Professional Documents
Culture Documents
شرح الايات من الآية 7 الى 12 من سورة الحجرات
شرح الايات من الآية 7 الى 12 من سورة الحجرات
تiiiان ..أخiiiرج أحمiiiد والبخiiiاري ومسiiiلم وابن جريiiiر سiiiبب الiiiنزول َوإِ ْن طائِفَ ِ
وغيرهم،قيل لرسول هَّللا صلّى هَّللا عليه وسلّم :يانبي هَّللا ،لو أتيت (عبiiد هَّللا بن أب ّي
بن أبي سiiلول(وهiiو من كبiiار المنiiافقين) ،فiiانطلق إليiiه على حمiiار ،وانطلiiق
المسلمون يمشون ،وهي أرض سبخة ،فبال الحمار فقMMال :إليMMك عMMني ،فiiو هَّللا لقiiد
آذاني نتن حمiiارك،فقiiال عبMMد هَّللا بن رواحة :وهَّللا ،إن بiiول حمiiاره أطيب ريحiiا
منك ،فغضب لعبد اللَّهرجل من قومه ،وغضب لكل واحiiد منهمiiا أصiiحابه i،فوقiiع
ين iان ِم َن ْال ُمْ i
iؤ ِمنِ َ بينهم حرب بالجريد واأليدي والنّعال ،فiiأنزل هَّللا فيهمَ :وإِ ْن طائِفَتِ i
ا ْقتَتَلُوا..
-عبد هللا بن أبي بن سلول ،يلقبه المسلمون بكبير المنافقين ،لديiiه ولiد اسiمه عبiد
هللا (على اسم أبيه) وأصبح لولده شأن كبير في اإلسالم .كان على وشiiك أن يكiiون
سيد المدينة قبل أن يصلها الرسول وكان ابنه الصحابي الجليل( عبد هللا بن أبي بن
أبي سلول ) من أشد الناس على أبيه( عبد هللا بن أبي بن أبي سلول ) ،ولiiه موقiiف
شهير في ذلك مع الرسول األكرم (صلوات هللا عليه وسiiالمه) يتجلى الموقiiف في
أنه عرض على الرسول علبه السالم قتل أبيه.
-و روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال :لما توفي (عبد هللا
بن أبي) المنافق ،جاء ابنه (عبد هللا بن عبد هللا) الصحابي الجليل إلى رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ،ثم سأله أن
يصلي عليه فقام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليصلي عليه ،فقام عمر فأخذ
بثوب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقال :يا رسول هللا ،وقد نهاك ربك أن
تصلي عليه؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :إنما خيرني هللا فقال:ا ْستَ ْغفِرْ
ين َم َّرةً فَلَ ْن يَ ْغفِ َر هَّللا ُ لَهُ ْم[التوبة.]80:لَهُ ْم أَ ْو ال تَ ْستَ ْغفِرْ لَهُ ْم إِ ْن تَ ْستَ ْغفِرْ لَهُ ْم َسب ِْع َ
وسأزيده على السبعين ،قال :إنه منافق .قال فصلى عليه رسول هللا صلى هللا عليه
ات أَبَداً َوال تَقُ ْم
ص ِّل َعلَى أَ َح ٍد ِم ْنهُ ْم َم َ وسلم ،فأنزل هللا عز وجل هذه اآليةَ :وال تُ َ
َعلَى قَب ِْر ِه إِنَّهُ ْم َكفَرُوا بِاهَّلل ِ َو َرسُولِ ِه َو َماتُوا َوهُ ْم فَا ِسقُ َ
ون
قال ابن العربي :هذه اآلية أصل في قتال المسلمين ،والعمدة في حرب المتأولين،
وعليها ع ّول الصحابة ،وإياها عنى النبي صلّى هَّللا عليه وسلّم بقوله« :تقتل
ع ّمارا الفئة الباغيةأي عمار بن ياسر.
ا -فال خالف بين األمة أنه يجوز لإلمام تأخير القصاص إذا أ ّدى ذلك إلى إثارة
الفتنة أوتشتيت الكلمة.
ب-إن األمر بقتال البغاة فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عنالباقين،
ولذلك تخلّف قوم من الصحابة رضي هَّللا عنهم عن هذا األمر ،كسعد بن
أبيوقاص ،وعبد هَّللا بن عمرو ،ومحمد بن مسلمة وغيرهم ،وص ّوب ذلك علي بن
أبي طالب رضياهَّلل عنه عملهم ،واعتذر إليه كل واحد منهم بعذر قبله منه.
ت-ال يجوز أن ينسب إلى أحد من الصحابة خطأ مقطوع به ،إذا كانواكلهم
اجتهدوا فيما فعلوا وأرادوا هَّللا عز وجل،
ضب بها -وسئل بعضهم عنها أيضا فقال:تلك دماء قد ط ّهر هَّللا منها يدي ،فال أخ ّ
لساني.
صMلِ ُحوا بَ ْي َن أَ َخَ Mو ْي ُك ْم َواتَّقُMMوا هَّللا َ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُمMMونَفي
Mون إِ ْخَ Mوةٌ فَأ َ ْ
-10إِنَّ َمMMا ا ْل ُم ْؤ ِمنَُ M
استخدام كلمة (إخوةوإخوان ) في الق رآن الك ريم ..وب الرجوع إلى اللغةنج د أن
كلم ة ( أخ ) تجم ع على أخ وة وإخ وان ،و( اإلخ وة)تطل ق على إخوةال دم
والعص ب و( إخ وان) تطل ق على األص دقاء والمتم اثلين أو المتش ابهين قي ل :
إخوان الوداد وال إخوة الوالد ،وب الرجوع الى التفس ير نج د أن هللا عزوج ل ق د
عبر بكلمة إخوة الن إخوة الدين تعلو على إخوة ال دم ،ل ذلك ع بر هللا س بحانه
وتعالى بما يفي د الق وة في الرابط ة وجعله ا كرابط ة ال دم أو أش د وع بر بلف ظ
إخوانفي قوله إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين الن المبذرين ليسوا ش ياطين
وال من جنس الشياطين وإنما ويتشبهون بهم لذلك استخدام كلمة إخوان
إِنَّ َما ْال ُم ْؤ ِمنُونَإِ ْخ َوةٌ :تشبيه بليغ ،حذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه ،وأصله
المؤمنون كاإلخوة في التراحم.
فأَصْ لِحُوا بَي َْن أَ َخ َو ْي ُك ْم :وضع الظاهر موضع الضمير مضافا إلى المأمورين
للمبالغة في التقرير والتحضيض.
وخص االثنين بالذكر ،ألنهما أقل من يقع بينهم الشقاق ،وقرئ :إخوتكم
{واتَّقُواهَّللا َ} في مخالفة حكمه واإلهمال فيه{لَ َعلَّ ُك ْم تُرْ َح ُم َ
ون وإخوانكم َ
ا ْقتَتَلُوافَأَصْ لِحُوا iبَ ْينَهُما ،بينهما طباقَ .وأَ ْق ِسطُوا إِ َّن هَّللا َ ي ُِحبُّ ْال ُم ْق ِس ِط َ
ين،بينهما
جناساالشتقاق.
سى أَنْ يَ ُكونُوا َخ ْي ًرا ِم ْن ُه ْم َواَل س َخ ْر قَ ْو ٌم ِمنْ قَ ْو ٍم َع َ ين آ َمنُوا اَل يَ ْ -11يَا أَ ُّي َها الَّ ِذ َ
س ُك ْم َواَل تَنَابَ ُزوا بِاأْل َ ْلقَا ِ
ب سى أَنْ يَ ُكنَّ َخ ْي ًرا ِم ْن ُهنَّ َواَل تَ ْل ِم ُزوا أَ ْنفُ َ سا ٍء َع َ سا ٌء ِمنْ نِ َ نِ َ
ان َو َمنْ لَ ْم يَتُ ْب فَأُولَئِ َك ُه ُم الظَّالِ ُم َM
ون ق بَ ْع َد اإْل ِ ي َم ِ
سو ُ س ُم ا ْلفُ ُْس ااِل ْ بِئ َ
سبب النزول :
-1قيل نزلت في قوم من بني تميم سخروا من بالل وعمار وسلمان وخباب
لرثاثة حالهم وقلة ذات يدهم
-2وقيل :نزلت في صفية بنت حيي بن اخطب قالت :يار سول هللا ،ان النساء
يقلن يا يهودية بنت يهوديين قال لها :هال قلت ابي هارون وعمي موسى
وزوجي محمد.
-3وقيل نزلت في ثابت بن قيس عير رجال بأمه حين تأخر في صالة الفجر فلما
فرغ الرسول تقدم ليسمع موعظة ،فقال له رجل الزم مكانك فقال من هذا ؟ فقيل
:فالن ،فقال :ابن فالنة ،فلما انتهى الرسول قال :من عير فالنا بأمه ؟ قال
ثابت :انا يا رسول هللا ،قال :انظر إلى القوم ،ماذا ترى ؟ ،قال :األحمر
والبيض واألسود ،قال :فانك ال تفضلهم إال بالتقوى .
وقيل :نزلت :وال تلمزوا أنفسكم بمالك بن ابي مالك ووعبد هللا بن حدرد ،قال
مالك لعبد هللا :يا أعرابي ،وقال له عبد هللا :يا يهودي ،فأمرهما رسول هللا
أال يحال عليه حتى يظهرا توبتهما .
وقوله(بئس االسم الفسوق بعد اإليمان االسم :الذكر ،بئس أن يسمى الرجل كافرا
أو زانيا بعد إسالمه.فال تفعلوا فتستحقوا إن فعلتموه أن تسموا فساقا ،بئس االسم
الفسوق ،وترك ذكر ما وصفنا من الكالم ،اكتفاء بداللة قوله)بئس االسم الفسوق
( عليه.
السخرية :احتقارا iلشخص للغير بالقول أو بالفعل في حضرته ،لم يقل :رجل من
رجل وال امرأة من امرأة استفظاعا للشأن الذي كانوا عليه وألن مشهد الساخر
يكون معه من يضحك شريكا معه في الوزر ،اللمز :العيب بالقول او اإلشارة أو
العين بحضوره أو بغيابه وهو أعم من السخرية .التنابز :التداعي باأللقاب
المكروهة والتعاير ،نبزه :ناداه بلقب يكرهه
قال :وال تلمزوا أنفسكم ،مع أن مع أن الالمز يلمز غيره لإلشارةإلىأن الالمز
حين يلمز أخاه المسلم معيب.
سوا س ُض الظَّنِّ إِ ْث ٌم َواَل ت ََج َّ اجتَنِبُوا َكثِي ًرا ِم َن الظَّنِّ إِنَّ بَ ْع َ ين آ َمنُوا ْ -12يا أَيُّ َها الَّ ِذ َ
ضا أَيُ ِح ُّب أَ َح ُد ُك ْم أَنْ يَأْ ُك َل لَ ْح َم أَ ِخي ِه َم ْيتًا فَ َك ِر ْهتُ ُموهُ َواتَّقُوا هَّللا َ َواَل يَ ْغت َْب بَ ْع ُ
ض ُك ْم بَ ْع ً
اب َر ِحي ٌم . إِنَّ هَّللا َ تَ َّو ٌ
الظن المقصود :السيئ ،وإن من الحزم سوء الظن ،وفي الحديث « قال رسول
هللا صلى هللا عليه وسلم :ثالث الزمات أمتي الطيرة والحسد وسوء الظن فقال
رجل :ما يذهبهن يا رسول هللا ممن هن فيه؟ قال :إذا حسدت فاستغفر هللا وإذا
ظنن فال تحقق وإذا تطيرت فامض »
التجسس :التفتيش عن بواطن األمور ،والجاسوس هو صاحب سر الشر ،
والناموس صاحب iسر الخير ،الغيبة :ذكر اآلخر بما يكرهو االفك :أن تقول عن
أخيك ما بلغك عنه ،والبهتان أن تقول عنه ما ليس فيه.الميت :الذي مات ،
والميّت :لم يمت وهما لفظان يستوي التذكير والتأنيث فيهما ،وقيل بمعنى واحد
استخدمهما الشاعر عدي بن الرعالء في :
ليس من مات فاستراح بميْت إنما الميْت ميّت األحياء i،وفي :إنما الميت من
يعيش شقيا كاسفا باله قليل الرجاء
اإلعراب– ميتا :حال .الفاء في فكرهتموه فاء هي الفاء iالفصيحة ،أي إن صح
هذا وحصل كرهتم أن تأكلوه.
البالغة–االستفهام يفيد التقريرلتحقق أن كل أحد يقر بأنه ال حيب ذلك ،ولذلك أجيب
االستفهام& بقوله { :فكرهتموه } .فمن المسلمات أن يكره اإلنسان لحم أخيه ،وفي
اآلية منفرات كثيرة (كاالستفهام وأحدكم و لحم اإلنسان واألخ وميتا ) وفي أيحب
أحدكم أن يأكل لحم أخيه ....استعارة تمثيلية.
سبب النزول:قيل :كان النبي عليه السالم إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج
إلى رجلين موسرين يخدمهما ،فضم سلمان الفارسي إلى رجلين في بعض أسفاره
،فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته عيناه فنام فلم يهيئ لهما شيئا ،فلما قدما قاال له :
ما صنعت شيئا ؟ قال :ال ،غلبتني عيناي ،قاال له :انطلق إلى رسول هللا -
صلى هللا عليه وسلم -فاطلب لنا منه طعاما ،فجاء سلمان إلى رسول هللا -صلى
هللا عليه وسلم -وسأله طعاما ،فقال له رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم : -
انطلق إلى أسامة بن زيد ،وقل له :إن كان عنده فضل من طعام وأدام فليعطك ،
وكان أسامة خازن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم ، -وعلى رحله ،فأتاه فقال :
ما عندي شيء ،فرجع سلمان إليهما وأخبرهما ،فقاال كان عند أسامة طعام ولكن
بخل ،فبعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئا ،فلما رجع قاال:
لو بعثناك إلى بئر سميحة لغار ماؤها ،ثم انطلقا يتجسسان ،هل عند أسامة ما
أمر لهما به رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -؟ فلما جاءا إلى رسول هللا -صلى
هللا عليه وسلم -قال لهما " :ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما " ،قاال وهللا
يا رسول هللا ما تناولنا يومنا هذا لحما ،قال :بل ظللتم تأكلون لحم سلمان وأسامة
-وعن النبي -صلى هللا عليه وسلم -قال " :هل تدرون ما الغيبة؟ قال :قالوا هللا
ورسوله أعلم; قال :ذكرك أخاك بما ليس فيه ،قال :أرأيت إن كان في أخي ما
أقول له; قال :إن كان فيه ما تقول ،فقد اغتبته ،وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته
".
-وقيل إنامرأة دخلت على عائشة ; فلما قامت لتخرج أشارت عائشة بيدها إلى النبي
-صلى هللا عليه وسلم ، -أي أنها قصيرة ،فقال النبي -صلى هللا عليه وسلم : -
اغتبتها ".
-عن عائشة رضي هللا عنها قالت :قلت للنبي صلى هللا عليه وسلم :حسبك من
صفية كذا وكذا .قال بعض الرواة :تعني قصيرة فقال " :لقد قلت كلمة لو
مزجت بماء البحر لمزجته " قالت :وحكيت له إنسانا فقال " :ما أحب أني
حكيت إنسانا وإن لي كذا وكذا(حكيت له انسانا آخر كما في رواية أخرى :ذكرت
له إنسانا آخر بما يكره ومثلت فعله)..قال رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم) :لما عرج
بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ،يخمشون وجوههم ولحومهم ،فقلت :من هؤالء يا
جبريل؟ قال :هؤالء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.