Professional Documents
Culture Documents
290إجارة الخدمات
290إجارة الخدمات
إعــداد
د .عبداحلق محيش
كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية
جامعة الشارقة
ٌ
حبث َّ
مقد ٌم إىل
« مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول
دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بدبي
31مايو – 3يونيو 2009م
يعب عن رأي الباحث
هذا البحث رّ
يعب بالضرورة عن رأي دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بدبي
وال رّ
ملخص البحث
لقد بدأت املصارف اإلسلامية متارس صيغة اإلجارة كأحد صيغ استثامر األموال ومتويل
رج�ال األعمال ،ولقد تط�ورت تطور ًا ملحوظ ًا حلاج�ة الناس إليها ،إن املقصود األس�ايس من
البح�ث بيان نوع من أنواع التمويل املرشوع ،وهو متوي�ل املنافع واخلدمات املختلفة عن طريق
عقد اإلجارة ،وذلك بصورة تشمل إجارة اخلدمات وإجارة األشياء ،سواء كان ذلك من خالل
عق�د اإلج�ارة املتعلقة بالذم�ة ،أو اإلجارة املعينة ،م�ع التطبيقات املس�تندة إىل إجارة اخلدمات
وبخاصة اإلجارة املوصوفة يف الذمة؛ حلداثة املؤسسات املالية اإلسالمية يف تطبيقها.
وىف هذه الدراسة ،سوف نتناول مفهوم و أنواع التأجري التمويىل املطبقة ىف النظم االقتصادية
واملالي�ة الوضعية ،ثم نتحدث عن لب موضوعنا أال وه�و متويل اخلدمات والضوابط الرشعية
هلا ،وسوف نركز عىل النقاط اآلتية:
مدخل إىل أساليب االستثامر اإلسالمي وثالثة مباحث عىل النحو اآليت:
أما املبحث الثاين :فكان يف التمويل باإلجارة يف التطبيق املعارص :أنواعه ،أمهيته وخصائص
اإلجارة يف االستثامر .
وخص املبحث الثالث :يف بحث مسألة تأجري اخلدمات (املرابحة يف اإلجارة) ،مرشوعيتها،
ثم بيان أهم ضوابط إجارة اخلدمات .
***
املقدمة
إن احلمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ باهلل من رشور أنفسنا وسيئات أعاملنا ،من
هي�ده اهلل فلا مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،ونش�هد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيك لـه،
ونشهد أن حممد ًا عبده ورسوله ،أرسله اهلل للناس كافة بشري ًا ونذير ًا ،وداعي ًا إليه بإذنه ورساج ًا
منري ًا ،ب ّلغ الرسالة ،وأدى األمانة ،ونصح األمة ،نَّ
وبي هلا احلالل واحلرام ،القائل -عليه الصالة
والسالم « :-من يرد اهلل به خري ًا يفقهه يف الدين » ،أما بعد .
فعلى الرغم من الفترة القصرية للتطبيق العملي لالقتصاد اإلسلامي يف العرص احلديث
من خالل املؤسس�ات املالية الت�ي كانت من نتائجها بلوغ عددها أكثر من مائتي مؤسس�ة مالية
إسالمية يف أنحاء العامل اإلسالمي ،وغري اإلسالمي ،وكذلك االعرتاف الدويل هبذه املؤسسات
وقد أنش�أت كربى املؤسس�ات االقتصادية يف الواليات املتحدة األمريكية وبريطانيا وسويرسا
وغريها أقس�ام ًا متخصصة بدراسة أساليب املعامالت املالية اإلسالمية هبدف اجتذاب رؤوس
األموال التي يرغب أصحاهبا يف توظيف أمواهلم يف اس�تثامرات وعمليات معارصة ضمن إطار
أحكام الرشيعة اإلسلامية ووصل األمر بكبار علامئهم إىل اعتبار أساليب االستثامر اإلسالمي
بديل عن األنظمة الربوية الس�ائدة التي ثبت أهنا من أهم عوامل الزالزل االقتصادية يف العامل،
وآخرها األزمة املالية التي دمرت العامل اقتصاديا .
لقد بدأت املصارف اإلسالمية متارس صيغة اإلجارة كأحد صيغ استثامر األموال ومتويل
رج�ال األعمال ،ولقد تطورت تط�ور ًا ملحوظ ًا حلاجة الناس إليها ،فيقوم املرصف اإلسلامى
برشاء األصل الثابت املطلوب تأجري منافعه بناء عىل طلب العميل ،ثم يؤجره له إجارة تشغيلية
متف�ق علي�ه :البخ�اري يف كتاب العلم ب�اب قول النب�ي ﷺ :رب مبلغ أوعى من س�امع (،39/1 )71
ومسلم يف كتاب الزكاة باب النهي عن املسألة ( )718/2( )1037من حديث معاوية ريض اهلل عنه.
أو إج�ارة منتهي�ة بالتمليك مع الوعد أو عدم الوعد بالبي�ع ىف هناية مدة عقد اإلجارة أو خالهلا
حسب األحوال .
إن اإلج�ارة بنوعيه�ا (اإلجارة على األعيان واإلجارة عىل عمل األش�خاص) تعترب اليوم
من أهم الصيغ االس�تثامرية والتمويلية لدى املؤسس�ات املالية اإلسالمية ،وهي كذلك من أهم
املنتجات املرنة لألدوات املالية ،حيث تصاغ منها صكوك اإلجارة التي تعترب من أنجح األوراق
املالية وأكثرها مرونة وقدرة عىل استيعاب متطلبات العرص .
كام أن اإلجارة عىل األش�خاص هي العقد األس�اس الذي انبثق منه عقد العمل ،وقانونه
ال�ذي ينظم العالقة بني صاحب العمل ،والعامل ،بل إن مجيع املوظفني واملس�تخدمني يف دوائر
الدولة ،ويف الرشكات واملؤسس�ات ،واجلمعيات وغريها هم ُأجراء يف نظر الرشع تطبق عليهم
قواع�د اإلج�ارة وضوابطه�ا ،وأحكامها .ومن هن�ا تأخذ اإلدارة عىل عمل األش�خاص أمهية
قصوى يف حياتنا اليومية ،وخمتلف األنشطة االقتصادية واالجتامعية .
إن املقصود األس�ايس من البحث بيان نوع من أن�واع التمويل املرشوع ،وهو متويل املنافع
واخلدم�ات املختلفة عن طري�ق عقد اإلجارة ،وذلك بصورة تش�مل إج�ارة اخلدمات وإجارة
األش�ياء ،س�واء كان ذل�ك م�ن خالل عق�د اإلج�ارة املتعلق�ة بالذم�ة ،أو اإلج�ارة املعينة ،مع
التطبيقات املستندة إىل إجارة اخلدمات وبخاصة اإلجارة املوصوفة يف الذمة؛ حلداثة املؤسسات
املالية اإلسالمية يف تطبيقها.
وىف هذه الدراسة ،سوف نتناول مفهوم و أنواع التأجري التمويىل املطبقة ىف النظم االقتصادية
واملالي�ة الوضعية ،ثم نتحدث عن لب موضوعنا أال وه�و متويل اخلدمات والضوابط الرشعية
هلا ،وسوف نركز عىل النقاط اآلتية.
خطة البحث:
إن أه�م النش�اطات الت�ي يزاوهل�ا املصرف اإلسلامي ه�و فتح احلس�ابات االس�تثامرية
واإليداعات وتش�غيلها عىل أساس املضاربة باإلضافة إىل البيع واإلجارة واملشاركات املعروفة
التي حتقق حتريك ًا لألنشطة االقتصادية كلها:
أ -فه�و يقوم بتمويل التجار بالس�لع واملعدات عن طريق بي�ع املرابحة وتأجيل الثمن مع
مراعاة رشوطه الرشعية من بيان الثمن األصيل أو التكلفة ،والربح ،وحصول التملك قبل البيع
وإال مل يكن مرشوع ًا ،للنهي عن ربح ما مل ُيضمن وكذلك عن طريق بيع األجل .
ب -كما يقوم املرصف بتمكني أصحاب األنش�طة الزراعي�ة والصناعية من احلصول عىل
امل�واد اخل�ام واملع�دات عن طري�ق عقد الس�لم ،حيث يشتري منتجاهتم مع تأجيل تس�ليمها،
ويعجل بالثمن ليحصلوا عىل الس�يولة التي تتيح هلم اس�تمرار أنش�طتهم الزراعية أو الصناعية
كام يقوم ببعض النشاطات االستثامرية ومنها:
ج -ويقوم املرصف بتمويل األصول الثابتة بتقديم املعدات واألجهزة ألصحاب األنشطة
الصناعية عن طريق اإلجيار املنتهي بالتمليك ،وهو عقد إجارة ينشئه املرصف مع العميل بعد أن
يتمل�ك املرصف املعدات ،ويعطي للمس�تأجر احلق ،عن طري�ق املواعدة يف متلك تلك املعدات
املأج�ورة يف هناي�ة مدة اإلج�ارة أو يف أثنائها لقاء ثم�ن معلوم يتفق عليه مع الت�زام أحكام عقد
اإلجارة طيلة قيامها ،وعدم اشرتاط البيع فيها ،بل هي مواعدة عليه فقط.
د -كما يقوم املرصف اإلسلامي أيض ًا بتموي�ل األصول الثابتة عىل النحو املش�ار إليه مع
الت�زام املصرف برتكيب األجهزة وتش�غيلها عن طري�ق عقد (اإلجيار التش�غييل) وهو أيض ًا قد
ينتهي بالتمليك باألسلوب السابق .
هـ -ويقوم املرصف بتمويل إنش�اء املباين واملصانع واملستغالت العقارية ،عن طريق عقد
االس�تصناع (املقاولة) حيث يتم االتفاق عىل إنش�اء ذلك من قبل املرصف ،بمواصفات حمددة
وبثم�ن مؤج�ل … واملرصف ب�دوره يس�تعني باملقاولني إلقامتها حلس�ابه وبعالق�ة منفصلة عن
املقاولة األوىل ودون ربط هبا .
ز -وهناك أخري ًا طريقة مفضلة للتعامل بني املرصف وبني ذوي اخلربات واملش�اريع وهي
ويفوض إليهم اس�تثامرها
الدخ�ول معهم يف رشكة مضاربة بحيث يقدم إليهم رؤوس األموال ِّ
مع اقتس�ام األرباح حس�ب النس�بة املحددة ،وإذا وقعت خس�ارة فإن املرصف ينف�رد بتحملها
وخيرس املضارب جهده ما مل يثبت تعدي املضارب أو تقصريه .وهذه الطريقة تعتمد توافر الثقة
واألمانة لدرجة عالية َّ
ألن املضارب يس�تقل بإدارة االس�تثامر ،ومع هذا فإهنا هي الطريقة املثىل
ملزاولة املصارف اإلسالمية عملها بعد حتضري األجواء اآلمنة والظروف املواتية .
باإلضافة إىل هذه األنشطة االستثامرية للمرصف اإلسالمي فإنه يقدم اخلدمات املرصفية
من احلواالت ،وإدارة احلس�ابات اجلارية ،والش�يكات والوكاالت ،وعمليات االسترياد (فتح
االعتمادات) وخطابات الضامن ،وخدم�ة البطاقات واخلدمات األخرى وعقد اجلعالة وغريها
من العقود الرشعية ،لتكون أساليب االستثامر وفق الضوابط الرشعية يف شتى املجاالت .
***
املبحث األول
يف اإلجارة
اح ِة َب ُع ٍ
وض أما عند الش�افعية فهيَ « :ع ْقدٌ َعَل�ىَ َمنْ َف َع ٍة َم ْع ُلو َم ٍة َم ْق ُصو َد ٍة َقابِ َل ٍة لِ ْل َب ْ
�ذ ِل َوالإْ ِ َب َ
َم ْع ُلو ٍم َو ْض ًعا ».
و عرف احلنابلة اإلجارة بأهنا « :عقد عىل منفعة مباحة معلومة مدة معلومة من عني معلومة
أو موصوفة يف الذمة أو عمل بعوض معلوم ».
وقيل « :عقد يفيد متليك املنافع بعوض » ،وهذا التعريف املخترص شامل لكل تعريفات
اإلجارة الواردة يف املذاهب الفقهية األخرى .
العناية رشح اهلداية :للبابريت (هبامش فتح القدير) ،89/9تبيني احلقائق للزيلعي . 105/5
حدود ابن عرفة ،516/2مواهب اجلليل للحطاب . 390/5
مغني املحتاج للرشبيني ،403/2
رشح منتهى اإلرادات للبهويت ،242/2الروض املربع ،68/1كشاف القناع 546/3
أنيس الفقهاء للقونوي ص ،258املغرب للمطريزي ص ،23الكليات للكفوي ص . 53
عق�د اإلج�ارة مصدر من مصادر التمويل اإلسلامية ،دراس�ة فقهي�ة مقارنة :عبد الوهاب أبو س�ليامن،
املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية ،جدة ،2000 ،ص 22
ويف الس�نة النبوي�ة املطه�رة ،قال عليه الصالة والسلام « :ثالثة أنا خصمه�م يوم القيامة:
رجل أعطى يب ثم غدر ،ورجل باع حر ًا وأكل ثمنه ،ورجل استأجر أجري ًا فاستوىف منه ومل يوفه
أجره » ،وقال عليه الصالة والسالم « اعطوا األجري أجره قبل أن جيف عرقه » ،وقال ﷺ:
«من استأجر أجري ًا فليعلمه أجره».
وأمجع�ت األم�ة عىل جواز اإلجارة وعليه تعامل الناس منذ عرص النبوة إىل يومنا هذا ،قال
اإلم�ام الش�افعي « :فمض�ت هبا الس�نة وعمل هبا غري واح�د من أصحاب رس�ول اهلل ﷺ وال
خيتلف أهل العلم ببلدنا علمناه يف إجازهتا وعوام فقهاء األمصار ».
حكمة مرشوعيتها:
اإلج�ارة فيه�ا تبادل املنافع بني الن�اس بعضهم بعضا فهم حيتاج�ون أرباب احلرف للعمل
والبي�وت للس�كنى وال�دواب والس�يارات واآلالت للحم�ل ،والركوب ،واالنتف�اع ،وإباحة
اإلجارة تيسري عىل الناس وقضاء حلاجاهتم .
فال ش�ك أن ج�واز اإلجارة حيق�ق مصالح كثرية للمؤج�ر واملس�تأجر وللمجتمع ،حيث
احلاجة ماسة إىل مرشوعيتها ،وأن مع منعها يرتتب عليه حرج شديد يتناىف مع مقاصد الرشيعة
يف رفع احلرج ،حيث يقول اهلل تعاىل ﴿ :ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾[ البقرة
]185وقال تعاىل ﴿ :ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﴾ [ احلج .] 78
فالن�اس حمتاج�ون إىل املنافع كحاجته�م إىل األعيان ،فالفقري حمتاج إىل م�ال الغني والغني
حمتاج إىل عمل الفقري بل املسألة أشمل من الغني والفقري ،فاملجتمع بصورة عامة حمتاج إىل تبادل
بني األموال واألعامل واملنافع ،وهذا ال يتحقق إالّ من خالل عقد اإلجارة بنوعيه الواردين عىل
األعيان واألشخاص .
مم�ا تق�دم من األدل�ة يتضح أن اإلج�ارة بقيت عىل أصله�ا يف اإلباحة فه�ي جائزة ،ولكن
برشوط وضوابط ،فيام ييل بياهنا:
- 1العاق�دان :ومه�ا املس�تأجر واملؤجر ويشترط فيهام الرش�د والبل�وغ واالهلية إلبرام
العقود والترصفات .
- 2الصيغ�ة :وه�ي اإلجي�اب والقب�ول ،بمعنى أي ترصف م�ن العاق�دان يوحي بإجياب
وقبول ،ومرده إىل العرف والعادة .
- 3املعقود عليه :ويشرتط فيه أن يكون مباح ًا ومملوك ًا للبائع ومقدور ًا عىل تسليمه.
نتائ�ج األف�كار ،210/7 :وبداي�ة املجته�د ،135/2:وهناي�ة املحت�اج ،259/5:واملغن�ي م�ع الرشح
الكبري.256/6:
وه�ذه رشوط عامة يف س�ائر العقود جيب حتققها لصحة العق�د ،أما الرشوط اخلاصة بعقد
اإلجارة فهي:
- 2أن تكون املنفعة متحققة من العني ومقدور ًا عىل استيفائها منه .
- 3أن تكون املنفعة معلومة لدى املؤجر واملستأجر النتفاء الغرر واجلهالة .
- 4أن يكون للمنفعة قيمة مالية ،ليحسن بذل املال يف مقابلتها .
- 5بالنس�بة لألج�رة يشترط فيه�ا أن تك�ون معلومة حم�ددة غري قابل�ة للزي�ادة إذا ثبتت
يف الذمة.
رشوط املنفعة:
اإلج�ارة :ال ترد إال عىل املنافع ،وق�د أقيمت األعيان مقام منافعها يف عقد اإلجارة واعترب
وجودها ملنافعها ،حتى يتحقق االرتباط بني املتعاقدين .
-أن تك�ون معلوم�ة عند التعاقد عل ًام تنتف�ي معه اجلهالة املؤدية إىل الن�زاع ،وتتحقق هذه
املعلومية إما برؤية حمل العقد أو تعيينه أو اإلشارة إليه ،أو نحو ذلك مما يعد يف العرف تعيين ًا أو
بيان ًا لكيفية االستعامل ،وكذلك ال بد من بيان املدة إذا كانت اإلجارة غري مرتبطة بإهناء العمل،
وبيان العمل يف استئجار الصناع والعامل.
بدئاع الصنائع ،178/4 :والرشح الصغري ،181/4 :واملغني. 45/6 :
بدائع الصنايع ،2596/5 :الذخرية ،415/5 :روضة الطالبني ،188/5 :واملغني. 462/5 :
-أن تكون املنفعة مقدورة التسليم بالقدرة عىل تسليم حملها وهو العني املؤجرة ،لذلك ال
تصح إجارة العني املرهونة والدابة الضالة .
-أن يك�ون حمل املنفعة معروف ًا للمس�تأجر عند العقد بأن يكون ق�د رآه ،فإن مل يكن رآه مل
يلزم العقد عند رؤيته ،وللمستأجر فسخه عند رؤيته .وحمل عقد اإلجارة قد يكون منفعة عني،
وقد يكون عمل عامل .
أوهلام :سالمة العني املؤجرة عند حدوث عيب خيل باالنتفاع هبا:
فإذا اهندمت الدار كلها أو انقطع املاء عن الرحى(الطاحون) أو انقطع الرشب عن األرض
انفس�خت اإلج�ارة؛ ألن املعقود علي�ه قد هلك ،واهلالك موجب لفس�خ العقد ،إال أن األصح
عن�د احلنفي�ة ه�و أن العقد ال ينفس�خ ولكن يثبت حق الفس�خ ،ألن املعقود علي�ه قد فات عىل
وجه يتصور عوده ،فصار كمن اشترى شيئ ًا فهرب قبل القبض ،ويمكنه االنتفاع يف املأجور يف
اجلملة بأن يرضب فيه خيمة .
وإن زال العيب قبل أن يفس�خ املس�تأجر عقد اإلجارة بأن صح املريض ،وزال العرج عن
الدابة وبني املؤجر ما سقط من الدار ،بطل خيار املستأجر بالفسخ؛ ألن املوجب للخيار قد زال،
والعقد قائم ،فيزول اخليار ،وحق الفسخ يثبت للمستأجر إذا كان العيب مما يرض باالنتفاع؛ ألن
النقصان حينئذ يرجع للمعقود عليه ،فإن كان العيب مما ال يرض بانتفاع املستأجر كسقوط حائط
من الدار ال ينتفع فيه من سكناها فال يثبت حق الفسخ .
واملس�تأجر يامرس الفسخ إذا كان املؤجر حارض ًا أثناء الفسخ؛ ألن فسخ العقد ال جيوز إال
بحضور العاقدين أو من يقوم مقامهام .
أ ّما يف حالة س�قوط الدار أو اهندامها فللمستأجر أن خيرج منها ،سواء أكان املؤجر حارض ًا
أو غائب ًا ،وهذا دليل االنفس�اخ ويثبت أيض ًا للمس�تأجر حق الفس�خ بحدوث تفرق الصفقة يف
املناف�ع بعد حصوهلا جمتمع�ة؛ ألن الصفقة تفرقت يف املعقود عليه وه�و املنافع ،وتفرق الصفقة
يوجب اخليار ،مثاله أن يس�تأجر ش�خص دارين صفقة واحدة ،فتس�قط إحدامها ،أو يطرأ مانع
يمنع املس�تأجر من إحدامها ،أو أن يستأجر شخص دار واحدة ثم يمتنع املؤجر عن تسليم بيت
منها ،فيحق للمستأجر فسخ العقد لتجزئة الصفقة عليه.
تفسخ اإلجارة باألعذار عند احلنفية ،ألن احلاجة تدعوا إىل الفسخ عند العذر؛ ألنه لو لزم
العقد عند حتقق العذر للزم صاحب العذر رضر مل يلتزمه بالعقد .
والع�ذر :ه�و ما يكون عارض ًا يترضر ب�ه العاقد مع بقاء العقد ،وال يندفع بدون الفس�خ .
قال ابن عابدين :كل عذر ال يمكن معه اس�تيفاء املعقود عليه إال برضر يلحقه يف نفس�ه أو ماله
يثبت له حق الفسخ.
وق�ال مجه�ور العلامء اإلجارة عقد الزم كالبيع .فال تفس�خ كس�ائر العقود الالزمة من أي
عاقد بال موجب كوجود عيب أو ذهاب حمل اس�تيفاء املنفعة .وعبارة الش�افعية هي :ال تنفسخ
اإلجارة بعذر كتعذر وقود (بفتح الواو) محام عىل مس�تأجر ،وس�فر عرض ملس�تأجر دار مثالً،
ومرض مس�تأجر دابة لس�فر عليها ،إذ ال خلل يف املعقود عليه ،واالس�تنابة من كل منهام ممكنة،
وإنما تنفس�خ اإلجارة فقط عن�د فوات املعقود علي�ه وهو املنفع�ة كاهندام الدار وم�وت الدابة
واألجري املعينني .
وق�ال مجه�ور العلماء :اإلجارة عقد الزم ال ينفس�خ إال بام تنفس�خ به العق�ود الالزمة من
وج�ود عي�ب هب�ا أو ذهاب حم�ل اس�تيفاء املنفع�ة ،لقول�ه تع�اىل ﴿ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ
ﮎ﴾ [املائدة ،] 1:وألن اإلجارة عقد عىل منافع ،فأش�به بالنكاح ،وألنه عقد عىل معاوضة،
فلم ينفسخ لبيع .
ويرتت�ب عىل هذا اخللاف أن احلنفية يقولون :تنفس�خ اإلج�ارة بموت أح�د املتعاقدين:
املستأجر أو املؤجر ،ألنه لو بقي العقد تصري املنفعة التي ملكها املستأجر بالعقد أو األجرة التي
ملكها املؤجر مس�تحقة لغري العاقد للعقد وهو ال جيوز؛ ألن االنتقال من املورث إىل الوارث ال
يتصور يف املنفعة أو األجرة اململوكة ،إذ أن عقد اإلجارة ينعقد ساعة فساعة عىل املنافع فلو قلنا
باالنتقال كان قوالً بانتقال ما مل يملك املورث إىل الوارث؛ ألن ملكية العني انتقلت إىل الورثة،
فاملناف�ع حتدث عىل ملك الوارث ،فال يس�تحقها املس�تأجر ،ألنه مل يعقد العق�د مع الوارث،
وقال اجلمهور من املالكية والش�افعية واحلنابلة :ال تنفسخ اإلجارة بموت أحد املتعاقدين؛ ألن
اإلجيار عقد الزم ،وعقد معاوضة ،فال ينفسخ بموت العاقد البيع.
-ن�وع ت�رد فيه اإلجارة على منافع األعيان ،ونوع ترد فيه اإلجارة عىل منافع اإلنس�ان أي
على عمل�ه .إجارة عىل املنافع :املعقود عليه يف هذا النوع من اإلجارة هو املنفعة ،كإجارة الدور
واملن�ازل واحلواني�ت والضياع ،وال�دواب للركوب واحلمل ،والثياب واحللي للبس ،واألواين
وغريها ،حيث يتم دفع هذه األعيان ملن يستخدمها لقاء عوض معلوم .
وهي تشمل األعيان التي تستوىف منفعتها باالستخدام بالسكنى أو الزراعة أو غريها .
( )2إج�ارة ال�دواب كاحلي�وان واإلب�ل واخلي�ل وم�ا يلحق هبا م�ن س�يارات وطائرات
وسفن.
( )3إج�ارة الع�روض كاملالب�س واألواين واخلي�ام وغريه�ا م�ن املنق�والت .
وهي تشمل األعيان التي تستوىف منفعتها باالستعامل .
-إج�ارة على األعامل :املعق�ود عليه يف هذا النوع م�ن اإلجارة هو العم�ل ،وهو ما يبذله
األجير م�ن مهارات أو جهد ألداء عمل معلوم لقاء أجر معل�وم ،ومثال ذلك بناء دار وخياطة
قميص ومحل إىل موضع معني ،وصباغة ثوب وإصالح حذاء ونحوه .
وه�ذا العق�د ش�ائع بني أرب�اب احل�رف وامله�ارات اليدوية والفكري�ة من صن�اع وأطباء
ومهندسين وغريهم ممن حيتاج املجتمع إىل خدماهتم .والش�خص املستأجر يف مثل هذه العقود
يسمى أجريا .ويمكن تقسيم هذا النوع إىل قسمني :أجري خاص وأجري مشرتك .
( )1األجري اخلاص :هو الذي يقع العقد عليه يف مدة معلومة ،يس�تحق املس�تأجر نفعه يف
مجيعها ،كرجل استؤجر للخدمة أو عمل يف بناء أو خياطة أو رعاية يوما أو شهرا ،سمي خاصا
الختص�اص املس�تأجر بنفعه يف تلك املدة دون س�ائر الناس .فاألجري اخلاص يعمل لش�خص
واحد مدة معلومة وال جيوز له العمل لغري مستأجره .
( )2األجير املشترك :هو الذي يقع العقد معه عىل عم�ل معني كخياطة ثوب وبناء حائط
ومحل يشء إىل مكان معني أو عىل عمل يف مدة ال يس�تحق مجيع نفعه فيها . . .كالطبيب س�مي
مشتركا ألنه يتقبل أعامال الثنني وثالثة وأكثر يف وقت واحد ،ويعمل هلم فيشتركون يف منفعته
واس�تحقاقها ،فس�مي مشرتكا الشرتاكهم يف منفعته .فاألجري املشترك يعمل لعامة الناس وال
جيوز ملن استأجره أن يمنعه عن العمل لغريه .
قسم الفقهاء اإلجارة إىل قسمني أحدمها إجارة معينة ،وثانيهام إجارة موصوفة بالذمة.
اإلج�ارة املعينة :اإلج�ارة املعينة هي التي يكون حملها معينا بالرؤية واإلش�ارة إليه أو نحو
ذل�ك مما يميزه عن غريه ،بحيث يتمكن املس�تأجر من اس�تيفاء املنفعة منه بذاته س�واء كان عينا
أو شخصا .
وم�ن أمثلتها اإلج�ارة الواردة عىل منافع أعيان معينة كإجارة هذه الس�يارة ش�هرا وإجارة
هذا البيت عاما ،وكذلك اإلجارة الواردة عىل عمل ش�خص معني كاستئجار شخص للخياطة
س�نة أو استئجار شخص لرعاية الغنم ش�هرا ،إذ يقتيض ذلك تسليم الشخص نفسه للمستأجر
ويسمى األجري اخلاص .
اإلج�ارة املوصوف�ة بالذمة :اإلجارة املوصوف�ة بالذمة هي التي يك�ون حملها غري معني بل
موصوف بصفات يتفق عليها مع التزامها يف الذمة ،بحيث ال يقتيض قيام املؤجر بتس�ليم نفس�ه
أو تسليم عني معينة للمستأجر .
وم�ن أمثلته�ا اإلج�ارة الواردة عىل مناف�ع أعيان غري معينة كاس�تئجار س�يارة صفتها كذا
ش�هرا ،وكذل�ك اإلجارة الواردة عىل عم�ل معلوم يف الذمة مضبوط بصفات كاس�تئجار أجري
مشترك وإلزام ذمته خياطة ثوب أو بناء دار أو محل بضاعة ونحوها .هذا وال جتوز اإلجارة يف
الذمة بالنسبة للعقارات من دور وأرايض ألهنا ال تنضبط بالصفة .
م�ن خلال ماس�بق يتبين لنا الف�روق اآلتية بين اإلج�ارة املعين�ة ،واإلج�ارة املوصوفة
يف الذمة:
-1إن اإلجارة املوصوفة تقع عىل منفعة (خدمة) موصوفة يف الذمة دون حتديد الش�خص
الذي يقدمها بعينه ،يف حني أن اإلجارة املعينة تقع عىل منفعة حمددة لشخص معني .
-2إذا م�ات األجير الطبيعي ،فإن اإلجارة املعينة تنفس�خ مطلق ًا س�واء كان بعد االنتفاع
ببع�ض خدماته أم قبل�ه ،وأما اإلجارة املوصوفة يف الذمة فال تنفس�خ بموته ،بل عىل املؤجر أن
يقدم اخلدمة املوصوفة من خالل شخص آخر .
وإذا تعيب األجري فإن للمس�تأجر احلق يف فسخ العقد يف اإلجارة املعينة ،وحق االستبدال
يف اإلجارة املوصوفة يف الذمة .
وإذا كان األجري شخص ًا معنوي ًا مثل املستشفى ،أو اجلامعة ،أو الطريان ،فإن احلكم السابق
املفصل يطبق عليه يف حالة اهلالك ،او عدم القدرة ،ويف حالة التعيب والنقص .
-3إن خيار العيب ثابت يف اإلجارة املعينة ،وغري وارد يف اإلجارة املوصوفة يف الذمة ألن
املنفعة تستبدل عند العيب ،ألهنا ليست معينة .
-4وجوب تقديم املنفعة (اخلدمة) املوصوفة يف الذمة بالشكل الذي يتمكن املستأجر من
االستفادة منها ،وهذا يستلزم تقديم التوابع الرضورية ،واحلاجية التي ال يمكن االنتفاع باملنفعة
إالّ بعد حتققها ،يف حني أن اإلجارة املعينة ال تستدعي ذلك إالّ إذا اشرتط .
-5إن اإلجارة املوصوفة يف الذمة جيوز فيها تأجيلها إىل املستقبل وهو الغالب (أي اإلضافة
إىل املستقبل) يف حني أن اإلجارة املعينة ال جتوز فيها االضافة إىل املستقبل ،وهذا عند الشافعية،
أما غريهم فقد أجازوها .
-6ال يشرتط يف اإلجارة املوصوفة يف الذمة وجود اخلدمة املوصوفة يف الذمة وقت العقد،
وال وجود الشخص املقدم للخدمة ،حيث تستطيع املؤسسة املالية تقديمها حسب املواصفات،
يف حني أن اإلجارة املعينة ال بدّ من وجود الشخص الذي يقدم اخلدمة أثناء العقد .
باالضافة إىل الرشوط العامة لإلجارة ،هناك رشوط لإلجارة املوصوفة يف الذمة ،وهي:
-ذكر األوصاف التي يتم هبا ضبط املنفعة ،وبعبارة الفقهاء اس�تيفاء صفات السلم بحيث
ينتفى معها الغرر واجلهالة .
-أن يتم تس�ليم األجرة يف املجلس إن تم العقد بلفظ الس�لم ،أما إذا تم بلفظ اإلجارة أو
نحوها فال يشترط عىل وجه للش�افعية ،ووجه راجح للحنابلة،وجاء يف املنهاج مع رشح
املحىل للنووي( :ويشترط يف إجارة الذمة تس�ليم األجرة يف املجلس كرأس مال الس�لم ،ألهنا
س�لم يف املناف�ع ،.....وجيوز يف اإلجارة التعجيل والتأجي�ل إن كانت يف الذمة) حيث يفهم
م�ن ه�ذا النص أن اإلج�ارة إن كانت بلفظ الس�لم فيجب تعجيل الثمن يف جمل�س العقد ،وإن
كان�ت بلفظ اإلجارة فلا جيب ذلك ،ومثل ذلك نجده يف املذه�ب احلنبيل ،حيث جاء يف رشح
منته�ى اإلرادات( :ورشط اس�تقصاء صف�ات الس�لم يف موصوفة بذم�ة ،الختالف األغراض
باختالف الصفات ...وإن جرت إجارة موصوفة يف الذمة بلفظ « سلم كأسلمتك هذا الدينار
ال و َقبِل املؤجر اعترب قبض أجرة بمجلس عقد لئال
يف منفعة عبد صفته كذا وكذا لبناء حائط مث ً
يصير بيع دي�ن بدين واعترب تأجيل نفع إىل أجل معلوم كالس�لم ،فدل عىل أن الس�لم يكون يف
املنافع كاألعيان ،فإن مل تكن بلفظ س�لم وال س�لف مل يعترب ذلك )...وجاء يف الكايف( :وإن
رشطا تأجيلها ـ أي األجرة ـ جاز إالّ أن يكون العقد عىل منفعة يف الذمة ،ففيه وجهان:
أحدمها جيوز ألنه عوض يف اإلجارة ،فجاز تأجيله ،كام لو كان عىل عني ،...
والثاين :ال جيوز ،ألنه عقد عىل ما يف الذمة فلم جيز تأجيل عوضه كالسلم).
-أن حتدد املنفعة املراد تقديمها إىل الطرف اآلخر بمدة معلومة مثل الش�هر ،أو الس�نة ،أو
ثالثني يوم ًا .
***
املبحث الثاني
التمويل باإلجارة
بداية جتدر اإلش�ارة إىل أن التطبيق املعارص ألداة اإلجارة قد اس�تحدث صورا وأس�اليب
متع�ددة ،وم�ن ثم فقد ظهر يف القاموس التجاري احلدي�ث ،وكذلك القاموس املايل العديد من
املصطلح�ات والت�ي حتمل مفاهي�م متغايرة بدرج�ة أو بأخرى ،فكثريا م�ا نطالع مصطلحات:
التأجير التموييل ،التأجري الس�اتر للبيع ،التأجير الرشائي ،التأجري املنته�ي بالتمليك ،اإلجارة
واالقتناء التمويل اإلجياري...الخ
وتس�تخدم البنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية اإلجارة عىل املنافع كأسلوب من أساليب
اس�تثامراهتا فه�ي تقتن�ي املمتلكات واألص�ول النامية من أج�ل إجارة عينه�ا حيث تضع حتت
ترصف عمالئها تلك األعيان الستيفاء منافعها بمقابل .وتستخدم البنوك:
وه�ذه ه�ي أب�رز تطبيقات اإلج�ارة يف التمويل اإلسلامي املع�ارص ،آملني م�ن الباحثني
يف املعاملات املالي�ة املع�ارصة اس�تحداث صور أخ�رى تتمي�ز باملصداقية الرشعي�ة والكفاءة
االقتصادية ،لكي يكون للمؤسسات املالية اإلسالمية حضور قوي يف عامل التمويل املعارص .
وه�ى عق�ود تأجير منافع مباحة رشع� ًا ومعلومة بع�وض معني إىل أجل معين دون وعد
بالتمليك ،وهى الش�ائعة ىف الوقت العمىل ،مثل عقود تأجري العقارات والسيارات والطائرات
ونحوها ،وهلا تسميات خمتلفة منها :التأجري التمويىل .
يقوم البنك اإلسالمي بموجب هذا األسلوب باقتناء موجودات وأصول خمتلفة تستجيب
حلاجيات مجهور متعدد من املستخدمني وتتمتع بقابلية جيدة للتسويق سواء عىل املستوى املحيل
أو ال�دويل .ويت�وىل البن�ك إجارة هذه األعيان ألي جهة ترغب فيها هبدف تش�غيلها واس�تيفاء
منافعه�ا خالل مدة حمددة يتفق عليها ،وبانتهاء تلك املدة تعود األعيان إىل حيازة البنك ليبحث
من جديد عن مستخدم آخر يرغب يف إجيارها .
ويتمي�ز هذا األس�لوب ببقاء األعي�ان حتت ملكية البنك اإلسلامي الذي يق�وم بعرضها
لإلجيار املرة تلو األخرى حتى ال تبقى بدون اس�تعامل إال لفرتات قصرية ،وهو يتحمل يف ذلك
خماطرة ركود الس�وق وانخف�اض الطلب عىل تلك األعيان مما يؤدي إىل خطر عدم اس�تغالهلا.
وتنقسم اإلجارة التشغيلية إىل:
- 1إج�ارة معين�ة :وهي اإلجارة التي يكون حملها عقار ًا أو عين ًا معينة باإلش�ارة إليها أو
نحو ذلك مما يميزها عن غريها .
- 2إجارة موصوفة بالذ ّمة :وهي اإلجارة الواردة عىل منفعة موصوفة بصفات يتفق عليها
مع التزامها يف الذ ّمة ،كسيارة أو سفينة غري معينة لكنها موصوفة وصف ًا دقيق ًا يمنع التنازع.
وهى نفس عقود اإلجارة التش�غيلية ولكن بشرط الوعد بالتمليك ،بمعنى أن ينتهى عقد
اإلجارة بتمليك العني إىل املس�تأجر إذا تراىض الطرفان عىل ذلك ،وقد يكون هذا الوعد ملزم ًا
أو غري ملزم عىل النحو الذى سوف نوضحه فيام بعد .
وه�و عبارة عن تأجري الس�يارات أو احلاس�بات اإللكرتونية ،أو أي أص�ول عينية أخرى،
وال يك�ون هن�اك عادة ارتباط بني العم�ر االقتصادي لألصول املؤجرة وفترة عقد اإلجيار ،أي
أن القصد منه متويل املنش�آت التي حتتاج إىل أصول معينة ،وينتهي هذا العقد باس�تيفاء املؤسسة
املالية اإلسالمية لكامل أقساط اإلجارة ،وتنتقل بعد ذلك ملكيتها إىل املنشأة .
-إج�ارة منتهي�ة بالتمليك عن طريق البيع بثمن حيدده الطرفان ىف هناية أجل عقد اإلجارة
أو قبل ذلك .
-إج�ارة منتهي�ة بالتمليك عن طريق البيع قبل انتهاء م�دة عقد اإلجارة بثمن يعادل باقى
أقساط اإلجارة .
ولكل حالة من حاالت عقد اإلجارة ضوابطها الرشعية ومجيعها جائزة رشع ًا متى توافرت
فيه�ا أركان العق�د ورشوط�ه الس�ابق اإلش�ارة إليها ،كما أن هلا أسس�ها املحاس�بية وإجراءاهتا
التنفيذية.
-التأجري مع خيار التمليك :حيث تقوم املؤسس�ة املالية اإلسلامية بإجارة عني للعميل،
وللعمي�ل يف أي وق�ت خالل مدة العقد اخليار أن يشتري األصل املؤجر أو حصة ش�ائعة منه،
بالس�عر الذي يتفق عليه الطرفان حني الرشاء ،وقد خيصم ثمن التملك من األجرة أو يتم دفعه
مستقالً ،وتعترب الدفعة املقدمة ثمن ًا لرشاء حصة شائعة من األصل املؤجر.
-سندات األعيان املؤجرة :وهي تقوم عىل وجود عني مملوكه لفرد أو جمموعة حيمل سند ًا
يمث�ل ملكيت�ه للعقار وهو مؤج�ر لطرف أخر هو املس�تأجر ،الذي يدفع للمؤج�ر أجرة العقار
بصورة دورية ،ويقوم صاحب السند بطرحة للتداول يف السوق املايل بكامله ،أو أجزاء منه عىل
ملكية منافع العني .
-صكوك ملكية املنافع :وهي « :وثائق متس�اوية القيمة عند إصدارها ،وال تقبل التجزئة
متثل حصصا شائعة يف ملكية منافع أعيان معينة ،أو موصوفة يف الذمة ،مما خيول مالكها حقوق
هذه الوثائق ويرتب عليهم مس�ؤولياهتا » ،كأن يقس�م مالك عني منفعة هذه العني إىل أجزاء
متامثل�ة ،ويمث�ل كل ج�زء من أجزاء ه�ذه املنفعة بصك يفص�ل فيه أحكام متليك ه�ذه املنفعة،
كم�دة االنتف�اع ،وطريقته ،وقيمته ،وغريها م�ن الرشوط واألحكام ،ثم يط�رح هذه الصكوك
لالكتتاب ،أو أن يقوم مستأجر -مالك ملنافع عني ،أو أعيان معينة -بتقسيم املنافع التي ملكها
بعقد اإلجارة إىل صكوك متساوية القيمة ،ثم يقوم بطرحها لالكتتاب العام .
صناعة اهلندس�ة املالية ،نظرات يف املنهج اإلسلامي :س�امي الس�ويلم ،مركز البحوث والتطوير ،رشكة
الراجحي املرصفية لالستثامر2000 ،م ،ص . 18
صكوك اإلجارة :حامد مرية ص . 326
-صك�وك ملكية اخلدمات :وهي « :وثائق ذات قيمة متس�اوية عن�د إصدارها ،وال تقبل
ٍ
خدم�ة -عمل -من جهة معين�ة أو موصوفة يف الذمة التجزئ�ة ،متثل حصص ًا ش�ائعة يف ملكية
» ،وه�ذا الن�وع من الصك�وك يقوم يف حقيقته على حتويل خدمة أو ٍ
عمل م�ن جهة معينة أو
موصوفة يف الذمة إىل صكوك متساوية القيمة هلا خصائص األوراق املالية وسامهتا .
يوف�ر التموي�ل باإلجارة للحي�اة االقتصادي�ة خدمات عدي�دة ال ينه�ض التمويل بغريها
بتوفريه�ا مل�ا هنال�ك من متاي�ز يف اخلصائ�ص والطبائع بين كل أداة متويلية واخ�رى فليس كل
ف�رد يف حاج�ة إىل منفعة م�ا بقادر عىل متلك األصل املنتج هلذه املنفع�ة ومن ثم يقف عاجزا عن
إش�باع هذه احلاج�ة مما قد يرتب املزيد من املضار االقتصادية .فه�ل كل مزارع لديه القدرة عىل
امتلاك ج�رار زراعي أو طلمة مي�اه أو حمراث؟ وه�ل كل صانع لديه القدرة على امتالك حمل
لصناعت�ه؟ وكذل�ك احل�ال يف التاجر ويف الطبي�ب وغريمها بل هل كل فرد بق�ادر عىل أن يؤمن
بنفسه ولنفسه كل اخلدمات املحتاج إليها من عالج ،لتعلم ،لتصنيع ملا حيتاجه من حاجات غري
حمدودة يف أنواعها ونوعياهتا؟ من هنا تظهر أمهية اإلجارة عىل مستوى املستأجر ،وعىل مستوى
االقتصاد القومي ،وال تقل أمهيتها عىل مستوى املؤجر عن هذه األمهية ،فليس كل صاحب مال
بقادر عىل اس�تغالل ماله وتوظيفه بنفس�ه أو براغب يف ذلك وهو يف الوقت ذاته غري مس�تغنى
عنه .فال هو بقادر أو راغب يف تش�غيله ،وال هو براغب يف نفس الوقت يف التخلص منه بالبيع
وبذل�ك يبقى املال معطال من جهة ويبقى اخلبرة والصنعة واحلرفة .وهنا جتيئ اإلجارة لتواجه
هذه الوضعية.
ومم�ا ه�و جدير باإلش�ارة أن فقهاءن�ا القدامى قد أش�اروا إىل ذل�ك ونبهوا علي�ه يف تراثنا
الفقه�ي العريق ،يقول ابن قدامةَ « :فإِ َّن الحْ اج َة إلىَ المَْنَافِ� ِع كَالحْ اج ِة إلىَ الأْ َ ْعي ِ
انَ ،ف َلماَّ َج َاز ا ْل َع ْقدُ َ َ َ َ َ
اج ِة إلىَ َذلِ َكَ ،فإِ َّن ُه وز الإْ ِ جار ُة َعلىَ المَْنَافِعِ ،ولاَ يخَ ْ َفى ما بِالن ِ ِ ِ
َّاس م ْن الحْ َ َ َ َ ب َأ ْن جَ ُت َ َ َ َعلىَ الأْ َ ْع َيانَ ،و َج َ
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
اب �س لك ُِّل َأ َحد َد ٌار َي ْملك َُهاَ ،ولاَ َي ْقد ُر ك ُُّل ُم َس�اف ٍر َعلىَ َبع ٍري َأ ْو َدابَّ�ة َي ْملك َُهاَ ،ولاَ َي ْل َز ُم َأ ْص َح َ َل ْي َ
�رَ ،ولاَ ُي ْم ِك ُن ك َُّل ون بِ َأ ْج ٍالصن َِائ ِع َي ْع َم ُل َ
�اب َّ
ِ
إس� َكانهُ ُ ْم َوحمَ ْ ُل ُه ْم َت َط ُّو ًعاَ ،وك ََذل َك َأ ْص َح ُ
ِ
الأْ َ ْمَل�اَ ك ْ
�ار ِة لِ َذلِ َكَ ،ب ْل َذلِ َك ممَِّ�ا َج َع َل ُه اللهَُّ َت َعالىَ ِ ِ �د َع َم ُ�ل َذلِ َ
�كَ ،ولاَ يجَ ِدُ ُم َت َط ِّو ًعا بِ�ه ،فَلاَ ُبدَّ م ْن الإْ ِ َج َ
َأح ٍ
َ
الصن َِائ ِع ..
ب بِ ََّاس ِ إن َأ ْك َثر المَْك ِ ِ ِ
َط ِري ًقا ل ِّلر ْزقَ ،حتَّى َّ َ
اج ِةَ ،فإِ َّن ا ْل َع ْقدَ َعلىَ المَْنَافِ ِع لاَ ُي ْم ِك ُن ِ ِ ِ
َو َما َذك ََر ُه م ْن ا ْل َغ َر ِر ،لاَ ُي ْل َت َف ُت إ َل ْيهَ ،م َع َما َذك َْرنَا م ْن الحْ َ َ
ود َها ،كَالسَّ� َل ِم فيِ ات ،فَلاَ بدَّ ِمن ا ْلع ْق ِد َع َليها َقب َل وج ِ ف بِمضيِ السَّ�ا َع ِ ِ لأِ
َْ ْ ُ ُ ُ ْ َ َب ْع�دَ ُو ُجود َه�اَ ،نهَّ َا َت ْت َل ُ ُ ِّ
وك َلأِ َّن اللهََّ َت َعالىَ إنََّم�اَ َشرَ َع ا ْل ُع ُقو َد
َْت�رْ ٌ اس م ُ ِ
ي َأ َّن ا ْلق َي َ
�ان » .ويقول الكاس�اين « :وبِ ِ
�ه َت َب َ نَّ َ
الأْ َ ْعي ِ
َ
ُون له َد ٌار ممَ ْ ُلو َك ٌة َي ْس� ُكن َُها أو �د لاَ َيك ُ اح ٍ �اد وحاجتُهم إلىَ الإْ ِ جار ِة ماس�ة ألن ك َُّل و ِ لحِ و ِائ ِ ِ ِ
َ َ َ �ج ا ْلع َب َ َ َ ُ ْ ََ
َأ ْر ٌض ممَ ْ ُلوكَ� ٌة َي ْز َر ُع َها أو َدا َّب ٌة ممَ ْ ُلو َك ٌة َي ْر َك ُب َها وق�د لاَ ُي ْم ِكنُ ُه تمَ َ ُّلك َُها بِالشرِّ َ ِاء لِ َعدَ ِم ال َّث َم ِن َولاَ بِالهْ ِ َب ِة
اسف ا ْل ِق َي ِ خلاَ ِ اح ٍد لاَ تَس�مح بِ َذلِ َك َفيحتَاج إلىَ الإْ ِ جار ِة َفج�و َز ْت بِ ِ والإْ ِ َع�ار ِة لأِ َ َّن َن ْف�س كل و ِ
َ َ ُ ِّ َ ْ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ
َالس َل ِم َون َْح ِو ِه ».
اجة الناس ك َّ
لحِ ِ
َ َ
رغ�م م�ا للتمويل باإلجارة من أمهية مل�ا حيققه لكل من طالب التموي�ل ومقدمه من فوائد
ومنافع فإن استخدام املصارف اإلسالمية له مل يكن عىل الوجه الذي يتفق وهذه األمهية ،ومرجع
ذل�ك اعتبارات عديدة ،منها ضعف الوعي هب�ذه األداة وما حتققه من مزايا ،إضافة إىل االنبهار
ببع�ض األدوات التمويلي�ة األخرى وخاص�ة أداة املرابحة ،وأيضا ما هناك م�ن قيود وعقبات
قانونية ومؤسسية ،وعدم انتشار املؤسسات املتخصصة يف هذا النشاط ،هذا كله مع ما للتمويل
باإلجارة من خصائص قد ال تتمشى غالبا وطبيعة العمل املرصيف والقائم أساسا وحتى يف ظل
املصارف اإلسالمية عىل إيداعات قصرية األجل مع أن التأجري عادة ما يكون متوسط أو طويل
األج�ل ،يض�اف إىل ذلك عدم توفر اخلبرة الكافية لدى املص�ارف يف رشاء املعدات واألصول
اإلنتاجية وكذلك ما تتطلبه من صيانة وختزين إضافة إىل ما تتعرض له من خماطر الركود وعدم
التش�غيل ،وما تستدعيه من استهالكات وخمصصات ،وما تتعرض له من خماطر سوء استخدام
املستأجر هلذه املعدات واحتامالت التوقف عن سداد األقساط ،وغري ذلك ...
وم�ن الناحي�ة العملي�ة فإن هناك م�ن املصارف واملؤسس�ات املالية اإلسلامية من مارس
التمويل هبذه الصيغة وقد ظهر ذلك بوضوح لدى مرصف فيصل ـ البحرين ورشكة الراجحي
والت�ي قامت باس�تخدامه يف متويل صفق�ات عديدة من الطائرات والس�فن والعقارات ،وطبقا
لصيغ بعض العقود التي أبرمتها الرشكة يف هذا الصدد نجد أهنا من أقرب التطبيقات املعارصة
إىل القبول الرشعي ،وكل ما لوحظ عليها أن تتعامل بالوعد امللزم بالبيع
وق�د يك�ون من املفيد صياغة أمهي�ة التمويل باإلجارة صياغة فنية مالي�ة وذلك عىل النحو
التايل:
ـ االس�تفادة من األصول الرأسمالية يف نش�اطه دون احلاجة اىل ختصيص جزء من سيولته
لرشائه�ا ،مم�ا يتيح له فرصة أوس�ع يف توظيف أمواله واس�تخدامها يف حتقيق مقصوده ،فهي كام
يقال متويل من خارج امليزانية ،وتظهر أمهية ذلك بش�كل بارز كلام كرب ثمن هذه األصول وكلام
غلبت حالة الكساد.
ـ احلامية من آثار التضخم ،ويبدو ذلك جليا كلام كانت مدة اإلجارة طويلة وكانت األجرة
حمددة وشاعت حالة التضخم.
ـ تتيح له التمويل بنسبة %100حيث ال يتحمل عادة بأية نسبة من قيمة األصول ،عكس
ما هو عليه احلال يف العديد من أدوات التمويل األخرى.
التأجري املنتهي بالتمليك أداة جتارية متويلية مقبولة رشعا :بحث للدكتور شوقي أمحد .
ـ حتقي�ق إمكاني�ة التوس�ع يف مرشوعه ورسعة احلص�ول عىل املعدات املطلوب�ة واملتطورة
دون االضط�رار إىل التوس�ع يف عدد املالك أو طرح أس�هم جديدة ،وما ق�د ينجم عن ذلك من
مشكالت.
ـ هتيىء للمرشوع فرصة جيدة لربجمة نفقاته يف املس�تقبل ،والتعرف عليها س�لفا ،مع عدم
حتميله ملشكالت االستهالك واملخصصات.
ـ االس�تفادة م�ن ميزات رضيبية ،حيث إن األج�رة ختصم من األرباح قبل فرض الرضيبة
عليه�ا ،عك�س ما لو كانت حصة مش�اركة فهي توزيع للربح وليس�ت عبئا علي�ه ،ومن ثم فال
يستفيد من ختفيض الرضائب ،مما جيعل التمويل هبذه األداة غالبا أقل كلفة من غريه ،خاصة وأن
املؤجر ،نظرا ملا يتمتع به من ميزات رضيبية فإنه يعرض معداته بسعر منخفض.
ـ ث�م هي يف النهاية تعد أداة مغاي�رة لغريها من األدوات التمويلية ما يتيح لطالب التمويل
احلصول عىل احتياجاته حتت أفضل الرشوط.
ـ وج�ود ضامن قوى ،عكس ما ل�و تم التمويل من خالل البيع اآلجل أو املنجم ،حيث إن
األصل املؤجر مازال عىل ملكيته ومن ثم يستطيع اسرتداده عند احلاجة دون قدرة املستأجر عىل
الترصف فيه ،أو مشاركة الغرماء له عند إفالس املستأجر.
ـ تتي�ح ل�ه إمكاني�ة ختطي�ط ايرادات�ه املس�تقبلية ،ويف بعض ص�ور التأجري يضم�ن املؤجر
اس�تمرارية التأجير إىل هناي�ة العم�ر اإلنتاج�ي لألص�ل ،وكذل�ك حتمي�ل املس�تأجر ببع�ض
الضامنات واملخاطر.
يقصد باإلجيار عمليات تش�غيل األموال يف غير الرشاء والبيع ،أي أن حمل هذه العمليات
يكون بيع املنفعة ال العني وهي هتدف إىل احلصول عىل األجر والغ ّلة من خالل اس�تيفاء املنفعة
عرب الزمن .
وأهم خصائص عمليات اإلجيار هي:
-أهن�ا متكن أساس� ًا من حيازة واس�تخدام األصول التي حيتاج إليه�ا األفراد دون احلاجة
إىل ضخ سيولة كبرية .
-إن الرب�ح فيه�ا مس�تقل ع�ن القيم�ة املقابل�ة للعين وه�و عب�ارة ع�ن أج�ر حيصل مع
جتدد املنفعة.
-إهنا مرتبطة بالزمن (غري حالة) وهي عادلة متوسطة األجل .
فمن الواضح أن اإلجارة املالية تزيل الكثري من هذه العقبات ،فرتفع عن املصارف املخاطر
واألعب�اء والنفق�ات كام أهن�ا ال حتملها مؤون�ة الرشاء والتخزي�ن ،حيث يتوىل ذل�ك نيابة عنها
املس�تأجر ،وتقيها خماطر التعطل ،وال متكن املستأجر من املامطلة أو إهناء العقد ألن ذلك يف غري
صاحله ،وبرغم هذا فلم ختل من مشكالت وحتديات ،منها ما يرجع إىل طول مدة التأجري ،ومن
ثم فإن هناك احتاملية تغري األس�عار والذي قد يغري املودعني بس�حب إيداعاهتم مما قد يس�بب
أزمة للمصارف ،وقد حاولت املصارف التغلب عىل ذلك باالتفاق عىل تغيري القسط اإلجياري
كل فرتة حمددة من الزمن مع وضع رشوط جزائية جتعل من العسري عىل أي من الطرفني اإلقدام
عىل فسخ العقد.
***
التمويل واس�تثامر األموال يف الرشيعة اإلسلامية :أ.د .حسام الدين بن حممد صالح فرفور (بحث علمي
مق�دم للمؤمتر الثاين للمصارف واملؤسس�ات املالية اإلسلامية حتت ش�عارالصريفة اإلسلامية صريفة
استثامرية)
املبحث الثالث
يف تأجري اخلدمات
حيتل قطاع اخلدمات يف الوقت الراهن مكانة مهمة يف معظم اقتصاديات الدول إذ إن هذه
الدول ال تنتج وتس�تهلك خدمات أكثر من قبل وحس�ب بل إن طريقة توفري هذه اخلدمات إىل
املس�تهلك النهائ�ي هي اآلن يف طور التغيري ومع مواجه�ة رشكات اخلدمات يف القطاع اخلاص
ملستويات عنيفة ومتزايدة من التنافس فإن جمموعة أخرى من اخلدمات العامة بدأت يف مواجهة
حقائق األسواق التنافسية للمرة األوىل.
تسويق وبيع اخلدمات :إذا كنت ال تستطيع رؤية اخلدمات؛ فكيف لك أن تبيعها؟!
هل بمقدورك عرض خدماتك عىل نفس النحو املتبع مع أي منتجات ملموسة أخرى؟!
اخلدمات هي أشياء غري مرئية؛ فهي جمرد وعود من شخص ما بتنفيذ يشء ما..
اخلدم�ة :يشء غير ملموس وال يمكن رؤيته قبل الرشاء؛ أي ال تظهر اخلدمة بش�كل فعيل
إال بعد رشائك هلا.
عىل سبيل املثال :إذا ذهبت إىل أحد صالونات احلالقة ،فلن تستطيع رؤية أو ملس أو جتريب
الش�كل الذي تريده لش�عرك إال بعد رشائك لتلك اخلدمة بصورة فعلي�ة ...فأنت تطلب رشاء
اخلدمة أوالً ،ثم حتصل عليها ..
أم�ا إذا ذهب�ت إىل إحدى رشكات بيع الس�يارات الفاخرة ،فبإمكانك االس�تعانة بام لديك
من حواس لتقي ّيم أي س�يارة جديدة؛ فمن املمكن أن تعجبك الس�يارة إذا نظرت إليها من عدة
زوايا ،كام يمكنك أن تستش�عر التشطيب املريح للسيارة إذا ملستها براحة يدك ،أو حتس بالراحة
والرفاهية التي توفرها املقاعد اجللدية إذا أسندت ظهرك هلا ،أو تستطيع أن تسمع الطنني املنتظم
إذا أصغيت الس�مع للصوت الصادر عن حمرك الس�يارة ،وستتأكد من درجة الصوت عند فتح
النواف�ذ اإللكرتوني�ة وعند إغالقها ،بل ويمكنك سماع الصوت املكتوم ال�ذي تتميز به أبواب
السيارة إذا قمت بفتح وغلق األبواب ..
بالطبع ال ...فال يمكنك أن تسمع الصوت املكتوم الصادر من العميل عند حتصيل املبالغ
املس�تحقة عليه ،وال يمكنك أن تش�م رائح�ة اخلدمة اجليدة التي يوفرها حمام�و قضايا األحوال
الش�خصية ،ولن تس�تطيع رؤية أو ملس أو جتريب الصورة الش�خصية التي يلتقطها لك املصور
املحرتف قبل اس�تالمها ،يف معظم األحوال ،ستشتري اخلدمة دون أن تس�معها أو تتذوقها أو
تلمسها أو تشمها أو تراها رأي العني.
يف حالة املنتجات -نعرف عادة -الوقت الذي يصاب فيه املنتج بأي عطب أو تلف ،فاملواد
الغذائية كاملعلبات واللبن يكتب عليها تاريخ انتهاء الصالحية ...لكن حتديد هذا األمر يف حالة
التعامل مع اخلدمات ،مس�ألة صعبة ،مثالً ،هل كانت نصيحة املحاس�ب القانوين أو املستش�ار
املايل جيدة ملنش�أتك؟! ،وهل قامت رشكة الديكور بتقديم اخلدمة احلقيقية التي تعاقدت معها
لتجديد دهان وإضاءة وفرش مكاتب منش�أتك؟! ...وهل أنجزت سلسلة املطاعم املتخصصة
يف الوالئم واحلفالت يف تقديم الطعام والرشاب بام يريض أذواق املدعوين حلفل افتتاح مرشوع
منشأتك اجلديد؟!.
كام نالحظ أن معظم املشاكل التي حتدث للمنتجات تكون واضحة للعيان ويمكن إثباهتا،
حيث يتم توفري الضامن لغالبية املنتجات ...فالرشكات املصنعة تتوىل تصنيع املنتجات باستخدام
عمليات مدروسة ومراقبة تضمن توفري جودة ثابتة يف املنتجات.
لكن ال يمكن تطبيق نفس املبدأ مع معظم اخلدمات ...حيث أن رشكات اخلدمات تطرح
« خدماهتا « من خالل سلس�لة من اخلطوات الت�ي قلام يتم حتويلها إىل إجراءات روتينية لعملية
موثوق فيها ...وعىل هذا ،فالس�بيل الوحيد السرتداد ما دفعته يف اخلدمة هو اللجوء للقضاء أو
الدخول يف مفاوضات مؤملة مع مزود اخلدمة.
أنت تشرتي اخلدمات بدون أي ضامنات ،وبدون إحساس بالثقة أو اليقني يف اخلدمة التي
تشترهيا ،يف عرصنا احلايل أصبحنا نشترى املنتجات من رشكات تصنعها عىل ُبعد أميال عديدة
من�ا ،رشكات مل يس�بق لن�ا مقابلتهم من قب�ل ...لذلك نادر ًا م�ا نتعامل مع مش�اكل املنتجات،
ونأخذها عىل حممل شخيص.
لكن اخلدمات التي نس�تخدمها ،يف مقابل ذلك ،عاد ًة ما يوفرها أفراد أو رشكات نقابلهم
بصف�ة ش�خصية أو عىل األقل نتح�دث إليهم ...وحني ال يف�ي مندوب اخلدمة بوع�وده ،فإننا
نأخ�ذ ه�ذا األمر عىل حممل ش�خيص ...إننا نتس�اءل قائلين « :كيف يمك�ن أن تفعل هذا معي
شخصي ًا؟! ،» فيبدأ مندوب اخلدمة يف رشح األسباب التي دفعته لفعل ذلك ،بل ويقسم ويلعن
ويثور غضب ًا ،كل هذا يف آن واحد كي يعضد من موقفه.
فهن�اك تراب�ط بني إنتاج واس�تهالك اخلدم�ة ،فاالنتفاع باخلدم�ة يتطلب وج�ود املنتفع أو
العمي�ل أثن�اء إنتاجه�ا بواس�طة موظفي الش�باك بالبن�ك ،الطبي�ب أو املمرضة يف املستش�فى،
موظف االستقبال يف الفندق ،املضيفة يف رحلة الطريان ،أخصائي املعلومات يف املكتبة أو مركز
معلومات .وذلك بعكس السلع التي تنتج يف مكان ثم تباع يف مكان آخر وقد ال يرى املستهلك
أي خطوة من خطوات إنتاج السلعة أو من يقوم بذلك .
وتعترب هذه خاصية أساسية ال يمكن تقديم اخلدمة بكفاءة دون توافرها .وكمثال عىل ذلك
نجد أن دقة تشخيص الطبيب تتوقف -جزئي ًا -عىل دقة البيانات واإلجابات التي يعطيها املريض،
كام أن دقة االستشارات اإلدارية تتوقف -إىل حد كبري -عىل دقة البيانات التي يعطيها العميل،
ويعن�ي ذلك أن مرشوع اخلدم�ة ال ينفرد وحده بإنتاج خدماته كام هو احلال بالنس�بة للمرشوع
الذي ينتج سلع ًا مادية ..
تق�دم املؤسس�ات املالية املناف�ع « اخلدمات » بنوعيه�ا :املنفعة « اخلدم�ة » امل َع ّينَة ،واملنفعة
« اخلدمة » املوصوفة يف الذمة.
وذل�ك مثل الدراس�ة يف اجلامع�ات ،أو املعاهد ،أو نحومها ،ومث�ل اخلدمات الصحية من
العلاج ،والعملي�ات اجلراحية الت�ي تقدمها املستش�فيات ،أو األطباء ،أو خدم�ات النقل عرب
الطريان ،أو الس�فن ،أو الس�يارات ،فهذه اخلدمات إن تم العقد فيها عىل تعيني اجلهة املقدمة «
سواء أكانت شخصية معنوية ،أم شخص ًا طبيعي ًا « وتعيني اخلدمة املحددة فهي إجارة واردة عىل
منفعة معينة .
أم�ا إذا ت�م التعاقد فيها على خدمة موصوفة يف الذم�ة دون حتديد من يقدمه�ا فهي إجارة
موصوفة يف الذمة ـ وإن املهم هو خدمة موصوفة يف الذمة ـ .
فاملعي�ار يف اإلج�ارة املوصوف�ة يف الذم�ة ه�و حتقي�ق املواصف�ات املطلوب�ة دون النظر إىل
الش�خص ال�ذي يقدمه�ا بعينه ،يف حين أن املعيار يف اإلج�ارة املعينة هو الش�خص الذي يقدم
اخلدمة ،فالشخص األجري بعينه مطلوب هنا ،وليس مطلوب ًا يف املوصوفة يف الذمة .
وفيام ييل تعداد ألهم أنواع اخلدمات التي يمكن متويلها عن طريق ما يسمة بتأجري اخلدمات
أو تأجري املنافع:
-1الدراسة يف اجلامعات ،وبخاصة الدراسات العليا ..هي خدمة متويلية هتدف لالستفادة
من فرص التعليم والتدريب املتوافرة ،وتنمية املهارات لدى رشحية واسعة من الشباب الراغب
اإلج�ارة عىل منافع األش�خاص ـ دراس�ة فقهية مقارنة ـ يف الفقه اإلسلامي ،وقان�ون العمل :أ .د .عيل
حمي�ى الدي�ن القره داغ�ي (بحث مق�دم للمجل�س األورويب لإلفتاء والبح�وث) ال�دورة الثامنة عرشة
للمجلس– باريس مجادى الثانية /رجب 1429هـ /يوليو 2008م ،الصفحة:
بمس�تقبل مرشق ليعتمدوا فيه عىل أنفس�هم ،حيث يقوم املرصف اإلسلامي بعقد جمموعة من
االتفاقي�ات مع عدد م�ن أفضل املراكز واملعاه�د التعليمية املرموقة ،واجلامع�ات ذات الكفاءة
العريقة واخلربة العالية حتي تتيح الفرصة الطيبة لكل طالب العلم واملعرفة ملواصلة مسيرهتم
التعليمية بأيرس السبل ،وأفضل وسائل التمويل املتاحة واملباحة رشع ًا.
-2اخلدم�ات الصحي�ة :فالكثري من الن�اس قد يكون يف حاجة إىل عملي�ة جراحية مكلفة
وه�و ال يس�تطيع تأمين أجر هذه العملي�ة يف احلال وال جيد م�ن يعينه بقرض حس�ن أو صدقة
متربع هبا إليه ،فتكون هذه الوسيلة (بتصميم منتج لتمويل تكاليف عالجه) وهي تأجري اخلدمة
مرابحة من املؤسسة املالية اإلسالمية حال ملشكلته ..
-3الس�فر :قد يكون الش�خص يف حاجة من أن يس�افر لزيارة أهله ،أو مراجعة معاملة له
يف بلد آخر ،أو للس�ياحة واالس�تجامم وال يقدر عىل مصاريف السفر يف احلال ،فتكون « إجارة
اخلدمات » حال مناسبا له.
-4احل�ج والعم�رة .فمما ج�اء يف موق�ع بن�ك الدوحة اإلسلامي يف خدمة لبي�ك « من
عودناكم
أجلك ،ولتحقيق اهلدف األس�مى لش�عرية الركن اخلامس من أركان اإلسلام ،وكام ّ
احل�ج والعمرة بتصميم
ّ يف الدوح�ة اإلسلامي ،قمن�ا بالتعاون مع جمموع�ة متميزة من محالت
احلج والعمرة ،حتى يتس�نّى لك ولعائلتك أداء الفريضة دون
منت�ج « لبــّــيـــــك » لتمويل ّ
ّ
وج�ل -ولتكون من الذين اس�تطاعوا عن�اء أو مش�قة؛ فتح ّق�ق أمنية العم�ر يف طاعة اهلل ّ -
عز
إليه سبيالً.»
مع مالحظة أننا ال نوافق عىل الدخول يف االقرتاض لألمور التحسينية والكاملية ألنه قد يؤدي بالشخص
إىل الوقوع يف املحظور ...
، http://www.dohaislamic.com.qa/Arsite/default.asp?catid = 355والس�ؤال ال�ذي يمكنن�ا
طرحه هنا عىل السادة العلامء :مدى جواز احلج والعمرة عن طريق متويل املنافع الذي تطرحه املصارف
اإلسالمية !!
للحج والعمرة:
ّ مزايـا ( لبـّيك )
السداد
� مرونة يف األقساط ويف فرتة ّ
� أقساط تصل إىل 24شهر ًا.
� بدون كفيل.
� بدون عموالت.
� شهادة راتب.
م�ن القواع�د الرشعية ىف جمال املعامالت أن األصل ىف املعاملات هو اإلباحة إال ما ُح ِّرم
بنص رصيح ىف القرآن والس�نة ،وتأسيس� ًا عىل ذلك ،فهناك صيغ متويل ىف النظم الوضعية ،قد
تكون جائزة بحالتها ىف اإلسالم ،وربام يدخل عىل بعضها بعض التعديالت من خالل جمموعة
من الضوابط الرشعية لتصبح جائزة للتطبيق إسلامي ًا ،ومن هذا النوع األخري هو التمويل عن
طريق نظام تأجري اخلدمات.
ويعتبر تأجري اخلدم�ات من صيغ التمويل املنتشرة حديث ًا ىف املجتم�ع ،وجيب أن تنضبط
عق�ود التأجير التمويىل املعارصة بالقواعد والضوابط اإلسلامية حتى تك�ون مطابقة ألحكام
ومبادئ الرشيعة اإلسالمية.
فمن أنواع االستثامر يف املنافع أن املستأجر يعيد إجارة ما استأجره بعوض أكثر مما استأجره
به لريبح الفرق بني العوضني .وهنا يقتيض البحث يف هذا النوع من الترصف مع بيان ما ييل:
أوالً :حكم تأجري اليشء املستأجر( :والذي يسميه الفقهاء التأجري من الباطن)
القول األول :التحريم وهو املذهب عند احلنفية ،والشافعية ،وقول يف مذهب احلنابلة،
واس�تدلوا بحديث حكيم بن حزام ريض اهلل عنه قال :قلت :يا رس�ول اهلل إين أشتري بيوع ًا فام
حي�ل يل منه�ا وما حيرم عيل؟ فقال « :يا ابن أخي ،إذا اشتريت ش�يئا فال تبع�ه حتى تقبضه ».
ووج�ه االس�تدالل من احلديث أن النب�ي ﷺ هنى عن بيع اليشء قبل قبض�ه واإلجارة بيع ،فال
جيوز للمستأجر أن يؤجر ما استأجره قبل قبضه .
ِ
املس�تأجر للعني الق�ول الث�اين :روي عن أيب حنيفة وأيب يوس�ف قول بتجويز إعادة تأجري
التي استأجرها قبل أن يقبضها يف غري املنقول.
حاشية ابن عابدين ،91/6 :الفتاوى الفقهية الكربى البن حجر اهليتمي ،146/2اإلنصاف للمرداوي
،35/6املغني البن قدامة. 277/5 :
أخرجه اإلمام أمحد يف مسنده ( ،402/3 )15351وابن حبان يف صحيحه ( 358/11 )4983والبيهقي
يف سننه ( )10465وحسنه النووي يف املجموع. 258/9 :
الفتاوى اهلندية ،425/4 :حاشية ابن عابدين. 91/6 :
الق�ول الثالث :جلمهور الفقهاء من احلنفية واملالكية والش�افعية واألص�ح عند احلنابلة
عىل جواز إجيار املس�تأجر إىل غري املؤجر اليشء الذى اس�تأجره وقبضه يف مدة العقد ،ما دامت
العني ال تتأثر باختالف املس�تعمل ،وقد أجازه كثري من فقهاء الس�لف سواء أكان بمثل األجرة
أم بزي�ادة ،وق�د اختلف الفقهاء يف إجارة العني املس�تأجرة للمؤجر نفس�ه ،فأجاز ذلك املالكية
والش�افعية ومنعه�ا احلنفية ،يقول اإلم�ام النووي( :وإن كانت اإلجارة عىل الذمة ،وس�لم دابة
وتلف�ت مل ينفس�خ العق�د وإن وجد هب�ا عيب ًا مل يكن له اخليار يف فس�خ العقد ولك�ن عىل املؤجر
إبداهلا ثم الدابة املس�لمة عن اإلجارة يف الذمة وإن مل ينفس�خ العقد بتلفها فإنه ثبت للمس�تأجر
فيه�ا ح�ق االختص�اص حتى جيوز ل�ه إجارهتا ول�و أراد املؤج�ر إبداهلا فهل له ذل�ك دون إذن
املس�تأجر وجه�ان أصحهام عند اجلمه�ور املنع ملا فيها من حق املس�تأجر والث�اين قاله أبو حممد
واخت�اره الغ�زايل إن اعتمد باللفظ الدابة بأن قال أجرتك دابة صفته�ا كذا مل جيز اإلبدال وإن مل
يعتمدها بل قال التزمت إركابك دابة صفتها كذا جاز. ويتفرع عىل الوجهني ما إذا أفلس املؤجر
بع�د تعيين عن إجارة الذمة هل يتقدم املس�تأجر بمنفعتها عىل الغرماء وق�د ذكرناه يف التفليس
واألصح التقدم .ولو أراد املس�تأجر أن يعتاض عن حقه يف إجارة الذمة فإن كان قبل أن يتس�لم
دابة مل جيز ألنه اعتياض عن املس�لم فيه وإن كان بعد التس�ليم جاز ألن هذا االعتياض عن حق
يف عين هك�ذا قاله األئم�ة .وفيه دليل عىل أن القب�ض يفيد تعلق حق املس�تأجر بالعني ،فيمتنع
االبدال دون رضاه).
ِ
املستأجر للعني أن األصل يف املعامالت احلل واإلباحة ،وال يوجد مانع رشعي من إجارة
املؤجرة قبل قبضها .
حاش�ية ابن عابدين ،91/6الكايف البن عبد الرب ،370/1حاش�ية البجريمي عىل رشح منهج الطالب:
،166/3كشاف القناع للبهويت .. 566/3
روضة الطالبني. 224-223/5 :
مل�ا كان املعق�ود علي�ه يف اإلج�ارة ه�و منفع�ة العين املس�تأجرة ال ذاهتا ،ترت�ب عىل ذلك
ف�روق مهم�ة بني أحكام البيع واإلجارة ،منها :أن قبض العني املس�تأجرة ال ينقل به الضامن إىل
املس�تأجر ،وعليه فلم يقف جواز الترصف يف العني املس�تأجرة عىل القبض ،بخالف بيع العني
قبل قبضها.
ويرتجح لنا القول الثالث ألن األصل يف املعامالت اإلباحة واحلل ،وألن ما أورده املانعون
من النهي عن بيع ما ال يملك ،أو عن بيع املبيع قبل قبضه ال يدل عىل منع تأجري العني املستأجرة
قبل قبضها.
وذهب املالكية والشافعية إىل جواز إجيار املستأجر لغري املؤجر ،سواء كانت األجرة الثانية
مساوية أم زائدة أم ناقصة ألن اإلجارة بيع ،فله أن يبيعها بمثل الثمن أو بزيادة أو بنقص كالبيع،
ووافقهم أمحد يف أصح األقوال عنده.
وذه�ب احلنفي�ة إىل جواز اإلجارة الثانية إن مل تكن األج�رة فيها من جنس األجرة األوىل،
للمعنى السابق .أما إن احتد جنس األجرتني فإن الزيادة ال تطيب للمستأجر .وعليه أن يتصدق،
وصحت اإلجارة الثانية ألن الفضل فيه ش�بهة .أما إن أحدث زيادة يف العني املس�تأجرة فتطيب
الزيادة ألهنا يف مقابلة الزيادة املستحدثة.
وذه�ب احلنابل�ة يف ق�ول ٍ
ثان هلم إىل أنه إن أحدث املس�تأجر األول زي�ادة يف العني جاز له
الزيادة يف األجر دون اشرتاط احتاد جنس األجر أو اختالفه ،وسواء أذن له املؤجر أو مل يأذن.
ولإلمام أمحد قول ثالث إنه إن أذن املؤجر بالزيادة جاز ،وإال فال فجمهور الفقهاء جييزونه
بعد القبض عىل التفصيل السابق.
ٍ
بمساو أو بزيادة أو بنقصان، أما قبل القبض فيجوز عند املالكية مطلقا عقار ًا كان أو منقوالً،
وهو غري املشهور عند الشافعية وأحد الوجهني عند احلنابلة ،ألن املعقود عليه هو املنافع ،وهي
ال تصري مقبوضة بقبض العني فال يؤثر فيها القبض .ويف املشهور عند الشافعية ووجه آخر عند
احلنابلة :ال جيوز كام ال جيوز بيع املبيع قبل قبضه.
وذهب أبو حنيفة وأبو يوس�ف إىل جواز ذلك يف العقار دون املنقول وذهب حممد إىل عدم
اجل�واز مطلق�ا وهذا اخللاف مبني عىل اختالفه�م يف جواز بي�ع العقار قبل قبض�ه وقيل إنه ال
خالف بينهم يف عدم جواز ذلك االجارة.
وأما إجارة العني املستأجرة للمؤجر فاملالكية والشافعية جييزوهنا مطلقا ،عقارا أو منقوال،
قبل القبض أو بعده ،وهو أحد وجهني للحنابلة .والوجه الثاين هلم أنه ال جيوز قبل القبض ،بناء
عىل عدم جواز بيع ما مل يقبض .ومنع احلنفية اجيارها للمؤجر مطلقا ،عقارا كان أو منقوال قبل
القبض أو بعده ،ولو بعد مستأجر آخر ..
م�ا حكم الرشط إذا رشط مالك العني عىل املس�تأجر أن يس�تويف املنفع�ة فقط دون غريه؟:
األصل عند الفقهاء أن املس�تأجر ال جيوز أن يس�تعمل اليشء الذي استأجره فيام يلحق به رضر ًا
س�واء أرشط ذل�ك يف العقد أم مل يرشط ،وس�واء يف ذلك اس�تيفاء املس�تأجر املنفعة بنفس�ه ،أو
بتمكني غريه من استيفائها .أما إذا رشط عىل املستأجر أن يستويف املنفعة بنفسه فللفقهاء آراء:
األحناف :إذا كان االستعامل خيتلف بأن أجر السيارة لشخص فقام بتأجريها ملكتب تأجري
س�يارات فيص�ح الرشط ويلزم ويعترب متعدي� ًا يف تأجريه وضامنا .أم�ا إذا كان التأجري ملن يقوم
باالنتفاع به مثل األول فالرشط باطل ألن التقييد حتكم بدون مربر.
وأما اجلمهور :رشط عدم التأجري لغريه باطل ألنه يس�توي يف ذلك أن يس�تويف املس�تأجر
املنفعة بنفس�ه أو أن غريه من اس�تيفائها .وال يضمن إالَّ إذا أجرها لغري أمني أو أقل أمانة أو ملن
هو أكثر رضر ًا يف االنتفاع.
ثاني ًا :إعادة التأجري بعوض أكثر من العوض األول لغري املؤجر:
اختل�ف العلماء يف حك�م تأجري املس�تأجر للعين املس�تأجرة بأكثر مم�ا اس�تأجرها به عىل
أربعة أقوال:
القول األول :إن أجر املس�تأجر العني املس�تأجرة بأكثر مما استأجرها به صح العقد ،ولكن
حترم عليه الزيادة وعليه أن يتصدق هبا ،واس�تدلوا بنهي النبي ﷺ عن ربح ما مل يضمن ،وذلك
ألن العين املس�تأجرة ال تدخل يف ضامن املس�تأجر وإن قبضها ،بدليل أهن�ا لو هلكت فصارت
بحيث ال يمكن االنتفاع هبا كان اهلالك عىل املؤجر .وهذا الرأي ذكره الكاساين.
الق�ول الث�اين :إن أذن ل�ه املال�ك بالزي�ادة ج�از وإال مل جي�ز ،وه�ي رواي�ة ثاني�ة ع�ن
اإلمام أمحد.
القول الرابع :جيوز للمس�تأجر أن يؤجر العني املؤجرة بمثل ما استأجرها به وزيادة ،روي
عن طاوس واحلسن وعطاء والزهري .وهو املذهب عند املالكية ،والشافعية واحلنابلة .
واس�تدلوا بقوهل�م أن املس�تأجر مال�ك للمنفعة بعقد صحي�ح فجاز له التصرف يف ملكه
بنفس�ه وبغيره ،بغري عوض وبعوض ،بمثل ما اس�تأجر به وبأقل أو أكث�ر ،حيث ال يوجد مانع
رشع�ي يمن�ع م�ن ذلك ،وألن الزي�ادة يف عقد ال تعترب فيه املس�اواة بني الب�دل واملبدل فال متنع
صحة العقد.
والراج�ح واهلل أعلم :القول بأنه جيوز للمس�تأجر إعادة التأجير بعوض أكثر من العوض
األول ملن يقوم مقامه يف استيفاء املنفعة عىل الوجه الذي ملك به املنفعة بعوض أكثر من العوض
األول الذي استأجرها به ألن اإلجارة عقد جيوز برأس املال فجاز بزيادة.
األصل أن املستأجر يملك املنفعة ،ومن ملك املنفعة ملك االنتفاع هبا بنفسه وبغريه.
لو رشط املالك للعني عىل املس�تأجر اس�تيفاء املنفعة بنفس�ه فإن مجهور الفقهاء يرون عدم
األخذ هبذا الرشط مع مراعاة االستعامل فيام هو متعارف دون إحلاق الرضر باليشء املستأجر.
جيوز إعادة التأجري بعوض أكثر عند مجهور الفقهاء ما عدا األحناف.
فتوى
السؤال :هل جيوز استئجار يشء بأجرة ثم تأجريه للغري بأجرة أعىل؟ وإذا كان األمر جائز ًا
فهل جيوز إرشاك ش�خص ثالث يف عقد اإلجيار األول ليصبح رشيك ًا يف فرق اإلجيار عن طريق
بيع�ه حلصت�ه يف ملك املنفعة الذي دخل يف ضامن املس�تأجر األول ،س�واء كان ه�ذا البيع بمثل
األجرة املدفوعة أو أكثر أو أقل؟
الفتوى:
جي�وز اس�تئجار يشء بأج�رة معين�ة وتأجرية للغري بمثل ما اس�تؤجر به أو أكث�ر ما مل يمنعه
املؤجر األول أو العرف .
كام جيوز أن تكون هذه املشاركة بمثل األجرة املدفوعة من املستأجر األول أو أكثر أو أقل.
أم�ا إذا خ�رج حق املنفعة من ترصفه بعق�د إجيار الحق فال جيوز عندئ�ذ الترصف فيام خرج من
ملكه وأصبح دين ًا له يف ذمة الغري .
الس�ؤال :ه�ل جي�وز االتف�اق على رشاء مع�دات م�ن رشك�ة أو عقار ث�م إع�ادة التأجري
لذات البائع؟
الفتوى :إذا تم عقد البيع أوالً ثم جرى عقد تأجري بعد ذلك فال مانع منه رشع ًا.
األس�اس القانوين حلق املس�تأجر يف التأجري م�ن الباطن والتنازل عن عق�د اإلجيار يف ظل
أحكام القانون املدين(للمستأجر حق التنازل عن اإلجيار أو اإلجيار من الباطن وذلك عن كل ما
أستأجره أو بعضه ما مل يقىض االتفاق بغري ذلك) [ املادة 593من القانون املدنى ].
القي�ود ال�واردة قانونا عيل حق املس�تأجر يف التنازل عن عقد اإلجي�ار والتأجري من الباطن
حي�ق للمس�تأجر التن�ازل ع�ن اإلجيار من الباط�ن ،إال أن هذا احل�ق مقيد بع�دم االتفاق عىل ما
خيالفه ،فلو اتفق املتعاقدان (املؤجر واملستأجر) عىل منع املستأجر من حق التنازل عن اإلجيار أو
التأجري من الباطن رسي هذا االتفاق باعتبار االتفاق هو قانون املتعاقدين ورشيعتهم ،وأن ظل
األصل هو حق املس�تأجر ىف التنازل عن اإلج�ارة والتأجري من الباطن ما مل يقيد يف عقد اإلجيار
بام يناقض ذلك.
مس�ئولية املس�تأجر األصيل عن تنفيذ التزامات املتنازل له واملستأجر من الباطن متى انعقد
عق�د اإلجي�ار ،فاألصل أنه جييز للمس�تأجر حق التن�ازل عنه والتأجري م�ن الباطن ،وإذا رغب
املؤجر ىف تقيد هذا احلق لزم تضمني عقد اإلجيار نص رصيح بعدم جواز التنازل أو اإلجيار من
الباط�ن ،وىف حالت�ي التنازل عن اإلجيار أو التأجري من الباطن -مت�ى مل ينص عقد اإلجيار عىل
حرمان املستأجر من ذلك -فإن املستأجر يكون ضامنا للمتنازل له ىف تنفيذ التزاماته .
حرمان املس�تأجر من حق اإلجيار من الباطن وأثره عىل اس�تعامل املستأجر حلق التنازل عن
اإلجارة:
(منع املستأجر من أن يؤجر من الباطن يقتيض منعه من التنازل عن اإلجيار وكذلك العكس)
[ املادة 594فقرة 1من القانون املدنى ] إذا كان األصل وفق قواعد وأحكام القانون املدنى هو
حق املستأجر ىف التأجري من الباطن والتنازل عن اإلجارة فإن اتفاق املتعاقدان عىل عكس ذلك
يقيده ،فال جيوز ملس�تأجر التأجري من الباطن أو التنازل عن عقد اإلجيار ،وقد س�اوى املرشع ىف
األث�ر بني التأجري من الباط�ن والتنازل عن اإلجارة وباآلدق جع�ل حظر أحدمها حظرا لألخر
فإذا أشرتط املؤجر عدم جواز التأجري من الباطن امتد هذا اخلطر إىل التنازل عن اإلجارة فيصبح
التأجير م�ن الباطن والتنازل عن اإلجارة كالمها ممنوع .بيع املحل التجاري واملصنع وأثرة عيل
ج�واز التنازل ع�ن عقد اإلجيار رغم وجود الرشط املانع الرصي�ح -أورد املرشع بالفقرة الثانية
من املادة 594اس�تثناء خاص بإجيار عقار أنش�ئ به مصنع أو متجر واقتضت الرضورة أن يبيع
املستأجر مصنعه أو متجره ،واشرتط املرشع لبقاء العالقة اإلجيارية رغم خمالفة رشط منع التنازل
عن اإلجارة أو اإلجيار من الباطن أن يقدم املشرتى ضامنا كافيا وإال يلحق باملؤجر رضر .
لك�ى تتف�ق صيغة تأجري اخلدمات م�ع قواعد وأحكام الرشيعة اإلسلامية أو ال تتعارض
معها جيب االلتزام بالضوابط الرشعية اآلتية:
اإلجارة عىل منافع األش�خاص -دراس�ة فقهية مقارنة -يف الفقه اإلسلامي ،وقانون العمل :أ .د .عيل
حمي�ى الدي�ن القره داغ�ي (بحث مق�دم للمجل�س األورويب لإلفتاء والبح�وث) ال�دورة الثامنة عرشة
للمجلس -باريس مجادى الثانية /رجب 1429هـ /يوليو 2008م
-أن تك�ون اإلج�ارة واردة عىل منافع مباحة رشعا :وه�ذا الضابط يعني البد من االلتزام
بأحكام الرشيعة اإلسالمية ومبدائها يف استأجار وإجارة اخلدمات.
-أن يت�م حتديد اخلدمة حتديد ًا منضبط ًا من خالل األوص�اف الدقيقة والثمن والزمن وما
يتعلق هبا ،مما يسلم معه النزاع واخلالف.
-يف اإلجارة املوصوفة يف الذمة -والتي ال حيدد فيها من يقدمها -البد من حتقيق وحتديد
املواصفات املطلوبة.
-أما يف اإلجارة املعينة -والتي جيب فيها تعيني اجلهة املقدمة للخدمة -فالشخص األجري
بعينه هو املطلوب هنا.
-جيوز أن يبدأ االتفاق بني طالب اخلدمة واملؤسسة املالية املمولة :حيث يتم االتفاف بينهام
وبني مؤسس�ة التعليم ،ثم تقوم املؤسس�ة املالية بتقديم هذه اخلدمة عن طريق املرابحة يف املنافع
كام سنبينه يف اخلطوات التنفيذية ...
-أن تكون صيغة العقد (القول والكتابة) تتوافر فيها رشوط التوافق والتواصل.
-أن تكون األجرة حمددة معلومة ال تبقى معها جهالة مؤدية إىل النزاع.
-عدم تكليف املس�تأجر للخدمة إن كان طالب ًا أو معرس ًا بدفع األقس�اط إال بعد حصوله
على ٍ
عمل بدخل مناس�ب ،فرياعى ح�ال الطلبة ومصلحتهم وقدرهتم عىل الس�داد وغري ذلك
مم�ا يص�ب يف مصلحة العمي�ل طالب اخلدم�ة مراعاة حلاجت�ه وحتى ال نس�تغل حوائج الناس
ورضوراهتم ،فهو سيسدد ما عليه من أقساط بمجرد انتظامه يف عمل مناسب ...
-جيب عدم الربط بني اإلجارة املوصوفة يف الذمة التي تم إبرامها مع صاحب اخلدمة وبني
عقد اإلجارة مع العميل املستفيد من اخلدمة حتى نبتعد متام ًا عن الصورية وبعض املحظورات
الرشعية يف املعامالت مثل بيع العينة والقرض بفائدة وغري ذلك...
-ع�دم قابلية عقد اإلجيار لإللغاء خالل فترة أجله حيث أن العقد رشيعة املتعاقدين وأن
اإلخالل بذلك يؤدى إىل خسائر للمستأجر تتمثل ىف توقف اخلدمة عنه ،وللمؤجر حيث يصعب
تس�ويقها أو تأجريها للغري ،وأصل ذلك قول اهلل تب�ارك وتعاىل ﴿ :ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ
ﮎ﴾ [ املائدة ] 1 :وقول رسول اهلل ﷺ « :ال رضر وال رضار ».
هذه األعامل واخلدمات يف حقيقتها هي تدخل ضمن املرابحة يف املنافع – كام سبق وأن بيناه
يف املطلب السابق -ولذلك نطبق عليها إجراءات املرابحة لآلمر بالرشاء عىل ضوء ما يأيت:
-1وج�ود وع�د ملزم م�ن الطرف الطال�ب باملنفعة « اخلدم�ة » برشائه�ا وتأجريها...
وبعب�ارة أخرى :التوقيع عىل اتفاقية تفاهم مشترك ،تذكر فيها اخلطوات وااللتزامات املتبادلة،
وبيان اخلدمة املطلوبة سواء كانت معينة أم موصوفة يف الذمة .
ً
مرسلا ،والدارقطني أخرجه اإلمام مالك يف املوطأ يف كتاب األقضية ،باب :القضاء يف املرافق 745/2
،228/4واحلاكم 57/2وما بعدها من حديث أيب س�عيد وقال :صحيح اإلس�ناد عىل رشط مسلم ومل
خيرج�اه ،وأخرج�ه ابن ماجه من حديث عبادة بن الصام�ت [ ،784/2 ]234قال يف الدراية يف ختريج
أحاديث اهلداية :282/2فيه انقطاع.
رشح املصطلحات املستعملة يف العقود املستخدمة يف إجارة املنافع واخلدمات:
-مقدم اخلدمة :هو اجلامعة ،أو املعهد يف خدمة التعليم ،واملستشفى يف خدمة الصحة ،وهكذا
-طال�ب اخلدمة :هو مس�تخدم اخلدمة واملس�تفيد منها ،وهو عميل البنك ،وهو اآلم�ر برشاء املنفعة أو
اخلدمة
-البن�ك :الذي يقدم اخلدمة حس�ب العق�د للعميل مبارشة ،ألن البنك يق�وم بالتعاقد مع مقدم اخلدمة
لنفسه ،ثم يقدمها ،أو يبيعها أو يؤجرها تأجري ًا من الباطن للعميل يف اإلجارة املعينة .
-2قيام املؤسسة باالتفاق مع اجلهة صاحبة اخلدمة عىل الرشوط واملواصفات املطلوبة من
قبل طالب اخلدمة .
-3ث�م قي�ام املؤسس�ة بالتوقيع مع طال�ب التمويل « العمي�ل » بعد حتديد مدد األقس�اط
املطلوبة ،والضامنات املطلوبة للسداد .
وجي�وز يف اإلج�ارة املوصوفة يف الذمة أن تقوم املؤسس�ة املالية مب�ارشة باالتفاق والتوقيع
عىل العقد مع طالب اخلدمة « العميل « ألن حمل العقد يتعلق بالذمة ،وال يشرتط وجوده وقت
العقد ،وإنام عند وقت تسليم اخلدمة .
ثم بعد االتفاق مع العميل توقع املؤسسة عىل العقد مع اجلهة املقدمة للخدمة .
***
اإلجارة عىل منافع األش�خاص -دراس�ة فقهية مقارنة -يف الفقه اإلسلامي ،وقانون العمل :أ .د .عيل
حمي�ى الدي�ن القره داغ�ي (بحث مق�دم للمجل�س األورويب لإلفتاء والبح�وث) ال�دورة الثامنة عرشة
للمجلس /باريس مجادى الثانية /رجب 1429هـ /يوليو 2008م.
ملحق
فتاوى وقرارات اجملامع الفقهية يف تأجري اخلدمات
إن جملس جممع الفقه اإلسالمي الدويل املنبثق عن منظمة املؤمتر اإلسالمي املنعقد يف دورته
اخلامس�ة عرشة وبع�د اطالعه عىل البح�وث ال�واردة إىل املجمع بخص�وص موضوع صكوك
اإلجارة ،وبعد استامعه إىل املناقشات التي دارت حوله،
قرر ما يأتي:
-1تقوم فكرة صكوك اإلجارة عىل مبدأ التصكيك (أو التس�نيد أو التوريق) الذي يقصد
يدر دخلاً .والغرض من
ب�ه إص�دار أوراق مالية قابلة للت�داول ،مبنية عىل مرشوع اس�تثامري ّ
صك�وك اإلجارة حتويل األعيان واملنافع التي يتعلق هبا عقد اإلجارة إىل أوراق مالية (صكوك)
يمكن أن جتري عليها عمليات التبادل يف س�وق ثانوية .وعىل ذلك ُع ّرفت بأهنا» س�ندات ذات
قيمة متساوية ،متثل حصص ًا شائع ًة يف ملكية أعيان أو منافع ذات دخل ».
-2ال يمث�ل ص�ك اإلج�ارة مبلغ ًا حمدد ًا م�ن النقود ،وال هو دين عىل جهة معنية -س�واء
أكانت ش�خصية طبيعية أم اعتبارية -وإنام هو ورقة مالية متثل جزء ًا ش�ائع ًا (س�ه ًام) من ملكية
عين اس�تعاملية ،كعقار أو طائ�رة أو باخ�رة ،أو جمموعة من األعي�ان االس�تعاملية -املتامثلة أو
تدر عائد ًا حمدد ًا بعقد اإلجارة.
املتباينة - إذا كانت مؤجرةُّ ،
-3يمكن لصكوك اإلجارة أن تكون اس�مية ،بمعنى أهنا حتمل اس�م حامل الصك ،ويتم
انتقال ملكيتها بالقيد يف سجل معني ،أو بكتابة اسم حاملها اجلديد عليها ،كلام تغريت ملكيتها،
كام يمكن أن تكون سندات حلاملها ،بحيث تنتقل امللكية فيها بالتسليم.
-4جي�وز إصدار صكوك تمُ ثل ملكية األعي�ان املؤجرة وتداوهلا – إذا توافرت فيها رشوط
األعي�ان الت�ي يص�ح أن تكون حم ً
ال لعقد اإلج�ارة – كعقار وطائرة وباخرة ونح�و ذلك ،ما دام
تدر عائد ًا معلوم ًا.
الصك يمثل ملكية أعيان حقيقية مؤجرة ،من شأهنا أن َّ
-5جيوز ملالك الصك -أو الصكوك -بيعها يف الس�وق الثانوية ألي مشرت ،بالثمن الذي
يتفقان عليه ،س�واء كان مس�اوي ًا أم أقل أم أكثر من الثمن الذي اشرتى به ،وذلك نظر ًا خلضوع
أثامن األعيان لعوامل السوق (العرض والطلب).
-6يستحق ُ
مالك الصك حصته من العائد -وهو األجرة -يف اآلجال املحددة يف رشوط
اإلصدار منقوص ًا منها ما يرتتب عىل املؤجر من نفقة ومؤنة ،عىل وفق أحكام عقد اإلجارة.
-7جيوز للمستأجر الذي له حق اإلجارة من الباطن أن يصدر صكوك إجارة متثل حصص ًا
شائع ًة يف املنافع التي ملكها باالستئجار بقصد إجارهتا من الباطن ،ويشرتط جلواز ذلك أن يتم
إصدار الصكوك قبل إبرام العقود مع املس�تأجرين ،سواء تم اإلجيار بمثل أجرة اإلجارة األوىل
أو أقل منها أو أكثر .أما إذا ُأبرمت العقود مع املستأجرين ،فال جيوز إصدار الصكوك ،ألهنا مت ِّثل
ديون ًا ُ
للمصدر عىل املستأجرين.
-8ال جيوز أن يضمن مصدر الصكوك أو مديرها أصل قيمة الصك أو عائده ،وإذا هلكت
األعيان املؤجرة كلي ًا أو جزئي ًا فإن غرمها عىل محلة الصكوك.
* عق�د ن�دوة متخصصة لدراس�ة احلكم يف الص�ور التطبيقية التي اش�تملت عليها بعض
البحوث ،ومل يتضمن هذا القرار حك ًام هلا ،وذلك بالتنسيق مع املؤسسات املالية املعنية ،ليصدر
املجمع قراره فيها يف ضوء نتائج تلك الندوة .ومن أبرز تلك الصور:
-1احلك�م يف إص�دار صك�وك بملكية األعيان املؤج�رة إجارة منتهي�ة بالتمليك عىل من
اشرتيت منه تلك األعيان.
« مسقط (سلطنة ُعامن) 19 - 14املحرم 1425هـ ،املوافق 11 – 6آذار (مارس) 2004م» .
واهلل أعلم
***
ق�رر املجل�س األوريب لإلفتاء والبحوث ،يف هناية أعامل دورت�ه العادية الثامنة عرشة ،التي
عقدها بالعاصمة الفرنسية «باريس» (من 1إىل 5يوليو 2008م ،املوافق 27مجادى اآلخرة إىل
2رجب1429هـ) أن األصل يف املعامالت املالية يف البالد غري اإلسلامية أن تبنى عىل أس�اس
االلتزام بأحكام الرشيعة اإلسالمية من حيث اجلواز والصحة ،وأن الرأي القائل بجواز العقود
ال عام ًا تبنى عليه املعامالت املالية للمسلمني
الفاسدة يف غري دار االسالم ال يصح أن يكون أص ً
يف الغرب ،وبالتايل فال جيوز االس�تناد إىل هذا الرأي لتربير املعامالت املالية والعقود التي تثبت
حرمتها ما مل تدع لذلك رضورة معتربة.
أحكام اإلجارة
قرر املجلس:
وبخصوص أحكام اإلجارةّ ،
أوالّ :
أن عق�د اإلجارة الواردة عىل منافع األعيان (املس�اكن ،املحالت ،املعدات ،وس�ائل
النقل) يمكن االستفادة منه من خالل:
ب -اإلج�ارة التمويلي�ة ،وذلك من خلال عقد اإلجارة م�ع الوعد بالتملي�ك (اإلجارة
املنتهية بالتمليك).
ج -الصك�وك اإلسلامية اخلاصة باإلجارة ،حي�ث تعترب من أكثر أن�واع الصكوك مرونة
وضبط ًا.
ثاني� ًا :عقد اإلجارة الواردة عىل العمل واخلدمات (إجارة األش�خاص) يمكن االس�تفادة
منه من خالل:
اخلدمات التعليمية ،حيث يتم االتفاق بني املؤسسة املالية املمولة هلذه ِ
اخلدمات، أ -متويل ِ
اخلدمة التعليمية من خالل األوصاف ومؤسسات التعليم (اجلامعة ،املعهد ،املركز) ،عىل حتديد ِ
الدقيق�ة والثمن والزمن ،وما يتعلق هبا .ثم تقوم املؤسس�ة املالي�ة بتقديم هذه اخلدمة عن طريق
املرابحة يف املنافع ،وجيوز أن يبدأ االتفاق بني طالب اخلدمة واملؤسسة املالية املمولة ،يتم االتفاق
بينهام وبني مؤسسة التعليم.
ب -متويل ِ
اخلدمات الصحية بإحدى الطريقتني السابقتني.
ثالث� ًا :جي�وز أن تكون اإلجارة واردة يف احلاالت الس�ابقة عىل عني معين�ة ،أو موصوفة يف
الذم�ة ،وعلى خدمة معينة أو موصوف�ة يف الذمة ،ما دامت األوصاف ت�ؤدي إىل الضبط وعدم
النزاع واخلالف.
رابع� ًا :جي�وز إب�رام عقود اإلج�ارة لعدة أش�خاص عىل منفع�ة معينة ليشء واح�د ،ومدة
حمددة ،دون تعيني زمن معني لش�خص معني ،بل حيق لكل منهم اس�تيفاء املنفعة يف الزمن الذي
يت�م ختصيص�ه له عند االس�تخدام تبع ًا للع�رف ( ،)Time Sharingوهذه احلال�ة تعود يف الفقه
اإلسالمي إىل املهايأة الزمنية يف استيفاء منفعة العني املؤجرة.
-2أن تكون صيغة العقد (القول والكتابة) تتوافر فيها رشوط التوافق والتواصل.
-3أن تك�ون األج�رة حمددة معلوم�ة ال تبقى معها جهالة مؤدية إىل الن�زاع ،وجيوز ربطها
بم�ؤرش معل�وم (مثل اليبور) بأن يتفق الطرفان عىل أن األج�رة املتغرية مرتبطة باليبور زائد ًا أو
ناقص� ًا ،وجي�وز كذلك حتديد األج�رة يف اإلجارة الواردة عىل العمل بمبلغ يومي أو ش�هري أو
سنوي ،وربطه ربط ًا قياسي ًا بمؤرش التضخم الذي تصدره الدولة يف كل فرتة.
-4أن تك�ون املنفع�ة معلوم�ة ،إم�ا بتعيني حمل العق�د (العني أو الش�خص) ،أو أن تكون
اإلج�ارة واردة عىل عني موصوفة يف الذمة ،ويف هذه احلالة جيب أن تكون الصفات حتقق العلم
النايف للجهالة املؤدية للنزاع.
سابع ًا :ال مانع رشع ًا من إجارة املشاع للرشيك ،ومن كون األجرة ببعض الناتج من عمل
األجري ،كتأجري السيارة بنصف أجرهتا املحصلة.
ثامن� ًا :ال مانع رشع ًا من توقيت عقد اإلجارة ،ب�أن يتم العقد ويربط التأجري بمدة الحقة،
كأن يقول :أجرتك بيتي ،أو سياريت ،بعد ستة أشهر ،تبدأ من يوم كذا وملدة كذا.
أكملت هذا
َ تاس�ع ًا :ال مان�ع رشع� ًا من تعليق اإلجارة بنوعين من العمل ،بأن يق�ول :إن
العمل يف شهر فلك ألف ،مثالً ،وإن أكملته يف شهرين فلك نصفه ،أو أن يقول :إن أكملت هذا
العمل باملواصفات املحددة فلك ألف ،وإن أكملته بمواصفات أخرى فلك نصفه ،مثالً.
واجبات رب العمل:
-1دف�ع األج�رة حس�ب االتف�اق ،أو بع�د ف�راغ العم�ل« :أعط�وا األجري أج�ره قبل أن
جيف عرقه».
واجبات العامل:
-2ع�دم الغي�اب ع�ن العمل أثناء فترة العمل إال بإج�ازة من صاحب العم�ل ،أو لعذر
طارئ مرشوع.
ِ -3
احلفاظ عىل ما حتت رعايته من آالت وأدوات ومعدات وأعامل.
-5االلتزام بقوانني العمل ولوائحه اخلاصة بالعامل يف الدولة التي يعمل فيها.
-4الظروف القاهرة.
املعي.
-2موت العامل نَّ
أ ّما بخصوص القروض الطالبية ،فقد ّقرر املجلس أنّه جيوز للطلبة املسلمني يف أوروبا أن
يس�تفيدوا من القروض الطالبية الت�ي تقدمها الدول األوربية ملواطنيها ،وأن يس�تعينوا هبا عىل
س�داد األقساط الدراس�ية وتكاليف املعيشة الطالبية ،إذا كانت تلك القروض بغري زيادة ربوية
مربوطة بمؤرش معدل تكاليف املعيشة ،وذلك لآليت:
-1القروض الطالبية املذكورة حتقق أهنا خالية من الزيادة الربوية من حيث األصل.
-2القوانين املنظمة لعملية جباية األقس�اط من الطالب تراعي ح�ال الطلبة ومصلحتهم
وقدرهت�م على الس�داد ،فالطالب ال يكل�ف بدفع األقس�اط إإل بعد حصوله على عمل بدخل
متوسط ،ثم تؤخذ منه األقساط وفق ًا للنظام الرضيبي الذي يراعي النسبة مع دخل الفرد ،وغري
ذلك مما يصب يف مصلحة الطالب املقرتض ال الدولة املقرضة.
***
http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=32&aid=3151
اخلامتة
أفاد البحث أن متويل املنافع واخلدمات الذي يتم من خالل متلك املؤسس�ة املالية للمنفعة
أو اخلدم�ة وذلك باس�تئجارها من مقدِّ مها بأج�رة حا َّلة ثم تأجريها بأجرة مؤجلة إىل املس�تفيد
منه�ا بزيادة ربح أن ه�ذه املعاملة جائزة رشع ًا ،وبعد بيان مجلة م�ن أحكام اإلجارة ،أحلقت هبا
الضوابط الرشعية التي تصح هبا هذه املعاملة ،وذلك يف شتى أنواع اإلجارة بتقسيامهتا املختلفة،
وختِم ذلك بذكر أهم اخلطوات التنفيذية إلجارة اخلدمات..ُ
التوصيات
-جي�ب عىل مؤسس�ات اخلدم�ات املالية اإلسلامية أن تضع إطار عمل لسياس�ة ضوابط
إدارة ش�املة حتدد األدوار والوظائف االستراتيجية لكل من عنارص ضوابط اإلدارة واآلليات
املعتمدة ملوازنة مسؤوليات اخلدمات املالية اإلسالمية جتاه خمتلف أصحاب املصالح.
-جيب عىل مؤسسات اخلدمات املالية اإلسالمية أن تتأكد من أن معامالهتا مطابقة ألحكام
الرشيع�ة اإلسلامية ومبادئها -والتي ترسي على قطاع اخلدمات املالية اإلسلامية وتعتمدها
السلطات اإلرشافية يف الدولة املعنية.
-جيب عىل مؤسس�ات اخلدمات املالية اإلسالمية اعتامد اسرتاتيجية استثامر سليمة تتالءم
مع املخاطر والعوائد املتوقعة ألصحاب حسابات االستثامر …
-جي�ب عىل مؤسس�ات اخلدم�ات املالية اإلسلامية أن تض�ع آلية مناس�بة للحصول عىل
األحكام الرشعية ،وااللتزام بتطبيق الفتاوى وملراقبة االلتزام بالرشيعة يف مجيع نواحي منتجاهتا
وعملياهتا ونشاطاهتا .ويمكن للسلطات اإلرشافية ترتيب اختيار مناسب يضع بعناية الرشوط
املطلوب�ة قب�ل قيام أي مؤسس�ة خدمات مالية إسلامية بتعيين أي عامل رشيع�ة كعضو يف هيئة
الرقابة الرشعية التابعة هلا ،بام يؤدي إىل تعزيز ثقة اجلمهور يف هيئة الرقابة الرشعية.
-جي�ب على مؤسس�ة اخلدم�ات املالية اإلسلامية االلت�زام بأح�كام الرشيعة اإلسلامية
ومبادئه�ا املنص�وص عليها يف قرارات علامء الرشيعة للمؤسس�ة ،وجيب عيل املؤسس�ة أن تتيح
إطالع اجلمهور عىل هذه األحكام واملبادئ.
***
املصادر واملراجع
-اإلجارة عىل منافع األشخاص ـ دراسة فقهية مقارنة ـ يف الفقه اإلسالمي ،وقانون العمل :أ.د .عيل
حميى الدين القره داغي (بحث مقدم للمجلس األورويب لإلفتاء والبحوث) الدورة الثامنة عرشة
للمجلس -باريس
-أح�كام الق�رآن :تأليف :أمح�د بن عيل الرازي اجلص�اص ،حتقيق :حممد صادق قمح�اوي ،نرش دار
إحياء الرتاث العريب -بريوت
-األم :تألي�ف اإلم�ام حممد بن إدريس الش�افعي ،الطبع�ة األوىل ،نرش :دار الكت�ب العلمية ،بريوت
-لبنان.
-اإلنص�اف يف معرفة الراجح من اخلالف :أليب احلس�ن عيل بن س�ليامن امل�رداوي ،حتقيق :د .عبداهلل
الرتكي ،مطبوع مع املقنع والرشح الكبري ،نرش دار هجر.
-البح�ر الرائ�ق رشح كنز الدقائق :تأليف :زين الدين بن إبراهي�م بن حممد بن بكر بن نجيم ،الطبعة
الثالثة دار املعرفة ،بريوت -لبنان.
-بدائ�ع الصنائ�ع :تألي�ف :عالء الدين أيب بكر بن مس�عود الكاس�اين،النارش :دار الكت�اب العريب -
بريوت.
-التاج واإلكليل :أليب عبداهلل حممد بن يوس�ف ابن أيب القاس�م ،الش�هري باملواق ،الطبعة األوىل ،دار
الكتب العلمية ،بريوت -لبنان.
-تبيين احلقائ�ق :لفخر الدين عثمان بن عيل الزيلعي الطبع�ة الثانية معادة باألوفس�ت ،دار املعرفة -
بريوت.
-التمويل واس�تثامر األموال يف الرشيعة اإلسلامية :أ.د .حس�ام الدين بن حممد صالح فرفور(بحث
علمي مقدم للمؤمتر الثاين للمصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية حتت شعارالصريفة اإلسالمية
صريفة استثامرية)
-اجلام�ع ألحكام الق�رآن الكريم :أليب عبداهلل حممد ب�ن أمحد األنص�اري القرطبي،طبعة دار الكتب
العلمية ،بريوت -لبنان ،توزيع :مكتبة عباس أمحد الباز -مكة املكرمة.
-حاشية البجريمي :سليامن بن عمر بن حممد البجريمي ،املكتبة اإلسالمية ،ديار بكر ،تركيا.
-حاش�ية الدس�وقي :ملحمد بن عرفة الدس�وقي ،املكتبة التجارية الكربى ،توزيع :دار الفكر ،بريوت
-لبنان.
-حاش�ية رد املحتار :ملحمد أمني ،املعروف بابن عابدين ،الطبعة األوىل ،دار الكتب العلمية ،بريوت
-لبنان.
-حاشية قليويب وعمرية عىل املحيل :أمحد قليويب (1069هـ) وأمحد عمرية (957هـ) مصطفى البايب
احللبي ،ط ،3القاهرة 1375هـ.
-احل�اوي الكبري :أليب احلس�ن عيل بن حممد بن حبيب املاوردي البصري ،حتقيق :عيل حممد معوض
وعادل أمحد عبداملوجود ،الطبعة األوىل النارش :دار الكتب العلمية -بريوت.
-دراس�ات يف التموي�ل اإلسلامي :د .أرشف حمم�د دواب�ه دار السلام ،الطبع�ة األوىل القاه�رة
1428هـ.
-الذخرية :أيب العباس أمحد بن إدريس الصنهاجي ،بالقرايف،ط 1دار الغرب اإلسالمي -بريوت.
-روضة الطالبني :ملحيي الدين حييى بن رشف النووي ،الطبعة الثانية ،النارش :املكتب اإلسالمي.
-س�نن اب�ن ماجه :لإلم�ام أيب عبداهلل حممد القزوين�ي ،حتقيق :حممد ف�ؤاد عبدالباق�ي ،الطبعة الثانية
توزيع :دار سحنون -تونس ،ضمن موسوعة الكتب الستة ورشوحها.
-س�نن البيهقي (الس�نن الكربى) :أليب بكر أمحد بن احلسين البيهقي ،حتقيق :حممد عبدالقادر عطا،
نرش :مكتبة دار الباز -مكة املكرمة
-س�نن الدارقطني :لعيل بن عمر أبو احلس�ن الدارقطني البغدادي ،حتقيق :الس�يد عبداهلل هاشم يامين
املدين ،نرش :دار املعرفة – بريوت
-رشح منته�ى اإلرادات :للش�يخ منص�ور ب�ن يون�س ب�ن إدريس البه�ويت ،عامل الكت�ب -بريوت،
الطبعة األوىل
-رشح النووي عىل مس�لم :لإلمام حميي الدين حييى بن رشف النووي ،طبعة دار الفكرنرش وتوزيع:
رئاسة إدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد باململكة العربية السعودية.
-صحيح البخاري :لإلمام أيب عبداهلل حممد بن إسماعيل البخاري ،ضمن موس�وعة الس�نة (الكتب
الستة ورشوحها) ،الطبعة الثانية ،النارشان :دار سحنون ودار الدعوة.
-صكوك اإلجارة (دراس�ة فقهية تأصيلية تطبيقية) :حامد بن حس�ن بن حممد عيل مرية ،امليامن للنرش
والتوزيع ،الطبعة األوىل 1429هـ ،الرياض .
-صناع�ة اهلندس�ة املالية ،نظرات يف املنهج اإلسلامي :س�امي الس�ويلم ،مركز البح�وث والتطوير،
رشكة الراجحي املرصفية لإلستثامر .
-عقد اإلجارة مصدر من مصادر التمويل اإلسالمية :عبد الوهاب أبو سليامن ،دراسة فقهية مقارنة،
املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية ،جدة.
-العناي�ة :تأليف حمم�د بن حممود بن أمحد احلنفي ،مطبوع مع فتح القدي�ر البن اهلامم ،الطبعة األوىل،
دار الكتب العلمية ،بريوت -لبنان.
-الفتاوى اهلندية :للشيخ نظام ومجاعة من علامء اهلند ،النارش :دار إحياء الرتاث العريب -بريوت.
-فت�ح الب�اري برشح صحيح البخ�اري :لإلمام أمحد بن عيل بن حجر العس�قالين الطبعة األوىل عام،
نرش مكتبة دار السالم -الرياض ومكتبة دار الفيحاء للطباعة والنرش والتوزيع -دمشق.
-فت�ح القدي�ر :تأليف كامل الدين حممد ب�ن عبدالواحد ،املعروف بابن اهلامم ،عل�ق عليه وخرج آياته
وأحاديثه :الشيخ عبدالرزاق غالب املهدي ،الطبعة األوىل ،دار الكتب العلمية ،بريوت -لبنان.
-فقه املعامالت املالية :د .رفيق يونس املرصي ،دار القلم ،الطبعة الثانية 1428هـ دمشق.
-ال�كايف يف فقه أهل املدينة :تأليف أيب عمر يوس�ف ب�ن عبداهلل بن حممد بن عبدالرب القرطبي ،الطبعة
األوىل ،دار الكتب العلمية ،بريوت -لبنان.
-ال�كايف :أليب حممد موفق الدين عبداهلل بن أمحد بن قدامة املقديس ،حتقيق :زهري الش�اويش ،الطبعة
الثانية ،النارش :املكتب اإلسالمي ،وتوزيع :جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية.
-كش�اف القن�اع على مت�ن اإلقن�اع :ملنصور ب�ن يونس ب�ن إدري�س البه�ويت ،مكتبة النصر احلديثة
بالرياض.
-الكليات :أبو البقاء أيوب بن موسى الكفوي :مؤسسة الرسالة ،الطبعة األوىل .
-لس�ان الع�رب :لإلم�ام العالم�ة أيب الفضل مج�ال الدين حمم�د بن مكرم ب�ن منظ�ور ،دار صادر -
بريوت.
-املبس�وط :لش�مس األئم�ة حممد بن أمحد الرسخيس ،طبعة معادة باألوفس�ت الن�ارش :دار املعرفة -
بريوت.
-معجم مقاييس اللغة :أيب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا ،دار النرش :دار اجليل -بريوت -لبنان
1420 -هـ 1999 -م ،الطبعة :الثانية ،حتقيق :عبد السالم حممد هارون
-املغرب يف ترتيب املعرب :أبو الفتح نارص املطرزي ،بريوت ،دار الكتاب العريب .
-املغني :تأليف :أيب حممد عبداهلل بن أمحد بن قدامة املقديس ،حتقيق :الدكتور :عبداهلل بن عبداملحسن
الرتك�ي ،والدكت�ور عبدالفت�اح حمم�د احلل�و ،الطبع�ة األوىل ،نشر :دار هج�ر للطباع�ة والنشر
والتوزيع.
-مغني املحتاج إىل معرفة املنهاج :ملحمد بن أمحد الرشبيني اخلطيب ،النارش :دار الفكر العريب .
-املنتق�ى رشح موط�أ مالك :أليب الوليد س�ليامن بن خلف الباجي ،طبعة مص�ورة عن الطبعة األوىل
النارش :دار الكتاب العريب -بريوت.
-مواه�ب اجللي�ل رشح خمترص خلي�ل :أليب عبداهلل حممد ب�ن حممد بن عبدالرمحن املغ�ريب ،املعروف
باحلط�اب ،ضبط وختريج الش�يخ زكريا عميرات ،الطبعة األوىل ،دار الكت�ب العلمية ،بريوت -
لبنان ،نرش :مكتبة دار الباز -مكة املكرمة.
-املوطأ :لإلما مالك بن أنس الطبعة الثانية ،نرش :دار سحنون ،ودار الدعوة.
-نتائج األفكار يف كشف الرموز واألرسار :شمس الدين بن قودر املعروف بقايض زاده.
-هناي�ة املحت�اج إىل رشح املنه�اج :لش�مس الدين حممد ب�ن أيب العباس أمحد بن محزة الرميل ،الش�هري
بالشافعي الصغري ،النارش :دار إحياء الرتاث العريب – بريوت.
-نيل األوطار رشح منتقى األخبار :لإلمام حممد بن عيل الش�وكاين ،الطبعة األوىل النارش :دار الكلم
الطيب -بريوت ،توزيع :دار املغني -الرياض.
-اهلداية رشح بداية املبتدي :أليب احلسن عيل بن أيب بكر املرغيناين ،مطبوع مع فتح القدير البن اهلامم
طبعة ،نرش :دار الكتب العلمية -بريوت.
***