Professional Documents
Culture Documents
4
4
إن إعداد هذا التصور لإلعالن يُعد طريقة رآئعة ومثالية لتجربة األفكار المختلفة ،وحساب الوقت ،والتحضير
للمؤثرات البصرية إن وجدت .فهذه الطريقة تستعمل لتأمين مبلغ العمل ،وأخذ موافقة العميل واعتمادها قبل البدأ
في التصوير ،مما يساعد أيضا ً على إعطاء الجميع تصور Gواضح لإلعالن وفكرته قبل البدأ بإنفاق المال.
في القرن الرابع الميالدي قام الفيلسوف اليوناني Gأرسطو بدراسة علم البالغة والمنطق Gواللغويات ،واشتهر بقدرته
العالية على التحليل واالستنتاج Gواإلقناع ،وقد وضع قواعداً متنوعة في فنون اإلقناع والتأثير ،والتي ال يكاد يخلو
منها أي حوار لإلقناع ،سوا ًء في القضاء لدى المحاميين ،أو في البحوث العلمية والطبية وغيرها ..وتطبيق هذه
المبادئ على اإلعالنات التجارية واألفالم Gيجعل منها أكثر قوة وتأثيراًG.
في ظل تكاثر تلك اإلعالنات وتنوعها Gإال أنها جميعا ً تنحدر من تلك األصول اإلغريقية “اليونانية” التي وضعها
إرسطو .فال تكاد ترى إعالنا ً اليوم إال ويصب في ذلك الهيكل البنائي والذي أصبح الطريقة ال ُمثلى لإلعالنات،
لقدرته على التأثير واإلقناع Gوجذب انتباه المستهلكين إليه.
يقول أرسطو“ G:إن البراهين التي تُقدم في الكالم على ثالثة أنواع .األول يعتمد على سُمعة الشخص ال ُمتحدث
وتأثيره ،والثاني يعتمد على وضع ال ُمستمع في حالة معينة يعيشها ،والثالث يعتمد على الخطاب ذاته; مقدار ما
يُثبت أو ما يُحاول إثباته من معلومات”.
ولتبسيط Gاألمر ،يذكر أرسطو Gأن هناك ثالثة طرق إلقناع الناس ولفت انتباههم Gوهي ما أسماها بـ “األدوات
البالغية” وهي عبارة عن ثالثة طرق مختلفة لإلقناع والتأثير G،تسمى ( إيثوس ،باثوس ،لوغوس ) “ Ethos,
“ Pathos, and Logosحيث تجتمع هذه الطرق الثالثة معا ً على شكلة هرم ثالثي ،لكل واحدة منها ما يميزها
عن غيرها في اإلثبات واإلقناع .وفيما Gيلي سنتعرف Gعن كل واحد منها وطريقة استعمالها في اإلعالنات التجارية
ونعطي عليها بعض األمثلة.