Professional Documents
Culture Documents
بحث الاستراتيجية الدولية لمكافحة الارهاب المعدل 25 1 2019
بحث الاستراتيجية الدولية لمكافحة الارهاب المعدل 25 1 2019
ملخص الدراسة
ه دفت الدراس ة التع رف إلى االس تراتيجية الدولي ة لمكافح ة اإلره اب ،واس تخدمت الدراس ة
المنهج الوصفي التحليلي ،وتوصلت الدراسة لعدة نتائج من أهمها:
ال يوجد تعريف دولي موحد لمفهوم ظاهرة اإلرهاب ،ويمكن تعريفه بأنه استخدام العنف -
والق وة في إط ار منظم ،وغ ير مش روع ،يرتكب ه ف رد أو دول ة ض د أش خاص ،هيئ ات ،أو
مؤسسات ،أو ممتلكات تابعة لها بهدف التأثير على السلطة أو المدنيين ،وذلك من خالل
نشر الرعب والخوف ،من أجل تحقيق أهداف معينة ،سواء أكانت سياسية أم اقتصادية،
أم اجتماعية ،وأن يكون هذا االستخدام للقوة والعنف لغير الدفاع عن النفس ،أو الدين أو
مقاومة العدوان والتحرر من االحتالل.
أن ظ اهرة االره اب ظ اهرة خط يرة ج داً فهي تس تهدف ب ني البش ر والممتلك ات العام ة -
والخاصة وتدمر مصالح الدول والمجتمع وتعد من أخطر االعمال التي تهدد األمن والسلم
في العالم.
أعدت األمم المتحدة العالمية استراتيجية لمكافحة اإلرهاب من أجل تحسين الجهود -
الوطنية واإلقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة اإلرهاب ،وفي تاريخ 8أيلول 2006
اعتمدت الدول األعضاء تلك االستراتيجية.
على ال رغم مم ا تم اتخ اذه عالمي اً من ت دابير في اط ار االتفاقي ات الدولي ة ،فإن ه م ا لم يتم -
التغلب على معوق ات التع اون ال دولي في مج ال مكافح ة االره اب فسيض ل اث ر تل ك
االتفاقيات محدوداً.
ض رورة وض ع تعري ف ق انوني لإلره اب بعي داً عن االعتب ارات السياس ية ,له ذه الظ اهرة -
وبالشكل الذي يحدد طبيعتها واسبابها.
2
أهمي ة التغلب على جمي ع الص عوبات ال تي تعي ق عم ل المؤسس ات الدولي ة لمكافح ة -
االرهاب.
ض رورة وض ع ح دود وق وانين لت دخل األمم المتح دة في ش ئون ال دول ،ح تى ال يك ون -
االرهاب ذريعة لهذا التدخل.
أن تق وم ال دول وبالتع اون م ع هيئ ة األمم المتح دة بمس ؤولياتها في القض اء الت دريجي على -
األسباب الكامنة وراء اإلرهاب.
أهمية تفعيل دور وسائل اإلعالم في توعية الشباب لآلثار السلبية لإلرهاب. -
3
اإلطار العام للدراسة
مقدمة
تُعد ظاهرة اإلرهاب المتزايدة في العالم من أخطر أشكال التهديدات األمنية التي تواجه الدول
ألنه ا تس تهدف في ج انب مهم منه ا أمن واس تقرار ومس تقبل مجتمعاته ا الس يما إذ جم ع الفع ل
اإلرهابي بين مط امع وأه داف القوى الخارجي ة ال تي ال تريد استخدام أدواته ا المباش رة وإ نما
باالعتم اد على محرك ات في خل ق األزم ات داخ ل ال دول المس تهدفة أو اس تغالل ح دودها أو
الظ روف السياس ية المحيط ة أو في أحي ان أخ رى تف رق في لحم ة ونس يج المجتم ع داخ ل تل ك
الدولة وقد يشجع فئة من فئاته إلى سلوك يلحق الضرر في المجتمع مما يهدد سالمته بما في
ذلك استخدام العنف وصوالً لتحقيق أهداف سياسية أو مصالح فئوية قد تنعكس في جانب منه ا
1
خدمة ألطراف خارجية إقليمية أو دولية.
وعليه فقد أصبح اإلرهاب خطراً حقيقياً يواجه الوجود البشري وحضارته وإ نجازاته خاصة،
وأن األنش طة اإلرهابي ة أص بحت تم ارس وعلى نط اق واس ع ع بر الزم ان وع بر المك ان في
الماضي والحاضر والمستقبل .وهي تمارس في الشمال كما تمارس في الجنوب ،نشهدها في
الش رق كم ا نش هدها في الغ رب ،وليس ه ذا فحس ب ،ب ل إن خط ورة اإلره اب ت زداد أيض ا
بالنظر إلى األعداد الكبيرة جداً من المنظمات اإلرهابية التي تمارس اإلرهاب الذي ينطوي
على عنف غير محدود وغير مقيد بقانون أو بأخالق ،وبالنظر إلى تعقد تنظيم وسرية نشاط
ومعدات.
عبد الرزاق الدليمي ،الدعاية واإلرهاب ،الطبعة األولى ،دار جرير للنشر والتوزيع ،عمان ،2010 ،ص 1
.17
4
وللجريم ة اإلرهابي ة آث ار ع دة ،حيث ت ؤثر ه ذه الجريم ة على بن اء المجتم ع؛ بس بب تأثيراته ا
وأدى انتش ار ظ اهرة اإلره اب إلى ض رورة إيجــاد إرادة وتوافــق دول يين للتص دي له ا ،فك ان
لزاماً على ُمنظمة األمم المتحدة بحكم أهداف ومقاصد ميثاقها أن تضع ُمكافحة اإلرهاب على
رأس أولوياتها .كما لعبت العديد من المنظمات اإلقليمية األخرى دوراً هام اً في ُمواجهـــة هذه
الظاه ــرة اآلثمــة التي باتت تهــدد األسرة الدولي ــة وتــروع المدنيين األبريــاء.1
ومن هنا جاء هذا البحث ليسلط الضوء على االستراتيجية الدولية لمكافحة االرهاب.
ثانيا:مشكلة البحث:
أص بح اإلره اب من بين أخط ر الظ واهر ال تي ته دد أمن واس تقرار المجتمع ات المعاص رة،
فاإلره اب س لوك مه دد للبش رية يتس م بعدواني ة بش عة تط ول األف راد والجماع ات والمؤسس ات
على حد سواء ،يتصاعد بمعدل رهيب ،آثاره واضحة على فئات واسعة من البشر بل وعلى
المصير البشري برمته ،وهنا تكمن خطورة هذه الظاهرة ،حيث تترك مخلفات عديدة تشكل
خطراً على البناءات المختلفة للمجتمع الذي تنتشر فيه.2
وقد أدركت الدول والمنظمات الدولية مدى ما يشكله اإلرهاب من خطر واضح منذ ثالثينيات
القرن الماضي ،وقد كرست كافة الدول والمنظمات الدولية الجهد الكبير من أجل التعاون فيما
بينه ا من أج ل محارب ة ومكافح ة اإلره اب .األم ر ال ذي ي دعو إلى ض رورة البحث الط رق
الدولية لمكافحة االرهاب ،ويمكن تلخيص مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس:
ما االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب؟
مرصد مكافحة اإلرهاب ،ضحايا العمليات اإلرهابية ,وآليات الدعم القانوني ،الفيدرالية العربية لحقوق 2
إثرا المكتبة العربية والمساهمة بكل ما يستخلص من نتائج علمية في االستراتيجية الدولية -2
لمكافحة اإلرهاب.
ستفيد هذه الدراسة المهتمين بموضوعها والباحثين في مثل هذا الموضوع. -3
-2لفت انتب اه ص ناع الق رار في ال دول ال تي تتع رض لإلره اب ألهمي ة دور المجتم ع ال دولي في
مكافحة اإلرهاب.
تكمن أهمي ة الدراس ة للب احثين في أنه ا ستس اعدهم في الحص ول على درج ة البك الوريوس -4
في تخصص القانون الدولي.
6
سادسا :منهج البحث:
نظ راً لطبيع ة موض وع البحث الح الي (الط رق الدولي ة لمكافح ة اإلره اب) وتحقيق اً أله داف
البحث فقد اعتمد الباحث في إجراء هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي والذي يقوم على
دراسة الواقع ،ويهتم بوصفه وصفاً دقيق اً ،ومن ثم تحليلها تحليالً دقيق اً للحصول على النتائج
المرجوة.
7
المبحث األول
ماهية اإلرهاب
تمهيد وتقسيم:
ال بد بداية قبل تناول االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب التعرف إلى ماهية اإلرهاب ،من
حيث مفهوم ه في اللغ ة واالص طالح ،والتعري ف السياس ي وال دولي لإلره اب ،ومعرف ة ت اريخ
اإلرهاب ،كما وال بد من التعرف إلى أشكال اإلرهاب وصوره من عدة اتجاهات ،وتم تقسيم
هذا المبحث إلى مطلبين كما يلي:
ونَنا َر َغًبا َو َر َهًبا}(.)4 ون}( ،)3كما ورد أيضاً ِ{ :إَّنهم َك ُانوا يس ِارعون ِفي اْل َخ ْير ِ
ات َوَي ْد ُع َ فَ ْار َهُب ِ
َ َُ ُ َ ُْ
ون بِ ِه
كم ا ي أتي اإلره اب في الق رآن الك ريم بمع نى ال ردع العس كري فق د ورد { :تُْر ِهُب َ
ين ِم ْن ُدونِ ِه ْم}( )5أم ا في اللغ ات األخ رى ف إن اإلره اب ي أتي بمع نى َع ُد َّو اللَّ ِه َو َع ُد َّو ُك ْم َوآ َ
َخ ِر َ
-ابن منظور المصري ،لسان العرب ،المجلد األول ،بيروت للطباعة والنشر ،1995 ،ص.174 1
8
رعب وتع ني خوف اً أو قلق اً متناهي اً أو تهدي د غ ير م ألوف وغ ير متوق ع ،وق د أص بح ه ذا
المصطلح يأخذ معنى جديد في الثالثين عاماً األخيرة وتعني استخدام العنف وإ لقاء الرعب بين
الناس.
الفرع األول :تعريف اإلرهاب من منظور سياسي:
عرف اإلرهاب من وجهة النظر السياسية بعدة تعريف منها:
1
ُي ّ
هي أعمال العنف التي ترتكب من أفراد أو التي تعرض للخطر أرواح اً بشرية بريئة أو
تؤدي لها أو تهدد الحريات األساسية.
جريمة ذات أهمية دولية وهي ترتكب من شخص غير شرعي أو يسبب إضرار بالبدن
أو يخط ف شخص اً آخ ر أو يح اول ارتك اب مث ل ه ذه األفع ال أو يش ترك م ع ش خص
ي رتكب أو يش رع في ارتك اب ه ذه الج رائم ،وأن مش روعية الس بب ال تض في الش رعية
ذاتها على استخدام أشكال معينة من العنف بصفة خاصة ضد األبرياء.
واإلرهاب هو من يلجأ إلى العنف غير القانوني أو التهديد لتحقيق أهداف سياسية سواء
من الحكوم ة أو األف راد والجماع ات الثوري ة المعارضة( ،)2وق د بلغت أهمي ة تعري ف الظ اهرة
اإلرهاب صداً كبيراً دفع الدول إلى إقامة المؤتمرات ،الندوات ،وعناصره ،ومسبباته وعموم اً
ظهر في هذا السبيل اتجاهات الدول االتجاه األول االتجاه المادي والثاني هو االتجاه المعنوي
أو القائي.
أوالً :االتجاه المادي في تعريف اإلرهاب -:
يق وم األس اس الم ادي في تعري ف اإلره اب على الس لوك المك ون للجريم ة أو األفع ال
المكون ة له ا .وطبق اً ل ذلك يع رف اإلره اب بأن ه عم ل أو مجموع ة من األفع ال المعين ة ال تي
تهدف إلى تحقيق هدف معين( )3وقادة هذا اإلرهاب أي مفهومة إلى تعريف اإلرهاب باالستناد
إلى تع داد الج رائم ال تي تع د إرهابي ة دون البحث في الغ رض أو اله دف من العم ل اإلره ابي.
وفي هذا االتجاه يذهب (بروس بالمر) إلى ان اإلرهاب قابل للتعريف فيما إذا كانت األعمال
محمد عوض الترتوري ،وأغادير جويحان ،علم اإلرهاب األسس الفكرية والنفسية واالجتماعية والتربوية 1
-أحمد جالل عز الدين ،اإلرهاب والعنف السياسي ،كتاب الحرية ،رقم ،10مارس ،1986ص.26 3
9
التي يصفها معناه ،يجري تعدادها وتعريفها بصورة دقيقة وبطريقة موضوعة دون تمييز فيما
يتعلق بالفاعل مثل األفراد ،واألعضاء والجماعات السياسية ،وعمالء دولة من الدول( .)1ومن
ثم ذهب أنصار هذا األسلوب إلى االنتقاء بتعداد األعمال أو األفعال التي تعد إرهابية كالقتل،
واالغتي ال ،والخط ف ،واحتج از الره ائن واتج ه ج انب من الطبق ة إلى تحدي د ص فات معني ة
للجرائم اإلرهابية لتميزها عن غيرها وعدم االلتقاء بالتعداد الحصري ومن تلك الصفات على
سبيل المثال-:
-1إن األعم ال اإلرهابي ة تتص ف بأعم ال العن ف ،أو التهديدي ة ،وأض اف إلى بعض إلى ه ذه
الصفات ،أن يكون العنف غير مشروع.
-2أن يتض من ه ذا العن ف أح داث ال رعب ،أو التخوي ف ويق وم به ا ال دور األداة أو الوس يلة
المستخدمة في العمل اإلرهابي.
-3أن يكون العمل منسقاً ،ومنضماً ،ومستمراً على ذلك فعمل االغتيال الذي ال يكون جزء من
نشاط منظم ال يعد إرهابياً.
-وداد ج ابر غ ازي ،اإلره اب وأث ره على الع رب في مجل ة الع رب والمس تقبل ،الجامع ة المستنص رية، 1
-هيثم المناع ،اإلرهاب وحقوق اإلنسان ،دراسة مقدمة إلى مجلة التضامن الغربية ،1990 ،ص.52 3
10
غير ان هذا التعريف يشكل نوع من التطابق بين الجريمة السياسية واألعمال اإلرهابية،
وهو أمر غير مقبول لما يقود إليه ذلك من تحقيق العقوبة وعدم إمكان تسليم المجرمين (،)1
فإذا كان الغرض السياسي عنصراً مهم اً في الجريمة اإلرهابية فهو ليس المعيار الوحيد في
تمييزها ،وذهب البعض إلى التركيز على عناصر أخرى في تعريف منها الوسائل القادرة أي
استخدام الوسائل القادرة على إحداث حالة من الرعب والفزع بقصد تحقيق الهدف أي اً كانت
صورته سياسياً أو دينياً أو عقائدياً أو عنصرياً وفي هذا إخراج الجريمة السياسية وال تي يمكن
أن تحصل دون اللجوء إلى العنف.
يكتب ال دكتور إم ام حس انين عط ا اهلل ((إنن ا نش ايع ال رأي ال ذي ي رى ان اإلره اب ه و
طريقة أو األسلوب فهو سلوك خاص وليس طريقة للتفكير أو وسيلة للوصول إلى هدف معين
ويؤي د ذل ك فاإلره اب ه و األس لوب أو الطريق ة المس تخدمة وال تي من طبيعته ا أث ار ال رعب
والفزع بقصد الوصول إلى الهدف النهائي))(.)2
ونرى ان هذا التعريف مقبول إلى الحد الكبير فهو يتضمن العناصر الواجب مراعاتها
في تحدي د مض مون األعم ال اإلرهابي ة وتمييزه ا .وان من المهم التأكي د على ان تك ون أعم ال
العنف تلك أعماالً غير مشروعة لتميز الفعل اإلرهابي عن أعمال العنف المشروعة كاألعم ال
المقاومة والكفاح المسلح .ومن ثم يمكن تحديد عناصر تعريف الجريمة اإلرهابية فيما يلي:
-محم د م ونس محب ال دين ،اإلره اب والعن ف السياس ي ،مجل ة األمن الع ام ،ع دد ،94س نة 24يولي و 2
،1981ص.274
-فكري عطا اهلل عبد المهدي ،اإلرهاب الدولي ،المتفجرات ،المرجع السابق ،ص.14 3
11
هو استخدام العنف والقوة في إطار منظم ،وغير مشروع ،يرتكبه فرد أو دولة ضد أشخاص،
هيئات ،أو مؤسسات ،أو ممتلكات تابعة لها بهدف التأثير على السلطة أو المدنيين ،وذلك من
خالل نشر الرعب والخوف ،من أجل تحقيق أهداف معينة ،سواء أكانت سياسية أم اقتصادية،
أم اجتماعي ة ،وأن يك ون ه ذا االس تخدام للق وة والعن ف لغ ير ال دفاع عن النفس ،أو ال دين أو
مقاومة العدوان والتحرر من االحتالل. 1.
تاريخ اإلرهاب
إذا كان العنف قد بدأ مع بداية الحياة االجتماعية للبشرية ،وفق اً للقاعدة األساسية التي
كانت تسير عليها الحياة في الغايات وفي الحياة األولى وهي قاعدة (البناء لألقوى) إال انه مع
بداية الحياة االجتماعية والمدنية والحضارية ظهرت بعض القيود على هذه القاعدة األساسية.
بدأ اإلرهاب مع بداية البشر توارثوه جيالً بعد جيل .فمنذ الخليقة واإلنسان يعيش فساداً وسفكاً
اء { :أَتَ ْج َع ُل ِفيهَ ا َم ْن ُي ْف ِس ُد ِفيهَ ا َوَي ْس ِف ُ
ك ال ِّد َم َ لل دماء ولع ل ذل ك م ا دف ع المالئك ة إلى الق ول
()2
ك}(.)3 ِّح بِ َح ْم ِد َ
ك َوُنقَ ِّد ُس لَ َ َوَن ْح ُن ُن َسب ُ
كما انتشر في بعض التاريخ العربي ما يمكن أن نطلق عليه بإرهاب الدولة والذي تجلى
بأعمال القتل والسبي أبان الحكم األموي كما عرف الحجاج بن يوسف الثقفي انه كان يعرض
جثث المقاتالت من الخوارج عارية في األسواق لردع النساء من االنضمام إليهم(.)4
أم ا اإلره اب بمعن اه الح ديث فلم يظه ر إال في المج ازر ال تي أعقبت الث ورة الفرنس ية
وال تي أدت إلى قت ل أك ثر من أربعين أل ف إنس ان( ،)5واألعم ال اإلرهابي ة ال تي ح دثت ببعض
ال دول ومنه ا األعم ال اإلرهابي ة ال تي ق امت به ا العص ابات الص هيونية في فلس طين ،وك ذلك
مجازر الصرب في كوسوفو والبوسنة.
أبوعين ،جمال زايد هالل ،اإلرهاب وأحكام القانون الدولي ،الطبعة األولى ،عالم الكتب الحديث للنشر 1
-هيثم المناع ،اإلرهاب وحقوق اإلنسان ،دراسة مقدمة إلى المجلة الغربية ،1990 ،ص.52 4
-وداد جابر غازي ،اإلرهاب وأثره على العرب ،مجلة العرب والمستقبل تصدرها جامعة المستنصرية، 5
-إسماعيل الغزال ،اإلرهاب والقانون الدولي ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ،1990 ،ص.19 1
-عدنان سليمان األحمد ،قضايا معاصرة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،1991 ،ص.143 2
13
إرهاب داخلي وهو اإلرهاب الذي يقتصر نشاطه على دولة أو مجتمع واحد. -1
إره اب خ ارجي يتس ع نط اق المنظم ات اإلرهابي ة في ه لض رب أك ثر من ش عب أو دول ة -2
وتقوده منظمات إرهابية عالمية ودولة(.)1
رابعاً :اإلرهاب من حيث أسبابه:
يمكن تص نيف اإلره اب أخ يراً من حيث األس باب وال دوافع إلى ارتك اب الجريم ة
اإلرهابية ويمكن أن يقسم اإلرهاب إلى:
اإلرهاب السياس6ي -:وه و اإلره اب الغ الب حص وله على المس توى ال داخلي وغالب اً م ا -1
تلج أ إلي ه طبق ة معين ة أو فئ ة اجتماعي ة مم ا ي دافع الس يطرة على الطبق ات أو الفئ ات
األخ رى وإ خض اعها وغالب اً م ا يق ود ه ذا الن وع من اإلره اب إلى نش وب االض طرابات
والحروب األهلية والصراعات الداخلية ،فالفريق الحاكم يعمل على االحتفاظ بالمكاسب
واالمتيازات التي يجنيها من وراء وجوده في السلطة بينما الفريق اآلخر يحاول تحدي
الفريق الحاكم وإ جباره على التنازل والتخلي عن مكاسبه وامتيازاته(.)2
اإلرهاب االقتصادي -:يمارس اإلرهاب االقتصادي على المستوى الداخلي عندما تعمل -2
الدول ة أو الفئ ة الحاكم ة لص الح م يزة أو لفئ ة تس تند إليه ا وغالب اً م ا تك ون أقلي ة في
مواجه ة األكثري ة كم ا ق د تحتك ر الس لطة الحاكم ة الوظ ائف الرئيس ة لألش خاص ال ذين
يتبعونه ا وال ينس بون له ا ووالء وتمنحهم س لطة الق رار مم ا يخل ق الش عور ل دى الفئ ة
المحرومة يتحيز الفئة الحاكمة مما يثير االضطرابات والتظاهر واالحتجاجات(.)3
نجاتي سيد أحمد ،الجريمة السياسية ،دراسة مقارنة ،القاهرة ،1982 ،ص.12 1
14
المبحث الثاني
دوافع اإلرهاب وآثاره
تمهيد وتقسيم:
بدأت ظاهرة اإلرهاب بالتزايد في السنوات األخيرة زيادة كبيرة ،وترجع هذه الزيادة إلى عدد
من الدوافع السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،كما وأن ظاهرة اإلرهاب لها آثاراً سلبية
كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وأيضاً بيئية ،وهذا ما سنتناوله في هذا المبحث الذي
قسمنا إلى مطلبين هما:
وهي ال دوافع ال تي يتص ف اإلره اب (بالسياس ة) وهي أك ثر األس اليب واألس باب ش يوعاً
وأسندها ضراوة وخطراً وأكثرها دموية ،تلك الدوافع ال تعتبر وليدة المصادفة ،وإ نما تعتبر
أفك ار أيديولوجي ة معين ة ه دفها تحقي ق ه دف سياس ي مح دد لتغي ير نظ ام الحكم أو طبيع ة
العالقات السياسية واالجتماعية داخل المجتمع وتتميز بوجود هدف أي يسعى إلى لتحقيقه من
ج راء فعل ه اإلج رامي ال ذي يرس مه ل ه غ يره ض من أيديولوجي ة معين ة مخط ط له ا وه دف
مس تقبلي اإلره اب يس عى اإلره اب المنظم إلى تحقيق ه وأهمي ة التمي يز بينم ا تك ون عن د رس م
15
السياس ة المن ع والقم ع .وق د تك ون دواف ع التعص ب لمب دأ فك ري أو أي ديولوجي أو دي ني (،)1
وتح اول فئ ة أو جماع ة اجتماعي ة ممارس ة اإلره اب والعن ف ض د الفئ ات األخ رى من أج ل
فرض هيمنتها الفكرة واأليديولوجية على المجتمع.
هو تحقيق أهداف سياسية بضغط العمليات اإلرهابية ،فمعظم العمليات اإلرهابية وأعمال
العنف تكمن ورائها دوافع سياسية مثل السيطرة االستعمارية لبعض الدول والتفرقة العنصرية
والفعل العنصري (األبارتهيد) ومقاومة االحتالل ومحاولة الحصول على حق تقرير المصير
الشعب واقع تحت ضغط االحتالل أو األعمال العنف من دولة من الدول( .)2ومن هذه الدوافع
ان ه تح اول مجموع ة تنبي ه ال رأي الع ام الع المي إلى قض ية سياس ية أو محاول ة اإلف راج عن
مجموع ة من الس جناء في س جون الدول ة أو إجب ارهم الدول ة على تغي ير سياس ة معين ة في
مواجهة إقليم معين من أقاليمها .ومن جانب آخر قد تمارس الدولة األعمال اإلرهابية والعنف
ض د ش عب معين والف رار منه ا س واء إلى من اطق أخ رى في نفس الدول ة أو إلى خ ارج ح دود
هذه الدولة ،فالعمليات اإلرهابية ذات الدافع السياسي هدفها في النهاية هو الوصول إلى قرار
سياس ي بمع نى إرغ ام دول ة أو جماع ة سياس ية على اتخ اذ ق رار معين أو االمتن اع عن ق رار
تراه في مصلحتها ،وما كانت تتخذ أو تمتنع عنه إال بضغط العمليات اإلرهابية(.)3
وان العملي ات اإلرهابي ة ذات ال دافع السياس ي هي ال تي تث ير كث يراً من الج دل بش أن
مش روعية ه ذه العملي ات من جه ة النظ ر القانوني ة .فمعظم ه ذه العملي ات تتم بع د إغالق كاف ة
الطرق العادية القانونية الشرعية السلمية.
ومن هن ا يج د الط رف المظل وم نفس ه مض طراً في بعض األحي ان إلى اللج وء لمث ل ه ذه
األعم ال اإلرهابي ة ألنه ا الس بيل الوحي د للتعب ير عن رأي ه أو للحص ول على حق ه أو إلعالن
قضيته للرأي العام العالمي(.)4
شيوع اإلرهاب الدولي ال يخلو من أسباب أو دوافع سياسية أهمها في اآلتي -:
-على حسن عبد اهلل ،الباحث وأثره في المسؤولية الجنائية ،الزهراء لإلعالم ،1986 ،ص.336 1
-نبيل حلمي ،اإلرهاب الدولي وفقاً لقواعد القانون الدولي العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة،2004 ، 2
ص.14
-ثائر إبراهيم الجهماني ،مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي ،دمشق ،1998 ،ص.94 3
-عبد الرحيم مقداد ،اإلرهاب وأكاذيب وحقائق ،دار دمشق ،ط ،1968 ،1ص.40 4
16
التن اقض الفاض ح بين م ا تحض علي ه مواثي ق النظ ام السياس ي ال دولي من مب ادئ وم ا -1
تدعو إليه من قيام إنسانية ومثاليات سياسية رفيع ة ،وبين ما تتم عنه سلوكياته الفعلية
والتي ترقى به إلى مستوى التنكر العام لكل تلك القيم والمثاليات ،هذا التناقض مدعاة
لظهور بعض الممارسات اإلرهابية الدولية كصرخة اجتماع مدوية على ما يحمله هذا
التناقض الصارخ بين القول والفعل من معان.
افتق ار النظ ام السياس ي ال دولي إلى الح زم في ال رد على المخالف ات واالنتهاك ات ال تي -2
تتعرض لها مواثيقه بعقوبات دولية شاملة ورادعة ضد هذا المظهر الخير من مظاهر
العبث.
ان التس يب ال دولي ه و ال ذي يفتح المج ال واس عاً أم ام إخطب وط اإلره اب ال دولي ال ذي
يجمع في صفوفه بين القتلة والمحترفين والمرتزقة المأجورين وغيرهم من المغرر بهم ديني اً
أو سياسياً أو عقائدياً ،وتشجيعه على التمادي في احتقار القانون الدولي ،واالعتداء على سيادة
ال دول واإلس اءة إلى حقوقه ا ومص الحها المش روعة بوس ائل ت دينها األخالقي ات ،واألع راف
الدولية كالتهديد والتشهير واالبتزاز والقتل واختطاف الطائرات وتعذيب الرهائن من المدنيين
العزل األبرياء ،ان هذا التخاذل الدولي في رأي أصحاب هذا التغير قد ينتهي بكارثة دولية ال
حدود لها(.)1
-الدوافع االقتصادية :
تعد حال ة البؤس والفاقة التي يعيش ها األفراد وكذلك حالة التشرد والضياع التي يعيش
به ا ه ؤالء خ ارج أوط انهم ك انت وراء من العم ال اإلرهابي ة ال تي ته دف إلى رف ع الظلم
واالض طهاد عنهم كم ا ان المش كالت االقتص ادية المتنوع ة تنتج عن ع دم إش باع النس ق
االقتصادي ورغبات األفراد االقتصادية واالجتماعية حيث الفقر والبطالة التي ظهرت نتيجة
التح والت السياس ية واالجتماعي ة واالقتص ادية ومن أب رز ال دوافع ال تي ترب ط تب اين المس توى
المعاشي ومستوى الدخل بين طبقات المجتمع( ،)2فض الً عن الطمع واالنتشار الذي يؤدي إلى
الخل ل في الت وازن االقتص ادي واالجتم اعي ك ذلك االنفت اح المتزاي د في مع دالت التض خم
-زكريا أحمد ،سلوك اإلنسان بين جريمة العدوان واإلرهاب ،مصدر سبق ذكره ،ص.245 1
-محم د م ؤنس محي ال دين ،اإلره اب على المس توى اإلقليمي (االس تراتيجية األمني ة) بحث منش ور في 2
عبود السراج ،شرح قانون العقوبات االقتصادي في التشريع السوري المقارن ،منشورات جامعة دمشق، 1
،1993ص.156
عبود السراج ،شرح قانون العقوبات االقتصادي في التشريع السوري المقارن ،المصدر السابق ،ص 2
.156
18
دع اة اإلره اب والفوض ى عن دما ال تت اح ل ه فرص ة العم ل الش ريف ،وعن دما يض جر عن
الحصول على سكن مالئم(.)1
حليم بركات ،المجتمع العربي المعاصر ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،1991 ،ص.14 1
19
من أبنائها ،كما قد يترتب على اإلجراءات التي تتخذها الدولة لمواجهة اإلرهاب أن يحجم
المستثمرون عن توظيف أموالهم في مجتمع ال يتمتع باألمان.1
آث6ار اجتماعي66ة :حيث ت زداد مع دالت البطال ة نتيج ة تقلص االس تثمار ،باإلض افة إلى وف اة -2
أف راد من عوائ ل بعض األس ر ،كم ا ت ؤدي إلى ح دوث عج ز لبعض المص ابين ،وه و م ا
يؤثر على مستوى الدخول لعدد من األصر التي يعمل أفرادها بالمشاريع التي أضيرت
من اإلرهاب.
كم ا ت ؤثر س لبياً على الق درة االقتص ادية للدول ة نتيج ة إع ادة بن اء األم اكن ال تي ه دمت،
وإ ج راءات األمن والتعويض ات للمتض ررين ،وبالت الي على ق درة الدول ة على االنف اق
االجتم اعي ،كم ا ت ؤدي العملي ات االرهابي ة إلى زي ادة نس بة البطال ة نتيج ة ط رد الع رب
والمسلمين من بالد الغرب ،وغلق هذه الدول أمامهم.2
آث 66ار أمني 66ة :حيث ي ؤدي اإلره اب إلى اإلض رار ب األمن وتش ويه ص ورته ،وزعزع ة -3
االس تقرار ،حيث يض عف إحس اس الن اس باألم ان ،كم ا تزداد إج راءات األمن مما يضيق
على الناس ،وإ شاعة حالة من الخوف والرعب والهلع في نفوس الناس ،وعقولهم تخلعهم
من اإلطار العام الذي اعتادوه وألفوه ورضوا عنه لحياتهم ونظامهم وثقافتهم.3
آثار سياسية :حيث تؤدي العمليات اإلرهابية إلى ضعف النظام السياسي ويتجلى ذلك في -4
إض عاف جه ات األمن ،وأحيان اً الت دخل األجن بي لحماي ة المص الح الخاص ة أو التحقي ق في
وف اة رع ايهم .كم ا ت ؤدي العملي ات اإلرهابي ة إلى النظ ر لمجتمعاتن ا على أنه ا إرهابي ة
ومولدة لإلرهاب.
واإلره اب يص يب عالق ة الف رد بالدول ة من فق دان للثق ة والتص دع السياس ي ،كم ا
لج رائم اإلره اب ت أثير مهم على مكان ة الدول ة ذاته ا وهيبته ا وعالقته ا بغيره ا من
الدول ومن ثم سيادتها الوطنية.4
20
آثار بيئية :حيث تؤدي العمليات اإلرهابية خاصة النووية والكيميائية إلى اإلضرار بالبيئ ة -5
الطبيعية ،كما تؤدي العمليات اإلرهابية إلى اإلضرار بالبيئة المادية من نسف وتهدم ...،
إلخ.5
محمود عرابي ،اإلرهاب ،مفهومه ،أنواعه ،أسبابه ،آثاره ،أساليب المواجهة ،الدار الثقافية للنشر. 5
21
المبحث الثالث
االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب
تمهيد وتقسيم:
بعد أن تطرقنا لمفهوم اإلرهاب ،ودوافعه ،ورأينا اآلثار الخطيرة التي يتسبب بها على كافة
المستويات ،كان ال بد من سعي المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة ،ووضع االستراتيجيات
من أجل وقف نموها وانتشارها ،وسنتناول في هذا المبحث الدور الدولي لمكافحة اإلرهاب،
ببي ان دور األمم المتح دة ،ومجلس األمن ،والجمعي ة العام ة في مكافح ة اإلره اب ،وبي ان
الوسائل التي يتبعها المجتمع الدولي لمكافحة اإلرهاب ،وذلك في المطلبين التاليين:
ظه رت أولى المح اوالت الدولي ة لمعالج ة ظ اهرة اإلره اب من الناحي ة القانوني ة تحت ِمظل ة
ُعصبة األمم قبل الحرب العالمية الثانية ،وتمثل ذلك في "اتفاقية منع اإلرهاب والمعاقبة عليه
المعتم دة في ع ام "1937وك ان وض ع ه ذه االتفاقي ة ك رد فع ل الغتي ال االس كندر االول مل ك
يوغوسالفيا ولويس بارتو وزير خارجية فرنسا في مارسيليا عام .1934إال ان هذه االتفاقية
لم تدخل حيز النفاذ لعدم التصديـــق عليها إال من دولـــة واحدة فقــط وهــي الهنــد .ولم تتناول
األجه زة الرئيس ية تحت مظل ة األمم المتح دة (مجلس األمن والجمعي ة العام ة) مس ألة مكافحة
اإلره اب بوج ه حاس م على م دار العقود األربع ة ال تي تلت إنش ائها ،ويرج ع ذل ك إلى توترات
22
الحرب الباردة وتهديدات الحروب التي تتحكم فيها المصالح والقوى السياسية الدولية وبالتالي
1
لم تكن لإلرهاب األولوي ــة ضمن اهتمـام المجتمع الدولي.
وفي سبتمبر من عام 1972وعقب حادثة األلعاب األوليمبية بميونيخ ،برزت مسألة اإلرهاب
بق وة على الس احة الدولي ة ،كم ا اتض حت مالمح الخالف بين مجموع ة من ال دول ال تي ت دين
اإلره اب بغض النظ ر عن دواف ع مرتكبي ه وبين مجموع ة أخ رى ت رى ض رورة التمييــز بين
اإلره اب والح ق المش روع في تقري ـــر المصيـــر .ومن ذ ع ام 1972ب دأت األمم المتح دة في
تناول اإلرهاب بشكل ُمباشر بهدف دراسته والوقوف على دوافعه وأسبابه .وأصدرت الجمعية
العام ة العدي د من الق رارات ال تي تحث ال دول األعض اء على البحث عن حل ول عادل ة وس لمية
لألسباب الكامنة ووراء العنف ،وأكدت الجمعية العامة لألمم المتحدة على حق جميع الشعوب
الخاض عة لنظم استعماريـــة وعنصريـــة فـــي تقريـــر المصيـــر واالس تقالل طبقــاً أله داف
ومقاصــد ميث ــاق األمم المتحدة والقوانيــن الدوليــة ذات الصلــة.2
كما حثت األمم المتحدة الدول األعضاء على االنضمام إلى الصكوك (االتفاقيات) الدولية التي
اعتم دت تحت مظلته ا في مج ال مكافح ة اإلره اب ،وطالبته ا باتخ اذ ت دابير مناس بة ِ
تهدف إلى ُ
تقويض هذه الظاهرة والقضاء عليها .وتجدر اإلشارة في هذا الخصوص إلى أن األمم المتحدة
قد اعتمدت ثماني عشر صكاً قانونياً دولياً في مجال مكافحة اإلرهاب على مدار العقود الستة
السابقة ،بدءاً باالتفاقية المتعلقة بالجرائم وبعض األفعال األخرى المرتكبة على متن الطائرات
في ع ام 1963وانته اء ب البروتوكول المكم ل التفاقي ة قم ع األفع ال غ ير المش روعة المتعلق ة
بالطيران المدني الدولي في عام .32010
عالء الدين راشد ،األمم المتحدة واإلرهاب قبل وبعد 11سبتمبر مع تحليل نصوص الصكوك العالمية 1
23
لم يتص د مجلس األمن لإلره اب بش كل ُمباش ر من ذ إنش اء األمم المتح دة وح تى الثمانين ات من
القرن السابق ،واقتصر على اإلشارة له بشكل جزئي ،وقد جاءت أول إشارة لإلرهاب بقرار
مجلس األمن )1948( 57الذي أدان عملية اغتيال الكونت "فولك برنادوت" أول وسيط لألمم
المتحدة في فلسطين .1ومـع تزايد الحوادث اإلرهابية في الثمانينات ومن بينها خطف السفينة
"أكيللي الورو" أص در مجلس األمن الق رار )1985( 579ال ذي أك د من خاللــه على وج وب
التزام جمي ـــع الدول بأن تمنـــع وتالحـ ـــق األعمال اإلجراميـ ـــة العدائيـــة التي تع ـــد مـ ـــن أشكال
اإلرهاب الدولــي.2
وخالل الفترة من 1990إلى 2000استخدم مجلس األمن ُسلطاته بموجب الفصل السابع من
ميثاق األمم المتحدة وأصدر قرارات بفرض عقوبات اقتصادية وغير اقتصادية على ِعدة دول
وي ذكر منه ا ليبيــا ( )1992والس ودان (.)1996
ألس باب ُمتنوع ة منه ا التص دي لإلره اب ُ
وبمناس بة االنتهاك ات الص ارخة لقواع د الق انون ال دولي اإلنس اني وحق وق اإلنس ان من ج انب
طالبان التي تستخدم األراضي األفغانيـة لتدريب اإلرهابييـن والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية
فض الً عن توف ير المالذ اآلمن ألس امة بن الدن واألف راد والجماع ات المرتبط ة ب ه واس تخدام
أفغانس تان كقاع دة لرعاي ة العملي ات اإلرهابي ة الدولي ة ،الس يما وأن أس امة بن الدن ورفاق ه ق د
ش ملهم ق رار االته ام الص ادر من الوالي ات المتح دة األمريكي ة في حادثتـي تفج ير س فارتي
الواليات المتحدة في نيروبي ودار السالم باإلضافـة إلى التآمر لقتل مواطنيـن أمريكيين خارج
الوالي ات المتح دة وق د طلبت الوالي ات المتح دة من طالب ان في خالل ه ذه الف ترة تس ليمهم
لتق ديمهم للمحاكم ة فلم تس تجب ،اعتم د مجلس األمن ق راراه ال رقيم .)1999( 1267
والجزاءات التي فرضها هذا القرار الصادر بموجب الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة
ش ملت التجمي د ـــ المن ع من الس فر ـــ حظ ر توري د الس الح وال ذخائر لألف راد والكيان ات التابع ة
3
لحركة طالبان ثم شملت الجزاءات عقب ذلك تنظيم القاعدة.
عالء الدين راشد ،األمم المتحدة واإلرهاب ـ دار النهضة 2005م. 1
فتوح ابو دهب هيكل ،التدخل الدولي لمكافحة االرهاب وانعكاساته على السيادة الوطنية ،مركز االمارات 2
24
وفي أعق اب األح داث اإلرهابي ة ال تي وقعت بالوالي ات المتح دة األمريكي ة في 11س بتمبر
،2001أص در مجلس األمن ق راره ال رقيم )2001( 1373بم وجب الفص ل الس ابع من
الميثاق .وجدير بالذكر أن هذا القرار ُيعد أكثر القرارات شموالً في تاريخ مجلس األمن لكون ه
لم ُيفـرض تدابير ضد دولة ما أو إقليم أو جماعة ما ،كما أنه لم ُيعتمد بصدد موقف أو نزاع
معيـن بل صدر هذا القرار ليلـزم كافة الدول بالقيام أو باالمتناع عن القيام بأعمال في إطار
ومحدداً ُيـعبـر عن رغبة
مكافحة اإلرهاب بشكل عام .ويـُشار إلى هذا القرار بأنه بيان اً شامالً ُ
المجتم ع ال دولي في حرم ان اإلره ابيين من أدوات تج ارتهم وهي التموي ل والس رية والس الح
والمالذ.
وأهم م ا ورد من ت دابير في ه ذا الق رار ك ان من ع ووق ف تموي ل األعم ال اإلرهابي ة وتج ريم
تمويل اإلرهاب ،تجميد األصول أو األموال الخاصة باألشخاص أو الكيانات التي ترتكب أو
المشتبـه فيهـاُ ،مراقبة
تشرع في ارتكاب األعمال اإلرهابية ،إبالغ السلطات عن كافة األعمال ُ
نظم التحويالت المالية البديلة كالحوالة والمنظمات غير الهادفة للربح.
كما أصدر مجلس األمن كذلك قراره الرقيم )2004( 1540والخاص بأسلحة الدمار الشامل،
حيث أع رب مجلس األمن في ه ذا الق رار عن قلق ه الب الغ نتيج ة اإلتج ار غ ير المش روع
باألسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية وحيازة األشخاص والكيانات الضالعين في ارتكاب
األعم ال اإلرهابي ة لمث ل ه ذه النوعي ة من األس لحة مم ا يش كل تهدي داً مس تمراً للسلـم واألمـن
الدولييـن ،وقد اعتمـد مجلس األمن هذا القرار كذلك بموجب الفصل السابع من الميثـاق.
ب دأ التن اول المباش ر لظ اهرة اإلره اب ال دولي في ُمناقش ات الجمعي ة العام ة اعتب ارا من ع ام
1972عندما طلب األمين العام لألمم المتحدة من الجمعية العامة أن تدرج في جدول أعمال
دورته ا الس ابعة والعش رين موض وع اإلره اب به دف دراس ة اإلج راءات والت دابير لمن ع ه ذه
25
الظ اهرة .ومن ذ ذل ك الت اريخ تواص لت جه ود الجمعي ة العام ة وأثم رت حص اداً من الق رارات
واإلعالنات المتعلقة بالتدابير الرامية إلى القضاء على اإلرهاب الدولي.1
وخالل الفتـــرة الممت دة من ذ بداي ة التس عينات ،كثفـت الجمعي ة العام ة مناقش تها في ه ذا المج ال
وأصدرت العديد من القرارات التي تعكس من جانب العزم المتزايد لدى المجتمع الدولي على
إدانة جميع ممارسات اإلرهاب أينما وجدت وأيا كان مرتكبيها ومن جانب أخر ،عكست هذه
القرارات وعياً دولياً متزايداً بالصلة القائمة بين حقوق اإلنسان واإلرهاب .وبتاريخ 9ديسمبر
1994وبمقتض ى الق رار 49/60اعتم دت الجمعي ة العام ة لألمم المتح دة اإلعالن المتعل ق
بالت دابير الرامي ة إلى القض اء على اإلره اب ال دولي .وق د طلب ه ذا اإلعالن من األمين الع ام
المساعدة في تنفيذ التدابير الواردة به من خالل عدة نقاط أهمها استعراض اإلمكانيات القائمة
ض من منظوم ة األمم المتح دة من أج ل ُمس اعدة ال دول في مكافح ة الج رائم المتعلق ة باإلره اب
ال دولي والعم ل على القض اء علي ه من خالل ت دابير فعال ة وحازم ة ووفقـاً للمع ايير الدولي ة
لحقوق اإلنسان.
واس تمرت مجه ودات األمم المتح دة في ه ذا اإلط ار من خالل أجهزته ا المتخصص ة وف رق
العمل المعنية ويأتي على رأسها فريق العمل رفيع المستوى الذى شكلة األمين العام لدراسة
التهدي دات العالمي ة وال ذي أنهى تقري ره بش أن اإلره اب إلى وج وب وض ع اس تراتيجية عالمي ة
لمكافحته تتضمن عناصر رئيسية أطلـق عليها "العناصر الخمسة" .وقد أعلن األمين العام عـن
تل ك العناصـر في الجلسـة الختاميـة لم ؤتمر القم ة الع المي المع ني بالديمقراطي ة واألمن في
مدري د خالل ش هر م ارس 2005وأح د أهم تل ك العناص ر حماي ة حق وق اإلنس ان في س ياق
مكافحة اإلرهاب.
وانطالقا من العناصر الخمسة التي أشار إليها األمين العام تواصلت مناقشات الدول األعضاء
من خالل الجمعية العامة بصورة مكثفة بهدف وضع االستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب
ال تي اعتم دت بالفع ل بإجم اع ال دول األعض اء في األمم المتح دة في ش هر س بتمبر من ع ام
فؤاد عالم ،االرهاب :اسباب انتشاره ووسائل مكافحته في النظام االمني في منطقة الخليج العربي- 1
التحديات الداخلية والخارجية ،مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ،ابو ظبي ،2008 ،ص
.320
26
2006لتعكس إجم اع ال دول األعض اء على إدان ة اإلره اب بجمي ع أش كاله ومظ اهره إدان ة
مستمرة وقاطعة وقوية .وقد أكد األمين العام لألمم المتحدة في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن
االستراتيجية تعد خطوة تاريخية غير مسبوقة في التصدي لهذا البالء ،إذ لم يحدث من قبل أن
تتف ق 192دول ة (ع دد ال دول األعض اء في األمم المتح دة في ذل ك الحين) على تحلي ل كاف ة
أس باب اإلره اب به دف القض اء علي ه من خالل عم ل جم اعي تنس يقي موح د على جمي ع
المس تويات س واء الوط ني أو اإلقليمي أو ال دولي ،ويش مل ذل ك العم ل الج وانب السياس ية
والقانوني ة والميداني ة كم ا يؤك د إعالء ش أن س يادة الق انون وحق وق اإلنس ان في إط ار مكافح ة
اإلرهاب.
التع اون ال دولي في مج ال االس تخباري وتب ادل المعلوم ات ،والتع اون بين المؤسس ات -1
القانونية والقضائية والشرطية ،والتركيز على جهاز االنتربول ،على ان يدور هذا التعاون
ح ول مالحق ة المش تبه بهم من العناص ر ال تي تتهم باإلره اب ،بم ا فيه ا القي ام باألعم ال
الوقائية ومكافحة التسهيالت اللوجستية والشبكات المالية التي تمول االرهاب.
اعتماد جميع المعاهدات الدولية لمكافحة االرهاب وتطبيقها في اطار الشرعية الدولية. -2
حرم ان الش بكات االرهابي ة من الحص ول على مالذات تق ديم ال دعم ال دولي لجه ود احالل -3
الس الم ،ومش روعات بن اء ال دول في مرحل ة م ا بع د الص راع ،وفي ال دول الهش ة ،وهي
تهدف إلى الحيلولة دون تحول مثل هذه الدول إلى مالذات آمنة للعناصر االرهابية.
في سياق تقرير األمين العام لألمم المتحدة المعنون " االتحاد في مواجهة اإلرهاب توصيات
الس تراتيجية عالمي ة لمكافح ة اإلره اب " ،اعتم دت الجمعي ة العام ة في 6س بتمبر 2006
27
"استراتيجية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهاب " وتضمنت التأكيد على عدة ثوابت من
أهمها: 1
التزام زعماء العالم بمؤازرة جميع الجهود الرامية الى دعم المساواة في السيادة بين جميع -
الدول و احترام سالمتها اإلقليمية واستقاللها السياسي ،االمتناع في العالقات الدولية عن
التهديد باستعمال القوة أو استعمالها بأي شكل يتعارض مع مقاصد األمم المتحدة ومبادئها
،دعم تس وية المنازع ات بالوس ائل الس لمية وفق اً لمب ادئ العدال ة والق انون ال دولي ،اح ترام
ح ق الش عوب ال تي ال ت زال تحت الس يطرة االس تعمارية أو االحتالل األجن بي في تقري ر
مص يرها ،ع دم الت دخل في الش ئون الداخلي ة لل دول ،اح ترام حق وق االنس ان والحري ات
األساس ية ،اح ترام المس اواة في الحق وق بين الجمي ع دون تمي يز على أس اس الع رق أو
الجنس أو اللغ ة أو ال دين ،التع اون في ح ل المش اكل الدولي ة ذات الط ابع االقتص ادي أو
االجتماعي أو الثقافي أو اإلنساني ،الوفاء بنية صادقة بااللتزامات التي قطعتها الدول على
نفسها وفقاً للميثاق .
التأكيد على أن األعمال واألساليب والممارسات اإلرهابية بجمع أشكالها ومظاهرها إنما -
هي أنشطة تهدف الى تقويض حقوق اإلنسان والحريات األساسية والديموقراطية ،وتهدد
السالمة اإلقليمية للدول وأمنها وتزعزع استقرار الحكومات المشكلة بصورة مشروعة،
وأن ه ينبغي للمجتم ع ال دولي أن يتخ ذ الخط وات الالزم ة لتعزي ز التع اون من أج ل من ع
اإلرهاب ومكافحته .
التأكي د على أن ه ال يج وز وال ينبغي رب ط اإلره اب ب أي دين أو جنس ية أو حض ارة أو -
جماع ة عرقي ة ،والتأكي د ك ذلك على أن التنمي ة والس الم واألمن وحق وق االنس ان مس ائل
مترابطة وتعزز كل منها األخرى .
دراسة حول تشريعات مكافحة اإلرهاب في دول الخليج العربية ـ مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات 1
والجريمة المستشار الدكتور إسكندر غطاس (مساعد وزير العدل األسبق ،جمهورية مصر العربية)
28
االقتص ادي المتواص ل والتنمي ة المس تدامة واالزده ار الع المي والحكم الرش يد وحق وق
االنس ان للجمي ع وس يادة الق انون ،وتحس ين التف اهم فيم ا بين الثقاف ات وكفال ة اح ترام كاف ة
األدي ان أو القيم الديني ة أو المعتق دات أو الثقاف ات ،انطالق ا من الحاج ة الماس ة إلى ُمعالج ة
الظروف التي تؤدى الى انتشار اإلرهاب.
وفي هذا اإلطار اعتمدت الجمعية العامة "خطة عمل" لتفعيل االستراتيجية تقوم على المحاور
1
التالية :
إدان ة اإلره اب بجمي ع أشكاله ومظ اهره إدان ة مس تمرة وقاطع ة وقوي ة ،أي اً ك ان مرتكبوه -
وحيثم ا ارتكب ،وأي اً ك انت أغراض ه على أس اس أن ه ُيع د واح داً من أش د المخ اطر ال تي
تهدد السالم واألمن الدوليين .
اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع ومكافحة اإلرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ،واالنضمام الى -
الص كوك الدولي ة المبرم ة في ه ذا المج ال وتفعي ل ق رارات الجمعي ة العام ة ومجلس األمن
ذات العالقة .
التسليم بأن التعاون الدولي وأي تدابير تضطلع بها الدول من أجل منع اإلرهاب ومكافحته -
يجب أن تتماشى مع االلتزامات المنوطة بها بموجب القانون الدولي ،بما في ذلك ميثاق
األمم المتح دة واالتفاقي ات وال بروتوكوالت الدولي ة ذات الص لة ،وخاص ة ق انون حق وق
االنسان ،وقانون الالجئين والقانون اإلنساني الدولي .
أوالً :اتخاذ تدابير رامية الى معالجة الظروف المؤدية الى انتشار اإلرهاب مع التسليم بأنه "
ال يمكن أن تُ ِ
شكل أي من هذه الظروف ذريعة أو تبريراً ألعمال اإلرهاب " .
دراسة حول تشريعات مكافحة اإلرهاب في دول الخليج العربية ـ مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات 1
والجريمة المستشار الدكتور إسكندر غطاس (مساعد وزير العدل األسبق ،جمهورية مصر العربية)
29
ثانياً :اتخاذ تدابير منع اإلرهاب ومكافحته ،السيما من خالل حرمان اإلرهابيين من الوصول
الى الوسائل التي تمكنهم من شن اعتداءاتهم ،ومن بلوغ أهدافهم وتحقيق األثر المتوخى من
اعتداءاتهم .
ثالث 6اً :االع تراف بأن ه يمكن اعتب ار مس ألة إنش اء مرك ز دولي لمكافح ة اإلره اب ج زءاً من
الجهود الدولية الرامية الى تعزيز مكافحة اإلرهاب .
رابعاً :اتخ اذ ت دابير رامي ة الى بن اء ق درات ال دول على من ع اإلره اب ومكافحت ه وتعزي ز دور
منظمة األمم المتحدة في هذا الصدد ،وتعزيز التنسيق في إطارها في سياق النهوض بالتعاون
الدولي في مجال اإلرهاب .
خامساً :اتخاذ تدابير رامية الى ضمان احترام حقوق االنسان للجميع وسيادة القانون بوصفه
الركيزة األساسية لمكافحة اإلرهاب مع التشديد على ضرورة تعزيز وحماية حقوق اإلنسان
وحمايتها.1
وبينم ا تق ع المس ؤولية الرئيس ية عن تنفي ذ االس تراتيجية العالمي ة على ع اتق ال دول األعض اء،
تعمل فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب على ضمان أن تسعى منظومة
األمم المتح دة لتلبي ة احتياج ات ال دول األعض اء وتزوي دها بال دعم الالزم في مج ال السياس ات
المتعمق ة لالس تراتيجية والتعجي ل بتوص يل المس اعدة التقني ة عن د االقتض اء.
ّ ونش ر المعرف ة
وتشكل فرقة العمل من ثماني مجموعات عمل متخصصة وهي :الفريق العامل المعني بمنع
نشوب النزاعات وحلها ،الفريق العامل المعني بدعم ضحايا اإلرهاب وإ براز معاناتهم ،الفريق
العام ل المع ني بمكافح ة اس تخدام اإلن ترنت ألغ راض إرهابي ة ،الفري ق العام ل المع ني بمن ع
بالتصدي لتمويل اإلرهاب،
ّ الهجمات اإلرهابية بأسلحة الدمار الشامل ،الفريق العامل المعني
المعرضة للخطر ،الفريق العامل المعني بحماية
ّ الفريق العامل المعني بتعزيز حماية األهداف
حق وق اإلنس ان في س ياق مكافح ة اإلره اب .وتض م فـرق أو مجموع ات العم ل س الفة البي ان
األمم المتحدة ،فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب ،الموقع االلكتروني لألونروا 1
https://www.un.org
30
خ براء رفيعي المس توى يمثل ون جمي ع وك االت ومك اتب األمم المتح دة المعني ة بمكافح ة
اإلرهاب.
والهدف الرئيسي من هذا الهيكل التنظيمي هو أن ُي ـتــاح لكل كيان االستفادة إلى أقصى حد من
ميزته النسبية عن طريق العمل يداً واحدة من أجل مساعدة الدول األعضاء في تنفيذ عناصر
المؤدية إلى انتشار
ّ االستراتيجية األربعة األساسية وهي :التدابير الرامية إلى معالجة الظروف
اإلرهاب؛ وتدابير منع اإلرهاب ومكافحته؛ والتدابير الرامية إلى بناء قدرات الدول على منع
اإلرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظومة األمم المتحدة في هذا الصدد؛ والتدابير الرامية إلى
احترام حقوق اإلنسان للجميع وسيادة القانون بوصفه الركيزة األساسية لمكافحة اإلرهاب.1
األمم المتحدة ،فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب ،الموقع االلكتروني لألونروا 1
https://www.un.org
31
اﻟﺨـــــﺎﺗﻤﺔ:
ﻟﻘﺩ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﺠﺩﻻ ﺘﺨﻁﻰ ﻤﺎ ﺃﺜﺎﺭﻩ ﻏﻴﺭﻩ
ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ،ﺭﺒﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻜﺜﺭ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﻭﺍﺸﺩ ﺇﻟﺤﺎﺤﺎ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻡ
ﻭﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﻴﻥ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ،ﻓﻘﺩ
ﻓﺸﻠﺕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ .ﻓﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺫﻭ ﺒﻌﺩ ﺴﻴﺎﺴﻲ،
ﻭﺇﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﺤﺩ ﻴﻌﻜﺱ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﺴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻅل ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻷﻗﻁﺎﺏ،
ﻜﺘﻌﺭﻴﻑ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻤﺜﻼ ،ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ –ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ
ﺃﻤﺭ ﻴﺼﻌﺏ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ،ﻓﻲ ﻅل ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺃﺤﺩﺍﺙ - .ﺼﺤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ
2001ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ 11ﻓﺎﻟﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻘﻁ ﺇﻨﺸﺎء ﺘﺤﺎﻟﻑ
ﺩﻭﻟﻲ ﺘﻘﻭﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ كاﻨﺕ ﺘﺨﻁﻁ ﻟﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﺃﻤﺩ ﺒﻌﻴﺩ ،ﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ
ﺃﻋﻤﺎل ﻋﻨﻑ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺩﻟﻴل ﻗﺎﻁﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﺘﺸﻥ ﺤﺭﺏ ﻋﺩﻭﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ .ﻭﻟﻌل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻌﺒﺕ ﺩﻭﺭكبيرا ﻓﻲ ﺒﺭﻭﺯ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ
ﻨﻁﺎﻕ ﻭﺍﺴﻊ ،ﻭﺃﻋﻁﺘﻪ ﻤﻔﻬﻭﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﻐﺎﻟﻁﺔ كبرى .ﺤﻴﺙ ﻋﻤﺩﺕ ﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺒﺘﺄﺜﻴﺭ
ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺠﻡ ﻤﻜﺒﺭ ،ﻤﺘﺠﺎﻫﻠﺔ
ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ،ﻓﺎﻗﺘﺼﺭ ﻨﻅﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻔﻲ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺒﺔ.
ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺭﻀﻨﺎ كذلك ﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﻻﺤﻅﻨﺎ ﻤﺩﻯ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﺤﺩ،
ﻭﻤﺤﺩﺩ ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻅل ﺸﻌﺎﺭﺍ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ
ﻴﺠﺭﻯ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﺒﺸﻜل ﻜﻴﻔﻲ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﺌﻲ ،ﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ
ﺨﺼﻭﻡ ﺍﻟﻤ ﺀﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻭﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ
ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭﺍﻟﺒﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﻨﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ "ﻓﻌل ﺇﺠﺭﺍﻤﻲ ﻴﺘﺠﻪ ﺒﻪ
ﺍﻟﻔﺎﻋل ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻠﻴﺏ ﺭﺃﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻓﺭﺽ ﺴﻴﻁﺭﺘﻪ ﺒﺎﻟﺭﻋﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ " .ﺜﻡ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل
ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻻﺤﻅﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺎﺭﺴﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل
ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ،ﺃﻓﺭﺯﺘﻬﺎ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻤﻊ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﻁﺕ ﻓﻲ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻭﺘﺸﺠﻴﻌﻬﺎ
ﻭﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ .ﻜﺫﻟﻙ ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ
32
ﻜﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﺃﺭﻴﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺩﻉ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺸﻙ ﻤﺩﻯ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ …
ﻭﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﺴﺘﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻠﺠﻭء ﺇﻟﻴﻬﺎ،
ﻭﻫﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﺴﺘﻤﺩﺕ ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﻭﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ أكدت ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺭﺴﺨﺕ ﻤﺒﺎﺩﺌﻬﺎ .ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ،ﻭﺍﺘﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﻴﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﻟﻔﺭﻨﺴﺎ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﻡ
ﺇﺭﻫﺎﺒﻴﻭﻥ ،ﻟﻡ ﻴﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻫﺅﻻء كانو ﻭﻻ ﺯﺍﻟﻭﺍ ﺒﻨﻅﺭ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﻘﺎﺘﻠﻲ ﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﻨﺴﺤﺏ
ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﻘﺎﺌﻨﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺯﺍﻟﻭﻥ ﻴﻜﺎﻓﺤﻭﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ
ﺒﺎﻨﺘﻔﺎﻀﺘﻬﻡ ﺍﻟﺒﺎﺴﻠﺔ .كما ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻭﺭﺃﻴﻨﺎ ﺍﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻭ
ﺩﻻﻟﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻬﻡ ﻟﻪ ،ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺸﺎﻤل ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﺸﺎﻤل ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺴﺒﺏ كاف ﻟﻠﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﺭﻫﺎﺏ ﺩﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻟﻐﻴﺎﺏ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ "ﻻ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺒﻐﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ" .
النتائج:
ال يوجد تعريف دولي موحد لمفهوم ظاهرة اإلرهاب ،ويمكن تعريفه بأنه استخدام العنف
والق وة في إط ار منظم ،وغ ير مش روع ،يرتكب ه ف رد أو دول ة ض د أش خاص ،هيئ ات ،أو
33
مؤسسات ،أو ممتلكات تابعة لها بهدف التأثير على السلطة أو المدنيين ،وذلك من خالل
نشر الرعب والخوف ،من أجل تحقيق أهداف معينة ،سواء أكانت سياسية أم اقتصادية،
أم اجتماعية ،وأن يكون هذا االستخدام للقوة والعنف لغير الدفاع عن النفس ،أو الدين أو
مقاومة العدوان والتحرر من االحتالل.
توجد لإلرهاب عدة دوافع منها دوافع سياسية واقتصادية واجتماعية ،حيث تعتبر الدوافع
السياسية أكثرها شيوعاً وأكثرها خطورة ودموية.
ظاهرة االرهاب ظاهرة خطيرة جداً فهي تستهدف بني البشر والممتلكات العامة والخاصة
وت دمر مص الح ال دول والمجتم ع وتع د من أخط ر االعم ال ال تي ته دد األمن والس لم في
العالم.
أع دت األمم المتح دة العالمي ة اس تراتيجية لمكافح ة اإلره اب من أج ل تحس ين الجه ود
الوطني ة واإلقليمي ة والدولي ة الرامي ة إلى مكافح ة اإلره اب ،وفي ت اريخ 8أيل ول 2006
اعتمدت الدول األعضاء تلك االستراتيجية التي قامت على األركان اآلتية:
الركن األول :التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار اإلرهاب. -
الركن الثاني :تدابير منع اإلرهاب ومكافحته. -
الركن الث الث :التدابير الرامي ة إلى بن اء ق درات ال دول على منع اإلره اب ومكافحت ه، -
وتعزيز دور منظومة األمم المتحدة في هذا الصدد.
ال ركن الراب ع :الت دابير الرامي ة إلى اح ترام حق وق اإلنس ان للجمي ع وس يادة الق انون -
بوصفه الركيزة األساس لمكافحة اإلرهاب.
على الرغم مما تم اتخاذه عالمياً من تدابير في اطار االتفاقيات الدولية ،فإنه ما لم يتم
التغلب على معوق ات التع اون ال دولي في مج ال مكافح ة االره اب فسيض ل اث ر تل ك
االتفاقيات محدوداً.
التوصيات:
ض رورة وض ع تعري ف ق انوني لإلره اب بعي داً عن االعتب ارات السياس ية ,له ذه الظ اهرة
وبالشكل الذي يحدد طبيعتها واسبابها.
34
أهمي ة التغلب على جمي ع الص عوبات ال تي تعي ق عم ل المؤسس ات الدولي ة لمكافح ة
االرهاب.
ض رورة وض ع ح دود وق وانين لت دخل األمم المتح دة في ش ئون ال دول ،ح تى ال يك ون
االرهاب ذريعة لهذا التدخل.
أهمي ة أن ت راقب ال دول البيئ ة الداخلي ة ورص د أي مؤش رات لنم و أي جماع ات إرهابي ة
ومحاولة نزعها من البداية.
أن تق وم ال دول وبالتع اون م ع هيئ ة األمم المتح دة بمس ؤولياتها في القض اء الت دريجي على
األسباب الكامنة وراء اإلرهاب.
أهمية تفعيل دور وسائل اإلعالم في توعية الشباب لآلثار السلبية لإلرهاب.
35
المراجع
أوال :القرآن الكريم
ثانيا :الكتب
إبراهيم حردان ،التعاون الدولي لمكافحة اإلرهاب ،إشكالية الواقع ،بحث منشور في مجلة -
الجامعة العراقية ،العدد (.)35/1
ابن منظور المصري ،لسان العرب ،المجلد األول ،بيروت للطباعة والنشر.1995 ، -
أبوعين ،جمال زايد هالل ،اإلرهاب وأحكام القانون الدولي ،الطبعة األولى ،عالم الكتب -
الحديث للنشر والتوزيع ،إربد.2009 ،
أحم د جالل ع ز ال دين ،اإلره اب والعن ف السياس ي ،كت اب الحري ة ،رقم ،10م ارس -
.1986
إس ماعيل الغ زال ،اإلره اب والق انون ال دولي ،المؤسس ة الجامعي ة للدراس ات والنش ر، -
.1990
إم ام حس انين عط ا اهلل ،اإلره اب البي ان الق انوني للجريم ة ،دار المطبوع ات الجامعي ة، -
.2004
األمم المتحدة ،فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب ،الموقع االلكتروني -
لألونروا https://www.un.org
بدر عبد العال الحربي (2007م) دور الحس األمني في مكافحة اإلرهاب :دراسة ميدانية -
على الض باط واألف راد الع املين في الش ؤون العس كرية بالمدين ة المن ورة ،بحث مق دم
استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم العسكرية ،كلية الدراسات
العليا ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.2007 ،
ثائر إبراهيم الجهماني ،مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي ،دمشق.1998 ، -
حليم برك ات ،المجتم ع الع ربي المعاص ر ،مرك ز دراس ات الوح دة العربي ة ،ب يروت، -
.1991
دراس ة ح ول تش ريعات مكافح ة اإلره اب في دول الخليج العربي ة ــ مكتب األمم المتح دة -
المع ني بالمخ درات والجريم ة المستش ار ال دكتور إس كندر غط اس (مس اعد وزي ر الع دل
األسبق ،جمهورية مصر العربية)
زكريا أحمد ،سلوك اإلنسان بين جريمة العدوان واإلرهاب ،مصدر سبق ذكره. -
سلطان العدينات ،اآللية الدولية لمكافحة اإلرهاب ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة -
الشرق األوسط ،األردن.2018 ،
36
عبد الرحيم مقداد ،اإلرهاب وأكاذيب وحقائق ،دار دمشق ،ط.1968 ،1 -
عب د ال رزاق ال دليمي ،الدعاي ة واإلره اب ،الطبع ة األولى ،دار جري ر للنش ر والتوزي ع، -
عمان.2010 ،
عبود السراج ،شرح قانون العقوبات االقتصادي في التشريع السوري المقارن ،منشورات -
جامعة دمشق.1993 ،
ع دنان س ليمان األحم د ،قض ايا معاص رة ،دار وائ ل للنش ر والتوزي ع ،عم ان ،األردن، -
.1991
عالء ال دين راش د ،األمم المتح دة واإلره اب قب ل وبع د 11س بتمبر م ع تحلي ل نص وص -
الصكوك العالمية لمكافحة اإلرهاب ،دار النهضة العربية ،القاهرة2005 ،م.
على حسن عبد اهلل ،الباحث وأثره في المسؤولية الجنائية ،الزهراء لإلعالم.1986 ، -
علي حسين الخلف ،المبادئ العامة في قانون.1982 ، -
فتوح ابو دهب هيكل ،التدخل الدولي لمكافحة االرهاب وانعكاساته على السيادة الوطنية، -
مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية.2014 ،
فكري عطا اهلل عبد المهدي ،اإلرهاب الدولي ،المتفجرات ،دار الكتب الحديثة.2000 ، -
فؤاد عالم ،االرهاب :اسباب انتشاره ووسائل مكافحته في النظام االمني في منطقة الخليج -
الع ربي -التح ديات الداخلي ة والخارجي ة ،مرك ز االم ارات للدراس ات والبح وث
االستراتيجية ،ابو ظبي.2008 ،
مرص د مكافح ة اإلره اب ،ض حايا العملي ات اإلرهابي ة ,وآلي ات ال دعم الق انوني ،الفيدرالي ة -
العربية لحقوق اإلنسان ،المنظمة المصرية لحقوق اإلنسان.2017 ،
محم د ع وض ال ترتوري ،وأغ ادير جويح ان ،علم اإلره اب األس س الفكري ة والنفس ية -
واالجتماعية والتربوية لدراسة اإلرهاب ،الطبعة األولى ،مطابع الحامد ،عمان.2006 ،
محمد مونس محب الدين ،اإلرهاب والعنف السياسي ،مجلة األمن العام ،عدد ،94سنة -
24يوليو .1981
محم د م ؤنس محي ال دين ،اإلره اب على المس توى اإلقليمي (االس تراتيجية األمني ة) بحث -
منشور في مجلة نايف للعلوم األمنية في الرياض.1999 ،
محم ود ع رابي ،اإلره اب ،مفهوم ه ،أنواع ه ،أس بابه ،آث اره ،أس اليب المواجه ة ،ال دار -
الثقافية للنشر.
المؤتمر الدولي لمكافحة اإلرهاب (الريـاض .)2005 -
37
نبي ل حلمي ،اإلره اب ال دولي وفق اً لقواع د الق انون ال دولي الع ام ،دار النهض ة العربي ة، -
القاهرة.2004 ،
نجاتي سيد أحمد ،الجريمة السياسية ،دراسة مقارنة ،القاهرة.1982 ، -
هيثم المناع ،اإلرهاب وحقوق اإلنسان ،دراسة مقدمة إلى المجلة الغربية.1990 ، -
هيم موس ى حس ن ،التفرق ة بين اإلره اب ال دولي ومقاوم ة االحتالل في العالق ات الدولي ة، -
جامعة عين شمس.1999 ،
وداد ج ابر غ ازي ،اإلره اب وأث ره على الع رب في مجل ة الع رب والمس تقبل ،الجامع ة -
المستنصرية ،السنة الثانية ،آيار .2004
38
قائمة المحتويات
ملخص الدراسة2..........................................................................................
مقدمة5....................................................................................................
مشكلة البحث6............................................................................................:
أهداف البحث6............................................................................................:
أهمية البحث7.............................................................................................:
منهج البحث7.............................................................................................:
هيكلية البحث7............................................................................................:
الخاتمة33................................................................................................:
النتائج35.................................................................................................:
التوصيات36.............................................................................................:
المراجع37................................................................................................
39
40