You are on page 1of 38

‫أ‪ .‬د‪ .

‬حممد أمحد األفندي‬


‫أستاذ االقتصاد – جامعة صنعاء‬
‫عنوان املراسلة‪alafndi2009@gmail.com :‬‬

‫تناولت الدراسة حتليالَ تقييماَ لألدبيات االقتصادية املعاصرة‪ ،‬فيما يتعلق‬


‫بعجز املوازنة العامة وعالقتها بتطور مستوى الدين العام ومن ثم حتديد املستوى‬
‫األمثل حلجم عجز املوازنة‪ ،‬كما تناولت اآلثار االقتصادية واالجتماعية لعجز‬
‫املوازنة العامة‪ ،‬وقد أظهرت الدراسة أن اجتاه وحجم تلك اآلثار يعتمد على أساليب‬
‫متويل عجز املوازنة‪ ،‬وينجم عن ذلك أن تقييم اجتاه السياسة املالية ومدى استدامتها‬
‫سيختلف باختالف طريقة متويل عجز املوازنة‪ ،‬وقد ناقشت الدراسة أبعاد هذا‬
‫التقييم وفقاً ألساليب متويل عجز املوازنة سواء أساليب التمويل احمللي أو التمويل‬
‫اخلارجي‪ ،‬كما ركزت الدراسة على حتديد املستوى األمثل لعجز املوازنة يف ضوء‬
‫عالقته باحلالة اليمنية‪ ،‬حيث أظهر التحليل أن مستوى العجز األمثل للموازنة‬
‫املرتبط بالدين العام يتجاوز ذلك احلد األمثل بكثري‪ .‬مما يكشف حجم عوار‬
‫االختالالت املالية اليت حتتاج إىل إصالح مالي واسع ولكن يف إطار ريية كلية‬
‫لإلصالح االقتصادي واالجتماعي والسياسي‪ ،‬ويف كل األحوال‪ ،‬فإن الدراسة‬
‫تؤكد على احملافظة على حجم أمثل لعجز املوازنة مشروطاً بعدم جتاوز نسبة منو‬
‫الدين العام الكلي ونسبة منو الناتج احمللي اإلمجالي االمسي‪.‬‬

‫عجز املوازنة األمثل‪ ،‬الدين العام األمثل‪ ،‬أساليب متويل عجز‬


‫املوازنة‪ ،‬التمويل النقدي للموازنة‪ ،‬قيد املوازنة احلكومية‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪31‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
Budget Deficit and Puplic Debt-Optimal Level of Both Deficit
and Public Debt: A Theoretical Evaluative Study of
Contemporary Literature
Abstract:

This study aimed to examine the evaluative analysis of the


modern economic literature reviews that are related to the budget
deficit and public debt. The emphasis was on how to define
consistent optimal level of budget deficit that is related to optimal
level of public debt. Furthermore, the study focused on the
evaluation of social and economic impact of budget deficit. The
results of the study showed that the direction and level of the impact
depend mainly on the methods of financing budget deficit. As a
result, the assessment of fiscal policy direction, and its sustainability
will vary depending on the method of financing the deficit. The study
discussed the dimensions of this evaluation based on methods of
financing the budget deficit, either local or international financing
methods. The study also focused on defining the optimal level of the
budget deficit in light of its relation with the Yemeni case. The
analysis showed that the optimal level of the budget deficit related
to the public debt over exceeds the optimal limit, which reveals the
extent of gap of fiscal imbalances in Yemen that need a broad fiscal
reform but within the comprehensive vision of the economic, social
and political reform. In all cases, the study strongly recommends to
preserve the optimal level of budget deficit with equal growth rate
of both aggregate public debt and gross national product.
Keywords: Optimal budget deficit, Optimal public debt, Methods of
budget financing, Cash budget financing, Government budget
constraint.

‫م‬6532 ‫ أكتوبر – ديسمرب‬،)05( ‫العدد‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


31
DOI: 10.20428/JSS.22.4.1
‫تهدددف هددذه الدراسددة إىل تقددديم عددرك حتليلددي ملشددكلة عجددز املوازنددة العامددة‬
‫والدين العام وصوالً إىل حتديد احلجم األمثل لعجز املوازنة‪.‬‬
‫ومن ثم فإن مشكلة الدراسة ميكن حتديدها يف اإلجابة على التسايالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما مضمون قيد املوازنة احلكومية يف ضوء التعاريف املتعددة لعجز املوازنة؟‬
‫‪ .2‬ما طبيعة الصلة بني الدين العدام‪ ،‬وعجدز املوازندة وكيدف يدتم حتديدد كدل مدن‬
‫احلجم األمثل للدين العام وعجز املوازنة مع اإلشارة إىل احلالة اليمنية؟‬

‫تعتمدددد الدراسدددة علدددى املدددنهج الوصدددني التحليلدددي واملدددنهج الكمدددي مدددن خدددالل‬
‫االسددلوا الرياضددي والبيدداني يف مناقشددة املددتسريات الربيسددية املرتبطددة بعجددز املوازنددة‬
‫والدين العام‪.‬‬

‫تكمن أهمية الدراسة يف حتليل مآالت ونتدابج عجدز املوازندة علدى الددين العدام‬
‫واملتسريات االقتصادية احلقيقيدة حيدث يقصدد بعجدز املوازندة يف هدذه الدراسدة الندر‬
‫بني إمجالي الننقات العامة (احلكومية) وإمجالي اإليرادات العامة‪ ،‬وهو ميثل أحدد‬
‫املددتسريات االقتصددادية واملاليددة املهمددة‪ .‬فعجددز املوازنددة مدددد اجتدداه وحجددم النشددا‬
‫احلكومي يف االقتصاد الكلي‪ ،‬كما أنه أحد حمدددات الطلدب الكلدي‪ ،‬فدالعجز‬
‫يبني ما إذا كان الطلب الكلي يف حالة توسع أم يف حالة انكما‪ ..‬وعندما يتزايدد‬
‫عجددز املوازنددة‪ ،‬فددإن ذلددك يعددو اجتاهددات توسددعية للسياسددة املاليددة‪ ،‬أمددا إذا ا ن د‬
‫العجز‪ ،‬فإن ذلدك يددل علدى االجتداه االنكماشدي للسياسدة املاليدة‪ .‬بيدد أن هدذا لدي‬
‫دابما صحيحا‪ ،‬فقد مدث العجز بسبب حالة الركود االقتصادي الدذي يعداني منده‬
‫االقتصاد‪ ،‬ح يث ينكمش عندها الددخل ومدن ثدم اإليدرادات الضدريبية‪ ،‬بينمدا تزيدد‬
‫الننقات االجتماعية والتحويلية‪ ،‬ويف االقتصادات الريعية‪ ،‬فإن العجز مددث بسدبب‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪30‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫اال ناك املناجئ أو غري املتوقع يف اإليرادات الريعية (مثل إيرادات الننط)‪.‬‬
‫ومدن جهدة أخددرى‪ ،‬فدإن عجددز املوازندة لدده صدلة وثيقددة باالسدتقرار االقتصددادي‪،‬‬
‫والنمددو االقتصددادي‪ ،‬فحجددم العجددز وطريقددة متويلدده لدده اثددار علددى معدددل التضددخم‬
‫واستقرار قيمة العملة الوطنية‪ .‬وسعر النابددة‪ ،‬ويدرتبط العجدز كدذلك بتطدور حجدم‬
‫الدين العام احمللي واخلارجي وما ينجم عدن ذلدك مدن عدبء تتحملده األجيدال القادمدة‬
‫(‪.)Al-Afandi, 1990‬‬
‫وللعجز اثار كبرية على حوافز االدخار واالستثمار واالستهالك وتدراكم رأ‬
‫املال ومن ثم على املوازين اخلارجية للدول كميزان احلساا اجلداري وكدذلك علدى‬
‫سعر الصرف‪ ،‬وتلك اثار مازالت حمدل جددل بدني االقتصداديني مدن اتلدف املشدارا‬
‫النكرية واالجتماعية‪.‬‬

‫تنطوي هذه الدراسة على حتليل تقييمي لآلثدار االقتصدادية واالجتماعيدة لعجدز‬
‫املوازنة اليت تعك بدورها مستوى اجلدل القابم حتى اآلن حول عددد مدن القضدايا‬
‫واملشكالت املرتبطة بالعجز ومن أهمها‪:‬‬
‫العجز‪.‬‬ ‫‪ ‬مشكلة منهوم وقيا‬
‫‪ ‬قيد امليزانية العامة‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل التضخمي‪.‬‬
‫‪ ‬عبء الدين العام والعجز عرب األجيال (التكافؤ الريكاردي)‪.‬‬
‫‪ ‬عجز املوازنة وتراكم رأ املال واألثر االقتصادي للعجز‪.‬‬
‫‪ ‬مدى استدامة الدين العام والثقة بالسياسات املالية واآلثدار االقتصدادية ألسداليب‬
‫متويل عجز املوازنة‪.‬‬

‫ستمضي قضايا وطبيعة الدراسة على النحو اآلتي‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬املقدمة‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪32‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫ثانياً‪ :‬منهوم عجز املوازنة ومشكالت القيا ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬قيد املوازنة احلكومية‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬مشكالت متويل عجز املوازنة والدين العام‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬اآلثار االقتصادية لتمويل عجز املوازنة بالدين العام‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬عبء املديونية واحلجم األمثل لعجز املوازنة‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬اخلامتة‪.‬‬

‫ال يوجددد اتنددا حاسددم بددني االقتصدداديني علددى مقيددا أو منهددوم واحددد لعجددز‬
‫املوازنة‪ ،‬فكل مقيا له هدف معني يف تسليط الضوء علدى طبيعدة واجتداه العجدز‪،‬‬
‫ولذلك ميكن النظر إىل مقدايي عجدز املوازندة مدن زوايدا اتلندة أو تصدنينها وفقدا‬
‫ملعددايري معيندده منهددا‪ :‬إضددافة إىل أن مقددايي عجددز املوازنددة تسددتخدم ك د داة لتقيدديم‬
‫كنددداءة وفاعليدددة السياسدددة املاليدددة وحتديدددد مددددى اخدددتالل هدددذه السياسدددة وكينيدددة‬
‫تصحيحها‪ ،‬ومن هذه املعايري ما يلي (األفندي‪:)2112 ،‬‬

‫‪ ‬العجددز التقليدددي‪ :‬هددو النددر بددني إمجددالي الننقددات وإمجددالي اإليددرادات العامددة‬
‫باستثناء تسريات حجم املديونية‪D = G – T :‬‬
‫حيث ‪ = D‬حجم العجز‪ = T ،‬اإليرادات العامة(الضرابب بشكل ربيسي)‪.‬‬
‫يعرتي هذا املقيا بع النقابص والعيوا أهمها‪:‬‬
‫يسددو مضددلال يف أوقددات التضددخم حيددث يصدعب تقدددير حجددم العجددز الددذي ميددول‬
‫باالقرتاك‪ ،‬كما ال ينصح بدقة عن تسريات قيمدة العملدة يف األصدول واخلصدوم‬
‫احلكومية‪ ،‬وميكننا تقددير العجدز التقليددي بإضدافة صدايف اإلقدراك (صدايف‬
‫املديونية) إىل اإلننا ويف هذه احلالة‪ ،‬فإن‪:‬‬
‫العجز التقليدي = إمجالي اإليرادات واملنح = إمجالي اإلننا وصايف اإلقراك‪.‬‬
‫وعموماً‪ ،‬فإن منهوم العجز املالي التقليدي يلخدص بصدورة شداملة الوضدع املدالي‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪31‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫الكلي للحكومة‪.‬‬
‫إن هذا املنهوم للعجز ال ينر بوضوح األثر علدى الوضدع االقتصدادي النداجم عدن‬
‫متويدل العجدز بطدر اتلنددة‪ ،‬فمسدتوى العجدز ننسده قددد يظهدر اثدارًا اقتصددادية‬
‫كبرية شديدة االختالف حسب أسلوا التمويل‪.‬‬
‫فتمويددل البنددك املركددزي للعجددز يكددون لدده اثددار اقتصددادية اتلنددة متام داً عددن‬
‫التمويل غري املصريف أو التمويدل األجدنك كمدا أن التسديري يف مسدتوى العجدز لده‬
‫اثددار اقتصددادية اتلنددة وفقداً ملددا إذا كددان هددذا الددتسري بسددبب تسددري الضددرابب أو‬
‫الددتسريات املسدداوية ددا يف اإلننددا ‪ ،‬فددتسري العجددز بسددبب زيددادة اإلننددا اجلدداري‬
‫مبقدددار معددني يكددون لدده أثددر أكددرب علددى الطلددب الكلددي والندداتج مقارنددة بددتسري‬
‫مماثل يف العجز سببه ا ناك مماثل يف الضرابب‪.‬‬
‫مدد العجز أو الناب بالنسبة للجهات اإلدارية احلكومية املركزية فقط وال‬
‫يتضمن موازنات املؤسسات االقتصادية العامة أو السلطة احمللية‪.‬‬
‫‪ ‬العجددز الشددامل‪ :‬وهددو يتضددمن عجددز األجهددزة احلكوميددة املركزيددة السددلطة‬
‫احمللية مؤسسات القطاع العام‪ .‬أي أن اإليدرادات العامدة = إيدرادات احلكومدة‬
‫املركزية القطاع العام السلطة احمللية‪.‬‬
‫والننقات العامة = ننقات احلكومة املركزية ننقدات القطداع العدام ننقدات‬
‫السددلطة احملليددة‪ ،‬ومددن ثددم فددإن العجددز الشددامل هددو النددر بددني إمجددالي الننقددات‬
‫العامة مطروحا منها اإليرادات العامة كما حتدد ذلك سدابقا‪ ،‬ويتكدون العجدز‬
‫الشامل من جزبيني هما‪ :‬العجز اجلاري والعجز الرأمسالي‪.‬‬
‫ويالحظ أن هدذا املنهدوم يتجداوز بعد نقدابص منهدوم العجدز التقليددي‪ ،‬لكنده‬
‫يظددل يعدداني مددن عدددم الدقددة السدديما يف أوقددات التضددخم‪ ،‬فالتكلنددة احلقيقيددة‬
‫لنوابد الدين العام ال تظهدر كاملدة‪ ،‬بينمدا يدرتبط أصدل الددين مبعددل التضدخم‬
‫مما يزيد من تكلنة االقرتاك لتمويل العجز‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪31‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫منهددوم العجددز األساسددي (عجددز الالفوابددد) الددذي يسدداوي النددر بددني إمجددالي‬
‫الننقددات وإمجددالي اإليددرادات مددع اسددتبعاد فوابددد الدددين اخلددارجي‪ ،‬ألنهددا مرتبطددة‬
‫بعجددوزات الندددرتة املاضددية وال متثدددل األنشددطة املاليدددة للنددرتة اجلاريدددة‪ .‬أي أن العجدددز‬
‫األساسي يبني الوضع املالي للحكومة مبعدزل عدن األوضداع املاليدة السدابقة‪ .‬ومدن ثدم‬
‫فددإن هددذا املقيددا يظهددر العجددز ب قددل مددن حجمدده النعلددي ويركددز علددى تقيدديم اجتدداه‬
‫التسري يف الدين العام ومدى القدرة على استيعاا وحتمل العجز‪ ،‬وبصورة عامة‪ ،‬فإن‬
‫منهوم العجز األساسي ال يعرب بدقة عن فاعلية السياسات املالية ألنده يسدتبعد فوابدد‬
‫الدين اخلارجي اليت متثل مشكلة كبرية يف الدول النامية‪.‬‬
‫العجز التشسيلي (‪:)Operational Deficit‬‬
‫هو مقيا للعجز يف أوقات التضخم ألنده يهدتم باسدتخالث أثدر التضدخم علدى‬
‫مدددفوعات سددعر النابدددة االمسددي (النقدددي) علددى الدددين احلكددومي‪ ،‬وقددد اسددتعمل‬
‫بددوالك (‪ )Polak‬مصددطلح (مصددحح نقدددي) للداللددة علددى قيددا أثددر التضددخم علددى‬
‫مدددفوعات النابدددة‪ .‬إن املصددحح النقدددي للعجددز يسدداوي معدددل التضددخم مضددروبا يف‬
‫القيمة االمسية للدين أو‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪(   D‬زكي‪)1991 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1  ‬‬
‫حيث ‪ = ‬نسبة كمية النقدود مدن النداتج احمللدي اإلمجدالي وهدي الديت تعدوك‬
‫الدابنني بسية احلناظ على القيمة احلقيقية للدين العام احمللي‪.‬‬
‫العجددز اإلمجددالي ويسدداوي العجددز األساسددي (عجددز الالفوابددد) زابدددا العجددز‬
‫الثانوي‪.‬‬
‫ويقصد بالعجز الثانوي مدفوعات النوابد على الدين احمللدي واخلدارجي للندرتة‬
‫السابقة‪ ،‬ويالحظ أن العجز التقليدي يتضمن العجز األساسي والعجز الثانوي‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪31‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫العجددز اجلدداري الددذي يسدداوي النددر بددني الننقددات اجلاريددة واإليددرادات اجلاريددة‬
‫ويطلددق عليددة العجددز اجلزبددي‪ ،‬و ددذا املقيددا أهميددة خاصددة كوندده يددبني اجلهددود‬
‫احلكوميددة يف حتقيددق ادخددار عددام (حكددومي) موجددب يسددتخدم يف متويددل مشدداريع‬
‫التنمية أو اإلننا االستثماري العام‪.‬‬
‫فإذا كان هناك فاب جارٍ‪ ،‬فهدذا يعدو وجدود ادخدار حكدومي موجدب‪ ،‬أمدا‬
‫إذا كان هناك عجز جارٍ فهذا مث احلكومة على ترشديد اإلنندا اجلداري وزيدادة‬
‫اإليرادات اجلارية لتحقيق ادخار عام موجب‪.‬‬

‫للعجدددز يف فدددرتات‬ ‫العجدددز ا يكلدددي (‪ :)Structural Deficit‬هدددو مقيدددا‬


‫االختالالت االقتصادية أو العجز احملتمل اسدتمراره مدا ت تتخدذ سياسدات اقتصدادية‬
‫إلزالتدده أو تصددحيح االخددتالالت املسددببة للعجددز‪ ،‬ومددن أمثلددة االخددتالالت االقتصددادية‬
‫اعتمداد اإليددرادات احلكوميدة علددى مصددر أساسددي كدإيرادات الددننط أو اخددتالالت‬
‫األسعار أو اختالالت القدرة اإلنتاجية لالقتصاد الكلي‪.‬‬
‫ويعد العجز الالريعي أبدرز مثدال للعجدز ا يكلدي‪ ،‬وهدذا املقيدا يسدتخدم يف‬
‫االقتصادات الريعية اليت تعتمد على مصددر ريعدي يف اإليدرادات العامدة مثدل إيدرادات‬
‫الننط يف اليمن‪ .‬حيث ميثل حنو ‪ %01 – 01‬مدن إمجدالي اإليدرادات العامدة للدولدة‪،‬‬
‫ويف هددذه احلالددة ميكددن قيددا العجددز الالريعددي الددذي يسدداوي النددر بددني الننقددات‬
‫العامة واإليرادات العامة غري الننطية‪.‬‬
‫ويُظهددر هددذا العجددز حجددم اجلهددود املطلوبددة لتنويددع مصددادر الدددخل واإليددرادات‬
‫العامة اليت تتسم باالستمرارية‪ ،‬بدال عدن االعتمداد علدى املصدادر اإليراديدة املؤقتدة أو‬
‫املتقلبة أسعارها عامليا كإيرادات الننط (احلاوري‪.)1991 ،‬‬
‫عجدز دورة األعمدال السياسدية (‪)Political Business Cycle Deficit‬‬
‫(األفندي‪.)2112 ،‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪65‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫يعكدد هدددذا املقيدددا مسدددتوى تدد ثري اإلنندددا السياسدددي علدددى عجدددز املوازندددة‬
‫والسدديما اإلننددا السياسددي يف فددرتات االنتخابددات العامددة أو اإلننددا الطددارى علددى‬
‫احلددروا‪ ،‬ويف هددذه احلالددة فددإن عجددز الدددورة السياسددية يسدداوي النددر بددني إمجددالي‬
‫الننقات العامة املعدلة باإلننا السياسي واإليرادات العامة اإلمجالية‪.‬‬
‫ويتسم هذا املقيا ببع املالمح منها أنه يكشف حجم النساد املالي بسدبب‬
‫اإلننا السياسي والسيما يف الدول النامية واألقل مندوا‪ ،‬كمدا يتضدمن إنندا خدارج‬
‫املوازنة كاالعتمادات اإلضدافية‪ ،‬السديما تلدك الديت ف إنناقهدا قبدل أن توافدق عليهدا‬
‫السلطة التشريعية يف فرتة مت خرة عن الدورة املالية‪.‬‬
‫وكدددذلك تشدددمل احلسدددابات خدددارج املوازندددة كالصدددناديق اخلاصدددة الددديت يدددتم‬
‫الصددرف منهددا وفقد ًا العتبددارات سياسددية وبعد ممارسددات النسدداد‪ ،‬وكددذلك أيضداً‬
‫اإلننا على مشاريع خارج إطار الربنامج االستثماري العتبارات سياسية‪.‬‬

‫تبني املعادلة (‪ )1‬قيد املوازنة احلكومية‪)Agénor & Montiel, 1999( :‬‬


‫(‪G  T  iBt 1  iEBt1  M  B  EBg ............)1‬‬
‫حيث‪ = G :‬اإلننا احلكومي اجلاري والرأمسالي‬
‫‪ = T‬اإليددددرادات اإلمجاليددددة ومتثددددل الضددددرابب املصدددددر األساسددددي والربيسددددي‬
‫لإليرادات‬
‫دعنا حندد‪ D=G-T :‬العجز األساسي أو عجز الالفوابد‪.‬‬
‫وكددذلك‪ = iB  iEBt 1 :‬العجددز الثددانوي ويسدداوي مدددفوعات النابدددة علدددى‬
‫املديونية يف النرتة السابقة (‪.)t-1‬‬
‫يالحظ أن الطرف األيسر من املعادلة (‪ )1‬ميثل العجز اإلمجدالي الدذي يسداوي‬
‫العجز األساسي (‪ )D‬مضافا إلية العجز الثانوي (مدفوعات الدين لنرتة ماضية)‪.‬‬
‫أما الطرف األمين من القيد‪ ،‬فإنه ميثل مصادر متويل العجز اإلمجالي وهي‪:‬‬
‫متويددل بإصدددار النقددود (االقددرتاك مددن البنددك املركددزي) مددن خددالل الددتسري يف‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪63‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫املعروك النقدي ) ‪. (M‬‬
‫أو االقرتاك احمللي مدن اجلمهدور مدن خدالل إصددار السدندات أو أذون اخلزاندة‬
‫ويعرب عن ذلك بالتسري يف السندات احلكومية )‪. (B‬‬
‫االقددرتاك اخلددارجي أو التمويددل اخلددارجي مددن خددالل اقتندداء املمددولني األجانددب‬
‫للسددندات احلكوميددة ويعددرب عنهددا بددالتسري يف رصدديد هددذه السددندات مقومددة بالعملددة‬
‫الوطنية ) ‪ ( EBt1‬حيث ‪ = E‬سعر صرف العملة الوطنية‪.‬‬
‫يالحدددظ أن عجدددز املوازندددة ال يتضدددمن أي ننقدددات أو اعتمدددادات خدددارج املوازندددة‬
‫عجدز‬ ‫(اعتمادا ت إضافية)‪ ،‬ومن ثم فإنده ميثدل مقياسدا للعجدز التقليددي وال يعكد‬
‫الدورة السياسية‪ ،‬ألنه ال يتضمن اإلننا السياسي‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن معادلدة قيدد امليزانيدة السدابقة‪ ،‬تُظهدر أن العجدز حسدا‬
‫لتقلبددات األسددعار وبالتددالي التضددخم مددن خددالل تدد ثري التضددخم علددى سددعر النابدددة‬
‫االمسددي‪ ،‬وإذا مددا ف حسدداا العجددز السددابق بدددون إدخددال أثددر التضددخم فددإن ذلددك‬
‫سدديعطي مقياسددا للعجددز أقددل مددن حجمدده احلقيقددي‪ ،‬ويف تلددك احلالددة‪ ،‬فددإن تسددريات‬
‫العجز التقليدي بدون أثر التضخم ال تقدم مقياساً كافيداً للجهدود املاليدة وللقدرارات‬
‫املالية‪ ،‬ويف هذه احلالدة يكدون مناسدباً حسداا العجدز احلقيقديأ أي حسداا العجدز‬
‫التشددسيلي الددذي يقددوم علددى اسددتخالث مكددون أثددر التضددخم علددى مدددفوعات سددعر‬
‫النابدة االمسي‪ ،‬مما يستلزم إدخال التضخم يف املعاجلة وحساا املصدحح النقددي‪،‬‬
‫وهذا يتطلب إعادة صياغة قيد املوازندة احلكوميدة (‪ )1‬لتتضدمن أثدر األسدعار وذلدك‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪EBg ‬‬ ‫وإذا أهملنا مكون االقرتاك اخلارجي للتبسيط أي أن = ‪1‬‬
‫فعندبذ ميكن صياغة معادلة قيد املوازنة احلكومية احلقيقي يف الصورة اآلتية‪:‬‬
‫‪D iB1 M B‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫(‪.................)2( )Agénor & Montiel, 1999‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪p‬‬ ‫‪p‬‬ ‫‪p‬‬
‫حيث ‪ = p‬املستوى العام لألسعار‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪66‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫أو‪:‬‬
‫‪b ‬‬ ‫‪M  b1  B‬‬
‫‪d  i 1 b1 ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫(‪...............)3‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪p‬‬ ‫‪p‬‬ ‫‪  1‬‬
‫‪p‬‬ ‫‪b‬‬

‫الحددظ ان احلددد الثدداني مددن الطددرف األميددن ملعادلددة (‪ )3‬يكمددن كتابتدده علددى النحددو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪p1 B‬‬ ‫‪p ‬‬
‫(‪ b    1 b1 ...................)4‬‬
‫‪p p1‬‬ ‫‪ P ‬‬
‫وبوضع (‪ )4‬يف (‪ )3‬حنصل على معادلة قيد املوازنة احلكومية اآلتية‪:‬‬
‫‪p ‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪d  (i   ) 1 b1 ‬‬ ‫(‪ b .......................)5‬‬
‫‪ P ‬‬ ‫‪P‬‬
‫وحيث إن‪:‬‬
‫‪b1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪........................)0‬‬
‫‪P 1‬‬
‫حيث ‪ = ‬معدل التضخم‪ .‬وبوضع (‪ )0‬يف (‪ )5‬جند أن‪:‬‬
‫‪ i ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪d ‬‬ ‫‪b1 ‬‬ ‫(‪ b ........................)0‬‬
‫‪1 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪P‬‬
‫ومتثل املعادلة (‪ )0‬معادلة قيد املوازنة احلكومية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬مدن أجدل احلصدول‬ ‫ويالحظ أن العجز التقليدي ف تعديله باملقدار ‪b1‬‬
‫‪1  ‬‬
‫على العجز احلقيقي التشسيلي‪ .‬أي أن العجز احلقيقي يزيد بهذا املقدار الذي يساوي‬
‫حجم التعوي للدابنني مقابل ا ناك القيمة احلقيقية للدين بسبب التضخم‪.‬‬
‫ويف هذه احلالة فإن املعادلة (‪ )0‬ميكن كتابتها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪d  r ‬‬ ‫‪b1 ‬‬ ‫(‪ b ................................)1‬‬
‫‪ 1  ‬‬ ‫‪P‬‬
‫حيث ميثل الطرف األيسر من(‪ )1‬العجز اإلمجالي احلقيقي = العجز األساسي‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪61‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫‪ ،  r ‬حيدددث ‪ = r‬سدددعر‬ ‫‪‬‬
‫احلقيقدددي(‪ )d‬زابددددا العجدددز الثدددانوي احلقيقدددي ‪b1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1  ‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪‬‬
‫‪r‬‬ ‫وأن‪:‬‬ ‫النابدة احلقيقي‪.‬‬
‫‪1 ‬‬ ‫‪1 ‬‬
‫ويالحدددظ أن الوصدددول إىل معادلدددة قيدددد املوازندددة احلكوميدددة يف (‪ )1‬ت يكدددن‬
‫ممكنا بدون املعادلة(‪ .)4‬وقد توصلنا إليها وفقا للخطوات اآلتية‪:‬‬
‫مبا أن‪:‬‬
‫‪P1 B P1 ( B  B1‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪.......................)9‬‬
‫‪P p1‬‬
‫‪P1 P‬‬
‫وبتحليل الطرف األمين من (‪:)9‬‬
‫‪p1‬‬ ‫‪P B‬‬
‫‪B  1 1‬‬ ‫(‪.............................)11‬‬
‫‪P p1‬‬ ‫‪Pb1‬‬

‫‪p ‬‬
‫‪b   1 b1‬‬ ‫(‪.............................)11‬‬
‫‪ P ‬‬
‫وبإضافة وطرح املقدار ‪ b1 ‬إىل املعادلة (‪ )11‬جند أن‪:‬‬
‫‪p ‬‬
‫‪(b  b1 )  b1   1 b1‬‬ ‫(‪.....................)12‬‬
‫‪ P ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪p ‬‬
‫(‪b  1  1 b1 ............................)13‬‬
‫‪‬‬ ‫‪p ‬‬
‫‪ P  P1 ‬‬
‫‪b  ‬‬ ‫‪b1‬‬ ‫(‪........................)14‬‬
‫‪ P ‬‬
‫‪p 1‬‬
‫جند أن‪:‬‬ ‫داخل القو‬ ‫وبضرا املقدار‬
‫‪P1‬‬
‫‪ P  p1 P1 ‬‬
‫‪b  ‬‬ ‫(‪b1 ..........................)15‬‬
‫‪ p1 P ‬‬
‫‪p ‬‬
‫(‪b    1 b1 ..............................)10‬‬
‫‪ P ‬‬
‫وبالعودة إىل املعادلة (‪ )9‬جند أن‪:‬‬
‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬
‫‪61‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫‪P1 B‬‬ ‫‪P ‬‬
‫(‪ b    1 b1 ............................)10‬‬
‫‪P P1‬‬ ‫‪ P ‬‬
‫الحظ أن معادلة (‪ )10‬هي ننسها معادلة (‪.)4‬‬

‫‪Seignior Age‬‬ ‫‪1‬‬


‫رأينا أن الطدرف األميدن مدن معادلدة قيدد املوازندة احلكوميدة (معادلدة ‪ )1‬متثدل‬
‫أساليب وطر متويل العجدز ومنهدا التمويدل التضدخمي أو التمويدل باإلصددار النقددي‬
‫الدددذي يعدددد صدددكا للنقدددود لدددي إال‪ ،‬ويُعدددرف التمويدددل النقددددي للعجدددز ب نددده قددددرة‬
‫احلكومددة علددى احلصددول علددى إيددرادات باسددتعمال حقهددا السدديادي يف صددك النقددود‬
‫عاليدة األثدر (‪ )Seignior Age‬أي طباعدة النقدود لندرتة زمنيدة مسدتمرة (األفنددي‪،‬‬
‫‪.)2114‬‬
‫حيث حتصل احلكومة على رسم سك العملة (‪ ،)Seignior Age‬ألن النقدد‬
‫خيو ا زيادة يف قدرتها الشرابية وهذا ينقسم إىل عنصرين‪:‬‬
‫‪ ‬رسدم جمدرد لسدك العملدة (‪ )Pur Seignor Age‬إذا كدان متويدل العجدز عدن‬
‫طريق إصدار نقود غري تضخمية عندبذ تتلقى احلكومة رسم سك عملة جمرد‪.‬‬
‫‪ ‬ضريبة التضخم مصل عند التمويل النقدي التضخمي (احلكومة حتصل علدى‬
‫ضدددريبة هصدددمه = معددددل التضدددخم (املعددددل الضدددريك) مضدددروباً يف إمجدددالي‬
‫األرصدة النقدية احلقيقية اليت موزها اجلمهور)‪.‬‬
‫يف حالددة غيدداا التضددخم ضددريبة التضددخم ‪ 1‬وعندبددذ ينبسددي رسددم سددك‬
‫العملة‪.‬‬
‫وتلج احلكومات إىل هذا النمط من التمويل يف حداالت عددم إمكانيدة زيدادة‬
‫الضرابب أو صعوبة االقرتاك بالسندات احلكومية‪ ،‬فدإن اإلصددار النقددي لتمويدل‬
‫العجددز ) ‪ (M‬يعددد أحدددد مكونددات الددددين العددام باإلضدددافة إىل االقددرتاك بإصددددار‬
‫السندات )‪. (B‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪60‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫ومتثل طريقة التمويل النقدي أداة سهلة بيد السلطات يف الدول النامية أو األقل‬
‫منددوا‪ ،‬حيددث ال يتددوفر ددا أسددوا ماليددة متطددورة لتددداول السددندات‪ ،‬كمددا أن هددذه‬
‫الطريقة ال تسبب املزامحة للقطاع اخلاث ومن ثدم فدإن الطلدب الكلدي يزيدد بدرجدة‬
‫أكرب مما يعمله التمويل بإصدار السندات‪.‬‬
‫بيد أن حتليل اثدار التمويدل التضدخمي يتطلدب االهتمدام بدالتسريات احلقيقيدة يف‬
‫‪M ‬‬
‫‪ ، ‬وهددذا يعددو أن‬ ‫الددتسريات االمسيددة‪ ،‬أي مددن خددالل ‪‬‬ ‫كميددة النقددود ولددي‬
‫‪ P ‬‬
‫التمويددل النقدددي للعجددز لدده اثددار تضددخمية ممددا يندداقم مددن مشددكلة عجددز املوازنددة‪،‬‬
‫وميكننددا تتبددع اآلثددار التضددخمية للتمويددل النقدددي مددن خددالل أثددر فيشددر (‪Fisher-‬‬
‫‪ ،) Effect‬حيث ينحو سعر النابددة النقددي (االمسدي) إىل أعلدى عندد زيدادة معددل‬
‫التضخم املتوقع‪ ،‬وميكن صياغة أثر فيشر يف املعادلة اآلتية‪:‬‬
‫(‪i  r e   e ........................)11‬‬
‫توضددح املعادلددة (‪ )11‬أن سددعر النابدددة النقدددي )‪ (i‬يرتنددع عنددد ارتندداع سددعر‬
‫النابدة احلقيقي املتوقع ) ‪ (r e‬وكذلك عندد ارتنداع معددل التضدخم املتوقدع ) ‪، ( e‬‬
‫وبافرتاك ثبات سعر النابددة احلقيقدي فدإن سدعر النابددة النقددي يزيدد بدنن نسدبة‬
‫زيادة معدل التضخم املتوقع‪.‬‬
‫وطبقا ألثر فيشر فدإن البلددان الديت تعداني مدن معددالت مرتنعدة للتضدخم تنحدو‬
‫أسعار النابدة النقدية حنو االرتناع أيضا‪ ،‬مما يسبب زيادة عبء مددفوعات النابددة‬
‫)‪. (iB 1‬‬
‫وأيا كان ش ن اآلثار السلبية للتمويدل النقددي للعجدز‪ ،‬فدإن احلكومدات عدادة‬
‫تستمتع ب سدلوا التمويدل النقددي يف فدرتات معيندة‪ ،‬حيدث تدتمكن احلكومدات مدن‬
‫السدديطرة علددى مددوارد حقيقيددة مددن خددالل خلددق النقددود‪ ،‬أي طبددع أورا البنكنددوت‬
‫وإنناقها‪ ،‬فزيادة املعروك من كمية النقدود يسدبب ارتنداع املسدتوى العدام لألسدعار‪،‬‬
‫مما يسبب ا ناك القيمة احلقيقية للنقود املتداولة يف حوزة األفراد والبنوك‪ .‬وميثل‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪62‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫حجددم التخنددي يف القيمددة احلقيقيددة للنقددود بسددبب التضددخم مبثابددة مددوارد جديدددة‬
‫حتصل عليها احلكومات – أي عبارة عن ضريبة مسترتة يقع عبؤهدا علدى كدل مدن‬
‫ميلك نقودا‪.‬‬
‫بيددد أن حجددم هددذه املددوارد يعتمددد علددى مسددتوى الطلددب علددى النقددود وعالقتدده‬
‫بدالعرك النقدددي‪ .‬فالتمويددل النقدددي يكددون حمددودا عندددما يكددون معدددل منددو خلددق‬
‫النقود أقل من معدل منو الطلب على النقود‪.‬‬
‫أما إذا جتاوز معدل منو خلق النقود معدل منو الطلب علدى النقدود‪ ،‬فدإن معددل‬
‫التضخم يتصاعد‪ ،‬ومن ثم تتوفر للحكومات إمكانات أكثر يف التمويل النقدي‪.‬‬
‫أي أنه يف هذه احلالة إذا كان زيادة عرك النقود أكرب من زيادة الطلب علدى‬
‫النقود‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إىل فاب يف األرصدة النقدية لدى اجلمهور الذي يسعى إىل‬
‫الددتخلص مندده مددن خددالل زيددادة الطلددب علددى األصددول احلقيقيددة‪ ،‬أي شددراء السددلع‬
‫واألراضددي واألصددول املاليددة األخددرى ممددا يسددبب تصدداعد أسددعار هددذه السددلع ومددن ثددم‬
‫تصاعد التضخم بصورة مباشرة‪.‬‬
‫ولتوضدديح اليددة التمويددل النقدددي للعجددز‪ ،‬دعونددا نعيددد صددياغة احلددد األول مددن‬
‫الطرف األمين من معادلة قيد امليزانية‪ ،‬املعادلة (‪ )0‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪MM M M‬‬ ‫‪M‬‬ ‫‪M‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪‬‬ ‫ˆ‪ M‬‬ ‫جند أن‪:‬‬ ‫يف‬ ‫بضرا‬
‫‪MP‬‬ ‫‪M P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪M‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪M‬‬
‫‪  Mˆ ‬معدل منو العرك النقود‪.‬‬ ‫حيث‬
‫‪M‬‬
‫وعند االستقرار‪ ،‬فإن معدل منو عرك النقود يتعدادل مدع معددل التضدخم‪ ،‬أي‬
‫أن ‪ M̂  ‬وعندبذ يسدو قيد احلد األول يف معادلة قيد املوازنة احلكومية هو‪:‬‬
‫‪M‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪.....................)19( )Tanzi, 1978‬‬
‫‪p‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪61‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫وميثل املقدار يف املعادلة (‪ )19‬حجم اإليرادات اليت حتصل عليها احلكومدات‬
‫من اإلصدار النقدي يف ظل التضخم‪ ،‬بينما يدرى األفدراد الدذين يدتعني علديهم إضدافة‬
‫املزيددددد مددددن النقددددود إىل‬
‫أرصدددتهم للحندداظ علددى‬
‫القيمدددددددددددة احلقيقيدددددددددددة‬
‫لألرصددددددة ‪  ‬بددد د ن‬
‫‪M‬‬
‫‪ P‬‬
‫ذلدددددك مبثابددددددة ضددددددريبة‬
‫إضافية‪ ،‬وقد أطلق على‬
‫هذا النوع مدن الضدرابب‬
‫بضددددددددددريبة التضددددددددددخم‬
‫(‪ .)Inflation Tax‬أي‬
‫أنه بالنسبة لألفراد فدإن‬
‫هدددذه اإليدددرادات تسددداوي‬
‫حجم تدهور القيمة احلقيقية ألرصدتهم النقدية وبوضدع هدذا املقددار يف معادلدة قيدد‬
‫املوازنة احلكومية (‪ )0‬جند أن‪:‬‬
‫‪ i  ‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪d ‬‬ ‫‪b1  ‬‬ ‫(‪ b .....................)21‬‬
‫‪1  ‬‬ ‫‪P‬‬
‫وإذا نقلنا املقدار ‪   ‬إىل الطرف األيسر من املعادلة (‪ ،)21‬فإننا حنصدل‬
‫‪M‬‬
‫‪ P‬‬
‫على صايف العجز الذي يتم متويله باالقرتاك ‪ ، b ‬وقد أطلقنا عليه صدايف العجدز‬
‫ألننا خنضنا العجز مبقدار الضرابب التضخمية النامجة عن التمويل النقدي‪ ،‬أي أن‬
‫معادلة (‪ )21‬تسدو‪:‬‬
‫‪ i  ‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪d ‬‬ ‫‪b1  ‬‬ ‫‪ b‬‬
‫‪1  ‬‬ ‫‪P‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪61‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫وطبق داً لكينددز فددإن اسددتحواذ احلكومددات علددى مددوارد إضددافية عددرب ضددريبة‬
‫التضخم يسدو خيارا مسريا‪ ،‬مقارنة باخليارات األخرى مثل زيادة الضرابب أو املدوارد‬
‫األخددرى‪ ،‬فوجددود صددراعات سياسددية أو منافسددات انتخابيددة بددني األحددزاا أو تعدددد‬
‫مراكز القوى ذات املصاحل املتضاربة جيعل احلكومات تنضدل هدذا اخليدار املسدري‬
‫ألنه أقل كلنة من الناحية السياسية‪.‬‬
‫ومهما يكن األمر فإن هذه احلكومات ليست مطلقة اليدين يف االعتماد على‬
‫التمويل النقدي للعجز‪ ،‬فهناك سقف حمدد ال ميكن للحكومدات االسدتحواذ علدى‬
‫موارد إضافية بواسطة ضريبة التضخم‪.‬‬
‫ويقدم منحنى الفدر حتديددا للسدقف الدذي ميكدن للحكومدات أن تقدف عندده‬
‫(‪ )Laffer Curve For Seignior Age‬كما هو يف الشكل (‪.)1‬‬
‫احملددور الرأسددي إيددرادات‬ ‫معدددل التضددخم‪ ،‬بينمددا يقددي‬ ‫فدداحملور األفقددي يقددي‬
‫‪M‬‬
‫‪. (‬‬ ‫ضريبة التضخم )‬
‫‪P‬‬
‫واجلدير بالذكر أنه ميكن استخدام منحنى ‪ Laffer‬أيضداً إلثبدات أن خيدار‬
‫رفع الضرابب ال يؤدي بالضرورة إىل زيدادة احلصديلة الضدريبية‪ ،‬حيدث إن رفدع سدعر‬
‫الضددريبة يولددد اسددتجابات سددلبية مددن املمددولني‪ ،‬حيددث يبحثددون عددن فددرث للتهددرا‬
‫الضريك األمر الذي ينضي يف نهاية املطاف إىل ا ناك احلصيلة الضريبية ذاتها‪.‬‬
‫وعددودة إىل شددكل (‪ )1‬الددذي يددبني أن مددوارد ضددريبة التضددخم تكددون صددنرا‬
‫عندما يكون معدل التضخم صدنرا‪ ،‬ومدع تزايدد إيدرادات هدذه الضدريبة حتدى تصدل‬
‫‪‬‬
‫إىل القيمة األعلى عند(‪ )a‬و ( ‪.) ‬‬
‫‪M‬‬
‫( إىل‬ ‫القيمدة احلقيقيدة لألرصددة )‬ ‫ومع استمرار تصاعد التضدخم تدنخن‬
‫‪P‬‬
‫أدنى مستوى له‪ ،‬مسببا تراجع إيرادات ضريبة التضخم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وعلى أية حال فإن هناك معدال للتضخم هو ( ‪ ) ‬الدذي مقدق أقصدى إيدرادات‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪61‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫‪‬‬
‫مددن التمويددل النقدددي‪ .‬فددإذا جتدداوز معدددل التضددخم النعلددي هددذا املسددتوى ( ‪ ،) ‬فددإن‬
‫اإليرادات ترتاجع‪.‬‬
‫وقد أظهدرت الدرباهني العمليدة أن إيدرادات ضدريبة التضدخم تكدون مرتنعدة يف‬
‫البلدان ذات املعدالت املرتنعة للتضخم‪.‬‬
‫فني بولينيا على سبيل املثال‪ ،‬بلست اإليرادات حنو ‪ %0‬من الدخل القومي عدام‬
‫‪ ، 1915‬وتتنق هذه النتدابج مدع رييدة كيندز الدذي رأى أن ضدريبة التضدخم تشدكل‬
‫إغراء كبريا ال يقاوم بالنسبة لكثري من احلكومات (زكي‪.)1992 ،‬‬
‫ومن جاندب اخدر‪ ،‬قددم االقتصدادي فيتدو تدانزي توضديحا للعالقدة بدني التضدخم‬
‫والطلب على األرصدة النقدية احلقيقية وحجم املوارد اليت حتصدل عليهدا احلكومدة‬
‫بواسطة الضريبة التضخمية كما يف الشكل(‪.)Tanzi, 1978( )2‬‬
‫حيث يقي احملور األفقي الطلب على األرصدة احلقيقية من الناتج احمللدي(‪)y‬‬
‫ويقددي احملددور الرأسددي معدددل التضددخم‪ ،‬بينمددا ميثددل املنحنددى (‪ )mm‬الطلددب علددى‬
‫‪M‬‬
‫(‪.‬‬
‫األرصدة النقدية احلقيقية )‬
‫‪P‬‬
‫‪ ‬‬
‫عنددد ‪ 0a  M P  0 ‬وعندبددذ ال توجددد مددوارد حتصددل عليهددا احلكومددة‪،‬‬
‫ألنهددا ت تقددم لددق نقددود إضددافية‪ ،‬وعندددما تلجد احلكومددة إىل خلددق نقددود إضددافية‬
‫لتمويددل العجددز‪ ،‬يرتنددع معدددل‬
‫التضددددخم مسددددببا ا ندددداك‬
‫الطلددددددددب علددددددددى األرصدددددددددة‬
‫احلقيقية‪.‬‬
‫وعندبدددددذ فدددددإن سدددددقف‬
‫املددوارد األعلددى الددذي ميكددن‬
‫للحكومدددة أن حتصدددل عليدددة‬
‫يقع عندما تبلغ مروندة الطلدب‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪15‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫علددى األرصدددة النقديددة الواحددد الصددحيح (النقطددة ‪ b‬يف شددكل ‪ .)2‬وعندددما تكددون‬
‫حجم املوارد مساوية املربع (‪.)obcd‬‬
‫)‪(B‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعد متويدل عجدز املوازندة بداالقرتاك مدن اجلمهدور مدن خدالل إصددار السدندات‬
‫احلكومية وبيعها لألفراد يعد ذلك متويال غري تضخمي‪ ،‬فظاهرة املزامحدة للقطداع‬
‫اخلاث النامجة عن بيع السندات احلكومية لألفراد مدول جدزءاً مدن الددخل املتداح‬
‫إلننا األفراد إىل احلكومدة‪ ،‬وعندبدذ يدنخن اإلنندا االسدتهالكي لألفدراد مبدا‬
‫يف ذلددك اإلننددا االسددتثماري مسددببا ا ندداك الطلددب الكلددي لألفددراد وبقدددر يعددادل‬
‫حجم شراء األفراد للسندات (األفندي‪.)1994 ،‬‬
‫ولكن ا ناك الطلب الكلي لألفراد يقابله زيادة اإلننا احلكومي املمدول‬
‫باالقرتاك من بيع السندات احلكومية مما مول دون ارتناع التضخم‪.‬‬
‫وتعتمد الدول املتقدمة بدرجة كبرية على هذا النمط من التمويل للعجز حيدث‬
‫تتوفر ا أسدوا ماليدة متطدورة‪ ،‬ويكدون سدعر النابددة علدى السدندات موجبدا نظدرا‬
‫ال ناك معدالت التضخم‪.‬‬
‫بيد أن االعتمداد املندر علدى هدذا املصددر يدراكم الددين العدام‪ ،‬مسدببا زيدادة‬
‫مدفوعات النابدة على الدين‪ ،‬فيتزايد العجز الثانوي ومن ثم العجز اإلمجالي‪.‬‬
‫وقد يصل األمر إىل حدوث مشكلة عدم استمرارية الدين العام واهتزام كبري‬
‫يف الثقة باستمرار السياسات املالية املننذة‪.‬‬
‫إال أن زيادة الدخل وما يتبعه من زيادة حصيلة الضرابب تُحدث اثار معاكسدة‪.‬‬
‫حيث ينخن العجز األساسي ومدن ثدم إمجدالي العجدز‪ ،‬وبالتدالي يتحدول العجدز إىل‬
‫فدداب يف املوازنددة‪ ،‬يسددتخدم يف هنددي الدددين العددام‪ ،‬بيددد أن هددذه النتددابج قددد ال‬
‫تتحقددق يف اآلجددل الطويددل‪ ،‬فقددد جددادل كددل مددن االقتصددادي تومددا سددارجنت ونيددل‬
‫واال ب ن التمويدل بإصددار السدندات قدد يسددو تضدخميا بدرجدة أكدرب مدن التمويدل‬
‫النقدي يف األجدل الطويدل‪ ،‬فرتاكدم العجدز بسدبب تدراكم الددين العدام إىل درجدة ال‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪13‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫العجز‪ .‬يلجئ احلكومات يف نهاية‬ ‫تكني عندها الضرابب أو االقرتاك يف هني‬
‫املطاف إىل التمويل النقدي التضخمي‪.‬‬
‫ومن جاندب اخدر‪ ،‬فدإن متويدل عجدز املوازندة بإصددار السدندات يف الددول األقدل‬
‫منوا له شان اخر‪ ،‬فاللجوء إىل االقرتاك من األفراد يظل حمدودا لألسباا اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬هلف أو غياا األسوا املالية املتطورة‪.‬‬
‫‪ ‬سلبية سعر النابدة نظرا ألن معدالت التضخم تكون مرتنعة يف الدول النامية‪.‬‬
‫‪ ‬تدني مستوى الدخول النردية أو ال تتوفر لألفراد فواب مالية كافية أو سيولة‬
‫لشددراء السددندات‪ ،‬ولددذلك تلجدد احلكومددات يف هددذه الدددول إىل إصدددار أذون‬
‫اخلزانددة وتلددزم البنددك املركددزي بشددرابها‪ ،‬وبدددوره فددإن البنددك املركددزي يصدددر‬
‫نقودا بكمية مساوية لقيمة أذون اخلزانة أو السندات‪ ،‬مما يسبب زيدادة عدرك‬
‫النقود‪.‬‬
‫‪M B‬‬
‫‪‬‬ ‫وعندبذ يسدو الطرف األمين من املعادلة رقم (‪ )2‬هو‪:‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬
‫ماليدة لددى‬ ‫لكن هذه النتيجة قدد ال تقدع بالضدرورة إذا تدوفر للمجتمدع فدواب‬
‫األفراد أو البنوك‪ ،‬تُستخدم يف شراء السندات أو األذون احلكومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قدددم االقتصددادي ريكدداردو فكددرة التكددافؤ الريكدداردي‪ ،‬ثددم قددام بتطويرهددا‬
‫االقتصادي األمريكي بارو وأصبحت تعرف بتكافؤ بارو ريكاردو‪.‬‬
‫تنسر هذه النكرة طبيعة الصدلة القابمدة بدني قدرارات السياسدة املاليدة املتعلقدة‬
‫بالضرابب واإلننا احلكومي‪ ،‬وعجز املوازنة والدين العام‪.‬‬
‫وتنطددوي هددذه النكددرة علددى فرضددية التكددافؤ بددني خند الضددريبة يف الوقددت‬
‫احلالي وزيادتها يف املسدتقبل‪ ،‬فحدني تعمدد احلكومدة اليدوم علدى هندي الضدريبة‬
‫حمدددث ًا بددذلك عجددزا يف املوازنددة العامددة ميددول بواسددطة الدددين احلكددومي (إصدددار‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪16‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫السددندات) فإندده يددتعني عليهددا مسددتقبال زيددادة الضددريبة كددي تسدددد الدددين وفوابددده‬
‫املرتاكمة‪.‬‬
‫وبصورة حمددة فإن فكرة التعادل الريكداردي تقدوم علدى مقولدة أن هندي‬
‫الضددريبة اليددوم يعاد ددا زيددادة الضددريبة مسددتقبال‪ ،‬وأن متويددل العجددز بالدددين يعددادل‬
‫متويلها بواسطة الضرابب (األفندي‪.)2112 ،‬‬
‫ولكدددن مدددا اآلثدددار االقتصدددادية دددذه الرييدددة علدددى الطلدددب الكلدددي واإلنندددا‬
‫االستهالكي لألفراد على وجه اخلصوث؟‬
‫تعتمد الرييدة الريكارديدة املطدورة علدى فرضدية التصدرفات العقالنيدة لألفدراد‬
‫وقدددرتهم علددى استشددراف املسددتقبل‪ ،‬حيددث يسدددو االسددتهالك معتمدددا علددى الدددخل‬
‫الدابم ولي الدخل احلالي‪ ،‬فالزيادة الطاربة يف دخل األفراد النامجدة عدن هندي‬
‫الضددريبة اليددوم لددن حتنددزهم علددى زيددادة إنندداقهم االسددتهالكي احلددالي‪ ،‬فدداألفراد‬
‫يتصرفون بطريقة رشيدة وعقالنية‪ ،‬ومن ثم فإنهم مدركون‪:‬‬
‫‪ ‬أن الدددين العددام اليددوم يعددو زيددادة الضددريبة مسددتقبال لسددداد الدددين احلكددومي‬
‫وفوابده‪.‬‬
‫الدين العام وإمنا يعيد‬ ‫الضريبة اليوم ومتويله بالدين العام ال خين‬ ‫‪ ‬أن هني‬
‫جدولته‪.‬‬
‫‪ ‬وبالتددددالي‪ ،‬فددددإن الددددددخل الدددددابم ت يددددتسري‪ ،‬وتبعدددددا لددددذلك ال يددددتسري اإلنندددددا‬
‫االستهالكي‪ ،‬ولذلك يدخر األفراد الزيدادة النامجدة يف الددخل بسدبب هندي‬
‫الضريبة كي يتمكنون من دفع الضرابب املتوقعة مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬يظل االدخار القومي ثابتدا دون تسدري‪ ،‬ألن زيدادة االدخدار اخلداث يعدوك تنداقص‬
‫االدخار العام الناجم عن هني الضريبة يف الوقت احلالي‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فال توجد أيدة اثدار اقتصدادية أخدرى كمدا يددعي الكنيزيدون‪،‬‬
‫لكددن ددة سددبيل واحددد لوجددود ت د ثري علددى اإلننددا االسددتهالكي لألفددراد‪ ،‬وهددو أن‬
‫يدرك األفراد أن هندي الضدريبة اليدوم ال يعدو بالضدرورة زيادتهدا مسدتقبال وإمندا‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫يعو فقط هني اإلننا احلكومي مستقبال‪.‬‬
‫ويف هدذه احلالدة يسدتخدم األفدراد الزيدادة الطاربدة يف الددخل يف زيدادة إنندداقهم‬
‫االستهالكي‪ ،‬ولكن لي بسبب هني الضريبة اليدوم‪ ،‬وإمندا بسدبب التخندي‬
‫املتوقددع يف اإلننددا احلكددومي‪ ،‬وحتددى إذا ت تددتسري الضددريبة اليددوم فددإن ا ندداك‬
‫اإلننا احلكومي مستقبال يعدو هندي الضدريبة مسدتقبال‪ ،‬لدذلك يزيدد اإلنندا‬
‫االستهالكي لألفراد يف الوقت احلالي‪.‬‬
‫ومع ذلك فإنه من املهم اإلشدارة إىل االنتقدادات لنرضدية التعدادل الريكداردي‪،‬‬
‫ومن ذلك أن النا ال يعيشون إىل األبد‪ ،‬وبالتالي ال يهمهم وال يكرتثدون بالضدرابب‬
‫الدديت ميكددن أن تدددفع بعددد مددوتهم‪ ،‬كمددا تتسددم الضددرابب يف املسددتقبل ب نهددا غددري‬
‫مؤكدددة‪ ،‬وهددذه الضددرابب ليسددت مبلسداً مقطوعداً‪ ،‬وإمنددا تعتمددد علددى الدددخل وعلددى‬
‫الثروة املننقة وغريها من العوامل‪ ،‬كما أن نتيجة التكافؤ الريكاردي تتوقف على‬
‫فرضية حتقيق التشسيل الكامل‪ ،‬وهذا لي إال حالة من حاالت كثرية‪.‬‬
‫ولشرح العالقة بني عجز املوازنة املمول بالدين العام والضرابب املستقبلية وفقدا‬
‫لنكددرة التكددافؤ الريكدداردي فإننددا سنسددتعني بنمددوذج فيشددر السددابق ذكددره علددى‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ o‬دعنا حندد عجز املوازنة يف النرتة األوىل كما يلي‪:‬‬
‫‪B‬‬
‫‪D  G1  T1 ‬‬ ‫(‪...........................)21‬‬
‫‪P‬‬
‫يالحظ أن عجز النرتة ميول بواسطة االقدرتاك (إصددار السدندات) مدع افدرتاك‬
‫‪M‬‬
‫‪. ‬‬ ‫‪‬‬
‫غياا التمويل النقدي ‪ 0 ‬‬
‫‪ P‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬أمددا يف املسددتقبل (النددرتة الثانيددة) فددإن احلكومددة تقددوم بزيددادة الضددرابب (‪)T2‬‬
‫لألغراك اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬تسديد الدين العام املرتاكم من النرتة األوىل مضافا إلية النوابدد املسدتحقة‬
‫عن تلك النرتة‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫‪ ‬متويل اإلننا احلكومي للنرتة الثانية (‪.)G2‬‬
‫أو‪:‬‬
‫(‪T2  (1  r ) D  G2 ..............................)22‬‬
‫وبإدخال (‪ )21‬يف (‪ )22‬جند أن‪:‬‬
‫(‪T2  (1  r )(G1  T1 )  G2  (1  r )G1  (1  r )T1  G2 ........)23‬‬
‫أو‪:‬‬
‫(‪(1  r )T1  T2  (1  r )G1  G2 ...................)24‬‬
‫وبقسدددمة طدددريف (‪ )24‬علدددى (‪ )r+1‬حنصدددل علدددى قيدددد املوازندددة العامدددة يف‬
‫النرتتني اآلتي‪:‬‬
‫(‪.................)25‬‬

‫‪T2‬‬ ‫‪G2‬‬
‫(عبد احملمود‪)2111 ،‬‬ ‫‪T1 ‬‬ ‫‪ G1 ‬‬
‫) ‪(1  r‬‬ ‫) ‪(1  r‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪10‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫ويُظهددر القيددد (‪ )25‬أن القيمددة احلاليددة لإلننددا احلكددومي (الطددرف األميددن)‬
‫يعادل القيمة احلالية للضرابب (الطرف األيسر)‪.‬‬
‫‪ o‬يالحظ اآلن أنه يف النرتة األوىل مدث ما ي تي‪:‬‬
‫‪  T1‬مع بقاء ‪( G1 = G1‬ثبدات اإلنندا احلكدومي) ⇐ ‪  D‬أي أن العجدز‬
‫يزيد يف النرتة األوىل‪.‬‬
‫‪ o‬أما يف النرتة الثانية مدث ما ي تي‪:‬‬
‫إما (‪ ⇣)G2‬أو (‪ ⇡)T2‬أو كليهما (‪ ) ⇡T2 ،⇣G2‬وهذا ضروري للقضاء على‬
‫العجز أو تقليصه‪.‬‬
‫الضدريبة‬ ‫ويبني منوذج فيشر لالستهالك عدم ت ثر اسدتهالك األفدراد بتخندي‬
‫يف النرتة األوىل بافرتاك عدم تسري اإلننا احلكومي (شكل ‪.)3‬‬
‫ويبني الشكل (‪ )3‬أن هني الضريبة يف النرتة األوىل يزيد دخل هذه الندرتة‬
‫األوىل‪ ،‬ويف ظل ثبات اإلننا احلكومي فإن قيدد املوازندة يتطلدب زيدادة الضدريبة يف‬
‫النرتة املستقبلية لسداد الدين العام وفوابدده املسدتحقة (سدداد العجدز)‪ ،‬وبينمدا يزيدد‬
‫دخل الندرتة الثانيدة ‪y2  (1  r )T‬‬
‫الدخل يف النرتة األوىل ) ‪ ، ( y1  T‬وينخن‬
‫فددإن الدددخل الدددابم ال يددتسري ومددن ثددم ال يتد ثر االسددتهالك‪ ،‬أي أن هنددي الضددرابب‬
‫اليوم ال يؤثر على االستهالك‪ ،‬وهذه هي النتيجة اليت حتقق التكافؤ الريكاردي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفقا للريية الكنيزية فإن الددين العدام يدؤثر علدى االسدتهالك ويقلدص االدخدار‬
‫ويددزاحم رأ املددال‪ ،‬ومددن الواضددح أن حماججددة الكنيددزيني تتكددئ علددى صددوابية‬
‫فرضيتهم بت ثري الدخل املطلدق (املتداح) علدى االسدتهالك‪ ،‬إضدافة إىل أن الكنيدزيني‬
‫ينرتضددون البصددرية القاصددرة لألفددراد (‪ ،)Myopia‬فدداألفراد ال ي د بهون مبددا مدددث‬
‫لعجددز املوازنددة‪ ،‬وبالتددالي فددإن هنددي الضددريبة (الددذي ف متويلدده بدداالقرتاك) يعددو‬
‫بالنسبة م زيادة يف الددخل احلدالي ومدن ثدم حددوث زيدادة االسدتهالك وا نداك يف‬
‫االدخار‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪12‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫وعلى أيدة حدال فدإن هندي الضدريبة وإن كدان يسدبب عجدزا يف املوازندة فدإن‬
‫الدخل املتاح يزيد وكذلك استهالك األفراد‪ ،‬فيزيد الطلب الكلي‪.‬‬
‫وعندبذ ينتقل منحنى الطلب إىل جهة اليمني (شكل‪ ،)4‬حيث يرتنع الددخل‪،‬‬
‫وتنخن البطالة يف ظل مجود األسعار يف األجل القصري‪.‬‬
‫لكددن األسددعار متيددل حنددو االرتندداع عددرب الددزمن مسددببة تراجددع العددرك الكلددي‬
‫وانتقددال منحنددى العددرك الكلددي يسددارا نتيجددة زيددادة تكدداليف اإلنتدداج (شددكل‪.)4‬‬
‫وعندبذ يرتاجع الدخل إىل وضعة الطبيعي(‪ )Ý‬يف ظل مستوى مرتنع لألسعار (‪.)P3‬‬
‫وينتقل أثر الدين العام يف األجدل الطويدل إىل االدخدار‪ ،‬حيدث يدنخن االدخدار‬
‫مسببا ارتناع سدعر النابددة فيدزاحم ذلدك القطداع اخلداث ويدنخن االسدتثمار‪ ،‬وإن‬
‫ا ناك االستثمار يسبب ا ناك الوضع الراسخ للرصيد املرغوا من رأ املدال‪،‬‬
‫وهدددددذا يسدددددبب تراجدددددع‬
‫الندداتج‪ ،‬ومددن ثددم تراجددع‬
‫الوضددع الددذهك ملسددتوى‬
‫االسدددددتهالك الندددددردي‪،‬‬
‫وكددددددددذلك املسددددددددتوى‬
‫املعيشددددددي لألفددددددراد يف‬
‫األجل الطويل‪.‬‬
‫وال تتوقددددددددددددددددددددف‬
‫التندددداعالت عنددددد هددددذا‬
‫احلددد‪ ،‬فعندددما يكددون‬
‫االقتصدداد مننتحددا علددى العددات اخلددارجي‪ ،‬فددإن ا ندداك االدخددار يسددبب عجددزا يف‬
‫امليزان التجاري مما يسبب تراكم الدين اخلارجي على البلد‪ ،‬على الرغم من تددفق‬
‫رأ املال األجنك إىل الداخل‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫إضددافة إىل ذلددك تتصدداعد قيمددة العملددة الوطنيددة بسددبب السددعر املرتنددع لسددعر‬
‫النابددددة احمللدددي مسدددبب ًة تددددهوراً يف صدددايف الصدددادرات‪ ،‬ليشدددكل ذلدددك مزيددددا مدددن‬
‫الضسو على مديونية البلد اخلارجية وكذلك الناتج ومستوى التوظف‪.‬‬

‫يقصد بالصكوك اإلسالمية أو صكوك املقارضة وفقاً لتعريف جممدع النقده‬


‫اإلسالمي ب نها أداة استثمارية تقوم على جتزبة رأ مدال املضداربة (املقارضدة) علدى‬
‫أسا وحدات متساوية القيمة ومسجلة ب مسداء أصدحابها ومتثدل حصصداً شدابعة يف‬
‫رأ مال املضاربة ملالكيها وما يتحول إليها بنسبة ملكيته مساهم فيه‪.‬‬
‫وبصورة حمددة فإن هذه الصكوك متثل حصصاً شدابعة يف ملكيدة أعيدان أو‬
‫منافع أو خدمات أو يف موجودات مشروع معني أو نشا استثماري خاث (األفندي‪،‬‬
‫‪.)2119‬‬
‫وهددذه الصددكوك تكددون قابلددة للتددداول وفق د ًا ألحكددام الشددريعة كمددا أنهددا‬
‫تشدددكل بدددديالً عدددن التعامدددل بالسدددندات وأذون اخلزاندددة‪ ،‬فهدددي تقدددوم علدددى أسدددا‬
‫املشدداركة يف األربدداح واخلسددابر ولددي علددى أسددا النوابددد الربويددة كمددا أنهددا‬
‫تشدكل أداة رمسددة يف متويددل اإلننددا االسددتثماري العدام وكددذلك اخلدداث‪ ،‬ومددن ثددم‬
‫فهددي أداة متويددل مقبولددة يف متويددل العجددز الرأمسددالي يف املوازنددة العامددة للدولددة‪ ،‬وال‬
‫يقتصدددر اسدددتخدامها علدددى اجلاندددب املدددالي وإمندددا هدددي تشدددكل أداة نقديدددة للبندددك‬
‫املركزي‪ ،‬كما أنها تنتح اجملال إلشراك األفراد يف متلدك املشدروعات االسدتثمارية‬
‫اليت يتم متويلها ب موال محلة الصكوك وتتطلب عملية إصددار الصدكوك ا درا‬
‫عدة أطراف فيها وهم‪:‬‬
‫‪ ‬احلكومة من خالل وزارة املالية وهي اليت تقوم بتننيدذ املشدروعات االسدتثمارية‬
‫وشراء األصول الرأمسالية‪.‬‬
‫‪ ‬البنك املركزي الذي ميثل الوكيل إلصدار الصكوك نيابة عن احلكومة‪.‬‬
‫‪ ‬محلددة الصددكوك وهددم الددذين يشددرتون هددذه الصددكوك م دن السددو األوليددة أو‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫الثانوية‪.‬‬
‫‪ ‬املقدددداولون واملددددوردون الددددذين يننددددذون العمليددددات االسددددتثمارية أو تددددوفري السددددلع‬
‫واخلدمات‪.‬‬
‫قيمتها الصكوك وذلك‬ ‫‪ ‬اإلطار املؤسسي الذي يقوم بإدارة األصول اليت تعك‬
‫نيابة عن محلة الصكوك‪.‬‬
‫وهندداك تشددكيلة متنوعددة مددن الصددكوك اإلسددالمية مثددل‪ :‬صددكوك املرا ددة‬
‫واملشاركة ب نواعها‪ ،‬وصكوك االستصناع وصكوك السلم واإلجارة ب نواعها‪.‬‬
‫إن اسدددتخدام الصدددكوك اإلسدددالمية يف متويدددل العجدددز الرأمسدددالي يف املوازندددة‬
‫العامدددة للدولدددة يتطلدددب أوالً حتديدددد أولويدددات املشدددروعات التنمويدددة يف املوازندددة مثدددل‪:‬‬
‫مشروعات استثمارية وتنموية يف جمال الطاقدة والصدحة والتعلديم والقطداع الصدناعي‬
‫احلكومي وغريها من القطاعات الربيسة‪.‬‬
‫وأن اإلطار املؤسسي لتمويل املوازنة بإصدار الصدكوك يتطلدب إنشداء شدركة‬
‫مؤسسددة خدددمات ماليددة عامددة ومسددتقلة تتددوىل القيددام ب عمددال اخلدددمات املاليددة ذات‬
‫العالقددة بددإدارة وإصدددار الصددكوك ومددا يددرتبط بددذلك مددن إدارة األنصددبة واحلصددص‬
‫اململوكددة لألفددراد واملؤسسددات العامددة‪ ،‬وكددذلك حتديددد الصدديغ املناسددبة إلصدددار‬
‫الصكوك وفقاً ألحكام الشريعة‪ ،‬وهذا اإلطار املؤسسي سيكون ناببداً عدن محلدة‬
‫ال بينهم وبني احلكومة‪.‬‬ ‫الصكوك ووكي ً‬
‫مددن جانددب اخددر‪ ،‬تشددهد عمليددة التمويددل بإصدددار الصددكوك اإلسددالمية منددواً‬
‫وانتشاراً متسارعاً يف العات‪ ،‬فهي تنمو سنوياً حنو ‪ ،%35‬ومن املتوقدع أن تبلدغ قيمدة‬
‫الصددكوك املصدددرة لددول ‪ ،2115‬حنددو ثالثددة ترليددون دوالر‪ ،‬وهندداك العديددد مددن‬
‫الدول اليت تطبق الصكوك اإلسدالمية مثدل‪ :‬ماليزيدا وتركيدا ودول جملد التعداون‬
‫والباكستان والسودان وبريطانيا واليابان وأملانيا وغريها‪.‬‬
‫إن إصدددار الصددكوك اإلسددالمية مددن قبددل وزارة املاليددة ميكنهددا مددن احلصددول‬
‫علدددى السددديولة الالزمدددة لتمويدددل املشدددروعات االسدددتثمارية والتنمويدددة العامدددة‪ ،‬حيدددث‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫ميكنهدددا مدددن اسدددتثمار فددداب السددديولة عندددد األفدددراد الدددذين ال يرغبدددون بالتعامدددل‬
‫بالسندات القابمة على أسا النوابد الربوية (فرحان‪.)2111 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫عددبء املديونيددة مددن خددالل عدددد مددن املؤشددرات يطلددق عليهددا مؤشددرات‬ ‫يقددا‬
‫االسددتدامة املاليددة‪ ،‬حيددث تسددتخدم هددذه املؤشددرات بصددورة أساسددية لقيددا عددبء‬
‫املديونية العامة على الدولة مما ميكن من معرفة مدى قدرة الدولة على حتمل عبء‬
‫الدددين‪ ،‬إضددافة إىل أنهددا متكددن مددن حتديددد مسددتوى مددالءة الدولددة وبالتددالي حتليددل‬
‫مستوى املخاطر املرتبطة باملالءة والسيولة‪ ،‬ومن أهم هذه املؤشرات‪:‬‬
‫‪ )1‬مؤشددر القدددرة علددى االقددرتاك‪ :‬ويقددا بنسددبة الدددين العددام الكلددي (‪ )TD‬إىل‬
‫الناتج احمللي اإلمجالي االمسي (باألسعار اجلارية) (‪)PY‬‬
‫أو‪:‬‬
‫‪TD‬‬
‫‪1 ‬‬ ‫(‪............)20‬‬
‫‪PY‬‬
‫حيث ‪ 1‬هي نسبة الدين العام إىل إمجالي الناتج احمللي‪.‬‬
‫أو‪:‬‬
‫‪dd  fd‬‬
‫‪1 ‬‬ ‫(‪.....................)20‬‬
‫‪PY‬‬
‫حيث‪ =dd :‬الدين العام الداخلي ( احمللي )‬
‫‪ =Fd‬الدين العام اخلارجي‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬فإن ) ‪ (1‬هي جمموع نسبة الدين العام الدداخلي ‪  ‬إىل النداتج‬
‫‪dd‬‬
‫‪ PY ‬‬
‫‪ fd ‬‬
‫‪‬‬ ‫احمللي ونسبة الدين العام اخلارجي إىل الناتج احمللي ‪‬‬
‫‪ PY ‬‬
‫بنسددبة الدددين العددام الكلددي إىل‬ ‫‪ )2‬مؤشددر القدددرة علددى متويددل سددداد الددين ويقددا‬
‫إمجالي اإليرادات العامة للدولة (‪.)TR‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪15‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫أو‪:‬‬
‫‪TD‬‬
‫‪2 ‬‬ ‫(‪.....................)21‬‬
‫‪TR‬‬
‫بنسدبة الددين اخلدارجي إىل إمجدالي‬ ‫‪ )3‬مؤشر الثقة بسداد الددين اخلدارجي ويقدا‬
‫قيمة الصادرات (‪.)X‬‬
‫أو‪:‬‬
‫‪fd‬‬
‫‪3 ‬‬ ‫(‪.....................)29‬‬
‫‪x‬‬
‫يالحدظ أن ارتندداع النسدب ‪ ، 3 ، 2 ، 1‬يددل علددى زيدادة عددبء املديونيددة‬
‫وجتاوز هامش األمان‪ ،‬ويف هذه احلالة يتطلب األمر مناقشدة مسدتوى احلجدم األمثدل‬
‫لعجز املوازنة الذي يرتبط مبس لة استقرار (أو ثبدات) نسدبة الددين العدام الكلدي إىل‬
‫الناتج احمللي اإلمجالي ‪. 1‬‬
‫احلجم األمثل للعجز‪:‬‬
‫يتحددد احلجددم األمثددل للعجددز عنددد ذلددك املسددتوى الددذي مقددق ثباتداً يف مسددتوى‬
‫‪ ، ‬وهذا يتطلب حتقيق معدل منو صنري يف النسبة ) ‪. (1‬‬
‫‪TD ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ PY ‬‬
‫أو أن‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪1  TD ( p  y) .....................)31‬‬
‫وقد حصلنا على (‪ )31‬بتحويل معادلة (‪ )20‬إىل صيسة لوغارتيمية ومناضلتها كلياً‬
‫عرب الزمن‪.‬‬
‫حيث ( ‪ ) ‬متثل معدل النمو يف املتسريات احملددة انناً‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وتنيد (‪ )31‬أن معدل منو نسبة الدين العام الكلي ( ‪) 1‬ما هو إال النر بني معددل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫منو الدين العام الكلي ( ‪ ) TD‬ومعدل منو الناتج احمللي االمسي ) ‪. ( p  y‬‬
‫‪‬‬
‫ومن ثم فإن ‪ = 1‬صنر تعو أن‪:‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪13‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪TD  ( p  y ) ...................)31‬‬
‫أي أن معددددل مندددو الددددين العدددام ينبسدددي أال يتجددداوز معددددل مندددو النددداتج احمللدددي‬
‫االمجالي االمسي‪ ،‬وللحصول على املستوى األمثل للعجز يتعني ضدرا املعادلدة (‪)31‬‬
‫جم الرصيد القابم للدين العام الكلي (‪.)Robert, 2011( )TD‬‬
‫أو‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪TD(TD)  ( p  y)TD .....................)32‬‬
‫‪‬‬ ‫‪TD ‬‬
‫‪  1 ‬يظدل ثابتداً‬ ‫تنيد معادلة (‪ )32‬أن مؤشر عبء الدين العام الكلدي ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪py ‬‬
‫إذا ظل عجز املوازنة مساوياً للرصيد القابم للدين العام (‪ )TD‬مضروباً يف معدل منو‬
‫النداتج احمللددي االمسدي‪ ،‬وذلددك هددو املسدتوى األمثددل للعجددز الدذي مقددق ثبددات ) ‪، (1‬‬
‫وي الحظ أن هذا الثبات يتحقق بالرغم من أن حجم الدين العدام قدد يكدون كدبرياً‪،‬‬
‫إن ارتندداع حجددم الدددين العددام رغددم ثبددات النسددبة ) ‪ (1‬يعددو أندده ينبسددي األخددذ بعددني‬
‫االعتبار العالقة بني معدل منو النداتج احمللدي االمسدي ومعددل مندو نسدبة الددين العدام‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫إىل الندداتج ( ‪ ) 1‬والت كددد مددن أن ‪ 0 1‬مددن أجددل حتديددد املسددتوى األمثددل لعجددز‬
‫املوازنة‪.‬‬
‫مثددال‪ :‬يظهددر التقريددر السددنوي للبنددك املركددزي الدديمو لعددام ‪ 2119‬البيانددات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫إذا كانت ‪%3105 = 1‬‬
‫‪ TD = 1891‬مليار ريال ومنه (‪ )112‬مليار متثل الدين العام الداخلي‬
‫الناتج احمللي االمسي (‪ py) = 6203‬مليار ريال‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الناتج احمللي)‪.‬‬ ‫‪ ( %1504 = p‬ان‬
‫‪‬‬
‫‪%405 = y‬‬
‫وبالتالي يكون العجز األمثل للموازنة هو‪:‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪16‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪TD(TD)  ( p  y)TD‬‬
‫أو‪ 30003 :‬مليار = ‪1191 )%1909( = )1504 405 ( 1191‬‬
‫أي أن مستوى العجز األمثل الذي مقدق ثبدات ) ‪ (1‬هدو ‪ 30003‬مليدار ريدال‪،‬‬
‫وهو ال ميثل إال حنو ‪ %4003‬من الرصيد القدابم للددين العدام الدداخلي (‪ 112‬مليدار)‬
‫أو حنو ‪ %21‬من الدين العام الكلي‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن الدين العام الداخلي والدين‬
‫العام الكلي يتجاوز املستوى األمثل للعجز األمثل بنحدو ‪ %21501‬و ‪ % 51205‬علدى‬
‫التوالي‪ ،‬مما يدل على وجود اختالالت عميقة يف وضدع االسدتدامة املاليدة يف الديمن‪،‬‬
‫لذلك فإنده مدن أجدل احملافظدة علدى مسدتوى عجدز أمثدل ينبسدي أال يتجداوز نسدبة مندو‬
‫الدين العام الكلي نسبة منو الناتج احمللي اإلمجالي االمسي‪.‬‬
‫‪2115‬‬ ‫‪2‬‬
‫إن عدام ‪ 2115‬هددو مددن أسدوأ األعددوام بالنسددبة لوضدع املاليددة العامددة يف الدديمن‪،‬‬
‫فالتقددارير الصددادرة عددن وزارة التخطدديط والتعدداون الدددولي املسددتندة إىل اإلحصددابيات‬
‫املالية الربعية الصادرة عن وزارة املالية (العدد ‪ )02‬تظهر ما ي تي‪:‬‬
‫‪ ‬بلغ إمجالي الدين العام (احمللي واخلارجي) حنو (‪ )5504‬مليار ريال مبعدل منو‬
‫بلغ حنو ‪ %1003‬وبنسبة إىل الناتج احمللي اإلمجالي بلست حنو (‪ )%9404‬وهي‬
‫نسبة مرتنعة تنو بكثري احلدود اآلمنة لنسبة الدين العام (‪.)%01‬‬
‫‪ ‬كذلك بلغ املعدل السالب ال ناك الناتج احمللي اإلمجالي حنو (– ‪)%3400‬‬
‫لعام ‪ 2115‬وأن معدل التضخم ينو (‪.)%31‬‬
‫‪ ‬ضمنياً ميكن تقدير حجم الناتج احمللي اإلمجالي لعام ‪ ،2115 ،2114‬من‬
‫نسبة الدين العام ‪ ‬إىل الناتج احمللي اإلمجالي حيث ‪ ،  TD / py ‬وحيث‬
‫إن ‪ ‬لعام ‪ 2114‬بلست (‪ ،)%05‬فإنه ميكن احلصول على تقدير حلجم‬
‫الناتج احمللي اإلمجالي لعام ‪ & ،2115 ،2114‬وهو حنو (‪ )0211‬مليار‬
‫ريال‪ ،‬و (‪ )5194‬مليار ريال على التوالي‪ .‬أي أن معدل ا ناك الناتج احمللي‬
‫االمسي ‪  py ‬هو حنو (– ‪ )%1902‬وهو ا ناك بالسالب‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫‪ ‬ومن تلك البيانات‪ ،‬ميكن تقدير مستوى العجز األمثل الذي جيعل ‪ ‬ثابتة‬
‫(معدل منوها) = صنر‪ ،‬شريطة أن يكون عجز املوازنة مساوياً للرصيد القابم‬
‫للدين العام (‪ )TD‬مضروباً يف معدل منو الناتج احمللي االمسي كما رأينا‬
‫سابقاً‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وحيث إن ˆ‪ ، TD  pˆ  y‬حيث ̂‪  p‬معدل التضخم‪  ŷ ،‬معدل منو الناتج‬
‫احمللي احلقيقي‪.‬‬
‫أو‪ %17.3  %30  ŷ :‬أو‪yˆ  %13 :‬‬
‫أي أن معدل النمو للناتج احمللي اإلمجالي احلقيقي كان سالباً عند )‪. (%13‬‬
‫‪ ‬ومن معادل (‪ )32‬ميكننا تقدير احلجم األمثل لعجز املوازنة لعام ‪.2115‬‬
‫‪  ‬‬
‫أو‪TD TD    pˆ  yˆ TD :‬‬
‫‪ ‬‬
‫أو‪5564(%17.3)  (%30  %13)5564 :‬‬

‫‪963  963‬‬
‫أي أن املستوى األمثل لعجز املوازنة لعام ‪ 2115‬مبلغ (‪ )903‬مليار ريال (وهو‬
‫‪ 911‬مليار يف البيانات الرمسية)‪ ،‬وهذا الرقم يبتعد كثرياً عن مستوى الرصيد‬
‫القابم للدين العام الكلي وال ميثل إال حنو (‪ )%1003‬من الدين العام‪ ،‬ومبعنى اخر‬
‫فإن الدين العام اإلمجالي يتجاوز املستوى األمثل للعجز لعام ‪ 2115‬بنحو مخسة‬
‫أضعاف أو (‪ )%500‬وهذا ما جعل نسبة الدين العام إىل الناتج مرتنعة كثرياً‬
‫وبشكل يعك مستوى انهيار املالية العامة يف ‪.2115‬‬
‫وبطبيعددة احلددال فددإن الددتحكم يف حجددم عجددز املوازنددة‪ ،‬وبالتددالي الددتحكم يف‬
‫حجددم املديونيددة ومسددتوى اسددتدامتها يتطلددب الددتحكم يف العوامددل املددؤثرة علددى نسددبة‬
‫الدين إىل الناتج احمللي اإلمجالي كما تبني املعادلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ TD  G  T‬‬ ‫‪TD‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫) ‪ (r  g‬‬
‫‪ y ‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪y‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن ارتناع سعر النابدة (‪ )r‬أو العجز احلالي (‪ )G-T‬أو كان هنداك‬
‫مستوى مرتنع للدين يف النرتة احلالية ‪  TD y ‬فإن ذلك يسدبب ارتنداع نسدبة الددين‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫إىل الناتج ‪.  TD y ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫كذلك فإن ا ناك معدل منو النداتج احلقيقدي (‪ )g‬يسدبب ارتنداع ‪.  TD y ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وإذا افرتضنا أن ‪ %111=  TD y ‬وأن ‪ ،g = 5% ،r = 15%‬فإن احلناظ على‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ثبات نسبة الدين يتطلب أن يكون (‪.)T-G= 10%‬‬

‫إن أساليب متو يدل عجدز املوازندة دا اثدار ونتدابج اقتصدادية كليدة اتلندة علدى‬
‫االقتصدداد الكلددي‪ ،‬لددذلك خيتلددف تقيدديم اجتدداه السياسددة املاليددة ومدددى اسددتدامتها‬
‫بدداختالف طريقددة متويددل عجددز املوازنددة‪ ،‬وميكددن تلخدديص هددذه النتددابج علددى النحددو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬االقددرتاك مددن البنددك املركددزي‪ :‬إذا مُددول العجددز بدداالقرتاك املباشددر مددن البنددك‬
‫املركزي عن طريق بيع السندات للمركدزي الدذي بددوره يقدوم لدق نقدود (أو‬
‫إصدار نقود) لتمويل شراء السندات‪ ،‬فإن األثر التضخمي يف هذه احلالة يعتمد‬
‫علددى العالقددة بددني الددتسري يف عددرك النقددود والددتسري يف الطلددب عليهددا (األحددول‪،‬‬
‫‪.)2115‬‬
‫فعندما تزيد أصول البنك املركزي بسبب حيازته للسندات احلكومية‪ ،‬وتزيد‬
‫كدذلك الودابددع احلكوميددة لدددى املركددزي‪ ،‬فعندبددذ ال مدددث تسددري يف صددايف‬
‫املستحقات على احلكومة‪ ،‬ومع قيدام احلكومدة باسدتخدام األمدوال املقرتضدة‬
‫يف عمليددة اإلننددا علددى شددكل مدددفوعات لألفددراد والقطدداع اخلدداث ومددوظني‬
‫الد ولة‪ ،‬فدإن ودابعهدا تدنخن مقابدل زيدادة ودابدع القطداع اخلداث يف املصدارف‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪10‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫مسببة زيادة يف ودابع املصارف لدى املركزي وبالتالي يزيد صايف ابتمان البنك‬
‫املمنوح للحكومة‪ ،‬فتزيد بدذلك القاعددة النقديدة ومدن ثدم يزيدد عدرك النقدود‬
‫حتت ت ثري مضاعف النقود‪.‬‬
‫فددإذا قابلددت هددذه الزيددادة يف عددرك النقددود زيددادة يف الطلددب علددى النقددود بسددبب‬
‫احلاجددة إىل مزيددد املعددامالت (طلددب علددى النقددود ألغددراك املعددامالت يزيددد ) أو‬
‫بسبب ا ناك سعر النابدة الذي يعك ا ناك جاذبيدة األصدول األخدرى‪،‬‬
‫فإن هذا النوع مدن التمويدل ال يسدبب التضدخم أو لدي لده أثدر تضدخمي‪ ،‬لكدن‬
‫األثددر التضددخمي يقددع عندددما ينددو عددرك النقددود الطلددب عليدده‪ ،‬مسددبباً فدداب‬
‫عددرك نقدددي يشددعل التضددخم‪ .‬مدددث التضددخم يف هددذه احلالددة ألن اجلمهددور‬
‫يتخلص من الرصيد النقدي الناب بشراء األصول احلقيقية (السلع واألراضي‬
‫وغريها) أو شراء األصول املالية األخرى (السندات والصكوك) وعندبذ ترتندع‬
‫أسعار األصول احلقيقية مسببة تصداعد التضدخم‪ ،‬كمدا أن زيدادة الطلدب علدى‬
‫األصددول املاليددة يرفددع أسددعارها وخين د أسددعار النابدددة الدديت تددؤدي إىل زيددادة‬
‫االستثمار اخلاث والطلب الكلي‪ ،‬ومن ثم زيادة التضخم يف النهاية‪.‬‬
‫‪ .2‬االقرتاك من البنوك احمللية‪ :‬يعتمد األثر االقتصادي دذا التمويدل علدى طريقدة‬
‫استجابة البنوك احمللية يف توفري األصول املقرتضة للحكومة‪:‬‬
‫فددإذا اعتمدددت البنددوك احملليددة علددى املركددزي يف إمدددادها باحتياطددات إضددافية‬
‫متكنها من توفري الطلب اإلضايف على االبتمدان مدن قبدل احلكومدة فدإن األثدر‬
‫التضخمي مدث ألن هذه الطريقة تشبه التمويل مباشرة من البنك املركزي‪.‬‬
‫أمددا إذا قامددت البنددوك بتددوفري االبتمددان للحكومددة مددن خددالل هنددي ابتمانهددا‬
‫للقطاع اخلاث فإن هذا يسبب مزامحة االسدتثمار اخلداث بسدبب ارتنداع سدعر‬
‫النابدة ومن ثم يت ثر سلباً النمو االقتصادي‪.‬‬
‫وأيداً كددان األمدر فددإن الكلندة االقتصددادية لتمويدل العجددز بالسدندات هددي وقددوع‬
‫حالددة املزامحددة للقطدداع اخلدداث والت د ثري سددلباً علددى النمددو االقتصددادي‪ ،‬حيددث‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪12‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫تسددتحوذ احلكومددة علددى مددوارد االسددتثمار ممددا يقلددل مددن حجددم االسددتثمارات‬
‫اخلاصة من جهة ويزيد حجم النشا احلكومي يف االقتصاد من جهة أخرى‪.‬‬
‫بيددد أن إثبددات هددذه احلالددة يعتمددد علددى نتددابج الدراسددات التطبيقيددة‪ ،‬وميكننددا‬
‫إجراء دراسة قياسية الختيار مدى وجود مزامحة من خالل النموذج اآلتي‪:‬‬
‫‪ Ip ‬‬ ‫‪G‬‬
‫‪  0  1  3   t‬‬
‫‪ y‬‬ ‫‪y‬‬
‫إن وجود ظاهرة املزامحة يعتمد على مدى معنوية واجتاه العالقة الديت حتدددها‬
‫املعلمددة ( ‪ ) 1‬فددإذا كانددت ‪ 1‬أقددل مددن الصددنر‪ ،‬فددإن هددذا يعددو وجددود عالقددة‬
‫‪ Ip ‬‬
‫عكسية بني حجم االستثمار اخلاث كنسبة من الناتج ‪  ‬واإلننا العدام‬
‫‪ y‬‬
‫‪G‬‬
‫كنسبة من الناتج ‪.  ‬‬
‫‪ y‬‬
‫وإذا كانت هذه العالقة ذات داللة إحصابية فإنها تؤكد أن زيادة اإلننا العام‬
‫كنسبة يؤدي إىل ا نداك حصدة القطداع اخلداث مدن االسدتثمار كنسدبة مدن‬
‫الناتج أي أن هناك حالة مزامحة للقطاع اخلاث‪.‬‬
‫‪ .3‬إن فكرة احلجم األمثل لعجز املوازنة‪ :‬الذي ميول عرب إصدار السندات فكدرة‬
‫مرنة قد هتلف باختالف طبيعة مصادر التمويدل‪ ،‬وبالتدالي فدإن احلجدم األمثدل‬
‫لعجز املوازنة املمول عرب إصدار السدندات قدد خيتلدف إذا كدان التمويدل للعجدز‬
‫عرب أدوات التمويل اإلسالمي (الصكوك) السديما وأنده ميدول ننقدات رأمساليدة‬
‫ومشداريع اسدتثمارية‪ ،‬مبعندى أن عددبء متويدل عجدز املوازنددة عدرب الصدكوك قددد‬
‫يكون أقل (املشاركة يف األرباح واخلسابر)‪.‬‬
‫‪ .4‬التمويل اخلدارجي للعجدز‪ :‬إذا اختدارت احلكومدة متويدل عجدز املوازندة بإصددار‬
‫سددندات وبيعهددا لألجانددب أو لسددري املقدديمني‪ ،‬فددإن هددذا قددد يسددبب ارتندداع سددعر‬
‫صددرف قيمددة العملددة الوطنيددة وهددذا قددد يددؤثر سددلب ًا علددى تنافسددية الصددادرات‬
‫الوطنية‪ ،‬كما قد يسبب ذلدك أثدرًا توسدعي ًا يف اإلنندا احمللدي الدذي قدد يشدعل‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫التضخم‪.‬‬
‫أمددا يف األجددل الطويددل فإندده قددد يددؤدي إىل التد ثري سددلبياً علددى ميددزان املدددفوعات‬
‫نتيجة حتويل مدفوعات فوابد وأقسا الدين اخلارجي‪.‬‬
‫وعليدده‪ ،‬فددإن تصدداعد التضددخم مدددث بسددبب ارتندداع األسددعار احملليددة املدددفوع‬
‫بارتناع سعر الصرف واألثر التوسعي للطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ .5‬ينبسي التنريق عندد حتليدل عجدز املوازندة ومتويلده عدرب االقدرتاك بالسدندات بدني‬
‫االقتصاد الكلي املسلق واالقتصاد املنتوح الذي يتعامل مع األسوا الدولية‪.‬‬
‫فمن املتوقع أنه يف اقتصاد منتوح‪ ،‬سيكون ت ثري االقرتاك من السو الدوليدة‬
‫سددالب ًا علددى ميددزان املدددفوعات‪ ،‬وحمدددود األثددر أو غددري حاسددم بالنسددبة لسددعر‬
‫النابدة‪.‬‬

‫تناولددت الدراسددة حتليددل تقييمددي لألدبيددات االقتصددادية املعاصددرة‪ ،‬فيمددا يتعلددق‬


‫بعجدز املوازندة العامدة وعالقتهدا بتطدور مسدتوى الددين العدام ومدن ثدم حتديدد املسددتوى‬
‫األمثل حلجم عجز املوازنة‪.‬‬
‫كما تناولت اآلثار االقتصادية واالجتماعية لعجز املوازنة العامة‪ ،‬وقد أظهدرت‬
‫الدراسة أن اجتاه وحجم تلك اآلثار يعتمد على أساليب متويدل عجدز املوازندة‪ ،‬ويدنجم‬
‫عن ذلك أن تقييم اجتاه السياسة املالية ومدى استدامتها سديختلف بداختالف طريقدة‬
‫متويل عجز املوازنة‪.‬‬
‫وقد ناقشت الدراسة أبعاد هذا التقييم وفقاً ألساليب متويل عجز املوازنة سواء‬
‫أساليب التمويل احمللي أو التمويل اخلارجي‪.‬‬
‫كمددا ركددزت الدراسددة علددى حتديددد املسددتوى األمثددل لعجددز املوازنددة يف ضددوء‬
‫عالقتدده باحلالددة اليمنيددة‪ ،‬حيددث أظهددر التحليددل أن مسددتوى العجددز األمثددل للموازنددة‬
‫املدرتبط بالدددين العددام يتجداوز ذلددك احلددد األمثدل بكددثري‪ ،‬ممددا يكشدف حجددم عددوار‬
‫االخددتالالت املاليددة الدديت حتتدداج إىل إصددالح مددالي واسددع ولكددن يف إطددار رييددة كليددة‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
‫لإلصالح االقتصادي واالجتماعي والسياسي‪.‬‬
‫ويف كل األحوال‪ ،‬فإن الدراسة تؤكد علدى احملافظدة علدى حجدم أمثدل لعجدز‬
‫املوازنة مشروطاً بعدم جتاوز نسبة منو الدين العام الكلي ونسدبة مندو النداتج احمللدي‬
‫اإلمجالي االمسي‪.‬‬

‫األحدول‪ ،‬عدداتق سددات (‪ ،)2115‬السياسدة املاليددة‪ :‬فاعليتهددا واثارهدا النقديددة يف االقتصدداد الدديمو‬
‫رسالة دكتوراة‪ ،‬اجلامعة املستنصرية‪ ،‬بسداد‪.‬‬
‫األفندي‪ ،‬حممدد (‪ )1990 – 1994‬حماضدرات يف املاليدة العامدة‪ ،‬مدذكرات غدري منشدورة قسدم‬
‫االقتصاد‪ ،‬جامعة صنعاء‪.‬‬
‫األفندددي‪ ،‬حممددد (‪ ،)2119‬مقددرتح بإنشدداء اليددة‪ :‬صددندو االسددتثمار املركددزي السددتثمار فدداب‬
‫احتيدداطي الدولددة مددن النقددد األجددنك‪ ،‬جملددة شددؤون العصددر العدددد (‪ )32‬املركددز الدديمو‬
‫للدراسات االسرتاتيجية‪.‬‬
‫األفندي‪ ،‬حممد (‪ ،)2114‬النقدود والبندوك واالقتصداد النقددي‪ ،‬الطبعدة الرابعدة‪ ،‬النصدل األول‪،‬‬
‫صنعاء‪ :‬مركز األمني للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫األفندي‪ ،‬حممدد(‪ ،)2112‬النظريدة االقتصدادية الكليدة – السياسدة واملمارسدة‪ ،‬صدنعاء‪ :‬مركدز‬
‫األمني للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫احلاوري‪ ،‬حممد (‪ ،)1991‬عجز املوازنة العامة‪ ،‬رسالة دكتوراة‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫زكددي‪ ،‬رمددزي (‪ ،)1992‬الصددراع النكددري واالجتمدداعي حددول عجددز املوازنددة‪ ،‬الطبعددة األوىل‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬سيناء للنشر‪.‬‬
‫عبدد احملمددود‪ ،‬عبددد الددرمحن (‪ ،)2111‬النظريددة االقتصددادية املتوسددطة‪ ،‬الريدداك‪ :‬دار العبيكددان‬
‫للنشر‪.‬‬
‫فرحان‪ ،‬حممد (‪ ،)2111‬تقييم أذون اخلزانة وبدابلدها‪ ،‬يف كتداا املدؤمتر االقتصدادي (الديمن –‬
‫االقتصدداد – املسددتقبل‪( ،‬حممددد األفندددي‪ ،‬حمددرر)‪ ،‬صددنعاء‪ :‬املركددز الدديمو للدراسددات‬
‫االسرتاتيجية‪.‬‬

‫العدد (‪ ،)05‬أكتوبر – ديسمرب ‪6532‬م‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


‫‪11‬‬
‫‪DOI: 10.20428/JSS.22.4.1‬‬
Agénor, P., & Montiel, P. (1999). Macroeconomics development. (2nd
ed.), New Jerse: Princeton University Press.
Al-Afandi, M. (1990). Economic stabilization polices, PH.D
dissertation, University of Clorado, USA.
Robert, J. G. (2012). Macroeconomics. (12th ed.), USA: Pearson series
in economics.
Tanzi V. (1978). Inflation, Real Tax Revenue and the Case for
Inflationary Finance. IMF staff papers, (25) 3, 417-451.

‫م‬6532 ‫ أكتوبر – ديسمرب‬،)05( ‫العدد‬ ‫جملة الدراسات االجتماعية‬


05
DOI: 10.20428/JSS.22.4.1

You might also like