You are on page 1of 20

‫د‪ .

‬ابراهيم منصوري (‪" ،)2020‬االقتصاد المغربي بين مطرقة الجفاف‬


‫المتحور‪ :‬مالحظات في ‪ 19‬نقطة"‬
‫ِّ‬ ‫وسندان فيروس كورونا‬
‫‪L’ECONOMIE DU MAROC ENTRE LE MARTEAU DE LA‬‬
‫‪SECHERESSE ET L’ENCLUME DU CORONAVIRUS :‬‬
‫‪REMARQUES EN 19 POINTS‬‬

‫د‪ .‬ابراهيم منصوري‪ ،‬أستاذ العلوم االقتصادية بكلية العلوم القانونية‬


‫واالقتصادية واالجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش (المغرب)‪.‬‬
‫البريد اإللكتروني‪brmansouri@yahoo.fr :‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تقدم هذه الورقة البحثية تسع عشر مالحظة حول أثار الجفاف وتفشي فيروس‬

‫كورونا المتحور على االقتصاد المغربي‪ ،‬محا ِولةً التطرق للعراقيل التي‬

‫سيواجهها االقتصاد الوطني داخليا وخارجيا‪ .‬يعي كاتب هذه الورقة البحثية أن‬

‫النقاط التسع عشر تستدعي إسهابا أوسع‪ ،‬وهذا ما سيأتي الحقا ً في إطار ورقة‬

‫بحثية أعمق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫في الوقت الذي كان فيه االقتصاد المغربي يعرف ديناميكية ال بأس بها مع‬

‫تزايد تنويعه وانفتاحه على االقتصاد العالمي‪ ،‬خاصة بفضل حزمة واسعة من‬

‫اإلصالحات االقتصادية والسياسية واالجتماعية واإلستراتيجيات القطاعية‬

‫(‪ )Stratégies sectorielles‬التي تم تنفيذها منذ اعتالء الملك محمد السادس‬

‫عرش المملكة‪ ،‬شاءت األقدار أن يقع حدثان قد يعصفان بما تم بناؤه حتى اآلن‪.‬‬

‫المتحور الذي ضرب االقتصاد‬


‫ِ‬ ‫يتعلق األمر بالجفاف وتفشي فيروس كورونا‬

‫العالمي في عمق وعرقل حركية البشر والسلع والرساميل عبر حدود الدول‪.‬‬

‫تحاول هذه الورقة البحثية أن تحلل االقتصاد المغربي في ‪ 19‬نقطة ارتباطا‬

‫بهذين الحدثين الهاميْن‪ ،‬علما ً أن جائحة كوفيد‪ 19-‬تؤثر على االقتصاديات‬

‫الوطنية بطرق مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬حيث أنها تبطئ االستثمار واإلنتاج‬

‫والتشغيل وتبادل السلع والخدمات وتوزيع المداخيل ألنها تقلص من حجم النشاط‬

‫االقتصادي داخل حدود الدول‪ ،‬كما أنها تفعل نفس الشيء بصفة غير مباشرة‬

‫ألنها تؤثر سلبا على مناخ األعمال وسير المبادالت الخارجية وحركية الرأسمال‬

‫األجنبي المباشر (‪ )Investissement direct étranger‬كما الرساميل في‬

‫المحفظة (‪ )Investissements en portefeuille‬على الصعيد العالمي‪،‬‬

‫ومن ثمة فهي تعرقل نمو االقتصاديات القومية في سياق يتسم بعولمة جامحة على‬

‫كافة األصعدة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وكجميع االقتصاديات القومية‪ ،‬فإن االقتصاد المغربي يعاني وسيعاني أكثر‬

‫مع تمدد وانتشار جائحة كورونا المستجد إلى الحد الذي ال يعرف الفيروس حدود‬

‫الكائنات السياسية عبر العالم وال يحترم سيادة أية دولة مهما عظمت قوتها‬

‫العسكرية والجيوسياسية ومهما تعالت مكانتها االقتصادية واالجتماعية بين األمم‪.‬‬

‫إال أن للمغرب خاصية أخرى يكاد يختص بها بين بلدان العالم‪ ،‬وال وهي‬

‫كون اقتصاده الوطني ما زال مرتبطا ً بشكل دراماتيكي بحجم التساقطات المطرية‬

‫حتى أن مردودية الحبوب من قمح وشعير‪ ،‬كما يتبين ذلك من دراساتنا القياسية‬

‫تكون متغيرا ً مفسرا هاما لتذبذب معدالت النمو االقتصادي عبر‬


‫ِ‬ ‫العديدة‪،‬‬

‫السنوات‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬قد ال يتهمنا المرء بتبخيس االقتصاد الوطني المغربي أو‬

‫باتباع مدرسة الفكر الفيزيوقراطي وزعيم مذهبها وطبيب البالط الفرنسي في‬

‫القرن الثامن عشر‪ ،‬األستاذ فرانسوا كيني (‪ ،)François Quesnay‬إن قال‬

‫"إذا تعافي محصول الحبوب في المغرب‪ ،‬تعافى معه االقتصاد الوطني ك ُكل"‬

‫( ‪Si la récolte céréalière va, toute l’économie nationale‬‬

‫‪.)va‬‬

‫المتحور على االقتصاد‬


‫ِ‬ ‫إن التأثير المزدوج للجفاف وتفشي فيروس كورونا‬

‫المغربي يلوح في األفق القريب‪ ،‬بل يجوز القول إن اقتصادنا القومي سيُضرب‬

‫‪3‬‬
‫في مقتل مرت ْين‪ ،‬خاصة إذا لم ينجح صانعو القرار في المغرب في صياغة وتنفيذ‬

‫إستراتيجيات عقالنية تروم امتصاص جزء معتبر من الصدمتين القويتين اللتين‬

‫ستوكنان موجعت ْين إلى الحد الذي يمكن القول مجازا إن الضربات القوية التي‬

‫ست ُسدد للنشاط االقتصادي داخل المملكة ستأتي من امبراطورين مستبديْن‪:‬‬

‫اإلمبراطور كوفيد التاسع عشر واإلمبراطور "جفاف العشرين"‪.‬‬

‫على العموم‪ ،‬وحتى ال نطيل عليكم‪ ،‬دعونا نستعرض في ‪ 19‬نقطة أهم‬

‫المتحور على االقتصاد المغربي‪:‬‬


‫ِ‬ ‫اآلثار المنتظرة للجفاف وفيروس كورونا‬

‫‪ .1‬اندحار محصول الحبوب بفعل الجفاف‪:‬‬

‫من المنتظر أن يهوي محصول الحبوب في المغرب برسم السنة الفالحية‬

‫‪ 2019-2020‬إلى ما دون ‪ 30‬مليون قنطار‪ ،‬مما يناهز ‪ 6‬قنطارات في الهكتار‬

‫الواحد‪ ،‬أي ما يقارب المردودية الحبوبية في السنوات العجاف الشهيرة من أمثال‬

‫أعوام ‪ 2007, 1993 ،1992 ،1983 ،1981‬التي كانت خاللها كومة تبن‬

‫رديء تباع بسعر خيالي‪.‬‬

‫وبما ان محصول الحبوب سيؤول إلى الهبوط الحاد‪ ،‬فال مناص من‬

‫استيراد المزيد منها‪ ،‬مع العلم أن إنتاجها سيتضرر أيضا في أهم البلدان المصدرة‬

‫له‪ ،‬خاصة بفعل تفشي فيروس كورونا المستجد‪ ،‬ومن ثمة‪ ،‬فال غرو أن أسعارها‬

‫ستتضاعف‪ ،‬مما سيشكل عبئا ثقيالً على احتياطي المملكة من العملة الصعبة‬

‫‪4‬‬
‫ويدفع إلى المزيد من االستدانة من أسواق المال الدولية‪ ،‬وبالتالي إلى استفحال‬

‫الدائرة الجحيمية للدين العمومي وتفاقم عجوزات القطاع العام التي قد تتجاوز‬

‫الخط األحمر الستدامة السياسة المالية للدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬تدهور القيمة المضافة الحقيقية للقطاع الفالحي‪:‬‬

‫من المعروف أن القطاع الفالحي يساهم في تشكيل الناتج الداخلي اإلجمالي‬

‫في المغرب بما يقارب ‪ 15%‬على األكثر حسب جودة السنة الفالحية من حيث‬

‫اإلنتاج‪ ،‬خاصة في فرع الحبوب بكل أصنافها‪ ،‬مع العلم أن القطاع يوظف ما‬

‫يقارب ‪ 50%‬من حجم الساكنة‪.‬‬

‫إال ان معدل النمو االقتصادي في المغرب يرتبط ارتباطا وثيقا بالقيمة‬

‫المضافة التي يخلقها القطاع الفالحي‪ ،‬خاصة من حيث مردودية الحبوب إلى الحد‬

‫الذي توضح فيه دراساتنا القياسية أن كل انخفاض في المردودية تلك بواقع ‪%10‬‬

‫يؤدي إلى تقلص معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة بحوالي ‪0,8‬‬

‫نقطة مئوية‪ ،‬أي أن تدهور مردودية الحبوب بخمسة وعشرين في المائة ينجم‬

‫عنها فقدان نقطتين مئويتيْن من معدل النمو االقتصادي‪ ،‬مما يجعل االقتصاد‬

‫الوطني تحت الوطأة الحادة لدورات الجفاف الطاحنة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .3‬فالحون في العزل الصحي وحالة الطوارئ والهجرة القروية وقلة ذات‬
‫اليد وما إلى ذلك‪:‬‬

‫ال شك أن معدالت البطالة في المغرب ت ُحتسب باالحتكام إلى مهنة كل فرد‬

‫من عينة يراد منها التعرف على مدى اندماجه في سوق الشغل؛ إال أن شبانا‬

‫كثيرين ممن يعيشون في القرى المغربية يسجلون كفالحين أو عمال نشطين‪ ،‬مما‬

‫يقلص معدل البطالة في المغرب‪ ،‬كما في إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط‬

‫التي تذهب إلى أن معدل البطالة في القرى المغربية أقل بكثير مما هو في المدن‪،‬‬

‫بينما الواقع في تلك القرى يبين أن كثيرين من أولئك الشبان المسجلين كموظفين‬

‫هم في الحقيقة عاطلون عن العمل‪.‬‬

‫أما الطامة الكبرى فتتمثل في أن الشبان القرويين قد غادرواْ قراهم منذ‬

‫سنوات في إطار الهجرة القروية ورغم برنامج المغرب األخضر وكل تداعياته‪.‬‬

‫أما وقد داهم فيروس كورونا القرى كما المدن‪ ،‬فقد انقطع عمل الشبان القرويين‬

‫في المدن‪ ،‬بل طردهم الفيروس من الحواضر إلى مآويهم األصلية ليزيدواْ الطين‬

‫بلة‪ ،‬أمام واقع قطاع غير مهيكل يراد به توزيع ما ال يزيد عن ‪ 1200‬درهم‬

‫لألسرة الواحدة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .4‬تأثير قوي لدورات الجفاف على النمو االقتصادي في المغرب‪:‬‬

‫طبقا لدراساتنا القياسية المبنية على نماذج لتصحيح الخطأ‪ ،‬تؤثر دورات‬

‫الجفاف أيما تأثير في معدل النمو االقتصادي في المغرب‪ ،‬مما يبين أن كل باحث‬

‫في االقتصاد الكلي الديناميكي (‪ )macroéconomie dynamique‬بالنسبة‬

‫للحالة المغربية يجب عليه بشكل أو بآخر أن يدمج متغيرا ُ مناخيا في نموذج النمو‬

‫بصيغة سولو (‪ )Solow‬أو بأية صيغة من صيغ النمو الداخلي المنشأ‬

‫(‪.)Croissance endogène‬‬

‫على العموم‪ ،‬بما أن مردودية الحبوب مستقرة بدرجة ‪ 0‬بفعل تذبذبها عبر‬

‫الزمن‪ ،‬وبما أن الناتج المحلي اإلجمالي يبدو مستقرا في الدرجة ‪ 1‬فقط‪ ،‬فإن‬

‫تحليلنا اإلمبريقي يوضح بما ال يدع مجاالً للشك أن كل تراجع في مردودية‬

‫الحبوب بنسبة ‪ 10‬في المائة سوف يؤدي إلى تدهور معدل النمو االقتصادي في‬

‫المغرب لسنة ‪ 2020‬بحوالي نقطتيْن مئويتيْن ‪.‬‬

‫‪ .5‬قيم إضافية تهدر وطلب ضعيف ووحدات إنتاجية تشتغل بأقل من طاقتها‬
‫اإلنتاجية‪:‬‬

‫مع العلم أن الطلب والعرض يؤثران على االقتصاد الوطني بفعل الوطأة‬

‫المتحور‪ ،‬فإن توقف اإلنتاج أو تقلصه داخل‬


‫ِ‬ ‫المزدوجة للجفاف وفيروس كورونا‬

‫الشركات سيؤدي ال محالة إلى إهدار قيم إضافية‪ ،‬مما سيضعف الناتج المحلي‬

‫‪7‬‬
‫اإلجمالي بصفته مجموعا للقيم المضافة‪ ،‬وبالتالي فإن العرض الكلي سيضرب في‬

‫المعمرة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مقتل؛ وبالمثل‪ ،‬فإن انخفاض الطلب‪ ،‬خاصة الطلب الموجه إلى السلع‬

‫سيفضي إلى تقلص اإلنتاج واالستثمار والتشغيل‪.‬‬

‫‪ .6‬أزمة اقتصادية مخيفة لدى أهم الشركاء التجاريين للمغرب‪:‬‬

‫من المعروف أن أهم مساوئ اندماج االقتصاد القومي المغربي في‬

‫المنظومة االقتصادية للرأسمالية العالمية تتمثل في تبعيته السافرة لما يحدث في‬

‫البلدان المصنعة‪ ،‬بحيث أن أية أزمة اقتصادية واجتماعية في تلك البلدان ستمس‬

‫االقتصاد الوطني في العمق‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬فإن األزمة االقتصادية والمالية التي تجتاح أوروبا وشمال أمريكا‬

‫وآسيا سترخي بضاللها على المتغيرات الماكرو‪-‬اقتصادية في المغرب‪.‬‬

‫‪ .7‬موت سريري للسياحة الخارجية والداخلية وما يتبع ذلك من تقلص أرقام‬
‫المعامالت وعائدات البالد من العملة الصعبة وارتفاع معدالت البطالة‪:‬‬

‫ال شك أن القطاع السياحي له ثقل هام على االقتصاد المغربي ألنه يساهم‬

‫بما يجاور ‪ 7%‬من الناتج المحلي اإلجمالي ويساعد على امتصاص البطالة‪ .‬وبما‬

‫أن حركة السياح قد ُ‬


‫شلت تماما وتوقفت معها وسائل النقل الدولية والداخلية‪ ،‬فإن‬

‫القطاع السياحي يبدو متوقفا تماماً‪ ،‬وأغلقت الفنادق واإلقامات بكل أنواعها‬

‫المصنفة وغير المصنفة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إن كل هذه المشاكل تنذر بتدهور القطاع بأكمله‪ ،‬خاصة إذا استمر تفشي‬

‫الفيروس هنا وهناك‪ ،‬بل ستجد السياحة مشاكل عويصة في طريقها إلى التعافي‬

‫حتى بعد اختفاء الجائحة‪ ،‬مما يستوجب من صانعي القرار دراسة الطرق المثلى‬

‫الكفيلة بضمان انتقال سلس للسياحة المغربية من فترة الجائحة إلى ما بعدها‪.‬‬

‫‪ .8‬توقف تدفقات الرأسمال األجنبي المباشر وإغالق الشركات األجنبية‬


‫المتواجدة في المغرب‪:‬‬

‫لقد صدمنا لما أغلقت شركتا رونو‪-‬نيسان وبوجو‪-‬سيتروين أبوابهما‪،‬‬

‫وربما فعلتا ذلك حتى بدون إشعار المسؤولين‪ .‬لقد كان المغرب قبل تفشي‬

‫فيروس كورونا المستجد يعتبر مثاالً حيا ً لنجاح بلدان الجنوب في جلب‬

‫االستثمارات في قطاع السيارات‪ ،‬وهللنا كثيرا لما عرفنا أن المغرب تجاوز‬

‫جنوب أفريقيا في عدد السيارات التي تُنتج سنوياً‪ ،‬و ُ‬


‫سررنا لما تناهى إلى‬

‫أسماعنا أن المغرب سيتخطى حتى بعض البلدان المتقدمة في هذا المجال من‬

‫أمثال إيطاليا‪ ،‬إال أن الفيروس العنيد محا كل شيء‪ ،‬بل بتنا نتساءل إن كانت‬

‫الشركتان الفرنسيتان ستعودان إلى تصنيع موديالت سياراتها بعد اختفاء‬

‫الجائحة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫زد على ما سبق ان شركات أجنبية عديدة في قطاعات أخرى بدأت‬

‫المعمرة التي انخفض‬


‫ِ‬ ‫تغلق أبوابها وتسرع العُمال‪ ،‬خاصة تلك التي تنتج السلع‬

‫الطلب عليها داخليا ً وخارجياً‪.‬‬

‫‪ .9‬تو ُّجس شديد من إمكانية هروب الرساميل األجنبية المباشرة من المغرب‪:‬‬

‫إن كان إغالق الشركات األجنبية العاملة في المغرب ألبوابها مرحليا ً بحيث‬

‫أنها ستعود إلى االشتغال بكامل قواها اإلنتاجية بعد نهاية أزمة فيروس كورونا‬

‫المتحور‪ ،‬فال بأس في األمر‪ ،‬أما الطامة الكبرى فتتمثل أساسا ً في محاولة إعادة‬

‫توطين هذه الشركات في بلدانها األصلية ما دامت أزمة التشغيل قد استفحلت فيها‬

‫بفعل تفشي الفيروس نفسه‪.‬‬

‫إن حدث هذا‪ ،‬فستكون النتيجة وباالً على االقتصاد الوطني لما لألمر من‬

‫تداعيات خطيرة على المتغيرات الماكرو‪-‬اقتصادية األساسية كاالستثمار‬

‫ومعدالت البطالة واحتياطي العمالت األجنبية القوية والرصيد الجاري لميزان‬

‫األداءات‪.‬‬

‫استفحال الضبابية المتعلقة بمستقبل المال واألعمال وانتشار الريبة‬ ‫‪.10‬‬


‫لدى الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين والسياسيين‪:‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من استحضار تعاليم المدرسة الكينيزية وأعمال‬

‫االقتصادي األمريكي المعروف "فرانك كنايت" التي تذهب إلى أن أهم عامل‬

‫‪10‬‬
‫مفسر لحركية االستثمار‪ ،‬إلى جانب معدل الفائدة‪ ،‬يتمثل في عدم اليقين‬

‫(‪ )Incertitude‬الذي تتخبط فيه المقاوالت العاملة في القطاعات األولية‬

‫والثانوية والثالثية‪ ،‬وذلك نظرا ً للضبابية التي ترخي بظاللها على مستقبل المال‬

‫واألعمال‪ ،‬بحيث أن أكثر المنظمين تفاؤالً يوقف مشروعاته المدرة للشغل‬

‫والمداخيل‪.‬‬

‫هذا ما يحدث حاليا ً في خضم تفشي فيروس كورونا المستجد والذي ال‬

‫يعرف المقاول والسياسي والمواطن البسيط وال حتى صانعو القرار متى سينتهي‬

‫وال كيف سيؤثر على العرض والطلب داخليا ً وخارجيا‪ .‬وفي خضم هذه الضبابية‬

‫المقلقة‪ ،‬تتوقف آلة االقتصاد ويحتضر النسيج اإلنتاجي وينفك التماسك االجتماعي‬

‫وتطفو التوترات االجتماعية والسياسية لتنذر بوضع مأساوي سيتعدى ما سمي‬

‫بالربيع العربي الذي قد سيصبح شتاء عربيا بامتياز‪.‬‬

‫شلل في الصادرات وما يتبعه من تقلص مهول في العائدات‬ ‫‪.11‬‬


‫بالعمالت الصعبة القوية‪:‬‬

‫من المعروف أن المغرب‪ ،‬على االقل منذ تبني برنامج التقويم الهيكلي‬

‫المفروض عليه من طرف مؤسسات التمويل الدولية ابتداء من ‪،1983-1982‬‬

‫انخرط في اإلستراتيجية الجديدة إلنعاش الصادرات ( ‪Stratégie de la‬‬

‫‪ )promotion des exportations‬وتبنى االنفتاح االقتصادي على باقي‬

‫‪11‬‬
‫العالم‪ ،‬مع االنضمام إلى منظمة الغات (‪ )GATT‬منذ عام ‪ ،1987‬سنوات قبل‬

‫استضافة المؤتمر العالمي لهذه المنظمة بمدينة مراكش سنة ‪ ،1995‬والذي‬

‫ستتأسس بموجبه منظمة التجارة العالمية ( ‪Organisation Mondiale du‬‬

‫‪ )Commerce‬التي تنادي بالتحرير التجاري في سياق يتسم بعدم التكافؤ بين‬

‫البلدان الصناعية الكبرى وأقطار العالم الثالث التي ال تكاد تصدر إال سلعا ً أولية‬

‫(‪.)Biens primaires‬‬

‫إال أن تركز أغلبية صادرات المغرب في بلدان االتحاد األوروبي أدى إلى‬

‫تبعية كبيرة للوضعية االقتصادية واالجتماعية في هذه البلدان‪ ،‬بحيث أن أية أزمة‬

‫مالية أو اقتصادية تضرب أروربا إال وتأثر بها االقتصاد المغربي تأثرا كبيراً‪.‬‬

‫المتحور لمهد النهضة األوروبية‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬ثم‬


‫ِ‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن اجتياح فيروس كورونا‬

‫باقي بلدان القارة العجوز‪ ،‬ال بد أن يكون له وقع على االقتصاد الوطني‪ ،‬خاصة‬

‫من حيث تأثيره القوي على الصادرات‪.‬‬

‫ولتوضيح هذا التأثير‪ ،‬دعونا نعود إلى دالة الصادرات كما يعرفها علماء‬

‫االقتصاد‪ ،‬والتي يفسرها عامالن هامان‪ ،‬أال وهما الطلب الخارجي المرتبط‬

‫بالوضعية االقتصادية لدى البلدان المستوردة‪ ،‬ومعدل الصرف الحقيقي الفعلي‬

‫(‪ )Taux de change réel effectif‬المتعلق بالسعر الحقيقي لصرف الدرهم‬

‫‪12‬‬
‫والمرتبط أساسا ً بمعدل الصرف االسمي للعملة الوطنية بالنسبة لسلة من العمالت‬

‫الصعبة األجنبية ومدى ثقل المبادالت الخارجية للبالد مع كل شريك تجاري‪.‬‬

‫إال أن بقاء معدل الصرف الحقيقي الفعلي في مستويات معقولة لن يحل‬

‫إشكالية جمود الصادرات‪ ،‬مادام الطلب الخارجي عليها ضعيفا في سياق أزمة‬

‫فيروس كورونا المستجد‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن انهيار الصادرات‪ ،‬خاصة تلك‬

‫التي تتجه إلى أوروبا‪ ،‬سيفضي ال محالة إلى اختالل مهول في الميزان التجاري‪،‬‬

‫ومن ثمة إلى اتساع في عجز ميزان األداءات‪.‬‬

‫تآكل في االحتياطي النقدي من العمالت األجنبية القوية وتوجس‬ ‫‪.12‬‬


‫شديد من أزمة في ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫مع الهجوم المفترس لفيروس كورونا المتحور على المغرب‪ ،‬كانت البالد‬

‫تتوفر من االحتياطيات النقدية األجنبية على ما يكفي بالكاد لحوالي خمسة أشهر‬

‫من الواردات من السلع االستهالكية واالستثمارية‪ .‬إال أن أزمة فيروس كورونا‬

‫المستجد أرغمت صانعي القرار في البالد على استعمال خط االحتياط والسيولة‬

‫(‪ )Ligne de précaution et de liquidité : LPL‬لصندوق النقد الدولي بمبلغ‬

‫قدره ثالثة ماليير دوالر أمريكي‪ ،‬وذلك لتوفير العمالت األجنبية الضرورية ألداء‬

‫فاتوارات استيراد السلع من مواد وأجهزة طبية ومنتجات غذائية متنوعة من قبيل‬

‫الحبوب في سياق يتسم بالجفاف‪ ،‬وغيرها من السلع الضرورية لعيش المواطنين‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إن محدودية الموارد المتاحة من العمالت األجنبية القوية‪ ،‬وتحت فرضية‬

‫امتداد أزمة فيروس كورونا المستجد إلى أكثر من ثالثة أشهر سوف يدفع‬

‫بالمغرب إلى مزيد من االستدانة من الخارج‪ ،‬مما سيفاقم ثقل الدين العام‬

‫الخارجي‪ ،‬ناهيك عن المديونية الداخلية التي أصبحت مخيفة حتى قبل بداية‬

‫األزمة الوبائية الطاحنة‪.‬‬

‫إال أن األخطر يتمثل أساسا ً في اختالل أكبر للحسابات الماكرو‪-‬اقتصادية‪،‬‬

‫مما قد يجبر الممولين الدوليين من مؤسسات متعددة األطراف ومصارف خاصة‬

‫على عدم االستجابة لمطالب المغرب بالحصول على الموارد المالية الضرورية‬

‫لمواجهة األزمة‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬ال قدر هللا‪ ،‬ستدخل البالد في أزمة حادة لميزان‬

‫المدفوعات (‪,)Crise de la balance des paiements‬‬

‫تخوف من أزمة مصرفية عاصفة مرتبطة بضعف الثقة لدى‬ ‫‪.13‬‬


‫ال ُمودِّعين والمستثمرين‪:‬‬

‫مع العلم أن علماء االقتصاد تطرقواْ كثيرا ً إلى إمكانية الترابط بين أزمة‬

‫ميزان األداءات (‪ )Crise de la balance des paiements‬واألزمة‬

‫المصرفية (‪ )Crise bancaire‬في إطار ما سموه بنموذج األزمة التوأم ( ‪Crise‬‬

‫‪ ،)jumelle‬فإنهم لم يحسمواْ بعد في اتجاه العالقة بين األزمتين‪ ،‬بمعنى أنهم لم‬

‫‪14‬‬
‫يتفقوا بعد إن كانت األزمة المصرفية هي التي تفسر أزمة ميزان األداءات أم‬

‫العكس هو الصحيح‪.‬‬

‫على كل حال‪ ،‬في خضم أزمة فيروس كورونا المستجد التي تعصف‬

‫باالقتصاديات الوطنية في العالم المتقدم كما في البلدان األقل تنمية‪ ،‬فإن ثقة‬

‫الفاعلين االقتصاديين في النظام المصرفي قد تضعف‪ ،‬مما قد يدفعهم إلى سحب‬

‫مدخراتهم واستثماراتهم من األبناك‪ ،‬محدثين أزمة مصرفية حادة قد تفضي‪ ،‬ال‬

‫قدر هللا‪ ،‬إلى انهيار النظام المصرفي بأكمله‪ ،‬مما سيضرب الشرايين النقدية‬

‫والمالية لالقتصاد الوطني في العمق‪.‬‬

‫إن هذا التوقع القاتم والموغل في التشاؤم قد يتحقق‪ ،‬ما دامت الضبابية‬

‫تغلف قرارات الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬في ظل عدم اليقين حول مستقبل ومآل‬

‫الفيروس اللعين‪.‬‬

‫التوجس من ضغط كبير على المؤسسات االستشفائية وما يتبع ذلك‬ ‫‪.14‬‬
‫من نفقات عمومية متصاعدة وعدم االستقرار‪:‬‬

‫لقد أصبح الناس يعرفون أن تفشي فيروس كورونا المستجد يكون ضعيفا ً‬

‫في الفترات األولى قبل أن يشتد ويتغول في الساكنة لينجم عنه ضغط كبير على‬

‫المؤسسات االستشفائية‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ارتفاع النفقات العمومية في قطاع‬

‫‪15‬‬
‫الصحة‪ ،‬ومن ثمة إلى مزيد من االستدانة داخليا ً وخارجيا‪ ،‬وفي األخير إلى‬

‫ارتفاع عجوزات القطاع العام‪.‬‬

‫إن األخطر في هذا الميدان يكمن في أن الموارد المالية ال ُمتاحة للدولة‬

‫شحيحة إلى حد ما‪ ،‬بينما تصرف الدولة قسطا ً وافرا ً منها في الميدان الصحي‪،‬‬

‫مما قد يفضي إلى إهمال قطاعات اقتصادية هامة من قبيل الفالحة والصناعة‬

‫والخدمات والتعليم والتكوين‪.‬‬

‫الهبوط ال ُحر ألسعار المحروقات وما ينجم عنه من توقف‬ ‫‪.15‬‬


‫المساعدات المالية التي تمنحها دول الخليج للمغرب‪:‬‬

‫نتذكر في هذا اإلطار أن المغرب في بداية تفعيله لبرنامج التقويم الهيكلي‬

‫في بداية ثمانينيات القرن الماضي اضطر إلى طلب مساعدات من بلدان الخليج‬

‫التي لو رفضت الطلب لما توصل موظفو القطاع العام في المغرب برواتبهم‬

‫الشهرية‪.‬‬

‫إن انخفاض أسعار النفط سيف ذو حدين بالنسبة للبلدان المستوردة له‪ ،‬ألنه‬

‫يمكن من تقليص فاتورة استيراده وبالتالي تحسين رصيد الميزان التجاري‬

‫وميزان المدفوعات‪ ،‬إال أنه في نفس الوقت يضر باقتصاديات األقطار المصدرة‬

‫له‪ ،‬ومن ثمة فإنه يقلص من حجم المساعدات المقدمة من طرف البلدان النفطية‬

‫لصالح البلدان المحتاجة للموارد المالية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وعالوة على ما سبق‪ ،‬فال يجب علينا أن ننسى أن تهاوي أسعار البترول‬

‫يؤدي إلى انخفاض سعر صرف الدوالر األمريكي‪ ،‬مما ينجم عنه ارتفاع في‬

‫سعر الدرهم المغربي بالنسبة للورقة الخضراء األمريكية التي تشكل ‪ 40%‬من‬

‫المقومة للعملة الوطنية‪ ،‬وهذا ما يسفر بدوره عن ارتفاع‬


‫ِ‬ ‫سلة العمالت األجنبية‬

‫أسعار الصادرات المغربية المقومة بالدوالر األمريكي‪ ،‬ومن ثمة عن تقلص‬

‫صادرات المغرب نحو باقي العالم‪.‬‬

‫سوق أوراق مالية في طريق االنهيار مع انخفاض الطلب على القيم‬ ‫‪.16‬‬
‫المنقولة وهبوط مخيف ألسعار األسهم المتداولة‪:‬‬

‫تقول الدراسات المعنية بتاريخ األزمات إن الفاعلين االقتصاديين غالبا ما‬

‫ينحون في خضم كل أزمة إلى الرفع من طلبهم على القيم اآلمنة من قبيل السكن‬

‫والمعادن النفيسة‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإن الصحافة العالمية تعج هذه األيام بأخبار شتى‬

‫حول نزوع الناي إلى طلب الذهب ومعادن نفيسة أخرى على حساب القيم‬

‫المنقولة من أسهم وسندات (‪ )Actions et obligations‬وما شابهها‪ .‬إن النتيجة‬

‫الحتمية لهذا التغير المفاجئ في سلوك الفاعلين االقتصاديين ستتمثل ال محالة في‬

‫انخفاض أسعار القيم المنقولة‪ ،‬مما يفضي إلى انهيار قيم الشركات ( ‪valeurs‬‬

‫‪ ،)des firmes‬وبالتالي إلى تعثر النمو االقتصادي وضعف تراكم الثروة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫انحدار في التحويالت المالية للمغاربة المقيمين في الخارج‪:‬‬ ‫‪.17‬‬

‫ال شك أن المغاربة المقيمين بالخارج يتميزون بروح انتماء عالية لوطنهم‬

‫وعائلتهم التي تركوها في البالد‪ ،‬ولذلك فإنهم يحولون أمواالً هامة إلى المغرب‬

‫على مدار السنة‪ ،‬بل يستثمرون قسطا ً من مداخيلهم في بلدهم األصلي‪ .‬إال أن‬

‫المتحور قد اضطرتهم إلى تقليص تحويالتهم تجاه المغرب‪،‬‬


‫ِ‬ ‫أزمة فيروس كورونا‬

‫حيث تشير البيانات اإلحصائية األخيرة أن تلك التحويالت انخفضت بحوالي‬

‫‪ ،18%‬وذلك نتيجة لألزمة القتصادية التي تتخبط فيها بلدان االستقبال نتيجة‬

‫لتفشي فيروس كورونا المستجد‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن تحويالت‬

‫المغاربة المقيمين في الخارج غالبا ً ما تناهز أكثر من خمسة ماليير دوالر‬

‫أمريكي كل عام‪ ،‬مما يشكل مبلغا ً هاما ً من العملة الصعبة التي يحتاجها المغرب‬

‫ألداء فواتيره من الواردات وخدمة الدين الخارجي‪.‬‬

‫المتحور‬
‫ِّ‬ ‫نفقات عمومية في ارتفاع لحصر فيروس كورونا‬ ‫‪.18‬‬
‫وتعويض المحتاجين‪:‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬اتخذ المغرب قرارا ً جريئا ً يتمثل في إنشاء صندوق خاص‬

‫بمواجهة صدمة فيروس كورونا المستجد‪ ،‬مع العلم أن المغاربة أبانوا في هذا‬

‫الصدد عن روحهم الوطنية العالية‪ ،‬إذ وصلت مساهمات األفراد والجماعات إلى‬

‫حد اآلن إلى ما يفوق ‪ 32‬مليار درهم‪ ،‬بينما كانت النوايا األولى تحوم حول مليار‬

‫‪18‬‬
‫درهم فقط‪ .‬إال أنه ال يجب أن ننسى أن هذه اإلسهامات هي في الحقيقة عبارة عن‬

‫تحويالت من فاعلين اقتصاديين واجتماعيين لصالح فاعلين آخرين‪ ،‬مما يفوت‬

‫الفرصة على مزيد من االدخار واالستثمار الضرورييْن للنمو االقتصادي على‬

‫المدييْن المتوسط والطويل‪ .‬كما تجدر اإلشارة في هذا اإلطار إلى أن الدولة نفسها‬

‫ساهمت بقسط وافر من هذه الموارد المالية‪ ،‬مما قد يؤدي إلى انخفاض في‬

‫مستوى اإلنفاق العام على قطاعات إستراتيجية‪ ،‬خاصة تلك المرتبطة‬

‫واالجتماعية‬ ‫المادية‬ ‫التحتية‬ ‫البنية‬ ‫على‬ ‫العمومية‬ ‫باالستثمارات‬

‫(‪ ،)Infrastructure physique et sociale‬وعلى الخصوص إذا عرفنا أن‬

‫استثمارات القطاع العام في البنية التحتية بكل أشكالها لها مفعول تشجيعي قوي‬

‫(‪ )Fort effet d’entrainement‬على تراكم الرأسمال في القطاع الخاص كما‬

‫على النمو االقتصادي بصفة عامة‪.‬‬

‫ضبابية معتمة بشأن الفيروس نفسه ومدى قدرته على المقاومة‬ ‫‪.19‬‬
‫عبر الزمن‪:‬‬

‫لنفرض أن توقعاتنا حول نهاية فيروس كورونا المتحور‪ ،‬والتي أسهبنا في‬

‫شرحها ضمن الورقة البحثية التي نشرناها بعنوان "محاولة لتقدير دالة عدد‬

‫اإلصابات بفيروس كورونا في المغرب‪ :‬في اتجاه بلوغ الذروة أواخر ماي‬

‫وتصفير عدد ْال ُمك ْوفدِين عند متم شهر يونيو "‪ ،‬ستتحقق‪ ،‬أي أن منحنى عدد‬

‫‪19‬‬
‫اإلصابات بالفيروس سيتصفر متم شهر يونيو ‪ .2020‬في انتظار ذلك التاريخ‪،‬‬

‫ستعم ضبابية معتمة عالم المال واألعمال‪ ،‬بل ستتضرر حتى القطاعات السوسيو‪-‬‬

‫اقتصادية من تعليم وصحة وتشغيل‪ .‬وحتى إن انتهينا من األزمة الوبائية في ذلك‬

‫التاريخ‪ ،‬فإن تعافي االقتصاد الوطني سيأخذ وقتا ً طويالً‪ ،‬وسيتطلب إستراتيجيات‬

‫عمومية واعدة من أجل إعادة وضع االقتصاد في السكة الصحيحة‪ ،‬خاصة أن‬

‫االقتصاد المغربي يرتبط باقتصاديات وطنية أخرى‪ ،‬مما سيرخي بظالله على‬

‫مستقبل البالد في اآلتي من الزمان‪.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like