Professional Documents
Culture Documents
درس القانون الدولي PDF
درس القانون الدولي PDF
الدويل اإلنساني.
مقدمة
• يراد بنطاق القانون الدولي اإلنساني :ذلك النطاق الذي
يطبق فيه هذا القانون زماناً ،ومكاناً ،وأشخاصاً ،أي أنَّه
جييب عن األسئلة األربعة التالية:
.1متى يطبق القانون الدولي اإلنساني ؟
.2وهل كل النزاعات ختضع هلذا القانون ؟
.3ومن هي الفئات اليت تتمتع حبماية هذا القانون ؟
.4وما األماكن واملناطق اليت ختضع هلذا القانون ؟
النطاق املادي للقانون الدويل اإلنساني
• بعد انتهاء احلرب العاملية الثانية ،وقيام منظمة األمم املتحدة،
واالتفاق على حتريم اللجوء إىل القوة دولياً ،ظهر مصطلح (النزاع
املسلح)؛ ليحل حمل احلرب ،وأصبح يطلق على كلِّ استخدامٍ
للقوة داخلياً وخارجياً ،سواءٌ أكان معرتفاً بأطراف النزاع ،أم ال.
• بعد ذلك مت االعرتاف حبق الشعوب يف تقرير مصريها؛ وبالتالي
االعرتاف الدولي بالنضال املسلح للشعوب ضد مستعمريها ـ ما
يسمى حبروب التحرير الوطنية ـ ،وهذه النزاعات مل تكن تشملها
اتفاقيات جنيف األربعة لعام 1949م؛ مما حدا باألمم املتحدة إلبرام
بروتوكولني ملحقني باالتفاقية عام 1977م.
• فجاء الربتوكول األول ليعاجل األوضاع اخلاصة باملنازعات
املسلحة الدولية ،ووضعَ حروب التحرير الوطنية على قدم املساواة
مع املنازعات املسلحة الدولية ،يف حني جاء الربوتوكول الثاني
باألحكام اخلاصة باملنازعات املسلحة غري الدولية.
• وبالتالي أصبح النطاق املادي للقانون الدولي اإلنساني يشمل
ثالثة أنواع من النزاعات املسلحة:
النوع األول :النزاعات املسلحة الدولية:
النوع الثاني :حروب التحرير الوطنية:
النوع الثالث :املنازعات املسلحة غري الدولية:
النزاعات املسلحة الدولية
• تعريف النزاعات املسلحة الدولية :تَدَخُّل القوة املسلحة لدولة ضد
دولة أخرى ،سواء أكان التدخل مشروعاً ،أم غري مشروع ،وسواء
أعلنت احلرب رمسياً ،أم مل تعلن.
• وقد نصت املادة املشرتكة الثانية من اتفاقيات جنيف األربعة لعام
1949م على أن القانون اإلنساني يطبق على " حالة احلرب املعلنة،
أو أي اشتباك مسلح آخر ينشب بني طرفني أو أكثر من األطراف
السامية املتعاقدة ،حتى ولو مل يعرتف أحدها باحلرب ".
• وعليه فإن القانون الدولي اإلنساني يدخل حَيِّزَ التطبيق مبجرد
استخدام القوة املسلحة دولياً ،أي دون انتظار إعالن احلرب.
النزاعات املسلحة غري الدولية
• وهي ما تسمى باحلرب املدنية يف القانون الدولي التقليدي ،وقد
أدرجها القانون الدولي احلديث ضمن النزاعات املسلحة اليت
تطبق عليها اتفاقيات القانون الدولي اإلنساني.
• فقد نصت املادة الثانية املشرتكة بني اتفاقيات جنيف األربعة
لعام 1949م ،على أنه يف حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع
دولي ،يلتزم كل طرف يف النزاع بأن يطبق أحكام اتفاقيات
جنيف األربعة ،وهو ما نصت عليه الفقرة األوىل من املادة األوىل
من الربوتوكول اإلضايف الثاني لعام 1977م.
• وعليه فتصبح النزاعات املسلحة غري الدولية داخلةً يف نطاق
تطبيق القانون الدولي اإلنساني ،وتسري عليها أحكامه كافة.
حروب التحرير الوطنية
• ويُراد حبروب التحرير الوطنية :كافة أشكال النضال املسلح
الذي تقوم به الشعوب اليت احتُلَّت أرضُها ضد جيوش اجلهة
الغازية وقواتها ،كجهاد شعب فلسطني اليوم.
• وقد كانت هذه احلروب ختضع للقانون الداخلي للدول
الغاصبة؛ وذلك ألنَّ الدول االستعماريَّة كانت تعترب األقاليم
املستعمرة جزءاً منها وفق القانون الدولي التقليدي.
• ولكن بعد صدور القرار رقم 1514عن اجلمعية العامة لألمم
املتحدة سنة 1960م ،والذي يقضي بضرورة استقالل األقاليم
املستعمرة ،وإنهاء كافة أشكال االحتالل ،بدأت قضية حروب
التحرير تتفاعل ،وصدر بشأنها عدة قرارات أهمها :ـ
.1قرار األمم املتحدة لعام 1968م ،والذي يقضي ألول مرة
مبعاملة أسرى حروب التحرير الوطنية كأسرى حرب طبقاً
التفاقية جنيف الثالثة لعام 1949م.
• عيوب اإلعالن :على الرغم من أن هذا اإلعالن يعد أول وثيقة دولية
يف شأن تقنني استخدام األسلحة يف احلروب ،إال أنه مل ينص على
عقوبات حمددة ملعاقبة خمالفيه.
املرحلة الثالثة :اتفاقيات الهاي لعام 1899م
• بناءً على دعوة من دولة روسيا القيصرية ،عقد مؤمتر ( الهاي ) الدولي
األول للسالم ،وذلك يف / 18أيار 1899 /م ،وحضره ممثلون من ستٍ
وعشرين دولة من أصل تسعٍ وعشرين دولة دعيت لذلك املؤمتر.
• ومقتضى هذا املبدأ أنه حيظر على الدولة اليت تُعَدُّ طرفاً
يف النزاع ،أو من يقومون بتقديم اخلدمات لضحايا
النزاعات املسلحة ،أن يفرقوا بني األشخاص على أساس
اللون ،أو العرق ،أو اجلنس ،أو الثروة ،أو الدين ،وحنوه.
• أما مسألة زيادة رعاية األطفال ،والنساء ،والعجزة املسنني،
فمرجع هذه الرعاية هي الظروف اخلاصة بهم ،وهذا ال
خيل مببدأ املساواة وعدم التمييز.
املبدأ اخلامس :األمن والسالمة الشخصية
اإلنساني يف اإلسالم
متهيد
• مصطلح ( القانون اإلنساني ) تعد من املصطلحات املعاصرة ولذلك
ال جند له تعريفاً عند الفقهاء األقدمني ،بل إنهم مل يفردوا هذا
املوضوع بالكتابة ،ومل يهتموا جبمع أحكامه ،ونَظَمَهَا يف سفرٍ واحد ،أو
ضمن باب واحد ،وإن كانوا قد حتدثوا عنها ضمن حديثهم يف باب
اجلهاد والسري ـ القانون الدولي العام باملصطلح احلديث.
• ويرجع السبب يف عدم إفراد الفقهاء األقدمني هذا املوضوع بالكتابة
إىل واقع احلياة اليت عاشوها ،والثقافة اليت حكمت سلوكهم،
واحلروب واملعارك اليت خاضها املسلمون قدمياً ،حيث مل يكونوا
حباجة إىل من يذكرهم باملبادئ اإلنسانية للحروب.
• وبعبارة أخرى :إن سبب االهتمام املعاصر بالقانون اإلنساني ،هو
كثرة احلروب املعاصرة ،ودمويتها ،وبشاعتها اليت ال تطاق ،كما
أن السبب املباشر النطالق هذا القانون وظهوره هو حرب
سولفرينو بكل ما حدث فيها من وحشية ال تتصور.
• فهل كانت احلروب يف عهد رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم،
والصحابة الكرام ،والتابعني األعالم بهذه الصورة من الوحشية ؟
• اإلجابة قطعاً ستكون بالنفي ،ألن املطالع لكتب السري ،والغزوات
يرى مدى إنسانية احلرب وأخالقها يف اإلسالم ،سواء يف أهدافها،
أم يف كيفية إعالنها ،أم يف سري العمليات العسكرية ،ووسائل
القتال ،أم يف توابعها من حيث معاملة األسرى ،واملدنيني.
تعريف القانون اإلنساني يف اإلسالم
• قوله تعاىل { :وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وَأَسِرياً }.
• عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنَّهُ ملا رجع هو وصحابته ،وقد
نصرهم اهلل على كفار قريشٍ يف معركة بدرٍ ،أوصاهم يف االسرى
بقوله ( :اسْتَوْصُوْا بِاألُسَاْرَىْ خَيْراً ).
الفئة الثانية :املدنيون
• مفهوم املدنيني يشمل كل حربي ال يتأتى منه القتال صورة ،أو
معنىً؛ العتبارات بدنية ،أو عرفية ،كالنساء ،والصبيان ،والرسل،
وغريهم من الناس الذين ال صلة هلم بالنشاطات العسكرية،
واحلربية على اختالف صورها.
• ( أَالَ الَ يُجْهَزَنَّ عَلَىْ جَرِيْحٍ ،وَالَ يُتْبَعَنَّ مُدْبِرٌ ،وَالَ يُقْتَلَنَّ أَسِيْرٌ،
وَمَنْ أَغْلَقَ بَاْبَهُ فَهُوَ آمِنٌ ).
الفئة الرابعة :القتلى واملفقودون
• وهذه الفئة حممية مبوجب أحكام اإلسالم ،وداخلة يف النطاق
الشخصي لتطبيق القانون الدولي اإلنساني يف اإلسالم.
• ودليله ما رواه مسلم عن بُرَيْدَةَ بنِ احلُصَيْبِ رضي اهلل عنه ـ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذَا أَمَّرَ أَمِريًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ
سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِنيَ خَيْرًا،
ثُمَّ قَالَ ( :اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ ،فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ،
اغْزُوا ،وَلَا تَغُلُّوا ،وَلَا تَغْدِرُوا ،وَلَا تَمْثُلُوا ،وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا.) ...
النطاق املكاني للقانون اإلنساني يف اإلسالم
• لقول أبي بكر الصديق ليزيد يف فتوحات الشام ( :إِنَّكَ سَتَجِدُ قَوْمًا
زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ ،فَذَرْهُمْ وَمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا
أَنْفُسَهُمْ لَهُ ) ،وعليه فأماكن العبادة حممية مبوجب أحكام
القانون الدولي اإلنساني يف اإلسالم.
ا
ثانيا :البيئة
• فاحلرب يف اإلسالم مل تكن يوماً ما حربَ تدمري ،إمنا هي حرب
تعمري ...والفساد يف األرض ليس من شيم املؤمنني ...وإمنا هو
ديدن الذين جيحدون الرساالت ،ويعادون املؤمنني.
• قال تعاىل { :وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ال تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ .أَال
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولَكِنْ ال يَشْعُرُونَ }.
• لذلك منع الفقهاء استخدام األسلحة اليت تضر بالبيئة ،ملا فيها
من ضرر عائد على املسلمني ،كما أن إهالك الشجر ،وإتالف
األرض بالتغريق ،أو اإلحراق ممنوع ،إذا مل يقتضِ ذلك ضرورة.
ثالثا :األعيان املدنية والثقافية
اإلنساني يف اإلسالم
متهيد
• ميكن تقسيم هذه املبادئ إىل قسمني رئيسيني:
• القسم األول :املبادئ العامة :وهي مبادئ القانون الدولي
العام يف اإلسالم ،ويعد القانون الدولي اإلنساني فرعاً من
فروعه ،وبالتالي خيضع هلذه املبادئ.
• القسم الثاني :املبادئ اخلاصة :وهي املبادئ اخلاصة بأحكام
القانون الدولي اإلنساني ،وهي قواعد عامة حتكم سري
العمليات العسكرية ،وما يرتتب عليها من آثار.
مبادئ القانون اإلنساني
العامة يف اإلسالم
املبدأ األول :العدل واإلحسان
• قامت كل عالقة إنسانية يف اإلسالم على العدالة ،واعتبار
الناس مجيعا سواء ،وإن كان مثة تفاضل فباألعمال
ٍّ.
واجلزاء عليها؛ إن خرياً فبخريٍ ،وإن شراًّ فبِشر
• فالعدل يف اإلسالم قيمة مطلقة ذات ميزان واحد يلتزم به
املسلم كواجب أساسي يف املنشط واملكره ،والصداقة
والعداوة ،والقول والعمل ،والفعل والرتك.
• بل ذهبت نصوص القرآن الكريم إىل ما هو أبعد من ذلك
حيث قررت أن العدل حق لألعداء كما هو حق لألولياء.
املبدأ األول :العدل واإلحسان
• وقد قال تعاىل يف ذلك { :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِنيَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ
بِالْقِسْطِ وَال يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِريٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.
• وإذا كان العدل هو احلدَّ األدنى يف معاملة املسلم لغريه؛ فإن
املسلم مدعوٌّ إىل ما هو أعلى من ذلك درجةً ،وأرفع منه مقاماً،
فقد دعته نصوص القرآن الكريم والسنة املطهرة إىل الصرب
والعفو ،ومقابلة السيئة باحلسنة ،أي هو مدعوٌّ إىل اإلحسان.
• وقد أكَّد ذلك سيدنا حممد عليه الصالة والسالم حيث قال يف
احلديث ( :أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ).
املبدأ الثاني :املعاملة اإلنسانية
• قرَّر اإلسالم مبدأ الكرامة اإلنسانية ،واملساواة بني البشر مجيعا يف
القيمة اإلنسانية املشرتكة ،وبيَّن أنَّ البشرَ ابتداءً هم أمةٌ واحدةٌ
ينتمون إىل آدم ،وأنَّه ال تفاضل بينهم بسبب لونٍ أو عرقٍ أو لغةٍ ،بل
كلهم آلدم ،وآدم من تراب.
• قال تعاىل { :يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِريٌ }.
• وقال أيضا { :ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ
مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِريٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيالً } .
املبدأ الثاني :املعاملة اإلنسانية
• وهذه املعاملة اإلنسانية ليست مقتصرة على السلم فحسب؛ بل
هي شاملة حلاليت السلم واحلرب ،فالشريعة اإلسالمية حرمت
حرق جثث األعداء ،وأمرت بدفنها ،كما حرمت التمثيل بها ،أو
تشويهها ،فقد روى البخاري عن أنس بن مالك{ أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ يَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ ،وَيَنْهَى عَنْ الْمُثْلَةِ{.
• بل وأمرت بإطعام األسري وعدم التنكيل به إىل غري ذلك من
التوجيهات اإلنسانية اليت تتعامل مع العدو كآدمي له حقوق
اإلنسانية وإن كان عدواً.
املبدأ الثالث :الوفاء بالعهد
• أمر اإلسالم بالوفاء بالعهود واملواثيق ،قال تعاىل { :يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } ،كما بينت الشريعة اإلسالمية أن
ناقض العهد مذموم عند اهلل تعاىل ،وأن نقض العهد من
صفات الذين كفروا ،الذين هم شر الدواب عند اهلل.
• بل إن اهلل تبارك وتعاىل نهى عن خيانة العهد ،ولو كان مع
عدو خنشى منه أن خيوننا؛ بل جيب يف هذه احلالة إنهاء
املعاهدة ال اخليانة ،فقد قال اهلل تعاىل { :وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ
خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ ال يُحِبُّ الْخَائِنِنيَ }.
املبدأ الرابع :اإلصالح يف األرض ،وحماربة الفساد
• خلق اهلل سبحانه وتعاىل آدم ـ عليه السالم ـ ،وأنزله إىل األرض؛
ليعمرها ،ويكون خليفته فيها ،قال تعاىل { :وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَالئِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } كما دلت نصوص القرآن الكريم أن
أشنع عمل لإلنسان يف عالقته بغريه هي سفك الدماء ،وإرادة
العلو يف األرض والفساد فيها
• وهذا املبدأ اجلليل مُقَرَّرٌ يف احلرب كما هو مقرر يف السلم؛
لذلك حرّم اإلسالم التخريب يف احلروب ،فال يسوغ لقائد
املسلمني أن يقوم بتخريب يف ديار األعداء إال إذا كانت توجبه
ضرورةٌ حربيَّةٌ اقتضاها القتال يف امليدان.
املبدأ اخلامس :املعاملة باملثل
• وقد جاء يف سبب نزول هذه اآلية الكرمية أن رسول اهلل ـ صلى اهلل
عليه وسلم ـ قال يوم أحد وقد قتل عَمُّهُ أسَدُ اهلل محزة ـ رضي اهلل
عنه ـ وقد بُقِرَ بطنُه ،وَلِيكَ كبده ،وجُدِعَ أنفه ( :لَئِنْ ظَفِرْتُ
بِقُرَيْشٍ لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِيْنَ مِنْهُمْ ) فانزل اهلل هذه اآلية الكرمية؛ فقال
رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم ( :بَلْ نَصْبِرُ يَاْ رَبُّ ).
واملدنيني يف اإلسالم.