You are on page 1of 18

‫خــــطــــــــــة الـــــــــبحـــــــــــث‬

‫مــــــقــــــدمـــــــة‬

‫المـــبحــــث الـــاول ‪:‬ماهية االئتمان المصرفي‬

‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬تعريف االئتمان المصرفي‬

‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬أهمية االئتمان المصرفي‬

‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬أهداف االئتمان المصرفي‬

‫المــــبحـــث الثـــاني‪ :‬العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار االئتماني و‬


‫انواعه‬

‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار االئتماني‬

‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬انواع االئتمان المصرف‬

‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬مزايا االئتمان المصرفي‬

‫خــــــــــاتــــــمـــة‬
‫مـــــــقــــــــــدمـــــــــة‬
‫يعد النظام المالي المصرفي اللبنة االساسية في البناء االقتصادي ألي دولة‪ ،‬و تزداد‬
‫هذه االهمية من تعاظم دور الوساطة المالية و حتمية التوازن بين الوحدات ذات الفائض و‬
‫الوحدات ذات الجز فيه‪ ،‬في وقت بلغ فيه التطور التكنولوجي و التعقيد اوجه‪ ،‬و التنافس على‬
‫االبداع و االبتكار ذروته ‪.‬‬
‫فالنظام المصرفي هو نظام ائتماني بالدرجة االولى اذ ان وظيفة االقراض هي الوظيفة‬
‫االساسية لعمل المصارف التجارية‪ ،‬النشاط االكثر ربحية لها‪ ،‬وسبيل تحقيق الميزة و‬
‫الريادة‪ .‬وفي ذات مؤسسات االقراض هذه مثالب جمة تعترض السيرورة السليمة للعملية‬
‫االئتمانية و تحد من فعالية المبتغى منها‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق يمكن صياغة االشكالية الرئيسية فيما يلي ‪:‬‬

‫فيما يتمثل االئتمان المصرفي ؟‬


‫االسئلة الفرعية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما هو االئتمان المصرفي؟‬
‫‪ .2‬ماهي العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار االئتماني ؟ما هي انواع االئتمان المصرفي؟‬

‫الفرضيات ‪:‬‬
‫الرئيسية‪ :‬االئتمان المصرفي بمثابة لمال حاضر بوعد وفاء مقبل و مبرر ذلك هو الثقة ‪.‬‬

‫الفرعية‪:‬‬
‫‪ .1‬القوة الشرائية غير المستهلكة من الدخل ‪،‬فعناصر االئتمان هي عالقة مديونية‪ ،‬وجود‬
‫دين‪ ،‬المخاطرة‪ ،‬االجل او الفارق الزمني‪.‬‬
‫‪ .2‬يتأثر اتخاذ القرار االئتماني بمجموعة من العوامل منها ما يتعلق بشخص العميل‬
‫المقترض من جهة و البنك المقترض من جهة ثانية‪.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬ماهية االئتمان المصرفي‬
‫تتجلى أهمية الجهاز المصرفي في خدمة قضايا التنمية والتقدم من خالل دوره كوسيط‬
‫مالي يعمل على تعبئة المدخرات المختلفة‪ ،‬ثم توظيفها وفق أسس وضوابط معينة في إطار‬
‫السياسة العامة للبيئة التي يتواجد بها ‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف االئتمان المصرفي‬


‫نشير إلى أن مصطلح االئتمان والقرض سيعتمدان للداللة على نفس المعنى خالل هذه‬
‫الدراسة تعددت التعاريف التي وردت بشأن االئتمان والتي من بينها‪:‬‬
‫أنه "القوة الشرائية المقرضة أو التي تصير متاحة للمقترضين‪ ،‬حيث يصبح ممكن‬
‫لهؤالء األفراد غير القادرين حاليا‪ ،‬االنتظار من أجل الحصول على السلع التي يرغبونها و‬
‫تكلفة ذلك هي سعر الفائدة ‪".‬‬
‫أو " القدرة الشرائية غير المستهلكة من الدخل‪ ،‬لكنها خلقت بواسطة البنوك من دخل‬
‫المودعين غير المشغل والمودع في هذه البنوك "‬
‫كما يعبر االئتمان عن الثقة التي يوليها البنك لشخص ما سواء أكان طبيعيا أم معنويا‪،‬‬
‫حين يضع تحت تصرفه مبلغا من النقود الستخدامه في غرض محدد ولفترة محددة تفق عليها‬
‫بين الطرفين‪ ،‬وفي نهايتها في العميل بالتزاماته‪ ،‬مضافا إليها عائد مادي متفق عليه ‪ ،‬وفي‬
‫هذا الصدد يستند االئتمان المصرفي إلى‪:‬‬
‫*استخدام المنهج العلمي البحت في تقييم أوضاع طالبي االئتمان‪ ،‬وأخذ االعتبار االجتماعي‬
‫أو الشخصي عند التقييم في الحسبان ‪.‬‬
‫*االعتماد الكامل على المعلومات الموثقة المتاحة عن المقترضين وأوضاعهم االستعالم‬
‫الجيد وبحث وتحليل مراكزهم المالية‪.‬‬
‫*األخذ في الحسبان الضمانات التي يتعين على المدين توفيرها للدائن‪.‬‬
‫ويعرف االئتمان على أنه " التزام جهة لجهة أخرى باإلقراض أو المداينة ‪ ،‬ويراد به‬
‫أن يقوم الدائن بمنح المدين مهلة من الوقت يلتزم المدين عند انتهائها بدفع قيمة الدين ‪ ،‬فهو‬
‫صيغة تمويلية استثمارية تعتمدها البنوك بمختلف أنواعها"‬
‫أو "الخدمات المقدمة للزبائن التي يتم بمقتضاها تزويد األفراد والمشاريع في المجتمع‬
‫باألموال الالزمة ‪ ،‬على أن يتعهد المدين بسداد تلك األموال وفوائدها والعموالت المستحقة‬
‫عليها دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محددة ‪ ،‬ويتم تدعيم هذه العالقة بمجموعة من‬
‫الضمانات التي تكفل للبنك استرداد أمواله في حالة توقف الزبون عن السداد بدون أي‬
‫خسائر"‪.‬‬
‫وعليه فاالئتمان بمثا بة مبادلة لمال حاضر بوعد وفاء مقبل ومبرر ذلك هو الثقة‪ ،‬لكن‬
‫ليس عملية ثقة تعتبر بالضرورة عملية ائتمان‪ ،‬فاالئتمان له عناصر أربع على األقل‪:‬‬
‫عالقة مديونية‪:‬‬
‫حيث يفترض وجود دائن ( هو مانح االئتمان ) ومدين ( متلقي االئتمان )‪ ،‬وواضح أنه‬
‫يفترض هنا بالضرورة قيام عنصر الثقة بينهما‪.‬‬
‫وجود دين‪:‬‬
‫المبلغ النقدي الذي يعطيه الدائن للمدين و الذي يتعين على الثاني رده لألول‪ ،‬وفي هذا‬
‫ما يظهر عالقة االئتمان بالنقود‪.‬‬
‫األجل أو الفارق الزمني‪:‬‬
‫وهو الفاصل بين حدوث المديونية والتحرر منها‪ ،‬وهذا الفارق الزمني هو العنصر‬
‫الجوهري في االئتمان‪ ،‬والمميز للمعامالت الفورية عن المعامالت االئتمانية‪.‬‬
‫المخاطرة‪:‬‬
‫تتضمن ما يمكن للدائن أن يتحمله نتيجة انتظاره لدينه‪ ،‬ناهيك عن احتمال عدم دفع‬
‫الدين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية االئتمان المصرفي‬
‫االئتمان ضرورة جوهرية لالقتصاد فهو يحول دون بقاء األموال معطلة أو مجمدة‬
‫المال ويمكن ويمكن لرجال األعمال مباشرة أعمالهم أو توسيعها وفي ذلك زيادة إنتاج رأس ‪:‬‬
‫تلخيص أهمية االئتمان المصرفي في اآلتي‬
‫ـ توفير التمويل الالزم للنمو والتنمية في ضوء التطور التقني واالقتصادي‪.‬‬
‫ـ زيادة االنتاج من خالل تمويل المشاريع الصغيرة والكبيرة القائمة او التي قيد االنشاء‪.‬‬
‫ـ يساعد االئتمان االستهالكي في زيادة الطلب الكلي من خالل منح االئتمان لذوي الدخول‬
‫المتدنية مما يرفع من ميلهم الكلي و المتوسط لالستهالك وبالتالي المساهمة في زيادة الطلب‬
‫الكلي‪.‬‬
‫ـ يساهم في توزيع واعادة توزيع الموارد المالية بين القطاعات االقتصادية المختلفة‬
‫ـ اداة للتبادل والتسوية (التسوية بين الدائن والمدين)‪.‬‬
‫ـ المساهمة في تشغيل الموارد المالية العاطلة من خالل االئتمان السيما قصير االجل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف االئتمان المصرفي‬


‫* وضع أفضل األسس والسياسات الخاصة بتمويل المخاطر والتأمين عليها‪ ،‬ورسم‬
‫الخطة الرئيسية الشاملة والرامية إلى توفير أقصى حماية مالية ألصول و موجودات‬
‫ومسؤوليات الشركة وبأقل كلفة ممكنة واإلشراف على تنفيذ كافة األحكام واإلجراءات‬
‫المنظمة لها بما يحقق االستخدام األمثل للميزانية المخصصة لتمويل المخاطر بشتى أنواعها‪.‬‬
‫* تطوير وتحديد أنظمة الدليل المالي الموحد‪ ،‬ووضع المعايير واألسس المحاسبية‬
‫بمهنية عالية‪ ،‬وبما يضمن تحقيق أقصى درجات المحافظة على مال الشركة‪.‬‬
‫* مواكبة تطوير األنظمة المحاسبية وإصدار الحسابات الختامية والتقارير المالية على‬
‫أسس ومعايير معتمدة دولياء يما يوفر أقصى درجات المرونة والدقة والسرعة‪.‬‬
‫* تحقيق رقابة حقيقية على كافة المصروفات واإليرادات والتسويات القيادية وتبويبها‬
‫وقيدها وترحيلها للسجات وإعداد التحاليل الخاصة بها مع تطبيق معايير رقابية تهدف‬
‫للمحافظة على األصول والموارد التابعة إلدارة نشاط مشاريع المجموعة المختلفة‪.‬‬
‫المــــبحـــث الثـــاني‪ :‬العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار االئتماني و انواعه‬
‫المطلب االول‪ :‬العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار االئتماني‬
‫يتأثر اتخاذ القرار االئتماني بمجموعة من العوامل منها ما يتعلق بشخص العميل المقترض‬
‫من جهة والبنك المقرض من جهة ثانية ‪ ،‬ومنها ما يرتبط بالتسهيل االئتماني ذاته‪ ،‬وعوامل‬
‫أخرى ترجع إلى عموم االقتصاد والظروف المحيطة‪ .‬وهي جملة العوامل الفاعلة في صنع‬
‫القرار االئتماني‪ ،‬والتي قبل التطرق إليها كل عنصر على حدى‪ ،‬يمكن تبيانها إجماال وفق‬
‫الشكل التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العوامل المرتبطة بالعميل ( القواعد العامة في منح االئتمان (‬
‫‪ .1‬شخصية العميل ( السمعة واألخالق(‪:‬‬
‫تعتبر السمعة الجيدة محصلة عدد من السمات في مقدمتها األمانة‪،‬‬
‫المثابرة‪ ،‬واألخالق الحسنة‪ ،‬هذه الصفات إن توفرت في المقترض أكسبته دوام‬
‫الشعور بالمسؤولية ‪ ،‬أي االنطباع العام عن شخصية المقترض ‪ ،‬سمعته المالية‬
‫والتجارية وحتى االجتماعية تجاه التزاماته واحترامه لتوقيعه‪ ،‬فالثقة في متانة أخالق‬
‫العميل وأمانته تعد أساسية في العمل التجاري بصفة عامة‪ ،‬والعمل المصرفي على‬
‫وجه التحديد‪.‬‬
‫‪ .2‬المقدرة‪:‬‬
‫يقصد بها قدرة المدين على توظيف أمواله وإدارة أعماله بطريقة تضمن الكفاءة وتجسد‬
‫الفعالية ‪ ،‬ما يمكنه من النجاح واالستمرار في إنماء نشاطه‪ ،‬وال يتأتى للبنك االطمئنان على‬
‫هذه المقدرة إال من خالل معرفة الخبرة التجارية للمقترض ‪ ،‬تفاصيل مركزه المالي وموقف‬
‫أصوله والتزاماته وفق أجال استحقاقاتها المختلفة‪ ،‬وتعامالته المصرفية السابقة‪ ،‬وتدعيم ذلك‬
‫باستقراء عديد المؤشرات التي تعكسها الحسابات الختامية‪ ،‬وقوائم الدخل الخاصة بالمدين‪،‬‬
‫وكلما كانت هذه الدراسة إيجابية زاد يقين متخذ القرار من قدرة العميل المقترض على سداد‬
‫التسهيالت الممنوحة وفق الشروط المقترحة وفي مواعيد السداد المحددة‪ ،‬وبهذا ينصرف‬
‫جوهر هذا الجانب إلى االطمئنان على توافر الخبرة والكفاءة الفنية واإلدارية والمالءة المالية‬
‫للمدين‪.‬‬
‫‪ .3‬رأس المال‪:‬‬
‫يساهم رأس المال المملوك للعميل طالب التمويل إلى جانب العناصر المعنوية‬
‫أعاله في تحديد حجم المخاطرة التي تنطوي عليها العملية االئتمانية‪ ،‬من خالل معرفة‬
‫المركز المالي للعميل المقترض‪ ،‬ومدی قدرته على سداد التزاماته‪ ،‬وهو باعث‬
‫اطمئنان للبنك على أن طلب التمويل يلبي االحتياجات الفعلية للعميل‪ ،‬وفي نطاق‬
‫إمكانياته المتاحة ‪ ..‬وهذا العنصر ال يشمل فقط رأس المال المدرج في مستندات‬
‫التأسيس لكن يغطي مجمل عناصر رأس المال المستثمر في النشاط المزمع تمويله‪،‬‬
‫بل ومدى االعتماد على مصادر خارجية في التمويل وانعكاس ذلك على سيولة‬
‫وربحية المشروع‪ ،‬ومرد ذلك كله التأكد من توافر رأس المال المناسب للمدين‪ ،‬كونه‬
‫أحد أهم عوامل األمان للبنك مانح االئتمان وكل من يتعامل مع هذا المدين ‪.‬‬
‫‪ .4‬الضمانات‪:‬‬
‫يتعين هذا التأكيد على أن ما يقدمه البنك لعميله من ائتمان يتطلب أن يكون هذا‬
‫العميل أهال للثقة من ناحية‪ ،‬وأن تكون لديه المقدرة على استخدام هذا االئتمان استخداما أمثال‬
‫وفق الغرض الذي ځص ألجله من ناحية أخرى‪ ،‬من هنا يهتم الباحث االئتماني بتحديد الثغرة‬
‫التمويلية للعميل من حيث القيمة والتوقيت ثم تحديد قيمة القرض الواجب تقديمه لهذا العميل‪،‬‬
‫أما الضمانات ا لتي يطلبها البنك من العميل فال تعدو كونها ضمانات تكميلية يؤمن بها البنك‬
‫نفسه ضد مخاطر مستقبلية غير مواتية‪.‬‬
‫بمعنى أن تكون بمثابة خط دفاع أخير حيال الظروف المفاجئة ‪ ،‬والعوامل الطارئة‬
‫التي ال يمكن التنبؤ بها وال التحكم فيها‪ ،‬أما اتخاذ قرار منح القرض من عدمه ‪ ،‬فيستند‬
‫باألساس إلى الجدارة االئتمانية للعميل المقترض‪ ،‬وتحليل صحة مركزه المالي‪.‬كما أنه ال بد‬
‫وأن تتوفر في الضمان المقدم العناصر التالية‪:‬‬

‫• أن يكون سهل التصريف أو التسييل والتصفية بسرعة ودون خسارة‪.‬‬


‫• سهولة اإلشراف عليه‪ ،‬متابعته‪ ،‬وتخزينه‪.‬‬
‫• انخفاض تكلفة االحتفاظ به‪.‬‬
‫‪ .5‬الظروف االقتصادية ( ظروف النشاط )‪:‬‬
‫تؤثر الظروف االقتصادية بشكل مباشر وغير مباشر على مجمل قطاعات األعمال‪،‬‬
‫وبالنسبة للعميل المقترض يبحث البنك مانح االئتمان مدى تأثر عمله بالتقلبات االقتصادية‪،‬‬
‫وطبيعة المنافسة السائدة في فروع أو قطاعات النشاط وسهولة أو صعوبة دخول منتجين جدد‬
‫في هذا الميدان‪ ،‬و إمكانية توافر المعونات الحكومية المقدمة لتلك القطاعات‪ ،‬وسائر‬
‫االعتبارات االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫ويدخل ضمن ذلك المبتكرات التكنولوجية‪ ،‬وما تحمله من تغيرات وتعديالت في بيئة نشاط‬
‫العميل ‪ ،‬ومدى احتمالية استيعابه لآلثار الناجمة عن كل ذلك ‪ ،‬وكذا مدى تأثر عمله باالتجاهات‬
‫العامة للنشاط االقتصادي إجماال‪ ،‬وبالصناعة التي ينشط بها على وجه التحديد ‪ ،‬أي مدى تأثر‬
‫المشروع المقترض طوال مدة القرض بالتغيرات التي قد تطرأ على نشاطه الخاص ‪ ،‬وبالدورة‬
‫االقتصادية العامة للنشاط االقتصادي ككل‪ ،‬وكذلك تطورات البيئة السياسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والتشريعية‪،‬‬
‫وقدرته على التكيف مع التغيرات التي تحدثها تلك التطورات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل الخاصة بالبنك‪:‬‬
‫‪ .1‬السيولة‪:‬‬
‫تتمثل في حجم األموال النقدية المتوفرة في خزائن البنك ‪ ،‬البنوك المتعاملة معه‪،‬‬
‫ولدى خزائن البنك المركزي‪ ،‬وبصورة عامة مجمل األصول التي يمكن تحويلها إلى‬
‫نقود سائلة في الحال ودون خسارة‪ ،‬حيث أن بحث السيولة بالنسبة لمحفظة البنك يعني‬
‫سالحا ذو حدين‪:‬‬
‫‪ -‬يسمح للبنك بالتحكم الجيد في المخاطر التي تتعقب السير الحسن للقروض‬
‫الممنوحة‪ ،‬ودون ضرورة تخفيض جزء من حصته السوقية ‪.‬‬
‫‪ -‬هذا المنظور يعكس تطور الصناعة المصرفية من صناعة بنك تجاري إلى صيرفة‬
‫بنك استثمار أي بنوك خدمات في األسواق‪.‬‬
‫وعند اتخاذه لقرار منح االئتمان على البنك الموائمة بين تلبية الحاجات االئتمانية‬
‫خاصة منها الطارئة والظرفية‪ ،‬وبين القواعد والحدود المفروضة السيما ما تعلق منها‬
‫بنسبة االحتياطي القانوني‪ ،‬ونسبة الرصيد النقدي‪ ،‬حتى ال يقع تحت طائلة حرمانه من‬
‫التوسع في نشاطه االئتماني‪.‬‬
‫ويدخل ضمن ذلك بعض القيود الكمية والنوعية التي تفرضها السلطات النقدية‬
‫(السقوف االئتمانية) تبعا لبعض الظروف التي توجدها األوضاع االقتصادية‬
‫كاألزمات‪ ،‬فيقيد البنك بعدم تجاوزه في توظيفاته قصيرة األجل نسبة معينة من‬
‫ودائعه‪ ،‬أو يتم ربط استثماراته طويلة األجل بنسبة من احتياطاته ورأسماله‪.‬‬
‫‪ .2‬االستراتيجية المتبعة في البنك‪:‬‬
‫تؤثر االستراتيجية المتبناة من قبل البنك على قراراته المتعلقة بمنح القروض‬
‫وهي إما أن تكون‪:‬‬
‫‪ )a‬استراتيجية إقراضية هجومية‪:‬‬
‫يكون األسلوب اإلقراضي في هذه االستراتيجية حسب متطلبات الظروف‬
‫والتوقعات بالنسبة األسعار الفائدة‪ ،‬حيث أن نجاح هذا األسلوب يكمن في دقة‬
‫التنبؤات بشأن اتجاه أسعار الفائدة‪ ،‬فإن كانت هذه التنبؤات صحيحة حقق للبنك‬
‫النجاح وحصل المزيد من العوائد و األرباح‪ ،‬لكن التنبؤات ترتبط دوما‬
‫بالمستقبل الذي يسوده عدم اليقين و الالأكادة‪ ،‬وعدم صدق التوقعات يجر‬
‫خسائر جسيمة تطول أصل القرض وفوائده‪ ،‬ومنه األثر على رأس مال البنك‬
‫وأموال مودعيه‪ ،‬وموقعه من دائرة األعمال المصرفية إجماال‪.‬‬
‫‪ )b‬استراتيجية متحفظة‪:‬‬
‫و تتبع استراتيجية متحفظة تلك البنوك التي تعاني خلال في مركزها‬
‫المالي‪ ،‬وتستخدم طرائق تقليدية في صنع قرار منح االئتمان‪ ،‬وال ترغب في‬
‫تحمل أية مخاطرة وعادة ما تقوم هذه البنوك باقتفاء أثر البنك القائد‪ ،‬أو البنوك‬
‫الرائدة في العمليات التي حققت نجاحا لتقوم بتقليدها‪.‬‬
‫‪ )c‬استراتيجية معتدلة‪:‬‬
‫عندما يقوم البنك بإتباع هكذا استراتيجية فإنه ال يقوم بمنح قروض تتضمن‬
‫مخاطر عالية‪ ،‬ويفضل االستثمار المعتدل في الموجودات المتداولة‪.‬‬
‫‪ .3‬الهدف العام للبنك‪:‬‬
‫من خالل وظائفه يسعى البنك إلى تحقيق أهداف أساسية ثالث‪ :‬تعظيم القيمة‬
‫السوقية للمالكين‪ ،‬توسيع الحصة السوقية للبنك ذاته‪ ،‬تأدية دوره في تنمية وتطوير‬
‫المنطقة أو المناطق التي ينشط بها بصفة خاصة واإلسهام في تحقيق االستقرار الذي‬
‫يخدم التنمية االقتصادية للبلد المتواجد به عموما‪.‬‬
‫كما يحدد الهدف العام للبنك مدى قابلية البنك لتحمل مخاطر أعلى بمنح ائتمان‬
‫أوسع من عدمه ‪ ،‬واستعداده لبذل المزيد من الجهد الختراق أسواق جديدة‪ ،‬وهنا يبرز‬
‫تأثير عامل المنافسة والذي كلما مال لالرتفاع ثرجم ذلك للتساهل في منح القروض‬
‫وبالعكس تصير البنوك تتشدد في منح االئتمان كلما قلت المنافسة‪ ،‬وتبعا لذلك قل‬
‫تزاحمها في كسب المزيد من العمالء‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلمكانيات المتاحة للبنك‪:‬‬
‫نخص ذكرا اإلمكانيات المالية (من رأس مال واحتياطيات‪ ،‬وودائع) وكذا الموارد البشرية‪:‬‬
‫* رأس المال واالحتياطيات‪:‬‬
‫يستخدم رأس المال واالحتياطيات كحاجز واق يمنع تسرب خسائر القروض إلى‬
‫الودائع‪ ،‬وعليه كلما زاد رأس المال واالحتياطات كلما زادت قدرة البنك على تحمل الخسائر‪،‬‬
‫أو على تحمل المخاطر التي يؤدي بعضها إلى خسائر‪ .‬عالوة على أن زيادة حجم رأس المال‬
‫واحتياطاته يساعد البنك في إطالة أجل قروضة نظرا ألن الودائع عرضة للسحب‪ ،‬بينما ال‬
‫يسحب رأسمال البنك واحتياطاته المتراكمة طالما بقي البنك قائما‪ .‬كما أن رأس المال له دور‬
‫نفسي لدى كل من المودعين والمقترضين العتقاد كل منهما بوجود أموال كافية لدى البنك‬
‫مما فيكر بقدرته على مواجهة ا لمصاعب االقتصادية‪ ،‬واتساع نطاق إمكانية سداده اللتزاماته‪.‬‬
‫* حجم الودائع ‪ ،‬نوعيتها ‪ ،‬وطبيعتها‪:‬‬
‫تعتبر الودائع الركيزة األساسية التي تعتمد عليها البنوك في التوظيف‪ ،‬والمحدد األساسي‬
‫لحجم االئتمان الممنوح من قبلها‪ ،‬وفي هذا الصدد ال نقصد حجم الودائع كرقم مطلق و إنما‬
‫هيكل وتركيبة تلك الودائع وذلك من حيث ملكيتها لشريحة كثيرة التنوع من العمالء‪ ،‬مدى‬
‫انتش ارها في مناطق جغرافية متعددة‪ ،‬إمكانيات وأوقات السحب‪ ،...‬وبذلك يكاد يكون معيار‬
‫ثبات و استقرار الودائع أهم متغير يحكم اتخاذ القرار االئتماني من جانب البنك‪ ،‬فالبنك الذي‬
‫يشهد تقلبات دورية في ودائعه مقيد بسياسة ائتمانية متحفظة مقارنة بأخر تتسم ودائعه‬
‫باالستقرار أو التزايد باستمرار‪.‬‬
‫* الموارد البشرية‪:‬‬
‫كلما كان البنك يحوز كوادر بشرية لكفؤة‪ ،‬مؤهلة ونزيهة‪ ،‬كلما كان أقدر على منح ائتمان‬
‫أكيد التحصيل وتحمل مخاطرة أكثر‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فثبات القصور في إحدى‬
‫مجاالت توظيفات البنك اإلقراضية‪ ،‬يدفع حجم التسهيالت الممنوحة بذلك الجانب إلى التراجع‬
‫واالنحصار‪.‬‬
‫‪ .5‬الحصة السوقية‪:‬‬
‫كلما كان البنك رائدا في السوق المصرفي ويحوز قدرا كبيرا من المعامالت التي‬
‫تعكس نشاطاته كلما كانت قابليته لإلقراض أكبر‪ ،‬وقدرته على االختراق والتغلغل في‬
‫األسواق أكثر‪ ،‬من خالل الخدمات والمنتجات الجيدة والمتناسبة مع رغبات طالبيها‪،‬‬
‫وفي هذا الصدد ال يكون بوسع البنك حديث النشأة سوى التعامل مع فئة العمالء التي‬
‫اتسمت معامالتها بالجدية وصرامة االلتزام دون الميل للمغامرة وتحمل المخاطرة‬

‫ثالثا‪ :‬عوامل مرتبطة باالئتمان الممنوح‪:‬‬


‫‪ .1‬الغرض من القرض‪:‬‬
‫يتعين على البنك التيقن من أن االئتمان المطلوب مشروع‪ ،‬وال يتنافى وسياسته‬
‫اإلقراضية من جهة ‪ ،‬والسياسة النقدية والمالية للدولة من جهة ثانية ‪ ،‬ودراسة كافة‬
‫الجوانب المتصلة بذلك بعناية وحذر شديدين ‪ ،‬ثم اتخاذ قرار منح القرض من عدمه‬
‫‪ .2‬مبلغ القرض‪:‬‬
‫إن المعيار األساسي لتحديد حجم االئتمان هو مدى تناسبه مع الغرض المطلوب‬
‫ألجله‪ ،‬فضخ تسهيالت ائتمانية للعميل المقترض بأكثر من احتياجاته التمويلية يحمله‬
‫تكاليف أكثر تأثيرا على ربحيته ونتائج أعماله‪ ،‬ويؤدي إلى التصرف في ذلك الفائض‬
‫من األموال في أوجه غير النشاط المزمع تمويله‪ ،‬كما أن منح العميل تسهيالت بأقل‬
‫من احتياجاته التمويلية سوف يؤثر سلبا على توفير القدر الالزم من السيولة إلدارة‬
‫نشاطه‪ ،‬و يعرضه الختناقات متكررة تؤثر في قدرته على تسيير نشاطه والوفاء‬
‫بالتزاماته‪.‬‬
‫مصدر السداد‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يمكن التمييز بين ثالثة مصادر أساسية للسداد‪ :‬تحويل األصول إلى نقدية‪ ،‬زيادة‬
‫رأس المال‪ ،‬حجز أرباح أو جزء من الدخل المتوقع لهذا الغرض‪ ،‬أو االقتراض من‬
‫مصادر أخرى‪.‬‬
‫لكن يجب التأكيد هنا على أن سداد القروض المصرفية ال بد أن يكون من ناتج‬
‫العملية االقتصادية‪ ،‬ما عدا بعض التسهيالت االئتمانية التي ترتبط طبيعتها بخاصيتها‬
‫الذاتية للتسييل مثل‪ :‬التنازالت عن مقاوالت‪ ،‬إنشاءات وتوريدات‪ ،‬ومن ثم يتوافر لدى‬
‫البنك مصدر مستقل‪ ،‬واضح‪ ،‬ومباشر للسداد‪.‬‬
‫مدة القرض‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تحبذ البنوك عادة التعامل في االئتمان قصير األجل‪ ،‬ذو المخاطرة المتدنية‪ ،‬وتكون‬
‫عوائده منخفضة كذلك‪ ،‬ومع طول فترة استحقاق القرض تنمو عوائده‪ ،‬وتزيد احتمالية‬
‫الخطر المرتبطة به تبعا لذلك‪.‬‬
‫طريقة السداد‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وهي ذات أهمية وأولوية عند دراسة طلب العميل للتمويل‪ ،‬تكون وفقا ألحد األنماط‬
‫التالية‪ :‬دفعة واحدة‪ ،‬على أقساط‪ ،‬أو جزء من القرض يسدد ودفعة واحدة والمبلغ‬
‫المتبقي يسدد على أقساط‪ .‬تماشيا مع النشاط الممول‪ ،‬طول دورته‪ ،‬السياسة االئتمانية‬
‫للعميل من جهة وسياسة البنك في منح القروض من جهة ثانية‪.‬‬
‫سياسات البنك المركزي والسلطات النقدية‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫باعتباره بنك البنوك‪ ،‬يقوم البنك المركزي بالرقابة على االئتمان المصرفي عن‬
‫طريق أساليب أو سياسات معينة‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫*أساليب الرقابة الكمية‪ :‬تهدف إلى التأثير على كم أو حجم االئتمان في مجموعه‪،‬‬
‫وهي رقابة هادفة إلى التأثير على إجمالي االحتياطات لدى الجهاز المصرفي‪ ،‬ومنه‬
‫التأثير على الحجم الكلي للقروض وعلى مختلف أوجه توظيفاتها‪.‬‬
‫* أساليب الرقابة الكيفية‪ :‬يكون الغرض منها التأثير على كيفية توظيف البنوك‬
‫التجارية لمواردها‪ ،‬وتوجيه ذلك االستخدام لألوجه المرغوبة‪ ،‬وذلك إما عن طريق‬
‫سياسة تمييزية سعرية ‪ ،‬أو مدى توافر االئتمان بين مختلف التوظيفات وفق ما يعرف‬
‫بالرقابة االنتقائية ‪.‬‬
‫* التدخل المباشر للبنك المركزي‪ :‬عن طريق األوامر والتعليمات التي يصدرها‬
‫سواء تعلق األمر بالحد األقصى لما يمكن إقراضه‪ ،‬أو الميادين التي يتعين على‬
‫البريك توجيه التسهيالت االئتمانية إليها‪.‬‬
‫‪ .7‬الموازنة بين عائد االئتمان و مخاطره ‪:‬‬
‫يعتبر تحقيق األرباح وتعظيمها أهم األهداف االستراتيجية ألي بنك تجاري‪ ،‬ومؤشر‬
‫مهم من مؤشرات تقييم األداء‪ ،‬ومن خالل التوسع في منح االئتمان واالستخدامات‬
‫طويلة األجل تسعى البنوك إلى المزيد من تعظيم األرباح ‪ ،‬لكنها ال تستطيع التمادي‬
‫في منح تلك التسهيالت محققة األرباح دون حدود‪ ،‬بل يكون ذلك تحت قيد عدم‬
‫تعريض سيولتها للخطر‪ ،‬وسياسة البنك االئتمانية هي التي يستطيع من خاللها تعظيم‬
‫األرباح وتقليل الخسائر‪ ،‬أو على األقل تعظيم األرباح عند مستوى معين من‬
‫المخاطر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عوامل مرتبطة باالقتصاد‪:‬‬


‫تتأثر عملية التوسع في النشاط اإلقراضي من عدمه بالظروف االقتصادية‬
‫وطبيعة الدور ة‪ ،‬فإن كانت المرحلة مرحلة ازدهار أو انتعاش اقتصادي فمعنى ذلك‬
‫إعطاء فرصة أكبر لشريحة أوسع من المقترضين للتوسع في االقتراض‪ ،‬بينما تتقلص‬
‫وتنكمش هذه الشريحة في مرحلة الكساد أو التراجع‪ ،‬ومنه يصبح نشاط البنك أكثر‬
‫ارتباطا بالدورة االقتصادية الشيء الذي يؤثر على توظيفاته‪ ،‬وبالتالي التأثير بطريقة‬
‫أو بأخرى على استقرار الوضع االقتصادي من الناحية التمويلية‪.‬‬
‫إن األهمية المتزايدة لالئتمان المصرفي في إحداث التوازن والتناسق في البنيان‬
‫االقتصادي من جهة‪ ،‬وحساسية القرار االئتماني لتشعب العوامل التي تحكم صنعه في‬
‫الوقت ذاته من جهة ثانية‪ ،‬تجعل من األهمية بمكان وضع في االعتبار األول سبل‬
‫صياغة سياسة ائتمانية رشيدة‪ ،‬تكون السبيل الضمان صحة سالمة وأمن الجهاز‬
‫المصرفي ككل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انواع االئتمان المصرف‬
‫توجد عدة أنواع من االئتمان المقدم من البنك لعمالئه وذلك إما حسب النشاط‬
‫الممول ( استهالكي‪ ،‬إنتاجي)‪ ،‬أو حسب الغرض (تجاري‪ ،‬صناعي‪ ،‬زراعي‪،‬‬
‫عقاري‪ ،‬شخصي)‪ ،‬أو وفق الضمانات المطلوبة (ضمان شخصي‪ ،‬عيني‪ ،‬دون‬
‫ضمانات للجهات الموثوق بمراكزها المالية وبشروط معينة)‪ ،‬أو حسب المدة (أجل‬
‫االنقضاء)‪ ،‬وفيما يلي أنواع االئتمان من خالل هذه المعايير للتصنيف‪.‬‬
‫‪ .1‬حسب النشاط‪:‬‬
‫‪ )a‬قروض استهالكية‪ :‬تكون الغاية منها تشجيع االستهالك الشخصي‪ ،‬أو تسديد‬
‫نفقات طارئة ال يتمكن المقترض بناء على دخله الحالي من مجابهتها‪ ،‬ويتم‬
‫سدادها إما اعتمادا على دخله للفترة المقبلة أو تصفية بعض ممتلكاته‪.‬‬
‫‪ )b‬القروض اإلنتاجية‪ :‬تمنح بهدف تمويل النشاط اإلنتاجي و االستثماري‪ ،‬أي‬
‫تدعيم الطاقات اإلنتاجية للمشاريع‪ ،‬ومن هذه القروض ما يستخدم في تمويل‬
‫تكوين مشروعات التنمية االقتصادية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬حسب الغرض‪:‬‬
‫تصنف القروض الممنوحة من البنك لعمالئه حسب الغرض إلى قروض‪ :‬تجارية‪،‬‬
‫صناعية‪ ،‬زراعية‪ ،‬عقارية‪ ،‬وقروض شخصية‪.‬‬
‫‪ .3‬حسب الضمان‪:‬‬
‫‪ )a‬قروض مضمونة‪:‬‬
‫* قروض بضمان شخصي‪ :‬وتمنح دون ضمان عيني‪ ،‬بل يعتمد البنك على‬
‫تعهد شخص آخر غير المقترض بالسداد في حالة عجز هذا األخير عن ذلك‪،‬‬
‫ويرتكز في هذه الحالة على مقدرة الطرف الضامن على االلتزام بالسداد‪.‬‬
‫* قروض بضمان عيني‪ :‬قد تكون قروض بضمان بضائع تودع لدى البنك‬
‫كتأمين للقرض‪ ،‬أو أوراق مالية‪ ،‬كمبياالت‪ ،‬وقروض بضمان ودائع ألجل‬
‫وشهادات اإليداع واالستثمار‪.‬‬
‫وأهم ما ينظر إليه البنكي عند منحه قرضا مضمونا هو ما يعرف ب‬
‫"الهامش"‪ ،‬الذي يمثل الفرق بين قيمة األصل المقدم كضمان للقرض وقيمة‬
‫القرض نفسه‪ ،‬تجنبا ألي خسارة ناجمة عن انخفاض قيمة األصل المرهون‪،‬‬
‫ويقدر هذا الهامش عادة ب ‪ %25 :‬أو أكثر‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية هذا الهامش في جميع عمليات اإلقراض المضمونة‬
‫منها وغير المضمونة‪ ،‬إال أن ذات اللفظ (الهامش) يستعمل فقط بالنسبة‬
‫للقروض المضمونة‪.‬‬
‫‪ )b‬القروض غير المضمونة‪:‬‬
‫األساس في عمل البنك أنه ال يقدم قروضا بدون ضمان إال أنه في بعض‬
‫األحيان يكتفي بوعد المقترض بالدفع‪ ،‬دون تقديم أي أصل عيني أو شخصي‬
‫يمكن الرجوع إليه في حالة عدم الوفاء بالقرض‪ ،‬ومثل ذلك أن يكون المتعامل‬
‫معه من النوع الذي يقترض من البنك باستمرار فهو على اطالع و علم‬
‫بمركزه المالي‪ ،‬وإمكانياته وقدراته على السداد‪ ،‬لذا يقوم البنك بفتح اعتماد‬
‫لعميله لتمكينه من السحب متى شاء ضمن مبلغ ومدة معينين تحت قيدين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫* القيد األول‪ :‬الرصيد المعوض‪ ،‬الذي بمقتضاه يترك العميل في حسابه‬
‫الجاري لدى البنك نسبة مئوية معينة (‪ %20 - %10‬من قيمة االعتماد‬
‫الممنوح بالفعل‪.‬‬
‫* القيد الثاني‪ :‬وجوب قيام العميل بسداد قرضه مرة واحدة على األقل كل‬
‫سنة‪ ،‬لتأكيد طبيعة القرض بأنه من النوع قصير األجل‪ ،‬وأنه ال يمكن االعتماد‬
‫عليه كمصدر لتمويل االستثمارات‪ ،‬مع التزام المقترض باتباع سياسات معينة‬
‫طيلة فترة القرض لتجنب الوقوع في دائرة عدم المقدرة على السداد‪،‬‬
‫كالمحافظة على درجة معينة من السيولة وعدم التوسع في اإلقتراض‬
‫‪ .4‬حسب اآلجال‪:‬‬
‫‪ )a‬االئتمان قصير األجل‪ :‬يمنح في أغلب صوره في شكل اعتماد لمدة ال تتجاوز‬
‫السنتين‪ ،‬وصيغ االئتمان قصير األجل عديدة ومتنوعة منها‪:‬‬
‫* اعتمادات الصندوق‪.‬‬
‫* اعتمادات الخزينة‪ :‬تمويالت قصيرة األجل تمنحها البنوك للمشاريع التي‬
‫تحتاج إليها بسبب تأخر تحصيل اإليرادات الجارية عن دفع النفقات الجارية‪،‬‬
‫وتستخدم هذه التمويالت عادة لتغطية نفقات االستغالل‪ ،‬وتكون على عدة صيغ‬
‫منها‪ :‬تسهيالت الصندوق‪ ،‬اعتماد الموسم‪ ،‬االعتمادات باإلمضاء‪ ،‬بطاقات‬
‫االئتمان‪ ،‬واالعتمادات المستندية‪.‬‬
‫‪ )b‬االئتمان متوسط وطويل األجل‪:‬‬
‫تمنح البنوك قروضا لمدة متوسطة تتراوح بين السنتين والسبع سنوات بغرض تمويل بعض‬
‫العمليات الرأسمالية للمشروعات‪ ،‬كشراء آالت جديدة ألغراض التوسع‪ ،‬أو إجراء تعديالت‬
‫تطور من اإلنتاج‪ ،‬وقد تزيد هذه المدة عن السبع سنوات حتى العشرين سنة بالنسبة للقروض‬
‫ذات األجل الطويل والموجهة لتمويل االستثمارات الدائمة‪ ،‬التي تتطلب تواجد هذه األموال‬
‫لمدة طويلة تحت تصرف المشروع‪ ،‬لكي تنسجم وطبيعة األصول الممولة‪ .‬علما أن‬
‫التمويالت التتجاوز ‪ %70‬من مبلغ المشروع‪ ،‬ونظرا لضخامة هذه القروض وطول مدتها‬
‫تعتمد البنوك لمواجهة المخاطر المرتبطة بذلك على الرهن الرسمي ( العقاري) بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬ثم الكفاالت‪ ،‬والرهن الحيازي‪ ،‬أما عن معدل الفائدة فتحدده السلطة النقدية عادة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مزايا االئتمان المصرفي‬
‫تعتمد غالبية المعامالت في الوقت الراهن على االئتمان المصرفي‪ ،‬أي‬
‫أنها ابتعدت عن الصفة الفورية و اكتسبت الصبغة اآلجلة‪ ،‬والتي بمقتضاها‬
‫يتمتع أحد طرفي العملية االئتمانية بفرصة دفع الدين في المستقبل‪ ،‬وعليه‬
‫يمكن إيراد بعض أهم مزايا االئتمان المصرفي فيما يلي‪:‬‬
‫* االقتصاد في استعمال النقود‪ ،‬فمنح األجل يغني مؤقتا عن استعمال النقود‬
‫القانونية‪ ،‬ويسهل من إتمام التعامل دون مشقة أو ضرورة اللجوء إليها‪ ،‬وفي‬
‫بعض األحيان االستغناء النهائي عنها عند حاالت تسوية بعض الديون بما‬
‫يعرف بالمقاصة‪.‬‬
‫* تقليص اللجوء إلى اإلصدار النقدي الجديد ( ذو الطبيعة التضخمية ) بتعبئة‬
‫السيولة الموجودة ‪ .‬به وجود االئتمان يفتح آفاق رحبة أمام الطاقات وأرباب‬
‫المشاريع الذين يعوزهم التمويل الالزم لتنفيذ تلك المشاريع‪ ،‬والتي تعود بفوائد‬
‫أكبر على المستويين الجزئي والكلي‪.‬‬
‫* عن طريق نظام التأمين يستطيع البنك منح عمالئه قروضا بمبالغ كبيرة‪،‬‬
‫فعلى الرغم من احتفاظه باحتياطي نقدي قليل نسبيا‪ ،‬يقرض البنك أضعاف ما‬
‫يودع لديه‪ ،‬فيستحق بذلك وصف صانع االئتمان‪.‬‬
‫*إحداث االنسجام بين توظيفات البنك و أغراض الدولة‪ ،‬بضمان التوافق مع‬
‫االتجاه العام ألهداف السياسة االقتصادية القومية‪ ،‬من حيث تبني البنك‬
‫لألولويات التي حددتها الدولة في خطط التنمية االقتصادية وتوظيف جانب من‬
‫موارده فيها‪.‬‬
‫* يلعب االئتمان دورا كبيرا في زيادة كفاءة عملية تخصيص الموارد اإلنتاجية‬
‫في المجتمع سواء في مجال اإلنتاج‪ ،‬أو االستهالك‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ )a‬بالنسبة لإلنتاج‪:‬‬
‫سمة اإلنتاج الحديث األساسية هي التركز والتركيز لمحاولة االستفادة من مزايا اإلنتاج‬
‫الكبير‪ ،‬فتركز رؤوس األموال يتضمن ازدياد حجم كل المشروعات لزيادة االستثمارات‬
‫الجديدة‪ ،‬بينما يقتصر التركيز على ازدياد حجم بعض المشروعات على حساب غيرها‬
‫وفي كلتا الحالتين يساعد االئتمان في الحصول على القروض‪ ،‬وطالما كانت المشروعات‬
‫الكبيرة أقدر من غيرها الصغيرة في الحصول على القروض‪ ،‬فاالئتمان يساهم في تركيز‬
‫األموال اإلنتاجية على مستوى القليل من المشاريع التي تتمتع بمزايا اإلنتاج الكبير‪.‬‬
‫‪ )b‬بالنسبة لالستهالك‪:‬‬
‫االئتمان المصرفي يساعد المستهلكين على إعادة رسم خطط إنفاقهم االستهالكي‬
‫خالل الزمن‪ ،‬بالطريقة التي تكفل لهم أقصى إشباع كلي ممكن‪ ،‬خاصة إذا أحسن الفرد‬
‫استغالل التسهيالت االئتمانية التي يحصل عليها‪.‬‬
‫كما قد يساعد االئتمان في زيادة رقعة السوق عن طريق مساعدته للمشروعات في‬
‫الحصول على ما تحتاجه من أموال قد ال تمكنها قوتها الشرائية العاجلة من توفيرها‪،‬‬
‫وبالتالي ال تتوقف عجلة إنتاجها أو تتباطأ‪ ،‬فضال عن أن هذه المشروعات ال تستنفذ ما‬
‫لديها من سيولة هي أولى بتخصيصها في زيادة إنتاجها ‪.‬‬
‫‪ )c‬بالنسبة لالقتصاد ككل‪:‬‬
‫انطالقا من التسليم بأهمية الوساطة المالية بالنسبة للوحدات ذات الفائض والوحدات‬
‫ذات العجز في تفادي عديد المصاعب التمويلية‪ ،‬فاالقتصاد في عمومه يستفيد كذلك من‬
‫وجود هذه الوساطة في عدة جوانب خاصة‪:‬‬
‫* تفادي احتماالت عرقلة النشاط االقتصادي لعدم توافق الرغبات بين أصحاب الفائض‬
‫المالي وذوي العجز فيه‪ ،‬ومثل هذا التعارض يخلق اختالالت على مستوى األداء‬
‫االقتصادي والتي يمكن تجاوزها فقط عن طريق الوساطة المالية‪.‬‬
‫*االستخدام األمثل للموارد المتاحة بما يسهم في خلق فرص استثمارية جديدة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫التوسع في األنشطة الحالية‪ ،‬ويترتب عن الحالتين زيادة في اإلنتاج والخدمات وفتح‬
‫مجاالت جديدة للتوظيف وزيادة دخل األفراد في المجتمع‪ ،‬ومنه تحقيق المزيد من‬
‫الرفاهية االقتصادية ‪.‬‬
‫خــــــــــاتــــــمـــة‬

‫يحتل االئتمان المصرفي أهمية بالغة ضمن النظام المصرفي والمنظومة‬


‫االقتصادية التي يستند إليها‪ ،‬فيستحق بذلك وصف همزة الوصل وحلقة الربط‬
‫بين مختلف وحدات و قطاعات تلك المنظومة‪ ،‬فهو يلعب دورا رائدا في‬
‫تخصيص الموارد اإلنتاجية في المجتمع‪ ،‬بما يساهم في زيادة االستثمارات‬
‫ومنه اتساع دائرة اإلنتاج والخدمات وفتح آفاق جديدة للتوظيف‪ ،‬فارتفاع‬
‫الدخول‪ ،‬وبالتالي تحقيق مزيد من الرفاه واالنتعاش‪.‬‬
‫على هذا األساس وحتى تأتي نتيجة وظيفة اإلقراض مطابقة لهذا الدور‬
‫المتعاظم‪ ،‬البد وأن تؤدي ضمن إطار عام من المبادئ والمعايير قوامها سياسة‬
‫إقراض سليمة تكفل الموازنة الصائبة والرشيدة الجملة العوامل الفاعلة في‬
‫صنع القرار االئتماني‪.‬‬
‫ومع ذلك فعمليات منح القروض تكتنفها وضعيات مخاطرة كثيرة التنوع‬
‫وأحيانا التعقيد‪ ،‬بل إن الخطر فيها يكاد يكون فرضية أساسية‪ ،‬سواء ارتبط‬
‫ذاك الخطر بظروف و عوامل تتعلق بالمقترض بصفة أساسية‪ ،‬أو كان‬
‫محصلة أسباب ال ترجع إلى المقترض بصورة مباشرة وكافة القروض من‬
‫الممكن أن تتعرض لها بغض النظر عن نوع القرض وقدرة المقترض ‪.‬‬

You might also like