You are on page 1of 41

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على املصطفى املختار‪ ،‬وآله وصحبه الطيبني األبرار‪،‬‬
‫وبعد‪ :‬خلق اهلل تعاىل اإلنسان وعلمه البيان‪ ،‬ومل يرتكه سدى‪ ،‬بل هيأ له من يشرف على هتذيبه‬
‫وتعليمه‪ ،‬السيما يف مراحل الطفولة حيث يكون ألني عريكة‪ ،‬وأنقى فطرة‪ ،‬وأصدق تأثراً بكل من‬
‫حييط به‪ ،‬ويعترب الوالدين مسؤولني بالدرجة األوىل عن تنشئته وإحاطته بالرعاية واحلماية والتوجيه‪.‬‬

‫و األصل يف هذه الرتبية أن تكون شاملة حلياة الطفل يف جوانبها كافة اخلاصة والعامة‪ ،‬غري أهنا‬
‫أضحت عند بعض املربني يف األيام الراهنة مقتصرة على بعض اجلوانب فحسب‪ ،‬وابتعد أكثر‬
‫املربني عن منهجية اإلسالم يف الرتبية إذا ما قورن ذلك بالضخ اإلعالمي الرهيب الذي يتلقاه‬
‫الطفل من غري مراقبة وال توجيه‪.‬‬

‫وعجزت النظريات الرتبوية احلديثة املفسرة لسلوك الطفل عن الوصول به إىل املستوى الرتبوي‬
‫واألخالقي املتوقع منها‪ ،‬وظهر من يردد عبارات الغرب وجتاربه املؤقتة بدعوى التقدم واملدنية‬
‫وحترير الطفل من سلطة الوالدين‪ ،‬فكان البد من‪:‬‬

‫‪ -‬التأكيد على دور الوالدين يف الرتبية والتأديب‪ ،‬واملسؤولية امللقاة على عاتقهما يف ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬إيضاح مشولية الرتبية لكل اجلوانب الكفيلة بإعداد الفرد الصاحل السوي‪.‬‬

‫‪ -‬إتساع دائرة األساليب الرتبوية‪ ،‬وعدم حصرها بأسلوب اجلزاء والعقاب املادي‪.‬‬

‫‪ -‬احلكمة يف استخدام وسائل الثواب والعقاب املادية واملعنوية وفق الضوابط الشرعية املنصوص‬
‫عليها‪ ،‬السيما يف حال استخدام العقاب البدين‪.‬‬
‫‪ -‬بيان للسياسات الرتبوية اخلاطئة اليت يتبعها بعض املربني مع أوالدهم‪ ،‬وبيان الرأي اإلسالمي‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪ -‬عرض موجز ملزايا النهج الرتبوي اإلسالمي الذي ينبغي على املربني إتباعه‪.‬‬

‫خطة البحث‪ :‬املطلب األول‪ :‬تعريف الرتبية وهدفها‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أنواع الرتبية‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬أساليب الرتبية‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬السياسات الرتبوية اخلاطئة‪ ،‬ورأي التشريع اإلسالمي فيها‪.‬‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬مزايا النهج الرتبوي اإلسالمي‪.‬‬

‫اخلامتة‪.‬‬

‫الملخص‬

‫يتضمن هذا البحث نظرة سريعة عن مسؤولية الرتبية‪ ،‬وهدفها يف حياة الطفل‪ ،‬مث عرض أنواع‬
‫الرتبية وجوانبها املختلفة اليت ينبغي اإلحاطة هبا إلعداد املواطن الصاحل‪ ،‬يليه الكالم عن األساليب‬
‫الرتبوية يف اإلسالم واليت تتجلى بالقدوة والوعظ والعادة وإثارة العاطفة والتعليم‪ ،‬وينتهي باحلديث‬
‫عن السياسات الرتبوية اخلاطئة يف تربية الطفل يف املنظور اإلسالمي‪ ،‬ومزايا النهج الرتبوي‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التربية وهدفها وأنوعها‪:‬‬

‫محّل الشارع احلكيم الوالدين مسؤولية تربية أوالدهم وتوجيههم وتأديبهم‪ ،‬السيما يف مراحلهم العمرية األوىل حرصاً منهم على التنشئة القومية‪،‬‬
‫وتنطوي هذه التنشئة على جوانب احلياة كافة ويتم ذلك بأساليب متنوعة‪ ،‬البد قبل عرضها من بيان ملفهوم الرتبية وهدفها‪:‬‬
‫‪ :1‬تعريف التربية‪:‬‬

‫لغة‪ :‬يعود أصل اإلشتقاق اللغوي لكلمة تربية إىل‪:‬‬

‫وربَّه َربّاً‪ :‬أي توىل أمره وملكه‪ ،‬وهي هبذا املعىن صفة ذات يف حقه تعاىل بصفته املالك والسيد‪2.‬‬
‫رب الصيب‪ ،‬مبعىن ربّاه حىت أدرك‪َ ،‬‬
‫ب‪ :‬ومنه َّ‬
‫َر َّ‬

‫عمة َت ُربُّ َها َعلَ َّي”‪ 3،‬أي حتفظها وترعاها‪ ،‬وربّاه تربيةً‪ ،‬وتربّاه‪ ،‬أي‪ :‬أحسن القيام عليه‪ ،‬ووليه‬‫ربب‪ :‬رببه تربيباً مبعىن رباه‪ ،‬ومنه احلديث “لَ َ ِ‬
‫كن َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ََ‬
‫حىت يفارق الطفولة سواء كان ابناً له أم مل يكن‪ ،‬وتطلق يف حقه تعاىل بصفته مدبراً خللقه ومربّيهم‪4.‬‬

‫َربَا‪َ :‬ربَا الشيء يربو‪ ،‬مبعىن زاد ومنا‪ ،‬وربّاه تربيةً أي َّ‬
‫غذاه‪ ،‬ويطلق هذا على كل ما يُنَ َّمى‪ ،‬كالولد‪ ،‬والزرع وحنوه‪5.‬‬

‫اصطالحا‪ّ :‬‬
‫يعر ف الفقهاء الرتبية بأهنا‪ :‬تنشئة الولد حىت يبلغ التمام والكمال شيئاً فشيئا‪6.‬‬

‫ويعرف بعض العلماء املعاصرين الرتبية حديثاً بأهنا‪ :‬جمموعة‬


‫وهذه التنشئة البد وأن تكون ذات أبعاد أخالقية واجتماعية ونفسية وعقلية وجسدية‪ّ ،‬‬
‫العمليات واجلهود املوجهة‪ ،‬بغية إحداث التغيري املرغوب يف سلوك األفراد يف أحوال وظروف البيئة املادية واالجتماعية‪7.‬‬

‫يستند هذا التعريف إىل حتديد طبيعة الرتبية من حيث هي طرق ووسائل لتنشئة الطفل بطريق التدريس كما يراها ابن سينا‪8.‬‬

‫أو بطريق اإلعتياد كما يرها الغزايل وغريه‪ 9‬لذلك ميكن تعريفها بأهنا‪ :‬علم إعداد اإلنسان حسبما يريد دينه‪ ،‬وجمتمعه‪ ،‬وأمته‪10.‬‬

‫‪ -2‬هدف التربية‪:‬‬

‫الصاحل‪ ،‬الفاضل ذو اخللق الكرمي‪ ،‬والعزمية القوية‪ ،‬القادر على التالؤم مع حياة اجملتمع الذي ينتمي إليه‪،‬‬ ‫هتدف الرتبية اإلسالمية إىل إعداد اإلنسان ّ‬
‫وممارسة دوره النافع فيه‪ ،‬وهو الذي يكون حبق خليفة اهلل يف هذه األرض‪ 11‬لذلك ينبغي أن يكون هذا اإلعداد شامال جلوانب حياته كافة‪،‬‬
‫ك ِم َن ُّ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫اك اهلل الدَّار اآْل ِخرةَ والَ تَنس نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫صيبَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫يما آتَ َ‬
‫﴿و ْابتَ ِغ ف َ‬
‫اخلاصة والعامة‪ ،‬تربية جتلب النجاح يف الدنيا والفالح يف اآلخرة‪ ،‬يقول تعاىل‪َ :‬‬
‫وأ ِ‬
‫ك﴾‪.‬القصص‪12 77:‬‬ ‫أح َس َن اهلل إِلَْي َ‬
‫َحسن َك َما ْ‬
‫َ ْ‬

‫ثانيا أنواع التربية‪:‬‬


‫‪ -1‬الرتبية اإلميانية‪ :‬وهي ربط الولد منذ نعومة أظفاره بأصول اإلميان وأركانه‪ ،‬وترسيخها يف خواجل نفسه‪ ،‬إبتداء بوجود اهلل تعاىل وصفاته‪ ،‬مروراً‬
‫بعظمة كالم اهلل وإعجازه وبيانه بالسنة املشرفة‪ ،‬وانتهاء باإلعتياد على تطبيق أركان اإلسالم‪ ،‬ومتثل مبادئ الشريعة الغراء حىت تتسامى روحه إىل‬
‫يل خِلَْل ِق اهلل‬ ‫ِ‬
‫َّاس َعلَْي َها ال َتْبد َ‬
‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫األفق األعلى‪ ،‬بإميان صادق‪ ،‬ويقني ليس بعده كفر‪ ،13‬قال تعاىل‪﴿ :‬فَأَقِم وجه ِ‬
‫ك للدِّي ِن َحني ًفا فطَْر َة اهلل اليِت فَطََر الن َ‬
‫ْ َ َْ َ‬
‫ِّين الْ َقيِّ ُم﴾‪.‬الروم‪30:‬‬ ‫ِ‬
‫ك الد ُ‬
‫َذل َ‬

‫وأول ما ينبغي للولد معرفته يف حق اهلل تعاىل أنه واجب الوجود‪ ،‬فيستحيل عليه العدم‪ ،‬ومن صفاته القدم‪ ،‬والبقاء‪ ،‬وخمالفته للحوادث‪ ،‬ليس كمثله‬
‫شيء‪ ،‬وهو سبحانه قائم بنفسه واحد يف ذاته‪ ،‬وصفاته‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬يتصف بالقدرة‪ ،‬واإلرادة‪ ،‬والعلم واحلياة‪ ،‬والسمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬والكالم‪ ،‬ويستحيل‬
‫عليه أضدادها‪ ،‬كما جيوز يف حقه كل فعل أو ترك ممكن‪14.‬‬

‫أما ما يعلّم يف حق رسوله الكرمي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فيتعنّي أ ْن يعلم بأنّه صادق أمني‪ ،‬إستفرغ الوسع يف التبليغ موصوف بالفطنة‪ ،‬كما يتعنّي أن‬
‫يتعلّم ما يستحيل يف حقه من حنو الكذب‪ ،‬واخليانة‪ ،‬والبالدة‪ ،‬وكتمان شيء من الرسالة‪ ،‬وجيوز يف حقه ما جيوز للبشر من األكل‪ ،‬والشرب‬
‫واجلماع‪ ،‬واملرض اخلفيف‪ ،‬وهو صلى اهلل عليه وسلم مبعوث اهلل تعاىل إىل اخللق كافة‪ ،‬عرهبم وعجمهم‪ ،‬إنسهم وجنهم‪ ،‬بشريعته نسخت الشرائع‬
‫فضله على سائر اخلالئق‪.‬‬
‫السابقة‪ ،‬واهلل ّ‬

‫‪ -2‬الرتبية اخللقية‪ :‬وهي تنشئة الفرد على املبادئ اخللقية والفضائل السلوكية والوجدانية اليت توجه سلوك الطفل من وقت متييزه‪ ،‬حىت يعتاد‬
‫الصالح وترسخ يف نفسه القيم‪ ،‬فتكون دافعاً له إىل كل فضيلة وعوناً له على كمال دينه ومروءته وشخصيته‪ ،‬ومنها ّبر الوالدين واحرتامهم‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والتزام األدب يف التعامل مع الغري إبتداء باألسرة‪ ،‬وانتهاء مبختلف املؤسسات االجتماعية‪ 15‬واألفراد‪ ،‬وقد وصف اهلل تعاىل نبيه الكرمي صلى اهلل‬
‫َّك لَ َعلى ُخلُ ٍق َع ِظي ٍم﴾‪.‬القلم‪5:‬‬
‫﴿وإِن َ‬
‫عليه وسلم بذلك فقال‪َ :‬‬

‫‪ -3‬الرتبية البدنية‪ :‬ويتم من خالهلا تنمية قدرات الفرد البدنية‪ ،‬وزيادة كفاءته احلركية‪ ،‬األمر الذي يعينه على حتمل أعباء احلياة ومتطلباهتا‪ ،‬فالعقل‬
‫السليم يف اجلسم السليم‪ 16،‬وقد قال صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬املؤمن القوي خري وأحب إىل اهلل من املؤمن الضعيف‪ ،‬ويف كل خري‪17”.‬‬

‫وقد تتابعت الوصايا اإلهلية الداعية إىل حفظ الصحة البدنية‪ ،‬والنهي عن اإلسراف يف الطعام والشراب‪ ،‬واألمر بالصيام والنظافة والطهارة‪ 18،‬وهنى‬
‫يضر باجلسم ويوهنه‪ ،‬وأمر بالتداوي من األمراض‪19.‬‬ ‫عن كل ما ّ‬

‫‪ -4‬الرتبية العقلية‪ :‬وهي تنمية املدارك الفكرية والقدرات العقلية لدى الطفل‪ ،‬وذلك من خالل توجيهه حنو اكتساب املعارف الشرعية والعلمية‬
‫املدعم باحلكمة واملنطق والسداد يف الرأي‪ 20،‬واآليات القرآنية الداعية إىل إعمال العقل‬
‫والثقافية واحلضارية اليت تساهم يف حتقيق نضجه الفكري ّ‬
‫ات لَِقوم ٍي ِ‬
‫ك آلي ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عقلُو َن﴾‪.‬الروم‪30:‬‬‫َ‬ ‫والفكر‪ ،‬وإىل التبصر يف اخللق كثرية‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬إ َّن يِف َذل َ َ‬
‫‪ -5‬الرتبية الوجدانية‪ :‬وهي تربية املشاعر اإلنسانية لدى الفرد من فرح وحزن وقلق واطمئنان‪ ،‬وتوجيه األحاسيس الداخلية من لذة وأمل‪ ،‬وضبط‬
‫والرعاية والعطف واحرتام الذات‬
‫باحلب ّ‬
‫العواطف واإلنفعاالت الوجدانية من حب وكره‪ ،‬وهذا النوع يتجلى يف املعاملة الودية للطفل‪ ،‬وإشعاره ّ‬
‫‪ ،21‬وقد جتلى ذلك يف سلوكه ومعاملته صلى اهلل عليه وسلم وعن أيب هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قبّل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم احلسن رضي‬
‫اهلل عنه وعنده األقرع بن حابس التميمي جالساً‪ ،‬فقال األقرع‪ :‬إ ّن يل عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً‪ .‬فنظر إليه رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫رحم”‪22.‬‬
‫رحم ال يُ َ‬
‫“من ال يَ َ‬
‫وسلم وقال‪َ :‬‬

‫‪ -6‬الرتبية االجتماعية‪ :‬تربية الطفل منذ نعومة أظفاره على التكيف مع اجملتمع مبختلف مؤسساته‪ ،‬واإللتزام باآلداب اإلجتماعية‪ ،‬والفضائل اخللقية‬
‫اليت ترتئيها العناصر الراشدة فيه‪ ،‬وتعريف الطفل حبقوق اجملتمع والقوانني والنظم السائدة فيه حىت يتمكن من التعايش مع أفراده على أسس احملبة‬
‫واإلحرتام واألخوة والتعاون‪ ،‬دون أن خيل ذلك جبرأته يف إثبات ذاته‪ ،‬بعيداً عن الرتدد أو اخلجل‪ 23،‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬مثل املؤمنني يف‬
‫توادهم وترامحهم وتعاطفهم مثل اجلسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجلسد بالسهر واحلمى‪24”.‬‬

‫‪ -7‬الرتبية املهنية‪ :‬تدريب الطفل على الكسب الضروري وتعليمه الصنائع اليت تليق به‪ 25‬من أجل تأمني املتطلبات املادية للحياة وغالباً ما ختضع‬
‫هذه الوسائل والطرق لتغري الزمان واملكان‪ ،‬وترتاوح بني القدم واحلداثة كالزراعة والصناعة والتجارة وتعلم املعلوماتية واحلاسوب واللغات وغريها‪،‬‬
‫ِ‬
‫﴿ه َو الَّذي َج َع َل لَ ُك ُم اأْل َْر َ‬
‫ض‬ ‫‪ 26‬وجيوز للوالد إجارة ولده واستخدامه تدريباً له وتأديباً‪ 27.‬وقد أمر اهلل تعاىل بالسعي يف طلب الرزق‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫ور﴾‪.‬امللك‪15:‬‬ ‫َذلُواًل فَ ْام ُشوا يِف َمنَاكِبِ َها َو ُكلُوا ِمن ِّر ْزق ِه َوإِلَْي ِه الن ُ‬
‫ُّش ُ‬

‫‪ -8‬الرتبية األدبية‪ :‬تتجلى يف إتقان علوم اللغة العربية‪ ،‬لتقومي لسانه‪ ،‬وإصالح بيانه‪ 28،‬ويعلم رواية الرجز والقصيد‪ ،‬ومن الشعر ما انطوى على‬
‫فضل األدب ومكارم األخالق‪ ،‬وأركان علوم اللسان العريب تتمثل يف اللغة‪ ،‬والنحو‪ ،‬والبيان‪ ،‬واألدب‪ ،29‬وحبفظ القرآن الكرمي حتفظ اللغة‬
‫العربية‪ ،‬ولواله الندثرت منذ زمن بعيد‪ ،‬وهو معجزة النيب صلى اهلل عليه وسلم يف فصاحته وبالغته وتناسقه‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬أَفَالَ َيتَ َدبَُّرو َن الْ ُقْرآ َن َولَ ْو‬
‫اختِالَفًا َكثِرياً﴾‪.‬النساء‪82:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َكا َن م ْن عند َغرْيِ اهلل لََو َج ُدواْ فيه ْ‬

‫‪ -9‬الرتبية اجلمالية‪ :‬إيقاظ شعور الفرد جبمال الكون‪ ،‬والتعبري عن ذلك بإحساس مرهف‪ ،‬يبعث فيه الشعور باإلرتياح والسرور ويتذوق اجلمال‬
‫ويسعى للحفاظ عليه والعناية به‪ ،‬فريتقي وجدانه وتتهذب انفعاالته‪ ،‬لتنعكس على نفسه مبتعة ذات طابع خاص‪ 30،‬وقد حتدث القرآن عن الزينة‬
‫واجلمال‪ ،‬ولفت نظر اإلنسان إىل ما يف الكون من مجال وروعة وفن وإبداع حىت تكون دليالً على قدرة اهلل وعظمته‪ ،‬فهو سبحانه مجيل حيب‬
‫ند ُك ِّل َم ْس ِج ٍد﴾‪.‬األعراف‪31:‬‬
‫آد َم ُخ ُذواْ ِزينَتَ ُك ْم ِع َ‬
‫اجلمال وقد أمر اإلنسان بالتجمل فقال‪﴿ :‬يَا بَيِن َ‬

‫‪ -10‬الرتبية اجلنسية‪ :‬وتعين تعليم الولد وتوعيته ومصارحته بالقضايا املتعلقة باجلنس واملتصلة بالزواج حىت يكون على بينة من احلالل واحلرام‪ ،‬ومن‬
‫كل ما قد يؤدي إليهما‪ ،‬فيتحكم بذاته ويضبط نوازعه بعيداً عن اإلنسياق وراء الشهوات‪ ،‬والتخبط يف سبل الغواية واإلحنالل‪31.‬‬
‫وهذا النوع من الرتبية يتم بشكل تدرجيي مرحلي‪ ،‬فيبدأ باجملاز إىل التلميح‪ ،‬كلما توسعت مدارك الطفل وظهرت نباهته‪ ،‬لكن ال ينتقل إىل‬
‫التصريح إال بعد مؤانسة الرشد منه‪ ،‬وبلوغه مرحلة التكليف‪.‬‬

‫وينبغي تدريب الطفل على التزام املبادئ اإلسالمية يف اإلستئذان‪ ،‬وغض البصر‪ ،‬والتفريق يف املضاجع والعفة واحلياء‪ ،‬والغرية على احملارم‪.‬‬

‫ومن الضروري يف هذا الصدد إبعاد الطفل عن املثريات اجلنسية‪ ،‬وإشغاله مبا هو نافع له من األنشطة العلمية والثقافية والرياضية على اختالف‬
‫أنواعها‪32.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التربية‪:‬‬

‫تتنوع األساليب الرتبوية لتحقيق اهلدف العام للرتبية‪ ،‬وميكن إمجاهلا فيما يأيت‪:‬‬

‫‪ -1‬القدوة احلسنة‪ :‬تعترب القدوة من أهم األساليب الرتبوية اليت ينعكس تأثريها على شخصية الفرد بشكل واضح‪ ،‬وهلا دور بارز يف تعديل السلوك‬
‫وفق القيم والفضائل اخللقية‪ ،‬ويعود السبب يف ذلك إىل ميل الطفل حنو تقليد اآلخرين‪ ،‬وحماكاهتم يف أقواهلم وأفعاهلم وحركاهتم‪ ،‬وهذا يتطلب من‬
‫املريّب متثل اإلستقامة يف سلوكه‪ ،‬وترمجة قوله إىل فعل حىت يكون أبلغ أثرا وأعمق انطباعا يف النفس‪ ،‬وهذا موضع اتفاق بني علماء الرتبية املسلمني‬
‫وغريهم‪ 33‬واألصل يف ذلك قوله تعاىل‪﴿ :‬لََقد َكا َن لَ ُكم يِف رس ِ‬
‫ول اهلل أُسوةٌ َح َسنَةٌ﴾‪.‬األحزاب‪21:‬‬ ‫َُ‬

‫وغالباً ما ينتهي هذا األسلوب باملمارسة العملية للحياة‪ ،‬والدروس العملية للفضيلة والقيم واألحكام الشرعية فيعتمد الطفل على نفسه‪ ،‬ويستفيد من‬
‫جتاربه‪34.‬‬

‫‪ -2‬الوعظ واإلرشاد‪ :‬يعترب النصح والتوجيه املباشر أسلوبا هاماً يف الرتبية‪ ،‬وخيتلف تأثريه باختالف حال النفوس يف اإلقبال والنفور‪ ،‬والسهولة‬
‫والعناد‪ ،‬ومن املعلوم أن نفس الطفل أكثر مرونة‪ ،‬وألني عريكة وأسرع اعتياداً من الكبري‪ ،‬فكان تعاهده بالرتبية والتأديب واجب كل من يتوىل‬
‫أمره‪35.‬‬
‫وعلى املريب حتنّي الوقت املناسب يف توجيهه وإرشاده‪ ،‬لئال تتسلل السآمة إىل نفسه‪ ،‬ويراعي اللطف يف النصح والرفق يف القول وخفض الصوت‪،‬‬
‫وسرت احلال ما أمكن‪ 36،‬فقد روي عن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه أنه قال‪“ :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يتخولنا املوعظة يف األيام‬
‫كراهة السآمة‪37”.‬‬

‫‪ -3‬العادة‪ :‬وهي تكرير الشيء دائماً أو غالباً على هنج واحد من غري عالقة عقلية‪ ،‬وقد تأخذ طابعاً اجتماعياً‪ ،‬فرتتضيها عقول الناس‪ ،‬ويعودون‬
‫إليها مرة بعد أخرى‪38.‬‬

‫واإلنسان يف الغالب يكون إىل ما اعتاد أميل وعليه أحرص وبه أشد متسكاً‪ ،‬والصغري أسلس قيادة‪ ،‬وأحسن مواتاة وقبوالً‪ ،‬وأقل عزمية يف اإلنصراف‬
‫عما يؤمر به من املذاهب اجلميلة والطرق املثلى‪ ،‬وهذا يرتب على املريب تعويد الطفل على التزام القواعد واملبادئ اإلسالمية حىت ينساق وراء أدائها‬
‫الص ِ‬
‫الة‪َ ،‬و ُهم أبنَاءُ َسبع‪،‬‬ ‫“مُروا أوال َد ُكم بِ َّ‬
‫بشكل آيل ودون جتريدها من حقيقة كوهنا عبادة يف اهلدف واملغزى‪ 39.‬وقد قال صلى اهلل عليه وسلم‪ُ :‬‬
‫َواض ِربُ ُ‬
‫وهم َعلَ َيها‪َ ،‬و ُهم أبنَاءُ َعشر‪ 40”،‬وليس ذلك إال هبدف تعويدهم على التزام الطاعة واجتناب املعصية‪.‬‬

‫‪ -4‬إثارة العاطفة‪ :‬تثار العواطف بإيقاظ املشاعر الوجدانية‪ ،‬وحتريك العواطف الداخلية جتاه الشيء املتعلم حبيث يكون رديفاً للفرد حنو اإللتزام به‬
‫والثبات عليه‪ 41،‬وتتنوع الوسائل املستخدمة يف الرتغيب باألمر وإثارة اإلهتمام به‪ ،‬كاحلوار والقصة وضرب األمثال وغريها‪ ،‬وهذا أسلوب قرآين‬
‫ص لَ َعلَّ ُه ْم َيَت َف َّك ُرو َن﴾‪.‬األعراف‪176 :‬‬
‫ص َ‬ ‫ص ِ‬
‫ص الْ َق َ‬ ‫بليغ األثر يف هتذيب النفس وتوجيهها‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬فَاقْ ُ‬

‫‪ -5‬الرتبية بالتعليم‪ :‬يعترب التعليم وسيلة خادمة للرتبية‪ ،‬وجزءاً هاماً منها‪ ،‬وهو يف الغالب يقرتن بالدليل العقلي والربهان املنطقي‪ ،‬ويراعى فيه‬
‫التدرج مع استخدام الوسائل احلديثة واحلسية بغية تقريب املعىن وتزويد الفرد بأرضية علمية وثقافية واسعة‪42.‬‬ ‫ّ‬

‫جعل بعض علماء الرتبية التعليم مرحلة الحقة ملرحلة التهذيب والتأديب‪ ،‬واليت بدورها تتبع مرحلة احلضانة‪ ،‬فمن تعلم دون تأديب‪ ،‬مل ينفعه‬
‫التعليم‪43.‬‬

‫‪ -6‬الرتغيب والرتهيب‪ :‬الرتغيب‪ :‬وعد يصاحبه حتبيب اإلنسان وإغراؤه بإجناز عمل ما‪ ،‬جيين من ورائه مصلحة وخرياً‪ ،‬أما الرتهيب‪ :‬فهو وعيد‬
‫اإلنسان بالعقوبة‪ ،‬وحتذيره من األعمال احملرمة‪44.‬‬
‫وما من شك أن استخدام مثل هذا األسلوب له أمهيته‪ ،‬السيما يف مراحل الطفولة األوىل‪ ،‬وهو مستقى من الفطرة اإلنسانية‪ ،‬حيث يرى املربّون‬
‫املسلمون أن لدى الطفل ميالً طبيعياً حنو حب الثناء واملديح‪ ،‬كالرغبة يف كل ما جيلب له اللذة والسرور‪ ،‬دون التفكري يف العاقبة‪ ،‬وهو أيضاً يبغض‬
‫وكل ما جيلب له الشعور باألمل‪45.‬‬
‫اللوم‪ّ ،‬‬

‫ومن صور الرتغيب‪ :‬املديح‪ ،‬والثناء‪ ،‬واإلبتسام‪ ،‬والتقبيل‪ ،‬والرتبيت على الكتفني والرأس واملعانقة‪46.‬‬

‫ومنه إظهار حماسن الطفل والثناء عليه أمام اآلخرين من غري مراء وال تبجيل وكذلك الدعاء له‪ 47،‬فها هو ذا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يدعو خلادمه أنس بقوله‪“ :‬اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته‪48”.‬‬

‫أما الرتهيب فهو كالتغافل والتأنيب والتعنيف والتهديد واحلرمان واهلجر‪ 49.‬من غري شتم أو لعن أو حتقري‪ 50،‬فما ورد عن النيب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أنه كان كذلك‪ ،‬جاء يف حديث أنس رضي اهلل عنه “مل يكن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم سبّاباً‪ ،‬وال فحاشاً وال ّلعاناً”‪ 51،‬وعليه جتنب‬
‫الدعاء على ولده‪ ،‬ألن يف الدعاء عليه إفسادا له‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬ال تدعو على أنفسكم‪ ،‬وال تدعوا على أوالدكم‪ ،‬وال تدعوا على‬
‫أموالكم‪ ،‬ال توافقوا من اهلل ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم”‪52.‬‬

‫وال ينبغي هتك سرت الطفل أو مكاشفته‪ ،‬السيما إذا سرته واجتهد يف إخفائه‪ ،‬ألن هذا قد ال يزيده إال جسارة وإصراراً على اخلطأ دون مباالة‬
‫بأحد‪53.‬‬

‫‪ -7‬الثواب والعقاب‪ :‬حظي هذا اجلانب باهتمام علماء الرتبية املسلمني كما اعتمده علماء النفس يف الغرب‪ ،‬ابتداء مببدأ اللذة (تكرار السلوك‬
‫يرتبط باللذة احلاصلة منه)‪ ،‬والذي قال به فرويد وهربرت سبنسر‪ ،‬وانتهاء مببدأ التعزيز الذي تبناه السلوكيون‪ ،‬حيث جعلوا املنبهات اخلارجية اليت‬
‫ترافق السلوك من ثواب‪ ،‬أو عقاب بواعث له خبالف احلافز الذي يعرب عن حاجة فيزيولوجية داخلية يف الغالب‪54.‬‬

‫ومن صور الثواب املادي‪ :‬تقدمي ما له قيمة مادية يف ظاهره‪ ،‬وهو معنوي يف تأثريه أيضاً وذلك كاملكافآت املالية واجلوائز حنو الدمى‪ ،‬والكتب‪،‬‬
‫واألدوات املدرسية والرياضية والفنية واأللعاب‪ ،‬واهلدايا املختلفة‪ ،‬وقد تكون معززاً غذائياً‪ ،‬وفق ما عرّب عنه علماء النفس‪55.‬‬

‫وقد أشارت الدراسات احلديثة إىل أن املعززات املادية يتعاظم تأثريها يف مراحل الطفولة األوىل‪ ،‬وعند املعوقني أيضاً‪ ،‬مث يبدأ باإلحنسار حىت يصبح‬
‫شبه معدوم يف املرحلة اإلعدادية والثانوية‪ 56،‬واإلتفاق مطرد عند علماء الرتبية على أن الثواب كلما خرج عن املضمون املادي إىل املعنوي كان‬
‫أثبت يف تعديل السلوك وتوجيهه‪57.‬‬
‫أما العقاب‪ :‬وهو إنزال العقوبة الفعلية باإلنسان املقصر أو املسيء لألدب‪ ،‬فقد إتفق علماء الرتبية من املسلمني وغريهم على اعتماد العقاب يف‬
‫سياسة الطفل وتوجيهه‪ 58،‬كوسيلة اضطرارية‪ ،‬نظراً خلطورته‪ ،‬وما قد خيلفه من آثار جسدية أو نفسية سلبية‪ ،‬والبد أن يكون تربوياً يف مآله‪،‬‬
‫ويتم إيقاعه بشكل تدرجيي من األخف إىل األشد‪ ،‬وال يلجأ إىل وسيلة مع جدوى ما دوهنا‪59.‬‬

‫والعقاب ضروري يف بعض األحيان لتقومي سلوك الطفل وتنمية الشعور باملسؤولية لديه‪ ،‬شرط أال يكون تلقائياً متكرراً حبيث يصبغ عالقة الولد‬
‫بأبويه أو معلميه‪ ،‬ألن التعنيف املتكرر يفقد تأثريه شيئاً فشيئاً‪ ،‬بل وقد ينتج عنه أشكال من السلوك اخلاطئ‪ ،‬كاإلستهزاء مثالً‪60.‬‬

‫ومن العقوبات البدنية‪ :‬الصفع وشد األذن والضرب وهو إسم لفعل مؤمل يتصل بالبدن‪ ،‬أو استعمال آلة التأديب يف حمل قابل اإليالم‪ 61.‬ولكي‬
‫تفهم العقوبة يف غري سياقها‪ ،‬كأهّن ا مطلوبة لذاهتا‪ ،‬حيسن التنبيه إىل ضوابط العقوبة البدنية وشروطها‪.‬‬

‫ضوابط العقوبة البدنية وشروطها‪:‬‬

‫إن استخدام العقوبة البدنية ليس على إطالقه‪ ،‬بل هو يف الشرع اإلسالمي مضبوط بضوابط وشروط البد من مراعاهتا‪ ،‬حىت يكون جمدياً‪ ،‬وحيقق‬
‫اهلدف املرجو منه يف اإلصالح‪.‬‬

‫أال يكون الضرب مربحاً‪ ،‬فال يكسر عظماً‪ ،‬وال جيرح حلماً‪ ،‬وال يريق دماً‪62.‬‬

‫جتنب ضرب الوجه تكرمياً له‪ ،‬خشية تشويهه‪ ،‬ويتجنب الرأس واملقاتل‪ ،‬واملواضع املخوفة‪ ،‬كالفرج والبطن‪ ،‬وثغرة النحر‪ ،‬وحتت األذن‪63.‬‬

‫بدرة مأمونة معتدلة الرطوبة واحلجم‪64.‬‬


‫أال يكون الضرب بالسوط أو العصا‪ ،‬ولكن ّ‬

‫النظر يف حال الصيب وعمره وطاقته وذنبه‪ ،‬فال تنبغي الزيادة على الثالث‪ ،‬إال إذا عظم الذنب أو تكرر‪ ،‬فتجوز الزيادة على الثالث إىل العشر‪ ،‬لكن‬
‫بإذن الويل‪65.‬‬
‫أن يكون الصيب مستأهالً له‪66.‬‬

‫التناسب بني مقدار العقوبة والذنب املقرتف‪67.‬‬

‫أن يغلب على الظن إفادته حبيث يؤدي إىل حتقيق األغراض املتوخاة منه يف ردع الولد وإصالحه‪68.‬‬

‫أال ميس كرامة الطفل‪ ،‬وأال ينطوي على إهانة له‪ ،‬فال يضرب باحلذاء مثالً‪69.‬‬

‫أال يتم إيقاع العقوبة البدنية يف حال الغضب‪ ،‬أو بدافع االنتقام‪ 70،‬فعن عائشة أم املؤمنني رضي اهلل عنها أهنا قالت‪“ :‬ما انتقم رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم لنفسه يف شيء قط إال أن تنتهك حرمة اهلل فينتقم هبا هلل”‪71.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬السياسات التربوية الخاطئة في تنشئة الطفل وحكم الشرع فيها‪:‬‬

‫تلخصت أساليب التعامل مع األوالد يف طور التنشئة فيما يأيت‪:‬‬


‫ّ‬

‫األسلوب التسلطي‪ :‬يقوم هذا األسلوب على حتكم الوالدين يف أفعال الطفل وأقواله‪ ،‬والتحكم برغباته بطريق اجلرب و اإلكراه‪ ،‬وتوجيه سلوك‬
‫الطفل مبا يتوافق مع رغباهتم الشخصية‪.‬‬

‫ويرتافق يف الغالب بإلزام الطفل القيام مبا يفوق قدراته وإمكانياته‪ ،‬ظناً من الوالدين أن ذلك يصب يف مصلحة الطفل مستقبالً كما يكون عرياً عن‬
‫الشرح والتفسري واإلقناع العقلي‪.‬‬

‫ومن أمثلته إجبار الوالد طفله على ارتداء لباس معني‪ ،‬أو تناول ما يكره‪ ،‬ومنه التحكم بنوع الدراسة أو العمل أو اللعب أو ما شابه‪.‬‬
‫وقد أثبتت التجارب والدراسات أن ملثل هذا األسلوب آثاره السلبية على شخصية الطفل إذ يقتل فيه روح اإلبداع واإلبتكار‪ ،‬ويفقده القدرة على‬
‫إبداء الرأي واملناقشة واختاذ القرار‪ ،‬والشعور الدائم باخلجل والقلق والتوتر‪ ،‬وقد يؤدي به إىل العناد والعدوانية‪72.‬‬

‫اإلمهال‪ :‬وهو جتاهل الوالدين الطفل بعيداً عن اإلشراف والتوجيه لسلوكه ترغيباً وترهيباً‪ ،‬فضال عما قد يرافقه من السخرية اليت تؤدي إىل إصابة‬
‫الطفل باإلحباط‪ ،‬وقد يكون هذا التجاهل مقصوداً أو غري مقصود‪ ،‬مادياً أو عاطفياً‪ ،‬كما يف حال اإلنشغال عن الطفل بالعمل أو امللهيات وحنوها‪.‬‬

‫ومن املالحظ أن التقصري يف إشباع حاجات الطفل الفزيولوجية والنفسية يشكل خطراً على الطفل السيما يف مراحله العمرية األوىل‪73.‬‬

‫ولعل هذا ما يفسر أشكال السلوك السلبية اليت قد تصدر عن الطفل‪ ،‬كالتبلد االنفعايل‪ ،‬وعدم اإلكرتاث باألوامر والنواهي اليت يصدرها الوالدين‪،‬‬
‫واإلعتداء على اآلخرين‪ ،‬واإلحنراف األخالقي‪ ،‬والبحث عن املواطن اليت تشبع ما حرم منه من حاجات‪74.‬‬

‫ويرى املربّون أن الطفل إذا أمهل يف بدء حياته صار يف الغالب فاسد اخللق‪ ،‬كثري الكذب‪ ،‬كثري احلقد واحلسد‪ ،‬كثري السرقة والنميمة واإلحلاح‪،‬‬
‫فضولياً يتدخل فيما ال يعنيه‪ ،‬ويكيد لغريه من زمالئه‪ ،‬ذا جمون‪ ،‬ال يبايل مبا يصنع‪ ،‬وال يكرتث ملا يفعل‪75.‬‬

‫اإلفراط يف احلماية‪ :‬وتكون بالتساهل مع الطفل وتشجيعه على إشباع رغباته‪ ،‬وممارسة أشكال السلوك دون مراعاة الضوابط الدينية أو اخللقية أو‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهذه احلماية قد تتعدى حدود اآلخرين‪ ،‬وذلك يف حال تعرضهم لإليذاء من الطفل نفسياً أو جسدياً‪.‬‬

‫ومن املعلوم أن هلذا األسلوب آثاره السلبية على شخصية الطفل‪ ،‬حيث ينشأ أنانياً غري آبه بأحد‪ ،‬حريصاً كل احلرص على تلبية رغباته واحلصول‬
‫على كل ما يريد‪ ،‬ويصبح عاجزاً عن اإلعتماد على نفسه حمتاجاً إىل معونة الغري‪ ،‬ويعاين يف الغالب من سوء التكيف‪.‬‬

‫وإذا كان التعنيف املستمر والعقاب املتكرر يساعد على تكوين اجتاهات سلبية لدى الطفل‪ ،‬وهو موضع اتفاق عند علماء النفس قاطبة‪ ،76‬فهذا ال‬
‫يعين أن يرتك الطفل جلنون أهوائه وسيطرة نزواته فيغرق يف الفوضى‪ ،‬بعيداً عن اإلنضباط واإلتزان وكما أمر اإلسالم بالتعامل مع الطفل على أساس‬
‫الرأفة واحلنان‪ ،‬فقد هنى عن اإلفراط والغلو يف ذلك‪77.‬‬
‫ألن الطفل حباجة إىل سلطة ضابطة‪ ،‬تبدأ باألسرة وتنتهي باإلنضباط الذايت‪ ،‬وقد نصت اتفاقية منظمة العمل الدولية ‪ 123/65‬على احرتام حرية‬
‫اآلباء أو األوصياء عند وجودهم يف تربية أوالدهم دينياً وخلقياً‪ ،‬وفق قناعاهتم اخلاصة‪ ،‬لكن هذا ال يعين أن يرتك هلم احلبل على الغارب بل جيب‬
‫أن يرتافق ذلك مع اختاذ مجيع التدابري التشريعية واإلدارية واإلجتماعية والتعليمية املالئمة حلماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو اإلساءة‬
‫البدنية والعقلية أو اإلمهال أو املعاملة املنطوية على اإلستغالل مبا يف ذلك اإلساءة اجلنسية‪78.‬‬

‫اإلفراط يف الشدة‪ :‬وتعين تعريض الطفل للعقاب املستمر إزاء ما يصدر عنه من أنواع السلوك املختلف‪ ،‬ويرافق ذلك يف الغالب عدم التناسب بني‬
‫الذنب والعقاب الذي يتم إيقاعه‪.‬‬

‫وهذا أسلوب يقوم عليه النظام الرتبوي القدمي‪ ،‬وقد أضحى من تداعيات احلياة القهقرية‪ ،‬بعد أن أثبتت الدراسات احلديثة عدم جدواه يف إصالح‬
‫الطفل وتقومي سلوكه‪ ،‬وأن غرمه يفوق غنمه‪ ،‬بل وقد يشكل خطورة عليه بالنظر إىل آثاره النفسية واجلسدية اليت يعترب من أمهها التمرد والعدوانية‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫وقد شغل موضوع العنف ضد الطفل حمور اإلهتمام منذ عام ‪ ،1972‬وكثرت اجلمعيات الراعية للطفل‪ ،‬واليت تنادي حبقوقه وتطالب مبنع استخدام‬
‫الشدة معه‪ ،‬وجاءت النظريات الفلسفية رديفاً لذلك ففسرت أنواع السلوك الصادرة عن الطفل‪ ،‬وحذرت من خطر استخدام العقاب ضده‪ ،‬وأرفق‬
‫ذلك بعدد من الصور الواقعية الستخدام العنف حقيقة جتاه الطفل‪ ،‬نتيجة اجلهل بالشرع وضوابطه‪ ،‬أو نتيجة استحكام الغضب وسرعة االنفعال‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫ومن املعلوم أن املمارسات العنيفة جتاه الطفل أمر مناف لتعاليم الشرع اإلسالمي مجلة وتفصيالً‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فقد أمر النيب صلى اهلل‬
‫صغِ َرينَا َويُ َوقَِّر َكبِ َرينَا”‪81.‬‬
‫رحم َ‬
‫عليه وسلم بالرفق باألطفال والرمحة هبم‪ ،‬فقال‪“ :‬لَ ِ‬
‫يس منَّا َمن مَل يَ َ‬
‫َ‬

‫وعن أيب هريرة قال‪ :‬قبّل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم احلسن رضي اهلل عنه وعنده األقرع بن حابس التميمي جالساً‪ ،‬فقال األقرع‪ :‬إن يل عشرة‬
‫رحم‪82”.‬‬ ‫رحم ال يُ َ‬
‫“من ال يَ َ‬
‫من الولد ما قبّلت منهم أحداً فنظر إليه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وقال‪َ :‬‬

‫وذم العنف ألنه نتيجة الغضب والفظاظة‪ ،‬قال تعاىل يف‬


‫وقد وردت نصوص الشرع اإلسالمي احلنيف يف مدح الرفق باعتباره مثرة حسن اخللق‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫نت فظّاً َغلِي َظ ال َق ِ‬
‫ك‪.﴾.‬آل عمران‪159:‬‬ ‫لب الن َفضُّوا ِمن َحول َ‬ ‫﴿ولَو ُك َ‬
‫وصف املصطفى صلى اهلل عليه وسلم َ‬

‫الرفْق‪ ،‬ويع ِط ِي علَي ِه ما ال ي ِ‬


‫عطي َعلَى العْن ِ‬
‫ف‪83”.‬‬ ‫يق حُيِ ُّ‬‫ِ‬ ‫وقد أثىن النيب صلى اهلل عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ب ِّ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫“إن اهلل َرف ٌ‬
‫ُعط َي َحظَّهُ ِم َن اخلَري َو َمن ُح ِر َم َحظَّهُ ِم َن ِّ‬
‫الر ِ‬
‫فق فقد ُح ِر َم َحظَّهُ‬
‫فق َف َقد أ ِ‬ ‫ُعط َي َحظَّهُ ِم َن ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ويف الرفق مجاع اخلري‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬من أ ِ‬
‫َ‬
‫يء إال زانَه‪ ،‬وال ينزع ِمن ش ٍ‬ ‫الرفق ال يكو ُن يف ش ٍ‬ ‫ِ‬
‫يء إال َشانَه‪85”.‬‬ ‫َ َ َُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫م َن اخلَري‪ 84”،‬وقال أيضاً‪“ :‬إِ َّن ِّ َ‬

‫وإذا كانت الطباع أميل إىل العنف واحلدة‪ ،‬منها إىل الرفق واحللم‪ ،‬غري أن اللني أبلغ تأثرياً من الش ّدة والعنف‪ 86،‬وقد أرجع الفالسفة املسلمون‬
‫ألن الغضب قوة يف القلب‪ ،‬تتوجه عند ثوراهنا إىل دفع املؤذيات قبل وقوعها‪ ،‬وهي طبع لدى اإلنسان‪ ،‬ال سبيل‬ ‫العنف إىل الغضب والفظاظة‪َّ ،‬‬
‫لقمعها حبال‪ ،‬واستخدامها مستحسن يف موضعه من غري إفراط وال تفريط‪ ،‬وبذلك يظهر دور التهذيب وجماهدة النفس يف التحكم هبا‪ ،‬واحل ّد من‬
‫آثارها‪ ،‬أما دوافعها فقد تكون ألسباب غريزية‪ ،‬أو اعتيادية مكتسبة‪ ،‬وهي إن خرجت عن سياسة العقل والدين‪ ،‬حبيث ال يبقى للمرء معها بصرية‬
‫وال فكر وال نظر وال اختيار فسوف تسفر عن مظاهر متعددة من العنف‪ ،‬وإن متَّ كظمها لعجز عن التشفي‪ ،‬احتقنت يف القلب وصارت حقداً‪.‬‬
‫ب‬ ‫ني َعن ِ النَّاس ِ َواهلل حُيِ ُّ‬ ‫اظ ِمني الغَي َظ و ِ‬
‫ِ‬
‫العاف َ‬
‫﴿وال َك َ ْ َ َ‬ ‫‪ 87‬وقد تعاقبت التوجيهات اإلهلية حنو كظم الغيظ والبعد عن التوتر والغضب‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ب‪88”.‬‬ ‫الغض ِ‬
‫ند َ‬ ‫فسهُ ِع َ‬
‫ك نَ َ‬ ‫رع ِة إمَّنَا الش ُ‬
‫َّديد الذي مَي ل ُ‬ ‫بالص َ‬
‫َّديد ُّ‬
‫“ليس الش ُ‬
‫ني﴾آل عمران‪ 134:‬وورد عن النيب صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪َ :‬‬
‫ِِ‬
‫املُحسن َ‬

‫فإذا جلأ املريّب إىل العقاب البدين يف بعض األحيان لتقومي سلوك الطفل وتنمية الشعور باملسؤولية لديه فهذا ال يعين أن جيعل من الشدة طابعاً يطبع‬
‫عالقته بولده‪ ،‬ألن التعنيف املتكرر يفقد تأثريه شيئاً فشيئاً‪ ،‬بل وقد ينتج عنه أشكال من السلوك اخلاطئ‪ ،‬كاإلستهزاء واملكر والكذب مثالً‪89.‬‬

‫املفاضلة بني األطفال‪ :‬خيطئ كثري من اآلباء واألمهات عندما يفاضلون بني أبنائهم‪ ،‬ويعمدون إىل التمييز بينهم يف املعاملة أو اإلنفاق أو غريه‪،‬‬
‫ويكون ذلك العتبارات شخصية أو متعلقة بالطفل املميز‪ ،‬جنسه‪ ،‬ترتيبه بني األوالد‪ ،‬صفاته اخللقية أو اخللقية‪ .‬وأيا كان سبب التمييز فال مربر له‪،‬‬
‫إذ الضرر املرتتب عليه يفوق نفعه‪ ،‬ومن أهم آثاره التفكك األسري‪ ،‬وزرع بذور األحقاد والضغائن يف قلوب األوالد جتاه بعضهم البعض وجتاه‬
‫والديهم‪ ،‬وقد أوصى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بالعدل بني األوالد فقال‪“ :‬اتقوا اهلل واعدلوا يف أوالدكم”‪ ،90‬وهذا حديث عام يف اإلنفاق‬
‫وغريه‪.‬‬

‫وأمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أيضا بالتسوية بينهم يف العطاء‪ ،‬فقد ورد أن النعمان بن بشري جاء إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫إين أعطيت ابين من عمرة بنت رواحة عطية‪ ،‬فأمرتين أن أشهدك يا رسول اهلل‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟” قال‪:‬‬
‫ال‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬تشهدين إذن فإين ال أشهد على جور‪ 91”،‬فاحلديث يدل بظاهره على ذم تفضيل بعض األوالد على بعض يف‬
‫العطايا ملا يف ذلك من الظلم‪92.‬‬

‫التوبيخ املستمر‪ :‬إشعار الطفل بالذنب بشكل دائم‪ ،‬وذلك من خالل تعريضه للنقد املستمر‪ ،‬وتتبع أخطائه واإلكثار من لومه‪ .‬وقد يكون التوبيخ‬
‫شديداً‪ ،‬فيغلّظ له بالقول‪ ،‬أو ينعت بالقبيح من النعوت‪ ،‬وقد جياوز ذلك إىل الشتم أو اللعن أو التحقري‪ 93‬وهذا األسلوب من شأنه أن جيعل الطفل‬
‫انطوائيا متقوقعاً حول ذاته‪ ،‬كثري الرتدد واخلوف إزاء أي أمر‪ ،‬وقد ينشئ لدى الطفل ردود فعل خمتلفة كاإلستهزاء والالمباالة بسماع املالمة‬
‫وركوب القبائح وقد يدفع به إىل املعاندة والنكاية السيما عند املكاشفة‪94.‬‬
‫وقد كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أبعد الناس عن ذلك‪ ،‬فقد ورد عن أنس رضي اهلل عنه أنه قال‪“ :‬خدمت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫عشر سنني واهلل ما قال ‘أف’ وال ‘مل صنعت؟’‪ ،‬وال‪ :‬أال صنعت؟”‪ 95‬وأخرج البخاري عن عمر بن سلمة رضي اهلل عنه قال‪“ :‬كنت غالما يف‬
‫حجر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فكانت يدي تطيش يف الصفحة فقال يل‪ :‬يا غالم سم اهلل وكل بيمينك وكل مما يليك‪ ،‬فما زالت طعميت‬
‫بعد‪96”.‬‬

‫التذبذب يف املعاملة‪ :‬ويعين التقلب وعدم اإلستقرار يف تعامل األبوين مع الطفل‪ ،‬السيما يف استخدام أسلوب الثواب والعقاب‪ ،‬فيعاقب على القيام‬
‫بسلوك معني أحيانا‪ ،‬ويثاب على السلوك ذاته أحيانا أخرى‪ ،‬مما جيعل الطفل يف حرية من أمره يف صحة ما ارتكب أو خطئه‪.‬‬

‫وينشأ عن استخدام هذا األسلوب يف الغالب شخصية متقلبة تتعامل مع اآلخرين بشكل مزدوج‪97.‬‬

‫أما يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬فينبغي أن يكون املريب حازماً ذو سياسة مستقرة يف تعامله مع أوالده‪ ،‬واحلزم عموماً‪ :‬هو اإلحتياط يف األخذ باألمور‪،‬‬
‫والنظر فيها قبل نزوهلا‪ ،‬وتوقّي املهالك قبل الوقوع فيها‪ ،‬وتدبري األمور على أحسن ما تكون من وجوهها‪ 98،‬ويف الرتبية تعبري عن درجة السيطرة‬
‫والضبط اليت ميارسها األب على طفله ملنافعه‪ ،‬بعيداً عن اإلذالل واإلهانة‪99.‬‬

‫والتجرد عن النوازع الشخصية والرغبات االنتقامية‪،‬‬


‫ّ‬ ‫واحلزم يكون مرتافق بالشدة‪ ،‬عا ٍر عن العنف‪ ،‬والدوافع الكامنة وراءه ينبغي أن متتاز بالنزاهة‬
‫احلب واحلرص يف الغالب‪.‬‬
‫منصوبة لتحقيق مصلحة الطفل‪ ،‬بدافع ّ‬

‫مزايا األسلوب التربوي في التشريع اإلسالمي‪:‬‬

‫يستقى النظام الرتبوي اإلسالمي من تعاليم الشرع اإلسالمي القومي‪ ،‬وهو يهدف إىل إعداد الفرد الصاحل السوي الذي يسعى إىل الكمال يف جوانب‬
‫حياته كافة‪ ،‬كما ميتاز عن غريه من األنظمة بعدة مزايا‪ ،‬ميكن إمجاهلا فيما يأيت‪:‬‬

‫املريب قدوة‪ :‬تؤثر القدوة على شخصية الفرد بشكل واضح‪ ،‬وهلا دور بارز يف تعديل السلوك وفق القيم والفضائل اخللقية‪ ،‬ويعود السبب يف ذلك‬
‫إىل امليل الفطري للطفل إىل تقليد اآلخرين‪ ،‬وحماكاهتم يف أقواهلم وأفعاهلم وحركاهتم‪ ،‬وهذا يتطلب من املريّب متثل اإلستقامة يف سلوكه‪ ،‬وترمجة‬
‫قوله إىل فعل حىت يكون أبلغ تأثرياً‪ ،‬وأعمق انطباعاً يف النفس‪ ،‬وهذا موضع اتفاق بني علماء الرتبية املسلمني وغريهم‪ 100،‬واألصل الشرعي‬
‫للقدوة قوله تعاىل‪﴿ :‬لََقد َكا َن لَ ُكم يِف رس ِ‬
‫ول اهلل أُسوةٌ َح َسنَةٌ﴾األحزاب‪ 21:‬وغالباً ما ينتهي هذا األسلوب باملمارسة العملية للحياة‪ ،‬والدروس‬ ‫َُ‬
‫العملية للفضيلة والقيم واألحكام الشرعية فيعتمد الطفل على نفسه‪ ،‬ويستفيد من جتاربه‪.‬‬

‫الوسطية واإلعتدال‪ :‬ميتاز النظام الرتبوي يف اإلسالم بالوسطية واإلعتدال‪ ،‬فهو ينبذ الشدة املفرطة‪ ،‬كما ينايف التساهل املبالغ فيه‪ ،‬وهو يعتمد احلزم‬
‫يف التعامل مع الطفل‪ ،‬وخياطبه على قدر عقله‪ ،‬كما يتيح الفرصة أمامه إلصالح اخلطأ‪101.‬‬

‫إعتماد احلوار البناء‪ :‬حيرتم األسلوب الرتبوي اإلسالمي حقوق اجلميع‪ ،‬ويتيح الفرصة لكل فرد ليعرب عن رأيه‪ ،‬بعيداً عن اجلرب واإلكراه‪ ،‬ويعتمد‬
‫النصح والتوجيه املباشر وغري املباشر‪ ،‬وذلك تبعاً الختالف حال النفوس يف اإلقبال والنفور‪ ،‬والسهولة والعناد‪.‬‬

‫ومن املعلوم أن نفس الطفل أكثر مرونة‪ ،‬وألني عريكة وأسرع اعتياداً من الكبري‪ ،‬فكان تعاهده بالرتبية واجب كل من يتوىل أمره‪102.‬‬

‫وتتنوع الوسائل املستخدمة يف ذلك‪ ،‬كاحلوار والقصة وضرب األمثال وغريها‪ ،‬وهذه من األساليب القرآنية ذات األثر البالغ يف هتذيب النفس‬
‫وتوجيهها‪.‬‬

‫سياسة التشجيع والتحفيز للطفل‪ :‬ترتبط األوامر والنواهي يف الرتبية اإلسالمية بسياسة التشجيع والتنفري‪ ،‬واإلنذار والتبشري والرتغيب والرتهيب‪،‬‬
‫والثواب والعقاب‪ ،‬واإلقبال واإلحجام‪.‬‬

‫وهلذا األسلوب أمهيته‪ ،‬السيما يف مراحل الطفولة األوىل‪ ،‬وهو موافق للفطرة اإلنسانية‪ ،‬حيث يرى املربّون املسلمون أن لدى الطفل ميالً طبيعياً حنو‬
‫وكل ما جيلب له الشعور باألمل‪103‬‬ ‫حب الثناء واملديح‪ ،‬والرغبة يف كل ما جيلب له اللذة والسرور دون التفكري يف العاقبة‪ ،‬وهو أيضاً يبغض اللوم ّ‬
‫وقد جتلّى هذا األسلوب بشكل واضح يف كتاب اهلل عز وجل من خالل اإلستطراد يف ذكر اجلنة والنار‪ ،‬واعتمده علماء الرتبية على إطالقهم‬
‫كأسلوب ناجع يف التحفيز على الفعل والرتك ويقتصر هذا األسلوب على التهديد بالعقوبة وإثارة املخاوف من سلوك سبيل ما‪ ،‬أو القيام بعمل ما‪،‬‬
‫ففي ذلك تقليل الدافعية إليه‪104.‬‬

‫الثواب والعقاب الرتبوي‪ :‬الثواب والعقاب يف الرتبية هو التجسيد املادي لسياسة الرتغيب والرتهيب‪ ،‬وهو يهدف إىل إصالح الطفل وتقومي‬
‫سلوكه‪ ،‬ويتم ذلك وفق ضوابط وشروط حددها الشرع اإلسالمي‪.‬‬
‫وال خالف بني علماء الرتبية املسلمني يف اعتماد الثواب كأسلوب أويل يف هتذيب السلوك وتوجيهه على املدى البعيد‪ ،‬وذلك من خالل تنمية‬
‫احلوافز اإلميانية لدى الفرد‪ ،‬وزيادة دوافعه حنو التعلم والعمل اجلاد‪.‬‬

‫والثواب يرتافق مع السرور الذي يداخل نفس الطفل عقب فعله فضيلة من الفضائل‪ ،‬أو بعد جناحه يف القيام بعمل أو أداء مهمة ما‪105.‬‬

‫والثواب يفوق العقاب يف أثره‪ ،‬باعتباره سالحاً ذي ح ّدين‪ ،‬يكون عند اإلستحقاق من جهة‪ ،‬ويساهم يف تكرار السلوك املرغوب فيه من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬مما جعل منه أسلوباً تربوياً ناجعاً السيما يف املراحل األوىل من حياة الطفل‪ ،106‬وختتلف أساليبه تبعاً الختالف العمر وامليول واإلجتاهات‬
‫عند الطفل‪107.‬‬

‫أما العقاب الرتبوي فهو يهدف إىل إجياد صلة لدى الطفل بني سوء السلوك وأمل العقاب‪ ،‬إصالحاً ألخطائه‪ ،‬وتوجيهاً ملا لديه من نوازع ٍ‬
‫وميول‬
‫سيئة‪ ،‬وتعويداً له على ما حسن من األخالق وأنواع السلوك‪108.‬‬

‫وتقصيه لتبعات املوقف‪ ،‬وتأكده من استئهال الطفل لإلجراء املتخذ جتاهه‪.‬‬


‫واستخدام هذا األسلوب منوط حبكمة املريّب ‪ ،‬وحسن تقديره للظروف‪ّ ،‬‬

‫املريب عند عجز وسائل الثواب عن حتقيق اهلدف املرجو منها يف تعديل السلوك أو توجيهه‪.‬‬
‫حل أخري‪ ،‬ومالذ اضطراري يلجأ إليه ّ‬
‫والعقاب الرتبوي ٌ‬
‫‪109‬‬

‫إستخدام التقنيات الرتبوية احلديثة‪ :‬هتدف الرتبية يف التشريع اإلسالمي إىل تنمية املدارك الفكرية والقدرات العقلية لدى الطفل‪ ،‬وتوجيهه حنو‬
‫املدعم باحلكمة واملنطق والسداد يف الرأي‪110.‬‬
‫اكتساب املعارف الشرعية والعلمية والثقافية واحلضارية اليت تساهم يف حتقيق نضجه الفكري ّ‬

‫ويرتافق ذلك يف الغالب باستخدام الوسائل احلديثة واحلسية‪ ،‬واعتماد أدوات تربوية متطورة كالكمبيوتر وغريه‪ ،‬وذلك بغية تقريب املعىن وتزويد‬
‫الفرد بأرضية علمية وثقافية واسعة‪111.‬‬

‫التكامل والشمول‪ :‬وقد تبني مما سبق أن الرتبية يف التشريع اإلسالمي ال تقتصر على جانب حمدد من حياة الفرد‪ ،‬وإمنا تشمل جانب حياته كافة‪،‬‬
‫العامة واخلاصة‪.‬‬
‫تتوجه الرتبية بادئ ذي بدء إىل توجيه عقيدة الفرد‪ ،‬وربطه بأصول اإلميان وأركانه‪ ،‬وصوال إىل تطبيقه‪ ،‬ومتثل مبادئ الشريعة‪ ،‬كما هتتم بتنشئة‬
‫الفرد على املبادئ اخللقية والفضائل السلوكية والوجدانية‪ ،‬وتنمية قدراته الفرد البدنية ومداركه الفكرية‪ ،‬وتوجيه األحاسيس الداخلية لديه‪ ،‬وتعمل‬
‫على ضبط عواطفه وانفعاالته‪ ،‬كما تعرف الطفل على حقوق اجملتمع والقوانني والنظم السائدة فيه حىت يتمكن من التعايش مع أفراده على أسس‬
‫احملبة واإلحرتام واألخوة والتعاون‪ ،‬وممارسة الدور الذي يناسبه‪ ،‬وال تغفل توعيته ومصارحته بالقضايا املتعلقة بالزواج حىت يكون على بينة من‬
‫احلالل واحلرام‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫احلمد هلل الذي تتم بفضله النعم‪ ،‬والصالة والسالم على حممد خري العرب والعجم‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫صت يعد العرض إىل بعض النتائج والتوصيات‪:‬‬


‫وخلُ ْ‬
‫عرضت يف هذا البحث أساليب تربية الطفل يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬وبيّنت منهجيتها‪َ ،‬‬

‫الرتبية يف اإلسالم هي عملية إعداد الفرد الفعال واملواطن الصاحل يف جوانب حياته كافة‪.‬‬

‫ال تقتصر الرتبية على أسلوب الثواب والعقاب‪ ،‬فالطفل حباجة إىل التوجيه النظري والعملي‪ ،‬واحلوار واملمارسة العملية لألمور وغريه‪.‬‬

‫تفتقر كثري من السياسات الرتبوية اليت يتبعها اآلباء مع أبنائهم إىل املصداقية الشرعية‪.‬‬

‫ضرورة التوعية الرتبوية لآلباء واألمهات‪ ،‬وإحاطتهم خبصائص منو األطفال ودوافع السلوك لديهم وحماولة إجياد العالج للمشكالت السلوكية‬
‫املتوقعة منهم يف املواقف املتعددة‪.‬‬

‫الطفل حباجة إىل التوجيه النظري والعملي‪ ،‬واحلوار واملمارسة العملية لألمور وغريه‪ ،‬وال ينبغي االقتصار يف تنشئته على أسلوب واحد‪.‬‬
‫التدرج يف استخدام األساليب الرتبوية مع احلرص على توخي احلكمة يف انتقاء األسلوب املناسب ومراعاة اخلصائص النفسية واجلسدية لدى الطفل‪.‬‬

‫إحاطة العقاب البدين بشروط وضوابط تؤ ّكد على أنّه حالة استثنائية‪ ،‬ال ميال إليها إالّ إذا تع ّذرت غريها من األساليب مع وجوب مراعاة ضوابطه‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫متابعة الطفل‪ ،‬ومراقبته وتوجيهه السيما فيما يتعلق بشلة األقران ووسائل اإلعالم‪ ،‬وشغل فراغه بالقراءة والرياضة وبكل ما ينفع الناس ويصلحهم‪.‬‬

‫واهلل تعاىل أسأل أن يعني اآلباء واألمهات على محل هذه املسؤولية العظيمة‪ ،‬وأن حيفظ هذه األمة من املكائد اليت حتاك هلا‪ ،‬وأن حيفظ أطفال هذه‬
‫األمة وشباهبا ويوفقهم لنشر دينه وإعالء كلمته‪ ،‬وأسأله سبحانه أن جيعل هذا العمل خالصا لوجهه الكرمي‪ .‬واحلمد هلل يف كل حني‪.‬‬

‫***‬

‫فهرس المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -‬األبراشي‪ :‬حممد عطية‪ ،‬الرتبية اإلسالمية وفالسفتها‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫‪ -‬االجتاهات احلديثة يف الرتبية‪ ،‬حممد عطية اإلبراشي‪ ،‬ط‪ ،)943 -1362(7‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ -‬ابن احلاج‪ ،‬حممد بن حممد العبدري‪ ،‬املدخل‪ ،‬دار الرتاث‪.‬‬
‫‪ -‬ابن حزم‪ :‬أيب علي بن أمحد‪ ،‬األخالق والسري‪ ،‬حتقيق‪ :‬ايفا رياض‪ ،‬ط‪ ،)2000-1421(1‬دار ابن حزم – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬ابن اجلزار‪ :‬سياسة الصبيان وتدبريهم‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد احلبيب اهليلة‪ ،‬الدار التونسية – تونس‪.‬‬
‫‪ -‬ابن خلدون‪ :‬عبد الرمحن بن حممد‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار األرقم بن أيب األرقم‪.‬‬
‫‪ -‬ابن سينا‪ :‬تدبري املنزل‪ ،‬نشر ميدياكوم‪.‬‬
‫‪ -‬ابن عابدين‪ :‬حممد أمني‪ ،‬رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ط‪ ،)1998-1419(1‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬ابن قدامة‪ :‬املغين‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد اهلل الرتكي ‪ -‬عبد الفتاح احللو‪ ،‬ط‪ ،)1990-1410(1‬دار هجر‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬ابن مسكويه‪ :‬هتذيب األخالق وتطهري األعراق‪ ،‬حتقيق‪ :‬ابن اخلطاب‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الثقافة الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ :‬أيب الفضل حممد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،)1990 -1410(1‬دار الفكر – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬ابن مهام‪ :‬حممد بن عبد الواحد‪ ،‬شرح فتح القدير شرح فتح القدير‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬أيب السعود‪ :‬حممد بن حممد العمادي‪ ،‬تفسري أيب السعود‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬أبو مسرة‪ :‬حممود‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي‪ ،‬عدد من املؤلفني‪ ،‬ط‪ ،1987‬املنظمة العربية للرتبية – تونس‪.‬‬
‫‪ -‬أبو شريخ‪ :‬شاهر‪ ،‬الفكر الرتبوي اإلسالمي‪ ،‬ط (‪ ،)2005 -1426‬دار جرير – عمان‪.‬‬
‫عمان‪.‬‬‫‪ -‬تربية األطفال يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،)2005 -1426(1‬دار جرير – ّ‬
‫‪ -‬أفالطون مجهورية‪ ،‬ترمجة حنا خباز‪ ،‬دار القلم – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬األنصاري‪ :‬أبو حيىي زكريا‪ ،‬اللؤلؤ النظيم يف روم التعليم والتعلم‪ ،‬مطبعة املوسوعات – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬األنصاري‪ :‬حممد بن أمحد‪ ،‬تفسري القرطيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد بيومي ‪-‬عبد اهلل املنشاوي‪ ،‬مكتبة اإلميان– مصر‪.‬‬
‫‪ -‬األهواين‪ :‬أمحد فؤاد‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬دار املعارف مصر‪.‬‬
‫‪ -‬أوبري‪ :‬رونيه‪ ،‬الرتبية العامة‪ ،‬ترمجة عبد اهلل عبد الدامي‪ ،‬ط‪ )1967(1‬دار العلم للماليني – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬البابطني‪ :‬عبد الرمحن‪ ،‬أساليب الرتبية اإلسالمية يف تربية الطفل ‪ -‬ط‪ ،)1416(1‬دار القاسم – الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬البخاري أيب عبد اهلل حممد بن إمساعيل‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ط‪ ،)2004-1425(1‬دار صادر – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬البقاعي‪ :‬حممد أيب الدين بركات الشامي‪ ،‬فيض اإلله املالك يف حل ألفاظ عمدة السالك وعدة الناسك ط (‪ )1955-1374‬ـ املكتبة التجارية‬
‫الكربى ـ مصر‪.‬‬
‫‪ -‬البهويت‪ :‬كشاف القناع‪ ،‬منصور البهويت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد الضناوي‪ ،‬ط‪ - )1997-1417(1‬عامل الكتب – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬البيضاوي‪ ،‬تفسري البيضاوي‪ ،‬ط (‪ ،)1991-1411‬مكتبة حتقيقية – تركيا‪.‬‬
‫‪ -‬توماس‪ :‬فليكس‪ ،‬الرتبية يف العائلة‪ ،‬ط‪ )1986 -1407( 1‬دار احلضارة – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬حسن‪ :‬شحاتة‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬حسني‪ :‬أبو لبانة‪ ،‬الرتبية يف السنة النبوية‪ ،‬دار اللواء – الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬حسني‪ :‬عزت‪ ،‬النظرية العامة للعقوبة والتدابري اإلحرتازية بني الشريعة والقانون‪ ،‬ط (‪ ،)1988‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬حسني‪ :‬حممد‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،)2007-1428( 2‬دار الدعوة – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬احلسيين‪ :‬أيب بكر بن حممد‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ط‪ ،)2005-1426( 10‬مؤسسة الرسالة – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬احلنفي‪ :‬حممد‪ ،‬املوسوعة النفسية‪ ،‬املوسوعة النفسية‪ ،‬ط‪ ،)5 199( 1‬مكتبة مدبويل – مصر‪.‬‬
‫عمان‪.‬‬
‫‪ -‬حوا مده‪ :‬باسم‪ ،‬تربية األطفال‪ ،‬تربية األطفال يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ )2005-1426( 1‬دار جرير – ّ‬
‫‪ -‬اخلادمي‪ :‬حممد بن حممد‪ ،‬بريقة حممودية بريقة حممودية‪ ،‬وهبامشه الوسيلة األمحدية والذريعة السرمدية يف شرح الطريقة احملمدية‪ ،‬مطبعة مصطفى‬
‫البايب ‪ -‬مصر‪ ،‬ط (‪.)1348‬‬
‫‪ -‬اخلرشي‪ :‬حممد بن عبد اهلل‪ ،‬شرح خمتصر خليل‪ ،‬ط‪ ،)2006-1427( 1‬املكتبة العصرية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬خليل‪ :‬حممد رشاد‪ ،‬علم النفس اإلسالمي العام والرتبوي‪ ،‬ط‪ ،)1987-1407(1‬دار القلم – الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬اخلويل‪ :‬عبد البديع‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬داكو‪ :‬بيري‪ ،‬الطباع اإلنسانية والرتبية‪ ،‬ترمجة‪ :‬رغد اسكندر ‪ -‬أركان يبثون‪ ،‬مكتبة الرتاث اإلسالمي – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الدسوقي‪ :‬كمال‪ ،‬علم النفس العقايب أصوله وتطبيقاته‪ ،‬دار املعارف – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬الدسوقي‪ :‬حممد بن عرفة‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري للدردير‪ ،‬ط‪ ،)1998 -1419( 1‬دار الفكر – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬ديوي‪ :‬جون‪ ،‬الدميقراطية والرتبية‪ ،‬ترمجة‪ :‬مىن العقراوي ‪ -‬زكريا ميخائيل‪ ،‬ط (‪ ،)1946-1365‬جلنة التأليف والرتمجة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الرازي‪ :‬حممد بن أيب بكر‪ ،‬خمتار الصحاح‪ ،‬دار الفيحاء – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬رضا‪ :‬حممد جواد‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬سويد‪ :‬حممد‪ ،‬منهج الرتبية النبوية للطفل‪ ،‬ط‪ ،)2001-1422( 2‬دار ابن كثري – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬روسو‪ :‬جان جاك‪ ،‬إميل‪ ،‬ترمجة‪ :‬نظمي لوقا‪ ،‬ط‪ ،)1958( 1‬الشركة العربية – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الزبيدي‪ :‬حممد احلسيين‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي هاليل‪ ،‬ط (‪.)1966 -1386‬‬
‫‪ -‬الزحيلي‪ :‬وهبة‪ ،‬األسرة املسلمة يف العامل املعاصر‪ ،‬ط‪ ،)2000-1420( 1‬دار الفكر – دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬الزيلعي‪ :‬عثمان بن علي‪ ،‬تبني احلقائق تبني احلقائق يف شرح كنز الدقائق‪ ،‬وهبامشه حاشية شهاب الدين أمحد الشليب ط‪ ،)1315(1‬املطبعة‬
‫الكربى األمريية – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬زرزور‪ :‬عدنان‪ ،‬األخالق والنظام اإلجتماعي يف القرآن‪ ،‬ط (‪ ،)1997-1417‬مطبعة اإلحتاد‪.‬‬
‫‪ -‬السيد البكري‪ :‬أيب بكر‪ ،‬حاشية إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح املعني لشرح قرة العني مبهمات الدين‪ ،‬ط (‪ ،)1993-1414‬دار الكتب‬
‫العلمية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬سوكويل‪ ،‬تأديب األوالد املشاغبني‪ ،‬ترمجة زينة إدريس‪ ،‬ط‪ ،)2008-1429( 1‬الدار العربية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬شحيمي‪ :‬حممد‪ ،‬اإلرشاد النفسي الرتبوي واإلجتماعي لدى األطفال‪ ،‬ط‪ ،)1997( 1‬دار الفكر اللبناين ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬الشربيين‪ :‬حممد اخلطيب‪ ،‬مغين احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج على منت منهاج الطالبني للنووي ‪-‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -‬شليب‪ :‬أمحد‪ ،‬الرتبية اإلسالمية‪ ،‬نظمها‪ ،‬فلسفتها‪ ،‬تارخيها‪ ،‬ط‪ ،)1982(7‬مكتبة النهضة املصرية‪.‬‬
‫‪ -‬الشيباين‪ :‬عمر‪ ،‬الفكر الرتبوي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،)1985 -1394(1‬املنشأة العامة – طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬الشيزري‪ :‬عبد الرمحن بن نصر‪ ،‬هناية الرتبة يف طلب احلسبة‪ ،‬حتقيق السيد الباز العريين ط‪ ،)1981 – 1401(2‬دار الثقافة – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬الشريازي‪ :‬أبو إسحاق‪ ،‬املهذب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬ط‪ ،)1994-1414(1‬دار إحياء الرتاث العريب بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬الصاوي‪ :‬أمحد‪ ،‬بلغة السالك ألقرب املسالك على الشرح الصغري‪ ،‬ط ‪ ،)1992 -1415(1‬دار الكتب العلمية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬طاليس‪ :‬أرسطو‪ ،‬السياسة‪ ،‬ترمجة‪ :‬أمحد لطفي السيد‪ ،‬دار الكاتب العريب – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬الطحان‪ :‬مصطفى‪ ،‬الرتبية ودورها يف تشكيل السلوك‪ ،‬ط‪ ،)2006-1427(1‬دار املعرفة – بريوت‪.‬‬
‫عمان‪.‬‬
‫‪ -‬طه‪ :‬حسن مجيل‪ ،‬الفكر الرتبوي املعاصر وجذوره الفلسفية‪ ،‬ط‪ ،)2007-1428(1‬دار املسري – ّ‬
‫‪ -‬عبد الرمحن‪ :‬مجال‪ ،‬أطفال املسلمني كيف رباهم النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ط‪ ،)2004 -1425( 7‬دار طيبة اخلضراء – مكة‪.‬‬
‫‪ -‬عدس‪ :‬حممد عبد الرحيم‪ ،‬املعلم الفاعل والتدريس الفعال‪ ،‬ط‪ ،)2000-1421( 1‬دار الفكر – عمان‪.‬‬
‫‪ -‬عز الدين‪ :‬حممد‪ ،‬تربية الولد عند الغزايل‪ ،‬ط (‪ ،)1963-1383‬مطبعة الرتقي – دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬علي‪ :‬سعيد‪ ،‬أصول الفقه الرتبوي اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،)2002-1423(1‬دار الفكر العريب – القاهرة ‪.441/‬‬
‫‪ -‬العظمة‪ :‬وفيق‪ ،‬علم النفس احلديث‪ ،‬ط‪ ،)1952( 3‬املطبعة اهلامشية – دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬علوان‪ :‬عبد اهلل ناصح‪ ،‬تربية األوالد يف اإلسالم‪ ،‬ط ‪ ،1989‬املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية‪.‬‬
‫‪ -‬علي‪ :‬سعيد‪ ،‬الفكر الرتبوي اإلسالمي وحتديات املستقبل‪ ،‬ط (‪ ،)2006 -1427‬دار السالم – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬العطاران‪ :‬حممد‪ ،‬تربية الطفل وفقا آلراء ابن سينا والغزايل والطوسي‪ ،‬ط‪ ،)2001-1422(1‬الدار اإلسالمية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬العمايرة‪ :‬حممد‪ ،‬املشكالت الصفية‪ ،‬ط‪ ،)1423-2002(1‬دار املسرية – األردن‪.‬‬
‫‪ -‬عمر‪ :‬عمر أمحد‪ ،‬فلسفة الرتبية يف القرآن الكرمي‪ ،‬ط‪ ،)2000 -1420(1‬دار املكتيب – سوريا‪.‬‬
‫‪ -‬الفريوز أبادي‪ :‬حممد بن يعقوب‪ ،‬القاموس احمليط‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد نعيم العرقسوسي‪ ،‬ط‪ ،)1998-1419(6‬مؤسسة الرسالة – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬الغزايل‪ :‬أبو حامد‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬ط‪ ،)1998(1‬مكتبة مصر‪.‬‬
‫‪ -‬فهيم‪ ،‬كلري‪ ،‬األسرة واملدرسة واملعلم وحتقيق النجاح لألوالد‪ ،‬ط‪ ،)2004 -1425(1‬مكتبة الثقافة الدينية – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬فوستري‪ ،‬كونستاين تربية الشعور باملسؤولية عند األطفال‪ ،‬ترمجة‪ :‬خليل إبراهيم‪ ،‬مؤسسة فرانكلني للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬القائمي‪ ،‬علي‪ ،‬األسرة وأطفال املدارس‪.‬‬
‫‪ -‬القابسي‪ :‬أيب احلسن‪ ،‬الرسالة املفصلة ألحوال املتعلمني وأحكام املعلمني واملتعلمني‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد خالد‪ ،‬ط‪ ،)1986(1‬الشركة التونسية –‬
‫تونس‪.‬‬
‫‪ -‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية‪ ،‬كانت‪ ،‬ترمجة‪ :‬طنطاوي جوهري‪ ،‬ط (‪ ،)1355‬املطبعة السلفية – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬مرسي‪ :‬حممد‪ ،‬فن تربية األوالد يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،)1998(1‬دار الطباعة والنشر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬املطيعي‪ ،‬تكملة اجملموع‪ ،‬مكتبة اإلرشاد ـ جدة‪.‬‬
‫‪ -‬املقدسي‪ :‬ابن مفلح اآلداب الشرعية‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب ارناؤوط ‪ -‬عمر القيام‪ ،‬ط‪ ،)1999-1419( 3‬مؤسسة الرسالة – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬النحالوي‪ :‬عبد الرمحن‪ ،‬أصول الرتبية اإلسالمية وأساليبها‪ ،‬ط‪ ،)1983-1403( 2‬دار الفكر – دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬النجدي‪ :‬أمحد‪ ،‬هداية الراغب لشرح عمد ة الطالب ـ حتقيق‪ :‬حنني خملوف‪ ،‬ط‪ ،)1989 -1410( 2‬دار البشريـ‪ -‬جدة‪.‬‬
‫‪ -‬النفراوي‪ ،‬الفواكه الدواين شرح لرسالة ابن أيب زيد القريواين‪ ،‬املكتبة الثقافية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬النحوي‪ :‬عدنان‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،)2000-1420( 1‬دار النحوي‪.‬‬
‫‪ -‬النووي‪ :‬أيب زكريا حيىي بن شرف‪ ،‬اجملموع‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد جنيب املطيعي‪ ،‬مكتبة اإلرشاد ـ جدة‪.‬‬
‫‪ -‬النووي روضة الطالبني‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل عبد املوجود ‪ -‬علي حممد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬اهليتمي‪ :‬حممد بن حممد‪ ،‬حترير املقال يف أحكام وآداب وفوائد حيتاج إليها مؤدبو األطفال‪ ،‬حتقيق‪ :‬جمد السيد إبراهيم‪ ،‬مكتبة القرآن – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬اهلجرسي‪ :‬فؤاد‪ ،‬رياض املتقني يف تربية الناشئني‪ ،‬ط‪ ،)2000-1421( 1‬دار الكلمة – مصر‪.‬‬
‫ياجلن‪ :‬مقداد‪ ،‬الرتبية األخالقية اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،)1992-1412( 1‬دار عامل الكتب – الرياض‪.‬‬
‫***‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬كلية الشريعة‪ ،‬قسم الفقه وأصوله‪ ،‬جامعة دمشق‪.‬‬


‫‪ 2‬حممد بن يعقوب الفريوز أبادي‪ ،‬القاموس احمليط‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد نعيم العرقسوسي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪،1/70:)1998-1419(6‬‬
‫حممد بن أمحد األنصاري القرطيب‪ ،‬تفسري القرطيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد بيومي ‪ -‬عبد اهلل املنشاوي‪ ،‬مكتبة اإلميان ‪ -‬مصر‪.1/111 :‬‬
‫‪ 3‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬باب فضل احلب يف اهلل‪ /16 :‬ر‪.123/ 2567‬‬
‫‪ 4‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ - 5/94 :)1990 -1410(1‬حممد احلسيين الزبيدي‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬علي هاليل‪ ،‬ط (‪ - 2/459 :)1966 -1386‬تفسري القرطيب‪.1/111 :‬‬
‫‪ 5‬حممد بن أيب بكر الرازي‪ ،‬خمتار الصحاح‪ ،‬دار الفيحاء ‪ -‬بريوت ‪ - 231/‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪.5/128 :‬‬
‫‪ 6‬حممد بن عبد اهلل اخلرشي‪ ،‬شرح خمتصر خليل‪ ،‬املكتبة العصرية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ - 1/43: )2006-1427(1‬البيضاوي‪ ،‬تفسري البيضاوي‬
‫مكتبة حتقيقية – تركيا‪ ،‬ط (‪ - 1/8:)1991-1411‬حممد بن حممد العمادي‪ ،‬تفسري أيب السعود‪ -1/13 :‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة يف‬
‫العامل املعاصر‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬دمشق‪ ،‬ط‪.26/ )2000-1420(1‬‬
‫‪ 7‬حممد جواد رضا‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي ‪ -166/‬سعيد علي‪ ،‬الفكر الرتبوي اإلسالمي‪ ،‬دار السالم ‪ -‬مصر ط (‪/ )2006 -1427‬‬
‫‪ - 43‬أمحد القادري‪ ،‬شاهر أبو شريخ‪ ،‬الفكر الرتبوي اإلسالمي‪ ،‬دار جرير – عمان‪ ،‬ط (‪.14/ )2005 -1426‬‬
‫‪ 8‬ابن سينا‪ ،‬تدبري املنزل‪ ،‬نشر ميدياكوم ‪35 /‬‬
‫‪ 9‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،2/89 :‬ابن اجلزار القريواين‪ ،‬سياسة الصبيان وتدبريهم‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد احلبيب اهليلة‪ ،‬الدار التونسية ‪ -‬تونس‪-135/‬‬
‫أرسطو‪ ،‬السياسة‪ ،‬ترمجة‪ :‬أمحد لطفي السيد‪ ،‬دار الكاتب العريب ‪ -‬بريوت ‪ -292/‬جان جاك روسو‪ ،‬إميل‪ ،‬ترمجة‪ :‬نظمي لوقا‪ ،‬الشركة العربية ‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪.27/)1958(1‬‬
‫‪ 10‬مقداد ياجلن‪ ،‬الرتبية األخالقية اإلسالمية‪ ،‬دار عامل الكتب ‪ -‬الرياض‪ ،‬ط‪ - 59 / )1992-1412(1‬وفيق العظمة‪ ،‬علم النفس احلديث‬
‫املطبعة اهلامشية ‪ -‬دمشق‪ ،‬ط‪.503/ )1952( 3‬‬
‫‪ 11‬حممد عطية األبراشي‪ ،‬الرتبية اإلسالمية وفالسفتها‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العريب ‪ - 105/‬حسن مجيل طه‪ ،‬الفكر الرتبوي املعاصر وجذوره‬
‫عمان‪ ،‬ط‪ - 128 / )2007-1428(1‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪.32 /‬‬ ‫الفلسفية‪ ،‬دار املسري ‪ّ -‬‬
‫‪ 12‬حممد الزحيلي‪ ،‬طرق تدريس الرتبية اإلسالمية ‪.164/‬‬
‫‪ 13‬عبد اهلل ناصح‪ ،‬تربية األوالد يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،1989‬املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية‪ -1/147 :‬عدنان زرزور األخالق والنظام االجتماعي‬
‫يف القرآن‪ ،‬مطبعة اإلحتاد‪ ،‬والكالم مقتبس من كتاب‪ :‬كلمات يف مبادئ علم األخالق‪ ،‬حممد دراز‪ ،‬ط (‪ - 77/ )1997-1417‬كانت‪ :‬كتاب‬
‫الرتبية ‪.6/‬‬
‫‪ 14‬حاشية إعانة الطالبني للسيد البكري‪ -1/44 :‬قليويب وعمرية‪ ،1/122 :‬الفواكه الدواين للنفراوي‪.31 -1/30 :‬‬
‫‪ 15‬عبد اهلل ناصح علوان‪ ،‬تربية األوالد‪ -1/167:‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪ - 30/‬عدنان زرزور‪ ،‬األخالق ‪ - 77/‬أسامة مشوط‪ ،‬الفكر‬
‫الرتبوي العريب اإلسالمي ‪ - 422/‬أرسطو‪ ،‬السياسة ‪.294/‬‬
‫‪ 16‬حممود أبو مسرة‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي‪ ،533/‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪ - 28/‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ - 2/90 :‬فليكس‬
‫توماس‪ ،‬الرتبية يف العائلة‪ ،‬دار احلضارة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ - 28/ )1986 -1407(1‬رونيه أوبري‪ ،‬الرتبية العامة‪ ،‬ترمجة عبد اهلل عبد الدامي‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليني ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،)1967(1‬ترمجة عبد اهلل عبد الدامي ‪ -397/‬حنا خباز‪ ،‬مجهورية أفالطون ‪ -96/‬أرسطو‪ ،‬السياسة ‪ 293/‬كانت‪:‬‬
‫كتاب الرتبية ‪.13/‬‬
‫‪ 17‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب‪ :‬يف األمر بالقوة وترك العجز‪.16/315 :‬‬
‫‪ 18‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪ - 33/‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ - 2/76 :‬عمر أمحد عمر‪ ،‬فلسفة الرتبية يف القرآن الكرمي‪ ،‬دار املكتيب ‪-‬‬
‫سوريا‪ ،‬ط‪.151/ )2000 -1420(1‬‬
‫‪ 19‬حممد الزحيلي‪ ،‬طرق تدريس الرتبية اإلسالمية ‪.151/‬‬
‫‪ 20‬حممد حسني‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬دار الدعوة ‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪ -250/ )2007-1428(2‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪ 33/‬عدنان زرزور‪،‬‬
‫األخالق ‪ -77/‬فؤاد اهلجرسي‪ ،‬رياض املتقني يف تربية الناشئني‪ ،‬دار الكلمة ‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪ - 32 / )2000-1421(1‬حنا خباز‪ ،‬مجهورية‬
‫أفالطون ‪ ،96/‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪.13/‬‬
‫‪ 21‬عبد البديع اخلويل‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي ‪ - 503/‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪.32/‬‬
‫‪ 22‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬رمحة الولد و تقبيله و معانقته‪/4 :‬ر‪.5997/1078‬‬
‫‪ 23‬حممد حسني‪ ،‬تربية األوالد يف اإلسالم ‪ - 357/‬عدنان زرزور‪ ،‬األخالق ‪ - 77/‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪ - 31/‬فؤاد اهلجرسي‪،‬‬
‫رياض املتقني ‪ - 34/‬رونيه أوبري‪ ،‬الرتبية العامة ‪.10/‬‬
‫‪ 24‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬باب‪ :‬تراحم املؤمنني وتعاطفهم وتعاضدهم ‪.16/140 :‬‬
‫‪ 25‬أمحد الصاوي‪ ،‬بلغة السالك ألقرب املسالك على الشرح الصغري‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط ‪ – 2/254:)1992 -1415(1‬أيب‬
‫احلسن القابسي‪ ،‬الرسالة املفصلة ألحوال املتعلمني وأحكام املعلمني واملتعلمني‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد خالد‪ ،‬ط‪ ،)1986(1‬الشركة التونسية‪ ،‬ط‪)1986(1‬‬
‫‪ - 94/‬حممد أيب الدين بركات الشامي البقاعي‪ ،‬فيض اإلله املالك يف حل ألفاظ عمدة السالك وعدة الناسك‪ ،‬املكتبة التجارية الكربى – مصر‪،‬‬
‫ط (‪.2/223 :)1955-1374‬‬
‫‪ 26‬عبد الرمحن بن حممد بن خلدون‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار األرقم بن أيب األرقم ‪ -420 /‬عدنان زرزور‪ ،‬األخالق ‪.77/‬‬
‫‪ 27‬جامع أحكام الصغار‪ ،‬حممد احلسني األسروشىن احلنفي حتقيق‪ :‬أيب مصعب البدري ‪ -‬حممود عبد املنعم‪ ،‬دار الفضيلة ‪ -‬القاهرة‪- 1/132 :‬‬
‫مواهب اجلليل للحطاب‪ - 7/498 :‬املغين البن قدامة‪ - 47-8/46 :‬حترير املقال للهيثمي ‪.66/‬‬
‫‪ 28‬عدنان زرزور‪ ،‬األخالق ‪ ،77/‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪.29/‬‬
‫‪ 29‬ابن خلدون‪ ،‬مقدمة ابن خلدون ‪ ،624 /‬ابن سينا‪ ،‬كتاب التدبري ‪.35 /‬‬
‫‪ 30‬شحاتة حسن‪ ،‬الفكر الرتبوي العريب اإلسالمي ‪ - 906/‬عدنان زرزور‪ ،‬األخالق ‪ - 77/‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪.34/‬‬
‫‪ 31‬عبد اهلل ناصح علوان‪ ،‬تربية األوالد‪ - 1/499 :‬عبد الرمحن النحالوي‪ ،‬أصول الرتبية اإلسالمية وأساليبها‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬دمشق‪ ،‬ط‪(2‬‬
‫‪ - 256/ )1983-1403‬حممد عز الدين‪ ،‬تربية الولد عند الغزايل‪ ،‬مطبعة الرتقي ‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪ -23/ )1963-1383‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية‬
‫‪.100/‬‬
‫‪ 32‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪ ،32/‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪.100/‬‬
‫‪ 33‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ - 2/93 :‬عبد الرمحن النحالوي‪ ،‬أصول الرتبية اإلسالمية وأساليبها ‪ - 256/‬جون ديوي‪ ،‬الدميقراطية والرتبية ‪/‬‬
‫‪ ،19‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪ - 61/‬فليكس توماس‪ ،‬الرتبية يف العائلة ‪.37/‬‬
‫‪ 34‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ - 2/93 :‬عبد الرمحن النحالوي‪ ،‬أصول الرتبية اإلسالمية وأساليبها ‪ - 256/‬جون ديوي‪ ،‬الدميقراطية والرتبية ‪/‬‬
‫‪ ،19‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪ - 61/‬فليكس توماس‪ ،‬الرتبية يف العائلة ‪.37/‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪- 103/ )2005-1426( 1‬‬ ‫‪ 35‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ - 2/93 :‬باسم حوا مده‪ ،‬تربية األطفال يف اإلسالم دار جرير ‪ّ -‬‬
‫كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪.61/‬‬
‫‪ 36‬ابن سينا‪ ،‬كتاب التدبري ‪.31/‬‬
‫‪ 37‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب صفة القيامة واجلنة والنار‪ ،‬باب‪ :‬االقتصاد يف املوعظة‪.17/163 :‬‬
‫‪ 38‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪ - 8/443 :‬أبو حيىي زكريا األنصاري‪ ،‬اللؤلؤ النظيم يف روم التعليم والتعلم‪ ،‬مطبعة املوسوعات ‪ -‬مصر ‪.22 /‬‬
‫‪ 39‬ابن اجلزار القريواين‪ ،‬سياسة الصبيان ‪ -136 ،135 ،134/‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ - 2/89 :‬جون ديوي‪ ،‬الدميقراطية والرتبية ‪49/‬‬
‫روسو‪ ،‬إميل ‪ - 27/‬أرسطو‪ ،‬السياسة ‪ - 292/‬برسيس‪ ،‬تدبري الرجل منزله ‪19/‬‬
‫‪ 40‬أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب‪ :‬مىت يؤمر الصيب بالصالة‪/2 :‬ر‪ ،407/126‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ 41‬جون ديوي‪ ،‬الدميقراطية والرتبية ‪.133 /‬‬
‫‪ 42‬سعيد علي‪ ،‬أصول الفقه الرتبوي اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العريب ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،441/ )2002-1423(1‬حممد العطاران‪ ،‬تربية الطفل وفقا‬
‫آلراء ابن سينا والغزايل والطوسي‪ ،‬الدار اإلسالمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪.75 /)2001-1422(1‬‬
‫‪ 43‬األبراشي‪ ،‬الرتبية اإلسالمية ‪ - 110/‬حممد عطية اإلبراشي‪ ،‬الجتاهات احلديثة يف الرتبية‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ط‪/ )943 -1362(7‬‬
‫‪ - 362‬ابن سينا‪ ،‬كتاب التدبري ‪ - 35 /‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪.11/‬‬
‫‪ 44‬التدبري‪ ،‬ابن سينا ‪ - 35 /‬الرتبية‪ ،‬كانت ‪.11/‬‬
‫‪ 45‬عبد الرمحن البابطني‪ ،‬أساليب الرتبية اإلسالمية يف تربية الطفل‪ ،‬دار القاسم ‪ -‬الرياض ‪ -‬ط‪35/ )1416(1‬‬
‫‪ 46‬املقدسي‪ ،‬اآلداب الشرعية‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب ارناؤوط ‪ -‬عمر القيام‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بريوت‪ ،:‬ط‪ -2/176 )1999-1419(3‬القابسي‪،‬‬
‫الرسالة املفصلة ‪ -133/‬ابن مسكويه هتذيب األخالق وتطهري األعراق‪ ،‬حتقيق‪ :‬ابن اخلطاب‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬ط‪ - 1/69‬أمحد شليب‪ ،‬الرتبية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬نظمها‪ ،‬فلسفتها‪ ،‬تارخيها‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪ ،‬ط‪.274/ )1982(7‬‬
‫‪ 47‬حممد سويد‪ ،‬منهج الرتبية النبوية للطفل‪.1/146 :‬‬
‫‪ 48‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب‪ :‬دعوة النيب صلى اهلل عليه وسلم خلادمه‪/4 :‬ر‪.6344/1131‬‬
‫‪ 49‬ابن سينا‪ ،‬كتاب التدبري ‪ - 27/‬القابسي‪ ،‬الرسالة املفصلة ‪ - 129/‬حممد بن حممد اخلادمي بريقة حممودية‪ ،‬وهبامشه الوسيلة األمحدية والذريعة‬
‫السرمدية يف شرح الطريقة احملمدية‪ ،‬مطبعة مصطفى البايب ‪ -‬مصر‪ ،‬ط (‪ –4/151 :)1348‬ابن مسكويه‪ ،‬هتذيب األخالق ‪ 69/‬عزت حسني‬
‫النظرية العامة للعقوبة والتدابري االحرتازية بني الشريعة والقانون‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬ط (‪.135/ )1988‬‬
‫‪ 50‬بلغة السالك للصاوي‪ - 2/254 :‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ -129 /‬اجملموع للنووي‪ - 8/424 :‬الرتبية يف السرية النبوية‪ ،‬أبو لبابه‬
‫حسني ‪ -62/‬اإلرشاد النفسي‪ ،‬حممد شحيمي ‪.205/‬‬
‫‪ 51‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما ينهى من السباب واللعن‪/4 :‬ر‪.1084/ 6046‬‬
‫‪ 52‬أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الزهد والرقاق‪ ،‬باب‪ :‬حديث جابر الطويل‪.18/139 :‬‬
‫‪ 53‬املدخل البن احلاج‪ - 4/297 :‬بريقة حممودية للخادمي‪ - 4/115 :‬هتذيب األخالق ملسكويه ‪ - 159/‬إحياء علوم الدين للغزايل‪2/90 :‬‬
‫‪ -‬األخالق والسري البن حزم ‪.46/‬‬
‫‪ 54‬توجيه املعلم‪ ،‬مقداد ياجلن ‪ ،88/‬وينظر‪ :‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ - 44/‬أصول الفقه الرتبوي اإلسالمي‪ ،‬سعيد علي ‪ - 432/‬الرتبية يف‬
‫اإلسالم‪ ،‬عدنان علي النحوي‪ ،‬دار النحوي‪ ،‬ط‪ -226/ )2000-1420(1‬الرتبية ودورها يف تشكيل السلوك‪ ،‬مصطفى الطحان‪ ،‬دار املعرفة ‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ - 268/ )2006-1427(1‬املوسوعة النفسية‪ ،‬حممد احلنفي‪ ،‬مكتبة مدبويل ‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪.173/ )1995(1‬‬
‫‪ 55‬النظام الداخلي ‪ - 11/‬املوسوعة النفسية‪ ،‬حممد احلنفي ‪.171 /‬‬
‫‪ 56‬حممد العمايرة‪ ،‬املشكالت الصفية‪ -23/‬علم النفس العقايب‪ ،‬كمال الدسوقي‪ -130/‬الرتبية اإلسالمية‪ ،‬أمحد شليب ‪.274/‬‬
‫‪ 57‬األسرة واملدرسة واملعلم‪ ،‬كلري فهيم‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪10/ )2004 -1425(1‬‬
‫‪ 58‬تربية الشعور باملسؤولية عند األطفال‪ ،‬كونستاين فوسرت‪ ،‬ترمجة‪ :‬خليل إبراهيم‪ ،‬مؤسسة فرانكلني للطباعة‪ ،‬القاهرة ‪.69/‬‬
‫‪ 59‬اجتاهات حديثة يف الرتبية لإلبراشي ‪.315/‬‬
‫‪ 60‬أساليب الرتبية‪ ،‬عبد الرمحن البابطني ‪ ،64/‬وينظر‪ :‬سياسة الصبيان البن اجلزار ‪ ،138/‬التدبري ابن سينا ‪.35/‬‬
‫‪ 61‬شرح فتح القدير البن مهام‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوت‪ -4/99 :‬تبني احلقائق للزيلعي‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية ‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪(1‬‬
‫‪ -3/175 : )1315‬املشكالت الصفية‪ ،‬حممد العمايرة ‪.36/‬‬
‫‪ 62‬النووي‪ ،‬اجملموع‪ -18/138 :‬وينظر‪ :‬أمحد الصاوي‪ ،‬بلغة السالك‪ – 1/407 :‬ابن عابدين‪ ،‬رد احملتار‪ - 363 /5 :‬اهليتمي‪ ،‬حترير املقال ‪/‬‬
‫‪ – 73‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪.9/744 :‬‬
‫‪ 63‬ابن عرفة‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ – 4/354 :‬ابن عابدين‪ ،‬رد احملتار‪ – 5/363 :‬أيب اسحق الشريازي‪ ،‬املهذب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬دار إحياء‬
‫الرتاث العريب ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ - 2/89 :)1994-1414(1‬كشاف القناع للبهويت‪ - 4/184 :‬شرح النووي بصحيح مسلم‪- 16/165 :‬‬
‫حترير املقال للهيتمي ‪ - 73/‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ - 171 ،170/‬عبد الرمحن بن نصر الشيزري‪ ،‬هناية الرتبة هناية الرتبة يف طلب احلسبة‪،‬‬
‫حتقيق السيد الباز العريين‪ ،‬دار الثقافة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ - 104/ )1981 – 1401(2‬أمحد فؤاد األهواين‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬دار املعارف ‪ -‬مصر‪:‬‬
‫‪.1/321‬‬
‫‪ 64‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ - 171 ،170/‬كشاف القناع للبهويت‪ - 4/185:‬حترير املقال للهيتمي ‪ - 73 /‬هناية الرتبة للشيزري‪ ،‬حتقيق‬
‫السيد الباز العريين‪ ،‬دار الثقافة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ - 104/ )1981 – 1401(2‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬امحد فؤاد األهواين‪ ،‬دار املعارف – مصر‪:‬‬
‫‪ - 1/321‬الرتبية اإلسالمية وحتديات العصر ‪.509/‬‬
‫‪ 65‬القابسي‪ ،‬الرسالة املفصلة‪ - 130 ،129 ،128 :‬اهليتمي‪ ،‬حترير املقال ‪.76/‬‬
‫‪ 66‬حترير املقال للهيتمي ‪ - 72/‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ -128/‬علم النفس العقايب‪ ،‬كمال الدسوقي ‪ -50/‬تربية الطفل‪ ،‬حممد العطاران ‪96/‬‬
‫‪ -‬فن تربية األوالد‪ ،‬حممد مرسي ‪.11/‬‬
‫‪ 67‬حترير املقال للهيتمي ‪ - 72/‬فن تربية األوالد‪ ،‬حممد مرسي ‪ -113/‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪.35/‬‬
‫‪ 68‬بلغة السالك للصاوي‪ - 1/407:‬حاشية إعانة الطالبني للسيد البكري‪ - 3/428 :‬مغين احملتاج للشربيين‪ - 3/260 :‬حترير املقال للهيتمي ‪/‬‬
‫‪ - 72‬علم النفس العقايب‪ ،‬كمال الدسوقي ‪ -105/‬الرتبية اإلسالمية‪ ،‬األبراشي‪ -142/‬فن تربية األوالد‪ ،‬حممد مرسي ‪.114/‬‬
‫‪ 69‬اجملموع للنووي‪ -18/138 :‬كفاية األخيار للحسيين ‪ - 353/‬املغين البن قدامة‪ -9/744 :‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ - 35/‬أطفال‬
‫املسلمني‪ ،‬مجال عبد الرمحن‪ ،‬دار طيبة اخلضراء ‪ -‬مكة‪ ،‬ط‪ - 95/ )2004 -1425(7‬الرتبية اإلسالمية وفالسفتها ‪.146/‬‬
‫‪ 70‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ - 33/‬أطفال املسلمني‪ ،‬مجال عبد الرمحن ‪ - 99/‬الرتبية يف السنة النبوية‪ ،‬أبو لبانة حسني ‪ -63 /‬فن تربية األوالد‪،‬‬
‫حممد مرسي ‪.114/‬‬
‫“يسروا وال تعسروا”‪/4 :‬ر‪.6126/1096‬‬ ‫‪ 71‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬قول النيب صلى اهلل عليه وسلم ِّ‬
‫‪ 72‬جناح حمرز‪ ،‬أساليب املعاملة الوالدية ‪26/‬‬
‫‪ 73‬مجال عبد الرمحن‪ ،‬أطفال املسلمني ‪.100/‬‬
‫‪ 74‬جناح حمرز‪ ،‬أساليب املعاملة الوالدية ‪.95/‬‬
‫‪ 75‬األبراشي‪ ،‬الرتبية اإلسالمية ‪.258/‬‬
‫‪ 76‬مقدمة ابن خلدون‪ ،2/356 :‬تربية الشعور باملسؤولية عند األطفال‪ ،‬كونستاين فوستري‪ ،‬ترمجة‪ :‬خليل إبراهيم‪ ،‬مؤسسة فرانكلني للطباعة‪،‬‬
‫القاهرة ‪ -66،70/‬الدميقراطية والرتبية‪ ،‬جون ديوي‪ ،‬ترمجة‪ :‬مىن العقراوي ‪ -‬زكريا ميخائيل‪ ،‬ط (‪ ،)1946-1365‬جلنة التأليف والرتمجة‪،‬‬
‫القاهرة ‪.54/‬‬
‫‪ 77‬مجال عبد الرمحن‪ ،‬أطفال املسلمني ‪.100/‬‬
‫‪ 78‬غادة مراد‪ ،‬الطفل السوري والقانون ‪.25 ،14 /‬‬
‫‪ 79‬مجال عبد الرمحن‪ ،‬أطفال املسلمني ‪ – 95/‬كمال دسوقي‪ ،‬علم النفس العقايب‪ - 126 /‬مقداد ياجلن‪ ،‬توجيه املعلم ‪- 87 /‬حسام خزعل‪،‬‬
‫أثر أساليب التنشئة االجتماعية األسرية لطالب املرحلة اإلعدادية يف حتصيلهم الدراسي ‪.48/‬‬
‫‪ 80‬إجالل حلمي‪ ،‬العنف األسري‪ ،‬دار قباء‪ ،‬ط (‪ - 7/)1999‬إيلي بيوبرغر‪ ،‬إساءة معاملة األطفال‪ ،‬ترمجة أمحد رمو‪ ،‬وزارة الثقافة دمشق‪ ،‬ط‬
‫(‪ ، 206 /)1997‬ماال برهوم‪ ،‬األخالق وإشكاليتا الدميقراطية والعدالة االجتماعية يف الفكر العريب املعاصر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط (‪.140/)2002‬‬
‫‪ 81‬سنن الرتمذي‪ ،‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء يف رمحة الصبيان‪/4 :‬ر‪ ،1919/321‬وقال‪ :‬حديث غريب ‪ -‬أيب داود‪ ،‬كتاب األدب‪،‬‬
‫باب يف الرمحة‪/5 :‬ر‪.4943/147‬‬
‫‪ 82‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬رمحة الولد و تقبيله و معانقته‪/4 :‬ر‪.5997/1078‬‬
‫‪ 83‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬باب‪ :‬فضل الرفق‪.16/146 :‬‬
‫‪ 84‬أخرجه الرتمذي يف سننه‪ ،‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء يف الرفق‪/4 :‬ر‪ ،2013/367‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ -‬وأخرج حنوه مسلم‬
‫يف صحيحه‪ ،‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬باب‪ :‬فضل الرفق‪.16/146 :‬‬
‫‪ 85‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬باب‪ :‬فضل الرفق‪.16/146 :‬‬
‫‪ 86‬حياء علوم الدين للغزايل‪ ،3/234 :‬وينظر‪ :‬بريقة حممودية للخادمي‪ ،253 /3 :‬الفواكه الدواين للنفراوي‪.1/35:‬‬
‫‪ 87‬إحياء علوم الدين للغزايل‪ ،232- 227-213-210-3/209:‬وينظر‪ :‬اللؤلؤ النظيم يف روم التعليم والتعلم أبو حيىي زكريا األنصاري ‪/‬‬
‫‪ ،23‬بدائع السلك البن األزرق‪ - 1/461:‬العنف ضد الزوجة‪ ،‬أمل العواودة ‪23/‬‬
‫‪ 88‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬احلذر من الغضب‪.4/6114/1094 :‬‬
‫‪ 89‬اإلبراشي‪ ،‬اجتاهات حديثة يف الرتبية ‪.315/‬‬
‫‪ 90‬أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اهلبات‪ ،‬باب‪ :‬كراهية تفضيل بعض األوالد يف اهلبة‪.11/65 :‬‬
‫‪ 91‬أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اهلبات‪ ،‬باب‪ :‬كراهية تفضيل بعض األوالد يف اهلبة‪.11/67 :‬‬
‫‪ 92‬النووي‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪.11/67 :‬‬
‫‪ 93‬بلغة السالك للصاوي‪ - 2/254 :‬الرسالة املفصلة للقابسي ‪ -129 /‬اجملموع للنووي‪ - 8/424 :‬الرتبية يف السرية النبوية‪ ،‬أبو لبابه حسني‪،‬‬
‫دار اللواء ‪ -‬الرياض ‪ -62/‬اإلرشاد النفسي‪ ،‬حممد شحيمي ‪.205/‬‬
‫‪ 94‬هتذيب األخالق ملسكويه ‪ - 69/‬الرتبية يف العائلة‪ ،‬فيلكس توماس ‪.64/‬‬
‫‪ 95‬أخرجه البخاري يف كتاب األدب‪.‬‬
‫‪ 96‬تربية األوالد والناشئة يف زمننا املعاصر‪ ،‬يوسف بديوي‪ ،‬ط‪ ،)2001 -1422( 1‬دار الفجر‪ -‬دمشق‪.76/‬‬
‫‪ 97‬جناح حمرز‪ ،‬أساليب املعاملة الوالدية ‪ – 142/‬أمحد بديوي‪ ،‬الثواب والعقاب واشره يف تربية األوالد ‪.54/‬‬
‫‪ 98‬بدائع السلك يف طبائع امللك‪ ،‬أليب عبد اهلل بن األزرق‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي النشار‪ ،‬ط‪ ،)2006-1427(1‬الدار العربية للموسوعات ‪ -‬لبنان‪:‬‬
‫‪ ،1/125‬وينظر‪ :‬الفتوحات املكية يف معرفة األسرار املالكية وامللكية‪ ،‬حمي الدين ابن عريب‪ ،‬ط‪ ،)1998-1418(1‬دار إحياء الرتاث العريب ‪-‬‬
‫بريوت‪.882 /1:‬‬
‫‪ 99‬اإلساءة للطفل‪ ،‬ديفيد وولف‪ ،‬ترمجة مجعة يوسف‪ ،‬ط‪ ،)2005(1‬اجمللس األعلى للثقافة ‪ -‬القاهرة ‪ 56/‬كتاب الرتبية‪ ،‬كانت ‪.39/‬‬
‫‪ 100‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ - 2/93 :‬عبد الرمحن النحالوي‪ ،‬أصول الرتبية اإلسالمية وأساليبها ‪.256/‬‬
‫‪ 101‬مجال عبد الرمحن‪ ،‬أطفال املسلمني كيف رباهم النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬دار طيبة اخلضراء ‪ -‬مكة‪ ،‬ط‪.67/ )2004 -1425(7‬‬
‫‪ 102‬ابن سينا‪ ،‬كتاب التدبري ‪ -35/‬ابن اجلزار‪ ،‬سياسة الصبيان ‪ -138/‬سعيد علي‪ ،‬أصول الفقه الرتبوي اإلسالمي ‪ - 432/‬عبد الرمحن‬
‫البابطني‪ ،‬أساليب الرتبية ‪ -40/‬حممد حسني‪ ،‬تربية األوالد ‪.71/‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪(1‬‬ ‫‪ 103‬الغزايل‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،2/93 :‬كانت‪ :‬كتاب الرتبية ‪ - 61/‬باسم حوا مده‪ ،‬تربية األطفال يف اإلسالم دار جرير ‪ّ -‬‬
‫‪.103/ )2005-1426‬‬
‫‪ 104‬عبد الرمحن البابطني‪ ،‬أساليب الرتبية اإلسالمية يف تربية الطفل‪ ،‬دار القاسم ‪ -‬الرياض ‪ -‬ط‪35/ )1416(1‬‬
‫‪ 105‬القابسي‪ ،‬الرسالة املفصلة ‪ - 44/‬سعيد علي‪ ،‬أصول الفقه الرتبوي اإلسالمي‪ - 432/‬حممد حسني‪ ،‬تربية األوالد يف اإلسالم ‪- 75/‬‬
‫عدنان علي النحوي‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬دار النحوي‪ ،‬ط‪ -226/ )2000-1420(1‬مصطفى الطحان‪ ،‬الرتبية ودورها يف تشكيل السلوك‪ ،‬دار‬
‫املعرفة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ - 268/ )2006-1427(1‬حممد احلنفي‪ ،‬املوسوعة النفسية‪ ،‬مكتبة مدبويل ‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪ - 173/ )1995(1‬سوكويل‪،‬‬
‫تأديب األوالد املشاغبني‪ ،‬ترمجة زينة إدريس‪ ،‬الدار العربية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪.94/)2008-1429(1‬‬
‫‪ 106‬كمال الدسوقي‪ ،‬علم النفس العقايب أصوله وتطبيقاته‪ ،‬دار املعارف ‪ -‬مصر ‪ -126/‬حممد العمايرة‪ ،‬املشكالت الصفية‪ ،‬دار املسرية ‪-‬‬
‫األردن‪ ،‬ط‪ - 22/ )1423-2002(1‬عدنان علي النحوي‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم ‪.226/‬‬
‫‪ 107‬حممد رشاد خليل‪ ،‬علم النفس اإلسالمي العام والرتبوي‪ ،‬دار القلم ‪ -‬الكويت‪ ،‬ط‪ - 182/ )1987-1407(1‬حممد عبد الرحيم عدس‬
‫املعلم الفاعل والتدريس الفعال‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬عمان‪ ،‬ط‪249/ )2000-1421(1‬‬
‫‪ 108‬كونستاين فوسرت‪ ،‬تربية الشعور باملسؤولية عند األطفال‪ ،‬ترمجة‪ :‬خليل إبراهيم‪ ،‬مؤسسة فرانكلني للطباعة‪ ،‬القاهرة ‪.69/‬‬
‫‪ 109‬النووي‪ ،‬اجملموع‪ -18/138 :‬وينظر‪ :‬أمحد الصاوي‪ ،‬بلغة السالك‪ – 1/407 :‬ابن عابدين‪ ،‬رد احملتار‪ - 363 /5 :‬اهليتمي‪ ،‬حترير‬
‫املقال ‪ – 73/‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪.9/744 :‬‬
‫‪ 110‬سعيد علي‪ ،‬أصول الفقه الرتبوي اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العريب ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،441/ )2002-1423(1‬حممد العطاران‪ ،‬تربية الطفل وفقا‬
‫آلراء ابن سينا والغزايل والطوسي‪ ،‬الدار اإلسالمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪.75 / )2001-1422(1‬‬
‫‪ 111‬عبد اهلل ناصح‪ ،‬تربية األوالد يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،1989‬املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية‪ -1/147 :‬وهبة الزحيلي‪ ،‬األسرة املسلمة ‪- 27/‬‬
‫عدنان زرزور‪ ،‬األخالق ‪.77/‬‬

‫التوجه ات‬ ‫ك‪ ،‬وأص عب منه ا الي وم اس تِفادهُت ا من بل ورة العق ل امل ِ‬
‫عاص ر هلا؛ إذ ت أثَّر كث ريٌ من أص حاب ُّ‬ ‫ربي ةُ األبن اء يف ك ِّل زم ٍن َّ‬
‫مهمةٌ ص عبة ال ش َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرتبوية ‪ -‬حىت اإلسالميني ‪ -‬بكتابات الغرب املعنيَّة بالتفاصيل املُملَّة للقارئ‪ ،‬املُ َش تِّتة له وألَثَ ِره الرتبوي‪ ،‬مع غياب ْ‬
‫أخ ذ يد املريِّب املفرتض صناعته‬
‫الواجبَة فيه ويف مناخ الرتبية الصحيح‪.‬‬ ‫من هذا البحث إىل أصول الرتبية ِ‬

‫‪ ‬‬

‫ول ك أن تتخيَّل أن بعض الب احثني اإلس الميني املعنِيِّني ب أمر الرتبي ة‪ ،‬أخ رج حبثً ا فيم ا يَِزي د على س بعمائة ورق ة‪َ ،‬ي ُق ول يف مقدمت ه‪ :‬إنَّه يَش ُعر ب أرق‬
‫َ‬
‫فكري؛ ألنه مل يستَ ِطع أن حُيِ يط مبا أراد؛ بل األمر حيتاج إىل َم ِزيد من البحث والدِّراسة!‬

‫‪ ‬‬

‫كل أحد يف اجملتمع املسلم القائم بأمر اهلل ‪-‬‬ ‫وقمة األرق احلقيقي؛ إذ تربية األبناء عمل ُّ‬
‫ميتد إىل ِّ‬ ‫قمةٌ يف اخلطورة‪َّ ،‬‬
‫وهذا الكالم عند النظر الصحيح َّ‬
‫تعاىل ‪ -‬مع اختِالف طبقات هذا اجملتمع‪ ،‬ومع تفاوت ثقافات أبنائه‪ ،‬وتَبايُن قدراهتم االستيعابية‪ ،‬وفارق َس َعة اطِّالعهم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أن ال ِزم هذا الكالم اختصاص فئة ُم َعيَّنة من الرتبويني فقط بتَطبِيق وتَفعيل تل ُكم األجندة الرتبويَّة‪َّ ،‬أما غري الرتبوي من مَج اهري الناس فال َ‬
‫حاج ةَ‬ ‫كما َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبكل سهولة ‪ -‬لن يستطيع ذلك إال بعد قراءة طويلة لتفاصيل ودقائق َمواق ف الرتبية من يوم أن يُولَد الطفل‬ ‫له أن يَتعلَّم كيف يَُريِّب أبناءه؛ ألنه ‪ِّ -‬‬
‫حىت بلوغه مبلَ َغ الرجال! وهذا ما ال يستطيعه ‪ -‬لضيق الوقت واالنشغاالت األخرى ‪ -‬حىت محلَ ة هذا الدين؛ من ٍ‬
‫دعاة إىل اهلل‪ ،‬وطُالَّب علم‪ ،‬إىل‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫جماهدين وعلماء‪ ،‬فضالً عن العامي املسلم الذي أراد تَ ِ‬
‫نشئَة ابنه أو ابنته على اإلسالم‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪ ‬‬

‫مجيع ا‪ ،‬سواء يف أن ُف ِس نا أو يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫بأي حال أمهيَّة االستفادة من التج ِربَة الرتبوية يف الكتاب والبحث واملَقال‪ ،‬أو حىت يف الواقع الذي نَعيشه ً‬ ‫نكر ِّ‬ ‫إنَّنا ال نُ ِ‬
‫أن تَسلِيط الضوء على تلك التفاصيل‬ ‫فوائد يستَ ِفيدها املريِّب ويعترب هبا‪ ،‬لكنَّنا نرى َّ‬ ‫أن يف بطون هذه الكتب والبحوث َ‬ ‫نك ر كذلك َّ‬‫اآلخ رين‪ ،‬وال نُ ِ‬
‫َ‬
‫التصرف معه‪،‬‬‫ُّ‬ ‫وواجب‬ ‫موقف‬ ‫كل‬ ‫م‬ ‫فه‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫ي‬
‫َّ‬ ‫التبع‬ ‫عن‬ ‫يه‬‫ِ‬‫غن‬‫ُ‬‫ت‬‫و‬ ‫الرتبية‪،‬‬ ‫آلة‬ ‫يِّب‬‫ر‬ ‫امل‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫كس‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫اليت‬ ‫األصول‬ ‫إمهال‬ ‫مع‬ ‫األبناء‪،‬‬ ‫تربية‬ ‫رحلة‬ ‫يف‬ ‫العابرة‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫واملواق‬
‫ْ ِّ‬
‫كل هذا استبداالً للذي هو أدىن بالذي هو خري‪.‬‬ ‫نرى َّ‬

‫‪ ‬‬
‫وض ع األصول الرتبوية يف مكاهنا األويل‪ ،‬مث حتشيتها بالتفاصيل املنبَثِ َق ة منها أو‬ ‫مع ا؛ أي‪ْ :‬‬‫لألمريْن ً‬
‫مجع ا َ‬ ‫على أنَّنا لو رأينا يف هذه الكتب والبحوث ً‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجزئيَّات يُغيِن عن ذكرها أص الً َف ْه ُم وتطبيق‬ ‫أقرب بكث ٍري ممَّا نراه يف كث ٍري من تلك البحوث اليوم‪ ،‬من اهتمام بال ٍغ بتَفاص يل ُ‬
‫األمر َ‬
‫املناسبة هلا‪ ،‬لكان ُ‬
‫جتعل تلك التفاصيل واجلزئيَّات أمثلة حيَّة ألصول الرتبية الصحيحة يف حياة املريِّب أو املرىَّب ‪.‬‬
‫األصول والكليَّات‪ ،‬أو ُ‬

‫‪ ‬‬

‫ردودات املربِّني أنفسهم‪ ،‬وهذا ممَّا يكثر الكالم والصفحات بال‬ ‫بتصرفات وأفعال األوالد أكثر من َم ُ‬
‫ُّ‬ ‫أن غالبيَّة هذه البحوث تَعتَيِن‬ ‫ظ َّ‬‫لح ُ‬
‫كما أنَّنا نَ َ‬
‫لكتبنا يف ه ذا الكثري‬
‫حم د‪ ،‬أو سلبيَّة ُفت َق َّوم‪ْ ،‬‬
‫ص َر أقوال وأفعال طف ل واحد يف يوم واحد؛ سواء أكانت أقواله إجيابيَّة فتُ َ‬ ‫فائ دة‪ ،‬وحنن إذا أردن ا َح ْ‬
‫ألنواع من األطفال ُّ‬
‫متتد لسنوات طوال؟!‬ ‫ٍ‬ ‫الظن لو كانت أقواالً وأفعاالً‬
‫والكثري‪ ،‬فما ُّ‬

‫‪ ‬‬

‫الرتس ل يف ذل ك‪ ،‬حىت َيتَش َّعب بن ا الكالم‬


‫ُّ‬ ‫نعم‪ ،‬من الرتبية قراءةُ عقليَّ ِة االبن وفهمها‪ ،‬مع معرفة َدوافِ ع أفعال ه اإلجيابيَّة والسلبيَّة‪ ،‬لكن هذا ال يَعيِن‬
‫ضيق به املقام‪ ،‬وينسى عمله الذي له ابتدأ اخلطاب الرتبوي‪.‬‬ ‫ويتخلَّل امللل إىل القارئ‪ ،‬وي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪ ‬‬

‫أن ُمنطَلَقات وغايات وأصول تربيتنا كمسلمني‪ ،‬ختتَلِ ف اختالفً ا أساس يًّا عن ُمنطَلَقات وغايات وأصول الغربيني‪،‬‬ ‫األهم‪ ،‬وهو َّ‬
‫ومَثَّ تنبيهٌ آخر هو ُّ‬
‫إن هلذه املواق ف خلفيَّ ٍ‬
‫ات أص وليَّةً ق د ال تَتوافَ ق أب ًدا م ع أص ولنا‬ ‫فاص يل الرتبي ة؛ إذ َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ُّح أن نس تَقي منهم ح ىت جزئيَّات وتَ ِ‬
‫وبن اء على ه ذا فإنَّه ال ي ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫الرتبوية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ص ُّوراته من ِخالل ذلك املبدأ‪ ،‬وحنن وإ ْن كنَّا‬ ‫ِ‬


‫الغريب مبدأَ احلريَّة املطلقة عند الطفل الغريب‪ ،‬وحكْمه على َمواق ف الطفل وتَ َ‬ ‫ِّ‬ ‫غرس املريِّب‬
‫ومثال هذا ْ‬
‫ِ‬
‫أصلَنا يف هذا بدل احلرية‪ ،‬مث تأيت احلرية ُموافقة للعبودية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نُعطي للطفل مساحة من احلرية‪ ،‬إال أننا نُ َقيِّدها‪ ،‬وجنعل العبوديَّة ْ‬

‫‪ ‬‬

‫فارقة يف األمرين‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫إ ًذا حنن حباجة ملعرفة أن التطبيقات فرعٌ عن األصول‪ ،‬وليس كما يَظُ ُّن بعضنا من ُم َ‬

‫‪ ‬‬

‫أحق هبا))؛ (رواه الرتمذي وابن‬


‫املؤمن‪ ،‬حيث وجدها فهو ُّ‬ ‫وبعض الباحثني يس ِّوغ هذا بقوله ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لَّم ‪(( :-‬الكلمة احلكمة ضالَّة ِ‬
‫َُ‬
‫باألخص ليس من َمظَ ِّ‬
‫ان وجود‬ ‫ِّ‬ ‫هِّن‬
‫ماجه‪ ،‬وقال األلباين‪ :‬ضعيف جدًّا)‪ ،‬وغاية ما يف هذا احلديث البحث عن احلكمة يف َمظا ا‪ ،‬والغرب يف جمال الرتبية‬
‫احلكمة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫السم يف العسل‪ ،‬ومع التنبيه على َّ‬


‫أن يف‬ ‫أن االستِفادة من كتب غري اإلسالميني يف الرتبية مُم ِكنة‪ ،‬لكن فقط حبيطة وح َذر؛ حىت ال يُ َد َّ‬
‫س لنا ُّ‬ ‫شك َّ‬ ‫وال َّ‬
‫كل هذا استعان باهلل مواله‪.‬‬
‫وقبل ِّ‬
‫وأحسن النظر والتدبُّر‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫تراثنا ما يُغيِن ‪ ،‬إذا أطال الباحث ن َفسه‬

‫‪ ‬‬
‫يح ا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تارةً تصرحيًا وأخرى تَلم ً‬
‫الصعبة‪َ ،‬‬
‫كل األصول الرتبوية اليت تُ َؤ ِّهل املريِّب يف عملية الرتبية ْ‬
‫كثريا‪ ،‬إن مل نقل‪َّ :‬‬
‫وقد َح َوت السنَّة النبويَّة املنقولة إلينا ً‬
‫الناجحة؛ كاحلكمة واحللم والرمحة‪ ...‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫العامة يف الشخصية املسلِمة ِ‬
‫وذلك باإلضافة لألصول َّ‬

‫‪ ‬‬

‫وضرب األمثلة هلا باملواقف النبوية‪ ،‬واآلثار السلفيَّة‪ ،‬وصحيح التجا ِرب احليَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب الباحث هو إعمال وتفعيل تلك الصفات يف أمر الرتبية‪ْ ،‬‬
‫وواج ُ‬

‫‪ ‬‬

‫كامالً؛ فسأ ُِشري فقط لبعض ما ورد عن النيب ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لَّم ‪ -‬يف هذا الباب‪ ،‬مع استِنباط األصول أو األصل‬
‫وألن مقايل ليس حبثًا تربويًّا ِ‬
‫َّ‬
‫املستَفاد من هذا املوقف‪ ،‬وتفعيله َبت َو ُّسع يف بابه؛ عسى أن يكون يف ذلك دليل عملي رشيد‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬‬

‫الصبيان؟ فما نقبِّلهم‪ ،‬فقال النيب ‪ -‬ص لَّى اهلل‬ ‫• عن عائشة ‪ِ -‬‬
‫رضي اهلل عنها ‪ -‬قالت‪ :‬جاء أعرايب إىل النيب ‪ -‬صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪ -‬فقال‪ُ :‬ت َقبِّلون ِّ‬
‫ع اهلل من قلبك الرمحة؟))؛ (رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬ ‫عليه وسلَّم ‪َ :-‬‬
‫((أوأملك لك أن نََز َ‬

‫والش َفقة يف العمل الرتبوي‪ ،‬ومُي ِكن إدراج آالف‬


‫أصل كبريٌ من أصول الرتبية الصحيحة امل َفتَرضة يف املريِّب ‪ ،‬وهو ضرورة الرمحة َّ‬
‫ففي هذا احلديث ٌ‬
‫ُ‬
‫ص َو ِر الرمحة‬ ‫ومعانَقتهم‪ ،‬ومحلهم واجلل وس واللَّعِب معهم‪ ...‬وهكذا ُّ‬
‫كل ما ك ان من ُ‬
‫ِ‬
‫املَسائل واملواقف الرتبوية حتت هذا األصل؛ كتَقبِيل األبناء ُ‬
‫والش َف َقة‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ ‬‬

‫• وعن ابن عباس ‪ِ -‬‬


‫رض ي اهلل عنهما ‪ -‬قال‪" :‬بِ ُّ‬
‫ت عند خاليت (ميمونة) فقام النيب ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لَّم ‪ -‬يُ َ‬
‫ص لِّي من الليل‪ ،‬فقمت أصلي معه‪،‬‬
‫فقمت عن يساره‪ ،‬فأخذ برأسي فأقامين عن ميينه"؛ (رواه البخاري)‪.‬‬
‫ُ‬

‫عباس قام يُص لِّي ألنه رأى النيب ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لَّم ‪ -‬قام يُص لِّي‪،‬‬
‫أصل آخر من أصول الرتبية العظيمة‪ ،‬وهو القدوة؛ فابن ٍ‬
‫ويف هذا احلديث ٌ‬
‫أسى بقدوته يف اخلري أو غري ذلك؛ وعليه جيب تنبيهُ املريِّب على ضرورة القدوة احلسنة وخطر القدوة السيِّئة‪ ،‬وهذا يشمل العبادات‬
‫كل ابن َيتَ َّ‬
‫وهكذا ُّ‬
‫واملعامالت واألخالق‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• وعن عمر بن أيب سلمى قال‪" :‬كنت ُغالًَما يف حجر رسول اهلل ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لَّم ‪ -‬وكانت يدي تَ ِطيش يف الصحفة‪ ،‬فقال يل رسول اهلل‬
‫‪ -‬صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪(( :-‬يا غالم‪َ ،‬س ِّم اهلل‪ ،‬و ُك ْل بيمينك‪ ،‬و ُك ْل ممَّا يَلِيك))‪ ،‬فما زالت تلك طعميت ُ‬
‫بعد"؛ (رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬

‫الرتبوي يف املواقِ ف واألحداث؛ ذلك أنه أثبت يف ذهن املرىَّب ‪ ،‬وأوضح له من التوجيهات‬
‫ِّ‬ ‫ض ُرورة التوجيه‬
‫أصل آخر مهم‪ ،‬وهو َ‬
‫ويف هذا احلديث ٌ‬
‫َ‬
‫العامة؛ لذا قال عمر يف هذا احلديث‪ :‬فما زالت تلك طعميت بعد‪.‬‬
‫الرتبوية َّ‬

‫‪ ‬‬

‫وبعد‪:‬‬
‫الصعبة‪ ،‬نستَ ِقي منها أصوالً وكليَّات تربويَّة‪،‬‬
‫جمرد إشارات وأمثلة من َه ْد ِي النيب ‪ -‬ص لَّى اهلل عليه وس لَّم ‪ -‬يف أمر الرتبية ْ‬ ‫فهذه ‪ -‬كما سبق ‪َّ -‬‬
‫ِ‬
‫يادة هذه العمليَّة الرتبوية دون تَعقيد هلا‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُّورات يستطيع هبا ق َ‬
‫وو ْعيًا ودراية حباله وحال املَُرىَّب ‪ ،‬كما ُتَر ِّس خ عنده َمفاهيم وتَ َ‬
‫جتعل املريِّب أكثر عم ًقا َ‬
‫أو تَشتِيت لذهنه‪ ،‬أو تفريط يف حقِّها‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ٍ‬ ‫ومن تَبِ َعهم‬


‫بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬ ‫اللهم وسلِّم على نبيِّنا حممد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪َ ،‬‬
‫وصل َّ‬‫ِّ‬

‫‪ ‬‬

‫رب العاملني‪.‬‬
‫واحلمد هلل ِّ‬

‫رابط املوضوع‪http://www.alukah.net/social/0/23484/#ixzz3sjYcgFYG :‬‬

‫‪  ‬أيها األخوة الكرام ‪ ،‬يف عقد قران وزع كتاب لطيف عنوانه ‪ :‬منهج الرتبية النبوية للطفل ‪ ،‬وأنا أتصفحه هذا اليوم وجدت فصالً لطيفاً ‪ ،‬هذا‬
‫الفصل مكتوب فيه األربعون النبوية ال النووية ‪ ،‬األربعون النبوية لألطفال ‪ ،‬مؤلف الكتاب مجع أربعني حديثاً صحيحاً تتعلق بالطفولة ‪ ،‬وما من‬
‫بيت يف األعم األغلب من بيوت املسلمني إال وفيه طفل ‪ ،‬وهذا الطفل فلذة كبد األب واألم ‪ ،‬ويسعد األب بسعادة ابنه ‪ ،‬ويشقى بشقاء ابنه ‪.‬‬
‫‪ ‬لذلك تعد العناية باألطفال من أخطر أعمال اآلباء واألمهات ‪ ،‬فبالعناية هبم يسعدون ‪ ،‬وبإمهاهلم يشقون ‪.‬‬
‫‪ ‬أول هذه األحاديث أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال ‪:‬‬

‫(( أدبوا أوالدكم على ثالثة خصال ‪ :‬حب نبيكم ‪ ،‬وحب آل بيته ‪ ،‬وتالوة القرآن ))‬

‫[ الطرباين عن علي]‬

‫‪  ‬الطفل حباجة ماسة إىل مثل أعلى ‪ ،‬فإن مل يكن النيب صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه الكرام ُمثالً عليا البنك ‪ ،‬فاملمثلون ‪ ،‬واملمثالت ‪ ،‬والعبو‬
‫الكرة ‪ ،‬والساقطون ‪ ،‬والساقطات ‪ ،‬هم املثل العليا البنك ‪ ،‬االبن يف طور التقليد ‪ ،‬يف طور التطلع إىل من هو أكرب منه ‪ ،‬فإن مل متأل هذا الفراغ‬
‫بصحايب ‪ ،‬بالنيب ‪ ،‬خبلق النيب ‪ ،‬بشجاعة النيب ‪ ،‬بكرم النيب ‪ ،‬برمحة النيب ‪ ،‬باستقامة النيب ‪ ،‬بعدل النيب ‪ ،‬بأخالق أصحابه األطهار ‪ ،‬تعلق هؤالء‬
‫الصغار بأناس ساقطون ‪ ،‬منحرفون ‪ ،‬يعلمون هؤالء الصغار كل نقيصة ‪ ،‬وكل احنراف ‪ ،‬لذلك هذا احلديث خطري ‪.‬‬

‫(( أدبوا أوالدكم على ثالثة خصال ‪ :‬حب نبيكم ))‬

‫[ الطرباين عن علي]‬

‫تطبيق احلديث السابق يكون بتعريف األوالد بشمائل النيب الكرمي و أخالقه ‪:‬‬

‫‪ ‬طبعاً من السذاجة أن تفهموا هذا احلديث أن يا بين حب رسول اهلل ‪ ،‬الطريقة لتطبيق هذا احلديث أن تُعرفه بشمائله ‪ ،‬أن تُعرفه بأخالقه ‪ ،‬ما‬
‫الذي مينع أن جتلس مع أوالدك باألسبوع مرة ؟ أن تقرأ هلم فصالً من سرية رسول اهلل ؟ أنت ال تدري ماذا حيصل بنفس هذا الطفل الصغري ‪،‬‬
‫هكذا كان النيب ‪ ،‬هكذا كان رحيماً ‪ ،‬هكذا كان يصغي اإلناء للهرة‪ ،‬يوجد طفل كلما شاهد حيوان يؤذيه هكذا ‪ ،‬من دون فهم ‪ ،‬أما حينما‬
‫تعلم ابنك أن يصغي اإلناء للهرة ‪ ،‬أن يطعم اهلرة اجلائعة ‪ ،‬أن ينقذ النملة من الغرق ‪ ،‬أن يرحم احليوان ‪ ،‬أن يعطف على الصغري ‪ ،‬هذه أخالق ‪.‬‬
‫‪ ‬حدثين أخ عن طفل بأمريكا يتلذذ بالقتل اجلماعي ‪ ،‬قتل آنسته وأربعة طالب ‪ ،‬بال سبب ‪.‬‬
‫‪  ‬فلذلك هذا احلديث فيه أمر ‪ ،‬واألمر يقتضي الوجوب ‪.‬‬

‫(( أدبوا أوالدكم على ثالثة خصال ‪ :‬حب نبيكم ‪ ،‬وحب آل بيته ‪ ،‬وتالوة القرآن ))‬

‫‪ ‬معىن ذلك ال بد من أن جتلس مع أوالدك لتعلمهم سرية النيب ‪ ،‬أمتع جلسة يف البيت ‪ ،‬أمتع جلسة بينك وبني أوالدك حينما حتدثهم بالعلم ‪،‬‬
‫حينما جتلس جلسة ليس هلا عالقة بتنظيف البيت ‪ ،‬وال مبشكالت البيت ‪ ،‬ولكن هلا عالقة بالعلم ‪ ،‬هذا الشيء مؤنس ‪.‬‬

‫القرآن ربيع القلوب و تالوته وحفظه و فهمه و تطبيقه عبادة ‪:‬‬

‫(( وتالوة القرآن ))‬

‫‪  ‬هذا القرآن ربيع القلوب ‪ ،‬تالوته عبادة ‪ ،‬حفظه عبادة ‪ ،‬فهمه عباده ‪ ،‬تطبيقه سعادة ‪ ،‬منهجنا املقرر ‪ ،‬هذه ثالث فقرات للمنهج النبوي ‪.‬‬

‫(( أدبوا أوالدكم على ثالثة خصال ‪ :‬حب نبيكم ‪ ،‬وحب آل بيته ‪ ،‬وتالوة القرآن ‪ ،‬فإن محلة القرآن يف ظل عرشه يوم ال ظل إال ظله مع أنبيائه‬
‫وأصفيائه ))‬

‫‪  ‬ال يوجد شيء أروع يف الطفل من أن يتقن القرآن ‪ ،‬يتقن تالوته ‪ ،‬يتقن فهمه ‪ ،‬يتقن العمل به ‪ ،‬وهذا معىن قوله تعاىل ‪:‬‬

‫﴿ َيْتلُونَهُ َح َّق تِاَل َوتِِه ﴾‬

‫( سورة البقرة اآلية ‪) 121 :‬‬

‫‪ ‬أن تقرأه قراءة صحيحة ‪ ،‬وأن تفهمه فهماً صحيحاً ‪ ،‬وأن تطبقه تطبيقاً صحيحاً ‪ ،‬فعن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال ‪:‬‬

‫ف رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوماً ‪ ،‬فقال يل ‪ :‬يا غالم ‪ ،‬إِين أ َُعلِّمك كلمات احفظ اهلل حيفظك ))‬
‫كنت َخْل َ‬
‫(( ُ‬

‫[الرتمذي عن ابن عباس]‬

‫‪  ‬واهلل هذا احلديث للصغار والكبار ‪ ،‬احفظ أمر اهلل حيفظك من كل مكروه ‪ ،‬أنت يف أمن ‪ ،‬أنت يف سالمة ‪ ،‬أنت يف سعادة ‪ ،‬أنت يف رضا ‪ ،‬أنت‬
‫يف طمأنينة ‪.‬‬

‫ك ))‬ ‫ِ‬
‫اه َ‬
‫((احفظ اهلل حيفظك ‪ ،‬احفظ اهلل جَت ْدهُ جُت َ‬

‫[الرتمذي عن ابن عباس]‬

‫‪ ‬تقع يف مأزق ‪ ،‬يا رب ‪ ،‬يقول لك ‪ :‬لبيك يا عبدي ‪ ،‬إن عرفتين يف الرخاء أعرفك يف الشدة ‪.‬‬

‫(( إِذا َ‬
‫سألت فاسأل اهلل ))‬
‫ال تسألن بين آدم حــاجة ‪ ‬واسأل الــذي أبوابه ال تغلق‬
‫اهلل يغضب إن تركت سؤاله‪  ‬وبين آدم حينما يُسأل يغضب‬
‫***‬

‫اإلنسان يكرب بأخالقه ال مباله ‪:‬‬

‫‪ ‬إنسان قال ‪ :‬يا رب إن أعطييت سأعمر مسجداً ‪ ،‬قال له إنسان ساخراً ‪ :‬من أين لك أن تكون غنياً ؟ هذا شيء من سابع املستحيالت ‪ ،‬قال له ‪:‬‬
‫هل أنت أكرم من اهلل عز وجل ؟ قصة يف بلد إسالمي ‪ ،‬إنسان متواضع فقري ‪ ،‬يعيش يوماً بيوم ‪ ،‬يكسب قوت يومه ‪ ،‬فجمع بعض املدخرات‬
‫املالية ‪ ،‬واستدان ‪ ،‬واقرتض ‪ ،‬وكان هناك مولدات كهربائية رائجة جداً يف هذا البلد ‪ ،‬فاشرتى أربعني مولدة بكل ما ميلك مع الديون والقروض ‪،‬‬
‫بعدما اشرتى مولدات أسست شركة كهرباء يف هذا البلد ‪ ،‬فهذه املولدات ال تباع ‪ ،‬وال تشرتى ‪ ،‬أين يضعها ؟ اشرتى أرضاً بعيدة ‪ ،‬ووضع فيها‬
‫املولدات ‪ ،‬وسورها بشريط شائك ‪ ،‬نسي املوضوع كلياً ‪ ،‬حىت أقسم باهلل أنه قد نسي األرض واملوضوع كله ‪ ،‬شيء انتهى بيعه ‪ ،‬كان هناك‬
‫شركات خاصة تنور املدينة ‪ ،‬فلما أُسست شركة كهرباء عامة ‪ ،‬فهذه املولدات ال قيمة هلا إطالقاً ‪ ،‬بعد عشر سنوات وصل العمار إىل هذه‬
‫األرض ‪ ،‬وأصبحت منظمة باعها بأربعني مليون لاير ‪ ،‬وعمر مسجداً ضخماً ‪.‬‬
‫‪ ‬اهلل إذا أعطى أدهش ‪ ،‬اإلنسان أحياناً يسمع قصة يشعر نفسه صغرياً ‪.‬‬
‫‪ ‬حدثين أخ طبيب ‪ :‬أنه يوجد عنده باملشفى طفل معه مشكلة يف قلبه ‪ ،‬حيتاج إىل عملية جراحية ‪ ،‬ألن هناك خلل يف قلبه ‪ ،‬والعملية تكلف مئتني‬
‫و مخسني ألفاً ‪ ،‬وأهل اخلري ُكثر ‪ ،‬فأُخرب الطبيب أن هذا اإلنسان عمليته مغطاة من أحد احملسنني ‪ ،‬الطبيب فرح ‪ ،‬فلما أبلغ هذا اإلنسان رفض أن‬
‫يأخذ هذا املبلغ ‪ ،‬هذا اإلنسان ماذا يعمل ؟ عنده ورشة أحذية باجلبل قال له ‪ :‬أنا عندي شيء أبيعه ‪ ،‬أنا أبيع هذه الورشة وأعود صانعاً يف صنع‬
‫األحذية ‪ ،‬ودع هذا املبلغ ملن ال جيد ما يبيعه ‪ ،‬يقول يل الطبيب ‪ :‬ما وجدت إنساناً عنده شهامة ‪ ،‬وعنده عفة كهذا اإلنسان ‪ ،‬وباع الورشة ‪،‬‬
‫ورجع صانعاً ‪ ،‬وعاجل ابنه ‪.‬‬
‫‪  ‬القصة الثانية مسعتها اليوم ‪ ،‬آذن فقري جداً ‪ ،‬ورث أرضاً بأحد أحياء دمشق املتطرفة ‪ ،‬ورجل حمسن أحب أن ينشئ مسجداً هناك ‪ ،‬كلف مهندساً‬
‫من أخواننا بأن يبحث له عن مكان مناسبة ‪ ،‬وجد أرضاً مناسبة ‪ ،‬صاحبها هذا اآلذن الذي ورثها من فرتة ‪ ،‬ساومه على شرائها كان الثمن ثالثة‬
‫ونصف مليون ‪ ،‬وكتب شيك ‪ ،‬فلما علم صاحب األرض أهنا من أجل مسجد مزق الشيك وقال ‪ :‬أنا أوىل أن أقدمها هلل عز وجل ‪ ،‬يقول هذا‬
‫الرجل امليسور الذي معه مئات املاليني ‪ :‬حبيايت ما صغرت أمام إنسان كما صغرت أمام هذا اإلنسان ‪.‬‬
‫‪  ‬اإلنسان يكرب بعمل ‪ ،‬ويصغر بعمل ‪ ،‬يكرب حىت جتد أنه ال هناية لكربه ‪ ،‬هذا القلب يكرب ويكرب حىت يتضاءل أمامه كل كبري ‪ ،‬يصغر ويصغر حىت‬
‫يتحاقر عليه كل حقري‪ ،‬هناك إنسان دينء ‪ ،‬وهناك إنسان كبري ‪ ،‬ال يكربك مالك ‪ ،‬يكربك أخالقك ‪ ،‬إنسان يف أمس احلاجة هلذا املبلغ قدمه لوجه‬
‫اهلل عز وجل ‪ ،‬لبيت من بيوت اهلل ‪ ،‬اآلن املسجد أنشئ وكلف عشرات املاليني ‪ ،‬وصاحب أرض هذا املسجد إنسان فقري ‪ ،‬وهذا الذي رفض أن‬
‫يأخذ مئتني و مخسني ألفاً قال ‪ :‬أنا عندي شيء أبيعه ‪ِ ،‬‬
‫ابق هذا املبلغ ملن ال جيد ما يبيعه ‪.‬‬

‫استعنت فاستَعِ ْن باهلل ‪ ،‬واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء مل ينفعوك إِال بشيء قد كتبه اهلل لك ‪،‬‬
‫َ‬ ‫سألت فاسأل اهلل ‪ ،‬وإِذا‬
‫(( إِذا َ‬
‫الصحف ))‬
‫َّت ُّ‬ ‫وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء مل يضروك إِال بشيء قد كتبه اهلل عليك ‪ ،‬رفِع ِ‬
‫ت األقالم ‪ ،‬وجف ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬

‫[الرتمذي عن ابن عباس]‬

‫سن مبكرة ‪:‬‬


‫تدريب الطفل على الصالة يف ٍّ‬

‫‪ ‬قال أيضاً عليه الصالة والسالم ‪:‬‬

‫وفرقُوا بينهم يف املضاجع ))‬


‫(( ُمُروا أوال َدكم بالصالة وهم أَبناءُ سبع ‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناءُ ع ْشر ِّ‬

‫[أخرجه أبو داود واحلاكم عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ]‬


‫‪  ‬الحظ األب إذا جاء إىل البيت يف املساء يسأل زوجته ‪ :‬األوالد أكلوا ؟ تقول له ‪ :‬أكلوا ‪ ،‬كتبوا وظائفهم ؟ كتبوا ‪ ،‬فقط ‪ ،‬أما صلوا ؟ قلّما‬
‫يسأل عن هذا السؤال ‪ ،‬أما النيب عليه الصالة والسالم كان إذا دخل بيته يسأل ‪ :‬األوالد هل صلوا العشاء ؟ يسأل عن أوالده الصغار أيضاً ‪ ،‬هذا‬
‫احلرص ‪.‬‬
‫‪ ‬سيدنا عمر طُعن ‪ ،‬وهو إمام ‪ ،‬أغمي عليه ‪ ،‬نزف منه الدم ‪ ،‬فلما أفاق قال ‪ :‬هل صلى املسلمون الفجر ؟ لذلك ‪:‬‬

‫وفرقُوا بينهم يف املضاجع ))‬


‫(( ُمُروا أوال َدكم بالصالة وهم أَبناءُ سبع ‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناءُ ع ْشر ِّ‬

‫[أخرجه أبو داود واحلاكم عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ]‬

‫‪  ‬سأقول لكم حقيقة مثنها باهظ ‪ :‬ال تستطيع أن تريب ابنك باخلامسة عشرة إن مل تبدأ تربيته باخلامسة ‪ ،‬ال تستطيع السيطرة عليه بعد ذلك ‪ ،‬ال‬
‫تغفل وتصحو بعد فوات األوان‪ ،‬ال هتمله وهو صغري ‪ ،‬يكتسب عادات سيئة ‪ ،‬يتعلم كلمات بذيئة ‪ ،‬بعد ذلك تتأمل أشد األمل ‪.‬‬
‫‪ ‬أخواننا الشباب الذين عندهم أوالد صغار جيب أن تعتين بابنك من سن اخلامسة ‪ ،‬حىت يتشرب الدين ‪ ،‬يتشرب حب اهلل ورسوله ‪ ،‬يتشرب‬
‫املسجد ‪ ،‬يتشرب الكالم الطيب ‪ ،‬العفة ‪ ،‬قد يقول أحدكم ‪ :‬هذا أمر تكليفي ‪ ،‬ال ‪ ،‬أمر تأدييب ‪ ،‬عندنا شيء بالفقه امسه أمر تأدييب ‪ ،‬الطفل إذا‬
‫بلغ فهو مكلف بالصالة تكليفاً شرعياً ‪ ،‬الطفل مستحيل أن يصلي فجأة ‪ ،‬البد من أن تؤدبه على الصالة من سن مبكرة ‪ ،‬بالسابعة يوجد أمر ‪،‬‬
‫بالعاشرة يوجد ضرب ‪.‬‬

‫احرتام شخصية الطفل ‪:‬‬

‫‪ ‬وعن ابن عمر رضي اهلل عنهما قال ‪:‬‬

‫(( جاء غالم إىل النيب صلى اهلل عليه و سلم فقال ‪ :‬إين أريد هذه الناحية ‪ ،‬احلج ‪ ،‬قال ‪ :‬فمشى معه رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم وقال ‪ :‬يا‬
‫غالم زودك اهلل التقوى‪ ،‬ووجهك اخلري ‪ ،‬وكفاك اهلم ))‬

‫[املعجم األوسط عن ابن عمر]‬

‫‪ ‬عظمة رسول اهلل ! كبري ‪ ،‬صغري ‪ ،‬طفل صغري ‪ ،‬غالم ‪:‬‬

‫(( فقال ‪ :‬إين أريد هذه الناحية ‪ ،‬احلج ‪ ،‬قال ‪ :‬فمشى معه رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم وقال ‪ :‬يا غالم زودك اهلل التقوى ‪ ،‬ووجهك اخلري ‪،‬‬
‫وكفاك اهلم ‪ ،‬فلما رجع الغالم سلم على النيب صلى اهلل عليه و سلم ‪ ،‬فرفع رأسه إليه ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا غالم قبل اهلل حجك وكفر ذنبك وأخلف‬
‫نفقتك ))‬

‫‪ ‬هناك شيء بالرتبية امسه احرتام شخصية الطفل ‪ ،‬األشخاص العظماء تلقوا تربية راقية جداً ‪ ،‬أحياناً األب يضرب ابنه أمام أصدقائه ‪ ،‬هذا شيء‬
‫صعب جداً ‪ ،‬هذا إجرام حبق الطفل ‪ ،‬الطفل له مكانة ‪ ،‬له كيان ‪ ،‬عندما ضرب أمام رفاقه حطمته ‪ ،‬وسحقته ‪ ،‬جيب أن تعد للمليون قبل أن‬
‫تضرب ابنك أمام أوالد خالته ‪ ،‬أمام أوالد عمته ‪ ،‬أمام رفاقه ‪ ،‬حتطمه ‪ ،‬فيما بينك وبينه حاسبه ‪ ،‬وأدبه ‪ ،‬واضربه أحياناً ال يوجد مانع ‪ ،‬لكن‬
‫احرتم له شخصيته ‪ ،‬أحياناً أم يأيت رفيق ابنها لعندها ‪ ،‬فتعمل له عشاء ‪ ،‬هذا العمل يدخل على قلب الطفل من السرور الشيء الكثري ‪ ،‬ال تعرف ‪،‬‬
‫شيء ال يقدم وال يؤخر ‪ ،‬قال هلا ‪ :‬اعملي لنا عشاء ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬تكرم يا بين ‪.‬‬
‫‪  ‬هناك قصة حكاها لنا أخ مقيم بأمريكا ‪ ،‬له ابن و هذا االبن له صديق زجني ‪ ،‬زاره مرة صديقه الزجني ‪ ،‬زجني وثين ‪ ،‬فالحظ هذا الزجني أن االبن‬
‫ّقبّل يد والده ‪ ،‬وقف باحرتام بالغ أمامه ‪ ،‬وعندما عرفوا أهله أن معه صديقه صنعوا له طعاماً وقدموه له ‪ ،‬هذا الشاب الزجني الوثين أعجبه هذا‬
‫الدين ‪ ،‬أعجبه احرتام االبن لألب ‪ ،‬وأعجبه عناية األب بصديق االبن ‪ ،‬هيؤوا طعاماً وقدموه له ‪.‬‬
‫‪  ‬أنت بالبيت عليك أن حترتم أصدقاء ابنك املنضبطني ‪ ،‬و عليك أن تكون لطيفاً مع ابنك أمام أصدقائه ‪ ،‬أن تثين عليه ‪ ،‬و تشجعه ‪ ،‬عليك أن‬
‫تأخذه معك دائماً ‪ ،‬احلياة حتتاج إىل عناية فائقة باألطفال ‪ ،‬حىت إذا كرب يعجبك ‪ ،‬حىت إذا كرب يكون قرة عني لك ‪.‬‬
‫السباب ‪ ،‬الشتائم ‪ ،‬هذه‬
‫‪  ‬لذلك أحد أكرب مبادئ الرتبية احرتام شخصية الطفل ‪ ،‬ال هتينه ‪ ،‬ال حتطمه ‪ ،‬الضرب املربح ‪ ،‬الضرب على الوجه ‪ُ ،‬‬
‫حتطم الطفل ‪ ،‬جتعله مشاكساً‪ ،‬وكل أخ له عالقة بالتعليم ‪ ،‬باملدارس ‪ ،‬الطفل املشاكس املزعج ‪ ،‬املؤذي ‪ ،‬البذيء‪ ،‬هذا طفل يعيش يف بيت‬
‫منهار ‪ ،‬البيت املنهار يفرز أطفاالً سيئني ‪ ،‬والبيت املتماسك يفرز أطفاالً متوازنني ‪.‬‬

‫التعليم خري من التعنيف ‪:‬‬

‫‪ ‬طفل سأل النيب الكرمي ‪ ،‬قال له ‪ :‬أريد احلج ‪ ،‬فقال له ‪:‬‬

‫(( يا غالم زودك اهلل التقوى ‪ ،‬ووجهك يف اخلري ‪ ،‬وكفاك اهلم ‪ ،‬فلما رجع الغالم على النيب صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ :‬يا غالم قبل اهلل حجك ‪،‬‬
‫وغفر ذنبك ‪ ،‬وأخلف نفقتك ))‬

‫[املعجم األوسط عن ابن عمر]‬

‫‪ ‬كأنه كبري ‪ ،‬يل قريب له كلمة تعجبين ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا الصغري هو كبري لكن قياسه صغري ‪ ،‬عامله ككبري ‪ ،‬احرتمه ‪ ،‬دهلل ‪ ،‬اقنعه ‪ ،‬ابنك غلط اقنعه‬
‫أنت غلطان ‪ ،‬بنّي له ‪ ،‬دعه يكون صادقاً معك ‪ ،‬ال تكن عنيفاً فيكذب عليك بعدها ‪ ،‬عليك أن تشعره أنه ميكن أن يقول لك كل شيء ‪ ،‬يقول‬
‫لك كل شيء فعله ‪ ،‬امسع منه ونبهه ال تعيدها ‪.‬‬

‫(( علموا وال تعنفوا ‪ ،‬فإن املعلم خري من املعنف ))‬

‫[أخرجه احلارث عن أيب هريرة ]‬

‫فق ال يكو ُن يف شيء إِال َزانَهُ ‪ ،‬وال يُْنَزعُ ِمن شيء إِال شانَهُ ))‬ ‫(( إِ َّن ِّ‬
‫الر َ‬

‫[أخرجه مسلم وأبو داود عن عائشة أم املؤمنني ]‬

‫‪  ‬مرة مسعت عن طالب بعثه أبوه من أمريكا إىل الشام حىت يتعلم الدين واللغة ‪ ،‬التحق مبعهد ‪ ،‬فغلط غلطة فرفعوه فلقة ‪ ،‬وأهانوه ‪ ،‬كلما يذكر‬
‫اسم سوريا وهو بأمريكا يرجف تعين هذه البلد أن هناك فلقة ‪.‬‬
‫‪ ‬أحياناً معلم اللغة العربية يكون قاسياً فيكره الطالب مادته ‪ ،‬أحياناً أستاذ الرياضيات يكون قاسياً فيكره الطالب مادته ‪ ،‬ينشأ عند الطفل عقدة ‪.‬‬
‫‪ ‬انظر أخالق النيب قال له ‪:‬‬

‫(( يا غالم زودك اهلل التقوى ‪ ،‬ووجهك يف اخلري ‪ ،‬وكفاك اهلم ـ بعدها قال ‪ :‬ـ قَبِل اهلل حجك ‪ ،‬وغفر ذنبك ‪ ،‬وأخلف نفقتك ))‬

‫[املعجم األوسط عن ابن عمر]‬

‫حمبة األطفال واحرتامهم جزء أساسي من الرتبية ‪:‬‬

‫‪ ‬و عن ثابت عن أنس رضي اهلل عنه قال ‪:‬‬

‫(( خدمت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوماً ‪ ،‬حىت إذا رأيت أنين فرغت من خدميت قلت ‪ :‬يقيل رسول اهلل ـ أي نائم اآلن رسول اهلل ‪ ،‬يقيل‬
‫أي من قال يقيل ‪ ،‬نام بعد العصر ـ فخرجت إىل صبيان يلعبون ‪ ،‬قال ‪ :‬فجئت أنظر إىل لعبهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فجاء النيب عليه الصالة والسالم فسلم على‬
‫الصبيان ‪ ،‬وهم يعلبون ‪ ،‬فدعاين النيب عليه الصالة والسالم فبعثين إىل حاجة له ‪ ،‬فذهبت فيها ‪ ،‬وجلس النيب الكرمي يف يفء ـ يف ظل ـ حىت أتيته ‪،‬‬
‫واحتبست عن أمي عن اإلتيان ‪ ،‬الذي كنت آتيها فيه ‪ ،‬فلما أتيت قالت ‪ :‬ما حبسك ؟ قلت ‪ :‬بعثين رسول اهلل يف حاجة ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما هي ؟ قلت‬
‫‪ :‬هو سر رسول اهلل فقالت أمه ‪ :‬فاحفظ على رسول اهلل سره ‪ ،‬قال ثابت ‪ :‬قال يل يا أنس ‪ :‬لو حدثت فيه أحداً من الناس ‪ ،‬أو لو كنت حمدثاً‬
‫أحد به حلدثتك به يا ثابت ))‬

‫[البخاري وأمحد ومسلم عن أنس]‬

‫سر رسول اهلل ‪ ،‬واهلل جتد أطفاالً يف عهد النيب والصحابة الكبار شيء ال يصدق ‪.‬‬ ‫‪ ‬أي أعجبه أنه حيفظ ّ‬
‫مِل‬
‫‪ ‬سيدنا عمر ميشي يف الطريق فرأى أطفاالً ‪ ،‬عندما رأوه هربوا ‪ ،‬وقف واحد بكل أدب فلفت نظره ‪ ،‬قال له ‪ :‬يا غالم َ مل هترب مع من هرب ؟‬
‫قال له ‪ :‬أيها األمري لست ظاملاً فأخشى ظلمك ‪ ،‬ولست مذنباً فأخشى عقابك ‪ ،‬والطريق يسعين ويسعك ‪ ،‬ذكاء ‪ ،‬وأدب‪ ،‬وفهم ‪.‬‬
‫‪  ‬عبد امللك بن مروان ‪ ،‬جاءه وفد للتهنئة ‪ ،‬يتقدمهم غالم ‪ ،‬فغضب ‪ ،‬فوبخ حاجبه و قال له ‪ :‬ما شاء أحد أن يدخل علينا حىت دخل ‪ ،‬حىت‬
‫الصبيان ؟ فابتسم الغالم ‪ ،‬قال له ‪ :‬أيها األمري إن دخويل عليك مل ينقص من قدرك ‪ ،‬ولكنه شرفين ‪ ،‬أنت مبقامك بقيت ‪ ،‬وأنا تشرفت بالدخول ‪،‬‬
‫قال له ‪ :‬أصابتنا سنة أذابت الشحم ـ ذاب شحمنا من اجلوع ـ وأصابتنا سنة أكلت اللحم ـ أصبحنا جلدة وعظمة ـ وأصابتنا سنة دقت العظم ‪ ،‬أول‬
‫فعالم حتبسوها عنا ؟ وإن كانت هلل‬
‫سنة أذابت الشحم‪ ،‬والسنة الثانية أكلت اللحم ‪ ،‬و الثالثة دقت العظم ‪ ،‬ومعكم فضول أموال ‪ ،‬فإن كانت لنا َ‬
‫فنحن عباده ‪ ،‬تصدقوا هبا علينا ‪ ،‬قال ‪ :‬واهلل ما ترك لنا هذا الغالم يف واحدة عذراً ‪ ،‬أي حاصره ‪.‬‬
‫ثان من احلجاز على سيدنا عمر بن عبد العزيز يتقدمهم طفل صغري ‪ ،‬انزعج ‪ ،‬قال له ‪ :‬اجلس وليقم من هو أكرب منك سناً ‪ ،‬قال له ‪:‬‬ ‫دخل وفد ٍ‬
‫أصلح اهلل األمري ‪ ،‬املرء بأصغريه قلبه ولسانه ‪ ،‬فإذا وهب اهلل العبد لساناً الفظاً ‪ ،‬وقلباً حافظاً ‪ ،‬فقد استحق الكالم ‪ ،‬ولو أن األمر كما تقول لكان‬
‫يف األمة من هو أحق منك هبذا اجمللس ‪ ،‬فأعجبه ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا ربيت الطفل ‪ ،‬واحرتمت شخصيته ‪ ،‬أعطيته ثقة ‪ ،‬أنا سأقول لكم كلمة ‪ :‬ال يوجد طفل ال يغلط ‪ ،‬األب املريب يوطن نفسه على خطأ ابنه ‪،‬‬
‫لكن البطولة أال يعاد اخلطأ ‪ ،‬جيب أن ترفع هذا الشعار ‪ ،‬ليس العار أن ختطئ ‪ ،‬العار أن تبقى خمطئاً ‪ ،‬العار أن جتهل ‪ ،‬العار أن تبقى جاهالً ‪.‬‬
‫‪  ‬املالحظ أن النيب عليه الصالة والسالم كان حيرتم األطفال ‪ ،‬وحيبهم ‪ ،‬وحمبة األطفال واحرتامهم جزء أساسي من الرتبية ‪.‬‬

‫اخللق احلسنأكرب مزية يعطيها األب البنه ‪:‬‬

‫‪ ‬و عن أنس رضي اهلل عنه أنه قال ‪:‬‬

‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أحسن الناس ُخلُقا ‪ ،‬وكان يل أخ يقال له ‪ :‬أبو عمري ‪ -‬وهو فَطيم ‪ -‬كان إِذا جاءنا ‪ ،‬قال ‪ :‬يا أبا عمري ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(( كان‬
‫ما فعل النُّغَري ))‬

‫[البخاري والرتمذي ومسلم وأبو داود عن أنس]‬

‫‪ ‬كان له طري امسه النغري ‪ ،‬فكان عليه الصالة والسالم يداعبه و يقول ‪:‬‬

‫(( يا أبا عمري ‪ ،‬ما فعل النُّغَري ؟ ))‬

‫‪  ‬أخواننا الكرام ‪ ،‬صدقوين ‪ ،‬إذا دخلت إىل بيتك ‪ ،‬بيت صغري متواضع ‪ ،‬أكل متواضع ‪ ،‬أثاث متواضع ‪ ،‬زوجة وسط ‪ ،‬تستطيع أنت تعمل به‬
‫هبجة ‪ ،‬بنفسيتك الطيبة ‪ ،‬مبرحك ‪ ،‬بابتسامتك ‪ ،‬بعطفك ‪ ،‬بإيناسك ألطفالك ‪ ،‬وهناك بيت قطعة من اجلحيم ‪ ،‬كله شجار‪ ،‬وتكسري ‪ ،‬وكالم‬
‫بذيء ‪ ،‬أنت بإميانك ‪ ،‬واستقامتك ‪ ،‬ونظرك البعيد جتعل من البيت جنة ‪ ،‬السعادة ال تأيت باملال ‪ ،‬ال تأيت من البيت الواسع ‪ ،‬ال تأيت من األثاث ‪،‬‬
‫ال تأيت من الطعام الطيب تأيت من الود ‪ ،‬واحلب ‪ ،‬ميكن أن تأكل أكالً خشناً مع أوالدك ‪ ،‬وهم راضني مسرورين ‪.‬‬

‫(( يا أبا عمري ‪ ،‬ما فعل النُّغَري ))‬

‫‪ ‬يقول عليه الصالة والسالم ‪:‬‬


‫(( ما حَنَل والِ ٌد ولَداً من حَنْ ٍل أفضل من ٍ‬
‫أدب َح َس ٍن ))‬ ‫ََ َ‬

‫[ أخرجه الرتمذي عن مرسل سعيد بن العاص ]‬

‫‪  ‬أي أكرب مزية يعطيها األب البنه اخللق احلسن ‪ ،‬إذا قلت ‪ :‬هذا طفل خلوق ‪ ،‬هذه من آالف املالحظات ‪ ،‬آالف التوجيهات ‪ ،‬آالف املتابعات‬
‫حىت أصبح مهذباً ‪ ،‬والطفل املهذب شيء ال يقدر بثمن ‪.‬‬
‫‪ ‬أنا ال أرى وال أعتقد أن يف األرض أب أسعد من أب يرى ابنه صاحلاً ‪ ،‬النيب عليه الصالة والسالم علمنا فقال ‪:‬‬

‫(( أتى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم رجل ومعه شيخ فقال له ‪ :‬يا فالن من هذا معك ؟ ' ‪ .‬قال ‪ :‬أيب ‪ .‬قال ‪ :‬فال متش أمامه ‪ ،‬وال جتلس قبله ‪،‬‬
‫وال تدعه بامسه ‪ ،‬وال تستسب له ‪ ،‬وال تدعه بامسه ))‬

‫[ أخرجه الطرباين عن عائشة أم املؤمنني ]‬

‫‪  ‬توجيه دقيق ‪ ،‬إذا كنت متشي أنت وابنك ‪ ،‬فعلى االبن أن ميشي وراء أبيه ‪ ،‬دخلتم إىل غرفة على االبن أال جيلس قبل أن جيلس والده ‪ ،‬وال يعمل‬
‫عمالً يتسبب له مبسبة ‪ ،‬وال يناديه بامسه ‪ ،‬هذه قاعدة علموها ألوالدكم ‪.‬‬

‫قواعد هامة على الطفل أن يتعلمها ‪:‬‬

‫‪ ‬و كان عليه الصالة والسالم يقول ‪:‬‬

‫(( ما ّبر أباه من سدد إليه الطرف بالغضب ))‬

‫[ أخرجه الطرباين عن عائشة أم املؤمنني ]‬

‫‪ ‬نظر إىل أبيه هكذا ‪ ،‬زوره ‪ ،‬هذا عاق لوالديه ‪ ،‬أقل إساءة تعد عقوقاً ‪.‬‬

‫﴿ فَاَل َت ُق ْل هَلَُما أ ٍّ‬


‫ُف َواَل َتْن َه ْرمُهَا ﴾‬

‫( سورة اإلسراء اآلية ‪) 23 :‬‬

‫‪  ‬لو أغلقت الباب بعنف كأنك قلت له ‪ :‬أف ‪ ،‬على اهلاتف حيدثك ‪ ،‬تضايقت ألنك طلبت منه مبلغاً فقال لك ‪ :‬ليس معي نقود فطبقت السماعة‬
‫هذا عقوق له ‪ ،‬جيب أن تودعه ‪ ،‬أما أن تطبق السماعة أمامه ! هذه إساءة بالغة جداً ‪.‬‬

‫(( ما بر أباه من سدد إليه الطرف بالغضب ))‬

‫‪ ‬ويقول عليه الصالة والسالم ‪:‬‬

‫(( ليس من أميت من مل جيل كبرينا ويرحم صغرينا ويعرف لعاملنا حقه ))‬

‫[أخرجه الطرباين عن عبادة بن الصامت ]‬

‫‪ ‬نفى عنه أن ينتسب إىل أمة حممد ‪.‬‬


‫(( من مل جيل كبرينا ويرحم صغرينا و يعرف لعاملنا حقه ))‬

‫‪  ‬وكان النيب يعلم الصغار إذا قرعوا الباب أن يعطوا ظهرهم للباب ‪ ،‬يدق الطفل أمام الباب هكذا ‪ ،‬كأنه يراقب البيت ‪ ،‬تفتح املرأة مستعجلة رآها‬
‫كما هي ‪ ،‬فالسنة إن طرقت الباب أن تعطي ظهرك للباب ‪ ،‬مينة أو يسرة ‪.‬‬

‫على األب و األم جتنب الكذب أمام أوالدهم ‪:‬‬

‫‪ ‬وعن عمر بن أيب سلمة رضي اهلل عنه قال ‪:‬‬

‫حج ِر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وكانت يَدي ُ‬


‫تطيش يف الصح َفة ـ يعين يصل إىل حمل بعيد ـ فقال يل رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫كنت غُالما يف ْ‬
‫(( ُ‬
‫وكل مما يلَيك ))‬ ‫َّ‬
‫وكل بيمينك ‪ْ ،‬‬
‫غالم َس َّم الله ‪ْ ،‬‬
‫عليه وسلم ‪ :‬يا ُ‬

‫[متفق عليه عن عمر بن أيب سلمة]‬

‫‪ ‬هذا أدب األكل ‪ ،‬حنن عملنا سابقاً ثالثني درساً يف تربية األوالد يف اإلسالم ‪ ،‬من فضل اهلل القوا قبوالً حسناً يف كل األوساط ‪ ،‬هناك قسم عن‬
‫الرتبية اإلميانية ‪ ،‬وقسم عن الرتبية األخالقية ‪ ،‬والرتبية العقلية ‪ ،‬والرتبية اجلسمية ‪ ،‬والرتبية النفسية ‪ ،‬والرتبية االجتماعية ‪ ،‬والرتبية اجلنسية ‪ ،‬وكلها‬
‫آيات وأحاديث رائعة جداً تبني ماذا ينبغي على اآلباء أن يفعلوا يف تربية أوالدهم ؟‬
‫‪ ‬وقال عليه الصالة والسالم ‪:‬‬

‫اك مُثَّ مَلْ يُ ْع ِط ِه فَ ِه َي َك ْذبَةٌ))‬


‫صيِب ٍّ َت َع َال َه َ‬ ‫ِ‬
‫(( َم ْن قَ َال ل َ‬

‫[ أمحد عن أيب هريرة]‬

‫‪ ‬يل قريب مقيم بأمريكا جاء بالصيف ‪ ،‬معه ابن عمره مخس سنوات ‪ ،‬يبدو أنه لعب زيادة يف النهار ‪ ،‬فقالت له جدته ‪ :‬اركن وسآخذك يف املساء‬
‫إىل احلديقة ‪ ،‬فصدقها ‪ ،‬يف املساء مل تأخذه ‪ ،‬فقال هلا ‪ :‬أنت كاذبة ‪ ،‬بصراحة ‪ ،‬ال تكذب على ابنك ‪.‬‬

‫اك مُثَّ مَلْ يُ ْع ِط ِه فَ ِه َي َك ْذبَةٌ))‬


‫صيِب ٍّ َت َع َال َه َ‬ ‫ِ‬
‫(( َم ْن قَ َال ل َ‬

‫[ أمحد عن أيب هريرة]‬

‫‪  ‬دقق ‪ ،‬بابا قل له ‪ :‬لست هنا ‪ ،‬معىن هذا أن األب كاذب ‪ ،‬بابا يقول لك ‪ :‬ليس هنا‪.‬‬
‫‪  ‬خترج مع ابنتها إىل مكان ما ‪ ،‬و يعودون إىل البيت عند الظهر ‪ ،‬يسأهلا زوجها أين كنتم ؟ تقول له ‪ :‬مل خنرج ‪ ،‬فالبنت الصغرية رأت أمها تكذب‬
‫‪ ،‬خرجت ‪ ،‬ورجعت ‪ ،‬وهي مع أمها ‪ ،‬قالت له ‪ :‬ما خرجنا ‪ ،‬هذه أخطاء كبرية جداً ‪.‬‬

‫اجلنة ملن رىب بناته أو أخواته و تعهدهم بالرعاية و احلنان ‪:‬‬

‫‪ ‬كان عليه الصالة والسالم من أحسن الناس خلقاً ‪:‬‬

‫ُف قط ‪ ،‬وال قال لشيء ‪ :‬مل فعلت كذا ‪ ،‬وهال فعلت كذا ؟ ))‬
‫(( خدمت النيب صلى اهلل عليه وسلم عشر سنني ‪ ،‬واهلل ما قال يل أ ّ‬

‫[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود عن أنس بن مالك رضي اهلل عنهم ]‬
‫فقلت ‪ :‬واهلل ال أذهب ‪ ،‬ويف نفسي أن أذهب ملا أمرين به‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من أحسن الناس ُخلُقا فأرسلين يوماً حلاجة ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫(( كان‬
‫ِ‬
‫فخرجت حىت أ َُمّر على صبيان ‪ ،‬وهم يلعبون يف السوق فإذا برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بقفاي ـ من ورائي ـ‬
‫ُ‬ ‫نيب اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬
‫أذهب يا رسول اهلل ‪ .‬قال أنس ‪ :‬واهلل لقد خدمته‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬أنا ُ‬
‫ذهبت حيث أمرتك ؟ قال ‪ُ :‬‬ ‫فنظرت إِليه وهو يضحك ‪ .‬فقال ‪ :‬يا أُنيس ‪َ ،‬‬
‫تسع سنني ‪ ،‬ما علمته قال لشيء صنعته ‪ :‬مل صنعت كذا وكذا ؟ أو لشيء تركته ‪َ :‬هال فعلت كذا وكذا ؟ ))‬

‫[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود عن أنس بن مالك رضي اهلل عنهم ]‬

‫‪ ‬مث إن النيب عليه الصالة والسالم يعد كل أب عنده بنات ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ٍ‬
‫أخوات ))‬ ‫الث‬ ‫ثالث بنَ ٍ‬
‫ات ‪ ،‬أو ثَ ُ‬ ‫(( َم ْن كان له ُ َ‬

‫[أخرجه أبو داود والرتمذي عن أيب سعيد اخلدري ]‬

‫‪ ‬بنت فاهتا قطار الزواج مصريها عند أبيها ‪ ،‬األخت أحياناً تكون عبئاً على أخيها أما املؤمن ليست عبئاً عليه ‪ ،‬احلديث هذا ‪ :‬اجلنة ملن رىب بناته أو‬
‫أخواته ‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ثالث بنَ ٍ‬


‫فيهن ‪ ،‬فله اجلنة ))‬ ‫ص ْحبََت ُه َّن ‪َّ ،‬‬
‫وات َقى اهلل َّ‬ ‫الث أخوات أو بِْنتان ‪ ،‬أو أختان ‪ْ ،‬‬
‫فأح َس َن ُ‬ ‫ات ‪ ،‬أو ثَ ُ‬ ‫(( َم ْن كان له ُ َ‬

‫‪ ‬أخت ‪ ،‬أو بنت ‪ ،‬هذه إضافة رائعة ‪ ،‬وكان عليه الصالة والسالم يقول ‪:‬‬

‫(( أنا وكافل اليتيم يف اجلنة كهاتني ))‬

‫[أخرجه أبو يعلى والطرباين عن عائشة أم املؤمنني ]‬

‫‪ ‬وكان عليه الصالة والسالم ‪:‬‬

‫ف عبد اهلل وعبيد اهلل وكثرياً بين العباس مث يقول ‪ :‬من سبق إيل فله كذا وكذا قال ‪ :‬فيستبقون إليه ‪،‬‬‫ص ُّ‬
‫(( كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يَ ٌ‬
‫فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم ))‬

‫[أخرجه اإلمام أمحد عن عبد اهلل بن احلارث ]‬

‫‪ ‬يصفهم ويقف بعيداً ‪ ،‬ويقول ‪ :‬تعالوا إيل تسابقوا ‪ ،‬من شدة السرعة يقعون على ظهره وعلى صدره ‪ ،‬فيقبلهم ‪ ،‬ويلتزمهم ‪.‬‬

‫أخالق النيب صلى اهلل عليه وسلم مع الصغار ‪:‬‬

‫‪  ‬أردت من هذا الدرس أن تقفوا يف أخالق النيب مع الصغار ‪ ،‬ال يوجد بيت إال و فيه صغار ‪ ،‬هبدوئك ‪ ،‬وحلمك ‪ ،‬وحمبتك ‪ ،‬وعدلك بني أوالدك‬
‫‪ ،‬وأنت اتصالك باهلل يعمل عندك قوة جذب وإشعاع ‪ ،‬االنقطاع عن اهلل يسبب جفوة ‪ ،‬فالبيت ميكن أن يكون قطعة من اجلنة ‪ ،‬بابتسامة لطيفة ‪،‬‬
‫ومداعبة ‪ ،‬كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً ‪ ،‬كان يقول ‪:‬‬

‫(( أكرموا النساء ‪ ،‬واهلل ما أكرمهن إال كرمي ))‬

‫[ ورد يف األثر]‬
‫‪  ‬البنات الصغار ‪ ،‬املؤنسات الغاليات ‪ ،‬ميكن أن يكون بيتك جنة ‪ ،‬بأي مستوى مادي ‪ ،‬بأي موقع ‪ ،‬بأي مساحة ‪ ،‬بأي دخل ‪ ،‬بأي أكل ‪ ،‬بأي‬
‫أثاث ‪ ،‬فبإميانك ‪ ،‬واستقامتك ‪ ،‬وحمبتك ‪ ،‬هؤالء الصغار يصبحون أصدقاءك ‪ ،‬وهكذا كان عليه الصالة والسالم حيب الصغار ‪ ،‬وحيرتمهم ‪،‬‬
‫ويسلم عليهم ‪ ،‬حىت يف بعض األحاديث أنه كان يتسابق معهم ‪ ،‬شيء ال يصدق ‪ ،‬و يف بعض األحاديث كان يركبهم أمامه على الناقة ليفرحوا ‪.‬‬
‫‪ ‬أيها األخوة ‪:‬‬

‫ول اللَّ ِه أُسوةٌ حسنَةٌ لِمن َكا َن يرجو اللَّه والْيوم اآْل ِ‬
‫َخَر َوذَ َكَر اللَّهَ َكثِرياً ﴾‬ ‫﴿ لََق ْد َكا َن لَ ُكم يِف رس ِ‬
‫َْ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫َْ َ َ َ ْ‬ ‫ْ َُ‬

‫( سورة األحزاب )‬

‫‪ ‬اع ِ‬
‫نت بالصغار قدر ما تستطيع ‪ ،‬ودللهم ‪ ،‬وأحبهم ‪ ،‬وأكرمهم ‪ ،‬حىت ينشؤوا مؤمنني طاهرين ‪ ،‬حىت يكونوا قرة عني لك ‪ ،‬حىت يكونوا صدقة‬
‫جارية من بعدك ‪.‬‬

‫(( إذا مات اإلنسان انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية ‪ ،‬أو عمل ينتفع به أو ولد صاحل يدعو له ))‬

‫[أخرجه مسلم وابن خزمية عن أيب هريرة ]‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬

‫ومن هديه صلى اهلل عليه وسلم في تربية األطفال‪:‬‬

‫هتيئته ملا ينبغي أن يكون عليه‪ ،‬أو يصري عليه يف كربه كالقيادة والريادة واإلمامة‪ ،‬وكفى دلياًل على‬
‫ربيعا على جيش يغزو‬
‫ذلك تأمري رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أسامة بن زيد ذي السبعة عشر ً‬
‫الروم يف بالد الشام‪ ،‬وفيه كبار الصحابة كأيب بكر وعمر رضي اهلل عنهم أمجعني‪ ،‬وبعثه معاذ بن‬
‫أمريا على اليمن وهو يف التاسعة عشرة من العمر‪.‬‬
‫جبل رضي اهلل عنه ً‬
‫البخاري يف صحيحه عن عمرو بن سلمة رضي اهلل عنه أنه‬ ‫ّ‬ ‫ومن هذا القبيل ما يدل عليه ما رواه‬
‫ت َو ْق َعةُ أ َْه ِل الْ َفْت ِح بَ َاد َر ُك ُّل َق ْوٍم بِِإ ْسالَِم ِه ْم‪َ ،‬وبَ َد َر أَىِب َق ْو ِمى بِِإ ْسالَِم ِه ْم‪َ ،‬فلَ َّما قَ ِد َم‬
‫قال‪َ :‬لَ َّما َكانَ ْ‬
‫ني َك َذا‪،‬‬ ‫صالََة َك َذا ىِف ِح ِ‬ ‫«صلُّوا َ‬ ‫ال َ‬ ‫قَ َال ِجْئتُ ُك ْم َواللَّ ِه ِم ْن ِعْن ِد النَّىِب ِّ صلى اهلل عليه وسلم َحقًّا َف َق َ‬
‫ضَر ِت َّ‬
‫الصالَةُ‪َ ،‬ف ْلُي َؤذِّ ْن أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم‪َ ،‬ولَْي ُؤ َّم ُك ْم أَ ْكَث ُر ُك ْم ُق ْرآنًا»‪.‬‬ ‫ني َك َذا‪ ،‬فَِإ َذا َح َ‬ ‫صلُّوا َك َذا ىِف ِح ِ‬ ‫َو َ‬
‫َّموىِن َبنْي َ أَيْ ِدي ِه ْم‪َ ،‬وأَنَا‬ ‫َفنَظَروا َفلَم ي ُكن أَح ٌد أَ ْكَثر ُقرآنًا ِمىِّن ‪ ،‬لِما ُكْنت أََتلَقَّى ِمن ُّ ِ‬
‫الر ْكبَان‪َ ،‬ف َقد ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َْ ْ َ‬
‫ت ْامَرأَةٌ ِم َن احْلَ ِّى‬ ‫ت أَو سب ِع ِسنِني و َكانَت علَى بردةٌ‪ُ ،‬كْنت إِ َذا سج ْدت َت َقلَّصت عىِّن ‪َ ،‬ف َقالَ ِ‬
‫ُ ََ ُ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ ُْ َ‬
‫ِ‬
‫ابْ ُن س ٍّ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك‬‫ت بِ َش ْىء َفَر ِحى بِ َذل َ‬ ‫يصا‪ ،‬فَ َما فَ ِر ْح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت قَا ِرئ ُك ْم‪ .‬فَا ْشَتَر ْوا َف َقطَعُوا ىِل قَم ً‬ ‫أَالَ ُتغَطُّوا َعنَّا ْ‬
‫اس َ‬
‫الْ َق ِم ِ‬
‫يص‪.‬‬
‫فانظروا رمحكم اهلل كيف حفظ من أفواه الركبان قسطًا من كتاب اهلل فاق ما حفظه بنو قومه‬
‫رغم تلقيهم عن خري اخللق صلى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬واألغرب من ذلك أنّه تص ّدر إلمامة قومه يف‬
‫الصالة رغم حداثة سنّه إىل ح ّد ال يُعاب عليه فيه احنسار ثوبه عن سوأته‪.‬‬
‫ومن هديه صلى اهلل عليه وسلم في تربية األطفال‪:‬‬

‫املداعبة والتعليم بطريق اللعب‪ ،‬وهو من الوسائل اليت تعتربها املدارس الغربية يف الرتبية اليوم من أجنع الوسائل‬
‫وأمهها وأقرهبا إىل نفس الطفل وأنفعها له‪ ،‬رغم أن اهلدي النبوي سبق إىل ذلك وقرره وشرع فيه صاحبه صلى‬
‫س رضي اهلل عنه‬‫اهلل عليه وسلّم بالفعل‪ ،‬يف مواقف كثرية من أشهرها ما رواه الشيخان وغريمها من حديث أَنَ ٍ‬
‫َح َس َن الن ِ‬
‫َّاس ُخلًُقا‪.‬‬ ‫قَ َال َكا َن النَّىِب ُّ صلى اهلل عليه وسلم أ ْ‬

‫يم‪َ -‬و َكا َن إِ َذا َجاءَ قَ َال «يَا أَبَا عُ َمرْيٍ َما َف َع َل النُّغَْيُر»‪ .‬نُغٌَر َكا َن‬ ‫ال لَه أَبو عم ٍ ‪ -‬قَ َال أ ِ ِ‬
‫َحسبُهُ فَط ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َخ يُ َق ُ ُ ُ ُ َ رْي‬ ‫َو َكا َن ىِل أ ٌ‬
‫ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫ىِف ِ‬ ‫يْلع ِ‬
‫وم َخ ْل َفهُ‬
‫وم َو َن ُق ُ‬
‫ض ُح‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬
‫س َويُْن َ‬‫الصالََة َو ُه َو َبْيتنَا‪َ ،‬فيَأْ ُمُر بالْب َساط الذى حَتْتَهُ َفيُكْنَ ُ‬ ‫ب بِه‪َ ،‬فُرمَّبَا َح َ‬
‫ضَر َّ‬ ‫ََ ُ‬
‫صلِّى بِنَا‪.‬‬
‫َفيُ َ‬

‫منهجا يف تربية األطفال وتعليمهم‬


‫درس عظيم يرسم ً‬ ‫ومداعبته صلى اهلل عليه وسلم أليب عمري رضي اهلل عنه ٌ‬
‫وآباءهم بأسلوب التشويق والتودد هلم‪ ،‬ولذلك اهتم العلماء هبذا احلديث أمّي ا اهتمام‪.‬‬

‫قال احلافظ ابن حجر رمحه اهلل يف (الفتح)‪( :‬يف هذا احلديث ع ّدة فوائد مجعها أبو العباس الطربي املعروف بابن‬
‫القاص يف ّأول كتابه أ ّن بعض الناس عاب‬ ‫القاص الفقيه الشافعي صاحب التصانيف يف ِ‬
‫جزء مفرد‪ ،‬وذكر ابن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على أهل احلديث أهّن م يروون أشياء ال فائدة فيها‪ ،‬ومثل ذلك التحديث حبديث أيب عمري هذا‪ ،‬قال‪ :‬وما درى‬
‫وجها مثّ ساقها مبسوطةً)‪.‬‬
‫أ ّن يف هذا احلديث من وجوه الفقه وفنون األدب والفائدة ستني ً‬

‫ومن هديه صلى اهلل عليه وسلم يف تربية األطفال‪:‬‬

‫الضرب والتأديب بالضوابط الشرعيّة يف التعليم‪:‬‬

‫جياد كثرية منها‪:‬‬


‫وردت يف هذا الباب أحاديث ٌ‬
‫ات‪ .‬قَ َال «الَ تُ ْش ِر ْك بِاللَّ ِه‬ ‫ول اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم بِع ْش ِر َكلِم ٍ‬ ‫صاىِن َر ُس ُ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬ما رواه أمحد يف مسنده بإسناد حسن َع ْن ُم َعاذ رضي اهلل عنه قَ َال أ َْو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيئا وإِ ْن قُتِْلت وحِّرقْت والَ َتعق َّ ِ‬
‫صالًَة َمكْتُوبَةً‬ ‫صالًَة َمكْتُوبَةً ُمَت َع ِّم ًدا فَِإ َّن َم ْن َتَر َك َ‬
‫ك َوالَ َتْت ُر َك َّن َ‬ ‫ك َو َمال َ‬‫ك َوإِ ْن أ ََمَر َاك أَ ْن خَت ُْر َج ِم ْن أ َْهل َ‬
‫َّن َوال َديْ َ‬ ‫َ َُ َ َ ُ‬ ‫َ ًْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َوالْفَر َار م َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ط الله َعَّز َو َج َّل َوإيَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َوالْ َم ْعصيَةَ فَإ َّن بالْ َم ْعصيَة َح َّل َس َخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْس ُك ِّل فَاح َشة َوإيَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت مْنهُ ذ َّمةُ الله َوالَ تَ ْشَربَ َّن مَخًْرا فَإنَّهُ َرأ ُ‬
‫ُمَت َع ِّم ًدا َف َق ْد بَرئَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك أ ََدبًا َوأَخ ْف ُه ْم ىِف اللَّه»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الز ْح ِ‬
‫صَ‬ ‫ك َوالَ َت ْرفَ ْع َعْن ُه ْم َع َ‬ ‫ك م ْن طَْول َ‬ ‫ت َوأَنْف ْق َعلَى عيَال َ‬ ‫ت في ِه ْم فَاثْبُ ْ‬ ‫َّاس ُموتَا ٌن َوأَنْ َ‬
‫اب الن َ‬ ‫َص َ‬‫َّاس َوإِ َذا أ َ‬
‫ك الن ُ‬ ‫ف َوإِ ْن َهلَ َ‬ ‫َّ‬
‫ني‪ -‬رضى اهلل‬ ‫ِِ‬ ‫اس‪ -‬رضى اهلل عنهما‪ -‬أَنَّه ب ِ‬
‫ات عْن َد َمْي ُمونَةَ أ ُِّم الْ ُم ْؤمن َ‬
‫َُ َ‬ ‫َخَبَرهُ َع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َعبَّ ٍ‬‫اس أَنَّهُ أ ْ‬ ‫ب َم ْوىَل ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫‪ -‬وما رواه الشيخان َع ْن ُكريْ ٍ‬
‫َ‬
‫ول اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم َوأ َْهلُهُ ىِف طُوهِلَا‪َ ،‬فنَ َام َر ُس ُ‬
‫ول اللَّ ِه صلى اهلل‬ ‫اضطَ َج َع َر ُس ُ‬ ‫و‬
‫ََ َ ْ‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ِ‬ ‫اد‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫عنها‪َ -‬و ْه َى َخالَتُهُ‪ -‬قَ َال فَ ْ َ ْ ُ َ َ ْ‬
‫ع‬ ‫ى‬ ‫َ‬‫ل‬‫ع‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫اض‬
‫ف اللَّْي ُل أ َْو َقْبلَهُ بَِقلِ ٍيل أ َْو َب ْع َدهُ بَِقلِ ٍيل‪.‬‬
‫ص َ‬
‫عليه وسلم َحىَّت ا ْنتَ َ‬

‫ور ِة ِآل ِع ْمَرا َن‪ ،‬مُثَّ قَ َام إِىَل َش ٍّن‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫مُثَّ اسَتي َق َظ رس ُ َّ ِ‬
‫س‪ ،‬فَ َم َس َح الن َّْو َم َع ْن َو ْجهه بيَده‪ ،‬مُثَّ َقَرأَ الْ َع ْشَر آيَات َخ َوات َ‬
‫يم ُس َ‬ ‫ول الله صلى اهلل عليه وسلم فَ َجلَ َ‬ ‫ْْ َُ‬
‫ت إىَلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلِّى‪ .‬قَ َال َعْب ُد اللَّه بْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُم َعلَّ َق ٍة َفَت َو َّ‬
‫ت َف ُق ْم ُ‬‫صنَ َع‪ ،‬مُثَّ َذ َهْب ُ‬‫ت مثْ َل َما َ‬ ‫صَن ْع ُ‬
‫ت فَ َ‬
‫اس‪ -‬رضى اهلل عنهما‪َ -‬ف ُق ْم ُ‬ ‫ضوءَهُ‪ ،‬مُثَّ قَ َام يُ َ‬ ‫ضأَ مْن َها‪ ،‬فَأ ْ‬
‫َح َس َن ُو ُ‬
‫ول اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم يَ َدهُ الْيُمْىَن َعلَى َرأ ِْسى‪.‬‬ ‫ض َع َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫َجْنبِه‪َ ،‬ف َو َ‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اضطَ َج َع َحىَّت َجاءَهُ‬ ‫َخ َذ بِأُذُىِن الْيُمْىَن َي ْفتلُ َها بِيَده‪ ،‬فَ َ‬
‫صلَّى َر ْك َعتَنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ َر ْك َعتَنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ َر ْك َعتَنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ َر ْك َعتَنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ َر ْك َعتَنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ َر ْك َعتَنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ أ َْوَتَر‪ ،‬مُثَّ ْ‬ ‫َوأ َ‬
‫ِ‬
‫صلَّى ُّ‬
‫الصْب َح‪.‬‬ ‫صلَّى َر ْك َعتَنْي ِ َخفي َفتَنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ َخَر َج فَ َ‬
‫الْ ُم َؤذِّ ُن‪َ ،‬ف َق َام فَ َ‬

‫ومن هديه صلى اهلل عليه وسلم يف تربية األطفال‪:‬‬

‫تعويدهم على فعل اخلريات ومنه ارتياد املساجد للصالة والتعبد‪:‬‬

‫وعودوهم اخلري فإ ّن اخلري عادة)‪.‬‬


‫روي عن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه قوله‪( :‬حافظوا على أبنائكم يف الصالة‪ّ ،‬‬

‫ِ ِ‬
‫وهلذا القول ما يؤيده يف السنّة فقد روى ابن ماجة بإسناد صحيح عن ُم َعا ِويَةَ بْ َن أَىِب ُس ْفيَا َن رضي اهلل عنه َع ْن َر ُسول اللَّه صلى اهلل عليه وسلم أَنَّهُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجةٌ َو َم ْن يُِرد اللَّهُ بِه َخْيًرا يُ َفق ْ‬
‫ِّههُ ىِف الدِّي ِن»‪.‬‬ ‫قَ َال «اخْلَْي ُر َع َادةٌ َوالشَُّّر جَلَ َ‬

‫صغارا ومن ذلك‪:‬‬


‫وقد ورد يف السنّة ما يدل على مشروعية تعويد الصغار على الصيام وصالة اجلماعة واصطحاهبم للحج ً‬

‫َصبَ َح ُم ْف ِطًرا َفْليُتِ َّم بَِقيَّةَ َي ْو ِم ِه‪،‬‬ ‫صا ِر َ‬


‫«م ْن أ ْ‬ ‫وراءَ إِىَل ُقَرى األَنْ َ‬‫اش َ‬‫ت أ َْر َس َل النَّىِب ُّ صلى اهلل عليه وسلم َغ َدا َة َع ُ‬ ‫الربيِّ ِع بِْن ِ ٍ‬
‫ت ُم َع ِّوذ قَالَ ْ‬ ‫‪ -‬روى الشيخان َع ِن ُّ َ‬
‫َح ُد ُه ْم َعلَى الطَّ َع ِام أ َْعطَْينَاهُ ذَ َاك‪َ ،‬حىَّت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومن أَصبح ِ‬
‫ص ِّو ُم صْبيَانَنَا‪َ ،‬وجَنْ َع ُل هَلُ ُم اللُّ ْعبَةَ م َن الْع ْه ِن‪ ،‬فَإذَا بَ َكى أ َ‬
‫ومهُ َب ْع ُد‪َ ،‬ونُ َ‬
‫ص ُ‬‫ت فَ ُكنَّا نَ ُ‬ ‫ص ْم»‪ .‬قَالَ ْ‬‫صائ ًما َفْليَ ُ‬
‫َ َ ْ َْ َ َ‬
‫يَ ُكو َن ِعْن َد ا ِإلفْطَا ِر‪ .‬قال ابن حجر‪( :‬يف احلديث حجة على مشروعيّة مترين الصبيان على الصيام)‪.‬‬

‫«م ِن الْ َق ْو ُم؟»‪ .‬قَالُوا‪ :‬الْ ُم ْسلِ ُمو َن‪َ .‬ف َقالُوا‪َ :‬م ْن‬ ‫اس رضي اهلل عنهما أن النَّىِب صلى اهلل عليه وسلم لَ ِقى ر ْكبا بِ َّ ِ‬ ‫‪ -‬وروى مسلم َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫الر ْو َحاء َف َق َال َ‬ ‫ََ ً‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه»‪َ .‬فر َفعت إِلَي ِه امرأَةٌ صبِيًّا َف َقالَ هِل‬
‫ت أَ ََذا َح ٌّج قَ َال «نَ َع ْم َولَك أ ْ‬
‫َجٌر»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ْ َْ َ‬ ‫«ر ُس ُ‬ ‫أَنْ َ‬
‫ت قَ َال‪َ :‬‬

‫‪ -‬وروى ابن خزمية يف صحيحه والرتمذي وأبو داود بإسناد صحيح عن أنس بن مالك رضي اهلل عنه أ ّن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم دعي إىل‬
‫طعام‪ ،‬فأكل منه مث قال‪ :‬قوموا فلنصل بكم‪ .‬قال أنس‪ :‬فقمت إىل حصري لنا قد اسود من طول ما لبس‪ ،‬فنصحته باملاء‪ ،‬فقام عليه رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬وصففت عليه أنا واليتيم وراءه‪ ،‬والعجوز من ورائنا‪ ،‬فصلى بنا ركعتني مث انصرف‪.‬‬

‫وليس املقصود تعويدهم على صالة اجلماعة يف البيت إال أن يكون ذلك يف النوافل‪ ،‬كالركعتني التني أم النيب صلى اهلل عليه وسلّم فيهما الغالمني‬
‫أيضا ربط األبناء باملساجد وتوجيههم إليها‪ ،‬بل كان يذهب أكثر من ذلك‬ ‫واملرأة‪ ،‬وهذا هدي نبوي شريف‪ ،‬ومن هديه عليه الصالة والسالم ً‬
‫فيتجوز يف صالته مراعاة حلال الصبية الذين تصطحبهم أمهاهتم إىل املسجد‪.‬‬

‫ِ‬ ‫الصالَِة أُ ِر ُ‬
‫يد أَ ْن أُطَِّو َل ف َيها‪ ،‬فَأَمْسَ ُع بُ َكاءَ‬ ‫وم ىِف َّ‬
‫روى البخاري يف صحيحه َع ْن أَىِب َقتَ َادةَ رضي اهلل عنه َع ِن النَّىِب ِّ صلى اهلل عليه وسلم قَ َال «إِىِّن ألَقُ ُ‬
‫َش َّق َعلَى أ ُِّم ِه»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صالَتِى َكَراهيَةَ أَ ْن أ ُ‬
‫الصىِب ِّ‪ ،‬فَأَجَتَ َّو ُز ىِف َ‬
‫َّ‬
‫وروى النسائي بإسناد صحيح عن عبد اهلل بن ش ّداد رضي اهلل عنه قال‪ :‬بينما رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصلي بالناس إذ جاءه احلسني فركب‬
‫عنقه وهو ساجد‪ ،‬فأطال السجود بني الناس حىت ظنوا أنّه قد حدث أمر فلما قضى صالته‪ ،‬سألوه عن ذلك‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم‪( :‬إن ابين‬
‫ارحتلين‪ ،‬فكرهت أن أعجله حىت يقضي حاجته)‪.‬‬

‫فاملسجد إذن روضة جيتمع فيها الصغري والكبري ويرتادها الرجل واملرأة‪ ،‬وإن كان بيت املرأة خري هلا‪ ،‬وقد كان السلف الصاحل رضوان اهلل عليهم يف‬
‫ارتيادها يستبقون اخلريات فيذكرون رهبم‪ ،‬ويأخذون العلم‬

‫خريا أو يعلمه‪ ،‬فهو كاجملاهد يف سبيل اهلل) وهذا حديث حسن بشواهده‪ :‬أخرجه ابن ماجة‬
‫عن نبيهم الذي قال‪( :‬من جاء مسجدنا هذا يتعلم ً‬
‫وأمحد وابن حبان يف صحيحه واحلاكم يف املستدرك‪ ،‬وقال عنه‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخني؛ فقد احتجا جبميع رواته‪ ،‬ومل خيرجاه‪،‬‬
‫وال أعلم له علة‪.‬اهـ‪.‬‬

‫لذلك كان املسجد املدرسة األوىل‪ ،‬واجلامعة األم اليت تنشر العلم‪ ،‬وتشيع املعارف بني الناس‪ ،‬وهو املكان األفضل واألمثل هلذا املقصد العظيم‪،‬‬
‫شيئ يف تعليم الناس والدعوة إىل اهلل إال لضرورة‪.‬‬
‫وينبغي أن ال يعدل به ٌ‬

‫وما تنكبت األمة والامتهنت علوم الشريعة‪ ،‬وال جفت منابعها إال بعد أن أغفل دور املسجد يف التعليم‪.‬‬

‫يقول ابن احلاج الفاسي رمحـه اهلل يف (املدخل)‪ …( :‬واملقصود بالتدريس‪ ،‬إمنا هو التبيني لألمة‪ ،‬وإرشاد الضال وتعليمه‪ ،‬وداللة اخلريات‪ ،‬وذلك‬
‫موجود يف املسجد أكثر من املدرسة ضرورة‪ ،‬وإذا كان املسجد أفضـل‪ ،‬فينبغي أن يبادر إىل األفضـل ويرتك ماعـداه‪ ،‬اللهم إال لضرورة‪ ،‬والضرورات‬
‫هلا أحكام أخر)‪.‬‬

‫وقبل اصطحاب الطفل إىل املسجد حيسن تعليمه وتأديبه بآداب دخول املساجد‪.‬‬

‫بأسا‪ ،‬وإن‬
‫سئل مالك عن الرجل يأيت بالصيب إىل املسجد أيستحب ذلك؟ فقال‪ :‬إن كان قد بلغ مبلغ األدب وعرف ذلك‪ ،‬وال يعبث فال أرى ً‬
‫أحب ذلك‪.‬‬
‫صغريا ال ي َقر فيه‪ ،‬ويعبث فال ّ‬
‫كان ً‬

‫أزمته منّا‪ ،‬وهذا يتناىف مع الوقت املتاح لتقدمي‬


‫وبسط البحث يف هذه اآلداب وما يتعلّق هبا من أحكام‪ ،‬لو اسرتسلنا فيه لتشعب بنا البحث وتفلتت ّ‬
‫هذه املقالة‪.‬‬

‫لذا نكتفي هبذا القدر‪ ،‬من هديه صلى اهلل عليه وسلم يف تربية األطفال‪ ،‬ونكل إمتام البحث إىل عزائمكم وأنتم أهل للبحث واملتابعة كما يظن بكم‪.‬‬

‫وصلى اهلل وسلم على نبيّنا حممد وآله وصحبه أمجعني‪.‬‬

You might also like