المحاضرة الأولى

You might also like

You are on page 1of 9

‫احملاضرة األوىل‪ :‬متهيد‬

‫يف هذا التمهيد نتحدث عن معىن املصطلحات اليت كثريا ما جندها يف كتب علماء األديان مثل‪ :‬مصطلح‬
‫الدين‪ ،‬وامللة‪ ،‬والنحلة‪ ،‬مث نعرض بإجياز عن كيفية نشأة التدين والباعث عليه عند علماء الغرب وعلماء املسلمني‪،‬‬
‫وأمهية دراسة مقارنة األديان‪ ،‬واملبادئ اليت وضعها القرآن للمقارنة بني األديان‪ ،‬ومفهوم‪ F‬التدين يف اإلسالم‪ ،‬واملراد‬
‫بوحدة التدين يف اإلسالم‪ ،‬ومنهج العلماء يف كتابتهم يف علم املقارنة بني األديان‪.‬‬

‫العنصر األول‪ :‬علم األديان وأمهية دراسته‪.‬‬


‫ما املراد بعلم األديان؟‬
‫علم األدي ‪FF‬ان ه ‪FF‬و‪" :‬النش ‪FF‬اط العقلي املنظم املهتم بدراس ‪FF‬ة األدي ‪FF‬ان والعقائ ‪FF‬د واملذاهب‪،‬نش ‪FF‬أة وتارخيا وتط ‪FF‬ورا‪ ،‬وأثره ‪FF‬ا‬
‫على الواقع اإلنساين وفق املناهج العلمية دراسة هتدف اىل الفهم واملعرفة قبل النقد واملقارنة"‪)1(.‬‬
‫ملاذا ندرس علم األديان؟‬
‫ترجع أمهية دراسة األديان إىل ما يأيت‬
‫طبيعة الدين اإلسالمي وعامليته‪ ،‬وهذا يقتضي التعرف على ثقافة اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫االهتمام القرآين باألديان واملعتقدات السابقة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اختالط املسلمني بغريهم من أتباع الديانات والرساالت األخرى من نزول الوحي على سيدنا حممد‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وجوب طرح الرؤية اإلسالمية‪ ،‬سواء كانت تلك الرؤية دينية أو فلسفية تقوم مقام الدين فيما يسمى‬ ‫‪-4‬‬
‫بالدعوة اإلسالمية لنشر هذه الرؤية‪.‬‬
‫أن دراسة األديان تبني لنا الدين احلق من الدين الباطل وتوجب علينا اإلميان باحلق وترك الباطل‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قضية احلوار الديين يف العامل املعاصر‪ :‬ويعترب ضرورة اجتماعية وفكرية وثقافية ودينية يف كل عصر‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫دراسة األديان توجب على أصحاب الدين احلق أن يعملوا مبا فيه ويدعوا الناس إليه‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ترجع أمهية دراسة األديان كمنهج إسالمي يف الدعوة إىل اهلل تعاىل؛ إذ يرتكز هذا املنهج يف دعوة غري‬ ‫‪-8‬‬
‫املسلمني إىل اإلسالم على اجلدال باليت هي أحسن كما قال تعاىل‪{ :‬واَل جُتَ ِادلُوا أ َْهل الْ ِكتَ ِ‬
‫اب إاَّل بِالَّيِت‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫َح َس ُن}‬
‫ه َي أ ْ‬
‫‪ )(1‬يف علم األديان املقارن(مقاالت يف املنهج) د‪ .‬دين حممد مريا ‪ ،‬دار البصائر‪ ،‬مدينة نصر القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2009‬م‪ ،‬ص‪.. 159‬‬
‫‪.)(2‬الدين أمشل من املذهب‪ F،‬وأوسع مفهوما؛ ألن الدين يشتمل على اعتقاد اإلنسان حول اخلالق واملخلوقات وأمور الغيب واآلخرة‪ ،‬أما املذهب فيكون‬
‫يف بعض هذه األمور أو مسائل منها‪ ،‬وقد يكون يف أمور احلياة فقط ‪.‬‬
‫وال يستطيع الداعية الناجح أن يدعو غري املسلمني باليت هي أحسن إال إذا درس ما عندهم من ديانات‪،‬‬
‫ووقف على امللل والنحل اليت يدين هبا غري املسلمني حىت يعرف احلق من الباطل‪ ،‬واهلدى من الضالل‪ ،‬فإذا‬
‫ويرده عن دعوته‪ ،‬وأن يناصر احلق والصواب على املنهج القومي الذي رمسه‬
‫علم ذلك استطاع أن يدفع الباطل‪َّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫اهلل تعاىل للدُّعاة إليه يف قوله سبحانه وتعاىل‪{ :‬قُل ه ِذ ِه سبِيلِي أ َْدعو إِىَل اللَّ ِه علَى ب ِ‬
‫ص َري ٍة أَنَا َو َم ِن اتََّب َعيِن }‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬

‫العنصر الثاني‪ :‬ماالمراد بمصطلحات الدين والملة والنحلة؟‬


‫‪ :1‬الدين‬
‫()‬
‫يف اللغة‪ :‬الطاعة‪ ،‬واجلزاء‪ ،‬القضاء‪ ،‬واحلساب‪ .‬قال تعاىل‪( :‬مالك يوم الدين) ‪ 4‬أي مالك يوم القضاء‬
‫واحلساب‪ .‬ويف احلديث الشريف‪ ( :‬الكيس من دان نفسه وعمل ملا بعد املوت‪ ،‬والعاجز من أتبع نفسه‬
‫()‬
‫هواها ومتىن على اهلل) ‪ 5‬أي حاسب نفسه‪.‬‬
‫()‬
‫كلمة الدين ‪ 6‬يف القرآن الكرمي‪:‬‬
‫جاءت كلمة الدين يف القرآن منسوبة إىل اهلل مرة وإىل الناس أخرى‪ ،‬وحينما تنسب إىل الناس قد‬
‫يراد هبا الدين الصحيح‪ ،‬وقد يراد هبا الدين الفاسد‪.‬‬
‫فإذا قرأنا اآليات اليت وردت فيها كلمة الدين منسوبة إىل اهلل جندها جاءت بأوصاف متعددة فجاءت‬
‫مبعىن الدين احلق والدين اخلالص والدين القيم‪ ،‬وحينما تضاف كلمة الدين إىل اهلل جندها وردت مبعىن العقيدة‬
‫والشريعة والعبادة‪ .‬فوردت مبعىن العقيدة يف قوله تعاىل‪( :‬فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اهلل اليت فطر الناس عليها‬
‫ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس ال يعلمون)(‪ )7‬أي أقم وجهك للتوحيد‪.‬‬

‫‪ .)(3‬سورة يوسف‪108 :‬‬


‫‪ .)(4‬سورة الفاحتة‪ F:‬آية ‪.3‬‬
‫‪ .)(5‬خرجه اإلمام أمحد يف مسنده عن شداد بن أوس ‪ ،‬اجلزء الرابع‪ ،‬باب حديث شداد بن أوس‪ ،‬ص ‪ .124‬وجاء يف عارضة األحوذي بشرح‬
‫صحيح الرتمذي اإلمام احلافظ ابن العريب املالكي‪ ،‬إعداد الشبخ‪ ،‬هشام مسري البخاري‪.‬ج‪ ،9‬باب‪ :‬كتاب صفة يوم القيامة‪ ،‬ص‪ ،25‬وورد يف سنن ابن‬
‫ماجه‪ ،‬ج‪ ،9‬باب كتاب الزهد‪.‬ص‪.31‬‬
‫‪ .)(6‬سورة الفاحتة‪ F:‬آية ‪.3‬‬
‫‪ .)(7‬سورة الروم‪ :‬آية‪.30 :‬‬
‫()‬
‫وجاءت مبعىن الشريعة يف قوله تعاىل‪ ( :‬وال تأخذكم هبما رأفة يف دين اهلل) ‪ 8‬أي يف شريعة اهلل‪ .‬ومبعىن‬
‫()‬
‫العيادة يف قوله تعاىل‪ ( :‬إال الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا باهلل وأخلصوا دينهم هلل) ‪ 9‬أي أخلصوا عبادهتم هلل‪.‬‬
‫وإذا نظرنا إىل كلمة الدين منسوبة إىل البشر جندها أحيانا منسوبة إىل املؤمنني‪ ،‬وأحيانا إىل أهل الكتاب ‪،‬‬
‫وأحيانا إىل املشركني‪.‬‬
‫فجاءت كلمة الدين منسوبة إىل مجاعة املؤمنني يف قوله تعاىل‪( :‬وإن نكثوا أمياهنم من بعد عهدهم وطعنوا‬
‫(‪)10‬‬
‫ووردت مضافة إىل أهل الكتاب من اليهود يف قوله تعاىل‪( :‬وال تؤمنوا إال ملن تبع‬ ‫يف دينكم فقاتلوا أئمة الكفر)‬
‫(‪)11‬‬
‫ومضافة إىل أهل الكتاب من النصارى يف قوله تعاىل‪( :‬يا أهل الكتاب ال تغلوا يف دينكم وال تقولوا‬ ‫دينكم)‬
‫(‪)13‬‬ ‫( )‬
‫على اهلل إال احلق) ‪ 12‬وجاءت كلمة الدين مضافة إىل املشركني يف قوله تعاىل) لكم دينكم ويل دين(‬
‫وخنلص من هذا إىل أن كلمة الدين حينما تضاف إىل اهلل تعاىل يراد هبا الدين احلق‪ ،‬وحينما تضاف إىل‬
‫البشر يقصد هبا الدين احلق أو الدين الباطل‪.‬‬
‫الدين يف االصطالح هو‪ :‬ما شرعه اهلل على لسان نبيه من األحكام‪.‬‬
‫(‪)14‬‬
‫أو هو‪ :‬وضع إهلي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم احملمود الذي ينفعهم يف العاجل واآلجل‪.‬‬

‫‪ :2‬الملة‬
‫وردت كلمة امللة يف اللغة مبعان متعددة منها‪:‬‬
‫ال َـم َّل بفتح امليم‪ :‬الرماد احلار كما يف احلديث (عن‪ ‬أىب هريرة‪ ‬رضي اهلل عنه‪ ،‬أن رجالً قال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن يل‬
‫وأحلم عنهم وجيهلون علي‪ .‬فقال‪ :‬لئن كنت كما قلت‬‫ُ‬ ‫قرابةً أصلهم ويقطعوين‪ ،‬وأُحسن إليهم ويسيئون إيل‪،‬‬
‫فكأمنا تُس ّفهم ال َـم ّل‪ ،‬وال يزال معك من اهلل ظهريٌ عليهم ما دمت على ذلك) ( ) أي الرماد احلار‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫واملِلَّة بكسر امليم‪ :‬الدين والشريعة‪.‬‬

‫‪ .)(8‬سورة النور‪ :‬آية‪.2 :‬‬


‫‪ .)(9‬سورة النساء‪ :‬آية‪.146 :‬‬
‫‪ .)(10‬سورة التوبة‪ :‬آية‪.12 :‬‬
‫‪ .)(11‬سورة آل عمران‪ :‬آية ‪.73‬‬
‫‪ .)(12‬سورة النساء‪ :‬آية ‪.171‬‬
‫‪ .)(13‬سورة الكافرون‪ :‬آية ‪.6‬‬
‫‪ .)(14‬مدخل لدراسة األديان‪ :‬د‪ /‬حممد‪ F‬سيد أمحد املسري‪ ،‬دار الطباعة احملمدية‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1994‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ .)(15‬رواه‪ ‬مسلم‪. ‬‬
‫كلمة الملة في القرآن‬
‫وردت كلمة امللة يف القرآن الكرمي مضافة إىل البشر سواء كانوا مؤمنني أم كافرين‪ ،‬ويقصد هبا امللة‬

‫( )‬ ‫الصحيحة وامللة الفاسدة‪ ،‬ومل تأت مضافة إىل اهلل تعاىل‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫( ملة إبراهيم حنيفا) ‪ 16‬يقصد هبا الدين‬
‫الصحيح ‪ .‬قال تعاىل على لسان سيدنا يوسف ( واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا أن‬
‫( )‬
‫نشرك باهلل من شيء ذلك من فضل اهلل علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس ال يشكرون)‪ 17 .‬وعن املتكربين من‬
‫قوم شعيب قال تعاىل‪(:‬قال املأل الذين استكربوا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو‬
‫(‪)18‬‬
‫لتعودن يف ملتنا)‬
‫امللة يف االصطالح هي‪ :‬اجتماع اإلنسان مع بين جنسه على شكل يصل به التمانع والتعاون وال يكون‬

‫أنبياءه‪)19(.‬‬ ‫ذلك إال على منهاج وشريعة وسنة يضعها اهلل تعاىل ويرسل هبا‬

‫‪-3‬النِحلة‪:‬‬
‫وردت كلمة حِن لة يف اللغة مبعان متعددة منها‪ :‬ذباب العسل ذكرا كان أو أنثى‪ .‬ووردت مبعىن العطاء واهلبة‪.‬‬
‫وجاءت كلمة النحلة مرة واحدة يف القرآن مبعىن اهلبة والعطية‪ ،‬ومل ترد مبعىن الدين أو امللة‪ .‬قال تعاىل‪ ( :‬وآتوا‬
‫( )‬
‫النساء صدقاهتن حنلة)‪ 20 .‬أي أعطوا املرأة الصداق هبة وعطاء خالصا‪.‬‬
‫النحلة يف االصطالح‪ :‬وصف الشهرستاين أهل األهواء والنحل بأهنم املستبدون بالرأي املخرتعون له‬
‫الواضعون حدودا عقلية للتعايش بني الناس… وعد من هؤالء الصابئة والفالسفة وآراء العرب يف اجلاهلية وآراء‬
‫(‪)21‬‬
‫اهلند‪.‬‬

‫‪.)(16‬سورة آل عمران‪ :‬آية ‪.95‬‬


‫‪ .)(17‬سورة يوسف‪ :‬آية ‪.38‬‬
‫‪ .)(18‬سورة األعراف‪ :‬آية ‪.88‬‬
‫‪.)(19‬امللل والنحل للشهرستاين‪ F،‬حتقيق عبد العزيز حممد الوكيل‪ F،‬دار الفكر العريب‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ .)(20‬سورة النساء‪ :‬آية ‪.4‬‬
‫‪.)(21‬امللل والنحل للشهرستاين‪ F،‬حتقيق عبد العزيز حممد الوكيل‪ F،‬دار الفكر العريب‪ ،‬ص‪.257‬‬
‫العنصر الثالث‪ :‬نشأة التدين والباعث عليه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬نشأة التدين‪:‬‬
‫إذا أردنا معرفة نشأة التدين جند أنفسنا أما نظريتني خمتلفتني‪ :‬نظرة علماء الغرب‪ ،‬والنظرة اإلسالمية‪.‬‬

‫(أ) نظرة علماء الغرب‪.‬‬

‫اختلف علماء األديان األوربيون يف نشأة التدين وميكن حصر هذه اآلراء يف رأيني‪:‬‬
‫األول‪ :‬يرى أن التدين أو االعتقاد عمل ال شعوري‪ ،‬ال اختيار لإلنسان فيه‪ ،‬يأيت عن طريق اإلهلام والعقل الباطن‪.‬‬
‫وعلى هذا يكون التدين عند هؤالء العلماء أمرا قهريا أو جربيا‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬يرى أن التدين واالعتقاد عمل العقل واإلرادة معا‪ ،‬وأن اإلنسان هو الذي خيتار الدين الذي يؤمن به‪ .‬وعلى‬
‫هذا يكون التدين عند هؤالء العلماء أمرا كسبيا‪.‬‬

‫(ب) نشأة التدين في نظر علماء اإلسالم‪.‬‬


‫يرى اإلسالم أن التدين أمر فطري مرتبط بالفطرة اإلنسانية‪ ،‬فهو امليثاق الذي أخذه اهلل على اإلنسان يف‬
‫عامل الذر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قال اهلل عز وجل‪ :‬فَأَقِم وجهك لِلدِّي ِن حنِي ًفا فِطْرةَ اللَّ ِه الَّيِت فَطَر النَّاس علَيها اَل َتب ِد خِل‬
‫ك‬‫يل َْل ِق اللَّ ِه ذَل َ‬ ‫َ َ َ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ َ‬
‫آد َم ِمن ظُ ُهو ِر ِه ْم ذُِّريََّت ُه ْم‬ ‫َّاس اَل يعلَمو َن)‪ )22( ‬قال تعاىل‪( :‬وإِ ْذ أَخ َذ ربُّ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك من بَيِن َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِّين الْ َقيِّ ُم َولَك َّن أَ ْكَثَر الن ِ َ ْ ُ‬ ‫الد ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أ َْو َت ُقولُواْ إِمَّنَا‬ ‫ت بَِربِّ ُك ْم قَالُواْ َبلَى َش ِه ْدنَا أَن َت ُقولُواْ َي ْو َم الْقيَ َامة إِنَّا ُكنَّا َع ْن َه َذا َغافل َ‬
‫َوأَ ْش َه َد ُه ْم َعلَى أَن ُفس ِه ْم أَلَ ْس ُ‬
‫( )‬
‫أَ ْشَر َك آبَ ُاؤنَا ِمن َقْب ُل َو ُكنَّا ذُِّريَّةً ِّمن َب ْع ِد ِه ْم أََفُت ْهلِ ُكنَا مِب َا َف َع َل الْ ُمْب ِطلُو َن) ‪ 23‬فهذه اآلية تشهد لآلية قبلها‪ ،‬وتبني أن‬
‫اهلل جعل ذلك يف فِطَر بين آدم‪ F،‬وأنه أخرجهم من أصالب آبائهم وأخذ عليهم بذلك العهد وامليثاق‪.‬‬
‫عن‪ ‬عم‪FF‬ر بن اخلط‪FF‬اب‪ ‬رض‪FF‬ي اهلل عن‪FF‬ه ‪ :‬أن‪FF‬ه س‪FF‬ئل عن ه‪FF‬ذه اآلي‪FF‬ة ‪ ،‬فق‪FF‬ال ‪ :‬مسعت رس‪FF‬ول اهلل ص‪FF‬لى اهلل علي‪FF‬ه‬
‫وسلم سئل عنها ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن اهلل خلق‪ ‬آدم‪ ‬عليه السالم ‪ ،‬مث مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ‪ ،‬ق‪FF‬ال ‪ :‬خلقت‬

‫‪ .)(22‬سورة األعراف‪ :‬آية‪173 .172‬‬


‫()‪ .‬سورة الروم‪.30 :‬‬ ‫‪23‬‬
‫ه‪FF‬ؤالء للجن‪FF‬ة وبعم‪FF‬ل أه‪FF‬ل اجلن‪FF‬ة يعمل‪FF‬ون ‪ .‬مث مس‪FF‬ح ظه‪FF‬ره ‪ ،‬فاس‪FF‬تخرج من‪FF‬ه ذري‪FF‬ة ق‪FF‬ال ‪ :‬خلقت ه‪FF‬ؤالء للن‪FF‬ار وبعم‪FF‬ل‬
‫أه‪FF‬ل الن‪FF‬ار يعمل‪FF‬ون فق‪FF‬ال رج‪FF‬ل ‪ :‬ي‪FF‬ا رس‪FF‬ول اهلل ‪ ،‬ففيم العم‪FF‬ل ؟ ق‪FF‬ال رس‪FF‬ول اهلل ص‪FF‬لى اهلل علي‪FF‬ه وس‪FF‬لم ‪ :‬إن اهلل ع‪FF‬ز‬
‫وجل إذا خلق العبد للجنة‪ ‬استعمله بعمل أهل اجلنة ‪ ،‬حىت ميوت على عمل من أعمال أهل اجلنة ‪ ،‬فيدخل به اجلنة‬
‫‪ ،‬وإذا خلق العبد‪ ‬للنار استعمله بعمل أهل النار ‪ ،‬حىت ميوت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار‪ ) (. ‬‬
‫‪24‬‬

‫ويف احلديث الش‪FF‬ريف عن أيب هري‪FF‬رة ق‪FF‬ال رس‪FF‬ول اهلل ‪) :‬ك‪FF‬ل مول‪FF‬ود يول‪FF‬د على الفط‪FF‬رة ف‪FF‬أبواه يهودان‪FF‬ه أو‬
‫(‪)25‬‬
‫وق‪FF‬ال رس‪FF‬ول اهلل يق‪FF‬ول اهلل‪:‬‬ ‫ينص‪FF‬رانه أو ميجس‪FF‬انه كم‪FF‬ا تول‪FF‬د البهيم‪FF‬ة هبيم‪FF‬ة مجع‪FF‬اء ه‪FF‬ل حتس‪FF‬ون فيه‪FF‬ا من ج‪FF‬دعاء(‬
‫وحرمت عليهم ما أحللت هلم(‪ ) (.‬‬
‫‪26‬‬
‫(يقول اهلل‪ :‬إين خلقت عبادي حنفاء فجاءهتم الشياطني فاجتالتهم عن دينهم َّ‬

‫هذه األدل‪F‬ة ص‪F‬رحية يف بي‪F‬ان أن اإلنس‪FF‬ان مفط‪F‬ور على اإلق‪F‬رار باخلالق‪ ،‬والعبودي‪F‬ة ل‪FF‬ه‪ ،‬وه‪FF‬ذا ه‪FF‬و الت‪FF‬دين وذل‪FF‬ك‬
‫باعثه ‪ -‬ومن أصدق من اهلل حديثا‪ -‬كما دلت هذه األدلة أيضاً على أمرين‪:‬‬

‫أح‪FF‬دمها‪ :‬أن ه‪F‬ذه الفط‪FF‬رة واإلق‪FF‬رار باخلالق إهلاً وربًّا‪ ،‬قابل‪F‬ة للت‪F‬أثر والتغ‪F‬ري واالحنراف بفع‪FF‬ل م‪F‬ؤثرات خارجي‪F‬ة‪،‬‬
‫ول‪FF F F‬ذلك نعتق‪FF F F‬د ب‪FF F F‬أن الس‪FF F F‬بب يف وج‪FF F F‬ود الوثني‪FF F F‬ات الس‪FF F F‬ابقة يف األمم البائ‪FF F F‬دة‪ ،‬والالحق‪FF F F‬ة يف األمم القدمية‬
‫واحلاضرة‪ F،‬هو هذه املؤثرات اليت وردت يف هذه النصوص‪.‬‬

‫ثانيهم ‪FF‬ا‪ :‬أن املؤثرات ال‪FF‬يت ت‪FF‬ؤدي إىل احنراف الفط ‪FF‬رة عن وجهته‪FF‬ا الص‪FF‬حيحة على ض‪FF‬وء ه‪FF‬ذه األدل‪FF‬ة ثالث‪FF‬ة‬
‫وهي‪:‬‬

‫الش ياطين‪ :‬وهي املؤثر اخلارجي األص‪FF F‬لي واألول يف ه‪FF F‬ذا األم‪FF F‬ر‪ ،‬كم‪FF F‬ا دل على ذل‪FF F‬ك ح‪FF F‬ديث‬ ‫‪.1‬‬
‫عياض بن محار اجملاشعي رضي اهلل عنه املتقدم‪.‬‬
‫الوال دين ‪ :‬ويق‪FF F‬وم اجملتم‪FF F‬ع ب‪FF F‬دور األب‪FF F‬وين يف ح‪FF F‬ال فق‪FF F‬دمها‪ ،‬وه‪FF F‬ذا املؤثر ه‪FF F‬و أق‪FF F‬وى املؤثرات‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وأخطره ‪FF‬ا؛ لش‪FF‬دة التص ‪FF‬اق األوالد بآب‪FF‬ائهم وق ‪FF‬وة ت ‪FF‬أثريهم عليهم‪ ،‬وق ‪FF‬د دل على ذل ‪FF‬ك ح ‪FF‬ديث أيب‬
‫هريرة رضي اهلل عنه املتقدم‪ ،‬وق‪FF‬د ق‪FF‬دمت الش‪F‬ياطني على اآلب‪FF‬اء؛ ألن الش‪FF‬ياطني هي املؤثر اخلارجي‬
‫األول يف احنراف اآلباء أنفسهم‪.‬‬
‫الغفلة‪ :‬وهي املؤثر الثالث يف احنراف هذه الفطرة‪ ،‬كما دلت على ذلك آية سورة األعراف‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪.)(24‬ورواه‪ ‬أبو داود‪ ، ‬والرتمذي‪ ، ‬ص‪305 ‬‬
‫‪ .)(25‬رواه اإلمام البخاري يف صحيحه‪ ،‬ج‪ ،8‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب ما قيل يف أوالد املشركني‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪ )(26‬يف "صحيح مسلم"‪ F‬عن عياض بن محار‪..‬‬
‫‪ -2‬الباعث على التدين عند علماء الغرب‪:‬‬
‫كما اختلف علماء الغرب يف نشأة التدين‪ ،‬كذلك اختلفوا يف الباعث على التدين إىل عدة آراء أمهها‪:‬‬
‫(‪)27‬‬ ‫العقل‪:‬‬
‫(إن العق‪FF‬ل ه‪FF‬و الب‪FF‬اعث على الت‪FF‬دين‪ ،‬وذل‪FF‬ك أن العق‪FF‬ل م‪FF‬يزة اإلنس‪FF‬ان عن‬ ‫ق‪FF‬ال م‪FF‬اكس م‪FF‬وللر‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫احليوان‪ ،‬وه‪F‬و ب‪F‬اعث على النظ‪F‬ر والتفك‪F‬ر يف ه‪F‬ذه املخلوق‪F‬ات‪ ،‬واإلعج‪F‬اب هبا‪ ،‬وتعظيمه‪F‬ا‪ ،‬ومن هن‪F‬ا أخ‪F‬ذ‬
‫العق ‪FF‬ل يفك ‪FF‬ر فيم ‪FF‬ا وراء الطبيع ‪FF‬ة‪ ،‬وأداه عقل ‪FF‬ه م ‪FF‬ع اللغ ‪FF‬ة املس ‪FF‬تخدمة يف احلديث عن اجلم ‪FF‬ادات إىل ص ‪FF‬بغها‬
‫بصبغة األحي‪F‬اء ذوات األرواح‪ ،‬مما جعل‪F‬ه يتعب‪F‬د هلا ويتخ‪F‬ذها إهلا(‪  .‬ومص‪F‬داقا هلذا ال‪F‬رأي ي‪F‬رجح م‪F‬وللر أن‬
‫اإلنسان قد تدين منذ أوائل عهده‪ ،‬ألنه أحس بروعة اجملهول وجالل األبد الذي ليس له انتهاء"‪.‬‬
‫(‪)28‬‬
‫أن احلاجة االجتماعية هي الباعث على التدين‪ ،‬وذلك‬ ‫الحاجة االجتماعية ‪ :‬يرى إميل دوركامي‪ .‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أن اجملتمعات البشرية حتتاج إىل نظم وقوانني حتفظ احلقوق وتصون احلرمات‪ ،‬ويؤدي كل إنسان واجبه‬
‫مبراقبة داخلية‪ ،‬مما جعل بعض األفذاذ وذوي القيادة يتولد يف أذهاهنم الدين‪ ،‬ويبثونه يف مجاعتهم‪ ،‬فتقبله‬
‫اجلماعة حلاجتها لذلك‪.‬‬

‫الخوف من الطبيعة‪.‬يقول جيفونس يف كتابه املدخل اىل تاريخ األديان‪( :‬إن الدافع إىل التدين هو‬ ‫‪.3‬‬
‫اخلوف من الطبيعة حوله مبا فيها من برق ورعد وزالزل وبراكني وحيوانات متوحشة‪ ،‬جعلت اإلنسان‬
‫يف األزمنة القدمية يبحث عن قوة غيبية هلا سيطرة وتأثري يف هذه الطبيعة حوله‪ ،‬وهلا القدرة على محياته‬
‫وحفظه‪ ،‬فأله وعبد مايرى أنه أقوى وأقدر على محايته مما حوله من املخلوقات كالشمس أو القمر أو‬
‫البحر‪).‬‬
‫الحاجات الفردية‪ :‬يقول هنري برجسون ـ يرجع بالعقي‪F‬دة الديني‪F‬ة إىل مص‪F‬درين‪ :‬أح‪F‬دمها اجتم‪F‬اعي لفائ‪F‬دة‬ ‫‪.4‬‬
‫اجملتمع أو فائدة النوع كله‪ ،‬واآلخر فردي ميتاز به آحاد من ذوي البصرية والعبقرية املوهوبة‪.‬‬
‫‪.)(27‬ول‪FF‬د فري‪FF‬دريك م‪FF‬اكس م‪FF‬ولر‪ .)Friedrich Max Müller :‬يف مدينة‪ ‬ديس‪FF‬او‪ ‬بأملانيا‪ ،‬يف‪ 6 ‬ديس‪FF‬مرب‪ 1823 ‬وت‪FF‬وىف يف‪ 28 ‬أكت‪FF‬وبر‪.1900 ‬‬
‫كان‪ ‬عاملاً‪ ‬أملانياً‪  ‬اهتم بصفة خاصة باللغة السنسكريتية اهلندية القدمية‪ .‬أسهم‪ F‬يف الدراسة املقارنة يف جماالت اللغة والدين وعلم األس‪F‬اطري على ال‪F‬رغم من أن‬
‫علم‪FF F F‬اء العص‪FF F F‬ر احلديث ق‪FF F F‬د نب‪FF F F‬ذوا الكث‪FF F F‬ري من نظريات‪FF F F‬ه س‪FF F F‬افر إىل‪ ‬اململك‪FF F F‬ة املتح‪FF F F‬دة‪ ‬يف س‪FF F F‬نة‪ 1846 F‬وع ‪FF F‬اش فيه ‪FF F‬ا بقي ‪FF F‬ة عم ‪FF F‬ره‪ .‬عم ‪FF F‬ل أس ‪FF F‬تاذًا‪ ‬للغ ‪FF F‬ات‬
‫األوروبية‪ ‬احلديثة‪ ‬جبامع ‪FF‬ة أكس ‪FF‬فورد‪ ‬من س ‪FF‬نة‪ 1854 ‬ح ‪FF‬ىت س ‪FF‬نة‪ 1868 ‬وعلى ال ‪FF‬رغم من عمل ‪FF‬ه املتعلق‪ ‬بالفلس ‪FF‬فة‪ ‬واللغ ‪FF‬ات وال ‪FF‬ديانات اهلندي ‪FF‬ة إال أن ‪FF‬ه مل‬
‫يزر‪ ‬اهلند‪ ‬أبدا يف حياته‪.‬‬
‫بارعا وما لبث أن‬ ‫()‪.‬ولد إميل دوركامي سنة ‪ 1858‬مبدينة‪ ‬إبينال‪ ‬بفرنسا حيث نشأ يف عائلة من احلاخاميني ذات األصول اليهودية‪ .‬وكان تلمي ًذا ً‬
‫‪28‬‬

‫احتك ببعض شبان فرنسا الواعدين‪ F‬مثل‪ ‬جان‬ ‫التحق‪ ‬بـمدرسة األساتذة العليا‪( ‬وهي من أفضل مؤسسات التعليم العايل يف فرنسا‪ ).‬سنة ‪ 1879‬حيث ّ‬
‫جوريس‪ ‬أو‪ ‬هنري برغسون‪  ‬غري أن األجواء باملدرسة مل تعجبه فالتجأ إىل الكتب ليتجاوز الفلسفة السطحية (يف نظره) اليت كان يدين هبا رفاقه‪ .‬هكذا‬
‫تأثريا عمي ًقا فاستقى منها مشروع تكريس‪ ‬علم االجتماع‪ ‬كعلم مستقل قائم بذاته يهدف إىل كشف‬ ‫اكتشف‪ ‬أوغست كونت‪ ‬الذي أثرت مؤلفاته عليه‪ً F‬‬
‫القواعد اليت ختضع هلا تطورات‪ ‬اجملتمع‪.‬‬
‫اتباع األباء واألجداد‪ :‬قال تعاىل ‪ :‬بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهت‪FF‬دون وك‪FF‬ذلك‬ ‫‪.5‬‬

‫م ‪FF‬ا أرس ‪FF‬لنا من قبل ‪FF‬ك يف قري ‪FF‬ة من ن ‪FF‬ذير إال ق ‪FF‬ال مرتفوه ‪FF‬ا إن ‪FF‬ا وج ‪FF‬دنا آباءن ‪FF‬ا على أم ‪FF‬ة وإن ‪FF‬ا على آث ‪FF‬ارهم‬
‫مقتدون‪ . ‬‬

‫هذه األقوال يظهر منها واضحاً ادعاء أن الدين مصدره اإلنسان‪ ،‬وأن باعثه أمر من األمور املتعلق‪FF‬ة بالطبيع‪FF‬ة ح‪FF‬ول‬
‫اإلنسان‪ ،‬أو دوافع داخلية يف اإلنسان‪.‬‬

‫وال حتت ‪FF‬اج ه ‪FF‬ذه األق ‪FF‬وال إىل كث ‪FF‬ري عن ‪FF‬اء يف إبطاهلا ورده ‪FF‬ا؛ إذ إن ه ‪FF‬ذه الب ‪FF‬واعث املذكورة كث ‪FF‬رياً م ‪FF‬ا تك ‪FF‬ون غ ‪FF‬ري‬
‫موجودة‪ ،‬ومع ذلك يكون التدين ظاهراً واضحاً يصدم دعاة اإلحلاد ويهدم خترصاهتم‪.‬‬

‫وترجع أسباب اضطراب الفكر األوريب يف نشأة التدين والباعث عليه إىل ما يأيت‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬احلالة الدينية اليت عاشتها اجملتمعات األوربية حتت ظل الكنيسة اليت أقامت حماكم التفتيش وحكمت‬
‫(‪)29‬‬
‫باإلعدام على كثري من العلماء الذين خالفوا آراءها‪.‬‬
‫(‪)30‬‬
‫من هنا اعتقد األوربيون أن الدين والعقل متضادان جيب فصلهما وهذا ما يسمي بالعلمانية‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخذهم معلوماهتم من األناجيل‪ ،‬واألناجيل مل يتفق على صحتها بني النصارى بشهادة علماء الغرب‬
‫أنفسهم‪ ،‬أو صحة األشخاص الذين نسبت إليهم هذه األناجيل‪.‬‬
‫‪ - 3‬كان السبب املباشر يف اختالفهم واضطراهبم تأثرهم بالفلسفات القدمية (الفلسفة الرواقية واألبيقورية)‬
‫( )‬
‫‪. 31‬‬

‫‪ .)(29‬ويراد بالعلمانية‪ F:‬فصل الدين عن السياسة أو عزل الدين عن احلياة‪ .‬وأول ما نشأت نشأت يف أوربا بسبب فساد الكنيسة مث انتقلت إىل العامل‬
‫اإلسالمي على يد الذين تعلموا يف الغرب من أبناء املسلمني‪ ،‬واملستشرقني ‪ ،‬واملبشرين‪ .‬ولألسف مازالت العلمانية حتكم البالد اإلسالمية ويتخذها‬
‫الساسة دينا هلم‪ .‬نقول هلم إن جاز للغرب أن يعزلوا الدين عن احلياة والسلوك فال جيوز ذلك يف بالد اإلسم ألن دينها نظام شامل للحياة دينا ودنيا‬
‫سياسة وعبادة ومل يأت اإلسالم ليعزل يف املساجد وهذا ظلم كبري نسأل اهلل تعاىل أن يدنا إىل شريعة اإلسالم والعمل هبا‪.‬‬
‫‪ .)(30‬آهلة يف األسواق‪ :‬د‪ /‬رءوف شليب‪.‬‬
‫‪ .)(31‬نشأ أبيقور بني القرن الرابع والقرن الثالث امليالدي يف جزيرة ساموس على مقربة من شواطئ أسيا الصغرى‪.‬نشأ الرواقيون األولون ماديون يؤمنون‬
‫بأن الوجود كله وحدة واحدة ولكنهم تدرجوا يف الروحانية إىل حد بعيد‪ .‬يراجع حماضرات يف مقارنة األديان‪ :‬إبراهيم خليل أمحد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة‬
‫‪1989‬م‪ ،‬ص‪.20-18‬‬

You might also like