You are on page 1of 3

‫العنصر السابع‪ :‬المناهج الغربية في دراسة األديان‬

‫تعت رب املن اهج العلمي ة البحثي ة احلديث ة يف مقارن ة األدي ان هي نفس املن اهج القدمية ال يت ك انت ُمس تَ ْخ َدمة عن د‬
‫الـمستَ ْخ َدمة يف هذه املناهج هي اليت تطورت تطورا كبريا‪،‬‬ ‫علماء اإلسالم إن الذي تطور هو الوسائل ُ‬
‫باإلضافة إىل ظهور مناهج جديدة مل تكن معروفة قبل ذلك‪.‬‬
‫وقد وضع الغرب أصوال لدراسة األديان بعد أن أبعدوا الدين عن حياهتم‪ ،‬ولذلك تعددت واختلفت مناهجهم‬
‫يف دراس ة األدي ان حيث أن دراس تهم لألدي ان مل تنب ع من ك ون ال دين ش يء مق دس عن دهم ب ل خاض ع للدراس ة‬
‫والتقومي‪ ،‬لذا تباينت مناهج دراسة األديان يف الغرب عنها يف الفكر اإلسالمي‬
‫فمن من اهج الغ رب يف دراس ة األدي ان “المنهج الظ اهراتي“‪ ،‬وه و وص ف ال دين كم ا ه و ظ اهر يف‬ ‫‪.1‬‬
‫األعمال اليومية وطريقة العبادة والطقوس الدينية يف األفراح واألتراح‪ .‬وهذا املصطلح له جذور فلسفية‬
‫يف الفكر اليوناين ويعترب كانط يف مواقفه الفلسفية ورؤيته إىل الدين‪ ،‬من أتباع هذا املذهب وتبعه هيجل‪،‬‬
‫الظاهرايت‪)1( .‬‬ ‫وإدموند هوسرل الذي كتب على يديه أساس احلركة الفلسفية للمنهج‬
‫‪ ‬ومن املناهج الغربية يف دراسة األديان المنهج الفلسفي‪ ،‬ومن منتهجيها نينيان مسرت يف كتابه الفلسفات‬ ‫‪.2‬‬
‫العاملية‪ ،‬وإيريك شارب يف كتابه فهم الدين‪.‬‬
‫ومن املناهج الغربية يف دراسة األديان المنهج األنثربولوجي أو علم االجتماع الديني‪ .‬وهو املنهج الذي‬ ‫‪.3‬‬
‫يستهدف النص بذاته باعتباره املكان الذي يتدخل فيه ويظهره بطابع اجتماعي وعالمات هذا املنهج أن‬
‫يبني الصلة بني النص واجملتمع الذي نشأ فيه‪ .‬وقد نشأ هذا املنهج يف أحضان املنهج التارخيي الذي تفرع‬
‫عنه املنهج االجتماعي‪ .‬وهو قرين الصلة باملنهج اإلنثربولوجي من حيث النظر إىل الدين كعامل أوجده‬
‫اجملتمع‪ ،‬إال أن ضرورة تطور الدين من البدائية إىل التقدم ليس شرطا يف املنهج االجتماعي‪.‬‬
‫من مناهج علماء الغرب يف دراسة األديان‪ ‬المنهج النفسي‪ ،‬وهو املنهج الذي يستمد آلياته النقدية من‬ ‫‪.4‬‬
‫أس س التحلي ل النفس ي ال ذي أسس ه س يجموند فروي د ب رده الس لوك البش ري إىل منطق ة الالوعي أي‬
‫الالشعور‪.‬‬

‫‪)(1‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪. 98‬‬


‫املنهج التحليلي املق ارن‪  ‬والتحليلي النق دي‪ ،‬ويُ ذكر يف ه ذا أب و احلس ن الع امري يف كتابه‪ ‬اإلعالم مبن اقب‬ ‫‪.5‬‬
‫اإلسالم ومُي ثل لذلك اإلمام ابن حزم يف كتابه الفصل يف امللل واألهواء والنحل‪ ،‬وكذلك اإلمام الغزايل‪،‬‬
‫عند احلديث عن جزئية من اجلزئيات من العقائد كالتثليث والصلب والقيامة وغريها‪.‬‬
‫املنهج الوص في‪ ،‬يق وم ه ذا املنهج على وص ف ظ اهرة من الظ واهر للوص ول إىل أس باب ه ذه الظ اهرة‬ ‫‪.6‬‬
‫والعوامل اليت تتحكم فيها‪ ،‬واستخالص النتائج لتعميمها الشهرستاين والبريوين من أكرب ممثلي هذا املنهج‬
‫ق دميا؛ األول يف كتابه‪ ‬املل ل والنح ل‪ ،‬والث اين يف كتابه‪ ‬حتقي ق م ا للهن د من مقول ة؛ مقبول ة يف العق ل أو‬
‫مرذولة‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬األديان القديمة في الشرق‪.‬‬

‫ويشتمل هذا القسم على بعض املعتقدات والنحل وامللل القدمية يف بالد الشرق اليت تشمل اهلندوسية والبوذية‬
‫والكونفوشيوسية‪ ،‬وذلك لكثرة أتباع هذه املعتقدات والنحل يف بالد املاليو‪ ،‬ولتاثر بعض الرساالت السماوية‬
‫كالنصرانية ببعض هذه النحل‪.‬‬
‫تتشابه الوثنية يف أرخبيل املاليو مع الوثنية اجلاهلية اليت كانت منشرة يف بالد العرب يف تعددها‪ ،‬وكوهنا‬
‫احنرافاً وبُ ْعداً عن الفطرة السليمة‪ ،‬اليت خلق اهلل الناس عليها‪ ،‬مع الفارق‪ ،‬أن الوثنية يف بالد العرب قامت على‬
‫أنقاض امللة احلنيفية اليت أرسل اهلل هبا سيدنا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬فالعرب هم ورثة هذا الدين السماوي وهم سدنة‬
‫البيت العتيق الذي يفخرون به على غريهم ولكن – مبرور الزمن‪ -‬عصفت هبم األهواء فجعلتهم يعبدون األصنام‬
‫وينصبوهنا حول الكعبة‪)2(.‬‬
‫أما الوثنية يف بالد املاليو وجنوب شرق أسيا‪ ،‬جندها قامت على أساس من اخليال‪ ،‬واجلهل بأحوال‬
‫الكون‪ ،‬واخلوف من الطبيعة‪ ،‬فهي وثنية أصيلة يف هذه البالد حيث مل يعرف على وجه اليقني الدين الصحيح‬
‫املتأصل يف بالد املاليو قبل وصول اإلسالم‪ ،‬وقيام املمالك اإلسالمية‪ ،‬مث الدول اإلسالمية‪ ،‬ومازالت هذه البالد‬
‫اإلسالمية تعرتف هبذه الوثنيات وتسمح ببيعها وقيام أعياد هلا يأخذ فيها املسلمون عطالت من األعمال الرمسية‬
‫ملشاركة هؤالء الوثنيني يف أعيادهم‪ .‬وأهم هذه الوثنيات‪ :‬اهلندوسية والبوذية‪ ،‬اليت قامت هلما ممالك يف أرخبيل‬
‫املاليو‪.‬‬

‫‪ )(2‬أول من أدخل األوثان إىل اجلزيرة العربية وغرَّي دين سيدنا إمساعيل‪ ‬هو‪ :‬عمرو بن حلي بن ربيعة ‪ ،‬حينما مرض قيل له إن بالبلقاء من الشام محة‬
‫إن أتيتها برأت فأتاها فاستحم فربأ ووجد أهلها يعبدون األصنام فأخذ منها وجعلها حول الكعبة‪ ،‬قال الرسول ‪ :‬رأيت عمر بن حلي جير قصبه يف‬
‫النار ‪ ،‬وكان أول من سيب السوائب‪ ‬رواه البخاري عن أيب هريرة‪ ‬يراجع فتح الباري ‪ ،‬ج‪ 8‬ويراجع السرية النبوية البن هشام ‪،‬ج‪.1‬‬

You might also like