Professional Documents
Culture Documents
Abstract
This research aims at investigating the role of small and medium enterprises in solving
unemployment and poverty problems in Jordan, covering these issues from the perspective
of the role of Islamic financial institutions, forms and grants. By supporting those enterprises,
their projects, and spreading their initiatives, granting them financing, and offering them and
guidance. Financing is in focus in this context, as financing barriers remain the main
obstacle facing these enterprises.
Relying on financial data of small and medium enterprises, and on the data of
unemployment in Jordan, the researcher concluded that small and medium enterprises
are capable of presenting effective solutions in confronting poverty and unemployment
in Jordan.
مقدمة:
عد البطالة من المشكالت التي تعاني منها غالبية اقتصادات العالم بدرجات متفاوتة ،والتي تشكل ضغطًا على الدولة
تُ ّ
عد تحديا خطيرا للحياة االقتصادية
التخاذ السياسات واإلجراءات الكفيلة بمواجهتها ،خاصة البطالة اإلجبارية ،التي تُ ّ
واالجتماعية .ومن أهم اإلجراءات التي تتبناها الدول ،محاولة تفعيل التمويل المصرفي؛ بهدف إنشاء مؤسسات
اقتصادية جديدة تساعد في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة ،بعدما أثبت الواقع العملي أن طبيعة النظام المصرفي
التقليدي -الذي يشترط توافر الضمانات الكافية في تقديم تمويالته واعتماده على الفوائد الربوية -قد حرم فئة واسعة
ممن ال تتوافر فيهم هــذه
215 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أستاذ مساعد ،قسم المحاسبة والتمويل ،كلية األعمال ،جامعة الشرق األوسط.
أمام هذا الواقع ،تقدم المؤسسات المالية اإلسالمية أفضل الحلول لهذه المشكلة ،والمتمثل في نظام التمويل
بصيغ إسالمية الذي يؤكد على دور العنصر البشري في النشاط االقتصادي ،وذلك بتالقي عنصري العمل ورأس المال،
حيث تمكن هذه الصيغ الراغبين في االستثمار من الحصول على التمويل الالزم لقيامهم بمشروعات مختلفة ،حتى لو لم
تتوافر فيهم الشروط التقليدية السابقة.
على الص عيد المحلي األردني ،تمثّ ل مشكالت الفقر والبطال ة أهم التحديات التي ﺗﻮﺍجه ﺍالﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺭدني منذ
ﻋﻘﻮﺩ ،لذا يت وجب ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إيجاد السبل للتصدي لهذا ﺍﻟﺘحدي ،حتى ﻻ تتفاقم المشكلة .وفي ها المجال ،يبرز دور
المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تقوم بأدوار اقتصادية واجتماعية في غاية األهمية ،في مختلف بلدان العالم .بل تكاد هذه
المنشآت تش ّكل العمود الفقري للغالبية العظمى من اقتصادات تلك الدول .وتبرز الحاجة إلى دعم هذه المؤسسات ،وتنميتها،
وتطويرها ،في خدمة االقتصاد الكلي ،وألسباب اقتصادية واجتماعية عديدة ،من بينها ،مرونة تلك المؤسسات ،ومقدرتها
على مواجهة مشكالت الفقر والبطالة ب ُكلف رأسمالية وتمويلية محدودة نسبيا ،وقدرتها على تعزيز بنيان االقتصاد الوطني
بديناميكية فاعلة.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث تحقيق مجموعة من األهداف الرئيسة ،أهمها:
تقصي دور المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في التصدي لمشكالت الفقر والبطالة. ّ
بي ان المت اح من الص يغ اإلس المية لتموي ل المش روعات الص غيرة ومتناهي ة الص غر ،والقائم ة على المش اركة وليس
الفائدة ،من حيث هو اتجاه ٍ
متنام الدور اآلن (المنتجات االستثمارية اإلسالمية).
تحريك االهتمام بإنشاء مراكز التدريب المهني والحرفي تحت رعاية المنظمات والمؤسسات غير الهادفة للربح ،مع
إعطاء بعض اآلمال لدعم المتفوقين لتمويل مشروعاتهم ،م بنظام القرض الحسن أو المشاركة المنتهية بالتمليك.
تأكي د ض رورة االهتم ام بنظ ام الزك اة والق رض الحس ن والهب ات والوص ايا والوق ف ل دعم المش روعات الص غيرة
والمتوسطة الهادفة لعالج البطالة ،تحت إشراف المؤسسات الخيرية االجتماعية والمدينة.
مشكلة البحث:
استحوذت المشروعات الصغيرة والمتوسطة على اهتمام كبير في عدد كبير من دول العالم ،وذلك بسبب دورها
الأساسي في اإلنتاج والتشغيل وإ درار الدخل واالبتكار والتقدم التكنولوجي ،وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية
مترد ،ومعدالت النمو منخفضة،
ّ لجميع الدول .ولكن من المالحظ أن الوضع الحالي في الدول النامية ،ومنها الأردن،
والبطالة في تزايد مستمر ،أو تراوح حول معدالتها .وبالمقابل ،نلحظ نجاح الدول المتقدمة في تحقيق مستوى عال من
216
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
التنمي ة االقتص ادية؛ من خالل تن بي سياس يات واض حة لتفعي ل دور المش روعات الص غيرة والمتوس طة ،ودعم تل ك
ٍ
محاولة منها للقضاء على البطالة والحد من الفقر .وتُمثِّل هذه طبيعة مشكلة الدراسة التي يهدف الباحث المشروعات ،في
لمعالجته ا ،وذل ك من خالل إلق اء الض وء على ال دور ال ذي تق وم ب ه المش روعات الص غيرة في معالجته ا لمش كلتي الفق ر
والبطالة.
حدود البحث:
يمكن حصر الحدود الزمانية والمكانية ومستويات التعميم في هذا البحث ،بالآتي:
المبينة في كل حالة على حدة ،حسب توافر البيانات والمعطيات،
تغطي بيانات البحث ،زمنيا ،الفترات المتفاوتة ّ
حتى العام .2014
ككل ،وعلى مستوى
تغطي بيانات البحث ،مكانيا ،ماتوافر للباحث من بيانات على مستوى المملكة األردنية الهاشمية ّ
المحافظات ،عند الحاجة.
أهمية البحث:
تكمن أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في قدرتها على اإلسهام الفعال في عملية التنمية ،وتحقيق االهداف
االقتص ادية واالجتماعي ة ،وال تي من بينه ا توف ير ف رص العم ل ،ومكافح ة البطال ة ،والح د من الفق ر ،وتش جيع االبتك ار
والإب داع ،واس تغالل الم وارد المحلي ة المتاح ة ،وتوس يع االس واق ،وتط وير الطاق ات البش رية وتنميته ا ،وتعزي ز الق درة
التنافسية.
كما تبرز أهمية هذا البحث من جوانب أخرى مختلفة .فهو يلقي الضوء على قطاع هام وحيوي وذي تأثير
فاع ل على األف راد والمجتمع ات ،وه و قط اع المش اريع الص غيرة والمتوس طة ،ال ذي تكمن أهميت ه في الق درة على
اإلسهام الفعال في عملية التنمية وتحقيق االهداف االقتصادية واالجتماعية .ومن جهة أخرى ،يوضح أهم العوائق التي
تواجه هذا القطاع ،والتي تحد من قدرته على تأدية دوره الفاعل ،ويقدم اتجاهات وسائل العالج لتجاوز هذه الصعاب
والعقب ات .والبحث ،من ناحي ة ثالث ة ،يق ّدم ،بإيج از ،تج ارب بعض ال دول الرائ دة في مج ال المش روعات الص غيرة
والمتوسطة ،ويستخلص من هذه التجارب أهم مقومات نجاحها.
منهجية البحث:
يستخدم هذا البحث المنهج الوصفي في خدمة أهدافه ،ولإلجابة عن أسئلته .فاستنادا إلى البيانات والمعطيات الخاصة
بالمش روعات الص غيرة والمتوس طة في األردن ،ومقابلته ا بالبيان ات الخاص ة ب الفقر والبطال ة في األردن ،يح اول البحث
اس تقراء الحل ول ال تي يمكن لمؤسس ات التموي ل اإلس المية تق ديمها؛ لتعزي ز ال دور االقتص ادي للمش روعات الص غيرة
والمتوسطة عموما ،وفي مواجهة مشكلتي الفقر والبطالة في األردن ،على وجه الخصوص.
أسئلة البحث:
217 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
218
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
تعود فكرة القروض الصغيرة ومتناهية الصغر إلى محمد يونس ،البنغالي الذي حاز جائزة نوبل للسالم في
الع ام .2006وي ونس ،ال ذي ف ّك ر بمس اعدة الم زارعين الفق راء ال ذين يرهن ون أراض يهم ل دى البن وك مقاب ل ق روض
يتم بموجب ه تق ديم الق روض لعش رات الم زارعين ،من دون
مرتفع ة الفوائ د ،ف اقترح فك رة "الق رض الص غير" ،ال ذي ّ
ضرورة للضمانات التي عادةً ما تتطلّبها البنوك التجارية ،والتي تؤدي إلى استبعاد الفقراء من المشاركة االقتصادية؛
أي أصول تصلح ألن تش ّكل ضماناً لما يحصلون عليه من قروض ،والفتقارهم إلى المال الذي يسمح
لعدم امتالكهم ّ
وقدم منذ نشأته حوالي 69.4
لهم بالقيام بنشاط اقتصادي .ثم أطلق محمد يونس مشروع "غرامين" في العام ّ ،1977
سدد المقترضون %99منها .وبذلك ،راهن المجتمع الدولي على الص غرّ ،
ملي ار دوالر ،قروضا صغيرة ،ومتناهية ّ
للحد من الفقر؛ من خالل تمكين الفقراء ،وإ تاحة الفرصة لزيادة دخلهم ،وإ يجاد فرص
فكرة القروض متناهية الصغر؛ ّ
توظي ف جدي دة ،وإ نق اذ أنفس هم من دائ رة الفق ر ،حيث يعيش 2.8ملي ار من س كان الع الم ،الب الغ ع ددهم 6.4ملي ار
شخص على أق ّل من دوالرين يومياً ،ومنهم 1.1مليار يعيشون في فقر مدقع ،وبدخل يق ّل عن دوالر واحد يومي اً (أي
تحت خط الفقر)(.)8
تُع ُّد تجرب ة الق روض الص غيرة في غالبي ة البل دان العربي ة حديث ة العه د ،وتع ود إلى ب دايات تس ّ
عينيات الق رن
عم ان/األردن ،وبنك األمل في اليمن ،وبنك اإلبداع
تأسس البنك الوطني لتمويل المشروعات الصغيرة في ّ الماضي .فقد ّ
المؤسس ات
ّ ومؤسس ة األم ل في مص ر ،وغيره ا من اإلس هامات ،فض الً عن بن وك الفق راء ،وغيره ا من
ّ في البح رين،
الرسمية والخاصة .وبالرغم من كل ذلك ،تشير اإلحصاءات إلى أن هناك حوالي 60مليون شخص في العالم العربي
تمت تلبي ة الطلب على منتج ات التموي ل متن اهي
يعيش ون بمع ّدل دخ ل يق ّل عن دوالرين يومي ًا ،وأن ه ح تى الع ام ّ 2009
الص غر وخدمات ه بنس بة أق ل من %10فق ط ،والس يما أن القط اع الم الي يفض ل الترك يز على قط اع الس وق األغ نى ألن
مخاطره أقل وربحيته أعلى(.)9
التمويل اإلسالمي:
إن من أهم أهداف التمويل اإلسالمي إيجاد بدائل للتمويل القائم على الفائدة متوافقًا مع الشريعة مثل القرض بدون
فائدة ،وإ يجاد فرص عمل ،من خالل توفير أنواع من التمويل التي تقدم للشركات الكبرى ،وهذا بالتالي يسهم في توفير
فرص عمل لديها لألفراد ،أو توفير رأس مال صغير لألفراد إلنشاء مشاريع صغيرة تفيد المجتمع(.)10
تش ير التق ارير االقتص ادية الدولي ة إلى أن أغلبي ة الن اس في البل دان النامي ة ،وال ذين يقّ در ع ددهم بنح و ثالث ة
ملي ارات نس مة ،غ ير مش مولين بالخ دمات البنكي ة ،وال تت اح لهم إمكاني ة الحص ول على خ دمات مالي ة تس اعدهم على
تحس ين س بل معيش تهم .فيم ا ق ّدرت احتياج ات المنطق ة العربي ة لتلبي ة الطلب على التموي ل متن اهي الص غر للمش اريع
الص غيرة بحس ب تقري ر "التموي ل متن اهي الص غر ودور البن وك المركزي ة في الرقاب ة واإلش راف علي ه" ال ذي أص دره
ص ندوق النق د الع ربي في الع ام 2010بنح و 4ملي ارات دوالر .كم ا ج اء في التقري ر أن "ال وطن الع ربي يع ّد من أق ّل
األق اليم اعتم ادًا على آلي ة الق روض الص غيرة والقص يرة األج ل في مج ال مكافح ة الفق ر" ،وأن "ع دد الفق راء الناش طين
اقتص اديًا في البل دان العربي ة ك ان ق د بل غ ح تى نهاي ة الع ام 2007نح و 2.2ملي ون عمي ل ،بمحفظ ة ق روض مق دارها
900مليون دوالر" .وكان التقرير قد توقّ ع أن يصل حجم الطلب على التمويل متناهي الصغر لنحو 10ماليين عميل
خالل الع ام ،2010مقاب ل 5ماليين في العام .2009وبحسب أرقام "التقري ر اإلقليمي العربي للتمويل األصغر" للعام
219 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمؤسس ات التموي ل
ّ ،2010الص ادر عن ش بكة التموي ل األص غر للبل دان العربي ة (س نابل) ،ف إن االنتش ار اإلجم الي
مؤسس ة في المنطق ة العربي ة تج اوز ثالث ة ماليين مق ترض بمحفظ ة إجمالي ة بلغت 1,59ملي ار
األص غر البالغ ة ّ 502
دوالر أم يركي ،وأن ه على ال رغم من تقلص االنتش ار في المغ رب الع ربي ،إال أن التموي ل ال ي زال ي تركز في مص ر
والمغرب بتغطيتهما %76من إجمالي المقترضين و %61من إجمالي محفظة القروض ،حتى نهاية العام .2009
وتشير تقديرات التقرير إلى وجود فجوة انتشار مقدارها ( )19مليون شخص مؤهل للحصول على خدمات التمويل
األصغر ويسعون للحصول عليه(.)11
وهن ا ،يب دو ض روريا اإلش ارة إلى دور البن وك اإلس المية في مجم ل ه ذا اإلط ار ،ويمكن تلخيص أهمي ة البن وك
اإلسالمية ،في .1 :القيام بدور البديل الشرعي للمصارف الربوية .2 .تجميع المدخرات واستثمارها .3 .تمويل التجارة.
.4القي ام باألعم ال الخدمي ة .5 .خدم ة التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة :فالتموي ل بالمش اركة والمرابحة واإلج ارة
وغيرها من أس اليب التمويل اإلس المية يزيد في توظيف األي دي العامل ة ،ويخفف من ح دة البطالة كم ا ويزيد حجم
اإلنتاج واالنتعاش االقتصادي(.)12
ولع ّل ه ذا كل ه ي أتي ب التزامن م ع تجمي ع أقص ى ق در من الم دخرات المكت نزة ،وتعبئته ا؛ ألن اإلس الم يح رم
االكتن ـ ـــاز ويحارب ه؛ إذ إن ه يتضمن عدم االنتف اع من الم وارد ال تي من الممكن أن تحق ق عائدا ألص حابها أو للمجتمع
ككل( .)13كما ُيفتَرض أن تعمل البنوك اإلسالمية على توفير التمويل الالزم للنشاطات األكثر نفعا واألكثر أهمية للفرد
والمجتمع ،فهي تسهم في تنمية النشاطات والقطاعات االقتصادية وتطويرها(.)14
وال بد أن تهتم البنوك اإلسالمية بتنمية الحرفيين والصناعات الحرفية والبيئة والصناعات الصغيرة والتعاونيات،
باعتبارها جميعا األساس الفعال لتطوير البنية االقتصادية والصناعية في الدول اإلسالمية ،واإلفادة من تجارب الدول
اإلسالمية وغير اإلسالمية في هذا المجال ،وتوسيع قاعدة الملكية والمشاركة في المجتمع(.)15
)1التجربة التونسية:
تعد التجربة التونسية في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من التجارب الرائدة على مستوى الوطن
الع ربي .وج اء إنش اء البن ك التونس ي للتض امن ع ام 1997كبن ك مختص في تموي ل المش روعات الص غيرة في مختل ف
القطاعات االقتصادية برأس مال مساهم من القطاعين؛ الخاص ،والعام .كان من أبرز أهداف البنك ،اإلسهام في معالجة
البطالة والحد من العمالة المهاجرة ،بدعم أصحاب المبادرات الذين ينقصهم التمويل لمشروعاتهم الصغيرة ،من أصحاب
المهن والح رف وح املي ش هادات التعليم المه ني والتعليم الع الي؛ عن طري ق منحهم قروض ا قص يرة أو متوس طة الم دى،
بشروط ميسرة(.)16
وأنش ئ الص ندوق الوط ني للتش غيل ع ام ،2000وك انت مهمت ه ت دريب الراغ بين في إنش اء مش اريعهم الخاص ة
وتأهيلهم .تال ذلك إنشاء الصندوق الوطني لضمان اإلقراض عام ،2003ومهمته ضمان األشخاص غير القادرين على
220
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
تأمين ضمانة لقروضهم عند تمويل مشروعاتهم .ثم جاء إنشاء بنك تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عام 2006من
أجل دعم المشاريع الصناعية والتكنولوجية الرائدة والمشاريع التي تعمل في مجال والطاقة المتجددة(.)17
)2التجربة الماليزية:
أثبتت التجربة الماليزية تميزاً بين الدول الناجحة في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،حيث شكلت
المش روعات الص غيرة والمتوس طة أك ثر من ( )%90من إجم الي المش روعات الص ناعية الماليزي ة لع ام .2005وق د
تميزت هذه التجربة بحجم الدعم اللذي قدمته الحكومة الماليزية في سبيل تنمية هذه المشروعات ،وذلك عبر سلسلة من
اإلجراءات والسياسات الداعمة ،وتقديم الكثير من التسهيالت والمزايا .في عام 1996تأسست هيئة متخصصة بتنمية
المش روعات الص غيرة والمتوس طة ،تس عى لخل ق مؤسس ات ص غيرة ومتوس طة ،تتمت ع بالكف اءة والمرون ة ،وق ادرة على
دعم ه ذا بإنش اء بن ك متخص ص لتق ديم ق روض ميس رة للمنش آت الص غيرة والمتوس طة، المنافس ة في س وق ح رة .وت ّ
وبش روط مش جعة ،من س قوف تموي ل عالي ة ،ومع دالت فائ دة متدني ة بح د أعلى ،%4وف ترة س داد تص ل إلى 15س نة
لألصول الثابتة .وقُ ّدمت التسهيالت المالية والضريبية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،بإعفاءات ضريبية ،وتسهيالت
مالية ،غالباً ما تكون على شكل منح من الحكومة الماليزية(.)18
)3التجربة اليابانية:
للتجرب ة الياباني ة أهمي ة بالغ ة في مج ال تنمي ة المش روعات الص غيرة والمتوس طة ،وت أثر كث ير من التج ارب
العالمية بالتجربة اليابانية؛ التي انتهجت في ذلك عدة سياسات واعتمدت جملة من البرامج ،كان من أهمها إنشاء نظام
خاص إلرشاد المنشآت الصغيرة ودعمها .وقد وضعت اليابان قانون اً يشجع على تحديث الصناعات الصغيرة؛ بهدف
مواكبته ا للتط ور في البيئ ة االقتص ادية ،من خالل إنش اء نظ ام للتنمي ة التكنولوجي ة وتح ديث المع دات ،وتم تخص يص
المس اعدات لتح ديث الص ناعات الص غيرة .كم ا وض عت الحكوم ة الياباني ة ب رامج للت دريب خاص ة بالمش روعات
الصغيرة ،أهمه ا ب رامج الت دريب الف ني والتقني ،والبرن امج الموس ع لتحس ين اإلدارة .واتخذت الياب ان إج راءات مالية
عديدة وأنظمة ضريبية داعمة لتشجيع الصناعات الصغيرة كتقديم اإلعفاءات أو التخفيضات الضريبية المتنوعة(.)19
لق د ج اء ه ذا الع رض المختص ر لبعض التج ارب الهام ة في تنمي ة المش روعات الص غيرة والمتوس طة ،به دف
اإلطالع عليها ،واستشراف إمكانية االستفادة منها في تطوير التجربة األردنية في هذا المجال.
ق ّدمت ه ذه الدراس ة المؤسس ات المالي ة اإلس المية ودوره ا في مكافح ة الفق ر والبطال ة من منظ ور عملي -تنفي ذي،
ووصلت في بعض مستويات التفصيل إلى تقديم أمثلة وحلول ملموسة وواقعية.
ربطت ه ذه الدراس ة البيان ات اإلحص ائية في موض وعات الفق ر والبطال ة ،بمثيالته ا في دور المش روعات الص غيرة
والمتوس طة؛ فتص بح عالق ة التناس ب العكس ي بين تن امي دور تل ك المش روعات ،وبين مع دالت الفق ر والبطال ة ،أك ثر
صدقية وعلمية.
اهتماما علميا بموضوعها ،إلى جانب
ً حاولت هذه الدراسة تناول مشكلتها وأهدافها بلغة علمية هادئة؛ علّها تلقى
االهتمام األخالقي واإلنساني الطبيعي.
ربطت ه ذه الدراس ة في مجم ل معالجاته ا ،وص وال إلى م ا تق دمت ب ه من توص يات ،بين متطلب ات الواق ع ،وم ا ه و
مت وافر من وس ائل ،في التص دي لمش كالت الفق ر والبطال ة ،ودور المش روعات الص غيرة والمتوس طة في ه ذا
المجال.
الجدول ()1
إسهام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي اإلجمالي والتوظيف في االقتصادات الصناعية
خالل عامي 2004/2005
223 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :نوزاد عبد الرحمان الهيتي ،الصناعات الصغيرة والمتوسطة في دول مجلس التعاون الخليجي؛ الوضع القائم والتحديات المستقبلية،
مجلة الجندول في العلوم اإلنسانية ،السنة الرابعة ،العدد ،30أيلول /سبتمبر ،2006ص.4
المصدر :دراس ة المجلس االقتص ادي واالجتم اعي (آب ،)2011اس تنادا إلى بيان ات دائ رة اإلحص اءات العام ة في مس ح االس تخدام 2008م،
نيسان.2010 ،
224
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
أسست المملكة األردنية الهاشمية عددا من المؤسسات والبرامج التمويلية العامة المتخصصة ،مثل :بنك اإلنماء
الص ناعي ع ام ،1964ومؤسس ة إدارة وتنمي ة أم وال األيت ام ع ام ،1972وص ندوق المعون ة الوطني ة ع ام ،1987
المنش أة بع د حزم ة
وص ندوق التنمي ة والتش غيل ع ام .1989ه ذا ،إض افة إلى مؤسس ات وش ركات التموي ل الميك روي ُ
األم ان االجتم اعي ،وبرنامج اإلنتاجي ة االجتماعي ة عام ،1999فما بعد ،والتي بلغ عددها سبع مؤسسات متخصص ة،
هي :الش ركة األردني ة لتموي ل المش اريع الص غيرة /تم ويلكم ( ،)1999والش ركة األهلي ة لتموي ل المش اريع الص غيرة (
،)1999وش ركة الش رق األوس ط لتموي ل المش اريع الص غيرة ( ،)1999وص ندوق إق راض الم رأة ( ،)2001والبن ك
الوط ني لتموي ل المش اريع الص غيرة ( ،)2004وآخره ا ش ركة فينك ا ( .)34()2007والج دول ( )3يق دم ع ددا من نت ائج
أعمال التمويل الميكروي والصغير في األردن ،من حيث المؤسسات الناشطة في هذا الميدان ،وعدد القروض القائمة
المقدرة ،وبيانات أخرى.
في الفترة ،2009-2006وفرص العمل ّ
225 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجدول ()3
إنجازات التمويل الميكروي والصغير في األردن للفترة 2009 - 2006
متوسط كلفة متوسط القرض متوسط قيمة فرص العمل حجم التمويل عدد القروض المؤسسات التمويلية
فرصة العمل لكل فرصة عمل المقذرة* القروض القائم المحفظة الفعالة
ّ
بالدينار ** دينار /فرصة دينار (مليون دينار) (القائمة)
6.340 3.488 12.550 2120 43.781 20.133 صندوق التنمية والتشغيل DEF
13.690 7.530 5.400 3765 40.68 10.800 مؤسسة اإلقراض الزراعي* ACC
4.510 2.480 560 1237 1.389 1.123 وزارة التنمية االجتماعية* MOSD
6.760 3.720 3.670 412 13.646 23.687 البنك الوطني للمشاريع الصغيرة ALWatani
3.980 2.190 6.035 243 13.218 38.941 الشركـ ــة األردني ـــة لتمويـــل المشاريع الصغي ـــرة
Tamweelcom
13.090 7.200 714 1285 5.133 2.853 الش ركة األهلي ة لتموي ل المش اريع الص غيرة
AMC
4.160 2.290 7.465 254 17.1 48.160 صندوق إقراض المرأة MFW
10.580 5.820 2.970 1040 17.312 11.885 شركة الشرق األوسط لتمويل المشاريع الصغيرة
MEMCO
4.810 2.645 1.370 293 3.626 8.832 شركة فينكا FINCA 2007
2.000 1.100 1.015 553 1.124 2.030 االتحاد العام للجمعيات الخيرية GUVS
2.500 1.375 1.250 687 1.72 2.500 الصندوق األردني الهاشمي JUHOD
2.580 1.420 2.500 705 3.55 5.027 وكال ة غ وث وتش غيل الالج ئين األون روا
UNRWA
6.490 3.570 45.500 923 162.46 175.971 المجموع الكلي
المصدر :التقارير السنوية للمؤسسات المذكورة ،وموقع .www.themix.org/mfl/country/jordan
** تقدير ولفقاً إلجمالي كلفة المشروع. * تقدير &
المصدر :دراسة المجلس االقتصادي واالجتماعي (آب )2011استنادا إلى تقارير المؤسسات المذكورة ،ومصادر أخرى.
ومن المالحظ أن نسبة العاملين في المنشآت الميكروية والصغيرة تقارب ( )%99من إجمالي عدد العاملين في
الحظ أن المشروعات الصغيرة في األردن تسهم بحوالي %30من مجمل اإلنتاج المحلي الص ناعي،
القطاع الخاص .كما ُي َ
وتستوعب نحو %35من إجمالي قوة العمل في البالد(.)35
عد األردن ثالث دولة عربية من حيث حجم محفظة اإلقراض الميكروي والصغير (بعد المغرب ومصر)، وي ّ
ُ
واألول عربيا بمقارنة حجم المحفظة نسبة إلى عدد السكان ،وكذلك بمقارنة عدد المقترضين إلى السكان ،ويالحظ أن حجم
المحفظة المخصصة للتمويل في األردن للفترة 2009-2006قد نما بمعدل %10.3سنويا ،فارتفع إلى 162.5مليون
الفعال ة بمع دل %21.8س نويا ،ف ارتفع إلى ح والي 176أل ف ق رض
دين ار بنهاية ع ام ،2009كم ا زادت الق روض ّ
الفعلي ة المتول دة من المش روعات الممول ة ،فق د ت راجعت إلى ح والي 45500
ّ أم ا ف رص العم ل
بنهاي ة ع ام ّ .2009
فرصة عمل مع نهاية عام ،2009بمعدل تراجع بلغ ( )%3.4سنويا(.)36
226
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
تقدم في ذاتها القليل ،ما لم تُؤخذ في السياق االقتصادي واالجتماعي األردني األعم .ويبدو
المجردة ّ
ّ ولكن هذه األرقام
ض روريا تن اول المؤش رات األردني ة ذات الدالل ة ،وهي مؤش رات تتّص ل مباش رة بال دور ال ذي يجب أن تق وم ب ه
المؤسسات الميكروية متناهية الصغر والصغيرة ،في مواجهة مشكالت الفقر والبطالة ،على وجه الخصوص .وفيما يأتي
توصيف مكثف لعدد من المعالم المركزية ،التي يصعب دونها استيعاب واقع التمويل المايكروي والصغير في األردن،
والحاجة إليه في أبعاد عديدة ،اقتصادية -تنموية ،واجتماعية ،وسياسية.
وفي ه ذا االتج اه ،يب دو من المهم تأكي د أن المش روعات الص غيرة والمتوس طة تش كل م ا يزي د على %95من
إجمالي المنشآت العامل ة في القطاع الصناعي( .)37وبلغ حجم سوق القروض الصغيرة في األردن حوالي 135مليون
دوالر غطت نش اطات أك ثر من 159.5أل ف مق ترض ،األم ر الذي وض ع األردن في المرتب ة الثالث ة عربي ا بع د مص ر
والمغرب (بيانات - 2011شبكة التمويل األصغر للبلدان العربية (سنابل) .التقرير العربي اإلقليمي للتمويل األصغر).
وهناك حوالي 833.1ألف أردني يعيشون تحت خط الفقر وبنسبة تشكل %14من إجمالي عدد السكان .وتوقع تقرير
ال ذي يغطي 12بل دًا عربي ًا ويمث ل 90بالمائ ة من إجم الي نس بة انتش ار التموي ل األص غر في الع الم الع ربي إلى وج ود
378ألف في سن العمل مؤهلين للحصول على قروض التمويل األصغر في األردن ،كما أن 205.4ألف شخص من
السكان في سن العمل يستطيعون االنتفاع بخدمات التمويل األصغر ،حيث يحتاج القطاع إلى ضخ حوالي 167مليون
دوالر .وق د تن وعت هيئ ات قط اع التموي ل األص غر في األردن م ا بين منظم ات ش به حكومي ة وغ ير حكومي ة وش ركات
ربحي ة وغ ير ربحية( .)38وحق ق قط اع التموي ل األص غر األردني وس يط ًا قوي ًا للعائ د على األص ول ق دره ،%7متخطي ا
بذلك الوسيط العربي الذي وقف عند ،%3.4حيث يصل هامش الربح إلى ما نسبته ،%25كما ارتفع متوسط إيرادات
محفظة القروض إلى .%35
ومن المعطيات ذات الداللة الهامة ،أن متوسط كلفة توليد فرصة عمل جديدة في المشاريع الميكروية والصغيرة
بل غ ح والي 6500دين ار للع ام ،2009مقارن ة بكلف ة فرص ة العم ل ل دى الحكوم ة المركزي ة ،والمق درة بمبل غ 11950
دينارا ،وبمبلغ 14290دينارا للمؤسسات العامة المستقلة للعام نفسه ،وربما كان متوسط الكلفة عاليا؛ لشموله المشاريع
الص غيرة ،وع دم اقتص اره على الميكروي ة .ووفق ا لمس وحات دائ رة اإلحص اءات العام ة ،يعم ل في ه ذه المش روعات م ا
نس بته %38.4من مجم ل الع املين األردن يين ( 363.6أل ف عام ل في ه ذه المش روعات للع ام ،)2009بينم ا توظ ف
المشروعات الصغيرة والمتوسطة %23من العاملين فقط ،كما أن المشروعات المتوسطة تحتاج إلى منتجات وبرامج
تمويلية مختلفة(.)39
العمالة والبطالة:
تع ّد البطال ة من أهم المش كالت ال تي تواج ه االقتص اد األردني وس وق العم ل ،حيث تف اقمت مش كلة البطال ة في
الف ترة الماض ية نتيج ة لعوام ل من أهمه ا التح والت الديموغرافي ة ال تي أدت إلى زي ادة ع دد ال داخلين الج دد إلى س وق
العمل والناتج عن ارتفاع معدالت النمو السكاني ،وضعف الموائمة بين مخرجات التعليم الجامعي وبين متطلبات سوق
العمل ،ومزاحمة العمالة الوافدة للعمالة األردنية في بعض المهن والتخصصات الناتجة عن التفاوت الكبير في األجور
بين الطرفين خصوصاً في األونة االخيرة نتيجةً للجوء السوري إلى الأردن.
227 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن أهم سمات البطالة في االقتصاد األردني أنها بطالة سلوكية ناجمة عن عزوف األردنيين عن االنخراط
في بعض المهن المتاح ةة نتيج ة النظ رة الدوني ة له ا ،وأنه ا بطال ة هيكلي ة تمث ل ش ريحة من الق وى العامل ة ال تتناس ب
مؤهالتها مع الوظائف المعروضة ،باإلضافة إلى وجود بطالة بسبب الفجوة بين العرض والطلب في سوق العمل وعدم
توافر البيانات عن فرص العمل المتوفرة.
()40
معدالت البطالة في األردن منذ العام 1993حتى نهاية العام . 2013
يبين الجدول (ّ )4
الجدول ()4
معدالت البطالة في األردن للفترة من بداية – 1993نهاية 2013
()41
ولعل من الجدير مالحظته ،وجود خالف شديد ال يزال قائما حتى اآلن حول موضوعية نسب البطالة وأرقامها
228
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
في المص ادر المختلفة .فمثالً تشير تق ارير وزارة العم ل أن نس بة البطالة كانت عام )%3.4( 1982في حين كانت
أرقام مسح القوى البشرية لسنة 1982تقدم نسبة ،%6.5وكذلك الحال في أرقام 1987فقد ذكر تقرير مسح الصحة
والتغذية أن نسبة البطالة كانت ( .)42()%14.8وكذلك هو الحال على الدوام ،وحتى اآلن.
ويبين الشكل ( )1النسب المئوية للبطالة (معدالت البطالة) للعام 2013كما هي في مختلف محافظات المملكة،
والتي يتضح منها مباشرة ارتفاع تلك النسب في محافظات الجنوب كافة ومادبا ،ثم في المفرق.
()43
الشكل ( :) 1النسب المئوية لمعدالت البطالة في محافظات األردن للعام 2013
وفيما يخص عدد السكان األردنيين النشيطين اقتصاديا ممن أعمارهم 15سنة فأكثر ،يبين الجدول ( )5النسب
المئوي ة لت وزع الق وى العامل ة في األردن ع ام 2013حس ب فئ ات العم ر والجنس ،كم ا ي بين الج دول ( :)6النس ب
المئوية لتوزع المشتغلين في األردن عام 2013حسب الجنس والمستوى التعليمي(.)44
الجدول ()5
النسب المئوية لتوزع المشتغلين في األردن عام 2013حسب فئات العمر والجنس
المجمو
أنثى ذكر فئات العمر
ع
Female Male العريضة
Total
2.9 0.6 3.4 15-19
12.4 9.8 12.8 20-24
51.0 62.6 48.8 25-39
229 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجدول ()6
النسب المئوية لتوزع المشتغلين في األردن عام 2013حسب الجنس والمستوى التعليمي
المجمو
أنثى ذكر فئات العمر
ع
Female Male العريضة
Total
1.2 0.9 1.3 أمي
48.9 12.6 55.7 أقل من ثانوي
12.7 7.9 13.5 ثانوي
10.8 21.9 8.7 دبلوم متوسط
26.4 56.7 20.8 بكالوريوس فأعلى
100.0 100.0 100.0 النسبة
والج داول ( )9 ،8 ،7تق ّدم بيان ات خاص ة بق وة العم ل األردني ة ،باألرق ام المطلق ة المت وافرة ح تى األن؛
مش تغلين ومتعطلين ،ممن أعم ارهم 15س نة ف أكثر (حس ب الجنس) لع امي 2009و( 2010الج دول ،)7وع دد
طلين األردنيين ممن أعمارهم 15سنة فأكثر حسب المحافظة ،لألعوام ( ،)2010 -2006لكل من الذكور (الجدول
المتع ّ
لتلمس مواقع الخلل ،تمهيدا
تقدم بيانات يمكن االستناد إليها في حدود مقبولةّ ، )8واإلناث (الجدول .)9وهذه الجداول ّ
لبي ان ال دور ال ذي يمكن للمؤسس ات الميكروي ة (متناهي ة الص غر) ،والص غيرة ،القي ام ب ه في مواجه ة مش كالت البطال ة
والفقر.
الجدول ()7
قوة العمل األردنية (مشتغلون ومتعطلون) ممن أعمارهم 15سنة فأكثر (حسب الجنس) لعامي 2009و2010
2010 2009
المجموع أنثى ذكر المجموع أنثى ذكر المؤشر
1235948 201933 1033015 1220520 195991 1024529 المشتغلون
230
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
المصدر :بيانات دائرة اإلحصاءات العامة ،تقارير مسح العمالة والبطالة لسنتي .2010-2009
231 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجدول ()8
عدد المتعطلين األردنيين الذكور ممن أعمارهم 15سنة فأكثر حسب المحافظة 2010-2006
2010 2009 2008 2007 2006 المحافظة
المص در :دراس ة المجلس االقتص ادي واالجتم اعي (آب ،)2011اس تنادا إلى إحص اءات العم ل – دائ رة اإلحص اءات العام ة :مس ح العمال ة
والبطالة لألعوام .2010-2006
الجدول ()9
عدد المتعطلين األردنيين الذكور ممن أعمارهم 15سنة فأكثر حسب المحافظة 2010-2006
2010 2009 2008 2007 2006 المحافظة
232
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
المصدر :دراسة المجلس االقتصادي واالجتماعي (آب ،)2011استنادا إلى إحصاءات العمل – دائرة اإلحصاءات العامة :مسح العمالة والبطالة
لألعوام .2010-2006
أما الوضع الراهن فيما يخص العمالة والبطالة ،فلعل أحدث البيانات التي تصفه ،تتمثل في معطيات مسح
دائرة اإلحصاءات العامة الذي غطى الربع الثاني من عام .)45(2012وأشارت النتائج إلى أن %0.5من المتعطلين هم
أمي ون ،وأن %45من المتعطلين ك انت م ؤهالتهم التعليمي ة أق ل من الث انوي ،في حين ك انت النس بة المتبقي ة %54.4
من حمل ة الش هادة الثانوي ة ف أعلى (بيان ات الرب ع الراب ع من ع ام .)2011وس جل أعلى مع دل للبطال ة في الفئ تين
العمري تين 19-15س نة و 24-20س نة ،حيث بل غ %34.3و %27.2لك ل منهم ا على الت والي .وس جل أعلى مع دل
للبطالة في محافظة الكرك ،حيث بلغ ،%8.8وأدنى معدل في محافظة العقبة ،حيث بلغ .%6.96
وبلغت نس بة المش تغلين من مجم وع الس كان ممن أعم ارهم 15س نة ف أكثر .%34.2وترك ز %62.7من
المش تغلين ال ذكور في الفئ ة العمري ة 39-20س نة ،وبلغت النس بة لإلن اث ،%73.6وك انت الم ؤهالت العلمي ة لح والي
نصف المشتغلين أقل من الثانوي و %13ثانوي ،و %38.3أعلى من الثانوي .وأظهرت نتائج مسح العمالة والبطالة أن
%5.8من المش تغلين ال ذكور يعمل ون في المهن األولي ة ،في حين بلغت نس بة الع املين في الح رف وم ا إليه ا من المهن
ومهنة المتخصصين %16.3و %18.6لكل منهما على التوالي .وتركز حوالي %55.8من المشتغالت اإلناث في
مهنة المتخصصين و %13في مهنة الفنيين والمتخصصين المساعدين(.)46
وبحسب البيانات ،فإن %24.9من مجموع المشتغلين يعمل في قطاع اإلدارة العامة والدفاع والضمان االجتماعي،
تاله قط اع تج ارة الجمل ة والتجزئ ة بنس بة .%14.4وأظه رت النت ائج تفاوت ا واض حا في توزي ع ق وة العم ل حس ب
المس توى التعليمي والجنس ،حيث ت بين أن %55.2من مجم وع ق وة العم ل ال ذكور ك انت مس توياتهم التعليمي ة دون
الثانوية ،مقابل %14.1فقط لإلناث(.)47
عد من المر ّكبات البارزة للصورة األردنية
تبقى هذه المعطيات مجتزأة ،ما لم تُؤخذ معها عوامل أخرى هامة ،تُ ّ
ِّ
المركب ة ،في ع دد من المح اور يخص الفق ر والبطال ة .ولع ل باإلمك ان تك ثيف ه ذه العناص ر والعوام ل
ّ األش مل فيم ا
المركزية:
يمثّ ل الري ف األردني مح ورا ب ارزا في أي عم ل ج اد للح د من مش كلتي الفق ر والبطال ة .والتموي ل اإلس المي
للمشروعات الميكروية (متناهية الصغر) يبدو األكثر مالءمة لمساعدة األسر الريفية الفقيرة ،ودعمها من أجل أن تتحول
إلى قوى منتجة.
وفي الواقع ،توجد في األردن هيئات ومؤسسات ووحدات حكومية أو تطوعية في األردن تعمل في مجال مكافحة
الفقر والبطالة من خالل :برامج المعونة الوطنية ،دعم المواد الغذائية ،توفير الخدمات الصحية ،التعويض الناجم عن تغيير
أس لوب دعم القمح ،حزم ة األم ان االجتم اعي ،ش بكة الحماي ة االجتماعي ة ،المعون ات النقدي ة ،المعون ات الطارئ ة
واالس تثنائية ،مس اعدة الطلب ة الفق راء والت أمين الص حي لألس رة الفق يرة ،وغيره ا .إالّ أن األرق ام تق ول بوض وح ،إن
مستويات الفقر والبطالة تراوح مكانها في قيمها النسبية ،وترتفع في أرقامها المطلقة؛ نتيجة الزيادة الطبيعية في عدد
السكان ،وفي المتدفّقين تباعا بحثا عن عمل(.)48
كما أن هناك مشكالت عميقة ومتراكمة خاصة بالالجئين الفلسطينيين ،واألردن أكبر مضيف لهم ،حيث تنتشر
مخيمات الالجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء األردن؛ بما يضيف أعباء وتحديات اقتصادية واجتماعية كبرى.
وفي هذا كله ،يب دو من المهم اإلش ارة إلى العمال ة الوافدة ،في بلد فقير المقدرات الطبيعي ة –نس بيا .فالعمال ة
233 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوافدة ال تزال تحتل نسبا عالية من إجمالي حجم التشغيل ،إذا أُخذت في االعتبار الظروف األردنية االقتصادية الخاصة
العمال الوافدين للمملكة المسجلين رسميا لدى وزارة العمل بنسبة تراوحت حول %11خالل
والصعبة ،رغم تراجع أعداد ّ
ع امي 2010و 2011لتبل غ نح و 298أل ف عام ل واف د ،من الحاص لين على تص اريح عم ل رس مية ،وف ق ق انون العم ل
األردني ،مقاب ل نح و 336ع امال واف دا ك انوا مس جلين ل دى وزارة العم ل خالل الع ام .)49(2009ووفق ا إلحص ائيات
رسمية ح ول مؤش رات احتس اب نس بة العمال ة الواف دة منس وبة لحجم الق وى العامل ة في المملك ة ووفق ا لفرضية احتس ابها
على أساس أن أعداد العاملين الوافدين الحاصلين على تصاريح عمل بلغت حتى العام 2010نحو 300ألف عامل وافد
منسوبة لحجم القوى العاملة األردنية (عاملون ومتعطلون) والبالغ تعدادهم نحو 1.4مليون ا ،لتكون نسبة العمالة الوافدة
في هذه الحالة %4.21من القوى العاملة األردنية المحلية .وترتفع نسبة الوافدين في حال احتساب إجمالي أعداد العمالة
الوافدة (مع تصاريح عمل أو بدونها ،والبالغ تعدادهم نحو 420ألف عامل وافد) منسوبا للقوى العاملة األردنية (عامل
طل) لترتفع نسبة العمالة الوافدة إلى نحو %30من مجمل حجم القوى العاملة األردنية وفقا لهذه الفرضية .كما
ومتع ّ
ترتفع النسبة أيضا في حال احتساب إجمالي تعداد العمالة الوافدة ( 420ألف عامل وافد) منسوبة لحجم القوى العاملة
األردنية فعليا 1.22مليون عامل محلي ،مع استثناء المتعطلين) ،ترتفع النسبة إلى .)50(%34.3
تخصيص جزء من أموال الزكاة إلنشاء مصرف إسالمي متخصص في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة:
عمـــان لع ام ( ،)2010لوج دنا أنه ا تبل غ 21858ملي ون
المدرج ة في بورص ة ّ
ل و أخ ذنا القيم ة الس وقية لألس هم َ
دينار( .)51وانطالقًا من واقع الفجوة الهائلة بين دخل األكثر غنى ،ودخل الفقراء ،وافترضنا إدخال ما نسبته %80من تلك
المعدلة التي تدخل في وعاء الزكاة 17.486مليار دينار ( * %80
القيمة السوقية لألسهم ،في وعاء الزكاة ،تكون القيمة ّ
.)21.858وه ذه النس بة تب دو موض وعية ،ك ون حمل ة األس هم هم عموم اً من الفئ ات الميس ورة نس بيا في المجتم ع.
المقدرة من زاوية افتراضية ،لبيان األثر الذي يمكن أن يحدثه في مواجهة الفقر والبطالة،
ّ ويمكن التعامل مع المبالغ
بتطبيق فريضة الزكاة.
الخاص (أفراداً ومؤسسات) في البنوك األردنية المرخصة ،النطبق الحال نفسهّ ولو أخذنا أيضا ودائع القطاع
على م ا ورد بخص وص األس هم على الودائ ع في البن وك ،س واء من حيث ش روط دخ ول الودائ ع في وع اء الزك اة ،أو من
حيث القبول بأن %80من الس ّكان يملكون %20من الثروة ،فيما يملك األكثر غنى ،ونسبتهم %20من األفراد ما نسبته
%80من الثروة .وأُدخلت في وعاء الزكاة ،ما نسبته %80من الودائع ،كونها ودائع أغنياء ح ّقت عليهم الزكاة .فقد
وص ل مق دار تل ك الودائ ع ع ام 2010مبل غ ( )22505ملي ون دين ار( ،)52ول و احتس بنا بالطريق ة نفس ها ال تي وردت في
احتس اب الوع اء لألس هم ( ،)%80لك ان المبل غ ال ذي تس تحق علي ه الزك اة ( )18004ملي ون دين ار .وبجم ع المبلغين
المعدلين ( %80من المبلغ اإلجمالي) الخاصين باألسهم والودائع ،واحتساب سعر الزكاة ( ،)%2.5يكون مبلغ الزكاة
ّ
قدمه صندوق المعونة الوطنية األردني (نحو 80مليون
قارن ا هذا المبلغ بما ّ
لعام )887( 2010مليون دينار .ولو ّ
للفقراء األكثر حاجة (ذوي الحاجة الماسة التي ال تحتمل أي تأجيل) لوجدنا أنه يفوقه ()53
دينار خالل العام )2010
بنحو تسعة أضعاف.
وبالمثل ،ماذا لو تأسس مصرف إسالمي متخصص بتمويل المشروعات الميكروية والصغيرة أساسا ،ولو
بنسبة من مبلغ الزكاة السنوي؟
234
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
المتخص ص أساسا بتقديم المساعدة والقروض للمشروعات الميكروية (متناهية الصغر)، ّ إن مثل هذا المصرف
قدمت ه المؤسس ات الداعم ة
والص غيرة ،يس تطيع تحقي ق نت ائج أفض ل في الح د من البطال ة والفق ر ،بالمقارن ة م ع م ا ّ
للمش روعات الميكروي ة والص غيرة في األردن ط وال س نوات .والس ؤال العملي الالح ق له ذا ه و :م ا دام الح ديث ي دور
يتم اللجوء إلى مثل هذا الخيار؟
باستمرار عن محاربة الفقر والبطالة ،دون نتائج جوهرية تُذ َكر ،فلماذا ال ّ
أما الصيغ التي يمكن للمصارف أو غيرها من المؤسسات التمويلية اإلس المية اعتماده ا في تمويل المؤسس ات
متناهية
الصغر ،والصغيرة ،والمتوسطة ،فهي كثيرة ،ويمكن تكثيف وصفها في الفقرات اآلتية:
235 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
236
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع ( 1437 ،)2ه2016/م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب
النتائـــج:
توصلت الدراسة إلى أن معدالت البطالة في األردن تكاد تكون ثابتة ،في العقد األخير على األقل ،وبحدود ( .)%13
كم ا أن مش كلة الفق ر ال تي تتالزم م ع البطال ة ماثل ة بح ّدة أيض ا .وك ون المش روعات الص غيرة والمتوس طة من أهم أدوات
تقص ت الدراس ة دور ص يغ التموي ل اإلس المي ال تي يمكن تفعيله ا ،وتوص لت إلى أنه ا أكف أ من
مواجه ة ه اتين المش كلتينّ ،
غيره ا من ص يغ التموي ل ،وأك ثر مرون ة ،في الوص ول إلى قطاع ات واس عة من محت اجي التموي ل لمش روعاتهم الص غيرة
والمتوسطة ،األمر الذي يؤهلها للقيام بدور محوري في مواجهة مشكلتي الفقر والبطالة.
التوصيات:
استنادا إلى م ا تناولت ه ه ذه الدراسة في محاوره ا المختلفة ،وإ لى النت ائج التي توص لت إليهــا ،يمكن تك ثيف أهم
التوصيات،
بما يلي:
للتخفي ف من ح دة البطال ة يوص ي البحث بإع ادة دراس ة السياس ات ال تي تم انتهاجه ا في مواجه ة مش كلتي الفق ر والبطال ة،
والتي تتطلب تيسير تمويل المؤسسات والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة ،بالصيغ اإلسالمية.
نظ را لل دور ال ديني ،والوط ني االقتص ادي ،ال ذي يجب أن تض طلع ب ه مؤسس ات التموي ل اإلس المي ،ف إن مهمته ا األب رز
تتمثل في تفعيل صيغ التمويل اإلسالمي للمشروعات الميكروية والصغيرة ،وتقديم الضمانات لهذا التمويل.
رائدا في مجمل وجوه العمل الساعي لمواجهة الفق ر
وفي هذا المقام ،يتضح دور مؤسس ة الزكاة ،الذي يجب أن يك ون ً
شرعا.
ً والبطالة ،وفي تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها ،في الحدود المجازة
أن تقوم البنوك اإلسالمية بتقديم التمويل للمشروعات الميكروية والصغيرة ،وتيسير شروط الحصول على القروض
ألصحاب هذه المؤسسات.
النظر في إمكانية تأسيس بنك إسالمي تكون مصادر أمواله جزءًا من أموال الزكاة والصدقات؛ بهدف تمويل المشروعات
الميكروية (متناهية الصغر) ،والصغيرة.
توحي د جه ود مؤسس ات تموي ل المش روعات الص غيرة والمتوس طة العامل ة في األردن ،ومن أهمه ا البن وك اإلس المية ،أو
إيج اد مرجعي ة موح دة له ا ،في إط ار منهجي ات التموي ل اإلس المي؛ توف يرا لل وقت والجه د والكلف ة ،عن د دراس ة أحقي ة
الحصول على التمويل ،ودراسات الجدوى ،والمخاطر ،ومثيالتها من المسائل.
تفعي ل دور مؤسس ات المجتم ع الم دني ،مث ل الجمعي ات الخيري ة واالجتماعي ة ومؤسس ات الزك اة والنقاب ات ،في دعم
المشروعات الصغيرة.
الهوامش:
237 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)12ع (1437 ،)2ه2016/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
() زكي ،رمزي ،االقتصاد السياسي للبطالة ،مجلة عالم المعرفة ،العدد ،226الكويت ،أكتوبر ،1997ص.39 1
() الحس ن ،عرف ان تقي ،التموي ل ال دولي ،دار مج دالوي للنش ر والتوزيع ،عم ان ،الطبع ة ،1999ص .15وانظ ر :الش مني ،حم زة، 2
والحزراوي ،إبراهيم ،اإلدارة المالية ،عمان -األردن ،الطبعة األولى ،1998 ،ص.20
( )3قحف ،منذر ،مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي ،بحث تحليلي ،رقم 13مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر ،دمك ،ط ،2004 ،3ص 3
.12
() الشلهوب ،صالح بن فهد ،صناعة التمويل اإلسالمي ودورها في التنمية.2007 ، 4
() المجلس االقتص ادي واالجتم اعي األردني ،التموي ل الميك روي والص غير ،دراس ة – آب ،2011تحمي ل تش رين أول ،2014مت اح: 5
.http://esc.jo/Gallery/ltmwyl_lmykrwy_wlSGyr_fy_lrdnfinal.pdf
() يس ري ،عبد ال رحمن ،الص ناعات الص غيرة في البل دان النامية ،المعهد اإلس المي للبح وث والت دريب ،البنك اإلس المي للتنمي ة ،سلس لة بح وث 6
() المصارف العربية ،دراسة ،5متاح من الموقع( /http://www.uabonline.org :تحميل.)24/1/2012 : 8
() الشلهوب ،صالح بن فهد ،صناعة التمويل اإلسالمي ودورها في التنمية ،مرجع سابق. 10
() حطاب ،كمال ،عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية ،مؤتمر دور المؤسسات المصرفية اإلسالمية في االستثمار والتنمية ،الشارقة، 12
،2002ص .113-111
() فليح ،حسن خلف ،البنوك اإلسالمیة ،جدارا للكتاب العالمي للنشر والتوزیع ،عمان ،2006 ،ص.94 13
() فليح ،حس ن خل ف ،البن وك اإلس المیة ،المرج ع الس ابق نفس ه ،ص .95و الخض يري ،محس ن أحم د ،البن وك اإلس المية .إي تراك للنش ر 14
ب يروت ،2005 ،ص .29وك ذلك :س لطان ،محمد س عيد أن ور ،إدارة البن وك ،دار الجامعة الجدي دة ،اإلس كندرية ،2005 ،ص.66
والحناوي ،محمد صالح ،وعبد السالم ،السيدة عبد الفتاح ،المؤسسات المالية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية1998 ،م ،ص.387 ،380
() منشورات البنك التونسي للتضامن ،تونس.2003 ، 16
() م ؤتمر العم ل الع ربي ،الـــدورة الثامنــة والثالثــون ،الق اهرة – جمهوري ة مص ر العربي ة 22 – 15 ( ،م ايو /آي ار ،)2011المنش آت 18
الصغرى والصغيرة والمتوسطة قاطــرة النمــو الداعمــة للتشغــيل .ومنشورات هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الماليزية.
() عنبة ،محمد لبيب ،إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر ،2003:ص.225-215 19
() ناص ر ،س ليمان ،و محس ن ،عواط ف .تمويل المؤسسات الص غيرة والمتوس طة بالص يغ المص رفية اإلس المية .بحث مق دم إلى الملتقى 20
ال دولي األول لمعه د العل وم االقتص ادية ،التجاري ة وعل وم التس يير ح ول" :االقتص اد اإلس المي ،الواق ع ورهان ات المس تقبل" 24-23 .ش باط/
فبراير ،2011غرداية – الجزائر.
() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني .التمويل الميكروي والصغير في األردن .مرجع سابق. 21
() األسرج ،حس ين عب د المطلب ،المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في التشغيل في ال دول العربية ،مجل ة الب احث –،2010-8 22
ص.58-47
() النسور ،إي اد عبد الفت اح .قياس كفاءة التمويل الحكومي الموجه نحو تنمي ة المش روعات الص غيرة في األردن .المجل ة العربي ة للعل وم 23
االقتص ادية واالجتماعية لغ ربي آس يا (اإلس كوا) ،اجتم اع فري ق الخ براء ح ول اعتم اد نهج الس بل المس تدامة لكس ب العيش لتعزي ز التنمي ة
الريفي ة في منطق ة اإلس كوا 22 ،ك انون األول /ديس مبر - 2009ب يروت( ،وزارة التخطي ط و التع اون ال دولي األردني ة ،برن امج تعزي ز
اإلنتاجية االقتصادية واالجتماعية).
() بلعباس ،عبد الرزاق سعيد .التمويل اإلسالمي في فرنسا .مجلة جامعة الملك عب دالعزيز :االقتصاد اإلسالمي ،م ،21ع2008 ،2م/ 26
1429هـ ،ص.116-99
() موسوس ،مغنية ،و بلغنو ،سمية .ترقية محيط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة -دراسة حالة الجزائر .الملتقى الدولي :متطلبات تأهي ل 27
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية .مخبر العولمة واقتصاديات شمال افريقيا ،ص ص،1097-1091
جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف -الجزائر ،يومي 17و 18نيسان /ابريل .2006
() عبد الكريم ،إيهاب ،سوق األفكار ،الصندوق االجتماعي للتنمية ،مصر ،2005 ،ص .1 28
() منشورات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اليابان.Publications of SMEs in Japan - JICA 2006 : 29
() أبو السيد أحمد ،فتحي السيد عبده ،الصناعات الصغيرة ودورها في التنمية المحلية ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،2005 ،ص 30
.65
() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني .التمويل الميكروي والصغير في األردن .مرجع سابق. 31
() تمت خصخصة باقي المؤسسات المملوكة للحكومة بعد عام .2008 32
() تقدير بتوفير االقتصاد ِل 30414فرصة عمل صافية خالل عام .2009 33
() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني .التمويل الميكروي والصغير في األردن ،مرجع سابق. 34
() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني .التمويل الميكروي والصغير في األردن ،مرجع سابق. 35
() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني .التمويل الميكروي والصغير في األردن ،مرجع سابق. 36
() الحل واني ،ح اتم .غرف ة ص ناعة األردن ،ورش ة عم ل تعريفي ة للقط اع الص ناعي ح ول برن امج ض مان تموي ل المش روعات الص غيرة 37
والمتوسطة الذي أطلقته المؤسسة األردنية لتطوير المشروعات االقتصادية .25/2/2012 .وكالة األنباء األردنية (بترا).
() شبكة التمويل األصغر للبلدان العربية (سنابل) .التقرير العربي اإلقليمي للتمويل األصغر.2011 ، 38
() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني .التمويل الميكروي والصغير في األردن .مرجع سابق. 39
() دائرة اإلحصاءات العامة ،الكتاب اإلحصائي السنوي ،2013مرجع سابق. 41
() السرياني ،محمد محمود .قسم الجغرافيا -جامعة اليرموك ،إربد -األردن (ب .ت ،ب .د .ن). 42
() دائرة اإلحصاءات العامة ،الكتاب اإلحصائي السنوي ،2013مرجع سابق. 43
() دائرة اإلحصاءات العامة ،الكتاب اإلحصائي السنوي ،2013مرجع سابق. 44
() دائرة اإلحصاءات العامة ،مسح العمالة والبطالة( 2012 ،مسح الربع الرابع من عام .)2011 46
() دائرة اإلحصاءات العامة ،مسح العمالة والبطالة( 2012 ،مسح الربع الرابع من عام – )2011مرجع سابق. 47
() العجل وني ،محم د محم ود ،األس باب اإلجتماعي ة لظ اهرة الفق ر والط رق اإلقتص ادية لمعالجتها ،ورق ة عم ل ُمقدم ة إلى الي وم العلمي 48
() تقرير البنك المركزي األردني للعام ،2010والصادر عام ،2011مرجع سابق. 52
() خطاطبة ،جميل محمد سلمان ،التمويل الالربوي للمؤسسات الصغيرة في األردن ،رسالة ماجستير غير جامعة اليرموك ،إربد ،األردن، 54
،1992ص .101كم ا ورد ل دى :ناص ر ،س ليمان ،ومحس ن ،عواط ف .تموي ل المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة بالص يغ المص رفية
اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص.11
() ناصر ،سليمـ ـ ـان ،ومحسن ،عواطف .تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطـــ ة بالصيغ المصرفية اإلسالميـــة ،مرجع سابـ ـ ـق، 55
ص.12-11
() ناصر ،سليمان ،ومحسن ،عواطف .تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص.12 56
() ناصر ،سليمان ،ومحسن ،عواطف .تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص.12 57
() قحف ،منذر "سندات اإلجارة واالعيان المؤجرة" المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب بجدة – ،1995ص.15 58
() ناصر ،سليمان ،ومحسن ،عواطف .تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص.12 59
() حمود ،سامي ،دراسات اقتصادية إسالمية ،المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،السعودية ،المجلد ،3العدد ،1996 ،2ص.96 62