You are on page 1of 4

‫البحث عن المعنى وتح ّوالت المقدّس‬

‫البحث عن المعنى وتحوّالت المق ّدس‬


‫األحد ‪ 25‬مارس ‪ 08:27 | 2018‬ص‬

‫بقلم ‪ /‬عمار بنحمودة‬


‫يع ّد المق ّدس جوهر الخطاب ال ّديني وروحه التي تهبه القدرة على إبقاء سحره متج ّددا في الوعي اإلنساني‪ ،‬ومهم‪$$‬ا‬
‫اختلفت مناهج الفهم وسبل التأويل تظّل سردياته معينا ال ينضب يستم ّد منه رجال الدين بمختلف مسمياتهم‪ $‬وتن‪$$‬وع‪$‬‬
‫مباحثهم‪ $‬قدرتهم على التأثير في جمهورهم‪ ،‬ويستمد المق ّدس قوّته من كونه ي‪$$‬وفّر‪ $‬مخزون‪$$‬ا من الرم‪$$‬وز‪ $‬تهب حي‪$$‬اة‬
‫اإلنسان معنى وتنظّم عالقاته باآلخر وبالوجود‪ .‬فالمق ّدس يمأل فراغات الوج‪$$‬ود‪ $‬ويهب األزمن‪$$‬ة واألمكن‪$$‬ة قداس‪$$‬تها‪$‬‬
‫ي خارق‪ $.‬ولذلك‪ ،‬فهو روح الخطاب ال‪$$‬ديني‪ ،‬وبنزع‪$$‬ه‬ ‫ويمنح البشر شعورا راسخا بأنّه يستمد قوّته من رافد سماو ّ‬
‫يفتقد قيمته الرمزيّة التي جعلته صامدا في وجه العلم والفلسفة‪ ،‬بل وهبته القدرة على اس‪$$‬تيعابها‪ $‬أو التفاع‪$$‬ل معه‪$$‬ا‪.‬‬
‫فكتب الفقه على اختالفها تهب أحكامها قداسة أساسها ادع‪$‬اء احتك‪$‬ار المرجعيّ‪$‬ة النص‪$‬يّة والتأوي‪$‬ل الش‪$‬رع ّي ال‪$‬ذي‬
‫الش‪$‬افعي في‬ ‫يفسّر كالم هللا‪ ،‬منبع القداسة في الخطاب ال ّديني‪ ،‬ويفصّل أقوال‪$$‬ه اعتم‪$‬ادا على ق‪$$‬وانين ثابت‪$‬ة وض‪$$‬عها ّ‬
‫رس‪$$‬الته‪ .‬وق‪$$‬د ظلّت القداس‪$$‬ة أص‪$$‬ل ك ‪ّ $‬ل حكم دي‪$$‬ني‪ .‬فقداس‪$$‬ة الن‪$$‬ب ّي ق‪$$‬ادت إلى فيض من المق ‪ّ $‬دس ش‪$$‬مل ص‪$$‬حابته‬
‫وعشيرته[‪ ]1‬والتّابعين له وتابعي التّابعين‪ .‬وقداسة النصّ القرآن ّي جعلت اللغة العربيّة لغة نقيّة ينكر الشافعي مثال‬
‫أن يكون فيها دخيل[‪ .]2‬ولذلك‪ ،‬فهو‪ $‬يعقد عالقة بين العلم باللّغة والعلم بالسنن تمهيدا لجع‪$‬ل الس‪$‬نّة وس‪$‬يطا تأويليّ‪$‬ا‪$‬‬
‫تم ّر عبره عمليّة الفهم واالستيعاب ويسري بها تيّار القداسة في معاني النصّ ودالالت الخطاب‪ .‬ومنطلق‪ $‬ال ّشافعي‪$‬‬
‫في بنائه عرش المق ّدس قيامه على ركنين أساسيين سيّجا التأويل ووهباه قوّته‪ :‬هما الكتاب والسنّة‪ .‬فالشافعي‪ $‬يؤ ّك‪$$‬د‬
‫في مقام أوّل من الرسالة أنّه "ليست تنزل بأحد من أهل دين هللا نازلة إالّ وفي كتاب هللا ال‪$$‬دليل على س‪$$‬بيل اله‪$$‬دى‬
‫سن رسول هللا م ّما ليس فيه كت‪$$‬اب وفيم‪$‬ا‪ $‬كتبن‪$$‬ا في كتابن‪$$‬ا ه‪$$‬ذا‪ ،‬من‬ ‫أن "ك ّل ما ّ‬
‫فيها‪ ]3[".‬ويشير في مقام آخر إلى ّ‬
‫أن الحكمة سنّة رسول هللا‪ ]4[".‬فالش‪$$‬افعي‪ $‬يح ‪ّ $‬دد‬ ‫من هللا به على العباد من تعلّم الكتاب والحكمة دليل على ّ‬ ‫ذكر ما ّ‬
‫ولكن المق ّدس في هذا المقام ال يمثّ‪$$‬ل‬ ‫ّ‬ ‫مسارات الحقيقة‪ ،‬ويجعل مقاصد اإلنسان في الحياة مرتبطة بالكتاب والسنّة‪.‬‬
‫ي فحس‪$$‬ب‪،‬‬ ‫مرجعيّة تنعقد صلة القداسة بينها وبين المتلقّي عبر الوثوق‪ $‬في كونها‪ $‬تمثّل الرّافد اإللهي وال ّشاهد النّبو ّ‬
‫وإنّما توظّف‪ $‬إلسباغ تلك القداسة على األحكام والمعارف‪ $‬المرتبطة بالخط‪$$‬اب ال‪$$‬ديني‪ ،‬فتحوّله‪$‬ا‪ $‬إلى مجموع‪$$‬ة من‬
‫إن المعرف‪$$‬ة والحكم‪$‬ة‬ ‫الض‪$$‬وابط والق‪$$‬وانين ال‪$‬تي تمثّ‪$‬ل الف‪$$‬رق بين النظ‪$$‬ام أو الفوض‪$$‬ى‪ ،‬ب‪$‬ل بين المع‪$$‬نى والعبثيّ‪$‬ة‪ّ .‬‬
‫مفس‪$‬ر لألحك‪$‬ام‬‫واألحكام‪ $‬على اختالفها تصير موجودة ب‪$‬القوّة في النصّ وس‪$‬ابقة للنازل‪$‬ة ذاته‪$‬ا‪ .‬وم‪$‬ا الفقي‪$‬ه س‪$‬وى ّ‬
‫يحوّلها من الوجود‪ $‬بالقوّة إلى الوجود بالفعل‪ .‬ونتيجة لهذه الرواب‪$$‬ط المق ّدس‪$$‬ة بين النصّ والرّس‪$$‬ول‪ $‬والم‪$$‬ؤوّل‪ ،‬ف‪$$‬إنّ‬
‫السبل تفترق بالمتلقّي بين اتباع تلك القوانين والف‪$$‬وز بألق‪$$‬اب المق‪ّ $‬دس والنظ‪$$‬ام أو مخالفته‪$$‬ا والوق‪$$‬وع‪ $‬في محظ‪$$‬ور‪$‬‬
‫ي خطأ قد يرت ّد على العالم جمل‪$$‬ة‪ ،‬فيص‪$$‬يب‬ ‫المدنسّ والفوضى؛ ولذلك "ال يجوز‪ $‬المسّ بهذا النظام المزدوج‪ّ ،‬‬
‫ألن أ ّ‬
‫نظامه بالخلل عند نقطة مح ّددة‪]5[".‬‬

‫ليست القداسة سوى‪ $‬فرع من نبع رئيس هو الكتاب وعنه تستم ّد الروافد‪ $‬المختلفة المتصلة ب‪$$‬ه ت‪$$‬أويال تل‪$$‬ك القداس‪$$‬ة‬
‫التي تفيض على الكتاب وصاحبه‪" .‬فموطّأ‪ $‬مالك" مثال ال يمثّل في دائرة المؤمنين بقداس‪$$‬ته مج‪$‬رّد اجته‪$$‬اد بش‪$$‬ر ّ‪$‬‬
‫ي‬
‫يق ّدم تصوّرا نسبيّا للحقيق‪$$‬ة‪ ،‬وإنم‪$$‬ا يق‪ّ $‬دم ص‪$$‬احبه الكت‪$$‬اب‪ ،‬باعتب‪$$‬اره الص‪$$‬راط المس‪$$‬تقيم المؤديّ‪$$‬ة إلى الفهم ومس‪$$‬لك‬
‫التأويل األسلم للفوز في الدنيا واآلخرة‪ .‬ولع ّل تلك الحقيقة التي ير ّوجها صاحب الكتاب تلقى صداها عند المؤمنين‬
‫بقداسته و"داخل ك ّل انفع‪$$‬ال دي‪$$‬ن ّي مره‪$$‬ف وص‪$$‬ادق في التعب‪$$‬ير عن ذات‪$$‬ه‪ ،‬نج‪$$‬د ه‪$$‬ذه الثالث‪ :‬اإليم‪$$‬ان ب‪$$‬الخالص‪،‬‬
‫أن المق‪ّ $‬دس ال يكتس‪$$‬ب قوّت‪$$‬ه من نبع‪$$‬ه‪ ،‬وإنّم‪$$‬ا من ك‪$$‬ثرة الرّواف‪$‬د‪ $‬ال‪$$‬تي تك‪$$‬ون ما ّدته‪$$‬ا‬ ‫والتو ّك‪ $‬ل‪ $‬والحبّ ‪]6[".‬؛ ذل‪$$‬ك ّ‬
‫فالش‪$‬افعي يق‪ّ $‬ر في بعض الرواي‪$$‬ات أنّ‪$$‬ه "م‪$$‬ا‬ ‫منسجمة ومتآلفة في إطار الفرقة الواحدة والتص ّور‪ $‬المتماثل للحقيقة‪ّ .‬‬
‫ظهر على األرض بعد كتاب هللا أص ّح من كتاب مالك‪ ]7[".‬وال تختلف كتب افتراق‪ $‬الف‪$$‬رق وعلم الكالم عن كتب‬
‫وأن من خالفهم من أهل‬ ‫ق‪ّ ،‬‬ ‫الفقه في كونها تستم ّد قداستها‪ $‬من رافد واحد يهب أصحابها االعتقاد بأنهم ينطقون بالح ّ‬
‫الضّالل والبدع‪ ،‬بل قل من الكفرة الجاحدين‪ .‬ذلك مثال ما يجسّده اإلسفرائيني في كتابه "التبصير‪ $‬في عل‪$$‬وم ال ‪ّ $‬دين‬
‫ك فيصل التفرقة بين النّجاة المرتبطة بالكون المق ّدس‬ ‫وتمييز‪ $‬الفرقة الناجية عن فرق‪ $‬الهالكين‪ ".‬إذ منذ العنوان يُ ْد َر ُ‬
‫إن تلك الثنائيّة التي تتجسّد‬‫ومسالكه التأويليّة والهالك المرتبط بالمدنسّ ومزالق أصحابه نحو الضالل والكفر‪ّ ]8 [.‬‬
‫أن تسري على جميع مجاالت الحياة وتتجاوز‪ $‬ح‪$$‬دود النصّ ؛ ذل‪$$‬ك‬ ‫في مستويات كثيرة كالفهم والفعل والكالم يمكن ّ‬
‫أن حاجة اإلنسان إلى المق ّدس نابعة من الحاجة إلى إضفاء المعنى واكتساب قوّة الرمز‪ .‬فالعالم الذي يضع ق‪$$‬وانين‬
‫علم الكالم ويؤسّس لتص ّور‪ $‬مح ّدد لفهم النص وتمثل اإلله وتحديد‪ $‬العالقة بالسلوك‪ $‬النبوي‪ ،‬إنما هو في الحقيق‪$$‬ة في‬
‫حاجة إلى إعطاء إنتاجه الفكري معنى يستم ّد من الصراع الخف ّي في ذات اإلنسان بين طاقة الوج‪$$‬ود‪ $‬والخ‪$$‬وف من‬
‫العدم‪ .‬فالمق ّدس يهب الحقيقة ديمومتها ويستبعد‪ $‬الفناء المرتبط بالحقائق النسبيّة والعرضيّة بحقائق مطلق‪$$‬ة ويقينيّ‪$$‬ة‪.‬‬
‫والمتلقّي المؤمن بالقداسة يحاول إحاطة حياته بثقة في المع‪$‬نى ورمزيّ‪$$‬ة تهب ك‪ّ $‬ل فع‪$$‬ل ق‪$‬وّة الوج‪$$‬ود‪ .‬ول‪$$‬ذلك‪ ،‬فق‪$$‬د‬
‫اقتحم المق ّدس ك ّل ركن من أركان الحياة‪ :‬األكل واللباس والطه‪$$‬ارة والزم‪$$‬ان والمك‪$$‬ان‪" .‬فالمت‪$$‬ديّن يعيش في ع‪$$‬الم‬
‫ب‪$‬أن اإلنس‪$‬ان المت‪$‬ديّن حظي بسلس‪$‬لة غ‪$‬ير‬ ‫فإن وجوده منفتح على العالم‪ .‬وهذا ما يعي‪$‬د الق‪$‬ول ّ‬ ‫منفتح زد على ذلك‪ّ ،‬‬
‫ألن العالم مق ّدس‪ .‬وللوصول إلى فهمها يجب‬ ‫متناهية من تجارب يسميها كونيّة‪ .‬وأن مثل هذه التجارب هي دينيّة‪ّ ،‬‬
‫بأن الوظائف الفيزيولوجيّة الرئيسة قابل‪$$‬ة لتص‪$$‬بح أس‪$$‬رارا‪ .‬فيحص‪$$‬ل األك‪$$‬ل طقوس‪$$‬يا‪ ،‬والغ‪$$‬ذاء مقيم بش‪$$‬كل‬ ‫التذكير ّ‬
‫مختلف‪ ،‬وحسب مختلف األديان والثقاف‪$$‬ات‪ :‬األغذي‪$$‬ة معت‪$$‬برة‪ ،‬إ ّم‪$$‬ا مق ّدس‪$$‬ة وإ ّم‪$$‬ا عط‪$$‬اء من اآلله‪$$‬ة‪ ]9["...‬فحاج‪$$‬ة‬
‫اإلنسان إلى الرموز‪ $‬تضاهي حاجته للطعام والشراب واللب‪$$‬اس‪ .‬والمق‪ّ $‬دس ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي يهب ك‪ّ $‬ل فع‪$$‬ل عرض‪ّ $‬ي ق‪$‬وّة‬
‫المعنى وديمومة‪" .‬فيستعمل ك ّل منّا الرموز في كالمه وحركاته وأحالمه أناء اللي‪$$‬ل وأط‪$$‬راف النه‪$$‬ار س‪$$‬واء وعى‬
‫بها أو لم يع؛ فهي تعيّن مالمح الرغبات وتشجّع عليها‪ ،‬وتكيّف سلوكا ما‪ ،‬وتص ّمم‪ $‬النجاح أو الفشل‪ ]10[".‬ويظ‪ّ $$‬ل‬
‫إن الرّموز‪ $‬بهذا المعنى هي عالمات‬ ‫فضل الوعي الديني في كونه يقوم بعمليّة انتقاء وتنظيم وتأويل‪ $‬لتلك الرموز‪ّ $.‬‬
‫تهدي البشر إلى كون منظّم وصراط مستقيم يجد اإلنسان نفسه في هذا اإلطار‪ $‬غير مريد‪ ،‬ولكنه يعيش في متخيّله‬
‫ضربا‪ $‬من اإلحساس بأنه يعيش في كون تقوده إرادة مق ّدس‪$‬ة نح‪$‬و ب‪ّ $‬ر األم‪$‬ان وال خ‪$$‬وف من المس‪$‬تقبل‪ ،‬فالخط‪$$‬اب‬
‫المق ّدس يق ّدم ك ّل الضمانات المتعلقة بالمجهول والمرعب‪ .‬والرّحل‪$‬ة الجماعي‪$‬ة تغ‪$‬رق ال‪$‬وعي الف‪$‬ردي في التّم‪$‬اهي‬
‫الص‪$‬راط ه‪$$‬و في الحقيق‪$$‬ة‬ ‫وس‪$‬لطة الجماع‪$$‬ة؛ ذل‪$$‬ك ّ‬ ‫والمحاكاة عبر وسيط‪ $‬االعتقاد في إطالقيّة الحقيقة وقوّة الرّم‪$$‬ز ُ‬
‫عالم من الرّموز‪ $‬التي يعيش فيها اإلنسان‪ ،‬حتّى تصير‪ $‬هي التي تعيش في‪$$‬ه على ح‪ّ $‬د عب‪$$‬ارة "ش‪$$‬وفالييه"‪ .‬وتص‪$$‬ير‪$‬‬
‫يحث على الطق‪$$‬وس‬ ‫ّ‬ ‫للمق‪ّ $‬دس فاعليّ‪$$‬ة أك‪$$‬بر كلّم‪$$‬ا اتخ‪$$‬ذ طابع‪$$‬ا جماعيّ‪$$‬ا‪ .‬ول‪$$‬ذلك‪ ،‬نج‪$$‬د الخط‪$$‬اب ال‪ّ $‬ديني في اإلس‪$$‬الم‬
‫الجماعيّة كالحج وصالة الجمعة وصالة العيدين‪ .‬فالقداسة تستم ّد قوّته‪$‬ا‪ $‬من اس‪$‬تبطانها وانتش‪$‬ارها؛ ذل‪$‬ك أن ال‪$‬ذات‬
‫التي تنع‪$‬زل عن الجماع‪$‬ة تفق‪$$‬د كث‪$‬يرا من تل‪$‬ك الطاق‪$‬ة الرمزيّ‪$‬ة‪ .‬ف‪$$‬الطقوس مثال "تحت‪$$‬اج دوم‪$$‬ا إلى التقعي‪$$‬د‪ ،‬حيث‬
‫يخضع الطقس لقواعد منتظمة متعارف عليها لدى أفراد الجماعة‪ ،‬وثانيتها التكرار‪ ،‬حيث يع‪$$‬اد إنج‪$$‬از الطقس في‬
‫مناسبات تتتالى في أوقات مض‪$$‬بوطة من حي‪$$‬اة الجماع‪$$‬ة‪ ،‬وحس‪$$‬ب "توزيعيّ‪$$‬ة"‪ $‬زمني‪$$‬ة (‪،)calendrier horaire‬‬
‫مضبوطة‪ .‬وثالثتها الشحنة الرمزيّة التي تتّخذها‪ ،‬م ّما يعطي‪ $‬الممارسات دفقها وفعاليتها‪ $‬الرمزيّة الخاصّة‪]11[".‬‬

‫أن ثب‪$‬ات الحاج‪$‬ة إلى الرّم‪$‬وز‪ $‬ال يع‪$‬ني ثب‪$‬ات ال‪$‬وعي ال‪$‬دين ّي مثال أو ديمومت‪$‬ه‪ .‬ف‪$‬الرموز تتغيّ‪$‬ر بتغيّ‪$‬ر ال‪$‬وعي‬ ‫بيد ّ‬
‫اإلنساني‪ ،‬وهي تشهد منعطفات مه ّمة تجعل منظومة الرّموز‪ $‬عرضة لالنقراض أو إعادة البناء والتأس‪$$‬يس‪ $.‬ولك ‪ّ $‬ل‬
‫رمز عمر افتراض ّي؛ ذلك أن الوعي الدين ّي القديم بك ّل مجاالته المعرفيّة كان عرضة للنق‪$‬د واله‪$‬دم‪ $‬وإع‪$‬ادة البن‪$‬اء‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولكن الثورة التي أحدثتها الفلسفة والعل‪$$‬وم‪ $‬اإلنس‪$$‬انيّة‬ ‫ورغم اله ّزات‪ ،‬فقد صمدت كثير من رموزه في وجه الحداثة‬
‫قد شهدت تأسيسا لمنظومة جديدة من الرم‪$$‬وز اكتس‪$$‬بت ب‪$$‬دورها‪ $‬قداس‪$$‬تها المتجلّي‪$$‬ة في اعتق‪$$‬اد الجمه‪$$‬ور‪ $‬فيه‪$$‬ا‪ .‬ولم‬
‫تتم ّكن العقالنيّة الغربيّة بك ّل أنساقها‪ $‬النقديّة من أن تطمس حاج‪$$‬ة اإلنس‪$$‬ان إلى الرم‪$$‬ز ولكنّه‪$$‬ا غيّ‪$$‬رت من أس‪$$‬مائها‬
‫ومصادر شرعيّتها ومقاصدها‪ $.‬ومثلما استوعب الوعي الديني كثيرا من األساطير وأسّس بها بنية رمزيّة وأشكاال‬
‫فإن الوعي العلمي بدوره قد استثمر الرّموز الدينيّة وطوّرها‪ $‬لتنسجم مع بنيته ومقاصده‪ .‬فتجسّد ذل‪$$‬ك في‬ ‫طقوسيّة‪ّ ،‬‬
‫تحويل اإليديولوجيات إلى دين أو ما أطلق عليها عزمي بشارة تسمية "الديانات الدنيويّة البديل‪$$‬ة‪ ]12[".‬ولئن ميّ‪$$‬ز‬
‫بين ديانات سماويّة أهدافها س‪$‬امية وديان‪$‬ات دنيويّ‪$‬ة أه‪$‬دافها ش‪$‬يطانيّة (يع‪$‬ني ب‪$‬ذلك الش‪$‬يوعيّة والنازي‪$‬ة والفاش‪$‬يّة)‬
‫فإن قوّة الرّمز تظ ّل وحدها هي التي تهب تلك الس‪$$‬رديات قوّته‪$$‬ا‪ .‬أ ّم‪$$‬ا الحكم‬ ‫امتزجت فيها قوّة الدين باإليديولوجيا‪ّ .‬‬
‫عليه‪$$‬ا بأنه‪$$‬ا مالئكيّ‪$$‬ة أو ش‪$$‬يطانيّة‪ ،‬فيظ‪ّ $‬ل مرتبط‪$$‬ا بزاوي‪$$‬ة نظ‪$$‬ر مح‪ّ $‬ددة تفرض‪$$‬ها س‪$$‬ياقات االنتش‪$$‬ار‪ $‬أو االنحس‪$$‬ار‬
‫وتح ّددها‪ $‬خلفيات يتد ّخل فيها الرمز ذاته؛ ذلك أن اإليمان بطهرانيّة رموز‪ $‬ما يقود إلى اعتبار أعماله‪$$‬ا أخالقيّ‪$$‬ة‪ ،‬إذ‬
‫تصير‪ $‬حروبها جهادا والموت في س‪$$‬بيلها استش‪$$‬هادا‪ .‬أ ّم‪$$‬ا الح‪$$‬روب ال‪$$‬تي ال يعتق‪$$‬د اإلنس‪$$‬ان في ش‪$$‬رعيّتها الرمزيّ‪$$‬ة‬
‫إن المق‪ّ $‬دس ذات‪$‬ه يت‪$$‬دخ ّل من خالل حض‪$$‬وره في وعي الب‪$$‬احث ال‪$$‬ذي‬ ‫وقداستها‪ ،‬فهي في نظ‪$‬ره ح‪$‬روب ش‪$$‬يطانيّة‪ّ .‬‬
‫يفصل دوما بين مق ّدس ومدنّس‪ .‬فهو يحاول من خالل تلك القسمة احتكار الرموز‪ $‬وجعل فاعليّتها اإليجابي‪$$‬ة حك‪$$‬را‬
‫أن‬ ‫أن ت‪$$‬اريخ األدي‪$$‬ان على اختالفه‪$‬ا‪ $‬يؤ ّك‪$$‬د ّ‬ ‫على الوعي الديني‪ ،‬وكأنّه الحقل الوحيد الذي يهبها طهرانيتها‪ $.‬والحال ّ‬
‫األديان لم تجسّد وعيا مفارقا يستم ّ‪$‬د شرعيّته من روافده المق ّدسة‪ ،‬وإنما هو مرتبط دوما بممارسات‪ $‬إنسانية تت‪$$‬د ّخل‬
‫نص‪$‬ا إلى الوج‪$$‬ود بالفع‪$$‬ل حرب‪$$‬ا وغ‪$$‬زوا‬ ‫فاعليتها التأويليّ‪$$‬ة بمج‪$‬رّد تحوي‪$$‬ل الس‪$$‬رديات الك‪$$‬برى من الوج‪$$‬ود ب‪$$‬القوة ّ‬
‫وغنيمة؛ فمفهوم اإلله مثال يظ ّل قابال للتب ّدل والتح ّول‪ $‬ورمزيّت‪$$‬ه يمكن أن تتح‪$‬وّل من ذات تخ‪$$‬تزل مع‪$$‬اني العظم‪$$‬ة‬
‫والسلطة إلى ق ّوة تهب اإلنسان القدرة على تمثّل قوّة الوجود‪ $‬في ذاته المتّح‪$$‬دة باإلل‪$$‬ه‪ .‬ويمكن ل‪$$‬ذلك اإلل‪$‬ه في إط‪$$‬ار‬
‫ولكن هذا التحوّل يتطلّب دوم‪$‬ا ه‪$‬دما لمنظوم‪$‬ة رمزيّ‪$‬ة وكش‪$‬فا‬ ‫ّ‬ ‫وعي فلسف ّي أن يتوارى‪ ،‬ليصير‪ $‬اإلنسان إله نفسه‪.‬‬
‫ّ‬
‫لخفايا المقدس وإفشاء ألسراره وبناء لمنظومة أخرى على أنقاضه‪ .‬ذلك ما يفعله نيتشه دون تورية حين يعلن أن‪$$‬ه‬
‫"كلّما تق ّدمت الحضارة صار بمقدور اإلنسان أن يستغني‪ $‬عن هذا الشكل البدائ ّي من االستسالم للش ّر (الذي يس‪ّ $$‬مى‬
‫األخالق أو الدين) ‪ ...‬لم يعد اإلنس‪$$‬ان اآلن في حاج‪$$‬ة إلى ت‪$$‬برير‪ $‬الش‪ّ $‬ر ب‪$$‬ل إنّ‪$‬ه ي‪$$‬دين الت‪$$‬برير‪ $.‬إنّ‪$‬ه يس‪$$‬تمتع بالش‪$ّ $‬ر‬
‫خالصا وخا ّما‪ ،‬إنّه يجد الش ّر الذي ال سبب له هو األهم‪ .‬إذا كان فيما مضى قد احتاج إلى وجود‪ $‬اإلل‪$$‬ه‪ ،‬فإنّ‪$$‬ه الي‪$$‬وم‬
‫مبتهج بفوضى‪ $‬عالميّة ال ربّ يحكمها‪ ،‬بع‪$$‬الم الص‪$‬دفة ال‪$$‬ذي يش‪ّ $‬كل في‪$$‬ه الم‪$‬رعب والغ‪$$‬امض والمغ‪$‬ري‪ $‬ج‪$‬زءا من‬
‫الجوهر نفسه‪]13[".‬‬

‫ي وحده هو من يهب الرمز قوّته‪ .‬قوّة الجماعة المؤمنة به وقوّة التبرير‪ $‬الفلس‪$$‬في المعت ‪ّ $‬د بأنس‪$$‬اقه‬ ‫ّ‬
‫إن الوعي اإلنسان ّ‪$‬‬
‫وقوّة العلم الذي تص ّور‪ $‬القطيعة الرمزيّة مع الوعي الديني نابع‪$$‬ة من قدرت‪$$‬ه على ح‪ّ $‬ل ألغ‪$$‬از الك‪$$‬ون واإلجاب‪$$‬ة عن‬
‫األسئلة التي كانت تمنح الرمز الدين ّي قوّته‪ ،‬فَ َعبَ َر ِم ْن رمزيّة االستدالل على القدرة اإللهيّ‪$‬ة بالظ‪$‬اهر الطبيعيّ‪$‬ة إلى‬
‫رمزيّة العقل القادر على تحلي‪$$‬ل الظ‪$$‬واهر وفهمه‪$$‬ا ع‪$‬بر أنس‪$‬اق متج‪ّ $‬ددة وص‪$$‬وال إلى نق‪$‬د األنس‪$‬اق العقالني‪$$‬ة ال‪$‬تي‬
‫أن تل‪$$‬ك التح‪$‬وّالت ال‪$$‬تي يش‪$$‬هدها المق‪ّ $‬دس تظ‪ّ $‬ل نس‪$$‬بيّة فتح‪$‬وّل‬
‫فرضت‪ $‬قي‪$$‬ودا س‪$$‬لطويّة جدي‪$$‬دة على اإلنس‪$$‬ان؛ بي‪$$‬د ّ‬
‫منظومته ال يعني زوال األولى‪ ،‬وإنما يمكن إعادة إنتاجها‪ ،‬إ ّما بصيغتها‪ $‬التقليديّة أو بصيغ جديدة تتفاع‪$$‬ل فيه‪$‬ا م‪$$‬ع‬
‫المنظومة التي تواجهها‪ .‬ولذلك يعود المق ّدس ال ّديني مثال في شكل ه ّزات ارتداديّة قد ال تك‪$$‬ون بنفس درج‪$$‬ة قوّته‪$‬ا‪$‬‬
‫ي للمق‪ّ $‬دس كم‪$$‬ا عرّف‪$$‬ه "عب‪$$‬د‬ ‫األولى‪ .‬ولكنّها تظ ّل دوما قابلة للتأثير في فريق‪ $‬من البش‪$$‬ر‪ .‬وليس الظم‪$$‬أ األنطول‪$$‬وج ّ‪$‬‬
‫الجبّار الرف‪$$‬اعي" س‪$$‬وى‪ $‬وج‪$$‬ه من وجوهه‪$$‬ا‪ $.‬ولئن ك‪$$‬ان المع‪$$‬نى األس‪$$‬مى ال‪$$‬ذي وهب ال‪$$‬دين قوّت‪$$‬ه بحس‪$$‬ب تص‪ّ $‬ور‪$‬‬
‫"الرفاعي"‪ $‬هو الخلود واالختصاص في شأن الموت الذي يج ّدد الحاجة إلى الدين فال ينتهي الظمأ إلي‪$$‬ه‪ ،‬ف‪ّ $‬‬
‫‪$‬إن ذل‪$$‬ك‬
‫االرتواء قد يؤول في تص ّور‪" $‬نيتش‪$‬ه" إلى فق‪$$‬دان للمع‪$‬نى‪" .‬ف‪$‬القيم‪ $‬الرّاقي‪$‬ة ال‪$‬تي وجب على اإلنس‪$$‬ان أن يعيش في‬
‫صة حين تضع عليه أياديها الثقيلة‪ :‬هذه القيم االجتماعيّة‪ ،‬ومن أجل تقويتها‪ ،‬وكأنّها أوام‪$$‬ر ال‪$$‬ربّ ‪ ،‬ق‪$$‬د‬ ‫خدمتها‪ ،‬خا ّ‬
‫ت ّم رفعها فوق‪ $‬الناس‪ ،‬كحقائق كما لو كانت هي العالم الحقيق ّي‪ ،‬هي األمل في عالم آت‪ .‬اآلن‪ ،‬وقد‪ $‬بدا لن‪$‬ا بوض‪$$‬وح‬
‫فإن العالم يبدو بسبب ذلك حقيرا‪ ،‬يبدو‪ $‬وكأنّه فقد معناه‪]14[".‬‬ ‫أصل هذه القيم الحقيرة‪ّ ،‬‬

‫فما يتصوّره البعض ارتواء أنطولوجيّا تمثّله آخرون إهدارا لإلرادة وافتقادا للمعنى‪ .‬وذلك ّ‬
‫يفس ‪$‬ر ط‪$$‬ابع االختالف‬
‫الذي وسم تلقي الرّموز‪ $‬ونسبيّة المق ّدس‪ .‬فالمعنى المنشود‪ $‬يظ ّل غاية قد يدركها‪ $‬اإلنسان في مق ّدس ث‪$$‬ابت ال ش‪$$‬ريك‬
‫له أو في مق ّدس تعيد الذات البشريّة صياغته دون عون من الميتافيزيقا‪ ،‬وأفول ك ّل مق‪ّ $‬دس ي‪$‬ؤول حتم‪$‬ا إلى ب‪$‬زوغ‬
‫آخر يمثّل أسس القيم األخالقيّة والفكريّة لإلنسان األرقى‪ ،‬وهو يلهث جاهدا وراء إدراك المعنى‪ .‬ومن الطبيع ّي أن‬
‫تكون مق ّدسات قوم‪ $‬عند قوم مدنّسا‪ ،‬وأن تتأثّر الرّم‪$$‬وز‪ $‬بتح‪$‬وّالت ال ّزم‪$$‬ان والمك‪$$‬ان وأن تع‪$$‬رف تقارب‪$$‬ا وتص‪$$‬ادما‪،‬‬
‫ولكن تظ ّل حاجة اإلنسان إليها ثابتة وإن تج ّددت أشكالها وتغيّرت مس ّمياتها‪$.‬‬‫ّ‬

‫[‪ ]1‬انظر مثال معيار القرشية في تعيين الخليفة وانتقال السلطة بين أفراد ينتمون إلى تلك القبيلة أو فروع‪ $‬منها‪.‬‬

‫[‪ ]2‬ليس تاريخ اإلس‪$$‬الم وح‪$$‬ده ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي يرب‪$$‬ط قداس‪$$‬ة النص بقداس‪$$‬ة اللغ‪$$‬ة‪ ،‬ففي المس‪$$‬يحيّة مثال ارتبطت قداس‪$$‬ة‬
‫اإلنجيل قبل اإلصالحات الدينيّة باللغة الالتينيّة‪ ،‬واعتبرت ترجمته إلى اللغ‪$$‬ة اإلنجليزي‪$$‬ة في التص‪$$‬ور‪ $‬الك‪$$‬اثوليكي‪$‬‬
‫خطيئة وهرطقة‪.‬‬

‫[‪ ]3‬الشافعي‪ $،‬الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،‬الهيئة المصريّة العا ّمة‪ ،1995 ،‬ص ‪20‬‬
‫[‪ ]4‬المصدر‪ $‬نفسه‪ ،‬ص ‪32‬‬

‫[‪ ]5‬روجي‪ $‬كايوا‪ ،‬اإلنسان والمق ّدس‪( ،‬ترجمة س‪$$‬ميرة ريش‪$$‬ا)‪ ،‬ط‪ ،1‬ب‪$$‬يروت‪ ،‬المنظّم‪$$‬ة العربيّ‪$$‬ة للترجم‪$$‬ة‪ /‬مرك‪$$‬ز‬
‫دراسات الوحدة العربيّة‪ ،2010 ،‬ص ‪118‬‬

‫ّ‬
‫التقص‪$‬ي عن العام‪$‬ل غ‪$‬ير العقالن ّي في فك‪$‬رة اإلله ّي وعن عالقت‪$‬ه بالعام‪$‬ل‬ ‫[‪ ]6‬رودول‪$‬ف‪ $‬أوت‪$‬و‪ ،‬فك‪$‬رة‪ ‬الق‪$‬دس‪ّ  ‬‬
‫ي‬
‫العقالن ّي‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬دار المعارف الحكميّة‪ ،2010 ،‬ص ‪35‬‬

‫[‪ ]7‬مالك بن أنس‪ ،‬الموطأ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،1985 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪5‬‬

‫ّ‬
‫وخاص‪$‬يته واإلش‪$$‬ارة‬ ‫[‪ ]8‬يقول اإلسفرائيني‪" :‬فأردت أن أجمع كتابا فارقا‪ $‬بين الفريقين‪ ،‬جامعا بين وص‪$‬ف‪ $‬الح‪ّ $‬‬
‫ق‬
‫إلى حججه ووصف‪ $‬الباطل وح ّد شبهه ليزداد المطلع عليه استيقانا في دينه‪ ،‬وتحقيقا في يقينه‪ ،‬فال ينفذ عليه تلبيس‬
‫المبطلين‪ ،‬وال تدليس المخالفين‪ ".‬أبو المظفّر اإلس‪$$‬فرائيني‪ ،‬التبص‪$$‬ير‪ $‬في عل‪$$‬وم ال‪$$‬دين وتمي‪$$‬يز الفرق‪$$‬ة الناجي‪$$‬ة عن‬
‫فرق‪ $‬الهالكين‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬دار الكتب‪ ،1983 ،‬ص ص ‪17 ،16‬‬

‫[‪ ]9‬مرسيا‪ $‬إلياد‪ ،‬المق ّدس والمدنّس‪( ،‬ترجمة عبد الهادي عباس)‪ ،‬ط‪ ،1‬سوريا‪ ،‬دار دمشق‪ ،1988 ،‬ص ‪162‬‬

‫[‪ ]10‬جان شوفالييه‪ ،‬معجم الرموز‪( ،‬تعريب فيصل سعد)‪ ،‬ص ‪3‬‬

‫‪http: //www.mominoun.com/pdf1/2016-02/romouz.pdf‬‬

‫[‪ ]11‬منصف‪ $‬المحواشي‪ ،‬الطق‪$$‬وس وج‪$$‬بروت الرم‪$$‬وز‪ :‬ق‪$$‬راءة في الوظ‪$$‬ائف‪ $‬وال‪$$‬دالالت ض‪$$‬من مجتم‪$$‬ع متح‪$‬وّل‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬

‫‪http: //journals.openedition.org/insaniyat/4331‬‬

‫[‪ ]12‬انظر‪ :‬عزمي بشارة‪ ،‬الدين والعلمانيّة في سياق تاريخي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬المجلّد الثاني‪ ،‬ط‪ ،1‬قطر‪ ، ‬المرك ‪$‬ز‪$‬‬
‫العربي للدراسات واألبحاث‪ ،2015 ،‬ص ‪351‬‬

‫[‪ ]13‬فريديريك‪ $‬نيتشه‪ ،‬إرادة القوّة‪ ،‬محاولة لقلب ك ّل القيم‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيض‪$‬اء‪ ،‬أفريقي‪$‬ا للنش‪$‬ر‪ ،2011 ،‬ص ص‬
‫‪350 ،349‬‬

‫[‪ ]14‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫‪ ‬‬

You might also like