You are on page 1of 32

‫الفصل األول أصول التربية‪ :‬مفهومها واهمية دراستها‬

‫المؤكد أنك لو سألت عددا من طالب أو طالبات كلية التربية عن‪ :‬المقصود بالتربية؟‬

‫فس& &&وف تحص& &&ل على إجاب& &&ات مختلف& &&ة ومتنوع& &&ة ربم& &&ا تختل& &&ف من ش& &&خص إلى آخ& &&ر‪ ،‬وال‬
‫يقتصر األمر على الطالب‪ ،‬وإ نما يتعداه إلى المفكرين والفالسفة الذين تحدثوا عن التربية‪،‬‬
‫وذل &&ك راج &&ع إلى أن التربي &&ة تص &&ف "بالنس &&بية"‪ ،‬بمع &&نى أنه &&ا تختل &&ف في أه &&دافها ومحتواه &&ا‬
‫ووس &&ائلها من مك&&&ان إلى مك &&ان‪ ،‬ومن زم&&&ان إلى آخ&&&ر‪ ،‬وليس في ه &&ذا االختالف م &&ا يعيب‬
‫التربية‪ ،‬وإ نما هذا االختالف طبیعی‪ ،‬ألن الحياة في تغير مس&&تمر‪ ،‬وعلى التربي&&ة أن تت&&واءم‬
‫م &&ع ه &&ذا التغ &&ير وتتفاع &&ل تف &&اعال إيجابي &&ا‪ .‬فتنظ &&ر إذن إلى م &&ا يمكن أن نطل &&ق علي &&ه "العين‬
‫الواسع" للتربية‪ ،‬ثم نفكر ماذا نريد نحن منها مجتمعنا وثقافتنا والتنمية أبنائنا‪.‬‬

‫أوال‪ -‬المعنى الواسع والشمولي للتربية‬

‫من الصعب أن نصل إلى تعري&&ف مح&دد متف&&ق علي&ه للتربي&&ة‪ .‬ومن هن&&ا لن نض&ع تعريف&&ا له&ا‬
‫بل مفهوما يتناول عناصرها األساسية وتفاعالتها الهامة‪ .‬ونحن نعلم أن في كل مجتمع من‬
‫المجتمع&&ات الب&&د من وج&&ود عملي&&ة أساس&&ية محاف&&ظ م&&ا المجتم&&ع على أساس&&ياته‪ ،‬ويحق&&ق به&&ا‬
‫أهدافه‪ ،‬ويعد من خاللها أفراده‪ ،‬هذه العملية التي تتم منذ أن وجد اإلنسان هي التربية‪.‬‬

‫إذن التربي &&ة وف &&ق ه &&ذا المع &&نى عملي &&ة اجتماعي &&ة موجه &&ة وش &&املة ومس &&تمرة‪ ،‬تحق &&ق أه &&داف‬
‫المجتم& & &&ع عن طري& & &&ق التنش& & &&ئة أو التط& & &&بيع االجتم& & &&اعي عن طري& & &&ق المؤسس& & &&ات التربوي& & &&ة‬
‫المختلفة‪ .‬وكل مفردة من المفردات السابقة تقتضي مناقشة شاملة وتحليال‪.‬‬

‫‪ .‬نكلم &&ة عملي &&ة تع &&ني التفاع &&ل والحرك &&ة وع &&دم الثب &&ات وت &&داخل أك &&ثر من عنص &&ر‪ ،‬ووج &&ود‬
‫ح& &&وافز له& &&ذا التفاع& &&ل‪ ،‬وتوق& &&ع الوص& &&ول إلى نتيج& &&ة أو نت& &&ائج معين& &&ة‪ ،‬وعلى ه& &&ذا األس& &&اس‬
‫فاإلنسان حركة وفعل أكثر من كونه حقيقة ثابتة وجامدة‪.‬‬
‫‪ .‬وكلمة اجتماعي&ة تع&ني أنه&ا مرتبط&ة بجماع&ة معين&ة أو طبق&ة مح&ددة‪ ،‬ومن هن&ا نتوق&ع أنه&ا‬
‫سوف تختلف في كثير من تفاصيلها ووسائلها من ثقافة إلى ثقافة‪ ،‬ومن عصر إلى عص&&ر‪،‬‬
‫بل سوف تتغير نسبيا بتغير الفترات داخل المجتمع الواحد‪.‬‬

‫‪ .‬وكلمة موجهة تعني أن هذه العملية ال تتم بطريقة عفوية ارتحالية‪ ،‬بل لها أه&&داف مح&&ددة‬
‫س&&لفا‪ ،‬يتوق&&ع الوص&&ول إليه&&ا بكم و كي&&ف معي&&نين‪ ،‬ومن ثم فالب&&د من القي&&اس والتق&&ويم للتأك&&د‬
‫من أننا حققنا أهدافنا بالنمو المطلوب والدرجة المرغوبة‪.‬‬

‫‪ .‬وكلم&&ة ش&&املة تع&&ني أنه&&ا تمت&&د إلى ك&&ل ج&&وانب الف&&رد وك&&ل ج&&وانب المجتم&&ع‪ ،‬ومن هن&&ا ال‬
‫يمكن الق &&ول بأنه &&ا تقتص &&ر على الج &&انب النفس &&ي‪ ،‬أو ال &&دين‪ ،‬أو المع &&رفي‪ ،‬أو المه &&اري‪ ،‬ب &&ل‬
‫تش&&مل جمي&&ع ج&&وانب نم&&و الف&&رد ومتطلباته&&ا واحتياجاه&&ا المختلف&&ة‪ ،‬كم&&ا تش&&مل جمي&&ع ج&&وانب‬
‫المجتمع بما فيها من نظم سياسية واقتصادية‪ ،‬اجتماعية ودينية‬

‫‪ .‬وكلم &&ة مس &&تمرة تع &&ني أنه &&ا ال تقتص &&ر على مرحل &&ة عمري &&ة معين &&ة ب &&ل تمت &&د م &&ع اإلنس &&ان‬
‫بط &&ول الحي &&اة وع &&رض الحي &&اة وعم &&ق الحي &&اة‪ ،‬ص &&حيح أن الس &&نوات األولى من العم &&ر له &&ا‬
‫أهمينه&&ا روزه&&ا‪ ،‬إال أن التربي&&ة تس&&تمر من المه&&د إلى اللح&&د‪ ،‬ب&&ل إن توقعاه&&ا تب&&دأ ح&&تى قب&&ل‬
‫میالد الف &&رد‪ ،‬فأس &&رته توق &&ع ل &&ه اس &&ما معين &&ا وشخص &&ية معني &&ة‪ ،‬ب &&ل وتوق &&ع ل &&ه وظيف &&ة معين &&ة‬
‫ودورا اجتماعي&&ا معين&&ا فهن&&اك توقع&&ات لوظ&&ائف س&&يقوم به&&ا الف&&رد توقعه&&ا أس&&رته ح&&تى قب&&ل‬
‫مولده‪ ،‬وتتوقعها األم واألب وبتمناها ألوالدهما حتى قبل الزواج‪.‬‬

‫‪ .‬وكلمة أهداف المجتمع تعني أن هناك توقعات أو تغيرات معينة يتطلب‬

‫إح&&داثها في س&&لوك اإلنس&&ان‪ ،‬وإ ذا تمت بالدرج&&ة والكي&&ف وبالمس&&توى والمحت&&وى المطل&&وبين‬
‫فمعنى هذا أن التربية قد حققت أهدافها‪ .‬بطبيعة الحال يستحيل أن نتفق‬

‫ك &&ل المجتمع &&ات على أه &&داف واح &&دة بنفس ال &&ترتيب والمنزل &&ة‪ ،‬واألولي &&ة والدرج &&ة ومن هن &&ا‬
‫س&&وف تختل&&ف المجتمع&&ات في الترك&&يز على ج&&انب م&&ا دون بعض الج&&وانب حس&&ب واقعه&&ا‬
‫وأهدافها‪.‬‬
‫وال يقتص&&ر األم&&ر على االختالف بين المجتمع&&ات‪ ،‬ب&&ل يمت&&د إلى االختالف داخ&&ل المجتم&&ع‬
‫الواحد باختالف الثقافات الفرعية‪ ،‬والطبقات االجتماعية‪.‬‬

‫وقبل االنتهاء من هذه النقطة‪ :‬المطلوب منك هو اإلجابة على األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪ :‬م &&ا المقص &&ود بمص &&طلح "عملي &&ة اجتماعي &&ة"؟ ‪ .‬م &&ا المقص &&ود ب &&أن التربي &&ة عملي &&ة موجه &&ة؟‬
‫اشرح عددا من األهداف‬

‫العامة تجم&ع ك&ل المجتمع&ات؟ ‪ :‬م&ا المقص&ود بمص&طلح أن "التربي&ة عملي&ة ش&املة"؟ اض&رب‬
‫أمثلة لهذا‬

‫الشمول؟ لماذا تبدو عملي&&ة التربي&&ة عملي&&ة مس&&تمرة؟ | اض&&رب أمثل&&ة توض&&ح اختالف أه&&داف‬
‫التربي &&ة بين ع &&دة مجتمع &&ات‪ ،‬ثم داخ &&ل مجتم &&ع واح &&د ب &&اختالف ثقافات &&ه الفرعي &&ة‪ ،‬واختالف‬
‫فتراته التاريخية؟ |‬

‫وفي كث &&ير من الح &&االت تك &&ون التربي &&ة مقص &&ودة مخط &&ط له &&ا‪ ،‬إال أن أحيان &&ا ق &&د تك &&ون غ &&ير‬
‫مقصودة أي تتم بوسائل عرضية توجه سلوك األفراد وتنمي لديهم فبما واتجاه&&ات ق&&د تتف&&ق‬
‫مع التربية المقصودة أو تتعارض معها‪ .‬فالمجتمع بمؤسس&&اته الرس&&مية پس&&تهدف نيم&&ا معين&&ة‬
‫يوج&&ه له&&ا مدارس&&ه ومؤسس&&اته الحقيقي&&ة المختلف&&ة‪ .‬إال أن&&ه أحيان&&ا تم عملي&&ات توجي&&ه وتثقي&&ف‬
‫عن طريق جماعات الرفاق‪ ،‬وعن طريق أجهزة اإلعالم‪ ،‬وعن طريق البيئة المحيطة التي‬
‫تنمي األفراد ‪ -‬والسيما الصغار‪ -‬بطريقة عرضية غير مباشرة‪.‬‬

‫ويمكن بذلك أن نصل إلى نقاط رئيسية في فهمنا للتربية‪ - |:‬إن التربية تت&&ألف من مجم&وع‬
‫المؤثرات‪ ،‬أو العوامل التي تسهم في تشكيل‬

‫شخص& &&ية الف& &&رد‪ - .‬وإ ن تل& &&ك الم& &&ؤثرات تك& &&ون أحيان& &&ا مقص& &&ودة وأحيان& &&ا غ& &&ير مقص& &&ودة‪.‬‬
‫والمقصودة‬

‫منها نسميها تربية رسمية (‪ ،)Formal‬وغير المقصودة منها نسميها تربية غير‬
‫رس &&مية (‪ - .)Infoma‬والتربي &&ة الرس &&مية وغ &&ير الرس &&مية كالهم &&ا تت &&واله م &&ا نس &&ميه وس &&ائط‬
‫التربية‪ ،‬وتلك‬

‫الوس& &&ائط كث& &&يرة ومن أهمه& &&ا‪ :‬األس& &&رة والمدرس& &&ة‪ ،‬وجماع& &&ة الرف& &&اق‪ ،‬والمؤسس& &&ة الديني& &&ة‪،‬‬
‫واإلعالم ‪ ،...‬كم &&ا ت &&ؤثر عوام &&ل أخ &&رى في تش &&كيل شخص &&ية الف &&رد وس &&لو ک &&ه‪ ،‬مث &&ل البيئ &&ة‬
‫الطبيعية التي يعيش فيها‪ ،‬والخبرات واألحداث التي يتعرض‬

‫مفهوم التربية من مدخل شولي |‬

‫بالنظر إلى تعريفات التربي&ة المتع&ددة نج&د أن التربي&ة في المجه&ود أو النش&اط اإلنس&ان ال&ذي‬
‫يؤثر في قوى الطفل أو حتى اإلنسان الراشد بالزيادة والتنمي&ة والترفي&ه والتط&ور س&واء من‬
‫قب&&ل الف&&رد نفس&&ه أو من قب&&ل البيئ&&ة الطبيعي&&ة والبيئ&&ة االجتماعي&&ة ومن اآلخ&&رين الق&&ائمين على‬
‫هذا النش&اط‪ .‬وله&&ذا ف&إن التربي&ة اص&طالحا هي التنش&&ئة والتنمي&&ة فهي عملي&&ة يق&وم به&&ا الكب&ار‬
‫لص &&الح األف &&راد ‪ -‬وخاص &&ة من هم في مراح &&ل التك &&وين ‪ -‬وتنميتهم من الن &&واحي الجس &&مية‬
‫والعقلي& &&ة واألخالقي& &&ة واالجتماعي& &&ة وذل& &&ك يمكنهم أن يحي& &&وا حي& &&اة س& &&وية متزن& &&ة في البيئ& &&ة‬
‫والعصر الذي يعيشون فيه)‪.‬‬

‫ولكن البد من مفهوم علمي شامل للتربية‪ .‬واألساس الذي ينبغي أن يبني عليه هذا المفه&&وم‬
‫هو اإلنسان‪ ،‬الذي هو‬

‫موضوع التربية وهدفها‪ ،‬بكل ما يملك من عقل وجسم وعواطف واتجاهات وميول وأفكار‬
‫ومهارات‪ .‬كذلك فإن هذا اإلنسان ليس منعزال أو مستقال عن المجتمع الذي يعيش في&&ه فه&&و‬
‫ال يكتس&&ب آدمیت&&ه إال من خالل وج&&وده في مجتم&&ع إنس&&اني‪ ،‬ووس&&يلته الكتس&&اب تل&&ك الص&&فة‬
‫هي التربي&&ة فهي ال&&تي تحول&&ه من ك&&ائن بيول&&وجي إلى ك&&ائن اجتم&&اعي ينتمي إلى مجتم&&ع ل&&ه‬
‫ثقافت& &&ه واتجاهات& &&ه وقيم& &&ه وفلس& &&فته ومص& &&الحه‪ ،‬وه& &&و مجتم& &&ع حي& &&وي فق& &&ال ل& &&ه ص& &&فة النم& &&و‬
‫والحركة والتأثر والتأثير‪.‬‬
‫وعليه فإن التربية من ناحي&ة تكاملي&ة وش&مولية‪ ،‬موض&&وعها اإلنس&&ان ال&ذي يعيش في مجتم&&ع‬
‫ل&&ه أبع&&اده وخصائص&&ه المح&&ددة‪ .‬ول&&ذلك فالتربي&&ة تنس&&جم من ه&&ذا المب&&دأ من حيث أنه&&ا وظيف&&ة‬
‫أو عملي&&ة اجتماعي&&ة يق&&وم به&&ا المجتم&&ع من خالل مؤسس&&اته المختلف&&ة المس&&اعدة الناش&&ئة لدي&&ه‬
‫على النم&و الش&امل ال&ذي يع&ني بحاج&اتم ورغب&اتهم وتطلع&ام على أن التربي&ة ليس&ت م&ا ي&دور‬
‫داخ&ل المدرس&ة فق&ط ب&ل تمت&&د لتش&مل م&&ا تحدث&&ه ك&&ل مؤسس&ات المجتم&&ع من ت&أثير ليس خالل‬
‫مرحل &&ة واح &&دة معين &&ة من عم &&ره ب &&ل تس &&تمر لتش &&مل ك &&ل حيات &&ه وس &&نين عم &&ره وب &&ذلك يمكن‬
‫الق&&ول ب&&أن التربي&&ة تع&&ني عملي&&ة اس&&تغالل إيج&&ابي إلمكاني&&ات الف&&رد وتوجي&&ه نم&&وه في إط&&ار‬
‫الجماعة والمجتمع اللذين ينتمي إليهما‬

‫إن التربي&&ة عملي&&ة تتكام&&ل فيه&&ا المعرف&&ة والس&&لوك وله&&ذا يجب أن ينص&&ب االهتم&&ام على ك&&ل‬
‫النواحي المعرفي&&ة والعملي&&ة التطبيقي&&ة وإ ال فق&&دت التربي&ة معناه&ا وغاياته&&ا‪ .‬فهم&ا يتمي&ان ل&&دى‬
‫الف &&رد التفك &&ير العلمي واكتس &&اب االتجاه &&ات العلمي &&ة والتفك &&ير والنق &&د العقالني‪ ،‬وه &&و ه &&دف‬
‫التربي& & &&ة المعاص& & &&رة في مس& & &&اعدة الف& & &&رد على اكتس& & &&اب المعرف& & &&ة وال& & &&وعي من مص& & &&ادرها‬
‫واستخدامها وظيفيا وعلميا‪.‬‬

‫وبتحليل المفهوم الشامل للتربية نجد أنه ذو أبعاد ثالثة هي‪:‬‬

‫‪ -1‬البعد النفسي‪ :‬ويهتم بدراسة شخصية الفرد واستعداداته وقدراته وخبراته‪.‬‬

‫ماضيا وحاضرا ومستقبال وما يعتريه من رغبة في التطور والنمو‪ -2 .‬البعد االجتم&&اعي‪:‬‬
‫فالتربية عملية تنشئة اجتماعية تسعى إلى تحقق أهداف‬

‫المجتمع وتوجه سلوك األفراد وجهة اجتماعية ضمن النمط الثقافي‬

‫واالجتم&&اعي ال&&ذي يرتض&&يه‪ -3 .‬البع&&د التك&&املي‪ :‬ويع&&ني أن التربي&&ة تس&&تهدف النم&&ر الكام&&ل‬
‫المتوازن للفرد‬
‫حس &&ميا وعقلي &&ا وخلقي &&ا واجتماعي &&ا‪ ،‬فالتربي &&ة ه &&ذا المع &&نى تنظ &&ر إلى اإلنس &&ان على أن &&ه ك &&ل‬
‫متكامل الجوانب‪ ،‬وله حاجاته المتعددة‪ ،‬أما وظيف&ة التربي&ة فهي إش&باع وتلبي&ة تل&ك المط&الب‬
‫والحاجات والجوانب في توازن وتكامل بحيث ال يطغی أي منهما على اآلخر)‪.‬‬

‫إن اختالف المف &&اهيم الس &&ابقة يع &&ود إلى اختالف النظ &&رات أو الفلس &&فات ال &&تي انطلقت منه &&ا‪،‬‬
‫فكل يتناوله من زاوية معينة‪ .‬وهو من منطلق جدلي يعتم&د الناحي&ة الفكري&ة والنظري&ة فق&ط‪،‬‬
‫ول&&ذلك ف&&إن المفه&&وم الش&&امل للتربي&&ة ينظ&&ر ل&&ه من م&&دخل ش&&مولي وواقعی کام&&ل م&&ع اعتب&&ار‬
‫األوضاع االجتماعية والمتغيرات التي تتحكم فيها‪.‬‬

‫إن المتعلم حينم &&ا يحض &&ر إلى المدرس &&ة ال يحض &&ر مج &&زا ب &&ل كال متك &&امال‪ ،‬وتتفاع &&ل جمي &&ع‬
‫جوانب&ه ومكونات&&ه الجس&مية‪ ،‬والوجداني&&ة‪ ،‬والعقلي&&ة‪ ،‬والنفس&&ية م&&ع بعض&ها بعض&&ا في المواق&ف‬
‫التربوي&&ة والتعليمي&&ة‪ &،‬في وس&&يلة إلى بل&&وغ الشخص&&ية المتكامل&&ة والمتوازن&&ة ال&&تي تحت&&اج إلى‬
‫نمو جميع ج&وانب شخص&ية اإلنس&ان وهي الج&وانب الجس&دية والعقلي&&ة واالنفعالي&&ة والروحي&&ة‬
‫واألخالقية واالجتماعية)‬

‫يتضمن المفهوم الشامل للتربية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن وظيفة التربية هي إشباع حاجات اإلنسان من جميع جوانبها بصورة‬

‫متوازن&ة ومتكامل&ة‪ -2 .‬أن يتن&اول اإلنس&ان المتعلم على أس&اس أن&ه عض&و في المجتم&ع وأن‬
‫المجتمع بدوره‬

‫ه&و مجموع&ة من األف&راد أي تحقي&ق الت&وازن بين أعض&ائه‪ -3 .‬أن ينطل&ق من الفط&رة ال&تي‬
‫أقرها اإلسالم فالتربية تنمي في المتعلم المواهب‬

‫واالس &&تعدادات وتوجهه &&ا توجه &&ا إيجابي &&ا‪ -4 .‬أن تك &&ون التربي &&ة عملي &&ة مس &&تمرة أي ممت &&دة‬
‫لجميع المراحل العمرية للمتعلم أو‬
‫اإلنس &&ان فال تتوق &&ف عن &&د مرحل &&ة م &&ا‪ ،‬يق &&وم به &&ا الكب &&ار بتعليم وتوجي &&ه وقي &&ادة الص &&غار‪ ،‬وال‬
‫ترتبط بشهادة علمية ألن تنمية الشخصية غير مقيدة أو محددة بح&&دود‪ -5 .‬تن&&اول الج&&وانب‬
‫السلوكية للمتعلم بواقعية أنه كائن يتذكر ويتخيل ويفكر‬

‫وينظر إلى المس&&تقبل ويق&&وم بس&&لوكيات متع&&ددة في ض&&وء الخ&&برات ال&&تي يكتس&&بها‪ -6 .‬البع&&د‬
‫اإلنسان العالمي وهو توجه أخذ يتعمق في ثقافات المجتمعات البشرية‬

‫عبر وسائل االتصال المتقدمة التي أدت إلى مزيد من التفاهم ال&&دولي‪ ،‬والع&&المي‪ ،‬واالطالع‬
‫على الثقاف&&ات المختلف &&ة‪ ،‬والتج&&ارب اإلنس&&انية للش&&عوب على وج&&ه األرض وك&&ذلك التق&&ارب‬
‫الفكري في حل المشاكالت العالمية كتلوث البيئة ومحارب&&ة أس&&لحة ال&&دمار الش&&امل ومحارب&&ة‬
‫الفقر وحقوق اإلنسان والديموقراطية‬

‫وغيرها)‬

‫|‬

‫إن المفهوم الشامل للتربية بات ممكن التحقق إلى ح&&د كب&&ير إذا م&ا خرجن&&ا م&&ا خ&&ارج أس&&وار‬
‫المدرسة بل يتعدى ذلك إلى ميادين أخرى‪.‬‬

‫تعریف مقترح لمفهوم التربية‪:‬‬

‫التربية عملية مقصودة و مخطط لها ته&دف إلى إع&&داد الف&&رد للحي&اة في الحاض&ر والمس&تقبل‬
‫وتأهيل &&ه من كاف &&ة الج &&وانب الجس &&مية والعقلي &&ة والخلفي &&ة والنفس &&ية واالجتماعي &&ة والروحي &&ة‪،‬‬
‫واكتش &&اف مواهب &&ه وتنمي &&ة قدرات &&ه واس &&تعداداته‪ ،‬وإ كس &&ابه المه &&ارات والكفاي &&ات ال &&تي تناس &&به‬
‫وف &&ق قدرات &&ه وميول &&ه ليحق &&ق ذات &&ه في التكي &&ف م &&ع بيئت &&ه والمجتم &&ع ال &&ذي يعيش في &&ه‪ .‬أهمي &&ة‬
‫التربية‪:‬‬

‫ال غ &&رو أن للتربي &&ة دورا هام &&ا في حي &&اة المجتمع &&ات البش &&رية المتقدم &&ة والنامي &&ة على ح &&د‬
‫س&&واء‪ ،‬فق&&د ب&&رزت أهمينه&&ا من خالل تط&&ور تل&&ك المجتمع&&ات وتنميته&&ا اجتماعي&&ا واقتص&&اديا‬
‫وعلمي&&&ا بزي&&&ادة ق&&&درات أبنائه&&&ا والكش&&&ف عن م&&&واهبهم وإ ب &&داعاتهم ويمكنن &&ا ع &&رض أهمي &&ة‬
‫التربي &&ة في الج &&وانب التالي &&ة‪ :‬ا ‪ -1‬لق &&د أص &&بحت التربي &&ة اس &&تراتيجية مهم &&ة لتط &&ور ش &&عوب‬
‫الع&&الم وتحض&&رها‪ ،‬وال تق&&اس ق&&رة أي أم&&ة بم&&ا تملك&&ه من أدوات وأس&&لحة وث&&روات‪ ،‬ب&&ل بم&&ا‬
‫تملكه من قوة بشرية واعية ومدرب&&ة بفض&ل التعليم فيه&&ا‪ ،‬وأن التق&دم الص&&ناعي واالقتص&&ادي‬
‫و ازدیاد المعارف اإلنسانية لدى األمم بشكل عام هو نتائج للتربية والتعليم‪.‬‬

‫ومن هنا أصبحت التربية تمثل اهتماما قومي&&ا لك&&ل الحكوم&&ات والش&&عوب فأص&&بحت األنظم&&ة‬
‫التربوي&&ة تخض&&ع لتوجي&&ه ومراقب&&ة وإ ش&&راف الحكوم&&ات المركزي&&ة وإ ن ك&&انت تعطي للجه&&ات‬
‫والسلطات المحلية بعض هذه المسؤوليات ‪2‬‬

‫‪ -2‬التربية عامل مهم في التنمية الشاملة االقتص&ادية منه&ا واالجتماعي&ة‪ .‬فالعنص&ر البش&ري‬
‫أهم م & &&ا تمتلك & &&ه أي دول & &&ة من دول الع & &&الم فهي ال & &&تي تق & &&ود البالد نح & &&و التق & &&دم واالزده & &&ار‬
‫والتطوير‪ .‬والتربية من ناحية اقتصادية تساهم في زيادة الدخل‬

‫واإلنت& &&اج الق& &&ومي بم& &&ا ت& &&وفره من ك& &&وادر بش& &&رية منتج& &&ة‪ .‬إن الن& &&اتج االقتص& &&ادي من التعليم‬
‫أصبح أمرا مضمونا‪ .‬كما أن للتربية دورها الهام في التنمي&&ة االجتماعي&&ة المص&&احبة للتنمي&&ة‬
‫االقتص&&ادية‪ ،‬وذل&&ك من خالل ش&&عور األف&&راد بعالق&&ات اجتماعي&&ة فيم&&ا بينهم إذ تف&&رض عليهم‬
‫القي&&ام ب&&أدوار المواطن&&ة الص&&الحة‪ ،‬وممارس&&ة الحق&&وق والواجب&&ات العائلي&&ة الوطني&&ة والقومي&&ة‬
‫والسياسية والمعتمدة على درجة النض&&ج ال&&تربوي والتعليمي وال&&وعي الثق&&افي والفك&&ري ل&&دى‬
‫األف&&راد‪ .‬فالتنمي&&ة االجتماعي&&ة ته&&دف إلى تحقي&&ق الحي&&اة األفض&&ل للمجتم&&ع عام&&ة عن طري&&ق‬
‫المشاركة الفعالة ألفراده ‪.‬‬

‫‪ -3‬التربية عملية ضرورية للوحدة بين أفراد المجتمع الواحد قوميا واجتماعيا ووطني&&ة‪ ،‬إذ‬
‫ود االتجاهات بين األفراد وتساهم في تقليص النزعات الفكرية والثقافية والدينية ل&&ديهم كم&&ا‬
‫تساعد في خلق أفراد متوحدين فكريا وثقافيا مما يزيد في تفاعلهم وتف&&اهمهم وبالت&&الي تعم&&ل‬
‫على إذاب&&ة الف&&وارق بين الطبق&&ات والفئ&&ات االجتماعي&&ة بحيث يص&&بح معي&&ار التف&&وق والتم&&يز‬
‫في المهارات والعمل هو أساس الحكم على الفرد ال على أساس الحسب والكسب والثروة‪.‬‬
‫‪ -4‬التربي&&ة عملي&&ة ض&&رورية لتحقي&&ق الديموقراطي&&ة‪ .‬فالتربي&&ة والتعليم يح&&رران اإلنس&&ان من‬
‫قي&&ود العبودي&&ة والجه&&ل‪ ،‬وهم&&ا ال يعمالن في ظ&&ل األمي&&ة أو التخ&&دلف‪ .‬ل&&ذلك الب&&د أن تك&&ون‬
‫المدرس&&ة المن&&اخ المالئم الكتس&&اب متطلب&&ات الحي&&اة الديموقراطي&&ة الواعي&&ة والمس&&ؤولة‪ .‬ذل&&ك‬
‫ألن الديموقراطية قيم وعالقات وأس&اليب تفك&ير وض&وابط& ممارس&ات إذ خالله&ا يجم&ع الف&رد‬
‫بين حريته ومسؤوليته)‪.‬‬

‫‪ -5‬التربية عملية ضرورية للمحافظة على ثقافة المجتمع وثرائه واس&&تمرارها‪ .‬حيث تلعب‬
‫التربي&&ة دورا حاس&&ما في نق&&ل ال&&تراث من جي&&ل إلى جي&&ل‪ .‬وه&&ذا ال&&دور من&&اط بالمدرس&&ة فق&&وة‬
‫المجتم &&ع واس &&تمراره ال تعتم &&د على الق &&راءة والكتاب &&ة وتعلم العل &&وم والفن &&ون فحس &&ب وإ نم &&ا‬
‫تعتم& &&د على مجموع& &&ة الس& &&لوكيات واالتجاه& &&ات والقيم ال& &&تي تغرس& &&ها المدرس& &&ة في الناش& &&ئة‬
‫واحترام العادات والتقاليد والنظم التي يرتضيها‬

‫المجتمع ليصبح هوالء األفراد أعضاء عاملين ومشاركين في تقدم وفضة مجتمعهم‪.‬‬

‫ولعل أساليب الحياة وأنماط التفكير المختلف&ة والقيم واالتجاه&ات ال تنتق&ل من جي&ل إلى جي&ل‬
‫آخ&&ر انتق&&اال بيولوجي&&ا وراثي&&ا ب&&ل تنتق&&ل عن طري&&ق المش&&اركة والتلقين والتعليم ال&&ذي يح&&دث‬
‫عبر المؤسسات االجتماعي&ة ومنه&&ا المدرس&ة‪ ،‬وب&ذلك يض&&من المجتم&&ع م&ذا بق&&اء أنم&اط حيات&ه‬
‫واستمرارها وتطورها‬

‫‪ -6‬التربي& &&ة عام& &&ل ه& &&ام في إح& &&داث عملیات ارتق& &&اء األف& &&راد في الس& &&لم االجتم& &&اعي داخ& &&ل‬
‫مجتمع& &&اتهم فهي تزي& &&د من نوعي& &&ة ت& &&أهيلهم مق& &&دار م& &&ا يحص& &&لون علي& &&ه من مس& &&توى التعليم‬
‫والت&دريب‪ ،‬وهك&&ذا تتحس&ن دخ&ولهم وت&&زداد خ&&براتهم المعرفي&ة والمه&ارات العملي&ة ال&تي تل&بي‬
‫حاجة سوق العمل مما يزيد في موقع الفرد االجتماعي رقيا ()‪.‬‬

‫والتربي &&ة تعم &&ل على ترقي &&ة أذواق الف &&رد واهتمامات &&ه وتزي &&د من طموحات &&ه وتوقعات &&ه بحيث‬
‫يؤدي كل ذلك إلى زيادة ترقيه في السلم االجتماعي أيضا‪ .‬لماذا التربية؟‬
‫إنها عملية ضرورية لكل من الفرد والمجتمع مع&&ا‪ .‬وت&&زداد حاج&&ة اإلنس&ان له&ا كلم&&ا تحض&&ر‬
‫وتزداد حاجته إلى التربية لمواجهة الحياة ومتطلباقا وتنظيم السلوكيات والممارسات العام&&ة‬
‫من أج&&ل أن يعيش في حال&&ة تكي&&ف م&&ع مجتمع&&ه‪ .‬ويمكن أن نلخص ض&&رورة التربي&&ة للف&&رد‬
‫بالنقاط التالية‪ -1 :‬التربية وحاجة الفرد لها‬

‫أ‪ -‬من خالل التربية ينتقل التراث الثق&افي بم&ا يش&تمل علي&ه من ع&ادات وتقالي&د وقيم وأنم&اط‬
‫سلوكية وأس&اليب تفك&ير وعقائ&&د‪ ،‬إذ ال ينتق&&ل ك&ل ه&&ذا بطريق&ة وراثي&&ة بيولوجي&&ة ولكن&ه ينتق&ل‬
‫ويكتب نتيجة لعمليات التربية والتعليم والعيش ضمن‬

‫جماع&&ة من الن&&اس‪ ،‬ومن ثم ف&&إن الف&&رد دون التربي&&ة ال يس&&تطيع أن يكتس&&ب أو يتعلم أو يفهم‬
‫ثقاف&ة المجتم&ع ال&ذي يعيش في&ه واالن&دماج في مص&الحه وأهداف&ه وأس&اليب حيات&ه‪ .‬إن التربي&ة‬
‫تعم& &&ل على بل& &&ورة شخص& &&ية إنس& &&انية ناض& &&جة من خالل مراح& &&ل تربيت& &&ه‪ ،‬وتعليم& &&ه وجمل& &&ة‬
‫المعارف والمهارات والسلوكيات المتضمنة‬

‫ب‪ -‬يحت&&اج الف&&رد من&&ذ والدت&&ه إلى الرعاي&&ة داخ&&ل األس&&رة ومن ثم في المدرس&&ة ويعتم&&د في‬
‫كل هذا على اآلخرين وبخاصة خالل مرحلة الطفولة المبكرة؛ ألنه ال يملك عند مولده قوة‬
‫فطرية أو طبيعية خاصة بالكفاية والضبط الحركي أو االجتماعي‪.‬‬

‫والطف&&ل في ه&&ذه المرحل&&ة يعتم&&د على الراش&&دين ليكتس&&ب منهم الوس&&ائل االجتماعي&&ة والنض&&ج‬
‫الثق&&افي بفع&&ل عملي&&ة التنش&&ئة االجتماعي&&ة ال&&تي هي التربي&&ة نفس&&ها‪ ،‬مم&&ا يس&&اعده على رعاي&&ة‬
‫نفسه والتفاعل مع أفراد مجتمعه‪.‬‬

‫ج‪ -‬إن تعقيدات الحياة البشرية وحاجته إلى التطور تطلب رعاية نم&و وتط&&ور الطف&&ل مادي&ا‬
‫وروحي &&ا‪ ،‬واجتماعي &&ا ليتكي &&ف م &&ع ظ &&روف الحي &&اة‪ .‬ول &&ذلك ك &&انت التربي &&ة ض &&رورية لحي &&اة‬
‫األف &&راد خالل ف &&ترة الطفول &&ة حيث ع &&دهم دور الحض &&انة للم &&دارس والمؤسس &&ات التعليمي &&ة‪،‬‬
‫وتفعل عنصر المرونة في أفكارهم واتجاهاتم وأعم&&الهم ح&تى يص&&بحوا ق&ادرين على تك&ييف‬
‫أنفس& &&هم تبع& &&ا للتغ& &&يرات والتب& &&دالت ال& &&تي تج& &&ري ح& &&ولهم في مختل& &&ف مج& &&االت الحي& &&اة‪-2 .‬‬
‫ضرورة التربية للمجتمع‬
‫ا‪ -‬االحتفاظ بالتراث الثقافي‪ ،‬للمجتمع ونق&ل ه&&ذا ال&تراث الم&تراكم ع&&بر الس&نين إلى األحي&ال‬
‫إذ مين التربي& &&ة لتقب& &&ل ه& &&ذا ال& &&تراث الثق& &&افي؛ ألن في ذل& &&ك خ& &&ير المجتم& &&ع وص& &&الحه وس& &&د‬
‫احتياجات&&ه وتحقي&&ق آمال&&ه وأهداف&&ه وه&&ذا ال يتم إال عن طري&&ق التربي&&ة فهي تؤهل&&ه لمث&&ل ه&&ذه‬
‫المهمة‬

‫المجتمع ليصبح هوالء األفراد أعضاء عاملين ومشاركين في تقدم وفضة مجتمعهم‪.‬‬

‫ولعل أساليب الحياة وأنماط التفكير المختلف&ة والقيم واالتجاه&ات ال تنتق&ل من جي&ل إلى جي&ل‬
‫آخ&&ر انتق&&اال بيولوجي&&ا وراثي&&ا ب&&ل تنتق&&ل عن طري&&ق المش&&اركة والتلقين والتعليم ال&&ذي يح&&دث‬
‫عبر المؤسسات االجتماعي&ة ومنه&&ا المدرس&ة‪ ،‬وب&ذلك يض&&من المجتم&&ع م&ذا بق&&اء أنم&اط حيات&ه‬
‫واستمرارها وتطورها‬

‫‪ -6‬التربي& &&ة عام& &&ل ه& &&ام في إح& &&داث عملیات ارتق& &&اء األف& &&راد في الس& &&لم االجتم& &&اعي داخ& &&ل‬
‫مجتمع& &&اتهم فهي تزي& &&د من نوعي& &&ة ت& &&أهيلهم مق& &&دار م& &&ا يحص& &&لون علي& &&ه من مس& &&توى التعليم‬
‫والت&دريب‪ ،‬وهك&&ذا تتحس&ن دخ&ولهم وت&&زداد خ&&براتهم المعرفي&ة والمه&ارات العملي&ة ال&تي تل&بي‬
‫حاجة سوق العمل مما يزيد في موقع الفرد االجتماعي رقيا ()‪.‬‬

‫والتربي &&ة تعم &&ل على ترقي &&ة أذواق الف &&رد واهتمامات &&ه وتزي &&د من طموحات &&ه وتوقعات &&ه بحيث‬
‫يؤدي كل ذلك إلى زيادة ترقيه في السلم االجتماعي أيضا‪ .‬لماذا التربية؟‬

‫إنها عملية ضرورية لكل من الفرد والمجتمع مع&&ا‪ .‬وت&&زداد حاج&&ة اإلنس&ان له&ا كلم&&ا تحض&&ر‬
‫وتزداد حاجته إلى التربية لمواجهة الحياة ومتطلباقا وتنظيم السلوكيات والممارسات العام&&ة‬
‫من أج&&ل أن يعيش في حال&&ة تكي&&ف م&&ع مجتمع&&ه‪ .‬ويمكن أن نلخص ض&&رورة التربي&&ة للف&&رد‬
‫بالنقاط التالية‪ -1 :‬التربية وحاجة الفرد لها‬

‫أ‪ -‬من خالل التربية ينتقل التراث الثق&افي بم&ا يش&تمل علي&ه من ع&ادات وتقالي&د وقيم وأنم&اط‬
‫سلوكية وأس&اليب تفك&ير وعقائ&&د‪ ،‬إذ ال ينتق&&ل ك&ل ه&&ذا بطريق&ة وراثي&&ة بيولوجي&&ة ولكن&ه ينتق&ل‬
‫ويكتب نتيجة لعمليات التربية والتعليم والعيش ضمن‬
‫ب‪ -‬تفعي&&&ل وتعزي&&&ز ال&&&تراث الثق&&&افي‪ ،‬إذ الب&&&د من تعزي &&ز ه &&ذا ال &&تراث االن رفي المجتم &&ع‬
‫وتقدم&&&ه يعتم&&&دان على عملي&&&ة تنمي&&&ة ال&&&تراث الثق&&&افي لدي &&ه‪ ،‬وتخليص &&ه وتنقيت &&ه من العي &&وب‬
‫والشوائب التي تك&ون أحيان&ا معطل&ة لنم&وه وازده&اره ومض&ئه‪ ،‬وه&ذا العبء يق&ع على ع&اتق‬
‫التربية التي إذا لم تقم هذه المسؤولية فإنها تصبح أداة تخلف‬

‫وتعطيلدا‬

‫أنماط التربية‪:‬‬

‫يمكن تصنيفها في أربعة أنماط هي ‪ -1 :‬التربية التلقائية‪:‬‬

‫يعرض (مرعي وآخرون) هذا النمط من التربية على الشكل التالي‪:‬‬

‫إن التربي &&ة التلقائي &&ة من أق &&دم أن &&واع التربي &&ة‪ ،‬وأش &&كالها حيث الزمت الف &&رد من &&ذ وج &&وده في‬
‫البيئ &&ة الطبيعي &&ة كك &&ائن حي لدي &&ه الق &&درة على التعلم‪ ،‬وثم &&ر في البيئ &&ة االجتماعي &&ة من &&ذ ك &&ان‬
‫لألف& &&راد نفس الق& &&درة على التراب& &&ط والعيش في جماع& &&ات وم& &&ازالت ح& &&تى وقتن& &&ا الحاض& &&ر‪،‬‬
‫والتربي& &&ة التلقائي& &&ة في التربي& &&ة ال& &&تي يتع& &&رض إليه& &&ا الف& &&رد من خالل مالحظات& &&ه ومش& &&اهدته‬
‫وإ دراكه لحريات الحياة االجتماعية وظواهرها الطبيعية حوله بص&&ورة تلقائي&&ة ب&&دون تنظيم‪،‬‬
‫أو توجيه من سلطة رسمية‪ .‬وكان يعتمد هذا النوع من التربية يوم كانت المجتمعات تتميز‬
‫بالبس&&اطة س&&واء في حض&&ارتها‪ ،‬أو ثقافته&&ا أو عاداته&&ا وتقالي&&دها‪ ،‬على تقلي&&د الص&&غار للكب&&ار‬
‫في أفعالهم‪ ،‬ونشاطاقم وبخاصة تلك المتعلقة بالصيد والرعي والزراعة& والحرف البس&&يطة‪،‬‬
‫وذلك ألن الجماعات البشرية كانت تشكل وحدات اقتص&&ادية واجتماعي&&ة متماس&&كة يلعب ك&&ل‬
‫فرد دوره الخاص‪ ،‬أو العام بشكل يؤثر في النشاط الكلي للجماعة‪،‬‬

‫ولذلك لم تكن التربية التلقائية محددة بزمان أو مكان أو منهج محدد‪.‬‬

‫وعلى ال&&رغم من تعق&&د الحي&&اة المعاص&&رة‪ ،‬إال أن ه&&ذا النم&&ط من التربي&&ة م&&ا زال يم&&ارس في‬
‫وقتن&&ا الحاض&&ر‪ ،‬ول&&و بص&&ورة ض&&يقة‪ ،‬حيث يتعلم اإلنس&&ان من البيئ&&ة الطبيعي&&ة واالجتماعي&&ة‬
‫بفع &&ل تفاعل &&ه معه &&ا في بعض األحي &&ان‪ ،‬ولم تع &&د التربي &&ة التلقائي &&ة تتالءم م &&ع تربي &&ة اإلنس &&ان‬
‫المعاص & &&ر بس & &&بب تعق & &&د النظ & &&ام الحض & &&اري في المجتمع & &&ات الحالي & &&ة ‪ -2‬التربي & &&ة النظامي & &&ة‬
‫والتربية المقصودة& أو الرسمية)‪:‬‬

‫يتفق (صبحي أبو حاللة) مع (مرعي وآخرون) في أن هذا النوع من التربية النظامي&ة إنم&&ا‬
‫هي تلك التربية التي تقوم على ضبط عملية التربية والتعليم‪ ،‬وتوجيهها نحو أهداف مح&&ددة‬
‫يمكن تحقيقه&&ا في حي&&اة األف&&راد أو الناش&&ئة على أي&&دي هيئ&&ة مدرب&&ة‪ ،‬ومع&&دة إع&&دادا أكادمي&&ا‪،‬‬
‫ومهنيا لهذه المهنة‪ ،‬وذلك من خالل منهج دراسي محكم التخطيط والتنفيذ مترافق مع م&&واد‬
‫و وسائل وطرائق مناسبة‪ ،‬وبرامج تعليمية و أبنية و تسهیالت عدة ومناسبة‪.‬‬

‫إن انتقال و تغير المجتمعات من البساطة في أنظمته&&ا‪ ،‬ووس&&ائلها‪ ،‬وأدوام&&ا وأنم&&اط المعيش&&ة‬
‫فيه&&ا إلى التعقي&&د‪ ،‬والتط&&ور أدى إلى انتم&&اء الف&&رد إلى جماع&&ات ذات وظ&&ائف معين&&ة ومنه&&ا‬
‫حاج &&ة الف &&رد إلى جماع &&ة‪ ،‬أو مؤسس &&ة ت &&ؤدي إلى عملي &&ة نق &&ل ال &&تراث الثق &&افي من األجي &&ال‬
‫الحالي&&ة إلى األجي&&ال القادم&&ة‪ ،‬فك&&انت التربي&&ة الرس&&مية أو التربي&&ة المقص&&ودة‪ &.‬وأخ&&يرا ك&&انت‬
‫المدرس&&ة بك&&ل مس&&توياتها تق&&وم بالتربي&&ة النظامي&&ة وأخ&&ذت التربي&&ة المدرس&&ية مكانته&&ا واهتم&&ام‬
‫المجتمعات ما؛ ألنه&&ا أص&بحت الوس&&يلة الفعال&&ة النق&ل حص&يلة ال&&تراث ومص&&ادر المعرف&&ة بين‬
‫أف&&راد المجتم&&ع الواح&&د‪ ،‬وق&&د أخ&&ذ جي&&ل الص&&غار منه&&ا يتعلم المع&&ارف والمه&&ارات والخ&&برات‬
‫بصورة منظمة ومقصودة خالل فترات زمنية محددة‪ ،‬ومما زاد في تس&&هيل مهم&&ة المدرس&&ة‬
‫اخ &&تراع الطباع &&ة وبالت &&الي توثي &&ق وطباع &&ة م &&واد "ال &&تراث الثق &&افي" المختلف &&ة وتق &&ديمها إلى‬
‫الناشئة الصغار بصورة فعالة وميسرة‬

‫ولكن التفج&&ر المع&&رفي وث&&ورة التكنولوجي&&ا جعال التربي&&ة المدرس&&ية غ&&ير ق&&ادرة على تحم&&ل‬
‫مس&&&ؤولية عملي&&&ة التربي&&&ة بص&&&ورة تتناس&&&ب م&&&ع ض&&&خامة ال &&تراث الثق &&افي وتن &&وع الخ &&برات‬
‫الحيانية اليومية داخل المجتمع الواحد‪.‬‬

‫وأخذت تنميل أو تمتم ب&القوالب الفكري&ة والمف&اهيم المح&ردة‪ ،‬وأخ&ذت تنع&زل ش&يئا فش&يئا عن‬
‫عالم الخبرات الحقيقية والحياتية التي تتطلب حياة ذلك المجتمع‪.‬‬
‫ويمكنن & &&ا الق & &&ول أن التربي & &&ة النظامي & &&ة لم تع & &&د وح & &&دها كافي & &&ة لتحقي & &&ق األغ & &&راض التربوي & &&ة‬
‫واالجتماعي&&ة المطلوب&&ة في وقت متس&&ارع يتناس&&ب م&&ع متطلب&&ات ه&&ذا العص&&ر‪ ،‬ل&&ذا فالب&&د من‬
‫التنس&&يق بين جمي&&ع األط&&راف والمؤسس&&ات االجتماعي&&ة لمعادل&&ة جدي&&دة تؤك&&د مفه&&وم الت&&وازن&‬
‫والتكامل والمشاركة في إنجاح عملية التربية داخل المجتمع‪ -3 .‬التربية غير النظامية‪:‬‬

‫يكتس&&ب الف&&رد القيم واالتجاه&&ات‪ ،‬والمع&&ارف‪ ،‬والخ&&برات بش&&كل غ&&ير منظم أو غ&&ير مقص&&ود‬
‫من خالل تجاربه الخاصة أو من خالل تفاعله مع بيئته ومجتمعه‪ ،‬وما فيهما من مؤسسات‬
‫تتمث& & &&ل في األس& & &&رة ووس& & &&ائل اإلعالم المختلف& & &&ة ومراك& & &&ز الت& & &&دريب والجمعي& & &&ات والن& & &&وادي‬
‫والمساجد وغيرها‪.‬‬

‫وله&&ذه المؤسس&&ات أدوار اجتماعي&&ة تس&&اعد في ت&&دعيم األه&&داف التربوي&&ة وتحقيقه&&ا من خالل‬
‫ما تقدمه من خيرات تعليمية ومواقف تربوية بغرض تحقي&&ق أه&&دافها األساس&&ية س&&واء ك&&انت‬
‫هذه األهداف علمية أو أدبية أو ثقافية أو فنية أو رياضية أو اقتصادية أو اجتماعية‪.‬‬

‫وتتم&&يز التربي&&ة غ&&ير النظامي&&ة بم&&ا يلي ‪ -1 :‬إنم&&ا ذات ط&&ابع غ&&ير رس&&مي أي انتق&&ائي‪-2 .‬‬
‫تتسم بالتنوع من حيث األهداف والبرامج والتدريب والتعليم غير مقيد‬

‫بمك& &&ان أو مهن& &&ة أو مرحل& &&ة عمري& &&ة معين& &&ة‪ - .‬إنم& &&ا أك& &&ثر انفتاح& &&ا على الحي& &&اة من التربي& &&ة‬
‫الرسمية أو النظامية وهذا ما يمنحها‬

‫مرون &&ة وتوافق &&ا أك &&ثر م &&ع س&&&وق العم&&&ل ومتغيرات&&&ه العص &&رية‪ -4 .‬التربي &&ة تهتم بالحاض &&ر‬
‫وبالمستقبل ولكن تركيزها يكون حول اهتمامات‬

‫وحاج&&ات وظ&&روف األف&&راد‪ - .‬في ه&&ذه التربي&&ة تت&&وفر مج&&االت أو ف&&رص لإلب&&داع الف&&ردي‬
‫وتطوير األساليب‪ -4 .‬التربية المستمرة (المستدامة)‪:‬‬

‫ا ع &&رف التربي &&ة المس &&تمرة بأم &&ا تل &&ك العملي &&ة المس &&تمرة الالزم &&ة لتنمي &&ة الف &&رد ط &&وال حيات &&ه‬
‫سواء بطريقة مباشرة أو غير مباش&رة‪ ،‬وبطريق&ة نظامي&ة أو غ&ير نظامي&ة في جمي&ع مراح&ل‬
‫العمل بحيث تكون هذه التربية مرادفة للحياة وتطوراتها ومستمرة مدى الحياة حتى يتح&&ول‬
‫المجتمع كله إلى مجتمع متعلم أو محتمع بتعلم ويعلم)‪.‬‬

‫والتربي &&ة المس &&تمرة قديم &&ة ق &&دم اإلنس &&ان نفس &&ه‪ ،‬ف &&األفراد ك &&انوا وال يزال &&ون بعلم نظ &&امي أو‬
‫بدون&&ه يواص&&لون التعليم والت&&دريب طيل&&ة حي&&اهم (اطلب&&وا العلم من المه&&د إلى اللح&&د) وبحثن&&ا‬
‫القرآن الكريم على هذا النمط التربوي بقوله تعالى‪ { :‬وما أوتيم بين العلم إال قليال ‪. .‬‬

‫فليس لصحيح البدن والعق&ل ع&ذر في طلب العم&ل مهم&ا بل&غ من العم&ر‪ .‬ف&التغيرات الس&ريعة‬
‫ال&&تي تعرض&&ت له&&ا المجتمع&&ات الحديث&&ة من ج&&راء الث&&ورة المعرفي&&ة والتكنولوجي&&ة جعلت من‬
‫التربي &&ة أو التعليم أم &&را غ &&ير ك &&اف مهم &&ا ك &&انت مدن &&ه اإلع &&داد األف &&راد وإ كس &&ابهم المه &&ارات‬
‫والمعارف الالزمة الستمرار الحياة‪ ،‬إما لعدم‬

‫كفاية مدة التعليم نفسه‪ ،‬أو للتغير السريع في حقل المعرفة المتفج&&رة بفع&ل ث&&ورة المعلوم&&ات‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬ولذلك يتحتم على الفرد أن يكون ق&&ادرة على اس&&تيعاب أي&&ة حق&&ائق ومعلوم&&ات‬
‫جديدة‪ ،‬وبخاصة في حقل تخصصه وأن يكون مطورة‬

‫المهارات&&ه ال&&تي يمتلكه&&ا ح&&تى يس&&تطيع التكي&&ف م&&ع الحي&&اة المتغ&&يرة من خالل ترك&&يز التعلي‬
‫ووس&&ائطه المختلف&&ة على إكس&&اب المتعلم ط&&رق التعلم ال&&ذاتي‪ ،‬والتحص&&يل ال&&ذاتي ال&&ذي ي&&وفر‬
‫ل&&ه فرص&&ة أك&&ثر للنم&&و المهن والثق&&افي من خالل المؤسس&&ات التربوي&&ة والتعليمي&&ة المختلف&&ة‪.‬‬
‫وب&&ذلك ف&&إن التربي&&ة المس&&تمرة ه&&ذا المفه&&وم تنض&&من ج&&وانب مختلف&&ة وتتطلب تغي&&يرات كث&&يرة‬
‫في نظم التعليم الحالي& &&ة لنص& &&بح أدوات حرك& &&ة وتغي& &&ير‪ ،‬ويتغ& &&ير فيه& &&ا دور المعلم من ناق& &&ل‬
‫للمعرف & &&ة ومص & &&در للس & &&لطة في الص & &&ف إلى دور المرش & &&د والموج & &&ه والمستش & &&ار في حف & &&ل‬
‫تخصص & &&ه‪ .‬وتظه & &&ر هن & &&اك اس & &&تراتيجيات وأس & &&اليب جدي & &&دة في التعلم ترك & &&ز على التربي & &&ة‬
‫المس& &&تمرة ومب& &&دأ التعلم ال& &&ذاتي ال& &&ذي يق& &&ود اإلنس& &&ان إلى أن يص& &&بح ق& &&ادرا على البحث عن‬
‫المعرفة وتحصيلها بنفسه‪ ،‬أي يجعل التعليم بتركز حول "تعلم اإلنسان كيف يتعلم"‪ ،‬كم&&ا أن‬
‫المدرس& &&ة نس& &&تطيع أن تس& &&هم في تحقي& &&ق مفه& &&وم التربي& &&ة المس& &&تمرة ط& &&وال العم& &&ر من خالل‬
‫المجاالت التالية ‪ -! " :‬تدريب الطالب على أنماط التفك&ير وح&ل المش&كالت وطرائ&ق جم&ع‬
‫المعلومات‬

‫وأن يتعلم الف& &&رد كي& &&ف يتعلم وذل&&&ك من خالل إكس& &&ابه ق& &&درات التبص& &&ر واإلب& &&داع واالبتك& &&ار‬
‫وتنظيم العمل وغرس عادات الحوار والنقد والتعاون‬

‫والبحث والتفك&&ير الس&&ليم‪ -2 .‬ت&&دريب الطالب على اكتس&&اب ع&&ادات دراس&&ية ص&&حيحة‪-3 .‬‬
‫تزويدهم بالوسائل واألدوات والحوافز التي تجعلهم مقبلين دائما على التعليم‬

‫وأنماط التعلم الذاتي‪.‬‬

‫‪ -‬تع & &&ريفهم بمص & &&ادر المعرف & &&ة ووس & &&ائل اكتس & &&ابها‪ ،‬وت & &&دريبهم على توظيفه & &&ا في المواق & &&ف‬
‫الجدي & &&دة‪ -5 .‬إتاح & &&ة الف & &&رص المش & &&اركة جمي & &&ع الهيئ & &&ات الحكومي & &&ة‪ ،‬وغ & &&ير الحكومي & &&ة في‬
‫المجتمع‬

‫المحلي في برامجها من حيث التدريب والبحث وحل المشكالت‪ ،‬وتحسين طرائق التدريس‬
‫وأساليب التقويم وغيرها‪.‬‬

‫عالقة التربية بالعلوم األخرى‪:‬‬

‫ترتبط التربية ارتباطا وثيقا بكثير من العلوم اإلنسانية حيث تستمد منها أصولها ونظرياته&&ا‬
‫وقوانينه &&ا‪ ،‬وهي ال &&تي تس &&اعد الف &&رد على القي &&ام بعمل &&ه على الوج &&ه األكم &&ل‪ .‬فالتربي &&ة وبقي &&ة‬
‫العلوم اإلنسانية موضوعها اإلنسان وعالقته ببيئته الخارجي&&ة االجتماعي&&ة والطبيعي&&ة أي من‬
‫حيث ه&&و مخل&&وق‪ ،‬يعيش في مجتم&&ع ويتفاع&&ل م&&ع الجماع&&ة ويتأه&&ل لعم&&ل ويم&&ارس مهن&&ة‪،‬‬
‫ويتكيف مع حياته ومع المجتمع الذي يعيش فيه والبيئة الفيزيقية المحيطة به‪.‬‬

‫وعلي&&&ه ف&&&إن العم&&&ل ال&&&تربوي يتطلب ت&&&أهيال ثقافي&&&ا وعلمي &&ا ومس &&لكية مم &&يزة‪ ،‬ول &&ه جانب &&ان‪:‬‬
‫مع&&رفي وآخ&&ر مه&&نى‪ ،‬وله&&ذا يتطلب أن يك&&ون الم&&رء على معرف&&ة وعالق&&ة ب&&العلوم اإلنس&&انية‬
‫والفلس & &&فية واالجتماعي & &&ة ال & &&تي تفس & &&ر مختل & &&ف الظ & &&واهر النفس & &&ية والس & &&لوكية‪ ،‬واالجتماعي & &&ة‬
‫المتعلقة باإلنسان‪ ،‬ومن هن&ا يمكن الق&ول أن التربي&ة ذات عالق&ة وثيق&ة بكاف&ة ف&روع المعرف&ة‬
‫اإلنس&&&انية)‪ -1 .‬عالق&&&ة التربي&&&ة بالفلس&&&فة‪ :‬و م&&&ا بين التربي &&ة والفلس &&فة عالق &&ة وثيق &&ة‪ ،‬فه &&ذه‬
‫األخيرة تتعلق موضوعائقا بالوجود والقيم والمعرفة‪ ،‬وهي مس&&ائل متعلق&&ة مباش&&رة باإلنس&ان‬
‫ال &&ذي ه &&و موض &&وع التربي &&ة أيض &&ا‪ ،‬فالتربي &&ة تعتم &&د على نت &&ائج الفك &&ر الفلس &&في في تحدي &&دها‬
‫لحقيقية الوجود وتحديدها للقيم وللمعرفة‪ ،‬وما فلسفة التربية التي تعتم&&دها األنظم&&ة التربوي&&ة‬
‫لك& &&ل مجتم& &&ع أو أم& &&ة من األمم إال تطبيقي& &&ة عملي& &&ة لمختل& &&ف اآلراء والنظري& &&ات‪ ،‬واألفك& &&ار‬
‫الفلس &&فية له &&ذا المجتم &&ع وتل &&ك األم &&ة في مج &&ال العم &&ل ال &&تربوي من من &&اهج وط &&رق ت &&دريس‬
‫وأهداف تربوية‪.‬‬

‫إن الفك&&ر ال&&تربوي ه&&و الوج&&ه اآلخ&&ر للفلس&&فة ألن&&ه يق&&وم على تحدي&&د األه&&داف والغاي&&ات ال&&تي‬
‫يجب أن نصل إليها ونحققها‪ .‬ولعل هذا هر طريق الفلسفة ومحتواها‬

‫وباختصار فإن التربية ترتبط ارتباط&ا قوي&ا بالفلس&فة والفك&ر الفلس&في عن طري&ق التفك&ير في‬
‫وجود اإلنسان وتفاعله مع بيئته الطبيعية واالجتماعية‪ - .‬عالقة التربية بعلم النفس‪:‬‬

‫ب &&درس علم النفس س &&لوك اإلنس &&ان أي م &&ا يص &&در عن &&ه من أفع &&ال وحرك &&ات وأق &&وال أثن &&اء‬
‫تفاعل&&ه م&&ع بيئت&&ه وتكيف&&ه معه&&ا‪ .‬ومن هن&&ا فالص&&لة وثيق&&ة ج&&دا بين التربي&&ة ال&&تي ت&&درس عملي&&ة‬
‫تكي&&ف اإلنس&&ان م&&ع بيئت&&ه المحيط&&ة ب&&ه حيث العقب&&ات والمش&&اكل المادي&&ة واالجتماعي&&ة؛ ل&&ذلك‬
‫يضطر إلى أن يعدل من سلوكه ليتالءم مع ما يتع&&رض ل&ه من ظ&&روف ومواق&ف في ض&&وء‬
‫حاجاته وأهدافه وقدراته‪.‬‬

‫في التربي&&ة باألس&&س واأله&&داف ال&&تي تق&&وم عليه&&ا عملي&&ة التعلم الموض&&وع)‪ .‬أم&&ا كي&&ف تح&&دث‬
‫عملي &&ة التعلم فه &&ذا ش &&أن علم النفس الطريق &&ة) أي أن &&ه غ &&ني بدراس &&ة طبيع &&ة المتعلم وطبيع &&ة‬
‫عملية التعلم ذاقا وبكيفية حدوثها‬

‫ويحث علم النفس في مواض& &&يع له& &&ا عالق& &&ات مباش& &&رة بالعملي& &&ة التربوي& &&ة منه& &&ا‪ | :‬الف& &&روق‬
‫الفردي & &&ة‪ ،‬الطفول & &&ة والمراهق & &&ة‪ ،‬النم & &&ر‪ ،‬الشخص & &&ية والتعلم‪ .‬ولق & &&د ش & &&كل ظه & &&ور علم النفس‬
‫التربوي الذي يدرس الس&لوك اإلنس&اني خالل المواق&ف والعملي&ات التربوي&ة وبخاص&ة عملي&ة‬
‫التعليم والتعلم رافدا أساسيا للتخطيط لبرامج إع&&داد وتأهي&&ل المعلمين والم&&دربين والمش&&رفين‬
‫في مجال التربية والتعليم‪ - .‬عالقة التربية بعلم االجتماع‪:‬‬

‫مج& &&ال علم االجتم& &&اع ه& &&و دراس& &&ة العالق& &&ات بين األف& &&راد والتفاع& &&ل فيم& &&ا بينهم ونص& &&رفاقم‬
‫كأعض&&اء في الجماع&&ة‪ .‬فه&&و يرك&&ز على س&&لوك األف&&راد في المجتمع&&ات البش&&رية‪ ،‬ومن هن&&ا‬
‫تب &&دو ص&&&اله الوثيق&&&ة بالتربي&&&ة ال&&&تي محوره&&&ا عملي&&&ة تكت &&ف األف &&راد م &&ع البيئ &&ة االجتماعي &&ة‬
‫المحيطة بهم‪ .‬وعلم االجتم&&اع يس&&عى إلى تفس&&ير ق&وانين وقواع&&د الظ&&واهر االجتماعي&&ة س&واء‬
‫ك&انت على ش&&كل جماع&&ات أو مؤسس&ات ونظم اجتماعي&ة‪ .‬ب&&الطبع نس&تفيد التربي&&ة من النت&&ائج‬
‫والتطبيقات التي يتم التوصل إليها عن‬

‫طریق تلك القوانين والقواعد‪ ،‬وتحاول تطبيقها في الميدان التربوي‪.‬‬

‫لق&&د نب&&ه إمي&&ل دوركه&&ایم ع&&الم االجتم&&اع الفرنس&&ي إلى الحاج&&ة إلى م&&دخل اجتم&&اعي لدراس&&ة‬
‫التربي &&ة في مطل &&ع الق &&رن التاس &&ع عش &&ر‪ ،‬ألن نظري &&ة التربي &&ة ‪ -‬في رأي &&ه ‪ -‬ترتب &&ط بص &&ورة‬
‫شديدة وواضحة بعلم االجتماع أكثر من أي علم آخر‪.‬‬

‫ل &&ذا ح &&اول علم االجتم &&اع أن يح &&دد الق &&وانين ال &&تي تفس &&ر تط &&ور النظم التربوي &&ة في مراحله &&ا‬
‫المتتالي& &&ة في المجتمع& &&ات البش& &&رية‪ ،‬ل& &&ذلك يبحث ه& &&ذا العلم في العملي& &&ات االجتماعي& &&ة داخ& &&ل‬
‫المؤسسة التربوية‪ ،‬ووظيفتها في نق&ل ال&تراث الثق&&افي‪ ،‬وبن&&اء الشخص&ية االجتماعي&&ة وتفس&ير‬
‫العالق&&ات ال&&تي ترب&&ط بين األف&&راد في مجتمعهم ال&&تربوي كم&&ا يبحث في التف&&اعالت ال&&تي تتم‬
‫في تل&ك المؤسس&&ات واألدوار االجتماعي&&ة ال&تي تق&وم بم&&ا ‪ -4‬عالق&ة التربي&&ة ب&العلوم الحياتي&ة‬
‫(علم األحياء)‪:‬‬

‫ي&&درس علم األحي&&اء الكائن&&ات الحي&&ة ونش&&اطاتها ووظائفه&&ا الحيوي&&ة ال&&تي تم&&يز بين ك&&ائن حي‬
‫وآخ& &&ر‪ ،‬كم& &&ا يبحث في ق& &&وانين النم& &&و ل& &&دى ه& &&ذه الكائن& &&ات‪ .‬وفي ض& &&وء ذل& &&ك ف& &&إن العالق& &&ة‬
‫واالتص &&ال بين علم التربي &&ة وعلم األحي &&اء وثيق &&ة ج &&دا من حيث ص &&لتها باإلنس &&ان ال &&ذي ه &&و‬
‫موضوع دراسة هذين العلمين‪ .‬فالعمل التربوي الذي يس&&تهدف مس&اعدة المتعلمين& (األطف&&ال‬
‫على النم& &&و الجس& &&مي باإلض& &&افة إلى ج& &&وانب النم& &&ر األخ& &&رى ينبغي أن يك& &&ون على معرف& &&ة‬
‫بقوانين نمر هؤالء المتعلمين وأثر التغذية والنوم وسالمة األعضاء وسير الجه&&از العص&&بي‬
‫والتعب واإلره&&اق الجس&&دي وال&&ذهني والع&&ادات الص&&حية الس&&ليمة والفيتامين&&ات والهرمون&&ات‬
‫على نم&&و الوظ&&ائف الجس&&مية والعقلي&&ة حيث ي&&ترتب على ذل&&ك وض&&ع النش&&اطات والترتيب&&ات‬
‫التربوي &&ة والتعليمي&&ة& بداي &&ة من توزي &&ع الطالب على الص &&فوف وانتق &&اء ال &&برامج والنش &&اطات‬
‫المنهجي&&ة وغ&&ير المنهجي&&ة وال&&دوام المدرس&&ي بم&&ا يتناس&&ب م&&ع مراح&&ل العم&&ر المختلف&&ة وبني&&ة‬
‫أجسام‬

‫األطف& & &&ال أو المتعلمين في ض& & &&وء حاج& & &&اتهم الجس& & &&مية)‪ -5 .‬عالق& & &&ة التربي& & &&ة بعلم اإلنس& & &&ان‬
‫(األنثروبولوجيا) ‪:Anthropology‬‬

‫واألنثروبولوجي &&ا أو علم اإلنس &&ان ه &&و العلم ال &&ذي ي &&درس اإلنس &&ان من حيث تط &&وره وثقافت &&ه‬
‫وأنماط حياته في المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬

‫ل&&ذلك فعالق&&ة ه&&ذا العلم بالتربي&&ة وثيق&&ة من حيث أن وظيف&&ة التربي&&ة هي المحافظ&&ة على ه&&ذا‬
‫التراث‪ ،‬وتنقيحه‪ ،‬وتنقل&&ه إلى األجي&&ال القادم&&ة‪ ،‬وب&ذلك يه&دف علم األنثروبولوجي&&ا الثقافي&&ة أو‬
‫االجتماعية إلى دراسة اإلنسان ككائن اجتماعي‪ ،‬أو‬

‫حضاري كما يدرس أش&&كال الثقاف&&ة المختلف&&ة وأبني&&ة المجتمع&&ات البش&&رية وتطوره&&ا‪ ،‬ل&&ذا ف&&إن‬
‫التربية عنصر في غاية األهمية عند تناول تطور أي مجتمع بشري بالدراسة‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬يمكننا أن ننتقل إلى الخطوة التالية‪ ،‬وهي النظر في أهداف التربية‬

‫ثانيا‪ :‬األهداف العامة للتربية‬

‫بص&&رف النظ&&ر عن اختالف المجتمع&&ات من ج&&وانب كث&&يرة‪ ،‬ف&&إن ثم&&ة أه&&داف عام&&ة للتربي&&ة‬
‫في معظم المجتمعات ولعل أهم تلك األهداف تتمثل فيما يلي‪ -1 :‬تحقيق أهداف المجتمع‬

‫لكل مجتمع أهدافه وتطلعاته‪ ،‬نحتها من تاريخه ونضاله وواق&&ع تحديات&&ه وإ مكانات&&ه‪ ،‬وأجه&&زة‬
‫الس &&لطة في &&ه‪ ،‬وم &&دى خض &&وعها للض &&غوط الداخلي &&ة والخارجي &&ة‪ ،‬والجه &&ود الفكري &&ة المفكري &&ه‬
‫وشرعيه الذين بلووا تلك األهداف في سلم من األولويات‪ ،‬ودرجات من الترتيب‪.‬‬
‫ولكي نتع& &&رف على أه& &&داف بمحتم& &&ع م& &&ا فالب& &&د من أن تراج& &&ع بعض& &&ا من المص& &&ادر أهمه& &&ا‬
‫الدس & &&تور والق & &&وانين‪ ،‬والع & &&رف الس & &&ائد والتقالي & &&د الراس & &&خة‪ ،‬والعقدي & &&ة الس & &&ائدة والتفس & &&يرات&‬
‫واالجته&&ادات المرتبط&&ة به&&ا‪ .‬وبطبيع&&ة الح&&ال‪ ،‬تختل&&ف المجتمع&&ات في ت&&رتيب تل&&ك المص&&ادر‬
‫وتحديد أولوياها المختلفة‪ ،‬فبعض المجتمع&&ات تض&ع العقي&دة من مص&&ادر منظوم&&ة األه&داف‪.‬‬
‫وفي مجتمع اإلم&&ارات ‪ -‬وس&ائر دول الخليج ‪ -‬س&نجد أن منظوم&ة األه&&داف العام&&ة مس&تمدة‬
‫من ثالث& &&ة مص& &&ادر هي‪ :‬العقي& &&دة اإلس& &&المية‪ ،‬والسياس& &&ة العام& &&ة للدول& &&ة‪ ،‬وطبيع& &&ة المجتم& &&ع‬
‫ومالمحه األساسية‪.‬‬

‫وأهداف المجتم&&ع المعلن&&ة المتف&&ق عليه&&ا س&&هلة ميس&&ورة يمكن حص&&رها وتس&&جيلها في ص&&فحة‬
‫أو صفحات‪ ،‬إال أن اإلشكالية الحقيقية تبدأ نتيجة سببين أساسيين‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬وجود أهداف ضمنية خفية داخل كل مجمع‪ ،‬وكل مؤسسة‪ ،‬وكل فرد‪ :‬تؤثر وتوجه‬
‫وقد تتعارض ‪ -‬وغالبا ما تتعارض مع األهداف الرسمية المعلن&&ة‪ .‬ويمكن الق&ول أن المنهج‬
‫الخفي ‪ -‬في أحد معائیه‪ -‬هو ما ينشا في المدرسة من نعلم غير مقصود وغير موجود في‬
‫المنهج الرس & &&مي‪ ،‬وه & &&ذا التعلم بنس & &&لل إلى المدرس & &&ة من خالل خلفي & &&ات المعلمين والتالمي & &&ذ‬
‫سواء كانت خلفية ثقافية أو طبقية او اقتصادية‬

‫أو طائفي& &&ة أو ديني& &&ة‪ .‬وفي بعض الح& &&االت تض& &&ع المؤسس& &&ة التعليمي& &&ة أه& &&دافا معلن& &&ة رائع& &&ة‬
‫ناص& & &&عة‪ ،‬إال أن األه & & &&داف الض & & &&منية المتس & & &&للة م & & &&ع الثقاف& & &&ة والمنهج الحفي‪ ،‬س& & &&وف ل & & &&ون‬
‫بالض&&&رورة االه& &&داف المعلن&&&ة‪ ،‬وربم&&&ا تبع& &&دها عن مس &&ارها‪ ،‬أو تفس &&رها تفس &&يرات مخالف& &&ة‬
‫للتفسيرات الرسمية‬

‫وثانيهم &&ا‪ :‬أن &&ه على ال &&رغم من األهمي &&ة الفائق &&ة لأله &&داف‪ ،‬إال أنه &&ا ليس &&ت العنص &&ر الوحي &&د‬
‫الم &&ؤثر‪ ،‬فهن &&اك م &&داخل تنب &&ع من داخ &&ل نظ &&ام المنهج وت &&ؤثر في نت &&ائج التعلم‪ .‬ومن أمثلته &&ا‪:‬‬
‫المداخل الخلفية المعرفية المص&&احبة للتعلم‪ ،‬ومس&&توى الدافعي&&ة للتعلم‪ ،‬واس&&تراتيجيات التعلم‪،‬‬
‫واس &&تراتيجيات الت &&دريس‪ ،‬وفهم المتعلم لذات &&ه‪ ،‬والقيم ال &&تي ي &&ؤمن به &&ا المتعلم بالنس &&بة لفائ &&دة‬
‫التعلم في تحسين ذاته وترقی مجتمعه ‪ ...‬الخ‪ .‬وكل ه&ذا يع&ني أن األه&داف ليس&ت العنص&ر‬
‫الوحيد الموجه أو المؤثر في توجيه التعليم والتعلم‪.‬‬

‫محم&ل الق&ول؛ أن&ه م&&ع تق&دیرنا الكام&ل أله&&داف ك&&ل محتم&&ع‪ ،‬إال أن ه&ذه األه&&داف ق&د تكتس&ب‬
‫ألوان& &&ا وتفس& &&يرات ب& &&اختالف اتجاه& &&ات اإلدارة والمعلمين‪ ،‬ب& &&ل والطالب أنفس& &&هم‪ ،‬فق& &&د تعلن‬
‫المؤسسة التعليمية أهداف معينة‪ ،‬إال أن التفسير والتطبيق قد يأخذ صورة مختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬التنمية الشاملة للفرد‬

‫التربي &&ة في ص &&ورها المثلى ته &&دف إلى تنمي &&ة اإلنس &&ان من ج &&وانب م &&وه المختلف &&ة الروحي &&ة‬
‫والعقلية‪ ،‬والجسمية واالنفعالية‪ ،‬واالجتماعية والشخصية ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫وطبيعة الحال؛ فالنمر بطبيعته متآزر متكام&ل‪ ،‬يب&&دأ من المرك&ز ويمت&د إلى األط&راف‪ ،‬ومن‬
‫الخ &&اص إلى الع &&ام‪ ،‬ومن المحس &&وس إلى المج &&رد‪ .‬ومن المؤك &&د أن ك &&ل ج &&انب من ج &&وانب‬
‫النم& &&و يتفاع& &&ل م & &&ع الج & &&وانب األخ & &&رى‪ ،‬فكلم& &&ا ازداد الطف & &&ل الرض& &&يع ‪ -‬مثال‪ -‬ق& &&درة على‬
‫الزح & &&ف والحرك & &&ة‪ ،‬كلم & &&ا زاد إدراك & &&ه للمك & &&ان المحي & &&ط ب & &&ه‪ ،‬وكلم & &&ا اتس & &&عت دائ & &&رة رؤيت & &&ه‬
‫ومعرفت&ه‪ ،‬فس&&وف يس&اعد ذل&ك على زي&ادة إدراك&&ه البص&&ري والس&&معي واللمس&&ي‪ ،‬مم&&ا يجعل&&ه‬
‫أك&&ثر رغب&&ة في الس&&ؤال واإلجاب&&ة وال&&دخول في ح&&وار م&&ع أقارب&&ه وأقران&&ه ‪ ...‬الخ‪ .‬من هن&&ا‬
‫يجب أن ت &&تيح التربي &&ة كاف &&ة اإلمكان &&ات والرس &&ائل النم &&و األف &&راد نم &&وا ش &&امال متك &&امال‪ ،‬أم &&ا‬
‫التركيز على جانب وإ همال جانب آخ&ر تبع&ني تربي&ة مش&وهة" ناقص&ة يع&اني منه&ا الف&رد في‬
‫صغره‪ ،‬وربما في كبره‪.‬‬

‫هذا هو الهدف كما ينبغي أن يكون‪ ،‬أما ما يحدث في الواقع فق&&د يك&&ون مخالف&&ا ل&&ذلك بدرج&&ة‬
‫أو بأخرى‪ ،‬وهنا تظه&&ر بمس&ؤولياتنا كأس&&رة وم&ربين ومعلمين ومعلم&&ات في تحقي&ق الش&&مول‬
‫والتكامل‪.‬‬

‫‪ -3‬التنمية المستمرة للفرد‬


‫وه&&ذه التنمي&&ة ال تقتص&&ر على مرحل&&ة عمري&&ة بعينه&&ا‪ ،‬ب&&ل تمت&&د ط&&وال المراح&&ل‪ ،‬وح&&تى قب&&ل‬
‫مول &&ده ‪ ...‬فنحن نعلم أن األس &&رة اليقظ &&ة الواعي &&ة تحلم ب &&أحالم وتتم &&نى أمني &&ات لطفله &&ا حين‬
‫قبل مولده‪ ،‬ونحن نعلم أن األم واألب يتمنیان ‪ -‬حتى قبل‬

‫ال &&زواج والحم &&ل و اإلنج &&اب‪ .‬أفض &&ل األمني &&ات ألبن &&ائهم في المس &&تقبل‪ .‬ومث &&ل ه &&ذه األمني &&ات‬
‫والتطلع&&ات تمث&&ل دواف&&ع إنج&&از وش&&حن‪ ،‬أو على العكس تمث&&ل دواف&&ع إعاق&&ة وإ حب&&اط‪ ،‬ولع&&ل‬
‫ه & &&ذا أح & &&د دواف & &&ع الش & &&ريعة اإلس & &&المية لحس & &&ن اختب & &&ار ال & &&زوج والزوج & &&ة‪ ،‬ووض & &&ع ش & &&روط‬
‫ومواصفات في مقدمتها الدين وحسن الخلق‪ ،‬والتنشئة الصالحة‬

‫وإ ذا كن&&ا نتح&&دث في اله&&دفين الث&&اني والث&&الث عن تنمي&&ة ش&&املة‪ ،‬وتنمي&&ة مس&&تمرة ف&&إن ذل&&ك ال‬
‫يقتصر على الفرد فحسب‪ ،‬بل يجب أن يبدأ وينطلق من المجتمع‪ ،‬فالمجتمع من غ&ير تنمي&ة‬
‫ش &&املة وتنمي &&ة مس &&تمرة‪ ،‬وتنمي &&ة متوازن &&ة سيص &&بح مجتمع &&ا تابع &&ا عال &&ة على غ &&يره مش &&وهة‬
‫يعاني االضطراب والخلل‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬ال يوجد محتمع خ&ال من االض&طراب والخل&&ل‪،‬‬
‫إال أن هن&&اك فروق&&ا شاس&&عة بين اض&&طراب و خل&&ل ن&&اتج عن نم&&و ص&&حيح وتنمي&&ة مس&&تمرة‪،‬‬
‫وبين خل&ل ن&اجم عن تنمي&ة مختلف&ة مش&وهة‪ ،‬يطل&ق عليه&ا البعض "تنمي&ة التخل&ف" أو "التنمي&ة‬
‫إلى الخلف"‬

‫إذن نم&&و الف&&رد نم&&وا ش&&امال مس&&تمرة يرتب&&ط ارتباط&&ا وثيق&&ا بالس&&ياق االجتم&&اعي الثق&&افي ال&&ذي‬
‫يعيش&&ه ويتفاع&&ل مع&&ه‪ ،‬فكلم&&ا ك&&ان الس&&باق ح&&را مرن&&ا‪ ،‬ثري&&ا متج&&ددا‪ ،‬ك&&ان نم&&و الف&&رد في نفس‬
‫االتج&&اه وربم&&ا بنفس المع&&دالت‪ .‬وال&&ثراء المع&&رفي‪ ،‬وال&&ثراء الوج&&داني ال&&ذي يش&&يع ج&&وا من‬
‫الحب والثق& &&ة‪ ،‬واالطمئن& &&ان‪ .‬فليس المهم تك& &&ديس اإلمكاني& &&ات ب& &&ل اس& &&تثمارها وتحويله& &&ا إلى‬
‫مث&&&يرات ومنبه&&&ات معرفي&&&ة‪ ،‬تتح&&&دى ق&&&درات الف&&&رد وتبع &&ده عن الثقاف &&ة االس &&تهالكية‪ ،‬وعن‬
‫الت &&دليل المف &&رط ال &&ذي يفس &&ده ويجعل &&ه باحث &&ا عن الس &&هل الميس &&ر دون عن &&اء المعرف &&ة وجه &&د‬
‫االستكشاف وعرق البذل‪.‬‬

‫‪ -4‬التكامل االجتماعي وتنمية الروح القومية‬


‫ينبغي أن يه&&دف ك&&ل مجتم&&ع إلى تنمي&&ة ال&&روح القومي&&ة وتعمي&&ق الهوي&&ة‪ ،‬وب&&ذلك يتحق&&ق ليس‬
‫فق&&ط النم&&و الف&&ردي الش&&امل المتكام&&ل‪ -‬ب&&ل أيض&&ا النم&&و االجتم&&اعي ال&&ذي يوث&&ق عالق&&ة الف&&رد‬
‫بالمؤسس&&ات والمنظم&&ات‪ ،‬واأله&&داف واألفك&&ار (أي فلس&&فة المتم&&ع)‪ ،‬بحيث يتش&&ربها ويتفاع&&ل‬
‫معها‪ ،‬يتمسك ما‪ ،‬ويسلك وفقا لها‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال؛ ثمة فروق بين المجتمعات في أساليب تنمية االنتماء‪ ،‬فالبعض بلجة للعنف‬
‫والش&&دة‪ ،‬والقس&&وة واإلك&&راه‪ ،‬والبعض يعتم&&د على اللين واللط&&ف‪ ،‬والرض&&ا واإلقن&&اع‪ ،‬والبن‬
‫خلدون عبارة خالدة في هذا الصدد‪" :‬من كان مرباه بالعسف والقهر س&&طا ب&&ه القه&&ر وض&&يق‬
‫النفس في انبس& & &&اطها‪ ،‬وذهب بنش& & &&اطها‪ ،‬ودع& & &&اه إلى الكس& & &&ل‪ ،‬وم& & &&ل على الك& & &&ذب والخبث‪،‬‬
‫والمكر والخديعة‪ ،‬وصارت له هذه عادة وخلقا فينبغي للمعلم في متعلمه‪ ،‬وللوالد في ول&&ده‪،‬‬
‫أال يستبدوا عليهم في التأديب"‪.‬‬

‫وإ ذا ك &&ان التكام &&ل االجتم &&اعي المقص &&ود ب &&ه زي &&ادة االنتم &&اء والمش &&اركة‪ ،‬فليس المقص &&ود ‪-‬‬
‫على األقل من وجه&ة نظ&ري أن ي&ذوب الف&رد في الجماع&ة تمام&ا ويغيب عن&ه وعي&ه الف&ردي‬
‫ومبادرته الخاصة وتميزه المستقل‪ ،‬فالجماعة إن كانت ت&دون من ج&انب التش&&ابه والتج&انس‪،‬‬
‫فإنه &&ا ال تتق &&دم‪ ،‬وال تتط &&ور إال من ج&&انب التف &&اوت والتم &&ايز‪ ..‬وتربي &&ة التماث &&ل والتش &&ابه في‬
‫تربي&&ة المجتم&&ع ال&&ذي يس&&هل انقي&&اده للطغي&&ان‪ ،‬ويفلح في&&ه مك&&ر اإلعالم‪ ،‬ويش&&له س&&حر الخ&&داع‬
‫والتموي&&ه "س&&ید عثم&&ان ‪ "359 -‬وه&&ذا م&&ا سيناقش&&ه اله&&دف الخ&&امس واألخ&&ير‪ - .‬االس&&تقاللية‬
‫والتفرد‬

‫التربي &&ة ‪ -‬بمعناه &&ا الص &&حيح‪ -‬تربي &&ة اجتماعي &&ة إال أنه &&ا ليس &&ت تجميعي &&ة‪ ،‬من هن &&ا يجب أن‬
‫تش&&جع على الذاتي&&ة واالس&&تقاللية‪ ،‬والتف&&رد والثق&&ة ب&&النفس‪ ،‬واح&&ترام ال&&ذات وتق&&ديرها التق&&دير‬
‫الص&&حيح المالئم لق&&دراتها وإ مكانات&&ه‪ ،‬من هن&&ا يق&&ال‪ :‬إن أح&&د مظ&&اهر االس&&تواء النفس&&ي أن ال‬
‫تكون هناك فجوة هائلة بين مفهوم الذات‪ ،‬والذات المثالية‪.‬‬

‫والمؤك&&د أن&&ه الب&&د أن تك&&ون هن&&اك نح&&وة‪ ،‬والب&&د لإلنس&&ان من أن يحلم ويتطل&&ع نح&&و األفض&&ل‬
‫واألحس &&ن‪ ،‬ونح &&و األجم &&ل واألزقي‪ ،‬واألك &&ثر ع &&دال واألوف &&ر أمن &&ا‪ .‬من هن &&ا ليس غريب &&ا أن‬
‫يق&ال‪" :‬غاي&ة التربي&ة النهائي&ة بن&اء اإلنس&ان الح&ر ال&ذي يس&تطيع االختي&ار وال&ذي يس&يطر على‬
‫نفس&&&ه‪ ،‬ويلحم ش& &&هواته‪ ،‬ويقه&&&ر الخ& &&وف في& &&ه‪ ،‬وال& &&ذي يمتل& &&ك مع &&ارف زمان& &&ه‪ ،‬وبعی منط& &&ق‬
‫الت&&اريخ‪ ،‬وال ينك&&ر ح&&ق اآلخ&&رين في الوج&&ود‪ ،‬وال يتعص&&ب لفك&&ره‪ ،‬ويح&&ارب الظلم‪ ،‬ويق&&دم‬
‫في شجاعة وإ يجابية إلقرار الحق "عبدالفتاح ترکی ‪."115 -‬‬

‫والعب&&ارة األخ&&يرة ‪ -‬وإ ن ك&&انت تب&&دو رومانس&&ية ش&&اعرية إال أن ه&&ذا ه&&و ه&&دف التربي&&ة كم&&ا‬
‫ينبغي أن يك &&ون بص &&رف النظ &&ر عن قص &&ورنا وعجزن &&ا اإلنس &&اني والمجتمعي‪ ،‬له &&ذا لم يكن‬
‫غريب&ة من "اللجن&ة الدولي&ة المعني&ة بالتربي&ة للق&رن الح&ادي والعش&رين" ال&تي ش&كلها اليونس&كو‬
‫(‪Learning The Treasure‬‬ ‫وقدمت تقريرها في عام (‪ )1996‬باسم التعلم ذلك الكتر المكن&&ون‪:‬‬
‫أن تح &&دد أرب &&ع دع &&ائم للتعليم يمكن أن تمث &&ل األه &&داف الك &&برى أو ال &&دعائم األساس &&ية‬ ‫‪within‬‬

‫(جاك ديلو وزمالئه)‪:‬‬

‫‪ .‬التعلم المعرف&&&ة ب &&الجمع بين ثقاف &&ة عام &&ة واس&&&عة‪ ،‬وبين إمكاني &&ة البحث المتعم &&ق في ع &&دد‬
‫معين من المواد‪ ،‬وكذلك تعلم كيفية التعلم مدى الحياة وعدم االنتصار على مرحلة معينة‪.‬‬

‫‪ .‬التعلم للعمل وليس لمجرد الحص&ول على تأهي&ل مه&&ني فحس&&ب‪ ،‬ب&ل أيض&&ا الكتس&اب كف&اءة‬
‫ومه&&ارة تؤه&&ل الف&&رد لمواجه&&ة مواق&&ف حياتي&&ة عدي&&دة‪ ،‬وللعم&&ل الجمعي‪ ،‬م&&ع اح&&ترام وتق&&دير‬
‫السياق الوطني والمحلي‪ ،‬واالنطالق منه‪.‬‬

‫‪ .‬التعلم للعيش م & &&ع اآلخ & &&رين عن طري & &&ق تنمي & &&ة فهم اآلخ & &&ر واحترام & &&ه وتق & &&ديره‪ ،‬وإ دراك‬
‫ض &&رورة التع &&اون الكام &&ل مع &&ه‪ ،‬م &&ع اس &&تعدد لتس &&وية النزاع &&ات والخالف &&ات في ظ &&ل اح &&ترام‬
‫التعددي & &&ة والتف & &&اهم‪( ،‬وأض & &&يف من عن & &&دي‪ :‬واح & &&ترام الحق & &&وق الش & &&رعية وع & &&دم تجاوزه & &&ا‪،‬‬
‫والمقايضة عليها)‪.‬‬

‫وقضية الحقوق المشروعة قضية حولها خالف جذري أساسي فما هر‬

‫مشروع وشرعي من وجهة قد يبدو العكس تماما من وجهة نظر الطرف اآلخر‪ .‬وال س&&يما‬
‫إذا كان في موقف عدائي‪.‬‬
‫‪ .‬التعلم لتك& & &&ون‪ ،‬حيث ينمي الف& & &&رد شخص& & &&يته على نح& & &&و أفض& & &&ل‪ ،‬وأن يك& & &&ون ق& & &&ادرة على‬
‫التصرف باستقالل ذاتي أعظم‪ ،‬وحكم أرشد‪ ،‬ومسؤولية شخصية‪.‬‬

‫وإ ذا انتقلن& &&ا إلى نم& &&وذج ث& &&ان على المس& &&توى الخليجي‪ ،‬فس& &&وف نج& &&ده ه& &&دفا ش& &&امال للتربي& &&ة‬
‫يص&&وره مكتب التربي&&ة الع&&ربي ل&&دول الخليج على النح&&و الت&&الي "ته&&دف التربي&&ة إلى مس&&اعدة‬
‫الف&&رد على اكتس&&اب الخ&&برة الوظيفي&&ة ال&&تي تحق&&ق أقص&&ى م&&ا يمكن من نم&&وه الش&&امل خلقي&&ة‬
‫ونفس& &&ية وجس& &&مية وعقلي& &&ة واجتماعي& &&ة‪ ،‬مم& &&ا يجع& &&ل من& &&ه إنس& &&انا ص& &&الحا وس& &&عيدا في ال& &&دنيا‬
‫واآلخ&&رة‪ ،‬كم&&ا تحق&&ق في ال&&وقت ذات&&ه أقص&&ى تق&&دم للمجتم&&ع والبيئ&&ة في إط&&ار قيمن&&ا العربي&&ة‬
‫ومبادئ ديننا اإلسالمي الحنيف" (مكتب التربية الدول الخليج ‪.)22 -‬‬

‫أم&&ا إذا انتقلن&&ا إلى نم&&وذج ث&&الث على مس&&توى مجتمعن&&ا في دول&&ة اإلم&&ارات العربي&&ة المتح&&دة‪،‬‬
‫فس& & &&وف نج& & &&د األه& & &&داف التالي& & &&ة ال& & &&تي ح& & &&ددها وزارة التربي& & &&ة والتعليم‪ - :‬ترس& & &&يخ العقي& & &&دة‬
‫اإلسالمية للفرد فكرة وسلوكا‪ ،‬انتماء ووالء‪ ،‬واعتماد اللغة‬

‫العربية لغة للتعليم في مراحل التعليم الحكومي‪ -2 .‬تحقي&&ق النم&&و الش&&امل والمت&&وازن& للف&&رد‬
‫خلقيا وجسمانية وعقلية واجتماعية بما‬

‫يكف&&ل ل&&ه االس&&تمتاع بالحي&&اة‪ -3 .‬نش&&ر التعليم وتعميم&&ه بدرجات&&ه المختلف&&ة‪ ،‬باعتب&&اره العام&&ل‬
‫األساسي لتقدم المجتمع‬

‫والعم&&ل على توص&&يل العل&&وم والمع&&ارف للم&&واطن حيث يقيم‪ -4 ، .‬إكس&&اب الف&&رد األس&&اليب‬
‫الثقافية والعلمية والمهنية‪ ،‬واالستفادة من تطور المعرفة‬

‫والفكر اإلنس&&اني والمنج&زات العلمي&ة والتقني&ة في خدم&&ة المجتم&ع وتط&&وره‪ - .‬إكس&&اب الف&رد‬
‫السلوك االقتصادي السليم واالتجاهات المناسبة نحو اإلنتاج‬

‫والعمل في مؤسسات المجتمع‪ ،‬وتقبله للمسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -6‬تحقي &&ق انتم &&اء الف &&رد لمجتم &&ع المحلي‪ ،‬والخليجي والع &&ربي واإلس &&المي والع &&المي‪-7 .‬‬
‫إكساب الفرد المقومات التي تحقق إنسانيته وكرامته وقدرته على تحقيق ذاته‪،‬‬
‫والمش &&اركة في بن &&اء مجتمع &&ه وتقدم &&ه‪ ،‬وتحقي &&ق الت &&وازن بين حق &&وق الف &&رد وواجبات &&ه‪-8 .‬‬
‫ترس& &&يخ ارتب& &&اط الف& &&رد ببيئت& &&ه المحلي& &&ة وتطويره& &&ا‪ .‬و‪ -‬النه& &&وض ب& &&التعليم الف& &&ني والمه& &&ني‬
‫ودعمه‪ ،‬واستخدام معطيات التقدم التقني في‬

‫التعليم والت &&دريب‪ ،‬بم &&ا يكف &&ل إع &&داد الفن &&يين في المج &&االت واالختصاص &&ات المختلف &&ة‪-10 .‬‬
‫رعاية الموهوبين واألخذ بيد المتخلفين القادرين على التعليم والتدريب‪ -11 .‬إتاح&ة ف&رص‬
‫متساوية للجميع عن طريق تنويع التعليم وبرامجه بما يتفق مع‬

‫حاج &&ة الف &&رد وميول &&ه وقدرات &&ه‪ ،‬وحاج &&ات البالد حاض &&را ومس &&تقي‪ -12 .‬العم &&ل على مح &&و‬
‫األمية وتعليم الكبار‪ -13 .‬تشجيع البحث العلمي والتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬وال س&&يما في‬
‫المجاالت التي‬

‫تخدم أهداف التربية ‪ -14‬توثيق التبادل الثقافي والتربوي مع األنظمة التربوية ومؤسساتها‬
‫على الصعيد‬

‫الخليجي والعربي واإلسالمي والعالمي‪.‬‬

‫وإ ذا انتقلن&&ا إلى نم&&وذج راب&&ع فس&&وف نج&&د أه&&داف التعليم الع&&الي في دول&&ة اإلم&&ارات العربي&&ة‬
‫المتحدة (القانون االتحادي رقم ‪ 4‬الصادر في ‪1992‬‬

‫‪/1/‬‬

‫‪ ) 13‬التي تتبلور في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .‬تنمية المعرفة والعناية بالثقافة والدراسات العليا في فروع اآلداب والعلوم‬

‫والفن&&&ون‪ ،‬وإ ع&&&داد المتخصص&&&ين والفن&&&يين في ه&&&ذه الف&&&روع وغيره &&ا من ن &&واحي المعرف &&ة‪،‬‬
‫وتك&&وين الشخص&&ية العلمي&&ة واإلنس&&انية م&&ع االرتك&&از على القيم اإلس&&المية واألص&&الة العربي&&ة‬
‫والتطوير العلمي‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬التربية علم اشتقاقي‬


‫من خالل قراءت&&ك له&&ذه الوح&&دة وتفاعل&&ك وح&&وارك داخ&&ل المحاض&&رة س&&يتبين ل&&ك أن التربي&&ة‬
‫ليست علما مستقال قائما بذاته‪ ،‬بل هي ميدان تطبيقي تلتقي في&&ه نت&&ائج مجموع&&ة من العل&&وم‪،‬‬
‫اصطلحنا على تسميتها بأصول التربية‪.‬‬

‫إذن الطبيع &&ة المنهجي &&ة األص &&ول التربي &&ة" تحتم أن &&ا میدان ترکیبي أو ت &&ألیفی وليس &&ت علم &&ا‬
‫‪Multi - dimensional‬‬ ‫مستقال أو فرعا قائما بذاته‪ ،‬من هنا يقال‪ :‬إنها میدان متعدد الجوانب (‬
‫) ل&&و انحص&&ر في ح&&دود ض&&يقة مس&&تقلة الختن&&ق ونق&&د ح&&ذوره وأص&&وله وص&&ار فرع&&ة رتيب&&ة‬
‫راك&&دة‪ ،‬وربم&&ا جاف&&ا مين&&ا ألن عوام&&ل الحي&&اة والخص&&وبة والنم&&اء واالزده&&ار في&&ه نابع&&ة من‬
‫مصادر أخرى‪.‬‬

‫والتربية في ذلك ليس&ت ش&يئا غريب&ا أو أم&را عجيب&ا ب&ل تش&به الطب والزراع&ة والجغرافي&ا‪..‬‬
‫فليس هناك علم مستقل بحمل اسم الطب أو الزراع&&ة أو الجغرافي&&ا‪ ،‬ب&&ل هي مي&&ادين تطبيقي&&ة‬
‫تلتقي فيها نتائج عشرات العلوم أو األصول‪.‬‬

‫ولكي تتضح لك الصورة نض&رب ل&ك مث&&اال من الزراع&ة‪ ..‬فط&الب الزراع&&ة ال ي&&درس م&ادة‬
‫مس& &&تقلة تحم& &&ل اس& &&م "الزراع& &&ة" ب& &&ل ي& &&درس عش& &&رات الف& &&روع والعل& &&وم المتص& &&لة بالترب& &&ة‪،‬‬
‫والكيمياء‪ ،‬والنبات والحي&&وان‪ ،‬والتش&&ريح‪ ،‬واالقتص&&اد ال&&زراعي والمجتم&&ع ال&&ريفي‪ ... ،‬الخ‪.‬‬
‫وك&&ل ذل&&ك يس&&اعده في عمل&&ه كمهن&&دس زراعي‪ ،‬أو دارس للزراع&&ة يتقن عمل&&ه‪ ،‬ويفهم فن&&ه‪،‬‬
‫ويتجاوب معه‪ .‬ولكي يزداد علما وتخصصا عليه أن يزداد عمقا وإ طالع على هذه الفروع‬
‫أو العل&&وم ومتابع&&ة م&&ا يح&&دث فيه&&ا من تط&&ورات ومس&&تجدات‪ .‬وإ ذا أراد تخصص&&ا في ف&&رع‬
‫واح& &&د من ف& &&روع مي& &&دان الزراع& &&ة مث& &&ل‪ :‬كيمي& &&اء األراض& &&ي أو االقتص& &&اد ال& &&زراعي‪ ،‬فعلي& &&ه‬
‫التعم &&ق في الف &&روع العلمي &&ة األص &&يلة النابع &&ة من الكيمي &&اء أو االقتص &&اد‪..‬وهك &&ذا فمص &&ادره‬
‫ومنابعه من علوم أخرى‪ ،‬واجتهادات معرفية قريبة تنعكس عليه وتؤثر فيه‪.‬‬

‫ونفس الشيء ينطبق على الطب‪ ،‬وعلى الجغرافيا‪ ،‬وعلى التربية‪ .‬فالباحث –‬
‫مثال‪ -‬في األصول اإلدارية للتربية عليه التعمق في علوم اإلدارة وما يتصل به&&ا من عل&&وم‬
‫وثيق& &&ة الص& &&لة مث& &&ل‪ :‬الق& &&انون الع& &&ام‪ ،‬والق& &&انون اإلداري‪ ،‬والق& &&انون الدس& &&توري وعلم النفس‬
‫اإلداري‪ ،‬وعلم اجتم& &&اع التنظيم ‪ ..‬الخ‪ .‬والب& &&احث ‪ -‬مثال‪ -‬في األص& &&ول االقتص& &&ادية علي& &&ه‬
‫التعم& &&ق في عل& &&وم المحاس& &&بة من محاس& &&بة عام& &&ة‪ ،‬ومحاس& &&بة تك& &&اليف‪ ،‬ومحاس& &&بة مؤسس& &&ات‬
‫ومحاس& &&بة قومي& &&ة‪ ..‬الخ‪ ،‬وعل& &&وم االقتص& &&اد من اقتص& &&ادیات الس& &&كان‪ ،‬والتخطي& &&ط اإلقليمي‪،‬‬
‫واقتصاديات العمل‪ ،‬وتخطيط القوى العاملة ‪...‬الخ‪.‬‬

‫إذن التربية ميدان تطبيقي تلتقي فيه نتائج مجموعة من العلوم‪ ،‬ولو حدث تغير جذري فيها‬
‫فالبد أن يحدث تغير مماثل في مي&دان التربي&ة‪ .‬ومن أوض&ح األمثل&ة على ذل&ك أن&ه ل&و ح&دث‬
‫تغ & & &&ير ج & & &&ذري في ف & & &&روع علم النفس بص & & &&فة عام & & &&ة‪ ،‬وعلم النفس ال & & &&تربوي‪ ،‬وعلم النفس‬
‫المدرسي بصفة خاصة‪ ،‬فغالبا ما يصاحب ذلك تغيرات هائلة في ميدان التربية س&&واء على‬
‫مس& &&توى الفلس& &&فة والتنظيم‪ ،‬أو مس& &&توى الممارس& &&ة والتط& &&بيق في مي& &&دان ص& &&ياغة األه& &&داف‪،‬‬
‫وتصميم المناهج وطرق التدريس‪ ،‬وأساليب التقويم‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ول &&و ح &&دث تغ &&ير ج &&ذري واض &&ح في اكتش &&افات أو تفس &&ير الت &&اريخ‪ ،‬فس &&يحدث تغ &&ير ج &&ذري‬
‫مماث &&ل في دراس &&ة وت &&دريس ت &&اريخ التربي &&ة‪ ،‬وت &&اريخ التعليم‪ ،‬وق &&د يح &&دث انعط &&اف أو تغ &&ير‬
‫واضح في تنظيم المعلومات التاريخية‪ ،‬وتفسير الوقائع‪ ،‬وتحليل األحداث‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهم أصول التربية‬

‫يمكن القول أن أصول التربية تشمل ‪ -‬على األقل ‪ -‬تسعة أصول‪:‬‬

‫األص& & & &&ول الديني& & & &&ة‪ ،‬والتاريخي& & & &&ة‪ ،‬واالجتماعي& & & &&ة‪ ،‬واالقتص& & & &&ادية‪ ،‬والسياس& & & &&ية‪ ،‬واإلداري& & & &&ة‪،‬‬
‫والبيولوجية‪ ،‬والنفسية‪ ،‬والفلسفية‪.‬‬

‫ومن المؤك&&د أن ال&&ترتيب الس&&ابق يحم&&ل مغ&&زى معين&&ا‪ ،‬من هن&&ا ت&&أخرت األص&&ول النفس&&ية ‪-‬‬
‫مثال ‪ -‬بعد األصول الدينية والتاريخية واالجتماعية‪ ،‬كما جاءت األصول الفلسفية في غاية‬
‫الترتيب‪.‬‬
‫‪ -‬األصول الدينية للتربية‬

‫بحكم أن التربي&&ة تعب&&ير عن مجتم&&ع معين‪ ،‬وانعك&&اس ألوض&&اع مجتمعي&&ة خاص&&ة‪ ،‬فال ب&&د أن‬
‫ي& &&أتي األص& &&ل ال& &&دين باعتب& &&اره المص& &&در األول للتربي& &&ة في مجتمعن& &&ا‪ ،‬وال& &&ذي س& &&وف ي& &&ؤثر‬
‫بصورة واضحة في سائر األصول‪.‬‬

‫ومراجعة الوثائق الرسمية بدول&ة اإلم&ارات تؤك&د ذل&ك وتدعم&ه فالم&ادة الس&ابعة من الدس&تور‬
‫الص&&&ادر في ديس&&&مبر س&&&نة (‪ )1971‬تنص على أن "اإلس &&الم ه &&و ال &&دين الرس &&مي لالتح &&اد‪،‬‬
‫والشريعة اإلسالمية مصدر رئيسي للتشريع فيه‪ ،‬ولغة االتحاد الرسمية هي اللغة العربي&&ة"‪.‬‬
‫وتنص المادة الخامسة عشر على أن "األسرة أساس المجتمع قوامه&ا ال&دين واألخالق وحب‬
‫الوطن‪ "..‬ولهذا عندما ناقشنا أهداف التربية‬

‫كم& &&ا ح& &&ددها وزارة التربي& &&ة والتعليم بدول& &&ة اإلم& &&ارات ك& &&ان اله& &&دف األول "ترس& &&يخ العقي& &&دة‬
‫اإلسالمية ‪ ..‬واعتماد اللغة العربية لغة للتعليم في مراحل التعليم الحكومي"‪.‬‬

‫أم&&ا إذا انتقلن&&ا إلى مجتم&&ع يص&&ادر ال&&دين من األس&&اس‪ ،‬وي&&رفض االع&&تراف ب&&ه أو االنطالق‬
‫منه‪ ،‬فلن نجد ذكرا لألصل الدين‪ ،‬بل على العكس سوف نجد انطالقا من اإللحاد والمادي&&ة‪،‬‬
‫والرد على الدين وهذا ما ح&&دث لس&نوات ‪ -‬وص&&لت إلى س&بعين عام&&ا‪ -‬في م&&دارس االتح&&اد‬
‫السوفيتي‪ -2 .‬األصول التاريخية للتربية‬

‫من خالل ه&&ذا األص&&ل نس&&تطيع التع&&رف على الق&&وى والعوام&&ل‪ ،‬والظ&&روف والتح&&ديات ال&&تي‬
‫واجهت المجتمع والتربية خالل حقب تاريخية متتالية‪ .‬ومث&ل ه&&ذا التع&رف ل&ه فوائ&&د ک&بری؛‬
‫ألن بص&&مات الماض&&ي ت&&ؤثر في مجري&&ات الحاض&&ر‪ ،‬وتتح&&رك في واقع&&ة م&&ا ليول&&د منه&&ا غ&&د‬
‫جدید محم&&ل ببص&&مات الماض&&ي وقس&&مات الحاض&&ر‪ ،‬فالماض&&ي ‪ -‬مهم&&ا ط&&ال أم&&ده وامت&&دت‬
‫فترته ‪ -‬ال ينقطع تأثيره الشعوري والالشعوري على سلوك المجتمعات واألفراد‪.‬‬

‫ولقد سبق القول أن الهدف الرابع للتربية هو تحقيق التكامل االجتماعي‬


‫وتنمية الروح القومية‪ ،‬ومثل ذلك ال يتحقق من غير فهم للت&&اريخ‪ ،‬وانطالق من&&ه وتحلي&&ل ل&&ه‬
‫ش &&ريطة أن تعي جي &&دا أن م &&ا ك &&ل قلم أص &&يل‪ ،‬وال ك &&ل جدي &&د دخي &&ل وله &&ذا الب &&د من اختب &&ار‬
‫وانتقاء‪ ،‬وتحليل وتركيب ألفضل ما في الماضي وأفضل ما في‬

‫وكم &&ا أن الجغرافي &&ا ال تتك &&رر‪ ،‬ك &&ذلك ف &&إن الت &&اريخ ال ينك &&رر بتفاص &&يله وح &&ذافيره‪ ،‬من هن &&ا‬
‫تأص& &&يل الهوي& &&ة والذاتي& &&ة‪ ،‬وال ينبغي أن يتم تمجي& &&د لم& &&اض وتقلي& &&د حرفي& &&ة ل& &&ه وإ ال تحم& &&دت‬
‫الحي&&اة‪ ،‬وتوق &&ف نبض&&ها‪ ،‬وعجزن &&ا عن مالحق&&ة م&&ا حولن &&ا من متغ &&يرات و تح &&والت تف&&رض‬
‫نفسها علينا بقوة وإ لحاح‪ ،‬ولو عجزنا عن متابعتها | الحدث لنا تثبيت أو جمود‪.‬‬

‫والقضية الجدلية الشهيرة "الجمع بين األصالة والمعاصرة" ليست معادلة سهلة | أو اختيارا‬
‫يس&&يرة‪ ،‬ب&&ل تح&&د متواص&&ل وإ لح&&اح مس&&تمر‪ ،‬وعن&&دما ن&&درس مع&&ا "وح&&دة الثقاف&&ة" س&&وف يت&&بين‬
‫ل &&ك أن الثقاف &&ة عن &&د كث &&ير من المفك &&رين تنقس &&م إلى‪ :‬عمومي &&ات وخصوص &&یات‪ ،‬ومتغ &&يرات‪.‬‬
‫والعمومي& &&ات ال يمكن التغي& &&ير فيه& &&ا أو االس& &&تغناء عنه& &&ا وهي ال& &&تي يجب أن تحاف& &&ظ عليه& &&ا‬
‫ونستمد منها وتحميها‪ ،‬ومنع محاولة النيل منها او العبث با‪.‬‬

‫ونم &&و المجتمع &&ات ليس خط &&ة مس &&تقيمة‪ ،‬وال مس &&توى واح &&دة‪ ،‬أو حرك &&ة متتابع &&ة في اتج &&اه‬
‫المستقبل بل النمو حركة واعية في الزمن‪ ،‬تتألف فيها عناصر مركبة من الميراث الق&&ريب‬
‫والبعي &&د‪ ،‬وقابلي &&ات الفط &&رة الخاص &&ة ب &&األفراد‪ ،‬وتص &&وراتهم& وتوقع &&اهم وآم &&الهم وأوه &&امهم‪،‬‬
‫ونت& &&ائج خ& &&برام المس& &&تمرة المتواص& &&لة& بك& &&ل م& &&ا فيه& &&ا من نج& &&اح وفش& &&ل‪ ،‬وتعجي& &&ل وتأجي& &&ل‪،‬‬
‫وانتص&&ار وه&&زائم‪ ،‬وله&&ذا أك&&رر م&&رارة أن االنتق&&اء من الت&&اريخ واإلف&&ادة من&&ه لیس&&ت عملي&&ة‬
‫سهلة ميسورة‪ ،‬وال يتفق عليها جميع األفراد‪.‬‬

‫فأنا أختار من التاريخ موقفا معينا وفق تفسير معين‪ ،‬وأنت تحتار موقتا آخ&&ر‪ ،‬أو ق&د تخت&ار‬
‫نفس الموق&&ف لكن بتفس&&ير آخ&&ر‪ ..‬وهك&&ذا يتض&&ح أنه&&ا عملي&&ة معق&&دة وليس&&ت معادل&&ة س&&هلة أو‬
‫اختيارة بسورة‬
‫وال&&ذي يس&&اعدنا على االختي&&ار األدق ه&&و وج&&ود فلس&&فة عام&&ة وإ ط&&ار فك&&ري موح&&د يح&&دد لن&&ا‬
‫األولي &&ات واألس &&بقيات لم &&اذا تخت &&ار؟ ولم &&اذا ن &&ترك؟ إال أن العملي &&ة ليس &&ت س &&هلة س &&واء على‬
‫مستوى األفراد‪ ،‬أو على مستوى المجتمعات‪.‬‬

‫وت&اريخ التربي&&ة والتعليم عن&&دنا في مجتم&&ع اإلم&ارات زاخ&&ر ب&الموقف والنت&&ائج أيه&&ا س&نختار؟‬
‫وأيه&&ا س&&تترك‪ .‬وأيه&&ا س&&نبي علي&&ه ونط&&ور في&&ه؟ وم&&ا طريقتن&&ا في التط&&وير ه&&ل باإلض&&افة أم‬
‫ب &&المزج أم بالح &&ذف؟ أس &&ئلة كث &&يرة ق &&د تب &&دو أحيان &&ا اس &&تغراقا في أس &&ئلة فلس &&فية نب &&دو أنه &&ا ال‬
‫مبرر لها‪ ،‬إال أنها تطرح نفسها علينا في كل موقف وكل لحظة س&&واء في أثن&&اء تعاملن&&ا م&&ع‬
‫طالبنا‪ ،‬أو تعاملنا مع أطفالنا‪.‬‬

‫ن ا اخترت موقفا و التالميذ في مجتمعنا‬

‫ويمكن ل &&ك أن تس &&أل نفس &&ك ع &&ددا من األس &&ئلة هن &&ا‪ : :‬اذك &&ر بعض الخ &&برات التاريخي &&ة في‬
‫تربية األطفال والتالميذ في مجتمعنا‪،‬‬

‫وأي خيرة منها تختار؟ ولماذا اخ&ترت موقف&ا وت&ركت آخ&ر؟ ‪ :‬اس&أل جي&ل األج&داد والج&دات‬
‫عن بعض الممارسات التربوية في‬

‫مجتمعن&&ا‪ ،‬وكي&&ف ك&&ان يتم الث&&واب والعق&&اب؟ وكي&&ف ك&&ان يتم تعليم البنت في الماض&&ي؟ وم&&ا‬
‫موقفهم اآلن من تعليم الفتاة؟ ثم ما موقفهم‬

‫اسأل‬

‫جيل األح‬

‫من عمل الفتاة؟‬

‫وللتفصيل في األصول التاريخية للتربية تعرض ما يلي‪ :‬مفهومها وأهميتها‪:‬‬

‫للتاريخ أثر في العملية التربوية بشكل واضح نتبحة للتفاع&&ل المس&&تمر بين عناص&&ر الثقاف&&ات‬
‫المختلفة عبر العص&ور التاريخي&ة ألي مجتم&ع من المجتمع&ات البش&رية والش&ك أن للح&وادث‬
‫وللمتغيرات أثر في تقدم أو تخلف المجتمعات‪ ،‬والتقسيم الحديث للمجتمع&&ات أو لل&&دول خ&&ير‬
‫مث &&ال على ذل &&ك فهن &&اك دول أو بل &&دان متقدم &&ة وهي ال &&دول الص &&ناعية وأخ &&رى نامي &&ة وثالث &&ة‬
‫متخلفة‪.‬‬

‫‪ -‬التربية العربية (ما قبل اإلسالم)‪:‬‬

‫كانت قبائل العرب نس&كن الجزي&رة العربي&ة ال&تي تش&كل ش&به الجزي&رة العربي&ة وبالد الع&راق‬
‫والشام‪ .‬وكانوا ينقسمون إلى بدو وحضر‪ ،‬وكان أهم ما يتعلم&&ه الب&&دوي ه&&و الص&&يد والقنص‬
‫والرماية وتجهيز آالت القتال وغزل الصوف ودبغ الجلود وتربية الماشية وه&&ذه النش&&اطات‬
‫يمارس& &&ها الص& &&غار ليتمكن& &&وا من العيش والمحافظ& &&ة على حي& &&اهم وال& &&دفاع عن أنفس& &&هم ض& &&د‬
‫األع&&داء ال&&ذين يك&&ثرون الغ&&زو والس&&لب والنهب‪ ،‬وك&&ذلك منازل&&ة الوح&&وش الص&&حراوية‪ .‬وتتم‬
‫عملي &&ة تعلم ه &&ؤالء الص &&غار بالمحاك &&اة وبالتقلي &&د وبالنص &&ح واإلرش &&اد والتوجي &&ه من الكب &&ار‬
‫والب &&الغين‪ .‬ولم يع &&رف عن &&د الب &&دو وج &&ود م &&دارس أو معاه &&د للتعليم ب &&ل ك &&ان ل &&ديهم مج &&الس‬
‫األدب والش&&عر وتب&&ادل األخب&&ار‪ ،‬وب&&ذلك يك&&ون اله&&دف من التربي&&ة في المجتم&&ع الب&&دوي ه&&ر‬
‫إعداد الفرد للحياة من أجل المحافظة على حياته وبقائه‪.‬‬

‫أم&&ا الحض&&ر وهم س&&كان الم&&دن ال&&ذين يتم&&يزون باالس&&تقرار فك&&ان لهم مل&&وك يحكم&&وهم ولهم‬
‫قوانین و شرائح ومدارس بتعلمون فيها‪ ،‬ومن علومهم التي اشتهروا با بش&&كل خ&&اص الفل&&ك‬
‫والزراعة والهندسة والحساب والطب والبيطرة واآلداب والعم&&ارة‪ .‬كم&&ا ك&&ان لهم دور للعلم‬
‫يأتيه&&ا طالب العلم من مختل&&ف األق&&اليم والبل&&دان ولكن ب&&الرغم من تف&&وقهم العلمي واهتم&&امهم‬
‫ب &&التعليم الع &&الي فق &&د ك &&ان ه &&دف التربي &&ة العربي &&ة ه &&و بث روح الفض &&يلة وغ &&رس الص &&فات‬
‫األخالقية العالية كالشجاعة والوفاء وكرم الض&&يافة والنج&&دة وتنمي&&ة الناحي&&ة الجس&&دية وإ ع&&داد‬
‫المحاربين والمقاتلين‪.‬‬

‫وأخ &&يرا‪ ،‬ع &&رف الع &&رب ب &&دو وحض &&رة "الكت &&اتيب" ال &&تي يتم فيه &&ا تعليم الص &&غار على مب &&ادئ‬
‫الق & &&راءة والكتاب & &&ة والحس & &&اب‪ ،‬كم & &&ا عرف & &&وا المج & &&الس األدبي & &&ة واألندي & &&ة مث & &&ل ن & &&ادي ق & &&ريش‬
‫واألسواق التي يجتمع فيها الناس للبيع والشراء ومنها سوق عكاظ قرب الطائف )‬

You might also like