Professional Documents
Culture Documents
الفصل الأول أصول التربية
الفصل الأول أصول التربية
المؤكد أنك لو سألت عددا من طالب أو طالبات كلية التربية عن :المقصود بالتربية؟
فس& &&وف تحص& &&ل على إجاب& &&ات مختلف& &&ة ومتنوع& &&ة ربم& &&ا تختل& &&ف من ش& &&خص إلى آخ& &&ر ،وال
يقتصر األمر على الطالب ،وإ نما يتعداه إلى المفكرين والفالسفة الذين تحدثوا عن التربية،
وذل &&ك راج &&ع إلى أن التربي &&ة تص &&ف "بالنس &&بية" ،بمع &&نى أنه &&ا تختل &&ف في أه &&دافها ومحتواه &&ا
ووس &&ائلها من مك&&&ان إلى مك &&ان ،ومن زم&&&ان إلى آخ&&&ر ،وليس في ه &&ذا االختالف م &&ا يعيب
التربية ،وإ نما هذا االختالف طبیعی ،ألن الحياة في تغير مس&&تمر ،وعلى التربي&&ة أن تت&&واءم
م &&ع ه &&ذا التغ &&ير وتتفاع &&ل تف &&اعال إيجابي &&ا .فتنظ &&ر إذن إلى م &&ا يمكن أن نطل &&ق علي &&ه "العين
الواسع" للتربية ،ثم نفكر ماذا نريد نحن منها مجتمعنا وثقافتنا والتنمية أبنائنا.
من الصعب أن نصل إلى تعري&&ف مح&دد متف&&ق علي&ه للتربي&&ة .ومن هن&&ا لن نض&ع تعريف&&ا له&ا
بل مفهوما يتناول عناصرها األساسية وتفاعالتها الهامة .ونحن نعلم أن في كل مجتمع من
المجتمع&&ات الب&&د من وج&&ود عملي&&ة أساس&&ية محاف&&ظ م&&ا المجتم&&ع على أساس&&ياته ،ويحق&&ق به&&ا
أهدافه ،ويعد من خاللها أفراده ،هذه العملية التي تتم منذ أن وجد اإلنسان هي التربية.
إذن التربي &&ة وف &&ق ه &&ذا المع &&نى عملي &&ة اجتماعي &&ة موجه &&ة وش &&املة ومس &&تمرة ،تحق &&ق أه &&داف
المجتم& & &&ع عن طري& & &&ق التنش& & &&ئة أو التط& & &&بيع االجتم& & &&اعي عن طري& & &&ق المؤسس& & &&ات التربوي& & &&ة
المختلفة .وكل مفردة من المفردات السابقة تقتضي مناقشة شاملة وتحليال.
.نكلم &&ة عملي &&ة تع &&ني التفاع &&ل والحرك &&ة وع &&دم الثب &&ات وت &&داخل أك &&ثر من عنص &&ر ،ووج &&ود
ح& &&وافز له& &&ذا التفاع& &&ل ،وتوق& &&ع الوص& &&ول إلى نتيج& &&ة أو نت& &&ائج معين& &&ة ،وعلى ه& &&ذا األس& &&اس
فاإلنسان حركة وفعل أكثر من كونه حقيقة ثابتة وجامدة.
.وكلمة اجتماعي&ة تع&ني أنه&ا مرتبط&ة بجماع&ة معين&ة أو طبق&ة مح&ددة ،ومن هن&ا نتوق&ع أنه&ا
سوف تختلف في كثير من تفاصيلها ووسائلها من ثقافة إلى ثقافة ،ومن عصر إلى عص&&ر،
بل سوف تتغير نسبيا بتغير الفترات داخل المجتمع الواحد.
.وكلمة موجهة تعني أن هذه العملية ال تتم بطريقة عفوية ارتحالية ،بل لها أه&&داف مح&&ددة
س&&لفا ،يتوق&&ع الوص&&ول إليه&&ا بكم و كي&&ف معي&&نين ،ومن ثم فالب&&د من القي&&اس والتق&&ويم للتأك&&د
من أننا حققنا أهدافنا بالنمو المطلوب والدرجة المرغوبة.
.وكلم&&ة ش&&املة تع&&ني أنه&&ا تمت&&د إلى ك&&ل ج&&وانب الف&&رد وك&&ل ج&&وانب المجتم&&ع ،ومن هن&&ا ال
يمكن الق &&ول بأنه &&ا تقتص &&ر على الج &&انب النفس &&ي ،أو ال &&دين ،أو المع &&رفي ،أو المه &&اري ،ب &&ل
تش&&مل جمي&&ع ج&&وانب نم&&و الف&&رد ومتطلباته&&ا واحتياجاه&&ا المختلف&&ة ،كم&&ا تش&&مل جمي&&ع ج&&وانب
المجتمع بما فيها من نظم سياسية واقتصادية ،اجتماعية ودينية
.وكلم &&ة مس &&تمرة تع &&ني أنه &&ا ال تقتص &&ر على مرحل &&ة عمري &&ة معين &&ة ب &&ل تمت &&د م &&ع اإلنس &&ان
بط &&ول الحي &&اة وع &&رض الحي &&اة وعم &&ق الحي &&اة ،ص &&حيح أن الس &&نوات األولى من العم &&ر له &&ا
أهمينه&&ا روزه&&ا ،إال أن التربي&&ة تس&&تمر من المه&&د إلى اللح&&د ،ب&&ل إن توقعاه&&ا تب&&دأ ح&&تى قب&&ل
میالد الف &&رد ،فأس &&رته توق &&ع ل &&ه اس &&ما معين &&ا وشخص &&ية معني &&ة ،ب &&ل وتوق &&ع ل &&ه وظيف &&ة معين &&ة
ودورا اجتماعي&&ا معين&&ا فهن&&اك توقع&&ات لوظ&&ائف س&&يقوم به&&ا الف&&رد توقعه&&ا أس&&رته ح&&تى قب&&ل
مولده ،وتتوقعها األم واألب وبتمناها ألوالدهما حتى قبل الزواج.
إح&&داثها في س&&لوك اإلنس&&ان ،وإ ذا تمت بالدرج&&ة والكي&&ف وبالمس&&توى والمحت&&وى المطل&&وبين
فمعنى هذا أن التربية قد حققت أهدافها .بطبيعة الحال يستحيل أن نتفق
ك &&ل المجتمع &&ات على أه &&داف واح &&دة بنفس ال &&ترتيب والمنزل &&ة ،واألولي &&ة والدرج &&ة ومن هن &&ا
س&&وف تختل&&ف المجتمع&&ات في الترك&&يز على ج&&انب م&&ا دون بعض الج&&وانب حس&&ب واقعه&&ا
وأهدافها.
وال يقتص&&ر األم&&ر على االختالف بين المجتمع&&ات ،ب&&ل يمت&&د إلى االختالف داخ&&ل المجتم&&ع
الواحد باختالف الثقافات الفرعية ،والطبقات االجتماعية.
وقبل االنتهاء من هذه النقطة :المطلوب منك هو اإلجابة على األسئلة التالية:
:م &&ا المقص &&ود بمص &&طلح "عملي &&ة اجتماعي &&ة"؟ .م &&ا المقص &&ود ب &&أن التربي &&ة عملي &&ة موجه &&ة؟
اشرح عددا من األهداف
العامة تجم&ع ك&ل المجتمع&ات؟ :م&ا المقص&ود بمص&طلح أن "التربي&ة عملي&ة ش&املة"؟ اض&رب
أمثلة لهذا
الشمول؟ لماذا تبدو عملي&&ة التربي&&ة عملي&&ة مس&&تمرة؟ | اض&&رب أمثل&&ة توض&&ح اختالف أه&&داف
التربي &&ة بين ع &&دة مجتمع &&ات ،ثم داخ &&ل مجتم &&ع واح &&د ب &&اختالف ثقافات &&ه الفرعي &&ة ،واختالف
فتراته التاريخية؟ |
وفي كث &&ير من الح &&االت تك &&ون التربي &&ة مقص &&ودة مخط &&ط له &&ا ،إال أن أحيان &&ا ق &&د تك &&ون غ &&ير
مقصودة أي تتم بوسائل عرضية توجه سلوك األفراد وتنمي لديهم فبما واتجاه&&ات ق&&د تتف&&ق
مع التربية المقصودة أو تتعارض معها .فالمجتمع بمؤسس&&اته الرس&&مية پس&&تهدف نيم&&ا معين&&ة
يوج&&ه له&&ا مدارس&&ه ومؤسس&&اته الحقيقي&&ة المختلف&&ة .إال أن&&ه أحيان&&ا تم عملي&&ات توجي&&ه وتثقي&&ف
عن طريق جماعات الرفاق ،وعن طريق أجهزة اإلعالم ،وعن طريق البيئة المحيطة التي
تنمي األفراد -والسيما الصغار -بطريقة عرضية غير مباشرة.
ويمكن بذلك أن نصل إلى نقاط رئيسية في فهمنا للتربية - |:إن التربية تت&&ألف من مجم&وع
المؤثرات ،أو العوامل التي تسهم في تشكيل
شخص& &&ية الف& &&رد - .وإ ن تل& &&ك الم& &&ؤثرات تك& &&ون أحيان& &&ا مقص& &&ودة وأحيان& &&ا غ& &&ير مقص& &&ودة.
والمقصودة
منها نسميها تربية رسمية ( ،)Formalوغير المقصودة منها نسميها تربية غير
رس &&مية ( - .)Infomaوالتربي &&ة الرس &&مية وغ &&ير الرس &&مية كالهم &&ا تت &&واله م &&ا نس &&ميه وس &&ائط
التربية ،وتلك
الوس& &&ائط كث& &&يرة ومن أهمه& &&ا :األس& &&رة والمدرس& &&ة ،وجماع& &&ة الرف& &&اق ،والمؤسس& &&ة الديني& &&ة،
واإلعالم ،...كم &&ا ت &&ؤثر عوام &&ل أخ &&رى في تش &&كيل شخص &&ية الف &&رد وس &&لو ک &&ه ،مث &&ل البيئ &&ة
الطبيعية التي يعيش فيها ،والخبرات واألحداث التي يتعرض
بالنظر إلى تعريفات التربي&ة المتع&ددة نج&د أن التربي&ة في المجه&ود أو النش&اط اإلنس&ان ال&ذي
يؤثر في قوى الطفل أو حتى اإلنسان الراشد بالزيادة والتنمي&ة والترفي&ه والتط&ور س&واء من
قب&&ل الف&&رد نفس&&ه أو من قب&&ل البيئ&&ة الطبيعي&&ة والبيئ&&ة االجتماعي&&ة ومن اآلخ&&رين الق&&ائمين على
هذا النش&اط .وله&&ذا ف&إن التربي&ة اص&طالحا هي التنش&&ئة والتنمي&&ة فهي عملي&&ة يق&وم به&&ا الكب&ار
لص &&الح األف &&راد -وخاص &&ة من هم في مراح &&ل التك &&وين -وتنميتهم من الن &&واحي الجس &&مية
والعقلي& &&ة واألخالقي& &&ة واالجتماعي& &&ة وذل& &&ك يمكنهم أن يحي& &&وا حي& &&اة س& &&وية متزن& &&ة في البيئ& &&ة
والعصر الذي يعيشون فيه).
ولكن البد من مفهوم علمي شامل للتربية .واألساس الذي ينبغي أن يبني عليه هذا المفه&&وم
هو اإلنسان ،الذي هو
موضوع التربية وهدفها ،بكل ما يملك من عقل وجسم وعواطف واتجاهات وميول وأفكار
ومهارات .كذلك فإن هذا اإلنسان ليس منعزال أو مستقال عن المجتمع الذي يعيش في&&ه فه&&و
ال يكتس&&ب آدمیت&&ه إال من خالل وج&&وده في مجتم&&ع إنس&&اني ،ووس&&يلته الكتس&&اب تل&&ك الص&&فة
هي التربي&&ة فهي ال&&تي تحول&&ه من ك&&ائن بيول&&وجي إلى ك&&ائن اجتم&&اعي ينتمي إلى مجتم&&ع ل&&ه
ثقافت& &&ه واتجاهات& &&ه وقيم& &&ه وفلس& &&فته ومص& &&الحه ،وه& &&و مجتم& &&ع حي& &&وي فق& &&ال ل& &&ه ص& &&فة النم& &&و
والحركة والتأثر والتأثير.
وعليه فإن التربية من ناحي&ة تكاملي&ة وش&مولية ،موض&&وعها اإلنس&&ان ال&ذي يعيش في مجتم&&ع
ل&&ه أبع&&اده وخصائص&&ه المح&&ددة .ول&&ذلك فالتربي&&ة تنس&&جم من ه&&ذا المب&&دأ من حيث أنه&&ا وظيف&&ة
أو عملي&&ة اجتماعي&&ة يق&&وم به&&ا المجتم&&ع من خالل مؤسس&&اته المختلف&&ة المس&&اعدة الناش&&ئة لدي&&ه
على النم&و الش&امل ال&ذي يع&ني بحاج&اتم ورغب&اتهم وتطلع&ام على أن التربي&ة ليس&ت م&ا ي&دور
داخ&ل المدرس&ة فق&ط ب&ل تمت&&د لتش&مل م&&ا تحدث&&ه ك&&ل مؤسس&ات المجتم&&ع من ت&أثير ليس خالل
مرحل &&ة واح &&دة معين &&ة من عم &&ره ب &&ل تس &&تمر لتش &&مل ك &&ل حيات &&ه وس &&نين عم &&ره وب &&ذلك يمكن
الق&&ول ب&&أن التربي&&ة تع&&ني عملي&&ة اس&&تغالل إيج&&ابي إلمكاني&&ات الف&&رد وتوجي&&ه نم&&وه في إط&&ار
الجماعة والمجتمع اللذين ينتمي إليهما
إن التربي&&ة عملي&&ة تتكام&&ل فيه&&ا المعرف&&ة والس&&لوك وله&&ذا يجب أن ينص&&ب االهتم&&ام على ك&&ل
النواحي المعرفي&&ة والعملي&&ة التطبيقي&&ة وإ ال فق&&دت التربي&ة معناه&ا وغاياته&&ا .فهم&ا يتمي&ان ل&&دى
الف &&رد التفك &&ير العلمي واكتس &&اب االتجاه &&ات العلمي &&ة والتفك &&ير والنق &&د العقالني ،وه &&و ه &&دف
التربي& & &&ة المعاص& & &&رة في مس& & &&اعدة الف& & &&رد على اكتس& & &&اب المعرف& & &&ة وال& & &&وعي من مص& & &&ادرها
واستخدامها وظيفيا وعلميا.
ماضيا وحاضرا ومستقبال وما يعتريه من رغبة في التطور والنمو -2 .البعد االجتم&&اعي:
فالتربية عملية تنشئة اجتماعية تسعى إلى تحقق أهداف
واالجتم&&اعي ال&&ذي يرتض&&يه -3 .البع&&د التك&&املي :ويع&&ني أن التربي&&ة تس&&تهدف النم&&ر الكام&&ل
المتوازن للفرد
حس &&ميا وعقلي &&ا وخلقي &&ا واجتماعي &&ا ،فالتربي &&ة ه &&ذا المع &&نى تنظ &&ر إلى اإلنس &&ان على أن &&ه ك &&ل
متكامل الجوانب ،وله حاجاته المتعددة ،أما وظيف&ة التربي&ة فهي إش&باع وتلبي&ة تل&ك المط&الب
والحاجات والجوانب في توازن وتكامل بحيث ال يطغی أي منهما على اآلخر).
إن اختالف المف &&اهيم الس &&ابقة يع &&ود إلى اختالف النظ &&رات أو الفلس &&فات ال &&تي انطلقت منه &&ا،
فكل يتناوله من زاوية معينة .وهو من منطلق جدلي يعتم&د الناحي&ة الفكري&ة والنظري&ة فق&ط،
ول&&ذلك ف&&إن المفه&&وم الش&&امل للتربي&&ة ينظ&&ر ل&&ه من م&&دخل ش&&مولي وواقعی کام&&ل م&&ع اعتب&&ار
األوضاع االجتماعية والمتغيرات التي تتحكم فيها.
إن المتعلم حينم &&ا يحض &&ر إلى المدرس &&ة ال يحض &&ر مج &&زا ب &&ل كال متك &&امال ،وتتفاع &&ل جمي &&ع
جوانب&ه ومكونات&&ه الجس&مية ،والوجداني&&ة ،والعقلي&&ة ،والنفس&&ية م&&ع بعض&ها بعض&&ا في المواق&ف
التربوي&&ة والتعليمي&&ة &،في وس&&يلة إلى بل&&وغ الشخص&&ية المتكامل&&ة والمتوازن&&ة ال&&تي تحت&&اج إلى
نمو جميع ج&وانب شخص&ية اإلنس&ان وهي الج&وانب الجس&دية والعقلي&&ة واالنفعالي&&ة والروحي&&ة
واألخالقية واالجتماعية)
متوازن&ة ومتكامل&ة -2 .أن يتن&اول اإلنس&ان المتعلم على أس&اس أن&ه عض&و في المجتم&ع وأن
المجتمع بدوره
ه&و مجموع&ة من األف&راد أي تحقي&ق الت&وازن بين أعض&ائه -3 .أن ينطل&ق من الفط&رة ال&تي
أقرها اإلسالم فالتربية تنمي في المتعلم المواهب
واالس &&تعدادات وتوجهه &&ا توجه &&ا إيجابي &&ا -4 .أن تك &&ون التربي &&ة عملي &&ة مس &&تمرة أي ممت &&دة
لجميع المراحل العمرية للمتعلم أو
اإلنس &&ان فال تتوق &&ف عن &&د مرحل &&ة م &&ا ،يق &&وم به &&ا الكب &&ار بتعليم وتوجي &&ه وقي &&ادة الص &&غار ،وال
ترتبط بشهادة علمية ألن تنمية الشخصية غير مقيدة أو محددة بح&&دود -5 .تن&&اول الج&&وانب
السلوكية للمتعلم بواقعية أنه كائن يتذكر ويتخيل ويفكر
وينظر إلى المس&&تقبل ويق&&وم بس&&لوكيات متع&&ددة في ض&&وء الخ&&برات ال&&تي يكتس&&بها -6 .البع&&د
اإلنسان العالمي وهو توجه أخذ يتعمق في ثقافات المجتمعات البشرية
عبر وسائل االتصال المتقدمة التي أدت إلى مزيد من التفاهم ال&&دولي ،والع&&المي ،واالطالع
على الثقاف&&ات المختلف &&ة ،والتج&&ارب اإلنس&&انية للش&&عوب على وج&&ه األرض وك&&ذلك التق&&ارب
الفكري في حل المشاكالت العالمية كتلوث البيئة ومحارب&&ة أس&&لحة ال&&دمار الش&&امل ومحارب&&ة
الفقر وحقوق اإلنسان والديموقراطية
وغيرها)
|
إن المفهوم الشامل للتربية بات ممكن التحقق إلى ح&&د كب&&ير إذا م&ا خرجن&&ا م&&ا خ&&ارج أس&&وار
المدرسة بل يتعدى ذلك إلى ميادين أخرى.
التربية عملية مقصودة و مخطط لها ته&دف إلى إع&&داد الف&&رد للحي&اة في الحاض&ر والمس&تقبل
وتأهيل &&ه من كاف &&ة الج &&وانب الجس &&مية والعقلي &&ة والخلفي &&ة والنفس &&ية واالجتماعي &&ة والروحي &&ة،
واكتش &&اف مواهب &&ه وتنمي &&ة قدرات &&ه واس &&تعداداته ،وإ كس &&ابه المه &&ارات والكفاي &&ات ال &&تي تناس &&به
وف &&ق قدرات &&ه وميول &&ه ليحق &&ق ذات &&ه في التكي &&ف م &&ع بيئت &&ه والمجتم &&ع ال &&ذي يعيش في &&ه .أهمي &&ة
التربية:
ال غ &&رو أن للتربي &&ة دورا هام &&ا في حي &&اة المجتمع &&ات البش &&رية المتقدم &&ة والنامي &&ة على ح &&د
س&&واء ،فق&&د ب&&رزت أهمينه&&ا من خالل تط&&ور تل&&ك المجتمع&&ات وتنميته&&ا اجتماعي&&ا واقتص&&اديا
وعلمي&&&ا بزي&&&ادة ق&&&درات أبنائه&&&ا والكش&&&ف عن م&&&واهبهم وإ ب &&داعاتهم ويمكنن &&ا ع &&رض أهمي &&ة
التربي &&ة في الج &&وانب التالي &&ة :ا -1لق &&د أص &&بحت التربي &&ة اس &&تراتيجية مهم &&ة لتط &&ور ش &&عوب
الع&&الم وتحض&&رها ،وال تق&&اس ق&&رة أي أم&&ة بم&&ا تملك&&ه من أدوات وأس&&لحة وث&&روات ،ب&&ل بم&&ا
تملكه من قوة بشرية واعية ومدرب&&ة بفض&ل التعليم فيه&&ا ،وأن التق&دم الص&&ناعي واالقتص&&ادي
و ازدیاد المعارف اإلنسانية لدى األمم بشكل عام هو نتائج للتربية والتعليم.
ومن هنا أصبحت التربية تمثل اهتماما قومي&&ا لك&&ل الحكوم&&ات والش&&عوب فأص&&بحت األنظم&&ة
التربوي&&ة تخض&&ع لتوجي&&ه ومراقب&&ة وإ ش&&راف الحكوم&&ات المركزي&&ة وإ ن ك&&انت تعطي للجه&&ات
والسلطات المحلية بعض هذه المسؤوليات 2
-2التربية عامل مهم في التنمية الشاملة االقتص&ادية منه&ا واالجتماعي&ة .فالعنص&ر البش&ري
أهم م & &&ا تمتلك & &&ه أي دول & &&ة من دول الع & &&الم فهي ال & &&تي تق & &&ود البالد نح & &&و التق & &&دم واالزده & &&ار
والتطوير .والتربية من ناحية اقتصادية تساهم في زيادة الدخل
واإلنت& &&اج الق& &&ومي بم& &&ا ت& &&وفره من ك& &&وادر بش& &&رية منتج& &&ة .إن الن& &&اتج االقتص& &&ادي من التعليم
أصبح أمرا مضمونا .كما أن للتربية دورها الهام في التنمي&&ة االجتماعي&&ة المص&&احبة للتنمي&&ة
االقتص&&ادية ،وذل&&ك من خالل ش&&عور األف&&راد بعالق&&ات اجتماعي&&ة فيم&&ا بينهم إذ تف&&رض عليهم
القي&&ام ب&&أدوار المواطن&&ة الص&&الحة ،وممارس&&ة الحق&&وق والواجب&&ات العائلي&&ة الوطني&&ة والقومي&&ة
والسياسية والمعتمدة على درجة النض&&ج ال&&تربوي والتعليمي وال&&وعي الثق&&افي والفك&&ري ل&&دى
األف&&راد .فالتنمي&&ة االجتماعي&&ة ته&&دف إلى تحقي&&ق الحي&&اة األفض&&ل للمجتم&&ع عام&&ة عن طري&&ق
المشاركة الفعالة ألفراده .
-3التربية عملية ضرورية للوحدة بين أفراد المجتمع الواحد قوميا واجتماعيا ووطني&&ة ،إذ
ود االتجاهات بين األفراد وتساهم في تقليص النزعات الفكرية والثقافية والدينية ل&&ديهم كم&&ا
تساعد في خلق أفراد متوحدين فكريا وثقافيا مما يزيد في تفاعلهم وتف&&اهمهم وبالت&&الي تعم&&ل
على إذاب&&ة الف&&وارق بين الطبق&&ات والفئ&&ات االجتماعي&&ة بحيث يص&&بح معي&&ار التف&&وق والتم&&يز
في المهارات والعمل هو أساس الحكم على الفرد ال على أساس الحسب والكسب والثروة.
-4التربي&&ة عملي&&ة ض&&رورية لتحقي&&ق الديموقراطي&&ة .فالتربي&&ة والتعليم يح&&رران اإلنس&&ان من
قي&&ود العبودي&&ة والجه&&ل ،وهم&&ا ال يعمالن في ظ&&ل األمي&&ة أو التخ&&دلف .ل&&ذلك الب&&د أن تك&&ون
المدرس&&ة المن&&اخ المالئم الكتس&&اب متطلب&&ات الحي&&اة الديموقراطي&&ة الواعي&&ة والمس&&ؤولة .ذل&&ك
ألن الديموقراطية قيم وعالقات وأس&اليب تفك&ير وض&وابط& ممارس&ات إذ خالله&ا يجم&ع الف&رد
بين حريته ومسؤوليته).
-5التربية عملية ضرورية للمحافظة على ثقافة المجتمع وثرائه واس&&تمرارها .حيث تلعب
التربي&&ة دورا حاس&&ما في نق&&ل ال&&تراث من جي&&ل إلى جي&&ل .وه&&ذا ال&&دور من&&اط بالمدرس&&ة فق&&وة
المجتم &&ع واس &&تمراره ال تعتم &&د على الق &&راءة والكتاب &&ة وتعلم العل &&وم والفن &&ون فحس &&ب وإ نم &&ا
تعتم& &&د على مجموع& &&ة الس& &&لوكيات واالتجاه& &&ات والقيم ال& &&تي تغرس& &&ها المدرس& &&ة في الناش& &&ئة
واحترام العادات والتقاليد والنظم التي يرتضيها
المجتمع ليصبح هوالء األفراد أعضاء عاملين ومشاركين في تقدم وفضة مجتمعهم.
ولعل أساليب الحياة وأنماط التفكير المختلف&ة والقيم واالتجاه&ات ال تنتق&ل من جي&ل إلى جي&ل
آخ&&ر انتق&&اال بيولوجي&&ا وراثي&&ا ب&&ل تنتق&&ل عن طري&&ق المش&&اركة والتلقين والتعليم ال&&ذي يح&&دث
عبر المؤسسات االجتماعي&ة ومنه&&ا المدرس&ة ،وب&ذلك يض&&من المجتم&&ع م&ذا بق&&اء أنم&اط حيات&ه
واستمرارها وتطورها
-6التربي& &&ة عام& &&ل ه& &&ام في إح& &&داث عملیات ارتق& &&اء األف& &&راد في الس& &&لم االجتم& &&اعي داخ& &&ل
مجتمع& &&اتهم فهي تزي& &&د من نوعي& &&ة ت& &&أهيلهم مق& &&دار م& &&ا يحص& &&لون علي& &&ه من مس& &&توى التعليم
والت&دريب ،وهك&&ذا تتحس&ن دخ&ولهم وت&&زداد خ&&براتهم المعرفي&ة والمه&ارات العملي&ة ال&تي تل&بي
حاجة سوق العمل مما يزيد في موقع الفرد االجتماعي رقيا ().
والتربي &&ة تعم &&ل على ترقي &&ة أذواق الف &&رد واهتمامات &&ه وتزي &&د من طموحات &&ه وتوقعات &&ه بحيث
يؤدي كل ذلك إلى زيادة ترقيه في السلم االجتماعي أيضا .لماذا التربية؟
إنها عملية ضرورية لكل من الفرد والمجتمع مع&&ا .وت&&زداد حاج&&ة اإلنس&ان له&ا كلم&&ا تحض&&ر
وتزداد حاجته إلى التربية لمواجهة الحياة ومتطلباقا وتنظيم السلوكيات والممارسات العام&&ة
من أج&&ل أن يعيش في حال&&ة تكي&&ف م&&ع مجتمع&&ه .ويمكن أن نلخص ض&&رورة التربي&&ة للف&&رد
بالنقاط التالية -1 :التربية وحاجة الفرد لها
أ -من خالل التربية ينتقل التراث الثق&افي بم&ا يش&تمل علي&ه من ع&ادات وتقالي&د وقيم وأنم&اط
سلوكية وأس&اليب تفك&ير وعقائ&&د ،إذ ال ينتق&&ل ك&ل ه&&ذا بطريق&ة وراثي&&ة بيولوجي&&ة ولكن&ه ينتق&ل
ويكتب نتيجة لعمليات التربية والتعليم والعيش ضمن
جماع&&ة من الن&&اس ،ومن ثم ف&&إن الف&&رد دون التربي&&ة ال يس&&تطيع أن يكتس&&ب أو يتعلم أو يفهم
ثقاف&ة المجتم&ع ال&ذي يعيش في&ه واالن&دماج في مص&الحه وأهداف&ه وأس&اليب حيات&ه .إن التربي&ة
تعم& &&ل على بل& &&ورة شخص& &&ية إنس& &&انية ناض& &&جة من خالل مراح& &&ل تربيت& &&ه ،وتعليم& &&ه وجمل& &&ة
المعارف والمهارات والسلوكيات المتضمنة
ب -يحت&&اج الف&&رد من&&ذ والدت&&ه إلى الرعاي&&ة داخ&&ل األس&&رة ومن ثم في المدرس&&ة ويعتم&&د في
كل هذا على اآلخرين وبخاصة خالل مرحلة الطفولة المبكرة؛ ألنه ال يملك عند مولده قوة
فطرية أو طبيعية خاصة بالكفاية والضبط الحركي أو االجتماعي.
والطف&&ل في ه&&ذه المرحل&&ة يعتم&&د على الراش&&دين ليكتس&&ب منهم الوس&&ائل االجتماعي&&ة والنض&&ج
الثق&&افي بفع&&ل عملي&&ة التنش&&ئة االجتماعي&&ة ال&&تي هي التربي&&ة نفس&&ها ،مم&&ا يس&&اعده على رعاي&&ة
نفسه والتفاعل مع أفراد مجتمعه.
ج -إن تعقيدات الحياة البشرية وحاجته إلى التطور تطلب رعاية نم&و وتط&&ور الطف&&ل مادي&ا
وروحي &&ا ،واجتماعي &&ا ليتكي &&ف م &&ع ظ &&روف الحي &&اة .ول &&ذلك ك &&انت التربي &&ة ض &&رورية لحي &&اة
األف &&راد خالل ف &&ترة الطفول &&ة حيث ع &&دهم دور الحض &&انة للم &&دارس والمؤسس &&ات التعليمي &&ة،
وتفعل عنصر المرونة في أفكارهم واتجاهاتم وأعم&&الهم ح&تى يص&&بحوا ق&ادرين على تك&ييف
أنفس& &&هم تبع& &&ا للتغ& &&يرات والتب& &&دالت ال& &&تي تج& &&ري ح& &&ولهم في مختل& &&ف مج& &&االت الحي& &&اة-2 .
ضرورة التربية للمجتمع
ا -االحتفاظ بالتراث الثقافي ،للمجتمع ونق&ل ه&&ذا ال&تراث الم&تراكم ع&&بر الس&نين إلى األحي&ال
إذ مين التربي& &&ة لتقب& &&ل ه& &&ذا ال& &&تراث الثق& &&افي؛ ألن في ذل& &&ك خ& &&ير المجتم& &&ع وص& &&الحه وس& &&د
احتياجات&&ه وتحقي&&ق آمال&&ه وأهداف&&ه وه&&ذا ال يتم إال عن طري&&ق التربي&&ة فهي تؤهل&&ه لمث&&ل ه&&ذه
المهمة
المجتمع ليصبح هوالء األفراد أعضاء عاملين ومشاركين في تقدم وفضة مجتمعهم.
ولعل أساليب الحياة وأنماط التفكير المختلف&ة والقيم واالتجاه&ات ال تنتق&ل من جي&ل إلى جي&ل
آخ&&ر انتق&&اال بيولوجي&&ا وراثي&&ا ب&&ل تنتق&&ل عن طري&&ق المش&&اركة والتلقين والتعليم ال&&ذي يح&&دث
عبر المؤسسات االجتماعي&ة ومنه&&ا المدرس&ة ،وب&ذلك يض&&من المجتم&&ع م&ذا بق&&اء أنم&اط حيات&ه
واستمرارها وتطورها
-6التربي& &&ة عام& &&ل ه& &&ام في إح& &&داث عملیات ارتق& &&اء األف& &&راد في الس& &&لم االجتم& &&اعي داخ& &&ل
مجتمع& &&اتهم فهي تزي& &&د من نوعي& &&ة ت& &&أهيلهم مق& &&دار م& &&ا يحص& &&لون علي& &&ه من مس& &&توى التعليم
والت&دريب ،وهك&&ذا تتحس&ن دخ&ولهم وت&&زداد خ&&براتهم المعرفي&ة والمه&ارات العملي&ة ال&تي تل&بي
حاجة سوق العمل مما يزيد في موقع الفرد االجتماعي رقيا ().
والتربي &&ة تعم &&ل على ترقي &&ة أذواق الف &&رد واهتمامات &&ه وتزي &&د من طموحات &&ه وتوقعات &&ه بحيث
يؤدي كل ذلك إلى زيادة ترقيه في السلم االجتماعي أيضا .لماذا التربية؟
إنها عملية ضرورية لكل من الفرد والمجتمع مع&&ا .وت&&زداد حاج&&ة اإلنس&ان له&ا كلم&&ا تحض&&ر
وتزداد حاجته إلى التربية لمواجهة الحياة ومتطلباقا وتنظيم السلوكيات والممارسات العام&&ة
من أج&&ل أن يعيش في حال&&ة تكي&&ف م&&ع مجتمع&&ه .ويمكن أن نلخص ض&&رورة التربي&&ة للف&&رد
بالنقاط التالية -1 :التربية وحاجة الفرد لها
أ -من خالل التربية ينتقل التراث الثق&افي بم&ا يش&تمل علي&ه من ع&ادات وتقالي&د وقيم وأنم&اط
سلوكية وأس&اليب تفك&ير وعقائ&&د ،إذ ال ينتق&&ل ك&ل ه&&ذا بطريق&ة وراثي&&ة بيولوجي&&ة ولكن&ه ينتق&ل
ويكتب نتيجة لعمليات التربية والتعليم والعيش ضمن
ب -تفعي&&&ل وتعزي&&&ز ال&&&تراث الثق&&&افي ،إذ الب&&&د من تعزي &&ز ه &&ذا ال &&تراث االن رفي المجتم &&ع
وتقدم&&&ه يعتم&&&دان على عملي&&&ة تنمي&&&ة ال&&&تراث الثق&&&افي لدي &&ه ،وتخليص &&ه وتنقيت &&ه من العي &&وب
والشوائب التي تك&ون أحيان&ا معطل&ة لنم&وه وازده&اره ومض&ئه ،وه&ذا العبء يق&ع على ع&اتق
التربية التي إذا لم تقم هذه المسؤولية فإنها تصبح أداة تخلف
وتعطيلدا
أنماط التربية:
إن التربي &&ة التلقائي &&ة من أق &&دم أن &&واع التربي &&ة ،وأش &&كالها حيث الزمت الف &&رد من &&ذ وج &&وده في
البيئ &&ة الطبيعي &&ة كك &&ائن حي لدي &&ه الق &&درة على التعلم ،وثم &&ر في البيئ &&ة االجتماعي &&ة من &&ذ ك &&ان
لألف& &&راد نفس الق& &&درة على التراب& &&ط والعيش في جماع& &&ات وم& &&ازالت ح& &&تى وقتن& &&ا الحاض& &&ر،
والتربي& &&ة التلقائي& &&ة في التربي& &&ة ال& &&تي يتع& &&رض إليه& &&ا الف& &&رد من خالل مالحظات& &&ه ومش& &&اهدته
وإ دراكه لحريات الحياة االجتماعية وظواهرها الطبيعية حوله بص&&ورة تلقائي&&ة ب&&دون تنظيم،
أو توجيه من سلطة رسمية .وكان يعتمد هذا النوع من التربية يوم كانت المجتمعات تتميز
بالبس&&اطة س&&واء في حض&&ارتها ،أو ثقافته&&ا أو عاداته&&ا وتقالي&&دها ،على تقلي&&د الص&&غار للكب&&ار
في أفعالهم ،ونشاطاقم وبخاصة تلك المتعلقة بالصيد والرعي والزراعة& والحرف البس&&يطة،
وذلك ألن الجماعات البشرية كانت تشكل وحدات اقتص&&ادية واجتماعي&&ة متماس&&كة يلعب ك&&ل
فرد دوره الخاص ،أو العام بشكل يؤثر في النشاط الكلي للجماعة،
وعلى ال&&رغم من تعق&&د الحي&&اة المعاص&&رة ،إال أن ه&&ذا النم&&ط من التربي&&ة م&&ا زال يم&&ارس في
وقتن&&ا الحاض&&ر ،ول&&و بص&&ورة ض&&يقة ،حيث يتعلم اإلنس&&ان من البيئ&&ة الطبيعي&&ة واالجتماعي&&ة
بفع &&ل تفاعل &&ه معه &&ا في بعض األحي &&ان ،ولم تع &&د التربي &&ة التلقائي &&ة تتالءم م &&ع تربي &&ة اإلنس &&ان
المعاص & &&ر بس & &&بب تعق & &&د النظ & &&ام الحض & &&اري في المجتمع & &&ات الحالي & &&ة -2التربي & &&ة النظامي & &&ة
والتربية المقصودة& أو الرسمية):
يتفق (صبحي أبو حاللة) مع (مرعي وآخرون) في أن هذا النوع من التربية النظامي&ة إنم&&ا
هي تلك التربية التي تقوم على ضبط عملية التربية والتعليم ،وتوجيهها نحو أهداف مح&&ددة
يمكن تحقيقه&&ا في حي&&اة األف&&راد أو الناش&&ئة على أي&&دي هيئ&&ة مدرب&&ة ،ومع&&دة إع&&دادا أكادمي&&ا،
ومهنيا لهذه المهنة ،وذلك من خالل منهج دراسي محكم التخطيط والتنفيذ مترافق مع م&&واد
و وسائل وطرائق مناسبة ،وبرامج تعليمية و أبنية و تسهیالت عدة ومناسبة.
إن انتقال و تغير المجتمعات من البساطة في أنظمته&&ا ،ووس&&ائلها ،وأدوام&&ا وأنم&&اط المعيش&&ة
فيه&&ا إلى التعقي&&د ،والتط&&ور أدى إلى انتم&&اء الف&&رد إلى جماع&&ات ذات وظ&&ائف معين&&ة ومنه&&ا
حاج &&ة الف &&رد إلى جماع &&ة ،أو مؤسس &&ة ت &&ؤدي إلى عملي &&ة نق &&ل ال &&تراث الثق &&افي من األجي &&ال
الحالي&&ة إلى األجي&&ال القادم&&ة ،فك&&انت التربي&&ة الرس&&مية أو التربي&&ة المقص&&ودة &.وأخ&&يرا ك&&انت
المدرس&&ة بك&&ل مس&&توياتها تق&&وم بالتربي&&ة النظامي&&ة وأخ&&ذت التربي&&ة المدرس&&ية مكانته&&ا واهتم&&ام
المجتمعات ما؛ ألنه&&ا أص&بحت الوس&&يلة الفعال&&ة النق&ل حص&يلة ال&&تراث ومص&&ادر المعرف&&ة بين
أف&&راد المجتم&&ع الواح&&د ،وق&&د أخ&&ذ جي&&ل الص&&غار منه&&ا يتعلم المع&&ارف والمه&&ارات والخ&&برات
بصورة منظمة ومقصودة خالل فترات زمنية محددة ،ومما زاد في تس&&هيل مهم&&ة المدرس&&ة
اخ &&تراع الطباع &&ة وبالت &&الي توثي &&ق وطباع &&ة م &&واد "ال &&تراث الثق &&افي" المختلف &&ة وتق &&ديمها إلى
الناشئة الصغار بصورة فعالة وميسرة
ولكن التفج&&ر المع&&رفي وث&&ورة التكنولوجي&&ا جعال التربي&&ة المدرس&&ية غ&&ير ق&&ادرة على تحم&&ل
مس&&&ؤولية عملي&&&ة التربي&&&ة بص&&&ورة تتناس&&&ب م&&&ع ض&&&خامة ال &&تراث الثق &&افي وتن &&وع الخ &&برات
الحيانية اليومية داخل المجتمع الواحد.
وأخذت تنميل أو تمتم ب&القوالب الفكري&ة والمف&اهيم المح&ردة ،وأخ&ذت تنع&زل ش&يئا فش&يئا عن
عالم الخبرات الحقيقية والحياتية التي تتطلب حياة ذلك المجتمع.
ويمكنن & &&ا الق & &&ول أن التربي & &&ة النظامي & &&ة لم تع & &&د وح & &&دها كافي & &&ة لتحقي & &&ق األغ & &&راض التربوي & &&ة
واالجتماعي&&ة المطلوب&&ة في وقت متس&&ارع يتناس&&ب م&&ع متطلب&&ات ه&&ذا العص&&ر ،ل&&ذا فالب&&د من
التنس&&يق بين جمي&&ع األط&&راف والمؤسس&&ات االجتماعي&&ة لمعادل&&ة جدي&&دة تؤك&&د مفه&&وم الت&&وازن&
والتكامل والمشاركة في إنجاح عملية التربية داخل المجتمع -3 .التربية غير النظامية:
يكتس&&ب الف&&رد القيم واالتجاه&&ات ،والمع&&ارف ،والخ&&برات بش&&كل غ&&ير منظم أو غ&&ير مقص&&ود
من خالل تجاربه الخاصة أو من خالل تفاعله مع بيئته ومجتمعه ،وما فيهما من مؤسسات
تتمث& & &&ل في األس& & &&رة ووس& & &&ائل اإلعالم المختلف& & &&ة ومراك& & &&ز الت& & &&دريب والجمعي& & &&ات والن& & &&وادي
والمساجد وغيرها.
وله&&ذه المؤسس&&ات أدوار اجتماعي&&ة تس&&اعد في ت&&دعيم األه&&داف التربوي&&ة وتحقيقه&&ا من خالل
ما تقدمه من خيرات تعليمية ومواقف تربوية بغرض تحقي&&ق أه&&دافها األساس&&ية س&&واء ك&&انت
هذه األهداف علمية أو أدبية أو ثقافية أو فنية أو رياضية أو اقتصادية أو اجتماعية.
وتتم&&يز التربي&&ة غ&&ير النظامي&&ة بم&&ا يلي -1 :إنم&&ا ذات ط&&ابع غ&&ير رس&&مي أي انتق&&ائي-2 .
تتسم بالتنوع من حيث األهداف والبرامج والتدريب والتعليم غير مقيد
بمك& &&ان أو مهن& &&ة أو مرحل& &&ة عمري& &&ة معين& &&ة - .إنم& &&ا أك& &&ثر انفتاح& &&ا على الحي& &&اة من التربي& &&ة
الرسمية أو النظامية وهذا ما يمنحها
مرون &&ة وتوافق &&ا أك &&ثر م &&ع س&&&وق العم&&&ل ومتغيرات&&&ه العص &&رية -4 .التربي &&ة تهتم بالحاض &&ر
وبالمستقبل ولكن تركيزها يكون حول اهتمامات
وحاج&&ات وظ&&روف األف&&راد - .في ه&&ذه التربي&&ة تت&&وفر مج&&االت أو ف&&رص لإلب&&داع الف&&ردي
وتطوير األساليب -4 .التربية المستمرة (المستدامة):
ا ع &&رف التربي &&ة المس &&تمرة بأم &&ا تل &&ك العملي &&ة المس &&تمرة الالزم &&ة لتنمي &&ة الف &&رد ط &&وال حيات &&ه
سواء بطريقة مباشرة أو غير مباش&رة ،وبطريق&ة نظامي&ة أو غ&ير نظامي&ة في جمي&ع مراح&ل
العمل بحيث تكون هذه التربية مرادفة للحياة وتطوراتها ومستمرة مدى الحياة حتى يتح&&ول
المجتمع كله إلى مجتمع متعلم أو محتمع بتعلم ويعلم).
والتربي &&ة المس &&تمرة قديم &&ة ق &&دم اإلنس &&ان نفس &&ه ،ف &&األفراد ك &&انوا وال يزال &&ون بعلم نظ &&امي أو
بدون&&ه يواص&&لون التعليم والت&&دريب طيل&&ة حي&&اهم (اطلب&&وا العلم من المه&&د إلى اللح&&د) وبحثن&&ا
القرآن الكريم على هذا النمط التربوي بقوله تعالى { :وما أوتيم بين العلم إال قليال . .
فليس لصحيح البدن والعق&ل ع&ذر في طلب العم&ل مهم&ا بل&غ من العم&ر .ف&التغيرات الس&ريعة
ال&&تي تعرض&&ت له&&ا المجتمع&&ات الحديث&&ة من ج&&راء الث&&ورة المعرفي&&ة والتكنولوجي&&ة جعلت من
التربي &&ة أو التعليم أم &&را غ &&ير ك &&اف مهم &&ا ك &&انت مدن &&ه اإلع &&داد األف &&راد وإ كس &&ابهم المه &&ارات
والمعارف الالزمة الستمرار الحياة ،إما لعدم
كفاية مدة التعليم نفسه ،أو للتغير السريع في حقل المعرفة المتفج&&رة بفع&ل ث&&ورة المعلوم&&ات
والتكنولوجيا ،ولذلك يتحتم على الفرد أن يكون ق&&ادرة على اس&&تيعاب أي&&ة حق&&ائق ومعلوم&&ات
جديدة ،وبخاصة في حقل تخصصه وأن يكون مطورة
المهارات&&ه ال&&تي يمتلكه&&ا ح&&تى يس&&تطيع التكي&&ف م&&ع الحي&&اة المتغ&&يرة من خالل ترك&&يز التعلي
ووس&&ائطه المختلف&&ة على إكس&&اب المتعلم ط&&رق التعلم ال&&ذاتي ،والتحص&&يل ال&&ذاتي ال&&ذي ي&&وفر
ل&&ه فرص&&ة أك&&ثر للنم&&و المهن والثق&&افي من خالل المؤسس&&ات التربوي&&ة والتعليمي&&ة المختلف&&ة.
وب&&ذلك ف&&إن التربي&&ة المس&&تمرة ه&&ذا المفه&&وم تنض&&من ج&&وانب مختلف&&ة وتتطلب تغي&&يرات كث&&يرة
في نظم التعليم الحالي& &&ة لنص& &&بح أدوات حرك& &&ة وتغي& &&ير ،ويتغ& &&ير فيه& &&ا دور المعلم من ناق& &&ل
للمعرف & &&ة ومص & &&در للس & &&لطة في الص & &&ف إلى دور المرش & &&د والموج & &&ه والمستش & &&ار في حف & &&ل
تخصص & &&ه .وتظه & &&ر هن & &&اك اس & &&تراتيجيات وأس & &&اليب جدي & &&دة في التعلم ترك & &&ز على التربي & &&ة
المس& &&تمرة ومب& &&دأ التعلم ال& &&ذاتي ال& &&ذي يق& &&ود اإلنس& &&ان إلى أن يص& &&بح ق& &&ادرا على البحث عن
المعرفة وتحصيلها بنفسه ،أي يجعل التعليم بتركز حول "تعلم اإلنسان كيف يتعلم" ،كم&&ا أن
المدرس& &&ة نس& &&تطيع أن تس& &&هم في تحقي& &&ق مفه& &&وم التربي& &&ة المس& &&تمرة ط& &&وال العم& &&ر من خالل
المجاالت التالية -! " :تدريب الطالب على أنماط التفك&ير وح&ل المش&كالت وطرائ&ق جم&ع
المعلومات
وأن يتعلم الف& &&رد كي& &&ف يتعلم وذل&&&ك من خالل إكس& &&ابه ق& &&درات التبص& &&ر واإلب& &&داع واالبتك& &&ار
وتنظيم العمل وغرس عادات الحوار والنقد والتعاون
والبحث والتفك&&ير الس&&ليم -2 .ت&&دريب الطالب على اكتس&&اب ع&&ادات دراس&&ية ص&&حيحة-3 .
تزويدهم بالوسائل واألدوات والحوافز التي تجعلهم مقبلين دائما على التعليم
-تع & &&ريفهم بمص & &&ادر المعرف & &&ة ووس & &&ائل اكتس & &&ابها ،وت & &&دريبهم على توظيفه & &&ا في المواق & &&ف
الجدي & &&دة -5 .إتاح & &&ة الف & &&رص المش & &&اركة جمي & &&ع الهيئ & &&ات الحكومي & &&ة ،وغ & &&ير الحكومي & &&ة في
المجتمع
المحلي في برامجها من حيث التدريب والبحث وحل المشكالت ،وتحسين طرائق التدريس
وأساليب التقويم وغيرها.
ترتبط التربية ارتباطا وثيقا بكثير من العلوم اإلنسانية حيث تستمد منها أصولها ونظرياته&&ا
وقوانينه &&ا ،وهي ال &&تي تس &&اعد الف &&رد على القي &&ام بعمل &&ه على الوج &&ه األكم &&ل .فالتربي &&ة وبقي &&ة
العلوم اإلنسانية موضوعها اإلنسان وعالقته ببيئته الخارجي&&ة االجتماعي&&ة والطبيعي&&ة أي من
حيث ه&&و مخل&&وق ،يعيش في مجتم&&ع ويتفاع&&ل م&&ع الجماع&&ة ويتأه&&ل لعم&&ل ويم&&ارس مهن&&ة،
ويتكيف مع حياته ومع المجتمع الذي يعيش فيه والبيئة الفيزيقية المحيطة به.
وعلي&&&ه ف&&&إن العم&&&ل ال&&&تربوي يتطلب ت&&&أهيال ثقافي&&&ا وعلمي &&ا ومس &&لكية مم &&يزة ،ول &&ه جانب &&ان:
مع&&رفي وآخ&&ر مه&&نى ،وله&&ذا يتطلب أن يك&&ون الم&&رء على معرف&&ة وعالق&&ة ب&&العلوم اإلنس&&انية
والفلس & &&فية واالجتماعي & &&ة ال & &&تي تفس & &&ر مختل & &&ف الظ & &&واهر النفس & &&ية والس & &&لوكية ،واالجتماعي & &&ة
المتعلقة باإلنسان ،ومن هن&ا يمكن الق&ول أن التربي&ة ذات عالق&ة وثيق&ة بكاف&ة ف&روع المعرف&ة
اإلنس&&&انية) -1 .عالق&&&ة التربي&&&ة بالفلس&&&فة :و م&&&ا بين التربي &&ة والفلس &&فة عالق &&ة وثيق &&ة ،فه &&ذه
األخيرة تتعلق موضوعائقا بالوجود والقيم والمعرفة ،وهي مس&&ائل متعلق&&ة مباش&&رة باإلنس&ان
ال &&ذي ه &&و موض &&وع التربي &&ة أيض &&ا ،فالتربي &&ة تعتم &&د على نت &&ائج الفك &&ر الفلس &&في في تحدي &&دها
لحقيقية الوجود وتحديدها للقيم وللمعرفة ،وما فلسفة التربية التي تعتم&&دها األنظم&&ة التربوي&&ة
لك& &&ل مجتم& &&ع أو أم& &&ة من األمم إال تطبيقي& &&ة عملي& &&ة لمختل& &&ف اآلراء والنظري& &&ات ،واألفك& &&ار
الفلس &&فية له &&ذا المجتم &&ع وتل &&ك األم &&ة في مج &&ال العم &&ل ال &&تربوي من من &&اهج وط &&رق ت &&دريس
وأهداف تربوية.
إن الفك&&ر ال&&تربوي ه&&و الوج&&ه اآلخ&&ر للفلس&&فة ألن&&ه يق&&وم على تحدي&&د األه&&داف والغاي&&ات ال&&تي
يجب أن نصل إليها ونحققها .ولعل هذا هر طريق الفلسفة ومحتواها
وباختصار فإن التربية ترتبط ارتباط&ا قوي&ا بالفلس&فة والفك&ر الفلس&في عن طري&ق التفك&ير في
وجود اإلنسان وتفاعله مع بيئته الطبيعية واالجتماعية - .عالقة التربية بعلم النفس:
ب &&درس علم النفس س &&لوك اإلنس &&ان أي م &&ا يص &&در عن &&ه من أفع &&ال وحرك &&ات وأق &&وال أثن &&اء
تفاعل&&ه م&&ع بيئت&&ه وتكيف&&ه معه&&ا .ومن هن&&ا فالص&&لة وثيق&&ة ج&&دا بين التربي&&ة ال&&تي ت&&درس عملي&&ة
تكي&&ف اإلنس&&ان م&&ع بيئت&&ه المحيط&&ة ب&&ه حيث العقب&&ات والمش&&اكل المادي&&ة واالجتماعي&&ة؛ ل&&ذلك
يضطر إلى أن يعدل من سلوكه ليتالءم مع ما يتع&&رض ل&ه من ظ&&روف ومواق&ف في ض&&وء
حاجاته وأهدافه وقدراته.
في التربي&&ة باألس&&س واأله&&داف ال&&تي تق&&وم عليه&&ا عملي&&ة التعلم الموض&&وع) .أم&&ا كي&&ف تح&&دث
عملي &&ة التعلم فه &&ذا ش &&أن علم النفس الطريق &&ة) أي أن &&ه غ &&ني بدراس &&ة طبيع &&ة المتعلم وطبيع &&ة
عملية التعلم ذاقا وبكيفية حدوثها
ويحث علم النفس في مواض& &&يع له& &&ا عالق& &&ات مباش& &&رة بالعملي& &&ة التربوي& &&ة منه& &&ا | :الف& &&روق
الفردي & &&ة ،الطفول & &&ة والمراهق & &&ة ،النم & &&ر ،الشخص & &&ية والتعلم .ولق & &&د ش & &&كل ظه & &&ور علم النفس
التربوي الذي يدرس الس&لوك اإلنس&اني خالل المواق&ف والعملي&ات التربوي&ة وبخاص&ة عملي&ة
التعليم والتعلم رافدا أساسيا للتخطيط لبرامج إع&&داد وتأهي&&ل المعلمين والم&&دربين والمش&&رفين
في مجال التربية والتعليم - .عالقة التربية بعلم االجتماع:
مج& &&ال علم االجتم& &&اع ه& &&و دراس& &&ة العالق& &&ات بين األف& &&راد والتفاع& &&ل فيم& &&ا بينهم ونص& &&رفاقم
كأعض&&اء في الجماع&&ة .فه&&و يرك&&ز على س&&لوك األف&&راد في المجتمع&&ات البش&&رية ،ومن هن&&ا
تب &&دو ص&&&اله الوثيق&&&ة بالتربي&&&ة ال&&&تي محوره&&&ا عملي&&&ة تكت &&ف األف &&راد م &&ع البيئ &&ة االجتماعي &&ة
المحيطة بهم .وعلم االجتم&&اع يس&&عى إلى تفس&&ير ق&وانين وقواع&&د الظ&&واهر االجتماعي&&ة س&واء
ك&انت على ش&&كل جماع&&ات أو مؤسس&ات ونظم اجتماعي&ة .ب&&الطبع نس&تفيد التربي&&ة من النت&&ائج
والتطبيقات التي يتم التوصل إليها عن
لق&&د نب&&ه إمي&&ل دوركه&&ایم ع&&الم االجتم&&اع الفرنس&&ي إلى الحاج&&ة إلى م&&دخل اجتم&&اعي لدراس&&ة
التربي &&ة في مطل &&ع الق &&رن التاس &&ع عش &&ر ،ألن نظري &&ة التربي &&ة -في رأي &&ه -ترتب &&ط بص &&ورة
شديدة وواضحة بعلم االجتماع أكثر من أي علم آخر.
ل &&ذا ح &&اول علم االجتم &&اع أن يح &&دد الق &&وانين ال &&تي تفس &&ر تط &&ور النظم التربوي &&ة في مراحله &&ا
المتتالي& &&ة في المجتمع& &&ات البش& &&رية ،ل& &&ذلك يبحث ه& &&ذا العلم في العملي& &&ات االجتماعي& &&ة داخ& &&ل
المؤسسة التربوية ،ووظيفتها في نق&ل ال&تراث الثق&&افي ،وبن&&اء الشخص&ية االجتماعي&&ة وتفس&ير
العالق&&ات ال&&تي ترب&&ط بين األف&&راد في مجتمعهم ال&&تربوي كم&&ا يبحث في التف&&اعالت ال&&تي تتم
في تل&ك المؤسس&&ات واألدوار االجتماعي&&ة ال&تي تق&وم بم&&ا -4عالق&ة التربي&&ة ب&العلوم الحياتي&ة
(علم األحياء):
ي&&درس علم األحي&&اء الكائن&&ات الحي&&ة ونش&&اطاتها ووظائفه&&ا الحيوي&&ة ال&&تي تم&&يز بين ك&&ائن حي
وآخ& &&ر ،كم& &&ا يبحث في ق& &&وانين النم& &&و ل& &&دى ه& &&ذه الكائن& &&ات .وفي ض& &&وء ذل& &&ك ف& &&إن العالق& &&ة
واالتص &&ال بين علم التربي &&ة وعلم األحي &&اء وثيق &&ة ج &&دا من حيث ص &&لتها باإلنس &&ان ال &&ذي ه &&و
موضوع دراسة هذين العلمين .فالعمل التربوي الذي يس&&تهدف مس&اعدة المتعلمين& (األطف&&ال
على النم& &&و الجس& &&مي باإلض& &&افة إلى ج& &&وانب النم& &&ر األخ& &&رى ينبغي أن يك& &&ون على معرف& &&ة
بقوانين نمر هؤالء المتعلمين وأثر التغذية والنوم وسالمة األعضاء وسير الجه&&از العص&&بي
والتعب واإلره&&اق الجس&&دي وال&&ذهني والع&&ادات الص&&حية الس&&ليمة والفيتامين&&ات والهرمون&&ات
على نم&&و الوظ&&ائف الجس&&مية والعقلي&&ة حيث ي&&ترتب على ذل&&ك وض&&ع النش&&اطات والترتيب&&ات
التربوي &&ة والتعليمي&&ة& بداي &&ة من توزي &&ع الطالب على الص &&فوف وانتق &&اء ال &&برامج والنش &&اطات
المنهجي&&ة وغ&&ير المنهجي&&ة وال&&دوام المدرس&&ي بم&&ا يتناس&&ب م&&ع مراح&&ل العم&&ر المختلف&&ة وبني&&ة
أجسام
األطف& & &&ال أو المتعلمين في ض& & &&وء حاج& & &&اتهم الجس& & &&مية) -5 .عالق& & &&ة التربي& & &&ة بعلم اإلنس& & &&ان
(األنثروبولوجيا) :Anthropology
واألنثروبولوجي &&ا أو علم اإلنس &&ان ه &&و العلم ال &&ذي ي &&درس اإلنس &&ان من حيث تط &&وره وثقافت &&ه
وأنماط حياته في المجتمع الذي يعيش فيه.
ل&&ذلك فعالق&&ة ه&&ذا العلم بالتربي&&ة وثيق&&ة من حيث أن وظيف&&ة التربي&&ة هي المحافظ&&ة على ه&&ذا
التراث ،وتنقيحه ،وتنقل&&ه إلى األجي&&ال القادم&&ة ،وب&ذلك يه&دف علم األنثروبولوجي&&ا الثقافي&&ة أو
االجتماعية إلى دراسة اإلنسان ككائن اجتماعي ،أو
حضاري كما يدرس أش&&كال الثقاف&&ة المختلف&&ة وأبني&&ة المجتمع&&ات البش&&رية وتطوره&&ا ،ل&&ذا ف&&إن
التربية عنصر في غاية األهمية عند تناول تطور أي مجتمع بشري بالدراسة.
وبناء على ما تقدم ،يمكننا أن ننتقل إلى الخطوة التالية ،وهي النظر في أهداف التربية
بص&&رف النظ&&ر عن اختالف المجتمع&&ات من ج&&وانب كث&&يرة ،ف&&إن ثم&&ة أه&&داف عام&&ة للتربي&&ة
في معظم المجتمعات ولعل أهم تلك األهداف تتمثل فيما يلي -1 :تحقيق أهداف المجتمع
لكل مجتمع أهدافه وتطلعاته ،نحتها من تاريخه ونضاله وواق&&ع تحديات&&ه وإ مكانات&&ه ،وأجه&&زة
الس &&لطة في &&ه ،وم &&دى خض &&وعها للض &&غوط الداخلي &&ة والخارجي &&ة ،والجه &&ود الفكري &&ة المفكري &&ه
وشرعيه الذين بلووا تلك األهداف في سلم من األولويات ،ودرجات من الترتيب.
ولكي نتع& &&رف على أه& &&داف بمحتم& &&ع م& &&ا فالب& &&د من أن تراج& &&ع بعض& &&ا من المص& &&ادر أهمه& &&ا
الدس & &&تور والق & &&وانين ،والع & &&رف الس & &&ائد والتقالي & &&د الراس & &&خة ،والعقدي & &&ة الس & &&ائدة والتفس & &&يرات&
واالجته&&ادات المرتبط&&ة به&&ا .وبطبيع&&ة الح&&ال ،تختل&&ف المجتمع&&ات في ت&&رتيب تل&&ك المص&&ادر
وتحديد أولوياها المختلفة ،فبعض المجتمع&&ات تض&ع العقي&دة من مص&&ادر منظوم&&ة األه&داف.
وفي مجتمع اإلم&&ارات -وس&ائر دول الخليج -س&نجد أن منظوم&ة األه&&داف العام&&ة مس&تمدة
من ثالث& &&ة مص& &&ادر هي :العقي& &&دة اإلس& &&المية ،والسياس& &&ة العام& &&ة للدول& &&ة ،وطبيع& &&ة المجتم& &&ع
ومالمحه األساسية.
وأهداف المجتم&&ع المعلن&&ة المتف&&ق عليه&&ا س&&هلة ميس&&ورة يمكن حص&&رها وتس&&جيلها في ص&&فحة
أو صفحات ،إال أن اإلشكالية الحقيقية تبدأ نتيجة سببين أساسيين:
أولهما :وجود أهداف ضمنية خفية داخل كل مجمع ،وكل مؤسسة ،وكل فرد :تؤثر وتوجه
وقد تتعارض -وغالبا ما تتعارض مع األهداف الرسمية المعلن&&ة .ويمكن الق&ول أن المنهج
الخفي -في أحد معائیه -هو ما ينشا في المدرسة من نعلم غير مقصود وغير موجود في
المنهج الرس & &&مي ،وه & &&ذا التعلم بنس & &&لل إلى المدرس & &&ة من خالل خلفي & &&ات المعلمين والتالمي & &&ذ
سواء كانت خلفية ثقافية أو طبقية او اقتصادية
أو طائفي& &&ة أو ديني& &&ة .وفي بعض الح& &&االت تض& &&ع المؤسس& &&ة التعليمي& &&ة أه& &&دافا معلن& &&ة رائع& &&ة
ناص& & &&عة ،إال أن األه & & &&داف الض & & &&منية المتس & & &&للة م & & &&ع الثقاف& & &&ة والمنهج الحفي ،س& & &&وف ل & & &&ون
بالض&&&رورة االه& &&داف المعلن&&&ة ،وربم&&&ا تبع& &&دها عن مس &&ارها ،أو تفس &&رها تفس &&يرات مخالف& &&ة
للتفسيرات الرسمية
وثانيهم &&ا :أن &&ه على ال &&رغم من األهمي &&ة الفائق &&ة لأله &&داف ،إال أنه &&ا ليس &&ت العنص &&ر الوحي &&د
الم &&ؤثر ،فهن &&اك م &&داخل تنب &&ع من داخ &&ل نظ &&ام المنهج وت &&ؤثر في نت &&ائج التعلم .ومن أمثلته &&ا:
المداخل الخلفية المعرفية المص&&احبة للتعلم ،ومس&&توى الدافعي&&ة للتعلم ،واس&&تراتيجيات التعلم،
واس &&تراتيجيات الت &&دريس ،وفهم المتعلم لذات &&ه ،والقيم ال &&تي ي &&ؤمن به &&ا المتعلم بالنس &&بة لفائ &&دة
التعلم في تحسين ذاته وترقی مجتمعه ...الخ .وكل ه&ذا يع&ني أن األه&داف ليس&ت العنص&ر
الوحيد الموجه أو المؤثر في توجيه التعليم والتعلم.
محم&ل الق&ول؛ أن&ه م&&ع تق&دیرنا الكام&ل أله&&داف ك&&ل محتم&&ع ،إال أن ه&ذه األه&&داف ق&د تكتس&ب
ألوان& &&ا وتفس& &&يرات ب& &&اختالف اتجاه& &&ات اإلدارة والمعلمين ،ب& &&ل والطالب أنفس& &&هم ،فق& &&د تعلن
المؤسسة التعليمية أهداف معينة ،إال أن التفسير والتطبيق قد يأخذ صورة مختلفة.
التربي &&ة في ص &&ورها المثلى ته &&دف إلى تنمي &&ة اإلنس &&ان من ج &&وانب م &&وه المختلف &&ة الروحي &&ة
والعقلية ،والجسمية واالنفعالية ،واالجتماعية والشخصية ...الخ.
وطبيعة الحال؛ فالنمر بطبيعته متآزر متكام&ل ،يب&&دأ من المرك&ز ويمت&د إلى األط&راف ،ومن
الخ &&اص إلى الع &&ام ،ومن المحس &&وس إلى المج &&رد .ومن المؤك &&د أن ك &&ل ج &&انب من ج &&وانب
النم& &&و يتفاع& &&ل م & &&ع الج & &&وانب األخ & &&رى ،فكلم& &&ا ازداد الطف & &&ل الرض& &&يع -مثال -ق& &&درة على
الزح & &&ف والحرك & &&ة ،كلم & &&ا زاد إدراك & &&ه للمك & &&ان المحي & &&ط ب & &&ه ،وكلم & &&ا اتس & &&عت دائ & &&رة رؤيت & &&ه
ومعرفت&ه ،فس&&وف يس&اعد ذل&ك على زي&ادة إدراك&&ه البص&&ري والس&&معي واللمس&&ي ،مم&&ا يجعل&&ه
أك&&ثر رغب&&ة في الس&&ؤال واإلجاب&&ة وال&&دخول في ح&&وار م&&ع أقارب&&ه وأقران&&ه ...الخ .من هن&&ا
يجب أن ت &&تيح التربي &&ة كاف &&ة اإلمكان &&ات والرس &&ائل النم &&و األف &&راد نم &&وا ش &&امال متك &&امال ،أم &&ا
التركيز على جانب وإ همال جانب آخ&ر تبع&ني تربي&ة مش&وهة" ناقص&ة يع&اني منه&ا الف&رد في
صغره ،وربما في كبره.
هذا هو الهدف كما ينبغي أن يكون ،أما ما يحدث في الواقع فق&&د يك&&ون مخالف&&ا ل&&ذلك بدرج&&ة
أو بأخرى ،وهنا تظه&&ر بمس&ؤولياتنا كأس&&رة وم&ربين ومعلمين ومعلم&&ات في تحقي&ق الش&&مول
والتكامل.
ال &&زواج والحم &&ل و اإلنج &&اب .أفض &&ل األمني &&ات ألبن &&ائهم في المس &&تقبل .ومث &&ل ه &&ذه األمني &&ات
والتطلع&&ات تمث&&ل دواف&&ع إنج&&از وش&&حن ،أو على العكس تمث&&ل دواف&&ع إعاق&&ة وإ حب&&اط ،ولع&&ل
ه & &&ذا أح & &&د دواف & &&ع الش & &&ريعة اإلس & &&المية لحس & &&ن اختب & &&ار ال & &&زوج والزوج & &&ة ،ووض & &&ع ش & &&روط
ومواصفات في مقدمتها الدين وحسن الخلق ،والتنشئة الصالحة
وإ ذا كن&&ا نتح&&دث في اله&&دفين الث&&اني والث&&الث عن تنمي&&ة ش&&املة ،وتنمي&&ة مس&&تمرة ف&&إن ذل&&ك ال
يقتصر على الفرد فحسب ،بل يجب أن يبدأ وينطلق من المجتمع ،فالمجتمع من غ&ير تنمي&ة
ش &&املة وتنمي &&ة مس &&تمرة ،وتنمي &&ة متوازن &&ة سيص &&بح مجتمع &&ا تابع &&ا عال &&ة على غ &&يره مش &&وهة
يعاني االضطراب والخلل .وبطبيعة الحال ،ال يوجد محتمع خ&ال من االض&طراب والخل&&ل،
إال أن هن&&اك فروق&&ا شاس&&عة بين اض&&طراب و خل&&ل ن&&اتج عن نم&&و ص&&حيح وتنمي&&ة مس&&تمرة،
وبين خل&ل ن&اجم عن تنمي&ة مختلف&ة مش&وهة ،يطل&ق عليه&ا البعض "تنمي&ة التخل&ف" أو "التنمي&ة
إلى الخلف"
إذن نم&&و الف&&رد نم&&وا ش&&امال مس&&تمرة يرتب&&ط ارتباط&&ا وثيق&&ا بالس&&ياق االجتم&&اعي الثق&&افي ال&&ذي
يعيش&&ه ويتفاع&&ل مع&&ه ،فكلم&&ا ك&&ان الس&&باق ح&&را مرن&&ا ،ثري&&ا متج&&ددا ،ك&&ان نم&&و الف&&رد في نفس
االتج&&اه وربم&&ا بنفس المع&&دالت .وال&&ثراء المع&&رفي ،وال&&ثراء الوج&&داني ال&&ذي يش&&يع ج&&وا من
الحب والثق& &&ة ،واالطمئن& &&ان .فليس المهم تك& &&ديس اإلمكاني& &&ات ب& &&ل اس& &&تثمارها وتحويله& &&ا إلى
مث&&&يرات ومنبه&&&ات معرفي&&&ة ،تتح&&&دى ق&&&درات الف&&&رد وتبع &&ده عن الثقاف &&ة االس &&تهالكية ،وعن
الت &&دليل المف &&رط ال &&ذي يفس &&ده ويجعل &&ه باحث &&ا عن الس &&هل الميس &&ر دون عن &&اء المعرف &&ة وجه &&د
االستكشاف وعرق البذل.
وبطبيعة الحال؛ ثمة فروق بين المجتمعات في أساليب تنمية االنتماء ،فالبعض بلجة للعنف
والش&&دة ،والقس&&وة واإلك&&راه ،والبعض يعتم&&د على اللين واللط&&ف ،والرض&&ا واإلقن&&اع ،والبن
خلدون عبارة خالدة في هذا الصدد" :من كان مرباه بالعسف والقهر س&&طا ب&&ه القه&&ر وض&&يق
النفس في انبس& & &&اطها ،وذهب بنش& & &&اطها ،ودع& & &&اه إلى الكس& & &&ل ،وم& & &&ل على الك& & &&ذب والخبث،
والمكر والخديعة ،وصارت له هذه عادة وخلقا فينبغي للمعلم في متعلمه ،وللوالد في ول&&ده،
أال يستبدوا عليهم في التأديب".
وإ ذا ك &&ان التكام &&ل االجتم &&اعي المقص &&ود ب &&ه زي &&ادة االنتم &&اء والمش &&اركة ،فليس المقص &&ود -
على األقل من وجه&ة نظ&ري أن ي&ذوب الف&رد في الجماع&ة تمام&ا ويغيب عن&ه وعي&ه الف&ردي
ومبادرته الخاصة وتميزه المستقل ،فالجماعة إن كانت ت&دون من ج&انب التش&&ابه والتج&انس،
فإنه &&ا ال تتق &&دم ،وال تتط &&ور إال من ج&&انب التف &&اوت والتم &&ايز ..وتربي &&ة التماث &&ل والتش &&ابه في
تربي&&ة المجتم&&ع ال&&ذي يس&&هل انقي&&اده للطغي&&ان ،ويفلح في&&ه مك&&ر اإلعالم ،ويش&&له س&&حر الخ&&داع
والتموي&&ه "س&&ید عثم&&ان "359 -وه&&ذا م&&ا سيناقش&&ه اله&&دف الخ&&امس واألخ&&ير - .االس&&تقاللية
والتفرد
التربي &&ة -بمعناه &&ا الص &&حيح -تربي &&ة اجتماعي &&ة إال أنه &&ا ليس &&ت تجميعي &&ة ،من هن &&ا يجب أن
تش&&جع على الذاتي&&ة واالس&&تقاللية ،والتف&&رد والثق&&ة ب&&النفس ،واح&&ترام ال&&ذات وتق&&ديرها التق&&دير
الص&&حيح المالئم لق&&دراتها وإ مكانات&&ه ،من هن&&ا يق&&ال :إن أح&&د مظ&&اهر االس&&تواء النفس&&ي أن ال
تكون هناك فجوة هائلة بين مفهوم الذات ،والذات المثالية.
والمؤك&&د أن&&ه الب&&د أن تك&&ون هن&&اك نح&&وة ،والب&&د لإلنس&&ان من أن يحلم ويتطل&&ع نح&&و األفض&&ل
واألحس &&ن ،ونح &&و األجم &&ل واألزقي ،واألك &&ثر ع &&دال واألوف &&ر أمن &&ا .من هن &&ا ليس غريب &&ا أن
يق&ال" :غاي&ة التربي&ة النهائي&ة بن&اء اإلنس&ان الح&ر ال&ذي يس&تطيع االختي&ار وال&ذي يس&يطر على
نفس&&&ه ،ويلحم ش& &&هواته ،ويقه&&&ر الخ& &&وف في& &&ه ،وال& &&ذي يمتل& &&ك مع &&ارف زمان& &&ه ،وبعی منط& &&ق
الت&&اريخ ،وال ينك&&ر ح&&ق اآلخ&&رين في الوج&&ود ،وال يتعص&&ب لفك&&ره ،ويح&&ارب الظلم ،ويق&&دم
في شجاعة وإ يجابية إلقرار الحق "عبدالفتاح ترکی ."115 -
والعب&&ارة األخ&&يرة -وإ ن ك&&انت تب&&دو رومانس&&ية ش&&اعرية إال أن ه&&ذا ه&&و ه&&دف التربي&&ة كم&&ا
ينبغي أن يك &&ون بص &&رف النظ &&ر عن قص &&ورنا وعجزن &&ا اإلنس &&اني والمجتمعي ،له &&ذا لم يكن
غريب&ة من "اللجن&ة الدولي&ة المعني&ة بالتربي&ة للق&رن الح&ادي والعش&رين" ال&تي ش&كلها اليونس&كو
(Learning The Treasure وقدمت تقريرها في عام ( )1996باسم التعلم ذلك الكتر المكن&&ون:
أن تح &&دد أرب &&ع دع &&ائم للتعليم يمكن أن تمث &&ل األه &&داف الك &&برى أو ال &&دعائم األساس &&ية within
.التعلم المعرف&&&ة ب &&الجمع بين ثقاف &&ة عام &&ة واس&&&عة ،وبين إمكاني &&ة البحث المتعم &&ق في ع &&دد
معين من المواد ،وكذلك تعلم كيفية التعلم مدى الحياة وعدم االنتصار على مرحلة معينة.
.التعلم للعمل وليس لمجرد الحص&ول على تأهي&ل مه&&ني فحس&&ب ،ب&ل أيض&&ا الكتس&اب كف&اءة
ومه&&ارة تؤه&&ل الف&&رد لمواجه&&ة مواق&&ف حياتي&&ة عدي&&دة ،وللعم&&ل الجمعي ،م&&ع اح&&ترام وتق&&دير
السياق الوطني والمحلي ،واالنطالق منه.
.التعلم للعيش م & &&ع اآلخ & &&رين عن طري & &&ق تنمي & &&ة فهم اآلخ & &&ر واحترام & &&ه وتق & &&ديره ،وإ دراك
ض &&رورة التع &&اون الكام &&ل مع &&ه ،م &&ع اس &&تعدد لتس &&وية النزاع &&ات والخالف &&ات في ظ &&ل اح &&ترام
التعددي & &&ة والتف & &&اهم( ،وأض & &&يف من عن & &&دي :واح & &&ترام الحق & &&وق الش & &&رعية وع & &&دم تجاوزه & &&ا،
والمقايضة عليها).
وقضية الحقوق المشروعة قضية حولها خالف جذري أساسي فما هر
مشروع وشرعي من وجهة قد يبدو العكس تماما من وجهة نظر الطرف اآلخر .وال س&&يما
إذا كان في موقف عدائي.
.التعلم لتك& & &&ون ،حيث ينمي الف& & &&رد شخص& & &&يته على نح& & &&و أفض& & &&ل ،وأن يك& & &&ون ق& & &&ادرة على
التصرف باستقالل ذاتي أعظم ،وحكم أرشد ،ومسؤولية شخصية.
وإ ذا انتقلن& &&ا إلى نم& &&وذج ث& &&ان على المس& &&توى الخليجي ،فس& &&وف نج& &&ده ه& &&دفا ش& &&امال للتربي& &&ة
يص&&وره مكتب التربي&&ة الع&&ربي ل&&دول الخليج على النح&&و الت&&الي "ته&&دف التربي&&ة إلى مس&&اعدة
الف&&رد على اكتس&&اب الخ&&برة الوظيفي&&ة ال&&تي تحق&&ق أقص&&ى م&&ا يمكن من نم&&وه الش&&امل خلقي&&ة
ونفس& &&ية وجس& &&مية وعقلي& &&ة واجتماعي& &&ة ،مم& &&ا يجع& &&ل من& &&ه إنس& &&انا ص& &&الحا وس& &&عيدا في ال& &&دنيا
واآلخ&&رة ،كم&&ا تحق&&ق في ال&&وقت ذات&&ه أقص&&ى تق&&دم للمجتم&&ع والبيئ&&ة في إط&&ار قيمن&&ا العربي&&ة
ومبادئ ديننا اإلسالمي الحنيف" (مكتب التربية الدول الخليج .)22 -
أم&&ا إذا انتقلن&&ا إلى نم&&وذج ث&&الث على مس&&توى مجتمعن&&ا في دول&&ة اإلم&&ارات العربي&&ة المتح&&دة،
فس& & &&وف نج& & &&د األه& & &&داف التالي& & &&ة ال& & &&تي ح& & &&ددها وزارة التربي& & &&ة والتعليم - :ترس& & &&يخ العقي& & &&دة
اإلسالمية للفرد فكرة وسلوكا ،انتماء ووالء ،واعتماد اللغة
العربية لغة للتعليم في مراحل التعليم الحكومي -2 .تحقي&&ق النم&&و الش&&امل والمت&&وازن& للف&&رد
خلقيا وجسمانية وعقلية واجتماعية بما
يكف&&ل ل&&ه االس&&تمتاع بالحي&&اة -3 .نش&&ر التعليم وتعميم&&ه بدرجات&&ه المختلف&&ة ،باعتب&&اره العام&&ل
األساسي لتقدم المجتمع
والعم&&ل على توص&&يل العل&&وم والمع&&ارف للم&&واطن حيث يقيم -4 ، .إكس&&اب الف&&رد األس&&اليب
الثقافية والعلمية والمهنية ،واالستفادة من تطور المعرفة
والفكر اإلنس&&اني والمنج&زات العلمي&ة والتقني&ة في خدم&&ة المجتم&ع وتط&&وره - .إكس&&اب الف&رد
السلوك االقتصادي السليم واالتجاهات المناسبة نحو اإلنتاج
-6تحقي &&ق انتم &&اء الف &&رد لمجتم &&ع المحلي ،والخليجي والع &&ربي واإلس &&المي والع &&المي-7 .
إكساب الفرد المقومات التي تحقق إنسانيته وكرامته وقدرته على تحقيق ذاته،
والمش &&اركة في بن &&اء مجتمع &&ه وتقدم &&ه ،وتحقي &&ق الت &&وازن بين حق &&وق الف &&رد وواجبات &&ه-8 .
ترس& &&يخ ارتب& &&اط الف& &&رد ببيئت& &&ه المحلي& &&ة وتطويره& &&ا .و -النه& &&وض ب& &&التعليم الف& &&ني والمه& &&ني
ودعمه ،واستخدام معطيات التقدم التقني في
التعليم والت &&دريب ،بم &&ا يكف &&ل إع &&داد الفن &&يين في المج &&االت واالختصاص &&ات المختلف &&ة-10 .
رعاية الموهوبين واألخذ بيد المتخلفين القادرين على التعليم والتدريب -11 .إتاح&ة ف&رص
متساوية للجميع عن طريق تنويع التعليم وبرامجه بما يتفق مع
حاج &&ة الف &&رد وميول &&ه وقدرات &&ه ،وحاج &&ات البالد حاض &&را ومس &&تقي -12 .العم &&ل على مح &&و
األمية وتعليم الكبار -13 .تشجيع البحث العلمي والتأليف والترجمة والنشر ،وال س&&يما في
المجاالت التي
تخدم أهداف التربية -14توثيق التبادل الثقافي والتربوي مع األنظمة التربوية ومؤسساتها
على الصعيد
وإ ذا انتقلن&&ا إلى نم&&وذج راب&&ع فس&&وف نج&&د أه&&داف التعليم الع&&الي في دول&&ة اإلم&&ارات العربي&&ة
المتحدة (القانون االتحادي رقم 4الصادر في 1992
/1/
والفن&&&ون ،وإ ع&&&داد المتخصص&&&ين والفن&&&يين في ه&&&ذه الف&&&روع وغيره &&ا من ن &&واحي المعرف &&ة،
وتك&&وين الشخص&&ية العلمي&&ة واإلنس&&انية م&&ع االرتك&&از على القيم اإلس&&المية واألص&&الة العربي&&ة
والتطوير العلمي.
إذن الطبيع &&ة المنهجي &&ة األص &&ول التربي &&ة" تحتم أن &&ا میدان ترکیبي أو ت &&ألیفی وليس &&ت علم &&ا
Multi - dimensional مستقال أو فرعا قائما بذاته ،من هنا يقال :إنها میدان متعدد الجوانب (
) ل&&و انحص&&ر في ح&&دود ض&&يقة مس&&تقلة الختن&&ق ونق&&د ح&&ذوره وأص&&وله وص&&ار فرع&&ة رتيب&&ة
راك&&دة ،وربم&&ا جاف&&ا مين&&ا ألن عوام&&ل الحي&&اة والخص&&وبة والنم&&اء واالزده&&ار في&&ه نابع&&ة من
مصادر أخرى.
والتربية في ذلك ليس&ت ش&يئا غريب&ا أو أم&را عجيب&ا ب&ل تش&به الطب والزراع&ة والجغرافي&ا..
فليس هناك علم مستقل بحمل اسم الطب أو الزراع&&ة أو الجغرافي&&ا ،ب&&ل هي مي&&ادين تطبيقي&&ة
تلتقي فيها نتائج عشرات العلوم أو األصول.
ولكي تتضح لك الصورة نض&رب ل&ك مث&&اال من الزراع&ة ..فط&الب الزراع&&ة ال ي&&درس م&ادة
مس& &&تقلة تحم& &&ل اس& &&م "الزراع& &&ة" ب& &&ل ي& &&درس عش& &&رات الف& &&روع والعل& &&وم المتص& &&لة بالترب& &&ة،
والكيمياء ،والنبات والحي&&وان ،والتش&&ريح ،واالقتص&&اد ال&&زراعي والمجتم&&ع ال&&ريفي ... ،الخ.
وك&&ل ذل&&ك يس&&اعده في عمل&&ه كمهن&&دس زراعي ،أو دارس للزراع&&ة يتقن عمل&&ه ،ويفهم فن&&ه،
ويتجاوب معه .ولكي يزداد علما وتخصصا عليه أن يزداد عمقا وإ طالع على هذه الفروع
أو العل&&وم ومتابع&&ة م&&ا يح&&دث فيه&&ا من تط&&ورات ومس&&تجدات .وإ ذا أراد تخصص&&ا في ف&&رع
واح& &&د من ف& &&روع مي& &&دان الزراع& &&ة مث& &&ل :كيمي& &&اء األراض& &&ي أو االقتص& &&اد ال& &&زراعي ،فعلي& &&ه
التعم &&ق في الف &&روع العلمي &&ة األص &&يلة النابع &&ة من الكيمي &&اء أو االقتص &&اد..وهك &&ذا فمص &&ادره
ومنابعه من علوم أخرى ،واجتهادات معرفية قريبة تنعكس عليه وتؤثر فيه.
ونفس الشيء ينطبق على الطب ،وعلى الجغرافيا ،وعلى التربية .فالباحث –
مثال -في األصول اإلدارية للتربية عليه التعمق في علوم اإلدارة وما يتصل به&&ا من عل&&وم
وثيق& &&ة الص& &&لة مث& &&ل :الق& &&انون الع& &&ام ،والق& &&انون اإلداري ،والق& &&انون الدس& &&توري وعلم النفس
اإلداري ،وعلم اجتم& &&اع التنظيم ..الخ .والب& &&احث -مثال -في األص& &&ول االقتص& &&ادية علي& &&ه
التعم& &&ق في عل& &&وم المحاس& &&بة من محاس& &&بة عام& &&ة ،ومحاس& &&بة تك& &&اليف ،ومحاس& &&بة مؤسس& &&ات
ومحاس& &&بة قومي& &&ة ..الخ ،وعل& &&وم االقتص& &&اد من اقتص& &&ادیات الس& &&كان ،والتخطي& &&ط اإلقليمي،
واقتصاديات العمل ،وتخطيط القوى العاملة ...الخ.
إذن التربية ميدان تطبيقي تلتقي فيه نتائج مجموعة من العلوم ،ولو حدث تغير جذري فيها
فالبد أن يحدث تغير مماثل في مي&دان التربي&ة .ومن أوض&ح األمثل&ة على ذل&ك أن&ه ل&و ح&دث
تغ & & &&ير ج & & &&ذري في ف & & &&روع علم النفس بص & & &&فة عام & & &&ة ،وعلم النفس ال & & &&تربوي ،وعلم النفس
المدرسي بصفة خاصة ،فغالبا ما يصاحب ذلك تغيرات هائلة في ميدان التربية س&&واء على
مس& &&توى الفلس& &&فة والتنظيم ،أو مس& &&توى الممارس& &&ة والتط& &&بيق في مي& &&دان ص& &&ياغة األه& &&داف،
وتصميم المناهج وطرق التدريس ،وأساليب التقويم ...الخ.
ول &&و ح &&دث تغ &&ير ج &&ذري واض &&ح في اكتش &&افات أو تفس &&ير الت &&اريخ ،فس &&يحدث تغ &&ير ج &&ذري
مماث &&ل في دراس &&ة وت &&دريس ت &&اريخ التربي &&ة ،وت &&اريخ التعليم ،وق &&د يح &&دث انعط &&اف أو تغ &&ير
واضح في تنظيم المعلومات التاريخية ،وتفسير الوقائع ،وتحليل األحداث.
األص& & & &&ول الديني& & & &&ة ،والتاريخي& & & &&ة ،واالجتماعي& & & &&ة ،واالقتص& & & &&ادية ،والسياس& & & &&ية ،واإلداري& & & &&ة،
والبيولوجية ،والنفسية ،والفلسفية.
ومن المؤك&&د أن ال&&ترتيب الس&&ابق يحم&&ل مغ&&زى معين&&ا ،من هن&&ا ت&&أخرت األص&&ول النفس&&ية -
مثال -بعد األصول الدينية والتاريخية واالجتماعية ،كما جاءت األصول الفلسفية في غاية
الترتيب.
-األصول الدينية للتربية
بحكم أن التربي&&ة تعب&&ير عن مجتم&&ع معين ،وانعك&&اس ألوض&&اع مجتمعي&&ة خاص&&ة ،فال ب&&د أن
ي& &&أتي األص& &&ل ال& &&دين باعتب& &&اره المص& &&در األول للتربي& &&ة في مجتمعن& &&ا ،وال& &&ذي س& &&وف ي& &&ؤثر
بصورة واضحة في سائر األصول.
ومراجعة الوثائق الرسمية بدول&ة اإلم&ارات تؤك&د ذل&ك وتدعم&ه فالم&ادة الس&ابعة من الدس&تور
الص&&&ادر في ديس&&&مبر س&&&نة ( )1971تنص على أن "اإلس &&الم ه &&و ال &&دين الرس &&مي لالتح &&اد،
والشريعة اإلسالمية مصدر رئيسي للتشريع فيه ،ولغة االتحاد الرسمية هي اللغة العربي&&ة".
وتنص المادة الخامسة عشر على أن "األسرة أساس المجتمع قوامه&ا ال&دين واألخالق وحب
الوطن "..ولهذا عندما ناقشنا أهداف التربية
كم& &&ا ح& &&ددها وزارة التربي& &&ة والتعليم بدول& &&ة اإلم& &&ارات ك& &&ان اله& &&دف األول "ترس& &&يخ العقي& &&دة
اإلسالمية ..واعتماد اللغة العربية لغة للتعليم في مراحل التعليم الحكومي".
أم&&ا إذا انتقلن&&ا إلى مجتم&&ع يص&&ادر ال&&دين من األس&&اس ،وي&&رفض االع&&تراف ب&&ه أو االنطالق
منه ،فلن نجد ذكرا لألصل الدين ،بل على العكس سوف نجد انطالقا من اإللحاد والمادي&&ة،
والرد على الدين وهذا ما ح&&دث لس&نوات -وص&&لت إلى س&بعين عام&&ا -في م&&دارس االتح&&اد
السوفيتي -2 .األصول التاريخية للتربية
من خالل ه&&ذا األص&&ل نس&&تطيع التع&&رف على الق&&وى والعوام&&ل ،والظ&&روف والتح&&ديات ال&&تي
واجهت المجتمع والتربية خالل حقب تاريخية متتالية .ومث&ل ه&&ذا التع&رف ل&ه فوائ&&د ک&بری؛
ألن بص&&مات الماض&&ي ت&&ؤثر في مجري&&ات الحاض&&ر ،وتتح&&رك في واقع&&ة م&&ا ليول&&د منه&&ا غ&&د
جدید محم&&ل ببص&&مات الماض&&ي وقس&&مات الحاض&&ر ،فالماض&&ي -مهم&&ا ط&&ال أم&&ده وامت&&دت
فترته -ال ينقطع تأثيره الشعوري والالشعوري على سلوك المجتمعات واألفراد.
وكم &&ا أن الجغرافي &&ا ال تتك &&رر ،ك &&ذلك ف &&إن الت &&اريخ ال ينك &&رر بتفاص &&يله وح &&ذافيره ،من هن &&ا
تأص& &&يل الهوي& &&ة والذاتي& &&ة ،وال ينبغي أن يتم تمجي& &&د لم& &&اض وتقلي& &&د حرفي& &&ة ل& &&ه وإ ال تحم& &&دت
الحي&&اة ،وتوق &&ف نبض&&ها ،وعجزن &&ا عن مالحق&&ة م&&ا حولن &&ا من متغ &&يرات و تح &&والت تف&&رض
نفسها علينا بقوة وإ لحاح ،ولو عجزنا عن متابعتها | الحدث لنا تثبيت أو جمود.
والقضية الجدلية الشهيرة "الجمع بين األصالة والمعاصرة" ليست معادلة سهلة | أو اختيارا
يس&&يرة ،ب&&ل تح&&د متواص&&ل وإ لح&&اح مس&&تمر ،وعن&&دما ن&&درس مع&&ا "وح&&دة الثقاف&&ة" س&&وف يت&&بين
ل &&ك أن الثقاف &&ة عن &&د كث &&ير من المفك &&رين تنقس &&م إلى :عمومي &&ات وخصوص &&یات ،ومتغ &&يرات.
والعمومي& &&ات ال يمكن التغي& &&ير فيه& &&ا أو االس& &&تغناء عنه& &&ا وهي ال& &&تي يجب أن تحاف& &&ظ عليه& &&ا
ونستمد منها وتحميها ،ومنع محاولة النيل منها او العبث با.
ونم &&و المجتمع &&ات ليس خط &&ة مس &&تقيمة ،وال مس &&توى واح &&دة ،أو حرك &&ة متتابع &&ة في اتج &&اه
المستقبل بل النمو حركة واعية في الزمن ،تتألف فيها عناصر مركبة من الميراث الق&&ريب
والبعي &&د ،وقابلي &&ات الفط &&رة الخاص &&ة ب &&األفراد ،وتص &&وراتهم& وتوقع &&اهم وآم &&الهم وأوه &&امهم،
ونت& &&ائج خ& &&برام المس& &&تمرة المتواص& &&لة& بك& &&ل م& &&ا فيه& &&ا من نج& &&اح وفش& &&ل ،وتعجي& &&ل وتأجي& &&ل،
وانتص&&ار وه&&زائم ،وله&&ذا أك&&رر م&&رارة أن االنتق&&اء من الت&&اريخ واإلف&&ادة من&&ه لیس&&ت عملي&&ة
سهلة ميسورة ،وال يتفق عليها جميع األفراد.
فأنا أختار من التاريخ موقفا معينا وفق تفسير معين ،وأنت تحتار موقتا آخ&&ر ،أو ق&د تخت&ار
نفس الموق&&ف لكن بتفس&&ير آخ&&ر ..وهك&&ذا يتض&&ح أنه&&ا عملي&&ة معق&&دة وليس&&ت معادل&&ة س&&هلة أو
اختيارة بسورة
وال&&ذي يس&&اعدنا على االختي&&ار األدق ه&&و وج&&ود فلس&&فة عام&&ة وإ ط&&ار فك&&ري موح&&د يح&&دد لن&&ا
األولي &&ات واألس &&بقيات لم &&اذا تخت &&ار؟ ولم &&اذا ن &&ترك؟ إال أن العملي &&ة ليس &&ت س &&هلة س &&واء على
مستوى األفراد ،أو على مستوى المجتمعات.
وت&اريخ التربي&&ة والتعليم عن&&دنا في مجتم&&ع اإلم&ارات زاخ&&ر ب&الموقف والنت&&ائج أيه&&ا س&نختار؟
وأيه&&ا س&&تترك .وأيه&&ا س&&نبي علي&&ه ونط&&ور في&&ه؟ وم&&ا طريقتن&&ا في التط&&وير ه&&ل باإلض&&افة أم
ب &&المزج أم بالح &&ذف؟ أس &&ئلة كث &&يرة ق &&د تب &&دو أحيان &&ا اس &&تغراقا في أس &&ئلة فلس &&فية نب &&دو أنه &&ا ال
مبرر لها ،إال أنها تطرح نفسها علينا في كل موقف وكل لحظة س&&واء في أثن&&اء تعاملن&&ا م&&ع
طالبنا ،أو تعاملنا مع أطفالنا.
ويمكن ل &&ك أن تس &&أل نفس &&ك ع &&ددا من األس &&ئلة هن &&ا : :اذك &&ر بعض الخ &&برات التاريخي &&ة في
تربية األطفال والتالميذ في مجتمعنا،
وأي خيرة منها تختار؟ ولماذا اخ&ترت موقف&ا وت&ركت آخ&ر؟ :اس&أل جي&ل األج&داد والج&دات
عن بعض الممارسات التربوية في
مجتمعن&&ا ،وكي&&ف ك&&ان يتم الث&&واب والعق&&اب؟ وكي&&ف ك&&ان يتم تعليم البنت في الماض&&ي؟ وم&&ا
موقفهم اآلن من تعليم الفتاة؟ ثم ما موقفهم
اسأل
جيل األح
للتاريخ أثر في العملية التربوية بشكل واضح نتبحة للتفاع&&ل المس&&تمر بين عناص&&ر الثقاف&&ات
المختلفة عبر العص&ور التاريخي&ة ألي مجتم&ع من المجتمع&ات البش&رية والش&ك أن للح&وادث
وللمتغيرات أثر في تقدم أو تخلف المجتمعات ،والتقسيم الحديث للمجتمع&&ات أو لل&&دول خ&&ير
مث &&ال على ذل &&ك فهن &&اك دول أو بل &&دان متقدم &&ة وهي ال &&دول الص &&ناعية وأخ &&رى نامي &&ة وثالث &&ة
متخلفة.
كانت قبائل العرب نس&كن الجزي&رة العربي&ة ال&تي تش&كل ش&به الجزي&رة العربي&ة وبالد الع&راق
والشام .وكانوا ينقسمون إلى بدو وحضر ،وكان أهم ما يتعلم&&ه الب&&دوي ه&&و الص&&يد والقنص
والرماية وتجهيز آالت القتال وغزل الصوف ودبغ الجلود وتربية الماشية وه&&ذه النش&&اطات
يمارس& &&ها الص& &&غار ليتمكن& &&وا من العيش والمحافظ& &&ة على حي& &&اهم وال& &&دفاع عن أنفس& &&هم ض& &&د
األع&&داء ال&&ذين يك&&ثرون الغ&&زو والس&&لب والنهب ،وك&&ذلك منازل&&ة الوح&&وش الص&&حراوية .وتتم
عملي &&ة تعلم ه &&ؤالء الص &&غار بالمحاك &&اة وبالتقلي &&د وبالنص &&ح واإلرش &&اد والتوجي &&ه من الكب &&ار
والب &&الغين .ولم يع &&رف عن &&د الب &&دو وج &&ود م &&دارس أو معاه &&د للتعليم ب &&ل ك &&ان ل &&ديهم مج &&الس
األدب والش&&عر وتب&&ادل األخب&&ار ،وب&&ذلك يك&&ون اله&&دف من التربي&&ة في المجتم&&ع الب&&دوي ه&&ر
إعداد الفرد للحياة من أجل المحافظة على حياته وبقائه.
أم&&ا الحض&&ر وهم س&&كان الم&&دن ال&&ذين يتم&&يزون باالس&&تقرار فك&&ان لهم مل&&وك يحكم&&وهم ولهم
قوانین و شرائح ومدارس بتعلمون فيها ،ومن علومهم التي اشتهروا با بش&&كل خ&&اص الفل&&ك
والزراعة والهندسة والحساب والطب والبيطرة واآلداب والعم&&ارة .كم&&ا ك&&ان لهم دور للعلم
يأتيه&&ا طالب العلم من مختل&&ف األق&&اليم والبل&&دان ولكن ب&&الرغم من تف&&وقهم العلمي واهتم&&امهم
ب &&التعليم الع &&الي فق &&د ك &&ان ه &&دف التربي &&ة العربي &&ة ه &&و بث روح الفض &&يلة وغ &&رس الص &&فات
األخالقية العالية كالشجاعة والوفاء وكرم الض&&يافة والنج&&دة وتنمي&&ة الناحي&&ة الجس&&دية وإ ع&&داد
المحاربين والمقاتلين.
وأخ &&يرا ،ع &&رف الع &&رب ب &&دو وحض &&رة "الكت &&اتيب" ال &&تي يتم فيه &&ا تعليم الص &&غار على مب &&ادئ
الق & &&راءة والكتاب & &&ة والحس & &&اب ،كم & &&ا عرف & &&وا المج & &&الس األدبي & &&ة واألندي & &&ة مث & &&ل ن & &&ادي ق & &&ريش
واألسواق التي يجتمع فيها الناس للبيع والشراء ومنها سوق عكاظ قرب الطائف )