Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثالثة
المحاضرة الثالثة
تعت رب املن اهج العلمي ة البحثي ة احلديث ة يف مقارن ة األدي ان هي نفس املن اهج القدمية ال يت ك انت ُمس تَ ْخ َدمة عن د
الـمستَ ْخ َدمة يف هذه املناهج هي اليت تطورت تطورا كبريا، علماء اإلسالم إن الذي تطور هو الوسائل ُ
باإلضافة إىل ظهور مناهج جديدة مل تكن معروفة قبل ذلك.
وقد وضع الغرب أصوال لدراسة األديان بعد أن أبعدوا الدين عن حياهتم ،ولذلك تعددت واختلفت مناهجهم
يف دراس ة األدي ان حيث أن دراس تهم لألدي ان مل تنب ع من ك ون ال دين ش يء مق دس عن دهم ب ل خاض ع للدراس ة
والتقومي ،لذا تباينت مناهج دراسة األديان يف الغرب عنها يف الفكر اإلسالمي
فمن من اهج الغ رب يف دراس ة األدي ان “المنهج الظ اهراتي“ ،وه و وص ف ال دين كم ا ه و ظ اهر يف .1
األعمال اليومية وطريقة العبادة والطقوس الدينية يف األفراح واألتراح .وهذا املصطلح له جذور فلسفية
يف الفكر اليوناين ويعترب كانط يف مواقفه الفلسفية ورؤيته إىل الدين ،من أتباع هذا املذهب وتبعه هيجل،
الظاهرايت)1( . وإدموند هوسرل الذي كتب على يديه أساس احلركة الفلسفية للمنهج
ومن املناهج الغربية يف دراسة األديان المنهج الفلسفي ،ومن منتهجيها نينيان مسرت يف كتابه الفلسفات .2
العاملية ،وإيريك شارب يف كتابه فهم الدين.
ومن املناهج الغربية يف دراسة األديان المنهج األنثربولوجي أو علم االجتماع الديني .وهو املنهج الذي .3
يستهدف النص بذاته باعتباره املكان الذي يتدخل فيه ويظهره بطابع اجتماعي وعالمات هذا املنهج أن
يبني الصلة بني النص واجملتمع الذي نشأ فيه .وقد نشأ هذا املنهج يف أحضان املنهج التارخيي الذي تفرع
عنه املنهج االجتماعي .وهو قرين الصلة باملنهج اإلنثربولوجي من حيث النظر إىل الدين كعامل أوجده
اجملتمع ،إال أن ضرورة تطور الدين من البدائية إىل التقدم ليس شرطا يف املنهج االجتماعي.
من مناهج علماء الغرب يف دراسة األديان المنهج النفسي ،وهو املنهج الذي يستمد آلياته النقدية من .4
أس س التحلي ل النفس ي ال ذي أسس ه س يجموند فروي د ب رده الس لوك البش ري إىل منطق ة الالوعي أي
الالشعور.
ويشتمل هذا القسم على بعض املعتقدات والنحل وامللل القدمية يف بالد الشرق اليت تشمل اهلندوسية والبوذية
والكونفوشيوسية ،وذلك لكثرة أتباع هذه املعتقدات والنحل يف بالد املاليو ،ولتاثر بعض الرساالت السماوية
كالنصرانية ببعض هذه النحل.
تتشابه الوثنية يف أرخبيل املاليو مع الوثنية اجلاهلية اليت كانت منشرة يف بالد العرب يف تعددها ،وكوهنا
احنرافاً وبُ ْعداً عن الفطرة السليمة ،اليت خلق اهلل الناس عليها ،مع الفارق ،أن الوثنية يف بالد العرب قامت على
أنقاض امللة احلنيفية اليت أرسل اهلل هبا سيدنا إبراهيم عليه السالم ،فالعرب هم ورثة هذا الدين السماوي وهم سدنة
البيت العتيق الذي يفخرون به على غريهم ولكن – مبرور الزمن -عصفت هبم األهواء فجعلتهم يعبدون األصنام
وينصبوهنا حول الكعبة)2(.
أما الوثنية يف بالد املاليو وجنوب شرق أسيا ،جندها قامت على أساس من اخليال ،واجلهل بأحوال
الكون ،واخلوف من الطبيعة ،فهي وثنية أصيلة يف هذه البالد حيث مل يعرف على وجه اليقني الدين الصحيح
املتأصل يف بالد املاليو قبل وصول اإلسالم ،وقيام املمالك اإلسالمية ،مث الدول اإلسالمية ،ومازالت هذه البالد
اإلسالمية تعرتف هبذه الوثنيات وتسمح ببيعها وقيام أعياد هلا يأخذ فيها املسلمون عطالت من األعمال الرمسية
ملشاركة هؤالء الوثنيني يف أعيادهم .وأهم هذه الوثنيات :اهلندوسية والبوذية ،اليت قامت هلما ممالك يف أرخبيل
املاليو.
)(2أول من أدخل األوثان إىل اجلزيرة العربية وغرَّي دين سيدنا إمساعيل هو :عمرو بن حلي بن ربيعة ،حينما مرض قيل له إن بالبلقاء من الشام محة
إن أتيتها برأت فأتاها فاستحم فربأ ووجد أهلها يعبدون األصنام فأخذ منها وجعلها حول الكعبة ،قال الرسول :رأيت عمر بن حلي جير قصبه يف
النار ،وكان أول من سيب السوائب رواه البخاري عن أيب هريرة يراجع فتح الباري ،ج 8ويراجع السرية النبوية البن هشام ،ج.1