You are on page 1of 27

‫جواب الس يد وزير الاقتصاد واملالية وإاصالح الإدارة عىل‬

‫تدخالت الس يدات والسادة النواب بلجنة املالية والتمنية‬


‫الاقتصادية مبجلس النواب‪ ،‬خالل املناقشة العامة ملرشوع‬
‫قانون املالية للس نة املالية ‪2021‬‬
‫بسم هللا الرحامن الرحمي‬
‫والصالة والسالم عىل أرشف املرسلني‬
‫الس يدات والسادة النواب احملرتمون‬
‫‪ ‬بداية‪ ،‬لبد أن أنهتز مناس بة احتفال بالدان بذكرى عيد املودل‬
‫النبوي الرشيف لابرك لمري املؤمنني صاحب اجلالةل املكل‬
‫محمد السادس حفظه هللا‪ ،‬وللشعب املغريب هذه املناس بة‬
‫املباركة‪ ،‬سائال هللا عز وجل أن يعيدها عىل جاللته ابلصحة‬
‫وموفور العافية‪ ،‬وعىل بالدان مبزيد من المن والمان‬
‫والاس تقرار والتقدم‪ ،‬و أن يرفع عنا هذا الوابء‪ ،‬وأن يشمل‬
‫برمحته لك مواطنينا اذلين فقدانمه‪.‬‬
‫‪ ‬وأود من هجة أخرى ‪ ،‬وحنن عىل بعد أايم قليةل من الاحتفال‬
‫بذكرى املسرية اخلرضاء املظفرة‪ ،‬أن أؤكد من جديد عىل موقف‬

‫‪1‬‬
‫بالدان الراخس يف مواهجة الاس تفزازات املتكررة ملليش يات‬
‫البوليساريو‪ ،‬وأن أنوه ابلنجاحات الكبرية اليت حققهتا‬
‫ادليبلوماس ية املغربية يف مسار ادلفاع عن وحدتنا الرتابية‪،‬‬
‫حيث أن عددا كبريا من ادلول ا إلفريقية الشقيقة فتحت‬
‫قنصليات لها بأقالمينا اجلنوبية‪ ،‬ابلإضافة اإىل دوةل الإمارات‬
‫العربية املتحدة الشقيقة كول دوةل عربية تنحو هذا املنحى نرصة‬
‫لقضيتنا العادةل واملرشوعة‪.‬‬
‫‪ ‬وخبصوص مناقشة مرشوع قانون املالية لس نة ‪ ،2021‬أود أن‬
‫أتقدم لمك ابلشكر عىل تدخالتمك القمية‪ ،‬وعىل تعبئتمك املعهودة‬
‫يف اإطار مناقشة قوانني املالية اليت مضت‪ ،‬وكذا هذا املرشوع‬
‫اذلي نتداول بشأنه اليوم واذلي‪ ،‬كام جاء يف لك تدخالتمك‪،‬‬
‫يأيت يف س ياق دقيق وصعب يف نفس الوقت‪ ،‬ابلنظر‬
‫لنعاكسات جاحئة فريوس كوروان عىل املس توى الاقتصادي‬
‫والاجامتعي والصحي والنفيس‪.‬‬
‫‪ ‬ومن املؤكد أننا لكنا متفقون بأننا أمام أزمة غري مس بوقة‪ ،‬ويه‬
‫أزمة عامة يشرتك فهيا العامل لكه‪ .‬وللحد من تداعياهتا‪ ،‬اختذت‬
‫بالدان مجموعة من القرارات حتت القيادة النرية جلالةل املكل‬
‫حفظه هللا‪ ،‬اكن هاجسها الول هو احلفاظ عىل حصة املواطن‬
‫‪2‬‬
‫املغريب‪ .‬وكام اكن لهذه القرارات أثر اإجيايب يف التخفيف من حدة‬
‫اجلاحئة‪ ،‬فقد اكن لها كذكل لكفة اقتصادية واجامتعية‪.‬‬
‫‪ ‬وقد متكنا بفضل حمكة جالةل املكل وتضامن لك فئات الشعب‬
‫املغريب‪ ،‬وتعبئة السلطات العمومية برشاكة مع القطاع البنيك‪،‬‬
‫من تقدمي ادلمع ملا يفوق ‪ 5‬ماليني أرسة وحوايل مليون أجري‪،‬‬
‫ابلعامتد عىل التكنولوجيات احلديثة‪ .‬وما مل نس تطع القيام به‬
‫لس نوات عديدة مقنا به يف مدة وجزية‪ .‬كام قدمنا ادلمع للمقاولت‬
‫املترضرة وخاصة الصغرى واملتوسطة من خالل ختفيف أعباهئا‪،‬‬
‫وتيسري ولوهجا للقروض عن طريق الضامن‪.‬‬
‫‪ ‬ويف نفس الوقت اكن لبد من مواهجة أاثر هذه اجلاحئة عىل‬
‫التوازانت املاكرو اقتصادية يف ظل توقع تراجع موارد املزياينة‬
‫العامة لدلوةل‪ ،‬وتراجع عائدات الس ياحة والاستامثرات الجنبية‬
‫املبارشة‪ .‬وهذا ما معلنا عىل القيام به من خالل العمل املكثف‬
‫مع لك رشاكئنا املاليني واخلروج الناحج يف السوق املايل ادلويل‪.‬‬
‫‪ ‬كام مقنا ابإعداد مرشوع قانون املالية املعدل لس نة ‪ 2020‬من‬
‫أجل توفري الهوامش الرضورية عىل مس توى الاستامثر ملواكبة‬
‫خمطط اإنعاش الاقتصاد الوطين‪ ،‬وقد متكنا من تعبئة ‪ 15‬مليار‬
‫‪3‬‬
‫درمه لهذه الغاية‪ .‬وجندد لمك الشكر هبذه املناس بة عىل تعبئتمك‬
‫واخنراطمك الفاعل لإخراج هذا القانون الول من نوعه منذ س نة‬
‫‪.1990‬‬
‫‪ ‬فعن أي كسل يتحدث البعض؟ فاإذا اكن ما قامت به احلكومة‬
‫من جمهودات‪ ،‬حتت القيادة النرية جلالةل املكل حفظه هللا‪ ،‬يعد‬
‫كس ًال‪ .‬اما هو الاجهتاد يف نظر؟م؟ لهذا حنن لكنا أذان صاغية‬
‫لالس تفادة من دروسمك يف معاين التعريف الصحيح للكسل‬
‫والاجهتاد‪.‬‬
‫الس يدات والسادة‪،‬‬
‫‪ ‬لقد أنصت بلك اهامتم ومتعن للك تدخالتمك وتفاعالتمك‪ ،‬وكنت‬
‫أود أن ليمت استبدال النقاش املبارش يف اإطار هذه اللجنة بلغة‬
‫البالغات‪ .‬فنحن ليست لنا أية أس بقيات غري تكل اليت رمس لنا‬
‫معاملها جالةل املكل حفظه هللا يف خطبه السامية الخرية‪.‬‬
‫‪ ‬كام أن هاجس نا اكن ولزال هو أن نقف اإىل جانب املواطن‬
‫املغريب يف ظل هذه الظرفية الصعبة‪ .‬اما يفوق ‪ 21‬مليار درمه‬
‫من ادلمع اس تفاد مهنا املواطنون املغاربة اذلين فقدوا مصدر‬
‫رزقهم خالل هذه اجلاحئة‪ ،‬وما يزيد عن ‪ 46‬مليار دمه من‬
‫‪4‬‬
‫القروض املضمونة ما بني ‪ 90‬و‪ ،%95‬اس تفادت مهنا ما يناهز‬
‫‪ 74‬ألف مقاوةل صغرية جدا وصغرى ومتوسطة‪ ،‬من أجل‬
‫مساعدهتا عىل الصمود يف وجه الزمة‪ ،‬واحلفاظ عىل مناصب‬
‫الشغل للمواطنني املغاربة‪.‬‬
‫‪ ‬كام أن التدابري املتضمنة يف مرشوع قانون املالية للس نة املالية‬
‫‪ ،2021‬يه اس مترار لنفس التوجه‪ .‬فتعممي التغطية الصحية هو‬
‫لصاحل املواطن املغريب البس يط اذلي يتوفر عىل دخل حمدود أو‬
‫ليس هل أي دخل‪ .‬وإانعاش الاقتصاد الوطين هو لصاحل املواطن‬
‫املغريب اذلي ستتاح هل فرص كبرية للشغل‪ .‬كام أن اإصالح‬
‫القطاع العام س ميكن من توفري هوامش مالية ميكن توجهيها‬
‫للقطاعات الاجامتعية والاستامثرات املدرة للشغل‪ .‬وهذا كذكل‬
‫لصاحل املواطن‪.‬‬
‫فأين لمس مت ابتعاد هذا املرشوع عن قضااي املواطن املغريب؟‬
‫وأين هو هذا الاس هتتار بأولوايت املغاربة؟‬
‫‪ ‬أما خبصوص ما جاء به مرشوع قانون املالية للس نة املالية‬
‫‪ 2020‬من توهجات‪ ،‬فنحن خفورون بأن تكون أولوايته‪ ،‬يه‬
‫تزنيل التوجهيات امللكية السامية املتضمنة يف خطب جاللته‬
‫‪5‬‬
‫مبناس بة عيد العرش اجمليد‪ ،‬وذكرى ثورة املكل والشعب‪،‬‬
‫وافتتاح الس نة الترشيعية‪.‬‬
‫‪ ‬جفالةل املكل حفظه هللا هو رئيس ادلوةل وضامن دوام‬
‫اس مترارها‪ .‬كام أن التداول يف التوهجات الاسرتاتيجية لس ياسة‬
‫ادلوةل والتوهجات العامة ملرشوع قانون املالية يندرج مضن‬
‫اختصاصات اجمللس الوزاري اذلي يرأسه جالةل املكل‪.‬‬
‫‪ ‬وابلتايل‪ ،‬فاحلكومة اجهتدت من خالل التفاعل الفوري مع‬
‫اخلطب امللكية السامية‪ ،‬حيث أنه ‪ 5‬أايم فقط بعد خطاب‬
‫العرش مقنا بعرض خمطط معيل لتزنيل التوجهيات امللكية‬
‫السامية‪ ،‬وعرضناه عىل جلنتمك املوقرة يف هذا القاعة تزامنا مع‬
‫الاجامتع اخملصص لإخبار جلنتمك املوقرة مبرسوم اإحداث صندوق‬
‫الاستامثر الاسرتاتيجي‪ ،‬اذلي أطلق عليه جالةل املكل امس‬
‫صندوق محمد السادس لالستامثر‪.‬‬
‫‪ ‬كام مقنا ابلتوقيع عىل ميثاق الإنعاش الاقتصادي والشغل‪ ،‬وعىل‬
‫عقد الربانمج مع قطاع الس ياحة‪ ،‬مع الجرأة الفعلية والفورية‬
‫للزتامات احلكومة يف هذا الإطار‪ .‬وقد مت اإقرار تعويض‬
‫شهري‪ ،‬من يوليوز اإىل غاية هناية الس نة‪ ،‬مع التكفل ابلنفقات‬
‫‪6‬‬
‫املرتبطة ابلتعويضات العائلية ونظام التغطية الصحية الإجبارية‬
‫لفائدة الجراء واملتدربني التابعني ملؤسسات الإيواء الس ياي‬
‫املصنفة وواكلت السفار والنقل الس ياي‪ ،‬وكذا املرشدين‬
‫الس ياحيني املؤمنني ابلصندوق الوطين للضامن الاجامتعي‪ .‬وقد‬
‫مت رصف هذه التعويضات برمس أشهر يوليوز‪ ،‬وغشت وش تنرب‬
‫لفائدة حوايل ‪ 47‬ألف أجري ابلقطاع‪ .‬كام اس تفادت املقاولت‬
‫العامةل هبذا القطاع من تأجيل دفع املساهامت الاجامتعية‬
‫املس تحقة للصندوق الوطين للضامن الاجامتعي خالل نفس‬
‫الفرتة‪ ،‬ومن منتوج اإضايف وهو "ضامن اإقالع ل إاليواء الس ياي"‬
‫واذلي مينح ضامان يرتاوح ما بني ‪ %80‬و‪ %90‬ابلنس بة‬
‫للقروض املمنوحة لفائدة مؤسسات الإيواء الس ياي املترضرة‬
‫من الزمة اإىل غاية ‪ 31‬دجنرب‪.2020‬‬
‫‪ ‬كام أن احلكومة منكبة عىل وضع الليات الكفيةل بتفعيل صندوق‬
‫محمد السادس لالستامثر‪ ،‬يف الايم القليةل القادمة‪ ،‬ابملوازاة مع‬
‫وضع اللمسات الخرية عىل مرشوع القانون اذلي يقيض بتخويهل‬
‫الشخصية املعنوية يف أفق عرضه قريبا عىل جملسمك املوقر‪.‬‬
‫ولبد هنا أن أوحض مسأةل هامة‪ :‬فلام نتحدث عن خض ‪120‬‬
‫‪7‬‬
‫مليار درمه يف الاقتصاد الوطين لإنعاشه‪ ،‬فسيمت ذكل من‬
‫خالل متكني املقاولت من الاس تفادة من ‪ 75‬مليار درمه‬
‫كقروض مضمونة من طرف ادلوةل‪ ،‬موازاة مع اإطالق‬
‫استامثرات تقدر بـ‪ 45‬مليار درمه عرب صندوق محمد السادس‬
‫لالستامثر‪ .‬وإاذا ما أضفنا استامثرات هذا الصندوق اإىل‬
‫استامثرات املزيانية العامة لدلوةل واملؤسسات واملقاولت‬
‫العمومية وامجلاعات الرتبية املربجمة برمس س نة ‪ 2021‬واليت تقدر‬
‫بـ ‪ 185‬مليار درمه‪ ،‬فاإن مجموع الاستامثرات العمومية برمس س نة‬
‫‪ 2021‬سيبلغ ‪ 230‬مليار درمه‪.‬‬
‫‪ ‬وهذه لكها دلئل‪ ،‬أيهتا الس يدات أهيا السادة‪ ،‬عىل أننا أمام‬
‫تصور معيل واحض للحكومة لزتيل التوجهيات امللكية السامية‪،‬‬
‫ول يتعلق المر بتقدمي لوعود أو زرع لمل ومهي‪ ،‬وإان اكن‬
‫زرع المل مبختلف جتلياته يف نفوس املغاربة يعد شيئا اإجيابيا‬
‫يف هذه الظرفية الصعبة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الس يدات والسادة‪،‬‬
‫‪ ‬ما من شك بأن هذه اجلاحئة كشفت عن العديد من مظاهر اخللل‬
‫يف س ياساتنا العمومية‪ ،‬وهذا املعطى هو نتيجة تراكامت لس نوات‬
‫طويةل‪ ،‬وليس مرتبطا هبذه احلكومة أو ابحلكومة أو احلكومات اليت‬
‫س بقهتا‪ .‬فكام أن بالدان حققت تراكامت اإجيابية عىل مس توى‬
‫توطيد املسار ادلميقراطي‪ ،‬واحلفاظ عىل الاس تقرار اذلي تفتقده‬
‫العديد من دول اجلوار‪ ،‬و تطوير مجموعة من الاسرتاتيجيات‬
‫القطاعية‪ ،‬وإاجناز عدد كبري من الوراش الكربى املهيلكة‪ ،‬وحتقيق‬
‫مس توايت كربى من التقدم عىل مس توى ولوج الفئات الهشة‬
‫للخدمات الساس ية‪ ،‬فاإهنا يف املقابل رامكت مجموعة من النواقص ‪،‬‬

‫خاصة يف اجملال الاجامتعي‪ .‬ومن بيهنا جحم القطاع غري املهيلك؛‬


‫وضعف ش باكت امحلاية الاجامتعية‪ ،‬خاصة ابلنس بة للفئات الكرث‬
‫هشاشة‪ ،‬وارتباط عدد من القطاعات ابلتقلبات اخلارجية‪ .‬وهذا ما‬
‫أكد عليه جالةل املكل يف خطبه الخرية‪ ،‬وخاصة يف خطاب‬
‫العرش‪.‬‬
‫‪ ‬واملهم اليوم هو أن ل نضيع الوقت يف النقاش حول تراكامت‬
‫املايض بسلبياهتا وإاجيابياهتا‪ ،‬والإمعان يف تقدمي بعض القراءات‬
‫‪9‬‬
‫التجزيئية لهذه الرتاكامت‪ ،‬بل جيب أن نركز هجودان وأن نستمثر‬
‫طاقتنا الإجيابية يف التفكري حول س بل التزنيل الرسيع للوراش‬
‫الإصالحية الكربى اليت أطلقها جالةل املكل حفظه هللا‪ ،‬ودعاان‬
‫مجيعا لالخنراط الفاعل يف تفعيلها‪.‬‬
‫‪ ‬فلام نتحدث عن جتنب الاس تغالل الس ياسوي لهذه الوراش‪،‬‬
‫فهذا اخلطاب ليس موهجا للربملان مكؤسسة من املفروض فيه أهنا‬
‫جتسد الس ياسة بلك معانهيا النبيةل‪ ،‬بل املقصود به هو أن الظرفية‬
‫الاس تثنائية اليت نعيشها‪ ،‬وما تفرضه من اإجامع وطين حول‬
‫أولوايت املرحةل اليت حددها جالةل املكل حفظه هللا‪ ،‬تفرض عىل‬
‫امجليع حكومة وبرملاان أغلبية ومعارضة‪ ،‬الانكباب بلك جترد‬
‫ومسؤولية‪ ،‬ونكران ذات‪ ،‬وتغليب املصلحة العليا للوطن من أجل‬
‫توفري ظروف تزنيل رسيع لهذه الإصالحات الكربى‪.‬‬
‫‪ ‬وإاذا اكن من مسؤوليتنا مجيعا أن نعمل عىل بلورة أليات تفعيل‬
‫هذه الوراش اجملمتعية‪ ،‬فاإن من مسؤوليتنا مجيعا كذكل يف اإطار‬
‫تاكمل أدوار املؤسسات ادلس تورية‪ ،‬أن نوفر املوارد املالية لمتويلها‬
‫يف اإطار ما تتيحه اإماكنياتنا املالية من هوامش أو البحث عن‬
‫موارد بديةل‪ .‬وهذا ما مقنا به من خالل مواصةل برانمج التدبري‬
‫‪10‬‬
‫النشط للمحفظة العمومية‪ ،‬والمتويالت املبتكرة‪ ،‬وإاقرار مسامهة‬
‫تضامنية عىل ادلخول والرابح‪.‬‬
‫‪ ‬ولبد هنا أن أتوقف عند نقطة هممة تتعلق ابملسامهة التضامنية وما‬
‫أاثرته من نقاش واسع ومواقف مت التعبري عهنا سواء داخل هذه‬
‫اللجنة أو خارهجا‪ ،‬لقدم التوضيحات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أول‪ :‬لبد أن نكون متفقني‪ ،‬أننا أمام ظرفية اس تثنائية أثرت‬
‫بشلك كبري عىل مواردان املالية‪ .‬كام أننا بصدد تزنيل ورش‬
‫اإصالي جممتعي لطاملا انتظره املغاربة يتعلق بتعممي التغطية الصحية‬
‫الإجبارية‪ .‬فهناك حوايل ‪ 22‬مليون مغريب سيس تفيدون من هذا‬
‫الورش‪ ،‬ما يزيد عن ‪ 10‬ماليني مهنم يعيشون يف وضعية هشاشة‬
‫واكنوا مسجلني يف اإطار راميد‪ .‬واليوم سيمتكنون من الاس تفادة‬
‫من تغطية حصية اإجبارية كنظراهئم من املغاربة اذلين يش تغلون يف‬
‫القطاعني العام واخلاص أو ميارسون همنا أو أعامل حرة‪.‬‬
‫أل تس تحق هذه الفئة من املغاربة أن نتضامن معها حىت تمتكن من‬
‫الولوج اإىل العالج‪ ،‬والتطبيب يف ظروف حتفظ لها كرامهتا؟‬
‫أل ينبغي أن نوطد قمي التضامن اليت اخنرط فهيا املغاربة بلك تلقائية‬
‫يف هذه الظرفية الاس تثنائية‪ ،‬واليت تشلك جتس يدا ملقتضيات‬
‫‪11‬‬
‫الفصل ‪ 40‬من ادلس تور؟‪ ،‬خاصة وأن ادلول الرائدة عامليا يف جمال‬
‫امحلاية الاجامتعية أقرت هذا النوع من املساهامت الاجامتعية‬
‫للتضامن لمتويل أنظمهتا للحامية الاجامتعية بصفة دامئة وليس بصفة‬
‫اس تثنائية‪ ،‬وبنسب أعىل من اليت نقرتهحا يف هذا املرشوع‪.‬‬
‫‪ ‬اثنيا‪ :‬لبد من التأكيد عىل أن ‪ %99‬من الرشاكت غري معنية هبذه‬
‫املسامهة‪ ،‬عىل اعتبار أهنا ترصح برحب يقل عن ‪ 5.000.000‬درمه‬
‫أو حبصيةل سلبية (جعز)‪ ،‬كام أن ‪ %92‬من املأجورين غري معنيني‬
‫هبذه املسامهة‪ ،‬عىل اعتبار أهنم يتقاضون أجر شهري صايف يقل‬
‫عن ‪ 10.000‬درمه‪ .‬فعن أي رضب للطبقة املتوسطة نتحدث؟‬
‫وعن أي رضب للرشاكت الصغرى واملتوسطة نتحدث؟‪.‬‬
‫‪ ‬اثلثا‪ :‬مادمنا نتحدث عن الطبقة املتوسطة‪ ،‬امزيانية ادلوةل بذلت‬
‫ولزالت تبدل جمهودات كبرية لصاحل هذه الفئة الهامة يف توازننا‬
‫اجملمتعي‪ .‬وسأرسد هنا فقط الرقام اخلاصة بكتةل الجور‪،‬‬
‫فاحلوارات الاجامتعية املتوالية لكفت مزيانية ادلوةل ما يفوق ‪46‬‬
‫مليار درمه منذ س نة ‪ 2008‬أي تقريبا مبعدل ‪ 4‬ماليري درمه‬
‫س نواي‪ .‬وكنتيجة ذلكل انتقل معدل الجور يف الوظيفة العمومية‬
‫من ‪ 5.600‬درمه اإىل ما يفوق ‪ 8.000‬درمه أي بزايدة ‪،%44‬‬
‫‪12‬‬
‫وهو ميثل حوايل ‪ 3‬مرات الناجت ادلاخيل الفردي عىل املس توى‬
‫الوطين‪.‬‬
‫‪ ‬ولبد من التأكيد هنا بأن كتةل الجور صارت تس هتكل ما يفوق‬
‫‪ %70‬من املوارد العادية ملزيانية ادلوةل‪ ،‬اإذا ما احتسبنا ما تتحمهل‬
‫هذه املزيانية من أجور مس تخديم املؤسسات العمومية عن طريق‬
‫التحويالت‪.‬‬
‫‪ ‬وإاذا ما أضفنا اإىل ذكل نفقات املقاصة ونفقات التس يري العادي‬
‫لدلوةل‪ ،‬وفوائد ادلين‪ ،‬فالهوامش املتبقية لالستامثر يه جد ضعيفة‪.‬‬
‫‪ ‬وابلتايل فنحن اليوم أمام حتدي كبري‪ :‬امن هجة جيب أن ننخرط يف‬
‫مسار تقليص جعز املزيانية هبدف ضامن اس تقرار معدل املديونية‬
‫خالل الس نوات القادمة‪ ،‬ومن هجة أخرى ينبغي أن نوفر‬
‫الاعامتدات الرضورية ملواكبة الوراش الإصالحية الكربى اليت‬
‫أطلقها جالةل املكل حفظه هللا‪ ،‬والرفع من اعامتدات قطاعي الصحة‬
‫والتعلمي‪ ،‬ومواكبة خمتلف الربامج والاسرتاتيجيات القطاعية‪.‬‬
‫‪ ‬ولبد من التأكيد بأن احلكومة واعية بأن مؤسسات ادلوةل‬
‫واملقاولت العمومية جيب أن تعطي‪ ،‬املثال من خالل تقليص‬
‫‪13‬‬
‫وعقلنة منط عيشها وأن تكون رافعة للتمنية‪ ،‬وليس عائقا لها‪ ،‬كام‬
‫أكد عىل ذكل جالةل املكل يف خطابه الخري أمام مؤسس تمك‬
‫احملرتمة‬
‫‪ ‬وهذا ما اخنرطنا فيه بلك عزم وحزم وجرأة يف اختاد القرارات‬
‫الرضورية‪:‬‬
‫أول‪ :‬قلصنا حوايل ‪ 3‬ماليري درمه من نفقات التس يري العادي‬
‫ل إالدارة ما بني س نة ‪ 2019‬و‪ 2021‬؛‬
‫‪ ‬اثنيا‪ :‬تفعيال للتوجهيات امللكية السامية‪ ،‬نعمل عىل اإطالق اإصالح‬
‫هيلكي اترخيي للمؤسسات واملقاولت العمومية ‪ ،‬من خالل حتويل‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري اإىل رشاكت مسامهة‪،‬‬
‫وتصفية‪/‬حل املؤسسات واملقاولت العمومية اليت استنفذت‬
‫الغرض من اإحداهثا أو مل تعد تؤدي هماهما ابلفاعلية املطلوبة‪ ،‬اإىل‬
‫جانب اإحداث مجموعات‪/‬أقطاب قطاعية متجانسة‪ .‬وس ميكننا هذا‬
‫الورش بطبيعة احلال من الرفع من فعالية القطاع العام‪ ،‬وعقلنة‬
‫النفقات املرتبطة هبذا القطاع‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وهنا لبد من توضيح مسأةل هامة فامي خيص حتويل املؤسسات‬
‫العمومية التجارية اإىل رشاكت املسامهة‪ .‬فعىل خالف ما جاء يف‬
‫بعض التدخالت‪ ،‬فاإن هذا التحويل ل يعين بتاات خوصصهتا‪ ،‬بل‬
‫اإن الغرض السايس من هذا التحويل هو جتويد حاكمة‬
‫املؤسسات املعنية وإاخضاعها لليات احلاكمة والتدبري والشفافية‬
‫املنصوص علهيا يف القانون املتعلق برشاكت املسامهة‪ ،‬وكذا متكيهنا‬
‫من أليات تعبئة المتويالت‪.‬‬
‫وهناك أمثةل عديدة ملؤسسات معومية مت حتويلها اإىل رشاكت‬
‫مسامهة‪ ،‬ومل يؤد ذكل اإىل خوصصهتا‪ ،‬مثل الرشكة الوطنية للنقل‬
‫واللوجستيك (‪ ،)2007‬واجملمع الرشيف للفوسفاط (‪،)2008‬‬
‫وبريد املغرب (‪.)2010‬‬
‫ومن هجة أخرى‪ ،‬تظل اخلوصصة خيارا أماما ادلوةل‪ ،‬ميكن اللجوء‬
‫اإليه حني اكامتل الرشوط الرضورية مع احرتام الالزتامات القانونية‬
‫اليت تؤطرها‪.‬‬
‫‪ ‬اثلثا‪ :‬أطلقنا ورشا كبريا عىل مس توى تبس يط املساطر ورمقنهتا‬
‫وحتسني الولوج للخدمات العمومية‪ ،‬ويرتكز هذا الورش عىل ثالثة‬

‫‪15‬‬
‫قوانني مفصلية يف مسار اإصالح الإدارة ليك تكون عامال حافزا‬
‫للمسار التمنوي لبالدان وليس عائقا هل‪.‬‬
‫ومما لشك فيه أن قانون تبس يط املساطر والإجراءات الإدارية‪،‬‬
‫يشلك أحد أمه هذه القوانني الثالثة‪ .‬واحلكومة منكبة عىل التزنيل‬
‫الرسيع لهذا القانون اذلي يتضمن اإجراءات غري مس بوقة يف عالقة‬
‫املرتفق ابلإدارة خاصة فامي يتعلق بـ‪:‬‬
‫حذف مجيع املساطر والإجراءات الإدارية اليت ليس لها س ند‬ ‫‪‬‬

‫قانوين؛‬
‫اإلزام اكفة الإدارات جبرد وتوثيق وتصنيف وتدوين مجيع املساطر‬ ‫‪‬‬

‫الإدارية ونرشها ابلبوابة الوطنية مع التقيد مبا مت تدوينه؛‬


‫عدم مطالبة املرتفق بتصحيح الإمضاء عىل الواثئق واملستندات‬ ‫‪‬‬

‫املكونة مللف الطلب؛‬


‫عدم مطالبة املرتفق بنسخ مطابقة لصول الواثئق أو املستندات‬ ‫‪‬‬

‫املكونة مللف الطلب؛‬


‫عدم مطالبة املرتفق ابلإدلء ابلواثئق واملستندات الإدارية اليت ميكن‬ ‫‪‬‬

‫احلصول علهيا من اإدارات أخرى؛‬


‫عدم اإلزام املرتفق بأكرث من نسخة واحدة من ملف الطلب املتعلق‬ ‫‪‬‬

‫ابلقرار الإداري؛‬

‫‪16‬‬
‫عدم مطالبة املرتفق بواثئق ومستندات أو معلومات غري ذات عالقة‬ ‫‪‬‬

‫ابحلصول عىل القرار الإداري؛‬


‫اإماكنية تعويض بعض الواثئق واملستندات واملعلومات بترصحي‬ ‫‪‬‬

‫ابلرشف؛‬
‫حتديد الجال القصوى ملعاجلة الإدارة لطلبات احلصول عىل القرارات‬ ‫‪‬‬

‫الإدارية يف ‪ 30‬يوما ابلنس بة للقرارات الإدارية الرضورية لإجناز‬


‫مشاريع الاستامثر‪ ،‬ويف ‪ 60‬يوما ابلنس بة لبايق القرارات الإدارية؛‬
‫الإيداع الإلكرتوين لطلبات احلصول عىل القرارات الإدارية مع اإخبار‬ ‫‪‬‬

‫املرتفقني ابملأل اخملصص لهذه الطلبات وتسلميهم اإايها عند الاقتضاء؛‬


‫احلصول عىل وصل اإيداع طلب احلصول عىل القرارات الإدارية يعتد‬ ‫‪‬‬

‫به لالس تفادة من تطبيق مبدأ اعتبار سكوت الإدارة مبثابة موافقة‪،‬‬
‫وممارسة حقه يف الطعن‪ ،‬حمدد منوذجه ابلقرار املشرتك؛‬
‫اعتبار عدم رد الإدارة داخل الجال احملددة مبثابة موافقة عىل طلب‬ ‫‪‬‬

‫املرتفق أخذا بعني الاعتبار مجموعة من الضوابط القانونية؛‬


‫اإلزام الإدارات بتعليل قراراهتا السلبية املتعلقة بطلبات القرارات‬ ‫‪‬‬

‫الإدارية ابلإفصاح يف صلب هذه القرارات عن الس باب ادلاعية اإىل‬


‫احتاذها؛‬
‫حق الطعن يف القرارات الإدارية السلبية؛‬ ‫‪‬‬

‫اإلزام اكفة الإدارات برمقنة املساطر والإجراءات الإدارية يف أجل‬ ‫‪‬‬

‫أقصاه ‪ 5‬س نوات‪.‬‬


‫‪17‬‬
‫الس يدات والسادة‪،‬‬
‫لقد جاء يف العديد من التدخالت موضوع تفعيل اجلهوية يف عالقهتا‬
‫ابلظرفية املرتبطة جباحئة كوروان‪ ،‬ولبأس أن أقدم التوضيحات التالية‬
‫خبصوص هذا املوضوع‪:‬‬
‫‪‬أول‪ :‬اجلهوية خيار اسرتاتيجي لبالدان ولرجعة فيه‪ .‬ومن هذا املنطلق‬
‫مت حتويل ما يناهز ‪ 31‬مليار درمه للجهات منذ س نة ‪ .2016‬وخالل‬
‫س نة ‪ ،2020‬وابلرمغ من الرتاجع املتوقع ملوارد املزيانية العامة بـحوايل‬
‫‪ 40‬مليار درمه‪ ،‬فنحن نؤكد لمك من هذا املنرب الزتامنا بتحويل‬
‫مساممهة املزيانية العامة لدلوةل اكمةل أي ‪ 3,7‬مليار درمه‪ ،‬حيث سيمت‬
‫حتويل الشطر الرابع من هذه املسامهة املقدر حبوايل ‪ 800‬مليون‬
‫درمه قبل هناية هذه الس نة‪ .‬كام أن احلكومة منكبة بتعاون مع اجملالس‬
‫اجلهوية عىل تزنيل ا إلطار التوجهييي لتفعيل ممارسة اجلهات‬
‫لختصاصاهتا اذلاتية واملشرتكة‪ ،‬موازاة مع تقدمي املواكبة للواكلت‬
‫اجلهوية لتنفيذ املشاريع‪ ،‬وترسيع تفعيل املشاريع املدرجة يف اطار‬
‫الشطر الول من برامج التمنية اجلهوية‪ ،‬حيث مت التوقيع خالل س نة‬
‫‪ 2020‬عىل أول عقد‪ -‬برانمج بني ادلوةل وهجة فاس‪-‬مكناس برمس‬
‫الفرتة ‪.2022-2020‬‬
‫‪‬اثنيا‪ :‬فامي يتعلق مبا متت اإاثرته خبصوص مزيانيات امجلاعات الرتابية‪ ،‬اما‬
‫مت اختاده من قرارات يامتىش مع الظرفية الاس تثنائية‪ ،‬وما نتج عهنا من‬

‫‪18‬‬
‫تراجع ملوارد هذه امجلاعات‪ ،‬وهيدف ابلساس اإىل احلفاظ عىل‬
‫توازانهتا املالية و ضامن اس مترار قدرهتا عىل أداء خدماهتا و الوفاء‬
‫ابلزتاماهتا املالية‪ .‬ول يوجد أي تعارض لهذه القرارات مع القوانني‬
‫التنظميية‪.‬‬
‫فقد جسلت موارد امجلاعات الرتابية اخنفاضا اجامليا بنس بة ‪% 9,3‬‬
‫حىت هناية شهر غشت ‪ ،2020‬مقارنة مع نفس الفرتة من س نة‬
‫‪ ،2019‬وذكل نتيجة تراجع املوارد املالية احملوةل بنس بة ‪،% 6,8‬‬
‫واملوارد اذلاتية بنس بة ‪ . % 13,6‬يف حني اخنفضت النفقات العادية‬
‫لهذه امجلاعات فقط بـ‪ ، % 1,3‬و نفقات الاستامثر بـ‪.12,1 %‬‬

‫الس يدات والسادة‪،‬‬


‫لقد تطرقمت يف تدخالتمك اإىل مجموعة من النقط املتعلقة بأرقام مرشوع‬
‫قانون املالية لس نة ‪ ،2021‬والفرضيات اليت بين علهيا‪ .‬وتفاعال مع‬
‫تدخالتمك أود أن أقدم التوضيحات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أول‪ :‬لقد قدمنا لمك مرشوع قانون املالية لس نة ‪ 2021‬معززا بـ‪13‬‬
‫تقريرا تعبأت لإعدادها أطر وزارة الاقتصاد واملالية ابلتعاون مع‬
‫خمتلف القطاعات الوزارية لسابيع طويةل‪ .‬كام تفاعلنا مع لك طلباتمك‬

‫‪19‬‬
‫من خالل مد؟م بلك املذكرات واملعطيات والرقام‪ ،‬من منطلق‬
‫حرصنا عىل التعامل بلك شفافية مع مؤسس تمك احملرتمة‪.‬‬
‫‪ ‬اثنيا‪ :‬ليس هناك أي تضارب يف الرقام‪ ،‬فاإعداد مرشوع قانون‬
‫املالية خيضع ملهنجية دقيقة حترتم فهيا مجيع املعايري اليت تتو ى صدقية‬
‫التوقعات والهداف‪ ،‬وتعمتد عىل حتليل دقيق للظرفية الاقتصادية‬
‫ادلولية واجلهوية وكذا الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬اثلثا‪ :‬الرقام والزايدات اليت مت تقدميها خبصوص مزيانييت التعلمي‬
‫والصحة يه أرقام حصيحة‪ ،‬ول نقبل بأي شلك من الشاكل أن يمت‬
‫التشكيك فهيا من خالل تقدمي مقارانت غري حصيحة‪ .‬فقانون املالية‬
‫لس نة ‪ 2020‬مت تعديهل بناء عىل الظرفية الاس تثنائية اليت تعرفها‬
‫بالدان والعامل أمجع‪ ،‬وما خلفته من تراجع للموارد‪ ،‬وارتفاع لعجز‬
‫املزيانية ومعدل ادلين‪ .‬وهذه الظرفية ل زالت قامئة‪ .‬وابلتايل فاملقارنة‬
‫ل تس تقمي مع س نة عادية‪ .‬فاجملهود اليت مت بذهل عىل مس توى‬
‫الاعامتدات واملناصب املالية لقطاعي الصحة والتعلمي هو جمهود‬
‫اس تثنايئ يف ظرفية صعبة‪ ،‬يس توجب أن نمثنه ل أن نبدع يف‬
‫اختالق املقارانت غري املوضوعية من أجل التقليل من قميته‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ‬رابعا‪ :‬فامي يرتبط مبا مت التطرق اإليه خبصوص حتيني نس بة المنو لس نة‬
‫‪ ،2020‬أود التأكيد عىل أن حتيني التوقعات الاقتصادية لس نة ‪،2020‬‬
‫مت اعامتدا عىل املعطيات املوضوعية املتاحة بداية شهر أكتوبر واليت‬
‫أخذت بعني الاعتبار الس ياق ادلويل اذلي مزي هذه الفرتة‪ ،‬وكذا‬
‫املعطيات املوضوعية املرتبطة ابلقتصاد الوطين والإجراءات اليت مهت‬
‫تدبري الزمة الصحية‪.‬‬
‫فعىل الصعيد ادلويل‪ ،‬اتسم تطور الاقتصاد العاملي بعالمات انتعاش‬
‫انطالقا من الفصل الثالث لس نة ‪ ،2020‬مدعوما ابخملططات الطموحة‬
‫ل إالنعاش الاقتصادي املعمتدة من طرف العديد من ادلول‪ .‬وهكذا‬
‫يتوقع صندوق النقد ادلويل تراجعا عامل ًيا بنس بة ‪ %4,4‬خالل س نة‬
‫‪ ،2020‬أقل حدة مما اكن متوق ًعا يف يونيو (‪ .)%4,9-‬وقد مهت هذه‬
‫املراجعة أمه الرشاكء الاقتصاديني مكنطقة الورو (‪ %8,3-‬عوض ‪-‬‬
‫‪ )%10,2‬خصوصا فرنسا (‪ %9,8-‬عوض ‪ )%12,5-‬وأملانيا (‪%6-‬‬
‫عوض ‪.)%7,8-‬‬
‫أما عىل الصعيد الوطين‪ ،‬فقد أظهرت بعض النشطة القطاعية بوادر‬
‫انتعاش‪ ،‬كام يتضح ذكل من املنحى ا إلجيايب للصادرات اليت حتسنت‬
‫يف شهر غشت بنس بة ‪ %6,8‬مقارنة مع نفس الفرتة من الس نة‬
‫املاضية‪ ،‬مس تفيدة من التحسن النس يب للطلب اخلاريج املوجه‬
‫للمغرب‪ ،‬اإذ تعرف املبادلت التجارية تطور ًا تدرجيي ًا‪ ،‬مدعومة بتعايف‬
‫‪21‬‬
‫السواق اخلارجية وحتسن الفاق الاقتصادية العاملية‪ .‬وهكذا جسلت‬
‫الصادرات الوطنية اإشارات اإجيابية خالل شهر غشت‪ ،‬ل س امي عىل‬
‫صعيد قطاعات الس يارات (‪ )%45,2+‬والصناعات الغذائية‬
‫(‪ )%33,3+‬والنس يج واجلدل (‪ .)%4,6+‬ويف نفس الس ياق جسل‬
‫قطاع البناء حتسننا ملموس ًا كام يتضح ذكل من خالل مبيعات‬
‫الإمسنت اليت ارتفعت بنس بة ‪.%18,6‬‬
‫كام مكنت لك التدابري والإجراءات اليت مت اختاذها ابتداء من شهر‬
‫مارس من دمع الطلب عن طريق دمع اس هتالك الرس من خالل‬
‫صندوق تدبري جاحئة كوفيد‪ 19-‬حبوايل ‪ 0,9‬نقطة‪ ،‬ومن حتفزي‬
‫الاستامثر بنس بة ‪ 0,6‬نقطة يف اإطار خطة الإنعاش‪ ،‬وابلتايل التخفيف‬
‫من حدة انكامش الاقتصاد الوطين حبوايل ‪ 1,5‬نقطة من المنو‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬مت حتيني نس بة المنو برمس س نة ‪ 2020‬يف حدود ‪%5,8-‬‬
‫عوض ‪ %7,3-‬يف حاةل عدم اختاذ هذه التدابري والإجراءات السالفة‬
‫اذلكر‪ .‬وجتدر الإشارة أن نس بة المنو هاته تبقى قابةل للمراجعة يف حاةل‬
‫ما اإذا أخذان بعني الاعتبار ظهور املوجة الثانية للوابء‪ ،‬اليت أصبحت‬
‫حقيقة مؤكدة دلى رشاكئنا الوروبيني‪ ،‬مع هناية هذا الشهر‬
‫والتداعيات املرتبطة هبا عىل املس تويني ادلويل والوطين‪.‬‬
‫وعىل العموم‪ ،‬تبقى أي حماوةل لتقدير الاثر الناجتة عن هذه الزمة‬
‫مقاربة تقريبية‪ ،‬حيث تستند عىل عدة عوامل غري اقتصادية‪ ،‬مرتبطة‬

‫‪22‬‬
‫مبدة الزمة وجحم انعاكساهتا‪ ،‬وبفعالية التدابري املتخذة ملواهجهتا‪ ،‬وكذا‬
‫مدى تأثريها عىل منسوب الثقة دلى املس هتلكني واملستمثرين‪.‬‬
‫الس يدات والسادة‪،‬‬
‫يف الخري أود الإجابة عىل مجموعة من التساؤلت اخملتلفة اليت وردت يف‬
‫تدخالت الس يدات والسادة النواب احملرتمني‪ ،‬علام أنمك ستتوصلون‬
‫بوثيقة مفصةل تتضمن أجوبة عىل جل تساؤلتمك‪.‬‬
‫أول‪ :‬وزارة الاقتصاد واملالية ليست ثالجة للمراس مي املالية‪ ،‬وإان اكن‬
‫وصف "الثالجة" ليس عيبا ابعتبار دورها يف احلفاظ عىل جودة املواد‪.‬‬
‫وهبذا اخلصوص‪ ،‬أود أن أؤكد بأن وزارة الاقتصاد واملالية ل يوجد دلهيا‬
‫قيد ادلراسة حاليا أي مرسوم هل عالقة بتسوية الوضعية املالية ملوظفي‬
‫ادلوةل‪ .‬وهبذه املناس بة أبرش الس يد النائب احملرتم اذلي تطرق لهذا‬
‫المر‪ ،‬أنين وقعت منذ ‪ 26‬غشت ‪ 2020‬عىل املرسوم املتعلق بتسوية‬
‫وضعية املمرضني اجملازين من ادلوةل املتوفرين عىل س نتني من التكوين‬
‫بعد شهادة الباكلوراي‪ ،‬وس يعرض عىل أنظار جملس احلكومة يف أقرب‬
‫الجال‪.‬‬
‫أما فامي يتعلق مبلمتس متكني حاميل ادلكتوراه غري املوظفني من املشاركة‬
‫يف مبارايت التوظيف املنظمة يف اإطار املناصب املالية اخملصصة‬
‫‪23‬‬
‫للموظفني حاميل شهادة ادلكتوراه لولوج اإطار أساتذة التعلمي العايل‬
‫املساعدين‪ ،‬فأود التأكيد بأن املناصب املالية اليت يمت اإحداهثا يف هذا‬
‫الإطار ختصص حاليا فقط للموظفني لتسوية وضعيهتم مبزيانية قطاع‬
‫التعلمي العايل‪ ،‬مقابل حذف نفس العدد من املناصب من مزيانيات‬
‫اإداراهتم الصلية‪ .‬وابلتايل فالمر ل يتعلق ابإحداث مناصب اإضافية‪.‬‬
‫يف املقابل‪ ،‬ومن منطلق الاهامتم اذلي نوليه لهذا امللف‪ ،‬فاإن مصاحل‬
‫وزارة الاقتصاد واملالية وإاصالح الإدارة منكبة عىل دراسة هذا امللمتس‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬تطرقمت ابلتحليل والنقد يف بعض الحيان للعديد من‬
‫الاسرتاتيجيات القطاعية مكخطط املغرب الخرض‪ ،‬وخمطط الترسيع‬
‫الصناعي‪ ،‬اإخل‪ .‬وأود هبذه املناس بة أن أؤكد لمك بأن بالدان حققت‬
‫ماكسب كبرية بفضل اإطالق هذه الاسرتاتيجيات سواء عىل مس توى‬
‫خلق فرص الشغل‪ ،‬أو جلب الاستامثرات‪ ،‬أو التحول عىل مس توى‬
‫بنية مزياننا التجاري والاقتصاد الوطين كلك‪ ،‬وس تجدون مذكرات‬
‫مفصةل حول هذه الاسرتاتيجيات مضن الوثيقة اليت س توزع عليمك‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬يف املقابل فالتقيمي املوضوعي يقتيض أن نقف عىل ما مل يمت حتقيقه‬
‫من أهداف‪ ،‬وأن نس تخلص ادلروس من أجل أن يس تجيب اجليل‬
‫اجلديد من الاسرتاتيجيات ملا دعا اإليه جالةل املكل حفظه هللا يف‬

‫‪24‬‬
‫خطاب العرش‪ ،‬من رضورة اإعادة ترتيب الولوايت‪ ،‬وبناء مقومات‬
‫اقتصاد قوي وتنافيس‪ ،‬ومنوذج اجامتعي أكرث اإدماجا‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬فامي خيص نسب اإجناز الاستامثرات العمومية‪ ،‬فقد حققت تقدما‬
‫ملموسا خالل الس نوات الخرية‪ ،‬وهكذا بلغت نس بة اإجناز استامثرات‬
‫املزيانية العامة لدلوةل ‪ %78‬هناية س نة ‪ ،2019‬فامي بلغت هذه النس بة‬
‫‪ %72‬فامي يتعلق ابملؤسسات واملقاولت العمومية‪ .‬وإاىل حدود شهر‬
‫ش تنرب من س نة ‪ ،2020‬بلغت نس بة اإجناز استامثرات املزيانية العامة‬
‫لدلوةل حوايل ‪ ،%54‬وانهزت ‪ %49‬ابلنس بة للمؤسسات واملقاولت‬
‫العمومية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬خالفا ملا جاء يف مداخةل أحد السادة النواب بكون أليات الضامن‬
‫تقترص عىل البنوك‪ ،‬ول تشمل مجعيات القروض الصغرى املوهجة اإىل‬
‫القطاع الغري هميلك‪ ،‬خاصة يف الصناعة التقليدية‪ ،‬أود أن أؤكد لمك أن‬
‫عرض صندوق الضامن املركزي احلايل يتضمن فعليا منتجني دلمع‬
‫النشطة املذرة لدلخل اليت متولها مجعيات القروض الصغرى‪ .‬ويتعلق‬
‫المر مبا ييل ‪:‬‬
‫‪ ‬املنتج الول هو "ضامن اإكسربيس" للمتويل الصغر اخملصص‬
‫للرشاكت الصغرية جدا واملقاولني اذلاتيني‪ ،‬اذلين يعملون يف مجيع‬
‫‪25‬‬
‫القطاعات ابس تثناء الانعاش العقاري والصيد يف أعايل البحار‪.‬‬
‫ويغطي هذا الضامن ‪ %70‬من القروض املمنوحة من قبل مجعيات‬
‫القروض الصغرى املوهجة اىل الاستامثر ونفقات التشغيل‪،‬‬
‫مببلغ ‪ 10.000‬درمه كحد أدىن ‪ .‬وتصل نس بة الضامن اإىل ‪%80‬‬
‫من القرض السايس للرشاكت اململوكة بشلك رئييس من طرف‬
‫النساء املقاولت‪.‬‬
‫‪ ‬املنتج الثاين هو "ضامن المتويل الصغر"‪ .‬يتعلق المر خبط متويل‬
‫لصاحل مجعيات القروض الصغرى وهيدف اإىل منح قروض برشوط‬
‫تفضيلية للرشاكت الصغرية جدا املؤهةل واملقاولني اذلاتيني‪ ،‬وذكل‬
‫من خالل سعر فائدة ل يتعدى ‪ .%2‬و تصل القروض املمنوحة يف‬
‫هذا الإطار اإىل نس بة ‪ %20‬كحد أقىص من اإجاميل مبلغ القرض‪،‬‬
‫عىل أن ل يتجاوز مبلغ قرض ادلوةل ‪ 20‬ألف درمه للك‬
‫مرشوع‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الس يدات والسادة النواب احملرتمون‪،‬‬
‫اكنت تلمك أمه التوضيحات والإجاابت واملعطيات اليت ارتأيت تقدميها لمك‬
‫يف اإطار التفاعل مع تدخالتمك القمية‪ ،‬علام أنه س تكون لنا فرصة أخرى‬
‫لتقدمي مزيد من التوضيحات يف اإطار املناقشة التفصيلية‪.‬‬
‫وأود أن أؤكد لمك اس تعداد احلكومة للتفاعل مع مقرتحات الس يدات‬
‫والسادة النواب خبصوص املسامهة التضامنية ابلنس بة للشخاص‬
‫اذلاتيني‪ ،‬علام أننا لكنا مقتنعني بأن س ياق الزمة اليت نعيشها حاليا‬
‫يتطلب تضامنا أكرث قوة‪.‬‬
‫أشكر؟م جمددا عىل تعبئتمك واخنراطمك اجلدي يف النقاش‪.‬‬
‫والسالم عليمك ورمحة هللا‪.‬‬

‫‪27‬‬

You might also like