‫التصحر‬

‫جدا من األراضي الخصبة والصالحة‬ ‫التصحر إحدى الظواهر الطبيعية التي تدل على تحول نسبة كبيرة ً‬
‫للزراعة إلى أراضي جافة ال يتوفر فيها زرع وال ماء‪ ،‬ومن المهم اإلشارة إلى أن هذه المشكلة تنجم عن‬
‫عدة أسباب أهمها سلوكيات البشر الخاطئة إلى جانب العديد من العوامل الطبيعية األخرى التي تتسبب‬
‫بسيادة الظروف الصحراوية‬

‫أسباب التصحر‬

‫األسباب الطبيعية للتصحر‬

‫األسباب الطبيعية للتصحر ترتبط بطبيعة المناخ السائد وخصائصه والتقلبات المناخية‪ ،‬ولقد ظهر أنّ ما‬
‫بين ‪ 6000‬و‪ 5000‬قبل الميالد‪ ،‬تشكلت معظم الصحاري األساسية التي نعرفها في الوقت الحاضر‪،‬‬
‫كالصحراء الكبرى‪ ،‬ومنغوليا‪ ،‬وشبه جزيرة العربية‪ ،‬ومن أبرز الظروف الطبيعية التي كان لها دور في‬
‫حدوث التصحر وتسارع مراحله قلّة األمطار‪ ،‬ودرجات الحرارة المرتفعة‪ ،‬وزيادة الجفاف بالتزامن مع‬
‫نقص الرطوبة‪ ،‬إلى جانب التعرية‪ ،‬والتجوية‪ ،‬وتحرك وزحف الكثبان الرملية‬
‫األسباب البشرية للتصحر‬

‫لقد ثبت أنّ العديد من تصرفات اإلنسان الخاطئة تتسبب في التصحر‪ ،‬ومن أهم هذه التصرفات‪:‬‬

‫زيادة نسبة السكان مما يستنفد المزيد من األراضي الخصبة الصالحة للزراعة‪ .‬زيادة نسبة البناء‬
‫والتعمير والمدن‪ .‬االستثمار الخاطئ للموارد الطبيعية‪ .‬الرعي الزائد لألراضي الزراعية‪ .‬افتقار‬
‫المزارعين والرعاة للوعي الكافي لكيفية استغالل األراضي الزراعية‪ ،‬ومصادر الماء‪ ،‬واألراضي‬
‫الرعوية‪ .‬قطع األشجار بغرض الحصول على األخشاب والحطب للتدفئة وللصناعات الخشبية‪ ،‬مع‬
‫االمتناع عن زراعة غيره‬

‫مخاطر التصحر‬

‫ينتج عن التصحر الكثير من اآلثار البيئية واالجتماعية‪ ،‬كما أنه من األخطار التي ُتهدد الدول العربية‪ ،‬إذ‬
‫كان من األسباب الرئيسية لهجرة السكان من المناطق الريفية والصحراوية للمدن‪ ،‬مما أ َّدى إلى زيادة‬
‫األعباء على الحكومات العربية‪ ،‬باإلضافة إلى عدم التوازن في التوزيع السكاني‪ ،‬وإحباط الخطط‬
‫ً‬
‫تهديدا كبيرً ا خاصة أنَّ المجتمعات العربية ما زالت‬ ‫التنموية المختلفة‪ ،‬كما ه َّدد األمن الغذائي العربي‬
‫مجتمعات زراعية رغم محاولتها الدخول في العالم التكنولوجي الصناعي‬

‫باإلضافة إلى ما سبق أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة‬
‫واألراضي القاحلة التابعة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المركز الدولي الخاص باألبحاث الزراعية‬
‫في المناطق الجافة أنَّ التدهور الزراعي كان من أهم األسباب التي خلقت مشكالت بيئية عانى منها العالم‬
‫العربي‪ ،‬كما أنَّ ذلك أثر على اإلنتاج الزراعي بنوعيه النباتي والحيواني‪ ،‬وه ّدد األمن الغذائي الخاص‬
‫بدول المنطقة‪ ،‬كما بيَّنت الدراسات أنَّ اآلثار االقتصادية الناتجة عن التراجع الزراعي والدخل العام‬
‫الخاص بالمزارعين والدول أثر تأثيرً ا واضحً ا على الموازنة العامة‪ ،‬وزاد األعباء الخاصة بإعادة تأهيل‬
‫المواد والبنى األساسية‪ ،‬وأثر على نشاطات اقتصادية مختلفة تأثيرً ا مباشرً ا أو غير مباشر‪ ،‬كما أنه أزال‬
‫الغطاء الشجري والنباتي من المناطق الجبلية والمنحدرة في المغرب العربي‪ ،‬مما زاد نسبة حدوث‬
‫الفيضانات‪ ،‬وهدر كميات كبيرة من المياه والتربة‬

‫التصحر‬
‫ّ‬ ‫مظاهر‬

‫انجراف التربة‪ :‬يُعتبر من أخطر مظاهر التصحر بسبب انجراف الطبقة العلويّة تماماً‪ ،‬والتي تحتوي‬
‫على معظم العناصر الغذائيّة الالزمة للنبات‪ ،‬والتي تساعدها أيضا ً على شرب المياه وتخزينها‪ ،‬ويحدث‬
‫ما يسمّى بالجفاف الفسيولوجيّ ‪.‬‬

‫عودة نشاط الكثبان الرمليّة‪ :‬أو تكوين كثبان رمليّة في بيئات ال تؤهلها ظروفها لتكوين هذه الكثبان‪،‬‬
‫بالتالي تدهور الغطاء النبا ّتي واختفاؤه‪ ،‬كما تتسبّب بغمر الكثير من األراضي الزراعيّة بالرمل‪ ،‬وهذا‬
‫يُحوّ لها إلى مناطق متصحّ رة‪ .‬تناقص الغطاء النباتي وتدهور نوعيّته‪ .‬تملّح التربة‪ :‬يضعف خصوبة‬
‫التربة اإلنتاجيّة‪ ،‬وقد يصل الحال إلى إصابة ال ّتربة بالعقم اإلنتاجيّ ‪.‬‬