You are on page 1of 26

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر‬


‫"حالة األردن"‬

‫د‪ .‬سامح عبد الكريم محمود أبو شنب*‬


‫تاريخ قبول البحث‪21/5/2015 :‬م‬ ‫تاريخ وصول البحث‪2/12/2014 :‬م‬
‫ملخص‬
‫تقص ي دور المشروعات الص غيرة في معالجة مش كلتي البطالة والفقر؛ من‬
‫اس تهدف هذا البحث ّ‬
‫خالل تموي ل المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة‪ ،‬ودعم مش روعاتها‪ ،‬وتوس يع انتش ارها‪ ،‬وفي المملك ة‬
‫األردنية الهاشمية على وجه الخصوص‪ ،‬بإيالء عناية خاصة لدور المؤسسات المالية اإلسالمية ِ‬
‫وص َيغ‬ ‫ّ‬
‫التموي ل اإلس المي في ه ذا المج ال‪ ،‬وب التركيز على تموي ل المش روعات الص غيرة والمتوس طة في‬
‫األردن؛ نظ ًرا ألن مش كالت التموي ل والتوجي ه تمث ل أهم م ا تواجه ه تل ك المؤسس ات من ص عوبات‬
‫ومشكالت‪.‬‬
‫وتوصل الباحث‪ ،‬استنادا إلى المعطيات المالية والبيانات الخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫ال في ق درتها على الح د من‬
‫والبيان ات الخاص ة بالبطال ة في األردن‪ ،‬أن للمش روعات الص غيرة دورًا ف اع ً‬
‫مشكلتي الفقر والبطالة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المنشآت الصغيرة والمتوسطة في األردن‪ ،‬الفقر‪ ،‬البطالة‪ ،‬التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This research aims at investigating the role of small and medium enterprises in solving‬‬
‫‪unemployment and poverty problems in Jordan, covering these issues from the perspective‬‬
‫‪of the role of Islamic financial institutions, forms and grants. By supporting those enterprises,‬‬
‫‪their projects, and spreading their initiatives, granting them financing, and offering them and‬‬
‫‪guidance. Financing is in focus in this context, as financing barriers remain the main‬‬
‫‪obstacle facing these enterprises.‬‬
‫‪Relying on financial data of small and medium enterprises, and on the data of‬‬
‫‪unemployment in Jordan, the researcher concluded that small and medium enterprises‬‬
‫‪are capable of presenting effective solutions in confronting poverty and unemployment‬‬
‫‪in Jordan.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫عد البطالة من المشكالت التي تعاني منها غالبية اقتصادات العالم بدرجات متفاوتة‪ ،‬والتي تشكل ضغطًا على الدولة‬
‫تُ ّ‬
‫عد تحديا خطيرا للحياة االقتصادية‬
‫التخاذ السياسات واإلجراءات الكفيلة بمواجهتها‪ ،‬خاصة البطالة اإلجبارية‪ ،‬التي تُ ّ‬
‫واالجتماعية‪ .‬ومن أهم اإلجراءات التي تتبناها الدول‪ ،‬محاولة تفعيل التمويل المصرفي؛ بهدف إنشاء مؤسسات‬
‫اقتصادية جديدة تساعد في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة‪ ،‬بعدما أثبت الواقع العملي أن طبيعة النظام المصرفي‬
‫التقليدي ‪-‬الذي يشترط توافر الضمانات الكافية في تقديم تمويالته واعتماده على الفوائد الربوية‪ -‬قد حرم فئة واسعة‬
‫ممن ال تتوافر فيهم هــذه‬
‫‪215‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫* أستاذ مساعد‪ ،‬قسم المحاسبة والتمويل‪ ،‬كلية األعمال‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪.‬‬

‫الشروط أو ال يرغبون في التعامل بالفائدة من الدخول في مشروعات تخرجهم من البطالة‪.‬‬

‫أمام هذا الواقع‪ ،‬تقدم المؤسسات المالية اإلسالمية أفضل الحلول لهذه المشكلة‪ ،‬والمتمثل في نظام التمويل‬
‫بصيغ إسالمية الذي يؤكد على دور العنصر البشري في النشاط االقتصادي‪ ،‬وذلك بتالقي عنصري العمل ورأس المال‪،‬‬
‫حيث تمكن هذه الصيغ الراغبين في االستثمار من الحصول على التمويل الالزم لقيامهم بمشروعات مختلفة‪ ،‬حتى لو لم‬
‫تتوافر فيهم الشروط التقليدية السابقة‪.‬‬
‫على الص عيد المحلي األردني‪ ،‬تمثّ ل مشكالت الفقر والبطال ة أهم التحديات التي ﺗﻮﺍجه ﺍالﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺭدني منذ‬
‫ﻋﻘﻮﺩ‪ ،‬لذا يت وجب ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إيجاد السبل للتصدي لهذا ﺍﻟﺘحدي‪ ،‬حتى ﻻ تتفاقم المشكلة‪ .‬وفي ها المجال‪ ،‬يبرز دور‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تقوم بأدوار اقتصادية واجتماعية في غاية األهمية‪ ،‬في مختلف بلدان العالم‪ .‬بل تكاد هذه‬
‫المنشآت تش ّكل العمود الفقري للغالبية العظمى من اقتصادات تلك الدول‪ .‬وتبرز الحاجة إلى دعم هذه المؤسسات‪ ،‬وتنميتها‪،‬‬
‫وتطويرها‪ ،‬في خدمة االقتصاد الكلي‪ ،‬وألسباب اقتصادية واجتماعية عديدة‪ ،‬من بينها‪ ،‬مرونة تلك المؤسسات‪ ،‬ومقدرتها‬
‫على مواجهة مشكالت الفقر والبطالة ب ُكلف رأسمالية وتمويلية محدودة نسبيا‪ ،‬وقدرتها على تعزيز بنيان االقتصاد الوطني‬
‫بديناميكية فاعلة‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث تحقيق مجموعة من األهداف الرئيسة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫تقصي دور المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في التصدي لمشكالت الفقر والبطالة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫بي ان المت اح من الص يغ اإلس المية لتموي ل المش روعات الص غيرة ومتناهي ة الص غر‪ ،‬والقائم ة على المش اركة وليس‬ ‫‪‬‬
‫الفائدة‪ ،‬من حيث هو اتجاه ٍ‬
‫متنام الدور اآلن (المنتجات االستثمارية اإلسالمية)‪.‬‬
‫تحريك االهتمام بإنشاء مراكز التدريب المهني والحرفي تحت رعاية المنظمات والمؤسسات غير الهادفة للربح‪ ،‬مع‬ ‫‪‬‬
‫إعطاء بعض اآلمال لدعم المتفوقين لتمويل مشروعاتهم‪ ،‬م بنظام القرض الحسن أو المشاركة المنتهية بالتمليك‪.‬‬
‫تأكي د ض رورة االهتم ام بنظ ام الزك اة والق رض الحس ن والهب ات والوص ايا والوق ف ل دعم المش روعات الص غيرة‬ ‫‪‬‬
‫والمتوسطة الهادفة لعالج البطالة‪ ،‬تحت إشراف المؤسسات الخيرية االجتماعية والمدينة‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫استحوذت المشروعات الصغيرة والمتوسطة على اهتمام كبير في عدد كبير من دول العالم‪ ،‬وذلك بسبب دورها‬
‫الأساسي في اإلنتاج والتشغيل وإ درار الدخل واالبتكار والتقدم التكنولوجي‪ ،‬وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية‬
‫مترد‪ ،‬ومعدالت النمو منخفضة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لجميع الدول‪ .‬ولكن من المالحظ أن الوضع الحالي في الدول النامية‪ ،‬ومنها الأردن‪،‬‬
‫والبطالة في تزايد مستمر‪ ،‬أو تراوح حول معدالتها‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬نلحظ نجاح الدول المتقدمة في تحقيق مستوى عال من‬
‫‪216‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫التنمي ة االقتص ادية؛ من خالل تن بي سياس يات واض حة لتفعي ل دور المش روعات الص غيرة والمتوس طة‪ ،‬ودعم تل ك‬
‫ٍ‬
‫محاولة منها للقضاء على البطالة والحد من الفقر‪ .‬وتُمثِّل هذه طبيعة مشكلة الدراسة التي يهدف الباحث‬ ‫المشروعات‪ ،‬في‬
‫لمعالجته ا‪ ،‬وذل ك من خالل إلق اء الض وء على ال دور ال ذي تق وم ب ه المش روعات الص غيرة في معالجته ا لمش كلتي الفق ر‬
‫والبطالة‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫يمكن حصر الحدود الزمانية والمكانية ومستويات التعميم في هذا البحث‪ ،‬بالآتي‪:‬‬
‫المبينة في كل حالة على حدة‪ ،‬حسب توافر البيانات والمعطيات‪،‬‬
‫تغطي بيانات البحث‪ ،‬زمنيا‪ ،‬الفترات المتفاوتة ّ‬ ‫‪‬‬
‫حتى العام ‪.2014‬‬
‫ككل‪ ،‬وعلى مستوى‬
‫تغطي بيانات البحث‪ ،‬مكانيا‪ ،‬ماتوافر للباحث من بيانات على مستوى المملكة األردنية الهاشمية ّ‬ ‫‪‬‬
‫المحافظات‪ ،‬عند الحاجة‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في قدرتها على اإلسهام الفعال في عملية التنمية‪ ،‬وتحقيق االهداف‬
‫االقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬وال تي من بينه ا توف ير ف رص العم ل‪ ،‬ومكافح ة البطال ة‪ ،‬والح د من الفق ر‪ ،‬وتش جيع االبتك ار‬
‫والإب داع‪ ،‬واس تغالل الم وارد المحلي ة المتاح ة‪ ،‬وتوس يع االس واق‪ ،‬وتط وير الطاق ات البش رية وتنميته ا‪ ،‬وتعزي ز الق درة‬
‫التنافسية‪.‬‬

‫كما تبرز أهمية هذا البحث من جوانب أخرى مختلفة‪ .‬فهو يلقي الضوء على قطاع هام وحيوي وذي تأثير‬
‫فاع ل على األف راد والمجتمع ات‪ ،‬وه و قط اع المش اريع الص غيرة والمتوس طة‪ ،‬ال ذي تكمن أهميت ه في الق درة على‬
‫اإلسهام الفعال في عملية التنمية وتحقيق االهداف االقتصادية واالجتماعية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬يوضح أهم العوائق التي‬
‫تواجه هذا القطاع‪ ،‬والتي تحد من قدرته على تأدية دوره الفاعل‪ ،‬ويقدم اتجاهات وسائل العالج لتجاوز هذه الصعاب‬
‫والعقب ات‪ .‬والبحث‪ ،‬من ناحي ة ثالث ة‪ ،‬يق ّدم‪ ،‬بإيج از‪ ،‬تج ارب بعض ال دول الرائ دة في مج ال المش روعات الص غيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬ويستخلص من هذه التجارب أهم مقومات نجاحها‪.‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬
‫يستخدم هذا البحث المنهج الوصفي في خدمة أهدافه‪ ،‬ولإلجابة عن أسئلته‪ .‬فاستنادا إلى البيانات والمعطيات الخاصة‬
‫بالمش روعات الص غيرة والمتوس طة في األردن‪ ،‬ومقابلته ا بالبيان ات الخاص ة ب الفقر والبطال ة في األردن‪ ،‬يح اول البحث‬
‫اس تقراء الحل ول ال تي يمكن لمؤسس ات التموي ل اإلس المية تق ديمها؛ لتعزي ز ال دور االقتص ادي للمش روعات الص غيرة‬
‫والمتوسطة عموما‪ ،‬وفي مواجهة مشكلتي الفقر والبطالة في األردن‪ ،‬على وجه الخصوص‪.‬‬

‫أسئلة البحث‪:‬‬

‫‪217‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تتلخص األسئلة الرئيسة في هذا البحث‪ ،‬باآلتي‪:‬‬


‫ما الدور الذي تقوم به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التصدي لمشكلتي الفقر والبطالة؟‬ ‫‪-1‬‬
‫ما أهمية مؤسسات التمويل اإلسالمية في دعم المؤسسات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة؟‬ ‫‪-2‬‬
‫لماذا يجب أن تتحمل المؤسسات المالية اإلسالمية مسؤولية أكبر مما تحمله المؤسسات األخرى في دعم تمويل‬ ‫‪-3‬‬
‫المؤسسات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬عموما‪ ،‬وفي األردن خصوصا؟‬
‫بدور ٍ‬
‫فاعل في التخفيف من مشكلة البطالة؟‬ ‫هل يمكن لمؤسسة الزكاة أن تقوم ٍ‬ ‫‪-4‬‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫البطالة‪ :‬في التعريف الشائع للبطالة الذي أوصت به منظمة العمل الدولية‪ ،‬والذي ينص على أن "العاطل عن العمــل هو‬
‫ذلك الفرد الذي يكون فوق سن معينة بال عمل وهو قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه عند مستوى أجر سائد‬
‫لكنه ال يجده"(‪.)1‬‬
‫يعرف التمويل بأنه "توفير األموال (السيولة) الالزمة من أجل استثمارها وتكوين رأس المال الثابت بهدف‬ ‫التمويل‪ّ :‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫زي ادة اإلنت اج واالستهالك" ‪ .‬والتموي ل اإلس المي‪ :‬ه و "ن وع من التموي ل يس تند إلى قاعدة فقهي ة معروف ة ومهم ة" ‪.‬‬
‫والتموي ل اإلس المي ه و عب ارة عن "عالق ة بين المؤسس ات المالي ة بمفهومه ا الش امل والمؤسس ات أو األف راد‪ ،‬لتوف ير‬
‫الم ال لمن ينتف ع ب ه‪ ،‬س واء للحاج ات الشخص ية‪ ،‬أو بغ رض االس تثمار‪ ،‬عن طري ق توف ير أدوات مالي ة متوافق ة م ع‬
‫الشريعة‪ ،‬مثل عقود المرابحة‪ ،‬أو المشاركة‪ ،‬أو اإلجارة‪ ،‬أو االستصناع‪ ،‬أو السلم‪ ،‬أو القرض"(‪.)4‬‬
‫المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة‪ :‬المؤسس ة المايكروي ة (متناهي ة الص غر)‪ ،‬وبم ا يتناس ب والواق ع األردني‪ ،‬هي‬
‫تشغل بين فرد إلى أربعة‪ ،‬والمؤسسة المتوسطة هي تلك التي تضم من ‪ 5‬إلى ‪ 19‬عامالً(‪.)5‬‬
‫المؤسسة التي ّ‬

‫األدب النظري والدراسات السابقة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األدب النظري‪:‬‬


‫ً‬
‫إن للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مكانة هامة في هياكل اقتصاديات غالبية دول العالم‪ .‬ولعل خصائص هذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬هي التي منحتها تلك المكانة‪ .‬كما أن وجود مجموعات أو أعداد كبيرة من المؤسسات الصغيرة‪ ،‬متقاربة‬
‫في الحجم‪ ،‬وال تي تعم ل في إط ار ظ روف تنافس ية‪ ،‬وتش غل أع دادا كب يرة من العم ال‪ ،‬س يعمل ال محال ة على تحقي ق‬
‫العدالة في توزيع الدخل"(‪.)6‬‬
‫ولعل من أهم المميزات والخصائص التي تؤهل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للقيام بدور قيادي في تنشيط‬
‫االقتص اد(‪ ،)7‬س هولة التأس يس‪ :‬حيث ال تحت اج إلى رؤوس أم وال كب يرة‪ ،‬فهي تعتم د أساس ا على جم ع وتفعي ل م دخرات‬
‫األف راد إلقام ة مش اريع ص غيرة في قطاع ات متع ددة من النش اط االقتص ادي‪ .‬وهن اك أيض ا ق درة المؤسس ات الص غيرة‬
‫والمتوسطة على االبتكار والتجديد‪ ،‬وهذا من أجل ضمان بقائها‪ ،‬فكثير من براءات االختراع يتم اكتشافها من طرف‬
‫أف راد (مؤسس ات فردي ة)‪ ،‬وه ذا عكس المؤسس ات الكب يرة ال تي ترك ز على إنت اج الس لع ذات الطلب المس تمر‪ .‬وتتم يز‬
‫تلك المؤسسات كذلك بجودة اإلنتاج‪ .‬ومن ميزاتها كذلك‪ ،‬قلة تكاليف التدريب‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫تعود فكرة القروض الصغيرة ومتناهية الصغر إلى محمد يونس‪ ،‬البنغالي الذي حاز جائزة نوبل للسالم في‬
‫الع ام ‪ .2006‬وي ونس‪ ،‬ال ذي ف ّك ر بمس اعدة الم زارعين الفق راء ال ذين يرهن ون أراض يهم ل دى البن وك مقاب ل ق روض‬
‫يتم بموجب ه تق ديم الق روض لعش رات الم زارعين‪ ،‬من دون‬
‫مرتفع ة الفوائ د‪ ،‬ف اقترح فك رة "الق رض الص غير"‪ ،‬ال ذي ّ‬
‫ضرورة للضمانات التي عادةً ما تتطلّبها البنوك التجارية‪ ،‬والتي تؤدي إلى استبعاد الفقراء من المشاركة االقتصادية؛‬
‫أي أصول تصلح ألن تش ّكل ضماناً لما يحصلون عليه من قروض‪ ،‬والفتقارهم إلى المال الذي يسمح‬
‫لعدم امتالكهم ّ‬
‫وقدم منذ نشأته حوالي ‪69.4‬‬
‫لهم بالقيام بنشاط اقتصادي‪ .‬ثم أطلق محمد يونس مشروع "غرامين" في العام ‪ّ ،1977‬‬
‫سدد المقترضون ‪ %99‬منها‪ .‬وبذلك‪ ،‬راهن المجتمع الدولي على‬ ‫الص غر‪ّ ،‬‬
‫ملي ار دوالر‪ ،‬قروضا صغيرة‪ ،‬ومتناهية ّ‬
‫للحد من الفقر؛ من خالل تمكين الفقراء‪ ،‬وإ تاحة الفرصة لزيادة دخلهم‪ ،‬وإ يجاد فرص‬
‫فكرة القروض متناهية الصغر؛ ّ‬
‫توظي ف جدي دة‪ ،‬وإ نق اذ أنفس هم من دائ رة الفق ر‪ ،‬حيث يعيش ‪ 2.8‬ملي ار من س كان الع الم‪ ،‬الب الغ ع ددهم ‪ 6.4‬ملي ار‬
‫شخص على أق ّل من دوالرين يومياً‪ ،‬ومنهم ‪ 1.1‬مليار يعيشون في فقر مدقع‪ ،‬وبدخل يق ّل عن دوالر واحد يومي اً (أي‬
‫تحت خط الفقر)(‪.)8‬‬
‫تُع ُّد تجرب ة الق روض الص غيرة في غالبي ة البل دان العربي ة حديث ة العه د‪ ،‬وتع ود إلى ب دايات تس ّ‬
‫عينيات الق رن‬
‫عم ان‪/‬األردن‪ ،‬وبنك األمل في اليمن‪ ،‬وبنك اإلبداع‬
‫تأسس البنك الوطني لتمويل المشروعات الصغيرة في ّ‬ ‫الماضي‪ .‬فقد ّ‬
‫المؤسس ات‬
‫ّ‬ ‫ومؤسس ة األم ل في مص ر‪ ،‬وغيره ا من اإلس هامات‪ ،‬فض الً عن بن وك الفق راء‪ ،‬وغيره ا من‬
‫ّ‬ ‫في البح رين‪،‬‬
‫الرسمية والخاصة‪ .‬وبالرغم من كل ذلك‪ ،‬تشير اإلحصاءات إلى أن هناك حوالي ‪ 60‬مليون شخص في العالم العربي‬
‫تمت تلبي ة الطلب على منتج ات التموي ل متن اهي‬
‫يعيش ون بمع ّدل دخ ل يق ّل عن دوالرين يومي ًا‪ ،‬وأن ه ح تى الع ام ‪ّ 2009‬‬
‫الص غر وخدمات ه بنس بة أق ل من ‪ %10‬فق ط‪ ،‬والس يما أن القط اع الم الي يفض ل الترك يز على قط اع الس وق األغ نى ألن‬
‫مخاطره أقل وربحيته أعلى(‪.)9‬‬

‫التمويل اإلسالمي‪:‬‬
‫إن من أهم أهداف التمويل اإلسالمي إيجاد بدائل للتمويل القائم على الفائدة متوافقًا مع الشريعة مثل القرض بدون‬
‫فائدة‪ ،‬وإ يجاد فرص عمل‪ ،‬من خالل توفير أنواع من التمويل التي تقدم للشركات الكبرى‪ ،‬وهذا بالتالي يسهم في توفير‬
‫فرص عمل لديها لألفراد‪ ،‬أو توفير رأس مال صغير لألفراد إلنشاء مشاريع صغيرة تفيد المجتمع(‪.)10‬‬
‫تش ير التق ارير االقتص ادية الدولي ة إلى أن أغلبي ة الن اس في البل دان النامي ة‪ ،‬وال ذين يقّ در ع ددهم بنح و ثالث ة‬
‫ملي ارات نس مة‪ ،‬غ ير مش مولين بالخ دمات البنكي ة‪ ،‬وال تت اح لهم إمكاني ة الحص ول على خ دمات مالي ة تس اعدهم على‬
‫تحس ين س بل معيش تهم‪ .‬فيم ا ق ّدرت احتياج ات المنطق ة العربي ة لتلبي ة الطلب على التموي ل متن اهي الص غر للمش اريع‬
‫الص غيرة بحس ب تقري ر "التموي ل متن اهي الص غر ودور البن وك المركزي ة في الرقاب ة واإلش راف علي ه" ال ذي أص دره‬
‫ص ندوق النق د الع ربي في الع ام ‪ 2010‬بنح و ‪ 4‬ملي ارات دوالر‪ .‬كم ا ج اء في التقري ر أن "ال وطن الع ربي يع ّد من أق ّل‬
‫األق اليم اعتم ادًا على آلي ة الق روض الص غيرة والقص يرة األج ل في مج ال مكافح ة الفق ر"‪ ،‬وأن "ع دد الفق راء الناش طين‬
‫اقتص اديًا في البل دان العربي ة ك ان ق د بل غ ح تى نهاي ة الع ام ‪ 2007‬نح و ‪ 2.2‬ملي ون عمي ل‪ ،‬بمحفظ ة ق روض مق دارها‬
‫‪ 900‬مليون دوالر"‪ .‬وكان التقرير قد توقّ ع أن يصل حجم الطلب على التمويل متناهي الصغر لنحو ‪ 10‬ماليين عميل‬
‫خالل الع ام ‪ ،2010‬مقاب ل ‪ 5‬ماليين في العام ‪ .2009‬وبحسب أرقام "التقري ر اإلقليمي العربي للتمويل األصغر" للعام‬

‫‪219‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لمؤسس ات التموي ل‬
‫ّ‬ ‫‪ ،2010‬الص ادر عن ش بكة التموي ل األص غر للبل دان العربي ة (س نابل)‪ ،‬ف إن االنتش ار اإلجم الي‬
‫مؤسس ة في المنطق ة العربي ة تج اوز ثالث ة ماليين مق ترض بمحفظ ة إجمالي ة بلغت ‪ 1,59‬ملي ار‬
‫األص غر البالغ ة ‪ّ 502‬‬
‫دوالر أم يركي‪ ،‬وأن ه على ال رغم من تقلص االنتش ار في المغ رب الع ربي‪ ،‬إال أن التموي ل ال ي زال ي تركز في مص ر‬
‫والمغرب بتغطيتهما ‪ %76‬من إجمالي المقترضين و ‪ %61‬من إجمالي محفظة القروض‪ ،‬حتى نهاية العام ‪.2009‬‬
‫وتشير تقديرات التقرير إلى وجود فجوة انتشار مقدارها (‪ )19‬مليون شخص مؤهل للحصول على خدمات التمويل‬
‫األصغر ويسعون للحصول عليه(‪.)11‬‬
‫وهن ا‪ ،‬يب دو ض روريا اإلش ارة إلى دور البن وك اإلس المية في مجم ل ه ذا اإلط ار‪ ،‬ويمكن تلخيص أهمي ة البن وك‬
‫اإلسالمية‪ ،‬في‪ .1 :‬القيام بدور البديل الشرعي للمصارف الربوية‪ .2 .‬تجميع المدخرات واستثمارها‪ .3 .‬تمويل التجارة‪.‬‬
‫‪ .4‬القي ام باألعم ال الخدمي ة‪ .5 .‬خدم ة التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة‪ :‬فالتموي ل بالمش اركة والمرابحة واإلج ارة‬
‫وغيرها من أس اليب التمويل اإلس المية يزيد في توظيف األي دي العامل ة‪ ،‬ويخفف من ح دة البطالة كم ا ويزيد حجم‬
‫اإلنتاج واالنتعاش االقتصادي(‪.)12‬‬
‫ولع ّل ه ذا كل ه ي أتي ب التزامن م ع تجمي ع أقص ى ق در من الم دخرات المكت نزة‪ ،‬وتعبئته ا؛ ألن اإلس الم يح رم‬
‫االكتن ـ ـــاز ويحارب ه؛ إذ إن ه يتضمن عدم االنتف اع من الم وارد ال تي من الممكن أن تحق ق عائدا ألص حابها أو للمجتمع‬
‫ككل(‪ .)13‬كما ُيفتَرض أن تعمل البنوك اإلسالمية على توفير التمويل الالزم للنشاطات األكثر نفعا واألكثر أهمية للفرد‬
‫والمجتمع‪ ،‬فهي تسهم في تنمية النشاطات والقطاعات االقتصادية وتطويرها(‪.)14‬‬
‫وال بد أن تهتم البنوك اإلسالمية بتنمية الحرفيين والصناعات الحرفية والبيئة والصناعات الصغيرة والتعاونيات‪،‬‬
‫باعتبارها جميعا األساس الفعال لتطوير البنية االقتصادية والصناعية في الدول اإلسالمية‪ ،‬واإلفادة من تجارب الدول‬
‫اإلسالمية وغير اإلسالمية في هذا المجال‪ ،‬وتوسيع قاعدة الملكية والمشاركة في المجتمع(‪.)15‬‬

‫تجارب بعض البلدان في مجال تنمية المشروعات الصغيرة‪:‬‬


‫اتجهت الكثير من الدول النامية والمتقدمة نحو إقامة قاعدة عريضة من المشروعات الصغيرة ودعمها وتعزيز‬
‫دورها االقتصادي واالجتماعي نظراً ألهميتها‪ .‬وفيما يأتي استعراض موجز لبعض تلك التجارب‪:‬‬

‫‪ )1‬التجربة التونسية‪:‬‬
‫تعد التجربة التونسية في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من التجارب الرائدة على مستوى الوطن‬
‫الع ربي‪ .‬وج اء إنش اء البن ك التونس ي للتض امن ع ام ‪ 1997‬كبن ك مختص في تموي ل المش روعات الص غيرة في مختل ف‬
‫القطاعات االقتصادية برأس مال مساهم من القطاعين؛ الخاص‪ ،‬والعام‪ .‬كان من أبرز أهداف البنك‪ ،‬اإلسهام في معالجة‬
‫البطالة والحد من العمالة المهاجرة‪ ،‬بدعم أصحاب المبادرات الذين ينقصهم التمويل لمشروعاتهم الصغيرة‪ ،‬من أصحاب‬
‫المهن والح رف وح املي ش هادات التعليم المه ني والتعليم الع الي؛ عن طري ق منحهم قروض ا قص يرة أو متوس طة الم دى‪،‬‬
‫بشروط ميسرة(‪.)16‬‬
‫وأنش ئ الص ندوق الوط ني للتش غيل ع ام ‪ ،2000‬وك انت مهمت ه ت دريب الراغ بين في إنش اء مش اريعهم الخاص ة‬
‫وتأهيلهم‪ .‬تال ذلك إنشاء الصندوق الوطني لضمان اإلقراض عام ‪ ،2003‬ومهمته ضمان األشخاص غير القادرين على‬

‫‪220‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫تأمين ضمانة لقروضهم عند تمويل مشروعاتهم‪ .‬ثم جاء إنشاء بنك تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عام ‪ 2006‬من‬
‫أجل دعم المشاريع الصناعية والتكنولوجية الرائدة والمشاريع التي تعمل في مجال والطاقة المتجددة(‪.)17‬‬

‫‪ )2‬التجربة الماليزية‪:‬‬
‫أثبتت التجربة الماليزية تميزاً بين الدول الناجحة في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حيث شكلت‬
‫المش روعات الص غيرة والمتوس طة أك ثر من (‪ )%90‬من إجم الي المش روعات الص ناعية الماليزي ة لع ام ‪ .2005‬وق د‬
‫تميزت هذه التجربة بحجم الدعم اللذي قدمته الحكومة الماليزية في سبيل تنمية هذه المشروعات‪ ،‬وذلك عبر سلسلة من‬
‫اإلجراءات والسياسات الداعمة‪ ،‬وتقديم الكثير من التسهيالت والمزايا‪ .‬في عام ‪ 1996‬تأسست هيئة متخصصة بتنمية‬
‫المش روعات الص غيرة والمتوس طة‪ ،‬تس عى لخل ق مؤسس ات ص غيرة ومتوس طة‪ ،‬تتمت ع بالكف اءة والمرون ة‪ ،‬وق ادرة على‬
‫دعم ه ذا بإنش اء بن ك متخص ص لتق ديم ق روض ميس رة للمنش آت الص غيرة والمتوس طة‪،‬‬ ‫المنافس ة في س وق ح رة‪ .‬وت ّ‬
‫وبش روط مش جعة‪ ،‬من س قوف تموي ل عالي ة‪ ،‬ومع دالت فائ دة متدني ة بح د أعلى ‪ ،%4‬وف ترة س داد تص ل إلى ‪ 15‬س نة‬
‫لألصول الثابتة‪ .‬وقُ ّدمت التسهيالت المالية والضريبية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬بإعفاءات ضريبية‪ ،‬وتسهيالت‬
‫مالية‪ ،‬غالباً ما تكون على شكل منح من الحكومة الماليزية(‪.)18‬‬
‫‪ )3‬التجربة اليابانية‪:‬‬
‫للتجرب ة الياباني ة أهمي ة بالغ ة في مج ال تنمي ة المش روعات الص غيرة والمتوس طة‪ ،‬وت أثر كث ير من التج ارب‬
‫العالمية بالتجربة اليابانية؛ التي انتهجت في ذلك عدة سياسات واعتمدت جملة من البرامج‪ ،‬كان من أهمها إنشاء نظام‬
‫خاص إلرشاد المنشآت الصغيرة ودعمها‪ .‬وقد وضعت اليابان قانون اً يشجع على تحديث الصناعات الصغيرة؛ بهدف‬
‫مواكبته ا للتط ور في البيئ ة االقتص ادية‪ ،‬من خالل إنش اء نظ ام للتنمي ة التكنولوجي ة وتح ديث المع دات‪ ،‬وتم تخص يص‬
‫المس اعدات لتح ديث الص ناعات الص غيرة‪ .‬كم ا وض عت الحكوم ة الياباني ة ب رامج للت دريب خاص ة بالمش روعات‬
‫الصغيرة‪ ،‬أهمه ا ب رامج الت دريب الف ني والتقني‪ ،‬والبرن امج الموس ع لتحس ين اإلدارة‪ .‬واتخذت الياب ان إج راءات مالية‬
‫عديدة وأنظمة ضريبية داعمة لتشجيع الصناعات الصغيرة كتقديم اإلعفاءات أو التخفيضات الضريبية المتنوعة(‪.)19‬‬
‫لق د ج اء ه ذا الع رض المختص ر لبعض التج ارب الهام ة في تنمي ة المش روعات الص غيرة والمتوس طة‪ ،‬به دف‬
‫اإلطالع عليها‪ ،‬واستشراف إمكانية االستفادة منها في تطوير التجربة األردنية في هذا المجال‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬


‫فيم ا ي أتي ع رض لع دد من الدراس ات ذات الص لة المباش رة بموض وع ه ذا البحث‪ ،‬مرتب ة من األح دث‪ ،‬إلى‬
‫األقدم‪:‬‬
‫(‪ )2011‬تقص ي الم دى الممكن إلس هام ص يغ التمويل المص رفية اإلس المية في‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪ -1‬ه دف بحث ناص ر ومحسن‬
‫توفير التمويل الالزم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬وتوصل الباحثان إلى أنه‪ ،‬وحتى تقوم هذه المؤسسات‬
‫بالدور التنم وي المرج و‪ ،‬البد لها من مواجهة أهم العقب ات‪ ،‬والتي تتمثل في عدم مقدرة أصحابها على توفير‬
‫التمويل الالزم إلنشائها أو الستمرار نشاطها‪.‬‬
‫‪ -2‬ه دفت دراس ة المجلس االقتص ادي واالجتم اعي األردني(‪ )2011 ( )21‬إلق اء الض وء على واق ع العم ل في قط اع‬
‫المش روعات الميكروي ة والص غيرة‪ ،‬والسياس ات ال واجب اتخاذه ا لتفعي ل دور المؤسس ات العامل ة والرائ دة في ه ذا‬
‫‪221‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المثلى في العالم؛ نظريا‪ ،‬وميدانيا‪ .‬كما استند‬


‫المجال‪ .‬اعتمد البحث على فلسفة التمويل الميكروي والصغير‪ ،‬وتجاربه ُ‬
‫إلى المعلومات األردنية الرسمية المنشورة‪.‬‬
‫‪ -3‬انطل ق األس رج(‪ )2010 ( )22‬في بحث ه من أن التش غيل يق ف على رأس التح ديات التنموي ة لألقط ار العربي ة قاطب ة‪،‬‬
‫كونها تعاني معدالت بطالة من بين األعلى على المستوى العالمي‪ .‬واستند البحث إلى الدور الرئيسي للمشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في توفير فرص العمل‪ ،‬إلى جانب إسهامها بنصيب كبير في إجمالي القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ -4‬هدفت دراسة النسور(‪ ،)2009 ( )23‬بين أهداف أخرى‪ ،‬تقدير دالة اإلنتاج للمشروعات الصغيرة الممولة من المؤسسات‬
‫الحكومي ة في األردن وهي‪ :‬ص ندوق التنمي ة والتش غيل‪ ،‬ومؤسس ة اإلق راض ال زراعي‪ ،‬وص ندوق الحرف يين‪.‬‬
‫وتوص لت الدراس ة إلى مجموع ة من النت ائج أهمه ا‪ :‬أن المش روعات الص غيرة الممول ة من ص ناديق التنمي ة‬
‫والتشغيل وقروض الحرفيين تتسم بكثافة في عنصر العمل‪ ،‬بينما تتسم المشروعات الممولة من مؤسسة اإلقراض‬
‫الزراعي بكثافة عنصر رأس المال‪.‬‬
‫تقص ي المش كالت المالي ة واإلداري ة ال تي يواجهه ا أص حاب المش اريع‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬اس تهدفت دراس ة الس ميرات(‪)2009 ( )24‬‬
‫الص غيرة في إقليم الجن وب في األردن‪ .‬وق د أج ريت الدراس ة على عين ه قوامه ا ‪ 260‬مش روعًا باس تخدام اس تبانة‬
‫تضمنت خمسة أبعاد (التأسيس‪ ،‬التمويل‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬دعم الدولة والبيئة المحيطة)‪ .‬وقد أظهرت نتائج الدراسة أن‬
‫مشكالت عدم تواف ـر رأس‬
‫الم ال الك افي ونقص الض مانات المطلوب ة لالق تراض‪ ،‬احتلت المرتب ة األولى من حيث أهميته ا ل دى أص حاب ه ذه‬
‫المشاريع‪.‬‬
‫البحثي ة (‪ ،)2009‬بين مس ائل أخ رى‪ ،‬مالمح عام ة لبرن امج تعزي ز اإلنتاجي ة‬ ‫(‪)25‬‬
‫‪ -6‬ق ّدمت ورق ة بص بوص‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما قدمته وزارة التخطيط في األردن (أكتوبر ‪ ،)2008‬وبين تلك المح اور‪ ،‬ورد دعم‬
‫المش روعات الص غيرة‪ ،‬ال ذي يه دف إلى تق ديم التموي ل لألف راد والهيئ ات المحلي ة (الجمعي ات التعاوني ة) لتنفي ذ‬
‫مشاريع إنتاجية مدرة للدخل تسهم في خلق فرص عمل إضافية بموجب معايير وأسس معتمدة‪ .‬وبين الباحث‬
‫الصغر)‪.‬‬
‫التوجه نحو دعم قطاع التمويل الميكروي (متناهي ّ‬
‫‪ -7‬تن اول بلعب اس(‪ )26‬في بحث ه ( ‪ )2008‬العقب ات ال تي تواج ه التموي ل اإلس المي في فرنس ا‪ ،‬س واء تعل ق األم ر بإنش اء‬
‫مؤسسات مالية تطرح منتجات متوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أو بتطور نشاط هذه المؤسسات في حالة حصولها‬
‫على اعتماد من جانب "هيئة مؤسسات القرض وشركات االستثمار"‪.‬‬
‫‪ -8‬تناولت الباحثتان موسوس وبلغنو(‪ )2006 ( )27‬ترقية محيط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬في دراسة حالة خاصة‬
‫ب الجزائر‪ .‬وبينت ا في دراس تهما مفه وم محي ط المؤسس ات (بيئ ة المؤسس ات) ومكونات ه‪ ،‬وواق ع محي ط المؤسس ات‬
‫الص غيرة و المتوس طة في ال دول العربي ة وس بل االرتق اء ب ه‪ ،‬وأهمي ة ترقي ة محي ط المؤسس ات الص غيرة‬
‫والمتوسطة‪.‬‬

‫ما تضيفه الدراسة الحالية‪:‬‬


‫تتميز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات السابقة‪ ،‬في عدد من النواحي‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫ربطت هذه الدراسة بين مسألتي الفقر والبطالة وبين الحلول الملموسة التي يمكن تفعيلها في هذا المجال‪ ،‬بصورة‬ ‫‪‬‬
‫مباشرة ملموسة‪ ،‬مستندة إلى بيانات ومعطيات حول الواقع األردني‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫ق ّدمت ه ذه الدراس ة المؤسس ات المالي ة اإلس المية ودوره ا في مكافح ة الفق ر والبطال ة من منظ ور عملي‪ -‬تنفي ذي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ووصلت في بعض مستويات التفصيل إلى تقديم أمثلة وحلول ملموسة وواقعية‪.‬‬
‫ربطت ه ذه الدراس ة البيان ات اإلحص ائية في موض وعات الفق ر والبطال ة‪ ،‬بمثيالته ا في دور المش روعات الص غيرة‬ ‫‪‬‬
‫والمتوس طة؛ فتص بح عالق ة التناس ب العكس ي بين تن امي دور تل ك المش روعات‪ ،‬وبين مع دالت الفق ر والبطال ة‪ ،‬أك ثر‬
‫صدقية وعلمية‪.‬‬
‫اهتماما علميا بموضوعها‪ ،‬إلى جانب‬
‫ً‬ ‫حاولت هذه الدراسة تناول مشكلتها وأهدافها بلغة علمية هادئة؛ علّها تلقى‬ ‫‪‬‬
‫االهتمام األخالقي واإلنساني الطبيعي‪.‬‬
‫ربطت ه ذه الدراس ة في مجم ل معالجاته ا‪ ،‬وص وال إلى م ا تق دمت ب ه من توص يات‪ ،‬بين متطلب ات الواق ع‪ ،‬وم ا ه و‬ ‫‪‬‬
‫مت وافر من وس ائل‪ ،‬في التص دي لمش كالت الفق ر والبطال ة‪ ،‬ودور المش روعات الص غيرة والمتوس طة في ه ذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫واقع المشروعات الصغيرة في البلدان المتقدمة‪:‬‬


‫تتمي ز بكثافة العمل‪ ،‬وهي تعمل على خلق فرص عمل‬
‫تستخدم الصناعات الصغيرة طرقا إنتاجية بسيطة نسبيًا ّ‬
‫تمتص جزءًا من البطالة‪ ،‬مما يساعد الدول التي تعانى من وفرة العمل وندرة رأس المال على مواجهة مشكلة البطالة‬
‫تكبد تكاليف رأسمالية عالية‪ .‬وتشير بعض اإلحصائيات إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل نحو ‪%90‬‬ ‫دون ّ‬
‫من إجم الي الش ركات في معظم اقتص ادات الع الم‪ ،‬وتس هم ه ذه المش روعات بح والي ‪ %46‬من الن اتج المحلى الع المي‪،‬‬
‫وبنسبة كبيرة في الناتج المحلى للعديد من الدول‪ ،‬فعلى سبيل المثال تساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنحو ‪85‬‬
‫‪ %‬في من إجمالي الناتج المحلى في إنجلترا‪ ،‬وبنسبة ‪ %51‬من إجمالي الناتج المحلى في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬ودولة‬
‫مث ل الوالي ات المتحدة يوج د به ا أك ثر من ‪ 24‬ملي ون مش روع صغير يس هم في توليد ح والي ‪ %52‬من ف رص العم ل لدى‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬كما تمثل ‪ %80‬من كل اإلبداعات واالبتكارات الجديدة في السوق األمريكي‪ ،‬وتمد ‪ %67‬من العاملين‬
‫بفرص العمل والتدريب األولي(‪.)28‬‬
‫وفي اليابان‪ ،‬تُعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة أساس االقتصاد الياباني‪ ،‬حيث تمثل حوالي ‪ %99.4‬من‬
‫عدد المشروعات بها‪ ،‬وتستخدم أكثر من ‪ %84.4‬من إجمالي العمالة في اليابان(‪.)29‬‬
‫وقد أشارت إحدى دراسات البنك الدولي إلى قدرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على استيعاب العمالة‪ ،‬إذ‬
‫يمكنها توفير وظائف لنصف العاملين في الصناعات التحويلية في الدول النامية والمتقدمة لكونها تتميز بكثافة عنصر‬
‫العم ل‪ ،‬وأكثر من ‪ %75‬من عدد الع املين في ب اقي ال دول النامية‪ .‬حيث نجد أن تكلف ة فرص ة العم ل به ا منخفض ة ثالث‬
‫مرات مقابل تكلفة فرصة عمل واحدة بالمؤسسات الكبيرة(‪ .)30‬والجدول ( ‪ )1‬يبين إسهام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫في الناتج المحلي اإلجمالي والتوظيف في االقتصادات الصناعية خالل عامي ‪.2004/2005‬‬

‫الجدول (‪)1‬‬
‫إسهام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي اإلجمالي والتوظيف في االقتصادات الصناعية‬
‫خالل عامي ‪2004/2005‬‬

‫‪223‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نسبة العمالة الموظفة من إجمالي‬


‫إسهامها في الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫الدولة‬
‫العمالة‬
‫‪48.0%‬‬ ‫‪53.7%‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫األميركية‬
‫‪34.9%‬‬ ‫‪65.7%‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪30.0%‬‬ ‫‪67.2%‬‬ ‫بريطانيا‬
‫‪61.8%‬‬ ‫‪69.0%‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪40.5%‬‬ ‫‪49.0%‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪27.1%‬‬ ‫‪74.8%‬‬ ‫اليابان‬

‫المصدر‪ :‬نوزاد عبد الرحمان الهيتي‪ ،‬الصناعات الصغيرة والمتوسطة في دول مجلس التعاون الخليجي؛ الوضع القائم والتحديات المستقبلية‪،‬‬
‫مجلة الجندول في العلوم اإلنسانية‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬العدد ‪ ،30‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،2006‬ص‪.4‬‬

‫المشهد األردني من منظور الحاجة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬


‫ال تي ص درت في آب‪ /‬أغس طس ‪ 2011‬ع ددا من‬ ‫(‪)31‬‬
‫تق دم دراس ة المجلس االقتص ادي واالجتم اعي األردني‬
‫المعطي ات الهام ة‪ ،‬ال تي يمكن إيجازه ا ب أن الحكوم ة األردني ة أولت جه ودا لتأس يس هيئ ات متنوع ة تُع نى بتموي ل قط اع‬
‫المش روعات الميكروي ة والص غيرة ودعمه ا‪ ،‬إذ يعم ل في األردن م ا يزي د عن ‪ 25‬مؤسس ة‪ ،‬ودائ رة‪ ،‬وش ركة‪ ،‬وهيئ ة‬
‫تطوعية على تقديم برامج الدعم الفني‪ ،‬والتمويل لهذه المشروعات‪ .‬فقد أنشئت ‪ 6‬شركات تمويل ميكروي متخصصة‬
‫تبني الحكوم ة لبرن امج تحس ين اإلنتاجي ة االجتماعي ة ع ام ‪ ،1998‬ه ذا إض افة إلى المؤسس ات الحكومي ة المس تقلة‬
‫بع د ّ‬
‫العاملة في هذا النشاط‪ .‬أما توزيع المنشآت األردنية بين ميكروية وصغيرة ومتوسطة‪ ،‬فيبينه الجدول (‪ )2‬األتي‪:‬‬
‫الجدول (‪)2‬‬
‫(‪)32‬‬
‫تصنيف المنشآت االقتصادية األردنية حسب حجم العمالة للسنوات ‪2009-2007‬‬
‫(‪)33‬‬
‫نسبة‬ ‫عدد المنشآت‬ ‫نسبة‬ ‫عدد العاملين‬ ‫التصنيف حسب عدد العاملين عدد العاملين‬ ‫تصنيف‬
‫المنشآت ‪%‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫العاملين ‪%‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫عدد العمال‬ ‫المنشآت‬

‫‪88.6‬‬ ‫‪130517‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫‪249960‬‬ ‫‪241931‬‬ ‫‪230236‬‬ ‫‪1-4‬‬ ‫ميكروية‬

‫‪9.2‬‬ ‫‪13519‬‬ ‫‪12.0‬‬ ‫‪113618‬‬ ‫‪109969‬‬ ‫‪104214‬‬ ‫‪5-19‬‬ ‫صغيرة‬

‫‪1.7‬‬ ‫‪1812‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫‪104150‬‬ ‫‪100804‬‬ ‫‪54159‬‬ ‫‪20-49‬‬ ‫متوسطة‬

‫‪595‬‬ ‫‪41331‬‬ ‫‪50-99‬‬ ‫متوسطة‬

‫‪0.5‬‬ ‫‪730‬‬ ‫‪50.6‬‬ ‫‪479090‬‬ ‫‪463700‬‬ ‫‪441001‬‬ ‫‪+100‬‬ ‫كبيرة‬


‫‪100‬‬ ‫‪147174‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪946818‬‬ ‫‪916404‬‬ ‫‪870941‬‬ ‫‪-----‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬دراس ة المجلس االقتص ادي واالجتم اعي (آب ‪ ،)2011‬اس تنادا إلى بيان ات دائ رة اإلحص اءات العام ة في مس ح االس تخدام ‪2008‬م‪،‬‬
‫نيسان‪.2010 ،‬‬

‫‪224‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫أسست المملكة األردنية الهاشمية عددا من المؤسسات والبرامج التمويلية العامة المتخصصة‪ ،‬مثل‪ :‬بنك اإلنماء‬
‫الص ناعي ع ام ‪ ،1964‬ومؤسس ة إدارة وتنمي ة أم وال األيت ام ع ام ‪ ،1972‬وص ندوق المعون ة الوطني ة ع ام ‪،1987‬‬
‫المنش أة بع د حزم ة‬
‫وص ندوق التنمي ة والتش غيل ع ام ‪ .1989‬ه ذا‪ ،‬إض افة إلى مؤسس ات وش ركات التموي ل الميك روي ُ‬
‫األم ان االجتم اعي‪ ،‬وبرنامج اإلنتاجي ة االجتماعي ة عام ‪ ،1999‬فما بعد‪ ،‬والتي بلغ عددها سبع مؤسسات متخصص ة‪،‬‬
‫هي‪ :‬الش ركة األردني ة لتموي ل المش اريع الص غيرة‪ /‬تم ويلكم (‪ ،)1999‬والش ركة األهلي ة لتموي ل المش اريع الص غيرة (‬
‫‪ ،)1999‬وش ركة الش رق األوس ط لتموي ل المش اريع الص غيرة (‪ ،)1999‬وص ندوق إق راض الم رأة (‪ ،)2001‬والبن ك‬
‫الوط ني لتموي ل المش اريع الص غيرة (‪ ،)2004‬وآخره ا ش ركة فينك ا (‪ .)34()2007‬والج دول (‪ )3‬يق دم ع ددا من نت ائج‬
‫أعمال التمويل الميكروي والصغير في األردن‪ ،‬من حيث المؤسسات الناشطة في هذا الميدان‪ ،‬وعدد القروض القائمة‬
‫المقدرة‪ ،‬وبيانات أخرى‪.‬‬
‫في الفترة ‪ ،2009-2006‬وفرص العمل ّ‬

‫‪225‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجدول (‪)3‬‬
‫إنجازات التمويل الميكروي والصغير في األردن للفترة ‪2009 - 2006‬‬

‫متوسط كلفة‬ ‫متوسط القرض‬ ‫متوسط قيمة فرص العمل‬ ‫حجم التمويل‬ ‫عدد القروض‬ ‫المؤسسات التمويلية‬
‫فرصة العمل‬ ‫لكل فرصة عمل‬ ‫المقذرة*‬ ‫القروض‬ ‫القائم المحفظة‬ ‫الفعالة‬
‫ّ‬
‫بالدينار **‬ ‫دينار‪ /‬فرصة‬ ‫دينار‬ ‫(مليون دينار)‬ ‫(القائمة)‬
‫‪6.340‬‬ ‫‪3.488‬‬ ‫‪12.550‬‬ ‫‪2120‬‬ ‫‪43.781‬‬ ‫‪20.133‬‬ ‫صندوق التنمية والتشغيل ‪DEF‬‬
‫‪13.690‬‬ ‫‪7.530‬‬ ‫‪5.400‬‬ ‫‪3765‬‬ ‫‪40.68‬‬ ‫‪10.800‬‬ ‫مؤسسة اإلقراض الزراعي* ‪ACC‬‬
‫‪4.510‬‬ ‫‪2.480‬‬ ‫‪560‬‬ ‫‪1237‬‬ ‫‪1.389‬‬ ‫‪1.123‬‬ ‫وزارة التنمية االجتماعية* ‪MOSD‬‬
‫‪6.760‬‬ ‫‪3.720‬‬ ‫‪3.670‬‬ ‫‪412‬‬ ‫‪13.646‬‬ ‫‪23.687‬‬ ‫البنك الوطني للمشاريع الصغيرة ‪ALWatani‬‬
‫‪3.980‬‬ ‫‪2.190‬‬ ‫‪6.035‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪13.218‬‬ ‫‪38.941‬‬ ‫الشركـ ــة األردني ـــة لتمويـــل المشاريع الصغي ـــرة‬
‫‪Tamweelcom‬‬
‫‪13.090‬‬ ‫‪7.200‬‬ ‫‪714‬‬ ‫‪1285‬‬ ‫‪5.133‬‬ ‫‪2.853‬‬ ‫الش ركة األهلي ة لتموي ل المش اريع الص غيرة‬
‫‪AMC‬‬
‫‪4.160‬‬ ‫‪2.290‬‬ ‫‪7.465‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪17.1‬‬ ‫‪48.160‬‬ ‫صندوق إقراض المرأة ‪MFW‬‬
‫‪10.580‬‬ ‫‪5.820‬‬ ‫‪2.970‬‬ ‫‪1040‬‬ ‫‪17.312‬‬ ‫‪11.885‬‬ ‫شركة الشرق األوسط لتمويل المشاريع الصغيرة‬
‫‪MEMCO‬‬
‫‪4.810‬‬ ‫‪2.645‬‬ ‫‪1.370‬‬ ‫‪293‬‬ ‫‪3.626‬‬ ‫‪8.832‬‬ ‫شركة فينكا ‪FINCA 2007‬‬
‫‪2.000‬‬ ‫‪1.100‬‬ ‫‪1.015‬‬ ‫‪553‬‬ ‫‪1.124‬‬ ‫‪2.030‬‬ ‫االتحاد العام للجمعيات الخيرية ‪GUVS‬‬
‫‪2.500‬‬ ‫‪1.375‬‬ ‫‪1.250‬‬ ‫‪687‬‬ ‫‪1.72‬‬ ‫‪2.500‬‬ ‫الصندوق األردني الهاشمي ‪JUHOD‬‬
‫‪2.580‬‬ ‫‪1.420‬‬ ‫‪2.500‬‬ ‫‪705‬‬ ‫‪3.55‬‬ ‫‪5.027‬‬ ‫وكال ة غ وث وتش غيل الالج ئين األون روا‬
‫‪UNRWA‬‬
‫‪6.490‬‬ ‫‪3.570‬‬ ‫‪45.500‬‬ ‫‪923‬‬ ‫‪162.46‬‬ ‫‪175.971‬‬ ‫المجموع الكلي‬
‫المصدر‪ :‬التقارير السنوية للمؤسسات المذكورة‪ ،‬وموقع ‪.www.themix.org/mfl/country/jordan‬‬
‫** تقدير ولفقاً إلجمالي كلفة المشروع‪.‬‬ ‫* تقدير &‬

‫المصدر‪ :‬دراسة المجلس االقتصادي واالجتماعي (آب ‪ )2011‬استنادا إلى تقارير المؤسسات المذكورة‪ ،‬ومصادر أخرى‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن نسبة العاملين في المنشآت الميكروية والصغيرة تقارب ( ‪ )%99‬من إجمالي عدد العاملين في‬
‫الحظ أن المشروعات الصغيرة في األردن تسهم بحوالي ‪ %30‬من مجمل اإلنتاج المحلي الص ناعي‪،‬‬
‫القطاع الخاص‪ .‬كما ُي َ‬
‫وتستوعب نحو ‪ %35‬من إجمالي قوة العمل في البالد(‪.)35‬‬
‫عد األردن ثالث دولة عربية من حيث حجم محفظة اإلقراض الميكروي والصغير (بعد المغرب ومصر)‪،‬‬ ‫وي ّ‬
‫ُ‬
‫واألول عربيا بمقارنة حجم المحفظة نسبة إلى عدد السكان‪ ،‬وكذلك بمقارنة عدد المقترضين إلى السكان‪ ،‬ويالحظ أن حجم‬
‫المحفظة المخصصة للتمويل في األردن للفترة ‪ 2009-2006‬قد نما بمعدل ‪ %10.3‬سنويا‪ ،‬فارتفع إلى ‪ 162.5‬مليون‬
‫الفعال ة بمع دل ‪ %21.8‬س نويا‪ ،‬ف ارتفع إلى ح والي ‪ 176‬أل ف ق رض‬
‫دين ار بنهاية ع ام ‪ ،2009‬كم ا زادت الق روض ّ‬
‫الفعلي ة المتول دة من المش روعات الممول ة‪ ،‬فق د ت راجعت إلى ح والي ‪45500‬‬
‫ّ‬ ‫أم ا ف رص العم ل‬
‫بنهاي ة ع ام ‪ّ .2009‬‬
‫فرصة عمل مع نهاية عام ‪ ،2009‬بمعدل تراجع بلغ (‪ )%3.4‬سنويا(‪.)36‬‬

‫‪226‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫تقدم في ذاتها القليل‪ ،‬ما لم تُؤخذ في السياق االقتصادي واالجتماعي األردني األعم‪ .‬ويبدو‬
‫المجردة ّ‬
‫ّ‬ ‫ولكن هذه األرقام‬
‫ض روريا تن اول المؤش رات األردني ة ذات الدالل ة‪ ،‬وهي مؤش رات تتّص ل مباش رة بال دور ال ذي يجب أن تق وم ب ه‬
‫المؤسسات الميكروية متناهية الصغر والصغيرة‪ ،‬في مواجهة مشكالت الفقر والبطالة‪ ،‬على وجه الخصوص‪ .‬وفيما يأتي‬
‫توصيف مكثف لعدد من المعالم المركزية‪ ،‬التي يصعب دونها استيعاب واقع التمويل المايكروي والصغير في األردن‪،‬‬
‫والحاجة إليه في أبعاد عديدة‪ ،‬اقتصادية ‪ -‬تنموية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وسياسية‪.‬‬
‫وفي ه ذا االتج اه‪ ،‬يب دو من المهم تأكي د أن المش روعات الص غيرة والمتوس طة تش كل م ا يزي د على ‪ %95‬من‬
‫إجمالي المنشآت العامل ة في القطاع الصناعي(‪ .)37‬وبلغ حجم سوق القروض الصغيرة في األردن حوالي ‪ 135‬مليون‬
‫دوالر غطت نش اطات أك ثر من ‪ 159.5‬أل ف مق ترض‪ ،‬األم ر الذي وض ع األردن في المرتب ة الثالث ة عربي ا بع د مص ر‬
‫والمغرب (بيانات ‪ - 2011‬شبكة التمويل األصغر للبلدان العربية (سنابل)‪ .‬التقرير العربي اإلقليمي للتمويل األصغر)‪.‬‬
‫وهناك حوالي ‪ 833.1‬ألف أردني يعيشون تحت خط الفقر وبنسبة تشكل ‪ %14‬من إجمالي عدد السكان‪ .‬وتوقع تقرير‬
‫ال ذي يغطي ‪ 12‬بل دًا عربي ًا ويمث ل ‪ 90‬بالمائ ة من إجم الي نس بة انتش ار التموي ل األص غر في الع الم الع ربي إلى وج ود‬
‫‪ 378‬ألف في سن العمل مؤهلين للحصول على قروض التمويل األصغر في األردن‪ ،‬كما أن ‪ 205.4‬ألف شخص من‬
‫السكان في سن العمل يستطيعون االنتفاع بخدمات التمويل األصغر‪ ،‬حيث يحتاج القطاع إلى ضخ حوالي ‪ 167‬مليون‬
‫دوالر‪ .‬وق د تن وعت هيئ ات قط اع التموي ل األص غر في األردن م ا بين منظم ات ش به حكومي ة وغ ير حكومي ة وش ركات‬
‫ربحي ة وغ ير ربحية(‪ .)38‬وحق ق قط اع التموي ل األص غر األردني وس يط ًا قوي ًا للعائ د على األص ول ق دره ‪ ،%7‬متخطي ا‬
‫بذلك الوسيط العربي الذي وقف عند ‪ ،%3.4‬حيث يصل هامش الربح إلى ما نسبته ‪ ،%25‬كما ارتفع متوسط إيرادات‬
‫محفظة القروض إلى ‪.%35‬‬
‫ومن المعطيات ذات الداللة الهامة‪ ،‬أن متوسط كلفة توليد فرصة عمل جديدة في المشاريع الميكروية والصغيرة‬
‫بل غ ح والي ‪ 6500‬دين ار للع ام ‪ ،2009‬مقارن ة بكلف ة فرص ة العم ل ل دى الحكوم ة المركزي ة‪ ،‬والمق درة بمبل غ ‪11950‬‬
‫دينارا‪ ،‬وبمبلغ ‪ 14290‬دينارا للمؤسسات العامة المستقلة للعام نفسه‪ ،‬وربما كان متوسط الكلفة عاليا؛ لشموله المشاريع‬
‫الص غيرة‪ ،‬وع دم اقتص اره على الميكروي ة‪ .‬ووفق ا لمس وحات دائ رة اإلحص اءات العام ة‪ ،‬يعم ل في ه ذه المش روعات م ا‬
‫نس بته ‪ %38.4‬من مجم ل الع املين األردن يين (‪ 363.6‬أل ف عام ل في ه ذه المش روعات للع ام ‪ ،)2009‬بينم ا توظ ف‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪ %23‬من العاملين فقط‪ ،‬كما أن المشروعات المتوسطة تحتاج إلى منتجات وبرامج‬
‫تمويلية مختلفة(‪.)39‬‬

‫العمالة والبطالة‪:‬‬
‫تع ّد البطال ة من أهم المش كالت ال تي تواج ه االقتص اد األردني وس وق العم ل‪ ،‬حيث تف اقمت مش كلة البطال ة في‬
‫الف ترة الماض ية نتيج ة لعوام ل من أهمه ا التح والت الديموغرافي ة ال تي أدت إلى زي ادة ع دد ال داخلين الج دد إلى س وق‬
‫العمل والناتج عن ارتفاع معدالت النمو السكاني‪ ،‬وضعف الموائمة بين مخرجات التعليم الجامعي وبين متطلبات سوق‬
‫العمل‪ ،‬ومزاحمة العمالة الوافدة للعمالة األردنية في بعض المهن والتخصصات الناتجة عن التفاوت الكبير في األجور‬
‫بين الطرفين خصوصاً في األونة االخيرة نتيجةً للجوء السوري إلى الأردن‪.‬‬

‫‪227‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ومن أهم سمات البطالة في االقتصاد األردني أنها بطالة سلوكية ناجمة عن عزوف األردنيين عن االنخراط‬
‫في بعض المهن المتاح ةة نتيج ة النظ رة الدوني ة له ا‪ ،‬وأنه ا بطال ة هيكلي ة تمث ل ش ريحة من الق وى العامل ة ال تتناس ب‬
‫مؤهالتها مع الوظائف المعروضة‪ ،‬باإلضافة إلى وجود بطالة بسبب الفجوة بين العرض والطلب في سوق العمل وعدم‬
‫توافر البيانات عن فرص العمل المتوفرة‪.‬‬
‫(‪)40‬‬
‫معدالت البطالة في األردن منذ العام ‪ 1993‬حتى نهاية العام ‪. 2013‬‬
‫يبين الجدول (‪ّ )4‬‬
‫الجدول (‪)4‬‬
‫معدالت البطالة في األردن للفترة من بداية ‪ – 1993‬نهاية ‪2013‬‬
‫(‪)41‬‬

‫المجموع‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬


‫عنوان المسح‬
‫‪Total‬‬ ‫‪Female‬‬ ‫‪Male‬‬
‫‪19.7‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪16.8‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة والدخل ‪1993‬‬
‫‪15.8‬‬ ‫‪29.4‬‬ ‫‪13.6‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة والدخل ‪1994‬‬
‫‪15.3‬‬ ‫‪29.4‬‬ ‫‪13.0‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة والدخل ‪1995‬‬
‫‪12.8‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة والدخل ‪1996‬‬
‫‪14.4‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪1997‬‬
‫‪14.4‬‬ ‫‪26.1‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪1998‬‬
‫‪11.6‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪1999‬‬
‫‪13.7‬‬ ‫‪21.0‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2000‬‬
‫‪14.7‬‬ ‫‪20.6‬‬ ‫‪13.7‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2001‬‬
‫‪15.3‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪14.0‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2002‬‬
‫‪14.5‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪13.4‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2003‬‬
‫‪12.5‬‬ ‫‪16.5‬‬ ‫‪11.8‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2004‬‬
‫‪14.8‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪12.8‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2005‬‬
‫‪14.0‬‬ ‫‪25.0‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2006‬‬
‫‪13.1‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2007‬‬
‫‪12.7‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2008‬‬
‫‪12.9‬‬ ‫‪24.1‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2009‬‬
‫‪12.5‬‬ ‫‪21.7‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2010‬‬
‫‪12.9‬‬ ‫‪21.2‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2011‬‬
‫‪12.2‬‬ ‫‪19.9‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2012‬‬
‫‪12.6‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫مسح العمالة والبطالة ‪2013‬‬
‫المصدر‪ :‬مسح العمالة والبطالة ‪.2013 -1993‬‬
‫(‪ )1‬معدل البطالة‪ :‬عدد األشخاص المتعطلين مقسوم ًا على قوة العمل‪.‬‬

‫ولعل من الجدير مالحظته‪ ،‬وجود خالف شديد ال يزال قائما حتى اآلن حول موضوعية نسب البطالة وأرقامها‬

‫‪228‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫في المص ادر المختلفة‪ .‬فمثالً تشير تق ارير وزارة العم ل أن نس بة البطالة كانت عام ‪ )%3.4( 1982‬في حين كانت‬
‫أرقام مسح القوى البشرية لسنة ‪ 1982‬تقدم نسبة ‪ ،%6.5‬وكذلك الحال في أرقام ‪ 1987‬فقد ذكر تقرير مسح الصحة‬
‫والتغذية أن نسبة البطالة كانت (‪ .)42()%14.8‬وكذلك هو الحال على الدوام‪ ،‬وحتى اآلن‪.‬‬
‫ويبين الشكل (‪ )1‬النسب المئوية للبطالة (معدالت البطالة) للعام ‪ 2013‬كما هي في مختلف محافظات المملكة‪،‬‬
‫والتي يتضح منها مباشرة ارتفاع تلك النسب في محافظات الجنوب كافة ومادبا‪ ،‬ثم في المفرق‪.‬‬
‫(‪)43‬‬
‫الشكل (‪ :) 1‬النسب المئوية لمعدالت البطالة في محافظات األردن للعام ‪2013‬‬

‫وفيما يخص عدد السكان األردنيين النشيطين اقتصاديا ممن أعمارهم ‪ 15‬سنة فأكثر‪ ،‬يبين الجدول (‪ )5‬النسب‬
‫المئوي ة لت وزع الق وى العامل ة في األردن ع ام ‪ 2013‬حس ب فئ ات العم ر والجنس‪ ،‬كم ا ي بين الج دول (‪ :)6‬النس ب‬
‫المئوية لتوزع المشتغلين في األردن عام ‪ 2013‬حسب الجنس والمستوى التعليمي(‪.)44‬‬

‫الجدول (‪)5‬‬
‫النسب المئوية لتوزع المشتغلين في األردن عام ‪ 2013‬حسب فئات العمر والجنس‬

‫المجمو‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫فئات العمر‬
‫ع‬
‫‪Female‬‬ ‫‪Male‬‬ ‫العريضة‬
‫‪Total‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪15-19‬‬
‫‪12.4‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪12.8‬‬ ‫‪20-24‬‬
‫‪51.0‬‬ ‫‪62.6‬‬ ‫‪48.8‬‬ ‫‪25-39‬‬

‫‪229‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪28.3‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪28.8‬‬ ‫‪40-54‬‬


‫‪4.4‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪55-64‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪+65‬‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪100.‬‬ ‫النسبة‬
‫‪0‬‬

‫الجدول (‪)6‬‬
‫النسب المئوية لتوزع المشتغلين في األردن عام ‪ 2013‬حسب الجنس والمستوى التعليمي‬

‫المجمو‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫فئات العمر‬
‫ع‬
‫‪Female‬‬ ‫‪Male‬‬ ‫العريضة‬
‫‪Total‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫أمي‬
‫‪48.9‬‬ ‫‪12.6‬‬ ‫‪55.7‬‬ ‫أقل من ثانوي‬
‫‪12.7‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪10.8‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪8.7‬‬ ‫دبلوم متوسط‬
‫‪26.4‬‬ ‫‪56.7‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫بكالوريوس فأعلى‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫النسبة‬

‫والج داول (‪ )9 ،8 ،7‬تق ّدم بيان ات خاص ة بق وة العم ل األردني ة‪ ،‬باألرق ام المطلق ة المت وافرة ح تى األن؛‬
‫مش تغلين ومتعطلين‪ ،‬ممن أعم ارهم ‪ 15‬س نة ف أكثر (حس ب الجنس) لع امي ‪ 2009‬و‪( 2010‬الج دول ‪ ،)7‬وع دد‬
‫طلين األردنيين ممن أعمارهم ‪ 15‬سنة فأكثر حسب المحافظة‪ ،‬لألعوام ( ‪ ،)2010 -2006‬لكل من الذكور (الجدول‬
‫المتع ّ‬
‫لتلمس مواقع الخلل‪ ،‬تمهيدا‬
‫تقدم بيانات يمكن االستناد إليها في حدود مقبولة‪ّ ،‬‬ ‫‪ )8‬واإلناث (الجدول ‪ .)9‬وهذه الجداول ّ‬
‫لبي ان ال دور ال ذي يمكن للمؤسس ات الميكروي ة (متناهي ة الص غر)‪ ،‬والص غيرة‪ ،‬القي ام ب ه في مواجه ة مش كالت البطال ة‬
‫والفقر‪.‬‬

‫الجدول (‪)7‬‬
‫قوة العمل األردنية (مشتغلون ومتعطلون) ممن أعمارهم ‪ 15‬سنة فأكثر (حسب الجنس) لعامي ‪ 2009‬و‪2010‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬
‫المجموع‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫المجموع‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫المؤشر‬
‫‪1235948‬‬ ‫‪201933‬‬ ‫‪1033015‬‬ ‫‪1220520‬‬ ‫‪195991‬‬ ‫‪1024529‬‬ ‫المشتغلون‬

‫‪230‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫‪176186‬‬ ‫‪56348‬‬ ‫‪119838‬‬ ‫‪180285‬‬ ‫‪62163‬‬ ‫‪118122‬‬ ‫المتعطلون‬


‫‪1412134‬‬ ‫‪259281‬‬ ‫‪1152853‬‬ ‫‪1400805‬‬ ‫‪258154‬‬ ‫‪1142651‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬بيانات دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬تقارير مسح العمالة والبطالة لسنتي ‪.2010-2009‬‬

‫‪231‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجدول (‪)8‬‬
‫عدد المتعطلين األردنيين الذكور ممن أعمارهم ‪ 15‬سنة فأكثر حسب المحافظة ‪2010-2006‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫المحافظة‬

‫‪43971‬‬ ‫‪41423‬‬ ‫‪33503‬‬ ‫‪36184‬‬ ‫‪41297‬‬ ‫العاصمة‬


‫‪7612‬‬ ‫‪2705‬‬ ‫‪7295‬‬ ‫‪7289‬‬ ‫‪8108‬‬ ‫البلقاء‬
‫‪19393‬‬ ‫‪18227‬‬ ‫‪15158‬‬ ‫‪14249‬‬ ‫‪17091‬‬ ‫الزرقاء‬
‫‪3651‬‬ ‫‪3543‬‬ ‫‪3384‬‬ ‫‪3593‬‬ ‫‪3408‬‬ ‫مادبا‬
‫‪19585‬‬ ‫‪22537‬‬ ‫‪25740‬‬ ‫‪25179‬‬ ‫‪23881‬‬ ‫إربد‬
‫‪6180‬‬ ‫‪5727‬‬ ‫‪5037‬‬ ‫‪5570‬‬ ‫‪6702‬‬ ‫المفرق‬
‫‪3156‬‬ ‫‪3077‬‬ ‫‪3702‬‬ ‫‪3507‬‬ ‫‪3498‬‬ ‫جرش‬
‫‪2164‬‬ ‫‪2760‬‬ ‫‪2653‬‬ ‫‪3120‬‬ ‫‪4104‬‬ ‫عجلون‬
‫‪5836‬‬ ‫‪5881‬‬ ‫‪6173‬‬ ‫‪5113‬‬ ‫‪7979‬‬ ‫الكرك‬
‫‪1706‬‬ ‫‪1790‬‬ ‫‪2057‬‬ ‫‪1660‬‬ ‫‪1793‬‬ ‫الطفيلة‬
‫‪2982‬‬ ‫‪3035‬‬ ‫‪3956‬‬ ‫‪2793‬‬ ‫‪2936‬‬ ‫معان‬
‫‪3602‬‬ ‫‪2916‬‬ ‫‪3257‬‬ ‫‪2156‬‬ ‫‪2680‬‬ ‫العقبة‬
‫‪119838‬‬ ‫‪118122‬‬ ‫‪111916‬‬ ‫‪110413‬‬ ‫‪123479‬‬ ‫النسبة‬
‫المص در‪ :‬إحص اءات العم ل ‪ -‬تق ديرات دائ رة اإلحص اءات العام ة حس ب مس ح العمال ة‬
‫والبطالة‪.‬‬

‫المص در‪ :‬دراس ة المجلس االقتص ادي واالجتم اعي (آب ‪ ،)2011‬اس تنادا إلى إحص اءات العم ل – دائ رة اإلحص اءات العام ة‪ :‬مس ح العمال ة‬
‫والبطالة لألعوام ‪.2010-2006‬‬

‫الجدول (‪)9‬‬
‫عدد المتعطلين األردنيين الذكور ممن أعمارهم ‪ 15‬سنة فأكثر حسب المحافظة ‪2010-2006‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫المحافظة‬

‫‪20479‬‬ ‫‪20113‬‬ ‫‪17984‬‬ ‫‪20695‬‬ ‫‪19852‬‬ ‫العاصمة‬


‫‪4095‬‬ ‫‪4920‬‬ ‫‪3720‬‬ ‫‪4295‬‬ ‫‪3530‬‬ ‫البلقاء‬
‫‪5218‬‬ ‫‪8055‬‬ ‫‪6480‬‬ ‫‪6479‬‬ ‫‪5004‬‬ ‫الزرقاء‬
‫‪1568‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1467‬‬ ‫‪2424‬‬ ‫‪1648‬‬ ‫مادبا‬
‫‪11014‬‬ ‫‪12249‬‬ ‫‪13103‬‬ ‫‪13023‬‬ ‫‪7298‬‬ ‫إربد‬
‫‪2263‬‬ ‫‪2343‬‬ ‫‪2307‬‬ ‫‪3054‬‬ ‫‪1792‬‬ ‫المفرق‬
‫‪1542‬‬ ‫‪1719‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪2242‬‬ ‫‪1421‬‬ ‫جرش‬
‫‪1940‬‬ ‫‪1860‬‬ ‫‪1865‬‬ ‫‪2194‬‬ ‫‪1488‬‬ ‫عجلون‬
‫‪4075‬‬ ‫‪4310‬‬ ‫‪5022‬‬ ‫‪3661‬‬ ‫‪3681‬‬ ‫الكرك‬
‫‪1193‬‬ ‫‪1510‬‬ ‫‪1249‬‬ ‫‪1228‬‬ ‫‪836‬‬ ‫الطفيلة‬
‫‪1566‬‬ ‫‪1826‬‬ ‫‪1724‬‬ ‫‪1512‬‬ ‫‪753‬‬ ‫معان‬
‫‪1395‬‬ ‫‪1268‬‬ ‫‪1292‬‬ ‫‪983‬‬ ‫‪607‬‬ ‫العقبة‬
‫‪56348‬‬ ‫‪62163‬‬ ‫‪58198‬‬ ‫‪61790‬‬ ‫‪47911‬‬ ‫النسبة‬
‫المص در‪ :‬إحص اءات العم ل ‪ -‬تق ديرات دائ رة اإلحص اءات العام ة حس ب مس ح العمال ة‬
‫والبطالة‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫المصدر‪ :‬دراسة المجلس االقتصادي واالجتماعي (آب ‪ ،)2011‬استنادا إلى إحصاءات العمل – دائرة اإلحصاءات العامة‪ :‬مسح العمالة والبطالة‬
‫لألعوام ‪.2010-2006‬‬
‫أما الوضع الراهن فيما يخص العمالة والبطالة‪ ،‬فلعل أحدث البيانات التي تصفه‪ ،‬تتمثل في معطيات مسح‬
‫دائرة اإلحصاءات العامة الذي غطى الربع الثاني من عام ‪ .)45(2012‬وأشارت النتائج إلى أن ‪ %0.5‬من المتعطلين هم‬
‫أمي ون‪ ،‬وأن ‪ %45‬من المتعطلين ك انت م ؤهالتهم التعليمي ة أق ل من الث انوي‪ ،‬في حين ك انت النس بة المتبقي ة ‪%54.4‬‬
‫من حمل ة الش هادة الثانوي ة ف أعلى (بيان ات الرب ع الراب ع من ع ام ‪ .)2011‬وس جل أعلى مع دل للبطال ة في الفئ تين‬
‫العمري تين ‪ 19-15‬س نة و‪ 24-20‬س نة‪ ،‬حيث بل غ ‪ %34.3‬و‪ %27.2‬لك ل منهم ا على الت والي‪ .‬وس جل أعلى مع دل‬
‫للبطالة في محافظة الكرك‪ ،‬حيث بلغ ‪ ،%8.8‬وأدنى معدل في محافظة العقبة‪ ،‬حيث بلغ ‪.%6.96‬‬
‫وبلغت نس بة المش تغلين من مجم وع الس كان ممن أعم ارهم ‪ 15‬س نة ف أكثر ‪ .%34.2‬وترك ز ‪ %62.7‬من‬
‫المش تغلين ال ذكور في الفئ ة العمري ة ‪ 39-20‬س نة‪ ،‬وبلغت النس بة لإلن اث ‪ ،%73.6‬وك انت الم ؤهالت العلمي ة لح والي‬
‫نصف المشتغلين أقل من الثانوي و ‪ %13‬ثانوي‪ ،‬و‪ %38.3‬أعلى من الثانوي‪ .‬وأظهرت نتائج مسح العمالة والبطالة أن‬
‫‪ %5.8‬من المش تغلين ال ذكور يعمل ون في المهن األولي ة‪ ،‬في حين بلغت نس بة الع املين في الح رف وم ا إليه ا من المهن‬
‫ومهنة المتخصصين ‪ %16.3‬و‪ %18.6‬لكل منهما على التوالي‪ .‬وتركز حوالي ‪ %55.8‬من المشتغالت اإلناث في‬
‫مهنة المتخصصين و‪ %13‬في مهنة الفنيين والمتخصصين المساعدين(‪.)46‬‬
‫وبحسب البيانات‪ ،‬فإن ‪ %24.9‬من مجموع المشتغلين يعمل في قطاع اإلدارة العامة والدفاع والضمان االجتماعي‪،‬‬
‫تاله قط اع تج ارة الجمل ة والتجزئ ة بنس بة ‪ .%14.4‬وأظه رت النت ائج تفاوت ا واض حا في توزي ع ق وة العم ل حس ب‬
‫المس توى التعليمي والجنس‪ ،‬حيث ت بين أن ‪ %55.2‬من مجم وع ق وة العم ل ال ذكور ك انت مس توياتهم التعليمي ة دون‬
‫الثانوية‪ ،‬مقابل ‪ %14.1‬فقط لإلناث(‪.)47‬‬
‫عد من المر ّكبات البارزة للصورة األردنية‬
‫تبقى هذه المعطيات مجتزأة‪ ،‬ما لم تُؤخذ معها عوامل أخرى هامة‪ ،‬تُ ّ‬
‫ِّ‬
‫المركب ة‪ ،‬في ع دد من المح اور‬ ‫يخص الفق ر والبطال ة‪ .‬ولع ل باإلمك ان تك ثيف ه ذه العناص ر والعوام ل‬
‫ّ‬ ‫األش مل فيم ا‬
‫المركزية‪:‬‬
‫يمثّ ل الري ف األردني مح ورا ب ارزا في أي عم ل ج اد للح د من مش كلتي الفق ر والبطال ة‪ .‬والتموي ل اإلس المي‬
‫للمشروعات الميكروية (متناهية الصغر) يبدو األكثر مالءمة لمساعدة األسر الريفية الفقيرة‪ ،‬ودعمها من أجل أن تتحول‬
‫إلى قوى منتجة‪.‬‬
‫وفي الواقع‪ ،‬توجد في األردن هيئات ومؤسسات ووحدات حكومية أو تطوعية في األردن تعمل في مجال مكافحة‬
‫الفقر والبطالة من خالل‪ :‬برامج المعونة الوطنية‪ ،‬دعم المواد الغذائية‪ ،‬توفير الخدمات الصحية‪ ،‬التعويض الناجم عن تغيير‬
‫أس لوب دعم القمح‪ ،‬حزم ة األم ان االجتم اعي‪ ،‬ش بكة الحماي ة االجتماعي ة‪ ،‬المعون ات النقدي ة‪ ،‬المعون ات الطارئ ة‬
‫واالس تثنائية‪ ،‬مس اعدة الطلب ة الفق راء والت أمين الص حي لألس رة الفق يرة‪ ،‬وغيره ا‪ .‬إالّ أن األرق ام تق ول بوض وح‪ ،‬إن‬
‫مستويات الفقر والبطالة تراوح مكانها في قيمها النسبية‪ ،‬وترتفع في أرقامها المطلقة؛ نتيجة الزيادة الطبيعية في عدد‬
‫السكان‪ ،‬وفي المتدفّقين تباعا بحثا عن عمل(‪.)48‬‬
‫كما أن هناك مشكالت عميقة ومتراكمة خاصة بالالجئين الفلسطينيين‪ ،‬واألردن أكبر مضيف لهم‪ ،‬حيث تنتشر‬
‫مخيمات الالجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء األردن؛ بما يضيف أعباء وتحديات اقتصادية واجتماعية كبرى‪.‬‬
‫وفي هذا كله‪ ،‬يب دو من المهم اإلش ارة إلى العمال ة الوافدة‪ ،‬في بلد فقير المقدرات الطبيعي ة –نس بيا‪ .‬فالعمال ة‬
‫‪233‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الوافدة ال تزال تحتل نسبا عالية من إجمالي حجم التشغيل‪ ،‬إذا أُخذت في االعتبار الظروف األردنية االقتصادية الخاصة‬
‫العمال الوافدين للمملكة المسجلين رسميا لدى وزارة العمل بنسبة تراوحت حول ‪ %11‬خالل‬
‫والصعبة‪ ،‬رغم تراجع أعداد ّ‬
‫ع امي ‪ 2010‬و‪ 2011‬لتبل غ نح و ‪ 298‬أل ف عام ل واف د‪ ،‬من الحاص لين على تص اريح عم ل رس مية‪ ،‬وف ق ق انون العم ل‬
‫األردني‪ ،‬مقاب ل نح و ‪ 336‬ع امال واف دا ك انوا مس جلين ل دى وزارة العم ل خالل الع ام ‪ .)49(2009‬ووفق ا إلحص ائيات‬
‫رسمية ح ول مؤش رات احتس اب نس بة العمال ة الواف دة منس وبة لحجم الق وى العامل ة في المملك ة ووفق ا لفرضية احتس ابها‬
‫على أساس أن أعداد العاملين الوافدين الحاصلين على تصاريح عمل بلغت حتى العام ‪ 2010‬نحو ‪ 300‬ألف عامل وافد‬
‫منسوبة لحجم القوى العاملة األردنية (عاملون ومتعطلون) والبالغ تعدادهم نحو ‪ 1.4‬مليون ا‪ ،‬لتكون نسبة العمالة الوافدة‬
‫في هذه الحالة ‪ %4.21‬من القوى العاملة األردنية المحلية‪ .‬وترتفع نسبة الوافدين في حال احتساب إجمالي أعداد العمالة‬
‫الوافدة (مع تصاريح عمل أو بدونها‪ ،‬والبالغ تعدادهم نحو ‪ 420‬ألف عامل وافد) منسوبا للقوى العاملة األردنية (عامل‬
‫طل) لترتفع نسبة العمالة الوافدة إلى نحو ‪ %30‬من مجمل حجم القوى العاملة األردنية وفقا لهذه الفرضية‪ .‬كما‬
‫ومتع ّ‬
‫ترتفع النسبة أيضا في حال احتساب إجمالي تعداد العمالة الوافدة ( ‪ 420‬ألف عامل وافد) منسوبة لحجم القوى العاملة‬
‫األردنية فعليا ‪ 1.22‬مليون عامل محلي‪ ،‬مع استثناء المتعطلين)‪ ،‬ترتفع النسبة إلى ‪.)50(%34.3‬‬

‫تخصيص جزء من أموال الزكاة إلنشاء مصرف إسالمي متخصص في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫عمـــان لع ام ( ‪ ،)2010‬لوج دنا أنه ا تبل غ ‪ 21858‬ملي ون‬
‫المدرج ة في بورص ة ّ‬
‫ل و أخ ذنا القيم ة الس وقية لألس هم َ‬
‫دينار(‪ .)51‬وانطالقًا من واقع الفجوة الهائلة بين دخل األكثر غنى‪ ،‬ودخل الفقراء‪ ،‬وافترضنا إدخال ما نسبته ‪ %80‬من تلك‬
‫المعدلة التي تدخل في وعاء الزكاة ‪17.486‬مليار دينار ( ‪* %80‬‬
‫القيمة السوقية لألسهم‪ ،‬في وعاء الزكاة‪ ،‬تكون القيمة ّ‬
‫‪ .)21.858‬وه ذه النس بة تب دو موض وعية‪ ،‬ك ون حمل ة األس هم هم عموم اً من الفئ ات الميس ورة نس بيا في المجتم ع‪.‬‬
‫المقدرة من زاوية افتراضية‪ ،‬لبيان األثر الذي يمكن أن يحدثه في مواجهة الفقر والبطالة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ويمكن التعامل مع المبالغ‬
‫بتطبيق فريضة الزكاة‪.‬‬
‫الخاص (أفراداً ومؤسسات) في البنوك األردنية المرخصة‪ ،‬النطبق الحال نفسه‬‫ّ‬ ‫ولو أخذنا أيضا ودائع القطاع‬
‫على م ا ورد بخص وص األس هم على الودائ ع في البن وك‪ ،‬س واء من حيث ش روط دخ ول الودائ ع في وع اء الزك اة‪ ،‬أو من‬
‫حيث القبول بأن ‪ %80‬من الس ّكان يملكون ‪ %20‬من الثروة‪ ،‬فيما يملك األكثر غنى‪ ،‬ونسبتهم ‪ %20‬من األفراد ما نسبته‬
‫‪ %80‬من الثروة‪ .‬وأُدخلت في وعاء الزكاة‪ ،‬ما نسبته ‪ %80‬من الودائع‪ ،‬كونها ودائع أغنياء ح ّقت عليهم الزكاة‪ .‬فقد‬
‫وص ل مق دار تل ك الودائ ع ع ام ‪ 2010‬مبل غ ( ‪ )22505‬ملي ون دين ار(‪ ،)52‬ول و احتس بنا بالطريق ة نفس ها ال تي وردت في‬
‫احتس اب الوع اء لألس هم (‪ ،)%80‬لك ان المبل غ ال ذي تس تحق علي ه الزك اة ( ‪ )18004‬ملي ون دين ار‪ .‬وبجم ع المبلغين‬
‫المعدلين (‪ %80‬من المبلغ اإلجمالي) الخاصين باألسهم والودائع‪ ،‬واحتساب سعر الزكاة (‪ ،)%2.5‬يكون مبلغ الزكاة‬
‫ّ‬
‫قدمه صندوق المعونة الوطنية األردني (نحو ‪ 80‬مليون‬
‫قارن ا هذا المبلغ بما ّ‬
‫لعام ‪ )887( 2010‬مليون دينار‪ .‬ولو ّ‬
‫للفقراء األكثر حاجة (ذوي الحاجة الماسة التي ال تحتمل أي تأجيل) لوجدنا أنه يفوقه‬ ‫(‪)53‬‬
‫دينار خالل العام ‪)2010‬‬
‫بنحو تسعة أضعاف‪.‬‬
‫وبالمثل‪ ،‬ماذا لو تأسس مصرف إسالمي متخصص بتمويل المشروعات الميكروية والصغيرة أساسا‪ ،‬ولو‬
‫بنسبة من مبلغ الزكاة السنوي؟‬

‫‪234‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫المتخص ص أساسا بتقديم المساعدة والقروض للمشروعات الميكروية (متناهية الصغر)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن مثل هذا المصرف‬
‫قدمت ه المؤسس ات الداعم ة‬
‫والص غيرة‪ ،‬يس تطيع تحقي ق نت ائج أفض ل في الح د من البطال ة والفق ر‪ ،‬بالمقارن ة م ع م ا ّ‬
‫للمش روعات الميكروي ة والص غيرة في األردن ط وال س نوات‪ .‬والس ؤال العملي الالح ق له ذا ه و‪ :‬م ا دام الح ديث ي دور‬
‫يتم اللجوء إلى مثل هذا الخيار؟‬
‫باستمرار عن محاربة الفقر والبطالة‪ ،‬دون نتائج جوهرية تُذ َكر‪ ،‬فلماذا ال ّ‬
‫أما الصيغ التي يمكن للمصارف أو غيرها من المؤسسات التمويلية اإلس المية اعتماده ا في تمويل المؤسس ات‬
‫متناهية‬
‫الصغر‪ ،‬والصغيرة‪ ،‬والمتوسطة‪ ،‬فهي كثيرة‪ ،‬ويمكن تكثيف وصفها في الفقرات اآلتية‪:‬‬

‫أهم صيغ التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬


‫من أهم الص يغ المتاح ة أم ام البن وك اإلس المية‪ ،‬أو غيره ا من المؤسس ات ال تي ت تيح تق ديم التموي ل في ِ‬
‫ص يغ‬
‫إسالمية‪ ،‬لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نجد‪:‬‬
‫‪‬التمويل بصيغة المشاركة‪ :‬تُطبق المشاركة في المصارف اإلسالمية على عدة صيغ أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬المش اركة في ص فقة معين ة‪ :‬وهي اش تراك المص رف اإلس المي م ع ط رف أو أك ثر في تموي ل ص فقة تجاري ة معين ة‬
‫كاستيراد سلعة‪ ،‬وتنهي العملية ببيع تلك السلعة وحصول كل طرف على نصيبه من الربح‪.‬‬
‫المش اركة الدائم ة‪ :‬وهي اش تراك البن ك في مش روع معين به دف ال ربح دون أن يتم تحدي د أج ل معين النته اء ه ذه‬ ‫‪‬‬
‫الشركة‪ ،‬أي مشاركة طويلة األجل‪.‬‬
‫المش اركة المتناقص ة‪ :‬وهي اش تراك المص رف في مش روع معين به دف ال ربح م ع تحدي د أج ل أو طريق ة إلنه اء‬ ‫‪‬‬
‫مشاركة المصرف في هذا المشروع مستقبال‪ ،‬أي أنها اشتراك المصرف اإلسالمي مع طرف أو أطراف أخرى‬
‫في إنش اء مش روع معين‪ ،‬حيث يس هم المص رف والش ركاء في رأس م ال المش روع بنس ب معين ة‪ ،‬على أن يق وم‬
‫الط رف اآلخ ر بش راء حص ة المص رف ت دريجيا من األرب اح ال تي يحص ل عليه ا ح تى تنتق ل حص ة المص رف‬
‫بالكامل من المشروع إلى الطرف اآلخر‪ ،‬ويخرج المصرف من المشاركة(‪.)54‬‬
‫‪‬التمويل بصيغة المضاربة(‪ :)55‬في هذه الصيغة‪ ،‬يقدم المصرف ماله وصاحب المشروع عمله وخبرته‪ ،‬وي ُكافأ صاحب‬
‫المش روع على عمل ه ب أن يحص ل على نص يب من األرب اح (إن تحققت) وف ق نس ب مح ددة مس بقا‪ .‬وفي حال ة الخس ارة‪،‬‬
‫مقصرا‪.‬‬
‫يتحملها المصرف وحده‪ ،‬في حين يكون المضارب قد خسر جهده‪ ،‬ما لم يكن المضارب معتديا أو مخالفا أو ّ‬
‫‪‬التمويل بصيغة المرابحة(‪ :)56‬تسد هذه الصيغة احتياجات التجار والصناع الذين ال يرغبون في الدخول مع المصارف في‬
‫المش اركة‪ .‬ويمكن أن تس تفيد البن وك اإلس المية من ه ذه الص يغة التمويلي ة في تلبي ة احتياج ات المؤسس ات الص غيرة‬
‫والمتوسطة خاصة أن تسديد ثمن السلعة مع هامش ربح المصرف يكون غالبا بالتقسيط‪ ،‬تلك االحتياجات التي تختلف‬
‫حس ب القطاع ات المختلف ة‪ ،‬ومنه ا‪ :‬القط اع الح رفي‪ ،‬وقط اع المهن الح رة‪ ،‬والقط اع التج اري‪ ،‬والقط اع ال زراعي‪،‬‬
‫والقطاع الصناعي‪ ،‬وقطاع اإلنشاءات‪.‬‬
‫‪‬التمويل بص يغة اإليج ار التم ويلي(‪ :)57‬يتم تموي ل البن ك اإلس المي له ذه العملي ة ب أن يطلب ص احب المؤسس ة الص غيرة‬
‫والمتوس طة من البن ك اإلس المي ش راء أص ل يتمث ل في إح دى المع دات ال تي يحت اج إليه ا‪ ،‬بع د أن يق دم للبن ك كاف ة‬
‫البيان ات المتعلق ة ب ذلك األص ل من مواص فاته وس عره ومص دره (الم ورد)‪ ،‬ثم يق وم البن ك بش رائه وت أجيره لص احب‬

‫‪235‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دور المشروعات الصغيرة في معالجة مشكلــتي البطالة والفقر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بأنه ما يكون لمدة تشمل كل‬ ‫(‪)58‬‬


‫المؤسسة لمدة تستغرق عادة مدة حياة األصل االفتراضية‪ .‬ويعرف التأجير التمويلي‬
‫العمر االنتفاعى ‪-‬اإلنتاجي‪ -‬للعين المؤجرة‪ ،‬وال ُيعطى المستأجر الحق بفسخه قبل نهايته‪ ،‬كما يتضمن في العادة حق اً‬
‫للمس تأجر بش راء العين الم ؤجرة في نهاي ة العق د بس عر مح دد في العق د نفس ه‪ ،‬ويتض من في الع ادة ثالث ة أط راف؛ مم ول‬
‫يشتري العين التى يرغبها المستأجر من منتجها‪ ،‬ومستأجر آمر بالشراء‪ ،‬وبائع‪.‬‬
‫للس لم منها‪:‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫السلم ‪ :‬يمكن للبنوك اإلسالمية أن تمول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعدة أساليب ّ‬
‫‪‬التمويل بصيغة ِّ‬
‫الس لم‪ ،‬وتكون‬
‫أن يقدم البنك تمويال نقديا يحتاج إليه صاحب المؤسسة‪ ،‬على أن يكون هذا التمويل بمثابة رأس مال ّ‬
‫المسلم فيه‪ ،‬خاصة إذا كانت منتجات ورشة صناعية أو منشأة زراعية‪ ،‬ثم يبرم البنك‬
‫ّ‬ ‫السلعة التي تنتجها المؤسسة هي‬
‫اإلسالمي عقد سلم موازياً مع جهة أخرى ليبيعها تلك المنتجات‪ ،‬ويكسب الفرق بين ثمن الشراء والبيع‪ ،‬على أن يكون‬
‫هناك توافق في اآلجال بين العقدين المتوازيين‪ .‬وهناك عدد من المحاذير‪ ،‬التي يتوجب مراعاتها في عفد السلم‪ .‬ولعل‬
‫ه ذا م ا دف ع المش ّرع األردني إلى اش تراط ع دد من الش روط لص حة بي ع الس لم‪ ،‬كم ا ج اء في الم ادة ( ‪ )533‬من الق انون‬
‫الم دني األردني‪ ،‬التي ح ددت لص حة ه ا العق د‪ ،‬أن يك ون الم بيع من األم وال ال تي يمكن تعيينه ا بالوص ف‪ ،‬والمق دار‪،‬‬
‫ويتوافر وجودها عادة وقت السلم‪ ،‬وأن بتضمن العقد بيان جنس المبيع‪ ،‬ونوعه‪ ،‬وصفته‪ ،‬ومقاره‪ ،‬وزمان إيفائه(‪.)60‬‬
‫يتضح مما تقدم أن هناك عددا كبيرا من األساليب التي يمكن للبنوك والهيئات التمويلية اإلسالمية استخدامها‬
‫في عملي ات التموي ل‪ ،‬وهي على ن وعين أساس يين‪ :‬األس اليب التمويلي ة القائم ة على المش اركة في عائ د االس تثمار‪ ،‬ت برز‬
‫المض اربة‪ ،‬ال تي تُع ّد من األس اليب الش ائعة العملي ة للتموي ل في البن وك اإلس المية‪ .‬أم ا المش اركة‪ ،‬فهي على أن واع‪ ،‬منه ا‬
‫المشاركة المتناقصة‪ ،‬التي يحق فيها للشريك أن يحل محل البنك في ملكية المشروع‪ ،‬إما دفعة واحدة‪ ،‬أو على مراحل‪ ،‬وفقا‬
‫أيض ا بالمشاركة المنتهية بالتملك‪ .‬أما المشاركة الثابتة‪ ،‬والتي ُيطلق عليها‬
‫لشروط المشاركة‪ ،‬وقد يطلق على هذا النوع ً‬
‫أيضا المشاركة الدائمة في رأس المال‪ ،‬ففيها‪ ،‬يشارك البنك شخصا واحدا أو أكثر في تمويل جزء من رأس المال‪ ،‬فيصبح‬
‫شريكا في ملكية هذا المشروع‪ .‬ومن الصيغ الهامة كذلك‪ ،‬المزارعة‪ ،‬وهي دفع األرض إلى من يزرعها‪ ،‬أو يعمل عليها‪،‬‬
‫وال زرع بينه ا‪ ،‬حيث يش ارك أح د الش ركاء بالم ال أو أح د عناص ر ال ثروة (األرض)‪ ،‬والعنص ر الث اني العم ل من ج انب‬
‫الشريك اآلخر(‪ .)61‬وقد سبقت اإلشارة إلى أساليب التمويل القائمة على المديونية‪ ،‬والتي تتمثل في‪ :‬المرابحة‪ ،‬والسلم‪،‬‬
‫واالستصناع‪ ،‬واإليجار(‪.)62‬‬
‫وتأسيس اً على ما سبق‪ ،‬يجب أن يكون هناك إصالح شامل لمعالجة قضية البطالة‪ ،‬بحيث توضع استراتيجيات‬
‫متكامل ة ومتناغم ة من منظ ور عملي في ض وء الواق ع واإلمكان ات‪ ،‬بمع نى أن ه يجب أن تع الج ه ذه القض ية من منظ ور‬
‫عملي تنفيذي وليس من منظور الدراسات والبحوث والمحاضرات والندوات‪ .‬وال يعنى ذلك التقليل من أهميتها بل يجب‬
‫تحويل كل ذلك إلى برامج عمل موضوعية قابلة للتطبيق في ضوء اإلمكانات المتاحة وفى ضوء استراتيجيات وآليات‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫ملخص النتائج‪ ،‬والتوصيات‪:‬‬


‫انطالقا مما قدمه هذا البحث من نتائج ومعطيات‪ ،‬يمكن االستناد على عدد من األنماط السائدة فيما يخص التمويل‬
‫متناهي الصغر والصغير في األردن‪ ،‬لتكثيف أهم النتائج والتوصيات‪ ،‬كما يأتي‪:‬‬

‫‪236‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سامح أبو شنب‬

‫النتائـــج‪:‬‬
‫توصلت الدراسة إلى أن معدالت البطالة في األردن تكاد تكون ثابتة‪ ،‬في العقد األخير على األقل‪ ،‬وبحدود ( ‪.)%13‬‬
‫كم ا أن مش كلة الفق ر ال تي تتالزم م ع البطال ة ماثل ة بح ّدة أيض ا‪ .‬وك ون المش روعات الص غيرة والمتوس طة من أهم أدوات‬
‫تقص ت الدراس ة دور ص يغ التموي ل اإلس المي ال تي يمكن تفعيله ا‪ ،‬وتوص لت إلى أنه ا أكف أ من‬
‫مواجه ة ه اتين المش كلتين‪ّ ،‬‬
‫غيره ا من ص يغ التموي ل‪ ،‬وأك ثر مرون ة‪ ،‬في الوص ول إلى قطاع ات واس عة من محت اجي التموي ل لمش روعاتهم الص غيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬األمر الذي يؤهلها للقيام بدور محوري في مواجهة مشكلتي الفقر والبطالة‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫استنادا إلى م ا تناولت ه ه ذه الدراسة في محاوره ا المختلفة‪ ،‬وإ لى النت ائج التي توص لت إليهــا‪ ،‬يمكن تك ثيف أهم‬
‫التوصيات‪،‬‬
‫بما يلي‪:‬‬
‫‪‬للتخفي ف من ح دة البطال ة يوص ي البحث بإع ادة دراس ة السياس ات ال تي تم انتهاجه ا في مواجه ة مش كلتي الفق ر والبطال ة‪،‬‬
‫والتي تتطلب تيسير تمويل المؤسسات والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة‪ ،‬بالصيغ اإلسالمية‪.‬‬
‫‪‬نظ را لل دور ال ديني‪ ،‬والوط ني االقتص ادي‪ ،‬ال ذي يجب أن تض طلع ب ه مؤسس ات التموي ل اإلس المي‪ ،‬ف إن مهمته ا األب رز‬
‫تتمثل في تفعيل صيغ التمويل اإلسالمي للمشروعات الميكروية والصغيرة‪ ،‬وتقديم الضمانات لهذا التمويل‪.‬‬
‫رائدا في مجمل وجوه العمل الساعي لمواجهة الفق ر‬
‫‪‬وفي هذا المقام‪ ،‬يتضح دور مؤسس ة الزكاة‪ ،‬الذي يجب أن يك ون ً‬
‫شرعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫والبطالة‪ ،‬وفي تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها‪ ،‬في الحدود المجازة‬
‫‪‬أن تقوم البنوك اإلسالمية بتقديم التمويل للمشروعات الميكروية والصغيرة‪ ،‬وتيسير شروط الحصول على القروض‬
‫ألصحاب هذه المؤسسات‪.‬‬
‫‪‬النظر في إمكانية تأسيس بنك إسالمي تكون مصادر أمواله جزءًا من أموال الزكاة والصدقات؛ بهدف تمويل المشروعات‬
‫الميكروية (متناهية الصغر)‪ ،‬والصغيرة‪.‬‬
‫‪‬توحي د جه ود مؤسس ات تموي ل المش روعات الص غيرة والمتوس طة العامل ة في األردن‪ ،‬ومن أهمه ا البن وك اإلس المية‪ ،‬أو‬
‫إيج اد مرجعي ة موح دة له ا‪ ،‬في إط ار منهجي ات التموي ل اإلس المي؛ توف يرا لل وقت والجه د والكلف ة‪ ،‬عن د دراس ة أحقي ة‬
‫الحصول على التمويل‪ ،‬ودراسات الجدوى‪ ،‬والمخاطر‪ ،‬ومثيالتها من المسائل‪.‬‬
‫‪‬تفعي ل دور مؤسس ات المجتم ع الم دني‪ ،‬مث ل الجمعي ات الخيري ة واالجتماعي ة ومؤسس ات الزك اة والنقاب ات‪ ،‬في دعم‬
‫المشروعات الصغيرة‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪237‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1437 ،)2‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫() زكي‪ ،‬رمزي‪ ،‬االقتصاد السياسي للبطالة‪ ،‬مجلة عالم المعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،226‬الكويت‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1997‬ص‪.39‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحس ن‪ ،‬عرف ان تقي‪ ،‬التموي ل ال دولي‪ ،‬دار مج دالوي للنش ر والتوزيع‪ ،‬عم ان‪ ،‬الطبع ة ‪ ،1999‬ص‪ .15‬وانظ ر‪ :‬الش مني‪ ،‬حم زة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫والحزراوي‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬اإلدارة المالية‪ ،‬عمان ‪ -‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1998 ،‬ص‪.20‬‬
‫(‪ )3‬قحف‪ ،‬منذر‪ ،‬مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬بحث تحليلي‪ ،‬رقم ‪ 13‬مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر‪ ،‬دمك‪ ،‬ط‪ ،2004 ،3‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.12‬‬
‫() الشلهوب‪ ،‬صالح بن فهد‪ ،‬صناعة التمويل اإلسالمي ودورها في التنمية‪.2007 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫() المجلس االقتص ادي واالجتم اعي األردني‪ ،‬التموي ل الميك روي والص غير‪ ،‬دراس ة – آب ‪ ،2011‬تحمي ل تش رين أول ‪ ،2014‬مت اح‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.http://esc.jo/Gallery/ltmwyl_lmykrwy_wlSGyr_fy_lrdnfinal.pdf‬‬
‫() يس ري‪ ،‬عبد ال رحمن‪ ،‬الص ناعات الص غيرة في البل دان النامية‪ ،‬المعهد اإلس المي للبح وث والت دريب‪ ،‬البنك اإلس المي للتنمي ة‪ ،‬سلس لة بح وث‬ ‫‪6‬‬

‫العلماء الزائرين‪ ،‬رقم ‪ ،1995 ،1‬ص‪.44-42‬‬


‫() عبد السالم‪ ،‬عبد الغفور وآخرون‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫‪7‬‬

‫() المصارف العربية‪ ،‬دراسة ‪ ،5‬متاح من الموقع‪( /http://www.uabonline.org :‬تحميل‪.)24/1/2012 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫() المصارف العربية‪ ،‬دراسة ‪ ،5‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫() الشلهوب‪ ،‬صالح بن فهد‪ ،‬صناعة التمويل اإلسالمي ودورها في التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫() المصارف العربية‪ ،‬دراسة ‪ ،5‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫() حطاب‪ ،‬كمال‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬مؤتمر دور المؤسسات المصرفية اإلسالمية في االستثمار والتنمية‪ ،‬الشارقة‪،‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ ،2002‬ص ‪.113-111‬‬
‫() فليح‪ ،‬حسن خلف‪ ،‬البنوك اإلسالمیة ‪ ،‬جدارا للكتاب العالمي للنشر والتوزیع‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.94‬‬ ‫‪13‬‬

‫() فليح‪ ،‬حس ن خل ف‪ ،‬البن وك اإلس المیة‪ ،‬المرج ع الس ابق نفس ه‪ ،‬ص‪ .95‬و الخض يري‪ ،‬محس ن أحم د‪ ،‬البن وك اإلس المية‪ .‬إي تراك للنش ر‬ ‫‪14‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص‪.29‬‬


‫() الخض يري‪ ،‬محس ن أحم د مرج ع س ابق‪ ،‬ص ‪ .30‬وك ذلك‪ :‬العلي‪ ،‬ص الح حمي د‪ ،‬المصارف اإلسالمية والمع امالت المص رفية‪ ،‬اليمام ة‪،‬‬ ‫‪15‬‬

‫ب يروت‪ ،2005 ،‬ص‪ .29‬وك ذلك‪ :‬س لطان‪ ،‬محمد س عيد أن ور‪ ،‬إدارة البن وك‪ ،‬دار الجامعة الجدي دة‪ ،‬اإلس كندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.66‬‬
‫والحناوي‪ ،‬محمد صالح‪ ،‬وعبد السالم‪ ،‬السيدة عبد الفتاح‪ ،‬المؤسسات المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1998 ،‬م‪ ،‬ص‪.387 ،380‬‬
‫() منشورات البنك التونسي للتضامن‪ ،‬تونس‪.2003 ،‬‬ ‫‪16‬‬

‫() منشورات البنك التونسي للتضامن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫() م ؤتمر العم ل الع ربي‪ ،‬الـــدورة الثامنــة والثالثــون‪ ،‬الق اهرة – جمهوري ة مص ر العربي ة‪ 22 – 15 ( ،‬م ايو ‪ /‬آي ار ‪ ،)2011‬المنش آت‬ ‫‪18‬‬

‫الصغرى والصغيرة والمتوسطة قاطــرة النمــو الداعمــة للتشغــيل‪ .‬ومنشورات هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الماليزية‪.‬‬
‫() عنبة‪ ،‬محمد لبيب‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،2003:‬ص‪.225-215‬‬ ‫‪19‬‬

‫() ناص ر‪ ،‬س ليمان‪ ،‬و محس ن‪ ،‬عواط ف‪ .‬تمويل المؤسسات الص غيرة والمتوس طة بالص يغ المص رفية اإلس المية‪ .‬بحث مق دم إلى الملتقى‬ ‫‪20‬‬

‫ال دولي األول لمعه د العل وم االقتص ادية‪ ،‬التجاري ة وعل وم التس يير ح ول‪" :‬االقتص اد اإلس المي‪ ،‬الواق ع ورهان ات المس تقبل"‪ 24-23 .‬ش باط‪/‬‬
‫فبراير ‪ ،2011‬غرداية – الجزائر‪.‬‬
‫() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني‪ .‬التمويل الميكروي والصغير في األردن‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫() األسرج‪ ،‬حس ين عب د المطلب‪ ،‬المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في التشغيل في ال دول العربية‪ ،‬مجل ة الب احث –‪،2010-8‬‬ ‫‪22‬‬

‫ص‪.58-47‬‬
‫() النسور‪ ،‬إي اد عبد الفت اح‪ .‬قياس كفاءة التمويل الحكومي الموجه نحو تنمي ة المش روعات الص غيرة في األردن‪ .‬المجل ة العربي ة للعل وم‬ ‫‪23‬‬

‫اإلدارية‪ ،‬المجلد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)3‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،.2009‬ص ‪.407-383‬‬


‫() الس ميرات‪ ،‬بالل يوس ف‪ .‬المش كالت المالي ة واإلداري ة ال تي تواج ه المش اريع الص غيرة في إقليم الجن وب‪ .‬دراس ات‪ ،‬العل وم اإلداري ة‪،‬‬ ‫‪24‬‬

‫المجلد (‪ ،)30‬العدد (‪.2009 ،)2‬‬


‫() بصبوص‪ ،‬عادل اس ماعيل‪ .‬برنامج تعزيز اإلنتاجية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬األمم المتح دة‪ ،‬المجلس االقتص ادي واالجتم اعي‪ ،‬اللجن ة‬ ‫‪25‬‬

‫االقتص ادية واالجتماعية لغ ربي آس يا (اإلس كوا)‪ ،‬اجتم اع فري ق الخ براء ح ول اعتم اد نهج الس بل المس تدامة لكس ب العيش لتعزي ز التنمي ة‬
‫الريفي ة في منطق ة اإلس كوا‪ 22 ،‬ك انون األول‪ /‬ديس مبر ‪ - 2009‬ب يروت‪( ،‬وزارة التخطي ط و التع اون ال دولي األردني ة‪ ،‬برن امج تعزي ز‬
‫اإلنتاجية االقتصادية واالجتماعية)‪.‬‬
‫() بلعباس‪ ،‬عبد الرزاق سعيد‪ .‬التمويل اإلسالمي في فرنسا‪ .‬مجلة جامعة الملك عب دالعزيز‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬م‪ ،21‬ع‪2008 ،2‬م‪/‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪1429‬هـ‪ ،‬ص‪.116-99‬‬
‫() موسوس‪ ،‬مغنية‪ ،‬و بلغنو‪ ،‬سمية‪ .‬ترقية محيط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ .‬الملتقى الدولي‪ :‬متطلبات تأهي ل‬ ‫‪27‬‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ .‬مخبر العولمة واقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬ص ص‪،1097-1091‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ‪ -‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 17‬و‪ 18‬نيسان‪ /‬ابريل ‪.2006‬‬
‫() عبد الكريم‪ ،‬إيهاب‪ ،‬سوق األفكار ‪ ،‬الصندوق االجتماعي للتنمية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪ .1‬‬ ‫‪28‬‬

‫() منشورات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اليابان‪.Publications of SMEs in Japan - JICA 2006 :‬‬ ‫‪29‬‬

‫() أبو السيد أحمد‪ ،‬فتحي السيد عبده‪ ،‬الصناعات الصغيرة ودورها في التنمية المحلية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‬ ‫‪30‬‬

‫‪.65‬‬
‫() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني‪ .‬التمويل الميكروي والصغير في األردن‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫() تمت خصخصة باقي المؤسسات المملوكة للحكومة بعد عام ‪.2008‬‬ ‫‪32‬‬

‫() تقدير بتوفير االقتصاد ِل ‪ 30414‬فرصة عمل صافية خالل عام ‪.2009‬‬ ‫‪33‬‬

‫() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني‪ .‬التمويل الميكروي والصغير في األردن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني‪ .‬التمويل الميكروي والصغير في األردن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني‪ .‬التمويل الميكروي والصغير في األردن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫() الحل واني‪ ،‬ح اتم‪ .‬غرف ة ص ناعة األردن‪ ،‬ورش ة عم ل تعريفي ة للقط اع الص ناعي ح ول برن امج ض مان تموي ل المش روعات الص غيرة‬ ‫‪37‬‬

‫والمتوسطة الذي أطلقته المؤسسة األردنية لتطوير المشروعات االقتصادية‪ .25/2/2012 .‬وكالة األنباء األردنية (بترا)‪.‬‬
‫() شبكة التمويل األصغر للبلدان العربية (سنابل)‪ .‬التقرير العربي اإلقليمي للتمويل األصغر‪.2011 ،‬‬ ‫‪38‬‬

‫() المجلس االقتصادي واالجتماعي األردني‪ .‬التمويل الميكروي والصغير في األردن‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫() دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬الكتاب اإلحصائي السنوي ‪.2013‬‬ ‫‪40‬‬

‫() دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬الكتاب اإلحصائي السنوي ‪ ،2013‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫() السرياني‪ ،‬محمد محمود‪ .‬قسم الجغرافيا‪ -‬جامعة اليرموك‪ ،‬إربد‪ -‬األردن (ب‪ .‬ت‪ ،‬ب‪ .‬د‪ .‬ن)‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫() دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬الكتاب اإلحصائي السنوي ‪ ،2013‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫() دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬الكتاب اإلحصائي السنوي ‪ ،2013‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫() دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬مسح العمالة والبطالة‪.2012 ،‬‬ ‫‪45‬‬

‫() دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬مسح العمالة والبطالة‪( 2012 ،‬مسح الربع الرابع من عام ‪.)2011‬‬ ‫‪46‬‬

‫() دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬مسح العمالة والبطالة‪( 2012 ،‬مسح الربع الرابع من عام ‪ – )2011‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫() العجل وني‪ ،‬محم د محم ود‪ ،‬األس باب اإلجتماعي ة لظ اهرة الفق ر والط رق اإلقتص ادية لمعالجتها‪ ،‬ورق ة عم ل ُمقدم ة إلى الي وم العلمي‬ ‫‪48‬‬

‫لجامعة األميرة سمية المنعقد يوم ‪.10/5/2010‬‬


‫() دائرة اإلحصاءات العامة (‪ :2010 ،2011‬مسوحات)‪ ،‬وبيانات وزارة العمل (‪.)2011‬‬ ‫‪49‬‬
‫() دائرة اإلحصاءات العامة (‪ :2010 ،2011‬مسوحات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬وبيانات وزارة العمل (‪ ،)2011‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫() تقرير البنك المركزي األردني للعام ‪( 2010‬صدر في ‪.)2011‬‬ ‫‪51‬‬

‫() تقرير البنك المركزي األردني للعام ‪ ،2010‬والصادر عام ‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫() صندوق المعونة الوطنية األردني‪ُ ،‬متاح‪.www.gpd.gov.jo :‬‬ ‫‪53‬‬

‫() خطاطبة‪ ،‬جميل محمد سلمان‪ ،‬التمويل الالربوي للمؤسسات الصغيرة في األردن‪ ،‬رسالة ماجستير غير جامعة اليرموك‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪ ،1992‬ص‪ .101‬كم ا ورد ل دى‪ :‬ناص ر‪ ،‬س ليمان‪ ،‬ومحس ن‪ ،‬عواط ف‪ .‬تموي ل المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة بالص يغ المص رفية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫() ناصر‪ ،‬سليمـ ـ ـان‪ ،‬ومحسن‪ ،‬عواطف‪ .‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطـــ ة بالصيغ المصرفية اإلسالميـــة‪ ،‬مرجع سابـ ـ ـق‪،‬‬ ‫‪55‬‬

‫ص‪.12-11‬‬
‫() ناصر‪ ،‬سليمان‪ ،‬ومحسن‪ ،‬عواطف‪ .‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪56‬‬

‫() ناصر‪ ،‬سليمان‪ ،‬ومحسن‪ ،‬عواطف‪ .‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪57‬‬

‫() قحف‪ ،‬منذر "سندات اإلجارة واالعيان المؤجرة" المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب بجدة – ‪ ،1995‬ص‪.15‬‬ ‫‪58‬‬

‫() ناصر‪ ،‬سليمان‪ ،‬ومحسن‪ ،‬عواطف‪ .‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصيغ المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪59‬‬

‫() المادة (‪ )533‬من القانون المدني األردني‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫() العلي‪ ،‬صالح حميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.293‬‬ ‫‪61‬‬

‫() حمود‪ ،‬سامي‪ ،‬دراسات اقتصادية إسالمية‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬السعودية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،1996 ،2‬ص‪.96‬‬ ‫‪62‬‬

You might also like