Professional Documents
Culture Documents
Cours de Droit Civil
Cours de Droit Civil
1
المسؤولية عن فعل الغير
تتف رع المس ؤولية عن فع ل الغ ير إلى ن وعين :مس ؤولية المكل ف بالرقاب ة ( المبحث
األول) و مسؤولية المتبوع عن فعل تابعه ( المبحث الثاني).
حدد المشرع أحكام مسؤولية المكلف بالرقابة في المادة 134من القانون الم دني ال تي
تنص على ما يلي " :كل من يجب علي ه قانون ا أو اتفاق ا رقاب ة ش خص في حاج ة إلى
الرقابة بسبب قصره أو بسبب حالته العقلية أو الجسمية ،يكون ملزما بتعويض الضرر
الذي يحدثه ذلك الشخص للغير بفعله الضار -.و يستطيع المكل ف بالرقاب ة أن يتخلص
من المسؤولية إذا أثبت أنه قام بواجب الرقابة بما ينبغي من العناية"
تكرس هذه المادة مبدأ عام لمسؤولية المكلف بالرقاب ة ،بع د أن ك انت الم ادة 135من
القانون المدني ال تي ألغيت في ( 2005بم وجب ق انون وقم 10-05الم ؤرخ في 20
ج وان )2005تنص على بعض التطبيق ات تتمث ل في مس ؤولية "األب و بع د وفات ه
األم عن الض رر ال ذي يس ببه أوالدهم ا القاص رون الس اكنون معهم ا" و مس ؤولية
"المعلمين و المؤدبين و أرباب الحرف....عن
2
الضرر الذي يسببه تالمذتهم و المتمرنون في الوقت الذي يكونون تحت رقابتهم".
نتع رض إلى ش روط مس ؤولية المكل ف بالرقاب ة (المطلب األول) قب ل تحدي د نظامه ا
(المطلب الثاني).
يقتض ي قي ام مس ؤولية المكل ف بالرقاب ة ثالث ة ش روط وهي ،تحم ل المس ؤول واجب
الرقابة(الفرع األول)،حاجة الفاعل إلى الرقابة (الفرع الثاني) و صدور الفع ل الض ار
بالغير من الخاضع للرقابة (الفرع الثالث).
تستوجب دراسة هذا الش رط التط رق إلى مص در واجب الرقاب ة من جه ة ( )1و إلى
تحديد مضمون هذا الواجب من جهة أخرى (.)2
لكي يلتزم المكلف بالرقابة بتعويض الضرر الذي سببه الخاضع للرقاب ة للغ ير ،يجب
أن يوضع على عاتقه التزام بالرقابة بموجب قانون أو اتفاق.
بالنسبة للقانون يرتب على سبيل المثال واجب الرقاب ة على األب وين ،على المؤسس ات
التربوية وكذا على أرباب الحرف.
أما فيما يخص الرقابة االتفاقي ة يك ون مص درها اتف اق بين المكل ف بالرقاب ة قانون ا و
شخص آخر كأن يتفق األب مع جاره أو أحد أقاربه على رقابة ابنه أثناء سفره.
3
-2مضمون الرقابة تعني الرقابة بمفهوم المادة 134من القانون المدني الرقابة المادية
و بالتالي يجب اس تبعاد واجب التوجي ه و التربي ة ،فعلى المكل ف بالرقاب ة أن ي راقب
الخاضع للرقابة لكي يمنعه من اإلضرار بالغير.
وفقا لما هو منصوص عليه في المادة 134المذكورة أعاله ،يكون مسبب الض رر في
حاج ة إلى الرقاب ة في ح االت التالي ة :حال ة القص ر( ،)1الحال ة العقلي ة ( )2والحال ة
الجسمية(.)3
-2الحالة العقلية :تتعلق هذه الحالة بالشخص الراشد الذي ال يتمتع بسالمة عقل ه ،حيث
فقد قدرة التمييز و أصبح يهدد سالمة الغير بسلوكه ،كما هو الح ال بالنس بة للمجن ون و
المعتوه .
-3الحالة الجسمية:
تتميز هذه الحالة بغموضها و بالتالي بص عوبة تطبيقه ا ،حيث أن الخاض ع للرقاب ة في
هذه الوضعية هو شخص راشد ،غ ير مجن ون وغ ير معت وه .تت وفر في ه ش روط قي ام
المسؤولية عن فعله الشخصي ( المادة 124من القانون المدني).
4
يثير تطبيق المسؤولية عن فعل الغير في هذا الشأن عدة تساؤالت ،من بينها تلك
المتعلقة بتقدير الحالة الجسمية التي تجعل الشخص في حاجة إلى الرقابة و ك ذا مس ألة
فعالية هذه المسؤولية نحو المتضرر .يستنتج من نص المادة 134أن
الخاضع للرقابة هو الشخص الذي يصاب بعاه ة جس مانية تقتض ي مس اعدة الغ ير في
حياته االجتماعية ،متى يهدد سالمة الغير.
فنظرا لعدم دقة المادة ،134يتمتع القاضي بسلطة الفاصلة في القول بضرورة الرقابة
و في هذا الش أن يالح ظ ع دم وج ود تطبيق ات قض ائية للمس ؤولية عن فع ل الخاض ع
للرقابة على أساس حالته الجسمية.
تقتضي كذلك مسؤولية المكلف بالرقابة أن يسبب الخاضع للرقابة ض ررا للغ ير بفعل ه
الضار ،بطبيعة الحال ال يشترط خطأ من جانب الفاعل إذ يمكن أن يك ون ه ذا األخ ير
غير مميزا.
ت بين ش روط مس ؤولية المكل ف بالرقاب ة أساس ها المتم يز(الف رع الث اني) م ع مراع اة
الوسائل التي منحها المشرع للمكلف بالرقابة لنفي مسؤوليته ( الفرع األول).
منح المشرع للمكلف بالرقابة إمكانية التخلص من المسؤولية بمقتضى الفقرة الثانية من
المادة 134التي جاء فيها" :و يستطيع المكلف بالرقاب ة أن يتخلص من المس ؤولية إذا
5
أثبت أنه قام ب واجب الرقاب ة أو أثبت أن الض رر ك ان الب د من حدوث ه ول و ق ام به ذا
الواجب بما ينبغي من العناية".
فالواضح من خالل هذه األحكام أن المشرع قرر نفي المسؤولية على أساس آليتين.
*تتمثل الوسيلة األولى إلبعاد المسؤولية في نفي الخطأ في رقابة الفاعل ،م ا ي دل على
أنه بمجرد أن يسبب الخاضع للرقابة ضررا للغير ،يفترض أن المكل ف بالرقاب ة أس اء
في رقابة الفاعل و بالتالي يسند ل ه خط أ ،م ع المالحظ ة أن ه يس تطيع المتب وع إثب ات
العكس ،أي إثبات أنه قام بواجب الرقابة كما ينبغي ،بأخذه ك ل االحتياط ات و الت دابير
الضرورية لمنع حدوث الضرر.
6
يت بين من دراس ة ش روط و وس ائل نفي مس ؤولية المكل ف بالرقاب ة أن أس اس ه ذه
المس ؤولية ه و خط أ مف ترض في واجب الرقاب ة ،أي كم ا تم إب رازه أعاله ،بمج رد
إضرار الخاضع للرقابة بالغير ،نعتبر أن المكلف بالرقابة قد قصر في واجبه ،و
قرينة الخطأ بسيطة إذ كما سلف ذكره ،يجوز إثبات عكسها ،فهي مسؤولية ذاتية.
ح دد المش رع أحك ام مس ؤولية المتب وع عن فع ل تابع ه في الم ادة 136من الف انون
المدني التي تنص على ما يلي" :يكون المتبوع مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه تابع ه بفعل ه
الضار متى كان واقعا منه في حالة تأدية وظيفته أو بسببها أو بمناسبتها.
وتتحقق عالقة التبعية و لو لم يكن المتبوع حرا في اختيار تابعه متى كان هذا األخ ير يعم ل
لحساب المتبوع".
قبل دراسة شروط قيام مسؤولية المتب وع عن فع ل تابع ه (المطلب األول) و تحدي د نظامه ا
القانوني (المطلب الث اني) ،وألج ل اكتم ال البحث في ه ذا الموض وع الب د من ذك ر تط ور
الم ادة 136من الق انون الم دني ،إذ قب ل تع ديلها في (2005بم وجب ق انون وقم 10-05
المؤرخ في 20جوان )2005كان نصها كالت الي " :يك ون المتب وع مس ؤوال عن الض رر
الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع ،متى كان واقعا منه في حالة تأدية وظيفته أو بسببها.
و تقوم رابطة التبعية ،و لو لم يكن المتبوع حرا في اختيار تابعه ،متى كانت له علي ه س لطة
فعلية في رقابته و في توجيهه".
7
المطلب األول :شروط قيام مسؤولية المتبوع عن فعل تابعه
بمقتضى نص المادة 136المذكورة أعاله لقيام مسؤولية المتبوع عن فعل تابعه يجب توافر
الشروط التالية ،عالقة تبعية بين الفاعل و المسؤول (الفرع األول) ،ارتكاب
التابع فعل ضار (الفرع الثاني) و وجود عالقة بين فعل التابع و وظيفته (الفرع الثالث).
لقد عرفت العالقة التبعية تطور ملحوظ في قانوننا ،إذ قب ل تع ديل الق انون الم دني في
، 2005عرف المشرع العالقة التبعية على أساس أنها سلطة فعلية للمتبوع في رقابة و في
توجيه التابع .فهكذا ربط المشرع مسؤولية المتبوع بممارسة سلطة فعلية تتمثل في توجيه و
رقاب ة تابع ه ،األم ر ال ذي أث ار تس اؤالت ح ول طبيع ة ه ذه الس لطة ( قانوني ة ،اجتماعي ة،
اقتصادية .)... ،كما نالحظ أن هذا التعريف يقلص من مجال تط بيق مس ؤولية المتب وع عن
فعل تابعه ،حيث يشترط لقيام العالقة التبعي ة أن تك ون للمتب وع الس لطة الفعلي ة في إص دار
أوامر تتعلق في بعض األحيان بشؤون تتجاوز اختصاصه ،السيما في المواد التقنية.
و هكذا تم تع ديل الم ادة 136من أج ل إيض اح و تبس يط العالق ة التبعي ة وذل ك بف ك
الصعوبات المذكورة أعاله ،فأصبحت العالقة التبعية مرتبطة بمعيار واحد ،و هو "أن يكون
التابع يعمل لحساب المتبوع" .و عليه ،يعد تطبيق أحكام المادة 136فع اال أك ثر و منس جما
مع الغاية من نشأة مسؤولية المتبوع عن فعل تابعه.
وتجدر المالحظة إلى أنه تعتبر العالقة التبعية قائمة كلما كان الفاعل يقوم بعم ل لفائ دة
المتبوع ،أي أن يكون هذا األخير هو المستفيد من عمل مسبب الضرر ،و لو بصفة مؤقتة و
عرضية ،كالشخص الذي يطلب من زميله مساعدته في إص الح س يارته ،بالت الي ال ج دوى
لطرح تساؤل حول طبيعة ه ذه العالق ة ،كم ا بطبيع ة الح ال ال ش رط لوج ود عق د عم ل أو
شرط أن يكون العمل بعوض.
8
لم يكتف المشرع بتحديد مفهوم العالقة التبعية ،بل أضاف أن ه "تتحق ق ه ذه العالق ة و
لو لم يكن المتبوع خرا في اختيار تابعه "...يبدو لنا أن هذه العبارة زائ دة ،تجاوزه ا ال زمن
نظرا لتعريف العالقة التبعية المبين أعاله ،فمصدر هذه العبارة ه و اجته اد محكم ة النقض
الفرنسية في الوقت الذي تخلى عن خطأ في اختي ار الت ابع كأس اس لمس ؤولية المتب وع و تم
استبداله بخطأ المتبوع في رقابة و توجيه التابع.
تنص المادة 136على أنه "يك ون المتب وع مس ؤوال عن الض رر ال ذي يحدث ه تابع ه بفعل ه
الضار" ما ينفي صراحة شرط ارتكاب خطأ التابع ،حيث من المقرر قانونا أن الفعل الض ار
ال يستوجب التمييز ،ما يجعل المتبوع مسؤوال عن الضرر الذي يسببه تابعه غير المم يز ،و
بطبيعة الحال ال مجال للبحث عن مسؤولية التابع لقيام مسؤولية المتبوع.
تقتضي المادة 136من القانون المدني أن يسبب التابع ضررا للغ ير وه و" في حال ة تأدي ة
وظيفته أو بسببها أو بمناسبتها ".فيما يتعلق بالحالة األولى المذكورة في ه ذا النص ال توج د
أي صعوبة لتطبيقها ،فيكون التابع في حالة تأدية وظيفته كلما أحدث الضرر و هو في مكان
العمل ،في وقت العمل و ه و ينف ذ وظيفت ه ،في حين أن ه ال يع د المتب وع مس ؤوال إذا ألح ق
التابع ضررا بالغير و هو في إجازة أو بعد إنهاء عملة .غ ير أن ه في وض عية متوس طة بين
الحالتين المذكورتين ،أي لما توجد عالق ة بين فع ل الت ابع و الوظيف ة دون أن يك ون بص دد
حالة تأدية وظيفته يصعب تبرير مساءلة المتب وع ،كم ا ل و أن ع امال في نج ارة تش اجر في
مكان وفي وقت العمل مع زبون وسبب ل ه أض رار بوس يطة بمنش ار يس تعمله في وظيفت ه.
فمث ل ه ذه الحال ة أث يرت ع دة تس اؤالت س ببت اختالف في اآلراء الفقهي ة وفي التطبيق ات
القضائية عبر الزمن .فصل المشرع في هذه المسألة و ق رر أن يوس ع مج ال تط بيق الم ادة
9
136بعد تعديلها في ،2005حيث يسأل المتبوع على الضرر ال ذي س ببه تابع ه بس بب أو
بمناسبة وظيفته ،بعد أن كان تطبيق مس ؤولية المتب وع يقتص ر على فع ل الت ابع أثن اء تأدي ة
وظيفته أو بسببها .يثير هذا التغير في نص المادة 136تساؤال حول سببه.
في حقيقة األمر تعديل المادة 136مس فقط النص المحرر بالغة العربي ة ،و ك ان المقص ود
منه التطابق التام مع النص المحرر باللغة الفرنسية ،الذي جاء في ه أن المتب وع مس ؤوال عن
الض رر ال ذي يحدث ه تابع ه بفعل ه الض ار م تى ك ان واقع ا من ه في حال ة تأدي ة وظيفت ه أو
بمناس بتها .نتج عن الف رق بين النص ين إص دار ق رارات قض ائية مختلف ة راجع ة لآلخ ذ
بالنصين ،ما يمس باألمن القانوني.
ومن أجل توضيح هذه المسألة ،يجب تحديد مفهومي بسبب الوظيفة و بمناسبتها ،ما يستدعي
الرج وع إلى مص در الم ادة 136و ه و اجته اد محكم ة النقض الفرنس ية ،أو ب أكثر دق ة
اختالف بين غرفتيها المدنية و الجنائية.
فالغرفة الجنائية تكتفي للحكم بمسؤولية المتبوع بأن تكون الوظيفة قد س هلت للت ابع ارتك اب
الفعل الضار ،و المثال على ذلك قيام التابع بجناية في مكان العم ل ،أو اس تعمال وس يلة من
وسائل العمل إلحداث ضررا للغير.
أما الغرفة المدنية فكانت تشترط لقيام مسؤولية المتبوع أن توجد عالقة س ببية مباش رة بين
وظيفة التابع و الفعل الضار الذي ارتكبه ،أي تستبعد مس ؤولية المتب وع كلم ا تعس ف الت ابع
في تأدية وظيفته أو تجاوز حدودها.
يتضح مما سبق أن ال ضرورة بعد تعديل المادة 136لالحتفاظ بالعبارتين "بس بب الوظيف ة
أو بمناسبتها" ،إذ حالة بمناسبة الوظيفة تشمل بصفة بديهية حالة بسبب الوظيفة .و لهذا ك ان
من األجدر بالمشرع أن يكتفي باستخدام عبارة في حالة تأدية وظيفته أو بمناسباتها.
10
المطلب الثاني :نظام مسؤولية المتبوع عن فعل تابعه
يحدد نظام مسؤولية المتبوع من وسائل نفيها (الفرع األول) ،من أساس ها (الف رع الث اني) و
كذلك من حق رجوع المتبوع علة التابع( الفرع الثالث).
منح المشرع وسيلة واحدة للمتبوع من أجل نفي مسؤولياته ،تتمثل في إثبات السبب األجنبي
وفقا ألحكام المادة 127من القانون المدني ،بعبارة أخرى يس تطيع المتب وع أن يتخلص من
المسؤولية بقطع العالقة السببية بين فعل تابعه و الضرر.
يتبين لنا من خالل دراستنا لشروط مس ؤولية المتب وع وك ذا من وس ائل نفيه ا ،أن مس ؤولية
المتبوع موضوعية ،قائمة بقوة القانون ،حيث ال يعتد بسلوك المتبوع ،بل نرى أن صفة ه ذا
األخير هي أساسها.
أورد المش رع حكم ح ق رج وع المتب وع على تابع ه في الم ادة 137بع د تع ديلها في
(2005بموجب قانون وقم 10-05الم ؤرخ في 20ج وان ،)2005ج اء فيه ا" ،للمتب وع
حق الرجوع على تابعه في حالة ارتكابه خطأ جسيما".
11
تفيد هذه المادة أن حق الرجوع أصبح محصورا على المتب وع و في حال ة اس تثنائية ،بع دما
كان حقا لكل مسؤول عن فعل الغير مثلما تؤكده نفس الم ادة 137فب ل تغييره ا ،في نص ها
التالي":للمسؤول عن عمل الغير حق الرجوع عليه في الح دود ال تي يك ون فيه ا ه ذا الغ ير
مسؤوال عن تعويض الضرر".
للمتبوع ح ق الرج وع على تابع ه في حال ة واح دة ،إذا ك ان الض رر ن اتج عن خط أ جس يم
للتابع ،فإذا استطاع المتبوع إثبات ارتكاب التابع خط أ جس يما و أن ه ذا الخط أ ه و الس بب
المباشر للضرر ،يمكن له استرجاع من التابع التعويض الذي دفعه للمضرور.
تجدر اإلشارة إلى أنه ال يوجد تعريف تشريعي للخطأ الجسيم فيمكن القول أن الخطأ الجس يم
يتميز بخطورة استثنائية و يعتمد القاضي المعيار الموضوعي أثناء تقديره.
باستثناء الخطأ الجسيم ،ال يمكن استبعاد مسؤولية المتبوع عن الضرر ال ذي س ببه تابع ه في
حالة تأدية وظيفته أو بمناسبتها.
12
المسؤولية الناشئة عن األشياء
نظم المشرع المسؤولية الناشئة عن األشياء في القانون الم دني من الم ادة 138إلى الم ادة
140مكرر .تضم هذه المس ؤولية :مس ؤولية ح ارس األش ياء غ ير الحي ة (المبحث األول)،
مس ؤولية ح ارس الحي وان (المبحث الث اني) ،المس ؤولية عن الحري ق (المبحث الث الث) ،و
المسؤولية عن تهدم البناء ( المبحث الرابع).
قبل دراسة ش روط قي ام مس ؤولية الح ارس (المطلب الث اني) ،و النظ ام الق انوني له ا
(المطلب الث الث) ،يقتض ي األم ر أن نتع رف عن الظ روف ال تي ظه رت فيه ا ه ذه
المسؤولية (المطلب األول)
تتحق ق مس ؤولية ح ارس األش ياء غ ير الحي ة إذا ت وفر ش رطان :أن يك ون الش يء مص در
الضرر(الفرع األول) و أن يكون ذلك الشيء تحت حراسة المسؤول (الفرع الثاني).
تقتضي دراسة هذا الشرط تحدي د مفه وم الش يء غ ير الحي( )1و توض يح دور الش يء في
حدوث الضرر(.)2
ي دل اس تعمال مص طلح "ش يء" في الم ادة 138دون حص ره على تطبيقه ا على جمي ع
األشياء ،دون التمييز بين األشياء الخطيرة و غير الخطيرة ،األشياء التي يحركها يد اإلنسان
14
أم ال ،كما ال مجال للتفرقة بين المنقول و العقار فتطبق أيضا المادة 138على الضرر الذي
يسببه دخان مصنع ،و أشعة ألزر ،أو بركة ،أو بئر ....
غير أنه تستثنى بعض األشياء من مجال تطبيق المادة 138على أساس طبيعته ا ،كاألش ياء
غير المملوك ة ،و جس م اإلنس ان ،و تس تبعد أش ياء أخ رى تخض ع لنص وص خاص ة ،مث ل
الحيوان (المادة ،)139الحريق و تهدم البناء(المادة ،) 140المركبات البري ة ذات مح رك
(األمر 15-74مؤرخ في 30/01/1974المعدل و المتمم).
تشترط المادة 138أن يكون الشيء ه و ال ذي أح دث الض رر ب دوره الفع ال ،م ا يع ني أن
الشيء كان أداة الضرر ،و هو السبب المباشر في إحداثه.
يعد مفه وم الحراس ة عنص را جوهري ا لتط بيق أحك ام الم ادة ،138إذ المس ؤولية مرتبط ة
بحراسة الشيء و ليس بالشيء في حاد ذاته ،بحيث يتحص ل المض رور عن التع ويض من
الحارس .حدد المشرع في نفس المادة 138عناصر الحراسة و تتمثل في "قدرة الستعمال،
التسيير و الرقابة ".نقل المشرع هذه العبارة من ق رار"فران ك" الص ادر عن محكم ة النقض
الفرنسية في تاريخ .2/12/1941سلم الطبيب "فرانك" سيارته البن ه ال ذي تركه ا ليال في
الشارع ،سرقت السيارة و سبب السارق حادث ا أدى إلى وف اة م وزع البري د "كون و" ،وبع د
إج راءات طويل ة و ق رارات متناقض ة ح ول مس ألة تع يين الح ارس بين مال ك الس يارة و
السارق ،قررت الغرق المجتمعة لمحكمة النقض أن الحارس هو الذي له "استعمال ،تس يير
و رقابة الشيء أداة الضرر" .
15
يعني استعمال الشيء استخدامه ،أما التسيير فهو تقرير كيفية استعمال الش يء ،فيم ا يخص
الرقابة تعرف على أنها السيطرة على الشيء و صيانته.
كما تبين مم ا س بق ،الح ارس ه و ص احب س لطة اس تعمال ،تس يير و رقاب ة الش يء أداة
الضرر ،و من هذا المنطلق نستنتج:
* أن الحراسة تسند من حيث األصل لمالك الشيء ،فيفترض أن المالك هو الحارس ،و ه ذه
القرينة بسيطة إذ علي المالك أن يثبت أن حراسة الشيء انتقلت إلى شخص آخر.
*تقتضي سلطة االستعمال ،التسيير و الرقابة استقاللية ،لهذا السبب ال يعتبر التابع حارسا:
*يجب استبعاد تجزئة الحراسة إلى حراسة الهيكل و حراسة االستعمال الذي أخذ ب ه اجته اد
محكمة النقض الفرنسية.
*يمكن أن تسند الحراسة لعدة أشخاص لهم سلطة االس تعمال ،التس يير و الرقاب ة ع ل ش يء
واحد و بصفة جماعية.
سنعالج مسألة نظام مسؤولية حارس األشياء غير الحية بدراسة وسائل نفيها (الف رع األول)
و كذا بتحديد أساسها (الفرع الثاني).
16
تناول المشرع وسائل نفي مسؤولية ح ارس األش ياء غ ير الحي ة في الفق رة الثاني ة من
المادة 138التي جاء فيها " :و يعفى من هذه المس ؤولية الح ارس للش يء إذا أثبت أن
ذلك الضرر حدث بسبب لم يكن يتوقعه مثل عمل الضحية ،أو عم ل الغ ير ،أو الحال ة
الطارئة ،أو القوة القاهرة".
يتضح من هذا النص أن الحارس يستطيع دفع المسؤولية عنه إذا أثبت تدخل سبب أجنبي ،و
ما يلفت االنتباه هو أن صور الس بب األجن بي الم ذكورة في ه ذا النص تختل ف عن م ا ه و
منصوص عليه في المادة 127من القانون الم دني .للتخلص من المس ؤولية على الح ارس
أن يثبت أن الضرر راجع لتدخل سبب أجن بي مث ل الق وة الق اهرة ،فع ل المض رور أو فع ل
الغير ،فيالحظ أن المشرع استبعد خطأ المضرور و خطأ الغير ،ما يوسع من مج ال تط بيق
نفي مسؤولية الحارس.
من الدراسة السابقة لش روطها و ولوس ائل نفيه ا يتض ح لن ا أن مس ؤولية الح ارس مس ؤولية
موضوعية قائمة بقوة القانون.
17
تنص المادة 139من القانون المدني التي خصصها المشرع لمسؤولية حارس الحيوان على
أنه " :حارس الحيوان ،ولو لم يكن مالكا له ،مسؤوال عما يحدث ه الحي وان من ض رر .و ل و
ضل الحيوان أو تسرب ،ما لم يثبت الحارس أن وق وع الح ادث ك ان بس بب ال ينس ب ل ه".
مثلما يتبين من هذا النص ،سنرى أن مسؤولية حارس الحيوان تخضع لشروط تشبه شروط
مسؤولية ح ارس األش ياء غ ير الحي ة ( المطلب األول) ،كم ا لهم ا نظام ا واح دا ( المطلب
الثاني).
إن مس ؤولية ح ارس الحي وان تتحق ق إذا ت وفر ش رطان :أن يح دث الحي وان ض ررا للغ ير
(الفرع األول) و أن تكون للمسؤول صفة حارس الحيوان (الفرع الثاني).
يشترط لقيام المسؤولية عن فعل الحيوان أن يكون فعل هذا األخير مصدر الضرر.
بالنسبة لتحدي د مفه وم الحي وان ،فجمي ع أن واع الحيوان ات معني ة بتط بيق الم ادة 139من
الق انون الم دني ،و ال مج ال للتمي يز بين الحيوان ات الخط يرة و غ ير الحظ يرة ،و بين
الحيوانات المتوحشة و المستأنسة أو األليفة ،و بطبيعة الحال يشترط أن يكون الحيوان حي ا،
بحيث تعتبر جثته شيء بمفهوم المادة 138من الق انون الم دني ،و يجب أن يك ون الحي وان
مملوكا لشخص أو أن يكون وقت إح داث الض رر تحت حراس ة ش خص .فال تطب ق أحك ام
المادة 139على األضرار التي تسببها الحيوانات غ ير المملوك ة ،كاألض رار ال تي يس ببها
الجراد للفالحين.
كم ا يقض ي المش رع أن يح دث الحي وان ض ررا للغ ير بفع ل إيج ابي ،و ه ذا ال يع ني أن
االتصال المادي أو االحتك اك بين المتض رر و الحي وان ض روري ،فاألض رار الناتج ة عن
18
س قوط ش خص أثن اء ف راره خوف ا من دب تس رب من قفص ه قي حديق ة الحيوانات تس تحق
التعويض مثل الجروح المتأتية من عضة كلب.
فيما يخص مسألة مفهوم الحراسة تجدر اإلشارة إلى أنه وعكس ما فعله في الم ادة 138من
القانون المدني كما تم عرضه أعاله ،لم يحدد المشرع عناصر حراسة الحيوان ،ما يدل على
إرادة توحيد هذا المفهوم بالنسبة لمس ؤولية ح ارس الش يء غ ير الحي و ح ارس الحي وان.
فكم ا س لف ذك ره بالنس بة لحراس ة األش ياء غ ير الحي ة ،تتض من حراس ة الحي وان س لطة
االستعمال ،و التسيير أو التوجيه و الرقابة.
بالرجوع لنص المادة ،139يتبين أن الحراس ة مس تقلة عن الملكي ة ،غ ير أن ه يف ترض أن
مالك الحيوان و لو ضل أو تس رب ه و حارس ه ،وعلي ه أن يثبت العكس ،أي أن يقيم ال دليل
على أن الحراسة انتقلت إلى شخص آخر ،و لقد تنتقل الحراس ة بوس يلة قانوني ة ،أي ب إرادة
المالك ،كما يمكن أن تنتقل بصفة غير شرعية ،مثل السرقة ،في الحالتين يسأل الحارس عن
الضرر الذي سببه الحيوان و هو تحت حراسته.
سيتم تحديد نظام مسؤولية حارس الحيوان ،من خالل دراسة وسائل نفيها ( الف رع األول) و
كذا تحديد أساسها القانوني (الفرع الثاني).
19
بمقتض ى نص الم ادة 139من الق انون الم دني ،أم ام ح ارس الحي وان وس يلة واح دة لنفي
المسؤولية عنه و تتمثل في اإلثبات أن "وق وع الح ادث ك ان بس بب ال ينس ب إلي ه" ،بعب ارة
أخرى على الحارس قطع العالقة السببية بين فعل الحيوان و الضرر ،أي إثبات تدخل س بب
أجنبي ،كالقوة القاهرة ،خطأ المضرور و خطأ الغير ،و ذلك طبق ا للم ادة 127من الق انون
المدني.
يتض ح لن ا من خالل دراس ة ش روط و وس ائل نفي مس ؤولية الح ارس أنه ا مس ؤولية
موضوعية،قائم ة بق وة الق انون ،بحيث ال يعت د بس لوك الح ارس لقيامه ا ،و ال يس تطيع أن
يتخلص هذا الحارس من المسؤولية باإلثبات أنه قام بواجب الحراسة كما ينبغي.
تنص المادة 140في فقرتها األولى على ما يلي :من كان حائزا بأي وجه ك ان لعق ار
أو جزء منه ،أو منقوالت ،حدث فيها حريق ال يكون مسئوال نحو الغير عن األض رار
ال تي س ببها ه ذا الحري ق إال إذا ثبت أن الحري ق ينس ب إلى خطئ ه أو خط أ من ه و
مسؤول عنه".
يتضح لنا من هذا النص أن المسؤولية الناشئة عن الحري ق تقتض ي ش رطين (المطلب
األول) مختلفة تماما عن الش روط ال تي توجبه ا للمس ؤولية الناش ئة عن األش ياء غ ير
الحية و مسؤولية حارس الحيوان ،و نفس المالحظة تك رر بالنس بة لنظ ام المس ؤولية
الناشئة عن الحريق (المطلب الثاني).
20
المطلب األول :شروط المسؤولية عن الحريق
لكي تتحقق المسؤولية عن الحريق يجب أن يكون الحريق مصدر الضرر (الفرع األول) ،و
أن يكون الحريق سببه خطأ حائز المال الذي اندلع فيه الحريق أو خطأ من هو مسؤول عن ه
(الفرع الثاني).
تستوجب دراسة هذا الشرط ،توضيح مصطلح الحريق وفقا للم ادة 1-140الم ذكورة
أعاله.
الحريق هو النار التي تندلع في عقار أو جزء منه أو في منقول يحوزه المس ؤول ،م ع
المالحظة أنه ال يشترط أن يكون اش تعال الحري ق عم دي ،ب ل يمكن أن يك ون عب ارة
عن حادث كالحريق الذي يسببه تماس كهربائي أو انفجار ه اتف نق ال أثن اء ش حنته و
الذي يتسرب إلى مال الغير و يس بب ل ه ض ررا .يقتض ي تط بيق الم ادة 1-140أن
يكون الحريق الذي اندلع في م ال الح ائز ه و المص در المباش ر للض رر ال ذي ألح ق
الغير.
س نتناول في ه ذا المطلب وس ائل نفي المس ؤولية عن الحري ق (الف رع األول) قب ل تحدي د
أساسها ( الفرع الثاني).
ال يستطيع حائز المال الذي اندلع في ه الحري ق أن يتخلص من المس ؤولية إال بإثب ات ت دخل
سبب أجنبي في حدوث الضرر ،كالقوة القاهرة ،خطأ المض رور أو خط أ الغ ير ،مثلم ا ه و
منصوص عليه في المادة 127من القانون المدني.
يتبين مم ا س بق أن المس ؤولية عن الحري ق مس ؤولية ذاتي ة ،أساس ها خط أ واجب اإلثب ات.
ونش ير في نهاي ة األم ر إلى م يزة أخ رى للمس ؤولية عن الحري ق و هي الخ روج عن ه ذه
القاعدة بالنسبة لمسؤولية المستأجر و هو حائز العين المؤجرة عن الضرر الناتج عن حريق
العين المؤجرة ،إذ اعتبرها المشرع مس ؤولية موض وعية كم ا تنص علي ه الم ادة 496من
القانون المدني األتي نصها" :المس تأجر مس ؤول عن حري ق العين الم ؤجرة إال إذا أثبت أن
الحريق نشأ عن سبب ليس من فعله / .ف إذا تع دد المس تأجرين لعق ار واح د ك ل واح د منهم
مسؤوال عن الحريق بالنسبة للجزء الذي يشغله بما فيهم المؤجر إن كان يسكن العق ار إال إذا
ثبت أن الحريق بدأ نشوبه في الجزء الذي يشغله أحد المستأجرين فيكون وحده مس ؤوال عن
الحريق".
22
المبحث الرابع :مسؤولية المالك عن تهدم البناء
جمع المشرع أحكام مسؤولية المالك عن تهدم البن اء و أحك ام المس ؤولية عن الحري ق
في المادة 140من القانون المدني دون أن نجد تبرير لذلك ،إذ ال عالقة بينهم ا ال من
حيث الش روط و ال من حيث األس اس .فتن اول مس ؤولية المال ك عن ته دم البن اء في
الفقرتين الثاني ة و الثالث ة من الم ادة 140و ج اء فيهم ا" .مال ك البن اء مس ؤول عم ا
يحدثه انهدام البناء من ضرر و لو كان انهداما جزئيا ،ما لم يثبت أن الحادث ال يرج ع
سببه إلى إهم ال في الص يانة ،أو الق دم في البن اء ،أو عيب في ه / .و يج وز لمن ك ان
مهددا بضرر يصيبه من البناء أن يطالب المالك باتخاذ ما يلزم من التدابير الضرورية
للوقاية من الخطر فإن لم يقم المال ك ب ذلك ،ج از الحص ول على إذن من المحكم ة في
اتخاذ هذه التدابير على حسابه".
خصص المشرع الفقرة الثانية من المادة 140لشروط قيام مسؤولية المال ك عن ته دم
البناء (المطلب األول) ،و نظامها (المطلب الثاني) ،أما الفقرة الثالثة من نفس المادة
يتبين من المادة 2-140سالفة الذكر أن مسؤولية المالك عن تهدم البناء تقوم إذا تحقق
شرطان :أن يكون الضرر ناتج عن تهدم البناء ( الف رع األول) و أن تك ون للمس ؤول
صفة المالك ( الفرع الثاني).
23
الفرع األول :تهدم البناء مصدر الضرر
أما التهدم فهو انهيار أو تحطيم البناء ،إما بصفة كلية كانهي ار البن اء بكامل ه أو جزئي ة
مثل سقوط شرفة.
طبق ا لم ا ه و منص وص علي ه في الم ادة 2-140من الق انون الم دني ،المال ك ه و
المسؤول الوحيد و هو الذي يتحمل تعويض األضرار الناجمة عن تهدم البناء ،ف العبرة
بالملكية و ليس بمن يشغل البناء ،و بالتالي ال يمكن للمالك أن يس تبعد المس ؤولية عن ه
بادعاء أنه تم اغتصاب بنائه أو أن ه منح ألح د أقارب ه ح ق االس تعمال و ح ق الس كن،
بحيث المسؤولية عن تهدم البناء مرتبطة بالملكية .تجدر بنا اإلشارة أنه في حال ة تع دد
مالكو البناء ،فيلتزمون جميعا بالتضامن بالتعويض األضرار الناتجة عن تهدم البن اء،
و ذلك في الملكية الشائعة ،و كذلك بالنسبة لألجزاء المشتركة في الملكية المشتركة في
العقارات المبنية.
24
المطلب الثاني :نظام المسؤولية عن تهدم البناء
سندرس نظام المسؤولية عن تهدم البناء من خالل دراسة وسائل نفيه ا(الف رع األول)
و أساسها القانوني (الفرع الثاني).
أقر المشرع أن يمنح لمالك البناء إمكانية التخلص من المسؤولية إذا أثبت أن "الحادث
ال يرج ع إلى إهم ال في الص يانة ،أو ق دم في البن اء ،أو عيب في ه ".يتض ح من ه ذه
العبارة أن المطلوب من المالك هو أن ي برهن أن ه ق ام بص يانة البن اء م ع اح ترام ك ل
القواعد الفنية و لم يكن مهمال في ترميمه .إض افة إلى ذل ك ،يمكن للمال ك أن يثبت أن
سبب حدوث الض رر ه و ت دخل س بب أجن بي طبق ا للم ادة 127من الق انون الم دني
المذكورة أعاله.
يتضح من وسائل نفيها أن المسؤولية عن تهدم البناء مس ؤولية ذاتي ة ،أساس ها الخط أ
المفترض القابل إلثبات العكس.
تتميز مسؤولية مالك البناء بطابعها الوقائي المكرس في الفقرة الثالث ة من الم ادة 140
التي تنص على ما يلي" :و يجوز لمن كان مهددا بضرر يص يبه من البن اء أن يط الب
المالك باتخ اذ م ا يل زم من الت دابير الض رورية للوقاي ة من الخط ر ف إن لم يقم المال ك
بذلك ،جاز الحصول على إذن من المحكمة في اتخاذ هذه التدابير على حسابه".
25
فهذا الحكم منفرد في أحكام المسؤولية ال واردة في الق انون الم دني ،بحيث في األن واع
األخرى من المسؤولية وكما سبق ذكره ،أق ر المش رع أن يحص ر دور المس ؤولية في
تعويض الضرر الحاصل و عقوبة المسؤول.
26