You are on page 1of 40

‫االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب‬

‫ملخص الدراسة‬
‫ه دفت الدراس ة التع رف إلى االس تراتيجية الدولي ة لمكافح ة اإلره اب‪ ،‬واس تخدمت الدراس ة‬
‫المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وتوصلت الدراسة لعدة نتائج من أهمها‪:‬‬

‫ال يوجد تعريف دولي موحد لمفهوم ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬ويمكن تعريفه بأنه استخدام العنف‬ ‫‪-‬‬
‫والق وة في إط ار منظم‪ ،‬وغ ير مش روع‪ ،‬يرتكب ه ف رد أو دول ة ض د أش خاص‪ ،‬هيئ ات‪ ،‬أو‬
‫مؤسسات‪ ،‬أو ممتلكات تابعة لها بهدف التأثير على السلطة أو المدنيين‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫نشر الرعب والخوف‪ ،‬من أجل تحقيق أهداف معينة‪ ،‬سواء أكانت سياسية أم اقتصادية‪،‬‬
‫أم اجتماعية‪ ،‬وأن يكون هذا االستخدام للقوة والعنف لغير الدفاع عن النفس‪ ،‬أو الدين أو‬
‫مقاومة العدوان والتحرر من االحتالل‪.‬‬
‫أن ظ اهرة االره اب ظ اهرة خط يرة ج داً فهي تس تهدف ب ني البش ر والممتلك ات العام ة‬ ‫‪-‬‬
‫والخاصة وتدمر مصالح الدول والمجتمع وتعد من أخطر االعمال التي تهدد األمن والسلم‬
‫في العالم‪.‬‬
‫أعدت األمم المتحدة العالمية استراتيجية لمكافحة اإلرهاب من أجل تحسين الجهود‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية واإلقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وفي تاريخ ‪ 8‬أيلول ‪2006‬‬
‫اعتمدت الدول األعضاء تلك االستراتيجية‪.‬‬
‫على ال رغم مم ا تم اتخ اذه عالمي اً من ت دابير في اط ار االتفاقي ات الدولي ة‪ ،‬فإن ه م ا لم يتم‬ ‫‪-‬‬
‫التغلب على معوق ات التع اون ال دولي في مج ال مكافح ة االره اب فسيض ل اث ر تل ك‬
‫االتفاقيات محدوداً‪.‬‬

‫وأوصت الدراسة بعدة توصيات منها‪:‬‬

‫ض رورة وض ع تعري ف ق انوني لإلره اب بعي داً عن االعتب ارات السياس ية‪ ,‬له ذه الظ اهرة‬ ‫‪-‬‬
‫وبالشكل الذي يحدد طبيعتها واسبابها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أهمي ة التغلب على جمي ع الص عوبات ال تي تعي ق عم ل المؤسس ات الدولي ة لمكافح ة‬ ‫‪-‬‬
‫االرهاب‪.‬‬
‫ض رورة وض ع ح دود وق وانين لت دخل األمم المتح دة في ش ئون ال دول‪ ،‬ح تى ال يك ون‬ ‫‪-‬‬
‫االرهاب ذريعة لهذا التدخل‪.‬‬
‫أن تق وم ال دول وبالتع اون م ع هيئ ة األمم المتح دة بمس ؤولياتها في القض اء الت دريجي على‬ ‫‪-‬‬
‫األسباب الكامنة وراء اإلرهاب‪.‬‬
‫أهمية تفعيل دور وسائل اإلعالم في توعية الشباب لآلثار السلبية لإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬
‫مقدمة‬
‫تُعد ظاهرة اإلرهاب المتزايدة في العالم من أخطر أشكال التهديدات األمنية التي تواجه الدول‬
‫ألنه ا تس تهدف في ج انب مهم منه ا أمن واس تقرار ومس تقبل مجتمعاته ا الس يما إذ جم ع الفع ل‬
‫اإلرهابي بين مط امع وأه داف القوى الخارجي ة ال تي ال تريد استخدام أدواته ا المباش رة وإ نما‬
‫باالعتم اد على محرك ات في خل ق األزم ات داخ ل ال دول المس تهدفة أو اس تغالل ح دودها أو‬
‫الظ روف السياس ية المحيط ة أو في أحي ان أخ رى تف رق في لحم ة ونس يج المجتم ع داخ ل تل ك‬
‫الدولة وقد يشجع فئة من فئاته إلى سلوك يلحق الضرر في المجتمع مما يهدد سالمته بما في‬
‫ذلك استخدام العنف وصوالً لتحقيق أهداف سياسية أو مصالح فئوية قد تنعكس في جانب منه ا‬
‫‪1‬‬
‫خدمة ألطراف خارجية إقليمية أو دولية‪.‬‬

‫وعليه فقد أصبح اإلرهاب خطراً حقيقياً يواجه الوجود البشري وحضارته وإ نجازاته خاصة‪،‬‬

‫وأن األنش طة اإلرهابي ة أص بحت تم ارس وعلى نط اق واس ع ع بر الزم ان وع بر المك ان في‬

‫الماضي والحاضر والمستقبل‪ .‬وهي تمارس في الشمال كما تمارس في الجنوب‪ ،‬نشهدها في‬

‫الش رق كم ا نش هدها في الغ رب‪ ،‬وليس ه ذا فحس ب‪ ،‬ب ل إن خط ورة اإلره اب ت زداد أيض ا‬

‫بالنظر إلى األعداد الكبيرة جداً من المنظمات اإلرهابية التي تمارس اإلرهاب الذي ينطوي‬

‫على عنف غير محدود وغير مقيد بقانون أو بأخالق‪ ،‬وبالنظر إلى تعقد تنظيم وسرية نشاط‬

‫ه ذه التنظيم ات اإلرهابي ة‪ ،‬ه ذا فضالً عن تط ور م ا تس تخدمه ه ذه التنظيم ات من أس لحة‬

‫ومعدات‪.‬‬

‫عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬الدعاية واإلرهاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.17‬‬
‫‪4‬‬
‫وللجريم ة اإلرهابي ة آث ار ع دة‪ ،‬حيث ت ؤثر ه ذه الجريم ة على بن اء المجتم ع؛ بس بب تأثيراته ا‬

‫ال تي تص يب ك ل ف رد من أف راده‪ ،‬س واء ك ان ذل ك بفق د ض حايا أبري اء أو معان اة أس ر في ه ذا‬

‫المجتمع؛ األمر الذي يهدد تماسك المجتمع‪.‬‬

‫وأدى انتش ار ظ اهرة اإلره اب إلى ض رورة إيجــاد إرادة وتوافــق دول يين للتص دي له ا‪ ،‬فك ان‬
‫لزاماً على ُمنظمة األمم المتحدة بحكم أهداف ومقاصد ميثاقها أن تضع ُمكافحة اإلرهاب على‬
‫رأس أولوياتها‪ .‬كما لعبت العديد من المنظمات اإلقليمية األخرى دوراً هام اً في ُمواجهـــة هذه‬
‫الظاه ــرة اآلثمــة التي باتت تهــدد األسرة الدولي ــة وتــروع المدنيين األبريــاء‪.1‬‬

‫ومن هنا جاء هذا البحث ليسلط الضوء على االستراتيجية الدولية لمكافحة االرهاب‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫أص بح اإلره اب من بين أخط ر الظ واهر ال تي ته دد أمن واس تقرار المجتمع ات المعاص رة‪،‬‬
‫فاإلره اب س لوك مه دد للبش رية يتس م بعدواني ة بش عة تط ول األف راد والجماع ات والمؤسس ات‬
‫على حد سواء‪ ،‬يتصاعد بمعدل رهيب‪ ،‬آثاره واضحة على فئات واسعة من البشر بل وعلى‬
‫المصير البشري برمته‪ ،‬وهنا تكمن خطورة هذه الظاهرة‪ ،‬حيث تترك مخلفات عديدة تشكل‬
‫خطراً على البناءات المختلفة للمجتمع الذي تنتشر فيه‪.2‬‬
‫وقد أدركت الدول والمنظمات الدولية مدى ما يشكله اإلرهاب من خطر واضح منذ ثالثينيات‬
‫القرن الماضي‪ ،‬وقد كرست كافة الدول والمنظمات الدولية الجهد الكبير من أجل التعاون فيما‬
‫بينه ا من أج ل محارب ة ومكافح ة اإلره اب‪ .‬األم ر ال ذي ي دعو إلى ض رورة البحث الط رق‬
‫الدولية لمكافحة االرهاب‪ ،‬ويمكن تلخيص مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس‪:‬‬
‫ما االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب؟‬

‫ثالثا‪ :‬أسئلة الدراسة‪:‬‬

‫المؤتمر الدولي لمكافحة اإلرهاب (الريـاض ‪.)2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرصد مكافحة اإلرهاب‪ ،‬ضحايا العمليات اإلرهابية‪ ,‬وآليات الدعم القانوني‪ ،‬الفيدرالية العربية لحقوق‬ ‫‪2‬‬

‫اإلنسان‪ ،‬المنظمة المصرية لحقوق اإلنسان‪ ،2017 ،‬ص‪.2‬‬


‫‪5‬‬
‫ويتفرع من السؤال الرئيس السابق األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫ما هو مفهوم االرهاب وصوره؟‬
‫هل توجد دوافع محددة لإلرهاب وما هي آثاره؟‬
‫كيف حاول المجتمع الدولي مكافحة اإلرهاب؟‬

‫رابعا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬


‫بيان مفهوم اإلرهاب وصوره‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫توضيح دوافع اإلرهاب‪ ،‬وآثاره‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التعرف إلى اآلليات والطرق الدولية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫خامسا‪ :‬أهمية البحث‪:‬‬


‫أهمية البحث من الناحية النظرية‪:‬‬
‫تكتس ب ه ذه الدراس ة أهمي ة علمي ة في محاول ة التع رف إلى الط رق الدولي ة لمكافح ة‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلرهاب‪.‬‬

‫إثرا المكتبة العربية والمساهمة بكل ما يستخلص من نتائج علمية في االستراتيجية الدولية‬ ‫‪-2‬‬
‫لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫ستفيد هذه الدراسة المهتمين بموضوعها والباحثين في مثل هذا الموضوع‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أهمية البحث من الناحية العملية‪:‬‬


‫‪ -1‬محاولة تقديم بعض النتائج والتوصيات التي قد تساهم في مكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -2‬لفت انتب اه ص ناع الق رار في ال دول ال تي تتع رض لإلره اب ألهمي ة دور المجتم ع ال دولي في‬
‫مكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫تكمن أهمي ة الدراس ة للب احثين في أنه ا ستس اعدهم في الحص ول على درج ة البك الوريوس‬ ‫‪-4‬‬
‫في تخصص القانون الدولي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫سادسا‪ :‬منهج البحث‪:‬‬
‫نظ راً لطبيع ة موض وع البحث الح الي (الط رق الدولي ة لمكافح ة اإلره اب) وتحقيق اً أله داف‬
‫البحث فقد اعتمد الباحث في إجراء هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي والذي يقوم على‬
‫دراسة الواقع‪ ،‬ويهتم بوصفه وصفاً دقيق اً‪ ،‬ومن ثم تحليلها تحليالً دقيق اً للحصول على النتائج‬
‫المرجوة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬هيكلية البحث‪:‬‬


‫اإلطار العام للدارسة ويتضمن (مقدمة‪ ،‬مشكلة البحث‪ ،‬أهداف البحث‪ ،‬أهمية البحث‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫منهج البحث‪ ،‬هيكلية البحث)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلرهاب‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال اإلرهاب وصوره‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دوافع اإلرهاب وآثاره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دوافع اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدور الدولي لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل مكافحة اإلرهاب على الصعيد الدولي‬ ‫‪‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث األول‬
‫ماهية اإلرهاب‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫ال بد بداية قبل تناول االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب التعرف إلى ماهية اإلرهاب‪ ،‬من‬
‫حيث مفهوم ه في اللغ ة واالص طالح‪ ،‬والتعري ف السياس ي وال دولي لإلره اب‪ ،‬ومعرف ة ت اريخ‬
‫اإلرهاب‪ ،‬كما وال بد من التعرف إلى أشكال اإلرهاب وصوره من عدة اتجاهات‪ ،‬وتم تقسيم‬
‫هذا المبحث إلى مطلبين كما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال اإلرهاب وصوره‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلرهاب‬


‫تعريف اإلرهاب لغة‪:‬‬
‫(رهب‪ُ ،‬ي رهب‪ ،‬رهبةَّ) أي خاف‪ ،‬ورهبة أي‬
‫يأتي اإلرهاب في اللغة العربية من الفعل َ‬
‫خاف ة‪ ،‬والرهب ة هي الخ وف والف زع وه و راهب من اهلل أي خ ائف من عقاب ه‪ ،‬وترهب ه أي‬
‫توعده(‪ ،)1‬أما في القرآن الكريم فينصرف معنى اإلرهاب إلى ما ورد في اآليات القرآنية التي‬
‫ت أتي بمع نى الف زع والخ وف‪ ،‬والخش ية‪ ،‬والرهب ة من عق اب اهلل تع الى‪ ،‬فق د ورد في قول ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪ ،‬وج اء ‪ِ{ :‬إَّن َم ا ُه َو ِإلَ هٌ َواح ٌد فَِإي َ‬
‫َّاي‬ ‫تع الى ‪َ { :‬وأ َْوفُ وا بِ َع ْه دي أُوف بِ َع ْه د ُك ْم َوإِي َ‬
‫َّاي فَ ْار َهُب ِ‬
‫(‪)2‬‬

‫ونَنا َر َغًبا َو َر َهًبا}(‪.)4‬‬ ‫ون}(‪ ،)3‬كما ورد أيضاً ‪ِ{ :‬إَّنهم َك ُانوا يس ِارعون ِفي اْل َخ ْير ِ‬
‫ات َوَي ْد ُع َ‬ ‫فَ ْار َهُب ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫ُْ‬

‫ون بِ ِه‬
‫كم ا ي أتي اإلره اب في الق رآن الك ريم بمع نى ال ردع العس كري فق د ورد ‪{ :‬تُْر ِهُب َ‬
‫ين ِم ْن ُدونِ ِه ْم}(‪ )5‬أم ا في اللغ ات األخ رى ف إن اإلره اب ي أتي بمع نى‬ ‫َع ُد َّو اللَّ ِه َو َع ُد َّو ُك ْم َوآ َ‬
‫َخ ِر َ‬

‫‪ -‬ابن منظور المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬بيروت للطباعة والنشر‪ ،1995 ،‬ص‪.174‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬اآلية (‪ )40‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬اآلية (‪ )51‬من سورة النحل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬اآلية (‪ )90‬من سورة األنبياء‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬اآلية (‪ )60‬من سورة األنفال‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪8‬‬
‫رعب وتع ني خوف اً أو قلق اً متناهي اً أو تهدي د غ ير م ألوف وغ ير متوق ع‪ ،‬وق د أص بح ه ذا‬
‫المصطلح يأخذ معنى جديد في الثالثين عاماً األخيرة وتعني استخدام العنف وإ لقاء الرعب بين‬
‫الناس‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف اإلرهاب من منظور سياسي‪:‬‬
‫عرف اإلرهاب من وجهة النظر السياسية بعدة تعريف منها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ُي ّ‬
‫هي أعمال العنف التي ترتكب من أفراد أو التي تعرض للخطر أرواح اً بشرية بريئة أو‬ ‫‪‬‬
‫تؤدي لها أو تهدد الحريات األساسية‪.‬‬
‫جريمة ذات أهمية دولية وهي ترتكب من شخص غير شرعي أو يسبب إضرار بالبدن‬ ‫‪‬‬
‫أو يخط ف شخص اً آخ ر أو يح اول ارتك اب مث ل ه ذه األفع ال أو يش ترك م ع ش خص‬
‫ي رتكب أو يش رع في ارتك اب ه ذه الج رائم‪ ،‬وأن مش روعية الس بب ال تض في الش رعية‬
‫ذاتها على استخدام أشكال معينة من العنف بصفة خاصة ضد األبرياء‪.‬‬

‫واإلرهاب هو من يلجأ إلى العنف غير القانوني أو التهديد لتحقيق أهداف سياسية سواء‬
‫من الحكوم ة أو األف راد والجماع ات الثوري ة المعارضة(‪ ،)2‬وق د بلغت أهمي ة تعري ف الظ اهرة‬

‫اإلرهاب صداً كبيراً دفع الدول إلى إقامة المؤتمرات‪ ،‬الندوات‪ ،‬وعناصره‪ ،‬ومسبباته وعموم اً‬
‫ظهر في هذا السبيل اتجاهات الدول االتجاه األول االتجاه المادي والثاني هو االتجاه المعنوي‬
‫أو القائي‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬االتجاه المادي في تعريف اإلرهاب ‪-:‬‬
‫يق وم األس اس الم ادي في تعري ف اإلره اب على الس لوك المك ون للجريم ة أو األفع ال‬
‫المكون ة له ا‪ .‬وطبق اً ل ذلك يع رف اإلره اب بأن ه عم ل أو مجموع ة من األفع ال المعين ة ال تي‬
‫تهدف إلى تحقيق هدف معين(‪ )3‬وقادة هذا اإلرهاب أي مفهومة إلى تعريف اإلرهاب باالستناد‬
‫إلى تع داد الج رائم ال تي تع د إرهابي ة دون البحث في الغ رض أو اله دف من العم ل اإلره ابي‪.‬‬
‫وفي هذا االتجاه يذهب (بروس بالمر) إلى ان اإلرهاب قابل للتعريف فيما إذا كانت األعمال‬
‫محمد عوض الترتوري‪ ،‬وأغادير جويحان ‪ ،‬علم اإلرهاب األسس الفكرية والنفسية واالجتماعية والتربوية‬ ‫‪1‬‬

‫لدراسة اإلرهاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطابع الحامد‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.35‬‬


‫‪ -‬إمام حسانين عطا اهلل‪ ،‬اإلرهاب البيان القانوني للجريمة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،2004 ،‬ص‪.97‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬أحمد جالل عز الدين‪ ،‬اإلرهاب والعنف السياسي‪ ،‬كتاب الحرية‪ ،‬رقم ‪ ،10‬مارس ‪ ،1986‬ص‪.26‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫التي يصفها معناه‪ ،‬يجري تعدادها وتعريفها بصورة دقيقة وبطريقة موضوعة دون تمييز فيما‬
‫يتعلق بالفاعل مثل األفراد‪ ،‬واألعضاء والجماعات السياسية‪ ،‬وعمالء دولة من الدول(‪ .)1‬ومن‬
‫ثم ذهب أنصار هذا األسلوب إلى االنتقاء بتعداد األعمال أو األفعال التي تعد إرهابية كالقتل‪،‬‬
‫واالغتي ال‪ ،‬والخط ف‪ ،‬واحتج از الره ائن واتج ه ج انب من الطبق ة إلى تحدي د ص فات معني ة‬
‫للجرائم اإلرهابية لتميزها عن غيرها وعدم االلتقاء بالتعداد الحصري ومن تلك الصفات على‬
‫سبيل المثال‪-:‬‬
‫‪-1‬إن األعم ال اإلرهابي ة تتص ف بأعم ال العن ف‪ ،‬أو التهديدي ة‪ ،‬وأض اف إلى بعض إلى ه ذه‬
‫الصفات‪ ،‬أن يكون العنف غير مشروع‪.‬‬
‫‪-2‬أن يتض من ه ذا العن ف أح داث ال رعب‪ ،‬أو التخوي ف ويق وم به ا ال دور األداة أو الوس يلة‬
‫المستخدمة في العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون العمل منسقاً‪ ،‬ومنضماً‪ ،‬ومستمراً على ذلك فعمل االغتيال الذي ال يكون جزء من‬
‫نشاط منظم ال يعد إرهابياً‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬االتجاه المعنوي في تعريف اإلرهاب ‪:‬‬


‫يرك ز ه ذا االتج اه في تعري ف اإلره اب على أس اس الغاي ة‪ ،‬أو اله دف ال ذي يس عى إلي ه‬
‫اإلرهابي من خالل عمله‪ ،‬غير ان أنصار هذا االتجاه يختلفون في طبيعة هذه األهداف فهناك‬
‫أه داف سياس ية وأخ رى ديني ة‪ ،‬وثالث ة فكري ة‪ ،‬وهك ذا‪ .‬فه ل يتعل ق اإلره اب به دف من ه ذه‬
‫األهداف بالتحديد باعتباره الركن المعنوي للجريمة اإلرهابية؟؟‬
‫استقر الرأي الغالب على القول المعنوي في الجريمة اإلرهابية يتجلى في غاية اإلرهاب‬
‫ذاته وهو توظيف الرعب والفزع الشديد لتحقيق مآرب سياسية أياً كان نوعها(‪.)2‬‬
‫وفي ذل ك يع رف ال دكتور ش فيق المص ري اإلره اب بش كل ع ام باعتب اره "اس تخدام غ ير‬
‫شرعي للقوة أو العنف أو التهديد باستخدامها بقصد تحقيق أهداف سياسية"(‪.)3‬‬

‫‪ -‬وداد ج ابر غ ازي‪ ،‬اإلره اب وأث ره على الع رب في مجل ة الع رب والمس تقبل‪ ،‬الجامع ة المستنص رية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫السنة الثانية‪ ،‬آيار ‪ ،2004‬ص‪.55‬‬


‫‪ -‬فكري عطا اهلل عبد المهدي‪ ،‬اإلرهاب الدولي‪ ،‬المتفجرات‪ ،‬دار الكتب الحديثة‪ ،2000 ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬هيثم المناع‪ ،‬اإلرهاب وحقوق اإلنسان‪ ،‬دراسة مقدمة إلى مجلة التضامن الغربية‪ ،1990 ،‬ص‪.52‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫غير ان هذا التعريف يشكل نوع من التطابق بين الجريمة السياسية واألعمال اإلرهابية‪،‬‬
‫وهو أمر غير مقبول لما يقود إليه ذلك من تحقيق العقوبة وعدم إمكان تسليم المجرمين (‪،)1‬‬
‫فإذا كان الغرض السياسي عنصراً مهم اً في الجريمة اإلرهابية فهو ليس المعيار الوحيد في‬
‫تمييزها‪ ،‬وذهب البعض إلى التركيز على عناصر أخرى في تعريف منها الوسائل القادرة أي‬
‫استخدام الوسائل القادرة على إحداث حالة من الرعب والفزع بقصد تحقيق الهدف أي اً كانت‬
‫صورته سياسياً أو دينياً أو عقائدياً أو عنصرياً وفي هذا إخراج الجريمة السياسية وال تي يمكن‬
‫أن تحصل دون اللجوء إلى العنف‪.‬‬
‫يكتب ال دكتور إم ام حس انين عط ا اهلل ((إنن ا نش ايع ال رأي ال ذي ي رى ان اإلره اب ه و‬
‫طريقة أو األسلوب فهو سلوك خاص وليس طريقة للتفكير أو وسيلة للوصول إلى هدف معين‬
‫ويؤي د ذل ك فاإلره اب ه و األس لوب أو الطريق ة المس تخدمة وال تي من طبيعته ا أث ار ال رعب‬
‫والفزع بقصد الوصول إلى الهدف النهائي))(‪.)2‬‬
‫ونرى ان هذا التعريف مقبول إلى الحد الكبير فهو يتضمن العناصر الواجب مراعاتها‬
‫في تحدي د مض مون األعم ال اإلرهابي ة وتمييزه ا‪ .‬وان من المهم التأكي د على ان تك ون أعم ال‬
‫العنف تلك أعماالً غير مشروعة لتميز الفعل اإلرهابي عن أعمال العنف المشروعة كاألعم ال‬
‫المقاومة والكفاح المسلح‪ .‬ومن ثم يمكن تحديد عناصر تعريف الجريمة اإلرهابية فيما يلي‪:‬‬

‫العنف غير المشروع(‪.)3‬‬ ‫‪-1‬‬


‫التنسيق والتنظيم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن يؤدي العنف إلى خلق حالة الرعب والفزع‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن يهدف العمل إلى تحقيق أهداف سياسية أو دينية أو عقائدية أو عنصرية بعيدة عن‬ ‫‪-4‬‬
‫الغايات الفردية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف اإلرهاب الدولي‪:‬‬


‫‪ -‬علي حسين الخلف‪ ،‬المبادئ العامة في قانون‪ ،1982 ،‬ص‪.298‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محم د م ونس محب ال دين‪ ،‬اإلره اب والعن ف السياس ي‪ ،‬مجل ة األمن الع ام‪ ،‬ع دد ‪ ،94‬س نة ‪ 24‬يولي و‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1981‬ص‪.274‬‬
‫‪ -‬فكري عطا اهلل عبد المهدي‪ ،‬اإلرهاب الدولي‪ ،‬المتفجرات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫هو استخدام العنف والقوة في إطار منظم‪ ،‬وغير مشروع‪ ،‬يرتكبه فرد أو دولة ضد أشخاص‪،‬‬
‫هيئات‪ ،‬أو مؤسسات‪ ،‬أو ممتلكات تابعة لها بهدف التأثير على السلطة أو المدنيين‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل نشر الرعب والخوف‪ ،‬من أجل تحقيق أهداف معينة‪ ،‬سواء أكانت سياسية أم اقتصادية‪،‬‬
‫أم اجتماعي ة‪ ،‬وأن يك ون ه ذا االس تخدام للق وة والعن ف لغ ير ال دفاع عن النفس‪ ،‬أو ال دين أو‬
‫مقاومة العدوان والتحرر من االحتالل‪. 1.‬‬

‫تاريخ اإلرهاب‬
‫إذا كان العنف قد بدأ مع بداية الحياة االجتماعية للبشرية‪ ،‬وفق اً للقاعدة األساسية التي‬
‫كانت تسير عليها الحياة في الغايات وفي الحياة األولى وهي قاعدة (البناء لألقوى) إال انه مع‬
‫بداية الحياة االجتماعية والمدنية والحضارية ظهرت بعض القيود على هذه القاعدة األساسية‪.‬‬

‫بدأ اإلرهاب مع بداية البشر توارثوه جيالً بعد جيل‪ .‬فمنذ الخليقة واإلنسان يعيش فساداً وسفكاً‬
‫اء‬ ‫‪{ :‬أَتَ ْج َع ُل ِفيهَ ا َم ْن ُي ْف ِس ُد ِفيهَ ا َوَي ْس ِف ُ‬
‫ك ال ِّد َم َ‬ ‫لل دماء ولع ل ذل ك م ا دف ع المالئك ة إلى الق ول‬
‫(‪)2‬‬

‫ك}(‪.)3‬‬ ‫ِّح بِ َح ْم ِد َ‬
‫ك َوُنقَ ِّد ُس لَ َ‬ ‫َوَن ْح ُن ُن َسب ُ‬
‫كما انتشر في بعض التاريخ العربي ما يمكن أن نطلق عليه بإرهاب الدولة والذي تجلى‬
‫بأعمال القتل والسبي أبان الحكم األموي كما عرف الحجاج بن يوسف الثقفي انه كان يعرض‬
‫جثث المقاتالت من الخوارج عارية في األسواق لردع النساء من االنضمام إليهم(‪.)4‬‬
‫أم ا اإلره اب بمعن اه الح ديث فلم يظه ر إال في المج ازر ال تي أعقبت الث ورة الفرنس ية‬
‫وال تي أدت إلى قت ل أك ثر من أربعين أل ف إنس ان(‪ ،)5‬واألعم ال اإلرهابي ة ال تي ح دثت ببعض‬
‫ال دول ومنه ا األعم ال اإلرهابي ة ال تي ق امت به ا العص ابات الص هيونية في فلس طين‪ ،‬وك ذلك‬
‫مجازر الصرب في كوسوفو والبوسنة‪.‬‬
‫أبوعين‪ ،‬جمال زايد هالل‪ ،‬اإلرهاب وأحكام القانون الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب الحديث للنشر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬إربد‪ ،2009 ،‬ص‪.37‬‬


‫‪ -‬هيم موس ى حس ن‪ ،‬التفرق ة بين اإلره اب ال دولي ومقاوم ة االحتالل في العالق ات الدولي ة‪ ،‬جامع ة عين‬ ‫‪2‬‬

‫شمس‪ ،1999 ،‬ص‪.396‬‬


‫‪ -‬اآلية (‪ )30‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬هيثم المناع‪ ،‬اإلرهاب وحقوق اإلنسان‪ ،‬دراسة مقدمة إلى المجلة الغربية‪ ،1990 ،‬ص‪.52‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬وداد جابر غازي‪ ،‬اإلرهاب وأثره على العرب‪ ،‬مجلة العرب والمستقبل تصدرها جامعة المستنصرية‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫السنة الثانية‪ ،‬آيار ‪ ،2004‬ص‪.55‬‬


‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال اإلرهاب وصوره‬
‫تتن وع ص ور اإلره اب ويمكن تقس يمها إلى ع دة أن واع إال ان المقوم ات األساس ية‬
‫لإلره اب تبقى واحدة وفي ذلك يمكن تص نيف اإلرهاب إلى ثالثة مجموعات وال تي يمكن أن‬
‫ننظر منها إليه‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬من حيث الجهة التي تقوم به‪:‬‬
‫من حيث التنظيم يمكن ان نقس م اإلره اب إلى ن وعين رئيس يين األول اإلره اب ال ذي‬
‫تمارسه المنظمات اإلرهابية غير الحكومية والثاني اإلرهاب الذي تمارسه الدول في مواجهة‬
‫المعارض ين وإ جب ارهم على طاع ة الحكوم ة‪ ،‬وق د تمارس ه الدول ة ض د نظ ام أو ش عب يس عى‬
‫للتحرر والتخلص من االستقالل والسيطرة الخارجية وفقاً ما يمكن تسميته بإرهاب الدولة(‪.)1‬‬

‫ثانياً ‪ :‬من حيث أهداف اإلرهاب‪:‬‬


‫ذهب الع رف إلى تقس يم اإلره اب من حيث ال دوافع أو األه داف ال تي يس عى إليه ا‬
‫اإلرهابيون إلى تقسيم اإلرهاب إلى ثالثة أقسام هي(‪-: )2‬‬
‫إرهاب ضد النظام القائم يهدف اإلطاحة به‪ ،‬واستبداله بنظام آخر وإ رهاب مضاد يقوم به‬ ‫‪-1‬‬
‫ضد أعدائه‪.‬‬
‫إرهاب تلجأ إليه الثورات بعد وصولها إلى السلطة بغية تصفيها آثار العهد القديم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إرهاب تمارسه بعض منظمات التحرير الوطني في حالة عجزها عن شن حرب التحرير‬ ‫‪-3‬‬
‫واسعة النطاق أو في حالة مواجهة قوة مسلحة أقوى منها بكثير‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬من حيث سعة نشاط اإلرهاب‪:‬‬
‫يذهب البعض إلى تصنيف اإلرهاب من حيث سعته وانتشاره إلى ‪-:‬‬

‫‪ -‬إسماعيل الغزال‪ ،‬اإلرهاب والقانون الدولي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‪ ،1990 ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عدنان سليمان األحمد‪ ،‬قضايا معاصرة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1991 ،‬ص‪.143‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫إرهاب داخلي وهو اإلرهاب الذي يقتصر نشاطه على دولة أو مجتمع واحد‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إره اب خ ارجي يتس ع نط اق المنظم ات اإلرهابي ة في ه لض رب أك ثر من ش عب أو دول ة‬ ‫‪-2‬‬
‫وتقوده منظمات إرهابية عالمية ودولة(‪.)1‬‬
‫رابعاً ‪ :‬اإلرهاب من حيث أسبابه‪:‬‬
‫يمكن تص نيف اإلره اب أخ يراً من حيث األس باب وال دوافع إلى ارتك اب الجريم ة‬
‫اإلرهابية ويمكن أن يقسم اإلرهاب إلى‪:‬‬
‫اإلرهاب السياس‪6‬ي‪ -:‬وه و اإلره اب الغ الب حص وله على المس توى ال داخلي وغالب اً م ا‬ ‫‪-1‬‬
‫تلج أ إلي ه طبق ة معين ة أو فئ ة اجتماعي ة مم ا ي دافع الس يطرة على الطبق ات أو الفئ ات‬
‫األخ رى وإ خض اعها وغالب اً م ا يق ود ه ذا الن وع من اإلره اب إلى نش وب االض طرابات‬
‫والحروب األهلية والصراعات الداخلية‪ ،‬فالفريق الحاكم يعمل على االحتفاظ بالمكاسب‬
‫واالمتيازات التي يجنيها من وراء وجوده في السلطة بينما الفريق اآلخر يحاول تحدي‬
‫الفريق الحاكم وإ جباره على التنازل والتخلي عن مكاسبه وامتيازاته(‪.)2‬‬
‫اإلرهاب االقتصادي‪ -:‬يمارس اإلرهاب االقتصادي على المستوى الداخلي عندما تعمل‬ ‫‪-2‬‬
‫الدول ة أو الفئ ة الحاكم ة لص الح م يزة أو لفئ ة تس تند إليه ا وغالب اً م ا تك ون أقلي ة في‬
‫مواجه ة األكثري ة كم ا ق د تحتك ر الس لطة الحاكم ة الوظ ائف الرئيس ة لألش خاص ال ذين‬
‫يتبعونه ا وال ينس بون له ا ووالء وتمنحهم س لطة الق رار مم ا يخل ق الش عور ل دى الفئ ة‬
‫المحرومة يتحيز الفئة الحاكمة مما يثير االضطرابات والتظاهر واالحتجاجات(‪.)3‬‬

‫نجاتي سيد أحمد‪ ،‬الجريمة السياسية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪ ،1982 ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫إسماعيل الغزال‪ ،‬اإلرهاب والقانون الدولي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫دوافع اإلرهاب وآثاره‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫بدأت ظاهرة اإلرهاب بالتزايد في السنوات األخيرة زيادة كبيرة‪ ،‬وترجع هذه الزيادة إلى عدد‬
‫من الدوافع السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما وأن ظاهرة اإلرهاب لها آثاراً سلبية‬
‫كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وأيضاً بيئية‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في هذا المبحث الذي‬
‫قسمنا إلى مطلبين هما‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دوافع اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬آثار اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دوافع اإلرهاب‬


‫األسباب الدافعة لإلرهاب‬
‫ال يمكن ألحد أن ينكر حقيقة األعمال اإلرهابية تزايداً ملحوظ اً في اآلونة األخيرة إلى‬
‫درجة يمكن وصفها بأنها بلغت حد (الظاهرة) وقد تنوعت إلى األساليب وصور مختلفة مثل‬
‫الخط ف‪ ،‬االغتي ال‪ ،‬االب تزاز‪ ،‬التخ ريب‪ ،‬زرع المتفج رات والحرائ ق وغيره ا من الط رق‬
‫واألس اليب‪ ،‬وان من أهم ال دوافع للوق وف على تش خيص واقعي ومتكام ل له ا في المط اليب‬
‫اآلتية ‪-:‬‬
‫‪-‬الدوافع السياسية ‪-:‬‬

‫وهي ال دوافع ال تي يتص ف اإلره اب (بالسياس ة) وهي أك ثر األس اليب واألس باب ش يوعاً‬
‫وأسندها ضراوة وخطراً وأكثرها دموية‪ ،‬تلك الدوافع ال تعتبر وليدة المصادفة‪ ،‬وإ نما تعتبر‬
‫أفك ار أيديولوجي ة معين ة ه دفها تحقي ق ه دف سياس ي مح دد لتغي ير نظ ام الحكم أو طبيع ة‬
‫العالقات السياسية واالجتماعية داخل المجتمع وتتميز بوجود هدف أي يسعى إلى لتحقيقه من‬
‫ج راء فعل ه اإلج رامي ال ذي يرس مه ل ه غ يره ض من أيديولوجي ة معين ة مخط ط له ا وه دف‬
‫مس تقبلي اإلره اب يس عى اإلره اب المنظم إلى تحقيق ه وأهمي ة التمي يز بينم ا تك ون عن د رس م‬

‫‪15‬‬
‫السياس ة المن ع والقم ع‪ .‬وق د تك ون دواف ع التعص ب لمب دأ فك ري أو أي ديولوجي أو دي ني (‪،)1‬‬
‫وتح اول فئ ة أو جماع ة اجتماعي ة ممارس ة اإلره اب والعن ف ض د الفئ ات األخ رى من أج ل‬
‫فرض هيمنتها الفكرة واأليديولوجية على المجتمع‪.‬‬
‫هو تحقيق أهداف سياسية بضغط العمليات اإلرهابية‪ ،‬فمعظم العمليات اإلرهابية وأعمال‬
‫العنف تكمن ورائها دوافع سياسية مثل السيطرة االستعمارية لبعض الدول والتفرقة العنصرية‬
‫والفعل العنصري (األبارتهيد) ومقاومة االحتالل ومحاولة الحصول على حق تقرير المصير‬
‫الشعب واقع تحت ضغط االحتالل أو األعمال العنف من دولة من الدول(‪ .)2‬ومن هذه الدوافع‬
‫ان ه تح اول مجموع ة تنبي ه ال رأي الع ام الع المي إلى قض ية سياس ية أو محاول ة اإلف راج عن‬
‫مجموع ة من الس جناء في س جون الدول ة أو إجب ارهم الدول ة على تغي ير سياس ة معين ة في‬
‫مواجهة إقليم معين من أقاليمها‪ .‬ومن جانب آخر قد تمارس الدولة األعمال اإلرهابية والعنف‬
‫ض د ش عب معين والف رار منه ا س واء إلى من اطق أخ رى في نفس الدول ة أو إلى خ ارج ح دود‬
‫هذه الدولة‪ ،‬فالعمليات اإلرهابية ذات الدافع السياسي هدفها في النهاية هو الوصول إلى قرار‬
‫سياس ي بمع نى إرغ ام دول ة أو جماع ة سياس ية على اتخ اذ ق رار معين أو االمتن اع عن ق رار‬
‫تراه في مصلحتها‪ ،‬وما كانت تتخذ أو تمتنع عنه إال بضغط العمليات اإلرهابية(‪.)3‬‬
‫وان العملي ات اإلرهابي ة ذات ال دافع السياس ي هي ال تي تث ير كث يراً من الج دل بش أن‬
‫مش روعية ه ذه العملي ات من جه ة النظ ر القانوني ة‪ .‬فمعظم ه ذه العملي ات تتم بع د إغالق كاف ة‬
‫الطرق العادية القانونية الشرعية السلمية‪.‬‬
‫ومن هن ا يج د الط رف المظل وم نفس ه مض طراً في بعض األحي ان إلى اللج وء لمث ل ه ذه‬
‫األعم ال اإلرهابي ة ألنه ا الس بيل الوحي د للتعب ير عن رأي ه أو للحص ول على حق ه أو إلعالن‬
‫قضيته للرأي العام العالمي(‪.)4‬‬
‫شيوع اإلرهاب الدولي ال يخلو من أسباب أو دوافع سياسية أهمها في اآلتي ‪-:‬‬

‫‪ -‬على حسن عبد اهلل‪ ،‬الباحث وأثره في المسؤولية الجنائية‪ ،‬الزهراء لإلعالم‪ ،1986 ،‬ص‪.336‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نبيل حلمي‪ ،‬اإلرهاب الدولي وفقاً لقواعد القانون الدولي العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،2004 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.14‬‬
‫‪ -‬ثائر إبراهيم الجهماني‪ ،‬مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي‪ ،‬دمشق‪ ،1998 ،‬ص‪.94‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬عبد الرحيم مقداد‪ ،‬اإلرهاب وأكاذيب وحقائق‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬ط‪ ،1968 ،1‬ص‪.40‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪16‬‬
‫التن اقض الفاض ح بين م ا تحض علي ه مواثي ق النظ ام السياس ي ال دولي من مب ادئ وم ا‬ ‫‪-1‬‬
‫تدعو إليه من قيام إنسانية ومثاليات سياسية رفيع ة‪ ،‬وبين ما تتم عنه سلوكياته الفعلية‬
‫والتي ترقى به إلى مستوى التنكر العام لكل تلك القيم والمثاليات‪ ،‬هذا التناقض مدعاة‬
‫لظهور بعض الممارسات اإلرهابية الدولية كصرخة اجتماع مدوية على ما يحمله هذا‬
‫التناقض الصارخ بين القول والفعل من معان‪.‬‬
‫افتق ار النظ ام السياس ي ال دولي إلى الح زم في ال رد على المخالف ات واالنتهاك ات ال تي‬ ‫‪-2‬‬
‫تتعرض لها مواثيقه بعقوبات دولية شاملة ورادعة ضد هذا المظهر الخير من مظاهر‬
‫العبث‪.‬‬
‫ان التس يب ال دولي ه و ال ذي يفتح المج ال واس عاً أم ام إخطب وط اإلره اب ال دولي ال ذي‬

‫يجمع في صفوفه بين القتلة والمحترفين والمرتزقة المأجورين وغيرهم من المغرر بهم ديني اً‬
‫أو سياسياً أو عقائدياً‪ ،‬وتشجيعه على التمادي في احتقار القانون الدولي‪ ،‬واالعتداء على سيادة‬
‫ال دول واإلس اءة إلى حقوقه ا ومص الحها المش روعة بوس ائل ت دينها األخالقي ات‪ ،‬واألع راف‬
‫الدولية كالتهديد والتشهير واالبتزاز والقتل واختطاف الطائرات وتعذيب الرهائن من المدنيين‬
‫العزل األبرياء‪ ،‬ان هذا التخاذل الدولي في رأي أصحاب هذا التغير قد ينتهي بكارثة دولية ال‬
‫حدود لها(‪.)1‬‬
‫‪-‬الدوافع االقتصادية ‪:‬‬
‫تعد حال ة البؤس والفاقة التي يعيش ها األفراد وكذلك حالة التشرد والضياع التي يعيش‬
‫به ا ه ؤالء خ ارج أوط انهم ك انت وراء من العم ال اإلرهابي ة ال تي ته دف إلى رف ع الظلم‬
‫واالض طهاد عنهم كم ا ان المش كالت االقتص ادية المتنوع ة تنتج عن ع دم إش باع النس ق‬
‫االقتصادي ورغبات األفراد االقتصادية واالجتماعية حيث الفقر والبطالة التي ظهرت نتيجة‬
‫التح والت السياس ية واالجتماعي ة واالقتص ادية ومن أب رز ال دوافع ال تي ترب ط تب اين المس توى‬
‫المعاشي ومستوى الدخل بين طبقات المجتمع(‪ ،)2‬فض الً عن الطمع واالنتشار الذي يؤدي إلى‬
‫الخل ل في الت وازن االقتص ادي واالجتم اعي ك ذلك االنفت اح المتزاي د في مع دالت التض خم‬

‫‪ -‬زكريا أحمد‪ ،‬سلوك اإلنسان بين جريمة العدوان واإلرهاب‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.245‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محم د م ؤنس محي ال دين‪ ،‬اإلره اب على المس توى اإلقليمي (االس تراتيجية األمني ة) بحث منش ور في‬ ‫‪2‬‬

‫مجلة نايف للعلوم األمنية في الرياض‪ ،1999 ،‬ص‪.222‬‬


‫‪17‬‬
‫واشتداد األزمات االقتصادية أدى إلى تزايد أسباب اإلرهاب‪ ،‬وهناك من يطلق عليه إرهاب‬
‫رأس م ال الص امت وال ذي تختل ف مس توياته الفاعلي ة س واء في ه ك ان يمارس ه األف راد أو‬
‫الش ركات أو المؤسس ات ض د بعضها البعض ويهدف اإلره اب االقتص ادي المعلن هو تحقي ق‬
‫الربح والنفع بأي وسيلة‪ ،‬ويالحظ ان األعمال اإلرهابية تقوم بها جماعات اإلجرام المنظم من‬
‫خالل تغلغله ا في الش ركات االقتص ادية للهيمن ة على الس وق(‪ ،)1‬كم ا ان ع دم عملي ات إرهابي ة‬
‫يقصد تحقيق غاياتها االقتصادية وإ شباع حاجاتها المادية واالجتماعية وان هذه الدوافع تلعب‬
‫مع أخرى في تهيئة المناخ المناسب لإلرهاب وعليه البد من ضرورة توفير األجواء المناسبة‬

‫االجتماعي ة والسياس ية واالقتص ادية المناس بة للتص دي لألعم ال اإلرهابي ة ال تي تش كل خط راً‬


‫على المجتمع اإلنساني بشكل عام وعلى الدول(‪.)2‬‬
‫‪-‬الدوافع االجتماعية‪:‬‬
‫تتصل الدوافع االجتماعية المؤدية لإلرهاب بحالة التنوع واالنسجام الثقافي في المجتمع‪،‬‬
‫وكلما قلت درجة الميول اإلرهابية‪ ،‬وذلك بسبب سيادة الهوية العامة والثقافة الشخصية العامة‬
‫للمجتمع والتي تمثل مجموعة القيم والعادات والتقاليد فتتوحد الهوية الخاصة والعامة في هوية‬
‫واحدة جامعة تسود في المجتمع‪ ،‬لكن تزايد األفعال الفردية أو المجتمعية التي تعارض الثقافة‬
‫الس ائدة وال تي تح دث أض راراً نفس ية أو مادي ة على المجتم ع حيث يع د التفكي ك األس ري من‬
‫أب رز ال دوافع االجتماعي ة ال تي ت دفع األف راد الرتك اب أعم ال إرهابي ة والتفك ك األس ري يع ني‬
‫انهي ار األدوار األساس ية لألس رة مث ل التنش ئة االجتماعي ة والعالق ات األس رية والزوجي ة‬
‫والطالق‪ ،‬كم ا ي ؤدي التفك ك األس ري إلى ح دوث أغ راض األف راد ال تي تس تغل من قب ل‬
‫الجماعات اإلرهابية في تحقيق مصالحها‪.‬‬
‫كذلك تنتهك حقوق الفرد وحرياته األساسية وعندما يفتقد المساواة والعدالة التي نصت‬
‫عليه ا الش رائع الس ماوية والتش ريعات الوظيفي ة‪ ،‬عن دما ال يج د اإلنس ان من ال يس مع ش كواه‬
‫وعن دما يق ع في ش راك ص حبة الس وء‪ ،‬عن دما تق وده ال برامج اإلعالمي ة المظل ة أو منش ورات‬

‫عبود السراج‪ ،‬شرح قانون العقوبات االقتصادي في التشريع السوري المقارن‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1993‬ص‪.156‬‬
‫عبود السراج‪ ،‬شرح قانون العقوبات االقتصادي في التشريع السوري المقارن‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.156‬‬
‫‪18‬‬
‫دع اة اإلره اب والفوض ى عن دما ال تت اح ل ه فرص ة العم ل الش ريف‪ ،‬وعن دما يض جر عن‬
‫الحصول على سكن مالئم(‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار اإلرهاب‬


‫تتعدد آثار اإلرهاب على الفرد والمجتمع كما يلي‪:‬‬
‫آث‪66‬ار اقتص‪66‬ادية‪ :‬إن لإلره اب ي ترتب علي ه مخ اطر اقتص ادية فادح ة‪ ،‬وهي ت دمير الق وى‬ ‫‪-1‬‬
‫البشرية الموجودة في الوطن الذي حدث فيه لإلرهاب‪ ،‬وألن أهم شيء يؤدي إلى نمو أي‬
‫بل د هي ال ثروة البش رية‪ ،‬فال ب د من الحف اظ على ه ذه ال ثروة‪ ،‬ألن المت وفي في أي عملي ة‬
‫إرهابي ة ق د يك ون عنص راً فع االً من ه ذه ال ثروة‪ ،‬وال ذي لم يت وف يمكن أن يص اب بعج ز‬
‫يفقده فاعليته‪ ،‬وال يمكن أن تقوم نهضة‪ ،‬ولن تقوم بدون الثروة البشرية‪ ،‬واإلرهاب يؤدي‬
‫إلى تدمير منشآت حيوية‪ ،‬وتكون آثار تدمير هذه المنشآت الحيوية سلبية على االقتصاد‬
‫الوط ني‪ ،‬ي ؤدي إلى ع دم إنش اء مش روعات تنموي ة جدي دة‪ ،‬وانخف اض مع دالت التنمي ة‪،‬‬
‫وإ عاقة النمو في البلد التي يحدث فيها اإلرهاب‪ ،‬فال يمكن ألحد أن يستثمر أمواله في جو‬
‫يس وده اإلره اب‪ ،‬وع دم االس تقرار األم ني‪ ،‬وحتم ا س وف يه رب بأموال ه‪ ،‬ويمكن أن يلج أ‬
‫لالستثمار في مكان آخر‪ ،‬وربما يكون العائد الذي يحصل عليه فيها أقل بكثير‪ ،‬ولكنها‬
‫آمنة‪ ،‬إن اإلرهاب يعد عامل من عوامل ضرب رؤوس األموال واالستثمار‪ ،‬وكذلك هدم‬
‫األمالك الخاص ة‪ ،‬أو ض رب الم وارد الطبيعي ة‪ ،‬أو ح تى إح داث الض رر بالبيئ ة بص فة‬
‫عام ة‪ ،‬فك ل ه ذه مخ اطر اقتص ادية لإلره اب يمكن ح دوثها أو توقعه ا‪ .‬أن األعم ال‬
‫اإلرهابية إنما تستهدف في المقام األول أكثر األماكن حساسة‪ ،‬وأعظمها أثراً من الناحية‬
‫االقتصادية على وجه الخصوص‪.‬‬
‫كما أن لهذه الجرائم اإلرهابية آثار مختلفة من نواح متعددة كتهديد االستقرار االقتصادي‬
‫وتوقف النشاط السياحي الذي يمثل موردا مالي اً مهما لبعض الدول ومصدراً لدخل الكثير‬

‫حليم بركات‪ ،‬المجتمع العربي المعاصر‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1991 ،‬ص‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫من أبنائها‪ ،‬كما قد يترتب على اإلجراءات التي تتخذها الدولة لمواجهة اإلرهاب أن يحجم‬
‫المستثمرون عن توظيف أموالهم في مجتمع ال يتمتع باألمان‪.1‬‬
‫آث‪6‬ار اجتماعي‪66‬ة‪ :‬حيث ت زداد مع دالت البطال ة نتيج ة تقلص االس تثمار‪ ،‬باإلض افة إلى وف اة‬ ‫‪-2‬‬
‫أف راد من عوائ ل بعض األس ر‪ ،‬كم ا ت ؤدي إلى ح دوث عج ز لبعض المص ابين‪ ،‬وه و م ا‬
‫يؤثر على مستوى الدخول لعدد من األصر التي يعمل أفرادها بالمشاريع التي أضيرت‬
‫من اإلرهاب‪.‬‬
‫كم ا ت ؤثر س لبياً على الق درة االقتص ادية للدول ة نتيج ة إع ادة بن اء األم اكن ال تي ه دمت‪،‬‬
‫وإ ج راءات األمن والتعويض ات للمتض ررين‪ ،‬وبالت الي على ق درة الدول ة على االنف اق‬
‫االجتم اعي‪ ،‬كم ا ت ؤدي العملي ات االرهابي ة إلى زي ادة نس بة البطال ة نتيج ة ط رد الع رب‬
‫والمسلمين من بالد الغرب‪ ،‬وغلق هذه الدول أمامهم‪.2‬‬
‫آث ‪66‬ار أمني ‪66‬ة‪ :‬حيث ي ؤدي اإلره اب إلى اإلض رار ب األمن وتش ويه ص ورته‪ ،‬وزعزع ة‬ ‫‪-3‬‬
‫االس تقرار‪ ،‬حيث يض عف إحس اس الن اس باألم ان‪ ،‬كم ا تزداد إج راءات األمن مما يضيق‬
‫على الناس‪ ،‬وإ شاعة حالة من الخوف والرعب والهلع في نفوس الناس‪ ،‬وعقولهم تخلعهم‬
‫من اإلطار العام الذي اعتادوه وألفوه ورضوا عنه لحياتهم ونظامهم وثقافتهم‪.3‬‬
‫آثار سياسية‪ :‬حيث تؤدي العمليات اإلرهابية إلى ضعف النظام السياسي ويتجلى ذلك في‬ ‫‪-4‬‬
‫إض عاف جه ات األمن‪ ،‬وأحيان اً الت دخل األجن بي لحماي ة المص الح الخاص ة أو التحقي ق في‬
‫وف اة رع ايهم‪ .‬كم ا ت ؤدي العملي ات اإلرهابي ة إلى النظ ر لمجتمعاتن ا على أنه ا إرهابي ة‬
‫ومولدة لإلرهاب‪.‬‬
‫واإلره اب يص يب عالق ة الف رد بالدول ة من فق دان للثق ة والتص دع السياس ي‪ ،‬كم ا‬
‫لج رائم اإلره اب ت أثير مهم على مكان ة الدول ة ذاته ا وهيبته ا وعالقته ا بغيره ا من‬
‫الدول ومن ثم سيادتها الوطنية‪.4‬‬

‫محمود عرابي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمود عرابي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمود عرابي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمود عرابي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪20‬‬
‫آثار بيئية‪ :‬حيث تؤدي العمليات اإلرهابية خاصة النووية والكيميائية إلى اإلضرار بالبيئ ة‬ ‫‪-5‬‬
‫الطبيعية‪ ،‬كما تؤدي العمليات اإلرهابية إلى اإلضرار بالبيئة المادية من نسف وتهدم ‪...،‬‬
‫إلخ‪.5‬‬

‫محمود عرابي‪ ،‬اإلرهاب‪ ،‬مفهومه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬أسبابه‪ ،‬آثاره‪ ،‬أساليب المواجهة‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪21‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫بعد أن تطرقنا لمفهوم اإلرهاب‪ ،‬ودوافعه‪ ،‬ورأينا اآلثار الخطيرة التي يتسبب بها على كافة‬
‫المستويات‪ ،‬كان ال بد من سعي المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة‪ ،‬ووضع االستراتيجيات‬
‫من أجل وقف نموها وانتشارها‪ ،‬وسنتناول في هذا المبحث الدور الدولي لمكافحة اإلرهاب‪،‬‬
‫ببي ان دور األمم المتح دة‪ ،‬ومجلس األمن‪ ،‬والجمعي ة العام ة في مكافح ة اإلره اب‪ ،‬وبي ان‬
‫الوسائل التي يتبعها المجتمع الدولي لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬وذلك في المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدور الدولي لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل مكافحة اإلرهاب على الصعيد الدولي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدور الدولي لمكافحة االرهاب‬


‫سنتناول في هذا المطلب دور األمم المتحدة ومجلس األمن‪ ،‬والجمعية العامة في مكافحة‬
‫اإلرهاب‪ ،‬وذلك على النحول التالي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬دور األمم المتحدة في مكافحة اإلرهاب‬

‫ظه رت أولى المح اوالت الدولي ة لمعالج ة ظ اهرة اإلره اب من الناحي ة القانوني ة تحت ِمظل ة‬
‫ُعصبة األمم قبل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتمثل ذلك في "اتفاقية منع اإلرهاب والمعاقبة عليه‬
‫المعتم دة في ع ام ‪ "1937‬وك ان وض ع ه ذه االتفاقي ة ك رد فع ل الغتي ال االس كندر االول مل ك‬
‫يوغوسالفيا ولويس بارتو وزير خارجية فرنسا في مارسيليا عام ‪ .1934‬إال ان هذه االتفاقية‬
‫لم تدخل حيز النفاذ لعدم التصديـــق عليها إال من دولـــة واحدة فقــط وهــي الهنــد‪ .‬ولم تتناول‬
‫األجه زة الرئيس ية تحت مظل ة األمم المتح دة (مجلس األمن والجمعي ة العام ة) مس ألة مكافحة‬
‫اإلره اب بوج ه حاس م على م دار العقود األربع ة ال تي تلت إنش ائها‪ ،‬ويرج ع ذل ك إلى توترات‬

‫‪22‬‬
‫الحرب الباردة وتهديدات الحروب التي تتحكم فيها المصالح والقوى السياسية الدولية وبالتالي‬
‫‪1‬‬
‫لم تكن لإلرهاب األولوي ــة ضمن اهتمـام المجتمع الدولي‪.‬‬

‫وفي سبتمبر من عام ‪ 1972‬وعقب حادثة األلعاب األوليمبية بميونيخ‪ ،‬برزت مسألة اإلرهاب‬
‫بق وة على الس احة الدولي ة‪ ،‬كم ا اتض حت مالمح الخالف بين مجموع ة من ال دول ال تي ت دين‬
‫اإلره اب بغض النظ ر عن دواف ع مرتكبي ه وبين مجموع ة أخ رى ت رى ض رورة التمييــز بين‬
‫اإلره اب والح ق المش روع في تقري ـــر المصيـــر‪ .‬ومن ذ ع ام ‪ 1972‬ب دأت األمم المتح دة في‬
‫تناول اإلرهاب بشكل ُمباشر بهدف دراسته والوقوف على دوافعه وأسبابه‪ .‬وأصدرت الجمعية‬
‫العام ة العدي د من الق رارات ال تي تحث ال دول األعض اء على البحث عن حل ول عادل ة وس لمية‬
‫لألسباب الكامنة ووراء العنف‪ ،‬وأكدت الجمعية العامة لألمم المتحدة على حق جميع الشعوب‬
‫الخاض عة لنظم استعماريـــة وعنصريـــة فـــي تقريـــر المصيـــر واالس تقالل طبقــاً أله داف‬
‫ومقاصــد ميث ــاق األمم المتحدة والقوانيــن الدوليــة ذات الصلــة‪.2‬‬

‫كما حثت األمم المتحدة الدول األعضاء على االنضمام إلى الصكوك (االتفاقيات) الدولية التي‬
‫اعتم دت تحت مظلته ا في مج ال مكافح ة اإلره اب‪ ،‬وطالبته ا باتخ اذ ت دابير مناس بة ِ‬
‫تهدف إلى‬ ‫ُ‬
‫تقويض هذه الظاهرة والقضاء عليها‪ .‬وتجدر اإلشارة في هذا الخصوص إلى أن األمم المتحدة‬
‫قد اعتمدت ثماني عشر صكاً قانونياً دولياً في مجال مكافحة اإلرهاب على مدار العقود الستة‬
‫السابقة‪ ،‬بدءاً باالتفاقية المتعلقة بالجرائم وبعض األفعال األخرى المرتكبة على متن الطائرات‬
‫في ع ام ‪ 1963‬وانته اء ب البروتوكول المكم ل التفاقي ة قم ع األفع ال غ ير المش روعة المتعلق ة‬
‫بالطيران المدني الدولي في عام ‪.32010‬‬

‫ثانياً‪ :‬دور مجلس األمن في مكافحة اإلرهاب‬

‫عالء الدين راشد ‪،‬األمم المتحدة واإلرهاب قبل وبعد ‪ 11‬سبتمبر مع تحليل نصوص الصكوك العالمية‬ ‫‪1‬‬

‫لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫عالء الدين راشد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪2‬‬

‫عالء الدين راشد‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫لم يتص د مجلس األمن لإلره اب بش كل ُمباش ر من ذ إنش اء األمم المتح دة وح تى الثمانين ات من‬
‫القرن السابق‪ ،‬واقتصر على اإلشارة له بشكل جزئي‪ ،‬وقد جاءت أول إشارة لإلرهاب بقرار‬
‫مجلس األمن ‪ )1948( 57‬الذي أدان عملية اغتيال الكونت "فولك برنادوت" أول وسيط لألمم‬
‫المتحدة في فلسطين‪ .1‬ومـع تزايد الحوادث اإلرهابية في الثمانينات ومن بينها خطف السفينة‬
‫"أكيللي الورو" أص در مجلس األمن الق رار ‪ )1985( 579‬ال ذي أك د من خاللــه على وج وب‬
‫التزام جمي ـــع الدول بأن تمنـــع وتالحـ ـــق األعمال اإلجراميـ ـــة العدائيـــة التي تع ـــد مـ ـــن أشكال‬
‫اإلرهاب الدولــي‪.2‬‬

‫وخالل الفترة من ‪ 1990‬إلى ‪ 2000‬استخدم مجلس األمن ُسلطاته بموجب الفصل السابع من‬
‫ميثاق األمم المتحدة وأصدر قرارات بفرض عقوبات اقتصادية وغير اقتصادية على ِعدة دول‬
‫وي ذكر منه ا ليبيــا (‪ )1992‬والس ودان (‪.)1996‬‬
‫ألس باب ُمتنوع ة منه ا التص دي لإلره اب ُ‬
‫وبمناس بة االنتهاك ات الص ارخة لقواع د الق انون ال دولي اإلنس اني وحق وق اإلنس ان من ج انب‬
‫طالبان التي تستخدم األراضي األفغانيـة لتدريب اإلرهابييـن والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية‬
‫فض الً عن توف ير المالذ اآلمن ألس امة بن الدن واألف راد والجماع ات المرتبط ة ب ه واس تخدام‬
‫أفغانس تان كقاع دة لرعاي ة العملي ات اإلرهابي ة الدولي ة‪ ،‬الس يما وأن أس امة بن الدن ورفاق ه ق د‬
‫ش ملهم ق رار االته ام الص ادر من الوالي ات المتح دة األمريكي ة في حادثتـي تفج ير س فارتي‬
‫الواليات المتحدة في نيروبي ودار السالم باإلضافـة إلى التآمر لقتل مواطنيـن أمريكيين خارج‬
‫الوالي ات المتح دة وق د طلبت الوالي ات المتح دة من طالب ان في خالل ه ذه الف ترة تس ليمهم‬
‫لتق ديمهم للمحاكم ة فلم تس تجب‪ ،‬اعتم د مجلس األمن ق راراه ال رقيم ‪.)1999( 1267‬‬
‫والجزاءات التي فرضها هذا القرار الصادر بموجب الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة‬
‫ش ملت التجمي د ـــ المن ع من الس فر ـــ حظ ر توري د الس الح وال ذخائر لألف راد والكيان ات التابع ة‬
‫‪3‬‬
‫لحركة طالبان ثم شملت الجزاءات عقب ذلك تنظيم القاعدة‪.‬‬

‫عالء الدين راشد ‪،‬األمم المتحدة واإلرهاب ـ دار النهضة ‪2005‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فتوح ابو دهب هيكل‪ ،‬التدخل الدولي لمكافحة االرهاب وانعكاساته على السيادة الوطنية‪ ،‬مركز االمارات‬ ‫‪2‬‬

‫للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،2014 ،‬ص‪.55‬‬


‫فتوح ابو دهب هيكل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪24‬‬
‫وفي أعق اب األح داث اإلرهابي ة ال تي وقعت بالوالي ات المتح دة األمريكي ة في ‪ 11‬س بتمبر‬
‫‪ ،2001‬أص در مجلس األمن ق راره ال رقيم ‪ )2001( 1373‬بم وجب الفص ل الس ابع من‬
‫الميثاق‪ .‬وجدير بالذكر أن هذا القرار ُيعد أكثر القرارات شموالً في تاريخ مجلس األمن لكون ه‬
‫لم ُيفـرض تدابير ضد دولة ما أو إقليم أو جماعة ما‪ ،‬كما أنه لم ُيعتمد بصدد موقف أو نزاع‬
‫معيـن بل صدر هذا القرار ليلـزم كافة الدول بالقيام أو باالمتناع عن القيام بأعمال في إطار‬
‫ومحدداً ُيـعبـر عن رغبة‬
‫مكافحة اإلرهاب بشكل عام‪ .‬ويـُشار إلى هذا القرار بأنه بيان اً شامالً ُ‬
‫المجتم ع ال دولي في حرم ان اإلره ابيين من أدوات تج ارتهم وهي التموي ل والس رية والس الح‬
‫والمالذ‪.‬‬

‫وأهم م ا ورد من ت دابير في ه ذا الق رار ك ان من ع ووق ف تموي ل األعم ال اإلرهابي ة وتج ريم‬
‫تمويل اإلرهاب‪ ،‬تجميد األصول أو األموال الخاصة باألشخاص أو الكيانات التي ترتكب أو‬
‫المشتبـه فيهـا‪ُ ،‬مراقبة‬
‫تشرع في ارتكاب األعمال اإلرهابية‪ ،‬إبالغ السلطات عن كافة األعمال ُ‬
‫نظم التحويالت المالية البديلة كالحوالة والمنظمات غير الهادفة للربح‪.‬‬

‫كما أصدر مجلس األمن كذلك قراره الرقيم ‪ )2004( 1540‬والخاص بأسلحة الدمار الشامل‪،‬‬
‫حيث أع رب مجلس األمن في ه ذا الق رار عن قلق ه الب الغ نتيج ة اإلتج ار غ ير المش روع‬
‫باألسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية وحيازة األشخاص والكيانات الضالعين في ارتكاب‬
‫األعم ال اإلرهابي ة لمث ل ه ذه النوعي ة من األس لحة مم ا يش كل تهدي داً مس تمراً للسلـم واألمـن‬
‫الدولييـن‪ ،‬وقد اعتمـد مجلس األمن هذا القرار كذلك بموجب الفصل السابع من الميثـاق‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬دور الجمعية العامة في مكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫ب دأ التن اول المباش ر لظ اهرة اإلره اب ال دولي في ُمناقش ات الجمعي ة العام ة اعتب ارا من ع ام‬
‫‪ 1972‬عندما طلب األمين العام لألمم المتحدة من الجمعية العامة أن تدرج في جدول أعمال‬
‫دورته ا الس ابعة والعش رين موض وع اإلره اب به دف دراس ة اإلج راءات والت دابير لمن ع ه ذه‬

‫‪25‬‬
‫الظ اهرة‪ .‬ومن ذ ذل ك الت اريخ تواص لت جه ود الجمعي ة العام ة وأثم رت حص اداً من الق رارات‬
‫واإلعالنات المتعلقة بالتدابير الرامية إلى القضاء على اإلرهاب الدولي‪.1‬‬

‫وخالل الفتـــرة الممت دة من ذ بداي ة التس عينات‪ ،‬كثفـت الجمعي ة العام ة مناقش تها في ه ذا المج ال‬
‫وأصدرت العديد من القرارات التي تعكس من جانب العزم المتزايد لدى المجتمع الدولي على‬
‫إدانة جميع ممارسات اإلرهاب أينما وجدت وأيا كان مرتكبيها ومن جانب أخر‪ ،‬عكست هذه‬
‫القرارات وعياً دولياً متزايداً بالصلة القائمة بين حقوق اإلنسان واإلرهاب‪ .‬وبتاريخ ‪ 9‬ديسمبر‬
‫‪ 1994‬وبمقتض ى الق رار ‪ 49/60‬اعتم دت الجمعي ة العام ة لألمم المتح دة اإلعالن المتعل ق‬
‫بالت دابير الرامي ة إلى القض اء على اإلره اب ال دولي‪ .‬وق د طلب ه ذا اإلعالن من األمين الع ام‬
‫المساعدة في تنفيذ التدابير الواردة به من خالل عدة نقاط أهمها استعراض اإلمكانيات القائمة‬
‫ض من منظوم ة األمم المتح دة من أج ل ُمس اعدة ال دول في مكافح ة الج رائم المتعلق ة باإلره اب‬
‫ال دولي والعم ل على القض اء علي ه من خالل ت دابير فعال ة وحازم ة ووفقـاً للمع ايير الدولي ة‬
‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫واس تمرت مجه ودات األمم المتح دة في ه ذا اإلط ار من خالل أجهزته ا المتخصص ة وف رق‬
‫العمل المعنية ويأتي على رأسها فريق العمل رفيع المستوى الذى شكلة األمين العام لدراسة‬
‫التهدي دات العالمي ة وال ذي أنهى تقري ره بش أن اإلره اب إلى وج وب وض ع اس تراتيجية عالمي ة‬
‫لمكافحته تتضمن عناصر رئيسية أطلـق عليها "العناصر الخمسة"‪ .‬وقد أعلن األمين العام عـن‬
‫تل ك العناصـر في الجلسـة الختاميـة لم ؤتمر القم ة الع المي المع ني بالديمقراطي ة واألمن في‬
‫مدري د خالل ش هر م ارس ‪ 2005‬وأح د أهم تل ك العناص ر حماي ة حق وق اإلنس ان في س ياق‬
‫مكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫وانطالقا من العناصر الخمسة التي أشار إليها األمين العام تواصلت مناقشات الدول األعضاء‬
‫من خالل الجمعية العامة بصورة مكثفة بهدف وضع االستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب‬
‫ال تي اعتم دت بالفع ل بإجم اع ال دول األعض اء في األمم المتح دة في ش هر س بتمبر من ع ام‬

‫فؤاد عالم‪ ،‬االرهاب‪ :‬اسباب انتشاره ووسائل مكافحته في النظام االمني في منطقة الخليج العربي‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫التحديات الداخلية والخارجية‪ ،‬مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬ابو ظبي‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪.320‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ 2006‬لتعكس إجم اع ال دول األعض اء على إدان ة اإلره اب بجمي ع أش كاله ومظ اهره إدان ة‬
‫مستمرة وقاطعة وقوية‪ .‬وقد أكد األمين العام لألمم المتحدة في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن‬
‫االستراتيجية تعد خطوة تاريخية غير مسبوقة في التصدي لهذا البالء‪ ،‬إذ لم يحدث من قبل أن‬
‫تتف ق ‪ 192‬دول ة (ع دد ال دول األعض اء في األمم المتح دة في ذل ك الحين) على تحلي ل كاف ة‬
‫أس باب اإلره اب به دف القض اء علي ه من خالل عم ل جم اعي تنس يقي موح د على جمي ع‬
‫المس تويات س واء الوط ني أو اإلقليمي أو ال دولي‪ ،‬ويش مل ذل ك العم ل الج وانب السياس ية‬
‫والقانوني ة والميداني ة كم ا يؤك د إعالء ش أن س يادة الق انون وحق وق اإلنس ان في إط ار مكافح ة‬
‫اإلرهاب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل مكافحة اإلرهاب على الصعيد الدولي‪:‬‬


‫هناك جملة من االجراءات الواجبة القيام بها من قبل األطراف الدولية متعاونة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫التع اون ال دولي في مج ال االس تخباري وتب ادل المعلوم ات‪ ،‬والتع اون بين المؤسس ات‬ ‫‪-1‬‬
‫القانونية والقضائية والشرطية‪ ،‬والتركيز على جهاز االنتربول‪ ،‬على ان يدور هذا التعاون‬
‫ح ول مالحق ة المش تبه بهم من العناص ر ال تي تتهم باإلره اب‪ ،‬بم ا فيه ا القي ام باألعم ال‬
‫الوقائية ومكافحة التسهيالت اللوجستية والشبكات المالية التي تمول االرهاب‪.‬‬
‫اعتماد جميع المعاهدات الدولية لمكافحة االرهاب وتطبيقها في اطار الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حرم ان الش بكات االرهابي ة من الحص ول على مالذات تق ديم ال دعم ال دولي لجه ود احالل‬ ‫‪-3‬‬
‫الس الم‪ ،‬ومش روعات بن اء ال دول في مرحل ة م ا بع د الص راع‪ ،‬وفي ال دول الهش ة‪ ،‬وهي‬
‫تهدف إلى الحيلولة دون تحول مثل هذه الدول إلى مالذات آمنة للعناصر االرهابية‪.‬‬

‫معالم استراتيجية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهاب‬

‫في سياق تقرير األمين العام لألمم المتحدة المعنون " االتحاد في مواجهة اإلرهاب توصيات‬
‫الس تراتيجية عالمي ة لمكافح ة اإلره اب "‪ ،‬اعتم دت الجمعي ة العام ة في ‪ 6‬س بتمبر ‪2006‬‬

‫‪27‬‬
‫"استراتيجية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهاب " وتضمنت التأكيد على عدة ثوابت من‬
‫أهمها‪: 1‬‬

‫التزام زعماء العالم بمؤازرة جميع الجهود الرامية الى دعم المساواة في السيادة بين جميع‬ ‫‪-‬‬
‫الدول و احترام سالمتها اإلقليمية واستقاللها السياسي‪ ،‬االمتناع في العالقات الدولية عن‬
‫التهديد باستعمال القوة أو استعمالها بأي شكل يتعارض مع مقاصد األمم المتحدة ومبادئها‬
‫‪ ،‬دعم تس وية المنازع ات بالوس ائل الس لمية وفق اً لمب ادئ العدال ة والق انون ال دولي‪ ،‬اح ترام‬
‫ح ق الش عوب ال تي ال ت زال تحت الس يطرة االس تعمارية أو االحتالل األجن بي في تقري ر‬
‫مص يرها ‪ ،‬ع دم الت دخل في الش ئون الداخلي ة لل دول ‪ ،‬اح ترام حق وق االنس ان والحري ات‬
‫األساس ية ‪ ،‬اح ترام المس اواة في الحق وق بين الجمي ع دون تمي يز على أس اس الع رق أو‬
‫الجنس أو اللغ ة أو ال دين‪ ،‬التع اون في ح ل المش اكل الدولي ة ذات الط ابع االقتص ادي أو‬
‫االجتماعي أو الثقافي أو اإلنساني‪ ،‬الوفاء بنية صادقة بااللتزامات التي قطعتها الدول على‬
‫نفسها وفقاً للميثاق ‪.‬‬

‫التأكيد على أن األعمال واألساليب والممارسات اإلرهابية بجمع أشكالها ومظاهرها إنما‬ ‫‪-‬‬
‫هي أنشطة تهدف الى تقويض حقوق اإلنسان والحريات األساسية والديموقراطية ‪ ،‬وتهدد‬
‫السالمة اإلقليمية للدول وأمنها وتزعزع استقرار الحكومات المشكلة بصورة مشروعة‪،‬‬
‫وأن ه ينبغي للمجتم ع ال دولي أن يتخ ذ الخط وات الالزم ة لتعزي ز التع اون من أج ل من ع‬
‫اإلرهاب ومكافحته ‪.‬‬

‫التأكي د على أن ه ال يج وز وال ينبغي رب ط اإلره اب ب أي دين أو جنس ية أو حض ارة أو‬ ‫‪-‬‬
‫جماع ة عرقي ة‪ ،‬والتأكي د ك ذلك على أن التنمي ة والس الم واألمن وحق وق االنس ان مس ائل‬
‫مترابطة وتعزز كل منها األخرى ‪.‬‬

‫التأكي د على ع زم ال دول األعض اء على مواص لة ب ذل ك ل م ا في وس عها من أج ل ح ل‬ ‫‪-‬‬


‫الص راعات وإ نه اء االحتالل األجن بي والتص دي للقم ع والقض اء على الفق ر وتعزي ز النم و‬

‫دراسة حول تشريعات مكافحة اإلرهاب في دول الخليج العربية ـ مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات‬ ‫‪1‬‬

‫والجريمة المستشار الدكتور إسكندر غطاس (مساعد وزير العدل األسبق‪ ،‬جمهورية مصر العربية)‬
‫‪28‬‬
‫االقتص ادي المتواص ل والتنمي ة المس تدامة واالزده ار الع المي والحكم الرش يد وحق وق‬
‫االنس ان للجمي ع وس يادة الق انون‪ ،‬وتحس ين التف اهم فيم ا بين الثقاف ات وكفال ة اح ترام كاف ة‬
‫األدي ان أو القيم الديني ة أو المعتق دات أو الثقاف ات‪ ،‬انطالق ا من الحاج ة الماس ة إلى ُمعالج ة‬
‫الظروف التي تؤدى الى انتشار اإلرهاب‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار اعتمدت الجمعية العامة "خطة عمل" لتفعيل االستراتيجية تقوم على المحاور‬
‫‪1‬‬
‫التالية ‪:‬‬

‫إدان ة اإلره اب بجمي ع أشكاله ومظ اهره إدان ة مس تمرة وقاطع ة وقوي ة ‪ ،‬أي اً ك ان مرتكبوه‬ ‫‪-‬‬
‫وحيثم ا ارتكب ‪ ،‬وأي اً ك انت أغراض ه على أس اس أن ه ُيع د واح داً من أش د المخ اطر ال تي‬
‫تهدد السالم واألمن الدوليين ‪.‬‬

‫اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع ومكافحة اإلرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ‪ ،‬واالنضمام الى‬ ‫‪-‬‬
‫الص كوك الدولي ة المبرم ة في ه ذا المج ال وتفعي ل ق رارات الجمعي ة العام ة ومجلس األمن‬
‫ذات العالقة ‪.‬‬

‫التسليم بأن التعاون الدولي وأي تدابير تضطلع بها الدول من أجل منع اإلرهاب ومكافحته‬ ‫‪-‬‬
‫يجب أن تتماشى مع االلتزامات المنوطة بها بموجب القانون الدولي‪ ،‬بما في ذلك ميثاق‬
‫األمم المتح دة واالتفاقي ات وال بروتوكوالت الدولي ة ذات الص لة ‪ ،‬وخاص ة ق انون حق وق‬
‫االنسان ‪ ،‬وقانون الالجئين والقانون اإلنساني الدولي ‪.‬‬

‫وتضمنت خطة العمل العناصر التالية ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬اتخاذ تدابير رامية الى معالجة الظروف المؤدية الى انتشار اإلرهاب مع التسليم بأنه "‬
‫ال يمكن أن تُ ِ‬
‫شكل أي من هذه الظروف ذريعة أو تبريراً ألعمال اإلرهاب " ‪.‬‬

‫دراسة حول تشريعات مكافحة اإلرهاب في دول الخليج العربية ـ مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات‬ ‫‪1‬‬

‫والجريمة المستشار الدكتور إسكندر غطاس (مساعد وزير العدل األسبق‪ ،‬جمهورية مصر العربية)‬
‫‪29‬‬
‫ثانياً‪ :‬اتخاذ تدابير منع اإلرهاب ومكافحته‪ ،‬السيما من خالل حرمان اإلرهابيين من الوصول‬
‫الى الوسائل التي تمكنهم من شن اعتداءاتهم ‪ ،‬ومن بلوغ أهدافهم وتحقيق األثر المتوخى من‬
‫اعتداءاتهم ‪.‬‬

‫ثالث ‪6‬اً‪ :‬االع تراف بأن ه يمكن اعتب ار مس ألة إنش اء مرك ز دولي لمكافح ة اإلره اب ج زءاً من‬
‫الجهود الدولية الرامية الى تعزيز مكافحة اإلرهاب ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬اتخ اذ ت دابير رامي ة الى بن اء ق درات ال دول على من ع اإلره اب ومكافحت ه وتعزي ز دور‬
‫منظمة األمم المتحدة في هذا الصدد‪ ،‬وتعزيز التنسيق في إطارها في سياق النهوض بالتعاون‬
‫الدولي في مجال اإلرهاب ‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬اتخاذ تدابير رامية الى ضمان احترام حقوق االنسان للجميع وسيادة القانون بوصفه‬
‫الركيزة األساسية لمكافحة اإلرهاب مع التشديد على ضرورة تعزيز وحماية حقوق اإلنسان‬
‫وحمايتها‪.1‬‬

‫وبينم ا تق ع المس ؤولية الرئيس ية عن تنفي ذ االس تراتيجية العالمي ة على ع اتق ال دول األعض اء‪،‬‬
‫تعمل فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب على ضمان أن تسعى منظومة‬
‫األمم المتح دة لتلبي ة احتياج ات ال دول األعض اء وتزوي دها بال دعم الالزم في مج ال السياس ات‬
‫المتعمق ة لالس تراتيجية والتعجي ل بتوص يل المس اعدة التقني ة عن د االقتض اء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ونش ر المعرف ة‬
‫وتشكل فرقة العمل من ثماني مجموعات عمل متخصصة وهي‪ :‬الفريق العامل المعني بمنع‬
‫نشوب النزاعات وحلها‪ ،‬الفريق العامل المعني بدعم ضحايا اإلرهاب وإ براز معاناتهم‪ ،‬الفريق‬
‫العام ل المع ني بمكافح ة اس تخدام اإلن ترنت ألغ راض إرهابي ة‪ ،‬الفري ق العام ل المع ني بمن ع‬
‫بالتصدي لتمويل اإلرهاب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الهجمات اإلرهابية بأسلحة الدمار الشامل‪ ،‬الفريق العامل المعني‬
‫المعرضة للخطر‪ ،‬الفريق العامل المعني بحماية‬
‫ّ‬ ‫الفريق العامل المعني بتعزيز حماية األهداف‬
‫حق وق اإلنس ان في س ياق مكافح ة اإلره اب‪ .‬وتض م فـرق أو مجموع ات العم ل س الفة البي ان‬

‫األمم المتحدة‪ ،‬فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب‪ ،‬الموقع االلكتروني لألونروا‬ ‫‪1‬‬

‫‪https://www.un.org‬‬

‫‪30‬‬
‫خ براء رفيعي المس توى يمثل ون جمي ع وك االت ومك اتب األمم المتح دة المعني ة بمكافح ة‬
‫اإلرهاب‪.‬‬

‫والهدف الرئيسي من هذا الهيكل التنظيمي هو أن ُي ـتــاح لكل كيان االستفادة إلى أقصى حد من‬
‫ميزته النسبية عن طريق العمل يداً واحدة من أجل مساعدة الدول األعضاء في تنفيذ عناصر‬
‫المؤدية إلى انتشار‬
‫ّ‬ ‫االستراتيجية األربعة األساسية وهي‪ :‬التدابير الرامية إلى معالجة الظروف‬
‫اإلرهاب؛ وتدابير منع اإلرهاب ومكافحته؛ والتدابير الرامية إلى بناء قدرات الدول على منع‬
‫اإلرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظومة األمم المتحدة في هذا الصدد؛ والتدابير الرامية إلى‬
‫احترام حقوق اإلنسان للجميع وسيادة القانون بوصفه الركيزة األساسية لمكافحة اإلرهاب‪.1‬‬

‫األمم المتحدة‪ ،‬فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب‪ ،‬الموقع االلكتروني لألونروا‬ ‫‪1‬‬

‫‪https://www.un.org‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﺨـــــﺎﺗﻤﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺩ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﺠﺩﻻ ﺘﺨﻁﻰ ﻤﺎ ﺃﺜﺎﺭﻩ ﻏﻴﺭﻩ‬
‫ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺭﺒﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻜﺜﺭ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﻭﺍﺸﺩ ﺇﻟﺤﺎﺤﺎ‪ ،‬ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻡ‬
‫ﻭﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‪ ،‬ﻓﻘﺩ‬
‫ﻓﺸﻠﺕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ‪ .‬ﻓﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺫﻭ ﺒﻌﺩ ﺴﻴﺎﺴﻲ‪،‬‬
‫ﻭﺇﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﺤﺩ ﻴﻌﻜﺱ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﺴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻅل ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻷﻗﻁﺎﺏ‪،‬‬
‫ﻜﺘﻌﺭﻴﻑ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻤﺜﻼ‪ ،‬ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ –ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ‬
‫ﺃﻤﺭ ﻴﺼﻌﺏ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﻅل ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ‪ ،‬ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺃﺤﺩﺍﺙ‪ - .‬ﺼﺤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ‬
‫‪2001‬ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ‪ 11‬ﻓﺎﻟﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻘﻁ ﺇﻨﺸﺎء ﺘﺤﺎﻟﻑ‬
‫ﺩﻭﻟﻲ ﺘﻘﻭﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ كاﻨﺕ ﺘﺨﻁﻁ ﻟﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﺃﻤﺩ ﺒﻌﻴﺩ‪ ،‬ﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ‬
‫ﺃﻋﻤﺎل ﻋﻨﻑ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺩﻟﻴل ﻗﺎﻁﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻟﺘﺸﻥ ﺤﺭﺏ ﻋﺩﻭﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ‪ .‬ﻭﻟﻌل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻌﺒﺕ ﺩﻭﺭكبيرا ﻓﻲ ﺒﺭﻭﺯ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻨﻁﺎﻕ ﻭﺍﺴﻊ‪ ،‬ﻭﺃﻋﻁﺘﻪ ﻤﻔﻬﻭﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﻐﺎﻟﻁﺔ كبرى‪ .‬ﺤﻴﺙ ﻋﻤﺩﺕ ﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺒﺘﺄﺜﻴﺭ‬
‫ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺠﻡ ﻤﻜﺒﺭ‪ ،‬ﻤﺘﺠﺎﻫﻠﺔ‬
‫ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻗﺘﺼﺭ ﻨﻅﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻔﻲ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺭﻀﻨﺎ كذلك ﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﻻﺤﻅﻨﺎ ﻤﺩﻯ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﺤﺩ‪،‬‬
‫ﻭﻤﺤﺩﺩ ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﻴﻅل ﺸﻌﺎﺭﺍ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ‬
‫ﻴﺠﺭﻯ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﺒﺸﻜل ﻜﻴﻔﻲ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﺌﻲ‪ ،‬ﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ‬
‫ﺨﺼﻭﻡ ﺍﻟﻤ ﺀﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‪ .‬ﻭﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭﺍﻟﺒﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﻨﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ "ﻓﻌل ﺇﺠﺭﺍﻤﻲ ﻴﺘﺠﻪ ﺒﻪ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﻋل ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻠﻴﺏ ﺭﺃﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻓﺭﺽ ﺴﻴﻁﺭﺘﻪ ﺒﺎﻟﺭﻋﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ " .‬ﺜﻡ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل‬
‫ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻻﺤﻅﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺎﺭﺴﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل‬
‫ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ‪ ،‬ﺃﻓﺭﺯﺘﻬﺎ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻤﻊ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﻁﺕ ﻓﻲ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻭﺘﺸﺠﻴﻌﻬﺎ‬
‫ﻭﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ‪ .‬ﻜﺫﻟﻙ ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ‬
‫‪32‬‬
‫ﻜﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺭﻴﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺩﻉ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺸﻙ ﻤﺩﻯ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ …‬
‫ﻭﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﺴﺘﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻠﺠﻭء ﺇﻟﻴﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻭﻫﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﺴﺘﻤﺩﺕ ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﻭﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ أكدت ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻭﺭﺴﺨﺕ ﻤﺒﺎﺩﺌﻬﺎ‪ .‬ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻭﺍﺘﻬﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﻴﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﻟﻔﺭﻨﺴﺎ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﻡ‬
‫ﺇﺭﻫﺎﺒﻴﻭﻥ‪ ،‬ﻟﻡ ﻴﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻫﺅﻻء كانو ﻭﻻ ﺯﺍﻟﻭﺍ ﺒﻨﻅﺭ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﻘﺎﺘﻠﻲ ﺤﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻴﻨﺴﺤﺏ‬
‫ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﻘﺎﺌﻨﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺯﺍﻟﻭﻥ ﻴﻜﺎﻓﺤﻭﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ‬
‫ﺒﺎﻨﺘﻔﺎﻀﺘﻬﻡ ﺍﻟﺒﺎﺴﻠﺔ‪ .‬كما ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ‪ ،‬ﻭﺭﺃﻴﻨﺎ ﺍﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻭ‬
‫ﺩﻻﻟﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻬﻡ ﻟﻪ‪ ،‬ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺸﺎﻤل ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﺸﺎﻤل‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺴﺒﺏ كاف ﻟﻠﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﺭﻫﺎﺏ ﺩﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ‬
‫ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ‪ ،‬ﻟﻐﻴﺎﺏ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ "ﻻ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺒﻐﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ‪" .‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫ال يوجد تعريف دولي موحد لمفهوم ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬ويمكن تعريفه بأنه استخدام العنف‬ ‫‪‬‬
‫والق وة في إط ار منظم‪ ،‬وغ ير مش روع‪ ،‬يرتكب ه ف رد أو دول ة ض د أش خاص‪ ،‬هيئ ات‪ ،‬أو‬

‫‪33‬‬
‫مؤسسات‪ ،‬أو ممتلكات تابعة لها بهدف التأثير على السلطة أو المدنيين‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫نشر الرعب والخوف‪ ،‬من أجل تحقيق أهداف معينة‪ ،‬سواء أكانت سياسية أم اقتصادية‪،‬‬
‫أم اجتماعية‪ ،‬وأن يكون هذا االستخدام للقوة والعنف لغير الدفاع عن النفس‪ ،‬أو الدين أو‬
‫مقاومة العدوان والتحرر من االحتالل‪.‬‬
‫توجد لإلرهاب عدة دوافع منها دوافع سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬حيث تعتبر الدوافع‬ ‫‪‬‬
‫السياسية أكثرها شيوعاً وأكثرها خطورة ودموية‪.‬‬
‫ظاهرة االرهاب ظاهرة خطيرة جداً فهي تستهدف بني البشر والممتلكات العامة والخاصة‬ ‫‪‬‬
‫وت دمر مص الح ال دول والمجتم ع وتع د من أخط ر االعم ال ال تي ته دد األمن والس لم في‬
‫العالم‪.‬‬
‫أع دت األمم المتح دة العالمي ة اس تراتيجية لمكافح ة اإلره اب من أج ل تحس ين الجه ود‬ ‫‪‬‬
‫الوطني ة واإلقليمي ة والدولي ة الرامي ة إلى مكافح ة اإلره اب‪ ،‬وفي ت اريخ ‪ 8‬أيل ول ‪2006‬‬
‫اعتمدت الدول األعضاء تلك االستراتيجية التي قامت على األركان اآلتية‪:‬‬
‫الركن األول‪ :‬التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬تدابير منع اإلرهاب ومكافحته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الركن الث الث‪ :‬التدابير الرامي ة إلى بن اء ق درات ال دول على منع اإلره اب ومكافحت ه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتعزيز دور منظومة األمم المتحدة في هذا الصدد‪.‬‬
‫ال ركن الراب ع‪ :‬الت دابير الرامي ة إلى اح ترام حق وق اإلنس ان للجمي ع وس يادة الق انون‬ ‫‪-‬‬
‫بوصفه الركيزة األساس لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫على الرغم مما تم اتخاذه عالمياً من تدابير في اطار االتفاقيات الدولية‪ ،‬فإنه ما لم يتم‬ ‫‪‬‬
‫التغلب على معوق ات التع اون ال دولي في مج ال مكافح ة االره اب فسيض ل اث ر تل ك‬
‫االتفاقيات محدوداً‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫ض رورة وض ع تعري ف ق انوني لإلره اب بعي داً عن االعتب ارات السياس ية‪ ,‬له ذه الظ اهرة‬ ‫‪‬‬
‫وبالشكل الذي يحدد طبيعتها واسبابها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أهمي ة التغلب على جمي ع الص عوبات ال تي تعي ق عم ل المؤسس ات الدولي ة لمكافح ة‬ ‫‪‬‬
‫االرهاب‪.‬‬
‫ض رورة وض ع ح دود وق وانين لت دخل األمم المتح دة في ش ئون ال دول‪ ،‬ح تى ال يك ون‬ ‫‪‬‬
‫االرهاب ذريعة لهذا التدخل‪.‬‬
‫أهمي ة أن ت راقب ال دول البيئ ة الداخلي ة ورص د أي مؤش رات لنم و أي جماع ات إرهابي ة‬ ‫‪‬‬
‫ومحاولة نزعها من البداية‪.‬‬
‫أن تق وم ال دول وبالتع اون م ع هيئ ة األمم المتح دة بمس ؤولياتها في القض اء الت دريجي على‬ ‫‪‬‬
‫األسباب الكامنة وراء اإلرهاب‪.‬‬
‫أهمية تفعيل دور وسائل اإلعالم في توعية الشباب لآلثار السلبية لإلرهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪35‬‬
‫المراجع‬
‫أوال‪ :‬القرآن الكريم‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب‬
‫إبراهيم حردان‪ ،‬التعاون الدولي لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬إشكالية الواقع‪ ،‬بحث منشور في مجلة‬ ‫‪-‬‬
‫الجامعة العراقية‪ ،‬العدد (‪.)35/1‬‬
‫ابن منظور المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬بيروت للطباعة والنشر‪.1995 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبوعين‪ ،‬جمال زايد هالل‪ ،‬اإلرهاب وأحكام القانون الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب‬ ‫‪-‬‬
‫الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬إربد‪.2009 ،‬‬
‫أحم د جالل ع ز ال دين‪ ،‬اإلره اب والعن ف السياس ي‪ ،‬كت اب الحري ة‪ ،‬رقم ‪ ،10‬م ارس‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1986‬‬
‫إس ماعيل الغ زال‪ ،‬اإلره اب والق انون ال دولي‪ ،‬المؤسس ة الجامعي ة للدراس ات والنش ر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1990‬‬
‫إم ام حس انين عط ا اهلل‪ ،‬اإلره اب البي ان الق انوني للجريم ة‪ ،‬دار المطبوع ات الجامعي ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2004‬‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة اإلرهاب‪ ،‬الموقع االلكتروني‬ ‫‪-‬‬

‫لألونروا ‪https://www.un.org‬‬
‫بدر عبد العال الحربي (‪2007‬م) دور الحس األمني في مكافحة اإلرهاب‪ :‬دراسة ميدانية‬ ‫‪-‬‬
‫على الض باط واألف راد الع املين في الش ؤون العس كرية بالمدين ة المن ورة‪ ،‬بحث مق دم‬
‫استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم العسكرية‪ ،‬كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2007 ،‬‬
‫ثائر إبراهيم الجهماني‪ ،‬مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي‪ ،‬دمشق‪.1998 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حليم برك ات‪ ،‬المجتم ع الع ربي المعاص ر‪ ،‬مرك ز دراس ات الوح دة العربي ة‪ ،‬ب يروت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1991‬‬
‫دراس ة ح ول تش ريعات مكافح ة اإلره اب في دول الخليج العربي ة ــ مكتب األمم المتح دة‬ ‫‪-‬‬
‫المع ني بالمخ درات والجريم ة المستش ار ال دكتور إس كندر غط اس (مس اعد وزي ر الع دل‬
‫األسبق‪ ،‬جمهورية مصر العربية)‬
‫زكريا أحمد‪ ،‬سلوك اإلنسان بين جريمة العدوان واإلرهاب‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سلطان العدينات‪ ،‬اآللية الدولية لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪-‬‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪.2018 ،‬‬
‫‪36‬‬
‫عبد الرحيم مقداد‪ ،‬اإلرهاب وأكاذيب وحقائق‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬ط‪.1968 ،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫عب د ال رزاق ال دليمي‪ ،‬الدعاي ة واإلره اب‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬دار جري ر للنش ر والتوزي ع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمان‪.2010 ،‬‬
‫عبود السراج‪ ،‬شرح قانون العقوبات االقتصادي في التشريع السوري المقارن‪ ،‬منشورات‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة دمشق‪.1993 ،‬‬
‫ع دنان س ليمان األحم د‪ ،‬قض ايا معاص رة‪ ،‬دار وائ ل للنش ر والتوزي ع‪ ،‬عم ان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1991‬‬
‫عالء ال دين راش د ‪،‬األمم المتح دة واإلره اب قب ل وبع د ‪ 11‬س بتمبر م ع تحلي ل نص وص‬ ‫‪-‬‬
‫الصكوك العالمية لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫على حسن عبد اهلل‪ ،‬الباحث وأثره في المسؤولية الجنائية‪ ،‬الزهراء لإلعالم‪.1986 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫علي حسين الخلف‪ ،‬المبادئ العامة في قانون‪.1982 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فتوح ابو دهب هيكل‪ ،‬التدخل الدولي لمكافحة االرهاب وانعكاساته على السيادة الوطنية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪.2014 ،‬‬
‫فكري عطا اهلل عبد المهدي‪ ،‬اإلرهاب الدولي‪ ،‬المتفجرات‪ ،‬دار الكتب الحديثة‪.2000 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فؤاد عالم‪ ،‬االرهاب‪ :‬اسباب انتشاره ووسائل مكافحته في النظام االمني في منطقة الخليج‬ ‫‪-‬‬
‫الع ربي‪ -‬التح ديات الداخلي ة والخارجي ة‪ ،‬مرك ز االم ارات للدراس ات والبح وث‬
‫االستراتيجية‪ ،‬ابو ظبي‪.2008 ،‬‬
‫مرص د مكافح ة اإلره اب‪ ،‬ض حايا العملي ات اإلرهابي ة‪ ,‬وآلي ات ال دعم الق انوني‪ ،‬الفيدرالي ة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬المنظمة المصرية لحقوق اإلنسان‪.2017 ،‬‬
‫محم د ع وض ال ترتوري‪ ،‬وأغ ادير جويح ان ‪ ،‬علم اإلره اب األس س الفكري ة والنفس ية‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتماعية والتربوية لدراسة اإلرهاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطابع الحامد‪ ،‬عمان‪.2006 ،‬‬
‫محمد مونس محب الدين‪ ،‬اإلرهاب والعنف السياسي‪ ،‬مجلة األمن العام‪ ،‬عدد ‪ ،94‬سنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 24‬يوليو ‪.1981‬‬
‫محم د م ؤنس محي ال دين‪ ،‬اإلره اب على المس توى اإلقليمي (االس تراتيجية األمني ة) بحث‬ ‫‪-‬‬
‫منشور في مجلة نايف للعلوم األمنية في الرياض‪.1999 ،‬‬
‫محم ود ع رابي‪ ،‬اإلره اب‪ ،‬مفهوم ه‪ ،‬أنواع ه‪ ،‬أس بابه‪ ،‬آث اره‪ ،‬أس اليب المواجه ة‪ ،‬ال دار‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافية للنشر‪.‬‬
‫المؤتمر الدولي لمكافحة اإلرهاب (الريـاض ‪.)2005‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪37‬‬
‫نبي ل حلمي‪ ،‬اإلره اب ال دولي وفق اً لقواع د الق انون ال دولي الع ام‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫نجاتي سيد أحمد‪ ،‬الجريمة السياسية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪.1982 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هيثم المناع‪ ،‬اإلرهاب وحقوق اإلنسان‪ ،‬دراسة مقدمة إلى المجلة الغربية‪.1990 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هيم موس ى حس ن‪ ،‬التفرق ة بين اإلره اب ال دولي ومقاوم ة االحتالل في العالق ات الدولي ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة عين شمس‪.1999 ،‬‬
‫وداد ج ابر غ ازي‪ ،‬اإلره اب وأث ره على الع رب في مجل ة الع رب والمس تقبل‪ ،‬الجامع ة‬ ‫‪-‬‬
‫المستنصرية‪ ،‬السنة الثانية‪ ،‬آيار ‪.2004‬‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المحتويات‬
‫ملخص الدراسة‪2..........................................................................................‬‬

‫اإلطار العام للدراسة‪4......................................................................................‬‬

‫مقدمة‪5....................................................................................................‬‬

‫مشكلة البحث‪6............................................................................................:‬‬

‫أهداف البحث‪6............................................................................................:‬‬

‫أهمية البحث‪7.............................................................................................:‬‬

‫منهج البحث‪7.............................................................................................:‬‬

‫هيكلية البحث‪7............................................................................................:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلرهاب‪9............................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلرهاب‪9...........................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال اإلرهاب وصوره‪14................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دوافع اإلرهاب وآثاره‪17...................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دوافع اإلرهاب‪17..........................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار اإلرهاب‪21...........................................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬االستراتيجية الدولية لمكافحة اإلرهاب‪24...................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدور الدولي لمكافحة االرهاب‪24..........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل مكافحة اإلرهاب على الصعيد الدولي‪29............................................:‬‬

‫الخاتمة‪33................................................................................................:‬‬

‫النتائج‪35.................................................................................................:‬‬

‫التوصيات‪36.............................................................................................:‬‬

‫المراجع‪37................................................................................................‬‬

‫‪39‬‬
40

You might also like