You are on page 1of 10

‫المدينة و الريف‬

‫إعداد سحر الهاللي‬

‫الثامنة أساسي‬
‫‪3‬‬
‫الريف‬
‫ّ‬
‫قصيدة‬
‫ه ّزتــــــك للشعر حنات وأشواق ‪ ¤‬وعاودتك حسـاسـات وأذواق‬

‫منشرح ‪ ¤‬فما عليه من األتراح إغالق‬


‫ٌ‬ ‫اليــوم ص ْدر َك لألفراح‬

‫أقم هنيئا فما في القلب موجدة ‪ ¤‬ونـم قريرا فما بالعين ّإراق‬

‫حياتك في الــــبد ِو َّ‬


‫كلالكائنات به ‪ ¤‬الريح عازف ٌة والروض‬
‫صفاق‬

‫والحقل محتفل األشجـار من طرب ‪ ¤‬تشدو وتهفو بـه ُو ْر ٌقوأوراق‬

‫السـفح منبسط ٌ ‪ ¤‬والماء في جنبات النهر َرقراق‬


‫والنهر في جنبات َّ‬

‫ُّ‬
‫تــحفبــها ‪ ¤‬كأنها في نحـور الغيد‬ ‫وفي الكروم عـناقي ُد‬
‫أطـــواق‬

‫قـطــعان مــن َوعة ‪ ¤‬ضـأن ومعـز وأبقـار‬


‫ٌ‬ ‫وفي المـزارع‬
‫تشدو الـرعاة بسوق للغناء بها ‪ ¤‬وللغناء كمـا للـ ِّ‬
‫شعر أسـواق‬

‫ٌ‬
‫صــــادحـة ‪ ¤‬كأنها في صدى الوديان أبواق‪ ‬‬ ‫لـهم مــزامي ُر بألــحان‬

‫والوحش سلوان في الغابات منطلق ‪ ¤‬والطير جذالن في األوكار زقزاق‬


‫ُ‬

‫الشمس زاهـــــــــرة في كل آونــة ‪ ¤‬كـأن إمساءها في العين إشراق‪ ‬‬

‫ٌ‬
‫إخــبــات وإطــــراق‬ ‫والبــدْ ُر في الليل َي ْبدُو زاهدا ورعا ‪ ¤‬لـه الـى هللا‬

‫ٌ‬
‫طـــــاق فوقه طاق‬ ‫الكـــــــوخ أبهى من األفالك ن ّيرة ‪ ¤‬والقصر يعلوه‬

‫وجـــــوها ل ُعضال الـداء تـرياق‬


‫َّ‬ ‫عيش البوادي نضير ال نظير له ‪¤‬‬

‫محمد العيد آل خليفة‬


‫ّ‬
‫القرية‪:‬‬
‫البرية بجاللها وجمالها‪ ،‬وإشراقها وضيائها‪ ،‬وخضرتها ومائها‪،‬‬ ‫‪        ‬القرية هي ّ‬
‫ورقة هوائها وزرقة سمائها‪.‬‬
‫‪        ‬هي صياح الديك ولثغة الشحرور وتغريد الطيور ومأمأة الخروف وثغاء العنزة‬
‫ومواء القطة ونباح الكلب وخوار البقرة وخرير الساقية وأنين الناي‪ ،‬تتناغم وتنشد‬
‫في تناسق وانسجام‪.‬‬
‫‪        ‬هي رائحة األعشاب والنعناع والبابونج وعبير التفاح والبرتقال‪.‬‬
‫‪        ‬هي الخبز البيتي والحليب الصافي‪ ،‬والعسل الحر‪ ،‬وزيت الزيتون النقي‪.‬‬
‫‪        ‬هي ركوب الخيل والحمير‪ ،‬والبكور إلى الطاحونة لطحن القمح والشعير‪،‬‬
‫وحمل الماء من العين والينبوع والغدير‪.‬‬
‫‪        ‬هي التمسك بالعادات الحميدة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا من إغاثة‬
‫الملهوف واحترام الكبير وإعانة الضعيف ورعاية حقوق الجار‪ ،‬وقد أصبحنا نفتقدها‬
‫في المدينة‪ ،‬لذلك يسميها بعضهم "أخالق القرية"‪.‬‬
‫‪        ‬وال يعرف فضل القرية إال من عاش في المدينة‪ ،‬في بيوت أرضها وسقوفها‬
‫وجدرانها وقلبها حجر‪ ،‬ال يدخلها النور والدفء إال بمقدار‪ ،‬وال يتجدد هواؤها‪ ،‬وال‬
‫يستساغ ماؤها ‪ ،‬وال ترى في كثير من أنحائها شمسها ونجومها وسماؤها‪.‬‬
‫‪        ‬كنـا نهرب إلـى أحضانهـا هربـا مـن قيود الحضارة الزائفـة‪ ،‬لننعـم بالشمـس والهواء والليل والنجوم‬
‫والقمـر والحريـة‪ ،‬فنجـد فيهـا مالذا مـن الصـخب والضوضاء والقلق والتلوث‪ .‬تتجاور فيها المخلوقات دون‬
‫حواجز‪ ،‬فيعيشون معا في هناء وصفاء جنبا إلى جنب‪ :‬الناس‪  ‬الحيوانات والطيور والنباتات‪.‬‬
‫‪        ‬هذه هي القرية التي عرفناها في الماضي‪ ،‬فماذا بقي منها اآلن؟‬
‫‪        ‬أهلهـا ودعوا القناعـة‪ ،‬وفارقوا الوداعـة‪ ،‬وبعضهـم هجرهـا إلـى المدينـة مسـتبدلين ماديتها‬
‫بروحانيتهم وقلقها المزمن بطمأنينتهم‪ ،‬وبعضهم مكثوا فيها وتقاعسوا عن خدمتها‪ ،‬وأرادوا أن يجعلوها‬
‫مدينـة مصـغرة فاسـتبدلوا العمائـر بالدور وأحالوا ترابهـا قارا وخضرتهـا‪  ‬أحجارا وجعلوا بينهـم وبين‬
‫الطبيعة ستارا فتسمم هواؤها وغاض ماؤها‪.‬‬
‫المدينة‬
‫أنوار المدينة‬
‫المصابيح التي‪        ‬‬
‫ُ‬ ‫لعيني‬
‫َّ‬ ‫ضحكت‬
‫ْ‬
‫الليلكالتيجان‪ ‬‬ ‫رؤوس ِ‬ ‫َ‬ ‫‪        ‬تعلو‬
‫المدينة بعدما‪        ‬‬‫ِ‬ ‫أنوار‬
‫ورأيت َ‬‫ُ‬
‫تالقدمان‪ ‬‬ ‫المسير وكل َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪        ‬طال‬
‫وحسبتأن طاب القرار لمتعب‪        ‬‬ ‫ُ‬
‫أمان‪ ‬‬
‫وركن ِ‬ ‫ِ‬ ‫تحنان‬
‫ٍ‬ ‫‪        ‬في ظل‬
‫تبخرت‪        ‬‬
‫ْ‬ ‫فإذا المدينة كالضباب‬
‫كذوبأماني‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫وتكشفلي عن‬ ‫ْ‬ ‫‪        ‬‬
‫الحسبان‪        ‬‬
‫ِ‬ ‫يجر في‬
‫ِ‬ ‫قدر جرى لم‬ ‫ٌ‬
‫أنتظالمة وال أنا جاني‬ ‫ِ‬ ‫ال‬
‫‪        ‬‬

‫إبراهيم ناجي‬
‫ليت لي أن أعيش هذه الدنيا‬

‫الدنيا‪        ‬‬ ‫ّ‬ ‫أعيشهذ ِه‬ ‫َ‬ ‫ليتلي أن‬ ‫َ‬


‫‪َ         ‬سعيدا ً ِب َو ْحدتي وانفرادي‪ ‬‬
‫ِ‬
‫الغابات‪        ‬‬ ‫الجبال‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫أَص ِر ُف ْ‬
‫الع ْم َر في‬
‫الصنوبر الميّا ِد‪ ‬‬ ‫ّ‬ ‫بين‬
‫‪َ         ‬‬
‫يصرف‬
‫‪        ‬‬ ‫ُ‬ ‫ليس لي من شواغل العيش ما‬
‫استماع فؤادي‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪        ‬نفسي عن‬
‫الموت‪ ،‬والحياة َ وأصغي‪        ‬‬ ‫َ‬ ‫أرقب‬
‫ُ‬
‫لحديثاآلزال واآلبا ِد‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪        ‬‬
‫الغاب‪        ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وأغنيمع البالد البالبل في‬ ‫ّ‬
‫وأصغيإلى خرير الوادي‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪        ‬‬
‫طيار‪        ‬‬ ‫َ‬
‫والفجر‪ ،‬واأل َ‬ ‫َ‬ ‫َوأُناجي النُّو َم‬
‫ياء الهادي‪ ‬‬ ‫والض َ‬ ‫هر‪ّ ،‬‬ ‫‪        ‬والن ّ َ‬
‫والفن‪ ،‬أبغيها‪        ‬‬ ‫ِ‬ ‫للجمال‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عيشة ً‬
‫ع ْنأمتَّي وبالدي‪ ‬‬ ‫‪        ‬بعيدا ً َ‬
‫بأحزانيشعبي‪        ‬‬ ‫ِ‬ ‫ال أغنِ ّي نفسي‬
‫الجمال!‪ ‬‬
‫ِ‬ ‫عيش‬
‫َ‬ ‫يعيش‬‫ُ‬ ‫حي‬ ‫ٌّ‬ ‫‪        ‬فهو‬
‫وبحسبي ِم َن األسى ما بنفسي‪        ‬‬
‫ثو ِتال ِد‬ ‫طريف ُم ْستَ ْح َد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪         ‬من‬
‫وبعيدا ً عن المدينة ‪ ،‬والنّاس‪        ،‬‬
‫‪        ‬بعيدا ً عن ل َْغ ِو تلك النّوادي‪ ‬‬
‫السخافة واإلفك‪        ‬‬ ‫معدن ّ‬
‫ِ‬ ‫فهو من‬
‫الهراء العادي‪ ‬‬ ‫‪        ‬ومن ذلك ُ‬
‫هو من خري ِر ساقية الوادي‪        ‬‬ ‫أين َ‬
‫وخفق الصدى ‪ ،‬وشد ِو الشادي‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪        ‬‬
‫نمقها الط َّ ُّل‪        ‬‬
‫الغصون‪َ ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ح ِ‬
‫فيف‬ ‫َو َ‬
‫لألوراد؟‪ ‬‬ ‫‪َ         ‬و َه ْم ِسالنّسي ِم ْ‬
‫هذ ِه ِعيشة ٌ تق ِ ّد ُسها نفسي‪        ‬‬
‫وأدعو لمجدها وأنادي‬ ‫‪ُ         ‬‬

‫أبو قاسم الشابي‬

You might also like