‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬

‫الفصل الثالث‬
‫التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬

‫بما أننا ُخلقنا بحاجات ال يمكن تلبيتها إال من خالل العالقات‪ ،‬فإن كيفية تفاعل كل منا مع اآلخر فيما‬
‫يتعلق بحاجاتنا سوف يحدد مدى "الصحة" واإلشباع في عالقاتنا مع عائالتنا وأصدقائنا وزمالء عملنا‬
‫ومجتمعاتنا‪ ،‬ففي العالقات الصحية تتواجد ديناميكية العطاء بامتنان‪.‬‬

‫ويمكن أن يتضمن العطاء بامتنان ما يلي‪:‬‬

‫نوعي لمعرفة أحد األصدقاء أو أفراد العائلة بشكل أفضل‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬المبادرة بتخصيص وقت‬

‫‪ ‬مفاجأة قريب أو صديق بمكالمة غير متوقعة‪.‬‬

‫‪ ‬دعم ذوي الظروف الصعبة بطرق عملية من خالل تقديم الطعام أو الكساء‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ ‬التطوع لرعاية األطفال أو اليافعين المحتاجين وتوجيههم‪.‬‬

‫‪ ‬تذ ّكر عيد ميالد صديق من خالل اتصال هاتفي أو إرسال بطاقة معايدة أو هدية‪.‬‬

‫‪ ‬مفاجأة صديق أو أحد أفراد العائلة بتقديم الوجبة الخفيفة أو الشراب المفضل لديه‪.‬‬

‫ولألسف‪ ،‬ال تتميز العالقات في المنزل أو مكان العمل أو المدرسة أو المجتمع عادةً بالعطاء بامتنان‪.‬‬
‫ولذا فإن استكشاف المعيقات الشائعة لتلبية الحاجات يمكن أن يساعدنا في أن نصبح أشخاصاً مميزين بمبدأ‬
‫"العطاء أوالً"‪.‬‬

‫‪37‬‬
 ‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬

‫تأمالت حول العطاء بامتنان‪ :‬خذ باالعتبار خبرات "العطاء أوالً" لعائلتك وأصدقائك واآلخرين‪:‬‬

‫‪ ‬لقد كنت مؤخراً قادراً على "العطاء أوالً" لـ(اسم شخص)_______ من خالل _____________‪.‬‬

‫‪ ‬لقد كنت مؤخراً قادراً على إظهار االهتمام بـ(اسم شخص) _______ من خالل ___________‪.‬‬

‫‪ ‬لقد كنت مؤخراً قادراً على تشجيع (اسم شخص) ________ من خالل _________________‪.‬‬

‫‪ ‬لقد كنت مؤخراً قادراً على تقديم المواساة لـ(اسم شخص) ________ من خالل ___________‪.‬‬

‫شارك بمثال واحد على األقل مع مجموعتك‪.‬‬

‫معيقات تحقيق العالقات الوثيقة‪:‬‬

‫ما المعيقات والمحددات التي تقف في وجه عالقاتنا‪ ،‬وتبقيها سطحية ومتفككة؟ ما التوجهات والميول التي‬
‫تالحظها لديك‪ ،‬والتي أدت إلى أن تتسم عالقاتك بالصراع أو التشويش؟ ما الذي يمنعنا من التعبير عن المزيد‬
‫من المحبة التي تحتاجها عائالتنا أو صداقاتنا؟‬

‫هناك ثالث عقبات تعد األكثر إضراراً في إثراء العالقات وتقاربها‪ ،‬وهي‪ :‬األنانية‪ ،‬واالكتفاء باالعتماد‬
‫على الذات‪ ،‬وإدانة الذات‪.‬‬

‫األنانية – تضخيم حاجاتنا الخاصة‪:‬‬

‫"إن حاجاتي هي األهم!" "أنت مدين لي"‪ .‬المطالبة أو التالعب لكي تُلبى حاجاتنا‪" .‬األخذ" من اآلخرين‬
‫بدالً من التلقي بصبر‪.‬‬

‫إن الشخص الذي تعيقه األنانية يرفع من شأن حاجاته الخاصة ويطالب بتلبيتها‪،‬‬
‫أو يقوم بأخذ ما يحتاج إليه بأنانية‪ .‬ونجد وراء هذا التوجه اعتقاداً يقول‪:‬‬
‫لب حاجاتي‪ ،‬ويجب أن أمسك بزمام األمور بنفسي"‪.‬‬
‫"لن أكون بخير ما لم تُ َّ‬

‫‪38‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬

‫ويمكن أن نجد هذه الميول لدى الشخص الذي يتحدث باستمرار وبصورة مطولة عن نفسه دون السؤال عن‬
‫اآلخرين‪ .‬ويشير هذا السلوك إلى حاجة غير ملباة إلى االهتمام‪ .‬وبدالً من الثقة بأن اآلخرين يهتمون بالسؤال‬
‫عن حاله‪ ،‬فإنه "يطالب" باهتمامهم من خالل الهيمنة على الحديث‪ .‬وتظهر األنانية بطريقة غير واضحة لدى‬
‫الشخص الذي يعمل بشكل مفرط وقهري للحصول على الرضا واالستحسان من خالل مختلف اإلنجازات‪.‬‬
‫وتتمثل مأساة األخذ األناني في أن ينتهي األمر بنا إلى الحصول على صورة مزيفة فقط مما نحتاج إليه فعالً‬
‫من الحب غير المشروط‪ ،‬والذي يتم التعبير عنه من خالل تلبية الحاجات العالقاتية؛ وكذلك إلى أمرين سلبيين‬
‫هما‪:‬‬

‫‪ ‬إضاعة فرحة العطاء‪.‬‬

‫إن "العطاء" لآلخرين يمنحنا إحساساً داخلياً بالفرح‪ ،‬كوننا أسهمنا إيجابياً في حياتهم‪ ،‬كما أن‬
‫المدمر باالستحقاق والفوقية‪ .‬إن الفشل في إدراك هذه الميول‬
‫ّ‬ ‫العطاء يحمي قلوبنا من اإلحساس‬
‫وتحييدها قد يقودنا إلى إضاعة فرصة الشعور بالفرح الحقيقي الناجم عن العطاء لتلبية حاجات‬
‫اآلخرين‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قد نختبر الرفض جراء دفعنا لآلخرين بعيداً عنا بسبب سلوكنا‬
‫المتمركز حول ذاتنا‪.‬‬

‫‪ ‬تزايد الشعور بعدم اإلشباع‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أننا عندما "نأخذ" بأنانية لكي نلبي حاجاتنا‪ ،‬فإننا لن نكون راضين حتى وإ ن‬
‫لبى أحدهم حاجتنا؛ ذلك ألننا نخدع أنفسنا‪ ،‬فعندما "نأخذ" عناقاً من شريك حياتنا مثالً‪ ،‬فإن حاجتنا إلى‬
‫المودة ال تُلبى‪ ،‬وعندما نتالعب للحصول على االنتباه أو نطالب به‪ ،‬فإن حاجتنا ال تُلبى حتى وإ ن‬
‫ّ‬
‫حصلنا عليه‪ .‬كما أننا عندما ُن ِ‬
‫كره أحداً على طلب رأينا‪ ،‬فإن حاجتنا إلى االحترام ال تُلبى‪ .‬إذ ال‬
‫يمكننا أن نشعر باالمتنان للمودة أو االهتمام أو االحترام الذي تلقيناه من اآلخرين بهذه الطريقة‪ ،‬ألننا‬
‫ط لنا بحرية‪ ،‬بل "أخذناها" عنوة‪.‬‬
‫نعلم‪ ،‬في أعماقنا‪ ،‬أن هذه االحتياجات لم تُع َ‬

‫إن األنانية ال تشعرنا باإلشباع؛ ألنها تعيق قدرتنا على اختبار عالقات تتسم بالقرب والثراء‪ .‬وعندما‬
‫نركز حصرياً على حاجاتنا‪ ،‬فإن أصدقاءنا سيكونون قليلين جداً!‬

‫‪39‬‬
‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬
‫قد يصبح "األخذ األناني" معيقاً لك عندما‪:‬‬

‫‪ ‬تجد نفسك تتحدث أكثر مما تستمع‪.‬‬

‫‪ ‬تشعر بخيبة األمل باستمرار عندما ال يالحظك اآلخرون وال يعبرون عن اهتمامهم بك‪.‬‬

‫‪ ‬تصبح متطلباً إزاء اآلخرين أو غاضباً منهم أغلب األحيان وذلك لعدم إظهار حساسيتهم تجاهك‪.‬‬

‫‪ ‬يتجنبك اآلخرون‪ ،‬أو يفقدون اهتمامهم بك‪ ،‬أو نادراً ما "يعطونك"‪.‬‬

‫التغلب على األنانية‪:‬‬

‫التفكير باآلخرين أكثر من نفسك‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫شارك مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪:‬‬

‫قبل البدء بالمشاركة‪ ،‬خطط لالستماع إليه باهتمام مع التواصل البصري الجيد‪ ،‬ور ّكز أفكارك سعياً لفهم‬
‫ٍ‬
‫مالحظات بسيطة إذا احتجت لذلك‪ ،‬ولكن حاول أن تتذكر ما تشاركتما به‪.‬‬ ‫دون‬
‫زميلك بشكل أفضل‪ّ .‬‬
‫كن بطيئاً في الحديث‪ ،‬سريعاً في االستماع‪.‬‬
‫ٍ‬
‫زميل في مجموعتك‪ ،‬في الوقت الذي تتناوبان فيه الدور‬ ‫تدرب على االستماع بانتباه إلى‬
‫تمرين االستماع‪ّ :‬‬
‫في مشاركة أمور مثل‪:‬‬

‫‪ .1‬شخص مميز في حياتك في أثناء طفولتك‪.‬‬

‫تود زيارته لو كنت قادراً على زيارة أي مكان في العالم‪.‬‬

‫‪ .2‬مكان ّ‬
‫‪ .3‬الطعام أو الوجبة الخفيفة أو المشروب المفضل لديك‪.‬‬

‫‪ .4‬كلمات قد يستخدمها اآلخرون لوصفك‪.‬‬

‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫شارك مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪:‬‬

‫جد دافيد شخصاً‬

‫واآلن‪ ،‬ليأخذ كل منكم الدور في "تقديم" زميله إلى المجموعة‪ .‬على سبيل المثال‪" :‬كان ّ‬
‫يحب دافيد زيارة جنوب أفريقيا بصحبة زوجته تريزا‪ ،‬وخاصةً لرؤية‬
‫متقبالً جداً وداعماً له في حياته‪ّ .‬‬
‫حماسها عند مشاهدة الحيوانات‪ .‬ومن أكالته المفضـلة "الشيبس مع الصلصة الحارة"‪ ،‬ويصفه أصدقاؤه أنه‬
‫تقدم زميلك‪ ،‬استخدم أقل قدر من المالحظات المكتوبة ما أمكن‪،‬‬
‫"هادئ" و"ذو رؤى"‪( .‬مالحظة‪:‬عندما ّ‬
‫وشارك بأكبر قدر ممكن من ذاكرتك)‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬

‫مالحظات‬ ‫اسم الفرد‬

‫‪.1‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬

‫‪.4‬‬

‫‪.5‬‬

‫ِ‬
‫أعط أوالً‪ -‬ال تحاول التغلب على الخطأ بالخطأ‪ ،‬بل تغلب على الخطأ بالصواب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إن أفضل طريقة للتغلب على "خطأ" األخذ األناني هي العطاء بامتنان‪ .‬فمن الصعب أن تفكر بنفسك في‬
‫الوقت الذي تر ّكز فيه على التفكير باآلخرين (ف ّكر في تمرين االستماع في الصفحة السابقة)‪ .‬ابدأ كل ٍ‬
‫يوم بأن‬
‫تسأل نفسك‪" :‬لمن سأعطي اليوم؟" وسوف يساعدك ذلك في التغلب على األنانية‪.‬‬

‫وقفة للتف ّكر‪:‬‬

‫بناء على ما تعرفه عنهم‪.‬‬

‫ف ّكر اآلن بأفكار جديدة لكي تمارس مبدأ "العطاء أوالً" مع أفراد مجموعتك ً‬
‫أمثلة‪:‬‬

‫‪ ‬يمكنني أن أسأل‪" :‬ما الذي جعل جدك (أو شخصاً مميزاً آخر) مهماً في حياتك؟ هل يمكنك إخبارنا‬
‫قصة بشأن ذلك؟"‬

‫‪ ‬يمكنني أن أبحث عن مقاالت حول األماكن التي يرغبون بزيارتها وأرسلها لهم‪.‬‬

‫‪ ‬يمكنني أن أفاجئ أحد أفراد المجموعة بطعامه المفضل أو وجبته الخفيفة‪ ...‬إلخ في المرة القادمة‬
‫التي أراه فيها‪.‬‬

‫أبين تقديري بشكل فردي‪/‬علني لمالحظتي إلى أي مدى‬

‫‪ ‬يمكنني أن أرسل مالحظة للشخص أو ّ‬
‫تنطبق عليه إحدى الكلمات الوصفية التي يستخدمها اآلخرون لوصفه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬
‫ف ّكر في فكرة أو فكرتين من مبدأ "العطاء أوالً"‪ ،‬يمكنك متابعة تنفيذها مع أفراد مجموعتك حتى موعد‬
‫االجتماع القادم‪.‬‬

‫خطة العطاء أوالً‬ ‫اسم الفرد‬

‫‪.1‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬

‫‪.4‬‬

‫‪.5‬‬

‫االكتفاء باالعتماد على الذات – إنكار حاجاتنا الخاصة‪:‬‬

‫"ال توجد لدي أي حاجات‪ ،‬ولكن إن وجدت‪ ،‬فسوف ألبيها بنفسي"‪.‬‬

‫إن االكتفاء باالعتماد على الذات عقبةٌ أخرى في طريق الصحة والثراء في العالقات‪ .‬ويعكس االكتفاء‬
‫لدي أي حاجات ال‬ ‫ٍ‬
‫باالعتماد على الذات إنكاراً الحتياجنا لآلخرين‪ ،‬وينبع ذلك من معتقد أساسه‪" :‬ليست ّ‬
‫يمكنني تلبيتها بنفسي"‪ .‬ويكمن الخطر في إنكارنا لحاجتنا لآلخرين في أن اعتمادنا الذاتي وكبرياءنا يمكن‬
‫ممتن‪.‬‬
‫أن يؤديا إلى قسوة القلب لدينا‪ ،‬ويعمياننا عن فرصة االهتمام بحاجات اآلخرين بقلب ّ‬
‫إن االكتفاء باالعتماد على الذات ال يعمينا فقط عن حقيقة حاجاتنا‪ ،‬بل ويكبح قدرتنا على تلبية حاجات‬
‫اآلخرين ورغبتنا في ذلك‪ .‬ففي هذه الحال‪ ،‬سوف نقلل من شأن حاجات اآلخرين (بما أننا نرفض أن نصادق‬
‫على وجودها في أنفسنا)‪ ،‬وعندما نبدأ بفهم حاجاتنا ومواجهتها‪ ،‬فسوف نصبح أكثر تفهماً لآلخرين وتعاطفاً‬
‫معهم وصبراً عليهم واهتماماً بهم واحتراماً لهم‪.‬‬

‫إن إنكار حاجاتنا يعيق العالقات الصحية بصورة خطيرة‪ ،‬وإ ذا لم نكن راغبين في االعتراف بوجود‬
‫حاجاتنا‪ ،‬فسوف نصبح مترددين باإلقرار بحاجات اآلخرين‪ ،‬ونميل إلى مقاومة تلبيتها‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬
‫‪ ‬إذا كنت أعتقد أنني ال أحتاج إلى المواساة‪ ،‬فقد أبدي القليل من التعاطف عندما يحتاج أحدهم إلى‬
‫المواساة‪.‬‬

‫‪ ‬إذا لم أكن مستعداً لالعتراف بأنني بحاجة إلى االهتمام‪ ،‬فقد أقاوم تلبية حتى حاجة أبنائي إلى‬
‫االهتمام‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كنت أعتقد أن الجميع عليهم "أن يعتنوا بأنفسهم" عندما يكونون مثبطي العزيمة‪ ،‬فقد أكون متردداً‬
‫في تقديم الدعم أو التشجيع عندما يمر اآلخرون بأوقات صعبة‪.‬‬

‫عندما يحاول الناس التعبير عن حاجاتهم‪ ،‬فقد يكون موقفنا هو‪" :‬ما هي مشكلتك؟ ليست لدي أي حاجات‪،‬‬
‫لماذا لديك حاجات؟" وبصبر نافد‪ ،‬ربما نلجأ إلى النقد أو إلقاء المحاضرات أو التصويب أو التعليم أو‬
‫االستخفاف‪ ،‬أو حتى مجرد اإلهمال‪.‬‬

‫ومن المحزن أن االكتفاء باالعتماد على الذات يعيق تلبية حاجاتنا‪ .‬فعندما يحاول اآلخرون مواساتنا مثالً‬
‫قد نستجيب بقولنا‪" :‬إنني بخير"‪ ،‬وعندما يحاول أحدهم دعمنا قد نقول‪" :‬يمكنني القيام بذلك بنفسي"‪.‬‬
‫وباختصار‪ ،‬هناك نتيجتان مؤلمتان عادةً لالكتفاء باالعتماد على الذات‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪ ‬إضاعة فرصة توثيق العالقات المترابطة والمجتمع المترابط‪.‬‬

‫تذكر الفكرة القائلة إن "الوحدة" ليست جيدة‪ :‬لقد خلقنا معاً لكي نتواصل‪ .‬ويتأتّى جزء كبير من‬
‫اإلشباع في الحياة من خالل توثيق العالقات األسرية والصداقات‪ ،‬إضافة إلى التواصل مع اآلخرين‬
‫في مجتمع يعتني أفراده ببعضهم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬إذا لم تُ ِعد النظر في مسألة االكتفاء باالعتماد على الذات‬
‫تضيع فرصة الحميمية الناتجة عن عناية اآلخرين بك‪.‬‬
‫لديك‪ ،‬فإنك ّ‬
‫‪ ‬إضاعة فرحة العطاء‪.‬‬

‫إن الفرحة الناجمة عن مشاهدة تأثُّر اآلخرين إيجابياً من خالل المبادرات التي تتضمن التفكير‬
‫باآلخرين في حياتنا واالهتمام بهم قد تضيع إذا أبقينا على كذبة االكتفاء باالعتماد على الذات‪ ،‬والتي‬
‫إلي؟" إن "العطاء أوالً" لآلخرين ُيشعرهم‬
‫تقول‪" :‬بما أنني ال أحتاج إلى اآلخرين‪ ،‬فلماذا يحتاجون ّ‬
‫عطاء الحق مماثل‪ ،‬مما ُيعرف بـ"عدوى العطاء"‪ ،‬إذ إن حياتنا تؤثر في‬
‫ٌ‬ ‫باالمتنان‪ ،‬ويتبع ذلك عادةً‬
‫اآلخرين من خالل ما نتركه لهم من ِعَبر في العطاء والرعاية واالهتمام‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬
‫قد يصبح االكتفاء باالعتماد على الذات معيقاً لك عندما‪:‬‬

‫المهام أكثر من تركيزك على األشخاص‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬تكون مركزاً على‬

‫‪ ‬تفوتك رؤية الحاجات المهمة لآلخرين في حياتك‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر إليك اآلخرون على أنك ال تهتم بالعالقات‪ ،‬أو بارد أو غير حساس أو بعيد عنهم‪.‬‬

‫‪ ‬تنظر إلى اآلخرين الذين يعبرون عن حاجاتهم على أنهم "ضعفاء"‪.‬‬

‫‪ ‬تصبح متفاخراً بمدى قدرتك على القيام بـ"كل شيء" وحدك‪.‬‬

‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫شارك مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪:‬‬

‫فكر ثانيةً في الشخص المهم الذي ذكرته في طفولتك‪ .‬ما الطرق التي يمكنك أن تقول إنه "أعطاك" من‬
‫خاللها؟‬

‫"لقد شعرت أن (اسم شخص) _____________ كان شخصاً مهماً في حياتي‪ ،‬وخاصةً عندما أعطاني‬
‫_________________________________________________________________"‪.‬‬

‫مثال‪ :‬لقد شعرت أن جدي كان شخصاً مهماً في حياتي‪ ،‬وخاصةً عندما استمر في تخصيص ٍ‬
‫وقت لي‪،‬‬
‫وإ ظهار االهتمام بحياتي‪ ،‬على الرغم من أني كنت متمرداً جداً في مراهقتي‪.‬‬

‫التغلب على االكتفاء باالعتماد على الذات‪:‬‬

‫الشفافية تجاه حاجاتك وألمك وصراعاتك‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أمر مهم وحاسم في‬
‫إن المجازفة باالنفتاح والشفافية في "العالقات اآلمنة" بشأن صراعاتنا وآالمنا ٌ‬
‫مواجهة كذبة االكتفاء باالعتماد على الذات‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬
‫أحتاج أن أكون أكثر انفتاحاً وشفافية مع (اسم شخص)________________ بشأن‬
‫_________________________________________________________________‪.‬‬

‫مثال‪ :‬أحتاج أن أكون أكثر انفتاحاً وشفافية مع مجموعتي الصغيرة بشأن صراعي في مسألة سرعة‬
‫انفعالي‪.‬‬

‫إن المجازفة باالنفتاح مع األهل واألصدقاء بشأن حاجاتنا‪ ،‬يفتح الطريق أمامنا نحو عالقات أكثر قرباً‬
‫وعمقاً‪.‬‬

‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫شارك مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪:‬‬

‫"يعني لي الكثير عندما يقوم صديق‪/‬صديقة بـ____________________________________"‪.‬‬

‫علي"‪.‬‬
‫مثال‪" :‬يعني لي الكثير عندما يقوم صديق بالمبادرة باالتصال بي لالطمئنان ّ‬
‫"أستمتع عندما يقوم شخص أعرفه بـ_________________________________________"‪.‬‬

‫مثال‪" :‬أستمتع عندما يقوم شخص أعرفه بمالحظة أني مثبط الهمة‪ ،‬أو "لست على بعضي" ويسألني‪ :‬ما‬
‫السبب؟"‬

‫تبادلوا الدور في المشاركة‪ ،‬وربما تحتاج إلى تدوين ما يشارك به كل شخص‪:‬‬

‫أفكار بشأن التواصل باهتمام‬ ‫اسم الفرد‬

‫‪.1‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬

‫‪.4‬‬

‫‪.5‬‬

‫‪45‬‬
‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬

‫"العطاء أوالً"‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫مرةً أخرى‪ ،‬لكي نكسر حلقة االكتفاء باالعتماد على الذات‪ ،‬من المهم أن نعطي اآلخرين بامتنان‪،‬‬
‫إلي!"‬
‫حتى عندما نميل إلى التفكير بأنهم "ال ينبغي أن يكونوا بحاجة ّ‬
‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫ابحث عن فرص "العطاء أوالً" من القائمة السابقة‪ .‬وفكر في خطة لـ"العطاء أوالً" الثنين أو ثالثة من‬
‫أفراد المجموعة حتى موعد االجتماع القادم‪.‬‬

‫خطة العطاء أوالً‬ ‫اسم الفرد‬

‫‪.1‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬

‫‪.4‬‬

‫‪.5‬‬

‫إدانة الذات – إدانة حاجاتنا‪:‬‬

‫بد أن لدي خلالً ما"‪.‬‬
‫لدي حاجات‪ ،‬ولكنني أشعر بالذنب تجاه ذلك‪ .‬إذا كانت لدي حاجات فال ّ‬
‫"أعتقد أن ّ‬
‫أما العقبة الثالثة في طريق الصحة والثراء في العالقات فهي إدانة الذات‪ .‬وتعكس هذه الميول والتوجه‬
‫لدي ألنني أشعر باالحتياج‪ .‬إما أنني‬
‫إدانةً الحتياجاتنا‪ ،‬وتكشف عن معتقد كامن يقول‪" :‬ال بد أن هناك خلالً ّ‬
‫غير كفء أو ال أستحق تلبية حاجاتي"‪ .‬وهنا‪ ،‬يتم االعتراف بوجود الحاجات‪ ،‬إال أنها تُدان‪ .‬وقد يظهر ذلك‬
‫في اعتذار فتاة مثالً ألنها بكت أمامك‪ ،‬أو قد تشاهد مظاهر وجود إدانة الذات بشكل واضح إذا اعتذر صديق‬
‫لك عن "تضخيم المسألة" جراء شعوره بخيبة األمل بسبب عدم اتصالك به أو زيارتك له منذ عدة أسابيع‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬

‫ال يدرك معظمنا أن هذه العقبات التي تقف عائقاً في طريق العالقات الصحية تعمل داخلنا؛ فقليلون هم‬
‫الذين يستيقظون من النوم يوماً ويقررون أن يدينوا أنفسهم أو يكونوا أنانيين أو مكتفين باالعتماد على ذواتهم‪.‬‬
‫لقد طورنا هذه الميول تدريجياً دون وعي منا‪ .‬قد ترتبط أنماط إدانة الذات بكثرة التعرض للنقد والتوبيخ في‬
‫الطفولة‪ ،‬كما قد ترتبط أيضاً بالبيئة المنزلية حيث لم ُي َّ‬
‫لب سوى القليل من الحاجات العالقاتية‪.‬‬

‫خفي‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫فخ ّ‬‫إن إدانة الذات ّ‬
‫اعتمادي بشكل زائد"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪" ‬أريد أن أمضي وقتاً مع أشخاص آخرين‪ .‬ال بد أني‬

‫‪" ‬ال يمكنني القيام بهذا المشروع بنفسي‪ .‬أظن أنني غير كفؤ"‪.‬‬

‫لدي؟"‬
‫‪" ‬يبدو أنني بحاجة إلى تشجيع من شريك حياتي‪ .‬هل هناك خلل ّ‬

‫إن "إدانة الذات" تسلب منا إثراء الحياة بطريقتين على األقل‪:‬‬

‫‪ ‬إضاعة فرصة التلقي بامتنان من اآلخرين‪.‬‬

‫تميل اإلدانة إلى حجب التلقي من اآلخرين‪ ،‬حتى عندما يبادرون إلى تقديم الرعاية لك‪ .‬وبما أن اإلدانة‬
‫تميل إلى طرح أسئلة تتعلق بقيمتك وقدرك‪ ،‬فربما تقلّل من شأن رعاية أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك لك إذا‬
‫حاول "إعطائك" بطريقة ما‪ ،‬وكأن هذا العطاء غير حقيقي أو كأنك ال تستحقه‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫تلقي التشجيع‪" :‬إنك حقاً بارع في (الحاسوب‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬الرياضة‪ ...‬إلخ)" قد يستدعي التفكير‪" :‬إنني لست‬
‫بارعاً بالقدر الذي ينبغي أن أكون عليه"‪.‬‬

‫تلقي التقدير‪" :‬إنني أقدر لك (لطفك‪ ،‬اتصالك الهاتفي‪ ،‬مساعدتك‪ ...‬إلخ)" قد يستثير استجابة‪" :‬أوه‪ ،‬إن هذا‬
‫ليس أمراً مهماً؛ إذ إن ما قمت به ليس جيدا بالقدر الكافي وال يستحق الذكر"‪.‬‬

‫‪47‬‬
 ‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬

‫عندما نعيق التلقي‪ ،‬فإن امتناننا يضمحل بدوره‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يتوقف عطاؤنا لآلخرين أيضاً! إن أولئك الذين‬
‫يعانون من "إدانة الذات" ال يميلون ألن يكونوا أشخاصاً ممتنين وسعداء حقاً‪.‬‬

‫‪ ‬إضاعة فرصة "العطاء أوالً" لآلخرين‪.‬‬

‫عندما يتوقف االمتنان‪ ،‬فإن العطاء لآلخرين يتوقف عادةً‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وحتى عندما أسعى‬
‫إلعطاء اآلخرين‪ ،‬فإنني ال أستطيع رؤية اآلخرين وهم يقدرونني حقاً لتشجيعي لهم وتقديري إياهم واهتمامي‬
‫بهم‪ ،‬ألنني‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬لست شخصاً مهماً!‬

‫قد تصبح "إدانة الذات" معيقا لك عندما‪:‬‬

‫‪ ‬تشك في السبب الذي يجعل الناس يرغبون بقضاء وقت معك‪.‬‬

‫‪ ‬تعتذر وتقول "أنا آسف" في العديد من المواقف التي ال ذنب لك فيها‪ ،‬أو تقاوم االعتراف بأنك‬
‫مخطئ‪.‬‬

‫‪ ‬ترفض تعبير اآلخرين عن تقديرهم لك أو رضاهم عنك‪ ،‬أو تقلل من شأن ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬تشعر عادةً أنك لست كفؤاً في الكثير من األمور‪.‬‬

‫‪ ‬تتجنب العالقات الوثيقة أو المواقف التي تتضمن العالقات‪.‬‬

‫التغلب على إدانة الذات‪:‬‬

‫لمساعدتك في التغلب على إدانة الذات‪ ،‬قم بعمل ما يلي‪:‬‬

‫‪" .1‬تلقَّ" من اآلخرين‪:‬‬

‫إطراء أو تقديراً‪ ،‬قل "شكراً" ببساطة‪ .‬ال تتجاهل أو تقلل من شأن ما يقوله صديقك أو‬
‫ً‬ ‫عندما تتلقى‬
‫أحد أفراد عائلتك‪.‬‬

‫عندما يريد أحدهم االحتفال معك‪ ،‬فاسمح له بذلك‪ .‬إنك تستحقه!‬

‫‪48‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬

‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫شارك مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪:‬‬

‫"إحدى مصادر فرحي أو األمور التي أحتفل بها حالياً _______________________________"‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬خذوا الدور في المشاركة واالحتفال‪.‬‬

‫"إنني سعيد ألنك تقوم بذلك"‪.‬‬

‫"يسعدني سماع ذلك عنك"‪.‬‬

‫ممتن لذلك‪ .‬أريد أن أحتفل معك"‪( .‬تعلّم أن تفرح مع الفرحين وتحتفل بهم!)‬
‫"أعلم أنك ّ‬
‫عندما يريد أحدهم تقديم رعايته لك حين تعاني من أمر ما‪ ،‬اسمح له بذلك‪ .‬أنت تستحق ذلك!‬

‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫شارك مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪:‬‬

‫"إحدى الصراعات أو التحديات التي أمر بها حالياً _________________________________"‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬تبادلوا األدوار في المشاركة وتقديم المواساة‪.‬‬

‫تمر بهذا الظرف"‪.‬‬

‫"ال بد أن هذا صعب عليك‪ .‬يؤسفني أنك ّ‬
‫تقدم الرعاية عندما‬
‫"إني حزين لما حصل لك‪ ،‬لخسارتك‪ ،‬لصراعك‪ ،‬تعرضك للرفض‪ ...‬إلخ"‪( .‬تعلّم أن ّ‬
‫يعاني أحدهم أو يتألم)‪.‬‬

‫قدم العطاء أوالً‪:‬‬

‫‪ّ .2‬‬
‫أمر قد يبدو غريباً‪ ،‬إال أن جزءاً مهماً من التغلب على "إدانة الذات" يكمن في البدء بالعطاء‪،‬‬
‫ورغم أنه ٌ‬
‫يود أن يتلقى منك شيئاً! إن اختبار أثر االمتنان الذي يمكن أن تتركه مبادرتك‬
‫حتى عندما ال تعتقد أن أحداً ّ‬
‫مهمان‬
‫ورعايتك المعبرة عن االهتمام في حياة اآلخرين لن تسعدهم فحسب‪ ،‬بل وستؤكد لك أنك ومحبتك ّ‬
‫لآلخرين!‬

‫‪49‬‬
 ‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬
‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫شارك مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪:‬‬

‫خذ باالعتبار قائمة الخصائص الشخصية المختارة أدناه‪ ،‬ثم تناوبوا في مشاركة كلمات الرضا بامتنان مع‬
‫بعضكم‪ .‬ابدؤوا بقيام كل شخص بتقديم وتلقي عبارة واحدة على األقل تد ّل على التأكيد والتشجيع‪.‬‬

‫خصائص شخصية ُمختارة‪:‬‬

‫واسع الحيلة (المصادر)‬ ‫متفهم‬ ‫حساس‬

‫مضياف‬ ‫مبدع‬ ‫مفكر باآلخرين‬

‫كريم‬ ‫مجد‬
‫ّ‬ ‫داعم‬

‫ممتن‬ ‫يمكن االعتماد عليه‬ ‫وراع‬

‫ٍ‬ ‫مهتم‬
‫ّ‬

‫"(اسم شخص)___________‪ ،‬إنني أقدرك حقاً ألنك ________________ خاصةً عندما‬

‫_________________________________________________________________"‪.‬‬

‫ممتن حقاً ألنك ________________ إذ إنك‬

‫"(اسم شخص)___________‪ ،‬إنني ّ‬
‫_________________________________________________________________"‪.‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫إن عدوى العطاء بامتنان هي مفتاح الصحة في المنازل وأماكن العمل والصداقات والمجتمعات‬
‫تحد يستمر مدى الحياة‪ ،‬لكنه يستحق الجهد المبذول‬
‫والعالقات‪ ،‬أياً كان نوعها‪ .‬كما أن التغلب على معيقاتنا ٍّ‬
‫لذلك‪.‬‬
‫ِ‬
‫وأعط أوالً‪.‬‬ ‫لمساعدتك في التغلب على األنانية‪ :‬استمع‪،‬‬
‫ِ‬
‫وأعط أوالً‪.‬‬ ‫لمساعدتك في التغلب على االكتفاء باالعتماد على الذات‪ :‬كن شفافاً‪،‬‬
‫ِ‬
‫وأعط أوالً‪.‬‬ ‫تلق‪،‬‬
‫لمساعدتك في التغلب على إدانة الذات‪ّ :‬‬
‫الحظ أهمية أن تصبح شخصاً يمارس "العطاء أوالً"!‬

‫االمتنان للمحبة‬
‫فوائد االمتنان‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬
‫كما ذكرنا سابقاً‪ ،‬فالبشر جميعاً لديهم حاجات جسدية وروحية وعالقاتية‪ .‬إن تلبية هذه الحاجات ستؤدي‬
‫بنا إلى امتالك قلب مفعم باالمتنان‪ .‬ومن فوائد ذلك أن‪:‬‬

‫‪ ‬االمتنان يحفزنا على العطاء أوالً لآلخرين‪.‬‬

‫‪ ‬االمتنان يحمينا من التوجهات النقدية السلبية‪.‬‬

‫‪ ‬االمتنان يحمينا من الميل إلى إطالق األحكام على اآلخرين‪.‬‬

‫‪ ‬التعبير عن االمتنان لآلخرين يمكن أن يحفزهم على االستمرار في عطائهم‪.‬‬

‫‪ ‬االمتنان هلل عنصر مهم في عالقتنا به‪ ،‬كما أنه يذكرنا بأفضاله ونعمه علينا‪.‬‬

‫مشاركة النعم‪:‬‬

‫خذ وقتاً لتحديد الفوائد التي اختبرتها في أثناء هذا التدريب‪ ،‬وف ّكر بالنعمة المتمثلة في وجود أسرتك‬
‫وأصدقائك وزمالئك‪ ،‬أو األفراد اآلخرين في المجموعة في حياتك‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكنك أن تقوم بشكل دوري بإشراك أفراد عائلتك باالمتنان والتعبير عن تقدير النعم‪،‬‬
‫والتي قد يكون من بينها‪:‬‬

‫‪ ‬األشخاص الذين تحبهم‪ ،‬والذين تذكرتهم بشكل خاص مؤخراً‪.‬‬

‫‪ ‬الصفات الشخصية التي يتمتع بها شريك حياتك أو أبناؤك أو عائلتك أو أصدقاؤك‪ ،‬والتي تعد مصدراً‬
‫إللهامك‪.‬‬

‫التمعن في نعمة الخليقة والحياة والصحة والخير الوفير‪ ،‬والتي نعتبرها عادةً من المسلمات فننساها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬المبادرات التي يظهرها بعضهم بشكل خاص للعناية بك‪.‬‬

‫‪ ‬الحقائق الروحية‪ ،‬كالسالم والصالة والطمأنينة‪.‬‬

‫التعبير عن التقدير‪:‬‬

‫إن التقدير يساعدنا على اإلحساس بالنعم في قلوبنا‪ ،‬وعندما نعبر عن التقدير‪ ،‬فإن اآلخرين يشعرون‬
‫بالسرور والتشجيع‪ ،‬ويمكن التعبير عن التقدير‪:‬‬

‫‪ ‬لفظياً‪ ،‬بكلمة "شكراً"‪.‬‬

‫‪ ‬كتابياً‪ ،‬بمالحظة أو رسالة إلكترونية تبين التقدير‪.‬‬

‫‪51‬‬
 ‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬
‫‪ ‬علناً‪ ،‬بإخبار اآلخرين بامتناننا الصادق‪.‬‬

‫ابحث عن تعبيرات عائلتك التي تظهر حبهم لك‪ ،‬وعن األشخاص المميزين‪ ،‬واألحداث والخبرات‬
‫عبر عن امتنانك لذلك بشكل فردي أو علني‪ ،‬لفظي أو كتابي‪.‬‬
‫ثم ّ‬
‫المميزة التي أثرت جميعها في حياتك‪ّ .‬‬

‫معايشة‪ X‬التجربة‬
‫تعلُّم كيفية التعرف على حاجات الناس من خالل االستماع لما يقولونه‪.‬‬

‫يعبر الناس عادةً عن حاجاتهم العالقاتية من خالل كلماتهم‪ .‬فكلما كنا أكثر ألفةً بالحاجات العالقاتية‬
‫معدين بشكل أفضل للتعرف على حاجات اآلخرين بمجرد االستماع إليهم‪ .‬وفيما يلي قائمة‬ ‫العشر‪ ،‬أصبحنا ّ‬
‫ببعض العبارات التي قد تسمعها من شريك حياتك أو أبنائك أو أصدقائك أو زمالئك في العمل‪ .‬اكتب‬
‫الحاجة‪/‬الحاجات العالقاتية التي تمثلها كل عبارة في الفراغ المجاور لها‪:‬‬

‫االهتمام‬ ‫الرضا‬ ‫التقدير‬ ‫المودة‬ ‫التقبل‬

‫الدعم‬ ‫األمان‬ ‫االحترام‬ ‫التشجيع‬ ‫المواساة‬

‫‪52‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬
‫"إنك مشغول دائماً"‪___________________________________________________ .‬‬
‫"انظر ماذا صنعت!" ___________________________________________________‬
‫"هل تهتم برأيي؟" ___________________________________________________‬
‫"هل تحبني؟" _____________________________________________________‬
‫"ال يمكنني أن أقوم بهذا"‪_________________________________________________ .‬‬
‫"أشعر وكأنه ال مكان لي هنا"‪______________________________________________ .‬‬
‫"لقد كان يومي سيئاً جداً"‪________________________________________________ .‬‬
‫"هل يمكننا أن نمضي بعض الوقت معاً؟" ________________________________________‬
‫"إنني متضايق حقاً"‪_____________________________________________________ .‬‬
‫تضمني فقط"‪_____________________________________________ .‬‬
‫"إنني بحاجة ألن ّ‬
‫"هل يمكنك أن تساعدني؟" ________________________________________________‬
‫"أتمنى لو أن أنفي ليس كبيراً"‪______________________________________________ .‬‬
‫"ما رأيك بمشروعي؟" _________________________________________________‬
‫"ال يمكنني أن أقوم بأي شيء بطريقة صحيحة"‪___________________________________ .‬‬
‫"إنني ال أستطيع االستمرار بالعمل"‪___________________________________________.‬‬
‫"أنت تتخذ القرارات دائماً"‪_________________________________________________ .‬‬
‫"أريد فقط مكاناً أشعر بالراحة فيه"‪_______________________________________ .‬‬
‫التحدث‪ ،‬سريعاً في االستماع‪ .‬واآلن‪ ،‬وبعد أن استمعت‪ِ ،‬‬
‫أعط أوالً بحيث‬ ‫ّ‬ ‫كن بطيئاً في‬
‫تلبي حاجات اآلخرين‪.‬‬

‫مالحظات لمجموعة اإلثراء‬

‫إن المعيقات الثالثة في طريق تلبية الحاجات والتي تعيق كوننا أشخاصاً ممتنين ومعطائين هي‪ :‬األنانية‪،‬‬
‫واالكتفاء باالعتماد على الذات‪ ،‬وإ دانة الذات‪ .‬ومعظمنا تعيقه على األقل واحدة من هذه األنماط في العالقات‪.‬‬
‫ويمكننا أن نتغلب على هذه المعيقات من خالل االستماع والعطاء بشكل أفضل‪ ،‬والشفافية والعطاء بشكل‬
‫أكبر‪ ،‬و"التلقي" والعطاء بشكل أفضل‪ .‬الحظ أهمية العطاء كعامل مشترك بينها!‬

‫االستماع‪ ،‬الشفافية‪ ،‬التلقي‪ ،‬ومنح الرعاية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫لننتهز الفرصة للسماح لآلخرين بالتعرف علينا وإ بداء اهتمامهم بنا في أثناء إتمامنا للجمل التالية‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬
‫لقد شعرت بالحنان والتعاطف مؤخراً نحو _________________________________‪.‬‬
‫(مثال‪ :‬ابنتي‪ ،‬إذ إنها تحاول أن تكون مقبولة بين رفيقاتها‪).‬‬

‫لقد كنت بحاجة إلى الدعم مؤخراً في ____________________________________‪.‬‬

‫(مثال‪ :‬التعامل مع صعوبات أعمال الصيانة في المنزل)‪.‬‬

‫لقد شعرت مؤخراً باأللم لـ_______________________________________‪.‬‬

‫(مثال‪ :‬ألن جاري أساء فهمي)‪.‬‬

‫حضر أجوبتك الخاصة لهذه العبارات‪ ،‬ثم شارك على األقل واحدة منها مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪.‬‬
‫ّ‬
‫تأكد من تقديم استجابات التقبل عندما ينتهي كل منكم من فترة المشاركة الخاصة به‪.‬‬

‫دون مالحظات موجزة إلجابات األفراد اآلخرين في المجموعة‪ .‬سوف يساعدك ذلك على معرفة كل‬
‫ّ‬
‫شخص منهم بطريقة ذات معنى بشكل أفضل‪ ،‬ويساعدك على تذكر مشاعرهم وعالقاتهم المهمة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الحاجات العالقاتية ______________________________________________________‬

‫االسم‪ _________________ :‬االستجابة‪._______________________________ :‬‬

‫االسم‪ _________________ :‬االستجابة‪._______________________________ :‬‬
‫االسم‪ _________________ :‬االستجابة‪._______________________________ :‬‬

‫قائمة الشكر‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫نواح على األقل من الشكر الحقيقي الذي تشعر به في العالقات في المنزل‬

‫بست ٍ‬‫ابدأ بكتابة قائمة ّ‬
‫ومع أصدقائك وفي العمل‪ ،‬وكن واضحاً ومحدداً‪ .‬ثم ابحث بشكل خاص عن األمور التي تعتبرها‬
‫ممتن‬
‫ممتنة لتعب زوجي في عمله لكي يعيل أسرتنا"‪" .‬إنني ّ‬ ‫من المسلمات‪( .‬على سبيل المثال‪" :‬إنني ّ‬
‫لوالء صديقي وإ خالصه لصداقتنا"‪" .‬إنني ممتنة للطريقة التي يبدي بها أفراد عائلتي اهتمامهم بي‬
‫لفظياً وممتنة لتعبيرهم عن المودة"‪" .‬إنني أقدر حساسية زميلي لمشاعر اآلخرين"‪).‬‬

‫قائمة الشكر‪:‬‬

‫‪.____________________________________________________ .1‬‬

‫‪.____________________________________________________ .2‬‬

‫‪.____________________________________________________ .3‬‬

‫‪.____________________________________________________ .4‬‬

‫‪.____________________________________________________ .5‬‬

‫‪.____________________________________________________ .6‬‬

‫واآلن‪ ،‬شارك على األقل واحدة منها مع زميلك أو مجموعة اإلثراء‪َّ ،‬‬
‫وتلق احتفالهم بك‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫____________________________________________التغلب على معيقات العطاء بامتنان‬

‫"العطاء" لشخص قد تتجنبه!‬ ‫‪.3‬‬

‫أشخاص في حياتنا قد نتجنبهم‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫هناك‬

‫ربما يكونون قد سببوا لنا األلم‪ ،‬أو واجهنا صراعاً معهم‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫أن "نصبح" أشخاصاً "نعطي أوالً" يعني أننا قد نرغب في إعادة التفكير في اتجاهاتنا وأفعالنا نحوهم‪.‬‬

‫وقفة للتفكر‪:‬‬

‫من األشخاص الذين أحتاج إلى التفكير في "العطاء" لهم في حياتي (اسم شخص) __________‪.‬‬
‫يمكنني أن أعطيه‪/‬أعطيها من خالل ______________________________________‬

‫____________________________________________________________‪.‬‬

‫‪56‬‬