You are on page 1of 12

‫أثر الجباٌة البترولٌة على اعتمادات اإلنفاق فً االستثمار العمومً بعد‬

‫تراجع أسعار البترول بالجزائر للفترة ( ‪) 2018-2014‬‬


‫‪The impact of the oil tax onpublic spending oninvestment after oil‬‬
‫)‪pricesdecline in Algeria for the period (2014-2018‬‬

‫أ‪ /‬بعلة الطاهر‬


‫مخبر تحدٌات النظام الضرٌبً الجزائري فً ظل التحوالت االقتصادٌة‬
‫طالب دكتوراه بجامعة البلٌدة ‪ – 2‬لونٌسً علً‬
‫أستاذ مساعد '' أ ''‬
‫بمعهد العلوم االقتصادٌة والعلوم التجارٌة وعلوم التسٌٌر‬
‫المركز الجامعً تٌبازة‬
‫‪baalatahar@gmail.com‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫أثر الجباٌة البترولٌة‬ ‫تهدف هذه الورقة البحثٌة إلى تسلٌط الضوء على‬
‫على اعتمادات اإلنفاق فً االستثمار العمومً بعد تراجع أسعار البترول‬
‫بالجزائر للفترة ‪ ،2018-2014‬من خالل أوال التعرف على المفاهٌم‬
‫األساسٌة للجباٌة البترولٌة واإلنفاق العمومً ‪ ،‬وكذلك الدور االقتصادي‬
‫وتقسٌمات العلمٌة والنظرٌة للنفقات العامة‪ ،‬ومعرفة األثر الذي تحدثه الجباٌة‬
‫البترولٌة على اإلنفاق الحكومً عموما واالستثمار العمومً خصوصا‪ .‬وذلك‬
‫بعد تدهور أسعار البترول ومواكبة المستجدات على الساحة االقتصادٌة‬
‫خاصة بعد التوجهات الجدٌدة للسٌاسة العامة للدول فً ما ٌتعلق باالهتمام‬
‫بالقطاعات االقتصادٌة أكثر دخال وأقل تكلفة إضافة إال مواصلة اإلصالحات‬
‫الضرٌبة الهادفة إلحالل الجباٌة العادٌة مكان الجباٌة البترولٌة‪ ،،‬لذا قمنا‬
‫بتحدٌد أهم فترة ظهرت فٌها الخلل ومقارنة تطور الجباٌة البترولٌة مع‬
‫التغٌرات فً االستثمار العمومً مستخدمٌن فً ذلك المنهج التحلٌل الوصفً‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحٌة‪:‬الجباٌة البترولٌة‪ ،‬اإلنفاق العمومً‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪this research paper aimed to highlight the impact of petroleum‬‬
‫‪taxation on the public investment expenditures, after the decline of oil‬‬
‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬
‫‪171‬‬
prices in Algeria for the period 2014-2018. Firstly, we identified the
basic concepts of petroleum taxation, public spending and its
economic role, as well as the theoritical divisions of public
expenditures. After that, we explored the impact of the petroleum
taxation on public expenditures in general and on public investment in
particular, especially after the decline of oil prices. In addition, we
kept up with the development of economic arena after the new trends
of public policy of countries in respect of interesting the economic
sectors which have more income with less costs as well as continuing
of taxation reforms which aim to replace the regular taxation instead
of petroleum taxation. Therefore, we determined the most important
period in which the imbalance occured, and compared the
development of petroleum taxation with the changes in public
investment using the descriptive analysis approach.
Key words: petroleum taxation, public expenditures.

‫أثر الجباٌة البترولٌة على اعتمادات اإلنفاق فً االستثمار العمومً بعد‬


) 2018-2014 ( ‫تراجع أسعار البترول بالجزائر للفترة‬
The impact of the oil tax onpublic spending oninvestment after oil
pricesdecline in Algeria for the period (2014-2018)
:‫المقدمة‬
‫تزاٌد االهتمام فً السنوات األخٌرة باإلنفاق العمومً وذلك الرتباطه‬
‫ باعتباره واعتمادا على التفكٌر‬،‫بمخططات التنموٌة التً اعتمدتها الدولة‬
‫ وذلك من خالل زٌادة فً الدخل‬،‫الكٌنزي محفز النمو والتنمٌة االقتصادٌة‬
‫الوطنً من خالل مضاعف اإلنفاق وما بصحبه من دور اٌجابً كامتصاص‬
‫البطالة إضافة إلى أنه ٌساعد فً زٌادة الطلب الكلً وٌساهم فً تنوٌع الناتج‬
ً‫ وسواء كان هذا فً الدول المتقدمة أو المتخلفة وخاصة ف‬،‫المحلً الخام‬

2018 ‫جوان‬ 12 ‫العدد‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬


172
‫الجزائر‪ ،‬وٌبرز ذلك من خالل مختلف المخططات التً وضعتها الدولة بغٌة‬
‫زٌادة وجذب االستثمارات‪.‬‬
‫إن الدارس للعوامل المإثرة فً اإلنفاق العمومً ٌجدها كثٌرة ومتنوعة‬
‫ومتداخلة‪،‬منها منها ما هو داخلً ٌتعلق اإلنفاق ذاتها‪ ،‬ما ٌتعلق بالجانب المالً‬
‫أو الموارد الطبٌعٌة والعنصر البشري‪ ،‬ومنها ما هو خارجً كتحدٌات الجانب‬
‫التشرٌعً والمناخ االقتصادي والتوجه السٌاسً ‪ ،‬ونحن فً دراستنا هذه نركز‬
‫على العوامل الخارجٌة وبالتحدٌد نؤخذ بالدراسة الجانب المالً‪ ،‬فندرس أثر‬
‫الجباٌة البترولٌة على اعتمادات اإلنفاق فً االستثمار العمومً بعد تراجع‬
‫أسعار البترول بالجزائر للفترة ‪.2018-2014‬‬
‫بناء على ما تم طرحه سابقا‪ ،‬ومن أجل مناقشة الموضوع من بعض‬
‫جوانبه‪ ،‬حاولنا اإلجابة على اإلشكالٌة الرئٌسٌة التالٌة‪ :‬ما هو أثر الجباٌة‬
‫البترولٌة على اعتمادات اإلنفاق فً االستثمار العمومً بعد تراجع أسعار‬
‫البترول بالجزائر للفترة ‪ 2018-2014‬؟‬
‫أسباب اختٌار الموضوع‪ :‬تكمن أسباب اختٌار الموضوع البحث فٌما ٌؤتً‪:‬‬
‫‪ -‬بروز تبعٌة كبٌرة لقطاع المحروقات مما خلق عدم استقرار اقتصاد‬
‫الجزائري؛‬
‫‪ -‬أثر الكبٌر لتغٌرات فً االقتصاد العالمً (أسعار البترول) على حٌاة‬
‫المواطن الجزائري؛‬
‫‪ -‬دور اإلنفاق العمومً فً بعث االقتصاد الحقٌقً كبدٌل عن االقتصاد‬
‫الرٌعً‪.‬‬
‫أهمٌة الدراسة‪ :‬تكمن أهمٌة البحث فً تحلٌل العالقة بٌن الجباٌة البترولٌة‬
‫واإلنفاق العمومً‪ ،‬وذلك من خالل دراسة تحلٌلٌة ومقارنة تطور المتغٌر بتابع‬
‫‪ ،‬وٌسهل لنا تقدٌم نموذج وبدٌل لتغطٌة الجباٌة البترولٌة‪ ،‬من خالل عملٌة‬
‫إحالل الجباٌة العادٌة مكانها‪ ،‬إضافة لدور اإلنفاق العمومً كؤحد الحلول‬
‫االقتصادٌة الفعالة لتحرٌك االقتصاد الحقٌقً وذلك فً ظل تدهور أسعار‬
‫المحروقات‪.‬‬
‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬
‫‪173‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬اإللمام بالمفاهٌم المتعلقة بالجباٌة البترولٌة واإلنفاق العموم؛‬
‫‪ -‬التعرف على أخر اإلحصائٌات للجباٌة البترولٌة واإلنفاق العمومً؛‬
‫‪ -‬محاولة إٌجاد حلول الستقرار االقتصاد من خالل وضع بدٌل للجباٌة‬
‫البترولٌة‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ماهٌة الجباٌة البترولٌة‬
‫‪ 1‬تعرٌف الجباٌة البترولٌة‬
‫رغم االختالف فً األنظمة الجبائٌة البترولٌة لعدد من الدول‪ ،‬وذلك‬
‫حسب التشرٌعات المطبقة فً مجال المحروقات لكل بلد‪ ،‬إال أنه توجد قواعد‬
‫عامة تتفق علٌها تلك البلدان بحٌث تسهل فً إعطاء تعرٌف للجباٌة البترولٌة‪،‬‬
‫ومنه نعطً بعض التعرٌفات كما ٌلً‪:‬‬
‫" إن الضرائب البترولٌة تدفع على أساس أنها مقابل ترخٌص من قبل‬
‫الدولة‪ ،‬الستغالل باطن األراضً التً هً ملك للدولة ‪"1‬؛‬
‫وٌمكن تعرٌفها على أنها " اقتطاع أو ضرٌبة تفرض على المإسسات‬
‫أو الشركات البترولٌة على أساس نسبة معٌنة تطبق على سعر البٌع بالنسبة‬
‫للبرمٌل‪"2‬؛‬
‫" إن الضرائب البترولٌة ٌمكن تكٌٌفها على أساس أنها مقابل من‬
‫طرف الدولة الستغالل باطن األراضً التً هً ملك للدولة"؛‬
‫"عبارة عن الضرائب التً تدفع للدولة المالكة لألرض من أجل‬
‫الحصول على ترخٌص استغالل باطن األرض فً مراحل العملٌة اإلنتاجٌة‪،‬‬
‫تختلف من دولة إلى أخرى حسب كمٌة إنتاجها‪".3‬‬
‫مما سبق ٌمكن القول أن الجباٌة البترولٌة تعبر عن مختلف‬ ‫و‬
‫الضرائب التً تحصل علٌها الدولة مقابل منح ترخٌص الستغالل ما ٌوجد فً‬
‫باطن األرض من محروقات فً مختلف المراحل‪ ،‬من االستخراج إلى غاٌة‬
‫عملٌة البٌع‪.‬‬
‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬
‫‪174‬‬
‫‪ 2‬النشاطات الخاضعة للجباٌة البترولٌة‬
‫اعتمادا على المواد ‪4 35.34‬من قانون المحروقات فإن الجباٌة البترولٌة‬
‫تطبق على النشاطات التالٌة‪:‬‬
‫‪ -‬عملٌات التنقٌب عن المحروقات والبحث عنها واستغاللها؛‬
‫‪ -‬نقل المحروقات عبر القنوات؛‬
‫‪ -‬تمٌٌع الغاز الطبٌعً ومعالجة الغازات النفطٌة الممٌعة والمستخرجة من‬
‫الحقول وفصلها عن بعضها‪ ،‬وٌطبق هذا النوع من الجباٌة على‬
‫المإسسات التً تمارس النشاطات المذكورة أعاله سواء كانت شركات‬
‫وطنٌة أو أجنبٌة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬ماهٌة اإلنفاق العمومً‪:‬‬
‫‪ .1‬تعرٌف اإلنفاق العام‬
‫"مبلغ من المال تقوم الدولة بإنفاقه من خزانتها بقصد إشباع حاجة‬
‫عامة تحقٌقا ألهدافها ‪."5‬‬
‫" النفقة العامة هً جزء من المال ٌمكن أن ٌكون نقدٌا أو عٌنٌا‪ ،‬تقوم‬
‫الدولة أو من ٌنوب عنها‪ ،‬بإخراجه قصد تحقٌق نفع عام حقٌقً ‪."6‬‬
‫" تعرف النفقة العامة بؤنها مبلغ نقدي ٌقوم بإنفاقه شخص عام بقصد‬
‫تحقٌق منفعة عامة ‪."7‬‬
‫"تلك المبالغ النقدٌة التً تقوم الدولة بإنفاقها إلشباع الحاجات العامة ‪."8‬‬
‫"اإلنفاق الحكومً هو كمٌة الدوالرات التً تنفق عل كل المستوٌات الحكومٌة‬
‫لشراء السلع والخدمات‪ ،‬والمدفوعات التحوٌلٌة‪ ،‬ومدفوعات الفائدة ‪."9‬‬
‫‪ .2‬التقسٌمات العلمٌة واالقتصادٌة للنفقات العامة‬

‫ٌقصد بالتقسٌمات العلمٌة واالقتصادٌة للنفقات العامة تلك التقسٌمات‬


‫التً تستند إلى معاٌٌر علمٌة تظهر فٌها الطبٌعة االقتصادٌة بوضوح شدٌد‪،‬‬
‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬
‫‪175‬‬
‫ومن الطبٌعً أن تتعدد تقسٌمات اإلنفاق العام‪ ،‬بالنسبة لالقتصادٌٌن‪ ،‬أو من‬
‫جانب الدولة أو أجهزتها‪ ،‬حٌث أن كل تقسٌم ٌستند إلى معٌار معٌن‪ ،‬ومن أهم‬
‫هذه التقسٌمات ما ٌلً ‪:10‬‬

‫أ ‪ -‬النفقات الحقٌقٌة والنفقات التحوٌلٌة؛‬


‫ب ‪-‬التقسٌم الوظٌفً لإلنفاق العام؛‬
‫‪ ‬النفقات االقتصادٌة‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات اإلدارٌة‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات االجتماعٌة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬النفقات العادٌة والغٌر عادٌة؛‬
‫د ‪ -‬النفقات المحلٌة والغٌر المحلٌة؛‬
‫وهذه التقسٌمات تتركز على الجانب العملً‪ ،‬ولكن المهم فً كل ما سبق النفقة‬
‫الحقٌقة التً ٌكون لها مردود بعدي على االقتصاد حٌث كون سبب فً تطور‬
‫حجم الطلب الكلً ومنه ارتفاع فً الدخل الوطنً الخام‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫المحور الثانً‪ :‬الدراسة المٌدانٌة‬

‫ولكً ٌسهل تحدٌد أثر الجباٌة البترولٌة البد من مقارنة االعتمادات‬


‫المالٌة الموجودة فً الجدول "ج" لقانون المالٌة لسنوات الدراسة مع‬
‫التقدٌر العام للجباٌة البترولٌة الموجود فً الجدول "أ" الخاص بقانون‬
‫المالٌة‪ ،‬ابتداء من سنة ‪ 2014‬حتى سنة ‪ 2018‬وهذا ما قمنا به فً بحثنا‬
‫هذا‪ ،‬وبعده قمنا بتفصٌل فً التحلٌل وذلك بمقارنة سنوات السابقة‬
‫وتطور الجباٌة واإلنفاق االستثماري‪.‬‬

‫للفترة‬ ‫‪ -/1‬تطور الجباٌة البترولٌة واإلنفاق فً االستثمار العمومً‬


‫‪:2018-2014‬‬

‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬


‫‪176‬‬
‫جدول رقم (‪ :)-1 -‬تطور الجباٌة البترولٌة وإعتمادات االستثمار العمومً فً الجزائر‬
‫(‪.)2018-2014‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫الس نة‬
‫‪2175012423‬‬ ‫‪1620430620‬‬ ‫‪2403393315‬‬ ‫‪2802093730‬‬ ‫‪2050345900‬‬ ‫جحم الاستامثر‬
‫العمويم‬
‫‪2776218000‬‬ ‫‪2200120000‬‬ ‫‪1682550000‬‬ ‫‪1722940000‬‬ ‫‪1577730000‬‬ ‫اجلباية البرتولية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على قوانٌن المالٌة من ‪2014‬إلى ‪2018‬‬
‫كما ٌمكننا تمثٌل إحصائٌات الجدول السابق فً شكل منحنى لمعرفة مسار‬
‫تطور حجم الجباٌة البترولٌة وإعتمادات االستثمار العمومً للجزائر وأهم‬
‫التغٌرات الحاصلة فٌه من خالل الشكل الموالً‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ٌ :)1‬بٌن تمثٌل بٌانً تطور الجباٌة البترولٌة وإعتمادات االستثمار العمومً‬
‫فً للجزائر للفترة (‪.)2018-2014‬‬
‫تطور اجلباية البرتولية والاستامثر العمويم (‪10‬مليون دج)‬
‫‪6E+09‬‬
‫‪5E+09‬‬
‫‪4E+09‬‬
‫الجباٌة البترولٌة‬
‫‪3E+09‬‬
‫‪2E+09‬‬ ‫االستثمار العمومً‬
‫‪1E+09‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫التحلٌل‪ :‬إن المتؤمل للمنحنٌن ٌالحظ توازي المنحنٌن بحٌث إذا كانت الجباٌة‬
‫البترولٌة فً حالة تزاٌد البد أن ٌكون االستثمار العمومً فً تزاٌد على‬
‫امتداد سنوات الدراسة‪ ،‬حٌث نجد أن لالعتمادات الموجهة لالستثمار‬
‫العمومً متزاٌدة بٌن من بدٌة المدة آلخرها‪ ،‬وذلك لألهمٌة البالغة التً‬
‫تولٌها الحكومة لهذا نوع من االستثمارات‪ ،‬لما له من دور فاعل فً تحقٌق‬
‫االستقرار االقتصادي‪ ،‬حٌث نالحظ أن ابتداء سنة ‪ 2014‬كان االستثمار‬
‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬
‫‪177‬‬
‫العمومً فً تزاٌد مستمر‪ ،‬وذلك ٌتماشى بشكل متوازي مع أسعار البترول‬
‫حٌث بلغت االعتمادات المالٌة أوجها سنة ‪ ،2015‬وذلك ٌرجع لعدٌد من‬
‫األسباب أهمها تواجد هذه السنة بٌن مرحلتٌن أساسٌتان من برامج‬
‫التنمٌة االقتصادٌة التً تبنتها الحكومة‪ ،‬وبعده أخذت فً تراجع‬
‫لتصل إلى أقل حجم سنة ‪ ، 2017‬وذلك ٌرجع فً األساس إلى‬
‫سٌاسة التقشف الذي نتجت عن انهٌار أسعار البترول التً وصلت‬
‫ألقل من ‪50‬دوالر للبرمٌل‪ ،‬مما جعل الحكومة تقلل من برامجها‬
‫التنموٌة عموما واالستثمار العمومً خصوصا وهذا ما كان له األثر‬
‫البلٌغ على شرائح كثٌرة من المجمع‪ ،‬ولكن مع االنتعاش الذي عرفته‬
‫أسعار البترول مإخرا وتحسن بعض المإشرات االقتصادٌة الكلٌة‬
‫خاصة ما تعلق با تجارة الخارجٌة‪ ،‬توجهت الحكومة غلى زٌادة‬
‫وضع إجراءات ورفع حجم اعتمادات االستثمار العمومً وهذا ما‬
‫‪ ،2018‬والشًء الذي ال‬ ‫ٌظهر جلٌا فً جدول "ج" لقانون المالٌة‬
‫ٌختلف فٌه أثنٌن هو العالقة الكبٌرة لدرجة التوازي بٌن الحصٌلة الجبائٌة‬

‫البترولٌة واعتمادات المخصصة إلنفاق االستثماري العمومً‪.‬‬

‫إن من الممٌز‬ ‫‪ 1‬قطاعات االستثمار العمومً( اقتصادي‪،‬اجتماعً)‪:‬‬


‫االستثمار العمومً أنه ٌتكون فً الغالب من قطاعات اجتماعٌة‪،‬‬
‫أي ٌمتاز بالبعد االجتماعً‪ ،‬ولذا ارتؤٌنا أن نفصل فً مكوناته‬
‫لكً نحكم على اثر التدابٌر الجدٌدة‪ ،‬حٌث قمنا بوضع أهم‬
‫القطاعات التً ٌتضمنها االستثمار العمومً فً الجزئر‪ ،‬وذلك‬
‫ابتداء من ‪ 2014‬إلى غاٌة ‪.2018‬‬

‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬


‫‪178‬‬
‫جدول رقم (‪ :)-2 -‬تطور إعتمادات قطاعات االستثمار العمومً فً الجزائر ( ‪-2014‬‬
‫‪)2018‬‬

‫اخملططات البدلية‬ ‫دمع احلصول عىل‬ ‫املنشآت القاعدية‬ ‫املنشآت القاعدية‬ ‫الصناعة‬ ‫الس نة‬
‫لتمنية(‪1000‬دج)‬ ‫سكن(‪1000‬دج)‬ ‫الاجامتعية(‪1000‬دج‬ ‫الصناعية(‪1000‬دج)‬ ‫(‪1000‬دج)‬
‫‪65.000.000‬‬ ‫‪127.536.000‬‬ ‫‪236.615.100‬‬ ‫‪781.640.900‬‬ ‫‪2.820.500‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪100.000.000‬‬ ‫‪293.678.000‬‬ ‫‪207.589.800‬‬ ‫‪1.078.715.730‬‬ ‫‪5.541.000‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪60.000.000‬‬ ‫‪469.781.674‬‬ ‫‪113.120.472‬‬ ‫‪685.704.445‬‬ ‫‪7.373.410‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪35.000.000‬‬ ‫‪287.257.000‬‬ ‫‪60.482.110‬‬ ‫‪366.811.100‬‬ ‫‪2.757.000‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪100.000.000‬‬ ‫‪384.892.820‬‬ ‫‪89.381.082‬‬ ‫‪636.529.424‬‬ ‫‪7.399.089‬‬ ‫‪2018‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على قوانٌن المالٌة من ‪2014‬إلى ‪2018‬‬
‫التحلٌل‪ :‬نالحظ من الجدول أن الحكومة تعطً أهمٌة بالغة للقطاع‬
‫االجتماعً‪ ،‬حٌث ٌشكل أكثر من نصف مجموع االستثمار العمومً فً‬
‫الجزائر‪ ،‬وهذا ٌرجع فً األساس إلى البرامج والمخططات التنموٌة‪،‬‬
‫حٌث نجد أن المنشآت الصناعٌة أٌضا لها اعتمادات ال بؤس به‪،‬‬
‫وذلك أٌضا ٌدخل فً التوجه العام لسٌاسة الدولة التً تبحث عن‬
‫بدٌل لقطاع المحروقات‪ ،‬والذي ٌشغل بحثنا هو اثر قانون المالٌة‬
‫الجدٌد على الجانب االقتصادي واالجتماعً‪ ،‬وهذا ما صورناه فً‬
‫االستثمار العمومً‪ ،‬حٌث نرى أن القانون ٌحمل فً طٌاته خاصة‬
‫إذا تؤملنا االعتمادات المالٌة نوع من التحسن خالف لسنة ‪2017‬‬
‫وهذا ٌرجع فً األساس لتحسن أسعار المحروقات‪.‬‬
‫والهدف من معرفة مكونات االستثمار العمومً‪ ،‬هو أساس البحث حٌث‬
‫العالقة نعم شدٌدة االرتباط بٌن الجباٌة البترولٌة واإلنفاق على االستثمار‬
‫العمومً ولكن الهدف هو كشف هشاشة االقتصاد الوطنً وارتباطه أمنه‬
‫واستقراره االقتصادي با سعار البترول ومنه العوامل الخارجٌة‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫نشٌر فً األخٌر إلى أنه البد أن ٌقوم اإلنفاق العمومً بالدور المنوط بها‬
‫بؤكمل وجه خاصة فً المشارٌع التنموٌة التً ٌعتمد علٌها بشكل كبٌر إلنجاح‬

‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬


‫‪179‬‬
‫نحتاجها فً‬ ‫السٌاسة العامة للدولة‪ ،‬إضافة إلى هذه االستثمارات العمومٌة‬
‫الوقت الراهن كمصدر لتموٌل االقتصاد من خالل مجموع األموال التً تضخ‬
‫فً لدورة االقتصادٌة‪ ،‬فً ظل التراجع الرهٌب للمداخٌل وتآكل االحتٌاطات‬
‫المالٌة‪ ،‬وهذا بهدف تجنب أي اختالالت تصٌب االقتصاد الوطنً قد تنتقل إلٌها‬
‫جراء االعتماد الكبٌر على الموارد المتؤتٌة من عائدات البترول‪.‬‬
‫إن ضرورة إحالل الجباٌة العادٌة محل الجباٌة البترولٌة و مالئمة توجهات‬
‫التشرٌعٌة والقانونٌة‪ ،‬ومرونتها ٌجب أن تتالءم مع جمٌع التغٌرات التً تطرأ‬
‫على الساحة االقتصادٌة والوطنٌة والدولٌة على حد سواء‪ ،‬وخاصة وما جاء‬
‫فً بحثنا أي أثر الجباٌة البترولٌة على اعتمادات اإلنفاق فً االستثمار‬
‫العمومً بعد تراجع أسعار البترول بالجزائر للفترة ‪، 2018-2014‬وحجر‬
‫الزاوٌة فً كل ما سبق استغالل اإلنفاق العمومً لصالح االقتصاد عموما‬
‫والطبقة محدودي الدخل خصوصا‪.‬‬
‫اإلحاالت والهوامش ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪2‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪2009 2008‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1986‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪35 34‬‬ ‫‪4‬‬

‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬


‫‪180‬‬
‫‪5‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪6‬‬
‫‪503‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪260‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪362‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8 9‬‬ ‫‪2010 2009 3‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬سوزي عدلً ناشد‪ ،‬المالٌة العامة‪ ،‬منشورات الحلبً‪ ،‬بٌروت‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 35/34‬من قانون ‪ 14 – 86‬المتعلق بالمحروقات الصادر فً ‪19‬‬
‫أوت ‪.1986‬‬
‫‪ -‬تاتً محمد‪ ،‬أثر اإلنفاق العام على االستثمار الخاص‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪،‬‬
‫غٌر منشورة‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬‬
‫‪.2010/2009‬‬
‫‪ -‬جهاد سعٌد خصاونة‪ ،‬علم المالٌة العامة والتشرٌع الضرٌبً ‪ ،‬دار وائل‬
‫لنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2010 ،‬م‪،‬‬
‫‪ -‬روبرت بارو‪ ،‬االقتصاد الكلً‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سمٌر بن عمور‪ ،‬إشكالٌة الجباٌة العادٌة محل الجباٌة البترولٌة لتموٌل‬
‫مٌزانٌة الدولة‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة‪،‬‬
‫جامعة سعد دحلب بالبلٌدة‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪ -‬صالح صالحً‪ ،‬المنهج التنموي البدٌل فً االقتصاد االسالمً‪ ،‬دار‬
‫الفجر‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬


‫‪181‬‬
‫‪ -‬عبد الكرٌم دحو‪ ،‬مزوري الطٌب‪ ،‬أثر السٌاسة الجبائٌة الثنائٌة على‬
‫بعض المتغ‪ٌ -‬رات االقتصادٌة مع التركٌز على تدفق االستثمار األجنبً‬
‫فً الجزائر خالل الفترة ‪ ،2011-2000‬ملتقى العلمً الدولً الثانً‬
‫حول اإلصالح الجبائً والتنمٌة االقتصادٌة فً الجزائر‪ ،‬جامعة سعد‬
‫دحلب‪ ،‬البلٌدة‪. 2014 ،‬‬
‫‪ -‬محمد شاكر عصفور‪ ،‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬دار المٌسرة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪2011‬م‪.‬‬
‫‪ -‬هندي كرٌم‪ ،‬الجباٌة البترولٌة وأهمٌتها فً االقتصاد الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2008 ،‬‬
‫‪.2009‬‬

‫جوان ‪2018‬‬ ‫العدد ‪12‬‬ ‫مجلة دراسات جبائٌة‬


‫‪182‬‬

You might also like