Professional Documents
Culture Documents
6 18418 1162
6 18418 1162
البارانويا
كانت البارانويا في الماضي تعني الهذيان المزمن ,ذلك أن مصطلح
البارانويا مشتق من كلمة إغريقية ...بيد أن هذا المصطلح قد اتسع معناه
فيما بعد ليشمل ما ينتاب المريض من أوهام تالحقه ,ففي هذا المرض
يسقط المريض مشكالته على غيره من الناس و يرى نفسه ضحية لتآمرهم
عليه ,يقابل ذلك أن المريض يرى نفسه تارة أخرى في حالة من المرح و
اإلنشراح و اإلحساس بالرضى عن الذات و باإلعتقاد بالتفوق و الشعور
المفرط بالنشاط ،و لكنه مع ذلك يدرك أنه تحت كابوس من التوهمات
الزملة البارانوية
:-إن بنية الزملة البارانوية تنطوي في الغالب على
:-أوهام من ضروب شتى منها 1-
إضطهاد األذى
خبل البارانويا اإلكتئابية ,و يتخذ أشكاالً شتى منها مثالً :إكتئاب
البارافرينياM
:-إن األعراض األساسية لهذا التعقيد المرضي هي
حالة هوسية مصحوبة بأحاسيس من النشوة و اإلنشراح 1-
أوهام مصدرها الفنتازيا التخيلية ذات المحتويات المتعددة في مشاربها 2-
هلوسات كاذبة 3-
و هناك من يذهب إلى أن البارافرينيا Mهي شكل من األشكال البارانوية
المنبثقة من الفصام Mو يمثل هذا المرض أيضا ً نوعا ً من أنواع األوهام
الخيالية الحشوية
التخشب
:التخشب يأتي أساسا ً من عدة أسباب منها
الشيزوفرينيا ( الفصام ) 1-
الذهانات Mالتسممية 2-
إلتهاب المخ 3-
في حاالت األرجاع المختلفة أو الحاالت Mالردية كما يعبر عنها 4-
التناذرات الهيبفرينية
تغلب على المريض هيجانات غير متوقعة فتراه مثالً يقفز من فراشه أو
من مكانه بشكل ال تسبقه مقدمات ،يقفز على نحو مخيف ,و تراه ألتفه
األسباب يهجم على من حوله من الناس ,يمزق مالبسه ،يبصق بشكل
مقزز ،كما تراه يتلوى و كأن به أذى في جسمه أحاط به ،تشاهده ّ
قطب
وجهه و بدل مالمحه ،و قبض كفيه ...إلخ
زملة توهم المرض
يالحظ على المريض أنه يعتقد إعتقاداً راسخا ً بأنه مصاب بمرض ال سيما
جسمي فيعتقد أن جسمه كله مسكون باألمراض لذلك فهو قلق على صحته
إلى حد الهوس و كل أفكاره و جميع مشاعره تتخللها هواجس بشأن صحته
و بشأن حياته و لهذا يبدو المريض ساهما ً واجما ً و السبب هو أن فكره
مشغول باألفكار الغامرة ،لكنها أفكار ليست بمنتجة
أعراض التدهور النفسي
:من أبرز المظاهر التي تتخذها عوامل تدهور الشخصية
فقدان السمات األساسية التي تتميز بها كل شخصية 1-
هبوط في دوافع المرء لإلندماج في المحيط اإلجتماعي 2-
صعوبة في التوافق النفسي ،و تبلغ هذه الصعوبة حد اإلضطراب3-
إتالف يصيب الجانب Mالفكري و يدهور الذاكرة و ينتهي اإلتالف هذا 4-
بالخبل العقلي
زملة الخبل
هناك عدة مالحظات يمكن مالحظتها في حالة زملة الخبل ،من ذلك
مثالً :ضعف عقلي تام يصيب بالعطب كالً من اإلنتباه و الكالم و
الذاكرة ،كما يعطب جميع ملكات التحليل و التعميم و الحكم العقلي الناقد ,
و العطب ينشأ في الغالب عن خلل يصيب لحاء المخ
زملة البالدة
من أعراض البالدة إضطراب ينتاب الشعور ،فيصاب هذا بالخمول فيكون
شأن عرض البالدة هذا شأن كل من :الهذيان ,النقص العقلي ,حاالت التيه
...و على هذا فإن الشعور هو أسهل منطقة يصيبها التأثير ألن الشعور
دائما ً يالمس الواقع الموضوعي و ألن الشعور هو أرقى محطات العقل
البشري و ألن الشعور أوثق اتصاالً بالنفس ,و كل ما هنالك من أنماط في
التغيرات التي تطرأ في الشعور ترتبط إرتباطا ً وطيداً بما قد يحصل من
إنهيار أو عطب يصيب عمليات المخ ,و لهذا فإن تآكل الشعور و تدهوره
إنما يعكس رد فعل المخ بشكل عام و لما يصيبه من أذى أو تلف ,لذلك
فإن أحد مظاهر تدهور الشعور الرئيسية هي البالدة
النقص العقلي
هناك نمط آخر من أنماط تدهور الشعور أال و هو النقص العقلي ,ينشأ
هذا المرض نتيجة أسباب عدوى ,فهو حالة من أمراض العدوى ,إنه
مرض يتمثل فيه اإلرتباط و التشويش و فيه يفهم المريض ما يعج به
محيطه و ما تحفل به بيئته من تفصيالت كثيرة ,بيد أنه يعجز عن تنظيم
تلك التفصيالت Mفي وحدة يسودها الواقع ...يضاف إلى ذلك فقدان أي
إحساس ب ( األنا ) فهذه األنا تصبح فاقدة لمعناها ,يغلب على المريض
اإلرتباك و تظهر عليه مالمح الحيرة و يالحظ عليه أنه يرمق ما حوله
بنظرات مخيفة و تراه يحدق بوجوه الناس بإرتياب ،و عندما يلمح األشياء
من حوله يتلفظها بصوت مسموع و كأنه يعبر بذلك عن قابلية عاجزة
مصدرها عقل قاصر عن التركيب ,و بعكس زملة الهذاء فإنَّ النقص
العقلي في هذه الحالة يمكن أن يستمر لمدة أسابيع و ربما يدوم أشهراً عدة
حاالت التوهان
إن وضع الشخص الذي يكون في حالة توهان هو أشبه بوضع الشخص
الذي يسير و هو نائم " الشخص في حالة سرنمة " فالشخص النائم يقوم
بأعماالً غريبة و سخيفة ،إذ ينهض فيمشي على غير هدى ،يتحسس
الجدران بأصابعه و يديه و يلقي بنفسه على مقعد في البيت ،و يخرج
أحيانا ً إلى الشوارع و هو ال يدري بما يقوم به وال يعي ماذا يفعل فهو
يسير في نومه و يقوم بأعمال بشكل آلي ال توقظه وال تنبهه حتى أعلى
األصوات ,و كذلك هي حالة الشخص المريض بالتوهان ،فإنه يسير
بشكل طبيعي و لكن إنتباهه مشدود إلى أشياء محددة و قليلة و ضيقة فال
يعير أدنى إنتباه إلى ما يحيط به فما من إستجابه تصدر عنه أو تبدر منه
إلى أي شخص يناديه ,إنه يسير و كأنه في بيت من زجاج يعزله عما
حوله و لكن دونما إنتباه لما يرى و يراه غيره من الناس ،و لكن وجودهم
ال تأثير له فيما هو فيه من حالة توهان
ذهانات الخرف المبكر و المتأخر
إن " كرابلين " يعد أول من وصف ذهانات الحزن المبكر و أراد به أن
يشمل تلك الفئة من الناس الذين هم في الفترة الحرجة من نموهم من حيث
األعمار الواقعة فيما بين ( ) 55 - 45من العمر و قد ذهب كثير من
المختصين بالطب النفسي إلى أن يقوم مصطلح اإلكلنيكي لمصطلح ذهان
:الحزن المبكر إنما هو مصطلح عام و موسع إذ يشتمل على
أمراض منفصلة عن الذهان فقط 1-
الفصام Mالمتأخر 2-
الفصام Mاإلنتكاسي 3-
الذهان اإلكتئابي الهوسي 4-
اإلستجابات Mالهستيرية الردية 5-
أنواع أخرى و من ضروب مختلفة مثل تصلب الشرايين الدماغية 6-
ذهانات الخرف المتأخر تحصل عاد ًة في عمر متأخر كثيراً و قد تطرأ
فتصيب األشخاص ممن هم فيما بين ) 80 - 70 ( من العمر و ليس
بالضرورة أن يصيب المرض كل شخص من المتقدمين في األعمار و قد
يحصل المرض في أعمار أبكر و أسباب المرض تنشأ بفعل مؤثرات بيئية
خارجية و أكثر ما تكون األسباب ناجمة عن عدوى أو تسمم و لكن يجب
أالّ تستبعد كذلك العوامل النفسية في إحداث المرض
الصرع
إن الصرع مرض مزمن ينتاب المخ فيؤدي إلى تشنجات تختلف حدة و
شدة و يؤدي إلى اختالجات Mتصيب الحواس و يؤدي إلى إضطرابات نفسية
و إضطرابات عقلية ,و الصرع مرض يغلب إنتشاره بين الناس و ينقسم
:إلى مجموعتين رئيسيتين هما
الصرع الحقيقي و كان يدعى من قبل الصرع األساسي 1-
الصرع العرضي 2-
و الصرع العرضي ينجم عنه عادة نوع واحد فقط من أعراض الصرع
الرئيسي أال و هو لزمة تشنجية مصحوبة بأعراض موضعية ,و اللزمة
ّ
الرخي الكدمي في هذا النوع من الصرع هي أحد أعراض الخلل Mو العطب
الذي يصيب المخ ،و قد يتمثل بورم أو ينجم عن سفلس أو ينشأ عن
تسمم ,و في هذا النوع من الصرع تكون حاالت الشذوذ النفسي أقل
ظهوراً مما هي عليه عادة في حالة الصرع الحقيقي حيث تكون اللزمات
في هذه الحالة أقل تردداً و أدنى تكرراً فهي ال تحصل إال مرة في كل
شهرين أو في كل ستة أشهر ،و إن التدهور العقلي يكون قليالً
جداً ,يترتب على هذه اللزمة الصرعية نوعان من التشنجات العامة ،هما
:
النوبة الصرعية الكبرى 1-
النوبة الصرعية الصغرى 2-
اإلضطرابات النفسية المصاحبة لألمراض الحشوية الجسمية
تصلب شرايين المخ :إن تصلب الشرايين من األمراض الشائعة و 1-
المزمنة فهو يؤثر بشكل رئيسي على الشرايين ,لذلك نجد أن الجدران
الداخلية لألوعية الحشوية الناقلة للدم تثخن و تتصلب لوجود أنسجة حشوية
داخلية متشابكة ,ومما يساعد على ذلك أيضا ً وجود البروتين بشكل مكثف
فيتراكم في بالزما الدم ,و يترتب على تصلب الشرايين متاعب مرضية
منها على سبيل المثال الوهن العصبي الناجم عن التصلب Mو من عالمات
:أعراضه الشائعة
التعب المستمر
الدوار
يالحظ على بعض المرضى تغيير في مالمح سلوكهم و يطرأ تغيير على
معالم شخصياتهم فبينما كان الواحد منهم مثالً يزهو بقوة فتوته و شدة
عضالته إذا به بعد المرض ليستسلم للهون و يحس بالهوان ,يضاف إلى
ذلك عدم اإلستقرار اإلنفعالي و نجد الواحد منهم يتعرض إلى مواقف
غريبة فتراه مثالً تغرورق عيناه بالدموع من غير داع جاد يدعوه إلى تلك
الحالة ,و تضاعف هذه اإلضطرابات بكثرة الشكوى المتالحقة من هجمة
النسيان المتزايد و بخاصة ألسماء الناس و أسماء األقرباء بل و أسماء
أفراد األسرة و نسيان التواريخ و نسيان األرقام ,و أبرز عالمات الوهن
العصبي المصاحب لتصلب الشرايين هي تدهور القدرة على أداء العمل
العقلي و الجسمي و لكن دون ظهور دالئل تشير بعد إلى وجود نقص
ملحوظ في الطاقة العقلية نفسها ،لكن المريض يبقى محافظا ً على ذكائه و
يستمر قادراً على أداء أعماله بمسؤولية عالية علما ً بأنه يشكو من تعب
دائم و إنحطاط في قواه البدنية و تتعرض حالته الصحية إلى تقلبات شتى
خالل اليوم الواحد ،فهو مثالً عند منتصف النهار يبدو عليه النحول و
اإلعياء فيحتاج إلى الخلود إلى الراحة و بعد ذلك يتيقظ و يصبح بحالة
طيبة تقريبا ً بحلول المساء
اإلضطرابات النفسية المصحوبة بفرط التوتر :إن اإلضطرابات 2-
النفسية المصحوبة بفرط التوتر يمكن أن تتضمن مراحل مختلفة منها مثالً
:
:أ -المرحلة الوظيفية :و فيها يعاني المريض عادة من عدة أعراض منها
دوار
اإلكتئاب
األرق
ب -مرحلة تخثر الدم و التصلب في الشرايين المخية :يرتفع ضغط الدم و
يبقى تقريبا ً مستمراً إذ إن الضغط قد يتأرجح بين ارتفاع و انخفاض و
:يصحب ذلك تغيرات عضوية أخرى منها
تقلص في عضالت القلب
ج -المرحلة النهائية :في هذه المرحلة تكون الزيادة في الضغط خفيفة و
يكاد يكون ضغط الدم مستتراً أما العالج الوقائي لمثل هذه الحاالت
:فيتلخص في
التحسين في العوامل البيئية و تلطيفها
الحبل السفلسي و الشلل الكاذب السفلسي :من األعراض التي تدل على 2-
ذلك المرض صداع دائم يصحبه إنخفاض في النشاط الحيوي عند المريض
و يضاف إلى ذلك اضطراب سلوكي و تدهور متزايد في الذاكرة ,و
يضاف إلى ذلك تفكك في قدرة العقل على التركيب و الربط المنطقي بين
األشياء و عدم القدرة على التعامل مع أبسط األرقام ,و في مثل هذه
الحاالت من الذهانات السفلسية تنشأ عند المريض ضروب شتى من
:األعراض الصوتية الخاصة بالنطق و الكالم منها
حصول العجز عن رد المعاني إلى أصولها
الهالس السفلسي و حالة البارنويا :إن سفلس الدماغ يصحبه في بعض 3-
:األحيان هالس و يتسم في الغالبM
بالهلوسات
اإلضطرابات النفسجسمية
إن أي مرض جسمي يصيب عضواً من أعضاء الجسد أو أي نظام في
الجسم كله إالّ و يتداعى سائر الجهاز العصبي المركزي فيستجيب لذلك
المرض الذي ح ّل بجزء معين من الكيان العضوي لإلنسان ،و ذلك
:إستجابة للعملية المرضية الطارئة أو المزمنة
إضطرابات نفسية مصحوبة بأمراض عضوية :يحصل هناك 1-
إضطرابات نفسية عصبية مالزمة ألمراض عضوية وهمية و ألمراض
قلبية و ألمراض تصيب الكليتين ,ففي حاالت أمراض القرحة مثالً تظهر
على المريض أعراض الوهن النفسي و تصاحبه أعراض نفسية أخرى ,و
في حاالت خمور الكبد نتيجة لإلصابة المرضية تشتد معه األزمات النفسية
الحادة إلى حد تفاقم الهذيان إلى حد الخطورة ,وال يقتصر األمر على هذا
القدر من اإلضطرابات بل إنه في كثير من األمراض التي تنتاب الكليتين
التي يطلق عليها األمراض أو اإللتهابات الكلوية نجد المريض يشكو من
:أعراض و عاهات شتى منها على سبيل المثال
الصداعات Mالمزمنة
الدوار
و في حاالت تسمم الدم عند إحتباس الفضالت Mفي داخل خاليا الجسم تظهر
:هناك عند المريض
إضطرابات في حركات الجسد
و ثمة أمراض أخرى نفسية جسمية أو جسمية نفسية مما يبرهن على مدى
التماسك بين الصحتين النفسية الجسمية و الجسمية النفسية ,مثال على ذلك
الغدة الدرقية فإن زيادة إفرازاتها أكثر من الحد الطبيعي لها يؤدي إلى
تسمم الجسم و إختالل وظائفه و فضالً عن ذلك فإن تسمم الغدد الدرقية
:يمكن أن يترتب عليه
هذيانات
هلوسات
اإلشعاعات
اإلكتئاب
من الطبيعي أن يشعر اإلنسان بشيء من األسى و الحزن عندما يواجه
مشكلة في حياته كوفاة قريب أو سفر أحد عزيز بينما اإلكتئاب مرض
نفسي يختلف عن هذا الحزن الطبيعي حيث نجد المريض يفقد الرغبة و
المتعة بكل شيء من طعام و هوايات حتى يصل لمرحلة ال يريد فيها حتى
مجرد الكالم و يشعر بفقدان الطاقة و ضعف القدرة على اإلنتباه و التركيز
فال يعود مثالً يذكر ما يدور من حوله من أحداث من يوم آلخر ,و من
مظاهر اإلكتئاب الشديد الشعور بفقدان القيمة الذاتية و الشعور بالذنب دون
سبب أو لمجرد أسباب واهية صغيرة ,و قد يشعر المريض الشديد
اإلكتئاب بأنه هو سبب مرضه ,و يضطرب النوم عند المكتئب بحيث قد
يصعب عليه النوم و إذا نام استيقظ مبكراً جداً دون أن يستطيع متابعة
نومه ,و يشعر المكتئب بالتشاؤم و اليأس و فقدان األمل ,و يتشاءم من
نفسه و اآلخرين و الحياة بشكل عام ,يتسم هذا المرض بعدة مظاهر تبدو
:على المريض منها
حالة من القنوط
الهوس
إن الهوس عبارة عن حالة معاكسة لما عليه اإلكتئاب ،فبدل الحزن تكون
الفرحة و البهجة و اإلنشراح ,و لكن هذه الحالة هي أكثر من سرور
طبيعي و إنشراح عفوي ,فالهوس من األمراض العاطفية المزاجية ...من
العالمات األولى لهذا المرض أن يصبح المصاب مفرط الحركة و النشاط
و اإلنفعالية و التهيج ,فقد كان يتحدث في الماضي بأسلوب معين فإذا به
يتحدث بسرعة أكبر من أسلوبه اإلعتيادي متفاخراً بإنجازاته و خططه و
مشاريعه المستقبلية ,و رغم أنه من المعتاد أن يكون لطيفا ً يشوق الناس
لصحبته إالّ أنه قد يكون سريع إضطراب المزاج و قد يصل لدرجة
الغضب أو العدوانية خصوصا ً إذا تمت مقاطعته أو مخالفته في رغباته أو
منعه من تحقيقها ,و نجد أن المريض قد أهمل مظهره الذاتي فال عناية
بنفسه وال طعام وال نوم و قد يصل لحالة شديدة من اإلنهماك و التعب التي
قد تنتهي باإلغماء و التعب الشديد ,و يفقد المهووس السيطرة على كبح
جماحه و لذلك يبدو و كأنه غير منضبط أخالقيا ً و تذهب عنه الحشمة و
الحياء فيستعمل الكلمات البذيئة و قد تكون ألحاديثه مدلوالت جنسية ,و قد
يتدخل في قضايا من ال يعرف من الناس فيسألهم أسئلة خاصة تتعلق بهم و
كأنه من المقربين إليهم ,و قد يلقي الفكاهات Mو النكت و يحاول أن يضحك
الناس و أحيانا ً قد يتحرش باآلخرين بشكل فاضح و قليل الحياء ،أو قد
يكشف عورته بشكل غير الئق ,كل هذه التصرفات Mاإلجتماعية ال تنسجم
عادة مع سلوكه و شخصيته السابقين للمرض
القلق النفسي
إن القلق الطبيعي هو الذي نشعر به عندما نتعرض ألزمة خارجية شديدة
كفقد الوظيفة أو العمل أو مرض أحد األوالد و الصعوبات الزوجية ,و قد
يسمى هذا القلق الطبيعي إنشغال البال أو الهم الذي يصيب اإلنسان في
ظروف صعبة و شديدة ,و يتجلى القلق من خالل نوعين من األعراض
جسدية و نفسية ,و تحدث هذه األعراض معا ً و بوقت واحد و إن كان
بعض الناس قد ينتبه إلى نوع واحد من هذه األعراض الجسدية أو النفسية
دون النوع اآلخر ,و األعراض النفسية للقلق تتمثل في ما يشعر به
اإلنسان من الخوف و التوتر و اإلضطراب و اإلنزعاج و عدم اإلستقرار
النفسي ,و تتمثل األعراض الجسدية للقلق بالتوتر العضلي والرجفة أو
اإلرتعاش و ربما اآلالم و الشعور بعدم الراحة الجسدية
توهم المرض ( المُراق )
يتمثل المراق بالتوهم بوجود مرض ما على الرغم من عدم وجود هذا
المرض حقيقة ,و مهما قام الطبيب بالفحوصات Mو التحليالت Mو صور
األشعة و مهما أ ّكد للشخص بأنه ليس مصابا ً بمرض ما فإن هذا الشخص
يبقى يشعر و يتوهم بأنه مريض في عضو من أعضاء جسمه ,و يشعر
هذا المريض أن لديه أعراض مرض ما رغم تأكيد الطبيب المتكرر بعكس
هذا ,و قد يشعر هذا اإلنسان ببعض اإلطمئنان لسالمته و صحته لمدة
قصيرة و لكن سرعان ما يعاوده الشك و تعود إليه مخاوفه بأنه مريض ,و
قد تصل قناعة المريض بمرضه لحد يفضل المصاب فيها اإلنتحار على
أن يكون ضحية هذا المرض المتوهم الخطير الذي ال وجود له ,و في
بعض الحاالت Mالشديدة من المراق قد يصل األمر إلى صورة من حاالت
الذهان الشديد كما هو الحال في مرض الفصام ,و في هذه الحالة تكون
شكوى المريض و قناعته بوجود المرض لها طابع غريب فمثالً يشعر
المريض أن أمعاءه مقلوبة أو أن قلبه قد انتقل من مكانه إلى مكان آخر
داخل جسده أو غير ذلك مما يتوهمه ,و قد يكون المراق لإلنسان الذي
لديه انشغال بال و إهتمام زائد بصحته الجسدية فهو يقضي كل تفكيره و
وقته و ربما أمواله للعناية بجسده و صحته العامة ،و الخطر أن يصل
األمر إلى حد يفقد معه إهتماماته األخرى بالحياة ،وال يعود يشغل باله إال
بصحته ,إن حاالت المراق تتمثل في أشخاص يعتقدون بوجود المرض
بينما ال وجود في الحقيقة لهذا المرض ,و من البديهي أن يقال أن هؤالء
ال بد و أنهم يحتاجون إلى إجراء الفحوصات Mو التحليالت Mالمطلوبة للتأكد
من عدم وجود هذا المرض و لكن في نفس الوقت يجب أن ال تجري هذه
الفحوصات Mو التحليالت Mعلى مدى الحياة وال بد أن يوضع حد لهذه
التحريات ,و هنا تظهر خبرة الطبيب في معرفة متى يفحص المريض و
متى ال يفعل ذلك كي ال يتم إزدياد الوهم مع اإلختبارات Mالمتكررة
الرهاب Mالنفسي
هو عبارة عن حالة شديدة من الذعر أو الخوف يعتري اإلنسان بحيث ال
يستطيع السيطرة عليه وال يستطيع اآلخرون التخفيف من حدته عن طريق
طمأنة المصاب Mبأن األمر غير مخيف بالشكل الذي يبدو عليه أو
يتصوره ,و تكون ردة الفعل عاد ًة من هذه الرهبة الشديدة تجاه أمر ما غير
متكافئة أو منسجمة مع ما يحدثه هذا األمر من الخوف أو الرهبة ,و تراه
يتجنب هذا األمر المخيف مهما كان الثمن فنجده يؤثر في مجرى حياة
اإلنسان و نشاطه اليومي ,فالخوف و الرهاب من القطط مثالً يدفع صاحبه
لتجنب األماكن العامة و كذلك تجنب الزيارات اإلجتماعية و يمكن أن
يتعدى الخوف إلى غيره من األشياء ذات الشبه أو العالقة بهذا الشيء
األول ,فالمصاب Mبالرهاب من الطيور قد يمتد عنده الرهاب ليشمل الخوف
من كل شيء له ريش كريش الطير ,فمجرد الريشة الصغيرة قد تذكر
المصاب Mبالطيور
الوسواس القهري
يتمثل الوسواس في ورود أفكار و خواطر على ذهن اإلنسان رغما ً عنه ،
مع علمه بأن تلك األفكار سخيفة و ليست منطقية إال أنها تستمر في غزو
ذهنه مما يسبب اإلنزعاج الشديد ,و هناك نوعان رئيسيان لمرض
:الوسواس القهري
يتمثل النوع األول في األفكار الوسواسية حيث تتكرر هذه األفكار على 1-
ذهن المصاب Mو هو ال يقدر على دفعها فهي أفكار تقهره و تحشد نفسها في
ذهنه رغما ً عنه
يتمثل النوع الثاني بشعور المريض برغبة ملحة للقيام ببعض األعمال 2-
السخيفة أحيانا ً و غير المنطقية أو يشعر بالدافع الشديد ليكرر عادات معينة
الهستيريا
إن مرض الهستيريا من األمراض النادرة الحدوث و خاصة في المراحل
المتقدمة في العمر و هي تصيب النساء أكثر من الرجال , Mو أعراضها
تظهر بعدد من الطرق و األشكال فمن أشكالها ما يسمى عادة بالهستيريا
التحولية و هي عبارة عن فقدان إحدى الوظائف الحركية أو الحسية للجسم
حيث يظهر على المريض شلل بعض األطراف كالذراع أو الساق أو يشكو
من بعض اآلالم أو الرجفان أو اإلرتعاش أو غيرها من األعراض و لكن
دون وجود مرض عضوي جسدي يفسِّر هذه األعراض ,و من أشكالها
أيضا ً ما يسمى بحاالت المفارقة و هي زوال إحدى الوظائف النفسية أو
أكثر كفقدان الذاكرة الكامل حيث يبقى المريض في كامل وعيه و إدراكه و
لكنه يقول إنه ال يستطيع أن يتذكر شيئا ً عن حياته الخاصة و ماضيه و
حتى هويته الذاتية من إسم و عمر و عنوان السكن ،و رغم الفحص
السريري فإننا ال نجد أي مظهر من مظاهر األمراض الجسدية التي يمكن
أن تفسر ما حدث و فقدان الذاكرة بهذا الشكل يختلف عن مجرد ضعف
الذاكرة
إضطرابات الشخصية
لقد عرفت منظمة الصحة العالمية اإلضطرابات الشخصية بالتالي
إضطراب الشخصية هو نمط من السلوك المتأصل السيء التكيف و الذي {
ينتبه إليه عادة في مرحلة المراهقة أو قبلها و يستمر هذا السلوك في معظم
فترة حياة الرشد و إن كان في الغالب أن يصبح أقل ظهوراً في مرحلة
وسط العمر أو السن المتقدمة ,و تكون الشخصية غير طبيعية إما في
إنسجام و توازن مكوناتها األساسية أو في شدة بعض هذه المكونات أو في
إضطراب كامل عناصر الشخصية ,و يعاني بسبب هذا اإلضطراب إما
صاحب هذه الشخصية أو الذين من حوله ،و لذلك تكون هناك آثار سلبية
} لهذه الشخصية المضطربة على الفرد أو على المجتمع من حوله
الشخصية الزورية الشكية :صاحب هذه الشخصية يعتبر نفسه مركز 1-
األحداث من حوله و يعتبر نفسه شديد الحساسية لآلخرين و يشك كثيراً في
أعمالهم و نواياهم ،حتى األعمال العادية اليومية البريئة التي يقوم بها
الناس نجده يفسرها على أن المقصود منها اإلساءة إليه و إحتقاره
الشخصية غير المستقرة :صاحب هذه الشخصية يتعرض إلى 2-
صعوبات في التكيف مع الحياة األسرية و الحياة الزوجية و المدرسة و
العمل و نجده في حال إنتقال من عمل آلخر فال يستقر على حال
الشخصية الشديدة الحساسية :صاحب هذه الشخصية يميل إلى الشعور 3-
باأللم ألتفه األسباب حيث يتولد لديه شعور و كأنه قد طعن من قبل
اآلخرين بالرغم من أن عمل اآلخرين ال يوجد ما يشير فيه إلى أنه قد
أسيئت معاملته و مع ذلك فهو يطيل التفكير و التأمل في الحوادث المؤلمة
التي مرت به و يصعب عليه تجاوز هذه الحالة النفسية و الخروج منها
الشخصية القلقة :صاحب هذه الشخصية في قلق دائم و مستمر حتى 4-
ألتفه األسباب ,فباله مشغول و يقلق لألمور حتى قبل وقوعها بوقت طويل
و كأنه ال يرى في األيام المقبلة إال المشاكل و الصعوبات
الشخصية الوسواسية :صاحب Mهذه الشخصية تتفاوت خصاله 5-
الوسواسية بين الشعور بضرورة الدقة المتفانية الزائدة و إنشغال الضمير
الزائد و بين اإلهتمام المفرط في الدقائق الصغيرة لألمور ,و هذه
الشخصية تحب الروتين المألوف في األعمال و تكره األمور المستجدة
حيث يصعب عليها التكيف معها حيث ترفض هذه الشخصية كل جديد ,
يكون الشخص الموسوس منظما ً و مرتبا ً حيث يصعب عليه أن يتحمل شيئا ً
ليس في مكانه الصحيح و قد يكون ناجحا ً في أعماله ,إنه دقيق و مثابر إالّ
أنه يفتقد الليونة في عاداته اليومية
الشخصية الشديدة الخجل :إن صاحب Mهذه الشخصية ضعيف الثقة 6-
بنفسه و ينقصه الحزم في األمور و هو يدرك ما يشعر به من غضب أو
إنزعاج إال أنه يجد صعوبة في التعبير الكالمي عن هذه المشاعر و حتى
ألقرب الناس إليه أو للطبيب
الشخصية الهستريائية :إن صاحب Mهذه الشخصية بحاجة دائما ً لجذب 7-
إنتباه اآلخرين من حوله و هو يعرض األمور بشكل إنفعالي مبالغ فيه و
كأنه يمثل على خشبة المسرح و هو يريد أن يكون دوما ً محط تسليط
األضواء و هو يتالعب بالناس و الظروف من حوله من أجل الحصولM
على إنتباه اآلخرين و عطفهم
الشخصية العاطفية و المتقلبة المزاج :إن صاحب هذه الشخصية 8-
يتصف بأنه منطلق و متفائل و قليل التحفظ و هو متمكن من التعبير عن
نفسه و قادر على إقامة العالقات اإلجتماعية مع اآلخرين بسهولة إال أن
هذه الشخصية تتقلب بشكل دوري بين اإلكتئاب الخفيف من جهة و
اإلبتهاج و السرور من جهة أخرى
الشخصية الفصامية :إن صاحب Mهذه الشخصية يميل إلى الخجل 9-
الشديد و لديه صعوبات في إقامة العالقات اإلجتماعية أو الحفاظ عليها و
هو متحفظ عادة و يفضل اإلنعزال بنفسه و خاصة في وقت الصعوبات و
األزمات ,و في الغالب Mيكون أخرقا ً و تعوزه الرشاقة و حسن التصرف و
هو يتجنب المنافسة مع اآلخرين
ُشخص بأنه 10- الشخصية اإلنفجارية :إن صاحب Mهذه الشخصية ي َّ
عدواني و غير إجتماعي و يتميز بضعف السيطرة على إنفعاالته و
عواطفه و بعدم اإلستقرار العاطفي إضافة إلى أنه يفقد السيطرة على نفسه
فتنتابه نوبات الغضب الشديد و العدوانية لألشخاص أو الممتلكات أو
األثاث
الفصام النفسي
إن صاحب الفصام يشعر بأن بعض األفكار قد حشرت في ذهنه من قبل
قوة خارجية بشرية أو غيرها أو أن بعض أفكاره قد سحبت و أخذت من
رأسه من قبل هذه الجهة الخارجية ,و قد يشعر بأن اآلخرين يستطيعون
أن يعرفوا ماذا يدور في ذهنه و قد يصل إلى حد يسمع فيه أفكاره و كأنها
تصدر من آخرين قبل أن يفكر هو فيها أو تخطر في باله ,باإلضافة إلى
أنه قد يسمع بعض األصوات تحوي مضمونا ً ناقداً للمريض مهدداً له ,و
في بعض الحاالت Mيصاحب هذه اإلهالسات السمعية إهالسات بصرية
حيث يرى المريض أشكاالً وهمية خيالية ال وجود لها ,و تكون عند
المريض متاعات و أفكار خاطئة يتمسك بها رغم الجدل و النقاش فال
يتخلى عنها ,و يسبب الفصام صعوبات كثيرة للذين يعيشون مع المريض
من أهل و أصدقاء
القهم و النهام العصابي
إن هذه األمراض تصيب عادة المراهقين من الفتيات و الشباب الصغار و
النسبة الكبرى للفتيات حيث إن المصابات بهذا المرض من الفتيات نسبتهم
أكثر من %90و قد تختلف هذه النسبة من مجتمع إلى آخر ,و الغالب في
بداية هذا المرض من خالل المظاهر المعتادة عند الفتيات اإلهتمام بالحمية
إلنقاص الوزن ألن الفتاة تعتقد أنها زائدة الوزن و بعد مدة تبدأ المريضة
تفقد السيطرة على سلوكها فتأخذ الحمية طابعا ً مرضيا ً غير سليم ,
و تسيطر على المريضة أفكار الطعام و التغذية و الحمية و الجوع و هذا
يؤدي إلى ضعف التركيز ,و تظهر عليهن مظاهر سلوكية غريبة كإخفاء
الطعام و رغم عدم تناول المريضة للطعام إال أنها تستمتع جداً بطهي
الطعام و إعداد الموائد لآلخرين ,و تصاب المريضة عادة بإضطراب و
تشوه في مخيلتها عن نفسها فهي تحمل في ذهنها صورة عن نفسها بأنها
مفرطة السمنة حتى عندما يكون واضحا ً جداً أنها هزيلة ناقصة الوزن