You are on page 1of 4

‫بالغ صحفي‬

‫اجتماع مجلس بنك املغرب‬

‫الرباط في ‪ 16‬يونيو ‪2020‬‬

‫عقد مجلس بنك املغرب يوم الثالثاء ‪ 16‬يونيو اجتماعه الفصلي الثاني برسم سنة ‪.2020‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ .2‬خالل هذا االجتماع‪ ،‬تدارس املجلس وصادق على التقرير السنوي حول الوضعية االقتصادية والنقدية واملالية للبالد وحول أنشطة‬
‫البنك برسم السنة املالية ‪.2019‬‬

‫‪ .3‬وقام املجلس بتدارس وتقييم التطورات التي شهدتها الظرفية االقتصادية واالجتماعية على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬إلى جانب‬
‫اإلجراءات التي اتخذتها السلطات املغربية للتخفيف من تداعيات جائحة كوفيد‪ .19-‬في هذا الصدد‪ ،‬سجل املجلس أن التوقعات املاكرو‬
‫اقتصادية التي أعدها البنك في ظل هذه األوضاع تبقى محاطة بشكوك كبيرة بشكل استثنائي‪ ،‬كما أنها تشير بوضوح إلى تقلص قوي‬
‫لالقتصاد الوطني خالل هذه السنة‪ ،‬يليها انتعاش نسبي سنة ‪.2021‬‬

‫‪ .4‬وأخذا في االعتبار هذه التطورات‪ ،‬قرر املجلس‪ ،‬بعد خفض سعر الفائدة بواقع ‪ 25‬نقطة في مارس املاض ي‪ ،‬خفضه مرة ثانية بمقدار‬
‫‪ 50‬نقطة أساس إلى ‪ ،%1,5‬كما قرر تحرير ال حساب االحتياطي بشكل تام لفائدة البنوك‪ .‬في نفس االتجاه‪ ،‬عمل بنك املغرب على اتخاذ‬
‫اإلجراءات الخاصة لدعم إعادة تمويل القروض البنكية املوجهة للبنوك التشاركية ولجمعيات القروض الصغرى‪ .‬ومن شأن هذه القرارات‬
‫ُ‬
‫الجديدة‪ ،‬مع مختلف التدابير التليينية التي شرع في تنفيذها‪ ،‬خاصة منها توسيع نطاق الضمان املقبول برسم عمليات إعادة التمويل‪،‬‬
‫وتعزيز برامج البنك غير التقليدية والتخفيف املؤقت للقواعد االحترازية‪ ،‬أن تساهم‪ ،‬إلى جانب اإلجراءات التي اتخذتها الحكومة‪ ،‬في‬
‫التخفيف من حدة الجائحة ودعم إنعاش االقتصاد والتشغيل‪ .‬وفي ظل األوضاع االستثنائية الحالية‪ ،‬سيسهر البنك أكثر من أي وقت‬
‫مض ى على ضمان انتقال قراراته إلى االقتصاد الحقيقي‪ ،‬كما سيعمل بانتظام على تقييم التقدم املحرز في هذا الصدد مع كبار مسيري‬
‫النظام البنكي‪ .‬ويجدر التذكير في هذا السياق أن البنك عمل على تحسين اإلطار الخاص بعمليات إعادة التمويل لتعزيز دعم البنوك التي‬
‫تبذل الجهود األكبر في هذا االتجاه‪.‬‬

‫‪ .5‬وسجل املجلس أن نسبة التضخم‪ ،‬التي تم قياسها بناء على تغير املؤشر الجديد ألسعار االستهالك الذي نشرته املندوبية السامية‬
‫للتخطيط شهر ماي املاض ي‪ ،‬حيث يتخذ سنة ‪ 2017‬كسنة أساس‪ ،‬قد تراجعت إلى ‪ %0,9‬في أبريل‪ ،‬بعد ‪ %1,4‬في املتوسط خالل الفصل‬
‫األول من ‪ ،2020‬خاصة بفعل تدني أسعار املحروقات ومواد التشحيم‪ .‬وعلى املدى املتوسط‪ ،‬وفي سياق اتسم بضعف الضغوط‬
‫التضخمية الناتجة عن الطلب وتدني أسعار السلع األساسية‪ ،‬يتوقع بنك املغرب أن تظل نسبة التضخم في مستوى معتدل يناهز ‪ % 1‬في‬
‫سنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬على السواء‪ .‬أما التضخم األساس ي‪ ،‬الذي ُيستعمل لقياس التوجه األساس ي لألسعار‪ ،‬فيرتقب أن ينتقل من ‪ %0,5‬إلى‬
‫‪ 0,8%‬في ‪ 2020‬ثم يتراجع إلى ‪ %0,7‬سنة ‪.2021‬‬

‫‪ .6‬على الصعيد الدولي‪ ،‬إذا كان من الواضح أن االقتصاد العاملي سيشهد ركودا قويا في ‪ ،2020‬فإن حدة هذا الركود ووتيرة تعافي‬
‫االقتصاد تبقى محاطة بالعديد من الشكوك‪ ،‬مما دفع بعض البنوك املركزية إلى تأجيل نشر توقعاتها‪ ،‬في حين لجأت بنوك مركزية أخرى‬
‫إلى تدارس مجموعة من السيناريوهات الخاصة بتطور الوضعية‪ .‬وتشير التوقعات‪ ،‬التي تستند إلى املعطيات املتاحة بتاريخ ‪ 18‬ماي‪ ،‬إلى‬
‫انكماش االقتصاد األمريكي بنسبة ‪ %6,4‬في ‪ ،2020‬لتنتهي بذلك أطول دورة توسعية في تاريخه‪ ،‬ثم عودته إلى النمو سنة ‪ 2021‬بتحقيق‬
‫نسبة قدرها ‪ .%4‬وبمنطقة األورو‪ ،‬يرتقب أن يتراجع الناتج الداخلي اإلجمالي بنسبة ‪ %8,2‬قبل أن يعرف انتعاشا نسبيا بارتفاع قدره ‪.%3,9‬‬
‫في أسواق الشغل‪ ،‬وبعد أن كانت تناهز ‪ ،%4‬ارتفعت نسبة البطالة بالواليات املتحدة إلى ‪ %14,7‬شهر أبريل مع فقدان ‪ 20,7‬مليون منصب‬
‫شغل قبل أن تتراجع إلى ‪ %13,3‬في شهر ماي على إثر إحداث ‪ 2,5‬مليون منصب‪ .‬وفي منطقة األورو‪ ،‬ظل ارتفاع البطالة محدودا حيث‬
‫بلغت نسبتها ‪ %7,3‬في أبريل بعد ‪ %7,1‬في مارس‪ ،‬نتيجة بالخصوص للجوء الحكومات إلى آليات البطالة الجزئية‪ .‬ويرجح أن تبقى هذه‬
‫النسبة مرتفعة بالواليات املتحدة األمريكية لتصل إلى ‪ %9,6‬في املتوسط خالل هذه السنة و‪ %9‬في ‪ ،2021‬فيما ينتظر أن تواصل ارتفاعها‬
‫بمنطقة األورو لتصل إلى‪ %8,6‬سنة ‪ 2020‬و‪ %9,2‬في ‪ .2021‬وفي أبرز الدول الصاعدة‪ ،‬يتوقع أن ينكمش االقتصاد الصيني بنسبة ‪%5,1‬‬
‫هذه السنة قبل أن يحقق نموا قويا بنسبة ‪ .%9,6‬أما في الهند‪ ،‬فمن املرتقب أن يسجل الناتج الداخلي اإلجمالي انخفاضا محدودا في ‪%1‬‬
‫قبل أن يرتفع بنسبة ‪ %8,8‬في ‪.2021‬‬

‫‪ .7‬في أسواق السلع األساسية‪ ،‬من املتوقع أن االتفاق املبرم بين أعضاء منظمة الدول املصدرة للنفط وبعض البلدان غير األعضاء‬
‫والقاض ي بتقليص إنتاج النفط ابتداء من فاتح ماي‪ ،‬لن يعوض تأثير االنخفاض القوي للطلب العاملي على األسعار إال جزئيا‪ .‬وبشكل‬
‫خاص‪ ،‬يرجح أن يتراجع سعر البرنت من ‪ 64‬دوالر للبرميل في املتوسط سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 40‬دوالر في ‪ ،2020‬قبل أن يرتفع إلى ‪ 52,5‬دوالر في‬
‫‪ .2021‬وبالنسبة للمواد الغذائية‪ ،‬يرتقب أن تتراجع أسعارها بنسبة ‪ %2,7‬سنة ‪ 2020‬في سياق اتسم بفائض في العرض وبضعف الطلب‬
‫العاملي‪ ،‬قبل أن ترتفع سنة ‪ .2021‬أما بخصوص الفوسفاط ومشتقاته‪ ،‬فمن املتوقع أن يتراجع سعر الفوسفاط ثنائي األمونياك من ‪306,4‬‬
‫دوالر للطن في ‪ 2019‬إلى ‪ 285‬دوالر في ‪ 2020‬قبل أن يرتفع إلى ‪ 295‬دوالر في ‪ ،2021‬كما يرتقب أن ينتقل سعر الفوسفاط الصخري على‬
‫التوالي من ‪ 88‬دوالر للطن إلى ‪ 78‬دوالر ثم إلى ‪ 81‬دوالر‪.‬‬

‫‪ .8‬في ظل هذه الظروف‪ ،‬يتوقع أن يواجه االقتصاد العاملي انخفاضا حادا في التضخم سنة ‪ ،2020‬حيث سيتراجع هذا األخير إلى ‪%0,9‬‬
‫بالواليات املتحدة و‪ %0,5‬في منطقة األورو‪ .‬وفي سنة ‪ ،2021‬يرتقب أن يرتفع التضخم إلى ‪ %2,4‬في الواليات املتحدة‪ ،‬وأن يظل دون الهدف‬
‫الذي حدده البنك املركزي األوروبي‪ ،‬إذ سيصل إلى ‪.%1,3‬‬

‫‪ .9‬وملواجهة هذه الوضعية‪ ،‬قررت البنوك املركزية اللجوء إلى أدواتها التقليدية وغير التقليدية لدعم النشاط االقتصادي وتعزيز‬
‫انتعاشه‪ .‬فقد اعتمد البنك املركزي األوروبي بتاريخ ‪ 12‬مارس سلسلة من التدابير‪ ،‬منها على الخصوص عمليات إعادة التمويل على املدى‬
‫الطويل ورصد مبلغ مؤقت قدره ‪ 120‬مليار أورو خاص بعمليات صافية إضافية لشراء األصول‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬أعلن في ‪ 18‬مارس عن‬
‫برنامج جديد مؤقت لعمليات صافية لشراء أصول بقيمة إجمالية قدرها ‪ 750‬مليار أورو‪ ،‬والتي تم رفعها إلى ‪ 1350‬مليار أورو خالل‬
‫اجتماعه املنعقد في ‪ 4‬يونيو‪ .‬وفي ‪ 30‬أبريل‪ ،‬قرر البنك األوروبي إنجاز سلسلة جديدة من عمليات إعادة التمويل طويلة األمد وغير مستهدفة‬
‫خاصة بالطوارئ‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬وبعد تخفيض قدره ‪ 50‬نقطة أساس في ‪ 3‬مارس‪ ،‬عمل االحتياطي الفدرالي األمريكي في ‪ 15‬مارس على‬
‫تقليص النطاق املستهدف لسعر فائدته الرئيس ي بما قدره ‪ 100‬نقطة أساس إلى ]‪ [%0,25-%0‬وقرر استئناف عمليته الخاصة بشراء‬
‫السندات بقيمة ‪ 700‬مليار دوالر على األقل‪ .‬كما أعلن في ‪ 9‬أبريل عن تدابير إضافية لتوفير ما قد يصل إلى ‪ 2300‬مليار دوالر من القروض‬
‫لفائدة األسر واملشغلين والسلطات املحلية‪ ،‬وعمل مع بعض البنوك املركزية على توفير تسهيالت بالدوالر للتخفيف من الضغط على‬
‫السيولة‪ .‬وعلى إثر اجتماعه املنعقد يومي ‪ 9‬و‪ 10‬يونيو األخير‪ ،‬أكد االحتياطي الفدرالي األمريكي مجددا على التزامه باستعمال جميع أدواته‬
‫لدعم االقتصاد األمريكي وأصدر أولى توقعاته املاكرو اقتصادية لهذه السنة‪ .‬وتشير هذه التوقعات بالخصوص إلى تقلص الناتج الداخلي‬
‫اإلجمالي في الواليات املتحدة األمريكية بنسبة ‪ %6,5‬في ‪ ،2020‬يليه انتعاش بنسبة ‪ %5‬في ‪ .2021‬وبموازاة ذلك‪ ،‬قامت الحكومات بإرساء‬
‫تدابير لدعم امليزانية على نطاق واسع‪ .‬فعلى مستوى االتحاد األوروبي‪ ،‬وإلى جانب اإلجراءات التي اتخذها كل بلد عضو على حدة‪ ،‬قامت‬
‫مجموعة اليورو (‪ )Eurogroupe‬بإبرام اتفاقية حول تدابير الدعم بمبلغ ‪ 540‬مليار أورو واقترحت اللجنة األوروبية أداة لدعم تعافي‬
‫االقتصاد بمبلغ ‪ 750‬مليار أورو‪ .‬وفي الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬تم إعداد مخطط للميزانية بغالف مالي قدره ‪ 2200‬مليار دوالر واقترح‬
‫مجلس النواب األمريكي في ‪ 15‬ماي مجموعة من التدابير الجديدة إلنعاش االقتصاد بمبلغ ‪ 3000‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .10‬على الصعيد الوطني‪ ،‬وبفعل التأثير املزدوج للجفاف والقيود املفروضة للحد من انتشار وباء كوفيد‪ ،19-‬يتوقع بنك املغرب أن يسجل‬
‫االقتصاد سنة ‪ 2020‬أقوى تراجع له منذ ‪ ،1996‬وذلك بنسبة ‪ .%5,2‬ويرتقب أن تتراجع القيمة املضافة في القطاع الفالحي بواقع ‪،%4,6‬‬
‫مع محصول حبوب قدره ‪ 30‬مليون قنطار حسب تقديرات وزارة الفالحة‪ ،‬وأن تنخفض في األنشطة غير الفالحية بنسبة ‪ .%5,3‬وفي ‪،2021‬‬
‫يرجح أن يرتفع النمو إلى ‪ ،%4,2‬مع تزايد القيمة املضافة الفالحية بنسبة ‪ ،%12,4‬مع فرضية تحقيق محصول حبوب قدره ‪ 75‬مليون‬
‫قنطار‪ ،‬وتحسن وتيرة األنشطة غير الفالحية إلى ‪ .%3,1‬وبالنظر إلى التطور السريع والغامض للوضعية‪ ،‬تبقى هذه التوقعات محاطة بالكثير‬
‫من الشكوك‪ ،‬مع توجه ميزان مخاطر نحو االنخفاض‪ ،‬ذلك أنه استنادا إلى السيناريوهات التي تتوقع حدوث انتعاش بطيء للنشاط أو‬
‫استمرار ضعف الطلب الخارجي واختالل سالسل التموين‪ ،‬فإن الركود سيكون أكثر عمقا على األرجح‪.‬‬

‫‪ .11‬وفي سوق الشغل‪ ،‬فإن آخر معطيات املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬الواردة في االستقصاء الوطني حول الشغل‪َ ،‬ت ُه ُّم الفترة املمتدة‬
‫بين فاتح يناير و‪ 20‬مارس‪ ،‬وبالتالي فإنها ال تشمل تأثيرات جائحة كوفيد‪ .19-‬وتشير هذه املعطيات إلى إحداث ‪ 77‬ألف منصب شغل بعد‬
‫فقدان ألفي منصب خالل نفس الفترة من السنة السابقة‪ ،‬وإلى تحسن نسبة النشاط من ‪ %45,7‬إلى ‪ %46‬وارتفاع نسبة البطالة من ‪%9,1‬‬
‫إلى ‪ .%10,5‬في املقابل‪ ،‬وبناء على استقصاء ظرفي أجرته املندوبية السامية للتخطيط من فاتح إلى ‪ 3‬أبريل لتقييم تداعيات الجائحة على‬
‫قطاع الشغل‪ ،‬تبين فقدان ما يقارب ‪ 726‬ألف منصب‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %20‬من اليد العاملة في املقاوالت املنظمة‪.‬‬

‫‪ .12‬على مستوى الحسابات الخارجية‪ ،‬تظهر البيانات املؤقتة لشهر أبريل أولى عالمات وقع األزمة الصحية‪ ،‬حيث تراجعت كل من‬
‫الصادرات بنسبة ‪ %19,7‬والواردات بنسبة ‪ %12,6‬ومداخيل األسفار بنسبة ‪ %12,8‬وتحويالت املغاربة املقيمين في الخارج بنسبة ‪.%10,1‬‬
‫وفي الفصل الثاني‪ ،‬يرتقب أن يسجل تحسن نسبي مع الرفع التدريجي للقيود على املستوى الوطني ولدى الشركاء االقتصاديين‪ ،‬إلى جانب‬
‫التدابير الرامية إلى دعم تعافي االقتصاد‪ ،‬وإن كان هذا األخير لن يمكن من تحقيق سوى استدراك جزئي‪ .‬وعليه‪ ،‬يتوقع أن تتراجع الصادرات‬
‫عموما في مجمل سنة ‪ 2020‬بنسبة ‪ %15,8‬في معظم القطاعات‪ ،‬إذ من املرتقب أن يؤثر تعطيل سلسلة التوريد وضعف الطلب األجنبي‬
‫بشكل خاص على صادرات صناعة السيارات ومبيعات قطاع النسيج والجلد‪ .‬موازاة مع ذلك‪ ،‬ينتظر أن تتراجع الواردات بنسبة ‪%10,7‬‬
‫ارتباطا باألساس بانخفاض الفاتورة الطاقية وتراجع مشتريات سلع التجهيز‪ .‬ومن املنتظر أيضا أن تعرف مداخيل األسفار تراجعا قويا‬
‫بنسبة قد تصل إلى ‪ %60‬وأن تتدنى تحويالت املغاربة املقيمين في الخارج بنسبة ‪ .%25‬في سنة ‪ ،2021‬من املتوقع أن تعرف الصادرات نوعا‬
‫ً‬
‫متوقعا في السابق‪ .‬كما يرتقب أن‬ ‫من االنتعاش‪ ،‬مدفوعة بتحسن الطلب الدولي وتنامي قدرات صناعة السيارات وإن بوتيرة أبطأ مما كان‬
‫تنتعش مداخيل األسفار وتحويالت املغاربة املقيمين بالخارج بنسب ‪ %60‬و‪ %5,2‬على التوالي‪ ،‬بفعل التالش ي التدريجي آلثار صدمة‬
‫الجائحة‪ .‬أما بالنسبة لتدفقات االستثمارات األجنبية املباشرة‪ ،‬فيرتقب أن تتراجع إلى ما يعادل ‪ %1,5‬من الناتج الداخلي اإلجمالي هذه‬
‫السنة قبل أن تعود إلى مستواها املعتاد لتبلغ ‪ %3,2‬من الناتج الداخلي اإلجمالي في سنة ‪ .2021‬وأخذا في االعتبار االرتفاع امللموس املرتقب‬
‫في السحوبات الخارجية للخزينة‪ ،‬يتوقع أن تبلغ املوجودات الرسمية من االحتياطيات ‪ 218,6‬مليار درهم سنة ‪ 2020‬و‪ 221,7‬مليار سنة‬
‫‪ ،2021‬لتضمن تغطية ما يقارب ‪ 5‬أشهر من واردات السلع والخدمات في سنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬على السواء‪.‬‬

‫‪ .13‬بخصوص األوضاع النقدية‪ ،‬يشير االستقصاء الفصلي لبنك املغرب إلى تراجع أسعار الفائدة بمقدار ‪ 4‬نقاط أساس إلى ‪ %4,87‬في‬
‫الفصل األول من سنة ‪ ،2020‬نتيجة تدني نسبة الفائدة على القروض املمنوحة للمقاوالت الخاصة‪ .‬ويرتقب أن يتواصل هذا التراجع‬
‫ارتباطا على الخصوص بإرساء آليات الضمان لتمويل تعافي االقتصاد بسعر الفائدة الرئيس ي زائد ‪ 200‬نقطة أساس كحد أقص ى‪.‬‬
‫وبخصوص القروض املمنوحة للقطاع غير املالي‪ ،‬فقد واصلت تحسنها‪ ،‬إذ ارتفعت بنسبة ‪ %6,7‬في نهاية أبريل‪ ،‬ما يعكس أساسا تسارع‬
‫وتيرة القروض املمنوحة للمقاوالت غير املالية الخاصة إلى ‪ .%11,4‬ورغم التقلص املرتقب للنشاط هذه السنة‪ ،‬فينتظر أن يبقى تطوره‬
‫إيجابيا‪ ،‬بنسبة نمو تصل إلى ‪ %1,9‬في سنة ‪ 2020‬و‪ %2,6‬في سنة ‪ ،2021‬بفضل مختلف عمليات دعم اإلنعاش االقتصادي والتدابير‬
‫التليينية التي اتخذها البنك‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬ارتفع سعر الصرف الفعلي الحقيقي في الفصل األول بنسبة ‪ ،%0,86‬إال أنه من املرتقب أن‬
‫يتراجع بنسبة ‪ %1,6‬في مجمل السنة وبواقع ‪ %1‬في سنة ‪ ،2021‬نتيجة لتراجعه بالقيمة اإلسمية ولبلوغ التضخم الداخلي مستوى منخفضا‬
‫مقارنة بالبلدان الشريكة واملنافسة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .14‬على مستوى املالية العمومية‪ ،‬أفرز تنفيذ امليزانية في متم األشهر الخمسة األولى عجزا بقيمة ‪ 25,5‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 19,5‬مليار‬
‫في السنة التي قبلها‪ ،‬مع احتساب رصيد إيجابي بمبلغ ‪ 18,1‬مليار للصندوق الجديد الخاص بتدبير جائحة كورونا‪ .‬وانخفضت املداخيل‬
‫العادية بنسبة ‪ ،%10‬متأثرة بالخصوص بتدني املداخيل الضريبية‪ .‬موازاة مع ذلك‪ ،‬ارتفعت النفقات اإلجمالية بنسبة ‪ %4‬ما يعكس أساسا‬
‫ارتفاعات بنسبة ‪ %10,8‬في كتلة األجور و‪ %18,3‬في تكاليف باقي السلع والخدمات‪ ،‬بينما تراجعت نفقات االستثمار بنسبة ‪ .%11,3‬وأخذا‬
‫في االعتبار تجديد مخزون العمليات قيد اإلنجاز بقيمة ‪ 433‬مليون‪ ،‬فقد بلغ عجز الخزينة ‪ 25,1‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 25,7‬مليار في السنة‬
‫التي قبلها‪ .‬وتمت تغطية هذه الحاجة عبر موارد داخلية بمبلغ صاف قدره ‪ 20,5‬مليار وكذا بقروض خارجية صافية بقيمة ‪ 4,6‬مليار‪ .‬وعلى‬
‫املدى املتوسط‪ ،‬واستنادا إلى التقديرات املتوفرة‪ ،‬يرتقب أن يتفاقم عجز امليزانية‪ ،‬دون احتساب الخوصصة‪ ،‬من ‪ %4,1‬من الناتج الداخلي‬
‫اإلجمالي سنة ‪ 2019‬إلى ‪ %7,6‬سنة ‪ ،2020‬قبل أن يتراجع إلى ‪ %5‬في سنة ‪ .2021‬في ظل هذه الظروف‪ ،‬من املنتظر أن ترتفع مديونية‬
‫الخزينة من ‪ %65,0‬من الناتج الداخلي اإلجمالي في سنة ‪ 2019‬إلى ‪ %75,3‬في سنة ‪ 2020‬و‪ %75,4‬في سنة ‪.2021‬‬

‫‪ .15‬بالنظر إلى الشكوك القوية التي تحيط بتطور الظرفية االقتصادية على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬سيعمل بنك املغرب على تتبع‬
‫الوضع بشكل وثيق وتحيين توقعاته باستمرار وكذا على وضع سيناريوهات محتملة لتطور الوضع‪ .‬وإذا اقتضت الظروف ذلك‪ ،‬سيعقد‬
‫البنك اجتماعا استثنائيا ملجلسه قبل اجتماعه املقرر في ‪ 22‬شتنبر املقبل‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like