You are on page 1of 15

‫تصفية شركات االشخاص‬

‫(الجانب القانوني)‬

‫مقدمــــــــة‬

‫تع د الش ركات التجاري ة من أهم أدوات النش اط التج اري في الدول ة‪ ،‬ألنه ا تكف ل أط ر قانوني ة‬

‫وتنظيمية للجهود واألموال‪ ،‬كما أنها تعتبر من األدوات األكثر قدرة لتولي المشر وعات وتسييرها‪ ،‬منذ‬

‫أنشائها وحتى انقضاؤها فهي تتعايش مع فكرة المنافسة التجارية وسعي الشركاء إلى أخذ موضع متم يز‬

‫في قطاع النشاط الذي تنتسب إليه الشركة‪.‬‬

‫كما تمر الشركات التجارية بثالثة مراحل أساسية تتمثل في مرحلة التأسيس‪ ،‬مرحلة التسيير‪،‬‬

‫ومرحل ة االنحالل والتص فية‪ ،‬وش ركات التض امن تق وم على االعتب ار الشخص ي والثق ة المتبادل ة بين‬

‫الشركاء‪ ،‬ولها خصائص وقواعد مشتركة أثناء تأسيسها إلى غاية انقضاءها‪ ،‬إال أنه إذا كان هناك ما‬

‫يهدم هذه الثقة وتعرضت الشركة لسبب من أسباب الحل واالنقضاء فإن الرابطة القانونية التي تجمع‬

‫الشركاء تنحل وتدخل الشركة في طور التصفية‪.‬‬

‫وحيث أن مرحلة التصفية تحضى باهتمام بالغ من قبل الشركاء وكل من يتعامل مع الشركة‪،‬‬

‫باعتبارها أثر هام يترتب عن أسباب الحل و االنقضاء‪ ،‬فقد وردت األحكام المتعلقة بتصفية الشركات‬

‫التجارية عامة في قوانين الدولة‪ ،‬فالتصفية نظام قانوني تستهدف تحديدا عادال لمراكز الشركاء وغير‬

‫المرتبطين بالشركة من حيث الحقوق وااللتزامات حيث تبقى الشركة في هذه الفترة محتفظة بشخصيتها‬

‫المعنوي ة وذل ك لتنفي ذ م ا تبقى من التزاماته ا بالق در الالزم للتص فية‪ ،‬ح تى يتم تحقي ق جمي ع العملي ات‬

‫الالزمة إلنهاء تعهدات وتسوية مراكز الشركة القانونية وذلك عن طريق جرد األصول والخصوم أي‬

‫‪1‬‬
‫تحص يل م ا للش ركة ودف ع م ا عليه ا الحتس اب موجوداته ا أو األم وال الص افية وتحويله ا إلى نق ود بغي ة‬

‫توزيعها على الشركاء بواسطة عملية القسمة‪.‬‬

‫لم ا تق دم ت بين إن الش ركة تنقض ي بأس باب متع ددة‪ ،‬ف إذا تحق ق س بب من أس باب انقض اءها ك أن‬

‫تنتهي م دتها أو ينتهي العم ل ال ذي ق امت من أجل ه‪ ،‬أو هلكت أمواله ا‪ ،‬أو م ات أح د الش ركاء أو حج ر‬

‫علي ه وعس ر أو أفلس أو انس حب أو حلت الش ركة حال قض ائيا أو اتفاقي ا‪ ،‬ف إن الش ركة تنقض ي ‪،‬ف إذا‬

‫انقضت دخلت في مرحلة التصفية‪.‬‬

‫ويتض من العق د التأسيس ي لش ركة ع ادة على الطريق ة ال تي تص فى به ا أمواله ا وعن د ذل ك يجب‬

‫إتب اع ه ذه الطريق ة‪ ،‬أم ا إذا لم ينص عق دها التأسيس ي على الطريق ة ال تي تتم به ا التص فية‪ ،‬فق د وض ع‬

‫المش رع مب دأ ع ام وه و وج وب تص فية الش ركة بع د حله ا وذل ك بخض وعها لش روط اتفاقي ة أو لقواع د‬

‫قانونية‪.‬‬

‫ماهية التصفية‬

‫عند انقضاء الشركة ألي سبب من األسباب االنقضاء‪ ،‬فإن نشاط الشركة واألعمال التي كانت‬

‫تمارسها ال تتوقف من الوجود فوراً ‪ ،‬وال تنتهي الرابطة القانونية التي تجمع الشركاء‪ ،‬ومن هنا تكون‬

‫الشركة في هذه الحالة بحالة تصفية‪.‬‬

‫وقد وردت األحكام المتعلقة بتصفية الشركات التجارية في في القانون التجاري الج الليبي‪.‬‬

‫تعريف التصفية‬

‫يقصد بالتصفية في اللغة تحديد الصافي‪ ،‬حيث ينصرف أيضا مفهومها إلى لفظ مجموع النقود‪،‬‬

‫فأعم ال التص فية تتمث ل في تحوي ل األم وال العيني ة إلى نق ود‪ ،‬مجم وع األعم ال ال تي ت رمي إلى إنه اء‬

‫العمليات الجارية للشركة واستيفاء »‪ (:‬كما تعرف التصفية بأنها مجموع األعمال التي ترمي إلى إنهاء‬

‫‪2‬‬
‫العمليات الجارية للشركة واستيفاء حقوقها وتحويل مفردات أصولها إلى نقود وسداد ديونها وذلك من‬

‫أجل تكوين كتلة إيجابية وصافية من األموال حتى يتسنى إجراء عملة القسمة بين الشركاء‪.‬‬

‫أنواع التصفية‬

‫تنقسم التصفية الى نوعين اساسين تصفية اختيارية و تصفية اجبارية‪.‬‬

‫أوالً التصفية االختيارية‬

‫ه ذه التص فية هي ال تي يك ون النص على أحكامه ا وإ جراءاته ا مس تمدا من الق انون‬

‫األساسي للش ركة ومن عقد إنش ائها م ع مراع اة النص وص اآلم رة المنظم ة للقواعد اإلجرائي ة‬

‫في القانون التجاري للدولة‪ ،‬وهذا النوع من التصفية يتم على يد واحد أو أكثر من يعينون عن‬

‫طري ق أغلبي ة الش ركاء أو حس ب م ا ه و وارد في العق د التأسيس ي‪ ،‬وتباش ر مه امهم أيض ا في‬

‫إطار ما هم متفقون عليه‪ ،‬وبهذا فإن القانون األساسي المتضمن كيفية التصفية أو أي الئحة‬

‫أو اتفاقية بين الشركاء تكون واجبة التطبيق ما لم تتعارض أحكامها مع النظام العام‪ ،‬وتصفى‬

‫الشركة تصفية اختيارية ألسباب معينة هي‪:‬‬

‫انتهاء المدة المعينة للشركة ما لم يقرر الشركاء تمديدها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إتمام الهدف الذي تأسست الشركة من أجله‪ ،‬أو باستحالة اتمامه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫صدور قرار من الشركاء بفسخها أو تصفيتها في حالة موت أحد الشركاء أو الحجر‬ ‫‪.3‬‬

‫عليه أو أفلس أو انسحب ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التصفية اإلجبارية‬

‫‪3‬‬
‫تطب ق التص فية اإلجباري ة أو القض ائية للش ركة في حال ة خل و قانونه ا األساس ي من نص وص‬

‫منظمة لعملية التصفية‪ ،‬أو عدم وصول الشركاء إلى إتفاق حول ذلك‪ ،‬وتكون تصفية الشركة قضائيا‬

‫بن اءا على أم ر قض ائي من رئيس المحكم ة ال تي يك ون المرك ز الرئيس ي للش ركة تابع ا الختصاص ها‪،‬‬

‫ومن أسباب التصفية اإلجبارية هي‪:‬‬

‫إذا ارتكبت الشركة مخالفات جسمية تخالف القانون أو نظامها األساسي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إذا عجزت الشركة عن الوفاء بالتزاماتها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫توقفت الشركة عن أعمالها لمدة سنة دون سبب أو مبرر مشروع‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫إذا ا زد مجموع خسائر الشركة عن ‪ % 75‬من مجموع رأسمالها المكتتب به ما لم‬ ‫‪.4‬‬

‫تقرر الزيادة في رأسمالها‪.‬‬

‫األشخاص الذين يمكنهم طلب التصفية القضائية‬

‫أغلبية الشركاء في شركة التضامن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫‪01‬رأس مال م ال الش ركة‪ ،‬ذات المس ؤولية المح دودة وش ركات‬ ‫الش ركاء الممثلين ل ـ‬ ‫‪-‬‬

‫المساهمة‪.‬‬

‫دائني الشركة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫لم ا تق دم نلخص أن التص فية اإلجباري ة تطب ق في حال ة غي اب النص وص الدال ة في عق د‬

‫الشراكة وكذلك في حالة عدم كفاية هذه االتفاقيات أو بقرار من المحكمة يصدر بناء على طلب‬

‫األغلبية التي يتطلبها القانون‪ ،‬أو بناء على طلب أحد دائني الشركة حيث يشترط لتطبيق هذا النوع‬

‫من التصفية عدم اإلخالل بالقواعد الملزمة التي نص عليها المشرع‪ ،‬ويصدر أمر المحكمة بالطلب‬

‫‪4‬‬
‫المقدم لتصفية الشركة من قبل رئيس او قاضي االحوال ويفصل فيه بصورة مستعجلة‪ ،‬وإ ذا صدر‬

‫أمر المحكمة بالتصفية‪ ،‬فإنه ال ينظر إلى أي نص مخالف في اللوائح واالتفاقيات‪.‬‬

‫طرق التصفية‬

‫يقصد بطرق التصفية عن العمليات التي يقوم بها المصفي في تسيير شؤون الشركة خالل‬

‫مرحلة التصفية‪ ،‬وهذا بتوفر مجموعة من العوامل منها ما يتعلق بطبيعة الشركة ومنها ما يعود‬

‫إلى مراكزها االقتصادية‪ ،‬ومنها ما يرجع بالدرجة األولى إلى مقدرة المصفي على السير بالشركة‬

‫نحو الغاية المرسومة بسهولة إتباع أحد الطرق التي يمكن أن تجري بها التصفية وكل طريقة من‬

‫هذه الطرق لها مزايا وعيوب تتفاوت فيما بينها وهذا ما سيجري بيانه في التالي‪:‬‬

‫التصفية السريعة‬ ‫‪.1‬‬

‫ويطل ق عليه ا أيض ا التص فية الفوري ة‪ ،‬والمقص ود به ا ه و أن يتم فيه ا بي ع موج ودات‬

‫الش ركة خالل ف ترة قص يرة ومن ثم توزي ع الب اقي من المبل غ المحص ل بع د اس ترداد‬

‫الحقوق وتسديد الديون وحقوق الشركاء‪.‬‬

‫كما تعرف أيضا بأنها تحويل جميع موجودات الشركة دفعة واحدة في مدة قصيرة جدا‬

‫إلى نق ود عن طري ق ال بيع ب المزاد ‪ ،‬وتتم يز ه ذه الطريق ة بس رعة االنته اء من تص فية‬

‫الشركة وعودة صافي الحصص النقدية إلى الشركاء وهذا بعد دفع كل االلتزامات التي‬

‫على ع اتق الش ركاء‪ ،‬مم ا يس اعد على اس تثمار ه ذه األم وال وإ بعاده ا عن التجمي د بق در‬

‫اإلمكان‪.‬‬

‫كما أن هذه الطريقة فيها اختصار للوقت وتقليص للنفقات‪ ،‬غير أنها ال تخلو من العيوب‬

‫فكما نعلم أن القواعد العامة للتصفية تفرض على المصفي االلتزام بأحكام القانون خالل‬

‫‪5‬‬
‫ممارس ة س لطاته‪ ،‬وق د تمنع ه من بي ع المش روع دفع ة واح دة دون الرج وع إلى الش ركاء‪،‬‬

‫كم ا ت ؤدي التص فية ال تي تتم على النح و الس ريع إلى نت ائج في غ ير ص الح الش ركاء‬

‫وال دائنين‪ ،‬ك ذلك ألن ه من الص عب ج دا تق دير القيم ة الحقيقي ة لموج ودات المشروع جمل ة‬

‫واالعتماد على القيمة الدفترية يعني األخذ بالشركاء للخسارة‪ ،‬وباإلضافة إلى كل هذا فإن‬

‫هذه الطريقة تجعل من الصعب على المحاسبين تحديد األرباح أو الخسارة التي تنشأ عن‬

‫بيع كل أصل على حدى‪.‬‬

‫التصفية التدريجية‬ ‫‪.2‬‬

‫ق د تأخ ذ عملي ة التص فية وقت ط ويال حيث يص عب على المص في بي ع جمي ع األص ول‬

‫وتحص يل ال ديون دفع ة واح دة‪ ،‬ب ل يتم ذل ك على دفع ات متع ددة وفي وقت ط ويال‪ ،‬فق د‬

‫يضطر المصفي إلى انتظار الوقت المالئم إليجاد المشترى من أجل بيع األصول بالسعر‬

‫المناسب‪ ،‬بحيث يحاول أن يخفض على الشركاء الخسائر التي قد تنتج عن التصفية كما‬

‫أن طول فترة التصفية يعتمد على نوع األصول وحجمها وقيمتها‪.‬‬

‫وما ال شك فيه أن لهذه الطريقة تأثير كبير على حقوق كل من الشركاء والدائنين وذلك‬

‫باختيار الفرصة المناسبة والثمن المناسب للبيع ألنه يعود بالمصلحة على الشركاء‪ ،‬لكن‬

‫من جه ة أخ رى تنعكس بالس لب عن دما يق ع ت أخير في توزي ع ص افي ن اتج التص فية على‬

‫الش ركاء‪ ،‬أما بالنسبة لل دائنين فهناك ضرر جزئي من ه ذه الطريقة يظهر عندما تطول‬

‫فترة التصفية هذا يعني تجميد جزء من رأس مالهم عند التداول كما أن هذه الطريقة تزيد‬

‫من نفقات التصفية‪.‬‬

‫التصفية الكلية‬ ‫‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫األص ل أن المص في ال يس تطيع بي ع أم وال الش ركة جمل ة إال ب إذن الش ركاء أو المحكم ة‪،‬‬

‫فإن تم له ذلك كيف يمكنه القيام بالبيع بهذه الطريقة‪ ،‬حيث يرى البعض أن لهذه التصفية‬

‫يجب أن تتم بعدة صور‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫الطريقة األولى‬

‫تتمث ل في حال ة ال بيع الش امل لموج ودات الش ركة‪ ،‬حيث يق وم المص في ب بيع موج ودات‬

‫الش ركة دفع ة واح دة وقبض ثمنه ا في الح ال فيعطي االلتزام ات ال تي عليه ا وي وزع‬

‫الصافي على الشركاء‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‬

‫يتم فيها بيع موجودات الشركة على وجه الجملة وذلك في عملية واحدة لطرف واحد أو‬

‫لع دة أط راف وفيه ا يتحم ل المش تري دي ون الش ركة على أن يخص م من الثمن م ا ي وازي‬

‫الديون التي دفعها‪ ،‬وهذا يعني استبدال المدين األصلي للشركة بالمدين الجديد المشتري‪،‬‬

‫وتتم يز ه ذه الطريق ة باختص ار ال وقت وتوف ير النفق ات فيك ون خالص الش ركاء من‬

‫التزاماتهم ليتفرغوا لمحاوالت استثمارية أخرى‪ ،‬وهذه العملية تتم بموافقة الشرك‪.‬‬

‫الطريقة الثالثة‬

‫تس تدعي مقتض يات التط ور التج اري مواجه ة ح دة المنافس ة بإع داد ت رتيب مجم ل نش اط‬

‫الش ركة بغ رض إع ادة تنظيمه ا بقص د التوس ع في النش اط أو تغي يره ليتم ذل ك باالنض مام‬

‫إلى شركة مماثلة أكبر منها وانضمام شركتين ليكون معا مع شركة واحدة جديدة‪.‬‬

‫وهذه الطريقة تظهر على ثالثة حاالت رئيسية هي‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫الحالة األولى‪:‬‬

‫تكون في حالة ما إذا اتفقا فيها الشركاء على ضم الشركة إلى أخرى مماثلة لها بهدف‬

‫توس يع نط اق العم ل أو االس تفادة من إمكانياته ا المادي ة أو المعنوي ة أي س معتها‬

‫التجارية‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪:‬‬

‫وهي الحال ة الخاص ة بش ركات األش خاص‪ ،‬حيث يق وم المص في بالتن ازل على‬

‫اس تثماراتها لحس اب ش ركة المس اهمة على أن يحص ل مقاب ل على أس هم فيق وم ه و‬

‫بدوره التنازل على مجموعة منها للوفاء بالتزامات الشركة اتجاه دائنيها والباقي يوزع‬

‫على الشركاء‪ ،‬ومن مزايا هذه الحالة المحافظة على ثمرة جهود الشركاء من تجزئتها‬

‫إلى أجزاء غير فعالة‪.‬‬

‫التصفية الجزئية‬ ‫‪.4‬‬

‫الجدير بالذكر أنه إضافة إلى تلك الطرق توجد طريقة أخرى لتصفية خاصة بالشركات‬

‫الكبرى‪ ،‬تقوم على التصفية الجزئية في جانب من نشاطها لمواجهة تكاليف الخسائر التي‬

‫أصابت الشركة‪.‬‬

‫أسباب تصفية شركات األشخاص‬

‫شركات األشخاص هي شركات التضامن‪ ،‬شركات التوصية البسيطة‪ ،‬شركات المحاصة‪،‬‬

‫فهي تقوم على االعتبار الشخصي‪ ،‬وتتكون من عدد قليل من األشخاص تربطهم صلة معينة ويثق‬

‫ك ل منهم في األخ ر وفي قدرت ه وكفاءت ه‪ ،‬وعلى ذل ك فم تى ق ام م ا يه دد الثق ة بين الش ركاء ويه دم‬

‫‪8‬‬
‫االعتبار الشخصي الذي تقوم عليه الشركات تعرضت إلى حل الرابطة القانونية التي تجمعهم‪ ،‬و ال‬

‫بد من تصفية الشركة على أثرها لتسوية المراكز القانونية التي تركتها ودارسة أسباب تصفية هذا‬

‫الن وع من الش ركات عملي ة ض رورية لمعرف ة أحك ام التص فية وكونه ا آث ر لح ل الش ركة نتيج ة‬

‫لتعرضها ألحد أسباب التصفية‪ ،‬وفيما يلي نسرد األسباب العامة للتصفية‪:‬‬

‫األسباب المتوقفة على إرادة الشركاء‬

‫إن إرادة الش ركاء ق ادرة على خل ق أس باب جدي دة لح ل الش ركة وتص فيتها‪ ،‬إض افة إلى‬

‫األسباب التي نص عليها القانون فإنه يوجد حاالت يحكم فيها القضاء بحل الشركة قبل أوانها بناء‬

‫على طلب الش ركاء‪ ،‬وهن اك ح االت أخ رى يق رر الش ركاء أنفس هم فيه ا ح ل الش ركة أو ان دماجها‪،‬‬

‫وهذه األسباب هي‪:‬‬

‫تصفية الشركة قبل أوانها من قبل القضاء بناء على طلب الشركاء‪.‬‬

‫إن ح ل الش ركة أو إنهاءه ا يف ترض إتف اق جمي ع الش ركاء على إنهائه ا بغض النظ ر عن‬

‫األس باب إذ أن انته اء الشركة يك ون بموافق ة جمي ع الش ركاء ويطل ق على ه ذه الحال ة الح ل الميس ر‬

‫للش ركة إذ أن ح ل الش ركة يك ون قب ل إنه اء م دتها‪ ،‬حيث لك ل ش ريك الح ق في التق دم إلى القض اء‬

‫بطلب ح ل الشركة وتص فيتها إذا ك ان لدي ه أس باب هام ة ومشروعة تبرز ه ذا الطلب‪ ،‬وأم ر تقدير‬

‫هذه األسباب ومدى جديتها وكونها دافع لحل الشركة وتصفيتها أمر متروك لقناعة المحكمة‪.‬‬

‫على أن ه يج وز لك ل ش ريك أن يطلب من الس لطة القض ائية فص ل أي ش ريك يك ون وجوده‬

‫عائق ا لالس تمرار في الش ركة ك إخالل ه ذا الش ريك بالتزامات ه أو ع دم الوف اء بحص ته أو غش أو‬

‫تدليس من طرفه‪ ،‬كما قد يكون السبب خارج عن إرادة ‪ ،‬كما أذا أصيب بمرض في الجسم أو في‬

‫العقل يمنعه من االستمرار في الشركة‪ ،‬جاز لكل شريك طلب حل الشركة بالنسبة له شريطة أن‬

‫تستمر الشركة قائمة مع باقي الشركاء‪ ،‬واألسباب التي تجيز هذا الطلب متعددة منها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أ‪ -‬عدم تنفيذ أحد الشركاء االلتزامات المترتبة عليه للشركة‬

‫إذا لم يقم أح د الش ركاء بتنفي ذ االلتزام ات المترتب ة علي ه للش ركة‪ ،‬يح ق ألي ش ريك‬

‫التقدم إلى المحكمة بطلب حل الشركة وتصفيتها‪ ،‬وهذا الحق يمارسه الشريك حسب‬

‫نصوص القانون العام وهو موجود في جميع العقود الملزمة لطرفين‪ ،‬فالشخص الذي‬

‫ال يوفي بالتزاماته يعطي الحق للطرف األخر بطلب فسخ العقد‪ ،‬فإذا لم يقدم الشريك‬

‫الحصة التي التزم بتقديمها أو كانت حصته تقديم عمل للشركة فامتنع عن تقديم هذا‬

‫العمل جاز ألي شريك الطلب من القضاء صدور حكم بحل الشركة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الخالفات المستعصية بين الشركاء‬

‫وهي تش مل الخالف ات الكب يرة ال تي ق د تح دث بين الش ركاء أثن اء تس يير ش ؤون إدارة‬

‫الش ركة‪ ،‬وك انت ه ذه الخالف ات عميق ة ومس تمرة لدرج ة أنه ا تعرق ل عم ل الش ركة‬

‫وتض عه في خط ر‪ ،‬فيج وز ألي ش ريك في ه ذه الحال ة تق ديم طلب إلى المحكم ة‬

‫القض ائية من أج ل ح ل وتص فية الش ركة‪ ،‬ف إن ك ان ح ق التص ويت في الش ركة تملك ه‬

‫فئتين متعارضتين األمر الذي يؤدي إلى عدم الخروج بقرارات تهدف إلى تنظيم سير‬

‫الش ركة وممارس ة أعماله ا‪ ،‬ف إن للقض اء في ه ذه الحال ة الح ق بتص فية الش ركة ك أن‬

‫يكون للشركة مديرون هم وحدهم أصحاب األسهم ويتمتعون بعدد أصوات متساوية‪،‬‬

‫فإذا حدثت خالفات كبيرة بينهم فإنه ال يمكن حلها إال بعد عقد اجتماع عام‪ ،‬ولن يمكن‬

‫اتخ اذ ق رار بخصوص ها لتس اوي األص وات‪ ،‬فيص بح ح ل الش ركة ه و المنف ذ الوحي د‬

‫للخ روج من األزم ة ال تي تعانيه ا الش ركة‪ ،‬ويمكن اعتب ار التقاض ي م برراً لح ل‬

‫الش ركة‪ ،‬فإن ه ليس دلي ل على ع دم انس جام الش ركاء وقي ام خالف بينهم واحتدام ه من‬

‫التج ائهم إلى القض اء لح ل مش اكلهم ال تي استعص ى عليهم حله ا بالتف اهم وبالطريق ة‬

‫‪10‬‬
‫الودية‪ ،‬غير أن اللجاجة في التقاضي وتعدد القضايا بين الطرفين فهي في ذاتها أكبر‬

‫دلي ل على أن الخالف بين الش ركاء ق د اس تفحل إلى ح د ال يمكن تالفي ه إال بالتص فية‪،‬‬

‫ام ا إذا ك انت الخالف ات بس يطة وك انت بخص وص مس ائل نقدي ة بحت ة وال تمس س ير‬

‫عمل الشركة فهي ال تعتبر سببا يحيز حل الشركة‪.‬‬

‫ج‪ -‬صعوبة االستمرار باستغالل الشركة‬

‫إذا أصبح االستمرار باستغالل الشركة يؤدي إلى تعارض مصالح الشركاء لخطر‬

‫كب ير‪ ،‬مث ل الحال ة ال تي تص بح فيه ا بعض أه داف الش ركة مخالف ة للق انون أو حينم ا‬

‫يصبح مال الشركة ضئيال جدا ويكون استغاللها‬

‫متعثراً وال يؤدي إلى النتيج ة المرجوة من ه‪ ،‬وك ذلك الح ال إذا تم طرح س لعة جديدة‬

‫في األس واق من قب ل ش ركة أخ رى مش ابهة للس لعة ال تي تتخص ص به ا الش ركة‪،‬‬

‫بإمكاني ات وتس هيالت ال تس تطيع الش ركة منافس تها ب أي ش كل من األش كال‪ ،‬ففي ه ذه‬

‫الحالة يجوز الطلب من المحكمة المختصة حل الشركة وذلك لصعوبة االستمرار في‬

‫مزاولتها لنشاطها‪.‬‬

‫اتفاق الشركاء على حل الشركة وتصفيتها‬

‫يمكن أن تنقضي الشركة باتفاق الشركاء ‪ ،‬واذا اتفق في العقد على أغلبية معينة لحلها فيعد‬

‫االتف اق ص حيح وم تى تق رر ح ل الش ركة قب ل انته اء الم دة المح ددة له ا في العق د التأسيس ي دخلت‬

‫الشركة في طور التصفية‪.‬‬

‫كم ا ق د يتف ق جمي ع الش ركاء على ح ل الش ركة‪ ،‬وذل ك عن دما تك ون مس تمرة في نش اطها‬

‫وق ادرة على اإليف اء بالتزاماته ا‪ ،‬وس بب إمكاني ة ح ل الش ركة باتف اق الش ركاء أن ه ؤالء هم ال ذين‬

‫اتفق وا على إنش ائها وبالت الي لهم الح ق أيض ا االتف اق على حله ا‪ ،‬ول و ك ان ذل ك قب ل انته اء الم دة‬

‫‪11‬‬
‫المحددة لبقائها بموجب العقد الخاص بتأسيس تلك الشركة‪ ،‬ولكن حتى لو كان عقد الشركة يتضمن‬

‫شرط ال يجوز فيه حل الشركة قبل انقضاء مدتها فالشرط صحيح وال يبقى سبيال لحلها وتصفيتها‬

‫إال باللجوء إلى القضاء‪.‬‬

‫وفي ك ل األح وال يق ع ق رار الح ل االتف اقي ب اطال إذا ك ان مب ني على الغش أو ك ان الهدف‬

‫منه اإلضرار بمصالح األقلية وعليه يجوز إنهاء الشركة باالتفاق سواء كانت محددة أو غير محددة‬

‫المدة‪ ،‬وسواء تضمن العقد ذلك أو لم يتضمنه‪ ،‬وعادة تتضمن عقود الشركات شرطا يتيح تصفية‬

‫الشركة إذا قررت ذلك األغلبية‪ ،‬ويشترط أيضا لحل الشركة بصفة عامة بناءا على اتفاق الشركاء‬

‫أن تكون ق ادرة على الوف اء بالتزاماتها فال يعتد به ذا الح ل إذا ك انت الش ركة في حال ة توق ف فعلي‬

‫تعجز عن دفع ديونها‪.‬‬

‫اندماج الشركات‬

‫إذا اتف ق الش ركاء فيم ا بينهم على دمج الش ركة ال تي يمتلكونه ا في ش ركة أخ رى ف إن ه ذه‬

‫الشركة تنتهي وتزول شخصيتها المعنوية وتحل محلها الشركة الدامجة‪ ،‬وينصرف مفهوم االندماج‬

‫إلى أنه جمع شركتين أو أكثر‪ ،‬أو هو تالحم شركتين قائمتين تالحما يقتضي بالضرورة فناء كل‬

‫منهما أو إحداهما ليكونا معا شركة واحدة‪ ،‬ويتم االندماج بطريقتين‪:‬‬

‫االندماج عن طريق الضم‬ ‫‪.1‬‬

‫تندمج الشركة في شركة أخرى بطريق الضم أو االبتالع‪ ،‬ومن ثم تنتهي الشخصية المعنوي ة‬

‫للش ركة المندمج ة في شخص ية الش ركة الدامج ة وتنق ل كاف ة الحق وق وااللتزام ات من الش ركة‬

‫المندمج ة إلى الش ركة الدامج ة‪ ،‬بحيث تك ون ه ذه األخ يرة هي المس ؤولة عن كاف ة ال ديون‬

‫المستحقة على الشركتين المندمجة والدامجة في نفس الوقت‪.‬‬

‫االندماج عن طريق المزج‬ ‫‪.2‬‬

‫‪12‬‬
‫ويعني به اندماج شركتان أو أكثر قائمة لتنشأ شركة جديدة‪ ،‬فتكتسب هذه األخيرة شخصية‬

‫معنوي ة جدي دة تختل ف عن شخص يات الش ركات المنحل ة‪ ،‬فاالن دماج بطري ق الم زج يس تلزم‬

‫اإلجراءات الالزمة لحل الشركات الداخلة في االندماج وتأسيس شركة جديدة‪.‬‬

‫واالن دماج في كلت ا الطريق تين يع د بمثاب ة ح ل الش ركة قب ل انته اء م دتها أو تحقي ق الغ رض‬

‫ال ذي أنش ئت الش ركة من أجل ه‪ ،‬ومن ثم ال ب د أن يص در ق رار االن دماج وفق ا للش روط‬

‫واإلجراءات المقررة لتعديل عقد الشركة ونظامها األساسي في كل من الشركات الداخلة في‬

‫االندماج‪.‬‬

‫واالندماج كسبب لتصفية الشركة يثير العديد من المشكالت القانونية من حيث تقسيم أصول‬

‫وخصوم كل شركة داخلة في االندماج أو المقابل الذي يحصل عليه الشركاء أو المساهمون في‬

‫الشركة الدامجة أو في الشركة الجديدة‪ ،‬أو من حيث اعتراض الشركاء على قرار االندماج إذا‬

‫ترتب عليه زيادة في األعباء المالية للشركاء أو المساهمين أو المساس بحقوقهم‪ ،‬أو من حيث‬

‫حق دائني الشركات الداخلة في االندماج في االعتراض على قرار االندماج أو الحصول على‬

‫ضمانات للوفاء بديونهم‪ ،‬وغير ذلك من المشكالت القانونية التي تقتضي وضع تنظيم قانوني‬

‫متكامل إلنهاء الشركات بطريق االندماج‪.‬‬

‫إن األثر الذي يترتب على حل الشركة نتيجة االندماج يختلف عن أثر الحل المعتاد للشركة‪،‬‬

‫وال ذي تلي ه عمل ة تص فية لس داد دي ون الش ركة ال تي تم حله ا واس تيفاء حقوقه ا وٕا نه اء عملياته ا‪،‬‬

‫وبيع أموالها وأصولها إلمكانية قسمتها على الشركاء لكون الحل الذي يأتي نتيجة االندماج ال‬

‫تلي ه عملي ة تص فية فعلي ة وقس مة وإ نم ا نق ل أص ول وخص وم الش ركة المندمج ة إلى الش ركة‬

‫الدامجة‪ ،‬و ٕان التصفية ليست غاية في ذاتها يستهدفها اإلندماج‪.‬‬

‫األسباب الخاصة لتصفية شركات األشخاص‬

‫‪13‬‬
‫بج انب األس باب العام ة لتص فية ش ركة األش خاص توج د أس باب أخ رى تق وم على االعتب ار‬

‫الشخص ي بين الش ركاء‪ ،‬حيث إذ ط أ ر على شخص ية الش ريك م ا ي ؤدي إلى زوال ه ذا االعتب ار‬

‫تنحل الشركة وتدخل في دور التصفية‪ ،‬وهذا يرجع ألحد األسباب المتمثلة في موت أحد الشركاء‪،‬‬

‫الحجر على أحد الشركاء أو إعساره أو إفالسه باإلضافة إلى انسحاب أحد الشركاء‪.‬‬

‫موت أحد الشركاء‬

‫تنتهي الش ركة كقاع دة عام ة بحكم الق انون إذا م ا ت وفي أح د الش ركاء س واء ك انت الش ركة‬

‫محددة المدة أو غير محددة المدة وسواء كان الشريك المتوفي متضامن أو موصيا‪ ،‬فوفاة أحد‬

‫الش ركاء ي ؤدي إلى حله ا وال يح ل ورث ة الش ريك المت وفي مكان ه إال إذا ك ان هن اك اتف اق س ابق‬

‫بين الش ركاء على ذل ك‪ ،‬حيث أج از الق انون في حال ة وف اة الش ريك ووج ود اتف اق مس بق م ع‬

‫الش ركاء أن يح ل ورث ة الش ريك المت وفي محل ه بالش ركة ويجب أن يك ون االتف اق على حل ول‬

‫الورث ة مك ان الش ريك المت وفي قبل ح دود الوف اة ول و ك انوا قص ر و ٕاال وجب ح ل الش ركة‬

‫وتصفيتها‪.‬‬

‫الحجر على أحد الشركاء أو إفالسه أو اعساره‬

‫إذا أفلس أحد الشركاء أو أعسر أو تم الحجر عليه لجنون أو عله أو سفه أو غفله وبالطبع‬

‫ف إن ه ذا األم ر مقرر بالنس بة لش ركات األش خاص ال تي بدورها تقوم على االعتب ار الشخصي‪،‬‬

‫وكم ا ه و مق رر بالنس بة لحال ة وف اة الش ريك فإن ه يج وز االتف اق في عق د الش ركة على اس تمرار‬

‫الشركة بين باقي الشركاء‪.‬‬

‫وي ترتب على إعس ار الش ريك أو إفالس ه زوال الثق ة ب ه‪ٕ ،‬و اعس ار الش ريك يظه ر على‬

‫الشركاء الموصيين من غير التجار‪ ،‬واإلفالس يظهر على الشركاء المتضامنين ويتبع ذلك حل‬

‫الش ركة ووج وب تص فيتها‪ ،‬لكن يج وز ألي ش ريك أخ ر أن يلج أ إلى المحكم ة لطلب الحكم‬

‫‪14‬‬
‫ب إفالس الش ركة عند توافر إح دى ه ذه الح االت دون وجود بن د متفق علي ه في العق د التأسيس ي‬

‫باستمرار الشركة بين باقي الشركاء‪ ،‬رغم وجود أحد الشركاء في أحد األوضاع السالفة الذكر‪.‬‬

‫انسحاب أحد الشركاء من الشركة‬

‫إن الشركة كما عرفنا تنتهي بوفاة أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إفالسه أو إعساره‪ ،‬وهذه‬

‫األسباب إل إرادية بل يمكن أن تقع ألي شريك من الشركاء‪ ،‬غير أن هناك أسباب أخرى تنبع‬

‫أساس ا من إرادة ورغب ة أح د الش ركاء‪ ،‬فس واء ك ان االنس حاب إرادي اً أو ال إرادي اً‪ ،‬ف إن ذل ك ال‬

‫ينطبق إال على شركات األشخاص التي تقوم على االعتبار الشخصي‪ ،‬وال يمكن أن تطبق على‬

‫شركات األموال إال إذا مس ذلك بالنصاب المطلوب في الحد األدنى أو األقصى لعدد الشركاء‪.‬‬

‫المراجــــع‬

‫منشورات المؤسسة العامة للتعليم الفني المملكة العربية السعودية‪2010 .‬‬ ‫‪.1‬‬

‫رماش سومية‪ " .‬تصفية الشركات " دراسة مقارنة لنيل شهادة الماجستير قانون أعمال‪ .‬تحت‬ ‫‪.2‬‬

‫إشراف أ‪.‬وهاب حمزة‪ .‬جامعة العربي بن مهيدي‪ .‬كلية الحقوق ‪2015‬‬

‫‪http://bib.univoeb.dz:8080/jspui/bitstream/123456789/4425/1/%D8%AA‬‬

‫‪%D8%B5%D9%81%D9%8A‬‬
‫‪%D8%A9%20%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3‬‬
‫‪%D8%B4%D8%AE%D8%A7%D8%B5.pdf‬‬

‫‪15‬‬

You might also like