّي ،حيث تضمن للباحث تكوين خلفيّة نظريّة
عن موضوعه ليب**ني على أساس**ها بحث**ه .ه**ذا م**ا دفعن**ا للبحث عن ال ّدراس**ات والبح**وث والم* ّ*ذكرات* ذات
الص*لة بمص**طلح "ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي" ،لت**بيّن مهارت**ه ولمعرف**ة تأثيرات**ه على مهن**ة ت**دريس م**ا ّدة التّربي**ة
ّ
التّشكيليّة .ومن خالل هذه ال ّدراسات ،تبيّن لنا أن هذا المفهوم وإن لقي حظّا ال ب**أْس ب * ِه في الثّقاف**ة الغربيّ**ة
والعربيّة إالّ أنّه مازال يخطو خطواته األولى في تُونس برغم الحاجة الملحّة إلى مثل هكذا أبحاث.
ل**ذلك حاولن**ا في ه**ذا القس**م من البحث ،تتبّ**ع جمل* ٍة من ال ّدراس**ات من خالل رص**د إش**كاليّاتها* المركزيّ**ة
وفرضيّاتها وأدواتها* ونتائجها ثُ ّم قمنا بمناقشتها* ورسم* حدودها لنبني على أساسها بحثنا.
الدّراسة األولـــى:
ّ
"الذكاء الوجدان ّي وعالقته بج**ودة الحي**اة والتّحص**يل* األك**اديم ّي ل**دى ال ّدارس**ين بجامع**ة الق**دس المفتوح**ة
بمنطقة خان يونس التّعليميّة " :دراسة ميدانيّة قام بها ال ّدكتور* "إس*ماعيل ص*الح الف*را" من جامع*ة الق*دس
المفتوحة (خان يونس) وال* ّدكتور* "زه**ير عب**د الحمي**د النواجح**ة" من جامع**ة الق**دس المفتوح**ة (رفح) في
.2012
نُشرت الدراسة في مجلة (جامعة األزهر بغ ّزة) ،تحديدا في سلس**لة العل**وم اإلنس**انيّة ،ض**من المجل**د ()14
الص**فحة ( ،)90واس**تخدم* فيه**ا الباحث**ان المنهج الوص**ف ّي ،التّحليل ّي
الص**فحة ( )57إلى ّ
الع**دد ( ،)2من ّ
وإشكاليّتها هي:
ما عالقة ّ
الذكاء الوجدان ّي بجودة الحياة والتّحصيل األكاديم ّي لدى ال ّدارسين بجامعة القدس المفتوحة منطقة
خان يونس التّعليميّة؟
ي وجودة الحياة والتّحصيل األكاديم ّي ل**دى عيّن**ه مكوّن**ة حاولت ال ّدراسة تعريف* العالقة بين َّ
الذكاء الوجدان ّ*
من ( )300دارس في جامع**ة القُ**دس المفتوح**ة بمنطق**ة خ**ان ي**ونس ،للكش**ف عن الف**روق ذات ال ّدالل**ة
اإلحصائية بين متوسطات* درجات ال ّدارسين مرتفعي التّحصيل األكاديم ّ*
ي ومتوس**طات* درج**ات ال ّدارس**ين
ي وجودة الحياة. منخفضي التّحصيل في َّ
الذكاء الوجدان ّ*
ّ
بالص*فاء واله**دوء ويقصد بمفهوم* جودة الحياة حسب ال ّدراسة :هو الحالة العا ّم**ة الَّتي يش**عر خالله**ا الف**رد
الذات والتوافق* والتفاعل األكاديم ّي واالجتماعي. والطمأْنينة والبهجة وفهم* َّ
ُّ
أ ّما مفهوم التّحصيل األكاديم ّي *:فيعتبر المع ّدل التراكم ّي الَّذي حص**ل علي**ه دارس**و ّ
الس*نة الرابع**ة بجامع**ة
الق**دس المفتوح*ة بمنطق*ة خ**ان ي*ونس وت ّم تقس*يمه في ال ّدراس**ة بأَنّ**ه %70ف*وق* مرتف*ع و %69فم**ا دون
منخفض التّحصيل األكاديم ّي*.
وفيها* انتهي الباحثان إلى هذه النّتائج:
-توجد عالقة إرتباطيّة موجبة ذات داللة إحصائيّة بين درجات ّ
الذكاء الوجدان ّي وبين درجات جودة الحياة
لدى أفراد عيّنة ال ّدراسة.
13
-توجد عالقة إرتباطيّة موجبة ذات داللة إحصائيّة بين درجات ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي وبين درج**ات التّحص**يل
ي لدي أفراد عيّنة ال ّدراسة.
األكاديم ّ*
-توجد عالقة إرتباطيّة موجبة ذات داللة إحص**ائيّة بين ال ّدرج**ة الكلّيّ**ة لج**ودة الحي**اة وبين ال ّدرج**ة الكلّيّ**ة
للتّحصيل األكاديم ّ*
ي لدى أفراد عيّنة ال ّدراسة.
ّ
ومتوس*طات متوس*طات درج**ات م**رتفعي التّحص**يل األك**اديم ّ*
ي ّ -توج**د ف**روق* ذات دالل**ة إحص**ائيّة بين
درجات منخفضي التّحصيل األكاديم ّ*
ي في جودة الحياة.
مناقشة وتعليـــق:
تُبرز هذه ال ّدراسة مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّي وعالقته بالتّحصيل األكاديم ّي وجودة الحياة ل**دى عيّن**ة مكون**ة
من ( )300دارس في السنة الرّابع*ة بجامع*ة الق*دس المفتوح*ة بخ*ان ي*ونس .وتس*عي للكش*ف عن العالق*ة
اإلرتباطيّة بين هذه المفردات ،دون الغوص في الكيفيّة.
الدّراسة الثّانيـــة:
"ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي وعالقت**ه بالق**درة على ح* ّل المش**كالت ل**دى تالمي**ذ المرحل**ة الثانويّ**ة) دراس**ة ميدانيّ**ة
ّتي هواري بومدين وبزهوم الجديدة بالمس**يلة(" :دراس**ة ميدانيّ**ة لألس**تاذ "رابح ق**دوري"من جامع**ة
بثانوي ْ
المسيلة (الجزائر) واألستاذ "ذبيحي لحسن" من جامعة سطيف( 2الجزائر) .نُشرت بتاريخ10/01/2016:
ي والمنهج التّجري**ب ّي .وتط**رح ال ّدراس**ة اإلش**كالية التّالي**ة :ه**ل توج**د
واعتمد فيها الباحث**ان المنهج الوص**ف ّ*
ي بأبعاده الخمسة والقدرة على ح ّل المشكالت لدى تالميذ السنة الثّانية ثانوي؟ عالقة بين ّ
الذكاء الوجدان ّ*
هدفت ال ّدراسة إلى التّعرف على العالقة االرتباطيّة بين ّ
الذكاء الوجدان ّي والقدرة على ح ّل المش**كالت ل**دى
تالمي***ذ المرحل***ة الثّانويّة ،وتك***ونت من( )131تلمي***ذا وتلمي***ذة ت ّم اختي***ارهم عش***وائيّا للع***ام ال ّدراس***ي
.2014/2013وكانت نتائج ال ّدراسة داعمة لفرضيّة البحث ،حيث ت ّم تأكيد وجود عالق**ة إرتباطيّ**ة موجب**ة
ي (إدارة االنفعاالت ،التّعاطف ،تنظيم االنفعاالت، عند مستوى ال ّداللة ( *)a=0.01بين أبعاد ّ
الذكاء الوجدان ّ*
المعرفة االنفعاليّ*ة ،وال ّدرج*ة الكلّيّ*ة) والق*درة على ح* ّل المش*كالت في الحي*اة اليوميّ*ة ل*دى تالمي*ذ الثّاني*ة
ثانوي* ،ما عدا بعد التّواصل االجتماع ّي الّذي كان دااّل عند مستوى ال ّداللة (.)a=0.05
ي والقدرة على ح ّل المشكالت في الحياة اليوميّة يؤ ّكد الحقيقة العلميّة الّ**تي فوجود عالقة بين ّ
الذكاء الوجدان ّ*
أن التّفكير ضرور ّ*
ي لالنفعاالت وللوجدان. أن االنفعاالت (الوجدان) ضروريّة للتّفكير مثلما ّ
مفادها ّ
مناقشة وتعليـــق:
لئن تم ّكنت الدِّراسة من الكشف عن مهارات َّ
الذكاء الوجدان ّي في ح ّل المشكالت ،فإِنّها اقتصرت على عيّنة
من تالميذ السّنة الثّانية ثانوي في ث*انوي ْ*
ّتي ه*واري بوم*دين وثانويّ*ة بوه*وم* الجدي*دة ببلدي*ة بره*وم* (والي*ة
المسيلة).
14
الدّراسة الثّالثـــة:
"م**ذ ّكرة مك ّمل**ة لني**ل ش**هادة الماجس**تير في علم النّفس التّرب**وي تحت عن**وان":عالق**ة ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي
بالتّحصيل* ال ّدراسي لدى طالّب الجامعة (دراسة ميدانيّة لدى عيّنة من طاّل ب قسم العلوم االجتماعيّة)".
إعداد الطالب**ة "باتش**و ص**فيّة" وإش**راف* "بن زروال فتيح**ة" أنج**زت في .2015/2016وفيه*ا* اس**تعملت
الباحثة المنهج الوصف ّي االرتباط ّي.
وإشكاليّتها :هل توجد عالقة بين مستوى ّ
الذكاء الوجدان ّي والتّحصيل* ال ّدراس ّي لدى طلبة الجامعة؟
أ ّما فرضيّاتها* األساسيّة :ال توجد عالقة دالّة بين مستوى* ّ
الذكاء العاطف ّي ومستوى التّحصيل ال ّدراس * ّي ل**دى
طلبة الجامعة.
تحاول الباحثة من خالل هذه ال ّدراسة الكشف عن طبيعة العالقة الارتباطيّ**ة بين متغيّ**ري ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّ*
ي
والتّحصيل* الدراس ّي .وفيها* توصّلت لنتيجة:
-ال توجد عالقة دالّة بين مستوى ّ
الذكاء العاطف ّي ومس**توى* التّحص**يل ال ّدراس* ّي ل**دى طلب**ة الجامعة أف**راد
العيّنة على مقياس ّ
الذكاء الوجدان ّي لفاروق* ال ّسيّد عثمان.
-ال توجد عالقة دالّة إحصائيّا* عند مستوى ال ّداللة ( )0.01بين درجات أفراد العيّنة على بعد إدارة وتنظيم
ومعرفة االنفعاالت والتّعاطف* والتّواصل االجتماعي مع مستوى* التّحصيل ال ّدراس ّي لديهم.
مناقشة وتعليـــق:
ي والتّحصيل ال ّدراس ّي لدى طلب**ة الجامع**ة اقتصرت* المذ ّكرة على إبراز العالقة بين مستوى* ّ
الذكاء الوجدان ّ*
ي لف*اروق* ّ
الس*يّد مع عيّنة من طاّل ب قسم العل*وم االجتماعي*ة .أيض*ا اتبعت الباحث*ة مقي*اس ّ
ال*ذكاء الوج*دان ّ*
عثمان كأساس لقيس العالقة بين مستوى ّ
الذكاء الوجدان ّي والتّحصيل* ال ّدراسي ،لتبيّن أنّ**ه كلَّم**ا ك**ان ال* َّ
*ذكاء
ي للطَّالب مرتفعا كلّما اِنخفض تحصيله ال ّدراس ّي والعكس صحيح.
الوجدان ّ*
الدّراسة ال ّرابعــة:
"الذكاء الوجدان ّي كأحد الرّكائز الّتي تدعم التّنمية المهنيّة لمعلّم التّربية الفنّيّة " :ق**ام به**ذه ال ّدراس**ة ك * ّل من
ّ
ال ّدكتور* "وليد مصطفي أحمد" أستاذ الخزف المس**اعد بقس**م التّربي**ة الفنّيّ**ة من كلّيّ**ة التّربي**ة (جامع**ة عين
شمس) وال ّدكتور "ميالد إبراهيم متى" أستاذ التّصوير* المساعد بقسم العلوم الفنّيّة من كلّيّة التّربي**ة النّوعي**ة
(جامعة المنوفيّة) وعالجا من خاللها اإلشكاليّة التّالية:
ي في الكشف عن التّنمية المهنيّة الاّل زمة لتحقيق النّجاح ما مدى إمكانيّة اإلفادة من مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّ*
المهن ّي لمعلّم التّربية الفنّيّة؟ وهل هناك مؤ ّشرات للتّنمية المهنيّة لمعلّم التّربي**ة الفنّيّ**ة وف*ق* مه**ارات ال* ّ*ذكاء
ي؟
الوجدان ّ*
15
أن المعايير* المهنيّ*ة في أداء معلم التّربي*ة الفنّيّ*ة وف*ق* مه*ارات
وحاوال من خالل هذه اإلشكاليّة أن يفترضا* ّ
الذكاء الوجدان ّي يمكن أن تكشف عن مؤ ّشرات للتّنمية المهنيّة الاّل زمة لتحقيق النّجاح المه*ن ّي لمعلّم التّربي*ة
ّ
ّ
ليتوص*ال لنت*ائج تش*ير إلى فاعليّ*ة الفنّيّة .واتّبعا في بحثهم*ا المنهج الوص*ف ّي ،التّحليل ّي والمنهج التّجري*بي.
ي في التّنمية المهنيّة لمعلم التّربية الفنّيّة. االستفادة من مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّ*
مناقشة وتعليـــق:
لئن توصّلت هذه ال ّدراسة لنتائج تكشف فاعليّة االستفادة من مه**ارات ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّ*
ي في التّنمي**ة المهنيّ**ة
مجالي التّعبير الفنّ ّي والتّعبير المجسّم.
ْ لمعلّم التّربية الفنّيّة ،إال أنها اقتصرت على المرحلة اإلعداديّة في
الخامسةـ: الدّراسة
الس*لوك الجم**ال ّي بال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي ت**ن ّزلت تحت عن**وانّ ":
الس*لوك الجم**ال ّي وهي دراس**ة اهت ّمت بعالق**ة ّ
ي لدى طلبة كلّيّ*ة الفن*ون الجميل*ة جامع*ة بغ*داد " "لعمرعن*يزي* س*لمان" (جامع*ة وعالقته ّ
بالذكاء الوجدان ّ*
األنبار كلّيّة الطّبّ البيطريّ) *.اعتمد فيها المنهج الوصفي االرتباط ّي ،وتساءلت هذه ال ّدراسة ح**ول العالق**ة
بين السّلوك الجمال ّي للمتلقّين من الطّلبة ّ
والذكاء الوجدان ّي؟
وهو سؤال لم تت ّم اإلجابة عنه ،لذلك اعتبره الباحث مشكال علميّا ،يس*عي لمعالجت**ه من خالل ه**ذه ال ّدراس**ة
الس*لوك الجم**ال ّي وال* ّ*ذكاء
فكانت فرضيّته الّتي يس**عي لتأكي**دها" :هي اعتب**ار وج**ود عالق**ة ارتباطيّ**ة بين ّ
ي لدى طلبة كلّيّة الفنون الجميلة (جامعة بغداد) " لهدف التّحقّق من فرضيّة أنّه:
الوجدان ّ*
والذكاء الوجدان ّي لدى طلب**ة كلّيّ**ة الفن**ون الجميل**ة (جامع**ة
" ال توجد عالقة ارتباطيّة بين السّلوك الجمال ّي ّ
بغداد) ".
صل* في النّهاي**ة إلى نتيج**ة
واعتمد في هذه ال ّدراسة مقياس كرافس لقياس السّلوك واالستجابة الجماليّة ،ليتو ّ
أن األف**راد الّ**ذين يتمتّع**ون
حتميّة تق ّر بوج**ود عالق**ة ارتباطي**ة بين المقياس*يْن .نظ**را إلى أنّ*ه يمكن الق**ول ّ
بالسّلوك* الجمال ّي يكونون* أكثر حيويّة ومثابرة وإقب**اال على الحي**اة ،ويس**اعدهم* ذل**ك على االختب**ار واتخ**اذ
الس**لوك الع**ا ّم وفي التّعام**ل م**ع اآلخ**رين ويس**اعدهم على فهم أنفس**هم
الق**رار بعي**دا عن التّن**اقض في ّ
واآلخرين .فالسّلوك* الجمال ّي يجعل الفرد متح ّكما في عواطفه وانفعاالته.
مناقشة وتعليـــق:
تم ّكنا من خالل هذه ال ّدراسة من التّعرّف على أه ّميّة السّلوك الجم**ال ّي ودوره في تنمي**ة العوام**ل الوجدانيّ**ة
عند الطَّلبة .وتحصّلنا أيضا على مراجع مه ّمة ساعدتنا في إنجاز بحثنا.
السادسة: الدّراسة
تخص*ص ْ
علم النّفس االجتم*اع ّي تحت عن*وان: ّ "مذ ّكرة مك ّملة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االجتماعيّة
ال َّذكاء العاطفيّ وعالقته بالتّوافق* المهنيّ دراسة ميدانية على ّ
عينة من أساتذة جامعة مح ّمد خيضر بسكرة".
16
إع**داد الطَّالب**ة "بن غرب**ال س**عيدة" وإش**راف األس**تاذ "قبق**وب عيس**ى" ،أنج**زت في ّ
الس *نة الجامعيّ**ة
،2014/2015وإشكاليّتها* العا ّمة :ه**ل توج*د* عالق**ة بين ال* َّذكاء الع**اطفيّ والتّوافق* المه**نيّ ل**دى عيّن**ة من
األساتذة الجامعين؟
هدفت ال ّدراسة للكش*ف عن العالق*ة االرتباطيّ*ة بين َّ
ال*ذكاء الع*اطفيّ والتّوافق المه*نيّ ل*دى أس*اتذة جامع*ة
مح ّمد خيضر بسكرة في ضوء متغيرات (الجنس ،التّخصص العلم ّي ،والخبرة المهنيّة).
وتكوّنت* عينة ال ّدراسة من 150أستاذا من جامعة مح ّم**د خيض**ر بس**كرة للموس**م الج**امع ّي .2013/2014
الس*يّد عثم**ان ومح ّم**د عب**د ّ
الس*ميع رزق()2001 وت ّم فيها استعمال مقاييس َّ
الذكاء العاطفيّ إع**داد ف**ارُوق* ّ
ومقياس التّوافق* المهني إعداد الباحثَة.
توصّلت ال ّدراسة إلى أن األساتذة الجامعين يتمتعون بمستوي ذكاء عاطف ّي وتوافق* مهنيّ مرتفعين ،بالتّ**الي
هناك عالقة ارتباطيّة موجبة بين ال َّذكاء العاطفيّ والتّوافق المهنيّ ل**دى األس**اتذة الج**امعين ،تع* ّزى لمتغ**ير
الجنس والتّخصص العلم ّي والخبرة المهنيّة.
مناقشة وتعليـــق:
بالرغم من توصّل هذه ال ّدراسة إلى نتائج تستجيب مع فرضيّتها* األساسيّة الَّتي تق ّر ب ُوجود* عالق**ة ارتباطيّ**ة
بين َّ
الذكاء الع*اطفي والتّواف*ق المه*ن ّي ،إاَّل أنّه*ا بقت منحص*رة في عين*ات أس*اتذة جامع*ة خيض*ر* بس*كرة.
*ذكاء الع**اطفي و التّواف*ق* المه*ني ل**دى العيّن**ات المخت**ارة ،إاَّل أَنّ*ه ت ّم اعتم**اد
وبالرغم من تحديد مس**توي ال* َّ
مقياس ال َّذكاء العاطف ّي لفاروق* ال ّسيّد عثمان ومح ّمد* عبد السّميع رزق* لسنة ( )2001كما ت ّم اعتم**اد مقي**اس
الباحث**ة في تحدي**د درج**ات التّواف*ق* المه**ن ّي ،ه**ذا بإض**افة القتص**ارها* على مس**توي* الجنس و التَّخص**ص
العلم ّي والخبرة المهنيّة ،وهو ما جعل ال ّدراسة حتّى وإن توصّلت لنتائج إيجابيّ**ة فإنّه**ا تنحص**ر في مقي**اس
ي معيّن ،بالتّ**الي ق**د ال تتواف**ق ه**ذه النّت**ائج م**ع عين**ات ونم**اذج
وعينات وتخصّص علم ّي و مه**ن ّي وجنس* ّ*
قياسية أخرى.
خالصة عا ّمــــــة:
تمحورت* ال ّدراسات السّابقة الّتي عرضناها في هذا البحث ،حول مفه**وم ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّ*
ي في عالقت**ه
ي وقدرته على ح ّل المش**كالت وعالقت**ه بالتّحص**يل ال ّدراس**ي ...وتن**اولت*
بجودة الحياة والتّحصيل األكاديم ّ*
ال ّدراسة القبل األخيرة ،السّلوك الجمال ّي في عالقته ّ
بالذكاء الوج**دان ّي .كم**ا تن**اولت الدراس**ة ال**تي س**بقتها،
الذكاء الوجداني كركيزة تدعم التّنمية المهنيّة لمعلّم التّربية الفنّيّة .أ ّما ال ّدراسة األخيرة ،فق**د تن**اولت ال * َّذكاء
ّ
17
أن ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي ن**واة أساس*يّة
العاطفي وعالقته بالتّوافق المهني .ومن خالل هذه ال ّدراس**ات ،تأ ّك**د لن**ا ّ
ومس**اعد في التع**امالت والعالق**ات االجتماعيّ**ة واألس**رية والمهنيّة ومس**اعد في تنمي**ة مه**ارات الطّ**الب
واألستاذ *.لكن ،وبالرغم من األه ّميّة الَّتي ق ّدمتها لنا هذه ال ّدراسات في اعتمادها على مق**اييس مختلف**ة لقيس
َّ
الذكاء الوجدان ّي في عالقته بالتّحصيل األكاديم ّي أو جودة الحياة أو ح ّل المشكالت أو التّوافق* المه**ني ...إاّل
أَنّها دراسات اِهت ّمت ّ
بالس*ببيّة دون الغ*وص في الكيفِيّ*ة وكأنّه*ا ب*ذلك تتثبت من مق*اييس ونت*ائج ال ّدراس*ات
ي جعلها تتشابه فيم**ا بينه**ا .كم**ا
الغربيّة على البيئة العربيّة .واعتماد أغلبها على المنهج الوصف ّي ،االرتباط ّ*
أن تناول التّربية التّشكيليّة كما ّدة دراسيّة لم يكن معلنا وصريحًا في ه**ذه ال ّدراس**ات ،وتن**اول* ال* ّ*ذكاء
نالحظ ّ
ي كركيزة تد ّعم مهنة معلّم التّربية الفنّيّة دراسة اقتصرت على المعلّمين وعلى نماذج لإلعدادي**ة من
الوجدان ّ*
التّالميذ في مجال التّعبير الفنّ ّي والتّعبير المجسّم.
ي فإنّه لم يت ّم تناول الج**انب التّعليم ّي وحتّى وإن ت ّم التّطرّق إلى السّلوك الجمال ّي في عالقته ّ
بالذكاء الوجدان ّ*
*ذكاء الع**اطفي وعالقت**ه ب**التّوافق المه**نيّ دراس**ة باإلضافة إلى أن دراسة ال* َّ
أو التّدريس ّي لهذا السّلوك .هذا ِ
اِهت ّمت بالمدرس**ين وبتخصص**هم وخ**برتهم* ولم تهت ّم بت**دريس م**ا ّدة الفن**ون تحدي*دًا .كم**ا ال ننس**ي ّ
أن ه**ذه
ال ّدراسات من بلدان عربيّة أخرى من الجزائر والسعودية ومصر*...
في حين أن أهميّة ّ
الذكاء الوجدان ّي في تنمية مهارات األستاذ الجامع ّي ومس*اعدته في ت*دريس م*ا ّدة التّربي*ة
خاص*ة ،إش**كالية لم تط**رح بش**كل معلن في ت**ونس .وحتّى* وإن ت ّم تناوله**ا فإنّه**ا ق**د اتّخ**ذت من
ّ التّش**كيليّة
المدارس اإلعداديّة والمعاهد الثّانويّة مجااًل لها.
لذلك ،سنحاول* ومن ناحيتنا في هذا البحث ،أن نجمع بين ما أتت به ال ّدراس**ة الرّابع**ة والخامس**ة واألخ**يرة
ي وبنماذج مطّبقة على التّعليم العالي ،وذلك من
بطريقة مغايرة باعتماد المنهج الوصف ّي ،التّحليل ّي والتّجريب ّ*
خالل اعتبار ّ
الذكاء الوجدان ّي مساعدًا على تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة ،ومن خالل القيام بدراسة ميدانيّة
على عيّنة من أساتذة المعهد العالي للفنون والحرف* بقابس ،للبحث عن كيفيّة االستفادة من مه**ارات ال* َّ
*ذكاء
ي في تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة.
الوجدان ّ*
18
الفصـــل الثّــــــاني :اإلشكـــــــــاليّـــــــــة
بنا ًء على ما ح ّددناه من مبرّرات وعلى ما رسمناه من تو ّج**ه نظ**ريّ ،وبع**د اطّالعن**ا على ال ّدراس**ات
السّابقة في نفس المجال ،نطرح اإلشكالية التّالية:
إلى أي مدى استفاد ُمد ِّرسُو ما ّدة التّربية التّشكيليّة بالمعهد العالي للفنون والحرف بقابس من مه**ارات
ّ
الذكاء الوجدان ّي؟
وتفصياًل يمكننا طرح التساؤالت التّالية:
19
-ما هي الت ّمثّالت الَّتي يحملها مد ِّرس التّربي**ة التّش**كيليّة في المعه**د الع**الي للفُن**ون والح**رف* بق**ابس ح**ول
مصطلح ّ
الذكاء الوجدان ّي؟*
-كيف يؤثّر وعيه واستعماله للعامل الوجدان ّي في طرق* ِ
تدريسه لما ّدة التّربية التّشكيليّة؟
-كيف يمكن ألستاذ الفنون والحرف أن يحقّق األهداف الوجدانيّة في درسه؟
-ما الخصوصيّة التي تفرضها ما ّدة التّربية التّشكيليّة وتستجيب* لمهارات ال َّذكاء الوجدان ّي؟
-ما هي المؤ ّشرات ال ّدالَّة على ُوجُود* استفادة من مهارات ال َّذكاء الوجدان ّي؟
ي والعمل عليها؟ -كيف يمكن تطوير مهارات َّ
الذكاء الوجدان ّ*
20
الفصـــل الثّــــــالث :المفــــــــــــــــــاهيـم
ي منه بوجه خاصّ ،ال يعالج األشياء والظواهر على نحو مباشر ّ
إن العقل البشر ّ
ي بوجه عا ّم والعلم ّ*
وإنّما يحتاج في ذلك إلى جملة من الوسائط* الضّروريّة لع ّل أه ّمها الرّمز واللّغة .إذ بقدر ما تك**ون مفاهيمن**ا
أن اإلشكاليّة الّ**تي يطرحه*ا* ه**ذا البحث إنّم**ا تق**وم
واضحة ودقيقة بقدر ما يكون تفكيرنا كذلك ،ومعنى* هذا ّ
على جملة من المفاهيم اإلجرائيّة ال ّدقيقة وال تتبلور إاّل من خالله**ا ،وإذا ك**ان األم**ر ك**ذلك ف* ّ
*إن التّحلي**ل ال
يكون ممكنا بدون ضبط هذه المفاهيم وتحديدها تحديدا وظيفيّا دقيقا.
21
تأتي هذه ال ّشبكة المفهوميّة للبحث ،اس*تجابة لخصوص*يّة اإلش*كاليّة وم*ا اقتض*ته من فرض*يّات ،ل*ذلك فق*د
تمحورت* أساسا حول أهم المفاهيم الّ**تي قمن**ا بترتيبه*ا* ترتيب*ا منطقيّ**ا ومنهجيّ*اّ *:
ال*ذكاء الوج**دان ّي ،التّربي**ة
التّشكيليّة ،ال ُم َد ِّرس (مدرّس الفنون) ،التّدريس (مهنة التّدريس).
ي:
الوجدانــــــــ ّ ّ
الذكـــــاء -1
اختلفت تسمية هذا المصطلح ( *)Intelligence Émotionnelleحسب ترجمته في البيئة العربيّة ،فهناك*
(الذكاء الوجدان ّي ،ال* َّذكاء الع**اطف ّي أو ال* ّ*ذكاء االنفع**اليّ أو ذك**اء المش**اعر) .ورغم ّ
أن التّرجم**ة من يس ّميه ّ
الذكاء االنفعال ّي " ،إاّل أن هذه التّرجمة قد ي َُس*اء فهمه**ا ل**دى الَّذين يميل**ون إلى حص**ر
الحرفيّة للمفهوم هي َّ
اصطالح "انفعال" 17في جوانب**ه غ**ير ّ
الس*ارّة أو ّ
الس*لبيّة (ك**الخوف ،الح**زن ،الغض**ب) ،كم**ا ق**د يحص**ر
اإلعج**اب) .وق**د يش**ير "ذك**اء
ارة (ك**الفرح ،الحبِ ، مص**طلَح "العواط**ف"* في ج**وانب االنفع**االت ّ
الس * َ
ل**ذا فق**د اعتبِ**ر اس**تخدام المشاعر" للجانب الح ّس ّي من الخبرة االنفعالية كال ّشعور (بال ّدفء أو الرّاحة)".
18
ي "لدى العديد من الباحثين والمفكرين ،هو األكثر شموليّة لجوانب المفهوم السّارّة مصطلح َّ
"الذكاء الوجدان ّ*
ي عوض َّ
الذكاء االنفعال ّي أو الع**اطف ّي وغير السّارّة .ومن خالل هذا التّوجّه اِخترنا مصطلح َّ
الذكاء الوجدان ّ*
باعتباره األكثَر قبواًل واألكثر توافقا لدى عا ّمة النّ ِ
اس.
بالذكاء الوجدان ّي وفيم* تتمثَّل مهاراته؟
فما المقصود َّ
الذكاء الوجدان ّي ه**و مح**ور بحثن**ا ،وه**و الح* ّل الَّذي ت ّم التّط*رّق إلي*ه لتحس**ين أس**اليب وط**رق*أن َّ باعتبار ّ
تدريس ما ّدة التَّربية التّشكيليّة ،فإنّنا ال نس**تطيع تج**اوز* ه**ذا المفه**وم دون الع**ودة ألُ ُ
ص*ول نُش**وئه ومعرف**ة
تطوراته .لذلك ،سنحاول* في البداية فهم األرضيّة الّتي سمحت ببرُوز* هذا المفهوم ،سنتط ّرق* لمفهوم ال* ّ*ذكاء
الذكاءات المتع ّددة ،ومنها سنص*ل ّ
لل*ذكاء الوج*دان ّي وكيفيّ*ة انتش*اره ونعرّف*ه ونتع*رف (الذكاء العقل ّي) ،ث ّم ّ
ّ
على مهاراته في مجال التّربية والتّعليم*.
الذهن ،والعقل ،والحكمة والكلمة مشتَقّة من الفع**ل الثّالث ّي ذك**ا ،ويُقَ**ال ذكت
الذكاء لغويًّا على أنّه " ّ
يُ ّع َرف ّ
النّار ذكوا ،وذكا وذكاء ،أي اشتَ َّد لهبُها وا ْشتَعلت ،ويُقَال ذكت الحرب أي اِتّقدت ،وذكا فالن ذكاء أي س ُر َع
19
فهمه وتوقَد"*.
وقد* عرف ال* ّ*ذكاء عن**د الع**رب" ،بأنّ**ه ااِل س**تعداد* التّ**ا ّم ِإلدراك العلم والمع* ِ
*ارف* ،ه**و ح* ّدة الف**ؤاد وس**رعة
20
الفطنة".
17يعود أصل كلمة " إنفعال" إلى الفعل الالتيني الّذي يع*ني "يتح*رّك " ،))motereفي إش*ارة إلى أ ّن ك* ّل إنفع*ال يتض* ّمن
نزوعا إلى القيام بفعل ما .ونعني بالإنفعالّ هنا هو حالة عاطفيّة تحتوي على مشاعر جيّدة أو سيّئة ،وله بداية ونهاية ويرتب**ط
بموض**وع معّين .كم**ا أن"الإنفع**االت"هي تف**اعالت مكثّف**ة وقويّة ،في مواجه**ة وض**عيات مفزع**ة ومخيف**ة ومس**تعجلة أو
وضعيات مرتبطة بدافعات قويّة )Alain Lieury 2008 ( .من دراسة لألستاذ بلقاسم حمودة ،التّعلّم والإنفعاالت ،ص .4
18سالمة عبد العظيم حسين وطه عبد العظيم حسينَّ ،
الذكاء الوجدان ّي للقيادة التربويّة ،ص.14
الذكاء العاطف ّي ّ
-الذكاء االنفعال ّي ،ص.48 19محمود خوالدةّ ،
الذكاء الوجدان ّي (العاطفي ،االنفعالي) الفعال ،مفاهيم وتطبيقات ،ص.26 20حباب عبد الحي محمد عثمانَّ ،
22
واس*ع ،فه**و يحت**وي* يف ّ
الذكاء تعريفًا منطقيّا ،ذلك ألنّه مفه**وم ِ تعر ِ
أ ّما اصطالحا" :فلقد اختلف العلماء في ِ
كافَّة المهارات والقدرات الَّتي تتميّز بها ال َّشخصيّة عن غيرها ،وهو مفه**وم مج*رّد ويس**تد ّل علي**ه فق**ط من
خالل مؤشرات* توحي بِه .حيث تع ّددت الجوانب الّتي ر ّكز عليها الباحثون في تعريف**اتهم ،فهن**اك من ر ّك**ز
على الجانب اللُّغو ّ
ي والفلسفي ،ومنهم من ير ّك* ز* على الج**انب ال**بيولوجي* والف*يزيولوجي* ،ومنهم من ر ّك*ز
21
على الجانب السّيكولوج ّي"*.
منذ سنوات طويلة كان موضوع ّ
الذكاء من أكثر مواضيع علم النّفس إثارة وجدال ،ولع ّل السّبب في ذلك هو
أه ّميّة موض**وع ال* ّ*ذكاء وطبيعت**ه الفلس*فيّة والعلميّ*ة .ل*ذلك ،دأبت العدي*د من األبح*اث وال ّدراس*ات* النّفس*يّة
والتّربويّة على معالجة واكتشاف* معناه والتّعرف على طرق* قياسه ،نظ*را لمكانت*ه الهام*ة الَّتي ك*ان يح*وز
عليه**ا في المج**االت المهني**ة وال ّدراس**ية .في حين لم تح**ظ مواض**يع العواط*ف* واالنفع**االت والوج**دان إاّل
باهتِمام ضعيف *.لقد كان يُنظ*ر لمفه*وم (ال* َّذكاء ،الوج*دان واالنفع*ال) كمص*طلحات* مس*تقلَّة ،وك*ان يُنظ*ر
للوجدان بمثابة إجابة غير منظَّمة وغامضة تعرقل النّشاط المعرفي* وعقل ِ
اإلنسان ،وهذا ما يع**ود لس**يطرة
أن ذكاء المتعلّم عبارة عن قدرة واح**دة يمكن تلخيص**ها أو التّعب**ير عنه**ا
النَّظرة التّقليديّة آنذاك ،الَّتي تعتبر ّ
من خالل رقم معيّن يطلَق عليه " بحاصل َّ
الذكاء" (.)intelligence quotient
حيث كان لمصطلح َّ
الذكاء حينها ،مفهوم واحد متّفق عليه وهو الق**درة على المعالج**ة العقليّ**ة أو م**ا يع**رف*
أن اإلنس**ان يتمتّ**ع بأنم**اط* بالذكاء ّ
الذهن ّي .ومع تزايد ال ّدراسات واألبحاث حول هذا الموضوع ،بدأ يتّض**ح ّ َّ
متع*دِّدة من ال* َّذكاء يتعام**ل به**ا م**ع المواق*ف* الحياتي**ة الَّتي تواجهه ،حيث أثبت من خالل دراس**ات مكثف**ة
وأبحاث شملت عشرات اآلالف من األشخاص في الواليات المتّحدة في تسعينات القرن الماضي ،أن نج**اح
اإلنسان وسعادته في الحياة ال يتوقَّفان فقط على شهاداته وتحصيله العلم ّي اللَّذيْن يعبران عن ذكائ**ه العقل ّي
وإنّما يكس*ب ب*التّعليم والتّربيّ*ة الوجدانيّ*ة الَّتي تجم*ع بين الج*انب العقل ّي واالنفع*ال ّي والَّذي يول*د في نهاي*ة
المطاف عالقة إيجابيّة مع اآلخرين .وهذا ما يؤ ّكده الواقع ،فهناك كثير من األذكياء يتع**ثرون ويفش**لون في
حياتهم الخاصّة والمهنية واالجتماعيّة ،وآخرُون م ّمن هم أق ّل ذكاء قد نجحوا في مواقع مه ّمة وليس ذلك إاّل
لتم ّكنهم من مهارات أخرى أكثَر أه ِّميّة.
لذلك ،دع*ا كث*ير من علم*اء النَفس والتّربيّ*ة من أمث*ال "ه*وارد ج*اردنر"* 1983و "ب*ارُون" ،1988إلى
يّ ، Linguistic Intelligence
الذكاء (الذكاء اللّغو ّ
ضرورة االهتمام بمفاهيم "الذكاءات المتع ّددة"ّ " :
ّ
ال****ذكاء المك****ان ّيSpatial : المنطق ّي الرّياضي*: Mathématical Logical Intelligence
ي : الذكاء الجسم ّي أو الحرك ّيّ ،Physical or motor Intelligence :
الذكاء الموسيق ّ* ّ ،Intelligence
ّ ،Musical intelligence
الذكاء في العالقة م**ع اآلخ**رينIntelligence in the Relationship :
23
وتوظيفه *ا* في 22
،with othersال* ّ*ذكاء ال ّشخص * ّ*
ي ال * ّداخل ّي.")Interpersonnel Intelligence :
خاص*ة التّربويّ**ة منها ،والتّخلّي عن النَّظ**رة القاص**رة الَّتي ظلَّت س**ائدة لف**ترة
ّ مختل**ف المج**االت الحياتي**ة
أن ال َّذكاء الوجدان ّ*
ي ن**وع طويلة من ال َّزمن والَّتي اِخت َزلت مفهوم ال َّذكاء في الجوانب المعرفيّة فقط .واتّضح ّ
من أنواع الذكاءات المتع ّددة الّتي يحتَاجها الفرد في حياته ،فإذا كان من أنواع الذكاءات المتع ّددة ال* ّ*ذكاء في
والذكاء ال َّشخص ّي ال ّداخل ّي ،ف**إن ال* ّ*ذكاء االنفع**ال ّي ال يخ**رج عن كون**ه ً
أيض*ا ال**وعي العالقَة مع اآلخرينّ ،
بمشاعر وانفعاالت ّ
الذات ومشاعر وانفعاالت اآلخرين.
وفي* عام ،1990ق ّدم* ك ّل من "بيتر سالوفي" و "جون ماير" ،نموذجا َّ
للذكاء الوجدان ّي في كتابهما (الخي**ال
المعرفة والشخصية)" ،"Imagination,Cognition and Personnalitéحيث كانت أُولى أبحاثهما
الميدانية في المجال التّربو ّ
ي *.وقد استخدما هذا المصطلح لتحديد قدرة المعالج**ة الوجدانيّ**ة وإدارتها" ،ه**ذا
طف*ال ب*الرّغم من ع*دم امتالكهم لمع*دالت ذك*اء مرتفع*ة ،في تحقي*ق المفهوم سمح بشرح كيف استطاع األَ ْ
مستويات* متميِّزة في التّحصيل ال ّدراس ّي ،وكذا الحص**ول على عالق**ات اجتماعيّ**ة عالي*ة مقارن**ة ب**زمالئهم*
23
م ّمن لديهم معدالت ذكاء عالية".
لقد افترض الباحثان ،أن القدرات الوجدانيّة بإمكانها أن تكون أكثر أه ِّميّة من القدرات المدرس *يّة في مج**ال
ي هو " ق ّدرة الفرد على إدراك انفعاالته للوص**ول إلى تعميم التّحصيل ال ّدراس ّي *.واعتبرا أن َّ
الذكاء الوجدان ّ*
ذلك ااِل نفعال ليساعده على التَّفكير وفهم ومعرفة انفعاالت اآلخرين ،وهو ما يؤ ّدي* إلى تنظيم وتطوير النُّم ّو
24
الذهن ّي المتعلّق بتلك االنفعاالت".
ّ
وقد* تع ّززت هذه النّتائج ،بالعديد من ال ّدراس**ات واألبح**اث ،على غ**رار دراس**ة "ج**ون بل**وك" من جامع**ة
*ذكاء العقلي) مس**تقاّل عن ال* َّ
*ذكاء *ذكاء (ال* َّ
كاليفورنيا* ،عند دراسته لبعض المتغيِّرات ال ّشخصيّة المرتبطة بال* َّ
ي مستقاّل عن ال َّذكاء" .وقد أش**ارت نت**ائج ال ّدراس**ة إلى أن ذوي ال* َّذكاء المرتف**ع
ي ،وال َّذكاء الوجدان ّ*
الوجدان ّ*
ي ،كانوا أكثَر تميّ ًزا في الجوانب العقليّة وأق ّل تميّزا في الجوانب ال ّشخصيّة ،فيم**ا مستقاًّل عن َّ
الذكاء الوجدان ّ*
ي مس**تقِاّل عن ال* َّ
*ذكاء ،ك**انوا أك**ثر تميّ**ز في الج**وانب االجتماعيّ**ة ول**ديهم المتم**يزون في ال* َّ
*ذكاء الوج**دان ّ*
25
اِتّجاهات إيجابيّة نحو ذواتهم واآلخرين*".
وفي* **،1996-1995انتش**ر مص**طلَح َّ
ال**ذكاء الوج**دان ّي في المجتم**ع األم**ريك ّي حيث ت ّم تبني**ه كعب**ارة
ّ
خاص*ة عن**د ص**دور سيكولوجيّة جديدة مناسبة من النّاحية التّطبيقيّة ،فحظي هذا المص**طلح بأه ّميّ**ة ك**برى
كتاب دانيال قولمان بعنوان ّ
"الذكاء الوجدان ّي" *:لماذا يعني أكثر م ّما تعني نسبة ال َّذكاء؟
25
يعرف**ه "عب**د العظيم المص**در" بأنّ**ه ":ق**درة الف**رد على االنتب**اه واإلدراك ّ
الص*ادق النفعاالت**ه ومش**اعره
ال َّذاتيّة ،وانفعاالت ومشاعر اآلخرين ،وال**وعي به**ا وفهمه*ا* وتق**ديرها* بدقَّة ووض**وح وض**بطها* وتنظيمه**ا
والتّح ّكم* فيها وتوجيهها ،واستخدام المعرفة االنفعاليّة وتوظيفها* لزيادة الدافعيّة وتحس**ين مه**ارات التّواص*ل*
االنفعال ّي ،والتّعامل االجتماع ّي مع اآلخرين ،وتطوير العالقات اإليجابيّة الَّتي تكفل للفرد واآلخرين تحقيق
30
النّجاح في شتي جوانب حياتهم".
ويعرفه "حسين" بأنّهُ "هو القدرة على إيجاد ن**واتِج إيجابيّ**ة في عالق**ة الف**رد بنفس**ه واآلخ**رين ،وذل**ك من
خالل معرفة عواطف الفرد وعواطف اآلخرين ،وتش**مل النَّواتج اإليجابيّ**ة كاللّهج**ة والتّف**اؤُل والنَّج**اح في
31
المدارس والعمل والحياة".
ّ
الخاص*ة أ ّما "السّماد وني" فقد حصر مفهوم ال َّذكاء " في ق**درة ّ
الش*خص على معرف**ة مش**اعره وانفعاالت**ه
ّ
بالض*بط ،ومعرفت**ه بمش**اعر اآلخ**رين ،وقدرت**ه على ض**بط مش**اعره وتعاطف**ه م**ع اآلخ**رين كم**ا تح* ّدث
32
واإلحساس* بهم وتحفيز ذاته لصنع قدرات ذكيّة".
وعلى ضوء ما سبق ،يمكننا تعري*ف* ال* َّ
*ذكاء الوج**دان ّي ،على أنَّهُ عب**ارة عن مجموع**ة من ّ
الص*فات
ال َّشخص**يّة والمه**ارات االجتماعيّ**ة والوجداني*ّ**ة ،الَّتي تم ّكنُ ّ
الش**خص من تفهم مش**اعر وانفع**االت نفس**ه
واآلخرين ومن ث ّم يصبح أكثر قدرة على ترشيد حياته النَّفسيّة واالجتماعيّة انطالقًا من هذه المهارات.
*رين ( ،)2000-1997ت ّم إيالء اهتم**ام كب**ير لتق**ييم وتط**وير أدوات لقي**اس
ومع بداية القرن الحا ِدي وال ِعش* ِ
ال َّذكاء الوجدان ّي ،ف*اختلفت المق*اييس ب*اختالف منهجيّ**ة الدِّراس**ات الَّتي تبنّت المفه**وم .وه*ذا م**ا يع**ود إلى
غياب التّوافق* بين المنظّرين حول مدلول واحد لمفهوم َّ
الذكاء الوج**دان ّي ،بالت**اّلي ك**ان من ّ
الص*عب اختي**ار
مقياس مح ّدد ،فاقترحت* ثالثة أنواع للقياس :منه**ا مقي**اس للتَّق**ييم ال* َّ
*ذات ّي ،ومقي**اس المه**ارة أو األداء (ومن
خاللها يت ّم قياس ال* َّذكاء الوج**دان ّي الحقيقي) ،إلى ج**انب مقي**اس المالحظ**ة الَّذي ير ّك**ز على آراء وتع**اليق*
الش*خص المقيّم بالحص**ول على معلوم**ات تتعلَّق بتفاع**ل األش**خاص م**ع ب**يئتهم
األش**خاص المق*رّبين من ّ
وطريقته لح ّل الصراعات أو كيفيّة مواجهة القلَق.
صحّة ،المؤسّسات ،اإلدارات ،التّعليم) ب*النّظر* إلى ه**ذا
وقد* سمح تحليل مجالت التّطبيق* المختلفة (خاصة ال ّ
المفهوم بطريقة إيجابيّ**ة للغاية ،وبوج**ود عالق**ات بين بعض المتغيّ**رات ،مث**ل األداء أو النّت**ائج المدرس*يّة
والتَّحصيل* التَّعليم ّي وال* َّذكاء الوج**دان ّي .ونتيج**ة ل**ذلك ،أص**بح الطّلب على تطبيق**ات ال* َّذكاء الوج**دان ّ*
ي في
العديد من المجاالت في تزايد ،ووقع استخدامه في ك ّل المجاالت المهنيّة والتّعليميّة.
يُعتب ُر الوسط* التّعليم ّي المدرس* ّي أو الج**امع ّي ،من أه ّم المج**االت الَّتي ح**اول الب**احثون من خالله**ا دراس**ة
وتحليل تأثيرات ال َّذكاء الوجدان ّي *،فقد اعتبر تحليل ال ّدور الَّذي يلعب**ه ال* َّذكاء الوج**دان ّي في الوس**ط التّعليم ّي
30عبد العظيم سليمان المصدر ،ا َّ
لذكاء االنفعالي وعالقته ببعض المتغيِّرات االنفعالية لدى طلبة الجامعة ،ص.587
لذكاء العاطفي ،ص.11 31عبد الهادي حسين ،تنمية ا َّ
سسه وتطبيقاته وتنميتِه ،ص.41 الذكاء الوجدان ّي أ ّ 32إبراهيم السماد ونيَّ ،
26
من أه ّم محاور* أبحاث البيئة الغربيّة والعربيّة في السّنوات األخيرة ،خصوصا في م**ا يتعلَّق ب**التركيز* على
ي وفي ح ّل المش**كالت ...فتطبيق**ات تأْثير مهارات ال َّذكاء الوجدان ّ*
ي في التّحصيل ال ّدراس ّي والتّكيّف المدرس ّ*
ال َّذكاء الوجدان ّي ،تم َّكن من توفير حلول للعديد من المشكالت الَّتي قد تعترض الطَّالب أو
المدرِّ س.
بالش*أْن التّرب*وي*ّ ،أن يهت ّم**وا َّ
بال*ذكاء الوج*دان ّي ،وأن ي حس*ب العدي*د من المهت ّمين ّ الض*رور ّ*
ل**ذا ك**ان من ّ
يسعوا لتطبيقه كبعد من أبعاد العمليّة التَّعليميّة وكجزء مه ّم في الحياة السّيكولوجيّة للطَّالب .نظرًا لما له من
تأْثير قو ّ*
ي في دافعتيّه نحو التَّعلُّم وفي إستراتجي*ته المعرفي*ّة المستخدمة.
إن التّربِية الوجدانيّة باعتباره**ا منهج**ا في عل**وم ال* ّ*ذات ،تتض* ّمن التّنمي**ة االجتماعيّ**ة ومه**ارات الحي**اة.
" ّ
ي الَّذي يُشكل ال ّشخصيّة ِ
اإلنسانيّة المتكاملة للفرد ،وهذا يَبرز* انطالقا والتَّعلُّم االنفعال ّي ينمي َّ
الذكاء ال َّشخص ّ*
من العالقة المتبادلة بين التّفكير وال ّشعور والسّلوك ،فالطّفل أو التّلميذ أو الطَّالب حين يغيّ**ر طريق**ة تفك**يره
يتغيّر شعوره بالتالي سلوكه وهذه العالقة هي الَّتي تعطي القدرة على استخدام العواطف* بطريقة تُس**اهم في
33
التركيز* على المه ّم في الموقف*".
لقد أثبتت دراسات عديدة ،أن تدريب الطّفل على استقبال المشاعر المختلفة واالستجابة لها يزيد من ف**رص
نجاحه في الحياة العمليّة وال ّشخصيّة مستقباًل .كما يمكن تدريب البالغين أيضًا على تنمية هذه المهارة .حيث
َارس دعا سالوفي* وآخرون إلى أه ّميّة توفير اقتراحات تبيّن للمد ِّرسين كيفيّة رعاية َّ
الذكاء الوجدان ّي في المد ِ
وتوفير* برامج لتنمية مهاراته وقدراته المختلفة .وعلى ضرورة تنمية هذه المهارات الوجدانيّة واالجتماعيّة
في المجال المدرس ّي للوصول لدرجات عالية من ا ِإلنجاز*.
أن إثراء المناهج ال ّدراسيّة والجامعيّة بموضوع* ّ
الذكاء الوجدان ّي، وقد* أشارت نتائج بعض الدراسات ،إلى" ّ
يقلّل من المشكالت السلوكيّة الّ*تي ت*ؤثر بش*كل مباش*ر* في عمليّ*ة التَّعلُّم ويس*اهم في نفس ال*وقت في تنمي*ة
34
ال َّذكاء الوجدان ّي للطّلبة ،وهو ما ينعكس إيجابيّا على شخصيّتهم* في جميع جوانبها".
*ذكاء الع**اطفي *ذكاء الع**اطفي والتّواف*ق* المه**ن ّي للمعلّم إلى ّ
أن ال* َّ الس*ماد وني ،ح**ول ال* َّ
كما توصّلت دراس**ة ّ
يرتبط* ارتباطا موجبا بالتّوافُق المهني للمدرِّ س.
أن نس*تفيد من مه*ارات ال* َّذكاء الوج**دان ّي في ِ
ت*دريس م**ا ّدة التّربية التّش**كيليّة، لذلك ،حاولنا* في ه**ذا البحث ّ
وأن لهذه الما ّدة ُخصوصيّة تجعلها تستجيب مع هذه المهارات أكثر من باقي الموا ّد. خاصّة ّ
فم**ا الَّذي يُميّ**ز م**ا ّدة التَّربي**ة التّش**كيليّة عن الم**وا ّد األُخ**رى؟ وكي**ف يمكن أن نس**تفيد من مه**ارات ال* َّذكاء
ي في تدريسها وتعليمها* وتحقيق أهدافها؟
الوجدان ّ*
27
التّربيــــة التّشكيليّــــــــة: -2
نقُول التّربية التّشكيليّة أو التّربية الفنّيّة ،كما يمكن أن نق**ول الفن**ون التّش**كيليّة أو الفن**ون الجميل**ة أو الفُنُ**ون
التّطبيقيّة .عناوين مختلفة لكنّها تصبّ في نفس االتّج**اه ،حس**ب التّرك**يز على الج**انب النّظ**ر ّ*
ي أو الج**انب
ي والتّطبيق ّي في ت* ِ
*دريس التّطبيق ّي أو التّركيز عليهما معًا .وباعتبار أنّنا نحاول التّركيز على الجانبين النَّظر ّ*
هذه الما ّدة ونعني "(بالجانب النَّظريّ) ،ه**و م**ا يت ّم التّرك**يز في**ه على المعرف**ة والعق**ل الَّذي يف ّك**ر ،يخل**ق،
يبدع ،يبتكر وينتقد .أ ّما (الجانب التّطبيق ّي) ،وهو ما يقوم على الممارسات* العمليّة من خالل استخدام* الموا ّد
واألدوات* والخامات المختلفة ،وإطالق العنان في الخيال واإلبداع والصّناعة ويعتمد* على العين والي**د الَّتي
35
تصنع اليد الَّتي تش ّكل اليد الَّتي تلمس".
لذلك ،فإنَّنا* اخترنا لفظ التَّربية التّشكيليّة ،حيث يتكوّن هذا اللّفظ من كلم**تين مت**داخلتين :كلم**ة تربي**ة ،تع**ني
تنش**ئة وتك**وين وإع**داد وت**ذوق وتواص**ل ومنهج .وترافقه*ا* كلم**ة تش**كيليّة ،الَّتي تع**ني التّ**ركيب والتنظيم*
36
والتَّحسّس واالبتكار واإلبداع والنَّسج واإلنتاج".
وتعتبر* التَّربية التّشكيليّة ،ما ّدة تربويّ**ة ق**ادرة بفع**ل خصوص*يّاتها* على تأهي**ل شخص*يّة المتعلّم ومس**اعدته
على التّفتّح واالنخراط* في الحياة االجتماعيّة والبيئيّة ،كم**ا تعت**بر* أيض**ا مج**اال تعبيريّ**ا واس**عا* لم**ا له**ا من
أدوار فعّالة ومؤثّرة على ع ّدة مستويات* وأبعاد س**واء ك**انت ه**ذه األبع**اد اجتماعيّ**ة أو تربويّ**ة أو نفس*يّة...
ويقصد بالتّعبير* هنا توظيف* مختل**ف الخط**وط ،األش**كال ،األل**وان ،الرّم**وز ،األحج**ام ،الم**وا ّد ،التّ**راكيب
والتّكوينات ...عناصر كلّها تساعد على تنمي*ة المخيّل*ة وتربي*ة ّ
ال*ذوق الفنّ ّي والحسّ اإلس*تيتيق ّي ،وه*ذا م*ا
يستوجب العناي**ة بالتّربي**ة التّش**كيليّة دون مس**اومة مس**بقة ح**تى تتّس**ع القاع**دة الفنّيّ**ة للمتعلّم ويتك*وّن لدي**ه
اإلمتاع ّ
الذهن ّي وتتحقّق له المؤانسة الوجدانيّة.
أن " ال َّتربية التّشكيليّة ،تساهم مع باقي* الموا ّد الدِّراسيّة في تنمية شخصيّة
حيث ترى "ليلي حسني إبراهيم" ّ
المتعلّم ،عن طريق إتاحة فرص التّفاعل مع الخبرات التّربوي*ّة والفنيّة المباشرة فهي تنمي الق**درات العقليّة،
من خالل دراسة المعلومات والحقائق والنّظريّات* العلميّ**ة التّربويّ*ة .كم**ا تن ّمي األنش**طة الفنّيّة ،الم**دركات
الفن وإكس**ابه المه**ارات التّقني**ة الَّتي تعين**ه على التّح ّكم في
الحس *يّة ،من خالل الممارس**ات المتن ِّوع**ة في ّ
ّ
اس**تخدام* الخام**ات البيئيّ**ة وأس**اليب وط**رق* تش**كيلها وتجهيزه**ا* والرّب**ط بينه**ا وبين التّط**وّر العلم ّي
تك*وين االتّجاه*ات
خالل ِ
ِ أيض*ا على تنمي*ة الج*وانب الوجدانيّة ،من
والتكنولوجي*ا* المعاص*رة ،كم*ا تس*اعد ً
37
ا ِإليجابيّة للقيّم االجتماعيّة والفنيّة".
/https://1art.fr.gd 35مادة التّربية التّشكيليّة ،ت ّمت زيارة الموقع بتاريخ 13/12/2019متوفّر على :
ي والمعرفي المتّصل بالتّربية والتّعليم ،ت ّمت زيارة
36مفهوم التَّربية التّشكيليّة ،المعرفة للجميع :منتدى للحوار الفكر ّ
الموقع بتاريخ 13/12/2019متوفّر على https://educ.ahlamontada.com/t1381-topic :
37ليلي حسني إبراهيم وياسر محمود فوزي ،مناهج التّربية الفنّيّة بين النّظريّة والتّطبيق ،ص .111
28
أن م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة ،م**ا ّدة تعلم المتعلّم كي**ف ينمي قدرات**ه
كم**ا ي**رى "محم**ود* عب**د هَللا الخوال**دة"ّ :
االبتكارية ،وكي*ف* ينمي تفك**يره العلم ّي ،وكي**ف يمكن أن يعبّ**ر عن مش**اعره وأحاسيس**ه ،وكي**ف يمكن أن
يس**هم في ح* ّل مش**كالت مجتمع**ه ،وكي*ف* يمكن أن يتح ّم**ل المس**ؤوليّة وأن يواج**ه مش**كالته وكي*ف* يح* ّدد
ن*افع
ٍ عالقاته االجتماعيّة والعزوف عن السّلوكيّات العدوانيّة وكيف* يمكن أن يستثمر* أوقات فراغه بم*ا ه*و
38
أو مفيد".
الش *خص روحيّ*ا* والف**رد أن التّربية التّشكيليّة هي جوهر التّربية الوجدانيّة ،الّتي ّ
تغذي ّ بالتّالي ،يمكن القول ّ
ال يصبح كامال إاّل إذا ن ّمى المفاهيم السّليمة للتّذوق* والمعايير الصّحيحة لالس**تمتاع* بقيم األش**ياء الّ**تي تم * ّر
حواس*ه اس**تجابة المس**تمتع الّ**ذي ن**ال حظّ**ه من
ّ تحت بصره أو في ذاته ،وتم ّكنه من أن يستجيب له**ا بك**ل
التّدريب الفنّي ".فمحاولة دمج المقرّرات واألنشطة الفنّيّة في المن**اهج التّعليميّة ،ك**انت محاول**ة ناجح**ة في
رفع مستوى* التّحصيل األكاديم ّي للطّلبة بشكل ع**ا ّم ،حيث ّ
إن من**افع تعلّم الفن**ون ودراس**ة كافّ**ة أش**كالها ال
تتوس*ع* إلى تعزي**ز الق**درات اإلبداعيّة والتحليليّ**ة للطّلب**ة،
ّ تتوقّف عند ح ّد تنمية المه**ارات الفنّيّ**ة فق**ط ،ب**ل
وتؤ ّدي إلى التّقليل من استراتيجيّات* التّعليم المجرّد ،باإلضافة إلى ذلك فقد تك**ون األنش**طة الفنّيّ**ة هي الّ**تي
يتميّز بها ال ّشخص عن سائر المجاالت األخ**رى *".ه**ذا م**ا جع**ل منه**اج ت* ِ
*دريس م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة 39
منهاجا مفتوحا يغطّي مج**االت ااِل هتم**ام األساس*يّة للم**ا ّدة ويث**ير االجته**ادات التّربويّ*ة لألس**تاذ ،كم**ا ي**تيح
للمتعلمين فرص المبادرة في البحث والتّجريب واالبتكار بهدف التّكوين َّ
الذات ّي.
والمشاريع* التّربويّة وتع ّددت المبادرات والتج*ارب* واألنش*طة الفنّيّ*ة ،ف**إن ه*دفها
ِ ومهما تن ّوعَت المواضيع
وغايتها تنمية جُمل ٍة من الجوانب يمكن تحديدها كما يلي:
-الجوانب الفكريّة ":تتمثّل في تنمية قدرات المتعلّمين على اكتس**اب المع**ارف والمه**ارات* والثَّقاف**ة الفنيّ**ة
لمجموعة المفاهيم والمصطلحات* الفنّيّة وفهمها* لمس**اعدتهم في كش**ف الحق**ائق ،وتنمي**ة ق**دراتهم* على ح* ّل
بمع**ني ،تع**رف* المتعلّمين على بعض المع**ارف المتعلّق**ة باألنش**طة الفنّيّ**ة 40
المش**كالت الَّتي ت**واجههم".
وعلى أسماء الخامات وكيفيّة استخدامها.
38محمود عبد هللا الخوالدة ومحمد عوض التّرتوري ،التّربية الجمالية ،ص
.188
39األه ّميّة التّعليميّة للفنّ ،موقع مقالة ،ت ّمت زيارة الموقع بتاريخ 13/12/2019متوفّر علىhttps://www.mkaleh.com/ :
%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86
40
.محمد عبد المجيد فضل ،التّربية الفنّيّة مداخلها وتاريخها وفلسفتها ،ص63
29
الصّالحة وانتمائهم لل*وطن واأل ّم*ة ،وتنمي*ة ش*عورهم بالمس*ؤوليّة واح*ترام النّظ*ام* الع*ا ّم ،وحق*وق الملكيّ*ة
41
الخاصّة والمحافظة عليها".
-الجوانب االجتماعيّة " :وتتمثَّل في تنمية قدرات المتعلّمين على الثّقة بالنّفس ،والمبادرة ّ
الذاتيّة واالعتماد
على أنفسهم ،للتكيف ا ِإليجاب ّي في المجتمع ،والتعايش والتفاعل معه ،واحترام قيم الجماع**ة والعم**ل ب**روح
الص * ّ بمع**نى ،أن يتعلَّم المتعلّم**ون روح المش**اركة الجماعيّ**ة بينهم والتفاع**ل ِ
42
ف اإليج**اب ّي في ّ الفري**ق".
الواحد.
-الجوانب المهارية " :تقوم على تنمية قدرات المتعلّمين المعرفي**ة والمهاريّ**ة الس**تخدام األدوات والم**وا ّد
والتجهيزات* بطريقة آمنة وصحيحة ،إلنتاج أعمال فنيّة نفعيّ**ة عن طري*ق* تنفي**ذ األنش**طة الح*رّة المنظّم**ة،
بذلك يتدرّب المتعلّمون على إتقان أعمال الرّسم والتشكيل بالطّين وأن يتدرّب على أعم**ال الك**والج (القص
43
واللصق) وأن يتقن بعض هذه المهارات ك ّل متعلّم حسب اهتمامه".
-الجــوانب الجماليــة " :وتتمثَّل* في تنمية ق**درات المتعلّمين على االس**تجابة الجمالي**ة للش**كل الفنّ ّي ،وذل**ك
يستدعي تنمية القدرات الفنّيّة ،والتّقدير الجمال ّي ،لجعلهم قادرين على إصدار* أحكام جماليّ**ة ص**حيحة وف**ق
44
قدراتهم".
-الجوانب اإلبداعيــة " :تتمثَّل في تنمي*ة ق*درات المتعلّمين لرؤي*ة األَش*ياء المأْلوف*ة من خالل منظ*ور فنّي
جديد ،بطريقة ال يدركها* البصر العادي ،ويت ّ*م التّعب**ير عنه**ا بص**يغة فنيّ**ة ذات مواص**فات إبداعيّ**ة متميّ**زة
كذلك يفرغ الطَّلبة انفعاالتهم* وطاقاتهم* في العمل المثمر فيستغلوا* وقت فراغهم ليحس ّ*نوا من مس**توي أدائهم
45
فيشعروا أنّهم متميزون وقد يقودهم ذلك لالبتكار فيما بعد على مستوي عال ج ّدا".
هذه الممكنات الَّتي تتميّز بها ما ّدة التّربية التّشكيليّة ،جعلتها تختلف عن باقي الم**وا ّد ال ّدراس*يّة ،ومن الم**وا ّد
الَّتي يصعب تدريسها وتعليمها* ،فهي تسعي إلكس**اب المتعلّم االس**تقاللية في التّفك**ير والمب**ادرة م ّم**ا يجعل**ه
قاد ًرا* على تحديد وإدارة األنشطة داخل المؤسّسات وخارجها ،وذلك بربط عالقة جديدة بين فضائها* البي**ئي
والمجتمعي* والثقافي واالقتصاد ّ
ي *،وتسمح له بتحديد اختياراته ومش**اريعه انطالق*ا* من رغبات**ه وحاجيات**ه،
والقي**ام بتج**ارب حقيقيّ**ة لتنمي**ة قدرات**ه وكفايت**ه .لض**مان تن*وّع المج**االت وتع* ّدد التّج**ارب ع**بر التّفاع**ل
اإلبداع واإلنتاج. ي والطَّبيع ّ*
ي ومع مختلف مجاالت ِ الملموس للمتعلِّم مع واقع محيطه الحضار ّ
41خالد محمد السعود ،مناهج التّربية الفنّيّة بين النّظريّة والبيداغوجيا ،ص.199
42اُنظُر المرجع السّابق ،ص.199
43اُنظُر المرجع السّابق ،ص.120
44اُنظُر المرجع السّابق ،ص.120
45اُنظُر المرجع السّابق ،ص.120
30
لكن ،وبالرّغم من اع*تراف الع*الم بقيم*ة م*ا ّدة التّربي*ة التّش*كيليّة وأهميته*ا على مس*توى التّج*ارب البحثيّ*ة
العالميّة ،واعتبارها من الم**وا ّد ال ّدراس*يّة الَّتي ت**تيح الفرص**ة للطَّالب ليتفاع**ل م**ع اآلخ**رين وين ّمي قدرات**ه
الفن التّشكيل ّي ،كما
العقليّة ،من خالل دراسة المعلومات والحقائق والمفاهيم العلميّة والفنّية المرتبطة بفلسفة ّ
الحس*يّة والمه**ارات التّقنيّ**ة باس**تخدام الخام**ات البيئيّ*ة وتش**كيلها وتجهيزه*ا*
ّ لها القدرة على تنمية المدارك
وإخراج منتج فني ذي قيمة ،إاَّل أن واقع ِ
تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة في بالدنا يشكو اليوم أزم**ات ح**ا ّدة،
فالزالت هذه الما ّدة تعاني من اتّب**اع العدي**د من االتّجاه**ات المنظَّم**ة والقديم**ة الَّتي لم ترت**ق بع**د في بعض
األحيان إلى المستوى المطلوب ،وهو ما يؤثّر* سلبًا على منهاج التّربية التّش*كيليّة وعملي*ات إع*داد المعلّمين
في الجامعات والمعاهد ،هذا باإلضافة إلى قلَّة التّجهيزات والوسائل الخاصّة بالم**ا ّدة الَّتي له**ا األث**ر الكب**ير
على تحقيق أهدافها ،باإلضافة إلى الصّعوبات الَّتي تواجه مد ِّرس التّربية التّشكيليّة ،والمتعلّ*ق* منه**ا بنظ**رة
المجتمع السّلبيّة للما ّدة واعتبارها ما ّدة ثانويّة ال تحظى بأه ّميّة كالمواد ال ّدراسيّة األخرى ،أض**ف إلى ذل**ك،
الص*عوبات* الَّتي
تقليص البحوث وال ّدراسات في إعداد البرامج والمن**اهج الَّتي تق**وم ب**دورها على توض**يح ّ
*وع من التّهميش واإلقص**اء ،ه**ذا التّهميش
يعاني منها مد ِّرس التّربية التّشكيليّة و التّعامل مع ه**ذه الم**ا ّدة بن* ٍ
سبّب وسيسبّب مستقباًل أزمات كبرى تساهم في إنشاء أجيال لها خلفيّة علميّة لكنّها جافَّة المش**اعر وتس**اهم
في طمس المواهب ،بالتّالي ندرة الفنّانين التّش**كيلين الَّذين لهم دور في بن**اء الحض**ارات .ل**ذلك ،يجب على
ال ّدولة وعلى المؤسّسات التّربوية التّونسيّة بمختلف مراحلها (أساس* ّي وث**انوي* وج**امعي) أن ت**رتقي بواق**ع
خاص*ة أن ي**وفّروا* كام**ل اس**تعداداتهم لالس**تفادة من آخ**ر
ّ *دريس ه**ذه الم**ا ّدة ،كم**ا يجب على المدرّس**ين
ت* ِ
مجلوبات ِع ْلم النّفس والدِّماغ والعلوم* االجتماعيّة وعلوم التّربي*ة والتّعليميّة ،لتط*ور ط*رق* تدريس*هم* لم*وا ّد
الفنون ولتعديل االتّجاهات السلوكيّة الخاطئة ولغرس القيم الثَّابتة في نفوس الطَّلب*ة من خالل التّعب*ير الفنّ ّي.
ومن ناحيتنا ،حاولنا* في هذا البحث أن نوفّر* بعض الحلول الَّتي تساعد المدرّس**ين على ت**دريس ه**ذه الم**ا ّدة
أن التّربي**ة التّش**كيليّة هي ج**وهر التّربي**ة الوجدانيّ*ة ف**إن اس**تفادة المدرّس**ين من
وتحقيق أهدافها ،وباعتبار* ّ
ي سيس**اهم في تحس**ين الممارس**ة التّربويّة ويس**اعد على تحقي**ق أفض**ل أله**دافها مه**ارات ال* َّ
*ذكاء الوج**دان ّ*
التّعليميّة .فكيف للمدرِّ س أن يستفيد من مهارات ال َّذكاء الوجدان ّي في ِ
تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة؟
َرس:
ال ُمــــــــــــــــــــــــد ِّ -3
لقد وقع اِختيارنا للَّفظ مد ِّرس وليس أستاذ باعتب**اره األق**رب واألنس**ب للَّف**ظ التّ* ِ
*دريس ،و لكي ال يت ّم الخل**ط
ي أو أس**تاذ التّعليم الع**الي .رش**حنا مص**طلح عند القارئ في حديثنا عن األُستاذ هل ه**و أس**تاذ التّعليم الثَّانو ّ
"مدرِّ س" باعتبار عيّنات بحثن**ا التّط**بيق ِّي انحص**رت في فئ**ة المدرّس**ين الج**امعيين بك**ل أص**نافهم المهني**ة
واألكاديميّة .ويعتبر "المد ِّرس" في ه**ذا البحث المس**تفاد األوّل من مه**ارات ال* َّذكاء الوج**دان ّي ومن خالل**ه
تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة .فمن هو مدرِّس ما ّدة التّربية التّش**كيليّة؟ وم**ا هي
سيت ّم تحسين طرق ومناهج ِ
ال ّشروط الَّتي يجب أن تتوفَّر فيه؟
31
يمكن تعريف* لفظ مد ِّرس كما ورد في "معجم المعاني" كالتّالي":االس**م( ُم* دَرِّ س) ،اس**م فاع**ل من(در َ
َّس)،
ج**امعي يُ ْمنَحُ**ه عض**و هيئ**ة التّ**دريس بع**د حص**وله على ش**هادة ال** ّدكتوراه في بعض
ٌّ وه**و لقَبٌ علم ّي
ج***امع ّي يُ ْمنح لحام***ل الماجس***تير في بعض
ِ الجامع***ات ،ويمكن أن نق***ول م***دَرِّ س مس***اعد وه***و لقَب
46
الجامعات".
كما يمكن تعريفه حسب موسوعة "ال روس العا ّمة" بأنّه"العنوان المعطى في التّعليم العالي ألعض**اء الفئ**ة
الصف .وهو ال ّشخص الّذي يقوم بالتّدريس* ،والّذي* يقوم بتوزيع* المعرفة ح**ول موض**وع* م**ا ،كما
ّ العليا في
47
أنّه ال ّشخص الّذي يعلم طريقة الوجود ،التّصرف تجاه شخص ما ،الّذي يوجّه سلوكه في أ ّ
ي نشاط".
بالتّالي ،فإن المدرِّ س هو الرّك**يزة األساس*يّة الموج**ودة داخ**ل الجامع**ة .وض**من ه**ذا ّ
الس*ياق ت ّع**رف* كلم*ة
(ج َم* َع) ،وتع**ني (التّجْ ِمي**ع والتّجم**ع) ،وهي المك**ان الَّذي يَجْ َم* ُع
(جامعة) في اللُّغة العربيّة "باسم فاعل من َ
األشخاص من أجل إيجاد أعمال ووظائف شتّي .وتُ ْع َرف* الجامعة بأنّها مؤسّسة التّعليم العالي الّتي يمكن أن
يلتحق بها من أت ّم دراسة المرحلة الثّانويّة ألنّها تق ّدم برامج تعليميّة وتدريبيّة في شتّى التّخصّصات* النّظريّة
48
والعمليّة".
ص َرة على تقديم المعلومات والحق**ائق* وإنّم**ا أص**بح للم**درِّ س دور
لم تعد وظيفة المد ِّرس داخل الجامعة مقت ِ
مه ّم في تنظيم الخبرات التّعليميّة وتوجيه ُّ
الطالّب س**لوكيا* وخلقي**ا .والم**درِّ س* الَّذي ال يح**اول ااِل قتب**اس* من
المحيط أو من خبرات طلبته ومجتمعه هو مد ِّرس جامد يبقى طيلة م ّدة خدمته يلقَّن طلبته نفس المعلوم**ات.
فلك ّل ما ّدة منهج وأسلوب خاصّ بها ،ومهمة المدرِّ س هي إيجاد االهتمام والتفاعل من الطَّالب وجعل**ه يب**ذل
جهدا وتفكيرا* في الموضوع الَّذي يطرحه ليطور لديه النّواحي* ّ
الذكائيّة والجماليّة والخلقيّة .لذلك يجب على
المدرِّ س تحديث معلُوماته وتحسين ط**رق ومن**اهج تدريس**ه بش**كل دوري من خالل اطّالع**ه على مص**ادر
حديثة بالعودة آلخ**ر مجلوب**ات علم النّفس وعل**وم ال* ّدماغ وعل**وم التّربي**ة والتّعلّميّ**ة .حتّى تت**وفّر* في**ه ع* ّدة
مؤشرات* ومقومات تتمثَّل أه ّمها في :
-ال َّشخصيّة الجيِّدة والمتم ّكنة من ما ّدتها من خالل اإلعداد السّليم للِ َّدرس.
-اكتساب المهارة في توصيل المعلومات.
-استخدام ُّ
الطرق المالئمة للموضوع الَّذي يقوم بتدريسه.
-معرفة خصائص الطَّلبة الَّذين يعلّمهم والتّعرف على ميولهم وما يكمن بينهم من فروق* فردية...
46معجم المعاني الجامع معجم عربي عربي ،ت ّمت زيارة الموقع بتاريخ 2019 /15/12متوفّر على:
-.https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/1
47
D'après Larousse : "C’est le titre donné dans l'enseignement supérieur aux membres de la catégorie la plus
élevée en grade. Le Professeur et une Personne qui enseigne, qui dispense les connaissances relatives à une
matière, c’est Le Personne qui enseigne une manière d'être, d'agir à quelqu'un, qui guide sa conduite dans une
?activité quelconque ". disponible sur : https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/professeur/64155
q=Professeur#63435
48علي راشد ،الجامعة والتّد ِريس الجامع ّي ،ص .133
32
و إذا تعلّق األمر بتدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة خاصّةّ ،
فإن مدرِّسها"* يجب أن يك**ون شخص**ا ق**ادرا على
ممارسة األعمال الفنّيّة التّشكيليّة ،ولديه من المهارة ما يساعده على التّشكيل بالخامات والتّعامل مع اآلالت
واألدوات* من خالل رؤية إبداعيّة لألشياء ،وقادرا على اإلتيان بصيغ جديدة غير تقليديّة لنوعيّة االستجابة،
الفن والفنّ**انين و الم**دارس الفنّيّة ،ول**ه أيض**ا ق**درة
وله دراية بأساليب التّش**كيل المختلفة ،ومعرف**ة بت**اريخ ّ
تذوّقيّة نقديّة قائمة على أسس موضوعيّة ،فهو ليس بالفنّان الممارس فقط ولكنّه الفنّ**ان المثقّ**ف الق**ادر على
ي لدي**ه من األس**اليب التّربويّ**ة م**ا
توصيل* ما لديه من معلومات وأفكار ومهارات* إلى اآلخرين ،وهو تربو ّ
يساعده على استخدام أدوات التّعليم المختلفة ،وقدرة عالية في استخدام تكنولوجيا* العصر في التّدريس م ّم**ا
ييسّر في طريقة تدريسه وتعامله مع الطلّبة ،هو شخص لديه القدرة على التّدريس والتّوجيه والتّقويم* بش**كل
إنسان ّي وبطرق تربويّة سليمة ،وهو شخص مل ّم أيضا باألحداث الجارية ،وعلى وعي بما يحدث حول**ه من
49
تغيّرات ،فهو إنسان يعيش عصره وله تجربته الفنّيّة الفريدة".
تدريس م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة ،إاّل أنّ**ه ب**ات
وبالرّغم من صعوبة اإلحاطة بك ّل هذه المؤشرات* خاصّة مع ِ
الض *روريِّ العم**ل عليه**ا وتحس**ينها في واق**ع ت**دهورت في**ه األوض**اع التّربويّة ،فهن**اك البعض من
من ّ
المدرّسين لم يقوموا باإلعداد الاّل زم للمهنّة ،وهناك من بذلوا محاوالت ع ّدة لتحسين طرق التّ ِ
دريس بغرض
النُّهوض بمؤهّالت طاّل بهم ،إال ّ
أن األزمة الزالت موجودة ،لذا ينبغي بذل جهود اس**تثنائيّة من أج**ل وض**ع
المناهج المالئمة واختيار الكفاءات المناسبة للنُّهوض بمستوى هذه المهنة ومقوّماتها*.
التّدريـــــــــــــــــــــــس: -4
ألن البحث في موا ّد التّربية تحديدا أق**رب للتّ**دريس من التّعليم
دريس عوض التّعليمّ ،
فضّلنا استعمال لفظ التّ ِ
" فالتّدريس كمفهوم متخصّص هو علم تط**بيق ّي للتّربية ،حيث يوج*د* تالزم واض**ح بين لف**ظ التّربي**ة ولف**ظ
50
التّدريس ،بحيث ال تذكر كلمة التّربية إال ويقفز لفظ التّدريس إلى األذهان" .
فإن مص**طلح التّ**دريس ه**و األد ّ
ق اس**تعماال ".ف**إن أن بحثتا يتمحور* حول ما ّدة التّربية التّشكيليّةّ ،
وباعتبار* ّ
51
كانت غاية التّعليم هي التّثقيف ،فإن للتّدريس غاية أه ّم من التّعليم بمفهومه العا ّم وتلك الغاية هي التّربية".
أن التّدريس له أهداف أسمى من معارف تلقى وتكتسب بل تتع* ّدى إلى تنمي**ة القبليّ**ات واكتس**اب
نفهم إذنّ ،
المهارات والخبرات والوصول إلى التّصور* الواضح والتّفكير المنظّم وت**ؤثر في النّف**وس والعواط**ف .فم**ا
المقصود بالتّدريس* لغة واصطالحا؟ وفيما* تتمثّل أه ّم تعريفاته؟
صة) ،ص.8 49أميرة إبراهيم توفيق ،تقويم برنامج إعداد معلّم التّربية الفنّيّة (تربية خا ّ
50محمد محمد الشحّات ،تدريس التّربية ال ّرياضيّة ،دسوق – شارع الشركات متوفّر على:
https://www.sport.ta4a.us/human-sciences/teaching-methods/1379-meaning-teaching.html
51أحمد عيسى داود ،أصول التّد ِريس النّظَر ّ
ي والعمل ّي ،الفصل األول :التّد ِريس مفهومه وتط ّوره ومكوناته ،ص .19
33
تدريس***ا،
ً َّس ،يُ***درِّ س، يع***رّف التّ***دريس لغة كم***ا ورد في "معجم المع***اني" بأنّ***ه :مش***ت ّ
ق من فع***ل در َ
فهوُ مدَرِّ س ،والمفعولُ م َدرَّس .ودرَّس الكتاب ونح َوه :قام بتدريسه ،أقرأه وأفهمه للطَّلبة ونحوهم .وطرق*
52
التّدريس هي وسائل تربويّة يجب اتباعها في التَّدريس".
دريس "هو نش*اط إنس*ان ّي ه*ادف ،مخطّ*طٌ ومنظّم ومقص*ود* ،لغ*رض إح*داث النّم* ّو
فإن التّ ِ
أ ّما اصطالحاّ ،
ال ّشامل والمتكامل لدى المتعلّم في ضوء تمكينه من المعارف* والحقائق واكتشافها* والوصول* ب ِه إلى مستوى
التّفكير المنظّم".
دريس بأنّه ":ك ّل الجهود المبذولة من قِبَل المعلّم ،لتمكين المتعلّمين من النُّم * ّو المتكام**ل في
أيضا ،يعرّف التّ ِ
53
ضوء احترام ومراعاة الفروق* الفرديّة فيما بينهم".
وتأسيسا على ما تق ّدم ،يمكن أن نعرّف التّدريس " بأنّه مجموعة من اإلج**راءات الَّتي تت ّم في ض**وء عمليّ**ة
ديناميكية تستند إلى االتّص*ال والعالق**ة بين المعلّم والمتعلّمين وف*ق* ظ*روف* وش*روط* معيّن*ة للوص**ول إلى
54
تحقيق األهداف المح ّددة مسبقا والَّتي تتمثّل في تحقيق النُّم ّو ال ّشامل للمتعلمين".
والتّ*دريس* "ينظ*ر إلي*ه التّربوي*ون بش*كل متب*اين فبعض*هم ي*راه علِما وبعض*هم يرون*ه فنّا .ي*ذهب البعض
العتباره علما لكونه ال يقف عند تقديم المعلومات والمعارف* وإنَّما ه**و ق**ائم على مجموع**ة قواع**د وأس**س
ثابتة ويستند إلى عدد من ال ّدراسات والنّظريّات الَّتي توجّه خطواته وتج ّدد* من آلياته ،أ ّما اآلخ**رون فيرون**ه
فنّا لكونه يستند* إلى مهارات ومواهب يكفي للمعلّم أن يكون مل ّما بها م ّم*ا يمكن*ه من ت**دريس الم*ا ّدة المع**ن ّي
55
بها دون أن يت ّم إعداده لتلك المه ّمة ودون الحاجة إلى التّخصص".
ويعتبر* ال ّدكتور أحمد عيسى داود التّدريس من المصطلحات الّتي إلى اآلن م**ازال هن**اك ج**دل كب**ير ح**ول
معناها ،فق**د تع* ّددت تعريف**ات التّ**دريس من ب**احث آلخر ،وبالتّ**الي ينبغي على المعلّم لكي ينجح في القي**ام
بعمليّة التّدريس أن يتبنّى رؤية وتعريف**ا مح* ّددين للتّ**دريس .حيث أنّ**ه بن**اء على ه**ذه الرّؤي**ة س**وف يح* ّدد
طريقته في القيام بهذه العمليّة.
وه**ذا م**ا أ ّك**ده في كتاب**ه " أص**ول التّ**دريس النّظ**ري* والعمل ّي" عن**د قول**ه " ولق**د أ ّدى التّط* ّور* في مج**ال
التّدريس إلى تع ّدد المخصّص**ين* في التّ**دريس ،على مس**توى الممارس**ة أو على مس**توى* البحث والتّنظ**ير*.
56
ويع ّد هذا أحد أسباب تعقّد عمليّة التّدريس واختالف* وجهات النّظر البحثيّة حولها".
52معجم المعاني الجامع عربي عربي ،ت ّمت زيارة الموقع بتاريخ 15/12/2019متوفّر على:
/https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3
53التّد ِريس :مفهومه ،استراتيجياته ،طرائقه ،أساليبه :ت ّمت زيارة الموقع بتاريخ 15/12/2019متوفّر على :ص 2-1
http://www.uobabylon.edu.iq/eprints/publication_3_3930_1663.pdf
54متوفّر على الموقع السّابق.
55متوفّر على الموقع السّابق.
56أحمد عيسى داود ،أصول التّد ِريس النّظَر ّ
ي والعمل ّي ،الفصل األول :التّد ِريس مفهومه وتط ّوره ومكوناته ،ص.25
34
يقس*م داود تعريف**ات التّ**دريس إلى ثالث
ونظرا* لص**عوبة حص**ر مص**طلح "التّ**دريس"* في تعري**ف بعينهّ ،
وجهات نظر مختلفة يقوم بتحليليها":
بأن التّدريس عمليّة اتصال وتفاعل بين المدرّس وطاّل به داخل قاعة الص* ّ
*ف أو المحاض**رة أو األولى تقول ّ
في المختبر وير ّكز* التّدريس على التّفاعل والح**وار للوص**ول إلى الحق*ائق .ويك*ون للتّ**دريس به*ذا المع*نى
عناص**ر أساس *يّة وهي(:المرس**ل ،والرّس**الة ،والمس**تقبل ،وقن**اة االتّص**ال (الوس**يلة) ،التّغذي**ة الرّاجع**ة،
والتّشويش* والمؤثّرات* األخرى )...ويع ّرف* "داود " ك ّل عنصر منها على حدة.
بأن التّدريس علم من العلوم ،فك ّل القدرات الّتي يبديها المعلّم تعتمد على أس**اس علم ّي تنب**ع من
والثّانية تق ّر ّ
اطّالعه الواسع (مثل خباي**ا اللّغ**ة وتم ّكن**ه من تفاص**يلها) أو تنب**ع من خالل فهم**ه الواس**ع لماهي**ة اإلنس**ان
والمجتم**ع ومن خالل اطّالع*ه على البح**وث النّفس*يّة والتّربويّ**ة واالجتماعيّ**ة وبه**ذا ق**د أص**بح ينظ**ر إلى
التّدريس كنظام* له مدخالته وعمليّاته ومخرجاته ولك ّل منها وظيفة مح ّددة.
الفن ل**نرى ه**ل أن التّ**دريس ّ
فن ،يق**ول "داود "علين**ا أن ن**بيّن خص**ائص ّ وهن**اك وجه**ة نظر ثالثة ت**رى ّ
التّدريس ّ
فن؟
أن المقوّمات األساسيّة للتّ**دريس الذوق ّ
والذوق* مختلف بين النّاس .فإذا تأ ّملنا قليال أدركنا* ّ الفن مر ّده إلى ّ
إن ّ ّ
إنّما هي تلك المهارة الّتي تب**دو في موق*ف* الم**درّس وحس**ن اتص**اله بتالمي**ذه وحديث**ه إليهم واس**تماعه لهم
وتصرّفه في إجاب**اتهم* وبراعت**ه في اس**تهوائهم* والنّف**اذ إلى قل**وبهم ...وك* ّل ذل**ك مظ**اهر للعمليّ**ة التّعليميّ**ة
النّاجحة.
الص*لة ببعض العل**وم الّ*تي تم* ّده
فن ولكنّ*ه – كغ**يره من الفن*ون – وثي*ق ّ
إن التّ*دريس ّ
ولهذا يق**ول "داود" ّ
بالتّج**ارب وتق**وده دائم**ا إلى األم**ام .ومن ه**ذه العل**وم علم النّفس "فالتّ**دريس وعلم النّفس يعالج**ان النّفس
57
فن التّدريس كثيرا بتجارب علم النّفس وع ّدل كثيرا من طرائقه وأساليبه".
البشريّة ولذا انتفع ّ
أن اختالف وجهات النّظر في تحديد تعريف التّدريس تعريفا محددا إنّما يعود أله ّميّ**ة
وإجماال ،يمكن القول ّ
ّ
المفس*رة هذا المصطلح .ودراسة ك ّل تعريف* بمعزل عن التّعريف اآلخ**ر إنّم**ا ه**و إقص**اء ألح**د الج**وانب
لمصطلح التّ ِ
دريس.
بالتّالي ،ال يمكن اعتبار التّدريس عمليّة اتصال وتفاعل بين المدرّس والطلبة ،دون اعتباره علما من العل**وم
أو إقصائه من كونه فنّا متمثّال في إتقان مهارات التّصرّف واِتِّخاذ المواقف *.لكن في الحقيق**ةّ ،
إن التّ**دريس
ّ
فن وعلم واتصال .كونه يجمع بين اإلعداد والموهبة معًا م ّما يجعل منه وظيفة ومهنة له**ا أه ّميّته**ا وب**رامج
إلعداد من ينتمي لها ويؤ ّديها *.وهذا ما استنتجه داود عند جمعه لجمي**ع وجه**ات النّظ**ر ال*تي ق*ام بطرحه**ا.
ق واألك**ثر تماش**يا .فإتق**ان أغلب أن**واع ااِل تّص**ال
وفي* ما يخصّ بحثنا ،فإنّه يمكن اعتبار هذا التّعريف* األد ّ
إ ّن الغرض من التّدريس هو توصيل المعارف والعلوم المتن ّوعة والمختلفة من المد ِّرس إلى الطَّالب .ولذلك
الطالّب تع* ّد من الطَّرائ*ق* المفي**دة والمجدي**ة في تق**ويم عمليّ**ة
دريس وتأثيرها* في ُّ
فإن الرّبط بين طرائق* التَّ ِ
دريس ،الَّتي تحتاج إلى الصّبر والمثابرة من األشخاص الَّذين يمارسون هذه المهنة ،فمن ّ
الض**روريِّ أن التّ ِ
يتكيّفوا معها ويستع ّدوا* لمواجهة جميع المشاكل والصّعوبات* الَّتي تواجههم*.
ومن هنا وجب علينا اإلشارة إلى ع ّدة تساؤالت جوهرية لم تت ّم اإلجابة عنها بع**د وهي مح**ور* ه**ذا البحث:
عا ّمة كيف نرتقي بالتّحليل المفهوم ّي من التّنظير للتّطبيق؟ وتحديدا* كيف يمكن الجم**ع بين العلم وااِل تّص**ال
دريس والتّغلب على العوائق* والصّعوبات* الَّتي تع**ترض م**د ِّرس التّربي**ة
والتّفنّن؟ كيف يمكن إتقان مهنة التّ ِ
التّشكيليّة؟ وكيف يمكن تطوير* الطّرق والمناهج المعتمدة في ِ
تدريس ما ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة وف**ق مه**ارات
َّ
الذكاء الوجدان ّي؟
خالصة عا ّمــــــة:
لقد تم ّكنا في هذا الفصل من اإللمام بمف**اهيم بحثن**ا الَّتي له**ا عالق**ة باإلش**كالية المطروحة ،وذل**ك من
الس*طحية ،فحاولن*ا* التّط* ّرق*
خالل تعريف* هذه المصطلحات تعريفا إجرائيّا وربطها* ببعض ربط**ا يتج**اوز* ّ
ي وماهيّته وجذوره التّاريخيّة وتأكدنا من ّ
أن للعاطفة واالنفع**االت أه ّميّ**ة بالغ**ة في لمصطلح َّ
الذكاء الوجدان ّ*
أن نسبة %20من أن ال َّذكاء الوجدان ّي عام ٌل مه ّم في نجاح اإلنسان مهنيّا ،حيث يق ّر الباحثون ّحياة الفرد و ّ
للذكاء العقل ّي أ ّما النّسبة المتبقّية فتعود* إلى عوامل أُخ**رى على رأس**ها ال* َّ
*ذكاء الوج**دان ّي. هذا النّجاح مر ّده َّ
هذا األخير الَّذي يُ ّمكن الف**رد من فهم مش**اعره وإدراك* انفعاالت**ه وض**بطها* وك**ذلك فهم مش**اعر اآلخ**رين،
ي ف**رد في مهن**ة م**ا يتطلَّب بالتّالي ،يسمح له ببناء عالقات اِجتماعيّة وإنسانيّة ومهنيّ**ة ناجحةّ ،
ألن نج**اح أ ّ
منه قدرة على التّكيّف مع محيط عمله وإقامة عالقات جيّدة .ويشعر* بأه ّميّة ذاته ويسعي لتطويره**ا .ومهن**ة
التّدريس من بين المهن الَّتي يحاول فيها المدرِّ س التّميّز وأداء مها ّمه بنجاح لتحقيق األه**داف التّعليميّ**ة ّ
ألن
العم**ل التّعليم ّي الج**امع ّي متوقّ*ف* على كف*اءة األُس*تاذ والنّظ**ام التّعليم ّي الج**امع ّي مره*ون بأكمل*ه في أداء
الم**د ِّرس ،بالتّ**الي ه**و رك**يزة أساس *يّة لتط *وّر ورق ّي أ ّ
ي مجتم**ع وه**و المس**ؤول عن تك**وين وتلقين العلم
والمعرفة .وإذا تعلَّق األمر بما ّدة التّربية التّشكيليّة ،فإن مدرِّ سها يجب أن يكون شخصا ق**ادرا على توص**يل
الخبرات المناسبة للمتعلمين بأسهل ُّ
الطرق وقادرا* على توجي**ه س**لوكيّاتهم واإلحاط**ة بطاّل ب**ه ّ
ألن اس**تخدام
36
طرق* التّدريس المالئمة للمواقف التَّعليميّة المختلفة والوسائل* التّعليميّة وغيره**ا ل**ه دور رئيس*ي* في تفاع**ل
الطّالّب وانجذابهم نحو هذه الما ّدة الَّتي تعاني في واقعنا* من التّهميش واإلقصاء.
فإن توفَّر مه**ارات ال* َّذكاء الوج**دان ّ*
ي ل**دى مدرّس*ي* م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة سيس**اعد على اإلحاط**ة بالتّالي ّ
بشخصيّة المتعلّمين ويخلق ت*أْثيرًا إيجابيّ*ا فيهم ،ويس*اهم في ااِل رتق*اء بالممارس*ات التّربويّة التّعليميّ*ة نح*و
األفضل واألنجع.
ي الَّذي حاولن**ا في**ه بس**ط هيكل**ة وتمفص**الت موض**وعنا ب**العودة للمرجعيّ**ات
من خالل هذا التّوجّه النّظ**ر ّ
النّظريّة المناسبة ،سننتقل في الفصل التّالي إلى تحديد فرضيات بحثنا ومنها للجانب التّطبيق ّي منه.
37
الفصـــل الـــ ّرابـــع :فرضيّـــات البــــحث
عرض الفرضيّـــــــــــــــات:
38
الفرضيّة األولــــــى:
أن التّمثّالت الّتي يحملها األساتذة حول ّ
الذكاء الوجدان ّي تؤثر* في طرق* تدريسهم* لما ّدة التّربي**ة أفترض ّ
التّشكيليّة.
الفرضيّة الثّانيـــــة:
أن الممارسات التّربويّة (البيداغوجيّة) لألساتذة داخل المعه**د الع**الي للفن**ون والح**رف بق**ابس
أفترض ّ
تثبت مدى استفادتهم* من مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّي.
39
الفصـــــــــل األ ّول :أدوات البـــــــــــــحث
المقابلــــــــــــــــــــــــــــــة: -1
أ) بنيّةـ المقابلــــــــــــــــــة:
ب) بمزايا وعيوب المقابلة:
النص النّهائ ّي لبروتوكول المقابلة:
ّ ج)
المالحظــــــــــــــــــــــــــة: -2
أ) مرحلة بناء الشّبكــــــة:
ب) كيفيّة استعمال الشّبكة:
ج) فوائد استعمال الشّبكة وحدودها:
40
النص الكامل للشّبكـــة:
ّ د)
غوته (يوهان)
بعد تحديدنا* لفرضيِّات* بحثنا وفقا لإلشكالية الرّئيسيّة أاّل وهي :إلى أي مدى استفاد مدرّسو م**ا ّدة
التَّربية التّشكيليّة بالمعهد العالي للفنون والحرف* بقابس من مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّي؟
سنتولّى* في هذا الفصل مسألة المنهج والرّؤية ،أي ما هي األدوات المنهجيّة الّتي سنختارها؟
وما هي الرّؤية التّحليليّة الّتي تفسّر كل فرضيّة؟
فبالرّغم من وحدة اإلشكاليّة الّتي قام عليها البحثّ ،
فإن تع ّدد الفرضيّات قد اقتضى منّا تع * ّددا وتنوّع**ا ال في
مستوى* األسس والمرجعيّات النّظريّة فحسب ،إنّما تع* ّددا وتنوّع**ا في مس**توى األدوات واآلليّ**ات المنهجيّ**ة
أيضا.
إذن سنحاول في مرحلة أولى ،التّع*رّف على طبيع**ة بياناتنا* ،لمعرف**ة كيفيّ**ة التّعام**ل معها ،ث ّم س**نختار أداة
بحث لك ّل فرضيّة .وفي مرحلة ثانية ،سنقوم بتحليل وتفسير* وظيفة ك ّل أداة حسب فرضيّتها المختارة.
طبيعة البيانات البحثيّة وآليّة التعا ُمل معها:
نقول بيان والمجموع بيانات ،ورد تعريف لفظ بيانات في معجم المعاني الج**امع "بأنّ**ه معلوم**ات تفص**يليّة
58
حول شخص أو شيء ما ،يمكن من خاللها االستدالل عليه".
58معجم المعاني الجامع عربي عربي ،ت ّمت زيارة الموقِع بتاريخ 06/01/2020متوفّر على:
41
كما يمكن تعريف البيانات أو ما يسمى بالمعطيات بأنّها " سلسلة غير مترابط**ة من الحق**ائق الموض**وعيّة،
الَّتي يمكن الحص*ول عليه**ا عن طري**ق المالحظ**ة ،البحث ،والتّس**جيل وتتك**ون البيان*ات من مجموع*ة من
59
األرقام* أو الحروف* والرّموز* والصّور* أو الكلمات ،وبعد معالجتها* نحصل على المعلومة".
وتنقسم* البيانات البحثيّة بطبيعتها* إلي"بيانات ك ّمية" و"بيانات نوعيّة":
/https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA
59ويكبيديا الموسوعة الح ّرة ،ت ّمت زيارة الموقِع بتاريخ 06/01/2020متوفّر على:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA#cite_note-1
60إيمان الحياري ،وسائل جمع البيانات ،موقع موضوع ،ت ّمت زيارة الموقِع بتاريخ 08/02/2020متوفّر على:
_https://mawdoo3.com/%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%AC%D9%85%D8%B9
%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA#cite_note-MFz1pFyMEs-2
61متوفّر على الموقع السّابق.
42
فإن طبيعة بياناتنا ومعطياتنا الَّتي نحاول الحصول عليها في هذا البحث ،ستكون معطي**ات وبيان**ات* نوعيّة.
غايتنا منها معرفة كيفيّة استفادة مد ِّرس الفن*ون والح*رف من مه*ارات ال* َّذكاء الوج*دان ّ*
ي في تدريس*ه لم*ا ّدة
التّربية التّشكيليّة.
أدوات جمع البيانات:
اختلفت وتنوّعت تقنيات وطرق* ووسائل* وآليات جمع البيانات حسب طبيعتها ،ومن أه ّمها نذكر:
-المقــابالت الشّخصـيّة " :ويت ّم فيه**ا جم**ع المعلوم**ات ،وإجاب**ات األش**خاص عن األس**ئلة ال**تي ت ّم إع**داد
محتواها مسبقا ً بما يخدم خطّة سير البحث ،ويمكن أن تتع**دد مج**االت األس**ئلة في المقابل**ة الواح**دة ،بحيث
تُسأل بطريقة منظَّمة أو عشوائيّة ،علما ً بأنّه يُفضَّل أن يت ّم تسجيل أو تصوير* المقابالت ل ُمراجعته *ا* وتفري**غ
محتواها كتابيّاً .أ ّما أثناء المقابلة ،فعلى الباحثين أن يتف**اعلوا بإيجابيّ**ة م**ع من يح*اورونهم *،بحيث يتم ّكن*ون
من السَّير بالمقابلة ضمن مسارها* الصّحيح ،ودون التش*تُّت في مواض**يع خارج**ة عن س**ياق البحث ،ودون
أن المقابالت تع ُّد فرصة مثاليّة الكتساب أكبر قَ * ْدر
تقييد ل ُحرّية األشخاص في تعبيرهم *.ومن الجدير بالذكر ّ
من المعلومات ،ولذلك فهي تتطلَّب اإلعداد المسبق* والوقت الكافي ،إذ البُ ّد لك* ّل موض**وع بح**ث ّي من تق**دير
صة به ،واألوقات الالزمة إلجرائه ،في حين ّ
أن بعضها* يمكن إتمامه عن طريق الهاتف عدد المقابالت الخا ّ
62
أو عبر اإلنترنت".
-االستبيان " :تع ّد طريقة االستبيان من طرق جمع البيانات ال**تي يض**اف إليه**ا مجموع**ة من األس**ئلة يت ّم
إعدادها بشكل احتراف ّي ،ومتنا ِسق م**ع مس**توى* المس**تهدفين ،وص**ياغتها وفق*ا ً لطبيع**ة البيان**ات الك ّمي**ة ،أو
النوعيّ**ة .وتعت**بر* ه**ذه الطريق**ة نموذجيّ**ة ،حيث تس**تخدم في توثي**ق* المف**اهيم ،والمعتق**دات ،والمي**ول
63
واالتّجاهات ،ويمكن تحليل هذا النّوع من البيانات عن طريق استخدام مجموعة من التقنيات".
-المالحظة " :تعتبر المالحظة وسيلة أساسيّة ومهمة للغاي**ة في جمي**ع البح**وث النوعيّ*ة ،ويت ّ*م فيه**ا جم**ع
تف**اعالت النّ**اس ،ورص**د س**لوكيّاتهم ،واستكش**اف* اهتمام**اتهم ،وذل**ك من خالل االطِّالع على نش**اطهم*
اليوم ّي .فبالحواسّ الخمس يمكن إدراك ما يجري في المحيط المجتمع ّي كلّه ،ويمكن فهم ،و ُمعايشة ظروف*
المجتم**ع وظ**واهره بتفاص**يلها* من حيث ع**دد تك**رارات التّفاع**ل وص**وره المختلف*ة ،كم**ا يمكن االس**تعانة
بالتّصوير لتوثيق* المواقف التي ت ّمت مشاهدتها .وتتطلّب* هذه الطريقة بذل جهد كبير من قب**ل الب**احث أثن**اء
64
مراقبته لحركات األفراد السريعة والمعقّدة وأيضاً* لسلوكيّاتهم*".
خاص*ة ال ُكتُب الرس*ميّة،
ّ -تحليــل المضــمون " :يمكن اس**تخدامه :لتحلي**ل و ُمقارن*ة النص**وص والوث*ائق*،
ّ
والص *ور *،وغيره**ا للش**ركات والهيئ**ات العا ّم**ة والمحاض *ر* اإلداريّ**ة ،واألبح**اث ،واألفالم ،والمق**االت،
44
"وهذا ما بيّنه كل من "دوكتال"* و "روجيرز"* في محاولتهما لتحديد األسس النّظريّة لمناهج جمع البيانات،
بأنّها ال تمثّل مجرّد تقنيات وآليّات منهجيّة محايدة ،وإنّما هي في حاجة إلى مراجعات إبستمولوجيّة ونقديّ**ة
66
عميقة".
فاألمر* يتعلّق إذن بجمل**ة من التّظنّن**ات واإلحراج**ات* الموجّه**ة إلى تقني**ات جم**ع البيان**ات الّ**تي ت**دفعنا* إلى
تنسيب ورسم* نتائجنا وتطويرها باستمرار*.
ف**إن تقني**ات جم**ع البيان**ات تط**رح مش**كال حقيقيّ**ا في مس**توى* الق**درة على التّحيي**د واالل**تزام
ل**ذلكّ ،
والموض**وعيّة .فث ّم**ة دائم**ا مس**افة فاص**لة بين الموض**وعيّة المعلن**ة والموض**وعيّة المتحقّق**ة فعليّ**ا .فجم**ع
ّ
خاص*ة يخض**ع إلى الكث**ير من آلي**ات اإلخف**اء البيان**ات بص**فة عا ّم*ة والمتعلّ*ق* بالظّ**اهرة التّربويّ**ة بص**فة
والتّمويه.
وهذا ما يتأ َّكد خا ّ
صة عندما تكون هذه البيانات والمعلومات في عالقة مباشرة بشخصيّة صاحبها* فهو ع**ادة
ال يبدي من الصّراحة في المقابلة ما يبديه عند مالحظة سلوكيّاته .وث ّمة صعوبة تظ ّل قائم**ة وهي ّ
أن جانب**ا
مه ّم**ا من ه**ذه البيان**ات ه**و أق**رب إلى الاّل وعي من**ه إلى ال**وعي ويخض**ع إلى جمل**ة من آليّ**ات اإلخف**اء
الاّل شعورية ،خاصّة إذا تعلّق الموضوع* بالوجدانيّات* والعواطف* واالنفعاالت.
وإجماال ،يمكننا تحديد صعوبات جمع البيانات:
-في كيفيّة استخراجها.
-في كيفيّة ربطها* بالممارسة ربطا يتجاوز* السّطحية.
-في مستوى تفسيرها وتحليلها* وتأويلها.
وللتّقليل من هذه الصّعوبات* في جمع البيانات ،قمنا باإلجراءات التّالية:
-العودة للمد ِّرسين الَّتي بدت بعض إجاباتهم غير واضحة ودقيقة في مرحلة المقابلة لمزيد من التّوضيح.
الس*لوكيّات والحرك*ات في مرحل*ة المقابل*ة والمالحظ*ة :االس*تفادة من زاّل ت اللّس*ان ومن
-تس*جيل أغلب ُّ
بعض الحركات الّتي تنفلت من قبضة الاّل وعي.
-ربط أدوات العمل بعضها ببعض للوصول* للغرض :ما يقوم على التّعميم أو الش * ّ
ك في المقابل**ة المباش**رة
يمكن التّأكد من صحّته من خالل المالحظة.
45
المقابلــــــــــــــــــــة))L’entrevue / L’entretien : -1
عند الرّجوع* ألدبيات المنهجيّة الَّتي تفسّر هذه األداة ،نجد ّ
أن المقابلة أخذت الكثير من المعاني وأخذت
67
الكثير من التّصنيفات .حيث عرفها "رودولف* غفيليون" و"بنيامين ماتالون" ":بأنّها محادثة هادفة".
في حين عرّفه**ا ك* ّل من "دوكت**ال" و "روج**يرز" المقابل**ة بأنّه**ا" :منهج في جم**ع المعلوم**ات والبيان**ات،
متمثّل في مقابالت شفاهيّة فرديّة وجماعيّ**ة م**ع أش**خاص يق**ع انتق**اؤهم بعناية ،قص*د* الحص**ول منهم على
68
معلومات حول وقائع أو تمثّالت ،يقع تحليل درجة مالءمتها وصلوحيّتها وثباتها* وفق أهداف البحث".
أن المقابل**ة ال ّشخص*يّة
وفي* سياق آخر ،يذهب ك ّل من "دافيد ناشيماز"* و"ش**افا* فرانكف**ورت* ناش**يماز" إلى ّ
هي" مقابلة وجه لوجه ،حيث يقوم من يجري المقابلة بتوجيه األسئلة للمستجيبين بقصد استخالص إجاب**ات
69
ذات صلة بفروض البحث ،وتتح ّدد بنية المقابلة باألسئلة وصياغتها وطريقة تتابعها".
إن المقابل*ة هي أداة منهجيّ*ة يس*تعملها الب*احث للحص*ول* على معلوم*ات تم ّكن*ه من
وإجم*ااًل ،يمكن الق*ول ّ
اختبار فرضيّات دراسته" .وهي من أنسب ُّ
الطرق للحصول على بيان*ات ذاتيّ**ة في ع*الم القيم واالتجاه**ات
والمفاهيم االجتماعيّة .كما أنّها وسيلة للتّع* ّرف* على الحق**ائق واآلراء والمعتق*دات الَّتي ق**د تختل*ف من ف*رد
70
آلخر .وتستخدم* أيضًا للتّأ ّكد من بيانات ومعلومات حصل عليها الباحث من مصادر* أخرى مستقلّة".
أن ه**ذه األداة أخ**ذت أش**كاال ع* ّدة في ط**رق* اس**تعمالها.
باإلضافة إلى تنوّع واختالف* مع**اني المقابلة ،نج**د ّ
حيث يت ّم تصنيفها إ ّما حسب درجة الح ّريّة الممنوحة للمبحوث وهنا نجد(: المقابل**ة غ**ير الموجّهة ،المقابل**ة
نصف الموجّهة ،مقابلة ذات اِستمارة أسئلة مغلقة ،مقابلة ذات اِستمارة أس**ئلة مفتوحة ،المقابل**ة المرك**زة)...
67رودولف غيفليون وبنيامين ماتالون ،البحث االجتماع ّي المعاصر مناهج وتقنيات ،ترجمة علي سالم ص.58
Jean-Marie DE KETELE et Xavier ROEGIERS, Méthodologie du recueil d’informations. Bruxelles : De
68
71
«…Nous privilégions l’entretient semi-directif, système d’interrogation à la fois souple et contrôlé, accessible
ou non spécialiste. S’il respecte les consignes essentielles… la méthode consiste à faciliter l’expression de
l’interviewé en l’orientant vers des thèmes jugés prioritaires pour l’étude tout en lui laissant une certaine
autonomie» Ibid., p 102.
72
«…cette technique de recherche est tout indiquée pour qui veut explorer les motivations profondes des
individus…et aborder des domaines encore largement méconnus… ou encore à saisir les significations
données par les personnes aux situations qu’elles vivent» Maurice ANGERS, Initiation pratique à la
méthodologie des sciences humaines, p 140.
طريق المقابلة المعّمقة أو المتَّعمقة ،الَّتي تكون أسئلتها مفتوحة وتس**تخدم ع**ادة في البح*وث الكيفيّ**ة ّ
ألن ِ " 73ويكون ذلك عن
هدف البحث النَّوع ّي ه**و التّع ّم**ق في األس**ئلة للحص**ول على معلوم**ات وافي**ة ".ع**امر قن**ديلجي ،البحث العلم ّي واســتخدام
مصادر المعلومات التَّقليديّة واإللكترونيّة ،ص .179
74رشيد زرواتي ،تدريبات على منهجية البحث العلم ّي في العلوم االجتماعيّة ،ص .213
47
وغايتن**ا منه*ا ك*انت الس*تثارة آراء المدرِّس**ين والحص*ول* على حق*ائقهم وم*واقفهم وس**لوكياتهم والتّ ّ
وص*ل
لبيانات ذاتية تساعدنا في معالجة إشكاليّة بحثنا الَّتي تسعي لتجويد الممارسات التّعليميّ**ة الجامعيّ**ة وتح**اول*
االرتقاء بالمنظومة التّعليميّة نحو األحسن.
ّ
الخاص*ة واس**تنتاج* يقول "أنجرس" " :تهدف المقابلة إلى إقام**ة تحلي**ل كيفي ،ي**رمي إلى تج**اوز الح**االت
س**مات مش**تركة إن أمكن 75".فه**ذه األخ**يرة" ق**د تك**ون األمث**ل في التّعري**ف ب**الحلول لمش**كالت تربويّ**ة
76
كثيرة".
هذا في ما يخصّ تفاصيل إجراءات مقابالتنا مع المدرّسين ،أ ّما في ما يخصّ مكان وزمان هذه المق**ابالت،
فقد كانت كلّها تقريبًا بالمعهد* الع**الي للفن**ون والح**رف بق**ابس ،منه**ا م**ا ه**و في الفض**اء الخ**ارج ّي لس**احة
المعهد ،ومنها ما هو داخل قاعات ال ّدروس* على انفراد بالمدرِّ س .بالتَّالي كانت حصّص العمل العاديّ**ة هي
األنسب واألكثر فاعليّة لمزيد المالحظة وتدقيق األجوبة .كما قمنا ببرمج**ة س**اع ٍة واح**د ٍة لك* ّل م**درِّ س م**ع
إضافة ربع أو نصف ساعة أخرى أحيانا بموافقته ،ليتسني لنا تناول ك ّل األس**ئلة ،حيث يختل**ف المدرّس**ون
في إجاب**اتهم وفي معلوم**اتهم* وفي طريق**ة كالمهم ،منهم من ه**و س**ريع ومنهم* من ه**و بطيء وهن**اك من
يستفيض في الحديث عن األفكار وهناك من يختصر* اإلجابة.
لكن ،وبالرغم م ّما مكنتنا به هذه األداة من معلومات تخصّ المدرّسين في ط**رق* تدريس**هم وفي* تص**وراتهم
ال ّشخصيّة تجاه المهنة ،إاّل أنّنا واجهنا ع ّدة صعوبات* يمكن تقسيمها إلى ثالث أصناف:
ِّس*ين لمعرف**ة تمثالتهم* ح**ول
-في المرحلة األولى واجهنا صعوبة في بناء أسئلة اِستمارة مقابلتن**ا م**ع المدر ِ
*ذكاء الوج**دان ّي وكي**ف ت**ؤثّر* ه**ذه التّص*وّرات* في ط**رق تدريس**هم* لم**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة؟ ...فك**انت
ال* َّ
صة في صياغتها على نحو يضمن األجوبة الّ**تي تفي**د
الصّعوبة في مستوى طبيعة أسئلة المقابلة نفسها ،خا ّ
البحث دون غيرها.
كما كانت أغلب التساؤالت الَّتي تتبادر* إلى مخيلتنا آنذاك من قبيل :هل نكتفي بتلخيص م**ا يقول**ه الم**د ِّرس
أم نس**جل ك * ّل حركات**ه وإيماءات**ه؟ ه**ل نش**ير إلى حاالت**ه االنفعالي**ة س**واء أثن**اء ط**رح ّ
الس *ؤال أو أثن**اء
اإلجابة؟ ...
-وفي المرحلة الثَّانية ،تعرضنا* لص**عوبات منهجيّ**ة وإجرائيّ**ة كتل**ك الّ**تي تتعلّ**ق ب**اقتران ص**ورة الب**احث
خاص*ة م**ع اس*تبعاد* وج*ود* المنهج التّجري*بي* في معه**د الفن**ون
ّ المبت**دئ الّ*ذي ق*د تت ّم مس*اعدته أو ت**رفض
والحرف* بقابس األمر الذي جعل البعض ال يتماشى مع متطلّبات هذا البحث.
75
«…l’entretien…est d’abord mené pour…en faire ensuite une analyse qualitative en vue de dépasser les cas
Particuliers et de dégager possiblement des traits communs» Maurice ANGERS, Initiation pratique à la
méthodologie des sciences humaines, p 140.
76ماجد محمد الخياط ،أساليب البحث العلم ّي ،ص .172
48
-ث ّم في مرحل ٍة ثالثة واجهتنا* مشاكل أخرى بعد جمع هذه المعطيات خاصّة عند إخضاعها للتّحلي**ل وقيس**ها
لمعرفة مدى استجابتها ،حيث يشير ك ّل من "بلقاسم سالطنية" و"حسّان الجيالني" إلى هذه الفك**رة بقولهم**ا
77
"يكون تحليل وتصنيف المعلومات المتحصّل عليها من المقابالت المفتوحة صعبا*".
-كيف تنظر إلى الجانب الوجدان ّي؟* هل له عالقة بمهنة التّدريس بصفة عا ّم**ة وبت**دريس التّربي**ة التّش**كيليّة
بصفة خاصّة؟
49
ث ّم سيت ّم التّساؤل بصفة خاصّة:
ي أن يس**اعدك في ت**دريس التّربي**ة التّش**كيليّة؟ وكي**ف يك**ون وج**ود* العام**ل
-كيف بإمكان ال**وعي الوج**دان ّ*
ي ضروريّا* في تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة؟
الوجدان ّ*
79أميرة منصور ،مقال بعنوان :المقابلة رؤية منهجية في بحوث تعليم اللّغة العربيّة ،ص.217
80عبد الحافظ الشايب ،أسس البحث التّربوي ،ص.77
50
"-تُشعر المقابلة األفراد المستجوبين بأهميتهم* في البحث ،وفي* المج*ال الّ*ذي يش*تغلون بِ* ِه ،حيث يش**عرون
81
أنّهم بإمكانهم المساهمة في تقديم بعض المعارف*".
ّ
وخاص**ة -تُعتبر المقابلة من التقنيات المنهجية ذات " فائدة كبرى في تشخيص ومعالجة المشاكل اإلنسانيّة
82
العاطفية منها".
بالرّغم م ّما توفره هذه األداة من مزايا ،إاّل أنّه*ا ال تخل*و من العي*وب والنّق*ائص ش*أنها في ذل*ك ش*أن ب*اقي*
األدوات المنهجيّة.
عيوبها:
83
"-يتوقَّف* نجاح المقابلة إلى ح ّد كبير على رغبة المقابل في التّعاون وإعطاء المعلومات ال ّدقيقة".
"-ق**د يض**ط ّر الب**احث عن**د إج**راء المقابل**ة إلى أن يواج**ه أشخاص**ا ال يرغب**ون أو يت**تر ّددون في إعطائ**ه
المعلومة ،وهذا ما يجعل الباحث في موقف* محرج أحيانًا .ل**ذلك يجب علي*ه أن يح*ترم ق**رارات المبح*وث،
84
وأن ال يوجِّ ه إليه أسئلة هجوميّة تضطرّه إلى ال ّدفاع عن نفسه وتؤثّر على الج ّو الو ّدي للمقابلة".
85
ألن مقابلة الفرد الواحد تتطلَّب وقتًا طوياًل ".
"-يصعب مقابلة عدد كبير من األفراد* نسبيّاّ ،
81
«La personne sentira ainsi qu’elle peut contribuer à l’avancement de certains connaissances» Maurice
ANGERS, Initiation pratique à la méthodologie des sciences humaines, p143.
82
R.C. Oldfield, the Psychology of the Interview, p 59.
83
أميرة منصور ،مقال بعنوان :المقابلة رؤية منهجية في بحوث تعليم اللّغة العربيّة ،ص .218
84اُنظر المرجع السّابق ص.218
85اُنظر المرجع السّابق ص.218
51
وبعد تحكيم األس**تاذ الم**ؤطّر* واألس**تاذة "ألف**ة نجيم**ة" واألس**تاذ "حاف**ظ عب**د رحيم" ،ك**ان النّصّ النّه**ائ ّي
لبروتوكول* المقابلة كالتّالي:
52
ث ّم سيت ّم التّساؤل بصفة خاصّة:
م**ا هي تمثّالت**ك ح**ول العاطف**ة والوج**دان :ه**ل تعتق**د أن الوج**دانيّات* تخ**دم العق**ل أثن**اء عمليّ**ة -
التّدريس؟
كيف بإمكان الوعي الوجدان ّي أن يساعدك في تدريس التّربية التّشكيليّة؟ -
هل تنتبه عادة إلى الحاالت الوجدانيّة الّتي يكون عليها الطّلبة؟ -
وهل تأخذها بعين االعتبار؟ -
هل بإمكانك السّيطرة على انفعاالتك (كالغضب)؟ -
إن كان وجود العامل الوج**دان ّي ض**روريّا في ت**دريس م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة ،فم**ا هي اللّحظ**ات -
ال ّدالّة الّتي يمكن في إطارها* أن تستفيد من مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّي؟ (متى)؟
(عند تقديم ال ّدرس ،عند إرجاع أوراق االمتحان ،إثر محاوالت الطَّلبة ،عند وجود حاالت خاصّة)...
المالحظـــــــــــــــــةL’observation : -2
عندما يجمع الباحث بيانات ومعطي**ات ألغ**راض بحث**ه العلم ّي " فإنّ**ه ق**د يحت**اج المالحظ**ة لمش**اهدة
الظَّواهر* بنفسه 86".والمالحظة العلميّة هي" تلك األداة الَّتي يس**تخدمها* الب**احث للحص**ول على المعلوم**ات
أساس*ا على ح**واسّ الب**احث ،وقدرت**ه الفائق**ة على ترجم**ة م**ا الحظ**ه
ً الاّل زم**ة لموض**وع البحث ،وتعتم**د
وتل ّمسه من وقائع وأحداث إلى عبارات ذات معان ودالالت ينبثق عنها وضع فروض مبدئيّة يمكن التّحقّ**ق
من صدقها أو عدم صدقها* عن طريق التّجريب .ويبدو* جليّا أن أداة المالحظة تستخدم* في كثير من األحيان
ّ
والش *روع في لتحقي**ق ه**دف أو أه**داف معيّن**ة تس**توجب* أن يض**عها الب**احث في ااِل عتب**ار قب**ل ااِل نطالق
87
تطبيقها".
تأخذ أشكال المالحظات وظائف ع* ّدة يت ّم اتباعه**ا حس**ب أس**لوب البحث والغ**رض من**ه .وفي* ه**ذا اإلط**ار
ضبط فيها إلى قسمين:
يمكن تقسيم المالحظة حسب درجة ال ّ
-المالحظــة البســيطة":وهي مالحظ**ة الظَّواهر* كم**ا تح**دث تلقائيّ**ا في ظرفه *ا* الطَّبيع ّي ،دون إخض**اعها
للضّبط العلم ّي ،وبدون استخدام أدوات دقيقَة للقياس للتّأ ّك*د من ص*حّة المالحظ*ة وموض**وعيتها .وتس*تخدم
وخاص*ة في ال ّدراس*ات االس*تطالعية ،لجم*ع البيان*ات األوّليّ*ة
ّ المالحظ*ة البس*يطة في البح*وث الوص*فيّة،
للسّلوك الظَّاهر ّ*
ي المعلن لشخص أو مجموعة من النّاس في بيئة معيّنة ،وتحت ظروف* معيّنة أو أثناء فَترة
اإلنس**ان في الواقع ،وإن كنّ*ا ال
معيّنة من ال ّزمن ،فمن خالل المالحظة البسيطة نستطيع أن ن*رى م**ا يفعل*ه ِ
88
نستطيع* دائما أن نذكر بدقّة ماذا تعني أفعاله بالنّسبة له".
86فوزي غرايبة وآخرون ،أساليب البحث العلم ّي في العلوم االجتماعيّة واإلنسانيّة ،ص .33
87مسعودة بيطام ،مقال بعنوان :المالحظة والمقابلة في البحث السوسيولوجي ،ص.120
88فاطمة عوض صابر وميرقت علي خفاجة ،أسس ومبادئ البحث العلم ّي ،ص.144
53
-مالحظــة منظَّمة":وتختل *ف* عن البس**يطة من حيث كونه**ا تخض**ع لدرج**ة عالي**ة من ّ
الض *بط ،واتّباعه**ا
مخطّطا* مسبقا ،ويح ّدد فيها ُّ
الظروف* ،ويُست َعان فيها بالوسائل* ،وه**دفها جم**ع البيان**ات ال ّدقيقَ**ة عن الظَّاهرة
89
ووضع* الفروض".
وهناك تقسيم آخر ألنواع المالحظة وفقا لدور الباحث على النّحو التّالي:
-مالحظــة بــدون مشــاركة" :وهي الّ**تي يلعب فيه**ا الب**احث دور المتفَ*رّج أو المش**اهد بالنّس**بة للظّ**اهرة
موضو َع البحث ،وهذا النّوع من المالحظة ال يتض ّمن سوى النّظر أو ااِل ستماع إلى موقف* اجتم**اع ّي معيّن
90
دون المشاركة الفعليّة فيه ،فالباحث يكون قدر اإلمكان بعيدا عن الظَّاهرة موضوع* البحث".
-المالحظة بالمشاركة":وهي الَّتي يقوم فيها الباحث بدور* العضو المش*ارك في حي*اة الجماع*ة وموض*وع*
البحث ،وفي الغالب يعيش الباحث مع أفراد الجماعة ويش**اركهم في كافّ**ة نش**اطاتهم ومش**اعرهم* .وبالتّ**الي
ف*إن الب*احث يلعب دورين أوّلهم*ا العض*و المش*ارك في حي*اة الجماعة ،وثانيهم*ا* دور الب*احث الَّذي يجم*ع
ّ
91
البيانات عن سلوك الجماعة وتصرّفات* أفرادها".
اختلفت أنواع وطرق* المالحظة ب**اختالف اس**تعماالتها* ،وب**اختالف غايتها ،فهن**اك من يس**تعمل المالحظ**ة
لدراسة ظاهرة معيّنة بصورة خفّية دون علم المالحظ فيتّخذ بذلك دور الجاسوس أو العنصر الفاع**ل داخ**ل
الموضوع ،وهناك من يتّخذ المالحظة علنا بطريقة يكون فيها المالحظ على دراية بما يقوم بِ ِه الباحث.
ومن ناحيتنا فإنّنا وظّفنا هذه األداة للتثبت من فرضيّة بحثنا األولى ،ومعرفة مدى صدق تمثّالت المدرّس**ين
في المعهد العالي للفنون والحرف بقابس ،ومدى استفادتهم من مهارات ال* َّذكاء الوج**دان ّ*
ي في ت**دريس م**ا ّدة
التّربية التّشكيليّة.
تنص*ب على الوق*ائع* واألح*داث ال على التمثّالت وإذا كان "دوكت*ال* ق*د بيّن ّ
أن ش*بكة المالحظ**ة ينبغي أن ّ
نترص*د ه**ذه األخ**يرة وأن نتّبعه**ا من خالل مالحظ**ة ّ
الس*لوكيّات ّ والتّص ّورات ،إال أنّن**ا م**ع ذل**ك يمكن أن
92
والحركات* واالنفعاالت والمؤ ّشرات ال ّدالّة عليها".
ل**ذلك قمن**ا في البداي**ة ب**إجراء مالحظ**ات اس**تطالعيّة بس**يطة ه**دفنا منه**ا معرف**ة الظَّواهر* الَّتي تس**تح ّ
ق
التّسجيل ،أي معرفة أنواع السُّلوكيّات المراد مالحظتها ،ث ّم قمنا بإنجاز* شبكة مالحظة دقيقَة منظّم**ة تت**وفّر
فيها ك* ّل اإلمكانيّ**ات الّ**تي تخ**دم بحثنا ،وعرض**ناها* على هيئ**ة التّ**دريس وبع**د المص**ادقة عليه**ا و إج**راء
مقابالتنا مع عيّنة البحث ،اتجهنا لحصص العمل وقمنا* بعمليّة المالحظة المباشرة ،وبصفة متكرِّرة ،وبدُون
مشاركة ،لهدف التّثبّت من طبيعة الممارسات التّعليميّ**ة داخ**ل ال* ّدرس ،ومعرف**ة درج**ة التّواف**ق بين م**ا ت ّم
89فوزي غرايبة وآخرون ،أساليب البحث العلم ّي في العلوم االجتماعيّة واإلنسانيّة ،ص.34
90اُنظر المرجع السّابق ص.34
91
.اُنظر المرجع السّابق ص 35
92محسن التّومي ،صورة الطّفل في التّراث العرب ّي وآثرها في ك ّل من تمثالت المعلمين وممارساتهم التَّربويّة،
ّ
54
اإلعالن عنه في المقابلة ،وما شاهدناه بصفة مباشرة .بالتّالي معرفة مدى استفادة هذه العيّنة من المدرّسين
ي في تدريس ما ّدة التّربية التّشكيليّة. من مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّ*
ورغم أن المالحظة من األدوات المنهجية الَّتي يستفيد منها الباحث عند جمع البيانات والحقائق ذات الصّلة
بسلوكيات* األفراد الفعليّة في المواقف* الواقعيّة من الحياة ،فإنّها من األدوات الّ**تي يج**د فيه**ا الب**احث أيض**ا
ع ّدة صعوبات .وهذا ما أ ّكده ك* ّل من "ج**ان بي**ير دوران**د"* و "روب**رت* وي**ل" في كتابهم**ا "علم ااِل جتم**اع
93
المعاصر"* عند قولهما " تعرف المالحظة بأنّها أكثر التّقنيات صعوبة".
لذلك ،فقد اعترضتنا* صعوبة كبرى تمثَّلت في كيفيّة مالحظة الجوانب الوجدانيّة وهي عوام**ل غ**ير مرئيّ**ة
ال يمكن للعين المجرّدة اكتشافها *.وال يمكن معرفة ما يخفيه أي ش**خص من مش**اعر وأحاس**يس* وتف**اعالت
وجدانيّة إاّل من خالل سلوكياته ،هذا الحرج جاء في شكل تساؤالت يمكن طرحها كالتّالي :كيف نع**ثر على
أداة مالحظة نتبيّن من خاللها ال ّشكل العا ّم للشبكة؟ عند مشاهدة سلوكيات المد ّرسين هل نقوم بتسجيل كامل
المالحظات وبصفة فوريّة أم نسجلها بعد فترة؟ كيف ننجز شبكة مالحظة دقيقة تم ّكن من تر ّ
صد* س**لوكيّات
المدرّسين وتبيّن وجود العام**ل الوج**دان ّي من غياب**ه؟ ث ّم كي**ف نق**وم بتحلي**ل وتأوي*ل* ه**ذه ّ
الس*لوكيّات وفق**ا
لِفرضيّة البحث وإشكاليّته؟
ولتجاوز هذه الصُّ عوبات قمنا:
-باالستفادة من ش**بكة المالحظ*ة ال*تي ق*ام ببنائه**ا األس*تاذ* "محس*ن التّ**ومي" في إط**ار بحث*ه لني*ل ش*هادة
ال ّدراسات المع ّمقة في عل**وم التّربية تحت عن**وان":ص**ورة الطّف**ل في التّ**راث الع**رب ّي وأثره**ا في ك* ّل من
تمثّالت المعلّ ِمين وممارس**اتهم* التّربويّ**ة" ،والّ**تي أنج**زت خالل س**نّتي ( ،)2002-2001كلّيّ**ة العل**وم
اإلنسانيّة واالجتماعيّة بتونس ،تحت إشراف* "أحمد شبشوب"* للتَّعرف على شكل أداة المالحظة.
-كما اطّلعنا على عدد من ال ّدراسات السّابقة الَّتي استعملت أداة المالحظة في منهجيّة بحثها.
-باإلضافة لرجوعنا إلى عدد من البحوث العلميّة ،وك ّل ما يخصّ وسائل جمع البيانات.
-التّطرّق إلى أبعاد ّ
الذكاء الوجدان ّي ومكوناته عند "جولمان".
-العودة للنّماذج والنّظريّات* المفسّرة لِل َّذكاء الوجدان ّي.
-التّعرّف على أه ّم خصائص ومميّزات ال ّشخص َّ
الذك ّي وجدانيا*.
-التّعرّف على بعض طرق تحسين ّ
الذكاء الوجدان ّي.
93
Jean-Pierre DURAND et Robert WEIL Sociologie contemporaine, p 233.
55
الشّبكــــــة: مرحلة بناء أ)
جمع المعطيات الضّروريّة:
-العودة لكتاب "دانيال جولمان" واستخراج* المفاهيم ال ّدالَّة على وجود الذكاء الوجدان ّي.
الذكاء الوجدان ّي لتنمية قدرات الطّفل أو الطَّالب في مختلف
-مشاهدة بعض الفيديوهات الّتي تستخدم أنشطة ّ
الموا ّد.
الذكاء المت**وفرة في االن**ترنت لفهم طبيع**ة األس**ئلة الَّتي تحمله**ا والمؤش**رات* ال ّدالَّة
-التّطرّق إلى اِختبارات َّ
عليها.
-االستفادة من المالحظات الّتي قمنا بتسجيلها* أثناء إجراء المالحظة االستطالعيّة.
-الع**ودة لكت**اب"،ف**وزي* غرايب**ة وآخ**رون" تحت عن**وان":أس**اليب البحث العلم ّي في العل**وم االجتماعيّة
واإلنس**انيّ*ة" .وكت**اب"أسس ومب**ادئ البحث العلم ّي"" ،لفاطم**ة ع**وض ص**ابر* وم**يرفت علي خفاج**ة".
واالطِّالع* على مقال "مسعودة بيطام" بعنوان":المالحظة والمقابلة في البحث السّوس**يولوجي" ،الَّذي نش**ر
في مجلّة العلوم اإلنس**انيّة ع**دد 11س*نّة *.1999الس**تخراج بني**ة وهيكل**ة ش**بكة المالحظ**ة واألخ**ذ بعين
االعتبار بعض المالحظات الّتي يجب تفاديها عند بناء ال ّشبكة وعند استعمالها*.
-التّعرف على نقاط االلتقاء بين ّ
الذكاء الوجدان ّي والتّربية التّشكيليّة وذلك من خالل العودة:
لدراسة "السّلوك الجمال ّي وعالقته ّ
بالذكاء الوجدان ّي" لعمر عنيزي سليمان".
ي وعالقته بالتّوافق* المهن ّي" لبن غربال سعيدة".
دراسة "الذكاء الوجدان ّ*
ي كأح**د الرّك**ائز* الّ**تي ت**دعم التّنمي**ة المهنيّ**ة لمعلّم التّربي**ة الفنّيّ**ة"" ،لولي**د دراسة ّ
"الذكاء الوجدان ّ*
مصطفي أحمد " و"ميالد* إبراهيم متى".
56
المفاهيم الّتي سيت ّم اعتمادها لرصد سلوكيّات المدرّسين:
لمعرفة درج**ة اس*تفادة المدرّس*ين من مه**ارات ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي داخ**ل حج*رة ال ّدراس*ة في ت**دريس م*واد
التّربية التّشكيليّة (النّظريّة والتّطبيقيّة) يجب االعتماد على بعض المفاهيم الّتي تح ّدد سلوكيّاتهم:
التّواصل والحوار* مع اآلخر: -
التّحفيز: -
التّعاطف*: -
إدارة االنفعاالت: -
94محسن التّومي ،صورة الطّفل في التّراث العرب ّي وآثرها في ك ّل من تمثالت المعلّمين وممارساتهم التَّربويّة،
95اُنظر المرجع السّابق ص
96اُنظر المرجع السّابق ص
97محمد علي محمد ،علم االجتماع والمنهج العلم ّي ،ص .762
98أحمد بدر ،أصول البحث العلم ّي ومناهجه ،ص .341
57
توص*ل "ب*ول اِكم**ان " Paul EKMANبع*د العدي*د من ال ّدراس*ات إلى ّ
أن بعض ّ وال ّشفتين .لق*د
ّ
ولكن البعض اآلخ**ر عضالت الوجه يمكن تحريكها إراديّا مثل حافّة الخ ّدين عند الضّحكة الكاذبة،
ال يمكن تحريكها إراديّا مثل أعلى األنف ( ( le pyramidal du nezالّذي يتحرّك بطريقة غير
99
إراديّة عند الغضب".
االهتمام بك ّل حركات الجسد ،حيث تد ّل الحركات ذات الزاوي**ا المنحي**ة ( )arrondisعلى الف**رح،
100
وتعبر* الحركات ذات الزوايا الحا ّدة ( )anguleuxعن التهديد ولها مسحة عدوانيّة".
-التثبّت على امتداد نصف ساعة على األق ّل من حدوث أو عدم حدوث كامل فئات األداة.
-جمع النّقاط المسجّلة لك ّل فئة.
101فاطمة عوض صابر وميرقت علي خفاجة ،أسس ومبادئ البحث العلم ّي ،ص.149
102
Robert TRAVERS, Introduction to Educational Research, p191.
58
" -قد يتعمد أفراد موضوع* البحث إعطاء الباحث انطباعا جيّدا أو غير جيّد وذلك عندما يدرك ه**ؤالء أَنَّهُ
يقوم بمراقبة سلوكهم 103*".
-هن**اك ص**عوبة في رص**د الج**انب ال* ّ*ذات ّي وال ّشخص * ّي والوج**دان ّ*
ي لألش**خاص من خالل ه**ذه األداة ّ
ألن
السّلوكيّات ال ّدالّة على ذلك قد تتغيّر حسب المكان وال ّزمان وال ّشخصيّات.
" -من الصّعب توقَّع حدوث حادثَة عفويّة بشكل مسبق* لكي يكون الباحث حاضرا في ذلك الوقت وفي كثير
104
من األحيان قد تكون فترة ااِل نتظار* مرهقة وتستغرق* و ْقتا طويال" .
وبعد تحكيم األستاذ المؤطر* ،ت ّم عرض شبكة المالحظة على األستاذة "ألفة نجيم**ة" واألس**تاذ* "حاف**ظ عب**د
رحيم"* ،وت ّم التّشاور* معهم وأخذ آرائهم وبع**د رص**د وتحلي**ل آراء المح ّكمين ومالحظ**اتهم* ،اتّض**ح اتّف**اقهم*
ومؤش *راتها* .قمن**ا ب**إجراء التّع**ديالت الّ**تي أقرّه**ا المح ّكم**ون كتع**ديل بعض
ّ على مكوّن**ات ه**ذه ّ
الش *بكة
الصّياغات وإدراج مؤ ّشرات جديدة لتصبح االستمارة في شكلها النّهائ ّي كما يلي:
60
بعد تحدي*د إش**كاليّة وفرض*يات* ومنهج البحث ،يت ّم تحدي**د مص*ادر* البيان*ات باختي**ار العيّن**ات المناس**بة
والَّتي "هي جزء من المجتم**ع أو هي ع**دد من الح**االت ،الَّتي تؤخ**ذ من المجتم**ع األص**ل ّي ،وتجم**ع منه**ا
البيانات بقصد دراس**ة خص**ائص المجتم**ع األص**ل ّي ،وبه**ذه الطَّريق**ة فإنّ**ه يمكن دراس**ة الك* ّل عن طري*ق*
دراسة الجزء ،بشرط أن تكون العيّنة ممثَّل**ة للمجتم*ع الم*أْخوذ* من*ه 105".وتك*وّنت* عيّن**ات بحثن**ا ه**ذا ،من
عشرة مدرّسين بالمعهد العالي للفنون والحرف* بقابس وقع اختي**ارهم* من جمي**ع ااِل ختصاص**ات* (التّط**بيق ّي
ي في (الذكور* واإلناث) ،وذلك لمعرفة مدى استفادتهم* من مهارات َّ
الذكاء الوجدان ّ* والنّظريّ) ومن الجنسين ّ
تدريسهم لِلموا ّد النّظريّة والتّطبيقيّة.
إن طبيعة البيانات الَّتي نحاول الوصول إليها هي بيانات ومعطيات نوعيِّة ،نسعى من خاللها لح ّل مشكالت
ف*إن حجم عيّناتن*ا لم يكن كب*يرا .وم*ع اِختيارن*ا ألداة المقابل*ة والمالحظ*ة تأ ّك*دنا من ّ
أن ع*دد تربويّة .لذلك ّ
العيّنات الكبير يعيق تطبيق ه*ذه األدوات وذل*ك لم**ا يتطلّب**ه من وقت وجه*د كب**يرين أِل ّن ك ّمي**ة المعلوم*ات
صل عليها ستكبر* بالتّالي يصعب علينا تحليلها .لذلك ،فضّلنا* اختيار حجم عيّنات صغير نس**بيًّا لنتمكن المتح ِّ
أداتي المقابلة والمالحظة ونتم ّكن من تحليل المعلومات الَّتي تحصَّلنا عليها خاصّة وأنّنا نخطو*
ْ من استعمال
خطانا األولى مع هذا المنهج من البحث.
105فوزي غرايبة وآخرون ،أساليب البحث العلم ّي في العلوم االجتماعيّة واإلنسانيّة ،ص.25
61
الفصــــل الثّـــــالث :تحليـل مجـال البـــحث
62
أن إشكاليّة ْ
بحثنا تتساءل عن مدى استفادة مدرِّسي* المعهد الع**الي للفن**ون والح**رف بق**ابس من باعتبار ّ
درِّس*و* وطلب**ة المعه**د تدريس ما ّدة التَّربية التّش**كيليّة ،ف* ّ
*إن مج**ال بحثن**ا ه**و ُم ُ ي في ِ مهارات َّ
الذكاء الوجدان ّ*
العالي للفنون والحرف بقابس .وباعتبار أنَّنا نفضّل استعمال أداة المقابل**ة والمالحظ**ة للتّثبت من فرض *يّات*
بحثناّ ،
فإن اختيار مكان المقابالت كان حسب رغبة المدرِّسين ،حيث ت ّمت أغلبها في ساحة المعهد أو داخل
حجرة ال ّدرس ،أ ّما المالحظة فكانت في األقسام خالل ساعات العمل .كم**ا أج**ريت المقابل**ة والمالحظ**ة في
ي أفريل وماي ( )2019أي م**ا يق**ارب ش**هرا ك**امال بين الجنس**ين ال* ّ*ذكور*
الفترة ال ّزمنيّة الممت ّدة بين شهر ّ
واإلناث حسب الفئات المختلفة من القدامى إلى الجدد .وق*د* ّ
فض*لنا إج**راء (المقابل**ة والمالحظ**ة) في نهاي**ة
الس *نة ال ّدراس *يّة ،أِل نّه**ا الف**ترة الَّتي يتح *رّر فيه**ا المدرّس**ون من ض**غط ال**برامج ال ّدراس *يّة ،حيث يق**ترب
ّ
معظمهم* من إنهاء المقرّر التّعليم ّي فيتّسع* وقتهم نتيجة لذلك مقارنة باألشهر األولى من الموسم* ال ّدراس ّي.
لكن ،لماذا االكتفاء بالمعهد دون المدارس ولماذا االقتصار* على والية قابس؟
يعود اكتفاؤنا بالمعهد* العالي للفنون والحرف* بقابس دون غيره لع ّدة أسباب:
-ألنّنا حاولنا في هذا البحث االهتمام بهذه ال َّشريحة من المجتمع والَّتي يقع على عاتقها مسؤوليّة كبرى.
-ألنّنا ال نستطيع التّواجد في معاهد أخرى دون الحصول على تراخيص تمكنّنا من الحضور* فيها.
ّ -
ألن مكان إقامتنا بالقرب من المعهد في والية قابس وهذا ما يسهّل تواصلنا مع المدرِّسين المعنيّين.
63
-أِل نّنا نقوم بالبحث الميدان ّي لِلمرّة األولى.
فإن تحديد مجال هذا البحث مشروط بخصوصيّة اإلشكاليّة ومتطلّبات الفرضيّة وتوافق* العيّنات.
إذن ّ
64
الفصـــــــــل األ ّول :تحليـــــل النّتـــــــائج
الفرضيّة األولــــــــــــــــى: -1
أ) عرض وتحليل نتائج المقابلة:
ب) استنتــــــــــــــاج:
الفرضيّة الثّانيـــــــــــــــــة: -2
أ) عرض وتحليل نتائج المالحظة:
ب) استنتــــــــــــــاج:
جمع المعطيـــــــــــــات: -3
(مقاربة بين نتائج الفرضيّةـ األولى ونتائجـ الفرضيّة الثّانية)ـ
65
يتض ّمن هذا الفصل عرضا وتحليال لنتائج الدِّراسة الميدانيّة كما أفرزتها المعالجة اإلحصائيّة ّ
والذاتيّة
للبيانات المتحصّل عليها من خالل المقابلة والمالحظة.
66
وقد* أخذت هذه ال ّشبكة التّوجيهيّة ال ّشكل الموالي:
67
ي قادر على يسهّل التّواصل والتّعامالت مراعاة الجوانب الوجدانيّة العقل البشر ّ
إحداث إستراتجيّة تعليم قد يساعدني عند وجود -ييسّرال ّدرس* مع الطّلبة- كيف بإمكان الوعي
ّ ّ
الوجدان ّي أن يساعدك في مساعد في فهم أعمالهم التي حالة خاصة ولكني* أرفض واضحة وال عالقة
تدريس التّربية التّشكيليّة؟ هي باألساس نتاج أفكارهم* أخذها بعين االعتبار أحيانا .للوجدان والعواطف بذلك.
ومشاعرهم*.
ما المقصود ّ
بالذكاء أحيانا أستفيد منه عندما خالل التّأطير* -
الوجدان ّي؟ أنا ال أعرفه يكون التّمرين غير واضح خالل إصالح األعمال ما هي اللّحظات الدّالّة
هل له مهارات؟ أحاول فهم الطّاّل ب ومناقشتها* – في ما بيننا... الّتي يمكن في إطارها أن
لمواصلة ال ّدرس لكن في نستفيد من مهارات ّ
الذكاء
باقي األوقات* ال أستفيد الوجدان ّي (متى)؟
منه...
أن القيم السلبيّة إلجابات المدرِّسين وم**ا ق*د ينج* ّر عنه**ا (في ظنّهم) من تبع*ات
وبعد إجراء المقابلة تبيّن لنا ّ
كان سببا في امتناعهم عن اإلجاب**ة عن بعض األس**ئلة األك**ثر حساس*يّة .وق**د ك**انت س**لوكيّاتهم* وامتن**اعهم
ومواقفهم الرّافضة بالنّسبة إلينا أكثر تعبيرا.
فبقدر ما يأخذ المدرّس الجوانب الوجدانيّة بعين االعتبار ،بق**در م**ا ي**زداد نجاح**ا في ت**دريس م**ا ّدة التّربي**ة
التّشكيليّة .لذلك ّ
فإن مقابالتنا مع األساتذة ك**انت الغاي**ة منه**ا معرف**ة تمثالتهم (تص**وراتهم* ،مع**ارفهم) عن
موضوع العقل والوجدان والعالقة بينهما ،ومن ذلك مدى وعيهم بمفهوم الذكاء الوج**داني (تعريفه ،أه ّميّت**ه
مظاهره.)...
لذلك ،قامت المقابلة باألساس على أربعة أسئلة رئيسيّة تأخذ بعين االعتبار تمثّالت األساتذة وتتج ّزأ* ألس**ئلة
فرعيّة أخرى للتّثبّت من مدى صدق اإلجابات فجاءت على النّحو التّالي:
السّؤال األوّل :كيف تجد مادّة التّربية التّشكيليّة؟
السّؤال الثّاني :كيف تنظر إلى ّ
الذكاء الوجدان ّي ،هــل لــه عالقــة بمهنــة التّــدريس بصــفة عا ّمــة وبتــدريس
صة؟
التّربية التّشكيليّة بصفة خا ّ
السّؤال الثّالث :كيف بإمكان الوعي الوجدان ّي أن يساعدك في تدريس التّربية التّشكيليّة؟
السّؤال الرّابع :ما هي اللّحظــات الدّالّــة الّــتي يمكن في إطارهــا أن نســتفيد من مهــارات الـ ّـذكاء الوجــدان ّي
(متى)؟
68
ومن خالل هذه األسئلة ،سيت ّم احتساب تمثّالت األساتذة حسب القيم المعروضة أدناه في الجدول الموالي:
69
0 0 -
75 3 * * * + 8
25 1 * -+
0 0 -
50 2 * * + 9
50 2 * * -+
0 0 -
75 3 * * * + 10
25 1 * -+
0 0 -
100 40 10 10 10 10 10 مجموع
اإلجابات
100 400 100 100 100 100 100 النّسبة
المائويّة ٪
خاص بتفريغ بيانات المقابلة
ّ جدول3 :
ولتفري**غ بيان**ات ه**ذه المق**ابالت ومعالجته**ا قمن**ا باحتس**اب نس**بة التّمثّالت باالعتم**اد على قاع**دة النّس**بة
المائويّة:
جز∗ء 001
الكل
أن تمثّالت األس**اتذة اختلفت وت**و ّزعت
يمكن أن نستنتج من خالل الجدول الخاصّ بتفري**غ بيان**ات المقابلةّ ،
إلى 3قيم:
-تمثّالت وردت في شكل إجابات إيجابيّة.
-تمثّالت وردت في شكل إجابات مضطربة.
-تمثّالت وردت في شكل إجابات سلبيّة.
أن نس**بة التمثّالت اإليجابيّ**ة ق**د ف**اقت اإلجاب**ات ّ
الس*لبيّة وما نالحظه من خالل عرضنا لهذه البيانات ،هو ّ
والمضطربة.
وهذا تحديدا ما يمكن أن نلخصّه في هذا الجدول:
النّسبة مجموع األساتذة تمثّالت تمثالت تمثّالت القيــــم
المائويّة ٪ الّذين أجابوا سلبيّة()- مضطربة()- + إيجابيّة ()+ األسئلة
100 10 2 3 5 سؤال األ ّول
ال ّ
100 10 1 4 5 ّ
سؤال الثاني ال ّ
70
100 10 1 2 7 سؤال الثّالثال ّ
100 10 1 2 7 سؤال ال ّرابعال ّ
100 40 5 11 24 المجموع
100 100 12.5 27.5 60 النّسبة ٪
خاص بنسب تمثّالت المد ّرسين
ّ جدول : 4
وللتّثبّت بأكثر دقة من درجة تفاوت القيمة اإليجابيّة عن القيمتين السّلبيّة والمضطربة ،يمكننا تحويل هذا
الجدول الخاص بإجابات المدرّسين إلى رسم بياني (باألعمدة).
03
52 42
02
51
11
01
7 7
5 5 5
5 4
3
2 2 2
1 1 1
0
ال* ّسؤ*ا*ل األ ّو*ل ال* ّسؤ*ا*ل ال*ّثاني ا*ل ّسؤ*ال* ا*لثّال*ث ا*ل ّسؤ*ال* ا*لرّ ا*بع ال*مجمو*ع
ال* ّ
تمثالت ا*إليجابيّة ال* ّ
تمثالت ال*مضط*ربة ال* ّ
تمثالت ا*لسّلبيّة
71
ي بالرّغم من أن أغلب تمثّالت األساتذة على بيّنة بمهارات ّ
الذكاء الوجدان ّ* وهذا ما اعتبرناه توجّها داالّ على ّ
اضطراب اآلراء لدى البعض.
يوض*ح هيمن**ة التّمثّالت اإليجابيّ**ة على ب**اقي*
ّ أيضا ،يمكن تحوي**ل ه**ذه المعطي**ات لرس*م* بي**اني (دائ**ريّ)
التّمثّالت:
%82
%06
ال* ّ
تمثالت ا*إليجابيّة ا*لتمثّالت ال*مضط*ربة ال* ّ
تمثالت ا*لسّلبيّة
فاقت نسبة التّمثّالت اإليجابيّة النّصف بنسبة ٪60وانخفضت نسبة التّمثّالت السّلبيّة إلى ٪12بينما ش**هدت
التّمثّالت المضطربة ما يقارب الثّلث من باقي التّمثّالت.
استنتاج: ب)
بال ّرغم من صعوبة استخراج تمثالت المدرِّس**ين على نح**و مباش**ر إاَّل أَنَّن**ا تم ُّكنّ**ا من الحص**ول على نت**ائج
إيجابيّة تثبت أن أغلب المدرِّس**ين في المعه**د الع**الي للفن**ون والح**رف بق**ابس يع**ترفون بأه ّميّ**ة المه**ارات
الوجدانيّة في تدريسهم* لمواد التَّربية التّش**كيليّةّ .
لكن ه**ذا ال يمكن اعتب**اره دليال كافي**ا لإلق**رار بتحق**ق ه**ذه
وأن هذه التّمثّالت قد تخضع آلليّات اإلخفاء والتّمويه الشعوريّة والاّل شعوريّ*ة.
النَّتائج فعليّا ،خاصّة ّ
لذلك ،يبقي تحليل هذه النَّتائج مقتصرا على مدى ثبات هذه المعطيات ومدى تطبيقها ميدانيّا.
72
تتجسد في الكلمات ...
النادر أن ّ
أن عواطف البشر من ّ
...والشك في ّ
ّ
106
جولمان
74
10 0 1 9 يجعل الطّالب يتصرّف بتلقائيّة.
10 2 0 8 يبدي اهتماما لمشاركة الطّلبة.
10 0 4 6 يتقبّل ويتفهّم حاجاتهم الوجدانيّة واالجتماعيّة عند
تعامله مع ذوي الحاالت الخاصّة (يتعاون،
يدعم،يع ّزز ،يساعد،يساند ،يدافع عن .)... التّعاطف
10 1 2 7 ال يبدي غرورا ونرجسيّة في تعامله مع الطّلبة.
10 0 3 7 يتسامح ويتفهّم أخطاءهم.
10 1 5 4 يسيطر على انفعاالته في أصعب المواقف وأمام
الحاالت االستفزازيّة كعدم قيام الطّلبة بواجباتهم (هذا
ما يمكن مالحظته من خالل الحركات وقسمات
الوجه).
10 1 2 7 يعمل على استيعاب حاالت التّوتّر* الّتي تحصل إدارة االنفعاالت
للطّلبة.
10 3 5 2 ال يولى أهميّة لمصادر االنزعاج (كالتّشويش).
10 1 0 9 عدم حمل الحقد تجاه المتسّبب في االنفعال.
10 0 3 7 يتدرّج في اتّخاذ القرارات وال يتعجّل.
230 20 64 146 مجموع القيم
المسجلة من خالل المالحظة
ّ جدولّ 5 :
ملخص أله ّم البيانات
75
أ ّما الوظيفة األولى فهي" التّواصل والحوار مع اآلخر " وتنقسم* إلى 6مؤ ّشرات وسلوكيّات*:
-أ :يجمع على القيام بأنشطة في المؤسّسة تساهم في دعم الطّاّل ب.
-ب :يشرك الطّالب في الكلمة ويناقش* أفكاره.
ق ال ّر ّد والنّقد مهما كان االختالف.
-ج :يترك له ح ّ
-د :يتجاوز* المسافة بينه وبين الطّالب.
-هـ : يفسّر المطلوب ويتأ ّكد* من مدى استيعاب الطّلبة لهذه التّعليمات.
-و : يقبل أجوبة مختلفة لسؤاله وال يقتصر على نموذج أو نموذجين.
9
8
8
7 7
7
6
6
5
5
4 4 4
4
3 3
3
2 2 2
2
1 1 1
1
0 0
0
أ* ب ج د هـ و*
76
ّ
والس*لوك* ح**رف (و) ونس**بة 7أس**اتذة تك*رّرت ل**ديهم يتَّض**ح ّ
أن نس**بةَ 8أش**خاص تك*رّر ل**ديهم المؤش*ر*
المؤشرات* حرف (هـ) و(ج) ونسبة 6أساتذة تكرّر لديهم المؤشر حرف (د) .بالتّ**الي ف* ّ
*إن س**لوكيّات أغلب
المدرِّ سين تد ّل على وجود* التّواصل والحوار* مع الطَّلبة نظرا لتكرّر المؤشرات ال ّدالَّة عليها.
وأ ّما الوظيفة الثّانية فهي" التّحفيز " وتنقسم إلى 5مؤ ّشرات* وسلوكيّات:
-أ :يثني على محاوالتهم* اإليجابيّة ( يشجّع /يتفهّم /يساعد /يدعم.)...
-ب : يكلّفهم بواجبات جماعيّة لتحصل االستفادة (كالبحوث).
-ج : يشجّعهم* على التّعبير الح ّر والعفويّ.
-د :يهيّئ أجواء وأماكن مالئمة للعمل (كالخروج لساحة المعهد ،االستماع للموسيقى .)..
-هـ : يشجّعهم على تقييم ذواتهم وتقييم بعضهم البعض في إطار ال ّدرس.
وتش ّكلت هذه الوظيفة في الرّسم اآلتي:
9
8 8
8
7
7
6
6
5
5
4 4
4
3
2 2 2
2
1 1
1
0 0 0
0
أ* ب ج د هـ
77
أ ّما الوظيفة الثّالثة فهي " التّعاطف " وتنقسم* إلى 7مؤ ّشرات وسلوكيّات*:
-أ : يُسيّر ال ّدرس بديمقراطيّة مع كافّة الطّلبة (يبدي اهتمامه لمشاركتهم ).
-ب : يخاطب الطّلبة بلين و بدون حساسيّة.
-ج : يجعل الطّالب يتص ّرف* بتلقائيّة.
-د : يبدي اهتماما لمشاركة الطّلبة.
ّ
الخاص*ة (يتع**اون، -هـ : يتقبل ويتفهم حاج**اتهم الوجدانيّ**ة واالجتماعيّ**ة عن**د تعامل**ه م**ع ذوي الح**االت
يدعم ،يع ّزز ،يساعد ،يساند ،يدافع عن .) ...
-و : ال يبدي غرورا ونرجسيّة في تعامله مع الطّلبة.
-ز :يتسامح ويتفهّم أخطاءهم.
01
9
9
8
8
7 7 7
7
6
6
5
5
4
4
3 3 3
3
2 2 2
2
1 1
1
0 0 0 0 0
0
أ ب ج د هـ و* ز
78
فإن أغلب مدرّسي المعهد العالي للفنون والح**رف* بق**ابس يتمتّع**ون بدرج**ة
بنا ًء على ما ورد في هذا الرّسم ّ
عالية من التّعاطف* والتّعاون مع الطَّلبة فلم يقع تسجيل أي غياب لمؤ ّشرات هذه الوظيفة مع جميع العينات.
أ ّما الوظيفة الرّابعة " إدارة االنفعاالت " تنقسم إلى 5مؤ ّشرات* وسلوكيّات:
-أ :يسيطر* على انفعاالته في أصعب المواقف* وأمام الحاالت االستفزازيّة كعدم قيام الطّلبة بواجباتهم
(هذا ما يمكن مالحظته من خالل الحركات وقسمات الوجه).
-ب :يعمل على استيعاب حاالت التّوتّر الّتي تحصل للطّلبة.
-ج :ال يولى أهميّة لمصادر* االنزعاج (كالتّشويش).
-د :عدم حمل الحقد تجاه المتسبّب في االنفعال.
-هـ :يتدرّج في اتّخاذ القرارات وال يتعجّل.
وقد* أخذت هذه الوظيفة شكل الرّسم البيان ّي الموالي:
01
9
9
8
7 7
7
6
5 5
5
4
4
3 3
3
2 2
2
1 1 1
1
0 0
0
أ ب ج د هـ
79
الس*لوكيّات المعَّبرة على إدارة المدرِّس**ين النفع**االتهم* داخ**ل ال* ّدرس يتّضح من خالل هذا الرّسم ّ
أن تك*رّر ُّ
تواجدت عند أغلبهم حسب طبيعة المؤشرات ال ّدالَّة عنها.
80
لـ ّسـلـو ّكـياـتـ الـماـئـو ّيـة ا ّلنـسـبـة
%9
%82
%36
استنتاج: ب)
أن نسبة األفعال (س**لوكيّات تعليميّ**ة) الّ**تي يق**وم به**ا بعض األس**اتذة
ما نستنتجه من خالل هذه البيانات هو ّ
صة ألخرى ما عدى نسبة ما يقارب 2عيّنات أو 3منهم والّتي بدت سلوكيّاتهم غير متوافق**ة
تكرّرت من ح ّ
وشبكة مالحظاتنا.
وإجماال ،تقاطعت سلوكيّات األساتذة جميعهم مع مؤ ّشر* أو مؤ ّشرين من مؤ ّشرات ال ّشبكة ّ
لكن ه**ذا التّق**اطع
ّ
مؤش*ر* ال ألن ما يه ّمنا في ك ّل وظيفة هو مجمل األفعال ال ّدالّة عليها وغياب
البسيط ال يحتاج لتحليل مفصّل ّ
يعني غياب وظيفة كاملة.
81
المعطيـــــــــــــات:
-3جمع
(مقاربة بين نتائج الفرضيّةـ األولى ونتائجـ الفرضيّة الثّانية)ـ
يمكن أن نجمع معطيات بحثنا الَّتي تحصّلنا عليها من خالل المقابلة والمالحظة على النّحو التّالي:
النّسبة ()- ( )-+ ()+ القيـــــــــم
المائويّة ٪ الفرضيـّـــات
100٪ 12.5٪ 27.5٪ ٪ 60 نسبة تمثالت المد ِّرسين:
100٪ 8.69٪ 27.82٪ ٪ 63.47 نسبة سلوكيّات المد ِّرسين:
نالحظ من خالل هذا الج**دول وج*ود* تق**ارب كب**ير بين نس*ب تمثالت المدرِّس*ين وم**ا يقابله*ا من ممارس*ة
تربويّ**ة .حيث ،س*جّلت نس**بة التّمثّالت اإليجابيّ**ة في المقابل*ة ٪60تقابله**ا نس**بة ٪63.47من ُّ
الس*لوكيِّات
ال ّدالَّة عليها في حين انخفض**ت نس**بة التّمثّالت ّ
الس*لبيّة إلى ٪12.5م**ع م**ا يقابله**ا من ممارس**ة إلى نس**بة
.٪ 8.69
لنوضّح هذا التّقارب بشكل أد ّ
ق ،يمكننا أيضا تحويل هذا الجدول إلى رسم* بياني( باألعمدة):
82
07
74.36
06
06
05
04
02
5.21
01 96.8
0
(قيم) + قيم)-
(+ (قيم) -
يتَّض**ح من خالل ه**ذا الرّسم ،وج**ود* تراب**ط م**تين بين نت**ائج المقابل**ة والمالحظة ،فم**ا إن ارتفعت نس**بة
التّمثّالت اإليجابيّة حتّى ارتفعت نسبة السّلوكيّات اإليجابيّة ال ّدالَّة عنها ،وما إن تضطرب* س**لوكيّات البعض
فإن تمثالتهم تكون مضطربة.
ّ
والس*لبيّة. ويتَّضح كذلكّ ،
أن القيم اإليجابيّة من تمثالت وسلوكيّات المدرِّ سين قد فاقت القيم**تين المض**طربة
بالتّالي ،فإن االعتراف بمهارات ال* َّذكاء الوج**دان ّي وتطبيقه*ا* لت**دريس م**ا ّدة التّربي**ة التّش**كيليّة يأخ**ذ النّس**بة
التحليل ال يمكن اعتباره دليال كافيا لإلقرار بتحقق فرضيّة
األكبر لدى العشر عيّنات من األساتذة .لكن ،هذا ّ
وأن دراسة السّلوكيّات في عالقتها بالتّمثّالت عالقة مركبّ**ة وق *د* تحتم**ل أك**ثر من
بحثنا األساسيّة خاصّة " ّ
تحليل .فال ينبغي قراءتها بمقوالت السّببيّة واآلليّ**ة والحتميّ**ة وإنّم**ا بمق**والت النّس**بيّة واالف**تراض والتّع* ّدد
107
واالحتمال*".
107محسن التّومي ،صورة الطّفل في التّراث العرب ّي وآثرها في ك ّل من تمثالت المعلّمين وممارساتهم التَّربويّة،
83
الفصـــل الثّـــــاني :تـأويــــل النّتـــــــــائج
تأويــــل نتائـــج الفرضيّـة األولـــــى: -1
تأويــــل نتائـــج الفرضيّـة الثّانيـــــة: -2
84
بعد عرضنا وتحليلنا لنتائج البحث الميداني* ،سنقوم في هذا الفصل بتفسير وتأوي*ل* ه**ذه النَّت**ائج حس**ب
فرضيّات البحث وأدواته وحسب ال ّدراسات السّابقة والجانب النَّظر ّ
ي من البحث.
85
لذلك ،فإنّن*ا* حاولن**ا مناقش**ة أفك**ار ه**ؤالء األف**راد* ومع**ارفهم* واس**تراتيجياتهم* والممارسات التَّعليميّة".
108
المستّخدمة في ت ْدريس موا ّد الفنون .وذلك من خالل البحث في إجابات ضمنيّة لهذه األسئلة:
هل هناك اع**تراف بشخصيّ*ة المتعلّم كش**ريك ف ّع**ال في العمليّ**ة التّعليميّ**ة؟ ه**ل م**درّس الفن**ون على دراي**ة
بالطّرائق الفعّالة وباألساليب التّربويّة الحديثة في التّعامل م**ع المتعلّمين؟ ه**ل للعواط**ف والوج**دانيّات* دور
في عمليّة التّدريس ...؟
لذلك ومن خالل هذا المنطلق* ،تع ّمدنا إنجاز أسئلة مقابلة تحاول مناقشة إشكاليّة البحث مع األس**تاذ* مباش**رة
وتكوّن بروتوكول* المقابلة من أربعة أسئلة رئيسيّ*ة وأخرى* فرعيّة حاولنا من خاللها الحصول على إجابات
تبيّن تمثالت المدرّسين " ،كم**ا عم**دنا إلى الحف**اظ على نفس األس**ئلة م**ع إمكانيّ**ة طرحه**ا بط**رق مغ**ايرة
ّ
تحص *لنا عليه**ا وم**دى ومتكرّرة للتّثبّت من درجة اختالف األجوبة وللتّأكد* أيضًا من صدق المعطيات الّتي
تحص**لنا عليه**ا من خالل المقابل**ة إلى ثالث قيم رئيسيّة حتّى
ّ ثباته**ا 109".ث ّم قمن**ا بإرج**اع اإلجاب**ات الَّتي
نستطيع* حصر ذلك الك ّم الكبير من المعلومات ونعالجه معالجة عميقة ،فت ّم تصنيف إجاب**ة ك* ّل فئ**ة عن ك* ّل
الش*بكة المنج*زة مس*بقا والَّتي أخ*ذت
سؤال حسب القيمة ال ّدالَّة عنها ،ووقع* قيس هذه اإلجابات ب*العودة إلى ّ
بعين االعتبار المتغيّرات الّتي أردنا قيسها *.فج*اءت تمثالت األس*اتذة في ش*كل إجاب*ات إيجابيّة ،مض*طربة
وسلبيّة.
أن نس**بةَ التّمثّالت
وبعد معالجة هذه اإلجابات إحصائيّا وتصنيفها* إلى جداول ث ّم إلى رسوم بيانيّة ،اس**تنتجنا ّ
اإليجابيّة فاقت نسبة التّمثّالت المضطربة والسّلبيّة .وهذا يعنيّ ،
أن أساتذة المعه**د الع**الي للفن**ون والح**رف
وخاص*ة عيّن**ة البحث ،على بيّن**ة ب**آخر مجلوب**ات العل**وم العرفانيّ**ة وعلى دراي**ة بأه ّميّ**ة العوام**ل
ّ بق**ابس
الوجدانيّة في تدريس م*ا ّدة التَّربي**ة التّش**كيليّة .بالتَّالي ف**إن مراع**اة العوام**ل الوجدانيّ*ة في عمليّ*ة التّ*دريس
حاضرة في جزء كبير منه على األق ّل لدى تمثّالت األَساتذة الحاليّين .ومعنى* هذاّ ،
أن العالق**ات المبنيّ**ة بين
أيض*ا على التّواص**ل والح**وار والتّع**اون والتّفهّماألس**تاذ والطّ**الب ال تقتص**ر على المعلوم**ة وإنّم**ا تق**وم ً
والتّش**ارك *...وه*ذا من ش*أْنه أن يس*اعد على تحقي*ق األه*داف التّربويّ**ة التّعليميّ*ة وي**تيح الفرص**ة ألج**واء
مريحة أكثر للمتعلّم.
لكن إن كانت المهارات الوجدانيّة مساعدة على تدريس ما ّدة التّربية التّش**كيليّة ،لم**اذا وق**ع تس**جيل إجاب**ات
سلبيّة أو مضطربة في هذه المقابالت؟
في الواقع وعلى غرار ما الحظناه وما سجّلناه من سلوكيّات وتفاعالت سلبيّة إث*ر إج*راء المقابلة ،يمكن أن
نرجع الجزء الضئيل من هذه التّمثّالت إلى أسباب ع ّدة:
108العربي عكروش ،دور التّمثالت في عمليّة التَّعلُّم والتَّعليم ،ت ّمت زيارة الموقِع بتاريخ 16/04/2020متوفّر على:
http://search.shamaa.org/PDF/Articles/MOSe/SeNo62Y2015/se_2015-n62_109-114.pdf
109محسن التّومي ،صورة الطّفل في التّراث العرب ّي وآثرها في ك ّل من تمثالت المعلّمين وممارساتهم التَّربويّة،
86
منها ما يعود إلى إقصاء البعض لدور العاطفة والوج**دان في عمليّ**ة التّعلّم ،بالتّ*الي التّعام**ل بش**كل عقالن ّي
ألن العالقة بين العقل (الفكر) والعاطفة (الوجدان) عالقة ملتبس**ة عن**د الكث**ير من النّ**اس
مع المهنة والما ّدة ّ
أن التّفكير الجيّد ال يستقيم إاّل بغياب العاطف**ة .ه**ذا اإلخف**اق في إح**داث التّ**وازن
إلى ح ّد كبير فهم يعتقدون ّ
بين كفّ ْ
تي العقل والوجدان بدا واضحا* في مقابالتنا مع بعض المدرّسين ،سواء من خالل رفضهم* لموضوع
البحث ورفض* مناقشته ،أو من خالل تلك االنفعاالت واالضطرابات* الَّتي بدت واضحة على وجوههم* عن**د
ح**ديثنا على مفه**وم ال * َّذكاء الوج**دان ّي أو عن**د تعريفه ،فك**انت بعض إجاب**اتهم* يطّبعه**ا االس**تغراب وع**دم
التّركيز* أو االستخفاف بالموضوع وعدم الج ّديّة وهذا ما أورد إجابات كالتّالي:
الذكاء الوج**دان ّي مقتص**ر على س**نين الطّفول**ة ،أو مرتب*ط* بمرحل**ة معيّن**ة دون
بأن ّ
كمثال على ذلك :القول ّ
لكن التّعليم الجامع ّي ال يراعي هذه الجوانب (كالمشاعر واألحاسيس) " ...نحن نخ**اطب العق**ول ال
غيرهاّ .
الحواسّ " ...إلى غير ذلك.
ويمكن أن نفسر هذا التّوجّه بأنّه عائد إلى تلك النّظرة التَّقليديّة الَّتي سادت لم ّدة طويلة وكانت مسلّمة بديهيّ**ة
" في الف**ترة ال ّزمنيّ**ة المتراوح**ة بين ،1990-1969حيث ك**ان يُنظُ** ُر لمفه**وم (الوج**دان أو االنفع**ال)
و(الذكاء) كمص**طلحين مس*تقلّين .بالتّ*الي ،ك*ان يُنظُ* ُر للعواط**ف والوج**دانيّات بمثاب**ة إجاب**ة غ*ير منظّم**ة
َّ
110
وغامضة تعرقل النّشاط المعرفي* والعقل ّي لإلنسان".
فهذه النّظرة التَّقليديّة بقيت منحص**رة في ذاك**رة بعض المدرّس**ين وفي* تمثالتهم ،وهي عب**ارة عن مع**ارف*
توص*لت إلي**ه ال ّدراس**ات واألبح**اث الحديث**ة
ّ خاطئ**ة ومح**دودة ،ت**د ّل على ّ
أن ه**ؤالء ليس**وا على بيّن**ة بم**ا
والمتّطورة المختصّة في علم الدِّماغ وعلم النّفس واألعصاب وعل**وم التّربي**ة والتّعلّميّة .حيث وق**ع تج**اوز*
هذه التّصوّرات عند إج**راء العدي**د من الدِّراس**ات الَّتي ّ
فس*رت كيفيّ**ة اش**تغال العق**ل البش**ريّ ،واتّض**ح ّ
أن
اإلنسان يتمتّع بأنماط* متع ّددة من ال َّذكاء يتعامل بها مع المواقف الحياتيّة الَّتي تواجهه .كما اتّضح أيض**اّ ،
أن
عالقة العقل بالوجدان " عالقة تق**وم على تن**اغم دقي**ق بقي**ادة حياتن**ا ،إذ تعم**ل العاطف**ة على ت ْغذي**ة عمليّ**ة
تحصيل المعلومات ويعمل العقل على تنمية مدخالت العاطفة وأحيانا يع*ترض عليه*ا .بالتّ*الي وق*ع التّأْكي*د
على ضرورة خلق وإيجاد توازن بين التّفكير العقالني والعاطفة .فالعاطفة وحدها القادرة على إرشادنا* عند
مواجهة المأزق والمه*ام* الجس*ميّة كمواجه*ة األخط*ار* وخس*ارة أو فق*دان ش**خص عزي**ز والعم**ل بمث**ابرة
111
لتحقيق هدف ما على الرّغم من اإْل حباط" .
ه**ذا من ناحي**ة ومن ناحي**ة أخ**رى ،وإذا ع**دنا لمفه**وم ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي كم**ا ت ّم تحدي**ده في فص**ل تحلي**ل
المفاهيم ،فإنّه يمكننا أن نجد بعض العناصر* الّتي تس**اعدنا في فهم وتفس**ير النّت**ائج ّ
الس*لبيّة له**ذه الفرض*يّة.
110
José Miguel MESTRE,A. L Comunian ,M.L Comunian, "Human abilities: emotional intelligence ",P 513.
111إيناس شحتة أبو عفش ،أثر َّ
الذكاء العاطفي على مقدّرة مدراء مكتب االونروا بغ َّزةَ على اتّخــاذ القــرار وحـ ّل المشــكالت،
ص .14
87
فرغم تفوّق أصحاب ال ّدرجات المتوسّطة والمنخفضة في العالقاتّ ،
فإن ه**ؤالء المتميّ**زين ذهنيّ**ا يعت**برون
أن العواط*ف* والوج**دانيّات ق**د تعرق**ل دور العق**ل في عمليّ**ة التّ**دريس .ه**ذا تحدي*دًا م**ا ق**د يك**ون م**برّرا
ّ
ألصحاب هذا التّوجّه الّذين يقصون دور العاطفة مقابل العقل فقد يكون تفوّقهم ّ
الذهن ّي هو السّبب في فشلهم
العاطف ّي والتّواصل ّي .كما قد تعود التّمثالت السّلبيّة لبعض المدرّسين في جزء منها إلى طرق التّدريس الّتي
خضعوا* لها مسبقا وهذا ما يمثّل استمراريّة توارثها* من جيل لجيل.
ب*أن ال* َّذكاء الوج*دان ّي مقتص*ر على س*نين ُّ
الطفول*ة وأنّ*ه مرتب*ط أن الفك*رة المض*طربة الَّتي تق* ّر ّ
في حين ّ
بمرحل**ة معيّن**ة من العم**ر ،يمكن اعتباره**ا مج *رّد ح ّج**ة اتّخ**ذها البعض إلجاب**اتهم* لكنّه**ا كش**فت فهمهم
وإدراكهم الضّعيف والمحدود لمهارات ال* َّ
*ذكاء الوج**دان ّي *.حيث أثبت "جولم**ان" ( )Golmanاس**تنادا إلى
ي يتش ّكل في س**نين الطّفول**ة األولى لكن يمكن تنميت**ه ودعم**ه في أن ّ
الذكاء الوجدان ّ* أبحاث عقليّة وسلوكيّةّ ،
الص *حّة والعالق**ات االجتماعيّ**ة والتّحص**يل* العلم ّي
مراح**ل النّض**ج .وه**و م**ا يع**ود بمزاي**ا فوريّ**ة على ّ
الذكاء الوجدان ّي لدي األطفال منذ سنين الطفولة ،من خالل تضافر جهود* وال ّدراس ّي .حيث " يبدأ تحسين ّ
البيئة المدرسيّة واألسريّة معا ،فللبيئة المدرسيّة دور مهم في تحسين ّ
الذكاء االنفع**ال ّي ،حيث تع * ّد المدرس**ة
حجر ال ّزاوية في ال ّدافعيّة ،و ق**د تزاي*دت ال ّدراس*ات والبح**وث ح*ول أثره**ا في شخص*يّة التّالمي**ذ وأدائهم،
وإدراك* التّالميذ لذواتهم* وحاالتهم* االنفعاليّ*ة ،فالوح*دة النّفس*يّة والقل*ق في الفص*ل المدرس* ّي يش*عر* التّلمي*ذ
بالجمود* أ ّما تقبّل روح التّع**اون والمش**اركة الفعّال**ة والجاذبيّ**ة بين الطّاّل ب والمعلّمين والتّجدي**د واالبتك**ار
والتّشجيع* على التّنافس يجعل بيئة التّعلم فعّال**ة تؤ ّك**د أه ّميّ**ة التّ**وا ّد والمس**اندة ،ويك**ون الطّاّل ب والمعلّم**ون
أكثر راحة ودافعيّة ومشاركة .ويع ّد المدرس العضو الها ّم والفعّال في خلق بيئة تعليميّة تؤثّر* تأثيرًا مباش *رًا
112
في نم ّو شخصيّة التّالميذ من النّواحي كلّها ،خاصّة السّيكولوجيّة والعقليّة واالجتماعيّة والوجدانيّة".
لكن ،إن ك**ان ْالم**درِّ س غ**ير واع بأه ّميّ**ة المه**ارات الوجدانيّة داخ**ل المدرسة ،أو ك**ان تكوين**ه يفتق**ر إلى
الممارسة التَّربويّة الصّحيحة وغير مطَّلع على البرامج التَّدريبيّة لهذه المهارات ،كيف ل**ه أن ينجح في أداء
مهنة التَّدريس؟ وكيف* له أن يُنَّمي مهارات الطّفل أو الطّالب؟
ي على الم**درّس تنمي**ة مهارات**ه الوجدانيّ*ة حتّى في عم**ر مب ّك**ر ليستّطيع التّ**أْثير لق**د أص**بح من ّ
الض*رور ِّ
ألن تنمية المهارات الوجدانيّة عند األطف**ال تتطلّب جه**ود مجموع**ة من
إيجابيا وبشكل فعّال في المتعلّمّ " ،
إن تحس*ين مه*ارات ّ
ال*ذكاء الوج*دان ّي، المؤسّسات* االجتماعيّة مع اآلباء ،وفي ه*ذا اإلط*ار* يق*ول جولم*ان ّ
وإدخاله ضمن المساهمة ،يتطلّب إحداث تغييرات شاملة في المناهج ال ّدراسيّة ،وتحسين العالق*ة بين الحي*اة
113
والمدرسة".
90
ّ
تحص*لنا عليه*ا المدركات الفكريّة عن الممارسّات* الفعليّة ،وإنّم*ا نح**اول التّثبت من ص*دق* المعطي*ات الَّتي
للوصول* لنتائج واضحة ودقيقة.
فقمنا في البداية بإنجاز شبكة مالحظة دقيقة نرصد من خالله**ا الس*ّلوكيّات التّربويّة لألس**اتذة ،وق**امت* ه**ذه
ال ّشبكة على أربعة وظائف أساسية اعتبرناها* مقاييس تح ّدد سلوكيّات المدرّسين ،وانقس**مت ك * ّل وظيف**ة من
هذه الوظائف* إلى ع ّدة مؤشرات* تد ّل عليها .ث ّم توجّهن*ا لألقس**ام وبع**د حض*ورنا بص**فة متك*رّرة م**ع كام*ل
عيّنات بحثنا الَّتي أجريت معهم المقابلة ،تم ّكنا من الحصول على بيانات ومعطيات قمن*ا بطرحه*ا* وتحليله*ا
وتوصلنا من خاللها لنتائج تثبت أن أغلب المدرّسين في المعهد العالي للفنون والحرف* بقابس ق**د اس**تفادوا
الش*بكة تمثّ**ل ي في ممارساتهم اليوميّة مع الطَّلب**ةّ ،
ألن الوظ**ائف الموج**ودة في ّ من مهارات َّ
الذكاء الوجدان ّ*
الذكاء الوجدان ّي وتكرار* المدرّس لألفعال و السّلوكيّات والمؤشرات ال ّدالّة على ك * ّل وظيف**ة
مكوّنات وأبعاد* ّ
من حصّة ألخرى يد ّل على تم ّكنه واستفادته من مهارات ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّي *.ونظ**را أله ّميّ**ة ه**ذه الوظ**ائف*
ومساهمتها في تجويد الممارس*ات التّربويّة للمدرّس*ين في المعه*د الع*الي للفن*ون والح*رف* بق*ابس ،س*نقوم
بتفسيرها كالتّالي:
91
التَّحفيز أو الدّافعية: ب)
ي ش*رط أساس* ّي لتّحقي*ق األه*داف التّعليميّ*ة س*واء في تحص*يل
إن توظيف* ال ّدافعي*ة في المج*ال التّرب*و ّ
" ّ
المعلومات والمع*ارف (الج*انب المع*رف ّي) أو تك*وين االتّجاه*ات والقيم (الج*انب الع*اطف ّي) أو في تك*وين
المهارات المختلفة الّتي تخضع لعوام**ل التّ**دريب والممارس**ة (الج**انب الح**رك ّي) .وعن**دما نري**د توظي**ف
ال ّدافعية ،الب ّد لنا من عمليّة ربط لل ّدوافع* ال ّداخليّة الَّتي يحملها الفرد مع ال ّدوافع الخارجيّة الَّتي تحفّز أَو تثير
دوافعه ال ّداخليّة مع معرفة الفوائد الَّتي سنحصل عليها .حيث تم َّكن ال ّدافعية المدرِّس**ين من معالج**ة مش**اكل
الطَّلَبة ،ألَ ّن إرش**اد الطّلب**ة وت**وجيههم* وترقي**ة كي**انهم ال* َّ
*ذات ّي يس**اهم في ت ْغي**يرات على الم**دى البعي**د في
117
أفكارهم* وفي اتجاهاتهم*"...
التّعاطف: ج)
الش *خص على فهم التّركيب**ة العاطفيّ**ة لألَش**خاص اآلخ**رين .ولكي ينجح الم**درّس في اس**تخدام
ه**و ق**درة ّ
التّعاطف* وقراءة مشاعر اآلخرين ،يجب أن يكون قادرا على قراءة مشاعره وتأثيرها على تص *رّفاته أوّال،
لكي يستطيع أن يجري القراءة المعاكسة.
ـذكاء العــاطفي وعمليّــة التَّعليم دراســة اســت ْطالعيّة تحليليّــة لعيّنة من الكلّيّــات اأْل َهليّــة
117سعد مهدي حسين ،العالقة بين الـ َّ
العراقيّة ،ص .61
92
أن مالحظة السّلوكيّات التّربويّة للمد ِّرسين مع الطّلبة داخل القسم
مالحظاتنا ،وهذا ما يمكن أن نرجعه إلى ّ
ّ
خاص *ة ال يمكن تفسيرها* ظاهريّا من خالل هذه الوظائف دون الع**ودة للتّمثّالت أو أخ**ذها بعين االعتب**ار،
وأن هذه األخيرة هي المسؤولة بشكل أو بآخر عن سلوكيّات المدرّسين .حيث تساهم التّمثّالت بشكل كب**ير
ّ
في اتّخاذ المواقف ،وتساهم أيضًا في تحديد سلوكيّات وتفاعالت األش َخاص .بالتّالي ،يمكن أن نرجع نت**ائج
هذه الفرضيّة في جزء منه*ا على األَق* ّل إلى التّمثّالت واألَفك*ار* الَّتي يحمله*ا المدرّس*ون تج*اه الوج*دانيّات*
والعواطف.
اإليجابيّ**ة ال ّدالَّة عنها ،وم**ا إن تض**طرب فما إن ترتف**ع نس**بة التّمثّالت ِ
اإليجابيّ**ة ترتف**ع نس**بة ّ
الس*لوكيّات ِ
سلوكيّات البعض ف**إن تمثالتهم* تك**ون مض**طربة ،ه**ذا التّق**ارب في النّت**ائج ي**د ّل على العالق**ة المتين**ة بين
*أن التّمثّالت ت**ؤثّر بش**كل أو ب**آخر في
التّمثّالت وما يقابلها من ممارسات (سلوكيّات) ،تقارب يجعلَنا نق ّر ب* ّ
طرق* واستراتيجيّات* التّدريس .ورغم أنّنا" ال نحاول إقامة عالقة سببيّة آلية مباشرةً بين ه**ذه العناص**ر إاّل
118
أنّه ال يمكننا فصل المدركات الفكريّة عن الممارسة الفعليّة".
الض*وء على ال* ّدور الرّئيس* ّي الَّذي
لقد لجأ الباحث " سيرج موسكوفيشي*" ( )Serge Moscoviciإللقاء ّ
تلعبه التّمثّالت في تحديد سلوكيّات وتفاعالت األشخاص فيما بينهم داخل جماعة بشريّة .وأ ّك**د أَ ّن التّمثّالت
تلعب وظيفتيْن بالنّسبة لألَفراد ،فهي تتيح لهم من جه*ة إمكانيّ*ة تنظيم وت*رتيب* إدراك*اتهم حتّى يتم َكن*وا* من
توجيه تصرّفاتهم داخل المحيط الّذي يعيش**ون داخل**ه ،كم*ا تم ُّكنهم من جه**ة ثاني*ة ،من إقام*ة تواص*ل فيم**ا
119
بينهم من خالل وضع ضوابط* لتواصل تواريخهم* ال ّشخصيّة والجماعيّة".
ّ
والس*لوكيّات) ،ال يمن**ع أحيان**ا من وج*ود تناقض**ات لكن هذا التّكامل المنطق ّي بين هذه العناص**ر (التّمثّالت
وأن عالقة التّمثّالت بالممارسة عالقة في غاية التّعقي**د والتّ**ركيب *.فهن**اك من
عند ال َّشخص الواحد .خاصّة ّ
المدرّسين من كان حواره معنا ضيّقا في المقابلة وكان غير معترف بمهارات ال* ّ*ذكاء الوج**دان ّ*
ي ،لكن أثن**اء
مراقبة سلوكيّاته داخل القسم تبيّن لنا أنّه قريب من الطَّلبة ويدعمهم ويحفّزهم كمثال العيِّنة رقم(.)6
وهناك من هو مدرك ألهميّة المهارات الوجدانيّة في تدريس ما ّدة التَّربي**ة التّش**كيليّة في المقابلة ،لكن أثن**اء
أن أسلوبه متسلّط يعتمد التّرهيب أك*ثر من التّ*رغيب وغ*ير ق*ادر على تفهّم الطّلب*ة
رصد سلوكيّاته تبيّن لنا ّ
وانفعال ّي (غاضب) أكثر من الالّزم ...مثال العيِّنة رقم(.)2
وهنا يمكن أن نرجع هذا التّناقض في جانب كبير منه إلى أدوات جمع البيانات وحدودها في رصد الجانب
خاص*ةً
ّ والذات ّي والنَّفس ّي لألَفراد .فث ّمة دائ ًما مسافة فاصلة بين ما هو معلن وما هو متحقّق فعليّ**ا.
ي ّ ال َّشخص ّ*
وأن جمع البيانات المتعلّق بالظّاهرة التّربويّة يخضع إلى الكثير من آليات اإلخفاء والتّمويه .فقد يتع ّمد أفراد
ّ
محسن التّومي ،صورة الطّفل في التّراث العرب ّي وآثرها في ك ّل من تمثالت المعلّمين وممارساتهم التَّربويّة ،ص .270 118
119مواضيع حول بيداغوجيا الكفايات ،ت ّمت زيارة الموقِع بتاريخ 16/04/2020متوفّر على:
http://marrakechprof.canalblog.com/archives/2007/10/06/6997768.html
93
موضوع البحث إعطاء الباحث انطباع**ا جيّ**دا أو غ**ير جيّ**د وذل**ك عن**دما ي**درك ه**ؤالء أَنّ*ه يق**وم بمراقب**ة
سلوكهم *.كما قد تبرز تمثّالت ذهنيّة في الممارسة لكنّها ليست دالّ**ة على الج**وانب الخفيّ*ة لل ّشخص*يّة نظ*رًا
إلى تد ّخل عوامل أخرى في ذلك بالتّالي يصعب تحييدها.
"فاإلنسان* ليس بآلة تعالج المعلومات بل تقود أفعاله نوايا وقيم وأحاس**يس وأه**داف وانفع**االت .وتمث**ل ك* ّل
تلك المكوّنات جانبًا من شخصيّة الفرد .ووسط ك ّل انفعال شعور* يتفجّر داخل اإلنسان للتّعبير عن نفس**ه في
فعل ما .وتعود* هذه ااِل نفعاالت لمثيرات خارجيّة (أحداث ،وقائع ،مواضيع مخصوصة )...ومثيرات داخليّة
(إحساسات باطنيّة ،ذكريات )...وهنا يبرز دور األستاذ إ ّم**ا في ااِل س**تجابة النفع**ال ،إذ يخ**رج لن**ا بطريق**ة
عضليّة أو فيزيولوجيّة (عرق ،دقات القلب ،ت*وتّر ،قل*ق )...أو أن تت ّم معالج*ة المث*يرات وع*دم ااِل س*تجابة
120
لها".
بالتّالي ،ال يمكن ااِل قتصار* على ما يحمله المدرّسون من تمثالت أو مع**ارف لتحدي**د س**لوكيّاتهم واعتباره**ا
أسباب مباشرة مح ّددة لهذه النَّتائج ،وإنّما يجب األخذ في االعتبار تفاعالتهم مع وض**عيّات عملهم ومحيط**ه
والمتغيّرات* الخارجيّة الَّتي تبرز أثناء الممارسة .كما يجب البحث في التّفسيرات الضّمنيّة للعق**ل االنفع**الي
وكيفيّة اشتغاله.
فبالرّغم من وجود* اكتظاظ وتشويش* وتفاعالت بين الطَّلبة وصعوبة في ّ
الس*يطرة ،س*جّلنا مواق*ف* حواريّ**ة
وتحفيزيّة من قِبَل المدرّس ،العيِّنة رقم( ،)3الَّتي بدت لنا متم ّكنة من المهارات الوجدانيّة فعليّا .والعكس من
ذلك تما ًما ،بالرغم من غياب الطَّلبة وإنجاز* العناصر الموجودة لمه**امهم م*ع الكث**ير من االنض*باط* ،س*جّلنا
انفعاالت للمد ِّرس وغياب للحوار والنَّقَّاش وغياب ألغلب المؤش**رات ،العيِّن**ة رقم ( .)8وه**ذا م**ا يع**ود في
الغالب لكيفيّة اشتغال العقل االنفعال ّي وكيفيّة معالجة الفرد للوضعيّة الَّتي يكون داخله**ا .بالتّ**الي ف*إِ ّن األم**ر
يحتَاج لتحليل ال ِّد َماغ البشر ّ
ي وااِل ستعانَة بعلم األعصاب لفهم األسس البيولوجيّة للعقل االنفعال ّي.
ي الطرفي ( )Limbic systemهو المسؤول عن َّ
الذكاء الع**اطف ّي وفي* هذا اإلطار "يعتبر* الجهاز العصب ّ*
وجمي***ع ح***االت اإلنس***ان الوجدانيّة ،فه***و ي***ؤ ّدي دورا رئيس***يا* في التّع***رّف على انفع***االت اآلخ***رين
121
وتقييمها*".
" يقع الجهاز العصب ّي الطرف ّي وسط الطّبقات الثّالثة األساس*يّة للم ّخ ب*التّرتيب :القش*رة المخيّ*ة ()Cortex
122
والجهاز* الطرف ّي ( )Limbic Brainوجذع ال ّدماغ (".)Brainsten
تعتبر هذه العناصر* المكوّنة للجهاز الطّرفي* هي المسؤولة عن االنفعال والتّعاطف إذ تحظى اللّوزة بال** ّدور*
ي إلدارة االنفعاالت وتتح ّكم* في ردود أفعالن**ا حتّى قب**ل أن يتّخ**ذ ال* ّدماغ المف ّك**ر ق**رارا *.حيث تس**ير
الرّئيس ّ*
اإلشارات الح ّسيّة القادمة من الحواسّ أوّال في الم ّخ متّجهة إلى المه**اد (التالم**وس) ،ث ّم تتّج**ه ع**بر اتّص**ال
منفرد إلى اللّوزة بينما تخرج إشارة ثانية من التالموس لتستق ّر في القشرة المخيّة أي العقل المف ّكر كم**ا ه**و
موضّح في هذا الرّسم.
123اللَّوزة")Amygdale(: وهي كتلة صغيرة من الخاليا العصبيّة تتك ّون من جسمين صغيرين يشبهان اللَّوزة ولهذا س* ّميت
بهذا االسم ،وتقع في السّطح ال ّداخل ّي للفص الصدغي ،جزء منه**ا في الم ّخ األيمن واآلخ**ر في األيسر ،وتعت**بر اللَّوزة الج**زء
صص في الحاالت الوجدانيّة ".بشير معمرية ،بحوث ودراســات األه ّم في الجهاز العصب ّي الطرفي وفي الم ّخ اإلنسان ّي المتخ ّ
سلوك العدواني -االنتحار،ص.41 الذكاء الوجدَان ّي -االكتئاب -اليأس -قلق -الموت -ال ّنفسيّة في َّ
الذاكرة القصيرة الم**دى 124قرن أمون ( ":)Hippocampusتتَّصل اللَّوزة بقرن أ ُمون ،ووظيفته تحويل الخبرات الهامة من ّ
إلى ال َّذاكرة طويلة المدى ،حتّى يت ّم تخزينها في القشرة المخيّة (اللّحاء) حيث يقوم بمعالجة موضوعيّة لخبرة م*ا .ومن*ه يمكن
الذاتيّ**ة والموض**وعية .إن الق**در الكب**يرة من المعلوم**ات أن اللَّوزة وقرن أمون يشكالن معًا قوّة ال* ّ*ذاكرة من الن**احيتين ّ القول ّ
َّ
الح ّسيّة ال يذهب من المهاد والذاكرة إلى اللوزة ولكن إلى القشرة ومراكزها الع ّدة الستيعابها وفهم معزاها ،وبهذا يعتبر ق**رن
ـذكاء الوجــدان ّي ،ص أَمون هو المكان المخصّص لِالحتفاظ بالمعلومات واألرقام ".ص*فاء األعس*ر وعالء ال**دين الكف*افي ،الـ َّ
-االنفعالي (لف ّعال) مفاهيم وتطبيقات ،ص .48
ِّ .197وحباب عبد الحي عثمانَّ ،
الذكاء الوجدان ّي العاطف ِّي
ّ َّ
125المهاد (" :)Thalamusيعتبر مركز تنظيم المعلومات الح ّسيّة التي تر ّد إلى الم ّخ ،وهو الذي يعلم الم ّخ بما يح**دث خ**ارج
حدود الجسم .إن المهاد على اتّصال مباشر باللَّوزة ،حيث يرسل له إشارة سريعة واقعيّةٌ لكنَّها محدودة أَثناء ااِل نفع**ال ،وه**ذه
اإلشارة ينتج عنها سلوك أو اِستجابةٌ سريعة (قد تك**ون لص**الحنا أَو ض**دنا) ألنَّه**ا تس**بق الفهم واإلدراك ،ه**ذا الميك**انزم ه**و
المسؤول عن ااِل نفجار االنفعال ّي Hi-Jackingفي المواقف االنفعاليّ**ة دون ت**دبّر ".ص**فاء األعس**ر وعالء ال**دين الكف**افي،
َّ
الذكاء ال ِوجدان ّي ،ص.197
126ما تحت المهاد ( ":)Hypothalamusإن الوظيفة األساسيّة للمهاد ،هي مراقبة أجهزة الجسم الَّتي تنظّم وظائفه ،فهو يعلم
الم ّخ بما يحدث داخل الجسم .وحين يجد الم ّخ نفس*ه ع*اجزا أم*ام تهدي**د من الخ*ارج ،يق*وم م*ا تحت المه*اد بتنش*يط اِس*تجابة
الص* ّماء عن طري**ق الغ* ّدة النخاميّ**ة ".حب**اب عب**د الحي عثم**ان ،الـ َّ
ـذكاء المواجه**ة أو اله**روب وذل**ك بتنش**يط جه**از الع**دد ّ
االنفعالي(الف ّعال) مفاهيم وتطبيقات ،ص .45
ِّ العاطفي -
ِّ الوجدان ّي
95
هذا التّفرع يسمح للّ**وزة أَن تك**ون هي البادي**ة بااِل س**تجابة قب**ل اِس**تجابةٌ القش**رة المخيّ**ة الَّتي تف َّكر مليّ**ا في
المعلومات الَّتي تصلها عبر مستويات متع ّددة لدوائر الم ّخ العصبيّة قبل أن تدركها تما ًما .وقد يحدث التَّناغم
بين ااِل نفعال والتَّفكير من خالل قنوات ااِل تّصال بين اللَّوزة والتَّراكيب الطرفيّ**ة المتَّص**لة به**ا وبين القش**رة
128
المخيّة .وهذه المسارات هي محور المعارك واالتّفاقيّات* بين ما هو عقل ّي وما هو وجدان ّي*".
لقد أوضح "جوزيف* لودو"( ،عالم أعصاب بجامعة نيويورك* ،وهو أوّل َمن اكتَش**ف دور اللّ**وزة في إدارة
أن جهاز االنفع**االت (االميج**داال) يس**تطيع* تش**ريحيّا* العم**ل مس**تقالّ عن القش**رة الجدي**دة ،حيث
انفعاالتنا) ّ
يمكن أن ّ
تش*كل ردود الفع**ل االنفعاليّ**ة وال**ذكريات االنفعاليّ**ة دون وعي أو إس**هام مع**رفي* على اإلطالق،
ألن الطّري**ق (فاميجداال) تس**تطيع أن تخ* ّزن ال* ِّذكريات وتس**تجيب* ب**ردود فع**ل دون أن ت* ِ
*درك س**ببا له**ذاّ .
المختصر* من المهاد إلى (االميجداال) يتجنّب المرور* كلّيّ*ا على القش**رة الجدي**دة وب**دون ه*ذا التّجنّب ،ي**تيح
االميجداال أن تكون مستود ًعا* لالنطباعات والذكريات* العاطفيّة الَّتّي لم نعرف عنه**ا ش**يئًا على اإلطالق في
129
وعينا الكامل".
97
الفصـــل الثّــــــالث :خالصـــة عا ّمـــــــــة
98
-لدراسة السّلوكيّات* يجب دراسة النّشاط ال* ِّذهن ّي وكيفيّ**ة تقبّ**ل المعلوم**ة ومعالجتها ،لفهم التّركيب**ة الم ّخيّ**ة
عند ك ّل شخص ،ألنّه ومن خالل هذا الفهم يصبح اإلنسان م**دركا ألفعال**ه وس**لوكاته ،بالتّ**الي تص**بح عن**ده
الق**درة على معالج**ة أفع**ال وس**لوكيّات* غ**يره .وإذا أص**بح الف**رد واعي**ا بمهارات**ه الوجدانيّ**ة ومتم ّكن*ا* من
السّيطرة على انفعاالته سيتمتّع بدرجة عالية من التّفوق في حياته المهنيّة وال ّشخصيّة.
-قد تساعد المالحظة على فهم الجانب الموضوع ِّي في الوضعيّة التَّعليميّة التَّعلميّة ،لكنّها ال تع**الج الج**انب
ّ
الذات ّي وال ّشخص ّ*
ي عند الفرد.
-دراسة التمثالت ال ِّذهنيّة في عالقتها بالممارسات التَّربويّة أمر في غاية التّعقيد ،قد تحتمل أَكثر من تأوي**ل
والس*لوكيّات* التَّربويّة ،تخض**ع آللي**ات اإلخف**اء والتّموي**ه الش**عوريّة
ّ أن التّمثالت
وتحليل ،وه**ذا يع**ود إلى ّ
والاّل شعورية خاصّة إذا تعلَّق األمر بالوجدانيّات* والعواطف*.
-ال يمكن اعتبار عالقة التّمثالت بالسّلوكيّات عالقَة سببيّة مباشرة ،فقد تدخل عوامل خارجيّة أخرى ت**ؤثِّر*
سلبًا أو إيجابًا على الموقف*.
ي يجب مراعاة الجوانب ّ
الذاتيّة والموضوعيِّة وك ّل المؤثرات* الَّتي تس**اهم في الوض**عيّة -لفهم األداء البشر ّ*
التّعليميّة التّعلميّة ،مع ضرورة العودة خاصّة إلى آخر مجلوبات العلوم العرفانيّة.
99
الفصـــل الـــــ ّرابع :خــــاتمــة البــــــــحث
إن التّربية التّشكيليّة ما ّدة دراسيّة لها دور أساس ّي في خطّة النّه**وض
وفي* ختام هذا البحث ،يمكن القول ّ
بالعمليّ**ة التّعليميّ**ة-التّعلميّة ،من خالل تنمي**ة المتعلِّم كف**رد وكعض*و* إيج**اب ّي في المجتم**ع حيث تعم**ل على
توس**يع ثقافت**ه وتنمي**ة قدرات**ه اإلبداعيّ *ة والتعبيريّ *ة ،وتس**اهم* في تحقي**ق تكام**ل تكوين**ه العقل ّي والنّفس * ّي
والسلوكي والوجدانيّ واالجتماعيّ* .فإلى جانب كونها وسيلة من الوسائل الَّتي تساعد الف**رد في التّعب**ير عن
أيض*ا وس**يلة عالجيّ*ة يت ّم فيه**ا التَّرك**يز على النّم* ّو النّفس* ّي والع**اطفيّ
انفعاالت**ه وعواطف**ه وخبراته ،هي ً
للمتعلّم .لكن ،وبال ّرغم من سعي المد ِّرسين للبحث عن ُّ
الطرق* المالئمة والنّاجحة لتطوير* ت ِ
َدريس هذه الما ّدة
أن تهميشها وإقصاءها ال زال قائما* لدى العا ّمة من النّاس وهو ما ولّ**د أزم**ة ح**ا ّدة .وب**الرّغم أيضا ،من
إاَّل ّ
أن رهان كلِّ مدرّس هو كيفيّة المساهمة واإلصالح وتجديد المنظومة التّربويّة كك* ّل ،إاَّل أن البعض اِنس**اق ّ
وراء مناهج وطرق* قديمة ولم يطّلعوا على التّطوّرات* العلميّ**ة الحاص**لة في التّربي**ة والتّعليم *.من هن**ا ك**ان
رهان بحثنا هو تغيير وظيفة المدرّس وطرق* تدريسه وتطوير* أدائه المه**نيّ من خالل ااِل س**تعانة بمه**ارات
ال َّذكاء الوجدان ّي .وك**انت غايتنا ،هي ربح ه*ذا الرّه*ان من أج*ل جع*ل الم**درِّ س مس*اهما حقيقًي*ا في بل*ورة
جو دراس ّي ينطلق من الخص**ائص النّفس*يّة واالجتماعيّ**ة للمتعلّم،
مشاريع* اإلصالح والتّجديد* من أجل خلق ٍّ
100
ويستهدف إش**باع مختل*ف حاجات**ه وميول*ه ويأخ**ذ بعين االعتب*ار ال* ّدوافع والح*وافز* ذات ّ
الص*لة المباش**رة
بالمتعلّم ،وذلك ّ
ألن المعرفةَ ال تؤتي أكلها إاّل إذا رافقتها مشاعر المحبّة والمعامالت اإلنسانيّة.
أن المد ِّرس الّذي يحم**ل مع**ارف
أن العوامل الوجدانيّة مساعدة على تدريس هذه الما ّدة ،واعتبرنا ّ
فاعتبرنا* ّ
وتص ّورات تد ّعم الوجدانيّات ويحاول تعزيز* هذه القدرات في ذاته ومع اآلخر س**تكون ط**رق* تدريس**ه ذات
أبعاد عميقة تستجيب لألبعاد السّيكولوجيّة للمتعلم ،كما سيكون قادرا على إرشاد* طاّل به وق**ادرا* على توف**ير
الحلول للعدي**د من المش**كالت الَّتي تع**ترض العمليّ**ة التّعليميّ**ة-التّعلميّ**ة .بالتَّالي ،تص**بح عن**ده الق**درة على
إنجاز استراتيجيّات* وطرق* تربويّة ذات قيم وأهداف واضحة ،وس**يؤثر* بش**كل ف ّع**ال في شخص *يّة الطَّالب.
لكن ،إن كان المد ِّرس ال يحمل هذه العواطف* على محمل الج ّد ويعتبرها عوائق تعرقل مهنة التّدريس فإنّ**ه
يبني مسافة بينهُ وبين اآلخر ولن يتم َّكن من إيصال رساالته التَّربويّة على الوجه المطلوب.
لقد حان الوقت إذن ،أن يغيّر المدرّس وظيفته الَّتي يتص ّرف* من خاللها كمالك ْللمعرفة يتح ّدث كيفم**ا يش**اء
ومتى يُريد وبأَيّة طريقَة يختار ،ويهيمن على ال َّزمن ويسيْطر* على الفضاء دون االكتراث باآْل خر الّذي ه**و
في ْالحقيقَة ْالم ْقصود* من التَّعليم والتَّعلُّم .فالتَّجديد في األَداء المهني ْللمد ِّرس يقتضي منه اس**تيعاب معطي**ات
وتمثّالت وخصوص***يّات ووج***دانيّات الطَّالب س***واء من حيث مض***امينها* أو من حيث ط***رق توظيفه***ا
البيداغوج ّي واستثمارها* في الممارسة التّربويّة.
تحص *لنا عليها ،تبقى مه**ارات ال* َّ
*ذكاء الوج**دان ّي ج**ديرة بمزي**د ال ّدراس**ة ّ وبغضّ النّظ**ر عن النَّت**ائج ال**تي
وتستدعي* االهتمام والتّع ّمق أكثر نظرا أله ّميّتها وتأثيرها* ودورها في شخصيّة الفرد.
كما يبقي المجال مفتوحا أم**ام الب**احثين للتّع ّم**ق في ه**ذا الموض**وع* ،من ه**ذه ال َّزاوي**ة أو تناول**ه من زواي**ا
أخرى تثريه نظريّا وتطبيقيّا للخروج بنتائج جديدة تضاف إلى ما توصّلنا* إليه ،ونرجو* أن يساهم هذا العمل
ولو بقَليل في إِثراء البحث العلم ّي على المستوى* المحلّ ّي والعرب ّي*.
101
الفصـــل الخـــامس :حـدود وتوصيــات البــحث
102
البحث: حدود -1
تظ ّل حدود هذا البحث مرتبطة بعيّناته ،مجاله وأدواته المنهجيّة .ويمكن أن نوضح ذلك على النّحو التّالي:
ا ْقتصر* ْ
تطبيق فرض*يّات ه**ذا البحث على عش**ر عيّن**ات من المعه**د الع**الي للفُن**ون والح**رف بق**ابس .وت ّم
أداتي المقَابلة والمالحظة دون غيرها من األدوات األم**ر الَّذي جع**ل ه**ذا البحث ينحص*ر* في نت**ائج
ْ اعتماد
ي كمساعد على تدريس معيّنة .كما اقتصرت حدود موضوع هذا البحث على كشف مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّ*
ما ّدة التّربية التّشكيليّة دون غيرها من الموا ّد.
أ ّما في ما يخصّ الحدود ال ّزمانيّة فتراوحت بين سنة .2020-2019
103
)3العمل على خلق مناخ إيجاب ّي يساهم في رفع كفاءات الطّالب المعرفيّ**ة والوجدانيّ**ة من خالل مجموع**ة
من الممارسات الجيّدة والضروريّة لعمليّة التّعلُّم.
)4العمل على رفع مستوى أداء المدرِّس**ين من خالل ب**رامج تدريبيّ**ة وخط*ط* تطويريّ**ة تعم**ل على زي**ادة
ق**دراتهم على تط**وير* ط**رق تدريس**هم* بحيث ت**واكب األنم**اط الحديث**ة في التّعلِ ِيم .مثال تنفي**ذ ن**وع من
المحاضرات* اإلرشاديّة لتوعيتهم بأه ّميّة المهارات الوجدانيّة واالجتماعيّة في مهنة التّدريس.
)5االستمرار* في تطوير محتوي منهاج الفنون والح**رف* بحيث يس**توعب األنم**اط واألفك**ار الحديث**ة الَّتي
تعمل على تطوير تفكير ُّ
الطالَّب وتنمية قدراتهم* اإلبداعيّة.
)6إعطاء قيمة أكبر لموا ّد الفنون ،وذلك من خالل إِنجاز ندوات تبرز مميّزات وممكنات الما َّدة.
)7زيادة االهتمام بالطّلبة الجامعيّين وذلك من خالل التّعرّف على مش**اكلهم* وص**عوباتهم ومس**اعدتهم* على
تجاوزها*.
ي لدى جميع الفئ**ات العمريّ**ة في كام**ل المراح**ل التّعليميّ**ة )8بناء برنامج واضح للرّفع من َّ
الذكاء الوجدان ّ*
(من االبتدائ ّي إلى الجامع ّي).
)9إجراء المزيد من ال ّدراسات للتّعرّف على أثر ّ
الذكاءات المتَع ّددة (الح**رك ّي ،االجتم**اع ّي )...في ت**دريس
ما ّدة التّربية التّشكيليّة.
)10إجراء هذه ال ّدراسةَ بنفس متغيّراتها على عيّنات أخرى في مراحل تعليميّ**ة مختلف**ة وب**أدوات منهجيّ**ة
أخرى.
104
: البـــــــــــــاب ال ّرابــــــــــع
مـــالحـــــــــــــق:
بيبليــوغــرافــــيا:
فــهــرســــــــــت:
مـــالحـــــــــــــق:
المقابلة: مثال عن -1
معطيات عا ّمـــــــــة:
اليـــــــــــــوم22/04/2019 : -
السّاعــــــــــة 8.30 :إلي10.30 -
القســــــــــــم :السّنة الثّانيـــــــــة -
االختصـــاص :اإلجازة األساسيّة في الفنون المرئية (جزء مشترك). -
105
المــــــــدرّس :العينة رقم ()1 -
الجـــــــــــنس :ذكر -
محاور* المقابلــــــــة:
سيت ّم التّساؤل بصفة عا ّمة حول:
كيف تجد مادّة التّربية التّشكيليّة؟ -
تساهم التّربية التّشكيليّة في تكوين شخصية الطّالب وتهذيب س*لوكه ،كم*ا تعطي*ه الفرص*ة لإلب*داع -
ي ّ
الذوق لديه. وتنم ّ*
ما هي الخصوصيّة الّتي تفرضها مادّة التّربية التّشكيليّة؟ ما الّذي يمي ّزها عن باقي الموادّ؟ -
علميّة واألدبيّ**ة في مص**طلحاتها* وفي أَدواته**ا وح*تى* في
تختلف التَّربية التّشكيليّة عن باقي ْالموا ّد ْال ْ -
أَهدافها ،فهي تقوم على أنشطة تعبيريّة وإبداعيّ*ة ثَقافيّ*ة .كم*ا يختل*ف ت*دريس وتعليم م*ا َّدة التَّربي*ة
الفن ال يمكن ضبطه بقَواع**د وال يمكن تدريس**ه ب**التّلقين مثال
ألن ّالتّشكيليّة عن باقي الموا ّد ،وذلك ّ
أو تصحيح أخطاء ك ّل الطَّلَبة بنفس الطَّريقة.
ما األهداف الوجدانيّة الّتي تراهن مادّة التّربية التّشكيليّة على تحقيقها؟ -
تراهنُ ما ّدة التّربي*ة التّش**كيليّة على تحقي**ق ع* ّدة أه**داف ،منه**ا تنمي**ة ْالق*درة التّعبيريّ**ة واإلبداعيّ*ة -
والفكريّة ،وأَه ّمها األه**داف الوجدانيّ**ة ،فالتّربي**ة التّش**كيليّة تس**عى إلكس**اب الطَّلب**ة القيم األخالقيّ**ة
والس *لوك اإليج**اب ّي ،تنم ّي فيهم* حبّ التّعب**ير وحبّ انتم**ائهم* لل**وطن ،تنم ّي ش**عورهم ْ
بالمس**ؤوليّة ّ
خاص*يّة التَّفك*ير والخي**ال ،وتح**اول
ّ وحبّهم* لذواتهم ،فهي تتجنّب اإلكراه .أَيضًا تعتمد التَّربي**ة على
ي الَّذي يوفّر لحواسّنا* أكبر قدر من اللّ ّذة بالنّواحي الجماليّة.
تبنّي الفكر االبتكار ّ
كيف تنظر إلى الجانب الوجدان ّي :هل له عالقة بمهنة التّــدريس بصــفة عا ّمــة وبتــدريس التّربيــة -
صة؟
التّشكيليّة بصفة خا ّ
هل أن مراعاة الجوانب الوجدانيّة يدعم خصوصيّة تدريس مادّة التّربية التّشكيليّة؟ -
للجوانب الوجدانيّة عالقة بمهنة التّدريس وهي عنصر مه ّم في التّربية التّشكيليّة. -
ذل**ك أِل ّن اإلنس**ان يجب أن يك**ون واعي**ا بذات**ه وم**دركا لتفاعالت**ه ومتفّهم**ا .بالتَّالي ،يجب أن يم* ّد -
النّاس باالحترام وال يشعرهم بأَنّه أفضل منهم بالعكس يحاول التّعامل بك ّل تواضع* وأريحيّة هذا م*ا
سيجعل اآْل خر يستفيد من خبراته كأستاذ ويتفاعل معه.
يغ*ذي النّفس ويص**قل ال* ّ*ذات ويخ*اطب* المش*اعر
الفن هو ج**وهر الوج**دان واألحاس**يس فه**و ّ
نعمّ ، -
ويثيره**ا ،ل**ذلك ف*إِ ّن مراع**اة العوام**ل الوجدانيّ**ة للمتعلّم أم**ر في غاي**ة األهَ ِّميَّة ،وإِعط**اء الطَّالب
الفرصة للتّعبير* عن ذاته وعن خصوصيَّته يزيد من إِبداعه ،ويس*هّل على الم**د ِّرس ت*دريس الم**ا ّدة
ويخلق* عالقات إنسانيّة تساهم في تأْ ِسيس ِ
اإلبداع والخلق.
106
وهل تؤثّر هذه الجوانب سلبا أم إيجابا؟ -
تؤثّر* سلبا وإيجابا :سلبا إذا كان التّوجيه في شكل عكس ّي (هناك اختيار لل*رّأي ال* ّ*ذاتي على حس**اب -
العنصر* الموضوع ّي) وإيجابا يكون من خالل تسهيل إيصال المعلومة للطالب.
ث ّم سيت ّم التّساؤل بصفة خاصّة:
مــا هي تمثّالتــك حــول العاطفــة والوجــدان :هــل تعتقــد أن الوجــدانيّات تخــدم العقــل أثنــاء عمليّــة -
التّدريس؟
للوجدانيات* دور مهم في تحفيز العقل فهي قوة نفسيّة فعّالة ،وبدون وعي وج**دان ّي يص**بح اإلنس**ان -
ي يدفع ألبعاد عميقة جدا.
آلة .الوعي الوجدان ّ*
العقل هو ما تج**اوزت ب**ه الحداثَ**ة ك* ّل المف**اهيم التّقليديّ**ة القديم**ة ،وه**و م**ا حقِّق االنتص**ارات في -
الفن ،بالتّ**الي ال يمكن التّخلّي عن الح**واسّ أِل َنّه**ا
الفلس**فة والعلم أ ّم**ا الح**واسّ هي أَس**اس ومح**ور ّ
اإلرشاد* بالنّسبة للعقل.
هنا أضفنا سؤاال :كيف يتم استخدام العقل الحس ّي في عمليّة التّدريس؟ -
أن العق*ل يتمتّ**ع بق*درة تحليليّ**ة ها ّم*ة
أن المشاعر تع ّزز وترشد* العقل ،وعندما ن**درك ّ
عندما ندرك ّ -
لمشاعرنا وأحاسيسنا ،نس**تطيع* حينه**ا ّ
الس*يطرة على مش**اعر الغض**ب أو الف**رح ونس**تطيع* إيج**اد
الحلول مع الطّلبة سواء في عمليّة التّدريس (في التّأطير ،في تحليل األعم**ال الفنّيّ**ة ،في التّواص**ل
مع الطَّلبة) أو في تحقّيق أهداف ال ّدرس.
كيف بإمكان الوعي الوجدان ّي أن يساعدك في تدريس التّربية التّشكيليّة؟ -
طبيعة الما ّدة تشترط تفاعالت مختلفة منها :العقل ّي ،الوجدان ّي ،الحس ّي والحرك ّي*... -
والوعي الوجدان ّي ،هو ق* ّدرة الف**رد على إدراك مش**اعره ومش**اعر اآلخ**رين ،وال**وعي بم**ا ي**دور -
ّ
الحص*ة، حوله من تفاعالت وتقديرها ،ومحاولة ضبطها وتنظيمها وجعله*ا تتماش*ى* م*ع متطلّب*ات
هذا كلّه يزيد من مهارات الفرد ال ّشخصيّة ويخلق عالقات إيجابيّة مع اآلخ**رين بالتّ**الي يس**اعد في
تحقيق أهداف ال ّدرس ونجاح الحصّة والتَّميّز* مهنيّا.
هل تنتبه عادة إلى الحاالت الوجدانيّة الّتي يكون عليها الطّلبة؟ -
وهل تأخذها بعين االعتبار؟ -
سيطرة على انفعاالتك (كالغضب)؟
هل بإمكانك ال ّ -
نعم ،أستطيع فهم حالة الطّالب وبإمكاني* استيعابها. -
ليس دائما ،أنا ال أنفعل ألتفه األسباب ،لكن في بعض األحيان ال أستطيع السّيطرة على غضبي. -
:إن كان وجود العامل الوجدان ّي ضروريّا في تدريس مادّة التّربية التّشكيليّة -
فما هي اللّحظات الدّالّة الّتي يمكن في إطارها أن تستفيد من مهارات ّ
الذكاء الوجدان ّي؟ (متى)؟
107
(عند تقديم الدّرس ،عند إرجاع أوراق االمتحان ،إثر محاوالت الطَّلبة ،عند وجود حاالت خا ّ
صة)...
عند التّأطير* وفي مرحلة مناقشة األعمال هناك مراعاة للجوانب الوجدانيّة أكثر من غيره**ا ،وعن**د -
وجود* حاالت خاصّة.
بيبليــوغــرافــــيا:
الدّراسات والكتب: -1
باللّغة العربيّة:
-األعسر (صفاء) والكفافي (عالء الدين)َّ ،2000 ،
الذكاء الوجدان ّي ،مصر* دار قُباء للنَشر والتَّوزيع.
خاصـة ،مجل**د دراس**ات
ّ -إبراهيم توفيق* (أميرة) ،1999 ،تقويم برنامج إعداد معلّم التّربية الفنّيّة تربيــة
تربويّة واجتماعيّة ،كلِّيّة التَّربية ،جامعة حلوان.
-باتشو (صفية) و إشراف األستاذ زروال (فتيح**ة) *،2015/2016،عالقــة الــذكاء الوجــدان ّي بالتحصــيل
الدراسي لدى طالب الجامعــة) دراســة ميدانيــة لــدى عينــة من طالب قســم العمــوم االجتماعيــة) ،مذ َّكرة
109
مك ّملةٌ لنيل شهادة الماجستير* في ْ
علم النّفس التَّربويّ ،جامعة الع**رب ّي بن مهي**دي* -أم الب**واقي *-كلِّيّ**ة العل**وم
االجتماعيَة و اإلنسانيّة قسم العلوم االجتماعيَة.
-بيطام (مسعودة) ،1999 ،مقال بعنوان :المالحظة والمقابلــة في البحث السوســيولوجي ،نشر في مجل**ة
العلوم اإْل نسانيّة عدد .11
-زرواتي(رش**يد)2000،م ،تــدريبات على منهجيــة البحث الع ْلم ّي في ا ْلعلُــوم االجتماعيّــة ،ط ،3دي**وان
مطبوعات الجامعيّةْ ،ال ْ
مطبعة الجهوية لقسنطينة ،الجزائر. ْال ْ
110
-مصطفي أحمد (وليد) ،أستاذ الخزف المساعد بقس*م التَّربي*ة الفنّيّ*ة من كلّيّ*ة التَّربي*ة -جامع*ة عين ش*مس
وإبراهيم* متى(ميالد) ،أستاذ التَّصوير المساعد بقسم العلوم الفنّيّة من كلّيّة التَّربية النوعية -جامعة المنوفيّة،
ـذكاء الوجــدان ّي كأحــد الركــائز الَّتي تــدعّم التَّنميــة المهنيــة لمعلّم التَّربيــة الفنّيّــة ،كلّيّة التَّربي**ة
*،2011الـ َّ
النَّوعيّ**ة بالمنص**ورة الم**ؤتمر* الس**نوي* (الع**ربي الس**ادس -ال* ّدولي الث**الث) ،تط**وير ب**رامج التَّعليم الع**الي
النَّوع ّي في مصر والوطن العرب ِّي في ضوء متطلبات عصر المعرفة في الفترة من ِ 14- 13
أفريل.
-محمد السعود (خالد) ،2010 ،مناهج التَّربية الفَنِّيَّة بين النَّظريَّة والبيداغوجيا ،دار وائل للنشر ،عمان.
-منصور* (أميرة) مقال بعنوان : ا ْلمقَابلة رؤية منهجية في بحوث تعليم اللغة ا ْلعربيّة ،جامعة أَب**و ْالقَاس**م
سعد هَّللا الجزائر ، 2نشر بمجلة األثر ،العدد 27ديسمبر .2016
-محمد الخياط (ماجد) ،2011،أساليب البحث الع ْلم ّي ،ط ،1دار الراية للنَّشر والتَّوزيع*.
-الميساوي* (عبد الجليل) ،متفقّد أوّل للتّعليم الثّانوي ،علِم نفس التَّعلّم ،دراسة.
-المللي (س**هاد)َّ ،2010 ،
الــذكاء االنفعــالي وعالقتــه بالتَّحصــيل الدَّراســ ّي لــدى عينــة من المتفــوقين
*دارس المتف**وقين والع**اديين في مدين**ة دمش**ق) الص* ّ
ف العاش**ر من م* ِ والعاديين (دراسة ميدانية على طلب**ة ّ
مجلّة جامعة دمشق ،المجلّة ( ،)26ال عدد.3
-ناشيماز) دافيد( و فرانكفورت ناشيماز* )شافا( *،2004 ،طرائــق البحث في العلــوم االجتماعيَّة ،ترجم**ة
الطَّويل ( ليلي) ط ،1دار بترا للنَشر والتَّوزيع ،دمشق ،سوريا .
111
-س***الطنية (بلقاس***م) و الجيالني (حس***ان) ،2009،أَ ّ
ســـس البحث الع ْلم ّي ،ط ،2دي***وان المطبوع***ات
الجامعية ،بن عكنون،الجزائر.
-عبد النبي (محس**ن) *،2001،العالقــات التفاعليــة بين الـ َّ
ـذكاء االنفعــالي والتّفكــير االبتكــاري والتّحصــيل
الدّراس ّي للطالبات الجامعيات السعوديات ،مجلَّة البحوث النّفسيّة والتّربوية بجامع**ة المنوفيّ**ة ،ع( )3الس**نة
.16
-السمادوني* (إبراهيم)َّ ،2007 ،
الذكاء الوجدان ّي أسسه وتطبيقاته وتنميته،عمان،األردن : دار الفكر.
سلوك الجمــال ّي وعالقتــه بالـ ّـذكاء الوجــدان ّي لــدى طلبــة كلّيّــة الفنــون
-عنيزي سلمان (عمر) *،2012،ال ّ
ي تن َّزلت في مجلَّة كلِّيّة التَّربية األساس *يّة ع**دد
الجميلة جامعة بغداد ،من جامعة االنبار /كلِّيّة الطِّبّ البيطر ّ
.74
-عبد العظيم حسين(سالمة) وعبد العظيم حسين (طه)َّ ،2006 ،
الذكاء الوجدان ّي للقيادة التَّربويّة ،عمان،
األردن :دار الفكر.
-علي محمد (محمد) ،1981،علم االجتماع والمنهج ا ْلع ْلم ّي ،ط ، 2اإْل سكندريّة ،دار المعرفة الجامعيّة.
-عوض صابر (فاطمة) وعلي خفاجة (ميرقت) ،2002 ،أَسّس ومبادئ البحث الع ْلم ّي ،مكتبة االشعاع ،
اإلسكندريّة.
-الف ّزاع غريس (نجوى) ،2012،وحدة التّواصل ،المعهد األَعلى للتربية والتّكوين المستم ّر (دراسة).
-صالح الفرا(إسماعيل) من جامعة القدس المفتوحة-خان يونس وعبد الحميد النواجحة(زهير) من جامع**ة
الق**دس المفتوح**ة-رفح * ،2012 ،الــذكاء الوجــدان ّي وعالقتــه بجــودة الحيــاة والتّحصــيل األكــاديم ّي لــدى
112
الدّارسين بجامعة القدس المفتوحة بمنطقة خان يونس التّعليميّة ،تن ّزلت الدراسة في مجلّة جامعة األزهر
بغ ّزة في سلسلة العلوم اإلنسانيّة ،المجلّد 14العدد 2من الصّفحة 57إلى الصّفحة .90
-قنديلجي(ع**امر) ،2008 ،البحث الع ْلم ّي واســتخدام مصــادر المعلومــات التَّ ْقليديّــة واإللكترونيّــة ،ط،1
دارالمسيرة للطِّباعة والنَّشر* والتَّوزيع*.
-التّومي(محسن)،2001/2002 ،ـ صورة الطّفل في التّراث العــرب ّي وأثرهــا في كـ ّل من تمثالت المعلّ ِمين
وممارســاتهم التربوية ،بحث لني**ل ش**هادة ال ّدراس**ات المع ّمق**ة في عل**وم التّربي**ة ،كلّيّ**ة العل**وم اإلنس**انيّة
واالجتماعيّة بتونس .إشراف :شبشوب (أحمد).
الذكاء العاطف ّي ّ
-الذكاء االنفعال ّي ،األردن : دار الشروق* للنشر و التوزيع. -خوالدة) محمود (ّ ، 2004،
-غيفليون (رودولف) وما تالون (بنيامين) *،1986،البحث االجتماع ّي المعاصر منــاهج وتقنيــات ،ترجم*ة
سالم (علي) ط ،1مركز* اإلنماء ْالعرب ّي ،بيروت ،لُبنان.
-غرايبة (فوزي) و آخرون ،1977،أســاليب البحث العلم ّي في العلــوم االجتماعيّــة واإلنســانية ،عم*ان،
الجامعة األردنية.
:المعاجم -2
:باللُّغة العربيّة
:)(المدرس معجم المعاني الجامع معجم عرب ّي عرب ّي-
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/1.-%20%D9%85%D9%8F%D8%AF
%D9%8E%D8%B1%D9%91%D9%90%D8%B3
114
: )(التّدريس معجم المعاني الجامع معجم عرب ّي عرب ّي-
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AA%D8%AF
%D8%B1%D9%8A%D8%B3/
https://www.almaany.com/ar/dict/ar ar/%D8%A8%D9%8A
%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA/
ـ:اإللكترونيّة
ِ المواقِع-3
: شبكة الفصيح-
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=92530
:) المقاربات المنهجيِّة (السيكوبيداغوجيا-
http://milafquatorze.ampei.ampei.ma/chapter/
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-
%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB/
: نظَريّات التّ َعلّم، موقع ويكيبيديا* الموسوعة الحرّة-
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A
%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AA
%D8%B9%D9%84%D9%85
ِ محاضرة من كلِّيّة التَّربية والعلوم،) الياسري (وفية-
: جامعة بابل،اإلنسانيّة
http://humanities.uobabylon.edu.iq/lecture.aspx?depid=1&lcid=73164
ِ ّالت-
: أساليبه، طرائقه، استراتيجياته، مفهومه: دريس
http://www.uobabylon.edu.iq/eprints/publication_3_3930_1663.pdf
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A
%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA#cite_note-1
: دسوق – شارع الشركات، تدريس التّربية ال ّرياضيّة، )محمد الشحّات (محمد-
https://www.sport.ta4a.us/human-sciences/teaching-methods/1379 meaning-
teaching.html
متوفّر08/02/2020 ت ّمت زيارة الموقِع بتاريخ، موقع موضوع، وسائل جمع البيانات، إيمان الحياري-
https://mawdoo3.com/%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_ : على
%D8%AC%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A
%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA#cite_note-MFz1pFyMEs-2
* متوفّر08/02/2020 ت ّمت زيارة الموقِع بتاريخ،*موقع موضوع، طرق جمع البيانات، محمد مروان-
https://mawdoo3.com/%D8%B7%D8%B1%D9%82_%D8%AC : على
%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A
%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA#cite_note-zsD73HJHL7-3
http://marrakechprof.canalblog.com/archives/2007/10/06/6997768.html
:62 مجلَّة علوم التَّربية العدد، دور التّمثالت في عمليّة التَّعلُّم والتَّعليم،)عكروش (العربي-
http://search.shamaa.org/PDF/Articles/MOSe/SeNo62Y2015/se_2015-n62_109-
114.pdf
116
فــهــرســــــــــت:
فهرست الجداول: -1
جدول 1 : فرضيّات البحث وما يناسبها من أدوات منهجيّة45......................................................
جدول 2 :شبكة توجيهيّة استباقيّة في أه ّم االجابات المنتظرة من المقابلة68.....................................
جدول 3 : خاصّ بتفريغ بيانات المقابلة 70.............................................................................
جدول : 4خاصّ بنسب تمثّالت المدرّسين71.........................................................................
جدول 5 : مل ّخص أله ّم البيانات المسجّلة من خالل المالحظة 76..................................................
جدول 6 : خاصّ بمالحظة نسبة تكرار سلوكيّات المدرّسين مع الطّلبة81........................................
جدول 7 : خاصّ بنسبة تمثالت المدرّسين وما يقابلها من سلوكيّات تربويّة83...................................
117
رسم بياني (دائري) : 1لتمثّالت المدرّسين73.......................................................................
رسم بياني (دائري) : 2لسلوكيّات المدرّسين 82.....................................................................
إهداء
شكر وتقدير
تمهـيـــــــــــــــــد7.................................................................................................................. :
ســـابقـة 12..................................................................................الفصــــــــــل األ ّول :الدّراسـات ال ّ
ال ّدراسة األولـــى13........................................................................................................... :
مناقشة وتعليـــق14............................................................................................................ :
ال ّدراسة الثّانيـــة14............................................................................................................ :
مناقشة وتعليـــق15............................................................................................................ :
ال ّدراسة الثّالثـــة15............................................................................................................. :
118
مناقشة وتعليـــق15............................................................................................................ :
ال ّدراسة الرّابعــة15............................................................................................................ :
مناقشة وتعليـــق16............................................................................................................ :
ال ّدراسة الخامسة16............................................................................................................ :
مناقشة وتعليـــق16............................................................................................................ :
ال ّدراسة السادسة17............................................................................................................ :
مناقشة وتعليـــق17............................................................................................................ :
خالصة عا ّمــــــة18........................................................................................................... :
الفصـــل الثّــــــاني : اإلشكـــــــــاليّـــــــــة 19...................................................................................
الفصـــل الثّــــــالث : المفــــــــــــــــــاهيـم 21...................................................................................
الذكـــــاء الوجدانــــــــ ّي22............................................................................................ : ّ -1
-2التّربيــــة التّشكيليّــــــــة 28............................................................................................ :
-3ال ُمــــــــــــــــــــــــدَرِّ س32............................................................................................ :
-4التّدريـــــــــــــــــــــــس 34............................................................................................ :
خالصة عا ّمــــــة 37.......................................................................................................... :
الفصـــل الـــ ّرابـــع : فرضيّـــات البــــحث 38...................................................................................
119
ب) استنتاج82..................................................................................................................... :
-3جمع المعطيـــــــــــــات83.............................................................................................. :
الفصـــل الثّـــــاني :تـأويــــل النّتـــــــــائج 85..................................................................................
-1تأويــــل نتائـــج الفرضيّـة األولـــــى86............................................................................. :
-2تأويــــل نتائـــج الفرضيّـة الثّانيـــــة91.............................................................................. :
أ) التَّواصل والحوار مع اآلخر 92............................................................................................. :
ب) التَّحفيز أو ال ّدافعية 92........................................................................................................ :
ج) التّعاطف 92.................................................................................................................... :
د) إدارة االنفعاالت92............................................................................................................. :
الفصـــل الثّــــــالث:ـ خالصـــة عا ّمـــــــــة 98..................................................................................
الفصـــل الـــــ ّرابع :خــــاتمــة البــــــــحث 100................................................................................
الفصـــل الخـــامس :حـدود وتوصيــات البــحث 103..........................................................................
-1حدود البحث104......................................................................................................... :
-2توصيات البحث 104.................................................................................................... :
مـــالحـــــــــــــق106.............................................................................................................. :
-1مثال عن المقابلة 106................................................................................................... :
-2مثال من مالحظات السّلوكيّات لعيّنة من األساتذة(: عينة رقم 109........................................... )1
بيبليــوغــرافــــيا110............................................................................................................. :
-1ال ّدراسات والكتب 110................................................................................................. :
المعاجم116............................................................................................................. : -2
اإللكترونيّة116................................................................................................. :
-3المواقِع ِ
فــهــرســــــــــت118.............................................................................................................. :
-1فهرست الجداول118................................................................................................... :
-2فهرست ال ّرسوم البيانيّة 118.......................................................................................... :
-3فهرست المحتويات119................................................................................................ :
120
121