You are on page 1of 33

‫األول من آب‬

‫مكر ًما عند جميع الناس" (عبر ‪)4:13‬‬


‫"ليكن الزواج ّ‬

‫احلب الكبري قادر على جعل احلياة املشرتكة ممكنة بني شخصني خمتلفني‬
‫كل زواج هو مغامرة‪ .‬وحده ّ‬
‫ّ‬
‫يتحول إىل زىن حسب الشريعة‪.‬‬
‫احلب‪ ،‬فالزواج ميكن أن ّ‬
‫جدًّا‪ .‬وعندما يغيب ّ‬
‫زواج ا مبنيًّا على‬
‫أي إنس ان أن يق ّدس ً‬ ‫فلن رتك جانبً ا اجلنس املس تخدم ألغ ٍ‬
‫راض جتاريّ ة‪ .‬ليس بإمك ان ّ‬
‫أيض ا ال زواج من املش اكل ال يت هي غريب ة عنه‪:‬‬
‫ولنحرر ً‬
‫ّ‬ ‫املال أو املراك ز العالية لواح د أو آخ ر من الش ريكني‪.‬‬
‫االنتم اء ال ديين‪ ،‬اجلنس يّة‪ ،‬الع رق أو احلزب السياس ّي‪ .‬من املؤ ّك د بأنّ ه مث ايل ب أن يك ون الزوج ان من ال دين‬
‫باحلب‪ ،‬روميو وجوليات ماتا ألهّن ما ينتميان إىل‬ ‫يقرر مسب ًقا مبن سوف يقع‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫نفسه‪ ،‬ولكن ال ميكن ألحد أن ّ‬
‫للحب أن ميوت أل ّن الكاثوليك يتخاصمون مع الربوتستانت‪ ،‬واليهود مع‬ ‫ّ‬ ‫عائلتني متعاديّتني‪ .‬ولكن هل ميكن‬
‫الع رب أو الس ود م ع ال بيض؟ أال ميكن لشخص ني أن يعيش ا بتن اغم‪ ،‬ح ىت وإن مل يكون ا متّفقني على مجي ع‬
‫األصعدة؟‬

‫إنّ ه تص ّرف ض ّد الطبيع ة ب أن نعام ل ام رأ ًة وكأهّن ا غ رض س هل للمتع ة‪ ،‬أو كدمي ة‪ ،‬بإغراقه ا ب اجلواهر‬
‫أخالقي‪ ،‬وأن‬
‫ّ‬ ‫نما يتخلّى من أجله ا عن ك ّل واجب‬
‫لكي خترب عن مكان ة زوجه ا املرموق ة‪ ،‬وأن نص نع منه ا ص ً‬
‫يستخدمها بالكامل‪.‬‬

‫ال ميكن أن نفرض على امرأة اليوم ـ اليت بإمكاهنا أن تكون طبيب ةً‪ ،‬مهندس ةً أو موظّفة ـ قواعد ألفيّ ة‬
‫ع ّدة مرات اليت من خالهلا جيب أن تكون خاضعةً لزوجها‪ .‬مل تكن هذه رغبة املسيح؛ إن املكانة االجتماعيّ ة‬
‫األنثويّة يف عصره الشرقي حتافظ على نصيحة الرسول بولس‪ .‬اليوم جيب على املرأة أن تكون مساويةً للرجل‪،‬‬
‫أحب املسيح كنيسته‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وحب‪ ،‬كما ّ‬
‫وأن تُعامل باحرتام ّ‬
‫الثاني من آب‬

‫البار فبأمانته يحيا" (حبقوق ‪)4:2‬‬


‫"إ ّن ّ‬

‫"ست مائة وثالثة عشر وصيّة أعطيت ملوسى‪..‬‬


‫الرب سيمال‪ّ :‬‬
‫إنّنا نقرأ يف التلمود (ماكوث)‪" :‬يقول ّ‬
‫جاء داود واختصرها إىل إحدى عشر هي التالية‪:‬‬

‫‪1‬ـ سر بالكمال؛‬

‫تصرف بعدل؛‬
‫‪2‬ـ ّ‬
‫احلق حىت عمقه؛‬
‫‪3‬ـ قل ّ‬

‫‪4‬ـ ال تكذب؛‬

‫‪5‬ـ ال جترح أخاك بشيء؛‬


‫‪6‬ـ ال ِ‬
‫ترم قريبك باخلزي؛‬

‫‪7‬ـ أنبذ الذين يسريون بطريقة خسيسة؛‬

‫الرب؛‬
‫‪8‬ـ أكرم الذين خيافون ّ‬

‫‪9‬ـ ال حتلف؛‬

‫‪10‬ـ ال تُقرضوا مقابل فائدة؛‬

‫‪11‬ـ ال تسيئوا إىل بريء (مزمور ‪.)14‬‬

‫كل فائدة مسلوبة؛‬


‫إ ّن إشعيا اختصرها إىل ستّة‪ )1 :‬السري بالعدالة؛ ‪ )2‬الكالم باستقامة؛ ‪ )3‬أبعدوا ّ‬
‫الشر (إشعيا‬
‫‪ )4‬ال تقبلوا رشوة؛ ‪ )5‬أغلقوا آذانكم عن األحاديث الدمويّة؛ ‪ )6‬أغلقوا عيونكم لكي ال تروا ّ‬
‫‪.16-15:33‬‬
‫وبدوره اختصرها النيب ميخا إىل ثالث‪ )1 :‬أحبّوا العدل؛ ‪ )2‬أحبّوا الرمحة؛ ‪ )3‬سريوا مع اهلل بتواضع‬
‫(ميخا ‪.)8:6‬‬

‫الرب نامشام‪ ،‬ابن اسحق‪" :‬لقد اختصرها حبقوق إىل واحدة‪" :‬إ ّن البار حييا باإلميان"‪.‬‬
‫يضيف ّ‬

‫كل الوصايا والذي يعطيها قيمتها‪ .‬إ ّن الوصايا اليت‬


‫إ ّن األساس األكرب هو اإلميان حيث تنحدر منه ّ‬
‫نطيعها دون إميان ال تروق هلل‪.‬‬

‫يكرر الق ّديس بولس يف عدة مواقع آية حبقوق هذه إن كنتم مشوشني ٍ‬
‫بعدد كب ٍري من الوصايا وأ ّن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للرب يسوع وستحيون‪.‬‬
‫هذا يضيّع وجهتكم‪ ،‬اكتفوا بواحدة‪ :‬كونوا أمناء ّ‬

‫الثالث من آب‬

‫كل ما تملك واعطه للفقراء" (متى ‪)21:19‬‬


‫"بع ّ‬
‫يُ روى أ ّن األب س ريابيون التقى رجالً فق ًريا يرتع د من ال ربد يف االس كندريّة فق ال يف نفس ه‪" :‬كي ف‬
‫باحلري املسيح‪ ،‬يعاين من‬
‫ّ‬ ‫متقش ًفا ـ بإمكاين أن أرتدي ثوبً ا بينما ه ذا املسكني‪ ،‬أو‬
‫ميكن يل‪ ،‬أنا ال ذي أُعترب ّ‬
‫فتعرى وأعطى‬
‫علي كقاتل يف يوم الدين"‪ّ .‬‬
‫الربد؟ من األكيد أنين إن تركته ميوت من الربد هكذا‪ ،‬سوف حُي كم ّ‬
‫الفقري ما كان يرتديه‪.‬‬

‫واحدا من‬
‫عمن انتزع منه مالبسه‪ .‬فأجابه بأنّ ه كان ً‬ ‫رطي وس أله ّ‬
‫فمر ش ّ‬
‫مثّ جلس وب دأ يقرأ إجنيل ه‪ّ .‬‬
‫برجل ٍ‬
‫منقاد إىل السجن ألنّه مل يستطع أن يدفع ديونه‪ .‬فباع‬ ‫الذين يتح ّدث عنهم الكتاب‪ .‬مثّ التقى فيما بعد ٍ‬
‫سرابيون إجنيله وس ّدد ديونه‪.‬‬

‫وعندما عاد عاريًا إىل البيت‪ ،‬سأله تلميذه‪:‬‬

‫ـ ِ‬
‫أبت‪ ،‬أين هي مالبسك؟‬

‫ـ لقد أرسلتها إىل حيث حيتاجون إليها‪.‬‬

‫ـ أين هو إجنيلك؟‬

‫كل ما متلك واعطه للفقراء"‪ ،‬طلبه مين‪ .‬لقد بعته لكي أكون أكثر ثقة‬
‫كل يوم‪" :‬بع ّ‬
‫ـ إ ّن من يقول يل ّ‬
‫يف يوم الدين‪.‬‬

‫ملاذا نكتفي حنن بالقليل من اإلميان أو ٍ‬


‫بإميان متزعزع‪ ،‬بينما لدينا حتت نظرنا العديد من األمثلة اجلميلة‬
‫على اإلميان احلي‪ ،‬منطقية حب ّد ذاهتا‪ .‬إ ّن املقامرين يضعون كل ما ميلكون على ٍ‬
‫ورقة واحدة‪ّ .‬أم ا حنن فإننا نعلم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مبن آمنّا‪ :‬حنن نؤمن باهلل األزيل‪ .‬خالق السماء واألرض‪ .‬فلنتّكل عليه بالكامل ولنقم مبا يوصينا به حىت العمق‪.‬‬

‫الرابع من آب‬
‫ودنوت من النبيّة‪ ،‬فحملت وولدت ابنًا"‬
‫ُ‬ ‫"أخذت لنفسي شاهدين أمينين‪ :‬أوريّا الكاهن وزكريا بن بركيا‪،‬‬
‫(إشعيا ‪2:8‬ـ‪)5‬‬

‫كل باقي القدرات‪ ،‬فإ ّن القدرة على إرسال احلياة جيب أن توضع يف خدمة اآلخر‪ ،‬وليس‬
‫على مثال ّ‬
‫سعيدا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫شخص آخر ً‬ ‫التمرس لكي ننـزع منه املل ّذات األنانيّة‪ .‬إهّن ا وسيلة جلعل‬
‫ّ‬
‫إ ّن هذا "الشخص اآلخر"‪ ،‬هو الطفل املمكن‪ .‬وبالنتيجة‪ ،‬جيل على اإلنسانيّة أن تكون سعيدة‪ ،‬مبقدار‬
‫يسا!‬
‫شبحا‪ ،‬بل ق ّد ً‬
‫ما جيب على هذا أن يتعلّق بنا‪ ،‬ألنّنا لن ننتج ً‬

‫عام ا من والدة إنسان‪ ،‬من خالل تنشئة أطباع‬


‫أعطوا أوالدكم إرثًا صاحلًا‪ .‬فالرتبية تبدأ قبل عشرين ً‬
‫األهل‪ ،‬الذي سوف يُنقش يف جيناهتم‪.‬‬

‫أي مزارع بأن تتزاوج أحصنته وخرافه عن طريق الصدفة‪ .‬إنّه خيتار أفضل احليوانات‪.‬‬
‫ال يسمح ّ‬
‫املرمي‪ :‬من املس تحيل أن نعلم مس ب ًقا م ا ال ذي حيدث بالنتيج ة‬
‫ك ّل والدة هي على مث ال زه ر ال نرد ّ‬
‫ٍ‬
‫أخالق‬ ‫بشكل عام‪ ،‬هناك أهل فاسقني حيصلون على ٍ‬
‫أوالد فاسقني‪ ،‬والذين هم ذوو‬ ‫ٍ‬ ‫ولكن ميكننا أن نقول أنّه‪،‬‬
‫ظ أوفر بأن حيصلوا على ٍ‬
‫أوالد من الطبيعة نفسها‪ .‬إ ّن املشاكل النفسيّة للعديد من‬ ‫وروحانيّ ة مه ّذبة لديهم ح ّ‬
‫أحفادا‪.‬‬
‫أبرارا‪ ،‬واعطوا العامل ً‬
‫الشباب هي عادةً نفسها عند الوالدين‪ .‬كونوا ً‬
‫فلنف ّك ر باش تقاق كلم ة "ال والدة"‪ :‬اخلل ق من أج ل حس اب أح دهم‪ .‬لق د منحكم اهلل خل ق الش خص‬
‫ري‪ .‬لق د خل ق آدم بريئً ا‪ .‬واخت ار ع ذراء ط اهرة ًّأما البن ه‪ .‬ولكنّن ا كلّن ا خط أة‪ .‬فالطه ارة ال تس تطيع أن‬
‫البش ّ‬
‫بكل قوانا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫توجد من أجلنا إالّ كمثال أعلى‪ :‬فلنحاول أن من ّدها ّ‬

‫الخامس من آب‬
‫"ال تفعلوا شيئًا بدافع المنافسة أو العجب" (فيليبي ‪)3:2‬‬

‫منرا‪ .‬عندما مات هذا‬ ‫ٍ‬


‫كان رجل ميلك حديقة حيوانات صغرية متن ّقلة حيث اجلاذب األساسي كان ً‬
‫احليوان‪ ،‬اعتقد املالك أنّه بدون هذا احليوان فإ ّن عمله سوف ينهار‪ .‬فسلخ جلد النمر وألبسه إىل ٍ‬
‫رجل كان قد‬
‫وظّفه‪ :‬كان على هذا األخري أن يبقى مم ّددا يف القفص طوال النهار‪ ،‬متنكرا بزي منر‪ .‬مع مهم ة الزئري من ٍ‬
‫وقت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫آلخر‪.‬‬

‫فرتجوا املالك بأن يع ّد معركة‬


‫ذات يوم راهن فريق من الشبّان فيمن سيكون األقوى األسد أو النمر‪ّ .‬‬
‫بني احليوانان املفرتسان واعدين بدفع املبلغ الذي يريد للذي سوف خيسر‪ .‬عندما مسع هذا العرض‪ ،‬بدأ النمر‬
‫املزيّف باالرجتاف‪ ،‬ولكن قبل أن يقوم بأدىن اعرتاض‪ ،‬فقد فتح املالك القفص وأدخل إليه األسد‪ .‬كان "النمر"‬
‫يعلم ما الذي ينتظره فقفر األسد إليه ومهس يف أذنه‪ :‬ال تقلق! أنا أسد أكثر منك‪ ،‬أيّها النمر!"‪.‬‬

‫إ ّن املؤمنني الذين يتخاصمون فيما بينهم هم من اجلبلة نفسها‪ .‬إهّن م يف ّك رون بالشيء نفسه ويعتربون‬
‫حج ة وافية‪ ،‬بل أل ّن هذا موجود يف أطباعهم‪ .‬لقد‬
‫طبيعي‪ .‬وهم يقومون به ليس أل ّن هناك ّ‬
‫ّ‬ ‫أ ّن النقاش شيء‬
‫ميّ ز يس وع بني "تالمي ذه" وبني من هم "تالمي ذه بالفع ل" (يو‪ .)32:8‬إ ّن ال ذين هم تالمي ذ باالس م فق ط هم‬
‫مزيّف ون‪ ،‬من بعض ن واحي احلاجز ال ذي يقيمون ه‪ .‬إ ّن خص وماهتم ال ت أثّر بالكنيس ة‪ .‬ولكن من هم "فعالً‬
‫بعض ا كم ا أن ا أحببتكم" (ي و ‪.)34:13‬‬
‫رب هي‪" :‬أحبّ وا بعض كم ً‬ ‫تالمي ذه" يعلم ون أ ّن الوص يّة العظمى لل ّ‬
‫أعضاء يف اجلسد الواحد‪ ،‬هو جسد املسيح‪ ،‬كلّنا "نعلم بطريقة ناقصة" (‪1‬كور ‪ )12:13‬وأنّه بالنتيجة أمر‬
‫طبيعي‪ ،‬بأن نكون على رأ ٍي خمتلف يف بعض األمور‪.‬‬
‫ّ‬
‫"ملا يف احملبّ ة من تش جيع" (فيلي يب ‪ )1:2‬على أن تش اهدوا انتص ار رأيكم الشخص ّي‪ .‬إ ّن أبن اء اهلل‬
‫كل فرد بسبب التساؤالت املش ّككة‪ ،‬وهم ميارسون الوحدة‪.‬‬
‫متّحدين على األساس‪ ،‬احرتام حريّة ّ‬

‫السادس من آب‬
‫"إ ّن أكلتم أو شربتم أو مهما فعلتم‪ ،‬فافعلوا كل ٍ‬
‫شيء لمجد اهلل" (‪1‬كور ‪)31:10‬‬ ‫ّ‬

‫من غري الصحيح بأالّ يرت ّد الناس إالّ من خالل العظات‪ ،‬أو الكتب‪ ،‬أو من خالل الشهادات الفرديّة‪،‬‬
‫أي من خالل الكالم‪ .‬إ ّن أكلتم أو ش ربتم‪ ،‬وإن قمتم بك ّل األم ور متجي ًدا هلل‪ ،‬ك ان جيب على اآلخ رين أن‬
‫تصرفاتكم على أرض الواقع‪ .‬يف األعمال‪ ،‬حىت يف أوقات التسلية‪ .‬سأل أحدهم‬
‫يصلوا إىل احلقيقة مبشاهدهتم ّ‬
‫احلق‪:‬‬
‫رجالً مؤمنًا عن طريق ّ‬

‫ـ أص ِغ إىل مهسات السواقي؟ إهّن ا بداية هذا الطريق!‬

‫بالنس بة إىل رويس ربويك‪ ،‬فالتص ّوف ه و رج ل تس لّق إىل ش جرة اإلميان‪ ،‬ال يت تنبت من األعلى إىل‬
‫أيض ا الطب ع اهلزيل ملث ل ه ذا التس لّق ال ذي‬
‫األس قف أل ّن ج ذورها متج ّذرة يف اهلل‪ .‬ليس هن اك كلم ات‪ ،‬ب ل ً‬
‫يتح ّدث عن النب ع‪ .‬هن اك وقت حيث مل خيلق ين اهلل إالّ من خالل خمطّط ه‪ ،‬لق د متّ اختي اري من ذ م ا قب ل إنش اء‬
‫أصبحت إذاً خليقته وهو إهلي‪ .‬واص الً من أعلى تس لّقي‪ ،‬ـ‬
‫ُ‬ ‫واحدا‪ .‬ومن مثّ خلقين‪ .‬لقد‬
‫كنت فيه‪ ،‬كنّ ا ً‬
‫العامل‪ُ .‬‬
‫توقفت عن كوين خليقته وعن كونه هو إهلي‪ .‬سوف أصبح مشار ًكا‬
‫ُ‬ ‫أي من اجلذور حيث متّ اختياري‪ ،‬فقد‬
‫بكل ما سوف أقوم به‪ ،‬حىت‬
‫االحتادي يتجلّى ّ‬
‫ّ‬ ‫واحدا‪ .‬هذه الوحدة‪ ،‬هذا الطبع‬
‫اإلهلي‪ .‬سوف نصبح ً‬
‫يف كيانه ّ‬
‫ويتم هذا التجلّي عندما يصبح هذا الكنـز حمتوى اإلناء الش ّفاف للكائن‬
‫وإن كان شيئًا ال عالقة له بالدين‪ّ .‬‬
‫األرضي‪.‬‬

‫إن مل يستطع أحد امتالك مشاركيت بالطبيعة اإلهليّة‪ ،‬هذا ألنّه "ما من أحد ميكنه أن يرى ملكوت اهلل‬
‫عل" (يو ‪.)3:3‬‬
‫إن مل يولد من ُ‬
‫انتباها إىل عمى من ليسوا مبختارين‪ .‬أكملوا على كونكم ما أنتم عليه‪ .‬إن أجنيلو سيلسيوس‬
‫ال تعريوا ً‬
‫األزيل أن حيضن صغاره‪ .‬إىل الذين أنارهم اهلل‪ ،‬فإ ّن طريقتنا باألكل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يشبّه أجسادنا بالصدفة حيث يريد الروح‬
‫بنوتنا اإلهليّة‪.‬‬
‫سر ّ‬‫والشرب‪ ،‬والقيام بأمور خمتلفة يف احلياة اليوميّة‪ ،‬يكشف عن ّ‬

‫السابع من آب‬
‫الرب مبار ًكا!" (أيوب ‪)21:1‬‬
‫والرب أخذ‪ ،‬ليكن اسم ّ‬
‫ّ‬ ‫"الرب أعطى‪،‬‬
‫ّ‬

‫مرة‪ ،‬فقد رجل ابنه‪ ،‬ولكنّ ه مل يظهر األمل الرهيب الذي تسبّبه عاد ًة مثل هكذا وفاة‪ .‬فقال له‬
‫ذات ّ‬
‫أصدقاؤه‪:‬‬

‫حتب ولدك بش ّدة؛ كيف ميكن أن تبقى هادئًا أمام موته؟‬


‫كنت ّ‬
‫ـ َ‬

‫مر زمن مل يكن يل فيه ابن‪ .‬هذا مل يسبّب يل أي حزن‪ .‬وها هو اآلن ميت‪ ،‬فأنا أجد نفسي يف‬
‫ـ لقد ّ‬
‫املوقف السابق نفسه‪ .‬فلما ال أبقى بسالم؟‬

‫يوم ا رجالً مرت ديًا جل د‬


‫باس تطاعة املؤم نني أن يظه روا أقوي اء يف الظ روف الص عبة‪ .‬التقى قومنس يوس ً‬
‫سعيدا إىل هذا احل ّد‪.‬‬
‫عما جيعله ً‬
‫أيل‪ ،‬وحزام من احلبل‪ ،‬وكان يلعب على العود‪ .‬فاستعلم ّ‬
‫سعيدا‪ .‬اإلنسان هو تتويج اخلليقة‪ .‬إ ًذا لقد صنع اهلل مين إنسانًا‪،‬‬
‫ـ آه! هناك العديد من األشياء جتعلين ً‬
‫ناضجا‪ .‬الكثريين هم يف السجون‪ ،‬أو مرضى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أصبحت‬
‫ُ‬ ‫وليس حيوانً ا‪ .‬البعض ميوت يف عم ٍر صغري‪ .‬أنا‪ ،‬قد‬
‫ولدي ما يكفيين من الطعام للمساء‪.‬‬ ‫أكلت هذا الصباح‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫صحة جيّ دة‪ .‬لقد ُ‬
‫حر ويف ّ‬
‫أسرهتم‪ .‬وأنا ّ‬
‫قابعني يف ّ‬
‫سعيدا؟‬
‫كيف ميكن أالّ أكون ً‬

‫أحرارا من اهلموم األرضيّة بإمكاننا ح ًقا أن ننمو يف احلياة الروحيّة‪.‬‬


‫ليس عندما نكون ً‬
‫اخترب العديد من الناس خماوف دون أساس‪ .‬إن كان كالمكم حمبوبًا‪ ،‬كيف ميكن أالّ يكون صداه غري‬
‫يستحق هذا‬
‫ٌّ‬ ‫مستقيما‪ ،‬كيف ميكن لظلّكم أن يكون غري ذلك؟ إ ّن املسيحي الذي‬
‫ً‬ ‫ذلك؟ إن مشيتم وجسمكم‬
‫أحدا‪.‬‬
‫االسم ال خياف شيئًا وال ً‬

‫الرب‪ ،‬هو من‬


‫أبدا‪ .‬إنّه ّ‬
‫ميسح يسوع أتباعه بدهن الفرح‪ .‬وهذا ما فعله لتالميذه‪ .‬إنّنا لن خنسر شيئًا ً‬
‫ٍ‬
‫بأضعاف‪.‬‬ ‫حيبّنا‪ ،‬الذي يأخذ منّا شيئًا‪ ،‬ويعيده أكثر‬

‫الثامن من آب‬
‫ضا إلى وقت النهاية" (دانيال ‪)35:11‬‬
‫تمحيصا لبعضهم وتنقيةً وتبي ً‬
‫ً‬ ‫"فيعثر بعض العقالء‬

‫لقد تنبّ أ يسوع لتالميذه أنّه‪ ،‬يف الليلة اليت سوف يُسلم فيها‪ ،‬سوف يتخلّون عنه؛ وقال لبطرس‪ ،‬أنّه‬
‫أحدا منهم مل يسأله أن جينّبهم هذا املصري‪ .‬بالنسبة لنا‪ ،‬فهذا يبدو الفرصة الوحيدة‬
‫سوف ينكره‪ .‬والغريب‪ ،‬أ ّن ً‬
‫لنقول‪" :‬ال تُدخلنا يف التجربة"‪.‬‬

‫يف صالة "األبانا" فالضمائر كلّها بصيغة اجلمع‪" :‬ال تدخلنا يف التجربة"‪ .‬هذه صالة كنيسة املسيح‬
‫أمر يف جتربة السقوط‪.‬‬
‫كلّها‪ .‬وما يتعلّق يب‪ ،‬فإين أترك هلل القرار إن كان يرغب بأن ّ‬
‫إن كان األمر هكذا‪ ،‬جيب أن نقبل سقطتنا بفرح لعلمنا أ ّن اهلل‪ ،‬ينتظرنا يف األسفل‪ .‬إن دفعين‪ ،‬فلن‬
‫أؤذي نفسي‪ .‬فهذا جزء من عناية اهلل ومؤازرة على عمل اخلري‪.‬‬

‫أيض ا‪ ،‬وبعد أن يرت ّد سوف يثبّت إخوته‪ .‬بعد‬


‫إ ّن يسوع مل حي ّذر فقط بطرس‪ ،‬بأنّه سوف يسقط‪ .‬بل ً‬
‫حتول إىل إنسان جريء ال مثيل له‪ ،‬وقد هيّج الشعب يف‬
‫نكرانه مباشرةً‪ ،‬وبسبب تلك السقطة نفسها‪ ،‬فقد ّ‬
‫ٍ‬
‫بكلمات قاسية سوف تكلّفه حياته فيما بعد‪.‬‬ ‫يوم العنصرة‪،‬‬

‫عندما ُحكم عليه باملوت‪ ،‬كانت رغبته األخرية بأن يُصلب ورأسه إىل أسفل‪ .‬مل يشعر بنفسه أهالً‬
‫ب أن يك ون بوضعيّة معلّم ه نفس ها‪ .‬ق ال على الص ليب‪" :‬يف ه ذا الع امل املتّج ه من األعلى إىل األس فل‪ ،‬أن ا اآلن‬
‫كل الناس أن يفعلوا"‪.‬‬
‫بالوضعيّة اجليّدة‪ :‬أنظر يف اهلواء‪ ،‬حنو السماء‪ ،‬كما جيب على ّ‬
‫"جعل لسقوط كث ٍري من الناس وقيام كث ٍري منهم يف إسرائيل" (لوقا ‪ .)34:2‬تقبّلوا إذًا‬
‫فالطفل يسوع ُ‬
‫هذان املصريان‪.‬‬

‫التاسع من آب‬
‫"إذا قلنا‪" :‬لنا مشاركة معه" ونحن نسير في الظالم كنّا كاذبين ولم نعمل للح ّق" (‪1‬يو ‪)6:1‬‬

‫املسماة "مناهضة الشريعة"‪ .‬إ ّن مؤيّدي هذه العقيدة يؤمنون بأ ّن‬


‫إ ّن الرسل‪ ،‬هنا‪ ،‬لديهم عمل بالبدعة ّ‬
‫إنسانًا ميكنه العيش يف اخلطيئة أو يف تسوية مع هذه األخرية‪ ،‬وأن يكون بشركة مع اهلل يف الوقت نفسه‪ .‬إهّن م‬
‫ٍ‬
‫بطريقة واضحة‪ ،‬ولكن كما هو موقفهم‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬فيما هو ملموس يف احلياة‪.‬‬ ‫ال يصوغون معتقداهتم‬

‫إ ّن يوحنّا الرسول يتصرف ٍ‬


‫بلباقة جتاه هؤالء األشخاص‪ .‬لقد كتب‪" :‬إن قلنا‪ "...‬هذا الشيء اخلاطئ‬ ‫ّ‬
‫وليس "إن قلتم‪ "...‬إنّه يتقيد ليقول هذا ٍ‬
‫لعدد من الذين كانوا يستطيعون‪ ،‬ولكن من اخلطأ‪ ،‬التفكري هكذا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫إ ّن عبارة "السري يف الظلمات"‪ ،‬املرادفة للكلمة "أخطأ" وكأهّن ا تشري إىل ٍ‬
‫عمل معتاد‪ .‬احلقيقة بسيطة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وبطريقة فظيعة‪ ،‬وهذا صحيح جدًّا أ ّن الرسول يتابع‪" :‬إذا قلنا‪:‬‬ ‫هي أ ّن املسيحيّني خيطئون والبعض منهم غالبً ا‬
‫احلق فينا" ( ‪1‬يو ‪ .)8:1‬و"إن خطئ أحد فهناك شفيع لنا عند اآلب" (‬ ‫"إنّنا بال خطيئة" ضلّلنا أنفسنا ومل يكن ّ‬
‫املسيحي فاخلطيئة ليست موق ًف ا طبيعيً ا‪ ،‬بل هي احنراف‪ .‬إ ّن أبناء اهلل خيطئون ولكنّهم‬
‫ّ‬ ‫‪1‬يو ‪ .)2:1‬بالنسبة إىل‬
‫ال يسمحون للخطيئة بأن تسيطر عليهم لدرجة نفي كل ٍ‬
‫عدالة لوجودهم‪ .‬إهّن م يسريون يف النور‪ ،‬ويدركون‬ ‫ّ‬
‫خطاياهم ويندمون عليها‪.‬‬

‫فكل شفقة هي غري نافعة بالنسبة هلم‪ .‬ليس ال‬


‫نظام ا حلياهتم‪ّ ،‬‬
‫ّأم ا بالنسبة للذين يصنعون من اخلطيئة ً‬
‫ميكن أن حيصلوا على شراكة مع اهلل‪.‬‬

‫إنّن ا نعيش يف آخ ر األزمن ة‪ .‬إ ّن بدع ة مناهض ة الش ريعة‪ ،‬وغي اب الش ريعة ال يت ترافقه ا التق وى‪ ،‬هي‬
‫خاص يف أيامنا‪ ،‬فلنحافظ على أنفسنا فيها‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ّ‬ ‫خمادعة‬

‫العاشر من آب‬

‫تجرد من ذاته" (فيليبي ‪)7:2‬‬


‫"إ ّن المسيح ّ‬
‫إ ّن باغانيين هو واحد من أفضل عازيف الكمان الذين عرفهم العامل‪ .‬الكثري من األشخاص على مثال‬
‫بائعا له نفسه إىل األبد مقابل الشهرة‪ ،‬والثروة‬ ‫ٍ‬
‫الشاعر األملاين هنري هان‪ ،‬يعتقدون أنّه قام بتحالف مع إبليس‪ً ،‬‬
‫واجملد‪.‬‬

‫لكن إدراكه للشهرة والغىن كان صعبًا جدًّا‪ .‬كان مالح ًق ا من بعض الدائنني الذين مل يستطع أن يدفع‬
‫هلم‪ ،‬لق د ه رب من فينيس يا إىل فيين ا حيث ميكن ه أن ينق ذ حيات ه ب اللعب على الكم ان يف بعض األع راس أو‬
‫مقهى إىل آخر‪.‬‬
‫بالذهاب من ً‬

‫كانت املطاعم الفخمة ترفض استقباله بسبب فقر هندامه‪ .‬ذات يوم كان يلعب على الكمان يف مقهى‬
‫شعيب‪ ،‬فأعطاه أحد الطالّب بعض النقود "لكي يتوقّف عن هذا الصرير الذي ال حُي تمل"!‬
‫ّ‬
‫تركت هذه اإلهانة رغب ةً جمنون ةً يف قلب باغانيين‪ .‬لقد ربح مبارا ًة يف قصر األمري االبن‪ .‬ومن حينها‬
‫فقد فُتح أمامه الباب الواسع‪ .‬فقد أصبحت شهرته عامليّة وثروته خياليّة‪ .‬فقد كانت النساء تتسابقن عليه‪ .‬لقد‬
‫تعيسا‪ ،‬يبحث عن التملّ ق‪ ،‬ساعيًا وراء‬
‫جنح باغانيين يف احلياة‪ ،‬ولكن الثمن كان هالك روحه‪ .‬كان هذا الرجل ً‬
‫وخصوص ا‪ ،‬أنّه كان يتملّكه احلسد جتاه باقي الفنّ انني يف املاضي واحلاضر‬
‫ً‬ ‫دائم ا مع ٍ‬
‫خبل معيب‬ ‫تكديس املال ً‬
‫واملستقبل‪ .‬بنظره كان فنّه وحده ذات قيمة‪.‬‬

‫أي ش ٍ‬
‫خص آخ ر غ ريه ـ وإن ك ان‬ ‫ٍ‬
‫ك ان يكتب موس يقاه بوض عه للنوت ات بطريق ة ص عبة ج دًّا‪ ،‬حيث ّ‬
‫أبدا أن يعزفها‪.‬‬
‫موهوبًا ـ ال ميكنه ً‬

‫اخلاص ة‪ ،‬مثنً ا للقدرة على الفرح به ووضعه يف خدمة من خلقه‪ ،‬هذه كانت‬
‫كان مثن النجاح سعادته ّ‬
‫قصة باغانيين احملزنة‪.‬‬
‫ّ‬

‫دعوا مواهبكم تثمر؛ احبثوا عن النجاح‪ ،‬ولكن ال تدعوا اخلطيئة تثقل قلوبكم‪ .‬ارتاحوا يف حبثكم عن‬
‫النجاح‪ ،‬اسعدوا به وساعدوا اآلخرين ألن يسعدوا به‪.‬‬

‫الحادي عشر من آب‬

‫ِ‬
‫"امض إلى المقعد األخير" (لوقا ‪)10:14‬‬
‫تطور ثروتنا‪ ،‬سعة منـزلنا‪ ،‬وأعمالن ا‪ ،‬وكنسيتنا‪ ،‬ورس التنا‪ ،‬ووض عنا‪ .‬ولكن‬
‫التطور‪ّ :‬‬
‫كلّن ا نبحث عن ّ‬
‫أيضا فلسفة اخلليّة السرطانيّة‪.‬‬
‫للتطور هو ً‬
‫التطور ّ‬
‫ّ‬
‫يوجد العديد من الوصفات لكي حنصل على النجاح‪ .‬يسوع مل يقرأ واحدةً منها‪ .‬إنّه مل يبحث عن‬
‫يتمم واجبه بأمانة‪ ،‬الذي كان سيكلّفه الصليب أو اإلكليل‪.‬‬
‫النجاح بل حبث عن رضى أبيه وأن ّ‬
‫وب العكس من ذل ك‪ ،‬ومن أج ل التغي ري قليالً‪ ،‬س وف أعطيكم وس يلةً "لكي ال حتص لوا على النج اح"‪.‬‬
‫من األفضل اختيار هذه الوصفة‪ ،‬لتجنّب عبور احلياة الغري مرئيّة‪.‬‬

‫تزوجوا من أج ل املال‪ ،‬وال تكس بوا املال‬


‫ال تتخلّ وا عن املب ادئ املوج ودة يف الكت اب املق ّدس‪ .‬ال ت ّ‬
‫حترضوا الكثري من الناس لالنتماء إىل‬ ‫ٍ‬
‫بطريقة غري شريفة‪ .‬ال جتعلوا لكم امسًا يف السياسة مستخدمني التملّق‪ .‬ال ّ‬
‫كنيس تكم دون أن تظه روا هلم بوض وح ك ّل م ا تتض ّمنه احلي اة املس يحيّة‪ .‬ال تتم وا عمالً رس وليًا ليع ود عليكم‬
‫بكل نقاوهتا‪.‬‬
‫كبريا من االرتدادات‪ ،‬بل لكي تستطيع احلقيقة أن تثبت ّ‬
‫عددا ً‬
‫بفائدة أو ً‬

‫ال تلوموا أنفسكم لكونكم فقراء‪ ،‬غري معروفني‪ ،‬أو النتمائكم إىل بعض الكنائس الصغرية‪ .‬فاخلجل‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ط للكلمة‪ .‬مل خيجل يسوع لكونه كان طفالً يف مزود حق ٍري للحيوانات أو ألنّه ُ‬
‫ص لب‬ ‫هو االنتفاخ باملعىن املنح ّ‬
‫لصني‪.‬‬
‫بني ّ‬

‫ال حتصلوا على جناح مسبّبني االنشقاقات يف عائلة اآلخرين‪ ،‬يف األعمال‪ ،‬يف الكنائس أو الرساالت‪.‬‬
‫لتكن القي ادة آلخ ر‪ .‬بالنس بة لكم‪ ،‬كون وا مس تع ّدين للّعب على الكم ان الث اين‪ .‬إ ًذا ميكنكم التمتّ ع مبك انتكم‬
‫الوضيعة‪ ،‬أكثر ممّا يفعله فقراء الناس الذين ينجحون‪.‬‬

‫الثاني عشر من آب‬

‫"أسكني أمام وجهه يا جميع األرض" (حبقوق ‪)20:2‬‬


‫دي ملش اهدة اهلل‪ ،‬ه و الص مت‪ .‬جيب إقف ال الرادي و‪ ،‬والتلفزي ون‪ ،‬إيق اف ض جيج‬
‫إ ّن الش رط التمهي ّ‬
‫املكيّف‪ ،‬والغساالت و‪ ...‬الضجيح‪.‬‬

‫إ ّن اهلل خج ول‪ .‬يزعجه ض جيجنا‪ .‬فع روس نشيد س ليمان تق ول‪" :‬فليقبّل ين ب ُقب ل فم ه"‪ .‬إذًا إ ّن فم من‬
‫مينح القبلة صامت أكثر ممّن يتل ّقاها"‪.‬‬

‫كثريين ال جيدون اهلل صامتًا بسبب الضجيج الزائد الذي خييّم على مسكنهم‪.‬‬

‫إ ّن اهلاتف ير ّن‪ .‬دعوه ير ّن‪ ،‬أحيانًا‪ ،‬متذ ّكرين أنّه ليس الصوت الذي يوجد يف الناحية األخرى‪ ،‬بل‬
‫باحلري إنّه الصمت‪ ،‬من يقودنا إىل األبديّة‪ .‬وهذا أكثر فائدة ملن يرغب يف احلصول على الشراكة‪.‬‬
‫ّ‬
‫كثري من الضجيج غري نافع‪ .‬ولكن باملقابل ال أعرف صمتًا باطالً‪ .‬إ ّن الصمت غىًن حيث ال تكون فيه‬
‫الكلمات سوى فضالت‪ ،‬شرط أن نسمع جيّ ًدا أنّه ال يوجد صمت املقابر بل صمت املعبد‪.‬‬

‫عندما تق ّدرون الكلمة‪ ،‬أو كلمات أحدهم‪ ،‬ووجدمت فيها بعض العمق‪ ،‬كونوا مقتنعني أهّن ا ناجتة عن‬
‫ص ٍ‬
‫مت عمي ق‪ .‬إذًا ملا ال نع ود إىل املص در؟ ملاذا التوقّ ف عن د ه ذه الكلم ات "إين س أعطي العطش ان من م اء‬
‫احلياة" جمّانًا (رؤيا ‪.)6:21‬‬

‫قمت هبا يف أعماق قليب‪،‬‬


‫مرارا‪ ،‬لكن الرحالت األكثر أمهيّ ة بالنسبة يل هي تلك اليت ُ‬
‫بت العامل ً‬
‫لقد ُج ُ‬
‫املكان الوحيد الذي يرغب اهلل أن يلتقيين فيه‪.‬‬

‫وأيض ا الض جيج ال داخلي‪ ،‬النقاش ات م ع أنفس كم‪ ،‬الوس اوس‪ ،‬واهلم وم‪.‬‬
‫حتاش وا الض جيج اخلارجي‪ً ،‬‬
‫أدخلوا من الباب الذهيب إىل هذا امللكوت حني ينتظركم العريس‪.‬‬

‫الثالث عشر من آب‬

‫الرب" "(لو ‪)38:1‬‬


‫"فقالت له مريم‪" :‬ها أنا أمة ّ‬
‫حسها باملسؤوليّة‪.‬‬
‫إ ّن العذراء مرمي متلك العديد من الفضائل اليت جتعلها أهالً للعبادة؛ خاصةً ّ‬
‫عن دما ظه ر هلا املالك‪ ،‬ك ان جيب أالّ تك ون س وى فت اة ش ابّة‪ .‬وعن دما أخربه ا املالك أنّ ه متّ اختياره ا‬
‫كل الناس‪ ،‬ومن بينهم خطيبها‪ ،‬كانوا يعتقدون‬
‫للرب‪ ،‬كانت تعلم اخلطر الذي سوف يطاردها‪ّ .‬‬
‫لتكون ًأم ا ّ‬
‫مر عشرون قرنً ا منذ ذلك احلني‪ ،‬وما‬
‫أهّن ا أخطأت‪ .‬كان عقاب اخليانة خالل فرتة اخلطوبة هو الرجم‪ .‬لقد ّ‬
‫أيض ا‪ ،‬إ ّن‬
‫دائم ا موض وع س خرية يف البل دان الش يوعيّة‪ ،‬وليس هن ا فق ط‪ .‬لق د ك انت تع رف النب ؤات ً‬
‫زالت ً‬
‫أيض ا ّأم‬
‫رب جيب عليه ا أن تص بح ً‬
‫"نش يدها" ي ربهن ذل ك‪ .‬وبالنتيج ة فق د فهمت أنّ ه عن دما تص بح ًأم ا لل ّ‬
‫ورجلي ابنها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يدي‬
‫األوجاع‪ ،‬وأ ّن سي ًفا سوف سيجوز قلبها حني خترتق املسامري ّ‬
‫كان بإمكاننا أن ننتظر رؤيتها تطلب من املالك أن يعطيها وقتًا للتفكري لكي تستشري خطيبها‪ ،‬وأهلها‪،‬‬
‫أي كاهن‪.‬‬
‫إ ّن كانوا ما زالوا أحياء‪ ،‬أو جدودها‪ ،‬أو ّ‬
‫ك ان س وف يفش ل املخطّ ط اخلالص ّي إن هي طلبت مش ورة الن اس‪ .‬ك ذلك ب ولس‪ ،‬بع د أن رأى‬
‫يس وع‪" ،‬دون أن يستش ري أح ًدا"‪( ...‬غالطي ا ‪ )16:1‬إ ّن م رمي الفت اة الش ابّة مل تطلب نص يحةً من أح د ب ل‬
‫بكل عفويّة‪" :‬ليكن يل حسب قولك"!‬
‫أجابت املالك ّ‬
‫أبدا‬ ‫إ ّن املثل األعلى الكتايب هو األنوثة اخلاضعة‪ ،‬للمرأة الصامتة‪ .‬ولكن خضوع ٍ‬
‫امرأة مسيحيّة ليس ً‬
‫عالم ة ض عف‪ :‬إهّن ا تطي ع زوجه ا ألهّن ا ك ائن رفي ع ق ادرة على إعطائ ه مثالً على التواض ع‪ .‬بإمكاهنا أن تك ون‬
‫ص امتة‪ ،‬أل ّن عن دها الكث ري لتقول ه‪ ،‬مظه رةً للجمي ع أ ّن ص متًا عمي ًق ا ه و أبل غ من الكالم‪ .‬وأخ ًريا بإمكاهنا أن‬
‫حس املسؤوليّة الداخليّة الذي هو هديتها لزوجها يوم عرسها‪.‬‬
‫تكون مرتبطة ألهّن ا‪ ،‬بالتحديد‪ ،‬قد اكتسبت ّ‬

‫الرابع عشر من آب‬

‫سيتم في أورشليم" (لو ‪)31:9‬‬


‫"رحيله الذي ّ‬
‫قصة كاذبة عن تواط ٍؤ بني الكنيسة والنازيّة‪ .‬إهّن م خيفون قيام هتلر بقتل أربعة‬
‫إ ّن أعداء املسيح ينشرون ّ‬
‫كاثوليكي وقد وضع يف السجن آالفً ا آخرين‪ .‬إ ّن عدد الرعاة الربوتستانت الذين القوا املصري‬
‫ّ‬ ‫آالف كاهن‬
‫أيض ا‬
‫نفسه ليس معروفً ا‪ .‬ولكن خالل هذه الفرتة‪ ،‬مل يكونوا كهن ةً فقط‪ ،‬بل عشرات اآلالف من العلمانيّني ً‬
‫الذين وهبوا حياهتم للمسيح‪.‬‬

‫إ ّن الرابع عشر من آب هو ذكرى إعدام األب يعقوب غاب‪ .‬قبل أن يُساق إىل املوت‪ ،‬كتب‪" :‬أعترب‬
‫استطعت أن أع ّد نفسي للموت‪.‬‬ ‫صعبة كثرية‪ ،‬ولكنّين‬ ‫ٍ‬
‫بأوقات ٍ‬ ‫مررت‬ ‫هذا النهار هو أمجل ٍ‬
‫يوم يف حيايت‪ ،‬لقد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أيضا من أجل بلدي"‪.‬‬‫كل شيء عابر‪ ،‬ما عدا السماء‪ ،‬إين أصلّي للجميع‪ ،‬وأصلّي ً‬
‫ّ‬
‫يعلن الك اهن ج ون س تانيار يف رس الته األخ رية‪" :‬إ ّن طل يب للنعم ة ق د ُرفض‪ .‬والي وم‪ ،‬عن د الس اعة‬
‫سعيدا"!‬
‫الواحدة من بعد الظهر‪ ،‬موعد الذهاب إىل السماء‪ .‬إين أموت ً‬

‫تعرضا‬ ‫ٍ‬
‫وكاهن آخر‪ ،‬هو برنارد ليشتانربغ‪ ،‬كان يقول لصديق له يف السجن‪ ،‬بينما كان االثنان قد ّ‬
‫لضربات العصي يف الدوالب وقد ُوضعت رؤوسهم على درب الصليب‪.‬‬

‫لقد مات وهو يصلّي‪.‬‬

‫واألهم‪ ،‬يف أورشليم‪ ،‬هي موته؛ موته من أجل خطايانا‪ .‬لقد مات‬
‫ّ‬ ‫لقد أمتّ يسوع الكثري من األمور؛‬
‫لص‪ ،‬صديقه يف اآلالم‪.‬‬
‫أجل ّ‬
‫"كما كان جيب"‪ ،‬وهو يصلّي‪ ،‬ال يف ّكر سوى بأحبائه وفاحتًا امللكوت من ّ‬
‫مسيحي أن يعطي شهادة صاحلة مبوته‬
‫ّ‬ ‫كل‬
‫مدعو للشهادة‪ .‬ولكن بإمكان ّ‬
‫كل العامل ّ‬
‫من املؤ ّكد‪ ،‬ليس ّ‬
‫إجنازا‪.‬‬
‫وحب‪ .‬جيب على موتكم أن يكون ً‬
‫بكرامة‪ ،‬ورجاء ّ‬

‫الخامس عشر من آب‬

‫"ال تنسوا الضيافة فإنّها جعلت بضعهم يضيفون المالئكة وهو ال يدرون" (عبر ‪)2:13‬‬
‫ددا كب ًريا من املالئك ة‪ ،‬دون دراي ٍة منهم‪ ،‬هم مس ؤولون عن الس جون‬
‫ه ؤالء ال ذين‪ ،‬يستض يفون ع ً‬
‫الشيوعيّة‪ .‬وهذا مثل على ذلك‪.‬‬

‫ولدا حياول الدخول إليه ليسرق بعض‬ ‫يف روسيا السوفياتيّة‪ ،‬كان هناك كاهن يعمل يف احلقل‪ .‬شاهد ً‬
‫التفاح‪ .‬فأمسكه بقبض ٍة قويّ ة حيث ارتعب الطف ل من فكرة الكدمات اليت س وف يتل ّقاها‪ .‬لكن ال! فق د مأل‬
‫أيضا بني يديه وصرفه قائالً‪:‬‬
‫واضعا بعضها ً‬
‫الكاهن جيوبه بالتفاح‪ً ،‬‬

‫رحب ب ك‪ ،‬ولكن أدخ ل من الب اب واص طحب مع ك ش بّانًا آخ رين‪ .‬ل دي‬
‫املرة املقبل ة‪ ،‬س وف يُ ّ‬
‫ـ يف ّ‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫كميّة كبرية من الفاكهة لكم ً‬
‫ٍ‬
‫بشكل منتظم إىل حديقته‪ .‬فقد علّمهم اإلجنيل‪،‬‬ ‫ولدا‬
‫وبأسرع ما ميكن كان يأيت ما يقارب الثالثون ً‬
‫أيض ا بعض األناشيد‬ ‫ٍ‬
‫بشكل جازم من قبل السلطات السوفياتيّة‪ .‬لقد علّمهم ً‬ ‫ممنوعا‬
‫الديين كان ً‬
‫رغم أ ّن التعليم ّ‬
‫أيض ا إىل ه ذه اللق اءات‪ .‬لق د ول دت كنيس ة‬
‫الدينيّ ة‪ .‬ويف بعض األحي ان‪ ،‬ك ان األوالد يص طحبون أه اليهم ً‬
‫صامتة‪.‬‬

‫لكن أس تا ًذا اكتش ف "اجلرمية" فوش ى بالك اهن ال ذي اختفى لألب د يف أح د الس جون الس وفياتيّة‪ .‬إنّ ه‬
‫ّ‬
‫ونفوس ا سكرى‬ ‫عطرا مساويًا‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫أي مكان‪ ،‬وقد أضعناه من نظرنا‪ ،‬لكنّه ترك وراءه ً‬‫مالك‪ ،‬قد ظهر‪ ،‬ومل يأت من ّ‬
‫حبب اهلل‪ .‬كان كاهنًا من الكنيسة األرثوذكسيّة احلقيقيّة‪ ،‬واحد من الذين تبعوا البطريرك طيخوس الذي رفض‬ ‫ّ‬
‫التعاون مع الشيوعيّني‪.‬‬

‫ٍ‬
‫برعشة من الفرح‪ :‬فكيف احلال إن كان مالك اً؟ إن أهل غالطيا‬ ‫أخا‪ ،‬فإنّه يشعر‬
‫عندما يستقبل مؤمن ً‬
‫استقبلوا بولس وكأنّه مالك من اهلل‪ ،‬وحىت كأنّه املسيح يسوع شخصيًّا (غال ‪.)14:4‬‬

‫السادس عشر من آب‬

‫"فقال لها يسوع‪" :‬ما لي ولك يا امرأة"! (يو ‪)4:2‬‬


‫ك ان املتص ّوف األملاين املعلّم إيكه ارت يكتب‪" :‬ام رأة ه و أش رف اس م نص ف ب ه النفس"‪ .‬بالنس بة‬
‫وجهها إىل ّأم ه ألهّن ا كانت املرأة اليت تنبّأ عنها يف سفر‬
‫ليسوع‪ ،‬فإ ّن عبارة "امرأة" كانت تسمية شرف‪ .‬هلذا ّ‬
‫رفض ا من قِبل يسوع‪.‬‬
‫بكل تأكيد مل تكن هذه الكلمات ً‬ ‫التكوين (‪ )15:3‬اليت سحقت ذريتها رأس احليّ ة‪ّ .‬‬
‫ف اإلجنيلي الوحي د الذي نقله ا هو الق ّديس يوحنا الذي كان جيب أن يتلقاه ا من فم والدة اإلله نفس ها‪ ،‬اليت‬
‫موجودا يف عرس قانا عندما قيلت‪.‬‬
‫ً‬ ‫أخذها إىل بيته بعد الصلب (يو ‪ .)27:19‬والباقي كان يوحنّا‬

‫يف ترمجاهتم‪ ،‬تبدو هذه الكلمات قاسية‪ .‬يف اللغة اليونانيّة األصليّة "‪ "Ti emoi kai soi‬هي عبارة‬
‫تستعمل غالبً ا يف الديانات ذات الطقوس القدمية واليت تعين على وجه التقدير‪" :‬ما هذا السائل الغريب الذي‬
‫حزرت نيّيت؟ "‪.‬‬
‫َ‬ ‫يدور بيننا حنن االثنني؟ كيف حصل أنّك‬

‫تأت ساعيت بعد" ساعة القيام باألعجوبة‪ ،‬لقد حصلت عندما‬ ‫مكان آخر شرحها له يسوع‪" :‬مل ِ‬ ‫ويف ٍ‬
‫يتدخل عندما يغدو اإلنسان‬ ‫ٍ‬ ‫ُس كبت آخر قطر ٍة من النبيذ! ما من‬
‫للشك بتحويل املاء إىل مخر‪ .‬إ ّن اهلل ّ‬
‫ّ‬ ‫وسيلة‬
‫عاجزا‪.‬‬
‫ً‬

‫تدخلت ّأم ه‪ .‬إذ مل يكن ينتظر ذلك مسب ًقا‪ .‬إنّه هو من انصاع لصالة الكنعانيّة (مىت‬
‫رغم ذلك‪ ،‬فقد ّ‬
‫‪ ،)21:15‬كيف ال يفعل ذلك بناءً لطلب ّأمه؟‬

‫ك انت تعلم أنّ ه س يقوم ب ذلك‪ ،‬فطلبت ه ذه األخ رية من اخلدم‪" :‬افعل وا م ا ي أمركم ب ه"‪ .‬لق د ك انت‬
‫مقتنع ةً بأنّ ه ال يس تطيع أن ي أمر إالّ ب اخلري‪ .‬وح ىت وإن ك ان غريبً ا للوهل ة األوىل‪ .‬مأل األج اجني باملاء وك أ ّن‬
‫املدعوين يريدون االستحمام بينما يف الواقع كان ينقصهم اخلمر‪.‬‬

‫لتكن هذه قاعدة ٍ‬


‫حياة بالنسبة لنا‪ :‬بأن نعمل ما يأمرنا به‪.‬‬

‫السابع عشر من آب‬

‫حكما فيه شتيمة"‬


‫لما خاصم إبليس‪ ...‬لم يجرؤ على أن يحكم عليه ً‬
‫"مع أ ّن ميخائيل رئيس المالئكة‪ّ ،‬‬

‫(يهوذا ‪)9‬‬
‫املؤرخني الق دماء مث ل فيل ون االس كندري وفالفي وس جوزي ف يص فون بيالطس بأنّ ه م ذنب‬
‫بعض ّ‬
‫بالفس اد‪ ،‬والش تائم‪ ،‬واالغتص اب‪ ،‬واملؤامرات ض ّد الش عب‪ ،‬والغطرس ة‪ ،‬وقت ل األبري اء والوحش يّة املعت ادة‪.‬‬
‫يستعمل التلمود عبارات قويّة بالنسبة لكبار الكهنة يف زمن يسوع‪.‬‬

‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فاإلجنيل ال يستعمل أي صفة مؤذية أل ّن الذين كتبوه ال يعلّمون البغض جتاه‬
‫للحث على اإلميان واألفعال‪ ،‬وليس ما ميكنه أن جيعل اخلصوم حمتقرين يف‬
‫ّ‬ ‫أي إنسان‪ .‬مل يقولوا إالّ ما وجب‬
‫ّ‬
‫نظر الناس‪.‬‬

‫احلب‪ .‬ال متن ع الش جرة ظلّه ا عن احلطّ اب‪ ،‬وال‬


‫يحي ه و ّ‬
‫إ ّن املوق ف الص حيح الوحي د بالنس بة للمس ّ‬
‫القمر نوره عن أكواخ املنبوذين‪.‬‬

‫يقول إرميا هلل (‪ )21:2‬يف "حنيبه"‪" :‬الشابات والشبّان‪ ...‬الذين ذحبتهم يف يوم سخطك"‪ .‬لقد كان‬
‫متسه‪ ،‬بدل أن يقوم باجلرم الكبري باهّت امه القتلة احلقيقيّون باألهوال‪.‬‬
‫جمنونًا باهّت امه اهلل‪ ،‬الذي مل تعد مساوؤنا ّ‬
‫وأيض ا احرتامنا لآلالم الرهيبة اليت جيلبوهنا ألنفسهم‪ .‬ليس يف العادة‬
‫يستحق اجملرمون شفقتنا‪ ،‬وحبّنا ً‬
‫ّ‬
‫جائر أن خنتلق شيئًا‬
‫املسيحيّة أن نصفهم باألمساء االنتقاميّة‪ .‬فاخلسارة الرهيبة هي خسارة الفهم‪ .‬ولكن كم هو ٌ‬
‫خُي جل خصمنا!‬

‫كل الكائنات هو نفسه‬


‫إ ّن موت املسيح ليس عمل بعض اجملرمني‪ ،‬بل هو إمتام ملخطّط اهلل‪ .‬إ ّن خالق ّ‬
‫ال ذي يهلكهم ليقيمهم من جدي د‪ .‬ميكن ه اس تخدام األش رار ليجلب إلي ه خمتاري ه‪ .‬ه ؤالء ي رون ي د اهلل يف ك ّل‬
‫شيء وبالنتيجة ليس لديهم أية عبارة بغض جتاه قاتليهم‪.‬‬

‫الثامن عشر من آب‬

‫"ال تصنع لك منحوتًا وال صورة شيء" (خروج ‪)4:20‬‬


‫عندما نقرأ يف الكتاب املق ّدس ما يتعلّق باألصنام اليت يعبدها البشر‪ ،‬فإنّنا نف ّك ر أهّن ا تنتمي إىل املاضي‪.‬‬
‫من املس تبعد تص ّور أ ّن قس ًما كب ًريا من البش ريّة م ا زال يتعلّ ق هبا‪ .‬فاإلحيائيّ ة وعب ادة األص نام مها ح ىت أيامن ا‬
‫انتشارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الديانتان األكثر‬

‫هن اك مث ل وحي د‪ :‬الك اكومبوس يف غان ا يف أفريقي ا‪ .‬إ ّن عب ادهتم العظمى هي عب ادة ص نم جيب أن‬
‫يستمرون باالعتقاد أ ّن الصنم ميارس قدرة‬
‫ّ‬ ‫يسجدوا له لكي يصبحوا مسيحيّني‪ .‬وهذا ليس باألمر السهل‪ .‬إهّن م‬
‫الصحة‪ ،‬إخل‪ .‬والناس حيملون له التقادم كالدجاج‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫يزوده بنساء عديدات‪ ،‬يعطيه ّ‬ ‫كبرية‪ .‬إنّه يُغين من ميتلكه‪ّ ،‬‬
‫واملاعز واخلراف‪.‬‬

‫ساحرا‪ ،‬يف خدمة‬ ‫دما بشريًا‪ .‬يشهد املرسلون أ ّن‬ ‫ٍ‬


‫ً‬ ‫وقد حيصل أن يطلب الصنم غروماد من وقت آلخر ً‬
‫هذا اإلله‪ ،‬قد مسّم رجالً‪ .‬فانتفخ جسم هذا األخري‪ ،‬وكان ينازع‪ .‬أمر رئيس القبيلة الساحر بأن يعيده للحياة‬
‫سريعا واسرتجع الرجل قواه‪.‬‬ ‫حتت ضغط ٍ‬
‫ضيق شديد‪ .‬فزال الورم ً‬

‫لقد ق ّدر أهل البلد هذا الصنم أكثر من أفراد عائلتهم نفسها‪ .‬أراد بعض الكومبيّني حماولة اكتساب‬
‫املسيحي مع احلفاظ على هذا الصنم‪ ،‬هذا ما مل يقبله املرسلون‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إمياهنم‬

‫وأيض ا الناس احلضريّني الومهيّني‬


‫فلنذكر يف صلواتنا هؤالء البدائيّني الذين ما زالوا يعبدون األصنام‪ً ،‬‬
‫الذين يؤمنون جباليب السعادة أو بتعويذات أخرى من هذا النوع‪.‬‬

‫التاسع عشر من آب‬

‫"إبراهيم ولد اسحق" (متى ‪)2:1‬‬


‫تقول اآلية السابقة‪" :‬إبراهيم َولَ َد"‪ .‬فلنرتمجها باحلري يف صيغة احلاضر "يولِد"‪ .‬يف الواقع إ ّن أسلوب‬
‫االشتقاقي هو "دون مدى")‪ .‬غالبً ا ما يستعمل هذا‬
‫ّ‬ ‫الفعل اليوناينّ املستعمل هنا هو "‪" "L’aoriste‬فاملعىن‬
‫اجملرد للحاضر األزيل‪ ،‬للحوادث خارج الزمن‪.‬‬
‫الزمن يف العهد اجلديد‪ :‬لديه املعىن ّ‬
‫الرب‪ ،‬ألنّه ال يوجد فقط يف هذا الفصل‬
‫األصلي‪ L’aoriste ،‬يستعمل يف ساللة ّ‬
‫ّ‬ ‫النص اليوناين‬
‫يف ّ‬
‫تدل على أ ّن ال تطابق‬
‫التارخيي للذي جاء قدميًا‪ .‬يف إجنيل لوقا (‪ )3‬هناك مقارنة مع ساللة يسوع ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلحصاء‬
‫بكل بساطة‪.‬‬
‫وحتديدا هم ليسوا من التاريخ ّ‬
‫ً‬ ‫بني االثنني‪ .‬وليس لديها أن تقوم بذلك‪،‬‬

‫يف الواقع‪ ،‬إ ّن التخفيض املفتعل لعدد أسالف يسوع إىل ٍ‬


‫ثالثة وأربعني‪ ،‬واحلذف اإلرادي للبعض من‬
‫بينهم يظه ر بوض وح أ ّن ه ذه الالئح ة ل ديها ه دف آخ ر‪ .‬إهّن ا وس يلة دخ ول للمب ادرة املس يحيّة‪ .‬يف املس يحيّة‬
‫ميروا من مرحلة املؤمنني الصغار إىل مرحلة الرجال الناضجني‪ ،‬والذين‬ ‫األوىل‪ ،‬فإ ّن الشباب الذين يتعلّمون لكي ّ‬
‫وكل اآلخرين‬
‫يعيشون فيها املسيح على طريقة العذراء مرمي‪ ،‬يتأملون تدرجييّا حبياة ابراهيم وإسحق ويعقوب ّ‬
‫تتضمن النظر استعداديًا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وصوالً إىل مرمي اليت يتمثّلون هبا روحيّا‪ .‬يشري الق ّديس لوقا إىل طريقة أخرى للمبادرة ّ‬
‫كل املاضي القدمي باملسيح‪.‬‬‫بدءًا بتشبيه ّ‬
‫يحي يس تعري مراح ل مش اهبة ح ىت وإن مل تكن بالطريق ة املع ّق دة واملنهجيّ ة كم ا يف الس ابق‪.‬‬
‫ك ّل مس ّ‬
‫عبيدا للزمن‪،‬‬
‫"إبراهيم ولد اسحق"‪ L’aoriste :‬اليوناين‪ ،‬الزمن الغري حمدود يذ ّكرنا بأنّه ال جيب أن نكون ً‬
‫خارجا عنه‪.‬‬
‫ً‬ ‫بل أن نعيش‬

‫العشرون من آب‬

‫"إن أراد أحد أن يتبعني‪ ،‬فيلتخلّى عن نفسه" (متى ‪)20:6‬‬

‫مهرج مؤمن‪:‬‬
‫سأل رجل ّ‬
‫كل مكان‪ ،‬هل هو موجود يف هذا الكلب؟‬
‫قلت إ ّن اهلل موجود يف ّ‬
‫ـ إن َ‬

‫ـ أواه! أواه!‬

‫جواب حكيم! هذا ما كان ليفعله الكلب إن طرحنا عليه هكذا سؤال‪.‬‬

‫حي‪ ،‬فإنّنا حنصل يف الواقع على جواب مطابق لرتكيب هذا الكائن‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مطروح على كائن ّ‬
‫ٍ‬ ‫كل سؤال‬
‫يف ّ‬
‫ٍ‬
‫إنسان‬ ‫ٍ‬
‫استفهام رائعة املطروحة حول اهلل‪ .‬ما من‬ ‫على هذا األساس‪ ،‬ال خيتلف الناس عن الكالب‪ .‬إهّن ا نقطة‬
‫اخلاصة باخلليقة الصغرية‪.‬‬
‫ليس لديه مفتاح آخر لإلجابة سوى "أواه! أواه" ّ‬

‫كل وجهة نظر هي نقطة عمياء يف بعض النواحي‪ ،‬ألهّن ا‬ ‫ٍ‬


‫كل شيء من وجهة نظر حمدودة‪ّ .‬‬
‫كلّنا نرى ّ‬
‫جتعلنا عاجزين كليًا عن رؤية وجهات النظر األخرى‪ .‬إن رفعنا أعيننا‪ ،‬فإننا منيّ ز السقف ولكن‪ ،‬يف هذا الوقت‬
‫عيين‪...‬‬
‫نظرت إىل الباب‪ ،‬فإ ّن النافذة ختتفي عن ّ‬
‫ُ‬ ‫أبدا األرض‪ .‬وإن‬
‫عينه‪ ،‬ال نرى ً‬

‫املسيحي "ينكر"‬ ‫لقد ق ّدم يسوع خالصه ٍ‬


‫بطرق خمتلفة وكذلك من خالل وجهات نظر خمتلفة‪ .‬إ ّن‬
‫ّ‬
‫نفسه‪ ،‬ومبعىًن آخر‪" ،‬إنّه ينكر ذاته"‪ .‬إنّه ال يرى األشياء من خالل وضعيّة معطاة‪ ،‬ألنّه مل يعد ميلك وضعيّة‪.‬‬
‫فللثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار‪ ،‬ولكن ابن اإلنسان ليس له موضع يسند إليه رأسه‪.‬‬

‫حيرر! مل نعد ن رى األشياء من جهة أو أخ رى‪ .‬فاجلواب‬


‫"ليس له موضع يسند إليه رأسه"‪ ،‬هذا م ا ّ‬
‫شاهدا له‪.‬‬
‫كل شيء‪ ،‬وهو يصبح ً‬
‫املخصصة‪ ،‬ولكن لديه حدس يف ّ‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة هلل مل يعد "أواه‪ ،‬أواه!"‬

‫الحادي والعشرون من آب‬

‫"هذا الرجل يستقبل الخاطئين" (لوقا ‪)15:2‬‬

‫جزي رة الش يطان‪ ،‬ه ذا ه و اس م جمموع ة من اجلزر الص غرية ال يت تبع د ح وايل مخس عش ر إىل عش رين‬
‫كيلوم ًرتا عن س احل أمريك ا اجلنوبيّ ة‪ .‬إ ّن البح ر ال ذي حيي ط هبا غ ري رحيب راب ل بأمساك الق رش‪ .‬وح دهم‬
‫اجملرم ون الص لبني ك انوا يعيش ون في ه فيم ا مض ى‪ .‬م ا ك انوا يعمل ون أب ًدا‪ ،‬أل ّن املن اخ جيع ل ك ّل عم ل ش به‬
‫مستحيل‪ .‬فاملشروب عند األغلبيّة‪ ،‬كان أساس احنطاطهم‪ .‬وبعد اإلحصاء‪ ،‬تبنّي أ ّن مثانون يف املئة منهم ولدوا‬
‫من والدين كحوليّني أو سفلسيّني‪ .‬إ ّن خطيئة أهلهم حكمت عليهم باألشغال الشاقّة‪.‬‬

‫تطوع بعض الفرنسيّني املوظفني يف جيش اخلالص للذهاب للعيش والعمل من أجل‬
‫يف العام ‪ّ ،1933‬‬
‫حب اهلل‪ ،‬فإنّه يصبح مستحيالً حمبّة هكذا أناس‪ .‬مل‬
‫فسادا‪ .‬كان أحدهم يقول‪" :‬بدون ّ‬
‫املسيح بني من هم أكثر ً‬
‫أرجتف إالّ عند التفكري هبذه األماكن الرابلة بالفساد"‪.‬‬

‫ومع ذلك ذهبوا إليها‪ .‬هذا املشهد الذي يصف إحدى اجتماعاهتم‪" :‬جمرمني‪ ،‬حليقي الرأس‪ ،‬عاري‬
‫اجلذوع‪ ،‬أكم امهم مقلوب ة لتظه ر أوش امهم‪" :‬طف ل ب ائس"‪ .‬أو "آه! ي ا أمي‪ ،‬ل و أنّ ك ِ‬
‫رأيت طفل ك"! إهّن م‬
‫ٍ‬
‫بصمت إىل الوجه الذي ال يُدرك"‪.‬‬ ‫يصغون‬

‫دائم ا غري متأثرين‪ .‬فجيش اخلالص كانوا منهوكني داخل عامل اجملرمني‪ .‬لقد اقرتف‬
‫لكنّهم ال يبقون ً‬
‫اجتماع للجيش فقد ارت ّد‪ ،‬واعرتف جبرميته فأرسل‬
‫ٍ‬ ‫هذا الرجل جرمية‪ ،‬ولكن الشرطة مل تعرف عنها شيئًا‪ .‬ويف‬
‫أتعرف على ابن‬
‫جدا أن ّ‬
‫"كنت سوف أرغب ً‬
‫ُ‬ ‫يوما‪:‬‬
‫وأقر ً‬
‫إىل جزيرة الشيطان‪ .‬كان يساعد فيها جيش اخلالص ّ‬
‫علي!" الفضل يعود إىل إرساليّة شارل بيان‬
‫أتعرف إىل بين البشر الذين قضوا ّ‬
‫اإلنسان‪ ،‬الذي خلّصين‪ ،‬قبل أن ّ‬
‫فتحس نت ظروف حياهتم‪ .‬بالفعل‪ ،‬فإ ّن‬
‫وإىل معاونيهم فقد وجد العديد من احملكومني باألشغال الشاقّة املسيح ّ‬
‫احلب جتاه اجملرمني‪.‬‬
‫جزيرة الشيطان توقّفت عن كوهنا إقامة إصالحيّة‪ .‬فجيش اخلالص أظهر للناس ما هو ّ‬

‫الثاني والعشرون من آب‬

‫كل ما يأمركم به" (يو ‪)5:2‬‬


‫"إفعلوا ّ‬

‫ك انت تري ز دو ل يزيو أص غر الفتي ات اخلمس يف عائلته ا‪ .‬ويف يوم عي د امليالد‪ ،‬قُ دم هلا ص ندوق مليء‬
‫باأللعاب ومبا أنّه كان ينتمي إىل شقيقاهتا األكرب سنًّا فقد ُسئلت ما الذي سوف ختتاره‪.‬‬
‫كل شيء‪.‬‬
‫ـ أجابت‪ ،‬أنا أختار ّ‬
‫اخلاص ة ال يت‬
‫دخلت يف س ّن اخلامسة عش ر إىل الكرم ل فطُ رح عليه ا الس ؤال ملعرف ة الفض يلة املسيحيّة ّ‬
‫أيضا‪:‬‬
‫سوف متارسها الح ًقا‪ .‬فأجابت ً‬

‫ـ أريد اختيارها كلّها‪.‬‬

‫"بكل ما يقوله ابنها"‪ ،‬دون اختيار‪ .‬يف الواقع‪ ،‬أن خنتار‬


‫هكذا‪ ،‬فإ ّن والدة اإلله تعلّمنا أنّه جيب القيام ّ‬
‫ٍ‬
‫كجنود صاحلني‪،‬‬ ‫من بني وصايا اهلل‪ ،‬فهذا يعود للقول‪" :‬لن أفعل ما يأمر به‪ ،‬بل ما يعجبين"‪ .‬إ ًذا علينا أن نطيع‬
‫ندخل املعركة‪ ،‬حىت إن كان هذا يعين الذهاب إىل املوت احملتّم وأن منتثل حىت ولو أمر مبا نعتربه‪ ،‬شخصيّا‪،‬‬
‫اسرتاحة خمجلة‪.‬‬

‫الرب إهلكم‪ ،‬وال تنحرفوا مين ةً وال يسرة" (تثنية‬


‫قال موسى للشعب‪" :‬احرصوا أن تعملوا كما أمركم ّ‬
‫‪ .)32:5‬هل الوصايا إ ًذا هي مينةً أو يسرة؟‬

‫تقول الوصيّة‪" :‬ال تسرق"‪ .‬ولكن ميكننا أن نسرق لنفرح بالكثري من امللذات كما ميكننا أن نسرق‬
‫ٍ‬
‫هنايات أنانيّة‪ :‬كذلك ميكننا أن نكذب لننقذ حيا ًة‪.‬‬ ‫فقريا‪" .‬ال تكذب"‪ .‬إ ًذا ميكننا أن نكذب لكي نضلّل‬
‫لننقذ ً‬
‫بكل بساطة جيب علينا أن نطيع‪ .‬ومبعىّن‬
‫يوجد بعض اخلطايا مينةً ويسرة‪ ،‬ولكن ال جيب أن نف ّكر عندما يأمرنا‪ّ .‬‬
‫آخر‪ ،‬حتاشي الوقوع يف اخلطيئة‪.‬‬

‫خاص ة للتص ّرف بش ٍ‬


‫كل‬ ‫العام ة املطلق ة حيث ال يوج د على األق ّل وص ية ّ‬
‫ل دينا بعض ق وانني الس لوك ّ‬
‫كل ما يوصيكم به‪ ،‬حىت إن بدا ذلك لكم غريبً ا‬ ‫ٍ‬
‫احلب‪ ،‬افعلوا ّ‬
‫األهم‪ ،‬هو ّ‬‫خمتلف يف حاالت استثنائيّة‪ .‬فاملعيار ّ‬
‫مالئما‪.‬‬
‫أو ً‬
‫الثالث والعشرون من آب‬

‫"أنا هو‪ ...‬الح ّق" (يو ‪)6:14‬‬

‫مع ا للسباحة‪ .‬فسرق الكذب ثياب احلقيقة‪ ،‬واحلقيقة بدل أن‬


‫شخصان مها‪ ،‬احلقيقة والكذب‪ ،‬ذهبا ً‬
‫تنحين لرتتدي ثياب الكذب‪ ،‬قررت الذهاب دون ثياب‪ .‬ومن هنا عبارة "احلقيقة العارية"‪ .‬والكذب‪ ،‬متخفيً ا‬
‫بثوب احلقيقة‪ ،‬تابع جولته يف العامل مضلّالً الناس‪.‬‬

‫أبدا‪ .‬فقد كان األمر خمتل ًف ا‬


‫للحق أن يقبل بالتسوية مع الكذب‪ .‬مل يسلكوا الطريق نفسها ً‬
‫ال ميكن ّ‬
‫احلب‪ ،‬ويبحث يف ك ل الط رق إلقناع ه ب رتك الثي اب‬
‫بالنس بة لإلنس ان ال ذي ض ّل‪ .‬بالنس بة ل ه‪ ،‬احلقيق ة تطفح ب ّ‬
‫املسروقة وأن يرتك نفسه يسري "عاريًا"‪.‬‬
‫حق يظهر‬
‫مستقيما ولذا عُ رف باسم هنري الكبري‪ .‬كان رجل ّ‬
‫ً‬ ‫كان هنري الرابع ملك إنكلرتا رجالً‬
‫مترد‬
‫القواد الذي وشى به مثّ ّ‬
‫يوم ا عن أحد ّ‬
‫الكثري من الصالح جتاه الذين كانت مواقفهم خاطئة‪ .‬فقد ح ّدثوه ً‬
‫كل هذا مل يتوقّف هذا الرجل عن كرهه للملك‪.‬‬
‫عليه‪ .‬فعفا عنه‪ ،‬ماحنًا إيّاه العديد من األومسة‪ ،‬ورغم ّ‬
‫فقال هنري الرابع‪:‬‬

‫ـ سوف أغمره بالعديد من النعم من أجل إجباره على حيب‪ ،‬إن أراد ذلك أم ال‪.‬‬

‫وهكذا توصلت احلقيقة العارية أن تنتصر على األشخاص اخلاطئني الذين يتخفون بثوب األشخاص‬
‫األوفياء‪ .‬كان هلذا امللك نفسه عادة القول للذين يُعجبون بسلوكه‪:‬‬

‫اخلل‪.‬‬
‫إنّنا نلتقط الكثري من الذباب بواسطة ملعقة من العسل أكثر من عشرين برميالً من ّ‬
‫أيض ا من يعيش يف الك ذب‪ ،‬ولكن ال تنس وا‪ :‬احلقيق ة هي احلقيق ة‬
‫أحب وا من ه و على خط أ‪ ،‬وأحبّ وا ً‬
‫أبدا‪.‬‬
‫والكذب هو الكذب! ال ختلطوا وال متزجوا بني االثنني ً‬

‫الرابع والعشرون من آب‬

‫"إن المواهب على أنواع" (‪1‬كور ‪)4:12‬‬

‫ح وال الع ام ‪ 165‬بع د املس يح‪ ،‬أُح رق األس قف ك اربوس حيً ا ألنّ ه رفض أن يق ّدم البخ ور لآلهلة‬
‫املتعصبون يع ّدون عمود احلطب‪ ،‬أثبت‪:‬‬
‫الوثنيّة‪ .‬بينما كان ّ‬
‫مجيعا‪ ،‬ورغم ذلك ما الذي مل يفعله البشر ٍ‬
‫بأناس آخرين!‬ ‫إ ّن حواء هي ّأمنا ً‬

‫مشعا‪ ،‬وعندما ُسؤل عن السبب‪:‬‬


‫عندما صعد إىل عمود احلطب كان وجهه ًّ‬

‫الرب‪.‬‬
‫زعت من هذا العامل وقد رأيت جمد ّ‬
‫ـ لقد انتُ ُ‬
‫ديعا من أج ل وص ف األس رار اإلهليّ ة‪" :‬إ ّن ن دى‬
‫قلم ا ب ً‬
‫ك ان ل دى القديس ة ماتيل د من ماج دوبورغ ً‬
‫الثالوث الوديع يسقي زهرة البتول املختارة باملاء اجلاري من اهلل األزيل‪ .‬مثر الزهرة هو نفسه اهلل الذي ال ميوت‬
‫واإلنسان املائت‪ ،‬الضمانة األبديّة للحياة األبديّة‪ .‬إ ّن خملّصنا أصبح عريسنا"‪.‬‬

‫وخاص ة إىل أس قفها‪" :‬إن ش رفك يه رتأ داخ ل ب ؤرة‬


‫ّ‬ ‫أيض ا أن تكتب بأس ٍ‬
‫لوب آخ ر‪،‬‬ ‫ك انت تع رف ً‬
‫احلب امللكي‪ .‬سوف يأيت يسوع إليك وهو من سيحكم‬
‫متسول ألنّه ينقصك كنـز ّ‬
‫الرذائل‪ .‬إنّك أفقر من أي ّ‬
‫عليك"‪ .‬إ ّن رسائل من هذا النوع كان تدفع إىل كرهها‪.‬‬

‫مدعوا الستعادة مدينة إرغورت اليت ثارت ض ّده‪ ،‬ومبا أنّه‬


‫إ ّن فريدريك احلكيم‪ ،‬دوق ساكس‪ ،‬كان ًّ‬
‫جدا"!‬
‫أُثبت له أ ّن هذا "سوف يكلّف حياة أكثر من مخسة رجال"‪ ،‬أجاب‪" :‬سوف تكون حياة واحدة كثرية ً‬
‫حمرتسا هبذا القدر فقد أعلن‪:‬‬
‫خطرا على عرشه‪ً .‬‬
‫أيضا‪ ،‬رغم أ ّن هذا كان ً‬
‫فضل السالم ودافع عن لوثر ً‬
‫لقد ّ‬

‫التصرف ض ّد اهلل مبلء إراديت‪.‬‬


‫للتسول يف الطرقات على ّ‬
‫أفضل الذهاب ّ‬
‫إيّن ّ‬

‫كل واحد منهم يعطينا مثالً على الطاعة‪.‬‬


‫املدعوين‪ ،‬ولكن ّ‬
‫يوجد العديد من الق ّديسني‪ ،‬والعديد من ّ‬

‫الخامس والعشرون من آب‬

‫"وإن سلمتم على إخوانكم وحدهم‪ ،‬فأي ٍ‬


‫زيادة فعلتم" (متى ‪)47:5‬‬ ‫ّ‬

‫قتل زاسوليتش الرجل الثوري الروسي من عصر التشار‪ ،‬اجلنرال تريبوس الذي ضرب طالبً ا بالعصي‬
‫ثوري آخ ر‪ ،‬هي الس يدة راغوزينيكوف ا‪ ،‬قص دت س جن الق ديس‬
‫ّ‬ ‫يف س جن بافي اك‪ .‬يف الع ام ‪ ،1907‬ش خص‬
‫القواد‪ .‬كانت آتية لالحتجاج ض ّد سياسة احلكم اليت‬
‫بيرتسبورغ‪ ،‬بكامل أناقتها‪ ،‬وطلبت التح ّدث إىل أحد ّ‬
‫كيلوغرام ا من الديناميت مع صاعق‪.‬‬
‫ً‬ ‫كانت جتلد أصدقاءها السجناء‪ .‬لقد أخاطت داخل ثوهبا ثالث عشر‬

‫موضوعا ألم ٍر آخر‪ .‬كانت تعلم أنّه ّ‬


‫سيتم توقيفها‬ ‫ً‬ ‫وعندما ظهر القائد قتلته عن كثب‪ّ .‬أما الديناميت فقد كان‬
‫كل‬
‫وتُساق إىل املكتب العام للشرطة السريّة ومل َتر وسيلةً أخرى للدخول إليها‪ .‬لقد كانت نيّتها أن جتعل ّ‬
‫شيء يقفز معها‪ .‬ولكنّه متّ البحث عنها واكتشف الديناميت‪.‬‬
‫ُحكم عليها بالشنق‪ ،‬كتبت لعائلتها وهي تنتظر تنفيذ احلكم‪" :‬إ ّن املوت ليس شيئًا حب ّد ذاته‪ ...‬ولكن‬
‫عاما‪.‬‬
‫علي إمتامه"‪ .‬مل يكن هلا من العمر سوى عشرين ً‬
‫ما أرهبين‪ ،‬هو فكر املوت دون أن أمتّ ما كان جيب ّ‬
‫واليوم هناك راهبات‪ ،‬وإخوة مسيحيّني يُضربون وجُي لدون يف العديد من الدول الشيوعيّة‪ ،‬اإلسالميّة‬
‫والوثنيّ ة‪ .‬واألس وأ ك ذلك‪ ،‬فق د أُخض عوا للتع ذيب‪ .‬بك ّل تأكي د حنن لن نتش بّه باملنهجيّ ات الثورويّ ة‪ .‬ولكنّن ا‬
‫وب حازم ٍة على مث ال زاس وليتش وراغوزينيكوف ا لكي ن دافع عن إخوتن ا يف ال دين‪ ،‬ونس اعدهم‪،‬‬ ‫حنت اج لقل ٍ‬
‫بكل تأكيد‬
‫والفريسيّني" فإنّنا ّ‬
‫ضرب من أجلهم‪ .‬لقد قال يسوع أنّه إن "مل يزد ّبرنا على ّبر الكتبة ّ‬
‫وحنتج‪ ،‬ونُ َ‬
‫ّ‬
‫لن ندخل ملكوت اهلل (مىت ‪ .)20:5‬بإمكاننا اليوم أن نتب ّدل‪ :‬إن مل تكن شجاعتنا ومحاسنا أكرب من شجاعة‬
‫ومحاس اإلرهابيّني والثورويّني‪ ،‬فإنّنا لن نرى امللكوت!‬

‫السادس والعشرون من آب‬

‫"إلهي! إلهي! لماذا تركتني؟" (متى ‪)46:27‬‬

‫السياسي"‪،‬‬
‫ّ‬ ‫خالل الذعر الكبري الذي سبق وصول تيتو إىل السلطة‪ ،‬متّ شنق إحدى ضحايا "تطهريه‬
‫وهو مرشد علماين يف الكنيسة األرثوذكسيّة‪ ،‬قبل أن تُطلق عليه النار‪ .‬ترك لزوجته هذه الكلمات‪" :‬أنا ذاهب‬
‫ألذ ّكر اهلل بالعامل الذي نسيه!"‪.‬‬

‫شك‬
‫ميرون بعذابات كربى‪ .‬لقد ّ‬
‫"أين هو اهلل؟" الكثري من املؤمنني يسألون أنفسهم هذا السؤال عندما ّ‬
‫أيوب ودانيال باهلل‪ .‬حىت أ ّن يسوع فعل ذلك عندما كان معلّ ًقا على الصليب‪.‬‬

‫الشك‪.‬‬
‫هم كبري ويتغلغل إليكم ّ‬
‫قد حيصل أن يكون لديكم ّ‬
‫عن دما ارت ّد ش اول الطرسوس ي‪ ،‬املض طهد‪ .‬أول ش يء أراه إيّ اه اهلل‪ ،‬م ا جيب علي ه أن يعاني ه من أج ل‬
‫امسه (أع ‪ .)16:9‬جيب على األهل‪ ،‬واملعلّمني والكهنة أن يعلّموا الشبّان "الهوت األمل" دون املعرفة اليت من‬
‫خالهلا يستحيل أن جنلب احلياة الطبيعيّ ة‪" .‬فاإلنسان يولد للشقاء كما يولد النسر ليحلّ ق يف الطريان" (أيوب‬
‫‪ .)7:5‬لق د علّمونا العديد من األم ور الغ ري مفي دة‪ ،‬ولكنّن ا مل نتعلّم علم الع ذاب بطريق ٍة جيّ دة‪ .‬من هن ا ي أيت‬
‫اليأس أمام األمل‪.‬‬

‫إ ّن احلياة والواقع يسترتان وراء حجاب‪ .‬للدخول إىل "قدس األقداس" يف هيكل أورشليم‪ ،‬جيب املرور‬
‫حمجبة أو نظرت إلينا بغرابة؟ إنّنا ال نرى نوايا اهلل‬
‫من خالل حجابني‪ .‬هل نعلم أن ابتسمت لنا امرأة مسلمة ّ‬
‫بسب احلجاب الذي يغلّفها‪.‬‬

‫أيض ا‪،‬‬
‫انشق حجاب اهليكل‪ ،‬ولكن بعد قليل‪ ،‬كانت قيامة املسيح‪ .‬بالنسبة لكم ً‬
‫عند موت يسوع‪ّ ،‬‬
‫كل شيء يعمل خلرينا‪ .‬إ ّن اهلل قريب جدًّا منكم‪ ،‬ال‪ ،‬إنّه مل ينساكم!‬
‫سوف يُنـزع احلجاب وسوف ترون أ ّن ّ‬

‫السابع والعشرون من آب‬

‫"وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (فيليبي ‪)8:2‬‬

‫يف ال وقت حيث ك انت الكتب املق ّدس ة تكتب بالي د‪ ،‬طلب أح د مل وك فرنس ا إىل أح د الرهب ان ب أن‬
‫كل اآليات اليت تدين الفجور‪.‬‬
‫يكتب له نسخةً ويلغي منها ّ‬
‫كل ما له صلة بالطاعة يف الكتاب املق ّدس‪ .‬يف‬
‫إن عاد األمر للكثريين من بيننا‪ ،‬فسوف يلغون بإرادهتم ّ‬
‫فكل الباقي يبدو لنا ممكنًا‪.‬‬
‫حني أ ّن هذا لن حيصل‪ّ ،‬‬
‫لكن جيب أن تكون الطاعة للمسيح كاملة‪ .‬عندما يُطلب منّ ا أي شيء‪ ،‬ال حنسب ما سوف تكون‬
‫النتائج‪.‬‬
‫هل إ ّن الطاعة إلحدى وصايا املسيح قادرة على أن جتعلنا خنسر الكثري من القدرات على عمل اخلري؟‬
‫بكل تأكيد قد وزن الـ "مع" والـ "ض ّد"‪ .‬إن قال شيئًا‪ ،‬ليس هناك سوى‬
‫إ ّن فهمنا ليس أفضل من فهمه وهو ّ‬
‫يتصرف‪ .‬يقول‬
‫مرتني قبل أن ّ‬
‫حبج ة الرجل احلكيم الذي عليه أن يف ّك ر ّ‬
‫الطاعة دون تفكري مسبق‪ .‬ال تراوغوا ّ‬
‫"أسرعت ومل أبطأ إىل حفظ وصاياك" (مزمور ‪)60:118‬‬
‫ُ‬ ‫صاحب املزامري‪:‬‬

‫يهتم هبم‪ .‬كذلك تعاجل املستشفيات‬


‫االجتماعي ّ‬
‫ّ‬ ‫حبجة أ ّن الضمان‬
‫يف أيامنا‪ ،‬ال ينقذ املسيحيّون الفقراء ّ‬
‫احلب الشخصي‪.‬‬
‫املؤسسات ليس عندها مهارة ّ‬
‫هتتم باليتامى‪ .‬ولكن ّ‬
‫املرضى؛ ودور األيتام ّ‬
‫ن رى يف أح د املخيّم ات األفريقيّ ة يف الربتغ ال أن العبي د يس ريون بعض الكيلوم رتات من املستش فى‬
‫تنظيما‪ .‬وعندما ُس ئلوا عن هذا املوضوع‪ ،‬مبا أ ّن األدويلة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أقل ً‬ ‫احلكومي للعالج بطريقة أفضل يف عيادة مسيحيّة ّ‬
‫ّ‬
‫كانت نفسها‪ ،‬جاء هذا اجلواب‪ - :‬نعم‪ ،‬يف الواقع‪ ،‬إ ّن األدوية هي نفسها‪ ،‬ولكنّها ليست األيدي نفسها!‬

‫أطيعوا‪ ،‬أحبّوا وأضيفوا من لطافتكم الشخصيّة إىل اخلري الذي حيصل يف العامل‪.‬‬

‫الثامن والعشرون من آب‬

‫"هذه أولى آيات يسوع أتى بها في قانا الجليل" (يو ‪)11:2‬‬

‫مجيع ا أهّن م ظه روا يف ه ذه البل دان وك أهّن م‬


‫إ ّن املرس لني ال ذين عاش وا عن د الش عوب البدائيّ ة يقول ون ً‬
‫جمرتحي عجائب‪" .‬إ ّن املرسلني يعرفون كيف حيرقون املياه‪ ،‬حىت املياه النتنة (‪)l’essence‬؛ إهّن م يشعلون النار‬
‫ك قطع تني من اخلش ب‪ ،‬واح دة على‬ ‫ودا من الك ربيت بينم ا هم جيب عليهم ح ّ‬ ‫بلحظ ة واح دة بإش عاهلم ع ً‬
‫األخرى‪ٍ ،‬‬
‫لفرتة طويلة قبل أن حيصلوا على النار! إ ّن املرسلني يستعملون البندقيّ ة للصيد‪ :‬إهّن م يعرفون اخلياطة‬
‫وميكنهم أن يتكلّموا فيما بينهم دون أن يفتحوا أفواههم‪ ،‬وذلك بكتابتهم عالمات غريبة على الورق"‪.‬‬
‫ٍ‬
‫منعزلة ال يريدون تصديقها عندما‬ ‫كتبت بريل بورغ يف رواياته أ ّن الصينيّني الذين يسكنون يف مناطق‬
‫تق ول أ ّن ال بيوت‪ ،‬يف إنكل رتا‪ ،‬متّ بناؤه ا واح ًدا ف وق اآلخ ر (إهّن ا تتح ّدث عن البناي ات بع ّدة طواب ق)‪ .‬وأ ّن‬
‫السيارات ليست حباجة لألحصنة لكي تسري‪ .‬كان هؤالء الصينيّون يعتقدون أ ّن هذه قصص جنيّات‪.‬‬

‫وعن دما ع اد م اركو ب اولو‪ ،‬األورويب األص ل‪ ،‬من الص ني‪ ،‬يعلن أنّ ه رأى أناس ا ببش ر ٍة ص فراء‪ ،‬بعي ٍ‬
‫ون‬ ‫ً‬
‫القش‪ ،‬فلقبوه بـ "ماركو باولو املخادع"‪.‬‬
‫مشدودة ويرتدون ّ‬

‫ما الذي يُسمى مواهب "عجائبيّ ة"؟ إنّه ما يستطيع رجل عظيم من وجهة النظر اجلسديّة‪ ،‬والفكريّة‬
‫والروحيّة‪ ،‬أن يقوم به وأ ّن رجالً أضعف منه على مجيع هذه املستويات ال يعرف وال يستطيع القيام هبا‪.‬‬

‫عائش ا كإنسان فيما بيننا‪ .‬كان باستطاعته أن يفعل ما ال يستطيع اإلنسان‬


‫عظيم ا‪ً ،‬‬
‫كان يسوع كائنً ا ً‬
‫القيام به بالطبيعة‪.‬‬

‫كل سلطان‪ .‬ال حت ّدوا من قدراته بالقدرات البشريّة املتق ّدمة‪ .‬إنّه‬
‫واآلن‪ ،‬ها هو يف السماء حيث ميلك ّ‬
‫كل مشاكلكم ومشاكل البشريّة كلّها‪ .‬ثقوا‬‫تصوره‪ .‬تعالوا إليه مع ّ‬‫قادر على القيام مبا ال تقدرون حىّت على ّ‬
‫بقدرته العجائبيّة‪ .‬مبا أنّه قادر على حتويل املاء إىل مخر‪ ،‬ميكنه حتويل الدموع إىل دوافع للفرح‪.‬‬

‫التاسع والعشرون من آب‬

‫"الخمر الذي يفرح قلب اإلنسان" (مزمور ‪)15:103‬‬

‫كل سعادة طاهرة‬


‫يقول التلمود‪ ،‬أحد الكتب اليهوديّة املق ّدسة‪ ،‬أنّه على البشر أن يشكروا اهلل على ّ‬
‫أمكنهم أن حيصلوا عليها‪ ،‬ولكنّهم أمهلوا ذلك‪.‬‬

‫ختم ر عصري العنب‪ .‬إ ّن اخلطيئة‬


‫كل ما خلقه اهلل حسن ـ حىت اجلراثيم اليت ّ‬
‫إ ّن هذه الفكرة صحيحة‪ّ ...‬‬
‫حولت الكثري من األمور إىل دوافع للكآبة‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬ما زال هناك "وقت للفرح" و"وقت للرقص" (اجلامعة‬
‫ّ‬
‫‪.)4:3‬‬
‫صحيح أ ّن احلياة على األرض ليست سوى غرفة انتظار للحياة األبديّة‪ ،‬ولكن كان جيب على غرف‬
‫االنتظار أالّ تنقصها الزخرفة‪.‬‬

‫حول يس وع املاء إىل مخر‪ ،‬يف قان ا‪ ،‬أظه ر لن ا أن الدين ال ذي يُفهم جيّ ًدا ال ينفي أب ًدا األف راح‬
‫عن دما ّ‬
‫وامللذات البشريّة مضي ًفا أهّن ا ال تكون سيئة يف األساس وأهّن ا ال تأخذ املكان األول يف الوجود اليومي‪ .‬ضمن‬
‫املسيحي أن يشارك بأفراح هذا العامل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هذه احلدود‪ ،‬جيب على‬

‫ال تص ّدقوا أب ًدا أ ّن يس وع املس يح ـ ال ذي ح ّول كميّ ة كب رية من املاء إىل مخر مبناس بة وليم ة ع رس ـ‬
‫ص نع من املاء‪ ،‬بإمكانه أالّ يك ون له‬
‫أيض ا أ ّن ه ذا اخلم ر‪ ،‬وألنّ ه قد ُ‬
‫بإمكان ه أن يل ومكم على ف رح‪ .‬وت ذكروا ً‬
‫التأثري املسكر للخمر العادي‪...‬‬

‫املسيحي أن يتخلّى عن اخلطيئة كليً ا‪ ،‬ولكن ليس عن األشياء اليت جتعل من احلياة يف الواقع‬
‫ّ‬ ‫جيب على‬
‫يتضمن حمبّة متيقظة على‬
‫يوحدون البشر باخلالق‪ .‬فالدين ّ‬
‫والفن‪ ،‬والفرح ّ‬
‫تستحق هذا االسم‪ .‬فاجلمال‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫"حياةً"‬
‫الدوام ومليئة بعرفان اجلميل لسعادة هذه احلياة‪.‬‬

‫الثالثون من آب‬

‫"المحبّة هي أن نسلك سبيل وصاياه" (‪2‬يو ‪)6‬‬

‫املهم‪ ،‬ه و االنتم اء إىل‬


‫يس عى الن اس‪ ،‬بك ّل ق واهم‪ ،‬أن يكون وا رش يقني‪ ،‬الئقني وحس ب العص ر بينم ا ّ‬
‫احلقائق القدمية‪.‬‬

‫حكيم ا‪،‬‬
‫ً‬ ‫عن دما ض غط ال وزراء على امللك ة فكتوري ا مبا يتعلّ ق مبواض يع الدول ة ق ائلني هلا م ا يرون ه‬
‫أجابتهم‪ٍ ،‬‬
‫بنربة عصبيّة‪:‬‬

‫ـ ال تقولوا يل ما هو مكسب ومفيد‪ ،‬بل قولوا يل ما هو صحيح‪.‬‬


‫ٍ‬
‫بطريقة يستعملون فيها مراكزهم من أجل مساعدة‬ ‫التزم بعض املسيحيّني يف الشرطة السريّة الشيوعيّة‬
‫أمرا بالقتل‪ .‬وإن أطاعوا فسوف يستطيعون احلفاظ على‬
‫كل النتائج‪ :‬فقد أعطوهم ً‬
‫خيمنوا ّ‬
‫الكنيسة‪ .‬ولكنّهم مل ّ‬
‫صفوفهم‪ .‬هناك إمكانيّات ضعيفة لتخفيف بعض األهوال‪ .‬رافضني باسم احلقيقة‪ ،‬كانوا ميوتون دون أن يعلم‬
‫منجزا‪ .‬إ ّن‬
‫أبدا ما الذي كانوا يريدون القيام به‪ .‬وجبميع األحوال فإ ّن القاتل الذي أمر بالتنفيذ يصبح ً‬
‫أحد ً‬
‫نافعا ألحد‪.‬‬
‫موهتم‪ ،‬يف الظاهر‪ ،‬لن يكون ً‬

‫ذورا يف األه وال‪ .‬ك ّل حبّ ة قمح تُ روى بالس ماد قب ل أن تص بح‬
‫هك ذا ك انت احلي اة تأخ ذ أحيانً ا ج ً‬
‫سنبلة‪.‬‬

‫بكل بساطة‪ ،‬أن ال خنتار "ما هو مفيد" بل خنتار‬


‫مأساوي؟ ّ‬
‫ّ‬ ‫ماذا خنتار إن مل يكن أمامنا سوى خيار‬
‫وصية اهلل‪" :‬ال تقتل"‪.‬‬

‫ودي أم ًرا بش نق س تّة من أبن اء جنس ه ال ذين مل يرتكب وا‬


‫داخ ل خميّم للتمرك ز يف نيكواليي ف‪ ،‬تلقى يه ّ‬
‫يهودا‪ .‬إن أطاع‪ ،‬فإ ّن ستّة أبرياء سوف ميوتون‪ ،‬وإن رفض سوف يصبحون سبعة‪،‬‬ ‫خطيئة سوى أهّن م ُولدوا ً‬
‫يوما لنفسه هذا العمل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وسبعة أمهات عجائز سوف يبكني‪ ...‬لقد ف ّكر حبزن ّأمه وأطاع‪ .‬ولكنّه مل يغفر ً‬

‫دائما وصايا اهلل‪.‬‬


‫اختاروا ً‬

‫الحادي والثالثون من آب‬

‫"إ ّن كلمتك ح ّق" (يو ‪)17:17‬‬

‫ما هي ضمانتنا أ ّن العهد اجلديد هو نفسه املوحى به للرسل يف القرون األوىل؟‬

‫حس نًا! ميكن للعه د اجلدي د أن ي ّدعي الغلب ة على ك ّل األعم ال العص ور اليونانيّ ة القدمية‪ ،‬عص ر‬
‫خمطوطاهتم‪.‬‬

‫أق دم خمطوط ة كاملة حبوزتن ا من أعم ال أوم ار تع ود للق رن العاش ر‪ :‬إنّ ه أتى بعد ألفي س نة من موت‬
‫وست مائة سنة بني العصر الذي كتب باندار أشعاره (‪ 450‬قبل املسيح) وأول‬
‫كاتبه‪ .‬يوجد فاصل من ألف ّ‬
‫خمطوط معروف (‪ 1150‬بعد املسيح)‪.‬‬
‫وبالعكس من ذلك‪ ،‬لقد انتهى العهد اجلديد حوايل العام ‪ 100‬وأقدم خمطوط كامل بعود للعام ‪300‬‬
‫تقريبً ا‪ .‬هن اك مئ يت س نة كفاص ٍل‪ .‬وح ىت يف املئ يت س نة ه ذه‪ ،‬هن اك سلس لة من األمثل ة الغزي رة يف الكتاب ات‬
‫املسيحيّة األوىل اليت تضمن شرعيّة املخطوطات األوىل‪ .‬إنّنا منلك أربعة مئة من هذه األخرية اليت‪ ،‬إن قارنّاها‪،‬‬
‫النص احلديث الصحيح‪.‬‬
‫فإهّن ا تعطي ّ‬

‫ميكن أن نفخر فعالً مبا يعلّمنا إيّ اه العهد اجلديد‪ .‬لنكن متنبهني ألساس عقيدته‪" :‬أنّ ه لن يدخل أحد‬
‫ملكوت اهلل إن مل يولد من املاء والروح" (يو ‪.)5:3‬‬

‫ٍ‬
‫حوض ماء‪ ،‬كلّنا نولد من املاء‪ ،‬ولكن العمل الوحيد هلذه‬ ‫يستحم يف‬
‫ّ‬ ‫عندما نولد باجلسد‪ ،‬فإ ّن جسدنا‬
‫ال والدة لن جيع ل منّ ا ورث ةً للملك وت‪ .‬ميكن لعقي دة اخلالص العامليّ ة أن تك ون مفهوم ةً بش ٍ‬
‫كل س يء‪ .‬يق ول‬
‫أيضا من الروح‪.‬‬
‫يسوع أ ّن الذين ولدوا من املاء (فيزيولوجيّا) عليه أن يولد ً‬

‫بشر وسيلي بغري كلل حول املوضوع نفسه‪" :‬عليكم أن تولدا من جديد" وعندما ُسئل ملاذا؟‬
‫لقد ّ‬

‫ـ ألنّه جيب عليكم أن تولدوا من جديد‪.‬‬

‫نطمئن أن عهدنا اجلديد حيتوي كلماته احلقيقيّة‪.‬‬


‫ّ‬ ‫لقد قال يسوع هذا‪ .‬ميكننا أن‬

You might also like