Professional Documents
Culture Documents
Budget Économique Exploratoire 2021 (Version Ar)
Budget Économique Exploratoire 2021 (Version Ar)
ويأتي إعداد هذه الميزانية في سياق غير مسبوق يتميز باألزمة الصحية ال44تي انطلقت في
الصين وانتشرت في جميع أنحاء العالم وأثرت بش44كل عمي44ق على أوروب44ا الش44ريك التج44اري
الرئيسي للمغرب.
هكذا ،ومنذ ظهوره في المغرب بداية مارس الماضي ،اتخذت السلطات العمومي44ة حزم44ة
من التدابير لتعزيز الصحة العمومية ومجموعة من القرارات لمواجهة انتشار هذا الف44يروس،
أهمها الحجر الصحي وإغالق الحدود ،الشيء الذي أدى إلى التعليق الجزئي أو التوقف الكلي
لبعض األنشطة االقتصادية .ولمواجهة هذه الوض44عية ،تم إح44داث الص44ندوق الخ44اص بت44دبير
جائحة فيروس كورونا ،بتعليم44ات س44امية من ص44احب الجالل44ة المل44ك محم44د الس44ادس ،يعه44د
بتسييره للجنة مختلطة مكونة من القطاع العام والخاص.
يبقى إنجاز التوقعات االقتصادية في هذا السياق الحالي ،أمرا معقدا ،نتيجة التقلب44ات ال44تي
تسود على الصعيد العالمي أو الوطني ،خاصة فيما يتعلق بتطور الوباء ومراحل الخروج من
الحجر الصحي واحتمال تفشي موجة جديدة من العدوى بعد رفع الحجر.
ويرتك44ز إع44داد ه44ذه الميزاني44ة على اآلف44اق االقتص44ادية العالمي44ة الص44ادرة عن مختل44ف
المؤسسات الدولية ،خاصة صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية االقتصادية واللجنة
األوروبية والبنك الدولي .كما تعتمد ه44ذه الميزاني44ة على معطي44ات المحاس44بة الوطني44ة ونت44ائج
البحوث الفصلية وأشغال تتبع وتحليل الظرفية التي قامت بها المندوبية السامية للتخطيط .كم4ا
ترتكز على المعطيات النقدية والمالية وإحصائيات التجارة الخارجية ،الص44ادرة على الت44والي
عن بنك المغرب ووزارة االقتصاد والمالية ومكتب الصرف.
وترتك44ز اآلف4اق االقتص4ادية لس4نة ،2021على س44يناريو متوس44ط إلنت4اج الحب44وب خالل
الموسم الفالحي -2021 2020وفرضية نهج نفس السياسة المالية المتبعة خالل سنة .2020
وتجدر اإلشارة إلى أنه ستتم مراجعة هذه التوقعات أثناء تهيئ الميزانية االقتص44ادية التوقعي44ة
لسنة 2021خالل شهر ين44اير المقب44ل ،بع44د األخ44ذ بعين االعتب44ار لمختل44ف ت44دابير السياس44ات
االقتصادية المعتمدة في القانون المالي لسنة ،2021وكذا التطورات المحتملة ال44تي س44يعرفها
المحيط االقتصادي الوطني والعالمي.
أهم المؤشرات الماكرو اقتصادية
تفاقم تباطؤ
تقلص ارتفاع
.1المحيط الدولي
ركود عميق لالقتصاد العالمي سنة ،2020أكثر حدة من التداعيات السلبية التي خلفتها
األزمة المالية لسنة .2009 -2008
سيعرف االقتصاد العالمي س4نة 2020رك44ودا ح4ادا ،نتيج4ة ت4أثير الص4دمة القوي44ة ال44تي
نتجت عن الوب4اء (كوفيد )19-وت4داعيات الت4دابير الص4ارمة ال4تي فرض4ت تجمي4دا لألنش4طة
االقتصادية وحجرا صحيا على السكان .وستؤدي هذه اإلجراءات المتخذة من ط44رف مختل44ف
حكومات دول العالم ،سعيا منها الحتواء األزمة الصحية ،إلى عواقب وخيم44ة على االقتص44اد
الع44المي ناهي44ك عن الص44عوبات ال44تي يعرفه44ا نتيج44ة الص44راع التج44اري الص44يني األم44يركي
والتوترات 4الجيوسياسية.
وس444يعرف النش444اط االقتص444ادي الع444المي خالل ه444ذه الس444نة اختالالت كب444يرة ،نتيج444ة
االضطرابات في اإلنتاج واالستهالك والمبادالت التجارية ،الش44يء ال44ذي س44يؤدي إلى رك44ود
في سوق الشغل على المستوى الع4المي .من جه4ة أخ44رى سيس4اهم ت44دهور الم44داخيل وت44دابير
السياسة المالية بشكل كبير في تفاقم العجز العمومي وارتفاع المديونية.
ورغم المجهودات التي قامت به44ا حكوم44ات دول الع44الم والبن44وك المركزي44ة ،ع44بر اتخ44اذ
حزمة من التدابير المهمة لدعم المقاوالت ومداخيل األسر ،فإن ذلك لن يمنع من رك44ود النم44و
االقتصادي الع88المي 1بوت4يرة ق4درت ب 4,9-%س4نة .2020ومن الم4رتقب أن يس4جل س4نة
2021انتعاشا ب ، 5,4%مدعوما بالتحفيزات المالية المهمة ومواصلة نهج السياسة النقدي44ة
المرنة.
غير أن توقعات انكماش أو انتعاش االقتصاد العالمي ،تبقى رهينة أساسا بتأثيرات الوب44اء
على العرض والطلب وف4ترة وفعالي4ة ت4دابير الحج4ر الص4حي وسياس4ات اإلقالع االقتص4ادي
ودعم التشغيل.
في مجموعة الدول المتقدمة ،يتوقع أن تسجل اقتص44ادياتها انخفاض44ا في الن44اتج ال44داخلي
اإلجمالي ب 8%سنة 2020عوض ارتفاع ب 1,7%سنة .2019
بخص44وص الوالي88ات المتح88دة األمريكية ،8س44يتأثر االس44تهالك ،ال44ذي يع44د ق44اطرة للنم44و
االقتصادي ،بانكم44اش ال44ثروة وال44دخل المت44اح وفق44دان الوظ44ائف وانهي44ار أس44واق األس44هم في
البورصة .وبالمثل ،سيؤدي انخفاض أسعار النفط إلى تراج44ع كب44ير لالس44تثمارات خاص44ة في
القطاع الطاقي.
وستعرف منطقة اليورو ركودا اقتصاديا أكثر ح44دة ،لتس44جل س44نة 2020نم44و اقتص44اديا
سالبا بحوالي ، 10,2%قبل أن يتحسن سنة 2021ب .%6وهك44ذا ،س44تتراجع االس44تثمارات
بشكل كبير ،نتيجة انخفاض المردودية وتف44اقم الحاجي44ات من الس44يولة وع44دم وض44وح الرؤية.
ويرتقب أن تتراجع الصادرات نتيجة القيود على اإلنتاج والتأثيرات الس44لبية لألزم44ة الص44حية
على العدي4د من القطاع4ات ،خاص4ة قط4اع الس4ياحة وقط4اع ص4ناعة الس4يارات .ومن جهت4ه،
سينخفض االستهالك الخاص ،نتيجة تراجع الدخل الحقيقي المتاح وارتفاع االدخار.
ويتوقع أن ينتعش االستهالك الخ44اص مس44تقبال في دول منطق44ة الي44ورو ،نتيج44ة التخفي44ف
التدريجي لتدابير حالة الطوارئ .في حين تتباين درجة انتعاش استثمارات المق44اوالت ،بش44كل
كبير من بلد آلخر ،لتعكس اختالف وتيرة انكماش نمو اقتصاداتها عند بداي44ة األزمة .غ44ير أن
المستويات العالية لمعدالت البطالة وتوقف التحويالت الصافية للميزانية ،ستش44كل عائق44ا أم44ام
االنتعاش االقتصادي.
بخصوص الدول الصاعدة والنامية ،سيتفاقم تأثير الوباء في بعض44ها ،نتيج44ة تزامن44ه م44ع
مفع44ول انخف44اض أس44عار الم44واد األساس44ية والت44دهور الكب44ير للش44روط التمويلية .وإجم44اال،
سينكمش النمو االقتصادي بهذه الدول ب %3-عوض ارتف44اع ب 3,7%س44نة .2019كم44ا
س4يتراجع ال4دخل الف4ردي بش4كل كب4ير ،ليف4رز زي4ادة ص4افية للفق4ر في الع4الم هي األولى من
نوعها منذ أزيد من 20سنة .ويعزى االنتعاش المرتقب القتصاديات الدول الصاعدة والنامية
ب 5,9%سنة ،2021أساسا ،إلى تراجع انتشار الوباء العالمي واستعادة االقتص44اد الص44يني
لعافيته ،في حين أن اقتصاديات أمريكا الالتيني4ة والش4رق األوس4ط وأفريقي4ا ستس4جل انتعاش4ا
محدودا في وتيرة نموها.
ومن جهته ،سيعرف االقتصاد الصيني تراجع44ا كب4يرا س4نة ،2020بع4د التب44اطؤ الطفيف
لوت44يرة نم44وه خالل الس44نوات األخ44يرة ،نتيج44ة تراج44ع الطلب ال44داخلي وص44عود الت44وترات
االقتصادية مع الواليات المتحدة األمريكية .وهكذا ،س44تتأثر المق44اوالت بالص44عوبات التمويلي44ة
وباالنخفاض الكب4ير للطلب الخ4ارجي ،ليعكس ب4ذلك االختالالت الكب4يرة ال44تي خلفه44ا الوب4اء.
باإلضافة إلى ذلك ،ستشكل العوامل البنيوية لالقتصاد الص4يني 4،خاص44ة تراج4ع ع4دد الس44كان
الناشطين وانخفاض اإلنتاجية وارتفاع مستوى المديونية ،عائقا إضافيا للنمو االقتصادي الذي
لن يتجاوز 1%سنة 2020عوض 6,1%سنة .2019ويتوقع أن تعرف أنشطته خالل سنة
2021انتعاشا ب ،8,2%نتيجة االنتعاش المتوقع للطلب العالمي.
في ظل هذه الظ44روف ،س44تتفاقم النت44ائج المتواض44عة ال44تي عرفته44ا التج88ارة العالمية س44نة
،2019لتسجل سنة 2020انكماشا ب .11,9%ويتوقع أن تعرف المبادالت في القطاع44ات
ذات سالسل القيم المعق44دة ،تراجع44ا كب4يرا خاص44ة أنش44طة الص4ناعات اإلليكتروني44ة وص4ناعة
الس44يارات .ومن جهته44ا ،ستض44رر المب44ادالت التجاري44ة من الخ44دمات بش44دة ،نتيج44ة القي44ود
المفروضة على النقل واألسفار وتجميد أنشطة العديد من محالت ال44بيع بالتقس44يط ومؤسس44ات
اإليواء والفندقة .وستسجل المب44ادالت التجاري44ة العالمي44ة س44نة ،2021ارتفاع44ا ب 8%وذل44ك
بالموازاة مع اإلقالع التدريجي للطلب الداخلي.
على مستوى أسواق المواد األولية ،سيؤثر االنخفاض القوي للنمو االقتص44ادي الع44المي،
الن44اتج عن انتش44ار وب44اء كورون44ا ،س44لبا على الطلب على المنتج44ات األساس44ية .وبخص44وص
البترول ،تبقى تدابير تقليص اإلنتاج المتفق عليها بين أعضاء منظمة الدول المص44درة للنف44ط،
لمواجهة تراجع الطلب ،غ4ير كافي4ة للرف4ع من أس4عار النف4ط ال4تي ستواص4ل انخفاض4ها س4نة
2020ب 41,1%سنة 2020لتصل إلى 36,18دوالرا للبرميل ثم إلى 37,45دوالرا
للبرميل سنة 2021ع44وض 61,4دوالرا س4نة .2019وبخص44وص أس44عار الم4واد األولي4ة
األخرى ستواصل منحاها التنازلي لتنتقل من 0,8%سنة 2019إلى 0,2%س44نة 2020ثم
إلى 0,8%سنة .2021
وبالتالي ،ستتفاقم الضغوطات االنكماشية ،نتيجة الضعف الكبير للطلب وانخفاض أس44عار
النفط ،حيث سينتقل مؤشر أسعار االستهالك في الدول المتقدمة من 1,4%سنة 2019إلى%
0,3سنة 2020ثم إلى 1,1%سنة .2021في حين سيستقر ه44ذا المؤش44ر في اقتص44اديات
ال44دول الص44اعدة في ح44دود 4,5%س44نتي 2020و 2021ع44وض 5,1%س44نة .2019
وبخصوص س4وق الص44رف ،ستس4تقر قيم44ة الي4ورو مقاب44ل ال4دوالر في ح4دود 1,09س4نتي
2020و 2021عوض 1,11سنة .2019
وس44تؤثر ه44ذه اآلف44اق االقتص44ادية العالمي44ة غ44ير المالئم44ة بش44كل س44لبي على االقتص44اد
الوط44ني ،خاص44ة نتيج44ة انخف44اض تح44ويالت المغارب44ة المقيمين بالخ44ارج وم44داخيل الس44ياحة
وتدفقات االستثمارات األجنبي44ة المباش44رة .وبالمث44ل ،س44تنخفض الص44ادرات المغربي44ة ،نتيج44ة
تراج44ع الطلب الع88المي الموج88ه نح88و بالدنا ،ال44ذي س44يتأثر ب44الركود الح44اد ال44ذي س44تعرفه
اقتصاديات الشركاء األوروبيين الرئيس4يين ،خاص4ة فرنس4ا وإس4بانيا وإيطالي4ا وألماني4ا ،ال4تي
تس44تحوذ على أك44ثر من نص44ف الص44ادرات المغربي44ة أي ب .53,5%وبالت44الي ،ف44إن الطلب
العالمي الموجه نحو المغرب ،الذي سجل زي44ادة ب 3,3%كمتوس44ط س44نوي للف44ترة -2011
،2018سيعرف انخفاض44ا كب44يرا ق44در ب 16,2%س44نة ،2020قب44ل أن ينتعش س44نة 2021
بوتيرة.12,2%
وبخصوص قطاع الصيد البحري ،ستتراجع أنش4طته خالل س4نة ،2020مت44أثرة بالنت44ائج
غير الجيدة لتسويق منتجات الصيد الساحلي والتقليدي ،نتيجة تأثيرات الحجر الصحي.
بناء على هذه التطورات ،س44يفرز القط88اع األولي انخفاض44ا في قيمت44ه المض44افة ب5,7%
سنة ،2020بعدما تراجع ب 4,6%سنة .2019وبالتالي سيفرز من جديد مساهمة سالبة في
نمو الناتج الداخلي اإلجمالي ب 0,4-نقطة.
بخص44وص األنش88طة غ88ير الفالحية ،فإنه44ا س44تعرف تب44اطؤا ملحوظ44ا ،خاص44ة نتيج44ة
التأثيرات السلبية لألزمة الصحية .على مستوى القطاع الثانوي ،ستسجل أنش44طة الص44ناعات
التحويلية انخفاضا بحوالي 5,6%سنة 2020عوض ارتفاع ب 2,8%سنة .2019ويعزى
تراجع هذه األنشطة من جهة إلى تباطؤ الطلب الخارجي الموجه نحو المغرب ،خاصة الوارد
من االتحاد األوروبي ومن جهة أخرى إلى اختالالت على المس44توى اللوجس44تي وإلى تراج44ع
التموين من المدخالت نتيجة أزمة "كوفيد."19-
وبالمثل ،سيتأثر قطاع صناعة الطائرات ،ال44ذي ينش44ط في منظوم44ة سلس44لة عالمي44ة للقيم،
كث44يرا بق44رارات ف44رض إغالق مص44انع الط44ائرات وتجه44يزات ومع44دات الط44يران بالخ44ارج
وبأزمة شركات الطيران الجوي.
ب44الموازاة م44ع ذل44ك ،س44تؤدي األزم44ة الص44حية إلى تف44اقم الوض44عية المقلقة لقط88اع البن88اء
واألش88غال العمومية ،حيث يتوق44ع أن تنخفض قيمت44ه المض44افة ب 12%س44نة 2020ع44وض
ارتفاع طفيف ب 1,7%سنة .2019وهكذا ،توقفت العديد من األوراش ،من44ذ بداي44ة الحج44ر
الص44حي ،تمث44ل منه44ا األوراش العقاري44ة نس44بة ،90%نتيج44ة الغي44اب الط44وعي للي44د العامل44ة
والصعوبات التي تواجهها على مستوى توزيع مدخالت القطاع.
وفيما يتعلق بقطاع المعادن ،ستتراجع وتيرة نمو قيمته المضافة ،لتصل إلى 1,1%س4نة
2020عوض 2,4%المسجلة سنة .2019وهكذا ،يعزى تراجع اإلنتاج التسويقي للفوسفاط
الخام إلى تأثيرات األزمة الصحية على الطلب الخارجي الموجه نحو الفوسفاط ومشتقاته ،في
سياق يتميز بانخفاض أسعارها على المستوى العالمي .وبخصوص إنت44اج المع44ادن األخ44رى،
فإن أنشطتها ستتباطأ خالل سنة ،2020متأثرا بتراجع أسعار ه44ذه المع44ادن وبتوق44ف أنش44طة
أغلبي44ة المواق44ع المعدني44ة خالل ف44ترة الحج44ر الص44حي .ورغم ه44ذه الظ44روف العالمي44ة غ44ير
المالئمة ،ستواصل مجموع44ة المكتب الش44ريف للفوس44فاط دعم النت44ائج الجي44دة ألنش44طة قط44اع
المعادن والصادرات من األسمدة ،عبر مخطط استمرارية األنشطة الذي سيمكنه من مواصلة
عمليات اإلنتاج والتحويل في مختلف المواقع الصناعية .
وبخصوص قط88اع الطاقة ستتراجع وت44يرة نم44و قيمت44ه المض44افة إلى ح44والي % 11س44نة
2020بعد ارتفاع ملحوظ ب 13,2%المسجل خالل السنة الماضية .ويعزى ض44عف إنت44اج
الطاقة الكهربائية إلى انخفاض استهالك الكهرباء المالحظ نتيجة تباطؤ األنشطة الصناعية .و
الطلب الخارجي على الكهرباء ،خاصة الوارد من إسبانيا.
يعد القطاع السياحي األكثر تضرراً بوباء كوفيد ،19-نتيجة إجراءات التباعد االجتماعي
وإغالق الحدود الجوية والبحرية للمسافرين .وأمام التوقف الشبه كامل ألنشطته منذ منتص44ف
مارس ،2020يتوقع أن تواجه أنشطة هذا القطاع صعوبات كبيرة خالل هذه الس44نة ،لتس44جل
قيمتها المضافة معدل نمو سالب قدر ب 57%عوض ارتفاع ب 3,7%خالل السنة الماضية.
وستؤدي هذه الوضعية إلى انهيار قوي لمداخيل الس44ياحة وفق44دان كب44ير للوظ44ائف ،مص44حوبا
باإلفالس الذي يتهدد العديد من مقاوالت ال44تي تعم44ل في أنش44طة الفندق44ة والمط44اعم ووك44االت
األسفار وكراء السيارات .وبالتالي ،فإن النهوض بأنشطة القطاع ستكون جد ص44عبة وبطيئ44ة،
نتيجة القيود المفروضة على التنقل حتى بعد رفع الحجر الصحي.
كما سيتأثر قطاع النقل سلبا بهذا الوباء ،نتيجة ارتباطه الوثيق بخدمات القطاع الس44ياحي،
ضا في قيمته المضافة ب 8,9%سنة 2020ع4وض نم4و بوت4يرة 6,6%س4نة ليسجل انخفا ً
.2019وتعزى هذه النتائج غير المالئمة ،أساسا ،إلى التدابير المتخ44ذة لوق44ف انتش44ار الوب44اء
خاصة تلك المتعلقة بالقيود المفروضة على التنقل بين الدول وداخلها.
وفيما يتعلق باألنشطة التجارية ،فإنها ستس4جل إجم44اال مع44دل نم44و س4الب ب 4,7%س44نة
2020عوض ارتفاع ب 2,4%سنة .2019غير أن بعض األنشطة ستستفيد من هذه األزمة
خاص44ة تل44ك المرتبط44ة بالمنتج44ات الغذائي44ة ومنتج44ات النظافة .باإلض44افة إلى ذل44ك ،ستس44تفيد
التجارة اإللكترونية ،ال44تي أص44بحت ذات أهمي44ة قص44وى ،بش44كل كب44ير من ه44ذا الوب44اء ،ع44بر
الزيادة القوية في طلب األسر خالل فترة الحجر.
ومن جهته ،يعتبر قطاع البري88د واالتص88االت المس44تفيد األك44بر من ه44ذه األزم44ة الص44حية،
حيث ستعرف أنشطته قفزة نوعية ،خاصة نتيجة انتع44اش ع44دد الوح44دات المس44تهلكة بواس44طة
الهاتف المحمول واإلن44ترنت ،نتيجة مزاول4ة ج4زء كب44ير من الم4أجورين ألعم4الهم ومواص44لة
التعليم عن بعد .وبالتالي ،يتوقع أن تسجل القيمة المضافة له44ذا القط44اع زي44ادة بح44والي 6,1%
سنة 2020عوض 0,3%المسجلة سنة .2019
أما بالنسبة للخدمات غير التسويقية ،فإنها س44تعرف تب44اطؤا في وت44يرة نموه44ا لتنتق44ل من
%5المسجلة سنة 2019إلى 2,3%سنة .2020
في ظل ه44ذه الظ44روف ،سيس44جل حجم الن88اتج ال88داخلي اإلجم88الي ،بن44اء على االنخف44اض
المرتقب للضرائب والرسوم على المنتجات الصافية من اإلعانات ب ، 9%معدل نمو سالب
ب 5,8%خالل سنة 2020عوض زيادة ب 2,5%المسجلة سنة .2019وبخصوص تطور
األس44عار الداخلي44ة ،س44يؤدي انخف44اض األس44عار العالمي44ة للمنتج44ات الطاقي44ة وللم44واد األولي44ة
األخرى ،مصحوبا بتباطؤ الطلب ،إلى انخفاض المستوى الع44ام لألس44عار إلى ح44والي 0,4-%
عوض ارتفاع ب 1,3%المسجلة سنة .2019
في هذا السياق الذي يشهد تدهورا للنمو االقتصادي الوطني ،سيعرف سوق الشغل فق44دان
العديد من المناصب ستصل إلى 712ألف منص44ب ش44غل س44نة .2020وبن44اء على فرض44ية
اس44تمرار المنحى التن44ازلي لمع44دل النش44اط ،س44يؤدي فق44دان ه44ذه الوظ44ائف إلى ارتف44اع مع88دل
البطالة على المس44توى الوط44ني إلى ح44والي ،14,8%أي بزي44ادة 5,6نقط44ة مقارن44ة بمس44تواه
المسجل سنة .2019
وهك44ذا ،س44يتراجع اس88تهالك األسر س44نة 2020نتيج44ة ت44داعيات قي44ود الحج44ر الص44حي
وانكماش الدخل ارتباطا بتراجع اإلنتاج .وستؤدي ه44ذه العوام44ل مص44حوبة بت44داعيات تع44اقب
موس44مين فالح44يين غ44ير مالئمين ،إلى تقليص األس44ر لنفق44ات اس44تهالكهم ،خاص44ة من نفق44ات
استهالك السلع المستدامة ونفقات النقل والمطاعم والترفيه .وبالتالي ،سيعرف استهالك األسر
للمرة األولى منذ سنة 1997نموا سالبا بحوالي 5,1-%سنة 2020عوض زيادة ب 1,8%
خالل السنة الماضية .وهكذا ،سيسجل مساهمة سالبة في نمو الناتج الداخلي اإلجمالي ب2,9-
نقط عوض مساهمة موجبة بنقطة واحدة سنة .2019
باإلضافة إلى ذلك ،سيسجل االستثمار 8نتائج ضعيفة ،خاصة نتيج44ة تراج44ع االس44تثمارات
من س44لع التجه44يز الص44ناعية واالس44تثمارات العقاري44ة وال44تي تبقى مرتبط44ة بمس44تقبل نفق44ات
االستثمار في سياق يتميز بعدم وضوح الرؤي44ة ح44ول س44رعة االنتع44اش االقتص44ادي .وهك44ذا،
ستقوم المقاوالت بتأجيل استثماراتها ومشترياتها أو خلق مناصب ش44غل جدي44دة .كم44ا س44تتفاقم
الص44عوبات ال44تي تعرفه44ا أنش44طة قط44اع البن44اء نتيج44ة توق44ف األوراش خالل ف44ترة الحج44ر
وانخفاض الطلب.
وأخذا بعين االعتبار النخفاض مستوى التغ88ير في المخ88زون ،نتيج44ة االس44تنزاف الكب44ير
للمخزون من طرف المقاوالت في أعقاب األزمة الصحية مصحوبا بتأثيرات الس44نة الفالحي44ة
غير الجيدة ،سيعرف االستثمار اإلجم44الي انخفاض44ا ب 10-%ع44وض 0,8%س44نة ،2019
ليسجل مساهمة سالبة في النمو االقتصادي ب 3,2-نقط عوض مساهمة موجبة ب 0,3نقطة
سنة .2019
إن التداعيات االجتماعي44ة واالقتص4ادية للجائح4ة ل44دى أهم الش44ركاء الرئيس4يين للمغ44رب،
والناتجة عن تعليق أنش44طة الوح44دات اإلنتاجي44ة واختالالت في ت44وازن س44وق الش44غل ،س44تؤثر
بشكل ملحوظ على صادرات أنشطة المهن العالمية ،خاصة صادرات السيارات الموجهة نحو
الدول األوروبية األكثر تضررا من الوباء.
وبالمثل ،ستتأثر صناعة النسيج ،التي تعاني من عدة مشاكل بنيوية ،باالنخف44اض الس44ريع
للطلب األجنبي .غير أن ،تغيير بعض وحدات إنتاج مواد النسيج ألنشطتها نح44و إنت44اج أدوات
طبية ،سيقلص من تداعيات التراجع الكبير للطلب الخارجي على هذه المنتجات.
ورغم المجهودات المبذولة لتأمين استمرارية تزوي44د األس44واق األجنبي44ة وتب44اطؤ مس44توى
اإلنت44اج الفالحي في البل44دان المتض44ررة بالوب44اء ،س44تتأثر الص44ادرات المغربي44ة من الم44واد
الفالحية بتدابير إغالق األسواق والتباع44د االجتم44اعي وانخف44اض اإلنت44اج في بعض األنش44طة
الفالحية وارتفاع التكاليف ارتباطا بالصعوبات اللوجستية خالل فترة الوباء.
غير أن تداعيات تعليق مزاولة األنش44طة االقتص44ادية جزئي44ا أو كلي44ا خالل ف44ترة الحج44ر،
سيس44اهم في انخف44اض ال44واردات 4من الم44دخالت الوس44يطة ومن س44لع التجه44يز الموجه44ة لها.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن آفاق انتعاش األسواق سيكون بطيئا الشيء الذي سيؤدي إلى انخفاض
واردات س44لع التجه4يز وأنص4اف المنتج4ات المس4تعملة في عملي4ات اإلنت4اج ،خاص44ة بالنس4بة
للقطاعات التصديرية.
بن44اء على النت44ائج غ44ير الجي44دة للمب44ادالت من الخ44دمات ،خاص44ة تل44ك المتعلق44ة باألس44فار
والنقل ،نتيجة القيود المفروض44ة وتراج44ع عملي44ات العب44ور المرتبط44ة بالمب44ادالت من الس44لع،
سيعرف حجم الصادرات من السلع والخدمات انخفاضا ب 10,9%عوض ارتفاع ب 5,8%
المسجلة سنة .2019وبالمثل سيسجل حجم الواردات 4تراجعا ب %6عوض زيادة ب 3,4%
المسجلة خالل السنة الماضية .وهكذا سيفرز صافي الطلب الخارجي مساهمة س44البة في نم44و
الناتج الداخلي اإلجمالي ب 1,4-نقطة عوض مساهمة موجبة ب 0,6نقطة سنة .2019
وباألسعار الجارية ،سيؤدي انخفاض الطلب الكلي واستقرار العرض في مستويات كافية
على مستوى األسواق العالمية ،إلى تراجع شبه كلي ألسعار المواد األولية .وبالت44الي ،س44يمكن
انخفاض أسعار المنتج44ات الطاقي44ة من تقليص الف44اتورة الطاقي44ة المس44توردة ،في حين س44يؤثر
انخف44اض أس44عار منتج44ات الفوس44فاط جزئي44ا على الص44ادرات الوطنية .وبن44اء على تط44ورات
األسعار ،ستسجل الواردات من الس88لع والخ88دمات انخفاض44ا ب 10,4-%في حين س44تتراجع
الصادرات بحوالي . 17,6-%وبناء على تط44ور المب44ادالت الص44افية من الخ44دمات ،س44يتفاقم
عجز الموارد ب 2,5%من الناتج الداخلي اإلجمالي مقارنة بمس44تواه المس44جل س44نة ،2019
ليصل إلى حوالي 13%من الناتج الداخلي اإلجمالي.
اللجوء إلى إعادة هيكلة السياسة المالية لسنة 2020لتلبية الحاجيات التمويلية
على مستوى المالية العمومية ،ستؤدي تداعيات جائحة فيروس كوفيد 19-وتعليق النشاط
االقتصادي الوطني خالل فترة الحجر الصحي إلى تأثيرات س44لبية على ميزاني44ة الدول44ة لس44نة
،2020خاصة على مستوى المداخيل الجبائية.
وبخصوص مداخيل الض44ريبة على الش44ركات ،ف44إن تل44ك ال44واردة من ش44ركات قطاع44ات
االتصاالت والبنوك والتأمين لن تتأثر كثيرا بهذه األزمة ،في حين أن انخفاضها يعزى أساس44ا
إلى طلبات اإلعفاء من أداء األقساط من طرف العديد من المقاوالت التي تتوقع تراجع44ات في
أنشطتها سنة .2020ومن جهتها ،ستتأثر مداخيل الضريبة على الدخل ب44الركود االقتص44ادي
الناتج عن الجفاف والعواقب االقتصادية الوخيمة للوباء على أنشطة العديد من المقاوالت.
وبالمثل ،ستسجل مداخيل الضريبة على القيمة المضافة انخفاضا ملحوظا ،نتيج44ة تراج44ع
الطلب وتفاقمه بسبب الفترات الممتدة للحجر الصحي .وهكذا ،ستعرف المداخيل الجبائية سنة
2020انخفاضا ب 10,6%لتستقر في حدود 17,1%من الناتج الداخلي اإلجمالي عوض%
18,4سنة .2019وبناء على االرتفاع المرتقب للم44داخيل غ44ير الجبائية إلى ح44والي 3,2%
من الن44اتج ال44داخلي اإلجم44الي ،س44تتراجع الم44داخيل الجاري44ة إلى ح44دود 21,1%من الن44اتج
الداخلي اإلجمالي سنة 2020عوض 21,7%سنة .2019
فيما يتعلق بالنفقات العمومية ،تجدر اإلش44ارة إلى أن ج44زءا كب44يرا من النفق44ات المرتبط44ة
ب44إجراءات ال44دعم االجتم44اعي واالقتص44ادي المتخ44ذة من ط44رف لجن44ة اليقظ44ة االقتص44ادية تم
تمويله عبر صندوق تدبير جائحة كورونا ،الذي أعطى انطالقته صاحب الجاللة الملك محم44د
السادس .وبالتالي ،ستستقر النفقات العمومية في حدود 22,7%من الناتج الداخلي اإلجمالي.
غير أن النفقات المتعلقة بصندوق المقاصة ،ستنخفض سنة ،2020نتيجة تراجع أسعار النفط
وغاز البوتان.
بخص44وص نفق44ات االس44تثمار ،وبن44اء على فرض44ية اللج44وء إلى اقتطاع44ات من الميزاني44ة
لتكييف السياسة المالية مع متطلبات الحالة الوبائية ،فإنه44ا س44تنخفض بح44والي 7%لتس44تقر في
حدود 6,1%من الناتج الداخلي اإلجمالي .في ظل هذه الظروف ،ستتفاقم الحاجيات التمويلية
خالل سنة 2020ليصل عجز الميزاني44ة إلى ح44والي 7,4%من الن44اتج ال44داخلي اإلجم44الي،
متجاوز ا بشكل كبير مستوى المعدل السنوي المس44جل خالل الف44ترة 2013-2011والمح44دد
في 6,1%من الناتج الداخلي اإلجمالي.
المديونية :اللجوء إلى تجاوز سقف االقتراض الخارجي لمواجهة متطلبات األزمة
س44يقوم المغ44رب ب44اللجوء إلى ك44ل األس44اليب ال44تي تمنح44ه ه44وامش أوس44ع للمن44اورة دون
استنزاف االحتياطي من العملة الصعبة التي يرتقب أن يتدهور بشكل كبير خالل س44نة 2020
نتيجة انخفاض التدفقات المالية.
وبالتالي ،سيتم اللجوء إلى اقتراض خارجي إضافي يتج44اوز س44قف التم44ويالت الخارجي44ة
المح44ددة في الق44انون الم44الي لس44نة 2020في ح44دود 3,16ملي44ار دوالر ( 31ملي44ار درهم).
ويمكن تعليل هذا االختيار بالتدابير االستعجالية المتخذة لمكافحة الوباء ،الشيء ال44ذي س44يفرز
مستويات عالية من النفقات العمومية مقابل انخفاض مرتقب لمداخيل الدولة.
وهكذا ،ستؤدي هذه الظروف إلى الرفع من حصة ال88دين الخ88ارجي للخزينة إلى 22,4%
من الدين اإلجمالي للخزينة و 16,7%من الناتج ال44داخلي اإلجم44الي ،أي بزي44ادة ستص44ل على
التوالي إلى 2,7نقط و 0,8نقطة من الناتج الداخلي اإلجمالي مقارنة بالس4نة الماض4ية .وبن4اء
على حصة الدين الداخلي للخزينة المتوق44ع في ح44دود 57,7%من الن44اتج ال44داخلي اإلجم44الي،
سيصل معدل الدين اإلجمالي للخزينة إلى 74,4%من الناتج الداخلي اإلجمالي سنة .2020
تدهور حاجيات السيولة البنكية ،خاصة نتيجة المنحى التص8اعدي للنق8ود المتداول8ة ال8ذي
تفاقم بفعل مصادر القلق التي خلفته األزمة الصحية.
س44تعرف س44نة ،2020انخفاض44ا كب44يرا في الت44دفقات المالي44ة الص44افية ،خاص44ة م44داخيل
الس444ياحة والص444ادرات وتح444ويالت المغارب444ة المقيمين بالخ444ارج والت444دفقات الص444افية من
االستثمارات األجنبية المباشرة ،الش44يء ال44ذي س44يؤدي إلى انخف44اض مس44توى االحتي44اطي من
العملة الصعبة .غير أن اللجوء إلى الدين الخارجي سيخفف من حدة استنزاف هذا المخ44زون،
ال44ذي س44يتراجع س44نة 2020إلى ح44والي 212ملي44ار درهم (دون احتس44اب الخ44ط االئتم44اني
للسيولة ب 3مليار دوالر من صندوق النقد الدولي) مقارنة ب 253,4مليار درهم المس44جلة
سنة .2019غير أن ذلك لن يمكن من تقليص حاجيات السيولة في السوق النقدي التي ستتفاقم
سنة 2020لتصل إلى 153,9مليار درهم 2بزيادة بأكثر من 91مليار درهم مقارنة بمستواه
المسجل سنة .2019
في ظل هذه الظروف ،قام البنك المركزي بنهج سياسة نقدي4ة مرن44ة س44تمكن ت44دابيرها من
تخفيف الض44غوطات على العج44ز في الس44يولة ودعم إقالع االقتص44اد الوط44ني .ويتعل44ق األم44ر
خاصة بالتخفيضات المتتالية لسعر الفائدة الرئيسي بحوالي 50نقطة أساس لينتق44ل إلى1,5%
خالل شهر يونيو من سنة ،2020بعد انخف44اض ب 25نقط44ة أس44اس منتقال من 2,25%إلى
2%خالل شهر مارس الماضي .وستعزز ه44ذه الت44دابير ب44التحرير الكلي لحس44اب االحتي44اطي
النقدي لينتقل معدله من 2%إلى ،%0حيث سيتم تحرير 10مليارات من الدراهم من السيولة
والتي ستستخدم لتمويل حاجيات الفاعلين االقتصاديين.
وستمكن هذه المقتضيات من تحسين شروط إعادة تمويل البن44وك ع44بر توف44ير المزي44د من
الموارد النقدية ،كما ستؤدي إلى انخفاض معدالت الفائدة للقروض البنكية المقدم44ة للمق44اوالت
2
المصدر :بنك المغرب ،تقرير حول السياسة النقدية يونيو 2020
واألفراد .في ظل هذه الظروف ،يرتقب أن تسجل الق88روض على االقتص88اد زي44ادة بح44والي%
4,9عوض 5,6%المسجلة خالل السنة الماضية.
فيم44ا يتعل44ق ب88القروض الص88افية على اإلدارة المركزية ،المتكون44ة أساس44ا ،من ق44روض
المؤسسات األخرى لإلي44داع ،فإنه44ا ستواص44ل منحاه44ا التص44اعدي س44نة ،2020بع44د التب44اطؤ
المسجل سنة .2019وتعزى هذه الزيادة إلى تطور محفظ44ة س44ندات الخزين44ة ال44تي تمث44ل م44ا
يناهز 73,9%من قروض المؤسسات األخ44رى لإلي44داع على اإلدارة المركزية .وبن44اء على
هذه التطورات 4،ستعرف الكتلة النقدية زيادة طفيف44ة بح44والي 1,6%س44نة 2020ع44وض %
3,8سنة .2019
.3آفاق االقتصاد الوطني لسنة 2021
ترتكز اآلفاق االقتصادية الوطنية لسنة 2021على فرض44ية توق44ف تفش44ي وب44اء "كوفيد-
"19بنهاي44ة دجن44بر 2020وعلى س44يناريو متوس44ط إلنت44اج الحب44وب خالل الموس44م الفالحي
.2021-2020
كما تعتمد هذه التوقعات على التطورات الجديدة للمحيط الدولي خالل فترة ما بعد األزمة
الصحية ،خاصة تطور أسعار المواد األولية والطلب العالمي الموجه نحو المغ44رب .وي44رتقب
أن يتحسن هذا األخير ب 12,2%سنة 2021عوض انخفاض ب 16,2%سنة .2020كما
يتوقع انتعاش تح4ويالت المغارب4ة المقيمين بالخ4ارج واالس4تثمارات الخارجي4ة المباش4رة بع4د
االنخفاضات التي سجلتها سنة .2020
بناء على كل هذه الفرضيات ،ستعرف القيم44ة المض44افة للقط44اع األولي زي44ادة تق44در ب%
9,1سنة 2021عوض انخفاض ب 5,7%سنة .2020
وستفرز أنشطة القطاع الثانوي ،تحسنا طفيفا في قيمتها المضافة ب 4,6%س44نة 2021
عوض تراجع ب 6,9%خالل الس44نة الماض44ية ،مس44تفيدا من النت44ائج الجي44دة ال44تي يتوق44ع أن
تعرفها أنشطة قطاع المعادن والصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية وك44ذا أنش44طة الص44ناعات
الغذائي44ة ،خاص44ة نتيج44ة التحس44ن الم44رتقب للطلب الخ44ارجي .ومن جهتها ستواص44ل أنش44طة
الصناعات الميكانيكية والكهربائية ،تأثرها بالنتائج غير الجي44دة لقطاع44ات ص44ناعة الس44يارات
وصناعة الطائرات على المستوى العالمي.
بالموازاة مع ذلك ،سيعرف قطاع البناء واألشغال العمومي44ة ،ب44الرغم من مواص44لة ت44أثره
بتداعيات األزمة الصحية ،انتعاشا بحوالي 5,9%سنة 2021بعد االنخفاض المرتقب ب %
12خالل السنة الجارية .وستتأثر فروع البناء ،على الخصوص ،بالعواقب الوخيم44ة لألزم44ة،
وستواجه صعوبات كبيرة للنهوض بأنشطتها .وعلى مستوى الطلب ،سيؤدي تقليص مناصب
الش44غل واألج44ور في مجم44وع األنش44طة االقتص44ادية الوطني44ة إلى تراج44ع الق44درة الش44رائية
للمستهلكين .أما على مستوى العرض ،سيعيق انخفاض مبيعات الوحدات الس44كنية إلى بش44كل
كبير استثمارات المنعشين العقاريين.
باإلضافة إلى ذلك ،سيسجل القطاع الث44الثي نم44وا ض44عيفا ب 3,1%س44نة 2021ع44وض
انخفاض ب ،4,5%نتيجة االنتعاش البطيء والتدريجي ألنشطة الخدمات التس44ويقية ،خاص44ة
أنشطة السياحة والنقل والتجارة ،المرتبطة بالطلب الداخلي.
بخص44وص الطلب الخ44ارجي ،وبن44اء على انتع44اش األس44واق الخارجي44ة وتحس44ن اآلف44اق
االقتصادية العالمية سنة ،2021ستستعيد المبادالت الخارجية حيويتها ومنحى تطورها ال44ذي
عرفته قبل األزمة .وهكذا ،ستسجل الصادرات نموا ب 9,8%ع44وض انخف44اض ب10,9%
سنة .2020ومن جهتها ،ستسجل الواردات ارتفاعا بوت44يرة أدنى ستص44ل إلى ح44والي8,3%
عوض تراجعه4ا المتوق4ع س4نة .2020وبالت4الي سيواص4ل ص4افي الطلب الخ4ارجي تس4جيل
مساهمات سالبة في النمو االقتص44ادي الوط44ني رغم تحس44نها لتص44ل إلى ح44والي 0,4-نقط44ة
عوض -1,4نقطة سنة .2020
بناء على التطورات المرتقبة لألسعار ،سترتفع قيمة الصادرات من الس44لع والخ44دمات ب
،%8,7بينما ستعرف الواردات زيادة ب .%7,7وبالتالي ،س44يتقلص عج44ز الم44وارد مقارن44ة
بمستواه المسجل سنة ،2020ليستقر في حدود 12,5%من الناتج الداخلي اإلجمالي .وهكذا،
سيفرز حس44اب م44يزان اآلداءات عج44زا في ح44دود 6,8%من الن44اتج ال44داخلي اإلجم44الي س44نة
.2021
وأخذا بعين االعتبار لزي44ادة االس44تهالك النه44ائي الوط44ني ،باألس44عار الجاري44ة ،ب %5,2
سنة 2021ونم44و الن44اتج ال44داخلي اإلجم44الي اإلس44مي ب ،%5,6س44يعرف االدخ44ار ال44داخلي
تحسنا ليبلغ معدله حوالي %19,4من الناتج الداخلي اإلجمالي عوض %19,1سنة .2020
وس44يؤدي انتع44اش م44داخيل المغارب44ة المقيمين بالخ44ارج ،نتيج44ة التحس44ن المتوق44ع للظرفي44ة
االقتصادية العالمية ،إلى تعزي44ز الم44داخيل ال44واردة من ب44اقي الع44الم .وس44تعرف ه44ذه األخ44يرة
تحسنا ب 4,5%بعد انخفاضها المرتقب ب %4,6سنة 2020لتمثل حوالي 4,6%من الناتج
الداخلي اإلجمالي .وبالتالي فإن االدخار الوطني سيصل معدله إلى ح44والي %24من الن44اتج
الداخلي اإلجمالي عوض 23,7%سنة ،2020غير أنه يبقى دون مس44توى مع44دل االس44تثمار
اإلجمالي الذي يرتقب أن يناهز %30,8من الناتج ال44داخلي اإلجم44الي س44نة .2021وهك44ذا،
سيستقر عجز التمويل لالقتصاد الوطني في حدود %6,8من الن44اتج ال44داخلي اإلجم44الي س44نة
.2021
يرتكز تطور المالية العمومية سنة 2021على فرضية ارتف44اع النفق44ات العمومي44ة نتيج44ة
برامج العمل والتدابير 4الضرورية للنهوض باالقتصاد الوطني واستعادة ديناميته الشيء ال44ذي
س44يؤدي ب44دوره إلى تحس44ن الم44داخيل الجبائية .في ظ44ل ه44ذه الظ44روف ،وبن44اء على الزي44ادة
المرتقبة في ميزانية بعض القطاعات المتضررة من تداعيات األزمة وصعوبة تقليص نفق44ات
التسيير ،ستواصل النفقات الجارية ،سنة ،2021منحاه44ا التص44اعدي ،لتس44تقر في ح44والي %
20,7من الناتج الداخلي اإلجمالي ،عوض التوسع الم44رتقب س44نة 2020في ح44دود 22,5%
من الناتج الداخلي اإلجمالي.
ومن جهته44ا ،س44تعرف الم44داخيل الجبائي44ة تحس44نا نتيج44ة االنتع44اش الم44رتقب للنش44اط
االقتصادي لتمثل حوالي 18,3%من الناتج ال44داخلي اإلجم44الي س44نة 2021ع44وض17,5%
المتوقعة خالل السنة الحالية .وبناء على االنخفاض المتوقع للمداخيل غير الجبائية إلى 2,8%
من الناتج الداخلي اإلجمالي عوض 3,2%سنة ،2020ستتحسن المداخيل الجاري44ة لتبل44غ %
21,5من الناتج الداخلي اإلجمالي سنة .2021
وبناء على نفقات االستثمار التي ستتعزز س4نة 2021ل4دعم أنش4طة المق4اوالت من أج4ل
استعادة ديناميتها ،خاصة تلك المرتبطة بالصفقات العمومية ،ستفرز المالي44ة العمومي44ة عج44زا
في ميزانية الدولة يتوقع أن يصل إلى 5%من الناتج الداخلي اإلجمالي سنة 2021عوض %
7,4المتوقعة سنة .2020
ولتغطي44ة ه44ذه الحاجي44ات التمويلي44ة ،س44يقوم المغ44رب ب44اللجوء م44رة أخ44رى إلى األس44واق
العالمية .وهك44ذا ،س44يبقى مع44دل ال44دين اإلجم44الي للخزينة في مس44تويات عالي44ة ،رغم تراجع44ه
بش44كل طفي44ف مقارن44ة يالس44نة الجاري44ة ،حيث س44يناهز ح44والي 72,3%من الن44اتج ال44داخلي
اإلجمالي عوض 74,4%سنة .2020وبناء على تطور الدين العم44ومي المض4مون 4،ال4ذي
يتوقع أن يرتفع ب ،4,4%سيصل الدين العمومي اإلجم4الي إلى ح44والي 89,9%من الن44اتج
الداخلي اإلجمالي عوض %92سنة .2020
وبالمث44ل ،س44ترتفع الق44روض الص44افية على اإلدارة المركزي44ة نتيج44ة لج44وء الخزين44ة إلى
االقتراض عبر السوق الداخلي ،لتغطية االلتزام44ات والت44دابير المرتبط44ة بمخطط44ات اإلقالع.
وباإلضافة إلى ذل44ك ،ستتحس44ن الموج44ودات الخارجي44ة من العمل44ة الص44عبة ب ،6,1%نتيج44ة
االنتعاش الطفي4ف لالس44تثمارات األجنبي44ة المباش4رة واللج4وء إلى المديوني44ة الخارجي4ة ،لتبل44غ
حوالي 4,7أشهر من واردات السلع والخدمات .وبالتالي س44تعرف الكتل44ة النقدي44ة ،بن44اء على
آفاق النمو االقتصادي الوطني لسنة ،2021زيادة بحوالي %4,9عوض %1,6سنة .2020
خاتمة
ستؤدي االنعكاسات االقتصادية للوباء إلى تغي44يرات كب44يرة وغ44ير مس44بوقة في الخريط44ة
االقتصادية العالمية ،حيث ستؤثر التداعيات السلبية لألزم44ة الص44حية على النم44و االقتص44ادي
والوضعية 4االجتماعية ،خاصة بالنس44بة للطبق44ات االجتماعي44ة األك44ثر هشاش44ة ،خاص44ة نتيج44ة
الترابط الوثيق بين سالسل القيم العالمية وتركز بعض األنشطة اإلنتاجية في المن44اطق األك44ثر
تأثرا بالوباء وتعليق بعض األنشطة االقتصادية ألسباب التباعد االجتماعي وتراجع االستثمار
نتيجة غياب رؤية واضحة.
غ44ير أن ه44ذه األزمة ورغم عواقبه44ا الوخيم44ة ،تق44دم فرص44ا حقيقي44ة لتنفي44ذ اإلص44الحات
الهيكلي44ة وإح44داث تغي44يرات عميق44ة في الرؤي44ة الش44املة للسياس44ات االقتص44ادية والمجتمعي44ة
المعتمدة.
في ه44ذا اإلط44ار ،يتعين على المغ44رب ،من خالل ه44ذه األزم44ة الحالي44ة ،القي44ام بتش44خيص
عميق لفجوات اقتصاده واالستفادة من ذلك .كما ق44د تك44ون ه44ذه األزم44ة مناس44بة للقي44ام بإع44ادة
هيكلة استباقية ،ش4املة ومندمج4ة في إع4داد اإلص4الحات ،ته44دف إلى تحقي44ق التنمي44ة الش44املة
لبالدنا على المدى المتوسط والطويل.
س44تتميز مرحل44ة م44ا بع44د األزم44ة بتف44اقم في الحاجي44ات التمويلي44ة نتيج44ة تراج44ع الم44داخيل
الجبائية ،المكون الرئيسي لم44وارد الميزاني44ة العامة للدولة .باإلض44افة إلى ذل44ك ،يتجلى ال44دور
االقتص44ادي للدول44ة من خالل الق44درة على إع44ادة الحيوي44ة ألنش44طة المق44اوالت ،ع44بر الطلب
العم4ومي باعتب4اره القن4اة الرئيس4ية للنش4اط االقتص4ادي .ويتطلب ذل4ك تنفي4ذ إص4الحات على
مستوى تحصيل الديون العمومية والتدبير الرشيد للنفقات العمومية في إطار مقاربة منس44جمة
ومتزامنة لضمان تدخل قوي وفعال للدولة.
إن أهمية تعبئة موسعة ألدوات السياسات االقتصادية بهدف إقالع اقتصادي عميق ،تبرز
التحديات التي يتعين على السياسات المالية والنقدية تجاوزها .ويفترض أال يكون ه44ذا اإلقالع
االقتصادي فقط نتيجة لتدخل السياس44ة المالي44ة على مس44توى النفق44ات العمومي44ة المتزاي44دة ،ب44ل
كذلك ثمرة تدخل عميق وفعال للسياسة النقدية .وتعتبر التوأمة بين هاتين السياستين ضرورية
خالل مرحل44ة م44ا بع44د كوفيد ،19-حيث س44يمكن ه44ذه االس44تعمال الم44زدوج والم44تزامن له44ذه
السياس44ات االقتص44ادية من تقوي44ة التوزان44ات الماكرواقتص44ادية وتس44ريع دينامي44ة النس44يج
المقاوالتي الوطني.
وهك44ذا ،ستس44اهم دينامي44ة الق44روض ومرون44ة الحص44ول على التموي44ل في دعم أنش44طة
المق44اوالت واالس44تدراك الت44دريجي للت44أثيرات الس44لبية لألزمة .وتتطلب ه44ذه التوجه44ات أوالً
سياسة نقدية أكثر مرون44ة ،ته44دف إلى توس44يع اس44تثمارات النس44يج المق44اوالتي بتكلف44ة تحفيزية
للجوء إلى التمويل البنكي .وتجدر اإلش44ارة في ه44ذا الص44دد أن اللج44وء إلى التموي44ل البنكي ال
ينبغي أن يمثل عبئ44ا على المالءة المالي44ة للمق44اوالت ،حيث ال ينبغي النظ44ر إلي44ه كع44ائق أم44ام
النهوض باستثماراتها ،بل م44يزة تفض44يلية الس44تعمال التموي44ل ال44ذاتي ع44وض التموي44ل البنكي
المكلف.
**2021 *2020 2019 2018
القيمة المضافة والناتج الداخلي اإلجمالي بالحجم (التغير بالنسبة المئوية)
4,4 -5,3 2,5 3,0 القيمة المضافة اإلجمالية
9,1 -5,7 -4,6 2,4 القيمة المضافة للقطاع األولي
3,6 -5,3 3,7 3,0 القيمة المضافة للقطاع غير الفالحي
4,6 -6,9 3,5 3,0 القيمة المضافة للقطاع الثانوي
3,1 -4,5 3,8 3,1 القيمة المضافة للقطاع الثالثي
4,9 -9,0 2,0 4,6 الضرائب والرسوم 4على المنتجات الصافية من اإلعانات
3,8 -5,8 3,5 3,2 الناتج الداخلي اإلجمالي غير الفالحي
4,4 -5,8 2,5 3,1 الناتج الداخلي اإلجمالي بالحجم
1,2 -0,4 1,3 1,1 تغير السعر الضمني للناتج الداخلي اإلجمالي
توازن الموارد واالستعماالت بالحجم (التغير بالنسبة المئوية)
4,0 -1,5 2,1 3,2 االستهالك النهائي الوطني
4,1 -5,1 1,8 3,4 األسر المقيمة
3,7 8,9 3,1 2,5 اإلدارات العمومية
6,5 -8,7 0,9 1,2 التكوين اإلجمالي لرأسمال الثابت
9,8 -10,9 5,8 5,8 صادرات السلع والخدمات
8,3 -6,0 3,4 7,5 واردات السلع والخدمات
معدالت أهم المؤشرات الماكرو اقتصادية (بالنسبة المئوية من الناتج الداخلي اإلجمالي)
19,4 19,1 23,3 23 االدخار الداخلي
24,0 23,7 27,8 27,8 االدخار الوطني
30,8 30,6 32,2 33,5 االستثمار اإلجمالي
-6,8 -6,9 -4,4 -5,9 رصيد التمويل
-5,0 -7,4 -3,6 -3,8 عجز الميزانية
89,9 92,0 80,5 81,3 الدين العمومي اإلجمالي
72,3 74,4 65,0 65,2 الدين للحزينة
4,8 4,9 5,2 4,8 الموجودات من العملة الصعبة بعدد أشهر الواردات
(*آفاق سنة 2020و (**) 2021و ) :