You are on page 1of 5

‫القوقعة تلخيص رواية‬

‫)يوميات متلصص(‬

‫من أبش ع األش ياء ال تي يمكن أن تح دث لالنس ان ه و أن يتع رض لمحاكم ة ظالم ة‪،‬‬
‫فم اذا عن ال ذي ال ُيع رض على المحكم ة من األس اس؟؟ ويتم س جنه ثالث ة عش ر عام اً‬
‫دون أن يعرف السبب؟!‬

‫تتحدث رواية القوقعة عن حياة الكاتب مصطفى خليفة والظلم والقهر والعذاب ال ذي‬
‫تَعرض له في السجن‪ ،‬حيث أنه تم القبض عليه عند عودته الى وطنه الحبيب سوريا‬
‫الموجه له !‬
‫ّ‬ ‫وسجن ثالثة عشر عاما لم يعلم خاللها ما التهمة‬
‫ُ‬
‫بعد أن أنهى الكاتب مصطفى خليفة الدراسة الجامعية في باريس‪ ،‬التي دامت أك ثر‬
‫من ست سنوات في مجال اإلخراج السينمائي‪ ،‬قرر العودة الى أرض الوطن "سوريا"‪،‬‬
‫م ا لبث أن وص ل الى المط ار ح تى تم القبض علي ه من قب ل األمن‪ ،‬وتم أخ ذه الى‬
‫المخ ابرات‪ ،‬وحش ره في دوالب س يارة خ ارجي ليتم تعذيب ه باس تخدام ( الخيزران ه)‬
‫حتى فقد وعيه‪.‬‬

‫عن دما اس تيقظ ب دأ الك اتب يس أل ويستفس ر من أح د رج ال المخ ابرات عن س بب‬


‫القبض عليه و أجابه المخبر مع القليل من الشتائم أنه تابع لنظام اإلخوان المسلمين‪،‬‬
‫ولكن الغريب في الموضوع أن الكاتب مسيحي الديانة وليس له أي شأن مع اإلخوان‬
‫المسلمين‪.‬‬

‫ثم قام رجال األمن بأخذ الكاتب الى مهجع صغير لم ُينظف منذ فترة طويلة وفيه‬
‫الكث ير من الرج ال المعتقلين ‪ .‬في ذل ك المهج ع تع ّرض ألص ناف من الع ذاب ال يمكن‬
‫وصفه حيث أن طريقة النوم في هذا المهجع بشعة جداً‪ ،‬األول يستلقي ويضع ظهره‬
‫على الحائ ط والث اني يس تلقي أمام ه واض عاً البطن على البطن ورأس ك ل واح د منهم ا‬
‫عند أق دام األخر والث الث يس تلقي ويلصق ظهره على ظهر الث اني والراب ع بطن ه على‬
‫بطن الثالث وهكذا ‪.....‬‬

‫وفي بعض االحي ان ال يتس ع المك ان للجمي ع في أتي أح د رج ال األمن ويق وم ب رفس‬
‫المساجين برجله حتى يتسع المكان للجميع‪.‬‬

‫وبع د مكوث ه ثالث ة أي ام في ه ذا المهج ع تم أخ ذ الك اتب والمس اجين الى الس جن‬
‫الصحراوي (تدمر)‪ ،‬وفي هذا السجن قام مساعد الشرطة العسكرية باستقبالهم بطريقة‬
‫بش عة للغاي ة‪ ،‬فق د ام رهم بخل ع مالبس هم بم ا فيه ا مالبس هم الداخلي ة‪ ،‬وق ال لهم بلهج ة‬
‫تملؤه ا الس خرية واالس تهزاء ب أن الع رب مش هورون بالض يافة ل ذلك سيس قيهم من م اء‬
‫البالوع ة الس وداء الق ذرة‪ ،‬ومن ال يش رب سض رب ح تى الم وت حيث أنهم ق اموا بقت ل‬
‫أول سجين بعد أن رفض الشرب منها‪.‬‬

‫هذا كان االستقبال فقط‪ ،‬ثم بدأ التعذيب اليومي للكاتب والمساجين في هذا السجن‬
‫البشع والذي دام ل أكثر من ثالثة عشر عام اً‪ ،‬كل شئ فيه كان يتم بأشكال مذلّ ة من‬
‫الع ذاب والقس وة وال ذ ّل‪ ،‬وبأبش ع الط رق (ك دوالب س يارة‪ ،‬الكرب اج‪ ،‬الكاب ل‪،‬‬
‫والخيزران ه‪ .)...،‬بداي ة م ع حالق ة الش عر‪ ...‬ف حالق ة الش عر تتم م ع الكث ير من‬
‫الض رب والش تائم‪ ،‬ام ا الطع ام في اغلب األحي ان ك ان يق وم رج ال الش رطة "بالبص ق"‬
‫في األك ل كم ا أن الس جناء ال ذين يأخ ذون الطع ام يتم ض ربهم بكمي ات هائل ة‪ .‬ثالث اً‬
‫االستحمام ‪ ...‬فيحق للسجناء االستحمام مرة في األسبوع بحيث يخرجون ركضاً (وهم‬
‫عراة) بين صفين من رجال الشرطة للوصول الى الحمام وأثناء الركض يتم ضربهم‬
‫بشكل متكرر با ستخدام (الكرباج)‪ ،‬كما أن رجال الشرطة ال يتوقفون عن االستهزاء‬
‫بهم اثناء االستحمام‪.‬‬
‫ازداد األمر سوءاً على الكاتب مصطفى خليفة منذ اليوم األول في المهجع بعد أن علم‬
‫الس جناء ان ه مس يحي فظن وه جاسوس اً وك افراً‪ ،‬فلم يتح دثوا مع ه وق اطعوه لم دة عش ر‬
‫سنين ‪ ،‬عشر سنين دون أن يكلم أحد‪ ،‬عشر سنين نسي فيها الكالم‪ ،‬كما أنهم حاولوا‬
‫قتله عدة مرات لكنه نجا‪.‬‬

‫إن تلص ص الك اتب مص طفى ك ان تلصص اً من ن وع خ اص مختل ف تمام اً عم ا ق د‬


‫غطاء على رأسه‪،‬‬
‫ً‬ ‫يتبادر إلى ذهننا‪ ،‬فقد كان يراقب األحداث في السجن بعد وضعه‬
‫ومن قوقعته كان يشاهد الممارسات البشعة للشرطة من الخارج‪.‬‬

‫ففي إحدى المرات اكتشف وجود حفرة صغيرة في المهجع ولم يخبر الس جناء عنه ا‬
‫فك ان يتلص ص من خالله ا على الش رطة في الخ ارج أثن اء تع ذيبهم للس جناء‪ ،‬وتنفي ذهم‬
‫ألحكام اإلعدام‪.‬‬

‫في إحدى أشد السنوات بؤس اً وتعذيباً التي اُطلق عليها اسم " سنة الجوع" بسبب‬
‫يقدم لكل سجين ثالثة حبات من الزيتون وبيضة‬
‫سوء التغذية وقلة الطعام‪ ،‬كان ما ّ‬
‫يقس م على أربعة أشخاص‪ ،‬وبسبب سوء التغذية أصبح السجن‬
‫مسلوقة و رغيف خبز ّ‬
‫مليئاً بالكثير من االمراض(كالسل‪ ،‬والتهاب السحايا وغيرها من األمراض القاتلة ‪،)..‬‬
‫وفيها ازدادت أعداد كبار السن والمشلولين والمجانين‬

‫من أش كال الظلم ال تي ك انت تم ارس هن اك أيض اً ‪ :‬ق رارت المحكم ة الالإنس انية‬
‫بحقهم‪ ،‬حيث أن ه ك ل في ك ل ي وم إث نين و خميس ي أتي رج ال المحكم ة الى الس جن‬
‫ومعهم القاض ي‪ ،‬وبي دهم قائمت ان من األس ماء‪ ،‬فالقائم ة األولى تح وي أس ماء ال ذين‬
‫سيتوجهون للمحكمة في هذا اليوم‪ .‬وفي األغلب المحكمة ال تدوم أكثر من دقيقة لكل‬
‫الحكم ثم يحكم عليهم باألع دام‪ ،‬أم ا القائم ة الث اني‬
‫متهم منهم‪ ،‬فق ط يلقي القاض ي علي ه ُ‬
‫تحمل أسماء الذين سيتم إعدامهم دون محكمة‪.‬‬
‫في المهج ع الكالم ممن وع اال ب الهمس كم ا أن ه ممن وع النه وض من الف راش ويمن ع‬
‫القيام بأي تصرف يزعج رجال الشرطة ومن يقوم بأي منها فإنهم يعاقبونه بجلدة‬
‫‪ 500‬جلدة وايضاً كانوا يمنعون الصالة منعاً باتاً ومن كان يصلي يتم قتله‪.‬‬

‫أما االتصال بين المهاجع فكان يتم عبر طريقة (المورس) وهي عبارة عن الدق‬
‫على الحائط وألن جميع المهاجع ملتصقة ببعضها فكان من السهل االتصال بين‬
‫السجناء كثيراً‪ .‬فدقة على الحائط‪...‬دقتان‪ ...‬دقة قوية و دقة ضعيفة‪.‬‬

‫ومن إح دى قص ص الس جناء هن اك قص ة رج ل كب ير في العم ر تم القبض علي ه‬


‫أبناءه الثالثة (سعد و سعيد و أسعد) أنفسهم ولكن ابناءه لم يسلموا‬
‫كرهينة حتى يسلم َ‬
‫اءه ك انوا‬
‫أنفس هم وتم وض عه في الس جن الص حراوي ولكن م ا لم يكن يعلم ه أن ابن َ‬
‫مسجونين معه في نفس السجن منذ سنوات كثيرة‪ ،‬حتى في يوم من االيام انتبه مدير‬
‫الس جن على تش ابه األس ماء‪ ،‬فجمعهم أربعتهم في مكتب ه وانه اروا جميع اً بالبك اء‪ ،‬ثم‬
‫قرر مدير السجن اعدام ‪ 3‬منهم وعلى األب اختيار الناجي الوحيد فاختار أسعد النه‬
‫ابناءه معه في نفس المهجع‬
‫الوحيد الذي لم يتزوج‪ ،‬ثم طلب األب من المدير ان يضع َ‬
‫اؤه‪ .‬وبع د م رور ف ترة قص يرة اتى إح د رج ال االمن‬
‫وواف ق الم دير وف رح األب وابن ُ‬
‫ومع ه قائم ة اإلع دام واس ماء ال ذين س يتم اع دامهم وهم (س عد و س عيد وأس عد) فجهش‬
‫اءه وك ل الس جناء في المهج ع اجهش وا بالبك اء مع ه‪،‬‬
‫األب بالبك اء ومن ثم ودع ابن َ‬
‫وترجى األمن ان يأخذوه بدالً من أسعد لكنهم صدوه وتم تنفيذ حكم األعدام ‪.‬‬

‫وفي اح دى الم رات تمت زي ارة إلح د المس اجين في مهج ع الك اتب وبع دما ع اد من‬
‫الزيارة عاد وهو متفاجئ بحيث أن كل زيارة ال تتم إال بتقديم كيلو من ذهب إذ تقوم‬
‫ام الس جين بإعطائه ا لزوج ة رئيس الس جن‪ ،‬وعن طري ق التواص ل بين المه اجع ع بر‬
‫(الم ورس) ت بين ان ه ق د تمت ‪ 653‬زي ارة أي ق ّدم م ا يق ارب ‪ 653‬كيل و ذهب ل رئيس‬
‫السجن!!‬

‫وبعد مرور أكثر من ثالثة عشر عاماً وبعد أن رأى أصنافاً من العذاب في سجن‬
‫مدة ليست كالتي قضاها في‬
‫تدمر ُينقل إلى سجن صيدنايا‪ ،‬وهناك وبعد أن يقضي ّ‬
‫ويخرجه من السجن‪.‬‬‫يتدخل أحد أقربائه الذي كان َيشغ ُل منصب وزير ُ‬
‫سجن تدمر ّ‬

‫ثالث ة عش ر عام اً س رقت مس تقبل الك اتب مص طفى خليف ة و جمي ع أحالم ه وأماني ه‪،‬‬
‫دخل الى السجن في عز شبابه وخرج يمأل الشيب رأسه فقط بسبب نكتة‪ .‬أول خططه‬
‫من بع د الخ روج ك انت لق اء أم ه وأبي ه‪...‬ذهب اليهم ولكن لم يج دهم واذا بأح د أقربائه‬
‫يخبره بأنهما توفيا ومنذ هذه اللحظة قرر أن يخرج من هذه البلد‪.‬‬

You might also like