You are on page 1of 470

‫اململكة العربيـة السعوديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫وزارة التعلــيم‬
‫اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنـورة‬
‫(‪)032‬‬
‫كلية الدعوة وأص ــول الدي ـ ـ ــن‬
‫قسم الدعوةـ والثقافةـ اإلسالميـ ــة‬

‫موارد آراء المستشرق (لويس ماسينيون) من‬


‫كتب الشيعة وتفنيدها‬
‫دراسـة وصفية تحليلية نقدية‬

‫رسالة علمية مق ّدمة لنيل درجة العالمية (الماجستير)‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫سـرب ــي سلـيــمان‬

‫إشراف‪:‬‬
‫الدكتور‪ :‬عبيد بن عبد اهلل السحيمي‬
‫األستاذ المشارك بقسم الدعوة والثقافة اإلسالمية بكلية الدعوة وأصول الدين‬
‫في الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‬

‫العام الجامعي‪1436–1435 :‬هـ‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫بسم هللا ال ّرحمن‬
‫ال ّرحيم‬
‫كلمةُ شُكر‬
‫حممد وعلَى ِ‬ ‫السالم علَى نَبِِّينا ٍ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫آله‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫الصالةُ َو َّ ُ َ‬ ‫الصاحلات‪ ،‬مُثَّ َّ‬ ‫احلمد هلل الذي بِن ْع َمته تَت ُّم ّ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّ َم تَ ْسلِيماً كثرياً‪.‬‬ ‫َو َ‬
‫مِت‬
‫الرسالَِة‬ ‫وبعد‪ :‬فَأَمْح َ ُد اهللَ َت َعاىَل َعلَى َت ْوفِ ِيق ِه َو ْامتِنَانِِـه َعلَ َّي أَ ْن َو َّف َقين يف ا َ ِام َه ِذ ِه ِّ‬
‫اض َع ِة َسائالً اهللَ َم ْوىَل َعَّز َو َج َل أَ ْن َي ْر ُزقَيِن َوإِيَا ُك ْم َن ْف َع َها‪َ ،‬وأَ ْن َي ْع ُف َو َعيِّن َزلَلَ َها‪،‬‬ ‫الْمَتو ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ف َيها فَم َن اهلل‪َ ،‬و َما َكا َن م ْن َخطٍَإ َو َزلَ ٍل فَميِّن َوم َن الشَّْيطَان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَما َكا َن من صو ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َ‬
‫ضاتِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫وأَسأ َُل اهلل َتبار َك وَتعاىَل أَ ْن جَي عل أ َْعمايِل خالِ ِ ِ‬
‫صةً ل َو ْج ِهه الْ َك ِرمي َوابْتغَاءً ل َم ْر َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫صـغرياً‪َ ،‬وأَ ْسـأ ُُل اهللَ‬
‫ي الْ َـك ِرميَ ِ اللَّ َذي ِن ربَّيـايِن ِ‬
‫ْ ََ َ‬ ‫نْي‬ ‫ُّع ِاء لَِوالِ َـد َّ‬
‫ص ال ُّشـ ْك ِر َوالـد َ‬ ‫َّم خِب َـالِ ِ‬‫أََت َقـد ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هَلَُما الْ َم ْغ ِفَرةَ َوالرَّمْح َةَ َو ِّ‬
‫ُّعاء‪.‬‬ ‫يع الد َ‬ ‫ض َوان‪َ ،‬وأَ ْن يُبَا ِر َك ل َم ْن َكا َن َحياً مْن ُه َما إنَّهُ مَس ُ‬ ‫الر ْ‬
‫الر َسـالَِة الْعِْل ِميَـ ِـة‪ ،‬انْ ِطاَل قـاً‬ ‫اه َم يِف اجْنَــا ِز َـه ِـذ ِه ِّ‬ ‫ـل َم ْن َسـ َ‬
‫ِ‬
‫َّم بِال ُّشـ ْك ِر اجْلَ ِزيـ ِـل ل ُكـ ِّ‬‫مُثَّ أََت َقــد ُ‬
‫الر َسـالَِة الْعِْل ِميَــة‪،‬‬ ‫ف َعلَى َـه ِـذ ِه ِّ‬ ‫الس َح ْي ِمي الْ ُم ْشـ ِر ُ‬ ‫الد ْكتُور عَُب ْيد بن َع ْب ِد اهلل ُّ‬ ‫ضيلَ ِة ُّ‬ ‫ِمن فَ ِ‬
‫ْ‬
‫ص ـ ـ ِحي‬ ‫ٍ‬ ‫اف الْعِْل ِم ِّي َعلَْي َهـ ــا‪َ ،‬وال ـ ــذي مَلْ يَ ـ ـ َـد ْع أ َّ‬ ‫ال ـ ـ ِـذي حَت َّمل أَعب ـ ــاء اإْلِ ْشـ ـ ـر ِ‬
‫َي ُج ْهـ ــد يِف نُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫َوَت ْو ِجي ِهي إِاَّل َو َكَّر َسهُ يِف َسبِ ِيل اجْنَا ِز َها‪ ،‬فَ َجَزى اهللُ الشَّْي َخ َخْيَر اجْلََزاء َو َش َكَره‪.‬‬
‫َّعو ِة وأُص ِ‬ ‫الت ْق ِدي ِر لِ َكافَِّة أ َْع ِ ِ‬ ‫َّم بِ َكلِ َم ِة ُّ‬
‫الش ْك ِر َو َّ‬
‫ول الــدِّين مُم ثَّلـةً‬ ‫ضاء ُكلِّيَة الد ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َك َما أََت َقد ُ‬
‫ود ِه ِم الْ ُمْب ُذولَِة يِف ِخ ْد َم ِة أ َْبنَائِ َها َح ِفظَ ُه ُم اهللُ‪.‬‬ ‫يدها علَى جه ِ‬
‫يِف َعم َ َ ُ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الث َقافَـ ـ ِـة اإْلِ ْس ـ ـاَل ِميَ ِة مجيع ـ ـاً‪،‬‬ ‫َّع َو ِةـ َو َّ‬ ‫ِ‬
‫َّم بِال ُّش ـ ـ ْك ِر إِىَل أَ َس ـ ـاتِ َذيِت يِف ق ْس ـ ـ ِم الـ ــد ْ‬‫َك َـم ــا أََت َقـ ــد ُ‬
‫الت ْقـ ِـد َير لِل َّش ـْيخَنْي ِ الْ َفا ِض ـلَنْي ِ الْ َكـ ِرميَنْي اللَّ َذيْ ِن قَبِاَل ُمنَاقَ َش ـةَ َهـ ِـذ ِه‬ ‫ص ِمْن ُه ُم ال ُّش ـكَْر َو َّ‬ ‫َخ ُّ‬‫َوأ ُ‬
‫الر َسـالَة‪َ ،‬وَت ْـق ِو ِمي َمــا َز َّل بِـِـه ِذ ْهيِن َو َقلَ ِمي ِمْن َـهـا َوإِ ْثَرائِ َـهـا مِب َِزيـ ٍـد ِم َن الْ َعـ ْذ ِب الْعِْل ِمي الْ َقيِّم‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫َح َم ُد بْ ِن َع ْب ِد ال َْع ِزي ِز‬ ‫الش ْي ُخ ال ُّد ْكتُور أ ْ‬ ‫الش ْي ُخ ال ُّد ْكتُور‪ُ /‬ت ْركِي بْ ِن َع ْب ِد اهلل‪َ ،‬و َّ‬ ‫َّ‬
‫ودمِه َ ــا الْ ُمبَ َار َكـ ِـة يِف َس ـبِ ِيل تَكْلِي ـ ِـل َهـ ِـذ ِه‬ ‫الْ َخلَ ف ح ِفظَهمــا اهلل‪ ،‬وجزامُه ــا خيــرا علَى جه ِ‬
‫َ ُ َ ُ َ ََ َ َْ ً َ ُ ُ‬
‫ـات الْعِْل ِميَّ ِة الْ َقيِّ َـم ِـة اليِت‬
‫يد ِمن الْماَل حظَـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّج ِ ِ‬ ‫ـود إِىَل الن َـ‬ ‫اجْل ـه ِ‬
‫ـاح َوإىَل َبـ ِّـر اأْل ََمــان‪،‬ـ ل َك ْي أَ ْس ـتَف َـ َ ُ َ‬ ‫ُُ‬
‫اض َعة‪ ،‬فَ َج َعلَ ُه َما اهللُ َخْيَر ِمثَ ٍال خِلَرْيِ ُم ْقتَ ٍد‪.‬‬ ‫الرسالَِة الْمَتو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫سيب ِدياهِنَا يِف ه ِذ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ ِ‬ ‫وأََت َقد ِ‬
‫ني‬‫الش ْك ِر اجْلَ ِز ِيل إِىَل اجْلَام َعة ااْل ْساَل ميَة بِالْ َمدينَــة الْ ُمَنـ َّـو َرة‪َ ،‬والْ َقــائم َ‬ ‫ك بِ ُّ‬ ‫َّم َك َذل َ‬ ‫َ ُ‬
‫علَي ـهـا وعلَى رأْ ِس ـ ِهم معـايِل مـ ِـديِرها ح ِفظَهم اهلل ورعــاهم‪ ،‬علَى مــا يب ُذلُونَــه ِمن ج ـه ٍ‬
‫ـود‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ َْ ُ ْ ُ ُ‬
‫يب َعْن َـه ــا ال َّشـ ـ ْمس‪َ ،‬واليِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف إِ َدار ِة اجْل اِمعـ ــة‪ ،‬بِ ُـك ـ ِّ ٍ ِ‬
‫ـل أ ََمانَـ ــة َوإ ْخاَل ص‪ ،‬اجْلَام َعـ ـةُ اليِت اَل تَغ ُ‬ ‫َ ََ‬
‫ت َع َد ًدا كبرياً ِم ْن طَلَبَ ِة الْعِْل ِم يِف مَجِ ي ِع الْ َم َجااَل ِت الْعِْل ِميَ ِـة‪ِ ،‬خ ْد َمـ ةً لِإْلِ ْسـاَل ِم َواأْل َُّم ِة‬ ‫َخَّر َج ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّعا َة حَنْـ َـو اهْلَـ َـدف َن ْفسـه‪َ ،‬وتَا ِرخيُ َـهـا َشـاه ٌد َعلَى َذل ــك‪َ ،‬ومَلْ‬ ‫اإْلِ ْسـاَل ميَة‪َ ،‬ومَلْ َتـ َـز ْل خُت ِّر ِج الــد َ‬
‫اهلل هَلَا مُثَّ بَِت ْوفِ ِيق الْ ِقيَ َاد ِة الْعُ ْليَــا‬
‫تَ ُكن لِْلج ِامع ِة وأ َْعضائِها أَ ْن َتْنجح يِف خطَاها لَواَل َتوفِيق ِ‬
‫ََ ُ َ ْ ْ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ‬
‫ـك‬‫ـادِم احْل ـ ــرمنْي ِ ال َّش ـ ـ ِري َفنْي ‪ ،‬الْملِ ـ ِ‬ ‫الْ َقائِ ـمـ ِـة علَى دع ِم ـهـ ِـذ ِه اجْل ِامعـ ـ ِـة اإْلِ س ـ ـاَل ِمية‪ ،‬قِيـ ــاد ِة ـخـ ِ‬
‫َ‬ ‫َََ‬ ‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫َس ـ ْل َما َن بْ ِن َعْبـ ِـد الْ َع ِزي ـ ِز ْ‬
‫ـذين َس ـَب ُقوهُ‬ ‫ـادةُ احْلُ َك َمــاءُ الـ َ‬ ‫آل ُس ـعُود‪َ ،‬حفظَــهُ اهللُ َو َر َعــاه‪َ ،‬والْ َقـ َ‬
‫مِح‬
‫ِ‬
‫يدة َوالْ َمْي ُمونَ ــة‪َ ،‬ر َ ُه ُم اهللُ َوأَ ْسـ ـ َكَن ُه ْم فَس ـ َ‬
‫يح‬ ‫ـاداهِتِم َّ‬
‫الر ِشـ ـ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بِ ـ َـد ْعم َها جيالً َب ْعـ َـد جي ـ ٍـل بِقيَ ـ َ‬
‫َجنَّاتِه‪.‬‬
‫ج َـز ُاه ُم‬ ‫ضـ ُروا َـه ِـذ ِه الْ ُمنَاقَ َشـةَ الْعِْل ِميَّة‪ ،‬فَ َـ‬ ‫الذين َح َ‬
‫ِ‬ ‫الشكْر م ٌ ِ ِ‬
‫وصول إىَل مَج ي ِع ُز َماَل ئنَا َ‬ ‫َو ُّ ُ َ‬
‫اهللُ َخْيًرا‪.‬‬
‫السالَم علَي ُكم ورمْح ةُ ِ‬
‫اهلل َت َعاىَل َو َبَر َكاتُه‪.‬‬ ‫َو َّ ُ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫شة‪11/7/1436 :‬ه‪.‬‬ ‫يخ ال ُْمنَاقَ َ‬‫تَا ِر ُ‬
‫المقدمة‬
‫صـ ْحـبِـ ِهـ َـوـ َمـ ْنـ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اـحْلَـ ْمـ ُدـ لِـلَّـ ِهـ َـوـاـلـ َّ‬
‫صـ الَـةُـ َـوـاـلـ َّسـ الَـ ُمـ َعـلَـىـ َرـ ُسـوـ ـلـ اـهللـ َـوـ َعـلَـىـ آـلـهـ َـوـ َ‬
‫ي حُمَ َّم ٍد ‪َ ،‬و َشُّر‬ ‫َح َس َن اهْلَْد ِي َه ْد ُ‬ ‫اب اهلل َوأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َص َد َق احْلَديث كتَ ُ‬ ‫َـوـاـاَل هُـ‪،‬ـ أ ََما َب ْعد‪ :‬فَِإ َّن أ ْ‬
‫ضاَل لٍَة يِف النَّار‪.‬‬ ‫ضاَل لَة‪َ ،‬و ُك ُّل َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اأْل ُُمو ِر حُمْ َدثَا ُت َها‪َ ،‬و ُك ُّل حُمْ َدثَة بِ ْد َعة‪َ ،‬و ُك ُّل بِ ْد َعة َ‬
‫يس َما ِس ـيْنيُو ْـن هَلَـا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اجْل ِدير بِال ـ ِّـذ ْك ِر أَ ْن أَقُ ـ َ ِ ِ ِ‬
‫ـول إ َّن كتَابَ ــات الْ ُم ْستَ ْش ـرق الْ َفَرنْس ـي لُ ـو ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف اإْلِ ْسـاَل َم َوالْ ُم ْسـلمني‪ ،‬فَلـ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫هِت‬ ‫ِ‬ ‫ورَت َـهـا لِ َـمـا حَتْم يِف‬
‫ِ‬
‫ـرية تَ ْسـَت ْهد ُ‬ ‫ـل طيَّا َــا م ْن أَفْ َكـار َخط َ‬ ‫ُ‬ ‫ُخطُ َ‬
‫ِّد َكاَل َمـ ـ ـ ــهُ َع ِن اإْلِ ْس ـ ـ ـاَل ِم‬‫احيَ ـ ـ ـ ِـة َمـ ـ ـ َـوا ِر ِد ِه َوأَُفن ُ‬
‫ص ـ ـ ـيَّةَ ِمن نَ ِ‬ ‫أَحببت أَ ْن أ َْدرس هـ ـ ـ ِـذ ِه الشَّخ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ َْ ُ‬
‫ص ـ َارى ُمتَ َجـ ِّـذ َرةٌ يِف نُ ُفو ِس ـ ِه ْم َولَ ْن يَ ِكلُ ــوا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوالْ ُم ْس ـلمني‪َ ،‬واَل خَي ْ َفى أَ ْن َعـ َـد َاو َة الَْي ُهــود َوالنَّ َ‬
‫ال َت َعاىَل ﭽ" ﭑ" ﭒ" ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ" ﭗ" ﭘ ﭙ" ﭼ‪ ،‬وقال تعاىل‬ ‫ك الْ َع َد َاو ِة َك َما قَ َ‬ ‫ِم ْن تِْل َ‬
‫وب َوطَ ِري َقة‪،‬‬ ‫ُسلُ ٌ‬ ‫ﭽ" ﮎ" ﮏ" ﮐ" ﮑ" ﮒ" ﮓ" ﮔ" ﮕ" ﮖ ﭼ‪،‬ـ َوهَلُ ْم يِف ُك ِّل َفْتَر ٍة أ ْ‬
‫َخـ َـرى َو ِه َي‬ ‫ِ‬
‫اخَتَرعُ ــوا َوس ـيلَةً أ ْ‬
‫وب ال َّ ِ ِ‬
‫صـ ـليبِيَّة ْ‬ ‫اهلل‪َ ،‬فلَ َّما فَ َش ـلُوا يِف احْل ــر ِ‬
‫ُُ‬
‫صـ ـ ِّد عن س ـبِ ِيل ِ‬
‫لل َّ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ـاس ِع ْل ِم ٍي‪،‬‬ ‫اهلل َولَ ِك ْن بِلِبَ ـ ـ ٍ‬
‫ص ـ ـ ُّد عن ِدي ِن ِ‬
‫ف مْن َهـ ــا ال َّ َ ْ‬
‫الدِّراسـ ـ ـات ااْلِ ستِ ْشـ ـ ـراقِيَّة‪،‬ـ اليِت اهْل ـ ـ َـد ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ص ـ َارى‬ ‫ص ـ ٍّد َع ْن دي ِن اهلل بِالنِّ ْس ـبَ ـة إِىَل أَْتبَ ــاع ِه ْم م َن النَّ َ‬ ‫ـك يِف حُمَ َاولَ ــة لتَ ْكـ ِوي ِن َوس ـيلَة َ‬ ‫َوذَل ـ َ‬
‫يحة‪.‬‬ ‫عرفُوا أَبنَاَئهم علَى الدِّي ِن احْل ِّق ِمن ِخاَل ِل أَهلِ ِه ومص ِاد ِر ِه َّ ِ‬
‫الصح َ‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َحىَّت اَل يُ ِّ ْ ُ ْ َ‬
‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِد عن ِدي ِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫ين َـك ـ ـ ـ ـ ــا َن هَلُ ْم َد ْوٌر َكبِـ ـ ـ ـ ـ ــري يِف ال َّ َ ْ‬ ‫َوإِ َّن م َن الْ ُم ْستَ ْش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِرق َ‬
‫ني الـ ـ ـ ـ ـ ــذ َ‬
‫ضوعُ ِر َسالَيِت لِ َم ْر َحلَ ِة‬ ‫ت أَ ْن يَ ُكو َـن َم ْو ُ‬ ‫َحبَْب ُ‬
‫ِ‬
‫يس َماسيْنيُون‪ ،‬فَل َذا أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الْ ُم ْستَ ْشر ُق الْ َفَرنْسي لُو ْ‬
‫ِ‬
‫يدها بيانـاً خِل طُ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ب الش ِ ِ ِ‬ ‫اسةَ َموا ِر ِد آرائِِه ِم ْن ُكتُ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اعـا‬‫ـور ِة كتَابَات ـه َودفَ ً‬ ‫ِّيعة َوَت ْفن َ ََ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الْ َماج ْستري د َر َ َ َ‬
‫آر ِاء ال ُْم ْستَ ْش ِرق‬ ‫يحة بِعُْـن َـوان ( َم َوا ِر ُد َ‬
‫صـ ِح ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َع ْن َهـ َذا الــدِّي ِن احْلَنيــف‪َ ،‬و َع ْن َـهـذه الْملَّة ال َّ َ‬
‫ِ‬
‫يد َها)‪.‬‬ ‫الشيع ِة وَت ْفنِ ِ‬
‫ب ِّ َ َ‬ ‫اسي ْنيُو ْن ِم ْن ُكتُ ِ‬ ‫لُ ِويس م ِ‬
‫ْ َ‬
‫أهمية الموضوع وأسباب اختياره‬
‫كشف العالقة والروابط اليت جتمع اإلستشراق الفرنسي مع الشيعة واتفــاقهم‬ ‫‪-1‬‬
‫يف األهداف من حيث احلرب على اإلسالم‪.‬ـ‬
‫بيــان أوجــه مغالطــات املستشــرق الفرنســي لــويس ماســينيونـ وأعــداء اإلســالمـ‬ ‫‪-2‬‬
‫يف القدح يف روايات الصحابة رضوان اهلل عليهم وما يربطهم من اعتمادات‬
‫على روايات الشيعة املناقضة لروايات سلف األمة رمحهم اهلل‪.‬‬
‫الـدفاع عن روايـات الصـحابة الكـرام الـذين نقلـوا لألمـة مـا يبصـرهم يف أمـور‬ ‫‪-3‬‬
‫دينهم بأمان ــة عن نبين ــا حممد ‪ ‬وتفني ــد م ــزاعم ودع ــاوى املستش ــرق ل ــويس‬
‫ماسينيونـ والشيعة يف حق خيار األمة الصحابة رضوان اهلل عليهم‪.‬‬
‫حتذير املسـ ـ ـ ــلمني والـ ـ ـ ــدعاة من االعتمـ ـ ـ ــاد على كتابـ ـ ـ ــات املستشـ ـ ـ ــرق لـ ـ ــويس‬ ‫‪-4‬‬
‫ماســينيون ملا حتمــل يف طياهتا من مغالطــات علميــة ومنهجيــة والتحــذير أيضــا‬
‫من عقيدة الشيعة املناقضة ألصول الدين احلنيف‪.‬‬
‫أهداف البحث‬
‫حماولة دراسة املوض ـ ــوعـ دراسة مقارنة إلظه ـ ــار حقيقة االنتم ـ ــاء الفكـ ــري بني‬ ‫‪-1‬‬
‫املستشـ ــرق الفرنسي لـ ــويس ماسـ ــينيونـ وبني الشـ ــيعةـ‪ ،‬وإثبـ ــات وجـ ــود عالقة‬
‫وطيدة بني سياسته والعقيدة الشيعيةـ‪.‬‬
‫مجع ما انتهت إليه أحباث املستشـ ــرق لـ ــويس ماسـ ــينيون املسـ ــتمدة مصـ ــدرياً‬ ‫‪-2‬‬
‫والرد عليها‪.‬‬
‫ومرجعياً من آراء الشيعة ورواياهتا ّ‬
‫حماولة الكشف عن الوجه احلقيقي للشـ ـ ـ ـ ـ ــيعة واملستشـ ـ ـ ـ ـ ــرق الفرنسي ل ـ ـ ـ ــويس‬ ‫‪-3‬‬
‫ماس ــينيونـ وما جيمعهما من العِ ــداء لإلس ــالم واملس ــلمني حتت غط ــاء ص ــيانة ما‬
‫ختلّل من أمر مصادر اإلسالمـ بالنسبة للشيعة‪.‬‬
‫إثب ــات أن الش ــيعة ح ّقق ــوا أه ــداف املستش ــرقني‪ ،‬كما أن املستش ــرقني ح ّقق ــوا‬ ‫‪-4‬‬
‫بعض مص ــاحل املس ــتعمرين‪ ،‬وس ــتظهر ه ــذه القرين ــة من خالل ه ــذه الرس ــالة‬
‫العلميـ ــة‪ ،‬وليسـ ــت مؤلفـ ــات لـ ــويس ماسـ ــينيون وآرائه املسـ ــمومة عن ذلـ ــك‬
‫ببعيد‪.‬‬
‫إثب ـ ــات وجـ ـ ــود عالقة تعاونيةـ قدمية ودائمة بني الشـ ـ ــيعة واملستش ـ ــرق الفرنسي‬ ‫‪-5‬‬
‫لويس ماسينيون يف النيل من مصادر االسالم‪.‬‬
‫إثبــات أن البــاب الــذي دخل منه املستشــرقون للنيل من املســلمني ومصــادرهم‬ ‫‪-6‬‬
‫هــو الــذي فتحه الشــيعة وأهــل األهــواء والبــدع‪ ،‬وهم الــذين تولّــوا كرب ذلك‬
‫حتت دعـ ــوى وجـ ــود حتريف من جهـ ــة والتـ ــأويالتـ الباطني ـ ـةـ للنصـ ــوص من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فكان ذلك طريقـاً مُم ّـهـداً ألصــناف أعـداء اإلسـالمـ أن ينـالواـ من‬
‫املسـ ــلمني ومن مصـ ــادرهم‪ ،‬كما ذهب إىل ذلك املستشـ ــرق الفرنسي ل ــويس‬
‫ماسينيونـ يف آرائه وأفكاره‪.‬‬
‫إثب ـ ـ ـ ــات أن آراء املستش ـ ـ ـ ــرق ل ـ ـ ـ ــويس ماس ـ ـ ـ ــينيون ومراجعه يف كتاباته هي من‬ ‫‪-7‬‬
‫روايات الشيعة‪ ،‬ومن خالهلا حياول النيل من اإلسالمـ ومصادر املسلمني‪.‬‬
‫الوق ــوف يف وجه أع ــداء اإلس ــالم من احلاق ــدين واملن ــافقني والزنادقة واملستش ــرقني‬ ‫‪-8‬‬
‫والدفاع عن اإلسالم‪.‬ـ‬
‫تساؤالت البحث‬
‫ما أهداف املستشرق الفرنسي لويس ماسينيون من التشيع ؟‬
‫هل لالستشراق الفرنسي عالقة بالشيعة و التّشيع ؟‬
‫ما آراء عميد املستشرقني الفرنسيني املستقاة من موارد الشيعة ؟‬
‫وهل مجيع املستشرقني الفرنسيني يعتمدون على االجتاه الشيعي؟‬
‫م ــا هي مقاص ــد املستش ــرق الفرنس ــي ل ــويس ماس ــينيون يف االعتم ــاد على الش ــيعة‬
‫وعلى مصادرهم؟‬
‫هل أدرك املسلمون وجود عالقة بني االستشراق الفرنسي والشيعة ؟‬
‫والروايـ ـ ــات ال ّشـ ـ ـيعيةـ الـ ـ ــيت اعتمـ ـ ــد عليهـ ــا‬
‫مـ ـ ــا الـ ـ ـ ّـردود العلميـ ـ ــة على تلـ ـ ــك اآلراء ّ‬
‫املستشرق الفرنسي لويس ماسينيون؟‬
‫ما موارد املستشرق الفرنسي لويس ماسينيونـ يف كتب الشيعة؟‬
‫حدود البحث‬
‫إن مجلة حدود البحث هي دراسة مقارنة بني االستشــراق الفرنســي وبني الشــيعة‬
‫ومدى وجود عالقة بينهما وذلك من خالل ‪ :‬الحد الموضوعي‪ ،‬والحد الزمني ‪.‬‬
‫القسم األول‪ :‬الحد الموضوعي‪ ،‬وحيتوي على حمورين ‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬موارد لويس ماسينيون الشيعية‪.‬ـ‬
‫المح ور الث اني‪ :‬االستشـ ــراق‪،‬ـ وهـ ــو دراسـ ــة مقارنـ ــة بني االستشـ ــراقـ الفرنس ــي‬
‫والعقيدة الشيعية‪،‬ـ من خالل كتابات املستشرق الفرنسي لويس ماسينيون ومؤلفاته‪.‬‬
‫القس م الث اني‪ :‬الح د الزم ني‪ ،‬فبم ــا أن الدراس ــة غ ــري حص ــرية لك ــل م ــا يتعل ــق‬
‫باملستش ــرقني ف ــإين أض ــع احلد الزم ــين يف ف ــرتة احلرك ــات العلمي ــة للمستش ــرق الفرنس ــي‬
‫لويس ماسينيون اليت بدأت مع منتصف القرن الثامن عشر امليالدي وميتد هــذا احلد إىل‬
‫القرن العشرين مع ذكر نتائج ومالمح من أفكار املستشــرق الفرنســي لــويس ماســينيون‬
‫وتأثري تلك األفكار على االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫خطة الدراسة‬
‫المقدمة‪ :‬وتتضمن التايل‬
‫أمهية املوضوع‬
‫أسباب اختيار املوضوعـ‬
‫أهداف البحث‬
‫تساؤالت البحث‬
‫حدود البحث‬
‫خطة الدراسة‬
‫الدراسات السابقة‬
‫منهج البحث‬
‫مدخل الدراسة‪ :‬التمهيد‪ :‬وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬التعريف مبفردات عنوانـ الرسالة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف باالستشراقـ الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف باملستشرق الفرنسي لويس ماسينيونـ ‪.‬‬
‫أجزاء الفصول‪ّ :‬‬
‫وتتكون من أربعة فصول أساسية وفق التفصيل اآليت‪:‬‬
‫الفص ل األول‪ :‬التعري ف بمفه وم االستش راق الفرنس ي‪ ،‬وتحت ه ثماني ة‬
‫مباحث‪:‬‬
‫المبحـث األول‪ :‬نشأة االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫اني‪ :‬أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداف االستش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراق الفرنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪.‬‬ ‫المبحـث الث‬
‫المبحـث الثالث‪ :‬خصائص االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحـث الرابع‪ :‬أهم مراكز االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أهم املستشرقني الفرنسيني وأحباثهم‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬إيراد بعض دراسات املستشرقني الفرنسيني حول اإلسالم‪.‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬إيراد بعض مؤمترات االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الثامن ‪ :‬املالمح التارخيية للعالقة بني الشيعة و االستشراقـ الفرنسي وأوجه‬
‫التالزم الفكري بينهما‪.‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬م وارد المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون ‪LOUIS‬‬
‫‪ MASSIGNON‬من كتب الشيعة‪ ،‬وتحته ستة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬موارده يف الصحابة واألئمة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موارده يف الوالية واإلمامة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬موارده يف مسائل أهل البيتـ عليهم السالم‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬موارده يف التّصوف‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬موارده يف كالمه على أهل السنة واجلماعة‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬موارده يف كالمه عن الروايات احلديثية‪.‬ـ‬
‫الفص ل الث الث‪ :‬آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون ‪LOUIS‬‬
‫‪ MASSIGNON‬وتحته ستة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آراء املستشــرق الفرنســي لــويس ماســينيونـ يف مســائل ال ّ‬
‫صـحابة‬
‫على ضوء روايات الشيعة‪.‬‬
‫المبحث الث اني‪ :‬آراء املستش ــرق الفرنس ــي ل ــويس ماس ــينيون يف مس ــائل الوالي ــة‬
‫على ضوء آراء الشيعة املناقضةـ لروايات سلف األمة‪.‬‬
‫المبحث الث الث‪ :‬آراء املستشـ ــرق الفرنسـ ــي لـ ــويس ماسـ ــينيونـ يف مسـ ــائل أه ــل‬
‫البيت عليهم السالم على ضوء روايات الشيعة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬آراء املستشرق الفرنسي لويس ماسينيونـ يف التّصوف‪.‬‬
‫المبحث الخ امس‪ :‬آراء املستش ــرق الفرنس ــي ل ــويس ماس ــينيون يف كالم ــه على‬
‫أهل السنة واجلماعة‪.‬‬
‫المبحث الس ادس‪ :‬آراء املستش ــرق الفرنسـ ــي ل ــويس ماس ــينيون يف كالم ــه عن‬
‫الروايات احلديثية‪ ،‬وكالم أهل العلم يف ذلك‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفص ل الراب ع‪ :‬نق د وتفني د آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون‬
‫‪ LOUIS MASSIGNON‬والرد عليها وتحته ستة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬نقـ ـ ــد وتفنيـ ـ ــد آراء املستشـ ـ ــرق الفرنسـ ـ ــي لـ ـ ــويس ماسـ ـ ــينيونـ يف‬
‫الصحابة والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الث اني‪ :‬نق ـ ــد وتفني ـ ــد آراء املستش ـ ــرق الفرنس ـ ــي ل ـ ــويس ماس ـ ــينيون يف‬
‫مسائل الوالية والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الث الث‪ :‬نقـ ــد وتفنيـ ــد آراء املستشـ ــرق الفرنسـ ــي لـ ــويس ماسـ ــينيون يف‬
‫مسائل أهل البيتـ عليهم السالم والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نقـ ـ ــد وتفنيـ ـ ــد آراء املستشـ ـ ــرق الفرنسـ ـ ــي لـ ـ ــويس ماسـ ـ ــينيون يف‬
‫التّصوف والرد عليها المبحث الخامس‪ :‬نقد وتفنيد آراء املستشــرق الفرنســي لــويس‬
‫ماسينيونـ يف كالمه على أهل السنة واجلماعة والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الس ادس‪ :‬نق ــد وتفني ــد آراء املستش ــرق الفرنس ــي ل ــويس ماس ــينيون يف‬
‫الروايات احلديثية والرد عليها‪.‬‬
‫كالمه عن ّ‬
‫الخاتمـ ــة‪ :‬وفيها نتائج البحث‬
‫التوصي ـ ـ ـ ـ ـ ــات‪.‬‬
‫فهرس اآليات‪.‬‬
‫فهرس األحاديث‪.‬‬
‫فهرس اآلثار‪.‬‬
‫فهرس أعالم‪.‬‬
‫المصادر والمراجع‪.‬‬
‫المصادر والمراجع االلكترونية واألجنبية‪.‬‬
‫فهرس الموضوعات‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫مل جيد البـ ـ ــاحث حسب علمه وجهـ ـ ــوده بعد التواصل مع عـ ـ ــدد من مراكز البح ـ ــوث‬
‫أي دراسة خمتصة تنــاولت‬ ‫والدراســات اإلســالمية‪ ،‬يف اململكة العربية الســعودية‪ ،‬وخارجها ّ‬
‫جانب ـ ـاً متك ـ ــامالً ح ـ ــول املوض ـ ــوع أو ناقشت جانب ـ ـاً متكـ ــامالًـ من املوضـ ــوع‪،‬ـ فـ ــإن أغلب‬
‫لعت على كتابـ ـ ـ ــاهتم حـ ـ ـ ــول املستشـ ـ ـ ــرقني ومغالطـ ـ ـ ــاهتم‪ ،‬ال يقـ ـ ـ ــارنونـ يف‬
‫البـ ـ ـ ــاحثني ممن اطّ ُ‬
‫دراساهتم للمستشرقني إمكانية وجــود عالقة بينهم وبني الشــيعة‪ ،‬بل يدرســون املستشــرقني‬
‫على أس ـ ــاس أهنم حيتض ـ ــنون العقي ـ ــدة العلمانية أو اإلحلادية أو أهنم مص ـ ــطبغونـ بص ـ ــبغةـ علم‬
‫الكالم والفلس ـ ــفة وع ـ ــدم اإلنص ـ ــاف يف البحث العلمي‪ ،‬ورمبا أثىن بعض ـ ــهم عليهم وأبـ ــدى‬
‫إعجابه هبم‪ ،‬ومن تلك الدراسات في هذا الباب فهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ِ ( -1‬‬
‫الف رق الشيعية في الدراسات االستشراقية) دراسة نقديــة‪ ،‬واسم الباحثــة‪:‬‬
‫سـ ــلمى حسني علـ ــوان‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم التـ ــاريخ يف جامعة الكوفـ ــة‪ ،‬فإهنا شـ ــيعية حمض ــة‬
‫تن ــاول حبثها نفي أن يك ــون هن ــاك تالزم فك ــري بني الش ــيعة واملستش ــرقني‪ ،‬بل تن ــاول ج ـ ّـل‬
‫البحث دراسة نقدية ودفاعية عن عقي ــدة الش ــيعة بالنس ــبة لبعض املستش ــرقني ال ــذين درس ــوا‬
‫جــانب العقيــدةـ الشــيعية‪ ،‬كمــذهب طــارئ طــرأ نتيجة ظــروف سياســية ومل يكن هو األصل‬
‫نصها‪:‬‬
‫الذي جاء به نيب اإلسالم‪ ،‬واملثال على ذلك تقول الباحثة ما ّ‬
‫‪)....‬والمستشرق بوفيه‪ ،‬الذي عمل مدة إحدى وثالثين سنة‪1732 -1701‬م‬
‫م ديراً لمدرسة ل ويس الكب ير المس ائية في ب اريس‪ ،‬فإنه يف رد في خاتمة كتابه" ت اريخ‬
‫الشعوب بعد الميالد" فصالً للفرق اإلسالمية ذاهب اً إلى‪ :‬أ ّن الفرقة الشيعية تتبع عليًا‬
‫السنية فهي تتبع رسول اهلل ‪ )‬انتهىـ كالمها‪ ،‬وتقــول الباحثة‬ ‫رضي اهلل عنه‪ ،‬أما الفرقة ُّ‬
‫أيض ا‬
‫بعد كالم املستشرق الذي كــان حجة عليها ال حجة هلا حيث قــالت‪( :‬فالمستشرق ً‬
‫يكشف عن جهله بالثقافة اإلس المية‪ُ !! )......‬‬
‫قلت وهـ ـ ــذا املربر ال يُغري من احلق ش ـ ــيئاً‪،‬‬
‫ألن بقول املستشرق تبنّي املوقف احلقيقيـ للشيعة‪.‬‬
‫‪( -2‬رحلة المستش رق الفرنسي‪ :‬ه نري كورب ان ‪ henry corbin‬مع‬
‫الم ذهب الش يعي) وهو نص ح ــوار دار بني املستش ــرق الفرنسي ه ــنري كورب ــان املت ــأثّر‬
‫بالعالمة الشيعي السيد الطباطبائي‪،‬ـ تعريب جواد علي‪.‬‬
‫إن نص احلوار يتضـ ـ ّـمن سياسة الـ ــدفاع عن الشـ ــيعة وبيـ ــان أن املستشـ ــرق الفرنسي‬
‫ه ــنري كوربـ ــان ملا اعتنق اإلسـ ــالم اختـ ــار العقي ــدةـ الش ــيعيةـ لِما يـ ــرى أفض ــليتها على غريها‬
‫وال ـ ــدليل على ذلك وص ـ ــفهم لق ـ ــول املستش ـ ــرق أنه ق ال ‪( :‬في عقي دتي أن التّش يع هو‬
‫الم ذهب الوحيد ال ذي حفظ بش كل مس تمر رابطة الهداية بين اهلل والخلق ! وعُلقة‬
‫الوالية إلى األبد‪ ( ...‬قلت وهذا بعد ما أمضى املستشرق الفرنسي هنري كوربــان عقــوداً‬
‫عـ ـ ــدة يف إيـ ـ ــران حيث مت ختدير عقليته من قبل علمـ ـ ــاء الشـ ـ ــيعة مما محله على هـ ـ ــذه الغ ـ ــرائبـ‬
‫والطرائف‪.‬‬
‫‪( -3‬المستش رقون والش يعة مع دارسة خاصة للمستش رق الفرنسي ه نري‬
‫كورب ان (وهو حبث ش ــبه م ــرتادف ملا س ــبق أع ــده د‪ .‬خليل الزرك ــاين‪ ،‬وه ــو أيضا ش ــيعي‬
‫‪.‬‬ ‫صرف‬
‫‪( -4‬الرؤية االستشراقية للمسألة الشيعية) بقلم د‪ .‬عــاطف معتمد عبد احلميــد‪،‬‬
‫وهو حبث تن ـ ــاول رؤية خمتص ـ ــرة للمستش ـ ــرقني املتعلقةـ بظه ـ ــور الش ـ ــيعة يف ت ـ ــاريخ اإلسـ ــالمـ‬
‫ومدى تأثريهم على األمة االسالميةـ دون اعتماد على مدرسة واحدة خمتصة‪.‬‬
‫‪( -5‬التّش يع واالستش راق ع رض نق دي مق ارن لدراس ات المستش رقين عن‬
‫العقي دة الش يعية وأئمتها) للـ ــدكتور عبد اجلبـ ــار نـ ــاجي‪ ،‬وهو كتـ ــاب صـ ــادر عن املركز‬
‫األك ــادميي لألحباث‪ ،‬ب ــريوت – لبن ــان‪ ،‬ويتض ــمن الكت ــاب ع ــرض دراس ــات استش ــراقية عن‬
‫التش ــيع‪ ،‬وقد تع ّقبـ الب ــاحث حبثه ملالمح االستشـ ــراق االسـ ــرائيلي ودراس ــته للتش ــيع‪ ،‬وهو‬
‫استشــراق نشأ حــديثاً لكنه قــدم العديد من الدراســات اخلاصة بالتشــيع ولرمبا يكــونـ العامل‬
‫ال ـ ــذي دعا الب ـ ــاحث إىل ه ـ ــذا التط ـ ــرق قد يك ـ ــون مرتبطـ ـ ـاً ب ـ ــالتطورات االيرانيةـ بعد الثـ ــورة‬
‫اإليرانية سنة ‪1979‬م‪ ،‬إال أن الباحث مل يُر ّكز يف خطته أو تفاصيله على مدرسة حمصـورة‬
‫من م ــدارس االستش ــراق‪ ،‬وإمنا ك ــان منهجه تص ــوراً عام ـاً لرؤية املستش ــرقني ح ــول التش ــيع‬
‫ودور الشيعة يف امليادين السياسيةـ العامة‪.‬‬
‫‪ -6‬مجلة التراث العربي– جملــة فصــلية تصــدر عن احتاد ال ُكتــاب العــرب‪ ،‬دمشــق‬
‫الع ــدد‪ ،84-83‬بعن ــوان‪( :‬المستش رق ل ويس ماس ينيون مال ه وم ا عليه) لعب ــد ال ــرزاق‬
‫األصفر‪.‬‬
‫ذكـ ــر البـ ــاحث بعض اجلوانبـ املتعلقـ ــة بلـ ــويس ماسـ ــينيونـ بأسـ ــلوب رد وقبـ ــول‪،‬‬
‫حيث أثــىن على ماســينيونـ من ناحيــة حماولتــه للتقــارب بني املســيحية واإلســالم‪،‬ـ واعتــرب‬
‫الب ـ ــاحث جه ـ ــود ماس ـ ــينيونـ يف ذل ـ ــك تقارب ـ ـاً إجيابي ـ ـاً من أج ـ ــل التف ـ ــاهم بني ال ـ ــديانتني‬
‫اإلسالميةـ واملسيحية‪،‬ـ وذلك يف الصفحة (‪ )206‬يف حبثه ذاك‪.‬‬
‫‪-7‬كتــاب (ماسينيون في بغداد من االهتداء الصوفي إلى الهداية الكولونيالية)‬
‫لعلي بـ ــدر‪ ،‬حيكي البـ ــاحث قصـ ــة رحالت لـ ــويس ماسـ ــينيون الـ ــيت كـ ــانت تتعـ ــاقب إىل‬
‫العــراق وخاصــة بغــداد‪ ،‬والــيت كــانت هتدف إىل حماولــة استكشــاف (قص ر األُخيضر)‬
‫واألعباء اليت حلقت به أثناء ذلك االستكشاف‪.‬‬
‫أما غري الدراســات املذكورة اليت عــثرت عليها فــإين مل أجد أية دراسة تنــاولت جــزءاً‬
‫ـاولت الكشف من خالل الدراس ـ ــات اليت‬ ‫من الدراسـ ـ ــات اليت أود الكتابـ ـ ـةـ فيهـ ـ ــا‪ ،‬وقد حـ ـ ـ ُ‬
‫وحد أو رس ــالة اليت تن ــاولتـ كتابتها‬‫ع ــثرت عليها فيما لو ك ــان هن ــاك غ ــرض موض ــوعيـ ُم ّ‬
‫جوانب الغرض يف رساليت العلمية فلم أر شــيئا من ذلــك‪ ،‬أو وجــود بــاحث من البــاحثني ممن‬
‫وحل غموضها وإشــكاليتهاـ أوحماولة وضع االنتمــاء‬ ‫تفرد يف حبثه مبناقشة مثل هذه املواضيعـ ّ‬ ‫ّ‬
‫احلقيقي للفكر االستشراقيـ الشيعي ِمن أ ّن أي باب يدخل منه مستشــرق للنيل من مصــادر‬
‫املسلمني فإنه من فتح الشيعة القـائلني بـالنقص والتبـديل والتحريف يف مصـادر اإلسـالم عند‬
‫املسـ ـ ــلمني‪ ،‬أو وجـ ـ ــود ضـ ـ ــوابط وآراء متعلقة يف ذلك وإفراغها يف دفة واحـ ـ ــدة على مس ـ ــار‬
‫متوافق هـ ــذا مما مل أجد هلا عزم ـ ـاً عند أي بـ ــاحث يف حبثـ ــه‪ ،‬وهو من الـ ــدواعيـ الـ ــذي ق ــادتين‬
‫للقيــام مبحاولــة معاجلة هــذه القضــاياـ األساســية ووضع نقطة االنطالق‪ ،‬وذلك حلماية األمن‬
‫الفكري لدى الدعاة بشكل خاص واملسلمني بشكل عام‪.‬‬
‫منهج البحث‬
‫تقوم هذه الدراسة على منهجني أساسيني ومها )الوصفي‪ -‬والتاريخي)‬
‫أما المنهج الوص في‪ :‬فهو الـ ـ ـ ــذي عُـ ـ ـ ــرف بأنه يقـ ـ ـ ــوم بوصف ودراسة ظـ ـ ـ ــاهرة من‬
‫الظــواهر واملتغــرياتـ والظــروف املتعلقةـ هبا ويصــفها وصــفاً علميـاً دقيقـاً مث إجــراء املقارنــات‬
‫وحتديد العالقــات بني تلك الظــواهر واملتغــرياتـ والعوامل وتطــوير االســتنتاجات من خالل‬
‫ما تشري إليه البيانـ ــات‪،‬ـ وهـ ــدف املنهج الوصـ ــفي هو فهم احلاضر لتوجيه املسـ ــتقبل‪ ،‬كما أن‬
‫هــديف يتالئم مع املنهج الوصــفيـ حيث أنين أُفْ ِهم األمة خطــورة العمل االستشــراقيـ الشــيعيـ‬
‫ومستقبالًـ للح ّد من َتنَ ِامي هذا العمل‪.‬‬ ‫املشرتك ضد اإلسالم لتوجيهها حاضراً ُ‬
‫وأما المنهج الت اريخي‪ :‬فال خيل ـ ــوا من كونه منهجـ ـ ـاً ي ـ ــدعم اهلدف ال ـ ــذي أسـ ــعى‬
‫للوص ـ ــول إليـ ــه‪ ،‬ومن اختصاصه أنه يعتمد على الوثـ ــائق ونق ـ ــدها وحتديد احلقـ ــائق التارخيية‬
‫وحتليلها إىل عناصــرها‪ ،‬مث حياول أن ير ّكبها مــرة ثانية ويفســرها وذلك من أجل فهم املاضي‬
‫وحماولة فهم احلاضر على ضـ ــوء األحـ ــداث والتطـ ــورات املاضـ ــية‪ ،‬وال شك أن هـ ــذا املنهج‬
‫التـ ــارخيي من دعـ ــائم هـ ــذا البحث الـ ــذي سيسـ ــاعدين يف حتليل الرؤية االستشـ ــراقيةـ الش ــيعيةـ‬
‫املقارنة تارخيياً ‪.‬‬

‫ُ‬
‫راعيت أثناء البحث األمور التالية‪:‬‬ ‫وقد‬
‫أعزو اآليات القرآنية إىل سورها‪ ،‬واسم السورة‪ ،‬ورقم اآلية يف اهلامش‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ألتزم بكتابةـ اآليات القرآنية بالرسم العثماين ُمش ّكلةً ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أخ ـ ّـرج األح ــاديث من املص ــادر األص ــلية وإذا ك ــان احلديث يف الص ــحيحني ف ــإين‬ ‫‪-3‬‬
‫أخرجه وأذكر كالم أهل العلم يف‬ ‫أخرج ـ ـ ــه بينهم ـ ـ ــا‪ ،‬وإذا ك ـ ـ ــان يف غريمها ف ـ ـ ــإين ّ‬
‫ّ‬
‫احلكم عليه‪.‬‬
‫أرجع إىل املص ـ ــادر األص ـ ــلية مباش ـ ــرة‪ ،‬وأرجع إىل أك ـ ــثر من مص ـ ــدر يف املسـ ــألةـ‬ ‫‪-4‬‬
‫الواح ـ ــدة‪ ،‬وق ـ ــد أش ـ ــريُ عند الض ـ ــرورة إىل بعض املراجع املت ـ ــأخرة لالس ـ ــتئناسـ ال‬
‫لالعتماد‪.‬‬
‫مدخل الدراسة‪ :‬التمهيد‪ ،‬ويتك ّون من ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بمفردات عنوان الرسالة (موارد آراء المستشرق لويس‬
‫ماسينيون من كتب الشيعة وتفنيدها)‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف باالستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف بالمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون‪.‬‬
‫التّمهيد‬
‫أث ــارت الظ ــاهرة االستش ــراقية‪،‬ـ وال ت ــزال تث ــري ج ــدالً واس ــعاً يف جمال الدراس ــات‬
‫الفكرية واحلضـارية حيث عملت هــذه الدراســة يف حماولـة إلعـادة تشـكيل العقـل الغـريب‬
‫والش ـ ــرقي على ح ـ ــد س ـ ــواء‪ ،‬واالستش ـ ــراق ه ـ ــو ذل ـ ــك التي ـ ــار الفك ـ ــري ال ـ ــذي متثّـ ــل يف‬
‫الدراسـ ــات املختلفـ ــة عن الشـ ــرق االسـ ــالميـ والـ ــيت مشلت حضـ ــاراته وأديانـ ــه‪ ،‬وآدابـ ــه‪،‬‬
‫ولغاتــه‪ ،‬وثقافاتــه‪ ،‬وكــانت حركــة االستشــراق مبثابــة قــوة خفيــة إال أهنا أثّــرت يف األمــة‬
‫اإلســالميةـ بشــكل ســليب‪ ،‬خاصــة من ناحيــة الفكــر االســالمي‪ ،‬وأمــا من الناحيــة الغربيــة‬
‫فقــد بــاتت الشــعوب الغربيــة تنظــر إىل العــامل االســالمي مبنظــار خمتلــف عمــا عليــه الواقــع‬
‫بسبب حجم محالت املستشرقني اليت أثّرت سلباً على أهداف الدعوة اإلســالمية‪ ،‬وقــد‬
‫جنّـ ــد قـ ــادة الـ ــدول األوروبي ـ ـةـ رجـ ــاالهتم من أنفسـ ــهم ومن أبنـ ــاء األمـ ــة اإلسـ ــالميةـ هلذا‬
‫الغ ـ ــرض‪ ،‬وكم ـ ــا ك ـ ــان نص ـ ــيب املدرس ـ ــة االستش ـ ــراقيةـ الفرنس ـ ــية أك ـ ــرب بقي ـ ــادة أوائ ـ ــل‬
‫مستش ـ ــرقيها الفرنس ـ ــيني‪ ،‬ومن بينهم املستش ـ ــرق الفرنس ـ ــي املش ـ ــهور ل ـ ــويس ماسـ ــينيون‬
‫وتالمذت ـ ـ ــه ال ـ ـ ــذين تع ـ ـ ــاقبواـ يف حماول ـ ـ ــة هلم إلكم ـ ـ ــال م ـ ـ ــا تب ّقىـ من مش ـ ـ ــروع أس ـ ــتاذهم‬
‫ـدخل الســريع لصـ ّد هــذه احملاوالت املتكــررة‬ ‫ماسـينيون‪ ،‬مما يــدعوا كـل بــاحث مسـلم للتـ ّ‬
‫واحل ّد من حتقيقهــا‪ ،‬وعلى ضــوء هــذا التمهيــد ســوف أس ـلّط الضــوء على هــذه املخــاطر‬
‫إلجياد حل عليها‪ ،‬انطالقاً من التعريف مبفردات عنوان الرسالة وباالستشــراق الفرنســي‬
‫وك ــذلك املستش ــرق الفرنس ــي ل ــويس ماس ــينيون وأدواره الس ــيئةـ وتأثرياتـ ـهـ املباش ــرة يف‬
‫توجيه املدرسة الفرنسية إىل حنو معاد لألمة اإلسالمية‪.‬ـ‬
‫المبحث األول‪ :‬التعري‪88‬ف بمف‪88‬ردات عن‪88‬وان الرس‪88‬الة (م""وارد آراء‬
‫المستشرق لويس ماسينيون من كتب الشيعة وتفنيدها)‬
‫ور َد فُاَل ٌن‬‫ج اءت كلم ة (م ورد) لغ ةً في لس ان الع رب حيث ق ال المؤل ف‪َ :‬‬
‫ضره(‪.)1‬‬‫َح َ‬ ‫واسَت ْو َرده أَي أ ْ‬
‫ضر‪ ،‬وأَورده َغْي ُرهُ ْ‬ ‫روداً َح َ‬ ‫ُو ُ‬
‫ال‪ :‬أ َْو َر َد فاَل ٌن ال َّش ـ ـ ْيء أحضـ ــرهُ َواخْلَرَب ذك ـ ــره َواخْلَرَب َعلَْيـ ـ ِـه قص ـ ــه َوال َّش ـ ـ ْيء‬
‫ويق ُ‬
‫َّيء جعله يردهُ يُ َقال أوردهُ املاء(‪.)2‬‬ ‫الش ْ‬
‫ـورد َوالْ َـمـاء ورده َوال َّشـ ْيء أحضــرهُ يُ َقــال اســتورد‬ ‫ويقال أيض اً استورد‪ :‬طلب الْـ ْ‬
‫اها(‪.)3‬‬ ‫الضاَل لَة أوردهُ إِيَّ َ‬
‫وها جلبها من َخارج الْبِاَل د َوفُاَل نًا َّ‬ ‫الس ْل َعة َوحَنْ َ‬
‫ّ‬
‫واص طالحاً‪ :‬ف ــإن كلم ــة املوارد واملص ــادر متقاربت ــانـ يف املع ــىن ق ــال عب ــد الق ــادر‬
‫البغ ــدادي رمحه اهلل‪( :‬واملوارد‪ :‬مجع م ــورد َو ُهـ َـو حَم ل الْ ـ ُـو ُرود أَي‪ :‬اإلتي ــان‪،‬ـ واملص ــادر‪:‬‬
‫الر ُجوع)(‪.)4‬‬ ‫صَراف َو ُّ‬ ‫الص ُدور أَي‪ :‬ااِل نْ ِ‬ ‫مجع مصدر وهو م ِ‬
‫وضع ُّ‬ ‫َ َُ َ‬
‫(‪) 5‬‬
‫والموارد‪ :‬مجع مورد وهو موضع الورود‪ ،‬والورود اإلتيان إىل الشيء‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬لسان العرب‪ ،‬حممد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظــور األنصــاري‬
‫ال ـ ـ ـ ــرويفعي اإلف ـ ـ ـ ــريقي‪ )3/457( ،‬فص ـ ـ ـ ــل (ال ـ ـ ـ ــواو)‪ ،‬الناش ـ ـ ـ ــر‪ :‬دار ص ـ ـ ـ ــادر– ب ـ ـ ـ ــريوت‪( ،‬ط‬
‫‪3/1414‬ه)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬املعجم الوســيط‪ ،‬جممــع اللغــة العربيــة بالقــاهرة‪ ،‬إبــراهيم مصــطفى‪ ،‬أمحد الزيــات‪ ،‬حامــد‬
‫عب ــد الق ــادر‪ ،‬حمم ــد النج ــار‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار ال ــدعوة‪ ،‬ب ــدون ت ــاريخ ( ‪ )2/1024‬ب ــاب ال ــواو‪،‬‬
‫وانظر‪ :‬النهايــة يف غــريب احلديث واألثــر‪ ،‬البن األثري‪ ،‬حتقيــق‪ :‬طــاهر أمحد الــزاوى ‪ -‬حممــود‬
‫حممد الطناحي الناشر‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪1399 ،‬هـ ‪1979 -‬م‪ ،)5/173( ،‬مادة‪:‬‬
‫(و‪ ،‬ر‪ ،‬س)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – املعجم الوسيط‪.)2/1024( ،‬‬
‫‪ - )(4‬خزانة األدب ولب لباب لسان العرب‪ ،‬عبد القادر بن عمر البغدادي‪،‬ـ حتقيق‬
‫وشرح‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ 1418 /4‬هـ ‪-‬‬
‫‪1997‬م‪.)9/189( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫() – التوقيـ ــف على مهمـ ــات التعـ ــاريف‪ ،‬زين الـ ــدين حممـ ــد املدعو بعبـ ــد الـ ــرؤوف بن تـ ــاج‬
‫العـ ــارفني بن علي بن زين العابـ ــدين احلدادي مث املنـ ــاوي القـ ــاهري(‪ ،)1/315‬الناش ــر‪ :‬ع ــامل‬
‫الكتب ‪ 38‬عبد اخلالق ثروت ‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1410 ،‬هـ‪1990-‬م (فصل امليم)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيك ـ ــونـ مع ـ ــىن (م وارد آراء‪ ،)..‬أي مص ـ ــادر آراء ماس ـ ــينيون‪،‬ـ وأم ـ ــاكن‬
‫ُ‬
‫استرياد آرائه الشيعية‪،‬ـ وهنا اتّضح أن املعىن اللغــوي واالصــطالحي ال يوجــد فـرق كبـري‬
‫بينهما واهلل أعلم‪.‬‬
‫تعريف اآلراء لغةً‪:‬‬
‫(الرأي)‪.‬‬
‫المعاني اللّغوية المترادفة لكلمة َّ‬
‫ض ـرب حبَس ـ ِ‬ ‫الرؤيَ ةُ)‪ ،‬بال َّ‬ ‫يقال‪ :‬رأى‪ :‬ى ( ُّ‬
‫ب ُقـ َـوى‬ ‫َ‬ ‫ـك أَ ْ ُ‬
‫املرئي‪ ،‬وذلـ َ‬ ‫راك ْ‬ ‫ض ـ ِّم ‪ْ :‬إد ُ‬ ‫ُ‬
‫الن ْفس‪:‬‬
‫َّ‬
‫قلت وه ـ ــذا أقـ ــرب إىل‬
‫َن زيْ ـ ــداً ُمْنطَل ـ ـ ٌـق‪ُ ،‬‬ ‫ـالو ْه ِم والت َ‬
‫َّخيّ ـ ــل حَنْ ـ ــو‪ :‬أ ََرى أ َّ‬ ‫أي‪ :‬ب ـ ـ َ‬
‫ال َّر ُ‬
‫مرادنا‪.‬‬
‫أي‪ّ :‬‬
‫والر ُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫قلت وهـذا هـو‬ ‫بالتَف ّكر حنو‪ :‬قولـه تعـاىل ﭽ ﮎ" ﮏ" ﮐ" ﮑ ﮒ ﭼ ‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫املعيِن يف استعراضايت للتوصل إىل مدلوالت آراء لويس ماسينيون الفكرية واجّت اهاهتا‪.‬‬
‫املراد ْ‬
‫بالعْقـل‪ ،‬وعلى ذلـك ْقولُـه تعـاىل‪ :‬ﭽﮂ" ﮃ" ﮄ" ﮅ‬ ‫أي‪( :‬بالَقل ِ‬
‫ْب)‪ ،‬أَي َ‬ ‫الر ُ‬
‫من معاني َّ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﮆ ﭼ‪.‬‬
‫فالرأي‪:‬‬ ‫يدل على نظ ٍر وإبصا ٍر بع ٍ‬
‫ني أو بصرية‪َّ ،‬‬ ‫(رأي) الراء واهلمزة والياء أصل ُّ‬
‫ٌ‬
‫(‪) 3‬‬
‫قلت وه ــذا أيض ــا يف‬
‫م ــا ي ــراه اإلنس ــا ُـن يف األم ــر‪ ،‬ومجع ــه اآلراء‪ ،‬رأَى فال ٌن الش ــيءَ ‪ُ ،‬‬
‫واقع املراد الذي أستهدفه‪.‬‬
‫قلت وه ــذا أيض ــا من‬
‫أي‪ :‬رأي القلب؛ واجلم ــع اآلراء‪ُ ،‬‬ ‫فله ذا ق ال اللّيث‪ :‬ال ـ َّـر ُ‬
‫صلب دراسيت‪ ،‬وال تعين الرؤية هنا‪ ،‬الرؤية باحلاسة أو العني‪.‬‬ ‫املعيِن يف ُ‬
‫املراد ْ‬
‫وأمــا عن غــري العني والبصــر فيُقــال‪ :‬مــا أضـ ّـل آراؤهم! ومــا أضـ َّـل رأيهم! وبــالعني‬
‫والبصر‪ ،‬يقال‪ :‬رأيته بعيين ُر ْؤيةً‪ ،‬ورأيته رأي العني‪ ،‬أي حيث يقع البصر عليه(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() – سورة األنفال‪ :‬اآلية (‪.)٤٨‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة النجم‪ :‬اآلية (‪.)١١‬‬
‫‪3‬‬
‫() – معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أبو احلسني أمحد بن فارس بن زكريا بتحقيق عبد السالم حممد هارون‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫( ‪ ،)2/472‬مادة‪ :‬رأى‪ّ ،‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬هتذيب اللغ ــة‪ ،‬حمم ــد بن أمحد بن األزه ــري اهلروي‪ ،‬أب ــو منص ــور‪ ،‬احملق ــق‪ :‬حمم ــد ع ــوض‬
‫م ـ ــرعب‪،‬ـ الناش ـ ــر‪ :‬دار إحي ـ ــاء ال ـ ــرتاث الع ـ ــريب – ب ـ ــريوت‪( ،‬ط‪:1‬ـ ـ ـ ‪2001‬م)‪)15/227( ،‬‬
‫بتصرف يسري‪ ،‬باب‪ :‬الراء وامليم‪.‬‬
‫وأنشد اللّيث‪:‬‬
‫الع َمى َعْنك تِْبياهُن ا(‪.)1‬‬ ‫أال أيها ِ‬
‫املرتَئيـ يف األ ُُمو ِر ‪َ ...‬سيَ ْجلو َ‬
‫ّ ْ‬
‫قلت‪ :‬وحمل الشاهد يف هذا البيت‪ ،‬قول الشاعر‪( :‬أال أيها المرتئي في األمور)‬ ‫ُ‬
‫أي الرؤية العقلية‪.‬‬
‫التعريف بالشيعة‬
‫التعريف بالشيعة لغة‪:‬‬
‫قال األزهري ‪ :‬والشيعة‪ :‬أنصار الرجل وأتباعه‪ ،‬وكل قوم اجتمعوا على أمــر فهم‬
‫شيعة‪ ،‬واجلماعة شيع وأشياع‪ ،‬وقال اهلل جل وعز‪ :‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ‬
‫ﭼ (‪. ) 3( ) 2‬‬
‫التعري ف بالش يعة اص طالحاً‪ :‬الشـ ــيعة اسـ ــم لكـ ــل من فضـ ــل عليـ ـاً على اخللفـ ــاء‬
‫الراشدين قبلـه رضـي اهلل عنهم مجيعـاً‪ ،‬ورأى أن أهـل الـبيت أحـق باخلالفـة‪ ،‬وأن خالفـة‬
‫غريهم باطلة(‪.)4‬‬
‫التعريف بالشيعة عند الشيعة‪:‬‬
‫الش يعة‪ :‬يـ ــراد هبا األتبـ ــاع‪ ،‬وتطلـ ــق على الـ ــذين يـ ــرون أن اخلالفـ ــة بعـ ــد النـ ــيب ‪‬‬

‫‪1‬‬
‫() – هتذيب اللغة‪ ،‬لألزهري‪.)15/227( ،‬‬
‫() – سورة سبأ‪ ،‬اآلية (‪.)54‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ‪ -‬هتذيب اللغة‪ ،‬حممد بن أمحد بن األزهري اهلروي‪ ،‬أبـو منصــور‪( )3/40( ،‬بــاب العني‬ ‫‪3‬‬

‫والشني من معتل العني)‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫() ‪ -‬ف ــرق معاص ــرة تنتس ــب إىل اإلس ــالم وبي ــان موق ــف اإلس ــالم منه ــا‪ ،‬د‪ .‬غ ــالب بن علي‬
‫عواجي‪ ،‬الناشـر‪ :‬املكتبـة العصـرية الذهبيـة للطباعـة والنشـر والتسـويق‪ ،‬جـدة‪ ،‬ط‪ 4/1422‬هـ‬
‫‪2001 -‬م‪ – .)1/308( ،‬وانظ ــر‪ :‬مق ــاالت اإلس ــالميني واختالف املص ــلني‪ ،‬أب ــو احلس ــن‬
‫علي بن إمساعيل بن إسحاق بن ســامل بن إمساعيل بن عبــد اهلل بن موســى بن أيب بــردة بن أيب‬
‫موسى األشعري‪،‬ـ بتحقيق‪ :‬نعيم زرزور‪ ،)1/25( ،‬فصل أمهـات الفــرق‪ ،‬بتصــرف‪ ،‬الناشـر‪:‬‬
‫املكتبة العصرية‪ ،‬ط‪1/1426‬ه‪2005-‬م‪ ،‬وانظر‪ :‬معجم ألفاظ العقيدة أليب عبــد اهلل عــامر‬
‫عب ــد اهلل ف ــاحل ‪( ،‬ص‪ )247‬ط‪:2‬ـ ـ ‪1420‬ه‪2000-‬م‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مكتب ــة العبيك ــان‪ ،‬وانظ ــر‪:‬‬
‫أصول مذهب الشيعة اإلمامية االثين عشرية‪ ،‬ناصر بن عبد اهلل بن علي القفــاري‪،‬ـ (‪-1/40‬‬
‫‪43‬اخل‪ ،)..‬وانظر‪ :‬موسوعة املستشرقني‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن بدوي‪،‬ـ (ص‪.)531-529‬‬
‫منحصــرة يف أهــل بيتــه‪ ،‬واملراد منهــا يف املعــارف االســالمية‪ ،‬التــابعون ألهــل الــبيت عليهم‬
‫الس ــالم‪ ،‬وتطل ــق كلم ــة الش ــيعة على طائف ــة من الزيدي ــة‪ ،‬ال ــيت تق ــر خبالف ــة اخلليف ــتني األول‬
‫والثاين‪ ،‬قبل اإلمام علي رضي اهلل عنه‪ ،‬وتتبع فقه أيب حنيفـة يف الفـروع‪ ،‬والسـبب يف هـذه‬
‫التسمية‪ ،‬هو اهنم كانوا يرون اخلالفة لعلي وأوالده‪ ،‬قبال خالفة بين أمية وبين العباس(‪.)1‬‬

‫() ‪ -‬الشيعة يف اإلسالم‪ :‬السيد حممــد حســني الطباطبـائي‪( ،‬ت ‪ ،)١٤٠٢‬ص (‪)14‬ـ ترمجة‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫جعفر هباء الدين‪ ،‬بدون دار الطباعة وال تارخيه‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف باالستشراق الفرنسي‬
‫التعريف اللُّ غوي واالصطالحي لكلمة االستشراق‪:‬‬
‫ي ـ ــرى بعض الب ـ ــاحثني أن التعريـ ــف اللغـ ــوي لكلم ـ ــة االستشـ ــراقـ باالعتمـ ــاد على‬
‫مش ـ ــتقات األفع ـ ــال لكلم ـ ــة ( َش َر َق) ال يس ـ ــتقيم ْ‬
‫املعىَن لتل ـ ــك الكلم ـ ــة‪ ،‬وال يعطي املراد‬
‫املباش ــر ملا حتمل ــه كلم ــة االستش ــراق‪ ،‬إال أن يك ــونـ االس ــتعراضـ التع ــريفيـ من الناحي ــة‬
‫االصطالحية‪ ،‬وإليك تفاصيل ذلك وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫لق ـ ــد اختلفت اآلراء ح ـ ــول التعري ـ ــف االص ـ ــطالحي لالستش ـ ــراق بني الب ـ ــاحثني‬
‫املس ــلمني والب ــاحثني الغرب ــيني‪ ،‬وه ــذا االختالف َمـ َـر ُّده أن بعض الب ــاحثني يعتم ــدون يف‬
‫الش ْرق) وبعض البــاحثني يعتمــدون يف‬ ‫تعــريفهم لالستشــراق من الناحيــة اجلغرافيــة أي ( َّ‬
‫تعــريفهم لالستشــراق من الناحيــة املتعلقــة بشخصــية (المستشرق) وسأذكر أهم آراء‬
‫الباحثين في ذلك نحو التالي‪:‬‬
‫وقبل أن أستعرض اآلراء واألقوالـ املتعلقةـ مبعىن (االستشراق) فــأود أن أشــري إىل‬
‫أن املعـ ـ ــىن اللغـ ـ ــوي لكلمـ ـ ــة االستشـ ـ ــراق ومفهومـ ـ ــه يصـ ـ ــعبـ التوفيـ ـ ــق بينـ ـ ــه وبني املع ـ ــىن‬
‫االصــطالحي‪ ،‬وذلــك ألن كلمــة (استشرق)‪ ،‬بســكون ال ّشـني وحتريــك الــراء إذا طلــع‪،‬‬
‫وش ــرق بفتح ال ّش ـني وس ــكون ال ــراء اس ــم مص ــدر للكلم ــة‪ ،‬واستش ـ َـرق إذا طلب ش ــيءٌ‬
‫جهــة الشــرق‪ ،‬أو وضــع نفســه جهــة الشــرق‪ ،‬وقــد حــاول الــدكتور إمساعيل علي حممــد‬
‫التقـ ــارب بني التعـ ــريفني اللغـ ــوي واالصـ ــطالحي‪ ،‬ورأى بـ ــذلك إمكاني ـ ـةـ التواف ـ ـقـ حيث‬
‫يقول‪( :‬ويمكننا القول بأن السين والتاء إذا زيدتا في الكلمة قصد بهما الطلب‪،‬‬
‫مث ل اس تغفر‪ ،‬أي طلب االس تغفار‪ ،‬واستنص ح طلب ‪ -‬النص يحة‪ ....‬وعلي ه‬
‫فاالستشراق هو طلب علوم الشرق)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬فيك ــون املع ــىن عن ــد الــدكتور إمساعيل علي عن ــد االس ــتناد على االشــتقاقـ‬
‫ُ‬
‫الفعلي لكلم ـ ـ ــة (االستش راق) فيك ـ ـ ــون الفع ـ ـ ــل املش ـ ـ ــتق (استش َرق) واملش ـ ـ ــتق منه ـ ــا‬
‫استشرق) أي طلب الشــيء (العلم) من‬
‫َ‬ ‫(االستشراق) ويصــح املعــىن عنــده أن يُقــال (‬
‫ال ّش ـرق‪ ،‬وحينئـ ٍـذ يكــون (المستشرق) عنــد الــدكتور إمساعيل علي (هو الذي يطلب‬
‫‪1‬‬
‫() – االستشـراق بني احلقيقـة والتضـليل د‪ .‬إمساعيل علي حممـد (ص ‪ ،)12‬ط‪:3‬ـ ‪2000‬م‪،‬‬
‫بدون دار الطباعة‪.‬‬
‫صـواب‪،‬ـ وهــذا مــا دلَّت‬
‫الش رق)‪ ،‬وأرى أن هــذا التحليــل العلمي أقــرب إىل ال ّ‬
‫شيئاً من ّ‬
‫علي ــه بعض املع ــاجم اللّغوي ــة احلديث ــة‪ ،‬وختتل ــف املع ــاجم اللغوي ــة احلديث ــة عن القدمية يف‬
‫نظري ـ ـ ـ ــة حتدي ـ ـ ـ ــد مفه ـ ـ ـ ــومـ االستش ـ ـ ـ ــراقـ نس ـ ـ ـ ــبياً‪ ،‬والس ـ ـ ـ ــبب يف ذل ـ ـ ـ ــك أن املراد بكلم ـ ـ ــة‬
‫(االستش راق) كلمـ ــة مسـ ــتحدثة‪ ،‬مل تكن هـ ــذه الكلمـ ــة معروفـ ــة من حيث مفهومهـ ــا‬
‫احلديث يف نظرية املعـاجم اللغويـة القدمية‪ ،‬لـذا فــإن البحث يف املعــاجم القدمية عن معــىن‬
‫(ش َرق‪ ،‬واستش َرق‪ ،‬استش راقاً) من حيث املع ــىن اللغ ــوي فس ــتجد مع ــىن مغ ــايراً ملا‬
‫حيدده املعــىن االصــطالحي احلديث يف املعــاجم اللغويــة احلديثــة‪ ،‬ويرجــع الســبب إىل أن‬
‫الكلمـ ــة ُمولّـ ــدة عصـ ــرية‪ ،‬أي أن الكلمـ ــة ُمسـ ــتحدثة‪ ،‬بـ ــذلك أصـ ــبحت املعـ ــاين اللغويـ ــة‬
‫تقــارب مباشــر بني املعــىن اللغــوي واالصــطالحي حســب رؤيــة املعــاجم اللّغويــة احلديثــة‪،‬‬
‫إال أن ــه ال يعطي م ــا يكفيـ من املراد للمص ــطلح إال بع ــد م ــا نطّل ــع إىل م ــا حي ّدده املع ــىن‬
‫االص ـ ــطالحي اخلالص‪ ،‬ويرج ـ ــع س ـ ــبب تب ـ ــايُن ه ـ ــاتني النظري ـ ــتني بني املعجمني احلديث‬
‫والقــدمي إىل مــا ســبق القــول عليــه وهــو اســتحداث الكلمــة‪ ،‬ويؤيــد هــذا القــول مــا ذهب‬
‫إليــه الــدكتور حيي مــراد يف كتابــه ‪ :‬ردود على شــبهات املستشــرقني حيث يقــول‪( :‬إذا‬
‫أردن ا أن نح دد المفه وم االص طالحي لالستش راق فيجب أوالً النظ ر إلى أح د‬
‫المعاجم الحديثة‪.......‬لكي يك ون في اإلمكان بعد ذل ك القيام بمحاول ة وضع‬
‫تعريف محدد لهذا االصطالح)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا صحيح‪.‬‬
‫ُ‬
‫ويقول أيضا‪( :‬قد جاء في بعض المصادر اللغوية الحديثة)‪:‬‬
‫("استش َرق‪ :‬طلب عل وم الش رق ولغ اتهم "مول دة عص رية" يق ال لمن يع ني‬
‫بذلك من علماء الفرنجة)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – ردود على شـ ـ ـ ــبهات املستشـ ـ ـ ــرقني د‪ .‬حيي مـ ـ ـ ــراد (ص‪ ،)20‬بـ ـ ـ ــدون دار الطباعـ ـ ــة وال‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫()‪ -‬نفس املرجــع الســابق‪ ،‬ردود على شــبهات املستشــرقني د‪ .‬حيي مــراد (ص‪ ،)20‬وقــد نقــل د‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫حيي مــراد من كتــاب الشــيخ أمحد رضــا‪ ،‬يف كتابــه‪( :‬معجم منت اللغــة‪ ،‬موســوعة لغويــة حديثــة)‪( ،‬‬
‫‪ )3/311‬وهو من املعاجم احلديثة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار مكتبة احلياة‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1/1378‬ه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وس ـ ــأذكر بعض الف ـ ــروق املتعلق ـ ــة ب ـ ــذلك يف املف ـ ــاهيم االص ـ ــطالحية وهي‬
‫ُ‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫أمــا حتديــد املعــىن االصــطالحي لكلمــة االستشــراق ومفهومهــا فينقســم إلى ثالث ة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫مفهوم االستشراق عند الباحثين المسلمين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مفهوم االستشراق عند الباحثين الغربيين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مفهوم االستشراق في رأيي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مفهوم االستشراق عند الباحثين المسلمين‬
‫التعريف األول‪:‬‬
‫االستش ــراق‪:‬ـ (ه و دراس ات أكاديمي ة يق وم به ا غربي ون ك افرون من أه ل‬
‫الكت اب بوج ه خ اص‪ -‬لإلس الم والمس لمين عن ش تى الج وانب‪ :‬عقي دة وش ريعة‬
‫وثقافة وحضارة وتاريخ اً ونظم اً‪ ،‬وثروات وإمكانيات…بهدف تشويه اإلسالم‪،‬‬
‫ومحاولة تشكيك المسلمين فيه‪ ،‬وتضليلهم عنه‪ ،‬وفرض التبعية للغرب عليهم‪،‬‬
‫ومحاول ة ت برير ه ذه التبعي ة بدراس ات ونظري ات ت ّدعي العلمي ة والموض وعية‪،‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وتزعم التفوق العنصري والثقافي للغرب المسيحي على الشرق اإلسالمي)‬
‫التعليق على التعريف األول‪:‬‬
‫ـائب لكون ــه ر ّكــز على اهلدف ال ــذي يس ــعى إلي ــه املستش ــرق‬
‫إن ه ــذا التعري ــف ص ـ ٌ‬
‫وهو حماولة تشكيك املسـلمني يف دينهم وتنفـري غـري املسـلمني من الـدخول يف اإلسـالم‪،‬‬
‫باإلضافة إىل أن التعريف ر ّكز أيضاً على مستجدات االستشراق‪ ،‬وهو أن املستشــرقني‬
‫حتولوا إىل داعمني لالستعمار من الناحية االقتصادية‪ ،‬والسياسيةـ وفــرض التبعيــة للغــرب‬ ‫ّ‬
‫بطريقــة نشــر ثقــافتهم وعــاداهتم يف اجملتمعــات اإلســالمية‪،‬ـ وكــذلك ر ّـكـز التعريــف على‬
‫أن اإلستشــراق (هو دراس ات أكاديمية يق وم بها غربيون ك افرون من أهل‬
‫الكت اب‪ )...‬ألن الع ـ ــربة احلقيقيـ ـ ـةـ هي ص ـ ــراع دي ـ ــين عق ـ ــدي بني اإلس ـ ــالم واألديـ ــان‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬أثــر اململكــة العربيــة الســعودية الرائــد يف االهتمــام بالدراســات االستشــراقية خالل ربــع‬
‫قرن ‪1425-1400‬هـ د‪ .‬مازن بن صالح مطبقـاين (‪ ،)1/125‬نقـل ذلـك عن أمحد عبـد‬
‫احلميـ ـ ــد غـ ـ ــراب يف كتابـ ـ ــه‪ :‬رؤيـ ـ ــة إسـ ـ ــالمية لالستشـ ـ ــراق‪( ،‬ص ‪ ،)7‬وهـ ـ ــو خـ ـ ــريج جامع ـ ــة‬
‫أكسفورد‪ ،‬ط‪( :2‬بريمنجهام‪ :‬املنتدى اإلسالمي ‪1411 ،‬ه)‪.‬‬
‫ـريب املســيحيـ أو اليهــودي الــذي‬
‫الســماوية األخــرى‪ ،‬إذاً فتحديــد املستشــرق بأنــه هــو الغـ ُّ‬
‫يق ــوم بدراس ــة أكادميي ــة من أج ــل احلرب على اإلس ــالمـ فكريـ ـاًّ فه ــذا يف ص ــميم اهلدف‬
‫االستشراقي‪.‬‬
‫التعريف الثاني‪:‬‬
‫وقد جاء يف املوسوعة امليسرة‪( :‬االستشراق ‪ Orientalism‬تعبير يدل على‬
‫االتج اه نح و الش رق‪ ،‬ويطل ق على ك ل من يبحث في أم ور الش رقيين وثق افتهم‬
‫وت اريخهم‪ ،‬ويقص د ب ه ذل ك التي ار الفك ري ال ذي يتمث ل في إج راء الدراس ات‬
‫المختلفة عن الشرق اإلسالمي‪ ،‬والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافت ه‪.‬‬
‫ولقد أس هم ه ذا التيار في ص ياغة التص ورات الغربي ة عن الش رق عامة وعن الع الم‬
‫اإلسالمي بصورة خاصة‪ ،‬معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما(‪.))1‬‬
‫التعليق على التّعريف‪:‬‬
‫والذي يظهر أن هذا التعريف ال يغنينا عن البحث عن التعاريف األخـرى‪ ،‬لعـدم‬
‫مشوله على اجلوانب األساسية لالستشراق‪ ،‬وعدم تغطية هذا التعريف للمفهوم الشامل‬
‫لكلم ـ ــة االستش ـ ــراق‪ ،‬إال أن ـ ــه أعطى حملة فكري ـ ــة ال ـ ــيت حيمله ـ ــا ه ـ ــؤالء املستش ـ ــرقون يف‬
‫سياساهتم العلمية والفكرية حنو العامل اإلسالمي‪.‬‬
‫التعريف الثالث ‪:‬‬
‫ويقول أمحد الزيات‪( :‬يراد باالستشراق اليوم دراسة الغربيين لتاريخ الشرق‬
‫(‪.)2‬‬
‫وأممه‪ ،‬ولغاته‪ ،‬وآدابه‪ ،‬وعلومه‪ ،‬وعاداته‪ ،‬ومعتقداته‪ ،‬وأساطيره)‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املوس ــوعة امليس ــرة يف األدي ــان واملذاهب واألح ــزاب املعاص ــرة‪ ،‬الن ــدوة العاملي ــة للش ــباب‬
‫اإلســالمي‪ ،‬إشــراف وختطيــط ومراجعــة‪ :‬د‪ .‬مــانع بن محاد اجلهــين‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار النــدوة العامليــة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1420 :4‬ه‪ )2/687( .‬باب اإلستشراق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – اإلستشراق بني احلقيقة والتضليل د‪ .‬إمساعيل علي حممد‪ ،‬ص (‪ ،)11‬وانظـر‪ :‬اإلستشـراق‬
‫وجهوده وأهدافه يف حماربة اإلسـالم والتشـويش على دعوتـه‪ ،‬عبـد املنعم حممـد حسـنني‪1/79( ،‬‬
‫)‪ ،‬وانظر‪ :‬االستشراق وموقفه من السنة النبوية‪ ،‬فاحل بن حممد بن فاحل الصغري‪.)1/6( ،‬‬
‫التعليق على التعريف‪:‬‬
‫ب ــالنظر إىل ه ــذا التعري ــف ي ــرى الق ــارئ الك ــرمي أن ــه ر ّكــز على عم ــل املستش ــرقني‬
‫بشــكل عــام‪ ،‬أي أ ّن أصــل االستشــراقـ هــو اســتهداف اإلســالم واملســلمني يف منــاطقهم‪،‬ـ‬
‫لكن إذا تعلّقت الدراســة بكــل مــا يف ال ّشـرق فحينئـ ٍـذ‬‫ـ(الش ْرق)‪ْ ،‬‬‫وهــذا الــذي يُعرّب عنــه بـ َّ‬
‫يعم العمـ ــل االستشـ ــراقي املن ــاطق‬
‫ض ـ ـرورة اسـ ــتهداف املسـ ــلمني فقـ ــط بـ ــل ّ‬
‫ال يكـ ــونـ بال ّ‬
‫الشرق‪ ،‬هذا إذا تعلّق األمـر بطــابع االسـتعمار العــام‪ ،‬لكن‬ ‫اإلسالميةـ وغري اإلسالميةـ يف ّ‬
‫لت ه ــذه النظري ــة يف‬
‫صـ ـ ُ‬
‫اهلدف الرئيس ــي ه ــو اس ــتهداف املس ــلمني كم ــا س ــبق‪ ،‬وق ــد ف ّ‬
‫مت االستشراق‬
‫قس ُ‬
‫مفهــوميـ لالستشــراق بعبــارة (المعنى العام) لالستشــراق‪ ،‬حيث ّ‬
‫إلى قسمين‪ :‬االستشراق بمعنى العام‪ ،‬واالستشراق بمعنى الخاص‪:‬‬
‫وجعلت املع ــىن الع ــام يف ك ــل م ــا يتعلّ ــق بال ّش ـرق من املس ــلمني وغ ــري املس ــلمني‪،‬‬
‫ُ‬
‫وجعلت املعىن اخلاص بكل ما يتعلّق باملسلمني فقـط‪ ،‬وسـيأيت التفصـيلـ يف ذلـك الحقـاً‬ ‫ُ‬
‫إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫التعريف الرابع‪:‬‬
‫ويُع ـ ّـرف مال ــك بن ن ــيب إذ يق ــول‪( :‬إنن ا نع ني بالمستش رقين ال ُكتّ اب الغرب يين‬
‫الذين يكتبون عن الفكر االسالمي‪ ،‬وعن الحضارة اإلسالمية)(‪.)1‬‬
‫التعليق على التعريف‪:‬‬
‫إن ه ــذا التعري ــف يتالئم م ــع التعري ــف األول ملازن بن ص ــالح مطبق ــاين‪ ،‬إذ ر ّكــز‬
‫التعري ــف على اجلوانبـ األساس ــيةـ ال ــيت اهلدف منه ــا تش ــويه ص ــورة اإلس ــالم من جه ــة‬
‫وتش ــويه ص ــورة املس ــلمني من جه ــة أخ ــرى وه ــو تعري ــف خ ــاص‪ ،‬وستتّض ــح الص ــورة‬
‫فصلةً يف التفاصيل املتعلَّقة مبفهوميـ لالستشراقـ إن شاء اهلل‪.‬‬‫ُم َّ‬

‫‪1‬‬
‫() – االستشراق بني احلقيقة والتضليل‪ ،‬د‪ .‬إمساعيل علي حممد‪ ،‬ص (‪.)12‬‬
‫التعريف الخامس‪:‬‬
‫ويعرف الدكتور مازن بن صالح مطبقاين االستشراق تعريفـاً وصــفياً قــائالً‪( :‬إ ّن‬
‫ّ‬
‫االستشراق هو كل ما يصدر عن الغربيين من أوروبيين"شرقيين وغربيين بما في‬
‫ذلك السوفيت" وأمريكيين من دراسات أكاديمية "جامعية" تتناول قضايا اإلسالم‬
‫والمس لمين في العقي دة‪ ،‬وفي الش ريعة‪ ،‬وفي االجتم اع‪ ،‬وفي السياس ة أو الفك ر‬
‫أو الفن‪ ،‬كما يلحق باالستشراق كل ما تبثه وسائل اإلعالم الغربية سواء بلغاتهم‬
‫أو باللغ ة العربي ة من إذاع ات أو تلف از أو أفالم س ينمائية أو رس وم متحرك ة أو‬
‫قنوات فضائية‪ ،‬أو ما تنشره صحفهم من كتابات تتناول المسلمين وقضاياهم‪،‬‬
‫كما أن من االستشراق ما يخفى علينا مما يقرره الباحثون والسياسيون الغربيون‬
‫في ن دواتهم وم ؤتمراتهم العلني ة أو الس رية‪ ،‬ويمكنن ا أن نلح ق باالستش راق م ا‬
‫يكتب ه النص ارى الع رب من أقب اط وم ارونيين وغ يرهم ممن ينظ ر إلى اإلس الم من‬
‫خالل المنظ ار الغ ربي‪ ،‬وال بـد أن نلح ق باالستش راق م ا ينش ره الب احثون‬
‫المس لمون ال ذين تتلم ذوا على أي دي المستش رقين وتبنّ وا كث يراً من أفك ار‬
‫المستش رقين ح تى إن بعض ه ؤالء التالمي ذ تف ّوق على أس اتذته في األس اليب‬
‫والمناهج االستشراقية‪ ،‬ويدل على ذلك احتفال دور النشر االستشراقية بإنتاج‬
‫هؤالء ونشره باللغات األوروبية على أنها بحوث علمية رصينة أو ما يترجمونه‬
‫من كتابات بعض العرب والمسلمين إلى اللغات األوروبية)(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() – االستشــراق واالجتاهــات الفكريــة يف التــاريخ اإلســالمي‪ ،‬ص (‪)4‬ـ د‪ .‬مــازن بن صــالح‬
‫مطبقــاين‪( ،‬الريــاض‪ :‬مكتبــة امللــك فهــد الوطنيــة ‪1995-1416‬م‪ ،‬وقــد أتى الــدكتور ببعض‬
‫أمساء هــؤالء فقــال‪ :‬من أمثــال ذلــك مــا نشــر حملمــد عبــد احلي شــعبان‪ ،‬وعزيــز العظمــة‪ ،‬ونــوال‬
‫الس ـ ــعداوي‪،‬ـ وفاطمـ ــة مرنيسـ ــي‪ ،‬وفض ـ ــل الـ ــرمحن‪ ،‬وغـ ــريهم كثـ ــري حيث قـ ــامت دور النشـ ــر‬
‫اجلامعيــة لكربيــات اجلامعــات الغربيــة وخباصــة األمريكيــة بنشــر إنتــاج هــؤالء وتروجيه‪( ،‬نفس‬
‫املرجع أعاله)‪.‬‬
‫مناقشة التعريف الخامس‪:‬‬
‫قلت‪ :‬وهــذا التعريــف وإن كــان تعريف ـاً وصــفياً إال أنــه اســتوىف أغلب جــوانب‬
‫ُ‬
‫العمــل االستشــراقي‪ ،‬ومن مــيزة هــذا التعريــف أنَّه مشل مجيــع اجلوانب العلميــة والفكري ـةـ‬
‫للمستش ــرقني‪ ،‬وق ــد ُوفّ ــق ال ــدكتور يف ه ــذا التعري ــف حيث مجع بني املاض ــي واحلاض ــر‬
‫واملســتقبل من أعمــال املستشــرقني يف شــىت اجملاالت‪ ،‬وخاصــة وســائلهم احلديثــة الــيت مل‬
‫يعرفهــا الســابقونـ من إحلاق وســائل اإلعالمـ جبميــع أصــنافها خلدمــة هــذا االجتاه املعــادي‬
‫لإلسالم‪.‬‬
‫الس ابق وبين ه ذا‬
‫ولكن ثم ة مالحظ ات‪ ،‬وهي تناقض ات بين تعريف ه ّ‬
‫التعريف‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬في تعريف ه الس ابق‪ :‬وهـ ـ ــو التعريـ ـ ــف األول ال ـ ــذي أوردتُـ ـ ــه‪ ،‬حيث ق ـ ــال‪:‬‬
‫(االستشراق‪ :‬هو دراسات أكاديمية يقوم بها غربيون كافرون من أهل الكتاب‬
‫بوج ه خ اص‪ -‬لإلس الم والمس لمين عن ش تى الج وانب‪ :‬عقي دة‪ ،‬وش ريعة‪،‬‬
‫وثقافة‪.)...‬‬
‫مث ي ـ ــأيت هن ـ ــا ليق ـ ــول‪( :‬إن االستش راق ه و ك ل م ا يص در عن الغرب يين من‬
‫أوروبيين" شرقيين وغربيين بما في ذلك السوفيت‪.)..‬‬
‫وهــذا التنــاقضـ قـ ّـل من روعــة تعريفــات الشــيخ لالستشــراق‪ ،‬فهــل االستشــراقـ مــا‬
‫يقــوم بــه غربيــونـ كــافرون من أهــل الكتــاب بوجــه خــاص‪ ،‬أم االستشــراق هــو كــل مــا‬
‫يصدر عن الغربيني من أوروبيني شرقيني؟‪.‬‬
‫ـح القـ ــول بـ ــأن‬
‫ص ـ ـواب‪ ،‬أمـ ــا التعريـ ــف الثـ ــاين‪ ،‬فيصـ ـ ّ‬
‫فـ ــالتعريف األول أقـ ــرب إىل ال ّ‬
‫االستشراق‪( :‬هو كل ما يصدر عن الغربيين من أوروبيين بما في ذلك السوفيت)‬
‫أمــا قولــه (شرقيين) فقــد يصـ ّ‬
‫ـح ذلــك ألســباب ســيأيت التفصــيل عنهــا‪ ،‬ولكن املأخــذ من‬
‫تعريفــات الشــيخ هــو التنــاقضـ وهــو حمل اهتمــامي يف نقــده‪ ،‬وســيأيت التفصــيل يف مســألة‬
‫هل إطالق االستشراق يدخل فيه الشرق أم ال‪ ،‬أم هو فقط للغرب أو الغربيني‪.‬‬
‫ثانياً‪ِ :‬و ْج َهة نظري عن تعريفات الشيخ لالستشراق‪:‬‬
‫وأرى أنـ ـ ــه لـ ـ ــو فـ ـ ـ ّـرق بينهـ ـ ــا‪ ،‬حيث أحلق نصـ ـ ــارى العـ ـ ــرب من أقبـ ـ ــاط وم ـ ــارونيني‬
‫واعتــربهم من املستشــرقني‪ ،‬باإلضــافة إىل البــاحثني املســلمني الــذين تتلمــذوا على أيــدي‬
‫املستشـ ــرقني وتبنّ ـ ــواـ كثـ ــرياً من أفك ـ ــارهم‪ ،‬والفـ ــرق الـ ــذي كنت أرجـ ــوه من مـ ــازن بن‬
‫ـدم حلس ــاب‬ ‫صـ ـنف من الن ــاس ميكن الق ــول ب ــأهنم خ ـ ٌ‬ ‫ص ــالح مطبق ــاين ه ــو أن ه ــؤالء ال ّ‬
‫املستشــرقني‪ ،‬وإن كــان كفــار العــرب من النصــارى والعلمــانيني يتَّفقــون معهم على ملــة‬
‫الكف ــر ف ــإهنم أي الع ــرب منهم ليس ــوا غرب ــيني أص ــوالً‪ ،‬ومن املعل ــوم أن مفه ــوم كلم ــة‬
‫(المستش رق) يرج ــع إىل عام ــل جغ ــرايف وه ــو قاعدت ــه األوىل‪ ،‬والعام ــل اجلغ ــرايف ك ــان‬
‫مبثابة تقعيد علمي ّأويل ُوضع من أجــل تســليط الضــوء على حتديــد معــىن (االستشراق‪،‬‬
‫أو المستش رق)‪ ،‬وعكس ــه املس ــتغرب‪ ،‬والعام ــل الث ــاين ه ــو عام ــل اللغ ــة وه ــو التقعي ــد‬
‫التوصـ ـ ــل إىل املعـ ـ ــىن املراد من (االستش راق أو‬
‫العلمي الثـ ـ ــاين الـ ـ ــذي ُوضـ ـ ــع من أجـ ـ ــل ّ‬
‫المستشرق)‪ ،‬وإدراج شــرقي عــريب يف دائــرة االستشــراق يُبطــل املعــىن حســب القواعــد‬
‫السابق ذكرها حسب رأيي وذلك لِ ِ‬
‫عاملَْي ِن أساسيين‪:‬‬
‫العامل األول‪ :‬هو عامل الجغرافي‪ :‬ومن املعلوم أن العرب مع خمتلف ُد َوهلم من‬
‫الشرقيني‪.‬‬
‫العامل الثاني‪ :‬هو عامل اللغة‪ :‬ألن اللّغة العربية هي اللغة األساسيةـ للعرب وهي‬
‫األم‪ ،‬ولُغة لساهنم‪.‬‬ ‫لُغتهم ّ‬
‫وأمـ ـ ــا غـ ـ ــري عـ ـ ــريب من أهـ ـ ــل الشـ ـ ــرق ومن غـ ـ ــري املسـ ـ ــلمني فيمكن إحلاقهم ض ـ ــمن‬
‫املستش ـ ــرقني لع ـ ــارض اللُّغ ـ ــة‪ ،‬أم ـ ــا عن الع ـ ــرب فق ـ ــد ال يك ـ ــونـ البعض منهم ُك ّفـ ـ ً‬
‫ـارا يف‬
‫األصل‪ ،‬والسبب يف ذلك أن بعضاً من أبناء املسلمني من عرب ومن عجم ممن درسوا‬
‫حتولت أفك ــار بعض ــهم إىل العِلماني ــة بس ــبب الغ ــزو الفك ــري ال ــذي أرداهم‬ ‫يف الغ ــرب ّ‬
‫ولكن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫درســيهم يف اجلامعــات الغربيــة ولكنَّهم قلّـةٌ قليلــة وهلل احلمــد‪ّ ،‬‬ ‫علمــانيني من قبــل ُم ّ‬
‫األصل خرجوا من بالدهم مسلمني صاحلني كما جاء يف حــديث أيب هريــرة رضــي اهلل‬
‫عنه أن رسـ ــول اهلل ‪ ‬قـ ــال‪( :‬ب ادروا باألعم ال فتن اً كقط ع اللي ل المظلم يص بح‬
‫الرج ل مؤمن اً ويمس ي ك افراً ويمس ي مؤمن اً ويص بح ك افراً ي بيع دين ه بع ٍ‬
‫رض من‬
‫الدنيا)(‪ )1‬فهكـذا مت إغـراء بعضـهم إمـا بغـرض املناصـب أو بغـرض الـدعم املايل يف مجيـع‬
‫خترجهم سياســياً وعلميـاً‪،‬‬‫مســريات املتخـ ّـرجني من جامعــاهتم‪ ،‬ومــا لعبــوا من أدوار بعــد ّ‬
‫ففي هــذه احلال فــإن مــا يهــدف من أعمــال املستشــرقني إمنا هــو صــراع ديـين بني الغــرب‬
‫العلم ـ ــاين والش ـ ــرق االس ـ ــالمي‪،‬ـ ويؤي ـ ــد ق ـ ــويل ه ـ ــذا أن يف إح ـ ــدى تعريف ـ ــات الش ـ ــيخ‬
‫لالستشــراق فـ ّـرق بني الغــرب العلمــاين والشــرق االســالميـ حيث مل يلحــق بعض كفــار‬
‫الع ــرب يف الش ــرق ض ــمن املستش ــرقني املعن ــيني من الغرب ــيني حيث ق ــال يف تعريف ــه‪( :‬إن‬
‫االستشراق دراسات (أكاديمية) يقوم بها غربيون كافرون من أهل الكتاب بوجه‬
‫خاص‪ ،)....‬وقــد ســبق يل عــرض هــذا التعريــف مســبقاً‪ ،‬وســيأيت الكالم على اختيــاري‬
‫ملفهوم اإلستشراق من حيث الواقع‪.‬‬
‫اح‪:‬‬ ‫اإليض‬
‫أمـ ــا إحلاقـ ــه نصـ ــارى العـ ــرب من أقبـ ــاط وغـ ــريهم فهـ ــذا أيضـ ــا ال يعطي املعـ ــىن احلقيقي‬
‫لالستشــراق‪ ،‬ألن اللغــة العربيــة لغــة لســاهنم وليســوا دخالء فيهــا‪ ،‬وكــذلك باعتبــار آخــر‬
‫أن العـ ـ ـ ــرب مجيعهم من أهـ ـ ـ ــل الشـ ـ ـ ــرق م ـ ـ ــع خمتلـ ـ ـ ــف بلـ ـ ـ ــداهنم فهـ ـ ـ ــذا ال ميكن إحلاقهم‬
‫باملستشرقني يف األصل الواقع‪ ،‬وميكنين القول بأهنم متعــاونون معهم بســببـ احّت ادهم يف‬
‫عرفوا كلمــة االستشــراق‬ ‫امللة وليسوا مستشرقني حسب رأيي‪ ،‬ألن أكثر العلماء الذين ّ‬
‫صـلنا ذلــك بوضــع بعض القواعــد‬ ‫كــان تركــيزهم األساســي على العامــل اجلغــرايف كمــا ف ّ‬
‫على ذلــك واملثــال على ذلــك‪ :‬يقــول الــدكتور إمساعيل علي حممـد يف حماولــة لــه لتحديــد‬
‫مفه ـ ــوم املستش ـ ــرق ق ـ ــائالً‪( :‬ه ذا ومن خالل اس تقراء المراج ع والدراس ات ال تي‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬حديث صحيح أخرجه مسلم يف صحيحه املسند الصحيح املختصـر بنقـل العـدل عن العـدل إىل‬
‫رسول اهلل ‪ ،‬مسلم بن احلجاج أبـو احلسـن القشـريي النيسـابوري‪ ،‬احملقـق‪ :‬حممـد فـؤاد عبـد البـاقي‪،‬‬
‫الناش ــر‪ :‬دار إحي ــاء ال ــرتاث الع ــريب– ب ــريوت‪ ،)1/110/118 ( ،‬كت ــاب اإلميان‪ ،‬ب ــاب احلث على‬
‫املبادرة باألعمال قبل الفنت‪ ،‬والرتمذي يف سـننه‪ ،‬بـاب مـا جـاء سـتكون فنت كقطـع الليـل املظلم (‬
‫‪ ،)4/487/2195‬وأمحد يف مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنده‪ ،‬بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــند أيب هريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة رضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي اهلل عنه (‬
‫‪.)13/400/8030‬‬
‫تناولت هذا الموضوع‪ ،‬يالح ظ أن المستشرق ال بد أن يك ون غربي اً‪ ،‬وال فرق‬
‫بين أن يكون نصرانياً‪ ،‬أو يهودياً‪ ،‬أو مسلماً‪ ،‬أو ملحداً ينكر ال ّدين من أصله)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وه ــذا التعري ــف موفّ ــق في ــه من ناحي ــة إال أن ــه مل خيل من النظ ــر في ــه بدق ــة‬
‫ُ‬
‫حيث أحلق الش ــيخ يف مفهوم ــه للمستش ــرق أن يك ــون غربيً ــا وإن ك ــان مس ــلماً‪ ،‬وه ــل‬
‫ينك ــر املس ــلم ال ـ ّدين من أص ــله‪ ،‬ف ــإذا ثبت أن مس ــلماً أنك ــر ال ـ ّدين من أص ــله فه ــو ُكف ــر‬
‫فحينئذ ال يكون مسلماً‪ ،‬فـأقول إن إحلاق املسـلم يف دائـرة االستشـراق‬ ‫ٍ‬ ‫خُي رجه من امللة‪،‬‬
‫إن ك ــان غربي ـاً ال يعطي املفه ــوم احلقيقيـ للمع ــىن املراد باملستش ــرق‪ ،‬إذ إمنا نُس ــبواـ إليه ــا‬
‫من أعمـ ــال هي حـ ــرب صـ ــرحية لإلسـ ــالم واملسـ ــلمني وهـ ــذا مما ال خالف فيـ ــه واعتبـ ــار‬
‫املســلم الغــريب مستشــرقاً قــد يكــون من قبيــل التجاهــل يف حقــه كمســلم‪ ،‬ألن االســالم‬
‫ليس لــه حــدود جغــرايف وال حــدود شــعيب‪ ،‬بــل هــو دين عــاملي‪،‬ـ وبُشــرى للبشــرية مجعــاء‬
‫عرباً وعجماً‪ ،‬وخيرتق احلدود إىل ما شاء اهلل وهو دين صـاحل لكـل زمـان ومكـان‪ ،‬قـال‬
‫ﮓ ﮔ ﭼ (‪ )2‬باإلضافة إىل أهنم مُسّوا مستشرقني على سبيل‬ ‫تعاىل‪ :‬ﭽ" ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫الـ ـ ـ ّذم من ـ ــذ انكش ـ ــف أم ـ ــرهم ه ـ ــذا‪ ،‬ففي اآلون ـ ــة األخ ـ ــرية‪ ،‬أص ـ ــبحوا يهرب ـ ــون من اسـ ــم‬
‫مستشــرق‪ ،‬ومن املعلــوم أنــه جــاء يف قــرارات منظمــة املؤمترات العامليـةـ يف مؤمترهــا الــذي‬
‫عق ــد يف ب ــاريس ع ــام ‪1973‬م ب ــأنـ يتم االس ــتغناء عن ه ــذا املص ــطلح‪ ،‬وأن يطل ــق على‬
‫هذه املنظمــة (المؤتمرات العالمية للدراسات اإلنسانية حـول آسيا وشمال أفريقيا‬
‫‪ )3()ICHSANA‬وقــد رأى الغــرب أن هــذا املصــطلح تــارخيي ودالالتــه ســلبية عليهم‪،‬‬
‫فعقدت املنظمة مــؤمترين حتت هــذا العنــوان إىل أن مت تغيــريه مــرة ثانيــة إىل (المؤتمرات‬
‫العالمي ة للدراس ات اآلس يوية وش مال أفريقي ا ‪ )4()ICANAS‬وبعض ــهم يس ـ ّـمون‬

‫‪1‬‬
‫() – االستشراق بني احلقيقة والتضليل د‪ .‬امساعيل علي حممد‪ ،‬ص (‪.)14-13‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة األنبياء‪ :‬اآلية (‪.)١٠٧‬‬
‫‪3‬‬
‫() – االستشــراق واالجتاهــات الفكريــة يف التــاريخ اإلســالمي‪ ،‬د‪ .‬مــازن بن صــالح مطبقــاين‪،‬‬
‫ص(‪ )4‬وانظــر‪ :‬جملـة االجتهــاد (العـدد ‪،22‬السـنة السادسـة‪ ،‬شـتاء‪1414‬ه‪1993/‬م‪ ،‬ص (‬
‫‪ ،)211-191‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬حبث منشور للدكتور السيد حممد الشاهد‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() – نفس املرجع‪.‬‬
‫بعض ــهم بالعرب ــاين أو املس ــتعرب هربـ ـاً من االس ــم املذموم األول‪ ،‬وه ــو املستش ــرق‪ ،‬إ ًذا‬
‫فاملس ـ ــلم الغ ـ ــريب ال ـ ــذي تعلم اللغ ـ ــة العربي ـ ــة ألج ـ ــل أن يتف ّق ـ ــه يف ال ـ ــدين يف رأيي ليس‬
‫مستشــرقاً‪ ،‬فلــذا قيــل‪" :‬من أســلم فهــو عــريب"‪ ،‬وليس القصــد من ذلــك أنــه عــريب بلحمــه‬
‫ودم ــه مطلق ـاً‪ ،‬واملقص ــود من ه ــذا الكالم ه ــو باعتب ــار التكلم بالعربي ــة استس ــالماً لل ــدين‬
‫االســالمي وســعياً لتعلّمــه‪ ،‬وليس مترداً عليــه وإال فليس جمرد التكلم بالعربيــة جيعــل املرء‬
‫مس ــلما بش ــكل تلق ــائي‪ ،‬إ ًذا ف ــاالعرتاف مبس ــلم جدي ــد ق ــادم من الغ ــرب ه ــو من قبي ــل‬
‫اإلكث ــار من س ــواد األم ــة يف نظ ــر السياس ــة الش ــرعية بغض النظ ــر عن جغرافيت ـهـ وجنس ــه‬
‫البشري واهلل أعلم‪.‬‬
‫وسأس ــتعرضـ تعريفـ ـاً آخ ــر مث مناقش ــته وه ــو كالت ــايل‪( :‬المستش رق ه و ع الم‬
‫غ ربي يهتم بالدراس ات الش رقية‪ ،‬فال ب د أن يت وافر في ه ذا المستش رق الشروط‬
‫ال واجب توافره ا في الع الم المتخص ص المتعم ق‪ ،‬ح تى ينتج ويفي د البش رية‬
‫والحضارة بإنتاجه العلمي‪ ،‬وال بد أن ينتمي هذا العالم إلى الغرب‪ ،‬ولو كان هذا‬
‫الع الم ياباني اً أو اندونيس ياً أو هن دياً لم ا اس تح ّق أن يوص ف بالمستش رق‪ ،‬ألن ه‬
‫شرقي بحكم مولده‪ ،‬وبيئته‪ ،‬وحضارته‪.)1().....‬‬
‫مناقشة التعريف‪:‬‬
‫ضـ ـا في ــه نظ ــر حيث ي ــرى حمم ــد فتح اهلل الزي ــادي أن الش ــروط‬ ‫وه ــذا التعري ــف أي ً‬
‫الواجب توافرها يف املستشرق قبل االعرتافـ به كمستشرق أنه ال بد أن يكونـ غربياً‪،‬‬
‫وأنــه إن كــان شــرقياً مل يُعتــرب من املستشــرقني‪ ،‬لكن إذا مل يُعتــرب هــؤالء من أهــل الشــرق‬
‫غــري املســلمني وغــري العــرب أهنم مستشــرقون وهم ينطقــون باللغــة العربيــة وقــد درســوها‬
‫ألجـ ـ ـ ــل أن يقوم ـ ـ ـ ــواـ بنش ـ ـ ـ ــر الع ـ ـ ـ ــدائيات من مجيـ ـ ـ ــع أنواعه ـ ـ ـ ــا وهلم نفس املنهج الغـ ـ ــريب‬
‫االستش ــراقيـ ب ــل إن مل يكون ــواـ من تالم ــذهتم وس ــفرائهم يف الش ــرق من أج ــل التص ــدي‬
‫لإلسالم والعمل الدؤوب يف حماربة االسـالم علميـاً وفكريـاً يف مجيـع اجملاالت فال أدري‬

‫‪1‬‬
‫() – ظــاهرة انتشــار اإلســالم وموقــف بعض املستشــرقني منهــا حممــد فتح اهلل الزيــادي‪ ،‬ص (‬
‫‪ )61‬املنشــأة العامــة للنشــر والتوزيــع واإلعالن‪ ،‬طــرابلس‪ -‬اجلماهرييــة العربيــة الليبيــة الشــعبية‬
‫االشرتاكية‪ ،‬ط‪1983 :1‬م‪.‬‬
‫َمن يكون ــوا مستش ــرقني إذاً‪ ،‬ومن املعل ــوم أن ــه ظه ــر يف اآلون ــة األخ ــرية م ــامل يكن ذل ــك‬
‫معلوم ـ ـاً من قب ـ ــل وه ـ ــو (االستش راق اإلس رائيلي) وإن ش ـ ــئت ف ـ ــبني ي ـ ــديك كت ـ ــاب‬
‫(االستشراق اإلسرائيلي في المصادر العبرية) الــذي صــدر عــام ‪1416‬ه ‪1995‬م‬
‫لألسـتاذ حممــد جالء إدريس الــذي أفـاد يف كتابــه وأجــاد‪ ،‬وهــو من اإلستشــراق املعاصـر‬
‫ال ــذي قـ ـ ّدم العدي ــد من الدراس ــات واألحباث عن الش ــيعة‪ ،‬واعتق ــد أن أح ــداً ال خيتل ــف‬
‫معي يف أن إس ـ ــرائيل من الش ـ ــرق وإن ك ـ ــان من الش ـ ــرق م ـ ــع وض ـ ــوح موقفه ـ ــا الـ ــدائم‬
‫املعادي لألمة ُبر ّمتها‪ ،‬إذاً فلماذا عاملها غري العريب وغري املسلم والــذي تولَّد يف الشــرق‬
‫ال يكون مستشرقاً وإن كان شرقياً‪.‬‬
‫ويعين ذلك أن من الذين ميكننا إحلاقهم باملستشـرقني غـري املعنــيني يف األصـل هم‬
‫الكفـ ـ ــار من غـ ـ ــري العـ ـ ــرب أي الـ ـ ــدُّخالء منهم ممن مل تكن اللغـ ـ ــة العربيـ ـ ــة لغـ ـ ــة لس ـ ــاهنم‬
‫كاإلسـ ــرائيليني والصـ ــينيني والروسـ ــيني وغـ ــريهم ممن يسـ ــتوطنون يف الشـ ــرق‪ ،‬وال خيفى‬
‫عليــك أيهــا القــارئ أن بني أيــدينا اإلستشــراق الروســي وهــو استشــراق قــدمي يف الشــرق‬
‫ت ُكتب كثــرية‬ ‫وله شأن تارخيي سيّئ يف تثبيتـ قدم اإلستشراقـ األم (الغربي) وقد أُلَِّف ْ‬
‫الس نة والسيرة)‬
‫عن هــذا االستشــراقـ منهــا‪( ،‬جهود االستشراق الروسي في مجال ّ‬
‫ملؤلِّفه سليمان بن حممد اجلار اهلل(‪.)1‬‬

‫() – الناش ــر للكت ــاب املذكور ه ــو‪ :‬جمم ــع املل ــك فه ــد لطباع ــة املص ــحف الش ــريف باملدين ــة‬ ‫‪1‬‬

‫املنورة‪ ،‬بدون تاريخ‪( ،‬مصدر الكتاب املكتبة الشاملة)‪.‬‬


‫مفهوم اإل ستشراق عند الباحثين الغربيين‬
‫س ــبق الق ــول ب ــأن الب ــاحثني يف آرائهم يف تعري ــف االستش ــراق ُمتباين ــة‪ ،‬فمنهم َمن‬
‫اعتمــد على تعريفــه لالستشــراق من الناحيــة الشخصــية للمستشــرق‪ ،‬ومنهم َمن اعتمــد‬
‫الش ْرق)‪ ،‬ويظهر هــذا اجلانب جليّـاً‬‫يف تعريفه لالستشراق من الناحية اجلغرافية وهي‪َّ ( :‬‬
‫يف هذا التعريف‪.‬‬
‫يــذكر حممــد فتح اهلل الزيــادي عن ال ُكتــاب الغربــيني يف دائــرة معــارف العــامَل قولــه‬
‫(فمعنى ‪ Orient‬في دائرة معارف العالم هو اسم يطلق على األقطار والجزر‬
‫اآلسيوية‪ ،‬وفي بعض األحيان يطلق هذا المصطلح على القسم الغربي من آسيا‪،‬‬
‫والتي تسمى أيضا الشرق األدنى)(‪.)1‬‬
‫ويق ـ ـ ــول أيض ـ ـ ــا‪( :‬وي رى بعض من الكت اب اآلخ رين أن مص طلح ‪Orient‬‬
‫يستعمل لألقطار التي تشرق منها الشمس في مقابلة مصطلح ‪ Occident‬الذي‬
‫يستعمل لألقطار التي تغرب فيها الشمس‪ ،‬ويتضمن أوربا ونصف الكرة الغربي)(‪,)2‬‬
‫مث يعلّق الشيخ قوله‪( :‬إن أهم ما يمكن قوله في هذا المجال هو أن كلمة شرق حسب‬
‫داللته ا التاريخي ة القديم ة أو المعاص رة تع ني مجموع ة األقط ار المنتش رة في آس يا‬
‫وبعض األقطار في إفريقيا‪ ،‬وهي األقطار المطلة على حوض البحر األبيض المتوسط‪،‬‬
‫وقد يضاف إلى هذا أيضا بعض أجزاء من أوربا الشرقية)(‪.)3‬‬
‫ويعـ ّـرف رودي بــارت اإلستشــراقـ حيث يقــول‪ :‬اإلستش راق علم يختص بفقه‬
‫اللغة خاصة‪ ،‬وأقرب شيء إليه إذن أن نفكر في االسم الذي أطلق عليه‪ ،‬كلمة‬
‫استشراق مشتقة من كلمة "شرق" وكلمة شرق تعني مشرق الشمس‪ ،‬وعلى هذا‬
‫يكون اإلستشراق هو علم الشرق أو علم العالم الشرقي)(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() – ظــاهرة انتشــار اإلســالم وموقــف بعض املستشــرقني منهــا حممــد فتح اهلل الزيــادي‪ ،‬ص (‬
‫‪.)56‬‬
‫‪2‬‬
‫() – نفس املرجع‪ ،‬ص (‪.)56‬‬
‫‪3‬‬
‫() – نفس املرجع‪ ،‬ص (‪.)57‬‬
‫‪4‬‬
‫() – االستشــراق واالجتاهــات الفكريــة يف التــاريخ اإلســالمي د‪ .‬مــازن بن صــالح مطبقــاين‪،‬‬
‫قلت‪ :‬أما ما ذهب إليه جويــدي من أن االستشــراق هــو (علم يختص بفقه اللغة‬
‫ُ‬
‫خاصة‪ )...‬فهــذا ليس بصــحيح إذ اهلدف من االستشــراق يفــوق تصـ ّـوره مــا ذهب إليــه‬
‫جويــدي‪ ،‬ألن االستشــراق حســب أهدافــه املرتاميــة األطــراف هتدف إىل حماربــة اإلســالم‬
‫أوالًّ‪ ،‬وهـ ــذا مما ال يريـ ــد الغـ ــرب مساعه وهي عني احلقيقـ ــة‪،‬ـ وإن كـ ــانت تلـ ــك احلقيقـ ــة‬
‫حقيقــة ُمـ َّـرة بالنســبة للبــاحثني الغربــيني فال مينعنــا حنن البــاحثني املســلمني ِمن إبــداء تلــك‬
‫احلقيقــة‪،‬ـ باإلضــافة إىل أن أهــداف االستشــراق أوســع مما حصــرها جويــدي‪ ،‬وليس هنــا‬
‫جمال الكالم عن كــل مــا يتعلــق بأهــداف االستشــراق‪ ،‬وســيأيت بعض التفصــيلـ يف ذلــك‬
‫الحقاً إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ويع ـ ّـرف جوي ــدي(‪ )1‬علم اإلستش ــراقـ تعريف ـاً وص ــفياً ق ــائالً‪ :‬ه و الوس يلة ل درس‬
‫كيفية النفوذ المتبادل بين الشرق والغرب‪ ،‬هو علم الشرق بل نستطيع أن نقول‬
‫إن غ رض ه ذا العلم األساس ي ليس مقص وراً على مج رد درس اللغ ات أو‬
‫اللهجات أو تقلبات تاريخ بعض الشعوب كال‪ ...‬بل من الممكن أيضا أن نقول‬
‫أن ه بن اء على االرتب اط الم تين بين التم دن الغ ربي والتم دن الش رقي ليس علم‬
‫الشرق إال باباً من أبواب تاريخي الروح اإلنساني‪ ...‬وليس صاحب علم الشرق‬
‫الجدير بهذا اللقب بالذي يقتصر على معرفة بعض اللغات المجهولة أو يستطيع‬

‫ص(‪.)3‬‬
‫‪ُ – )(1‬ولِد ْج ِويدي يف رومة سنة‪1260‬ه املوافق ‪1844‬م‪ ،‬وامسه‪ :‬إغناطيوس‬
‫(واإليطاليون يلفظونها إينياتسيو) وقد اشتُهر باسم جويدي ‪Ignazio Guidi‬‬
‫العريب‪،‬‬
‫وهو مستشرق إيطايل عامل بالعربية واحلبشية والسريانية‪ ،‬من أعضاء اجملمع العلمي ّ‬
‫كان شيخ املستشرقني يف عصره‪،‬ـ وعهد إليه بتعليم العربية يف جامعتها سنة ‪1885‬م‪ ،‬مث‬
‫كان أستاذًا يف اجلامعة املصرية سنة ‪1908‬م‪ ،‬وكان يلقي حماضراته بالعربية‪ ،‬واستمر يف‬
‫ذلك بضع سنني‪ ،‬ومن كتبه العربية (حماضرات أدبيات اجلغرافيا‪ ،‬والتاريخ واللغة عند‬
‫العرب باعتبار عالقتها بأوروبا خصوصا بإيطاليا ‪ -‬ط) أربعون حماضرة ألقاها يف اجلامعة‬
‫املصرية‪ ،‬و (جداول كتاب األغاين ‪ -‬ط) حيتوي على فهارس الشعراء والقوايف واألعالم‬
‫واألمكنة‪ ،‬تويف جويدي سنة ‪1354‬هـ املوافق سنة ‪1935‬م‪ ،‬انظر‪( :‬األعالم للزركلي‪/1‬‬
‫‪.)336‬‬
‫أن يص ف ع ادات بعض الش عوب‪ ،‬ب ل إنم ا ه و من جم ع بين االنقط اع إلى درس‬
‫بعض أنحاء الشرق وبين الوقوف على القوى الروحية األدبية الكبيرة التي أثرت‬
‫على تكوين الثقافة اإلنسانية‪ ،‬هو من تعاطي درس الحضارات القديمة ومن أمكنه‬
‫أن يق در ش أن العوام ل المختلف ة في تك وين التم دن في الق رون الوس طى مثالً أو‬
‫في النهضة الحديثة‪ ...‬وعلم الشرق هذا علم من علوم الروح ‪Science De‬‬
‫‪ Lespirit‬يتعم ق في درس أح وال الش عوب الش رقية ولغاته ا‪ ،‬وتاريخه ا‪،‬‬
‫وحضارتها‪ ،‬ثم يس تفيد من الش عوب الجغرافية والطبيعي ة أن يس مى كما س ميناه‬
‫درس ت اريخ ال روح االنس اني من جه ة نظ ر الش رق‪ ،‬ألن إظه ار ق وى ال روح‬
‫واستعدادها يختلف باختالف الزمان والمكان)(‪.)1‬‬
‫التعليق على التعريف‪:‬‬
‫قلت‪ :‬رمبا اتّس ــم ه ــذا التعري ــف بط ــابع الفك ــر االس ــتعماري وإن ك ــانت أه ــداف‬
‫ُ‬
‫ص ـر‬
‫املستشــرقني تتبــاين أحيانـاً‪ ،‬ومهمــا تبــاينتـ من مستشــرق مســتعمر‪ ،‬أو مستشــرق من ّ‬
‫أو مب ّشـر‪ ،‬أو مستشـرق متشـيّع‪ ،‬أو غــري ذلـك من االجتاهـات إال أهنم يتّفقــون يف االجتاه‬
‫واهلدف األم بينهم وهو حماربة اإلسالم‪.‬ـ‬

‫‪1‬‬
‫() – ردود على شبهات املستشرقني د‪ .‬حيي مراد ص (‪.)22‬‬
‫رأيي في مفهوم اإلستشراق من حيث واقعه الماضي والحاضر‬
‫مع نى اإلستش راق‪ :‬اس ــم مص ــدر ومفه ــوميـ لالستش ــراق (أن ه يع ني ب ذلك‬
‫دراسات الشعوب الغربية الغير مسلمة للشعوب الشرقية المسلمة في دياناتهم‪،‬‬
‫وعقائدهم‪ ،‬وأحوالهم‪ ،‬وآدابهم‪ ،‬وعاداتهم‪ ،‬وتقاليدهم‪ ،‬وتاريخهم‪ ،‬وحضاراتهم‪،‬‬
‫وكاف ة الج وانب السياس ية والفكري ة والعلمي ة‪ ،‬واالجتماعي ة‪ ،‬والثقافي ة‪،‬‬
‫واالقتصادية لهذه الشعوب الشرقية)‪.‬‬
‫وإذا أُطلقت كلمة (اإلستشراق) فتحتوي على معنيين أساسيين‪:‬‬
‫المعنى العام – والمعنى الخاص‪:‬‬
‫معنى العام لالستشراق‪ :‬ويشمل تلك الدراسات الغربية لكافة أحوال الشعوب‬
‫الشرقية مسلمة كانت أم غري مسلمة وال حترتز تلك الدراسـة ديانـة إسـالمية فقــط‪ ،‬وال‬
‫دولة إسالمية بل تشمل الدول الشَّرقية الكافرة‪.‬‬
‫معنى الخاص لالستشراق‪ :‬وهــو الــذي عليــه مــدار (اإلستشراق) منــذ أن ْ‬
‫نبتت‬
‫بــذورها يف التــاريخ‪ ،‬ويهــدف إىل دراســة الغ ــرب لكاف ــة مكنون ــات الشــرق االســالمي‪،‬ـ‬
‫وكـ ــان سـ ــبب اسـ ــتيقاظـ الغـ ــرب للقيـ ــام هبذه التطلعـ ــات العلميـ ــة العدائي ـ ـةـ عنـ ــدما دقّت‬
‫الفتوحات االسالمية أبواب الغـرب فـاجّت هوا إىل حماولـة الكشـف عن أسـرار ق ّـوة الشـرق‬
‫تفوقه على غريهــا من الشــعوب الغربيــة من أجــل االســتفادة من علــوم‬ ‫االسالميـ وسببـ ّ‬
‫املسلمني من جهة‪ ،‬والقضاء على العقيدةـ اإلسالميةـ من جهة أخرى‪.‬‬
‫خالصة المعنى الخاص لالستشراق‪:‬‬
‫هي ص ــراع دي ــين عق ــدي بني دي ــانتني الس ــماوية النص ــرانيةـ واليهودي ــة وبني ال ــدين‬
‫اإلسالمي‪،‬ـ وقد نشأت فكرة هــذا الصــراع منــذ مطلـع فجـر اإلســالم بسـببـ احلقــد على‬
‫اإلسالم وأهله‪.‬‬
‫الشرق) فهي عوامل جغرافية يغلب عليهــا الطــابع الــديين العنصــري‪،‬‬ ‫وأما كلمة ( َّ‬
‫وهو تقسيم غـريب وسياسـيـ عنصـري‪ ،‬يهــدف إىل احليلولـة دون انضـمام املسـلمني لبقيــة‬
‫شــعوب العــامل الثــاين‪ ،‬ويشــمل هــذا املفهــومـ اجلغــرايف الــدول االســالمية من آســيا مبا فيهــا‬
‫اجلمهورية االسالميةـ االيرانية إىل افريقيا مشاهلا وغرهبا‪.‬‬
‫وأم ــا خالص ــة مفه ــوم (الغ رب أو الش عوب الغربي ة) وهم املع ــنيونـ يف دراس ــيت‬
‫ال ـ ــذين يبحث ـ ــون يف أح ـ ــوال ش ـ ــعوب الش ـ ــرق االس ـ ــالمي‪ ،‬ويش ـ ــمل أورب ـ ــا‪ ،‬وأمريك ـ ــا‪،‬‬
‫واس ـ ـ ــرتاليا‪،‬ـ وال ـ ـ ــدول غ ـ ـ ــري االس ـ ـ ــالميةـ يف آس ـ ـ ــيا مث ـ ـ ــل‪ :‬روس ـ ـ ــيا‪ ،‬والص ـ ـ ــني‪ ،‬والياب ـ ــان‪،‬‬
‫والكوريتـان‪،‬ـ وغريهـا من الـدول وإن كـانت يف شـرق آسـيا‪ ،‬كإسـرائيل الـيت يف أوسـاط‬
‫ال ـ ـ ــدول االس ـ ـ ــالميةـ يف ش ـ ـ ــرق آس ـ ـ ــيا‪ ،‬كم ـ ـ ــا ُوج ـ ـ ــد يف العص ـ ـ ــر احلديث (االستش راق‬
‫اإلس رائيلي) ال ــذي قّ ــدم العدي ــد من األحباث عن الدراس ــات الش ــيعية‪،‬ـ وإدراج ال ــدول‬
‫الش ــرقية يف ه ــذه القاع ــدة إمنا ه ــو باعتب ــار معن ــوي وه ــو الص ــراع ال ــديين وليس باعتب ــار‬
‫املوقع اجلغرايف املطلق‪.‬‬
‫االيضاحات‪:‬‬
‫قويل يف تعريف االستشراقـ (‪ ...‬ويعني بذلك دراسات الشعوب الغربية الغير‬
‫مسلمة للشعوب الشرقية المسلمة‪ )...‬من املعلــوم أن األمــر يتعلــق بالصــراع الــديين‬
‫والعق ــدي بني املس ــلم والك ــافر إذاً فاملس ــلم الغ ــريب وإن ك ــان يف منطق ــة الص ــراع املع ــين‬
‫لدراسـ ــيت إال أنـ ــه ليس هـ ــو معني ـ ـاً‪ ،‬إذا أسـ ــلم وكـ ــان إسـ ــالمه صـ ــادقاً يف أفعالـ ــه وأقوالـ ـهـ‬
‫وسطور أقالمه ورفوف مكتبته‪،‬ـ هذا ما يتعلَّق بالغرب جتاه الشَّرق‪.‬‬
‫وأمـ ــا مـ ــا يتعلَّق بال َّش ـ ـرق االس ـ ــالميـ أو الشـ ــعوب الشـ ــرقية االسـ ــالمية ألهنم هم‬
‫املعــنيون يف الصــراع الــدائر مــع الغــرب‪ ،‬بســبب احلســد واحلقــد على دينهم الــذي جعلــه‬
‫اهلل هلم من أفض ــل النّعم ال ــيت يتمتع ــونـ هبا‪ ،‬ومن املعل ــوم يف الت ــاريخ أن ــه مل يتض ـ ّـرر أي‬
‫تضرر املسلمون منهــا‪ ،‬وكــان‬ ‫شعب من شعوب الشرق من استهدافات الغرب مثل ما ّ‬
‫الصراع الـديين بالنســبة للغــرب وعــداوهتم الشـديدة لإلسـالمـ واملســلمني عـرب العصـور مما‬
‫ت ذلك إىل توليد الصراع احلضــاري‪ ،‬ألن املســلمني كــانوا نــدًّا قويًّا وكــانوا ُمتفـ ّـوقني‬ ‫أ ََّد ْ‬
‫عليهم علميًـ ــا وعس ـ ــكرياً وثقافي ـ ـاً وكـ ــانوا أصـ ــحاب عقي ـ ــدة تـ ــدفعهم للتَّفـ ـ ُّـوق بعكس‬
‫غريهم‪.‬‬
‫وحتديــد ال َّش ـرق صــحيح أمــا تعميم العــداوة الــيت قــام هبا الغــرب ضــد الشــرق الــيت‬
‫صـ ـ ـراع الـ ـ ــذي نتج بـ ــه‬
‫ـحيحا‪ ،‬ألن ال ّ‬
‫نف ّسـ ـ ـر هبا االستشـ ـ ــراقـ فهـ ـ ــذا يف نظـ ـ ــري ليس ص ـ ـ ً‬
‫االستشــراقـ هــو احلرب على عقيــدة االســالم وليس احلرب على العقيــدة البوذيــة القدمية‬
‫املنتشـ ـ ــرةـ يف الش ـ ــرق وال العقيـ ـ ــدةـ اهلندوكيـ ـ ــة‪،‬ـ وال اهلندوسـ ـ ــية‪،‬ـ وال الكونفوش ـ ــية‪،‬ـ وال‬
‫الوثنية‪،‬ـ وال حىت النصرانية‪،‬ـ وال اليهودية يف الشرق‪ ،‬ومن املعلومـ أن الديانات الوضــعية‬
‫نبتت منه ــا‪ ،‬فلم ــاذا ُمعتنق ــوا ه ــذه‬
‫القدمية املذكورة ك ــان الش ــرق أرض ــها اخلص ــبة ال ــيت ْـ‬
‫العقائد مل يعــانوا من األذيــة والتشـويهـ واحملاربـة مثــل مــا عـان املسـلمون عــرب القــرون على‬
‫ـجل معتنقــوا هــذه العقائــد أيــة حــرب حقيقيــة أو فكريــة يف‬ ‫أيــدي الغــرب‪ ،‬ولَُرمبا مل يسـ ّ‬
‫تاريخ عقائدهم من الغرب‪ ،‬بل أصبحت ولألسف هذه العقائد الغريبة والطريفة حمميــة‬
‫حقيقي ــة ألهله ــا من الغ ــرب‪ ،‬وت ــاريخ ه ــذا الص ــراع نتج عن ظه ــور االس ــالم من ــذ أول‬
‫(‪) 1‬‬
‫ـتقل عن الصـراع العـام بني املسـلمني وبني‬ ‫وهلة بغض النظر عن االستشراق الذي اس َّ‬
‫ـتقالل ح ــديث العص ــر ال ــذي ك ــان س ــببه بع ــد الفش ــل يف جترب ــة كاف ــة‬ ‫الكف ــار‪ ،‬وه ــو اس ـ ٌ‬
‫اخلطــوات املعاديــة لإلس ــالم واملســلمني‪ ،‬فح ــاول هــؤالء الكفــار ال ــذين هم املستشــرقونـ‬
‫خلق حرب أخرى من نوع آخر وهــو الغــزو الفكــري الــذي تعلّــق باالستشــراق‪ ،‬وتلــك‬
‫احلرب ك ــانت ومل ت ــزل ش ــاملة جلمي ــع مص ــاحل الش ــرق االس ــالمي انطالق ـاً من االس ــالم‬
‫ب ُكتلت ــه أع ــين ب ــذلك األخالق‪ ،‬حيث فهم ــوا من خالل اطّالع ــاهتم أن من األم ــور ال ــيت‬
‫ر ّكــز عليهــا االس ــالم هي األخالق وغريهــا من فض ــائل العبــادات واملع ــامالت‪ ،‬فعمــدوا‬
‫مؤسسـ ــات‬
‫إىل نش ـ ــر الفوض ـ ــى األخالقي ـ ــة يف كاف ـ ــة أحناء الع ـ ــامل االس ـ ــالميـ من انش ـ ــاء ّ‬
‫ومنظّم ــات ومهي ــة بغط ــاء خ ــريي وإنس ــاين‪ ،‬مث ــل‪ :‬املاس ــونية(‪ ،)2‬وغريه ــا من املنظم ــات‬

‫قلت‪ :‬وأقصــد بــذلك يف أول األمــر أي بدايــة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪1‬‬


‫ـال‪ :‬لقيتــهُ َّأول َو ْهلــة‪ ،‬أي‪َّ :‬أول َشـ ْيء‪ُ ،‬‬
‫() ‪ -‬يُقـ ُ‬
‫اإلسالم‪ ،‬انظر‪( :‬معجم ديوان األدب‪ ،‬أليب إبراهيم إسحاق الفارايب‪.)211 /3،‬‬
‫‪2‬‬
‫()– الماس ونية‪ :‬لغ ــة معناه ــا البنّ ــاءون األح ــرار‪ -‬ويف االص ــطالح‪( :‬منظم ــة يهودي ــة س ــرية‬
‫هدامة‪ ،‬إرهابيـة غامضـة‪ ،‬حمكمـة التنظيم هتدف إىل ضـمان سـيطرة اليهـود على العـامل وتـدعوا‬
‫إىل اإلحلاد‪ ،‬واإلباحيـ ــة والفسـ ــاد‪ ،‬وتتس ـ ـرّت حتت شـ ــعارات خداعـ ــة (حريـ ــة‪-‬إخـ ــاء‪-‬مس ــاواة‪-‬‬
‫الشخصــيات املرموقــة يف العــامل‪ ،‬ويــوثقهم عهــداً حبفــظ األســرار‪،‬‬
‫إنســانية) جـ ُّـل أعضــائها من ّ‬
‫ويقيمــون مــا يســمى باحملافــل للتجمــع والتخطيــط والتكليــف باملهــام‪ ،‬متهيــداً لتأســيس مجهوريــة‬
‫دميقراطيـة عامليـة كمــا يـ ّدعون‪-‬وتتخـذ الوصـولية والنفعيـة أساسـاً لتحقيـق أغراضـها يف تكـوين‬
‫حكومــة الدينيــة عامليــة)‪ ،‬أنظــر‪ :‬املوســوعة امليســرة يف األديــان واملذاهب واألحــزاب املعاصــرة‪،‬ـ‬
‫النـ ــدوة العاملي ــة للشـ ــباب اإلسـ ــالمي‪ ،)1/110( ،‬وانظـ ــر‪ :‬أجنحـ ــة املكـ ــر الثالثـ ــة وخوافيه ــا‪:‬‬
‫العاملي ــة ال ــيت حتم ــل ظ ــواهر إنس ــانية ُمبطنـ ـاً بواطنه ــا ال ّشـ ـريرة‪ ،‬ه ــذا من الناحي ــة الديني ــة‬
‫والعقدية اليت حياربوهنا‪.‬‬
‫وـأـمـاـ مـاـ يـتـعـلـقـ بـاـسـتـهـدـاـفـهـمـ لـلـغـاـتـ اـملـسـلـمني وـعـلـىـ رـأـسـهـاـ اـلـلـغـةـ اـلـعـرـبـيـةـ اـلـيت هـيـ‬
‫اـلـلُّـغ ـ ـ ـ ـ ـةـ اـألمـ بـاـلـنـس ـ ـ ـ ـ ـبـةـ لـلمـسـ ـ ـ ـ ــلمـني‪،‬ـ فـهـيـ مـص ـ ـ ـ ـ ـدـرـ اـلـتـغـي ـ ـ ـ ـ ـريـ اـلـسـيـاـس ـ ـ ـ ـ ـيـ اـالسـتـشـ ـ ـ ـرـاـقـيـ‬
‫اـالسـ ـ ـتـعـمـاـرـيـ وـإـحـالـلـ اـلـلـغـ ـ ـاـتـ اـألجـنـبـيـ ـ ـةـ حمـلـهـ ـ ـاـ بُـغـيـ ـ ـةـ أـنـ يـ ـ ـرتـكـ اـملـسـ ـ ـلـمـوـنـ اـلـق ـ ـرـآـنـ‬
‫مـهـج ـوـرـاًـ‪،‬ـ وـَتـ ْـرـكـ تـعـلُّـمـ اـل ـدـيـنـ اـالس ـالـمـيـ مـنـ مـص ـدـرـهـ اـلـلّـغ ـوـيـ بُـغـي ـةـ إـحـالـلـ اـلـت ـأـوـيـالـتـ‬
‫اـلـفـوـضـوـيـةـ يفـ اـلـعـقـيـدـةـ اـإلـسـالـمـيـةـ ويفـ كـاـفـةـ اـلـفـرـوـعـ اـلـدـيـنـيـةـ تُـسـبّـبـ عـدـمـ اـحتاـدـ اـألمـةـ يفـ‬
‫فـهـمـ اـلـنـصـوـصـ اـلـشـرـعـيـةـ عـربـ لـغـتـهـاـ اـألمـ‪.‬‬
‫أم ــا من ناحي ــة اس ــتهدافهم لع ــادات الش ــعوب االس ــالمية وثقاف ــاهتم االجتماعي ــة‪،‬‬
‫إضافة إىل بعض تقاليدهم اليت مل تتعارض مــع الشــريعة االســالمية وال املقاصــد الشــرعية‬
‫فقد جنحوا يف حتويلها حـىت أصــبح بعض أبنــاء األمـة مبثابــة ُمنافسـني هلم يف ولــوج ُجحـر‬
‫ضب من التقليد واألخذ عنهم كل صغري وكبري وهم قِلَّة قليلة وهلل احلمد‪.‬‬
‫أم ــا ج ــوانبـ االقتص ــاد فهي من دواف ــع بعض املستش ــرقني ال ــذين هم من ص ــنف‬
‫مهـدوا لقــادة املســتعمرين هنب ثــروات الــدول االســالميةـ‬ ‫وهم َمن ّـ‬ ‫املســامهني لالســتعمار ُ‬
‫املستعمرة‪ ،‬وكانوا مبثابة ضبّاط العــاملني يف صــفوف القــواتـ املســتعمرة‪ ،‬وأمثــال هــؤالء‬
‫املستشرقني كثُر(‪.)1‬‬

‫التبشري‪-‬االستِشراق االستعمار‪ ،‬عبد الرمحن َحَبنَّ َكة امليداين‪.)1/287( ،‬‬


‫‪1‬‬
‫() – أمثال هؤالء‪ :‬املستشــرق الفرنســي (لويس ماسينيون) وكــان خبــرياً وعميالً يف وزارة‬
‫اخلارجية الفرنسية للشؤون اإلسالمية يف املستعمرات الفرنسـية‪ ،‬وكـذلك املستشـرق بالشـري‪،‬‬
‫وســتأيت ترمجتهمــا كاملــة إن شــاء اهلل‪ ،‬انظــر‪ :‬االستشــراق وجــه لالســتعمار الفكــري‪ ،‬د‪ .‬عبــد‬
‫املتعال حممد اجلربي‪ ،‬ص (‪.)136‬‬
‫إدوارد لين‪ :‬وه ــو مستش ــرق إجنل ــيزي ول ــد س ــنة ‪1801‬م‪ ،‬وأمض ــى بعض حيات ــه يف مص ــر ع ــام‬
‫‪1825‬م إىل ‪1835‬م حيث تضـلّع من العربيـة كتابـ ًة وحـديثاً‪ ،‬وكـان عمي ًال لإلجنلـيز يف االسـتعمار‪،‬‬
‫تويف سنة ‪1876‬م‪ .‬انظر نفس املرجع ص ( ‪.)133‬‬
‫ه انوتو‪ G. Hanotaux :‬مستشــرق فرنســي ولــد عــام ‪1853‬م‪ ،‬وكــان عضــواً يف‬
‫اجملمــع اللغــوي الفرنســي ووزيــراً ومؤرخـاً من الطبقــة األوىل على وضــع تــاريخ األمــة املصــرية‪،‬‬
‫قولي في تعريف االستشراق من حيث المعنى العام‪:‬‬
‫(وتش مل تل ك الدراس ات الغربي ة لكاف ة أح وال الش عوب الش رقية مس لمة‬
‫ك انت أم غ ير مس لمة‪ )...‬ه ــذا إذا ك ــانت الدراس ــة حتم ــل طابعـ ـاً اس ــتعمارياً حمضـ ـاً‪،‬‬
‫فحينئــذ ال يكــون الرتكــيز على الــدول اإلســالمية فحســب بــل تشــمل الدراســة األمــاكن‬
‫املستهدفة سواءً كانت مسلمة أم غري مسلمة‪.‬‬
‫‪:‬قولي في تعريف االستشراق من حيث المعنى الخاص‬
‫وهــو الــذي عليــه مــدار (االستشراق‪ )..‬فقــد متت مناقشــة هــذا اجلزء ســابقاً‪ ،‬وقــد‬
‫تناولت تعريف خالصة معىن اخلاص يف واقع ما بُين عليه أساس االستشراق‪.‬ـ‬
‫ُ‬
‫وق ولي‪ :‬وأم ــا كلم ــة (الش رق االس المي) فهي من عوام ــل جغرافي ــة يغلب عليه ــا‬
‫الطابع الديين االسالمي‪ ،....‬وكذلك قويل‪( :‬الغرب أو الشعوب الغربية) وهم املعــنيون‬
‫يف دراســيت الــذين يبحثــون يف أحــوال شــعوب الشــرق اإلســالمي ويشــمل أوربــا‪ ،‬وأمريكــا‪،‬‬
‫واسرتاليا‪ ،‬والدول غري اإلسالمية‪ ،‬يف آسيا‪ ،‬مثل‪ :‬روسيا‪ ،‬والصـني‪ ،‬واليابـان‪ ،‬والكوريتـان‪،‬‬
‫وغريهــا‪ ،‬ألن العــربة يف الصــراع العقــدي الــديين اإلســالمي مــع العقائــد األخــرى‪ ،‬وليســت‬
‫ـدت على التقســيم العلمي جلغرافيــا العــامل‪ ،‬وإلثبــات ذلــك‬
‫عوامــل جغرافيــة حقيقيــة إذا اعتمـ ُ‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫سأسرد بعض التعريفات التي تناولتُها سابقاً لمطابقتها بمفه ومي لالستشراق‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬

‫وكان مستشاراً أيضاً لوزارة املستعمرات الفرنسية‪ ،‬تــويف عــام ‪1944‬م‪ ،‬انظــر نفس املرجــع‪،‬‬
‫ص(‪ ،)142‬وانظر‪ :‬املستشرقون لنجيب العقيقي ‪.)1/258‬‬
‫لورانس براون‪ :‬وهو مستشرق فرنسي الـذي قـال‪ :‬إذا احتد املسـلمون يف امرباطوريـة عربيـة‬
‫أمكن أن يصـبحوا لعنـة على العـامَل وخطـراً‪ ،‬وأمكن أن يصـبحوا نعمـة هلا أيضـا‪ ،‬أمـا إذا ظلّـوا‬
‫ـامن يف نظ ــام‬ ‫ٍ‬
‫متف ــرقني ف ــإهنم يظلّ ــون حينئ ــذ بال ق ــوة وت ــأثري‪ ،‬وق ــال أيض ــا‪ :‬اخلط ــر احلقيقي ك ـ ٌ‬
‫اإلس ـ ــالم‪ ،‬ويف قدرت ـ ــه على التوس ـ ــع‪ ،‬ويف حيويت ـ ــه‪ ،‬إن ـ ــه اجلدار الوحي ـ ــد يف وج ـ ــه االسـ ــتعمار‬
‫األورويب‪ ،‬اهـ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهو يف نفس الوقت مبشر أنظر نفس املرجع‪ ،‬ص (‪.)137-136‬‬
‫ُ‬
‫أوالً‪ :‬ج ـ ـ ــاء يف دائ ـ ـ ــرة مع ـ ـ ــارف الع ـ ـ ــامَل عن ال ُكت ـ ـ ــابـ الغرب ـ ـ ــيني ق ـ ـ ــوهلم (فمع نى‬
‫‪ Orient‬في دائ رة مع ارف الع الم ه و اس م يطلب على األقط ار والج زر‬
‫اآلسيوية‪ ،‬وفي بعض األحيان يطلق هذا المصطلح على القسم الغربي من آسيا‪،‬‬
‫والتي تسمى أيضا الشرق األدنى)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا هو مفهوم الغرب ّ‬
‫للشرق‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ويرى البعضـ من الكتابـ اآلخرين أن مصطلح ‪ Orient‬يستعمل لألقطار الــيت‬
‫تش ــرق منه ــا الش ــمس يف مقابل ــة مص ــطلح ‪ Occident‬ال ــذي يس ــتعمل لألقط ــار ال ــيت‬
‫تغرب فيها الشمس‪ ،‬ويتضمن أوربا ونصف الكرة الغريب‪.‬‬
‫وال ــذي يظه ــر هن ــا أن علم ــاء الغ ــرب اعتم ــدوا واس ــتندوا على مفه ــومهم لكلم ــة‬
‫(االستشراق) باالعتماد على هذه القاعـدة‪ ،‬والشـاهد على مـا أقـول أن أحـد البـاحثني‬
‫املسـ ــلمني وهـ ــو السـ ــيد حممـ ــد الشـ ــاهد رجـ ــع إىل املعـ ــاجم اللغويـ ــة األوروبيـ ــة (األملانيـ ــة‬
‫والفرنس ــية واإلجنليزي ــة) ليبحث يف كلم ــة ش ــرق‪ ORIENT‬فوج ــد أن ــه يش ــار إىل‬
‫منطق ــة الش ــرق املقص ــودة بالدراس ــات الش ــرقية بكلم ــة ("تتم يز بط ابع معن وي وه و‬
‫‪ Morgenland‬وتع ني بالد الص باح‪ ،‬ومع روف أن الص باح تش رق في ه‬
‫الش مس‪ ،‬وت دل ه ذه الكلم ة على تح ول من الم دلول الجغ رافي الفلكي إلى‬
‫التركيز على معنى الصباح الذي يتضمن معنى الن ور واليقظة‪ ،‬وفي مقابل ذلك‬
‫نستخدم في اللغة كلمة ‪Abendland‬وتعني بالد المساء لتدل على الظالم‬
‫والراحة)(‪.)1‬‬

‫مناقشة هذا التعريف ودالالته ‪:‬‬


‫ملخص املع ــىن املراد من (االستش راق)‪ ،‬ه ــو دراس ــات غربي ــة لعل ــوم‬
‫قلت‪ :‬فيك ــون ّ‬
‫ُ‬
‫الــدول الواقعــة على مطلــع ال ّشـمس (الشرق)‪ ،‬ويكــون عكس االستشــراق (االستغراب)‬

‫() ‪ -‬االستشـ ــراق ومنهجيـ ــة النقـ ــد عنـ ــد املسـ ــلمني املعاصـ ــرين‪ ،‬السـ ــيد حممـ ــد الشـ ــاهد" جمل ــة‬ ‫‪1‬‬

‫االجتهاد‪ ،‬عدد‪ ،22‬السنة‪ ‬السادسة‪ ،‬شتاء عام ‪1414‬هـ‪1994/‬م‪ ،‬ص (‪(.211-191‬‬


‫أي دراســات شــرقية لعلــوم الــدول الواقعــة يف مغــرب الشــمس (األروربا) والــدول امللحقــة‬
‫هبا‪.‬‬
‫إذاً فيكــونـ (المستشرق) هــو الغــريب الــذي يعمــل يف اجملال العلمي الشــرقي‪ ،‬أي ـاً‬
‫كان هذا اجملال‪ ،‬و(المستغرب) هو الشرقي الذي يعمل يف اجملال العلمي الغريب‪.‬‬
‫يبـ ــدوا أن قـ ــوائم مفهـ ــوم (االستش راق) واقع ـ ــة على هـ ــذه األعمـ ــدة الغربيـ ــة يف‬
‫مفهــومهم لالستشــراق‪ ،‬حــىت إن كــان هــذا هــو مفهــوم االستشــراق الــذي طــال انتظــار‬
‫الوق ــوف على معن ــاه احلقيقي للكلم ــة‪ ،‬فإهنا ال ختل ــوا من حاج ــة إىل ادخ ــال التع ــديالتـ‬
‫العلمية للكشف عن احلقيقة اليت يراد هبا هذه الكلمة‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫إن الواق ــع ي ــرى ع ــدم دقّ ــة ه ــذه التعريف ــاتـ حيث إن تص ــنيفـ مجي ــع الش ــرق من‬
‫الش ــرق املتوس ــط واألدىن إض ــافة إىل اعتب ــار مشال إفريقي ــا وغرهبا ش ــرقاً وخاص ــة غ ــرب‬
‫إفريقي ــا ال ــذي ال يُعت ــرب من الش ــرق حقيق ــة‪ ،‬فه ــذا يُعلم من خالل ه ــذه التعريف ــات أن‬
‫ورائه ــا ط ــابع للفص ــل العنص ــري بني األم ــتني الغربي ــة والش ــرقية بس ــبب العام ــل ال ــديين‬
‫اإلســالمي‪،‬ـ ويؤكــد هــذا القــول مــا ذهب إليــه الشــيخ حممــد فتح اهلل الزيــادي يف تعريفــه‬
‫الســابق قــائالً‪( :‬إن أهم ما يمكن قوله في هذا المجال هو أن كلمة شرق حسب‬
‫داللتها التاريخية القديمة أو المعاصرة تعني مجموعة األقطار المنتشرة في آسيا‬
‫وبعض األقط ار في افريقي ا‪ ،‬وهي األقط ار المطل ة على ح وض البح ر األبيض‬
‫المتوسط‪ ،‬وقد يضاف إلى هذا أيضا بعض أجزاء من أوربا الشرقية)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذه هي حقيقة الواقع‪ :‬ويكمن هذا التعريف عارضين‪:‬‬
‫ُ‬
‫عارض في جهة شرق‪ :‬وهــو إفريقيــا‪ ،‬يف قولــه‪( :‬وبعض األقطار في افريقيا)‪،‬‬
‫حيث مل يعرّب بكامـ ــل القـ ــارة االفريقيـ ــة بـ ــل قـ ــال بعضـ ــها‪ ،‬وهـ ــل ميكننـ ــا إقنـ ــاع الغـ ــرب‬
‫مبفهومنا يف واقع هذا الصراع اجلغـرايف الـذي يهـدف إىل شـيء أخفـاه الغـرب يف الواقـع‬
‫حبيث نَضــم ّاجلزء املتب ّقىـ من افريقيــا إىل الغــرب حبيث إذا أطلقنــا كلمــة الغــرب فتــدخل‬
‫احلق واضح‪.‬‬
‫تلك املناطق اجلغرافية إىل عموم الغرب األورويب واألمريكي‪،‬ـ وإال فإن ّ‬
‫وعارض آخر‪ :‬يكمن يف جهة الغرب‪ ،‬وهو قوله‪( :‬وقد يضاف إلى هذا أيضا‬
‫بعض أجزاء من أوروبا الشرقية)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومـ ــراد كالمـ ــه هـ ــو إدراج بعض أجـ ــزاء من أوروبـ ــا الشـ ــرقية إىل الشـ ــرق‬
‫ُ‬
‫واعتبارها شرقاً‪.‬‬
‫وه ــذا مما ال يَلقى قب ــوالً ل ــدى الغ ــرب ألن اهلدف من حتدي ــد جغرافي ــة الع ــامل إىل‬
‫قت إلي ــه يف‬
‫ش ــرق وغـ ــرب‪ ،‬ألن الشـ ــرق مس ــلم والغ ــرب مس ــيحي‪ ،‬وه ــذا ال ــذي تط ـ ّـر ُ‬
‫التعريف باالستشراقـ خبالصة معىن اخلاص لالستشراق‪.‬‬
‫ذهبت إليــه جلي ـاً يف تعريــف إدوارد ســعيد لالستشــراق‬ ‫ويظهــر هــذا الــرأي الــذي ُ‬
‫حيث قال‪:‬‬
‫لوب في الفك ر ق ائم على تمي يز بين الش رق في معظم‬
‫اإلستش ـ ــراق‪( :‬أس ٌ‬
‫األحيان والغرب)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬ف ــإذا ك ــان اإلستش ــراق أس ــلوباً يف الفك ــر الق ــائم على التمي ــيز بني الش ــرق‬
‫ُ‬
‫والغرب فهو سياسة محايـة اجلدار النصـراين الغـريب دون تسـلّق االسـالمـ إليـه‪ ،‬وهـو نفس‬
‫اإلشــارة الــيت أشــار إليهــا خــري اهلل رشــك ســعيد حيث يقــول‪( :‬إ ّن" جوهر االستشراق‬
‫ه و التمي يز ال ذي يس تحيل اجتثاث ه بين الفوقي ة الغربي ة والدوني ة الش رقية‪ ،‬ثم إن‬
‫هذا االستشراق في تناميه وفي تاريخه الالحق قد عمق هذا التمييز‪ ،‬بل أعطاه‬
‫صالبة وثباتا)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – االستشـ ــراق‪ ،‬إدوارد سـ ــعيد‪ ،‬ترمجه‪ :‬كمـ ــال أبـ ــو ديب‪ ،‬ص ( ‪( ،)38‬ط ‪/2‬ـ ـ ـ ‪ 1984‬م)‪،‬‬
‫مؤسســة األحباث العربيــة – بــريوت‪ ،‬وانظــر الشــيخ حممــد بن عبــد الوهــاب حياتــه ودعوتــه يف الرؤيــة‬
‫االستشراقية‪ ،‬ناصر بن إبراهيم بن عبد اهلل التومي( ‪ )1/14‬ط‪ ،1‬وانظر‪ :‬جريـدة الـديار اللندنيـة‪ ،‬وهي‬
‫جريـدة مسـتقلة تعـىن بشـؤون النـاطقني بالعربيـة يف بريطانيـا والعـامل‪ ،‬بعنـوان‪ :‬مفهـوم االستشـراق قـراءة‬
‫ثانية‪ ،‬للباحث د‪.‬‬
‫مجال الـدين فـاحل الكيالين‪ ،‬تارخيهـا‪ /‬اخلميس‪ 01 ,‬تشـرين‪/2‬نوفمـرب ‪ /12:12 2012‬رابـط التحميـل‪:‬‬
‫‪ http://www.aldiyarlondon.com2‬تاريخ الزيارة‪16/4/1435 :‬ه‪.‬‬
‫‪"- )( 2‬ـاـالسـتـش ـ ـرـاـقـ"ـ خ ـ ـريـ اـهللـ رـش ـ ـكـ س ـ ـعـيـدـ ‪،‬ـ دـرـاـس ـ ـاـتـ عـرـبـي ـ ـةـ مـجـ ‪ 26‬عـ ‪( 9‬ـيـوـلـي ـ ـوـ‬
‫‪ 1990‬مـ)ـ ص (‪.)123 – 104‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف بالمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون‬
‫ولـ ــد لـ ــويس ماسـ ــينيون ‪ Louis Massignon‬يف "نوجـ ــان" على املارن‪،‬‬
‫إحــدى ضــواحي بــاريس عــام‪1883‬م‪ ،‬ألب فنــان كــان يوقــع متاثيلــه باســم بيــري روش‪،‬‬
‫وبفض ــله تع ــرف إىل هريس ــمان‪ ،‬واألب دي فوك ــو‪ ،‬وحص ــل على التوجيهي ــة من "لي ــه‬
‫لوي جلران" عام ‪1901‬م‪ ،‬فقام برحلة إىل اجلزائر‪ ،‬وحصل على ليسانس اآلداب عــام‬
‫‪1902‬م‪ ،‬ودبلوم الدراسـات العليـا يف حبث عن املغـرب بعـد زيارتـه هلا عـام ‪1904‬م‪،‬‬
‫واشــرتكـ يف م ــؤمتر املستشــرقني الرابــع عش ــر يف اجلزائــر عــام ‪1905‬م حيث تع ـ ّـرف إىل‬
‫(‪) 3‬‬
‫جول ــد ص ــيهر(‪ ،)1‬وآس ــيت بالشري(‪ ،)2‬فأص ــبح م ــع س ــيلفن ليفي‪ ،‬وس ــنوك‪-‬ـ هرجروجته‬
‫ويل شــانيليه‪ ،‬أحب أســاتيذه إليــه يف اإلستشــراق‪،‬ـ وملا نــال من املدرســة الوطني ـةـ للغــات‬
‫باملعه ــد الفرنس ــي لآلث ــار الش ــرقية يف الق ــاهرة فع ــىن باآلث ــار اإلس ــالمية‪،‬ـ وقص ــد بغ ــداد‬
‫فوصـ ـ ــلها يف ‪19‬كـ ـ ــانون األول ‪1907‬م‪ ،‬واتصـ ـ ــل باألسـ ـ ــرة اآللوسـ ـ ــية‪ ،‬وتعـ ـ ــرف على‬
‫العالمـة السـيد حممـود شـكري األلوسيـ(‪ ،)4‬ونـزل بـدار أمحد آغـا الواقعـة يف حملـة احليـدر‬

‫() – جولد صيهر‪ Goldziher, Y:‬ولـد سـنة ‪1850‬م خترج باللغـات السـامية على‬ ‫‪1‬‬

‫كبــار أســاتذهتا يف بودابشــت وليــبزيج وبــرلني وليــدن‪ ،‬وعني أســتاذا حماضــراً يف كليــة العلــوم‬
‫جبامع ــة بودابش ــت ع ــام ‪1873‬م مث أس ــتاذ كرس ــي ع ــام‪1906‬م وانتدبت ــه احلكوم ــة للقي ــام‬
‫برحلة إىل سوريا عام‪1873‬م وسافر إىل مصـر وتضـلع من العربيـة على شـيوخ األزهـر وال‬
‫سيما حممد عبده متزيّيًا بزيّهم‪ ،‬ويعترب من أشهر املستشرقني يف جمال االستشــراق‪ ،‬تـويف عـام‬
‫‪1921‬م‪ ،‬انظر‪ :‬املستشرقون لنجيب العقيقي‪.)3/906‬‬
‫() – ستأيت ترمجته إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – س نوك – هرجرونجه ‪ Snouck-Hurgronje‬ولـ ـ ــد ع ـ ــام ‪1857‬م‪ ،‬يف‬ ‫‪3‬‬

‫اسرتهوت‪ ،‬وتعلم يف ليدن على دي خويه‪ ،‬ويف سرتاسبورج على نولدكــه‪ ،‬مث إىل رحــل إىل‬
‫جاوه وأقام سبع عشرة سنة‪ ،‬وزار مكة متسمياً بعبد الغفار عام‪1884‬م‪ ،‬وكــان جييــد اللغــة‬
‫العربية إجادة تامة‪ ،‬تويف عام ‪1936‬م‪ ،‬انظر‪( :‬املستشرقون لنجيب العقيقي‪.)666 /2‬‬
‫‪ - )(4‬هو العامل العالمة املؤلف اللغوي‪ ،‬األديب املصلح أبو املعايل السيد حممود شكري‬
‫ابن السيد عبد اهلل بن السيد حممود شهاب الدين األلوسي‪ ،‬ولد سنة ألف ومائتني واثنتني‬
‫وسبعني من اهلجرة يف أسرة عريقة يف اجملد والنسب ومعروفة بالعلم والدين وتلقي العلم‬
‫عن أبيه وعمه أيب الربكات نعمان خري الدين األلوسي وغريمها‪ ،‬حارب البدع واخلرافات‬
‫خان ــة القريب ــة من العاقولي ــة‪ ،‬واكتش ــف قص ــر األخيض ــر ع ــام ‪1908‬م‪ ،‬مث غ ــادر بغ ــداد‬
‫عائداً إىل القــاهرة يف ‪8‬حزيـران‪1908‬م‪ ،‬واسـتمع إىل دروس األزهـر بـالزي األزهـري‪،‬‬
‫وانتدبت ـ ــه اجلامع ـ ــة املص ـ ــرية أس ـ ــتاذاً لت ـ ــاريخ الفلس ـ ــفة ع ـ ــام ‪1912‬م‪1913-‬م‪ ،‬فـ ــألقىـ‬
‫بالعربي ــة يف ت ــاريخ املص ــطلحات الفلس ــفية أربعني حماض ــرة خمتلف ــة‪ ،‬مث رح ــل إىل اجلزائ ــر‬
‫عام ‪1914‬م‪ ،‬واشرتكـ يف محلة الدردنيل عــام ‪1915‬م‪1916-‬م‪ ،‬وطــاف يف احلجــاز‬
‫والقاهرة والقـدس بلبـاس املســلمني عـام ‪1917‬م‪1919-‬م وأقــام يف القـدس وبـريوت‪،‬‬
‫وحلب‪ ،‬ودمش ــق‪ ،‬واألس ــتانة‪،‬ـ مث رج ــع إىل ب ــاريس فعنّي معي ــداً يف كرس ــي االجتم ــاع‬
‫االسـ ــالمي يف معهـ ــد فرنسـ ــا عـ ــام‪1924-1919‬م‪ ،‬وأسـ ــتاذ كرسـ ــي عـ ــام ‪-1926‬‬
‫‪1954‬م‪ ،‬ومديراً للدراسات يف املدرسة العملية حىت تقاعد عام ‪1954‬م‪.)1(،‬‬
‫وكان قد حصل على الدكتوراه برسـالة من مأسـاة احلسـني بن منصـور احلالج من‬
‫السـ ــوربون عـ ــام‪1922‬م‪ ،‬وتـ ــوىل حتريـ ــر جملـ ــة العـ ــامل االسـ ــالمي عـ ــام ‪1919‬م‪ ،‬وجملـ ــة‬
‫الدراسات االسالمية اليت حلت حملها عام ‪1927‬م‪ ،‬وتقومي العامل االسالمي التابع هلا(‪.)2‬‬

‫والتصوف وطرقه ودعا إيل هنج السلف الصاحل وكان مثاال للعامل اجلريء أمام الدولة‬
‫العثمانية وفرتة االحتالل اإلنكليزي للعراق‪ ،‬ألف مؤلفات كثرية يف الدين واللغة والتاريخ‬
‫واألدب والعلم منها‪ :‬بلوغ األرب يف أحوال العرب "ط" غاية األماين يف الرد على النبهاين‬
‫"ط" تويف حممود شكري يف بغداد سنة ألف وثالمثائة واثنتني وأربعني من اهلجرة‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫(مشاهري علماء جند وغريهم‪ ،‬لعبد الرمحن بن عبد اللطيف عبد الوهاب‪.)287 /1 ،‬‬
‫‪1‬‬
‫() – خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬تأليف‪ :‬لــويس ماسـينيون‪ ،‬ترمجة‪ :‬تقى حممــد املصــعيب‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬كامل سلمان اجلبوري‪ ،‬الناشر‪ :‬من منشورات مجعية منتدى النشر‪ /‬النجف‪-‬العراق‪،‬‬
‫دون ســنة الطباعــة‪ ،‬رقم اإليــداع يف املكتبــة الوطنيــة ببغــداد ‪635‬ســنة ‪1979‬م‪ ،‬ص (‪.)10‬‬ ‫ّ‬
‫وانظر‪ :‬االستشراق واملستشرقون ماهلم وما عليهم‪ ،‬د‪ .‬مصطفى السـباعي‪ ،‬ص (‪ ،)46-45‬ط‪2‬‬
‫‪:‬ـ ـ ـ ـ ـ ‪1399‬ه‪1979 -‬م‪ .‬الناشـ ـ ـ ــر‪ :‬املكتب اإلسـ ـ ـ ــالمي‪ ،‬بـ ـ ـ ــريوت‪ -‬لبنـ ـ ـ ــان‪ ،‬وانظـ ـ ـ ــر‪ :‬املبشـ ـ ــرون‬
‫البهي‪ ،‬ص ( ‪ ،)26‬الناشــر‪ :‬مطبعــة األزهــر‪ -‬مصــر‪،‬‬ ‫واملستشــرقون يف مــوقفهم من اإلســالم‪ ،‬حملمــد ّ‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫() ‪ -‬انظــر املرجــع الســابق‪ ،‬وانظــر‪ :‬كتــاب موســوعة املستشــرقني‪ ،‬عبــد الــرمحن بــدوي‪ ،‬ص(‬ ‫‪2‬‬

‫‪.)531‬‬
‫لقـ ــد ناصـ ــر ماسـ ــينيونـ احلق يف االسـ ــكندرونة‪،‬ـ ومشايل افريقيـ ــا‪ ،‬واسـ ــتعاد جـ ــامع‬
‫(القيش اوة) يف اجلزائــر ألصــحابه املســلمني بعــد ‪132‬س ــنة‪ ،‬ووق ــف علمــه ونش ــاطه يف‬
‫التنقيبـ والتعليم والتص ــنيف على اإلس ــالم آث ــاراً ونظمـ ـاً اجتماعي ــة‪ ،‬وفرقـ ـاً‪ ،‬وال س ــيما‬
‫تص ـ ّـوفاً!!‪ ،‬ذل ــك التص ـ ّـوفـ ال ــذي جع ــل من ــه بع ــد اإلحلاد متص ـ ّـوفاً ي ــدرك مع ــاين مجي ــع‬
‫األديــان‪ ،‬يف اســتيعاب واســتنباط‪ ،‬ويــدعوا أصــحاهبا إىل الوئــام‪ ،‬مث متعبّــداً على املذهب‬
‫البيزنطي‪ ،‬ومعظم الدراسات املتعلقــة بالتصـ ّـوف االســالميـ يف دائـرة املعـارف االسـالميةـ‬
‫كانت بقلمه‪ ،‬حىت عُ ّد مرجعـه يف الغـرب‪ ،‬وانتخب عضـواً يف جمامع علميــة عــدة منهــا‪:‬‬
‫اجلمعي ــة اآلس ــيوية‪ ،‬واجملم ــع اللغ ــوي مبص ــر من ــذ انش ــائه ع ــام ‪1923‬م‪ ،‬واجملم ــع العلمي‬
‫العــريب يف دمشــق‪ ،‬وحــاز أومسة رفيعــة‪ ،‬ولــه مريــدون أخــذوا عنــه العلم واملروءة واحللم‪،‬‬
‫وقــد أصــدروا كتابًــا بعنــوان (منوعات ماسينيون) يضــم دراســة عنــه وفهرسـاً ملصــنفاته‪،‬ـ‬
‫وحبوثـاً يف أغــراض شــىت بدمشــق ‪1956‬م‪ ،‬تــوىف عــام ‪1962‬م وأصــدرت دار الســاعة‬
‫بالقاهرة كتاباً عنه بعنوان‪:‬ـ (ذكرى ماسينيون) عام ‪1963‬م أما آثاره فهي تربــو على‬
‫‪650‬بني تـ ـ ــأليف وحتقيـ ـ ــق وترمجة وبني مقـ ـ ــال وحماضـ ـ ــرة‪ ،‬وتقريـ ـ ــر‪ ،‬ونقـ ـ ــد‪ ،‬ومقدمـ ــة‪،‬‬
‫وسرية(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬ويف احلقيق ـةـ أن ت ــاريخ ل ــويس ماس ــينيونـ ج ــاء بش ــكل حي ــادي إىل ج ــانب‬
‫ُ‬
‫مؤرخــوه‪.."( :‬ذلك‬
‫ُمؤيِّديه يف العقيدة اليت كان يُدين هبا‪ ،‬وهــو التصـ ّـوف‪ ،‬عنــدما قــال ّ‬
‫التص ّوف ال ذي جع ل من ه بع د اإللح اد متص ّوفاً ي درك مع اني جمي ع األدي ان‪ ،‬في‬
‫اس تيعاب واس تنباط") وال عجب يف ذلـ ــك‪ ،‬إذ أن مـ ــرتجم كتـ ــاب ماسـ ــينيونـ الـ ــذي‬
‫نقلت منه سريته الذاتيةـ وهو تقى حممد املصعيب كان يُدين بالتصـ ّـوف عقيــدةً‪ ،‬وكــذلك‬‫ُ‬
‫ومن يف‬ ‫ومتصوفاً‪،‬ـ فلهـذين الشخصـيني َ‬
‫ّ‬ ‫حُم ّققه كامل سلمان اجلبوري حيث كان شيعياًـ‬
‫حكمهم نظــرات خاصــة ينظــرون هبا لــويس ماســينيون كرجــل أصــاب هدفــه يف اختيــار‬
‫التصوف والتشيع عقيدةً واهلل املستعان‪.‬ـ‬
‫‪1‬‬
‫() – خط ـ ـ ــط الكوف ـ ـ ــة وش ـ ـ ــرح خريطته ـ ـ ــا‪ ،‬ل ـ ـ ــويس ماس ـ ـ ــينيون‪ ،‬ص (‪ ،)10‬وانظ ـ ـ ــر‪ :‬املبش ـ ــرون‬
‫البهي‪ ،‬ص ( ‪ ،)29‬الناشـر‪ :‬مطبعـة‬
‫واملستشـرقون يف مـوقفهم من اإلسـالم‪ ،‬لألسـتاذ الـدكتور حممـد ّ‬
‫األزهر‪ -‬مصر‪ ،‬بدون تـاريخ‪ ،‬وانظـر‪ :‬مستشـرقون سياسـيون‪ -‬جـامعيون‪ -‬جممعيـون‪ ،‬نـذير محدان‪،‬‬
‫ص (‪.)195‬‬
‫تفاصيل سيرة لويس ماسينيون العلمية والعملية والسياسية‬
‫حياته العلمية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بـ ــدأ لـ ــويس ماسـ ــينيون رحلتـ ــه العلميـ ــة يف جمال االستشـ ــراق انطالقـ ــا بلقائ ــه األول‬
‫ببعض كبار املستشــرقني اخلطــرين أمثــال‪( :‬جولد زهير)(‪ ،)1‬و(سنوك هرجرونجه)(‪،)2‬‬
‫و(لي ش اتيله)‪ ،‬واعت ــرب ه ــؤالء أحب أس ــاتذة ل ــه يف االستش ــراق‪ )3(،‬ومل يس ــلك طريق‬
‫النحــات‪ ،‬ب ــل اخت ــار الفلس ــفة واألدب وحص ــل على اإلج ــازة ع ــام ‪1902‬م‪ ،‬مث‬ ‫وال ــده ّ‬
‫تق ـ ـ ّدم ببحث عن بالد املغ ـ ــرب بع ـ ــد زي ـ ــارة هلا‪ ،‬ون ـ ــال دبل ـ ــوم الدراس ـ ــات العلي ـ ــا ع ـ ــام‬
‫‪1904‬م‪ ،‬ت ــابع دراس ــته للحص ــول على دبل ــوم اللغ ــة العربي ــة (الفص حى والعامية) من‬
‫املدرسة الوطنية للغات الشرقية عام ‪1906‬م‪ ،‬وتعلّم أيضاً الرتكية والفارســية واألملانيـةـ‬
‫واإلنكليزية(‪.)4‬‬
‫ـتمر ضــالل لـويس ماسـينيون ينمــو شــيئاً فشــيئاً انطالقـاً يف مـارس ‪1907‬م حني‬ ‫اس ّ‬
‫ق ــرأ ماس ــينيونـ أش ــعاراً لفري ــد ال ــدين العط ــار‪ ،‬الش ــاعر الفارسـ ـيـ الص ــويف‪ ،‬ت ــدور ح ــول‬

‫() – سبقت ترمجته يف موضوع ما قبل هذا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – سبقت ترمجته يف موضوع ما قبل هذا‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – مستشــرقون سياســيون ‪ -‬جــامعيون‪ -‬جممعيــون‪ ،‬نــذير محد ان‪ ،‬ص (‪ ،)193‬بتصــرف‬ ‫‪3‬‬

‫يسري‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الصديق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1/1408‬ه‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫() ‪ -‬انظ ــر‪ :‬موس ــوعة املستش ــرقني‪ ،‬د‪ .‬عب ــد ال ــرمحن ب ــدوي‪ ،‬ص (‪ ،)530-529‬دار العلم‬
‫للماليني‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪( ،‬ط‪ )3/1993‬بتصرف يسري‪.‬‬
‫وانظــر‪ :‬موقــع (موســوعة املعرفــة) اإللكرتونيــة‪ ،‬التعريف بالموقع‪( :‬المعرفة‪ ‬هي فضــاء ثقــايف‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريب عص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريـ كام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل على اإلن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتنت‪ .‬املشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروع تأسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس يف‪16 ‬‬
‫ف ـ ــرباير‪2007 ‬م‪ ،‬كموس ـ ــوعة‪ ‬عربي ـ ــة ح ـ ــرة مفتوح ـ ــة على اإلنـ ــرتنت‪ ،‬ويف أق ـ ــل من عـ ــامني‪،‬‬
‫أصبحت موسوعة املعرفة أكرب موسـوعة باللغـة العربيـة حجمـاً‪ ،‬وقبلـة البـاحثني عن معلومـات‬
‫عميق ــة رص ــينة‪ .‬أض ــف إىل ذل ــك أهنا متواج ــدة على اإلن ــرتنت‪ ،‬مفتوح ــة للمس ــامهني‪ ،‬وح ــرة‬
‫للنقــل واالقتبــاس عنهــا‪ .‬تضــم املوســوعة ‪ 52,300‬مقــال باإلضــافة إىل ‪ 60,000‬صــورة و‬
‫‪ 2.4‬مليــون صــفحة خمطــوط عــريب و ‪ 25,000‬كتــاب عــريب متــاح للتنزيــل بــدون حقــوق‬
‫ملكية) مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر التعريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاملوقع من املوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع نفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬رابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫‪ .http://www.marefa.org/index‬تاريخ الزيارة‪25/4/1435/‬ه‪.‬‬
‫مصـ ــرع احلالج(‪ ،)1‬وفيهـ ــا متجيـ ــد لش ـ ــهيد التصـ ــوف املزع ـ ــوم هـ ــذا‪ ،‬فلفت ه ـ ــذا نظـ ــر‬
‫ماسينيونـ وبدأ يعجب به‪ ،‬إعجاباً أقنعه بتكريس دراساته له‪ ،‬فبدأ أحباثه عنه(‪.)2‬‬
‫ويف ع ـ ـ ــام ‪1922‬م حص ـ ـ ــل على ال ـ ـ ــدكتوراه من جامع ـ ـ ــة الس ـ ـ ــوربونـ الفرنس ـ ــية‬
‫بعنوان‪:‬ـ (آالم الحالج‪ ،‬شهيد اإلسالم الصوفي‬
‫‪La Passion dal – Hallaj Martyr Mystique de‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪) Lislam‬‬

‫صور احلالج يكىن أبا مغيث‪ ،‬وقيل‪ :‬أبا َعْبد اللَّ ِه‪ ،‬وكان جده‬ ‫() – هو احْلُ َسنْي بن َمْن ُ‬
‫‪1‬‬

‫جموسيا امسه حممى من أهل بيضاء فارس‪ ،‬نشأ احلُ َسنْي بواسط‪ ،‬وقيل‪ :‬بتسرت‪ ،‬وقدم َب ْغ َداد‪،‬‬
‫فخالط الصوفية‪ ،‬وصحب من مشيختهم اجلنيد بن حُمَ َّمد‪ ،‬وأبا احْلُ َسنْي النوري‪ ،‬وعمرو‬
‫املكي‪ ،‬والصوفية خمتلفون فيه‪ ،‬فأكثرهم نفى احلالج أن يكون منهم‪ ،‬وأىَب أن يعده فيهم‪،‬‬
‫ي‪ ،‬وحممد بن خفيف الشريازي‪ ،‬وإبراهيم‬ ‫ِ‬
‫وقبله من متقدميهم أَبُو الْ َعبَّاس بن عطاء الَْب ْغ َداد ّ‬
‫ي‪ ،‬وصححوا لَهُ حاله‪ ،‬ودونوا كالمه‪ ،‬حىت قَ َال ابن‬ ‫بن حُمَ َّمد النصر أباذي النَّْي َسابُو ِر ّ‬
‫صور عامل رباين‪ ،‬ومن نفاه َع ِن الصوفية نسبه إِىَل الشعبذة يِف فعله‪،‬‬ ‫خفيف‪ :‬احْلُ َسنْي بن َمْن ُ‬
‫وإىل الزندقة يِف عقده‪ ،‬وله إِىَل اآلن أصحاب ينسبون إليه‪ ،‬ويغلون فيه‪ ،‬قال أبو زرعة‬
‫الطربي يقول‪ :‬مسعت أبا يعقوب األقطع يقول‪ :‬زوجت ابنيت من احلسني بن منصور ملا‬
‫رأيت من حسن طريقته واجتهاده‪ ،‬فبان يل بعد مدة يسرية أنه ساحر حمتال‪ ،‬خبيث كافر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬والذي يظهر يل أن له أتباع كثُر من املتصوفة يف العامل اإلسالمي‪ ،‬وقد ّ‬
‫روج‬ ‫ُ‬
‫الباحثون الغربيون تراثه الصويف ونشروه يف بالد املسلمني من أجل إفساد عقيدهتم وسيأيت‬
‫تفصيل ذلك‪ ،‬انظر‪( :‬تاريخ بغداد‪ ،‬أليب بكر البغداد‪.)688 /8 ،‬‬
‫() ‪ -‬موسـ ـ ـ ـ ــوعة املستشـ ـ ـ ـ ــرقني‪ ،‬د‪ .‬عبـ ـ ـ ـ ــد الـ ـ ـ ـ ــرمحن بـ ـ ـ ـ ــدوي‪ ،‬ص (‪ ،)531-530‬دار العلم‬ ‫‪2‬‬

‫للماليني‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪( ،‬ط‪ )3/1993‬بتصرف يسري‪.‬‬


‫()‪ -‬التصـ ــوف بقلم لـ ــويس ماسـ ــينيون ومصـ ــطفى عبـ ــد الـ ــرزاق‪ ،‬وهـ ــو ضـ ــمن حبوث لـ ــويس‬ ‫‪3‬‬

‫ماس ــينيون ال ــيت قـ ـ ّدمها يف دائ ــرة املع ــارف اإلس ــالمية‪ ،‬وق ــد أخ ــذ مص ــطفى عب ــد ال ــرزاق ه ــذا‬
‫البحث وع ّقب عليــه وعلّــق عليــه بعض آرائــه دعم ـاً آلراء ماســينيون وأخرجــه يف حبث واحــد‬
‫حيمــل امسي لــويس ماســينيون ومصــطفى عبــد الــرزاق‪ ،‬جلنــة ترمجة دائــرة املعــارف اإلســالمية‪،‬‬
‫إب ــراهيم خورش ــيد‪ ،‬د‪ .‬عب ــد احلمي ــد ي ــونس‪ ،‬عثم ــان عثم ــان‪ ،‬ص (‪ )7‬دار الكت ــاب اللبن ــاين‪،‬‬
‫مكتبة املدرسة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1984 :1‬م‪.‬‬
‫مث تبعه ــا برس ــالة ح ــول (المف ردات التقني ة للص وفية اإلس المية ‪Lexique‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪)Technique de la Mystique Musulmane‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر املرجع السابق‪ ،‬وانظر موقع (موسوعة املعرفة) االلكرتونية بتصرف يسري‪ ،‬رابــط‪/‬‬
‫‪ .http://www.marefa.org/index‬تاريخ الزيارة‪30/4/1435/‬ه‪.‬‬
‫حياته العملية والسياسية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مما تق ـ ّدم يتــبنّي أن لــويس ماســينيون‪ Louis Massignon ‬كــان مستشــرقاً‬
‫فرنسياً عشق الشرق ورأى يف التصـوفـ اإلسـالمي الـذي متثّـل لـه يف (الحالج) مناجـاة‬
‫إهلية موجودة يف كل املِلل والنِحل واألديان‪.‬‬
‫يقول لــويس ماســينيون‪( :‬جذبني الشرق إليه بماضيه الحافل بالديانات‪ ،‬فإذا‬
‫بي غ ارق في ه إلى قم ة رأس ي‪ ،‬وإذا بفالس فة اإلس الم ومتص ّوفوه يحظ ون جميع اً‬
‫بالقس ط األك بر من تفك يري‪ ،‬وإذا بي بع د دراس تي إي اهم أنج ذب نح و المنب ع‬
‫تصوفهم وفلسفتهم)(‪.)1‬‬
‫األول الذي استقى منه هؤالء الفالسفة ّ‬
‫وعـ ــىن لـ ــويس ماسـ ــينيون باآلثـ ــار اإلسـ ــالمية والتحـ ــق باملعهـ ــد الفرنسـ ــي لآلثـ ــار‬
‫الش ــرقية يف الق ــاهرة‪ ،‬ويف ع ــام ‪1907‬م ُكلِّف مبهم ــة تنقيبي ــة عن اآلث ــار جن ــويب بغ ــداد‬
‫وه ــو مل يتج ــاوز اخلامس ــة والعش ــرين من عم ــره‪ ،‬مث انفص ــل يف بعث ــة آثاري ــة ليبحث عن‬
‫قصـر (األُخيضر)(‪ )2‬جنـوب كـربالء‪ ،‬وعلى أثــر وشـاية بــه وقـع بيــد السـلطات العثمانيـةـ‬
‫تدخل العالمة حممــود‬
‫اليت اهّت مته باجلاسوسية والتآمر على السلطة‪ ،‬ومهّت بإعدامه لوال ّ‬
‫شكري األلوسي‪ ،‬والقاضـي علي نعمـان األلوسـي‪،‬ـ اللّـذين تو ّسـطا لـه وكفاله‪ ،‬عـاد إىل‬

‫() – انظر‪ :‬موقع (موسوعة املعرفة) االلكرتونية بتصرف يسري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرابط‪ .http://www.marefa.org/index‬تاريخ الزيارة‪30/4/1435/‬ه‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬قص ر األُخيض ر‪ :‬ه ــو قص ــر أث ــري يف بادي ــة ك ــربالء وسط‪ ‬الع ــراق‪ ‬و ال ت ــزال أطالل‬
‫القصر قائمة إىل يومنا هذا‪.‬‬
‫الموق ع‪ :‬يـق ـ ـ ـعـ قـص ـ ـ ـرـ اـألخـيـض ـ ـ ـرـ عـلـىـ حنوـ أـرـبـعـني كـيـل ـ ـ ـوـ م ـ ـ ـ ًرتـاـ إـيل اـجلـن ـ ـ ـوـبـ اـلـغ ـ ـرـيبـ مـنـ‬
‫ك ـرـبـالـءـ‪،‬ـ وـيـش ـبـهـ يفـ ختطـيـط ـهـ قـص ـرـ اـملـشــىت وـيـش ـكـلـ ه ـذـاـ اـلـقـص ـرـ مبخـطـط ـهـ حـلـق ـةـ اـالتـص ـاـلـ‬
‫بـني ط ـرـاـزـ قـص ـرـ اـملـشــىت مـنـ مـنـش ـآـتـ اـألم ـوـيـني‪،‬ـ وـبـني قـص ـوـرـ س ـاـمـرـاـءـ اـلــيت أـقـاـمـه ـاـ اـخللـف ـاـءـ‬
‫اـلـعـبـاـس ـيـوـنـ‪،‬ـ وـيـنـس ـبـ ه ـذـاـ اـلـقـص ـرـ إـىل اـألم ـريـ عـيـس ـىـ بـنـ مـوـس ـىـ مـنـ اـألس ـرـةـ اـلـعـبـاـس ـيـةـ اـلــيت‬
‫كـاـنـتـ تـقـيـمـ يفـ هـذـهـ اـملـنـطـقـةـ عـاـمـ ‪778‬مـ‪،‬ـ اـملـرـجـعـ‪:‬ـ مـوـقـعـ شـكـوـمـاـكـوـ ‪،shakwmakw‬‬
‫قلت‪:‬‬
‫رابـ ـ ـ ــط التحميـ ـ ـ ــل‪ www.shakwmakw.com :‬بتـ ـ ـ ــاريخ‪6/5/1435:‬ه‪ُ .‬‬
‫وهن ــاك آراء أخ ــرى تارخيي ــة عن ه ــذا القص ــر وملزي ــد من املعلوم ــات عن ــه ي ــرجى زي ــارة املوق ــع‬
‫نفس ـ ـ ــه‪ ،‬أو بعض املص ـ ـ ــادر كاملفص ـ ـ ــل يف ت ـ ـ ــاريخ الع ـ ـ ــرب قب ـ ـ ــل اإلس ـ ـ ــالم د‪ .‬ج ـ ـ ــواد علي‪( ،‬‬
‫‪.)15/35‬‬
‫الق ــاهرة ع ــام‪1909‬م‪ ،‬واس ــتمع إىل دروس األزه ــر ب ــالزي األزه ــري‪ ،‬وانتدبت ـهـ اجلامع ــة‬
‫املصــرية أســتاذاً لتــاريخ الفلســفة ‪1912‬م‪1913-‬م وألقىـ بالعربيــة حنو أربعني حماضــرة‬
‫حول (التكوين التاريخي لالصطالحات الفلسفية) وكــان طــه حســني أحــد تالمذتــه‪،‬‬
‫ـزوج من ابن ـ ـ ــة خالت ـ ـ ــه بع ـ ـ ــد أن كـ ـ ــان ميي ـ ـ ــل إىل الزه ـ ـ ــد وحي ـ ــاة‬
‫ويف ع ـ ـ ــام ‪1914‬م‪ ،‬ت ـ ـ ـ ّ‬
‫التصوف(‪.)1‬‬
‫كــان ماســينيونـ ابن بيئتــه وجمتمعــه‪ ،‬وكشــفت بعض الوثــائق عن أنــه كــان مــاثالً‬
‫على مقرب ـ ــة من األح ـ ــداث السياس ـ ــيةـ ال ـ ــيت ص ـ ــنعت‪ ‬اتفاقي ـ ــة س ـ ــايكس‪ -‬بيكو(‪ ،)2‬كمـ ــا‬
‫‪1‬‬
‫() – اـنـظ ـ ـرـ‪:‬ـ مـوـس ـ ـوـعـةـ اـملـسـتـش ـ ـرـقـني‪،‬ـ عـب ـ ـدـ اـل ـ ـرـمحنـ ب ـ ـدـوـيـ صـ (ـ‪)532‬ـ‪،‬ـ وـاـنـظ ـ ـرـ‪:‬ـ مـوـقـ ـعـ‬
‫(ـمـوـس ـوـعـةـ اـملـعـرـف ـةـ)ـ اـإلـلـكـرتـوـنـي ـةـ‪،‬ـ الرابــط‪، http://www.marefa.org/index /‬‬
‫تاريخ الزيارة‪27/5/1435 :‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – كــانت اتفاقيـة سـايكس‪ -‬بيكـو عـام ‪1916‬م تنص تفامهاً ســرياً على تقسـيم الشــام إىل‬
‫ثالث منــاطق‪ ،‬املنطقــة (أ) الزرقــاء وهي العــراق وختضــع لإلدارة الربيطانيــة‪ ،‬واملنطقــة احلمــراء‬
‫(ب) وهي ســوريا وختضــع للســيادة الفرنســية‪ ،‬أمــا املنطقــة الســمراء فلســطني فتخضــع إلدارة‬
‫دوليـة‪ ،‬ويـأيت ذلـك كمقدمـة لتسـليم فلسـطني لليهـود‪ ،‬وقـد مت الوصـول إىل هـذه االتفاقيـة بني‬
‫تشــرين الثــاين عــام‪1915‬م وأيــار عــام ‪1916‬م مبفاوضــات ســرية بني الدبلوماســي الربيطــاين‬
‫مــارك ســايكس والدبلوماســي الفرنســي فرانســوا جــورج بيكــو‪ ،‬وملزيــد أنظــر كتــاب‪ :‬ســورية‬
‫بالد الشام‪ ،‬جتزئـة وطن حـول اتفاقـات سـايكس‪ -‬بيكـو دراسـة وملـف وثـائقي باللغـة العربيـة‬
‫والفرنســية‪ ،‬لألســتاذ األب د‪ .‬جوزيــف حجــار‪ ،‬دار طالس للدراســات والرتمجة والنشــر‪ ،‬ط‬
‫‪ :1‬ـ ‪1999‬م‪ ،‬ص (‪ )129‬ـ وقد أبدى ماسينيون عن نصيبه في صناعة اتفاقية سايكس‬
‫بيكو حين خاطب أحد المسئولين بهذا الخصوص فقال‪( :‬أنت تعلم بــأن احلكومــتني يف‬
‫فرنســا وإجنلــرتا مكلفتــان ســوية بالقضــية العربيــة‪ ،‬إن حكومــة فرنســا لــديها مصــاحل خاصــة يف‬
‫اجلزيــرة‪ ،‬ويف ســوريا وهي مصــاحل معــرتف هبا يف املواثيــق‪ ،‬ويقــع على عــاتق فرنســا أن تضــمن‬
‫إىل احلكومــات العربيــة املســتقلة الــيت ستتشـ ّكل يف هــذه املنــاطق بعــد احلرب االســتقرار واألمن‬
‫واحلضـ ــارة‪ ،‬إن البعثـ ــة السياسـ ــية والـ ــيت يرتأسـ ــها السـ ــيد جـ ــور بيكـ ــو مكلّفـ ــة بالتحضـ ــري هلذه‬
‫املسائل‪....‬لويسـ ماسينيون‪ ،‬رسائل العام ‪( ،)1918‬انظر‪ :‬ماسينيون يف بغــداد من االهتــداء‬
‫الصـ ـ ـ ــويف إىل اهلدايـ ـ ـ ــة الكولونياليـ ـ ـ ــة‪ ،‬لعلي بـ ـ ـ ــدر‪ ،‬ص‪ ،93‬ط‪2/2010‬م املؤسسـ ـ ـ ــة العربيـ ـ ــة‬
‫أشـ ـ ــارت إىل اخنراطـ ـ ــه يف التبشـ ـ ــري لالنتـ ـ ــداب الفرنسـ ـ ــي‪ ،‬وقـ ـ ــد كـ ـ ــان الـ ـ ــراعيـ الـ ــروحي‬
‫للجمعي ــات التبش ــرييةـ الفرنس ــية يف مص ــر‪ ،‬كم ــا اخنرط يف سياس ــة بل ــده‪ ،‬ومن مث ت ــوىل‬
‫حساسـ ــة‪ ،‬وعُني مستشـ ــاراً يف وزارة املسـ ــتعمرات الفرنسـ ــية يف شـ ــؤون مشايل‬ ‫مناصـ ــب ّ‬
‫إفريقيا(‪.)1‬‬
‫ومن أقواله اخلطرية يف جمال التبشري‪ ،‬يقول صاحب‪" :‬التبشري واالســتعمار يف‬
‫البالد العربي ــة" (يق ول‪" :‬ل ويس ماس ينيون" وه و أس تاذ جامع ة فرنس ية في ب اريس‬
‫والمبش ر في قس م الش ئون الش رقية في وزارة المس تعمرات الفرنس ية‪" :‬إن‬ ‫ّ‬
‫لونُوا بالمدنية المسيحية)(‪.)2‬‬
‫الطالب الشرقيين الذين يأتون إلى فرنسا يجب أن يُ َّ‬
‫واســتُخدم مرتمجاً حتت تَصـ ُّـرف اخلارجيــة الفرنســية ومســاعداً للمنــدوب الســامي‬
‫الفرنسي يف سورية وفلسطني من‪ 27 ‬مارس‪1917 ‬م إىل‪ 28 ‬أبريل‪1919 ‬م‪.‬‬
‫ك ــذلك أراد ج ــورج بيك ــو االس ــتفادة من خربت ــه ملعرفت ــه اللغ ــة العربي ــة والديان ــة‬
‫اإلســالمية‪ ،‬فاختذه مستشــاراً لعلّــه يســاعده يف مســاعيه إلقنــاع املثقفني العــرب بــالفكرة‬
‫االستعمارية‪ ،‬وكانت اخلارجيـة الفرنسـية تنتظـر منـه تزويـدها مبعلومـات عن الـدول الـيت‬
‫زارها وعن العـامل اإلسـالمي‪ ،‬وخـدم يف اجليش الفرنسـي مخس سـنوات يف أثنـاء احلرب‬
‫العاملي ــة األوىل‪ ،‬مث ح ــاول اخلروج من فخ الت ــآمرات السياس ــية‪،‬ـ إذ آملت ــه خيان ــة‪( ‬بلف ور)‬
‫فكتب الحقـ ـ ـ ـ ـاً يف مقدمـ ـ ـ ــة (تقويم ه للع الم اإلس المي‪L’Annuaire du:‬‬

‫للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت – لبنان)‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫() – موقــع (موســوعة املعرفــة) اإللكرتونيــة الرابــط الســابق ويف نفس تــاريخ الزيــارة الســابق‪،‬‬
‫وانظــر‪ :‬جملــة املنــار (كاملــة ‪ 35‬جملــدا)‪ )29/456( ،‬جمموعــة من املؤلفني‪،‬ـ حممــد رشــيد بن‬
‫علي رضا (املتوىف‪1354 :‬هـ)‪ ،‬بدون العثور على رقم العدد وتارخيه‪ ،‬ومصدر اجمللة (املكتبــة‬
‫الشاملة) نسخة املوافقة للمطبوع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – التبش ــري واالس ــتعمار يف البالد العربي ــة‪ ،‬د‪ .‬مص ــطفى خال ــدي ود‪ .‬عم ــر ف ــروخ‪ ،‬ص (‬
‫‪ )89‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪ -‬صيدا‪ ،‬بريوت ط‪3/1986‬م‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬حملات يف الثقافة اإلسالمية‪ ،‬عمر عودة اخلطيب‪ )1/192( ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‬
‫(ط‪15/1425‬هـ‪2004-‬م)‪.‬‬
‫‪ - )Monde Islamique‬حيث قال‪( :‬نسينا التزامنا بكلمتنا للعرب ولم‬
‫تعد تقودنا إال المعدات)(‪.)1‬‬
‫وبع ــد جولت ــه اخلارجي ــة ع ــاد إىل ب ــاريس وعُنِّي معي ــداً يف كرس ــي علم االجتم ــاع‬
‫اإلس ـ ــالمي يف اجملم ـ ــع الفرنس ـ ــي وامسه‪ Collège de France:‬م ـ ــا بني عـ ــام‬
‫‪1919‬م‪1924-‬م‪ ،‬مث أس ـ ــتاذ كرس ـ ــي ع ـ ــام ‪1926‬م وم ـ ــديراً (للمدرس ة التطبيقي ة‬
‫للدراس ات العلي ا قس م العل وم الدينية‪École pratique des Hautes‬‬
‫‪ ) Études-sciences religieuse‬ـ وذل ــك ع ــام ‪1933‬م(‪ )2‬ح ــىت تقاع ــد ع ــام‬
‫‪1954‬م كمــا ت ــوىل حتري ــر جمل ــة (الع الم اإلس المي)ع ــام‪1919‬م مث جملــة (الدراس ات‬
‫اإلسالمية) اليت حلّت حملها عام ‪1927‬م‪ ،‬و(تقويم العالم اإلسالمي) التابع هلا(‪.)3‬‬
‫لكن ارتباطاتـ لويس ماسينيون السياســيةـ جعلتــه موضــع شــبهة‪ ،‬إال أن اســتقالليةـ‬
‫شخص ــيته وتفك ــريه العلمي واهتمامـ ـهـ ونش ــاطه املي ــداين وأعمال ــه األدبي ــة العدي ــدة ال ــيت‬
‫أحيت كثــرياً من الــرتاث العــريب واإلســالميـ ولكن لألســف الشــديد فــإن أكــثر جهــوده‬
‫كانت رامية إىل خدمة العقيـدة الصــوفية باإلضــافة إىل اهتمامـه بالتشــيع‪ ،‬إال أن ذلـك مل‬
‫مينع ــه بتق ــدير كث ــريين من الش ــرقيني واح ــرتامهم ل ــه‪ ،‬حيث أظه ــر تعاطف ــه م ــع الع ــرب‬
‫واملسلمني بشكل وبآخر(‪.)4‬‬
‫أحدث ماسينيونـ ثورة يف الفكر بعد أن شكك يف رسالة فرنسا وبريطانيا اللــتني‬
‫مل تفي ــا بوعودمها للع ــرب باالس ــتقالل‪ ،‬فب ــدأ جياه ــد يف س ــبيل احلق مقت ــدياً بغان ــدي يف‬
‫سياس ــة الالعن ــف‪ ،‬ووس ــع تض ــامنه م ــع البش ــرية حــىت أقاص ــي األرض ومل يأب ــه بس ــخرية‬
‫معاصـريه من جـراء زياراتـه للسـجناء السياسـيني ودفاعـه عن املضـطهدين‪ ،‬وجهـوده من‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر‪ :‬مستشرقون سياسيون ‪ -‬جامعيون‪ -‬جممعيون‪ ،‬نـذير محد ان ص ( ‪ ،)12‬وانظـر‪ :‬موقـع‬
‫(موسوعة املعرفة) االلكرتونية بتصرف يسري‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪28/5/1435‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬موقع (موسوعة املعرفة) اإللكرتونية بتصرف يسري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع (موسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة املعرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة) اإللكرتونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫‪ http://www.marefa.org/inde‬تاريخ الزيارة ‪5/6/1435‬ه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() – انظر‪ :‬موسوعة املستشرقني‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪ )533‬بتصرف‪.‬‬
‫أجل السالم ونضاله يف سبيل حترير اجلزائـر ومنح املسـتعمرات اسـتقالهلا‪ .‬وإن كـان قـد‬
‫أُقحم يف هناي ــة احلرب العامليـ ـةـ األوىل يف الص ــفقات واملس ــاوماتـ الفرنس ــية واإلنكليزيـ ـةـ‬
‫على الش ــرق األوس ــط‪ ،‬ع ــاد إىل الق ــدس بع ــد احلرب العاملي ــة الثاني ـةـ متص ـ ّدياً للص ــهيونيةـ‬
‫اإلســرائيليةـ ولكــل حماولــة اســتعمارية كمــا يقــول نقــاده ولنصــرة الالجــئني بالتعــاونـ مــع‬
‫أصدقائه من الفالسفة اليهود أمثـال مـارتني بـوبر ‪ Martin Buber‬بأخالقيــة دوليــة‬
‫تــراعى فيهــا احلقــوق واملق ّدســات وتــدعو إىل مصــاحلة متســاوية بني اليهوديــة واملســيحية‬
‫واإلسالم(‪.)1‬‬
‫ومن أعم ــال ماس ــينيون السياس ــية تأسيس ــه جلن ــة التّف ــاهم الفرنس ــية بني املس ــيحية‬
‫واإلسالم مث أصبح رئيساً للجنــة العفـوـ عن احملكـومني يف بالد مـا وراء البحــار ‪1954‬م‬
‫وعضــواً يف مجعيــة أصــدقاء غانــدي(‪ ،)2‬وفُتحت لــه أبــواب عــدة ليكــون عضــواً يف جمامع‬
‫علمية غربية وشرقية‪ ،‬يُذكر منها‪ :‬اجلمعية اآلسيوية وجممع اللغة العربية يف القاهرة منــذ‬

‫‪1‬‬
‫– موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع (موسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة املعرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة) اإللكرتونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري‪ ،‬الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬ ‫()‬
‫‪ http://www.marefa.org/inde‬تاريخ الزيارة ‪15/6/1435‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – ه ـ ـوـ (موهن داس كرمش اند غان دي‪ 2‬أـكـت ـ ـوـبـرـ‪1869‬مـ‪-‬ـ‪30‬ينـ ــايـرـ‪1948‬مـ كـ ـاـنـ‬
‫اـلسـيـاسـ ـ ـيـ الـب ـ ـاـرـزـ وـاـل ـ ـزـعـيـمـ اـل ـ ـرـوـحـيـ للـهـن ـ ـدـ خـالـلـ حـرـك ـ ـةـ اس ـ ـتـقـالـلـ اـهلنـ ـ ـدـ‪،‬ـ وـكـ ـ ـاـنـ رـائـ ــداـ‬
‫لـلس ـاـتيـاـغـرـاـهـاـ وـهـيـ مـقـاـوـم ـةـ االس ـتـبـداـدـ مـنـ خالـلـ اـلـعـص ـيـاـنـ اـملـدين اـلش ـاـمـلـ‪،‬ـ واـلــيت أـدـتـ إىل‬
‫اـسـ ـ ـتـقـالـلـ اهلنـ ـ ـدـ‪،‬ـ وـأـهلمـتـ اـلـكثـ ـ ـريـ مـنـ حـرـكـ ـ ـاـتـ اـحلـقـ ـ ـوـقـ اـملـدنـيـ ـ ـةـ‪،‬ـ وـاـحلـرـيـ ـ ـةـ يفـ مجـي ـ ـعـ أحناـءـ‬
‫اـلـعـاـمل‪،‬ـ غـاـندـيـ مـعـرـوـفـ يفـ مجـيـعـ أـحناـءـ الـعـاـمل بـاسـمـ (ـاـملـهـاـمتاـ غاـنـدـيـ)ـ أـيـ (ـاـلـرـوـحـ اـلـعـظيـمـةـ)ـ‬
‫بـالـلـغـةـ الـسنـسـكـرـتيـةـ‪،‬ـ وـهـوـ تشـرـيـفـ متـ تـطبـيـقـهـ علـيـهـ مـنـ قـبلـ راـبنـدـ رـاـناـثـ طـاـغـوـرـ‪،‬ـ وـأـيـضـاـ يفـ‬
‫اـهلن ـ ـدـ بـاس ـ ـمـ (ـب ـ ـاـبـوـ)ـ بـالـلـغ ـ ـةـ اـلـغـوـجـاـراـتي ـ ـةـ‪،‬ـ وـمتـ تـش ـ ـرـيـفـهـ رمسيًـاـ يفـ اهلن ـ ـدـ باـعـتب ـ ـاـرـهـ أـبـ ـوـ اـألمـ ـةـ‬
‫اـهلندـيـةـ‪،‬ـ وـيتـمـ اـالحـتـفـاـلـ بـعـيـدـ مـيالـدـهـ سـنوـيـاـ يفـ ‪ 2‬أـكـتـوـبـرـ يفـ اهلنـدـ حــىت أـصـبـحـ عـطلـةـ وـطـنيـةـ‬
‫حمـليـاـ للـهـنـدـ‪،‬ـ وـعـاـملـيـاًـ هـوـ الـيـوـمـ الـعـاـملـيـ لـالـ عنـفـ‪،‬ـ أـنـظـرـ تاـرـخيـهـ كـاـمـالًـ يفـ الـكـتـاـبـ بـعـنـوـاـنـ‪:‬ـ‬
‫(ـرـحـلــيت مـعـ غـاـنـدـيـ)ـ ألمحدـ شـقـريـ‪،‬ـ الـدار العربيـة للعلـوم ناشـرون‪ ،‬ط‪:1‬ـ ‪1432‬ه‪ ،‬وانظـر‪:‬‬
‫موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ورابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪egypt.com:‬‬
‫‪egypt.com/ar/permalink/97722.htm‬بتاريخ‪25/4/1435 /‬ه‪.‬‬
‫إنشــائه عــام ‪1933‬م واجملمــع العلمي العــريب يف دمشــق‪ ،‬كمــا ُمنح أومسة رفيعــة‪ ،‬مل ختر‬
‫قواه ومل يفقد عزميته عند وفاة ابنه البكر عام ‪1935‬م(‪.)1‬‬

‫() – انظــر‪ :‬موســوعة املستشــرقني‪ ،‬عبــد الــرمحن بــدوي ص‪ ،533‬وانظــر‪ :‬موقــع (موســوعة‬ ‫‪1‬‬

‫املعرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة) اإللكرتونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري‪ ،‬الراب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫‪http://www.marefa.org/inde‬تاريخ الزيارة ‪20/6/1435‬ه‪.‬‬
‫عقيدته‪:‬‬
‫اهتم ماســينيون يف التّنقيب عن اإلســالم من خالل أدوات صــوفية وشــيعية‪ ،‬وإن كــان‬
‫قد بقي ابن الكنيسة حيث أدان الثقافات الدينية اليت تـؤثر احلب البشـري على احلب اإلهلي‪،‬‬
‫وبالتــايل زعم ماســينيون أنــه دافــع عن الوحدانيــة يف اإلســالم ورفض الــدخول يف الصــراعات‬
‫الدينيـة الـيت (تقسم أوالد هاجر عن أوالد سارة) كمـا قـال وكـان يـرى يف إبـراهيم صـورة‬
‫موحـ ـ ّدة للمؤم ــنني‪ ،‬وكم ــا ك ــان ماس ــينيون من أنص ــار امل ْسـ ـكونية(‪oecuménisme)1‬‬
‫يوح ــد الطوائـ ــف ويتجـ ــاوز التنـ ــاحر وهبذه اللعبـ ــة الفكريـ ــة‬
‫متطلع ـ ـاً إىل تعـ ــايش سـ ــلمي ّـ‬
‫استطاع النهوض بفكرة حوار األديان‪.‬‬
‫وتــابع اهتمامــه بالعـامل اإلســالمي وحــاول فهم أغــوار العالقـة بني الغـرب والشـرق‬
‫آمالً يف تق ــارب بني ديان ــات التوحي ــد‪ ،‬كم ــا أب ــرز ذل ــك يف جمل ــة (اإلل ه الحي‪Dieu‬‬
‫‪) vivant‬‬
‫اليت أسهم يف تأسيسها عــام ‪1945‬م‪ ،‬ووضــع ماســينيون املســؤولية على املرأة يف‬
‫إحيــاء اإلحســاس بوجــود اخلالق (إل ه إب راهيم وإس حاق ويعق وب)‪ ،‬وأبــرز دورهــا يف‬
‫حديث ــه عن الس ــيدة م ــرمي‪ ،‬وفاطم ــة الزه ــراء‪ ،‬وج ــان دارك(‪ ،)2‬وس ــيأيت ب ــاقي املعلوم ــات‬

‫‪1‬‬
‫() – تنقسم جممل جمامع الكنيسة إىل قسمني‪ :‬مجامع عامة‪ ،‬ومجامع خاصة‪:‬‬
‫أما المجامع العامة‪ :‬فتســمى أيضـاً اجملامع املســكونية وتعــين‪ :‬جَتَ ّـمـع رجــال الكنــائس املســيحية يف‬
‫كــل أحناء املعمــورة لدراســة وضــع من أوضــاع الكنيســة ومــا يســتلزمها من خــدمات سياســية‬
‫الزمة‪.‬‬
‫والمج امع الخاص ة‪ :‬وهي ال ــيت تعق ــدها كن ــائس م ــذهب أو أم ــة يف دوائره ــا اخلاص ــة من‬
‫أساقفتها وقساوستها" إما إلقرار عقيدة‪ ،‬أو لرفض عقائد أخــرى‪ ،‬انظــر‪( :‬حماضــرات‬
‫يف النص ـ ــرانية‪ ،‬تبحث يف األدوار ال ـ ــيت م ـ ـ َّـرت عليه ـ ــا عقائ ـ ــد النّص ـ ــارى ويف كتبهم وجمامعهم‬
‫املق ّدسـ ـ ـ ــة وفـ ـ ـ ــرقهم)‪ ،‬حملمـ ـ ـ ــد بن أمحد بن مصـ ـ ـ ــطفى بن أمحد املعـ ـ ـ ــروف بـ ـ ـ ــأيب زهـ ـ ـ ــرة (ت‪:‬‬
‫‪1394‬ه ـ ــ)‪ ،‬الناش ـ ــر‪ :‬دار الفك ـ ــر الع ـ ــريب – الق ـ ــاهرة‪ ،‬ط‪1966-3/1381‬م‪)1/121( ،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫() – انظر‪ :‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي (ترقيم الصفحات بـاحلروف‪ ،‬ص"يـه")‬
‫وانظر موقع (موسـوعة املعرفـة) اإللكرتونيـة بتصـرف‪ ،‬الرابـط‪ http://www.marefa.org /‬تـاريخ‬
‫املتعلقـ ـ ـ ـةـ بعقيدت ـ ـ ــه يف املبحث الث ـ ـ ــامن بعن ـ ـ ــوان‪ :‬املالمح التارخيي ـ ـ ــة للعالق ـ ـ ــة بني الش ـ ــيعة‬
‫واالستشراق الفرنسي وأوجه التالزم الفكري بينهما إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫بلغت مؤلفات لويس ماسينيون أكثر من مئتي كتاب ومقالة‪ ،‬يُذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬آالم احلالّج ومذهب احلالّجية (‪)1909‬‬
‫‪ -2‬الطواسني للحالّج (‪)1913‬‬
‫‪ -3‬آالم احلالّج شهيد التصوف يف اإلسالم (‪)1922‬‬
‫‪ -4‬حبث يف نش ــأة املص ــطلحات الفني ــة للتص ــوف اإلس ــالمي (‪ -1922‬منقح ــة‬
‫ومضاف إليها ‪)1954‬‬
‫‪ -5‬وجممــوع نصــوص غــري منشــورة تتعلــق بتــاريخ التصــوف يف بلــدان اإلســالم (‬
‫‪)1929‬‬
‫‪ -6‬ديوان احلالّج (‪)1955-1931‬‬
‫‪ -7‬أخبار احلالّج _ مبعاونة كراوس (‪)1957 -1936‬‬
‫‪ -8‬أسطورة احلالّج يف بالد األتراك (‪)1946-1941‬‬
‫‪ -9‬حياة احلالج بعد وفاته (‪)1964‬‬
‫‪ -10‬املنح ــىن الشخص ــي حلي ــاة احلالّج (نقل ــه إىل العربي ــة ال ــدكتور عب ــد ال ــرمحن‬
‫بدوي (‪)1947‬‬
‫‪ -11‬مراجع جديدة عن احلالج (‪)1948‬‬
‫‪ -12‬الفلسفة وما وراء الطبيعة يف التصوفـ احلالّجي (‪)1950‬‬
‫‪ -13‬قضية حسني احلالّج (‪)1954‬‬
‫‪ -14‬ديــوان حســني منصــور حالّج (‪ )1955‬ولــه عن غــري احلالّج يف الصــوفية‬
‫كثري(‪.)1‬‬

‫الزيارة ‪25/6/1435‬ه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() – املستشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪ ،)587-3/586( ،‬ط‪ :4‬الناشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪ :‬دار املعـ ـ ـ ـ ـ ــارف‬
‫‪1981‬م‪ ،‬القاهرة – مصر‪.‬‬
‫‪ -15‬عامل اإلسالم (‪1913-1912‬م)‪.‬‬
‫‪ -16‬الكنيسةـ الكاثوليكية واإلسالم (‪1915‬م)‪.‬‬
‫‪ -17‬اإلسالم واالحتاد السوڤيييت (‪1927 -1917‬م)(‪.)1‬‬
‫‪ -18‬املتنيب بإزاء القرن اإلمساعيلي يف تاريخ اإلسالم‪.‬‬
‫مقاالته العلمية‪:‬‬
‫ليعلم الق ــارئ املس ــلم ص ــحيح العقي ــدة واملنهج أن مق ــاالت ل ــويس ماس ــينيونـ مل‬
‫تكن ص ــاحلة‪ ،‬ب ــل ك ــانت لص ــاحل أع ــداء ال ــدين ال ــذين احنرف ــوا عق ــدياً‪ ،‬أو لص ــاحل َمن مل‬
‫ومن يدور يف فلكهم‪.‬‬ ‫يعتقد باإلسالم ديناً‪ ،‬النصارى – اليهود َ‬
‫يق ــول ص ــاحب كت ــاب التبش ــري واالس ــتعمار‪( :‬ويتم نى "ماس ينيون" في إح دى‬
‫مقاالته أن يعود االعتقاد اإلسالمي في رجوع عيسى ابن مريم فيتفق مع الحادث‬
‫الث اني للمس يح النص راني‪ ..‬ويقص د "ماس ينيون" بكلم ة ثاني ة أوض ح أن يع ود‬
‫المسلمون عن قولهم عيسى ابن مريم إلى القول‪ :‬عيسى ابن اهلل ‪ -‬تعالى اهلل عن‬
‫ذل ك عل ًّوا كب ًيرا‪ -‬وفح وى مق ال "ماس ينيون" كل ه أن ه م ا دام ل دى المس لمين‬
‫أخبار برجوع المسيح عيسى ابن مريم‪ ،‬فلماذا ال يكون هذا المسيح الراجع هو‬
‫المس يح ال ذي يعتق د ب ه النص ارى الي وم؟ وجع ل "ماس ينيون" ه ذه الفك رة عم دة‬
‫دعوته إلى أن يحمل المسلمون على ترك دينهم حتى يسهل استعمارهم على أهل‬
‫قلت‪ :‬وال يعــدوا أن يكــون هــذا دســتور ماســينيونـ الــذي وضــعه لالنطالق‬
‫ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫الغرب)‬
‫بفكرة "حوار األديان"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع (موسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة املعرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة) اإللكرتونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري‪ ،‬الراب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫‪ http://www.marefa.org/inde‬تاريخ الزيارة ‪28/6/1435‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – انظر‪ :‬التبشري واالستعمار يف البالد العربية‪ ،‬مصطفى خالدي وعمر فـروخ‪ ،‬ص (‪)83‬‬
‫وانظر‪ :‬حملات يف الثقافة اإلسالمية‪ ،‬عمر عودة اخلطيب ( ‪ ،)193-1/192‬الناشر‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪( ،‬ط‪15/1425‬ه‪2004-‬م)‪.‬‬
‫وأمثال هذه المقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬تاريخ العقائد الفلسفية العربية يف جامعة القاهرة (‪1921-1912‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬الدراسات اإلسالمية يف إسبانياـ (‪.)1936 -1918‬‬
‫‪ -3‬أصول عقيدة الوهابيةـ وفهرس مبصنفات مؤسسها (‪.)1936 -1918‬‬
‫‪ -4‬أساليب تطبيق الفنون لدى شعوب اإلسالمـ (‪.)1921‬‬
‫صدرت كلها يف جملة (العامل اإلسالمي)‪.‬ـ‬
‫‪ -5‬كما كتب‪( :‬حال اإلسالم اليوم) جملة باريس (‪.)1929‬‬
‫‪( -6‬أثر اإلسالم يف تأسيس املصارف اليهوديةـ وحركتها يف العصر الوسيط)‬
‫جملة الدراسات الشرقية (‪.)1931‬‬
‫‪ -7‬ويف جملة‪ :‬تاريخ علم األخالق‪ ،‬كتب‪ :‬أســباب وأســاليب الــدعوة اإلســالميةـ‬
‫بني شعوب إفـريقيا الوثنية (‪.)1938‬‬
‫‪ ( -8‬التصــوف اإلســالميـ والتصــوف املســيحي يف العصــر الوســيط) (‪.)1956‬‬
‫وحتدث عن مكانــة الثقافــة اإلســالمية يف احلضــارة العاملي ـةـ مــؤمتر اليونســكو ‪ -‬بــريوت (‬
‫‪ )1948‬ونشـ ــر لـ ــه املعهـ ــد الفرنسـ ــي بالقـ ــاهرة (‪( )1952‬فلسـ ــفة ابن سـ ــينا وألفبـ ــاؤه‬
‫الفلسفية)(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع (موسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة املعرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة) اإللكرتونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري‪ ،‬الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫‪ http://www.marefa.org/inde‬تاريخ الزيارة ‪15/6/1435‬ه‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التعريف بمفهوم االستشراق الفرنسي‪،‬‬
‫ويتك ّون من ثمانية مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحـث الثاني‪ :‬أهداف االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحـث الثالث‪ :‬خصائص االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحـث الرابع‪ ":‬أهم مراكز االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أهم المستشرقين الفرنسيين وأبحاثهم‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬إيراد بعض دراسات المستشرقين الفرنسيين حول اإلسالم‪.‬‬
‫المبحث السابع‪ :‬إيراد بعض مؤتمرات االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الثامن‪ :‬المالمح التاريخية للعالقة بين الشيعة و االستشراق الفرنسي‬
‫وأوجه التالزم الفكري بينهما‬
‫وقبل الحديث عن المبحث األول بعنوان نشأة االستشراق الفرنسي‪ ،‬أود‬
‫تقسيم الدراسة إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬بداية العالقة بين المسلمين والفرنسيين‪.‬‬
‫‪ -2‬نشأة االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫بداية العالقة بين المسلمين والفرنسيين‬
‫يـ ــرى البعضـ أن محلـ ــة املسـ ــلمني الـ ــيت كـ ــانت بقيـ ــادة عبـ ــد الـ ــرمحن الغـ ــافقي ع ــام‬
‫‪114‬هـ ‪732‬م هي البدايـ ـ ـ ـ ــة احلقيقي ـ ـ ـ ـ ـةـ للعالقـ ـ ـ ـ ــة الفرنسـ ـ ـ ـ ــية باملسـ ـ ـ ـ ــلمني حيث مل يعلم‬
‫الفرنســيون شــيئًا عن املســلمني قبــل تلــك احلملــة‪ ،‬وبعــدها علمت فرنســا شــأنـ املســلمني‬
‫وبـدأت تُعـ ّد عُــدَّهتا حلمايـة حـدودها ومواجهــة خطـر املســلمني عليهــا بـل ومواجهــة كـل‬
‫ما بوسـعها إيقـاف امل ّد اإلسـالمي‪،‬ـ وكـانت التسـاؤالت الوحيـدة يف شـأنـ قـوة املسـلمني‬
‫وق ــدرهتم على ف ــرض اهليمن ــة على الـ ـ ّدول وانتش ــار دائ ــرة نف ــوذهم‪ ،‬فك ــان على فرنس ــا‬
‫اجلو املهيّأـ لفرنسا معرفة ذلك عنــدما مسعت‬ ‫سر تلك القوةـ اخلارقة‪ ،‬وكان ّ‬ ‫التنقيبـ عن ّ‬
‫بوجود أكرب معاقل للمسلمني يف بوابة أوروبا اخللفية وهي األندلس‪ ،‬فســرعان مــا وفــد‬
‫الفرنسيون إىل األندلس للكشف عن أسرار تلك القوةـ لضمان حفظ أمنها الداخلي‪.‬‬
‫ولكن واقـ ــع احلال أن معركـ ــة بالط الشـ ــهداء الـ ــيت قادهـ ــا عبـ ــد الـ ــرمحن الغ ــافقي‬
‫ليس ــت هي البداي ـةـ احلقيقي ـةـ للعالق ــة بني فرنس ــا واملس ــلمني رغم إش ــاعة ه ــذا ال ــرأي يف‬
‫ظن الكثـ ــري من النـ ــاس أن أول معرفـ ــة الفرنسـ ــيني باملس ــلمني‬ ‫كثـ ــري من املصـ ــادر‪ ،‬حيث ّ‬
‫والع ــامل اإلس ــالمي ك ــانت إث ــر تطري ــق عب ــد ال ــرمحن الغ ــافقيـ وجن ــوده البوابـ ـةـ اجلنوبي ــة‬
‫لفرنس ــا بس ــيوف اجملاه ــدين‪ ،‬واملث ــال على ذل ــك يق ــول أح ــد الب ــاحثني ُم َعْن ِون ـاً املوض ــوعـ‬
‫قائالً‪( :‬الصالت الثقافية بين الشرق االسالمي وفرنسا)‪.‬‬
‫نصه‪( :‬يبدو وجود تعقيد نِسبي في تحديد زمن تلك ّ‬
‫الص الت التي تمت‬ ‫ما ّ‬
‫شرق االسالمي وفرنسا‪ ،‬ومع ذلك فقد اتّفقت كلمة بعض ال ّدارسين على‬ ‫بين ال ّ‬
‫الص الت تع ود إلى ت اريخ ق ديم ج ًدا‪ ،‬عن دما وص لت جي وش المس لمين‬
‫أن ه ذه ّ‬
‫ضبط عند جبال البرانس (‪.)1‬‬
‫بقيادة عبد الرحمن الغافقي إلى جنوب فرنسا بال ّ‬
‫() ‪ -‬آراء املستشــرقني الفرنســيني يف القــرآن الكــرمي د‪ .‬أمحد نصــري‪ ،‬ص (‪ ،)18‬ط‪ :1‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪2009‬م‪ ،‬رباط – املغرب‪.‬‬


‫إذ تص ّدى شارل مارتل‪Charles martel ،‬‬
‫بالجيوش التي تم ّكن من حشدها في وقعة بواتييه‪ ،‬التي سماها العرب بالط‬
‫الش هداء‪ ،‬وك انت تل ك مناس بة ك برى م ّكنت الفرنس يين من التع ّرف على‬
‫المس لمين‪ ،‬وتوطّ دت تل ك الص الت في عه د الخليف ة العباس ي ه ارون الرش يد‬
‫حيث كانت هناك مراسالت وهدايا بينه وبين االمبراطور شارلمان‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫ج اءت الح روب الص ليبية ‪ les croisades‬لتزي د من اهتم ام فرنس ا أك ثر‬
‫( ‪)1‬‬
‫بالشرق العربي‬
‫قلت‪ :‬لكن الصحيح أ ّن هذه احلادثة كــانت متــأخرة عن أخواهتا األوىل‪ ،‬فبــالنظر‬
‫ُ‬
‫إىل املصــادر املتخصصــة يف التــاريخ جند أن أول من عـ ّـرف الفرنســيني بالعــامل اإلســالميـ‬
‫هو وايل األندلس موسى بن نصري‪.‬‬
‫وذلــك مبناســبة قيادتــه للحملــة العســكرية عــام ‪ – 93‬يونيــو ‪712‬م الــيت اجّت هتـ‬
‫غربــا ودخلت أشــنوريس‪ ،‬وبــذلك يكــونـ قـد فتح منــاطق يف األراضــي الكبــرية (فرنسا)‬
‫حيث جبال الـربت‪ ،‬وقـاد حركـة امل ّد اإلسـالمي بنفسـه وانطلـق بالسـرايا الـيت معـه وفتح‬
‫من ــاطق يف جن ــوب فرنس ــا ح ــىت من ــاطق قرقش ــونه واريون ــه‪ ،‬واينس ــيون‪،‬ـ ولي ــون على هنر‬
‫الـ ــرون‪ ،‬ورمبا يكـ ــون موسـ ــى قـ ــد وجـ ــه السـ ــرايا الختيـ ــار هـ ــذه املنـ ــاطق‪...‬ـ ويـ ــذكر ابن‬
‫خل ــدون أن موس ــى بن نص ــري ق ــاد الس ــرايا بنفس ــه وراء جب ــال ال ــربت يف فرنس ــا‪ ،‬وق ــد‬
‫تك ــون ه ــذه الس ــرايا ال ــيت رمبا قاده ــا بنفس ــه أو أرس ــل أح ــد أبنائ ـهـ عب ــد األعلى أو عب ــد‬
‫العزيــز بن موســى بن نصــري الستكشــافها مــا دام أنــه كــان قريبًــا منهــا وأن أحــد التــابعني‬
‫وامسه (حي ان بن أبي جبله) ق ــد غ ــزا يف بالد الفرجنة م ــع موس ــى بن نص ــري إىل بل ــدة‪-‬‬
‫يقال هلا قرقشونه(‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬آراء املستش ـ ـ ــرقني الفرنس ـ ـ ــيني يف الق ـ ـ ــرآن الك ـ ـ ــرمي د‪ .‬أمحد نص ـ ـ ــري‪ ،‬ص (‪،)19-18‬‬
‫وانظـ ــر‪ :‬البيـ ــان املغـ ــرب يف أخبـ ــار األنـ ــدلس واملغـ ــرب‪،‬ـ البن عـ ــذاري املراكشـ ــي‪،)1/51( ،‬‬
‫وانظر‪ :‬دولة اإلسالم يف األندلس‪ ،‬حممد عبد اهلل عنان املؤرخ املصري‪.)12-1/104( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫() – انظ ــر‪ :‬معرك ــة بالط الش ــهداء يف الت ــاريخ اإلس ــالمي واألورويب‪ ،‬د‪ .‬عب ــد الفت ــاح مقل ــد‬
‫الغـ ـ ــنيمي‪ ،‬ص (‪ )24‬بتصـ ـ ـ ــرف يسـ ـ ـ ــري‪ ،‬ط‪:1‬ـ ـ ـ ـ ‪1416‬ه‪ ،‬الناشـ ـ ـ ــر‪ :‬عـ ـ ـ ــامل الكتب‪ -‬للنشـ ـ ــر‬
‫والتوزيـ ــع‪ -‬القـ ــاهرة‪ ،‬مصـ ــر‪،‬ـ وانظـ ــر‪ :‬مـ ــوجز عن الفتوحـ ــات اإلسـ ــالمية‪ ،‬د طـ ــه أبـ ــو عُبيَّة‪( ،‬‬
‫ويــذكر أن يف أواخــر خريــف عــام ‪94‬هـ ‪713‬م أرســل موســى بن نصــري َسـ ِف َريي‬
‫اخلليفــة ومها مغيثـ الــرومي‪ ،‬وعلي بن ربــاح‪ ،‬لكي يأخــذا رأي اخلليفــة يف فكــرة الفتح‬
‫لكــل أوروبــا‪ ،‬وكــان قــد أخــرب اخلليفــة عن طريــق هــذين الســفريين مبا مت اجنازه وفتحــه‪،‬‬
‫وما ينوي القيام به من فتوحات الحقة مستقبلية(‪.)1‬‬
‫وبعد رحيل موسى بن نصري أتى ابنه عبــد العزيــز بن موســى بن نصــري يواصــل مــا‬
‫تركــه أبــوه فبــذل جهــوداً كبــرية يف ســبيل اجلهــاد ونشــر اإلســالم‪ ،‬فمــا بني عــامي ‪-95‬‬
‫‪97‬هـ ـ املواف ــق ‪ -714‬ـ ‪716‬م ق ــاد عب ــد العزي ــز محل ــة عس ــكرية جهادي ــة ح ــامالً الراي ــة‬
‫اإلس ــالميةـ إىل تل ــك املن ــاطق يف جن ــوب فرنس ــا‪ ،‬وانتق ــالـ الغ ــزو وال ــدعوة إىل األراض ــي‬
‫الكبريةـ دعماً لسياسة االستقرار يف تلك املناطق(‪.)2‬‬

‫‪ )1/101‬باب‪ :‬فتح إسبانيا وبالد الغال "فرنسا"‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬معركة بالط الشهداء يف التاريخ اإلسالمي واألورويب‪ ،‬د‪ .‬عبـد الفتـاح مقلـد الغـنيمي‪ ،‬ص (‬
‫‪)34‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬معركة بالط الشهداء يف التـاريخ اإلسـالمي واألورويب‪ ،‬د‪ .‬عبــد الفتـاح مقلــد الغــنيمي‪،‬‬
‫ص(‪ )41‬بتصــرف يســري‪ ،‬وانظــر‪ :‬املعجب يف تلخيص أخبــار املغــرب من لــدن فتح األنــدلس‬
‫إىل آخ ــر عص ــر املوح ــدين لعب ــد الواح ــد املراكش ــي (‪ ،)18-1/17‬ب ــاب‪ :‬ذك ــر فتح جزي ــرة‬
‫األنـ ــدلس‪ ،‬وانظ ــر‪ :‬البيـ ــان املغـ ــرب يف أخب ــار األنـ ــدلس واملغ ــربـ البن عـ ــذاري املراكش ــي‪( ،‬‬
‫‪ ،)24-2/23‬باب‪ :‬والية عبد العزيــز بن موسـى بن نصـري‪ ،‬وانظـر‪ :‬جـذوة املقتبس يف ذكــر‬
‫والة األندلس‪ ،‬حملمد امليورقي احلَ ِميدي‪.)5-1/4( ،‬‬
‫فبعــد مــا أمضــى موســى بن نصــري تكتيكات ـهـ العســكريةـ يف أراضــي فرنســا اجلنوبي ـةـ‬
‫صـ ـل إليه ــا من‬‫والق ــادة اآلخ ــرون ال ــذين تع ــاقبوا على أعم ــال موس ــى بن نص ــري وم ــا تو ّ‬
‫االجنازات يف اجلهــاد يف ســبيل اهلل يف تلــك األراضــي وذلــك لتكملــة ُحلم القائــد األول‬
‫وه ــو موس ـىـ بن نص ــري‪ ،‬وك ــانت ه ــذه اجله ــود كله ــا قب ــل جترب ــة عملي ــات عب ــد ال ــرمحن‬
‫الغــافقيـ العســكرية‪ ،‬وكــان من بعض األســبابـ الــيت أوقفت حركــات موســى بن نصــري‬
‫اجلهاديـ ــة اسـ ــتدعاؤهـ من قبـ ــل اخلليفـ ــة والطلب منـ ــه وقـ ــف التقـ ــدم العسـ ــكري يف تلـ ــك‬
‫األراضي الفرنسـية البعيــدة عن قاعــدة العســكرية الرئيسـية للمسـلمني الـيت كــان مركزهــا‬
‫األن ــدلس وق ــد ورد نص ذل ــك يف كت ــاب معرك ــة بالط الش ــهداء يف الت ــاريخ اإلس ــالميـ‬
‫خاصا لذلك حيث قال‪:‬‬ ‫موضوعا ً‬ ‫ً‬ ‫واألورويب لعبد الفتاح الغنيمي حيث َعْن َو َـن‬
‫(الخالفة األموية واستدعاء موسى بن نصير من األندلس)‬
‫مث ســرد القصــة فقــال‪( :‬في الوقت الذي كانت فيه القوات اإلسالمية تنطلق‬
‫شماالً وشرقاً عبر األراضي الفرنسية كان ضابط االتصال واالرتباط بين القيادة‬
‫العسكرية والمركزية في األندلس والخالفة األموية في دمشق مغيث الرومي قد‬
‫عاد من مهمة في دمشق بعد أن قد حمل رسالة من موسى بن نصير إلى الخليفة‬
‫الوليد بن عبد الملك‪ ،‬لكنه بعد فترة زمنية قصيرة عاد يحمل أمراً من الخليفة‬
‫يوقف العمليات العسكرية في أوروبا‪ ،‬وعدم التقدم والزحف شماالً‪ ،‬والتوقف‬
‫فوراً‪ ،‬وكان القرار واضحاً وصريحاً في عدم التقدم قيد أنملة ووقف العمليات‬
‫العسكرية وكان ذلك في عام ‪95‬هـ ‪714‬م)(‪.)1‬‬
‫فبعد طلب اخلليفـة األمـوي الوليــد بن عبــد امللــك من القائـد اإلســالمي موســى بن‬
‫ويل أمــره غــري أنــه كــان‬
‫نصري وقف العمليات العسكرية لقي ذلك بالقبول مطيعاً أوامــر ّ‬
‫طموح ـ ـاً يف أن يتو ّس ـ ـع يف الفتوحـ ــات اإلسـ ــالمية‪ ،‬فظـ ـ ّـل هـ ــذا الطمـ ــوح يُـ ــراود احلك ـ ـاّم‬
‫والــوالةـ على حــد ســواء الــذين تعــاقبوا على بالد األنــدلس‪ ،‬فــأتىـ بعــد موســى بن نصــري‬
‫رجـ ــال صـ ــاحلون وقـ ــادة عسـ ــكريون جماهـ ــدون حيث واصـ ــلوا من حيث تـ ــرك قائ ــدهم‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬معركة بالط الشهداء يف التــاريخ اإلســالمي و األورويب لعبــد الفتــاح مقلــد الغـنيمي ص‬
‫(‪ )29‬بتصرف يسري‪.‬‬
‫األعلى األول إىل أن تــوىل الســمح بن مالــك اخلوالين وكــان توليــه عــام ‪100‬هـ ـ حيث‬
‫فجهــز اجلي ــوش لغ ــزو فرنس ــا‪ ،‬فتق ـ ّدم ح ــىت‬
‫ب ــدأ باإلع ــداد هلذه املهم ــة املوروث ــة الص ــعبة‪ّ ،‬‬
‫اس ــتوىل على والي ــة (س ــبتمانيا‪ )Septimania‬جن ــوب فرنس ــا‪ ،‬وهي إح ــدى املن ــاطقـ‬
‫السـاحلية املطلّـة على البحـر األبيضـ املتوسـط‪ ،‬وعـرب جبـال الـربانس‪،‬ـ متجهـاً حنو الغـرب‬
‫حيث جمرى هنر اجلارون‪ ،‬حىت وصل إىل (تولـوز ‪ )Toulouse‬يف جنـوب فرنسـا يف‬
‫التاسع من ذي احلجة عام ‪102‬هـ(‪.)1‬‬
‫مث خلـ ــف الس ـ ــمح بن مال ـ ــك اخلوالين على واليـ ــة األنـ ــدلس عنبس ـ ـةـ بن س ـ ــحيم‬
‫الكلـ ـ ــيب‪ ،‬وذلـ ـ ــك يف شـ ـ ــهر صـ ـ ــفر سـ ـ ــنة ‪103‬ه ـ ـ ـ فعمـ ـ ــل على مواصـ ـ ــلة أعمـ ـ ــال الفتح‪،‬‬
‫واستكمل ما كان السمح قـد بـدأه‪ ،‬فخـرج يف محلـة أخـرى لفتح فرنسـا يف أواخـر سـنة‬
‫‪105‬ه ـ وأمت فتح مــا تبقى من إقليم (سبتمانيا) ومتكن من الوصــول إىل مدينــة (أوتان)‬
‫ـؤمن طريـق عودتـه‪ ،‬فتصـ ّدت‬ ‫يف أعايل هنر الرون‪ ،‬واسـتوىل على عـدة قالع‪ ،‬ولكنـه مل ي ّ‬
‫له مجوع كبرية من الفرجنة يف أثناء عودته‪ ،‬فأصيب يف هذه املعركة‪ ،‬مث مل يلبث بعدها‬
‫أن تويّف يف شعبان ‪107‬هـ وعاد جيشه مرة أخرى إىل أربونه يف(سبتمانيا)(‪.)2‬‬
‫ويق ــول ال ــدكتور عب ــد الفت ــاح مقل ــد الغ ــنيمي يف تق ــدير جه ــود ه ــؤالء اجملاه ــدين‬
‫األوائ ـ ـلـ يف أراضـ ــي فرنسـ ــا‪( :‬ومن هن ا ف إن قَلِيلين في عالمن ا الع ربي واالس المي‬
‫المعاص ر ال ذين يعرف ون أن اإلس الم ق د توط دت دعائم ه ورس خ بنيان ه وزادت‬
‫رقعته‪ ،‬وأنه وصل في مداه الواسع إلى أرض فرنسا‪ ،‬وعلى بعد ثالثين كيلو متر‬

‫‪1‬‬
‫() – انظ ــر‪ :‬معرك ــة بالط الش ــهداء يف الت ــاريخ اإلس ــالمي واألورويب‪ ،‬د‪ .‬عب ــد الفت ــاح مقل ــد‬
‫الغ ــنيمي‪ ،‬ص (‪ )33-29‬بتص ــرف‪ ،‬وانظ ــر‪ :‬م ــوجز عن الفتوح ــات اإلس ــالمية‪ ،‬د ط ــه عب ــد‬
‫املقصــود عبــد احلميــد أبــو عُبيَّة‪1/104( ،‬اخل‪،)..‬ـ الناشــر‪ :‬دار النشــر للجامعــات – القــاهرة‪،‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – مـ ـ ــوجز عن الفتوحـ ـ ــات اإلسـ ـ ــالمية‪ ،‬د طـ ـ ــه عبـ ـ ــد املقصـ ـ ــود عبـ ـ ــد احلميـ ـ ــد أبـ ـ ــو عُبيَّة‪( ،‬‬
‫‪ ،)1/106‬بــاب‪ :‬فتح إســبانيا وبالد الغــال "فرنســا" بتصــرف‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار النشــر للجامعــات‬
‫– القـ ـ ــاهرة‪ ،‬بـ ـ ــدون تـ ـ ــاريخ‪ ،‬وانظـ ـ ــر‪ :‬موقـ ـ ــع ورابـ ـ ــط ‪http://www.zangetna.co‬‬
‫‪:m‬تاريخ الزيارة‪15/7/1435 :‬ه‪.‬‬
‫من ب اريس عاص مة فرنس ا الحالي ة‪ ،‬وأن المس لمين ق د يعرف ون أن أج دادهم‬
‫استقروا في فرنسا ما يقرب من قرنين من الزمان)(‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫وهكــذا وصــلت القــواتـ االســالمية بقيــادة عنبســة الكلــيب إىل قلب فرنســا وأثنــاء‬
‫عودته إىل األندلس متّ اغتياله يف كمني نُصب له‪ ،‬وهو ثاين قائد بعد ال ّسـمح بن مالــك‬
‫اخلوالين يستشهد يف سبيل نشر اإلسالم يف األراضي الفرنسية‪.‬‬
‫رشحه أهـل األنـدلس‬ ‫مثّ تسلّم زمام قيادة اجلهاد عذرة بن عبد اهلل الفهري الذي ّ‬
‫مقربًــا لــه يف محالت عنبســة الكلــيب‬
‫للواليــة‪ ،‬وكــان نائبـاً لعنبســة الكلــيب‪ ،‬بــل كــان ُمعينـاً ّ‬
‫اجلهادية‪ ،‬إىل أن جاء عهد القائد اإلسالمي املعروف بعبد الرمحن الغافقي الذي خاض‬
‫معركــة بالط الشــهداء عــام ‪114‬ه ـ أكتــوبر‪732‬م‪ ،‬أو مــا تســمى ب ـ (معركة بواتييه‪-‬‬
‫‪.)2()Bataille de Poitiers‬‬
‫فلم ــا ت ــوىل عب ــد ال ــرمحن الغ ــافقي أم ــور األن ــدلس س ــنة ‪112‬ه ـ ـ يف زمن اخلليف ــة‬
‫األمـوي هشــام بن عبــد امللـك ظ ّـل قرابـة عــامني يُعـ ّد العـ ّدة لغـزو فرنسـا‪ ،‬فطـاف األقــاليم‬
‫وحيرض على اجله ــاد والش ــهادة‪ ،‬وأعلن اجله ــاد يف‬ ‫ينظ ــر يف املظ ــامل‪ ،‬ويقتصـ للض ــعفاء‪ّ ،‬‬
‫البالد االســالمية حــىت جاءتــه الوفــود من كــل مكــان ملناصــرته‪ ،‬واجتمــع عنــده مــا يق ـ ّدر‬
‫حبوايل مائـ ـ ـ ــة وسـ ـ ـ ــبعني ألـ ـ ـ ــف مقاتـ ـ ـ ــل‪ ،‬مجعهم يف مدينـ ـ ـ ــة (بنبلونة) مشال األنـ ـ ـ ــدلس‪ ،‬مث‬
‫خرجت احلملة العسكرية يف أوائل سنة ‪114‬ه ـ فعــرب هبم جبــال الــربانسـ مشال أســبانيا‪،‬‬
‫وانطلق ـ ــوا يقتحم ـ ــون املدن الواح ـ ــدة تل ـ ــو األخ ـ ــرى‪ ،‬فاجته ش ـ ــرقاً ليفتح مدين ـ ــة (آرال)‬
‫الواقعـةـ على هنر الـ ّـرون وفتحهــا بعــد معركــة هائلــة‪ ،‬مث اجّت ه غربـاً إىل (أقطاينا) ففتحهــا‪،‬‬
‫مث تق ـ ّدم ح ــىت فتح (س انس) ليص ــبح نص ــف فرنس ــا اجلن ــويب حتت قبض ــة املس ــلمني ح ــىت‬
‫وص ــل إىل بل ــدة (بواتييه) حيث وقعت املعرك ــة املعروف ــة ببالط الش ــهداء ع ــام ‪114‬هـ‬
‫‪732‬م(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬معركــة بالط الشــهداء يف التــاريخ االســالمي واألوريب‪ ،‬د‪ .‬عبــد الفتــاح مقلــد الغــنيمي‪ ،‬ص (‬
‫‪.)46‬‬
‫‪2‬‬
‫() – مـعـرـك ـةـ بـالـطـ اـلـش ـهـدـاـءـ يفـ اـلـت ـاـرـيـخـ اـإلـس ـالـمـيـ وـاـألوـرـوـيبـ‪،‬ـ دـ‪.‬ـ عـب ـدـ اـلـفـت ـاـحـ مـقـل ـدـ‬
‫اـلـغـنـيـمـيـ ص (‪ )47-46‬بتصرف‪.‬‬
‫() – موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‪( :‬فتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى‪ -‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم ويب)‪ ،‬رابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫الش رح التلخيص ي التوض يحي الزم ني مختص راً ل والة‬
‫وهك ذا يمكن رس م ّ‬
‫األندلس الذين خاضوا الجهاد في سبيل اهلل في األراضي الفرنسية ال الحصر قبل‬
‫والية عبد الرحمن الغافقي ما يلي‪:‬‬
‫* موس ـىـ بن نص ــري‪ ،‬ودخ ــل أراض ــي فرنس ــا ع ــام ‪93‬ه يوني ــو ‪712‬م‪ ،‬ويف ع ــام‬
‫‪94‬ه ‪713‬م‪ ،‬راســل اخلليفــة بقصــد إقناعــه بفتح كامــل أوروبــا‪ ،‬ولكن حماولتــه بــائت‬
‫بالفشل ففي عام ‪95‬ه‪714‬م مت استدعاؤه من قبل اخلليفة للتوقّف عن غـزو األراضـي‬
‫الفرنسية فلقي ذلك بالقبول‪.‬‬
‫* مث أتى ابنــه عبــد العزيــز بن موســى بن نصــري‪ ،‬ففي عهــده متت عمليــة الفتح يف‬
‫ـجل التــاريخ‬‫األنــدلس بشــكل كامــل عــام ‪97-95‬ه املوافــق ‪714‬م‪716 -‬م‪ ،‬وقــد سـ ّ‬
‫دوره القيادي الناجح وبطولته النادرة يف األراضي الفرنسية‪.‬‬
‫* أيـ ــوب بن حـ ــبيب اللخمي رجب ‪97‬ه ‪ -‬ذي احلجـ ــة ‪97‬ه وكـ ــانت م ّدتـ ــه‬
‫قصرية لكنّها كانت مليئة بالشجاعة واإلقدام يف صعيدي اجلهاد والقيادة‪.‬‬
‫* السـ ـ ــمح بن مالـ ـ ــك اخلوالين رمضـ ـ ــان ‪100‬ه ‪ -‬ذي احلجـ ـ ــة ‪102‬ه املوافـ ــق‬
‫‪719‬م‪ ،‬وت ــرك لألم ــة بص ــمات واض ــحة يف س ــبيل اجله ــاد ونش ــر اإلس ــالم يف األراض ــي‬
‫الفرنسية‪ ،‬وتذكر بعض املصادر أن احلر بن عبد الــرمحن الثقفيـ ســبق الســمح بن مالــك‬
‫بارز‬
‫دور ٌ‬ ‫من عام ‪97‬ه إىل عام ‪100‬ه املوافق ‪716‬م – ‪719‬م‪ ،‬فكان لكل منهما ٌ‬
‫ـح تقــدمي احلر بن عبــد الــرمحن‬ ‫يف ســبيل اجلهــاد والــدعوة‪ ،‬لكن بــالنظر إىل التــاريخ فيصـ ّ‬
‫األصح يف رأيي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الثقفيـ على السمح بن مالك وهو‬
‫* عنبسة بن سحيم الكليب عام ‪103‬ه املوافق ‪723‬م‪ ،‬وهو الشخصية اجلهادية‬
‫القويــة الــذي قــاد اجلهــاد فتو ّغــل يف أراضــي فرنســا حــىت وصــل إىل بلــدة ســانس‪Sens‬‬
‫على بُعد ثالثني كيلـو مــرتاً جنـوب بــاريس العاصــمة احلاليـة‪ ،‬ومت اغتيالـهـ عنــد عودتــه إىل‬
‫األندلس عام ‪726‬م‪.‬‬
‫* عــذرة بن عبــد اهلل الفهــري ر ّشـحه أهــل األنــدلس لواليــة األنــدلس فقــام يوصــل‬
‫م ــا ترك ــه عنبس ــة الكل ــيب فق ــام بع ــدة محالت عس ــكرية للجه ــاد يف س ــبيل نش ــر اإلس ــالمـ‬

‫‪ http://fatwa.islamweb.net/ramadan/index.php‬تاريخ الزيارة‪11/2/1435 :‬ه‪.‬‬


‫والعمــل على توطيــد األمن يف املنــاطقـ الــيت مت غزوهــا حلســاب مركــز القيــادة األعلى يف‬
‫األندلس‪ ،‬وقد أبلى يف مجيع مساعيه يف الفتح بالءً حسـناً‪ ،‬جـزاه اهلل عنـا خـرياً وأسـكنه‬
‫فسـ ــيح جناتـ ــه‪ ،‬مث جـ ــاء عهـ ــد عبـ ــد الـ ــرمحن الغـ ــافقيـ صـ ــاحب معركـ ــة بالط الش ــهداء‪،‬‬
‫ويُــذكر أن عبــد الــرمحن الغــافقيـ ســبق أن ُويِّل أمــر األنــدلس للمـرة األوىل وكــان يف عــام‬
‫‪102‬ه املوافق عام ‪721‬م وأنه كان نائباً للسمح بن مالــك اخلوالين يف قيــادة اجليش‪،‬‬
‫مث عـادت إليـه الواليـة للمـرة الثانيـة عـام ‪112‬ه‪730-‬م‪ ،‬وكـان مهـام عملـه يف الواليـة‬
‫ـجل لـه حينــذاك‬ ‫األوىل مساعدة الوايل الســمح بن مالــك يف تســيري أمـور اجليش‪ ،‬ومل يُس ّ‬
‫ـارز يف الفتح‪ ،‬إىل أن تــوىّل الواليــة للمــرة الثاني ـةـ رمسياً‪ ،‬فتس ـىّن لــه بعض اخلربات‬ ‫شــأ ٌن بـ ٌ‬
‫مهـد لـه الطريـق ليخـوض معركـة بالط الشـهداء‬ ‫اإلدارية القيادية وخاصـة العسـكرية ممّـا ّ‬
‫ويشــتهر فيهــا يف واليتــه الثانيــة‪ ،‬املعركــة الــيت ســتحفظ امسه يف املكتبــات اإلســالمية‪،‬ـ ويف‬
‫الزمان‪.‬‬‫مر ّ‬ ‫صدور املسلمني‪ ،‬ويف أرشفة الباحثني على ّ‬
‫أهم‬
‫فب ــالنظر إىل م ــا استعرض ــتُه يف أح ــداث الت ــاريخ اإلس ــالمي املاض ــية ال ــيت تُعت ــرب ّ‬
‫وجه ــة للمس ــتقبل ف ــإن ال ــراجح عن ــدي ه ــو أن أول العالق ــة األوىل بني فرنس ــا والع ــامل‬ ‫ُم ّ‬
‫توغل املســلمني بــاخرتاق احلدود الفرنســية‪ ،‬وميكن القــول بــأن‬ ‫اإلســالميـ بــدأت يف أول ُّ‬
‫تلك الفرتة كـانت إرهاصــات لبدايـة االستشــراق الفرنسـي الغــري فعلي‪ ،‬وكـان أول قائـد‬
‫التوغل للجيش اإلس ــالمي بقي ــادة القائ ــد األول اإلس ــالميـ موس ــى بن نص ــري ال ــذي‬ ‫هلذا ُّ‬
‫خاض أول معركة يف التـاريخ بني املسـلمني والفرنسـيني يف أراضـيها عـام ‪93‬هـ ‪712‬م‬
‫ألول م ّـرة‪ ،‬وأنـه توجـد ق ّـوة جديـدة ومعهـا‬ ‫ممّـا اكتشـف شـأنـ املسـلمني لـدى الفرنسـيني ّ‬
‫ألويـ ــة التوحيـ ــد اخلالص مكتـ ــوب عليهـ ــا ال إلـ ــه إال اهلل حممـ ــد رسـ ــول اهلل يف مقرب ــة من‬
‫أراض ــيها‪ ،‬وأهنا الق ــوةـ الوحي ــدة ال ــيت خض ــعت هلا ك ــل الق ــوى الوثني ــة يف الش ــرق وأهنا‬
‫كل أوروبا‪ ،‬لضمان فرض‬ ‫قهرون وذلك لبسط السيطرة على ّ‬ ‫قادمة جبنودها الذين ال يُ َ‬
‫اهلويـ ــة اإلسـ ــالميةـ على الشـ ــعوب األوروبيـ ــة الوثنيـ ــة والنصـ ــرانية‪،‬ـ وإدخـ ــاهلم يف دين اهلل‬
‫أفواجا‪.‬‬
‫ً‬
‫ذهبت إليـه قـول الـدكتور أمحد درويش حيث أشـار يف كتابـه إىل بدايـة‬ ‫ويُؤيّد ما ُ‬
‫تل ــك العالق ــة الفرنس ــية بالش ــرق اإلس ــالميـ ُمعنونـ ـاً املوض ــوع يف ذل ــك ق ــائالً‪( :‬فرنس ا‬
‫والمش رق الع ربي)‪ ،‬مث سـ ـ ــرد قولـ ـ ــه‪( :‬إن العالق ات الثقافي ة بين ش اطئ البح ر‬
‫المتوسط‪ ،‬عالقة ُموغّلة في القدم شديدة التشابك والتعقيد‪.)1()...‬‬
‫قلت‪ :‬وقول ـ ــه‪"( ،‬العالق ات الثقافي ة بين ش اطئ البح ر المتوس ط‪ ،‬عالق ة‬ ‫ُ‬
‫ُموغّل ة!")‪ ،‬رمبا يشـ ـ ــري إىل أن أول تلـ ـ ــك العالقـ ـ ـ ـةـ كـ ـ ــانت عن طريـ ـ ــق تَ ُّ‬
‫وغل الق ـ ــواتـ‬
‫اإلسالميةـ يف أراضي فرنسا بقيادة موسى بن نصري‪ ،‬وهذا واضح يف عبارته‪.‬‬
‫تتجلى الصــورة أكــثر وضــوحاً يف أول العالقــة بني الشــرق اإلســالمي وفرنســا‬
‫ّ‬ ‫مثّ‬
‫حيث ق ــال‪"( :‬لق د ظلّت فرنس ا مح ور ه ذه العالق ات من ذ أن ض حت على ه دير‬
‫زح ف الش رق الع ربي على أوروب ا‪ ،‬وال ذي اجت اح ش به جزي رة األن دلس‪ ،‬ثم‬
‫اجتازها عبر جبال البيريه إلى بالد الغال (فرنسا) في بداية تحقيق حلم تاريخي‬
‫واسع‪ ،‬كان قد عبر عنه موس ى بن نص ير عندما وصل إلى بالد األن دلس وألقى‬
‫نظرة على سهول أوروبا الواسعة‪ )2()...‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أمــا اآلراء الــيت تــذكر أن عبــد الــرمحن الغــافقي هــو أول من غــزا األراضــي‬
‫ُ‬
‫عرف الفرنسيني بوجود القوةـ اإلسالمية يف األندلس‪ ،‬فــإن تلــك‬ ‫الفرنسية وأنه أول من ّ‬
‫اآلراء ليسـ ــت دقيقـ ــة‪ ،‬ألن محالت الفتح يف األراضـ ــي الفرنسـ ــية أتت ُمب ّـك ــرة ج ــداً عن‬
‫حماولـة فتح عبـد الــرمحن الغـافقي أراضــي فرنسـا‪ ،‬وألن معركــة بالط الشــهداء – بواتييـهـ‬
‫ـأخرة عن ســابقاهتا بســنني عديــدة‪،‬‬ ‫الــيت عُــرفت بقائــدها عبــد الــرمحن الغــافقي كــانت متـ ّ‬
‫وخاص ــة عن ــدما تتجاه ــل املص ــادر عن واليت ــه األوىل ال ــيت ك ــانت يف عه ــد الس ــمح بن‬
‫مالك اخلوالين عام ‪102‬ه ـ ومــا لعب من دور يف مســاندة الســمح بن مالــك يف محالتــه‬
‫اجلهادية يف أراضي فرنسا‪ ،‬ولرمبا يرجع السبب إىل أن أحداث املعــارك الــيت جــرت بني‬
‫املسلمني والفرنسيني مل تتوفّر معلوماهتا مبا فيه الكفايةـ يف املصادر اإلسالمية‪ ،‬ألن أكثر‬
‫مــا أُذيــع من أخبــار املعــارك بني املســلمني والفرنســيني يف التــاريخ االســالميـ هــو معركــة‬

‫‪1‬‬
‫() – االستشــراق الفرنســي واألدب العــريب‪ ،‬د‪ .‬أمحد درويش‪ ،‬ص (‪ )7‬طبعــة اهليئــة املصــرية‬
‫العامــة للكتــاب‪1997‬م‪ ،‬مصــر‪،‬ـ وانظــر‪ :‬جملــة البيــان‪ ،‬تصــدر عن املنتــدى اإلســالمي‪( ،‬العــدد‪/‬‬
‫‪ ،153‬ص (‪ )34‬بدون تاريخ‪ ،‬باب‪ :‬قصة العالقة بني اإلسالم والنصرانية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬االستشراق الفرنسي واألدب العريب‪ ،‬د‪ .‬أمحد درويش‪ ،‬ص (‪.)8‬‬
‫ظن‬
‫بالط الشــهداء الــيت قادهــا عبــد الــرمحن الغــافقيـ عــام ‪114‬هـ ‪732‬م‪ ،‬مما جعــل أ ْن ّ‬
‫بعض الب ــاحثني أن تل ــك املعرك ــة هي بداي ــة ِعلم الفرنس ــيني باملس ــلمني وأهنا هي بداي ــة‬
‫االستشراق الفرنسي‪ ،‬فلهذا قال صــاحب "معركــة بالط الشــهداء"(‪..‬وعلى الرغم من‬
‫ؤرخ الفرنس ي‬
‫أن المص ادر العربي ة لم تش ر إلى أعم ال الح ر الثقفي إال أن الم ّ‬
‫"كوديره" قد أشار إلى الفتوحات الحربية لعبد الرحمن الثقفي في أرض فرنسا‬
‫وتصميمه على ضم المناطق إلى دولة اإلسالم الكبرى‪ ،‬لكن الفتوحات اإلس المية‬
‫في فرنس ا ق د ش هدت ُب ْع داً جدي داً بت ولِّي الس مح بن مال ك الخ والني والي ة‬
‫األندلس فقد نشطت حركة المد اإلسالمي لنشر رسالة اإلسالم وتعميق أثرها في‬
‫نفوس الشعوب التي تسكن فيما وراء جبال البرانس ذلك ألن السمح بن مالك‬
‫الخوالني كان رجالً قوي اإليمان راسخ العقيدة عامالً ما وسعه الجهد للجهاد‬
‫في سبيل اهلل)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬أو رمبا يرجـ ـ ــع السـ ـ ــبب إىل أن أكـ ـ ــثر َمن ّ‬
‫اهتم بدراسـ ـ ــة التـ ـ ــاريخ يف ه ـ ــذا‬ ‫ُ‬
‫قاوموهــا‪ ،‬ويؤيّــد هــذا الــرأي أن من‬ ‫اجلانب هم الفرنســيون‪ ،‬ألن تلــك املعــارك هم َمن َ‬
‫نقلت منه ــا بعض املعلوم ــات املتعلق ــة ب ــأول عالق ــة املس ــلمني‬
‫املالح ــظ يف املص ــادر ال ــيت ُ‬
‫بالفرنسيني أن املؤلف عبد الفتاح مقلد الغنيمي اعتمد يف كتابه على املصـادر واملراجـع‬
‫الفرنسية والغربية أكثر من اعتماده على املصادر اإلسالميةـ ويظهر هذا جلياً يف كتابــه‪:‬‬
‫(معركة بالط الشهداء في التاريخ اإلسالمي واألوروبي)‪ ،‬وقــد اسـ ُ‬
‫ـتفدت كثــرياً من‬
‫هذا الكتاب املبارك‪.‬ـ‬
‫أو قــد يرجــع الســببـ إىل ُش ـهرة عبــد الــرمحن الغــافقيـ بقيــادة هــذه املعركــة كونــه‬
‫استُشهد فيها‪ ،‬ومن املعلــوم أن الشــهادة هي أول حمل فخــر للمســلمني عنــدما يواجهــونـ‬
‫الكفار‪ ،‬فبذلك يكون قد اهتم الباحثونـ املســلمون بتــأريخ أهم املعــارك للمسـلمني ضـ ّد‬
‫الفرنسيني من هذا املنطلق نظراً لذهبيتهاـ اليت هي حمل استشهاد قائدها واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – معركة بالط الشهداء يف التاريخ اإلســالمي واألورويب‪ ،‬د‪ .‬عبــد الفتــاح مقلــد الغــنيمي‪،‬‬
‫ص(‪ )42‬ط‪:1‬ـ ـ ‪1416‬ه ‪1996-‬م‪ ،‬الناش ــر‪ :‬ع ــامل الكتب‪ -‬للنش ــر والتوزي ــع‪ -‬الق ــاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬ـ‬
‫وك ــانت معرك ــة القائ ــد موس ــى بن نص ــري س ــبباً الس ــتعداد الفرنس ــيني للبحث عن‬
‫مصـدر القـوة الـيت اقتحمت حـدودها‪ ،‬وظ ّـل هـذا البحث ُمسـتمراً حيث مل تُتح الفرصـة‬
‫ألوروبـ ـ ــا النّـ ـ ــزول إىل ميـ ـ ــدان العلم قاصـ ـ ــدين املدارس اإلسـ ـ ــالمية يف األنـ ـ ــدلس للتعلّم‬
‫سر تلك القوة الفريدة من نوعها يف املنطقة(‪ ،)1‬أل ّن األمة الغربيــة كــانوا‬ ‫واالستفادة من ّ‬
‫حـ ـ ــديثي العهـ ـ ــد بـ ـ ــالقوة ال ـ ــيت نـ ـ ــزلت هبم فلم تكن الوس ـ ــائل متاح ـ ــة هلم إىل التعلّم من‬
‫ض ـني هبم‪ ،‬وبتعبــري‬ ‫ـدو هلم ومل يكون ــواـ را ّ‬
‫املســلمني بــل ك ــانوا يعتــربون املســلمني أول ع ـ ّ‬
‫آخر مل يكونوا خاضعني للقوة اإلسالميةـ اليت انتهكتـ سيادهتا حسب نظريتهم ابتداءً‪،‬‬
‫فكان هو الســبب الرئيســي للحيلولــة دون حضــورهم إىل أرض العلم (األندلس) ولرمّب ا‬
‫ك ــان التكرّب ه ــو َسـ ـْي ُد احليلول ــة دون ق ــدومهم إىل األن ــدلس للتعلّم من املس ــلمني‪ ،‬وق ــد‬
‫ض ـلونـ أالّ يــذهب أحــد من الغربــيني للتعلّم ل ــدى‬ ‫يكــونـ لســببني مع ـاً إم ــا أهنم ك ــانوا يف ّ‬
‫املس ــلمني يف األن ــدلس ألن ذل ــك ي ــدل على افتق ــارهم إىل املس ــلمني ويُعرّب عن ه ــزميتهم‬
‫معنويـاً ونفســياً‪ ،‬ومن املعلــوم أن املتكرّب ال يتعلّم‪ ،‬وإمــا أهنم خــافوا من املســلمني فيكــون‬
‫اخلوف ه ــو الس ــبب املانع من االق ــرتاب منهم لالس ــتفادة‪ ،‬مث ت ــأيت املرحل ــة الثانيـ ـةـ وهي‬
‫مرحلــة نشــأة االستشــراق الفرنســي الفعليــة بعــد االحتكــاك الســاخن الــذي طــال احلدود‬
‫الفرنسية اإلسالمية (األندلس)‪ ،‬وإليك نشأةـ اإلستشراق الفرنسي‪.‬‬

‫() ‪ -‬للمزيـد راجـع املرجـع الســابق‪ /‬معركـة بالط الشــهداء يف التـاريخ اإلسـالمي واألورويب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫حيث يتحدث املؤلف عن كل ما لـه عالقـة مبعـارك املسـلمني مـع األوروبـيني يف األنـدلس من‬
‫أيام جمدها إىل سقوطها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة االستشراق الفرنسي‬
‫اهتم املستش ـ ــرقون الفرنس ـ ــيونـ يف ٍ‬
‫وقت ُم ِّ‬
‫بك ٍر ب ـ ــالتعلّم يف املدارس اإلس ـ ــالميةـ يف‬
‫األنــدلس فبــدأوا يفــدون إىل ميــدان العلم ويلتحقــون مبدارس املســلمني يف األنــدلس‪ ،‬إال‬
‫أن آراء أك ـ ــثر الب ـ ــاحثني اختلفت يف حتدي ـ ــد أول نش ـ ــأة لالستش ـ ــراق الفرنس ـ ــي‪ ،‬ولكن‬
‫املالحـظ عنـد العلمـاء املهتمني بشــأن االستشــراق والبـاحثني يـرون أن بدايــة االستشـراق‬ ‫َ‬
‫بش ــكل ع ــام تنطلــق يف دول ــة األن ــدلس إب ــان ازدهاره ــا ب ــالعلوم من مجي ــع أنواعه ــا‪ ،‬حني‬
‫كــان األوروبيــون يفــدون إىل مــدارس األنــدلس لتلقي العلــوم‪ ،‬وكــان يف مقدمــة هــؤالء‬
‫األوروبــيني الفرنســيون حيث إن بعض الرهبــانـ الفرنســيني قصــدوا األنــدلس للتثقُّف يف‬
‫مدارسها والتّتلمـذ على أيـدي علمائهـا يف خمتلـف العلـوم وخباصـة يف الفلسـفة‪ ،‬والطب‪،‬‬
‫والرياضــيات‪ ،‬ولكنــين هنــا لســت يف معــرض عن اســتعراضـ ودراســة نشــأة االستشــراقـ‬
‫عامــة‪ ،‬وإن الــذي يعني ــين يف هــذا املوقــف هــو دراس ــة نش ــأة االستشــراقـ الفرنســي فق ــط‬
‫واستعراضها وحماولة حتليل األقوال الواردة يف نشأته‪.‬‬
‫تــذكر بعص املصــادر أن من أوائــل هــؤالء الوافــدين إىل األنــدلس من الفرنســيني الــراهب‬
‫الفرنســي‪(-‬جربرت ‪ )1()jerbert -‬الذي انتخب باب اً لكنيسة روما عام ‪999‬م بعد‬
‫تخرجه في معاهد األندلس وعودته إلى بالده‪ ،‬و (بطرس المحترم‪pierreleAénér‬‬
‫‪é‬م" و"ج يرار دي كريم ون ‪Gérard de gremone‬‬ ‫‪1092-1156‬‬
‫‪1114-1187‬م)(‪.)2‬‬
‫ويــذكر اآلخــرون أن أول بعثــة فرنســية دخلت األنــدلس هي بعثــة فرنســية برئاســة‬
‫األمرية (اليزابيث) ابنة خالة لويس السادس ملك فرنسا(‪.)3‬‬
‫ويــرى البعضـ اآلخــر أن بدايــة االستشــراق الفرنســي كــانت يف احلروب الصــليبية‬
‫اليت عُرفت يف التاريخ أن فرنسـا هي الــيت كـانت القائــد األعلى لتلــك احلروب‪ ،‬ويرجـع‬
‫أصـحاب هـذا الـرأي إىل أن تلـك البدايـةـ كـانت يف أول مــؤمتر للصـليبيني الـذي عُقــد يف‬
‫فرنسا مبدينة كلريمون‪ Clement‬يف شهر نوفمرب عام ‪1095‬م (‪.)4‬‬
‫وي ــرى اآلخ ــرون أن بداي ــة االستش ــراق الفرنس ــي ك ــانت عن ــدما أنش ــأت فرنس ــا‬
‫مدرسة اللغات الشرقية عام ‪1795‬م(‪.)5‬‬
‫ويؤك ـ ــد بعض الب ـ ــاحثني إش ـ ــارة إىل بداي ـ ــة االستش ـ ــراق الفرنس ـ ــي ق ـ ــائلني‪( :‬إن‬
‫االستش راق ب دأ في النص ف األول من الق رن التاس ع عش ر‪ ،‬وذل ك في مختل ف‬
‫بلدان أوروبا‪ ،‬وأمريكا‪ ،‬وأن باكورة العمل االستشراقي كانت من خالل إنشاء‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬يُذكر أنه أول الوافدين إىل األندلس للتعليم فدرس فيها ويف قرطبة الرياضيات‪ ،‬والفلك‬
‫ثالث س ــنني مث ارت ــد إىل قوم ــه ينش ــر بينهم عل ــوم الش ــرق وثقاف ــة املس ــلمني‪ ،‬فرم ــوه بالس ــحر‬
‫والكفر‪ ،‬ولكنه ارتقى إىل سدة البابوية سنة‪999‬م باسـم سلفسـرت الثـاين‪ ،‬انظـر‪( :‬االستشـراق‬
‫واملستشرقون ما هلم وما عليهم‪ ،‬مصطفى السباعي‪ ،‬ص (‪.)18-17‬‬
‫‪2‬‬
‫() – االستشــراق واملستشــرقون مــاهلم ومــا عليهم‪ ،‬د‪ .‬مصــطفى الســباعي‪ ،‬ص (‪ )18‬ط‪:2‬‬
‫‪1399‬ه‪1979-‬م‪ .‬الناشر‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – ظاهرة انتشار االسـالم وموقـف بعض املستشـرقني منهـا‪ ،‬حممـد فتح اهلل الزيـادي‪ ،‬ص (‬
‫‪.)66‬‬
‫‪4‬‬
‫() ‪ -‬آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي د‪ .‬أمحد نصري‪ ،‬ص (‪.)19‬‬
‫‪5‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)25‬‬
‫جمعيات لمتابعة الدراسات االستشراقية‪ ،‬فقد تأسست أوالً الجمعية اآلسيوية في‬
‫ب اريس ع ام‪1822‬م ثم ت والت عقبه ا جمعي ات مختلف ة تعم ل في مج ال العم ل‬
‫االستشراقي المشترك‪ ،‬ومنها الجمعية الملكية اآلسيوية في بريطانيا وإيرلندا عام‬
‫‪1823‬م‪ ،‬والجمعية الشرقية األمريكية عام‪1842‬م‪ ،‬والجمعية الشرقية األلمانية‬
‫عام ‪1845‬م)(‪.)1‬‬
‫إضــافة إىل إشــارة أخــرى تُضــاف إىل ســابقتها‪ ،‬حيث يقــول املؤلــف‪( :‬وفي ع ام‬
‫‪1895‬م ظهرت في باريس مجلة تمنح اهتمامها بصفة خاصة للعالم اإلسالمي‪،‬‬
‫وهي مجل ة "اإلس الم"‪ ،‬وق د خلفته ا في ع ام ‪1906‬م مجل ة "الع الم اإلس المي"‬
‫التي صدرت عن البعثة العلمية الفرنسية في المغرب‪ ،‬وقد تحولت بعد ذلك إلى‬
‫مجلة الدراسات اإلسالمية)(‪.)2‬‬
‫وقـ ــد مت عقـ ــد أول مـ ــؤمتر دويل للمستشـ ــرقني يف بـ ــاريس عـ ــام ‪1873‬م‪ ،‬وكـ ــان‬
‫القص ــد من ذل ــك توثي ــق عوام ــل التع ــاونـ بني اجلمعي ــات االستش ــراقية يف خمتل ــف بل ــدان‬
‫العـ ــامل الغـ ــريب وذلـ ــك للتّعـ ــرف على عمـ ــل بعضـ ــهم البعض‪ ،‬وجتنُّب ازدواجيـ ــة اجله ــود‬
‫املتكررة(‪.)3‬‬
‫بينم ــا ي ــرى البعضـ أن االستش ــراقـ الفرنس ــي ب ــدأ ع ــام ‪1519‬م وذل ــك أن اآلب‬
‫المنس أشار إىل أن األحبار الرومانيني ق ّـرروا دراســة اللغــة العربيــة وآداهبا يف مدارســهم‬
‫منذ القرن الثالث عشر غري أن هذا القرار مل ينفذ إال فــرتة قصــرية من الزمــان‪ ،‬ويف عــام‬
‫‪1519‬م دع ــا مل ــك فرنس ــا فرنس ــيس األول األس ــتاذ ب ــوليس يوس ــتينيا لت ــدريس اللغ ــة‬
‫العربية‪ ،‬والعربية‪ ،‬يف عاصمة مملكته(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() – االستش ــراق واخللفي ــة الفكري ــة للص ــراع احلض ــاري‪ ،‬حمم ــود محدي زق ــزوق ص (‪،)44‬‬
‫طبع ــة ونش ــر دار املع ــارف‪1982‬م الق ــاهرة – مص ــر‪ ،‬وانظ ــر‪ :‬املستش ــرقون وت ــاريخ ص ــلتهم‬
‫بالعربيـ ـ ــة‪ ،‬د‪ .‬إمساعيل أمحد عمـ ـ ــايرة‪ ،)36( ،‬ط‪3/1412‬ه‪ ،‬دار حـ ـ ــنني للنشـ ـ ــر والتوزيـ ــع‪:‬‬
‫عمان‪ -‬األردن‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – االستشراق واخللفية الفكرية للصراع احلضاري‪ ،‬حممود زقزوق‪ ،‬ص (‪.)44‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر‪ :‬املرجع السابق بتصرف يسري‪ ،‬ص (‪.)44‬‬
‫‪4‬‬
‫() – ردود على شبهات املستشرقني حيي مراد‪ ،‬ص (‪.)55‬‬
‫وهناكـ من يعترب احلملة الفرنسية على مصر وعلى غريها من بالد الشرق يف سنة‬
‫‪1798‬م هي البدايـةـ احلقيقي ـةـ لالستشــراق الفرنســي‪ ،‬ألن هــذه احلملــة اقتحمت مصــر‪،‬‬
‫وق ــد ق ــام ع ــدد كب ــري من املستش ــرقني ال ــذين ق ــاموا بعم ــل دراس ــات خمتلف ــة نُش ــرت هبذا‬
‫اخلصوص يف كتاب بعنوان‪:‬ـ‬
‫(وصف مصر‪.)1()Description de L'Egypt -‬‬
‫بينم ــا ي ــرى البعضـ أن يف ع ــام ‪1799‬م ظه ــرت كلم ــة (مستش رق) يف فرنس ــا‪،‬‬
‫ويف عـ ــام ‪1838‬م أُدرجت كلمـ ــة (االستش راق) يف القـ ــاموس األكادمييـ ــة الفرنسـ ــية‪،‬‬
‫ذلك إشارة إىل بداية االستشراقـ الفرنسي(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – االستش ـ ــراق وج ـ ــه لالس ـ ــتعمار الفك ـ ــري د‪ .‬عب ـ ــد املتع ـ ــال حمم ـ ــد اجلربي‪ ،‬ص (‪)184‬‬
‫بتصرف يسري‪ ،‬ط‪1416 :1‬ه‪1995-‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة – مصر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – االستشراق بني احلقيقة والتضليل د‪ .‬إمساعيل علي حممد‪ ،‬ص (‪.)21‬‬
‫مناقشة اآلراء مع الترجيح‬
‫فبمــا أن اإلمجاع كــاد ينعقــد يف أن أول وفــد غــريب يــدخل األنــدلس ألجــل التعلّم‬
‫يف م ـ ــدارس املسـ ــلمني هم الفرنسـ ــيونـ وكـ ــان أوهلم ال ـ ــراهب الفرنسـ ــي‪( -‬جرب رت‪-‬‬
‫‪ )jerbert‬ال ـ ــذي انتخب بابـ ـ ـاً لكنيس ـ ــة روم ـ ــا ع ـ ــام ‪999‬م بع ـ ــد ّ‬
‫خترج ـ ــه يف معاهـ ــد‬
‫األندلس وعودته إىل بالده‪ ،‬و (بطرس المحترم‪pierrele aenere 1092-‬‬
‫‪1156‬م) و (ج يرار دي كريم ون‪Gérard de gremone 1114-‬‬
‫‪1187‬م)(‪ ،)1‬ف ــإن ال ــراجح عن ــدي أن بداي ــة االستش ــراقـ الفرنس ــي ك ــانت ُمنطلقه ــا يف‬
‫أول قــدوم للوفــد األورويب الفرنســي (الــراهبـ الفرنســي‪ -‬جربــرت‪ Jerbert -‬الــذي‬
‫ـتهل‬
‫تل ّقى أول تعليم غــريب أورويب فرنســي على أيــدي علمــاء األنــدلس‪ ،‬وذلــك يف مسـ ّ‬
‫القـ ــرن العاشـ ــر امليالدي‪ ،‬مث أتت الوفـ ــود الفرنسـ ــية األخـ ــرى متتاليـ ــة‪ ،‬يقـ ــول مصـ ــطفى‬
‫الس ــباعيـ يف إش ــارة واض ــحة إىل ذل ــك ش ــارحاً نِتَ ــاج ه ــؤالء الرهب ــانـ بع ــد ع ــودهتم إىل‬
‫فرنســا من مــدارس األنــدلس حيث يقــول‪( :‬وبعد أن عاد هؤالء الرهبان إلى بالدهم‬
‫س ت المعاه د‬
‫ُس َ‬
‫نش روا ثقاف ة األم ة اإلس المية ومؤلّف ات أش هر علمائه ا ثم أ ِّ‬
‫للدراس ات العربي ة أمث ال‪" :‬مدرس ة ب ادوي العربي ة" وأخ ذت األدي رة والم دراس‬
‫العربية تدرس مؤلفات المسلمين المترجمة إلى الالتينية وهي لغة العلم في جميع‬
‫بالد أورب ا يومئ ٍذ‪ ،‬واس تمرت الجامع ات الغربي ة تعتم د على كتب المس لمين‬
‫وتعتبرها المراجع األصلية للدراسة قرابة ستة قرون)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – االستشراق واملستشرقون ماهلم وما عليهم‪ ،‬مصطفى السباعي‪ ،‬ص (‪.)18‬‬
‫() ‪ -‬االستشراق واملستشرقون ماهلم وما عليهم‪ ،‬مصطفى السباعي‪ ،‬ص (‪.)18‬‬ ‫‪2‬‬
‫ويقـ ــول املؤلِّف أيض ـ ـاً‪( :‬ولم ينقط ع من ذ ذل ك ال وقت وج ود أف راد درس وا‬
‫اإلس الم واللغ ة العربي ة‪ ،‬وترجم وا الق رآن الك ريم وبعض الكتب العربي ة العلمي ة‬
‫واألدبية حتى جاء القرن الثامن عشر‪ ،‬وهو العصر الذي بدأ الغرب في استعمار‬
‫العالم اإلسالمي واالستيالء على ُممتلكاته فإذا بِ َع َد ٍد من علماء الغرب يُرافِ ُق ون‬
‫االستعمار بعلومهم االستشراقية حتى أصبحت ال ّدول االستعمارية تُوجب مرافقة‬
‫المستشرقين لِ ُم َخططاتهم االستعمارية‪ ،‬فبذلك أصبح جنود المستعمرين في هذه‬
‫لميين وهم المستشرقون)(‪ )1‬انتهىـ كالمه‪.‬‬ ‫الناحية ِس ِ‬
‫وقد أشار جورجي زيـدان أيضـاً إىل بدايـة االستشـراقـ الفرنسـي حنوهـا يف قولـه‪:‬‬
‫(إن بداية االستشراق كانت في القرن العاشر الميالدي إذ أراد اإلفرنج االطّالع‬
‫على ما في اللغة العربية من العلوم الطبيعية والفلسفية والطِّبية‪ ،‬ونقلوا ً‬
‫كثيرا منها‬
‫إلى الالّتيني ة‪ ،‬ومن أوائ ل الم ترجمين أو النّ اقلين ه و الباب ا سلفس تر الثّ اني ال ذي‬
‫عاش في القرن العاشر الميالدي‪ ،‬وتاله هرمان المتوفي عام‪1054‬م وجاء بعده‬
‫قسطنطين االفريقي وغيرهم)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬مث رســخت النّشــأةـ وتوطّــدت قوائمهــا عنــدما بــدأت الوفــود الفرنســية بعــد‬
‫ُ‬
‫ذلــك الــنزول بــأرض األنــدلس للتعلّم‪ ،‬أي بعــد الوفــود األوىل يف مســتهل القــرن العاشــر‬
‫ض ـ ـرون لالستشـ ــراق بع ـ ــد أول اقتحـ ــام‬ ‫امليالدي‪ ،‬وه ـ ــذا يع ـ ــين أن الفرنس ـ ــيني ك ـ ــانوا حُي ّ‬
‫ألراضيهم‪ ،‬وميكنين تسمية ذلك بأول العالقـة الفرنسـية باملسـلمني‪ ،‬وهي عالقـة ِعلمهم‬
‫هبم من تطريــق ســيوف املســلمني حلدودهم وليســت عالقــة ُو ّديــة مببــدأ العالقــة الدوليــة‪،‬‬
‫ـدل على أن الفرنسـيني َعلِمـوا باملسـلمني بعـد فتح األنـدلس بعـام فقـط‪ ,‬ألن فتح‬ ‫وهـذا ي ّ‬
‫األندلس كان يف عام ‪92‬هـ ‪711‬م‪ ،‬وهبذا تكونـ بداية االستشراقـ الفرنسي عندي يف‬
‫مســتهل القــرن العاشــر امليالدي بــأول وفــد فرنســي الســابق ذكــره‪ ،‬وميكن القــول بــأن‬
‫فرنسـ ــا هي أول َمن فتحت بـ ــاب (االستش راق) وفكرهتا‪ ،‬فتـ ــوالتـ الوفـ ــود األوروبيـ ــة‬
‫األخرى للتعلم يف األندلس‪.‬‬

‫() ‪ -‬االستشراق واملستشرقون ماهلم وما عليهم‪ ،‬مصطفى السباعي‪ ،‬ص (‪.)19-18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() – ردود على شبهات املستشرقني‪ ،‬حيي مراد‪ ،‬ص (‪.)53‬‬
‫وقد أشار جنيب العقيقيـ أيضـاً إشـار ًة واضـحةً لبدايـة االستشـراق الفرنسـي حيث‬
‫قــال‪( :‬ب دأت بواك ير االتص ال الثق افي بين فرنس ا والش رق اإلس المي في م دارس‬
‫األن دلس وص قلية‪ ،‬حيث ك انت األن دلس قبل ة للطالب من الفاتيك ان والبالد‬
‫األوروبية عامة)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وق ــد س ــبق أن ذك ـ ُ‬
‫ـرت ب ــأنـ أول وف ــد أورويب اس ــتقبلـ تل ــك القبل ــة العلمي ــة‬ ‫ُ‬
‫للتعلّم ه ـ ــو الوف ـ ــد الفرنس ـ ــي‪ ،‬هبذا تك ـ ــونـ الص ـ ــورة أوض ـ ــح ِمن أن بداي ـ ــة االستش ـ ــراق‬
‫الفرنسي نشأت حينها واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫أمــا مــا ذُكــر قبــل ذلــك أي قبــل التــاريخ املذكور (القرن العاشر) بأنــه أول نشــأة‬
‫لالستشراق الفرنسي فمبال ٌغ فيـه وال يـرقى إىل صـحة مبـدأ ونشـأةـ االستشـراق الفرنسـي‬
‫فعلياً‪ ،‬فهنا ميكن للقارئ مالحظة حتلياليت ليُدرك الفرق بني النشأةـ الفعليـة لالستشـراق‬
‫الفرنس ــي وبني التحض ــري اللّمحي ل ــه‪ ،‬أو اإلرهاص ــات املبدئي ــة لالستش ــراق الفرنس ــي‪،‬‬
‫فليس ــت اإلرهاص ــات بداي ـةً وال نش ــأ ًةـ وال العكس ص ــحيحاً‪ ،‬فالنش ــأة الفعلي ــة هي ال ــيت‬
‫ك ــان ُمنطلقه ــا يف أول وف ــد فرنس ــي ي ــدخل األن ــدلس للتعلّم على أي ــدي علم ــاء األم ــة‬
‫آن ـ ــذاك‪ ،‬واللّمح ـ ــة التحض ـ ــريية لالستش ـ ــراق هي ال ـ ــيت ك ـ ــانت يف عه ـ ــود االحتكاكـ ــات‬
‫اإلسـ ــالمية الفرنسـ ــية السـ ــاخنة (المع ارك)‪ ،‬فال ميكن اعتبـ ــارـ ذلـ ــك نشـ ــأةً لالستشـ ــراق‬
‫الفرنسي الفعلي‪.‬‬
‫وأم ــا م ــا ذُك ــر بع ــد الق ــرن العاش ــر بأن ــه أول ابت ــداء لنش ــأة االستش ــراقـ الفرنس ــي‬
‫ـأخرة عن النشــأة احلقيقي ـةـ لالستشــراق الفرنســي الفعليــة‪،‬‬ ‫فالــذي يظهــر يل فإهنا م ـ ّدة متـ ّ‬
‫بــل إن االستشــراقـ الفرنســي كــان على ضــوء ويف ســاحة العمــل السياســي االستشــراقيـ‬
‫قبل ذلك بكثري وباهلل التوفيق‪.‬‬

‫() – انظر‪ :‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)2/138‬‬ ‫‪1‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أهداف االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫يــرى كثــريٌ من البــاحثني عــدم التّفريــق بني عــدة عناصــر يف شــأن املستشــرقني من‬
‫أهداف‪ ،‬وبواعث‪ ،‬ووسائل‪ ،‬وأساليب‪ ،‬وأسباب‪ ،‬وغري ذلــك من العناصــر‪ ،‬باعتبــار أن‬
‫تفرقهم نظراً الحّت اد أفكارهم وانتماءاهتم الــيت‬ ‫مجيعا وال ّ‬
‫تلك العناصر جتمع املستشرقني ً‬
‫ُت َوثّق حماربتهم للدين االسالمي واغتصاهبم لثروات البالد االسالميةـ وخرياهتا املختلفــة‪،‬‬
‫ولكن ب ــالنظر إىل ت ــاريخ االستش ــراق مجل ـةً وتفص ــيالًـ أج ــد أن هن ــاك فارق ـاً خمتلف ـاً يض ــع‬
‫األولي ــة‬
‫ح ــداً لك ــل اجّت اه استش ــراقي من حيث املقاص ــد الثانوي ــة‪،‬ـ أم ــا املقاص ــد السياس ــية ّ‬
‫ـدف واحــد‪ ،‬وهــو حماربــة الــدين اإلســالميـ ومنــع انتشــاره‪ ،‬وأمــا املقاصــد‬ ‫فكــانت على هـ ٍ‬
‫الثانوي ـةـ رغم احّت ادهــا من ُمنطلــق َع ْقــد مــؤمتر جيمــع بني املدارس االستشــراقية يف أواخــر‬
‫ت أن علِمت ك ــل اجله ــات االستش ــراقيةـ الغربي ــة م ــا تق ــوم ب ــه اجله ــة‬ ‫املس ــاعيـ ال ــيت جعلَ ْ‬
‫املعنيـةـ باالستشــراق أن‬ ‫األخرى‪ُ ،‬فوجدت دواعيـ حينذاك تدعوا كــل األطــراف الغربيــة ْ‬
‫توحد جهودها يف سبيل تقوية روابط األخوة الغربية النصرانية من أجــل مســتقبل األمــة‬ ‫ّ‬
‫ضـع حـ ّد لــردع العبــور الســافر للــدين االســالميـ احلنيف‬ ‫الغربيــة وعقيــدهتا النصــرانية‪،‬ـ وو ْ‬
‫خــارج حــدوده اجلغــرايف من الشــرق إىل الغــرب‪ ،‬وهنب ثــروات الــدول االســالميةـ حِبِ يَــل‬
‫تعرض هلا كافّة الــدول االســالمية‪ ،‬مما ّأدى ذلــك إىل انتكــاس‬ ‫االستعمار اجلماعي الذي ّ‬
‫هذه الدول وإرهاقها مادياً ومعنوياً‪ ،‬واقتصادياً‪ ،‬وسياسياً‪ ،‬حىت فكريـاً واجتماعيـاً كمــا‬
‫ـاهد يف هــذا العصــر يف أوســاط احليــاة االجتماعيــة للمســلمني‪ ،‬وقــد انطلــق هــذا‬ ‫هــو ُمشـ َ‬
‫االحّت اد يف أول لقــاء حملاولــة توحيــد جهــود املستشــرقني يف جمال االستشــراق بــأول مــؤمتر‬
‫استشراقي عاملي يف باريس عام ‪1873‬م‪.)1(،‬‬

‫() – انظــر‪ :‬االستشــراق واخللفيــة الفكريــة للصــراع احلضــاري‪ ،‬حممــود زقــزوق‪ ،‬ص (‪،)44‬‬ ‫‪1‬‬

‫وانظر‪ :‬االستشراق وموقفه من السنة النبوية‪ ،‬فاحل بن حممد بن فاحل الصغري‪.)1/12( ،‬‬
‫حتول ال ــيت مجعت املستش ــرقني يف أه ــدافهم‬ ‫وك ــان ه ــذا االنطالقـ واملب ــادرة نقط ــة ُّ‬
‫تش َّعبَت بعد هذ املؤمتر حيث أصــبحت‬ ‫من حيث املقاصد الثانوية‪ ،‬إال أن هذه املقاصد َ‬
‫كــل مدرســة ترســم لنفســها خطــة أولويــة ِوفــق مصــاحلها الشخصــية‪ ،‬فــاحنرفت املقاصــد‬
‫الثانوية بعد احّت ادها عقب املؤمتر العام االستشراقي إىل مدرســة تـرى أن تكــون أولويتهـاـ‬
‫بعــد حماربــة الــدين اإلســالمي ترتكــز إىل االســتعمار اخلالص وإن مل تســتفد شــيئاً حيالــه‪،‬‬
‫وأخــرى تــرى اجلانب االســتعماري مــع االقتصــادي يف ُمق ّدمــة خطتهــا الثانويــة‪،‬ـ وأخــرى‬
‫تـ ــرى ن ْش ـ ـر ثقافتهـ ــا وإحالهلا بثقافـ ــة الـ ــدول الـ ــيت تسـ ــتهدفها‪ ،‬وهـ ــذا مـ ــا نتج يف أواخ ــر‬
‫املقاصــد الثانويـةـ لالستشــراق‪ ،‬فلهــذا تــرى أهــداف االستشــراقـ حســب مدارســها خمتلفــة‬
‫حسب الرتتيبـ األولوي‪.‬‬
‫وعلى ضوء الفوارق اليت مُت يّز بني أهداف كل مدرسة استشراقيةـ على حدة ِوفــق‬
‫املقاص ــد الثانوي ــة‪،‬ـ فيمكن أن يك ــون نص ــيب أه ــداف االستش ــراق الفرنس ــي ُمص ـّن ًفا حنو‬
‫األول فاألول‪.‬‬
‫الهدف الديني‪:‬‬
‫ك ــان اهلدف ال ــديين أول ه ـ ٍ‬
‫ـدف ل ــدى ك ــل مدرس ــة استش ــراقية باتف ــاق الب ــاحثني‬
‫(‪) 1‬‬
‫ت به باملقاصد األولية سابقاً‪ ،‬ومل يكن الســبب يف قيــام كـل‬ ‫رّب ُ‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫املسلمني‪،‬‬
‫مدرسة استشراقية يف مواجهة الدين االسالميـ إال ألسباب آتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن االسالم جـاء لتحويـل اجملتمــع الغــريب من كــوهنم نصــارى مؤمـنني مبا جـاء‬
‫به عيسى عليه السالم‪ ،‬إىل أتباع نيب غـري ُمعـرتف بـه كنـيب رمسي حسـب نظريـة غربيـة‪،‬‬
‫وكــانت هــذه النظريــة تْنطلــق من ثالثــة أســباب إمــا بغيـاً وحســداً من عنــد أنفســهم كمــا‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬ ‫قال تعاىل ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ(‪ )2‬أو إما عن استكبار يف قبول احلق الذي‬
‫جاءهم كما هو دأهبم! وقد وصفهم اهلل تعاىل يف القرآن الكرمي باملستكربين قال تعاىل‬
‫ﯣ ﯤ ﭼ(‪ )3‬أو أن يكون السبب الثالث هو‬ ‫ﭽﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫جهلهم مبا ليس فيـ ــه الكفايـ ــة العلميـ ــة أن يقومـ ــواـ باملقارنـ ــة بني مـ ــا جـ ــاء يف كتبهم من‬
‫التصديق بالنيب القادم وباملقارنة بالذي بني أظهرهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظ ــر‪ :‬املستش ــرقون والتنص ــري‪ ،‬علي بن إب ــراهيم احلمــد النملــة‪ ،)1/13( ،‬ط‪ :1‬بــدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)٩٠ – ٨٩‬‬
‫‪3‬‬
‫() – سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)٨٧‬‬
‫‪ -2‬أن االسالم إمنا جاء هتديــداً للعـامل وخاصـة عنــدما رأوا الفتوحـات اإلسـالمية‬
‫اليت طالت األراضي الغربية (أوروبا) يف أيام جمد األندلس وازدهارها‪.‬‬
‫ومن األهـ ـ ـ ــداف الفرعيـ ـ ـ ــة للهـ ـ ـ ــدف الـ ـ ـ ــديين الرئيسـ ـ ـ ــي لالستشـ ـ ـ ــراق هـ ـ ـ ــو اهلدف‬
‫التنصريي(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا اهلدف الفرعي هو اهلدف الثانوي الذي قاوموا بــه الــدين االســالميـ‬
‫ُ‬
‫بعـ ــد فش ـ ــلهم وخس ـ ــارهتم يف مجيـ ــع احلروب واملع ـ ــارك مبا فيه ـ ــا احلروب الص ـ ــليبية الـ ــيت‬
‫خاضـوها ضـد املسـلمني ألجـل ديننـا الـذي فطـره اهلل لنـا‪ ،‬وكـان هـذا اهلدف الفـرعي لـه‬
‫صـ ـرين بلب ــاس تبش ــريي‬ ‫نظري ــات خمتلف ــة كله ــا ك ــانت ض ــد اإلس ــالم‪ ،‬فمنه ــا نظري ــة املن ّ‬
‫صـ ـامد الـ ـ ّدؤوب يف تنص ــري املس ــلمني‪،‬‬ ‫وإنس ــاين حيث ال ــدعوة إىل النص ــرانية والعم ــل ال ّ‬
‫حتولــوا إىل نصــارى مســيحيني أو جموس‬ ‫صـبة‪ ،‬تــرى أن املســلمني لــو ّ‬ ‫ونظريــة يهوديــة متع ّ‬
‫وثنيني أو ملحدين ال دينـيني‪ ،‬فكـل هـذا يـدعم تطلّعـات اليهـود‪ ،‬فمن املعلـوم أن اليهـود‬
‫الرغبــة يف إكثــار ســوادهم‪،‬‬ ‫يشجعوا أحداً لالنضــمام إىل عقيــدهتم وال ّ‬ ‫تعصبهم مل ّ‬ ‫لشدة ّ‬
‫اللهم إال أن يكــونـ صــاحبه يهــودي األصــل واملْن َشـأ (اللّحم وال ّدم)‪ ،‬إذاً فكــانوا ُمــوالني‬
‫للنص ــارى والكنيس ــة للعم ــل جنبـ ـاً إىل جنب م ــع النص ــارى لتنص ــري املس ــلمني‪ ،‬ونظري ــة‬
‫علمانيــة الــذين يعملــون على جتريــد املســلمني من اهلويــة اإلســالميةـ إىل علمــانيني‪ ،‬وكــان‬
‫أي من هـ ـ ــذه الـ ـ ــديانات واملذاهب‬
‫آخ ـ ــر احملاوالت هلم إن تعـ ـ ـ ّذر دخـ ـ ــول املسـ ـ ــلمني يف ّ‬
‫واألفكار الوضعية أن يُبقوهمـ ال دينيني‪.‬‬
‫‪ -3‬التشــكيكـ يف صــحة رســالة النــيب ‪ ،‬والــزعم بــأن احلديث النبــوي إمنا هــو‬
‫من عمــل املســلمني خالل القــرون الثالث ـةـ األوىل‪ ،‬واهلدف من وراء ذلــك حماربــة ال ُّس ـنة‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬املستش ــرقون والتنص ــري‪ ،‬علي بن إب ــراهيم احلم ــد النمل ــة‪ ،‬الناش ــر‪ :‬غ ــري مع ــروف‪،‬ـ ط‪:1‬‬
‫بـ ــدون تـ ــاريخ‪ ،‬ص (‪ ،)15‬وانظـ ــر‪ :‬االستش ـ ــراق والتبشـ ــري‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬حممـ ــد السـ ــيد اجللينـ ــد‪( ،‬‬
‫‪ ،)107-1/105‬باب‪ :‬أهداف التبشري ومناهج املبشرين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار قباء للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫هبدف إسـ ــقاطها حـ ــىت يفقـ ــد املسـ ــلمون الصـ ــورة التطبيقيـ ــة والتبعيـ ــة احلقيقيـ ـةـ ألحكـ ــام‬
‫اإلسالم وحلياة الرسول ‪ ،‬وبذلك يفقد اإلسالمـ أكرب عناصر قوته(‪.)1‬‬
‫الهدف العلمي‪:‬‬
‫كــان اهلدف العلمي لالستشــراق الفرنســي هــدفاً مهم ـاًّ جــداً بعــد اهلدف الــديين‪،‬‬
‫ويظه ــر ذل ــك جلي ـاًّ يف أ ّن أوائ ــل الوف ــد األورويب ال ــذين ق ـ ِـدموا إىل األن ــدلس للتعلُّم ه ــو‬
‫الوف ــد الفرنس ــي وق ــد س ــبق يل توض ــيح ذل ــك يف نش ــأة االستش ــراق الفرنس ــي‪ ،‬وك ــان‬
‫اهلدف العلمي من أولوي ــات االستش ــراق الفرنس ــي لك ــون فرنس ــا هي ث ــاين دول ــة ال ــيت‬
‫حـ ــاول املسـ ــلمون الفـ ــاحتون فتحهـ ــا بعـ ــد فتح األنـ ــدلس‪ ،‬فكـ ــان لفرنسـ ــا أن تبحث عن‬
‫أســباب تلــك القــوة الــيت اســتطاعت اقتحــام أراضــيها بقــوة خارقــة‪ ،‬مما دعاهــا إىل إرســال‬
‫وفود ها من أجل التعلّم على أيدي علماء املسلمني يف األنــدلس‪ ،‬متهيــداً لالســتفادة من‬
‫سر تلك القوةـ وتزويد األمة الفرنسية بنصيب منها(‪.)2‬‬
‫الهدف االستعماري والسياسي‪:‬‬
‫فبمــا أن مجيــع املدارس االستشــراقية اتّفقتـ يف اهلدف األول‪ ،‬وهــو اهلدف الــديين‬
‫ال ــذي ذكرت ــه آنف ـاً إال أهنا اف ــرتقت بع ــد اهلدف األول إىل أه ــداف متن ــاثرة‪ ،‬فك ــان ك ــل‬
‫مدرسـة متيـل حسـب نظريتهـا األولويـةـ يف أعماهلا االستشـراقية‪،‬ـ وعلى حسـب مصـاحلها‬
‫تبعا لتعليمات اجلهات اليت ترعاها‪.‬‬ ‫السياسية ً‬
‫أما مدرسـة االستشـراق الفرنسـي فقـد وضـعت لنفسـها بعـد اهلدف األول والثـاين‬
‫هدفاً استعمارياً حبتاً بدعم من السياسة فلذا ال أرى التفريق بني العنصرين يف أي حــال‬
‫درهبما‪.‬‬ ‫من األحوال‪ ،‬وهكذا سعى االستشراق الفرنسي على َ‬
‫سلك االستشراق الفرنسي سياسة الكيل مبكيالني يف مســعى واحــد وهــو املســعىـ‬
‫أو اهلدف األول نفســه وهــو اهلدف الــديين‪ ،‬األمــر الــذي جعــل فرنســا تكتشــف شــيئاً مل‬

‫‪1‬‬
‫()– املوس ــوعة امليس ــرة يف األدي ــان واملذاهب واألح ــزاب املعاص ــرة‪ ،‬الن ــدوة العاملي ــة للش ــباب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬إشراف وختطيط ومراجعة‪ :‬د‪ .‬مانع بن محاد اجلهـين‪ )2/691( ،‬بتصــرف يسـري‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الندوة العاملية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1420 :4‬ه‪.‬‬
‫()– انظ ــر االستش ــراق واملستش ــرقون م ــاهلم وم ــا عليهم‪ ،‬د‪ .‬مص ــطفى الس ــباعي‪ ،‬ص (‪،)31‬‬ ‫‪2‬‬

‫بتصرف ط‪1399 :2‬ه‪1979-‬م‪ .‬الناشر‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬ ‫ّ‬


‫يكن اهلدف الرئيسي له وهو اهلدف االسـتعماري‪ ،‬فـاملراد من قـويل هـو أن االستشـراق‬
‫الفرنس ــي ك ــان هدف ــه األول إيق ــاف تغلغ ــل املس ــلمني إىل أراض ــيها من أج ــل من ــع نش ــر‬
‫نت سابقاً عوامــل العالقـة بني املســلمني وفرنسـا‪ ،‬فبعـد معرفــة‬ ‫العقيدة اإلسالمية‪،‬ـ كما بيّ ُـ‬
‫الفرنس ــيني باملس ــلمني وم ــا مت هلم من اجنازات حربي ــة نِس ــبية من إيق ــاف املس ــلمني دون‬
‫دخــوهلم أراضــي فرنسا(‪ ،)1‬انطلــق االستشــراق الفرنســي حــامالً معــه اللّــواء الرئيســي لــه‬
‫وه ــو اهلدف األول ويع ــين ه ــذا اهلدف مقاوم ــة املس ــلمني دينيًّا وعق ــدياًّ‪ ،‬وال ننس ــى أن‬
‫فرنسا كانت القائــد األعلى يف احلروب الصـليبيةـ فقــد تـابع االستشــراق الفرنســي حماولـة‬
‫حتقي ـ ــق ه ـ ــذا اهلدف املذكور إىل أن ظه ـ ــر أمام ـ ــه ه ـ ــدف ط ـ ــارئ‪ ،‬ه ـ ــذا بع ـ ــدما أمضـ ــى‬
‫االستشــراقـ الفرنســي قُـ ُـد ًما يف مالحقــة املســلمني حــىت إىل بلــداهنم فطــرأ عليهم هــدف‬
‫االس ــتعمار م ــا دامت ال ــدول ال ــيت حاربوه ــا ودخل ــوا أراض ــيها حتت َقْبض ــتهم‪ ،‬فب ــدالً أن‬
‫َّخلِّي عن األراض ــي املغلوب ــة‪،‬‬ ‫تك ــونـ غن ــائم احلرب التوزي ــع فيم ــا بني اجله ــة الغالب ــة والت َ‬
‫أص ــبحت اجله ــة الغالب ــة تس ــعى إىل إقام ــة كي ــان دائم هلا حبيث ميكنه ــا اس ــتغاللـ ث ــروات‬
‫تلك األراضي املغلوبة‪ ،‬فنشـأ اهلدف االسـتعماري الفرنسـي يف أراضـي املسـلمني‪ ،‬وهـذا‬
‫هو مرادي باهلدف الطارئ‪ ،‬حيث مل يكن القصــد يف أول األمــر االســتعمار‪ ،‬إالّ بعــدما‬
‫جنحـ ـ ــوا يف كثـ ـ ــري من احلروب الـ ـ ــيت قادوهـ ـ ــا إىل البالد اإلسـ ـ ــالمية‪ ،‬فنشـ ـ ــأت هلم فكـ ــرة‬
‫ـىن هلم فكــرة نشــر ثقــافتهم ولغتهم‬ ‫االســتعمار والبقــاءـ يف تلــك الــدول املغلوبــة حــىت تسـ ّ‬
‫وعــاداهتم وتقاليــدهم لضــمان جناح االســتعمار‪ ،‬وهبذا يُش ـ ّكل ثغــراً ممانع ـاً من أي فكــرة‬
‫جمرد التفكـ ـ ـ ــري يف ذلـ ـ ـ ــك مـ ـ ــا دام‬ ‫ُّ‬
‫للتوغل اآلخـ ـ ـ ــر يف املسـ ـ ـ ــتقبلـ بالنسـ ـ ـ ــبة للمسـ ـ ـ ــلمني أو ّ‬
‫شكلون عائقاً لذلك وما داموا داخل أراضي املسلمني وبلداهنم‪.‬‬ ‫الفرنسيون يُ ِّ‬
‫ويف ظ ــل ه ــذه الظ ــاهرة ال ــيت ت ــوالتـ رغب ــات االستش ــراق الفرنس ــي ف ــإن ال ــدور‬
‫الفرنسي االسـتعماري مل يقتصـر فقـط يف اسـتعمار الـدول الـيت دخـل االسـالمـ إليهـا‪ ،‬بـل‬
‫ولكن الرتك ــيز ك ــان على ال ــدول االس ــالميةـ‬ ‫مشلت ال ــدول االس ــالميةـ وغ ــري االس ــالمية ّ‬
‫باعتبار أن قوة العامل االسالميـ معنوية وهي عقيدهتا االسالمية‪،‬ـ اليت ال يقبــل املســلمون‬
‫التفـ ــاوضـ يف شـ ــأهنا‪ ،‬وقـ ــد صـ ــاحبت هـ ــذا االسـ ــتعمار السياسـ ــة نظـ ــراً لصـ ــعوبة حتقيـ ــق‬
‫() – انظر االستشـراق واملستشـرقون مــاهلم ومــا عليهم‪ ،‬مصـطفى السـباعي‪ ،‬ص (‪)24-21‬‬ ‫‪1‬‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬
‫االسـ ــتعمار بـ ــدوهنا بنجـ ــاح فكـ ــانت السياسـ ــة من أكـ ــرب آليـ ــة دعم لتحقيـ ــق تطلّعـ ــات‬
‫صـ ْلباً يف مجيــع مواقفــه‪،‬‬
‫جلعــل االســتعمار َ‬ ‫االســتعمار‪ ،‬إذاً فكــانت السياســة عمــوداً َف ْقريـاً ْ‬
‫الساس ـ ــة الـ ــداعمني‬
‫علميـ ـ ـاً‪ ،‬واقتص ـ ــاديًا‪ ،‬واجتماعيً ـ ــا‪ ،‬فل ـ ــذا ميكن ـ ــين الق ـ ــول ب ـ ــأ ّن جن ـ ــود ّ‬
‫لالستعمار كانوا ِس ْل ِميني(‪.)1‬‬
‫الهدف االقتصادي مع اللّغوي‪:‬‬
‫ـرت العناصــر آنفـاً حسـب رؤيـة‬ ‫تــوالت طموحــات االستشــراق الفرنســي كمــا ذك ُ‬
‫الساس ــة‬
‫أولوي ــة لالستش ــراق الفرنس ــي‪ ،‬حيث ك ــان االس ــتعمار الفرنس ــي م ــدعوماً من ّ‬
‫خَي ْل ــق ج ــواًّ مُم ّهــداً لالقتص ــاد وال ــثروات احمللَّينْي بالنس ــبة لفرنس ــا‪ ،‬فك ــانت تل ــك الف ــرص‬
‫للمستعمر‪ ،‬فلما كان احتمال اللغة عقبة قد حَتُول دون حتقيـق‬ ‫ِ‬ ‫فريدة من نوعها بالنسبةـ‬
‫هــذا اهلدف‪ ،‬أصــبح حضــور اللغــة ضــرورياً للغايــة بُغيــة حتقيــق هــدف االقتصــاد‪ ،‬فهكــذا‬
‫كانت اللّغة أخت العامل االقتصـادي يف تــاريخ االسـتعمار الفرنسـي بقيــادة االستشــراق‬
‫السلمي)(‪.)2‬‬
‫اهلادئ (العلمي‪ِّ -‬‬

‫() ‪ -‬انظـ ــر االستشـ ــراق واملستشـ ــرقون مـ ــاهلم ومـ ــا عليهم‪ ،‬مصـ ــطفى السـ ــباعي‪ ،‬ص (‪)24‬‬ ‫‪1‬‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬
‫() ‪ -‬انظـر االستشـراق واملستشـرقون مـاهلم ومـا عليهم‪ ،‬مصـطفى السـباعي‪ ،‬ص (‪)30-29‬‬ ‫‪2‬‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص االستشراق الفرنسي‪.‬‬
‫لالستشـ ــراق الفرنسـ ــي خصـ ــائص خاصـ ــة تتمـ ــيز عن بقيـ ــة املدارس االستشـ ــراقية‬
‫األخرى‪ ،‬وقد ذكرها العلماء والباحثون‪،‬ـ ولكنين هنا سأذكر أمهّها وهي كالتايل‪:‬‬
‫ت ــرت ّكز دراس ــات املستش ــرقني الفرنس ــيني ح ــول حمورين أساس ــيني‪ :‬احملور‬ ‫‪-1‬‬
‫الديين‪ ،‬واحملور االستعماري السياسي‪.‬‬
‫الشرقية أهم مكان ترعرع فيه االستشراقـ الفرنسي‪.‬‬ ‫يُ َع ُّد معهد اللّغات ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫كـ ــان جلامعـ ــة السـ ــوربون أثـ ــر واضـ ــح يف تنشـ ــيط الدراسـ ــات الش ــرقية يف‬ ‫‪-3‬‬
‫فرنسا‪.‬‬
‫ك ــان لتأس ــيس املعاه ــد واملدارس واملراك ــز الثقافي ــة يف بالد الش ــرق ت ــأثريٌ‬ ‫‪-4‬‬
‫سة عدد من هذه البالد خاصة تلك اليت استعمرهتا فرنسا‪.‬‬ ‫كبري يف َفرنَ ِ‬
‫ٌ ْ‬
‫ميتـاز االستشـراق الفرنسـي بالتخصـص؛ فـإن معظم أفـراده يتخصـص كـل‬ ‫‪-5‬‬
‫منهم يف جانب معني من جوانب البحث والدراسة‪.‬‬
‫نشأت معظم اجلامعات واملعاهــد الفرنســية الــيت تعـىن بالدراســات الشــرقية‬ ‫‪-6‬‬
‫جبهود رهبان وقساوسة‪ ،‬كما تولّوا إدارهتا(‪.)1‬‬
‫قــام االستشـراقـ الفرنسـي بفهرســة الكثــري من الكنـوز العلميــة الشــرقية من‬ ‫‪-7‬‬
‫خمطوطات‪ ،‬ووثائق وغريهــا‪ ،‬ســواء يف فرنســا أو يف غريهــا من البالد الــيت‬
‫استعمرهتا‪.‬‬
‫اهتم االستش ــراق الفرنس ــي بك ــل م ــا يتعل ــق بالش ــرق عمومـ ـاً‪ ،‬وإن ك ــان‬ ‫‪-8‬‬
‫تركيزه يشتد على علوم املسلمني‪.‬‬
‫يعـ ـ ــد االستشـ ـ ــراقـ الفرنسـ ـ ــي املرجـ ـ ــع األورويب األول يف األحباث العام ـ ــة‬ ‫‪-9‬‬
‫والدراسـ ــات اخلاصـ ــة بـ ــالطوارق والـ ــرببر‪ ،‬وكـ ــان تركـ ــيز مسـ ــتعمراته يف‬
‫أفريقيا عامالً مساعداً له على ذلك‪ ،‬واهتمامه هبذا النــوع من الدراســات‬
‫ال خيلو من نوايا استعمارية‪.‬‬

‫()– االستشراق أهدافه ووسائله‪ ،‬د‪ .‬حممد فتح اهلل الزيادي‪ ،‬ص (‪ 85‬اخل‪،)..‬ـ (دمشــق‪ :‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫قتيبة‪ ،‬ط‪2/2002‬م)‪.‬‬
‫ت ـ ــرك االستش ـ ــراقـ الفرنس ـ ــي بص ـ ــماته الواض ـ ــحة على التعليم يف أفريقي ـ ــا‬ ‫‪-10‬‬
‫(وخاصــة يف الشــمال منهــا)؛ وذلــك بســبب مــا أتيح ألعضــائهـ من فــرص‬
‫يف التـدريس والتوجيـه الــرتبوي وختطيـط املنـاهج‪ ،‬وهــذا يف رأيي أنــه كــان‬
‫جـ ـ ــزءً كبـ ـ ــرياً ألخطـ ـ ــاء الـ ـ ــيت ارتكبهـ ـ ــا املسـ ـ ــئولونـ التعليميـ ـ ــون يف ال ـ ــدول‬
‫اإلسالمية اليت شهدت حضور املستشرقني إليها‪ ،‬ومــا زالت بقايــا أضــرار‬
‫هؤالء املستشرقني موجودة وواضحة يف املناهج التعليمية لتلك ال ّدول‪.‬‬
‫اهتم االستشــراق الفرنســي كثــرياً باآلثــار وَتتَبُعهــا يف مواقعهــا‪ ،‬وأنشــأ هلا‬ ‫‪-11‬‬
‫معاهد ومراكز خاصة‪.‬‬
‫ضم بني صفوفه الكثـري من ضـباط القـوات املسـلحة الفرنسـية‪ ،‬وأتـاح هلم‬ ‫‪-12‬‬
‫عملهم يف املسـتعمرات الفرنسـية النبـوغـ يف ميـدان الدراسـات الشـرقية يف‬
‫خمتلف جوانبها(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫()– االستشراق أهدافه ووسائله‪ ،‬د‪ .‬حممد فتح اهلل الزيادي‪،‬ـ ص (‪85‬اخل‪،)..‬ـ بتصرف‪.‬‬
‫تـأثّر األدب الفرنسـي بالشـرق عمومـاً‪ ،‬وبـالعرب واإلسـالم خصوصـاً‪ ،‬حيث اطّلـع‬
‫اآلبــاء اليســوعيونـ على الثقافــة الصــينية وترمجوا روائعهــا‪ ،‬وقــد تــأثّر األدبــاء الفرنســيون‬
‫ببعض التّيـ ــاراتـ واملوضـ ــوعاتـ السـ ــائدة يف األدب الصـ ــيين والعـ ــريب‪ ،‬فمثالً‪ :‬اسـ ــتوحىـ‬
‫(روسو)(‪ )1‬اعرتافاتـ ـ ــه من الشـ ـ ــرق‪ ،‬وكـ ـ ــذلك (الفون تين)(‪ )2‬يف أسـ ـ ــاطريه‪،‬ـ وتس ـ ــربت‬
‫أغــراض القصــص الشــرقية إىل املســرح الفرنســي‪ ،‬فكتب (الساج) مســرحيات عن‪ :‬أيب‬
‫بكــر‪ ،‬واجلنــة ومكــة‪ ،‬وقوافــل احلج‪ ،‬وتــأثّر (مونتسكيو)(‪ )3‬بالثّقافــة العربيــة فجــاء كتابــه‬
‫(الرس ائل الفارس ية) مت ــأثّراً ب ــألف ليل ــة وليل ــة ُمش ــتمالً على نزعاهتا وتع ــدد احتفاالهتا‪،‬‬
‫كما أخذ عن ابن خلدون(‪ )4‬بعض فلسفته االجتماعية يف كتابه (روح الشرائع)(‪.)5‬‬

‫() – روسو‪ :.Rousseau L.J‬مستشـ ــرق فرنسـ ــي ولـ ــد سـ ــنة ‪1786‬م من قناص ــل‬ ‫‪1‬‬

‫فرنس ــا يف املش ــرق‪ ،‬ومن آث ــاره العلمي ــة‪ :‬رحل ــة من بغ ــداد إىل حلب (ب ــاريس ع ــام ‪1808‬م)‬
‫وشــؤون الوهــابيني (‪1818‬م) واخليــول العربيــة‪ ،‬تــويف ســنة ‪1831‬م‪ ،‬انظــر‪( :‬املستشــرقون‬
‫لنجيب العقيقي‪.)1/176‬‬
‫() ‪ -‬الفونتين‪ La Fontaine:‬مستشــرق فرنســي ولــد سـنة (‪ 1621‬ولــه حضــور‬ ‫‪2‬‬

‫قوي يف التأليف عن اإلسالم وهو مستشرق متعصـب‪ ،‬تـويف سـنة ‪1695‬م‪ ،‬انظـر‪( :‬األعالم‬
‫للزركلي‪ ،10 /2 ،‬و‪ ،141 /4‬و‪.)262 /6‬‬
‫() – مستش رق فرنس ي ل ه مؤلف ات كث يرة منها‪ :‬أص ــول الن ــواميس والش ــرائع ترمجه إىل‬ ‫‪3‬‬

‫الفرنســية‪ ،‬و روح الشــرائع – ط‪ ،‬ومل أقــف على ســنة والدتــه ووفاتــه‪ ،‬انظــر‪ :‬كتــاب (الــدر‬
‫املنثــور يف طبقــات ربــات اخلدور‪ ،‬لــزينب بنت علي بن حســني اهلل بن فــواز العــاملي‪-18 ،‬‬
‫‪ ،)19‬وانظر‪( :‬األعالم للزركلي‪.)3/244 ،‬‬
‫() ‪ -‬ابن خلــدون قاضــي القضــاة ويل الــدين عبــد الــرمحن بن حممــد بن حممــد احلضــرمي‪ .‬ولــد‬ ‫‪4‬‬

‫سنة ثالث وثالثني وسبعمائة‪ ،‬ومسع من الواد بآشي وغريه‪ ،‬وأخذ الفقه عن قاضي اجلماعــة‬
‫ابن عبد السالم وغريه‪ ،‬وبرع يف العلوم‪ ،‬وتقدم يف الفنون‪ ،‬ومهر يف األدب والكتابــة‪ ،‬وويل‬
‫كتابــة الســر مبدينــة فــاس‪ ،‬مث دخــل القــاهرة فــويل مشــيخة البيربســية وقضــاء املالكيــة‪ ،‬وصــنف‬
‫التــاريخ الكبــري‪ .‬مــات يف رمضــان ســنة مثان ومثامنائــة‪ ،‬انظــر‪( :‬حســن احملاضــرة يف تــاريخ مصــر‬
‫والقاهرة‪ ،‬جلالل الدين السيوطي‪.)462 /1 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫() – املستش ــرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪( ،)157-1/156‬الق ــاهرة‪ :‬دار املع ــارف)‪ ،‬ب ــدون دار‬
‫النشر وال التاريخ‪.‬‬
‫يف املقابل‪ :‬يرى بعض الباحثني أن مما اختص به املستشرقون الفرنسيون أهنم أشــد‬
‫املستشــرقني تعصــباً ضــد اإلســالم ورســوله حممــد ‪‬؛ إذ من النــادر أن تقــرأ ملستشــرق‬
‫فرنسي شيئاً طيباً عن حيـاة رسـول اهلل ‪ ، ‬حـىت لــو قـال شـيئاً حسـناً فإنــه يتح ّفــظ يف‬
‫قوله حت ّفظاً بالغاً(‪.)1‬‬
‫احتض ــنتـ فرنس ــا أول ترمجة ملع ــاين الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬وظه ــرت فيه ــا تس ــع ترمجات‬
‫للقـ ــرآن الكـ ــرمي‪ ،‬مما يؤ ّكـ ــد أن االستشـ ــراقـ الفرنسـ ــي كـ ــان قائـ ــداً ومرجع ـ ـاً رائـ ــداً يف‬
‫االستشراق األورويب(‪.)2‬‬

‫() ‪ -‬انظــر‪ :‬الرســول يف كتابــات املستشــرقني‪ ،‬نــذير محدان‪ ،‬ص (‪( )37‬جــدة‪ :‬دار املنــارة)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ط‪1406 :2‬ه‪1986-‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – انظر‪ :‬االستشراق واخللفيـة الفكريـة للصـراع احلضـاري‪ ،‬د‪ .‬حممـود محدي زقـزوق‪ ،‬ص‬
‫(‪ )78‬بتصرف يسري‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار املنار للطباعة والنشر)‪ .‬ط‪1409 :2‬ه‪1989-‬م‪.‬‬
‫متتــاز املدرســة االستشــراقية الفرنســية خبصــائص عديــدة منهــا الشــمول والتعـ ّدد؛ إال‬
‫ـرتك ميـ ــدانًا من‬
‫أن هـ ــذه اخلصوصـ ــية مل تكن يف صـ ــاحل األمـ ــة وال اإلسـ ــالم‪ ،‬فهي مل تـ ـ ْ‬
‫صـا‪ ،‬ســواء يف جــانب اللغــات‪،‬‬ ‫نقدا أو متحي ً‬ ‫ميادين املعارف الشرقية إال وتناولته حبثًا أو ً‬
‫أو آداهبا‪ ،‬أو التاريخ واجلغرافيا‪ ،‬أو مقارنة األديان‪ ،‬أو اآلثار والفنون‪ ،‬أو القانون‪ .‬‬
‫تعرضــت هــذه املدرســة لل ّشـرق بأكملــه على امتــداده اجلغــرايف كــامالً‪ ،‬ومل تقتصــر‬ ‫‪َّ  ‬‬
‫على بقعة واحدة منه‪ .‬‬
‫تراث‬
‫تراث العرب فحسب‪ ،‬ولكنهاـ تناولتـ َ‬ ‫دراسة ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬مل تقتصر هذه املدرسة على‬
‫أيضا(‪.)1‬‬
‫الفرس واألتراك ً‬
‫ِ‬
‫لت على‬ ‫اهتمت ك ــذلك بفق ــه اللّغ ــة العربي ــة وحَنْ ِوه ــا‪ ،‬وهلجته ــا العامي ــة؛ كم ــا َع ِم ْ‬
‫َّ‬
‫متجيد العامية‪،‬ـ وحماولة إحالهلا بديالً للفصحى(‪.)2‬‬ ‫الدعوة إىل ِ‬
‫قلت‪ :‬ومل نــزل نعــاين من هــذه املشــكلة الفكريــة يف جمتمعنــا اإلســالمي والعــريب‪،‬‬
‫ُ‬
‫ولألســف أصــبحت بعض حكومــات العــامل اإلســالميـ تــدعم ذلــك‪ ،‬فأصــبح اإلقبــال إىل‬
‫كمن تــاه عن طريــق جناحــه وخالصــه‪ ،‬بــذلك أصــبح العــاطلونـ عن‬ ‫تعليم اللغــة العربيــة َ‬
‫الوظيفـ ـةـ هم ال ــذين درس ــوا اللّغ ــة العربي ــة ونبغ ــواـ فيه ــا مقاب ــل ال ــذين تتن ــافس األعم ــال‬
‫ـدق أبـ ــواهبم من غـ ــري حـ ــاجتهم إىل البحث عنه ــا‪ ،‬وهم‬ ‫الوظيفيـ ــة املرموقـ ــة املختلفـ ــة وتـ ـ ّ‬
‫صنف الذين درسوا اللّغات األجنبية وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫()‪ -‬انظــر‪ :‬موقــع األلوكــة الثقــايف‪ ،‬بعنــوان‪( :‬املدرســة الفرنســية)‪ ،‬وهــو موقــع ثــابت ورائــد يف‬ ‫‪1‬‬

‫جماالت علميـ ــة متعـ ــددة‪ ،‬وخاضـ ــع خلدمـ ــة طالب العلم والبـ ــاحثني يف مجيـ ــع اجملاالت العلمي ــة‬
‫والبحثية‪ ،‬رابط التحميل‪ www.alukah.net /‬تاريخ الزيارة‪11/8/1435 :‬ه‪.‬‬
‫() – انظر‪ :‬أجنحة املكر الثالثة وخوافيها‪ ،‬التبشري – االستشراق‪ -‬االسـتعمار‪ ،‬لعبــد الــرمحن‬ ‫‪2‬‬

‫حبنكة امليداين ص (‪ )375-357‬دار القلم – دمشق‪ ،‬ط‪8/1420‬ه‪2000-‬م‪.‬‬


‫المبحث الرابع‪ :‬أهم مراكز االستشراق الفرنسي‬
‫مراك ــز االستش ــراق الفرنس ــي كث ــرية ومرتامي ــة األط ــراف يف أحناء الع ــامل‪ ،‬وه ــذه‬
‫املراكـ ــز تنقسـ ــم إىل قسـ ــمني‪ :‬المراك ز المحلي ة داخ ل فرنس ا‪ ،‬والمراك ز العالمي ة‬
‫خارج فرنسا‪ ،‬فسأذكر أهمها‪:‬‬
‫المراكز المحلية (داخل فرنسا)‪:‬‬
‫‪ -1‬جامعة السوربون – قسم اللغة العربية والعلوم اإلسالمية‪.‬ـ‬
‫‪ -2‬معهد اآلداب والتمدن اإلسالمي يف جامعة بوردو‪.‬‬
‫‪ – 3‬معهـ ــد فرنسـ ــا ‪ Collège de France‬الـ ــذي أنش ـ ــأه فرنسـ ـ َ‬
‫ـووا‪1‬‬
‫‪ francois1‬للدراسات الشرقية عام ‪1530‬م(‪.)1‬‬
‫‪ – 4‬مكتبـ ـ ـ ـ ـةـ بـ ـ ـ ـ ــاريس الوطنية ‪Bibliothèque Nationale de‬‬
‫‪ Paris‬املكتب ـةـ حتت ــوي ع ــل س ــتة ماليني من الكتب واملخطوط ــات‪ ،‬منه ــا حنو س ــبعة‬
‫آالف خمطــوط عــريب‪ ،‬وهي مكتبــة ضــخمة الــيت حتتــوي على الكتبـ اإلســالمية وغريهــا‬
‫من ال ــرتاث وق ــد وض ــعت ه ــذه املكتب ــة يف متن ــاول املستش ــرقني األوروب ــيني والب ــاحثني‬
‫املهتمني بالدراسات اإلسالمية(‪.)2‬‬
‫‪ – 5‬مدرس ـ ــة اللغ ـ ــات الش ـ ــرقية بب ـ ــاريس س ـ ــنة ‪1795‬م لدراس ـ ــة اللغ ـ ــة العربيـ ــة‬
‫الفصحى والعامية‪ ،‬ولغات شرقية أخرى(‪.)3‬‬
‫‪ -6‬كراسي للدراسات اإلسالميةـ يف جامعة باريس‪.‬‬
‫‪ -7‬جامعة تولوز(‪.)4‬‬
‫‪ -8‬املدرس ــة الوطني ــة للغ ــات الش ــرقية احلي ــة يف ب ــاريس س ــنة ‪1795‬م ‪Ecole‬‬
‫‪.)5( Nationale des Langues Orientales Vivantes, Paris‬‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪،‬ـ ص (‪.)24‬‬
‫‪2‬‬
‫() – آراء املستش ــرقني الفرنس ــيني يف الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نص ــري‪ ،‬ص (‪-24‬ـ ـ ‪،)25‬‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر نفس املرجع‪ ،‬ص (‪.)25‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)152 /1‬‬
‫‪5‬‬
‫() – انظر‪ :‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)153 /1‬‬
‫‪ -9‬جامعة ليون سنة ‪1808‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬املعهــد الكــاثوليكي يف بــاريس ‪ Institut Cath De Paris‬ســنة ‪1875‬‬
‫م(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬املستشرقون (‪.)154 /1‬‬
‫المراكز العالمية (خارج فرنسا)‪:‬‬
‫‪ – 1‬معهد قرطاجنة يف تونس سنة ‪1895‬م‪.‬‬
‫‪ – 2‬مدرس ــة اآلداب العالي ــة يف اجلزائ ــر س ــنة ‪1881‬م وال ــيت حتولت إىل جامع ــة‬
‫سنة ‪1909‬م‪.‬‬
‫‪ – 3‬معهد الدراسات املغربيةـ يف الرباط سنة ‪1931‬م‪.‬‬
‫‪ – 4‬املعهد الفرنسي يف دمشق سنة ‪1822‬م مث سنة ‪1930‬م‪.‬‬
‫إضافة إىل عدة جمالت هتتم بشئونـ مشال إفريقيا‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ – 5‬اجمللة اإلفريقية اليت تصدرها اجلمعية التارخيية يف اجلزائر سنة ‪1856‬م‪.‬‬
‫‪ – 6‬اجمللة التونسيةـ سنة ‪1894‬م اليت يصدرها معهد قرطاجنة يف تونس‪.‬‬
‫‪ – 7‬احملفوظات املغربيةـ سنة ‪1904‬م‪.‬‬
‫‪ – 8‬حمفوظات الرببر سنة ‪1920 -1905‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -9‬املعهـ ـ ـ ـ ــد الفرنسـ ـ ـ ـ ــي لآلثـ ـ ـ ـ ــار الشـ ـ ـ ـ ــرقية بالقـ ـ ـ ـ ــاهرة ‪Institut Français‬‬
‫‪ Darcheologie Orientale, au Caire‬سنة ‪1880‬م(‪.)2‬‬
‫‪ -10‬املدرسة الشرقية يف القسطنطينيةـ(‪.)3‬‬
‫أسسه نابليون ‪1798‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬معهد مصر‪ّ Institut D'Égypte‬‬
‫‪ -12‬معه ــد الدراس ــات العلي ــا يف ت ــونس ‪Intitut de Hautes Etudes‬‬
‫‪ de Tunis‬سنة ‪1945‬م(‪.)4‬‬
‫‪ -13‬املعه ـ ـ ــد الفرنس ـ ـ ــي يف طه ـ ـ ــران ‪Institut Franco iranien de‬‬
‫‪ Téhéran‬سنة ‪1948‬م(‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫() – آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪ ،‬ص (‪.)32‬‬
‫‪2‬‬
‫() – انظر نفس املرجع‪ ،‬ص (‪ ،)31‬وانظر‪ :‬املستشرقون لنجيب العقيقي (‪.)154 /1‬‬
‫‪3‬‬
‫() – املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)154 -153 /1‬‬
‫‪4‬‬
‫() – نفس املرجع‪ ،‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪.)1/154( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫() – املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)155 /1‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أهم المستشرقين الفرنسيين وأبحاثهم‬
‫بــذل املستشــرقون الفرنســيونـ جهــوداً كبــريةً يف جمال التــأليف والتصــنيف يف شــىت‬
‫اجملاالت العلمي ـ ــة االسـ ــالميةـ والعربي ـ ــة‪ ،‬ومنهـ ــا حتقيـ ــق املخطوطـ ــات‪ ،‬إال أن جهـ ــودهم‬
‫كانت حاضرة بقوة يف اجلوانب املعادية لإلسالم واملسلمني أكثر من أي جــانب آخــر‪،‬‬
‫ولرمبا دعمت تلـ ـ ــك اجلهـ ـ ــود اجلانب االسـ ـ ــتعماري أيضـ ـ ــا‪ ،‬ومن اجملاالت العلميـ ــة الـ ــيت‬
‫اهتموا هبا يف التأليف والتصنيف‪ ،‬القرآن الكـرمي‪ ،‬ال ّسـنة النّبويـةـ الشـريفة‪ ،‬ال ّسـرية النّبويـةـ‬
‫الش ــريفة‪ِ ،‬‬
‫الفــرق االس ــالمية واملل ــل واملذاهب‪،‬ـ اللّغ ــة العربي ــة وآداهبا‪ ،‬املع ــاجم اللّغوي ــة‪،‬‬
‫احلضـ ــارة االسـ ــالمية‪ ،‬التـ ــاريخ اإلسـ ــالمي‪ ،‬علم الكالم والفلسـ ــفة‪ ،‬التّصـ ـ ّـوف‪ ،‬األدب ــاء‪،‬‬
‫جغرافيــا العــامل االســالمي‪ ،‬العلــوم والفنــون‪،‬ـ وكمــا أن الرتمجة العلميــة حتتــاج إىل أكــابر‬
‫من العلم ــاء‪ ،‬فإهنا مل تكن جماالً متاحـ ـاً جلمي ــع املستش ــرقني إال َمن ط ــال باع ــه يف العلم‬
‫االستشراقي‪ ،‬وكان أغلب هذه اجملاالت العلمية االستشراقيةـ بالنسبة للفرنسيني يُديرها‬
‫ـارهم‪ ،‬وعب ــاقرهتم‪ ،‬خبالف الت ــأليفـ يف الكتبـ واجملاالت اإلس ــالميةـ العام ــة املتاح ــة‪،‬‬ ‫كب ـ ُ‬
‫وأمــا مــا اختصــت األعمــال العلميــة الكبــريةـ فهي ترمجة القــرآن الكــرمي‪ ،‬إال أهنا مل تكن‬
‫ترمجة علمية ختدم اإلسالم واملسلمني‪ ،‬فمن تلكم الترجمة‪ ،‬مايلي‪:‬‬
‫ترجماتهم للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪ – 1‬القرآن الكريم‪ :‬كان االهتمام األول يف االستشراق الفرنسي‪ ،‬فيما يتعلق‬
‫ب ــالقرآن الك ــرمي ه ــو الرتمجة‪ ،‬وي ــذكر الب ــاحثونـ أن أول ترمجة للق ــرآن الك ــرمي كل ــه ه ــو‬
‫ترمجة بطرس المحترم – أ َْو بيير المحترم‪– 1092( )1(،‬ـ ‪1156‬م)‪Pierre le :‬‬
‫‪ vénérable‬حيث ق ـ ــام برتمجة الق ـ ــرآن إىل الالتيني ـ ــة يف الع ـ ــام ‪1141‬م‪ ،‬وهي أول‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬بط رس المح ترم (‪ - 1092‬ـ ‪1156‬م)‪ ،‬هــو أول جـ ّ‬
‫ـديل ض ــد اإلس ــالم يف الكنيســة‬
‫املنصر إديسون‪ ،‬وهو راهب الهــويت رئيس لــدير (كلون) الــذي قــام بــدور‬
‫الغربية كما يقول ِّ‬
‫كبــري يف حركــة اجلدل التّنصــريي ضــد أصــالة القــرآن‪ ،‬وقــام برحلــة إىل األنــدلس‪ ،‬ألّــف عقب‬
‫عودته منها كتاباً يف الرد على اإلسالم والقــرآن عــام ‪1143‬م‪ ،‬وأمــر برتمجة القــرآن إىل اللّغــة‬
‫الالتينية‪ ،‬انظــر‪( :‬الغــارة التنصــريية على أصــالة القــرآن الكــرمي‪ ،‬املؤلــف‪ :‬د‪ .‬عبــد الراضــي حممــد‬
‫عبد احملسن‪ ،)1/30( ،‬الناشر‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ترمجة إىل الالتيني ــة للق ــرآن كل ــه من اللغ ــة العربي ــة‪ ،‬واس ــتمرت معتم ــدة يف أوروب ــا ح ــىت‬
‫هناية القرن السابع عشر(‪.)1‬‬
‫لكن مثة رواية أخرى حتكي تاريخ ترمجة بيري احملرتم أو بطــرس احملرتم للقـرآن الكـرمي‪،‬‬
‫وهــو الــراجح حســب توثيــق عــدد من البــاحثني يف ذلــك‪ ،‬وهي أن ترمجة القــرآن الكــرمي الــيت‬
‫أس ــندت إىل بي ــري احملرتم‪ ،‬إمنا ك ــانت بتش ــجيع من ــه ألن ــه ك ــان زعيمـ ـاً رهبانيـ ـاً‪ ،‬حيث التقى‬
‫باملستشــرق (روبرت أوف تشستر)(‪ )2‬عــام ‪1141‬م‪ ،‬وكــان روبــرت عاملاً بعلم النجــوم‪،‬‬
‫فطلب بيـ ــري احملرتم منـ ــه بـ ــرتك علم النجـ ــوم واالضـ ــطالع برتمجة القـ ــرآن إىل الالتينيـ ــة‪ ،‬فقبِـ ــل‬
‫(روبرت) فكرة بيري احملرتم وقام مبشروع الرتمجة بالتعاون مع (هرمان) وكــان راهبـاً عاملاً‬
‫(‪) 3‬‬

‫فتمت الرتمجة للبيــري (بط رس) يف عــام ‪1143‬م‪ ،‬وهــو التــاريخ األصــلي الــذي مت ألول مــرة‬
‫(‪) 4‬‬
‫ترمجة القرآن الكرمي‬
‫‪ -2‬مث ظهــرت بعــدها ترمجة للقــرآن الكــرمي إىل اللغــة الفرنســية عــام ‪1647‬م على يــد‬
‫املستشرق (أندريه دي ريور)(‪.)5‬‬
‫‪1‬‬
‫() – موسوعة املستشرقني‪ ،‬عبـد الـرمحن بـدوي‪ ،‬ص (‪ )68‬بـريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪1984 ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬روب رت أوف تشس تر‪( :‬ق ‪12‬م) من طالئــع املستشــرقني‪ ،‬ومن الرهبــان البنــدكتيني‬
‫(البندوقية) قصد األندلس‪ ،‬وعني أسقفا على بامبلونة‪ ،‬اهتم وزميل له هو" هرمان ال ّدملاطي"‬
‫برتمجة مع ــاين الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬وي ــذكر بط ــرس احملرتم أن ــه قابل ــه وزميل ــه هرم ــان يف األب ــرد من‬
‫إسبانيا‪ ،‬وصرفهما عن ترمجة العلوم إىل ترمجة معاين القــرآن الكــرمي‪ ،‬وليسـت لـه آثـار مباشـرة‬
‫يف التنصري‪( ،‬ترمجات معاين القرآن الكرمي وتطور فهمه عند الغرب‪ :‬عبد اهلل عباس الندوي‪،‬‬
‫ص (‪ – )39‬مكـ ـ ــة املكرمـ ـ ــة‪ :‬رابط ـ ــة العـ ـ ــامل اإلسـ ـ ــالمي‪1417 ،‬ه ـ ـ ـ ‪ -‬سلس ـ ــلة دعـ ــوة احلق‬
‫‪.)174‬‬
‫() ‪ -‬هرمان الدلماطي‪( :‬ت ‪1172‬م) زميــل روبــرت أوف تشســرت يف رهبانيتــه‪ ،‬فهــو من‬ ‫‪3‬‬

‫الرهبان البندكتيني‪ ،‬عني رئيسا لشمامسـة سـربابيلونا‪ ،‬مث راعيـا لكنيسـة شـيين‪ ،‬مث أسـقفا على‬
‫اســتورجه‪ ،‬واهتم بالفلســفة وكتب عنهــا‪ ،‬وليســت لــه آثــار مباشــرة يف التنصري (املستشــرقون‪،‬‬
‫جنيب العقيقي‪ ،)114-1/113( ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف ‪1964‬م‪.‬‬
‫() ‪ -‬انظر‪ :‬االستشراق وجه لالستعمار الفكري‪ ،‬د‪ .‬عبد املتعال حممد اجلربي (‪.)56 /1‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ‪ -‬ول د أندري ه دي ري ور ع ام ‪1580‬م يف مارســيين‪ Marcigny‬بفرنســا وتــويف عــام‬ ‫‪5‬‬


‫مث تلتهـا بعـد ‪136‬سـنة ترمجة املستشـرق (سافاري ‪ )1()Savar‬يف عـامي ‪1783‬م‪،‬‬
‫مث ترمجة املستشرق (كازيمر سكي ‪ )Kasimirski‬عام ‪1840‬م(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬ومن املرتمجني املستشـ ــرقني الفرنسـ ــيني للقـ ــرآن الكـ ــرمي‪ ،‬كـ ــل من املستش ــرق‬
‫(‪) 4‬‬
‫(إدوارد مونتييه(‪ ،)3‬والمستشرق الفرنسي المشهور(بالشير) فكانت عام‪1861‬م)‬
‫‪ -4‬ومن املرتمجني للقـ ـ ـ ـ ـ ــرآن الكـ ـ ـ ـ ـ ــرمي‪ ،‬ترج ـ ـ ـ ـ ـ ــمة (جـاك بيـــرك‪Jacques‬‬
‫‪ )1()Berque‬إىل اللغة الفرنسية اليت صدرت يف بـاريس عن دار ســندباد للنشــر عـام‬
‫ـحح‬‫‪1990‬م‪ ،‬وهي ترمجة يغلب عليه ـ ـ ــا الط ـ ـ ــابع التبش ـ ـ ــريي (التنص يري)‪ ،‬وق ـ ـ ــد ص ـ ـ ّ‬
‫‪ 1660‬م‪ ،‬كــان قنصــال عامــا لبالده يف مصــر والقســطنطينية‪ ،‬أتقن اللغــات الثالث األمهــات‬
‫اليت يتحدث هبا أهل اإلسالم‪ :‬العربية والرتكية والفارسية‪ ،‬ألف بعض الكتب وترجم القرآن‬
‫الكرمي يف جزأين‪( ،‬انظر "موسوعة املستشرقني") ص (‪ )222‬لعبد الـرمحن بـدوي‪.‬ـ‬
‫() ‪ -‬فرانسوا ساڤاري دي برڤ ولـد سـنة (‪1560‬م) هـو سـفري ومستشـرق فرنسـي شـغل‬ ‫‪1‬‬

‫منص ــب الس ــفري الفرنس ــي ل ــدى الفاتيك ــان من ‪ 1608‬إىل ‪ 1614‬م‪ ،‬ومن أعمال ــه تأس ــيس‬
‫مطبعة للحروف العربية يف رومة سـنة ‪1613‬م‪ ،‬تـويف سـنة ‪1627‬م‪ ،‬انظـر كتـاب‪( :‬الكتب‬
‫العربيـ ــة املطبوعـ ــة يف أوربـ ــا ص (‪ )24‬الناشـ ــر‪ :‬مكتبـ ــة امللـ ــك عبـ ــدالعزيز العامـ ــة‪ -‬الريـ ــاض‪:‬‬
‫‪ 1425‬هـ‪.‬‬
‫‪ – )( 2‬انظر‪ :‬موسوعة املستشرقني‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪ )68‬بتصرف‪.‬‬
‫والمستش رق َكا ِز ِ‬
‫يم ْر ْس كي‪ :‬ه ــو بيبرش تاين كازيمرس كي ‪( B Kazimirski‬ول ــد ع ــام‬
‫‪1194‬ه‪-‬املوافق‪1780 -‬م) مستشرق بولـوين‪ ،‬اسـتوطن فرنسـا ونشـر فيهـا معجمـه الكبـري‬
‫(كتاب اللّغتني العربيـة والفرنسـاوية) طبـع يف أربعـة جملـدات‪ ،‬ويُعـرف بقـاموس كازميرسـكي‪،‬‬
‫وت ــرجم إىل الفرنس ــية مع ــاين الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬ت ــويف ع ــام (‪1282‬ه ـ ـ املوافق‪1865‬م) انظ ــر‪:‬‬
‫(األعالم للزركلي ‪.)2/80‬‬
‫() ‪ -‬إدوارد مونتي ه‪ :‬مستشـ ـ ــرق من أصـ ـ ــل سويسـ ـ ــري‪ ،‬ولـ ـ ــد عـ ـ ــام ‪1856‬م‪ ،‬ودرس يف‬ ‫‪3‬‬

‫جامعـات جـنيف وبــرلني وهايــدلربج‪ ،‬حصــل على الـدكتوراه يف الالهـوت من جامعـة بـاريس‬
‫عام ‪1883‬م‪ ،‬عنّي أستاذًا للعربيـة واألراميـة والعهـد القـدمي يف جامعـة جـنيف‪ ،‬مث أضـيف إليـه‬
‫العربية وتاريخ اإلسالم‪ ،‬رأس جامعة جـنيف (‪ )1912-1910‬تُـويف عــام ‪1927‬م‪ ،‬انظــر‪:‬‬
‫(موقـ ــع صـ ــيد الفوائـ ــد‪ /‬بعنـ ــوان‪ :‬اإلسـ ــالم يف الفكـ ــر الغـ ــريب‪ ،‬بقلم‪ /‬لـ ــواء مهنـ ــدس أمحد عب ــد‬
‫الوهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب رمحه اهلل‪ ،‬الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪ http://www.saaid.net /‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ الزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‪:‬‬
‫‪23/1/1436‬ه‪.‬‬
‫ال ّدكتور إبراهيم عوض تلك الرتمجة ومسّاها‪( :‬من معارك االستشراق ضد المصحف‬
‫الشريف‪ ،‬ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم بين المادحين والقادحين)(‪ )2‬إضــافة‬
‫إىل تص ــحيح ال ــدكتور‪ :‬حس ــن بن إدريس ع ــزوزي بعن ــوان‪( :‬مالحظ ات على ترجم ة‬
‫معاني القرآن الكريم للمستشرق الفرنسي جاك بيرك)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ير ريجيس‪ ،‬ل‪.‬‬ ‫ْي ر‪( :‬ـ‪-1900‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪1973‬مـ)ـ وـاـمسهـ‪:‬ـ بالش‬ ‫ِّ‬
‫بالش‬ ‫–‬ ‫()‬
‫‪ ،R.L.Blachere‬مـنـ عـلـمـ ـ ـ ـاـءـ اـملـسـتـشـ ـ ـ ـرـقـني وـمـنـ أـعـضـ ـ ـ ـاـءـ اـجملـمـ ـ ـ ـعـ اـلـعـلـمـيـ اـلـعـ ـ ـرـيبّـ‬
‫بـدـمـشـقـ وـاـجملـمـعـ اـلـفـرـنـسـيـ اـألعـلـىـ (ـاـألنـسـتـيـتـوـ)ـ بـبـاـرـيـسـ فـرـنـسـاـ‪،‬ـ ضـلـيـعـ مـنـ اـلـعـرـبـيـةـ‪،‬ـ ُوـل ـدـ يفـ‬
‫مـ ـوـنـرـوـجـ (ـمـنـ ضـ ـوـاـحـيـ بـ ـاـرـيـسـ)ـ وـتـلـقـىـ دـرـوـسـ ـهـ اـلـثـاـنـوـيـ ـةـ يفـ اـلـ ـدـاـرـ اـلـبـيـضـ ـاـءـ (ـبـ ـاـملـغـرـبـ)ـ‬
‫وـخترـجـ بـكـلـي ـةـ اـآلـدـاـبـ يفـ اـجلـزـاـئ ـرـ (ـ‪1922‬مـ)ـ وـمسيـ أـس ـتـاـذـاـ يفـ مـعـه ـدـ اـلـدـرـاـس ـاـتـ اـملـغـرـبـي ـةـ‬
‫اـلـعـلـيـ ـ ـاـ يفـ اـلـرـبـ ـ ـاـطـ (ـ‪1924‬مـ‪-‬ـ‪1935‬مـ)ـ وـاـنـتـقـ ـ ـلـ اـىل بـ ـ ـاـرـيـسـ حمـاـضـ ـ ـرـاـ يفـ اـلـصـ ـ ـوـرـبـوـنـ (ـ‬
‫‪1938‬مـ)ـ فـم ـ ـ ـدـيـرـاـ ملـدـرـس ـ ـ ـةـ اـلـدـرـاـس ـ ـ ـاـتـ اـلـعـلـي ـ ـ ـاـ اـلـعـلـمـي ـ ـ ـةـ (ـ‪1942‬مـ)ـ وأشـ ـ ــرف على جملـ ــة‬
‫(املعرفـ ــة) الباريس ــية‪ ،‬بالعربي ــة والفرنس ــية‪ ،‬وألـ ــف بالفرنس ــية كتب ــا كث ــرية ت ــرجم بعض ــها إىل‬
‫العربيـ ـ ــة‪( ،‬األعالم للـ ـ ــزركلي‪ ،)2/72‬ـ ـ ـ وانظـ ـ ــر املرجـ ـ ــع السـ ـ ــابق‪ :‬موقـ ـ ــع األهـ ـ ــرام‪ -‬وراب ـ ــط‪/‬‬
‫‪./http://digital.ahram.org.eg‬‬
‫تعصب صاحب الرتمجة‬ ‫() ‪ -‬جاك بيرك ‪ Jeques Berque‬مستشرق فرنسي ُم ّ‬
‫نصر ُم ّ‬
‫‪1‬‬

‫السيئة للقرآن الكرمي وكان أستاذاً يف كوليج دو فرانس‪ ،‬وله كتاب (اليوسي وقضايا الثقافــة‬
‫املراكش ـ ــية يف الق ـ ــرن الس ـ ــابع عش ـ ــر) بالفرنس ـ ــية‪ ،‬طب ـ ــع يف ب ـ ــاريس س ـ ــنة ‪1958‬م‪( ،‬األعالم‬
‫بتصرف‪.‬‬ ‫للزركلي ‪ّ )2/223‬‬
‫() – انظ ـ ــر موق ـ ــع التفس ـ ــري بتص ـ ــرف‪ :‬راب ـ ــط‪ /http://vb.tafsir.net/tafsir :‬تـ ــاريخ‬ ‫‪2‬‬

‫املعلوم ـ ـ ــة‪/‬ص‪55/07/2007:‬م‪ /02/22/‬املوافـ ـ ــق‪1428:‬ه‪/ 02/05/‬تـ ـ ــاريخ الزيـ ـ ــارة‪:‬‬


‫‪32/3/1435‬ه‪ ،‬وانظر‪ :‬موقع األهرام ‪:ahram.org.eg// http‬‬
‫‪ -5‬ويف س ــنة ‪1990‬م ص ــدرت ترمجت ــان فرنس ــيتان لك ــل من املستش ــرق‪( :‬أندري ه‬
‫ش وراكي ‪ -)1()A, Chouraqui‬واملستشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق‪( :‬ريني ه خ وام ‪René‬‬
‫‪.)2()Khawam‬‬
‫وص ـ ّـرح املستش ــرق الفرنس ــي عن حجم أعم ــال املستش ــرقني األوروب ــيني فيم ــا يتعل ــق‬
‫برتمجة القــرآن الكــرمي فقــال‪( :‬جاك بيرك ‪ Jacques Berque‬إن معانى القرآن‬
‫الك ريم ت رجمت إلى أك ثر من مئ ة لغ ة أوروبي ة‪ ،‬تت وزع على الش كل الت الي‪)75( :‬‬
‫ترجمة إلى اإلنكليزية‪ ،‬و(‪ )24‬ترجمة إلى األلمانية‪ ،‬و(‪ )33‬ترجمة إلى الفرنسية)(‪.)3‬‬

‫() ‪ -‬اندريه شوراكي‪ :‬يهودي صهيوين كان يعمل عمدة للقــدس! يقــول عبــدالرمحن بــدوي‬ ‫‪1‬‬

‫عن ترمجت ــه للق ــرآن الك ــرمي‪( :‬إن ــين أراه ــا وص ــمة ع ــار على الرتمجة واملرتمجني يف ك ــل زم ــان‬
‫ناهيــك عن أهنا مليئــة باالعتــداءات الصــارخة عــل قُدســية النّص القــرآين‪ ،‬فشــوراكي اســتوحي‬
‫معانيه ومدلوالته من ألفاظ حســية فكـانت النتيجــة ان امتأل النّص املرتجم بتعبــريات فاضــحة‪،‬‬
‫فكلمــة "الــرمحن" على ســبيل املثــال قــد اشــتق معناهــا من كلمــة "رحم" وكــذلك كلمــة احلمــد‬
‫قد رجع هبا إىل أصل "فعل الرغبة")‪ ،‬انظــر‪( :‬موقــع األهــرام الــرقمي‪ ،‬بعنــوان‪ :‬مصــر باقيـة وكلهم‬
‫زائلــون‪ ،‬البــاحث‪ :‬ســعيد الالونــدي‪ /‬الرابــط‪ http://digital.ahram.org.eg :‬تــاريخ‬
‫الزيارة ‪25/1/1436‬ه‪ ،‬تاريخ نشر البحث‪ /12‬سبتمرب‪2009‬م‪.‬‬
‫() – انظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪ :‬موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوات القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرآن الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرمي‪ :‬رابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /nadawat.qurancomplex.gov.sa‬تاريخ الزيارة‪7/7/1435 :‬ه‪ .‬املستشــرق‬


‫رينيـ ــه خـ ــوام‪ :‬ولـ ــد حبلب يف ‪ 27‬نيسـ ــان من عـ ــام ‪1917‬م‪ ،‬و كـ ــانت سـ ــليل أسـ ــرة عربيـ ــة‬
‫مســيحية كمــا كــان أبــوه رزق اهلل خــوام شــاعراً مشــهوراً وأحــد بــواعث جتديــد األدب العــريب‬
‫يف بالده سورية‪ ،‬بعد دراسته األدبية يف اجلامعة الكاثوليكية يف بريوت هاجر رينيه خــوام مــع‬
‫أس ــرته إىل فرنس ــا غ ــداة احلرب العاملي ــة الثانيــة‪ ,‬ومن ــذ ع ــام ‪1947‬م ك ــان يرتــاد يومي ـاً قاعــة‬
‫املخطوطــات الشــرقية يف املكتبــة الوطنيــة يف بــاريس وبقي كــذلك حــىت عــام ‪1999‬م حيث‬
‫ّقرر التّوقف عن أعماله إثـر حـادث تعـّـرض لــه‪ ،‬مــات رينيــه خــوام يــوم األحــد ببـاريس يف ‪21‬‬
‫آذار من عــام ‪2004‬م عن عمــر ينــاهز ال‪ 86‬عام ـاً‪( ،‬موقــع دنيــا الــوطن‪ /‬البــاحث‪ :‬سوســن‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيخ ديب‪ ،‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ نشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر البحث‪27/1/2005‬م‪ ،‬الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫‪ http://pulpit.alwatanvoice.com‬تـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ زيـ ـ ـ ـ ـ ــاريت ‪1/2/1436‬ه‪ ،‬أصـ ـ ـ ــل‬
‫املقال‪ :‬قام الباحث برتمجته إىل اللغة العربية من صحيفة اللّوموند الفرنسية بدون ذكر عدد‪.‬‬
‫() – حبث نشــره مصــطفى عبــد الغــين‪ ،‬يف جريــدة (األهــرام) املصــرية‪ ،‬بعنــوان ترمجة القــرآن الكــرمي إىل‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -6‬بلغت ترمجات معــاين القــرآن الكــرمي حــىت اآلن للمستشــرقني الفرنســيني حنو‬
‫سـ ـ ـتًّا وثالثني ترمجة‪ ،‬ويب ـ ــدوا أن ترمجة املستش ـ ــرق ج ـ ــاك ب ـ ــريك ال ـ ــيت ص ـ ــدرت ع ـ ــام‬
‫‪1990‬م‪ ،‬هي آخر ترمجة هلم حسب اعتقادي‪ ،‬وأما املستشرقة الفرنســية الــيت حــاولت‬
‫االختبــاء ببحثهــا ال ّسـيئ املتعلــق برتمجة القــرآن الكــرمي خشــية مالحقــة القــانونـ هلا‪ ،‬وهي‬
‫مستش ــرقة فرنس ــية‪ ،‬وامسها الكام ــل‪ Denise Masson :‬وض ــعت ترمجته ــا ملع ــاين‬
‫القـرآن الكـرمي عـام ‪1958‬م‪ ،‬وحتدثت يف بعض مـذكراهتا أهنا وجـدت صـعوبة شـديدة‬
‫يف بـ ــاريس وهي حتاول البحث عن ناش ــر ينشـ ــر هلا ترمجتهـ ــا السـ ــيئة للق ــرآن‪ ،‬ذل ــك أن‬
‫معظم أصــحاب دور النشــر قــد اســتبعدوا أن تُــدر عليهم ترمجة امــرأة لكتــاب املســلمني‬
‫ُغلقت أمامهــا األبــواب إىل أن وجــدت من يقبــل ذلــك بشــرط عــدم‬ ‫أرباحـا‪ ،‬ف ـأ ْ‬ ‫املق ـ ّدس ًـ‬
‫كتابــة امسها كــامالً‪ ،‬وهكــذاـ جند يف مجيــع طبعــات الرتمجة اســم دنيس ماصــون‪ ،‬يُكتبـ‬
‫هكذا‬
‫‪ .D. Masson‬وك ـ ــأ ّن يف ذل ـ ــك محالً للق ـ ــارئ على االعتق ـ ــاد ب ـ ــأن الرتمجة‬
‫للـدكتور ماصـون‪ ،‬وهـذا مـا جعـل الكثـري من البـاحثني ممن ال يعرفـون قصـة شخصـيتها‪،‬‬
‫أو يق ـ ــرأون عنه ـ ــا يقع ـ ــونـ يف خط ـ ــأ العتق ـ ــادهم أن ـ ــه رج ـ ــل‪ ،‬وهي من ـ ــذ ع ـ ــام ‪1414‬هـ‬
‫‪1993‬م تقطن بباب دكالة مبراكش وهلا من العمر ‪ 90‬سنة(‪.)1‬‬
‫ومل تقـف جهـود هـؤالء املستشـرقني يف جمال الرتمجة فحسـب‪ ،‬بـل واصـلوا التـأليف يف‬
‫موض ــوعات قرآني ــة أخ ــرى إال أن ه ــذه الرتمجات مل ختل من أخط ــاء كغريه ــا الس ــابقة إم ــا‬
‫متعمــدة أو غ ــري موض ــوعية بس ــبب غلب ــة جهلهم مبض ــمون الق ــرآن الك ــرمي الع ــام‪ ،‬واملقاص ــد‬ ‫ّ‬
‫اإلهلية‪.‬‬
‫ومن تِْل ُكم المؤلفات‪:‬‬
‫كتاب توافق القرآن واالجنيل‪ ،‬لبوستيل سنة ‪1543‬م‪.‬‬

‫الفرنسـية‪ ،‬انظـر‪ :‬موقعهـا ورابطهـا‪ /http://digital.ahram.org.eg /‬تـاريخ الزيـارة‪/21/8 :‬‬


‫‪1435‬ه‪.‬‬
‫() – انظـ ــر‪ :‬بتصـ ــرف كلمـ ــة د‪ .‬حسـ ــن عـ ــزوزي كليـ ــة اللغـ ــة العربيـ ــة ‪ -‬مـ ــراكش يف جمل ــة‬ ‫‪1‬‬

‫"القرويني" العدد اخلامس لعام‪1414‬هـ‪ ،‬ص (‪ ،)116–115‬وانظر‪ :‬يف حاشــية الصــفحة (‬


‫‪.)115‬‬
‫كتاب سورة فاحتة الكتاب‪ ،‬لبروفنسال سنة ‪1920‬م‪.‬‬
‫كتاب القرآن واخللق" ترمجةً وتعليقاً على خمتــارات إلخــوان الصــفا‪ ،‬لماركه ســنة‬
‫‪1964‬م(‪.)1‬‬
‫وأما عن الكتب اإلسالمية والعربية المترجمة إلى اللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪ -1‬ليــون برشــيه‪1889( Leon Bercher :‬م‪1955 -‬م)‪ ،‬تــرجم الرســالة‬
‫أليب زيــد القــريواين (عبــد اهلل ت ‪386‬ه ــ)؛ وطــوق احلمامــة البن حــزم (أبــو حممــد علي‬
‫بن أمحد ت‪456‬هـ)‪ ،‬إىل اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -2‬فاتي ــه‪1613-1667( Fattier :‬م)‪ .‬ط ــبيبـ دوق‪ ،‬تعلم العربي ــة وب ــرع‬
‫فيه ــا‪ ،‬ونق ــل كث ــريا منه ــا إىل اللغ ــة الفرنس ــية‪ ،‬ومن أهم الكتب ال ــيت ترمجه ــا للفرنس ــية‪:‬‬
‫تاريخ ابن مكني (ت ‪1292‬م)‪ ،‬وقد ذيله بتاريخ العــرب بإســبانيا؛ وكتابــا علم املنطــق‬
‫و األم ــراض العقلي ــة البن س ــينا (أب ــو علي احلس ــني بن عب ــد اهلل بن احلس ــن بن علي ت‬
‫‪650‬هـ)؛ والرثاء للطغرائي (احلسني بن علي بن حممد بن عبد الصمد ت ‪ 515‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -3‬جـ ــاالن‪ ،Antione Gallan (1646-1715) :‬مستشـ ــرق فرنس ــي‬
‫مشهور‪ ،‬أول من ترجم ألف ليلة وليلة إىل الفرنسية‪ ،‬وقد تصرف فيها تصرفا شــديدا؛‬
‫لكن بلغة مجيلة‪ ،‬وتكييف للنص األصلي‪ ،‬حبيث يتالءم مع الذوق األورويب‪ ،‬مث ترمجها‬
‫إىل اإلجنليزية واألملانية‪،‬ـ والدمناركية؛ كما ترجم أمثال لقمان بن ياعور‪.‬‬
‫‪ -4‬جـ ـ ــان جانييـ ـ ــه‪1670 – 1740( jean Gagnier :‬م)‪،‬تـ ـ ــرجم إىل‬
‫الالتينيةـ كتاب تقومي البلدان‪ ،‬أليب الفداء (ت‪732‬هـ)‪. ‬‬
‫‪ -5‬الجنلس‪17763–1824( Langlès :‬م)‪ ‬أس ـ ـ ـ ــتاذ اللغ ـ ـ ـ ــات الش ـ ـ ــرقية يف‬
‫مدرسة اللغات الشرقية بباريس (تأسسـت عـام ‪1802‬م)‪ ،‬تـرجم عـام ‪ ،1787‬تـاريخ‬
‫تيمور لنك (ت ‪807‬هـ)‪ ،‬وقسـم من ألـف ليلـة وليلـة سـنة ‪1813‬؛ ونشـق األزهـار يف‬
‫عجائب األمصار البن إياس(حممد بن أمحد ت ‪ 930‬هـ) سنة ‪.)2(1807‬‬

‫‪1‬‬
‫() – آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي د‪ .‬أمحد نصري‪ ،‬ص (‪.)33‬‬
‫‪2‬‬
‫() – املستش ــرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪ ،)1/176( ،‬الق ــاهرة‪ :‬دار املع ــارف ‪1964‬م‪ ،‬نقالً من‬
‫كتاب بعنوان (دور املستشرقني الفرنسيني يف نقل الثقافة العربية إىل الغــرب) (غــري مــرقّم) د‪.‬‬
‫عبد الرؤوف خريوش‪ ،‬مشرف أكادميي متف ّـرغ يف منطقـة طـولكرم التعليميـة‪ ،‬جامعـة القـدس‬
‫‪ -6‬جان جاك دي برسفال‪1759 - 1835 ( Caussin de Perceval :‬‬
‫م) من أهم الكتب ال ــيت ترمجه ــا‪ ،‬ت ــاريخ ص ــقلية للن ــويري (ش ــهاب ال ــدين أمحد بن عب ــد‬
‫الوه ــاب بن حمم ــد ت ‪733‬هـ ــ) س ــنة ‪1802‬م؛ وال ــزيج الكب ــري احلاكمي البن ي ــونس‬
‫(أبو احلسن علي بن أيب ســعيد عبــد الــرمحن بن أمحد بن يــونس بن عبـد األعلى الصــديف‬
‫املصري ت ‪399‬هـ) عام ‪1806‬م‪.‬‬
‫وحواش ــي وأس ــانيد عن علم ــاء اهليئ ــة عن ــد الع ــرب وأدواهتم وط ــرقهم‪ ،‬والص ــور‬
‫السـ ــماوية للصـ ــويف؛ وجـ ــزء من ألـ ــف ليلـ ــة وليلـ ــة ‪1806‬م؛ وأمثـ ــال لقمـ ــان ‪1818‬؛‬
‫ومقام ــات احلري ــري (أب ــو حمم ــد‪ ،‬القاس ــم بن علي ت‪516‬ه ــ) س ــنة ‪1819‬م؛ وش ــرح‬
‫معلقة امرئ القيس (ت ‪544‬م) للزوزين (أبو عبد اهلل حسني بن أمحد بن حسني (ت‬
‫‪486‬هـ) يف العام ‪1819‬؛ وسورة الفاحتة ‪1820‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -7 ‬البـارون دي ساسـي‪ Sacy  De (1758 –1838) :‬أسـتاذ اللغـة العربيـة‬
‫يف مدرسة اللغات الشرقية‪ .‬ترجم كثريا من أعمـال املقريـزي (أمحد بن علي‪ ،‬ت ‪845‬هــ)‪،‬‬
‫منه ــا‪ :‬نب ــذة عن العق ــود يف أم ــور النق ــود (‪1796‬م)‪ ،‬و تلخيص كت ــاب اخلط ــط س ــنة‬
‫‪ ،1797‬وج ـ ــزءٌ من كش ـ ــف املمال ـ ــك واألوزانـ واملكايي ـ ــل الرمسية يف اإلس ـ ــالم‪ ،‬كمـ ــا‬
‫ت ــرجم احلم ــام الزاج ــل مليخائي ــل الص ــباغـ (ت‪1816‬م) يف الع ــام ‪1805‬م؛ ومقام ــات‬
‫بديع الزمـان اهلمـذاين ت ‪398‬ه ــ)؛ والـربدة للبوصـريي (ت ‪696‬هــ)‪ ،‬وأصــل األدب‬ ‫(‪)2‬‬

‫اجلاهلي عنـ ــد العـ ــرب؛ وكليلـ ــة ودمنـ ــة يف سـ ــتة عشـ ــر بابـ ــا ومقدمـ ــة يف أصـ ــل الكتـ ــاب‬
‫ومرتمجيـ ــه؛ ومعلقـ ــة لبيـ ــد (ت ‪ 661‬م) يف العـ ــام ‪1816‬م؛ ومقامـ ــات احلريـ ــري سـ ــنة‬
‫‪1812‬م‪ ،‬مذيل ــة بش ــرح بالعربي ــة‪ ،‬ويف الت ــاريخ ت ــرجم وحق ــق اإلف ــادة واالعتب ــار مبا يف‬
‫مصر من اآلثـار ملوفـق الــدين عبــد اللطيـف البغــدادي (ت ‪629‬ه ــ) سـنة ‪1810‬م‪ ،‬ويف‬

‫املفتوحة‪ -‬فلسطني‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬


‫() ‪ -‬املستشرقون‪ ،‬للعقيقي‪)1/178( ،‬؛ وانظر‪ :‬جملة األلسن‪ ،‬حممد عوين‪ ،‬ص (‪.)169‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – املستشـ ـ ـ ـ ــرقون‪ ،)1/187( ،‬نقالً من املرجـ ـ ـ ـ ــع السـ ـ ـ ـ ــابق‪ ،‬بعنـ ـ ـ ـ ــوان‪ :‬دور املستشـ ـ ـ ــرقني‬ ‫‪2‬‬

‫الفرنسيني يف نقل الثقافة العربية إىل الغرب‪ ،‬الدكتور عبد الرؤوف (بدون ترقيم)‪.‬‬
‫الشعر ترجم كثريا من القصائد العربية مثل قصيدة لبيد‪ ،‬وقصــيدة األعشــى (ميمــون بن‬
‫قيس ت ‪628‬م) اليت مطلعها‪ :‬ودع هريرة‪ ،‬وخمتارات من شعر ابن الفارض(‪.)1‬‬
‫ويف النحو ترجم وشرح ألفية ابن مالــك (ت‪672‬ه ــ) يف العــام ‪1833‬م‪ ،‬وألــف‬
‫كتابا يف النحو العريب يف جملدين ليدرس يف مدرسة اللغات الشرقية سنة ‪1819‬م(‪.)2‬‬
‫‪ -8‬كـ ــاترمري‪1782–1852( Quatremere :‬م) عضـ ــو اجملمـ ــع اللغـ ــوي‬
‫الفرنسي‪ ،‬ترجم مصنفات امليداين (أبو الفضل أمحد بن حممد النيسابوري ت ‪518‬ه ــ)‬
‫يف العـ ـ ـ ــام ‪1828‬م؛ و السـ ـ ـ ــلوك ملعرفـ ـ ـ ــة دول امللـ ـ ـ ــوك للمقريـ ـ ـ ــزي يف أربعـ ـ ـ ــة أجـ ـ ــزاء (‬
‫‪1845‬م)؛ تق ــومي البل ــدان أليب الف ــداء يف الع ــام ‪1840‬م؛ ومقدم ــة ابن خل ــدون (عب ــد‬
‫ال ـ ــرمحن بن حمم ـ ــد ت ‪808‬هـ ـ ــ)‪ ،‬كم ـ ــا ص ـ ــنف كتاب ـ ــا بعن ـ ــوان اللغ ـ ــة العربي ـ ــة وآداهبا‬
‫وجغرافيتهاـ(‪.)3‬‬
‫‪ -9‬مارسـ ــيل‪1776-1854 ( Marcel :‬م) أول من تـ ــرجم خطـ ــاب ن ـ ــابليون‪،‬‬
‫كمــا طبــع أجبديــة باللغــات الشــرقية منهــا العربيــة؛ ومن أهم مــا قــام برتمجتــه‪ :‬الطبيعيــات عنــد‬
‫العــرب للبــريوين (حممـد بن أمحد أبــو الرحيان ت ‪440‬هــ)؛ وكتــاب الفالحــة البن العــوام (أبــو‬
‫زكريـا حيىي حممـد بن حممـد تـويف يف القـرن السـادس اهلجـري)؛ وكتـاب الفراسـة للقزويـين (أبـو‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املستش ــرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪/1( ،‬ـ ـ ‪– 179‬ـ ـ ‪)182‬؛ وانظ ــر‪ :‬موس ــوعة املستش ــرقني‪،‬‬
‫لعب ــد ال ــرمحن ب ــدوي‪ ،‬بتص ــرف يس ــري‪ ،‬ص (‪ – 226‬ـ ‪ ،)232‬ب ــريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪،‬‬
‫‪1984‬م‪ ،‬وانظــر‪ :‬ببليوجرافيــا املصــادر العربيــة الــيت حققهــا املستشــرقون أو قــاموا برتمجتهــا‪،‬‬
‫حممد عوين عبد الــرؤوف‪ ،‬جملـة كليـة اللسـن‪ ،‬بتصـّـرف يسـري العــدد اخلامس‪ ،‬القـاهرة‪ :‬جامعـة‬
‫عني مشس‪2004 ،‬م‪ ،‬ص (‪ ،)171‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريــوش‬
‫(بدون ترقيم)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬املستشرقون‪ ،‬للعقيقي (‪–1/179‬ـ ‪)182‬؛ وانظر‪ :‬موسوعة املستشرقني‪ ،‬عبد الرمحن‬
‫بــدوي‪ ،‬ص (‪ – 226‬ـ ‪ ،)232‬وانظــر‪ :‬جملــة األلســن‪ ،‬حممــد عــوين‪ ،‬ص (‪ ،)171‬نقالً من‬
‫املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬املستشـ ــرقون‪ ،‬للعقيقي (‪ ،)1/185‬وانظـ ــر‪ :‬جملـ ــة األلسـ ــن‪ ،‬حممـ ــد عـ ــوين‪)169( ،‬؛‬
‫وانظر‪ :‬موسوعة املستشرقني عبد الرمحن بدوي (‪،)222‬ـ نقالً من املرجع الســابق للــدكتور‬
‫عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫عب ــد اهلل بن زكري ــا بن حمم ــد بن حمم ــود ت ‪682‬هـ ــ)؛ كم ــا نش ــر أحباث ــا يف اجملل ــة األس ــيوية‬
‫(أسست عام ‪1922‬م) عن فلسطني وطبيعتها‪ ،‬والبحر امليت‪ ،‬وطربيا‪ ،‬وقناة السويس(‪.)1‬‬
‫‪ -10‬فرينــل‪1795-1855( Fresnel :‬م) خترج يف مدرســة اللغــات الشــرقية‪،‬‬
‫وس ــاعده على فهم العربي ــة وج ــوده جبدة‪ ،‬وم ــات وه ــو ينقب عن آث ــار باب ــل‪ ،‬ع ــين بع ــرب‬
‫اجلاهليــة وهلجــاهتم‪ ،‬وكتب عنهم مقــاالت يف اجمللــة اآلســيوية‪ ،‬ومن أشــهر مــا قــام بــه ترمجة‬
‫المي ــة الع ــرب‪ ،‬وت ــاريخ اجلاهلي ــة؛ والكتاب ــات احلمريي ــة يف الع ــراق؛ وس ــاهم بف ــك النق ــوش‬
‫السبئية(‪.)2‬‬
‫‪ -11‬جوزيـ ــف توسـ ــن رينـ ــو‪ Reinaud (1795-1867) :‬أسـ ــتاذ اللغـ ــة‬
‫العربيــة مبدرســة اللغــات الشــرقية‪ ،‬مث أصــبح رئيســا هلا‪ .‬ومن أهم أعمالــه‪ :‬تــرجم ديــوان‬
‫امرئ القيس ونشره يف العام (‪1837‬م) مع آخرين؛ واألمثال يف مقامات احلريري(‪.)3‬‬
‫‪ -12‬جواجنريه دي الجرانج‪1790( Grangeret De La Garnge :‬‬
‫‪– 1858‬م) قـ ــام برتمجة منتخبـ ــات من شـ ــعر ابن الفـ ــارض (أبـ ــو حفص عمـ ــر بن أيب‬
‫احلســني‪ ،‬ت‪ 632‬ه ــ) يف العــام ‪1822‬م؛ وتــاريخ العــرب يف األنــدلس ســنة ‪1824‬م؛‬
‫ومقامات اهلمذاين يف العام ‪1828‬م‪.‬‬
‫‪ -13 ‬برينيه‪ Bresnier (1814-1869) :‬تلمي ـ ــذ دي ساس ـ ــي‪ ،‬ب ـ ــرع يف‬
‫اللغ ــة العربي ــة‪ ،‬ت ــرجم األجرومي ــة حملم ــد بن داود الص ــنهاجي (ت ‪723‬ه ــ)‪ ،‬م ــع ش ــرح‬
‫لكلماهتا باللغة العربية عام ‪1846‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويس سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدو‪ Louis Sedillot (1808-1875) :‬ومن أهم‬
‫أعمال ــه‪ :‬ترمجة كت ــاب رس ــالة يف الفل ــك أليب احلس ــن الص ــويف (ت ‪376‬هـ ــ) يف الع ــام‬
‫‪1835‬م(‪.)4‬‬
‫() – مصدر سـابق‪ ،‬املستشـرقون‪ ،)1/186(،‬وانظـر‪ :‬املوسـوعة‪ ،‬للبـدوي‪ ،‬بتص ّـرف يسـري (‬ ‫‪1‬‬

‫‪.)363‬‬
‫() ‪ -‬املستشرقون‪ ،‬العقيقي (‪.)1/187‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫()‪ -‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪.)189 /1( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫() – جملــة األلســن‪ ،‬للعــوين‪ ،‬بتصـ ّـرف يســري (‪ ،)172‬واملوســوعة‪ ،‬للبــدوي‪ ،‬بتصـّـرف يســري (‬
‫‪ ،)1/238‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫‪ -15‬بــريون‪1805-1876( Perron :‬م) من أهم أعمالــه املرتمجة‪ :‬أشــعار‬
‫طرفــة بن العبــد (ت‪ 60‬ق‪ .‬ه ــ) واملتلمس (ت ‪ 43‬ق‪ .‬ه ــ) يف العــام ‪1841‬م؛ وقصــة‬
‫يوسـ ــف (‪1847‬م) وقصـ ــة املعـ ــراج ‪1854‬م؛ واملختصـ ــر يف الفقـ ــه خلليـ ــل بن اسـ ــحق‬
‫(ضــياء الــدين أبــو املودة ت‪.776‬ه ــ) يف العــام ‪1854‬م؛ وكتــاب الطب النبــوي جلالل‬
‫الـ ــدين أيب سـ ــليمان داود (ت ‪ 731‬ه ـ ــ) يف العـ ــام ‪1860‬م؛ وكتـ ــاب مـ ــيزان الشـ ــرع‬
‫اإلس ــالمي للش ــعراين (اجملل ــة اإلفريقي ــة ع ــدد ‪1870‬م)؛ وكت ــاب كام ــل الص ــناعتني يف‬
‫تربية اخليل أليب بكر البيطار يف العام ‪1861‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -16‬دي تاســي‪1794 – 1878( De Tassy :‬م) نشــر كشــف األســرار‬
‫عن حكم الطيــور واألزهــار (عبــد الســالم بن أمحد ابن غــامن املقدســي ت‪678‬ه ــ) متنــا‬
‫وترمجة يف الع ــام ‪1821‬م؛ وت ــرجم ل ــه أيض ــا األمث ــال األدبي ــة‪ ،‬وهي بعن ــوان الص ــوادح‬
‫واألزهـ ــار يف العـ ــام ‪1821‬؛ ومجع من آداب العـ ــرب منتخبـ ــات ترمجهـ ــا إىل الفرنسـ ــية‬
‫ونشرها حتت عنوان جمموع الكنوزـ الشرقية(‪.)2‬‬
‫‪ -17‬شــربونو‪1813-1882( Cherbonneau :‬م) تــرجم ونشــر باجمللــة‬
‫اآلســيوية (أنشــئتـ عــام ‪1822‬م) عن شــعراء العــرب وأدبــائهم عــام ‪1845‬م؛ وتــرجم‬
‫املقامة الثالثيةـ للحريري وخمتارات للعمري ‪1846‬م؛ وألف ليلة وليلة ‪1852‬م‪.‬‬
‫‪ -18‬تشـ ــارلز دفرمـ ــري‪1822-1883 ( Charles Dèfremè  :‬م) تـ ــرجم‬
‫والــدكتور ســنجنيت رحلــة ابن بطوطــة يف أســيا الصــغرى والوســطى يف أربعــة جملــدات يف العــام‬
‫‪1858‬م(‪.)3‬‬
‫‪ -19 ‬سـ ـ ــنجنيت‪1811-1883( Sanguinetti :‬م) تـ ـ ــرجم‪ :‬فصـ ــوال من‬
‫عيــون األنبــاء يف طبقــات األطبــاءـ البن أيب أصــيبعةـ (ت ‪650‬ه ــ) يف العــام (‪1854‬م)؛‬
‫كم ــا ت ــرجم الوفي ــات للص ــفدي (علي بن عيس ـ ــى ت ‪764‬هـ ــ) يف الع ــام (‪1854‬م)؛‬

‫() – املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪.)1/195( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫()‪ -‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪.)1/196( ،‬‬
‫() – جملة األلسن‪ ،‬ص (‪ ،)162‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫بعض فصــول كتــاب يف الطب والعالج العربــيني لشــهاب الــدين القليــويب (ت ‪745‬ه ــ)‬
‫‪1866‬م) وذيله مبعجم للمصطلحات الطبية(‪.)1‬‬
‫‪ -20‬جويــار‪1824-1884( Guyard :‬م) تــرجم‪ :‬فتــوى ابن تيميــة (أمحد‬
‫بن عبــد احلليم بن عبــد الســالم بن عبــد اهلل‪،‬ت‪728‬ه ــ) يف العــام ‪1872‬؛ و رســالة يف‬
‫القضاء والقدر للسـمرقندي (ت ‪255‬هــ) يف العـام ‪1873‬؛ وجغرافيـة اإلدريسـي سـنة‬
‫‪ ،1877‬ونشر ديوانـ هباء الدين زهري املصري يف العام ‪1883‬م(‪.)2‬‬
‫‪ -21‬بوشري‪1843-1886( Boucher :‬م) نش ــر دي ــوان ع ــروة بن ال ــورد‬
‫(ت ‪30‬ق‪ .‬ه ـ ــ) يف الع ـ ــام ‪1867‬م‪ ،‬وثالث ـ ــة آالف بيت من ش ـ ــعر الف ـ ــرزدق (مهام بن‬
‫غالب ت ‪ 114‬هـ) يف العام ‪1875‬م(‪.)3‬‬
‫‪ -22‬بنتو‪( Pinto :‬ت ـ ــويف بعـ ـ ــد ‪1905‬م) ت ـ ــرجم كت ـ ــاب ملح ـ ــة اإلع ـ ــراب‬
‫للحريري (‪1889‬م)‪ ،‬وألفيةـ ابن مالك يف العام ‪1904‬م(‪.)4‬‬
‫‪ -23‬الدكتور ليكلر‪1846-1893( Leclerc :‬م) ترجم العديد من كتب‬
‫الطب‪ ،‬من أمههــا كتــاب التصــريف للزهــاوي يف العــام ‪1861‬م؛ وكتــاب تــاريخ الطب‬
‫الع ــريب يف الع ــام ‪1878‬م‪ ،‬واجلدري واحلص ــبة لل ــرازي (أب ــو بك ــر حمم ــد بن زكري ــا ت‬
‫‪311‬هـ) يف العام ‪1866‬م‪.‬‬
‫‪ -24 ‬دجيا‪1824-1894( Dugat :‬م) خترج من مدرســة اللغــات الشــرقية‬
‫مث عني أس ــتاذا فيه ــا‪ .‬ت ــرجم م ــع زمالئ ــه اجلزأين األول والث ــاين من كت ــاب نفح الطيب‬
‫للمق ــري (أب ــو العب ــاس أمحد بن حمم ــد ت ‪1041‬هـ ــ) يف الع ــام ‪1861‬م؛ كم ــا ت ــرجم‬
‫ونشر تنبيه الغافل وذكرى العاقل لألمري عبد القادر اجلزائـري (ت ‪ 1883‬م) يف العـام‬
‫‪1850‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬سـ ــوفري‪1849-1896( Sauvaire :‬م)‪ ،‬قـ ــام برتمجة أجـ ــزاء من كتب‪:‬‬
‫صبح األعشى للقلقشـندى (أبـو العبـاس شـهاب الـدين أمحد بن علي بن أمحد ت ‪821‬هــ)‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر‪ :‬مصدر سابق‪ ،)171( ،‬وانظر‪ :‬املستشرقون‪.)1/199( ،‬‬
‫() – انظر‪ :‬مصدر سابق‪ ،)1/200( ،‬واملوسوعة‪.)1/132( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – انظر‪ :‬املستشرقون‪ ،‬للعقيقي (‪.)1/201‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫بتصرف يسري (‪.)1/202‬‬
‫()‪ -‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪ّ ،‬‬
‫وعيون التواريخ حملمد بن شاكر الكتيب ت ‪764‬هـ)‪ ،‬واألنس اجلليل يف تاريخ القدس واخلليل‬
‫للعليمي‪.‬‬
‫‪ -26‬ساملون‪( Salmon :‬ت ‪1907‬م) ترجم الكثـري من الكتب واألعمـال‪ ،‬و‬
‫منه ــا‪ :‬مقدم ــة ت ــاريخ بغ ــداد للخطيب البغ ــدادي (أمحد بن علي بن ث ــابت ت ‪462‬ه ــ) يف‬
‫العام ‪1904‬م؛ أجزاء من رسائل املعري (ت‪449‬هـ) وأشعاره يف العام ‪1904‬م (‪)50‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ -27‬مينـ ـ ـ ـ ـ ــار دي‪1827-1908( De Meynard :‬م) تـ ـ ـ ـ ـ ــرجم م ـ ـ ـ ــروج‬
‫ال ـ ـ ـ ــذهب للمس ـ ـ ـ ــعودي (على بن احلس ـ ـ ـ ــني ابن علي ت ‪346‬ه ـ ـ ـ ــ)يف الع ـ ـ ـ ــام ‪1872‬م؛‬
‫والفهرست البن الندمي (حممد بن إسحاق بن يعقوب ت ‪385‬ه ــ) يف العــام ‪1865‬م؛‬
‫وللزخمشـ ــري (‪538‬ه ـ ــ) أطـ ــواق الـ ــذهب يف العـ ــام ‪1867‬م‪ ،‬ونوابـ ــغ الكلم يف العـ ــام‬
‫‪1871‬م؛ وج ـ ــزءا من كت ـ ــاب الروض ـ ــتني البن ش ـ ــامة (‪ 665‬ه ـ ــ)يف الع ـ ــام ‪1888‬م؛‬
‫وديوانـ صريع الغواين (مسلم بن الوليد األنصاري ت ‪208‬هـ)(‪.)2‬‬
‫‪ -28‬هرت ـ ــويج دي ـ ــر نب ـ ــورج‪1844-1908( Derenbourg :‬م) ت ـ ــرجم‬
‫الكثري من األعمال‪ ،‬ومنها‪ :‬ديوان النابغــة الــذبياين (زيــاد بن معاويــة بن ضــباب ت ‪18‬‬
‫ق‪.‬هــ) مـع شـرح الشـنتمري (ت‪476‬هــ) يف العـام ‪1868‬م؛ والتكملـة (تكملــة كتـاب‬
‫م ــا تغل ــط ب ــه العام ــة) للج ــواليقيـ (‪ 539‬هـ ــ) يف الع ــام ‪1875‬م‪،‬نش ــر وت ــرجم وش ــرح‬
‫كتــاب ســيبويهـ (ت ‪180‬ه ــ) مــع احلواشــي واملقدمــة يف ألــف صــفحة مــا بني ‪-1881‬‬
‫‪1889‬م؛ وكتـ ــاب االعتبـ ــار ألسـ ــامة بن منقـ ــذ (‪584‬ه ـ ــ) يف العـ ــام ‪1892‬م‪ ،‬ومنهـ ــا‬
‫ترمجه ج ــورج ش ــومان إىل األملانيـ ـةـ (ت‪1913‬م)؛ والفخ ــري يف اآلداب الس ــلطانية يف‬
‫العام ‪1895‬م(‪.)3‬‬

‫() – انظر‪ :‬املصدر السابق‪.)211-1/203( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫()‪ -‬املستشــرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪ ،‬بتصـ ّـرف يســري (‪ ،)1/215‬وانظــر‪ :‬اجمللــة اآلســيوية (عــدد‬
‫‪ ،)1907 ،1‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫() – انظر‪ :‬اجمللة األسـيوية عـدد ‪،2‬ـ ‪ 1868‬وانظـر‪ :‬املستشـرقون‪ ،‬للعقيقي‪ ،)1/213( ،‬وانظـر‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ال من املرجـع السـابق للـدكتور عبـد الـرؤوف‬


‫جملـة األلسـن للعـوين‪ ،‬بتص ّـرف يسـري‪ ،‬ص (‪ )162‬نق ً‬
‫خريوش‪.‬‬
‫‪ -29‬هـ ـ ـ ـ ـ ــوداس‪1840-1916( Houdas :‬م) من أهم أعمالـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ :‬ترمجة‬
‫األج ــزاء األربع ــة األخ ــرية من الق ــرآن الك ــرمي؛ وخمت ــارات من أل ــف ليل ــة وليل ــة يف الع ــام‬
‫‪1864‬م؛ وأرج ـ ــوزة يف الفق ـ ــه املالكي تق ـ ــع يف ألـ ــف وس ـ ــتمائة ومثانيـ ــة وتس ـ ــعني بيتـ ــا‬
‫تتحـ ـ ــدث عن العقـ ـ ــود البن عاصـ ـ ــم األندلسـ ـ ــي (ت‪287‬ه ـ ـ ــ) يف العـ ـ ــام ‪1893‬م؛ ويف‬
‫التــاريخ تــرجم نزهــة اهلادي بأخبــار القــرن احلادي للمراكشــي (ت ‪1155‬ه ــ) يف العــام‬
‫‪1889‬م؛ وتـ ــاريخ افتتـ ــاح األنـ ــدلس البن القوطيـ ــة (حممـ ــد بن عمـ ــر بن ت ‪367‬هـ ــ)؛‬
‫وتــاريخ الســودان لعبــد الــرمحن التــومبكي يف العــام ‪1901‬م؛ وســاهم مــع وليم مارســه‬
‫برتمجة جزء من صحيح البخاري (ت‪256‬هـ) يف العام ‪1902‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -30‬رين ـ ــه باسه‪1855-1924( René Basset :‬م) خترج يف مدرسـ ــة‬
‫اللغـ ــات الشـ ــرقية‪ ،‬ومن أهم األعمـ ــال الـ ــيت ترمجهـ ــا‪ :‬قصـ ــيدة هنج الـ ــربدة للبوصـ ــريي (‬
‫‪1894‬م)؛ وقصــيدة بــانت ســعاد لكعب بن زهــري يف العــام‪1915‬م‪ ،‬وديــوان أوس بن‬
‫حجر؛ وديوان عروة بن الورد(‪.)2‬‬
‫‪ -31‬هيــار‪1854-1927( Huart :‬م) خترج يف مدرســة اللغــات الشــرقية‪،‬‬
‫ومن أهم م ــا ق ــام برتمجت ــه‪ ،‬ترمجة كت ــاب الب ــدء بالت ــاريخ أليب زي ــد البلخي ( ‪322‬هـ ــ)‪،‬‬
‫وهو سـتة أجـزاء ترمجهـا يف العـام ‪1919‬م؛ و تـاريخ بغـداد يف العصـر احلديث يف العـام‬
‫‪1901‬م‪ ،‬وت ــاريخ اآلداب العربي ــة وضــعه بالفرنس ــية وترمجتــه لإلجنليزي ــة الاليديلوي ــد يف‬
‫العــام ‪1903‬م‪ ،‬وتــاريخ العــرب‪ ،‬تــرجم إىل األملاني ـةـ عــام ‪1913‬م والكثــري من الكتبـ‬
‫التارخيية األخرى(‪.)3‬‬

‫بتصرف يسري (‪/1‬ـ ‪ ،)218‬وانظر‪ :‬املوسوعة‪ ،‬للبــدوي‪،‬‬ ‫() – انظر‪ :‬املستشرقون‪ ،‬للعقيقي‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫ص (‪ ،)429‬وانظــر‪ :‬اجمللــة األســيوية عــدد‪ ،1964 ،‬نقالً من املرجــع الســابق للــدكتور عبــد‬
‫الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫() ‪ -‬املستشــرقون‪ ،‬للعقيقي‪ ،)1/225 ( ،‬وانظــر‪ :‬اجمللــة األفريقيــة عــدد ‪1921‬؛ بتصـّـرف يســري‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وانظــر‪ :‬اجمللــة اآلشــورية عــدد ‪1912‬؛ وانظــر‪ :‬جملــة الدراســات الشــرقية عــدد ‪ ،1914‬بتصـ ّـرف‬
‫ال من املرج ــع الس ــابق لل ــدكتور عب ــد ال ــرؤوف‬
‫يس ــري‪ ،‬وانظ ــر‪ :‬اجملل ــة اآلس ــيوية ع ــدد ‪ ،1907‬نق ً‬
‫خريوش‪.‬‬
‫() – انظـر‪ :‬اجمللـة اآلسـيوية أعـداد‪/1881 ( :‬ـ ‪/1909‬ـ ‪،1910‬ـ ‪/1914‬ـ ‪/1917‬ـ ‪/1922‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،)1926‬وجملــة العــامل اإلســالمي‪ ،‬وجملــة تــاريخ األديــان (أسســت ‪1880‬م) عــدد ‪،1915‬‬
‫‪ -32‬أدمون ـ ــد فابيـ ــان‪1846-1931( Edmond Fagnan :‬م) خترج يف‬
‫مدرس ــة اللغ ــات الشــرقية‪ ،‬فــرتجم الكثــري من األعم ــال منه ــا‪ :‬رس ــالة ابن زيــد الق ــريواين يف‬
‫الفقــه املالكي يف العــام ‪1912‬م؛ واألحكــام الســلطانية للمــاوردي (ت ‪525‬ه ــ) يف العــام‬
‫‪1915‬م؛وتـ ــاريخ املغـ ــرب البن عـ ــذارى املراكشـ ــي يف العـ ــام ‪1904‬م؛ وتلخيص أخب ــار‬
‫املغـ ـ ــرب لعبـ ـ ــد الواحـ ـ ــد املراكشـ ـ ــي يف العـ ـ ــام ‪1893‬م؛ وتـ ـ ــاريخ املوحـ ـ ــدين وبـ ـ ــين حفص‬
‫للزركشي يف العام ‪1895‬م؛ وكتاب اخلراج أليب يوسف يعقـوب صـاحب أيب حنيفـة يف‬
‫العام ‪1921‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -33‬فــران‪1864-1935( Ferrand :‬م) درس مبدرســة اللغــات الشــرقية‪،‬‬
‫ومن أهم أعمالــه‪ :‬تــرجم مؤلفــات ابن ماجــد امللقب بأســد البحــر (شــهاب الــدين أمحد‬
‫ت‪1517‬م) يف العــام ‪1913‬م؛ منهــا الفوائــد من معرفــة علم البحــر؛ كمــا تــرجم حتفــة‬
‫األلبـ ــاب أليب حامـ ــد األندلسـ ــي الغرنـ ــاطي؛ إضـ ــافة إىل دراسـ ــات عن مشال إفريقيـ ــا يف‬
‫اجلغرافيا نشرها يف اجمللة اآلسيوية مابني (‪1935 – 1911‬م)(‪.)2‬‬
‫‪ -34‬بلوشه‪1870-1937( Blochet :‬م) أمني املخطوط ــات الش ــرقية يف‬
‫املكتب ـةـ الوطني ـةـ بب ــاريس‪ ،‬ت ــرجم كث ــريا من األعم ــال‪ ،‬ومنه ــا‪ :‬ت ــاريخ حلب البن الع ــدمي‬
‫(ت ‪660‬هـ) يف العام ‪1900‬م؛ وتاريخ مصر للمقريزي يف العام ‪1908‬م(‪.)3‬‬
‫‪ -35‬بـ ــون فـ ــو دي كـ ــارا‪1867-1941(Carra de Vaux Bon :‬م)‬
‫درس العربي ــة باملعه ــد الك ــاثوليكي بب ــاريس‪ ،‬وق ــد ت ــرجم كث ــريا من األعم ــال‪ ،‬ومنه ــا‪:‬‬
‫كتــاب خمتصــر العجــائب للمســعودي بني عــامي (‪ ،1897‬ـ ‪1898‬م)؛ واحلكمــة البن‬
‫ســينا؛ وبعض القصــائد العربيــة‪ ،‬مثــل قصــيدة ابن ســينا‪ ،‬الــيت مطلعهــا‪ :‬هبطت إليــك من‬

‫وجملـة الدراســات اإلســالمية (أسسـت ‪1953‬م) بتصـّـرف يسـري‪ ،‬وانظــر‪ :‬املستشــرقون‪ ،‬جنيب‬
‫العقيقي‪ ،)1/231( ،‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫بتصرف يسـري (‪ ،)1/237‬وانظــر‪ :‬جملـة األلسـن‪( ،‬ص ‪،)163‬‬
‫() – انظر‪ :‬مصدر السابق‪ّ ،‬‬
‫نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫() – انظر‪ :‬مصدر السابق‪ ،‬وانظر‪ :‬املستشرقون‪.)241 /1( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – انظر‪ :‬مصدر السابق‪.)246 /1( ،‬‬ ‫‪3‬‬


‫السـ ــماء األرفـ ــع ‪...‬وتائيـ ــة ابن الفـ ــارض وهي سـ ــبعمائة وسـ ــتة وأربعـ ــونـ بيتـ ــا يف العـ ــام‬
‫‪1907‬م(‪.)1‬‬
‫‪  -36‬الف ـ ــرد ب ـ ــل‪1873-1945 ( Bel  :‬م) أق ـ ــام يف مشال إفريقي ـ ــا وهنـ ــاك تعلم‬
‫العربيــة‪ ،‬وصــنف كثــريا من الكتب وتــرجم كثــريا‪ ،‬ومنهــا‪ :‬بغيــة الــرواد يف ذكــر امللــوك من بــين‬
‫عبـ ــد الـ ــواد أليب زكريـ ــا حيىي ابن خلـ ــدون يف العـ ــام ‪1904‬م؛ ومقدمـ ــة ابن األبّـ ــار يف العـ ــام‬
‫‪1918‬م (‪.)2‬‬
‫‪ -37‬ســوﭭاجه‪( Sauvaget :‬ت‪1950‬م) تــرجم لكثــري من الكتّــاب العــرب‬
‫الق ــدماء وج ــزءا من كتبهم‪ ،‬ومنهم‪ :‬اجلاح ــظ‪ ،‬وابن قتيب ــة‪ ،‬والبالذري‪ ،‬وابن خل ــدون‪،‬‬
‫والطــربي‪ ،‬والصــويل‪ ،‬واملســعودي‪ ،‬وقدامــه بن جعفــر‪ ،‬وأبــو الفــرج األصــفهاين‪ ،‬وأســامة‬
‫بن منقذ‪ ،‬والقلقشندي‪ ،‬واملقريزي‪ ،‬وغريهم(‪.)3‬‬
‫‪ -38 ‬ليون جوتييه‪(leon  Gauther  :‬ت بعد عــام ‪1950‬م) نــال درجــة‬
‫دكتــوراه يف الفلســفة اإلســالميةـ من كليــة اآلداب جبامعــة بــاريس عــام ‪1909‬م‪ ،‬وعني‬
‫أستاذا للفلسفة اإلسالميةـ جبامعــة اجلزائــر‪ ،‬وبــذلك يكــون قــد اطلــع على معظم األعمــال‬
‫الفلسـ ــفية العربيـ ــة‪ ،‬وتـ ــرجم كثـ ــريا منهـ ــا‪ ،‬فـ ــرتجم قصـ ــة (حي بن يقظـ ــان) البن طفي ــل؛‬
‫وترجم البن رشد‪ :‬فصل املقال فيما بني الكلمــة والشــريعة من االتصــال‪ ،‬والكشــف يف‬
‫مناهج األدلة‪ ،‬والتهافت؛ـ وترجم للغزايل الدرة الفاخرة يف العام ‪1925‬م(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬انظر‪ :‬اجمللة األسيوية‪ ،‬العــدد التاســع‪ ،‬بتص ّـرف يسـري‪ /،1899 ،‬وانظـر‪ :‬جملـة الدراسـات‬
‫اإلفريقيـ ـ ـ ـ ــة (أسسـ ـ ـ ـ ــت ‪ )1881‬عـ ـ ـ ـ ــدد ‪1908‬؛‪ /‬وانظـ ـ ـ ـ ــر‪ :‬املستشـ ـ ـ ـ ــرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪( ،‬‬
‫‪ ،)1/264‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – اجمللـ ـ ــة االفريقيـ ـ ــة بتصـ ـ ـ ّـرف يسـ ـ ــري‪ ،‬عـ ـ ــدد‪ ،1918‬واجمللـ ـ ــة اآلسـ ـ ــيوية ‪ ،1903‬وانظ ـ ــر‬
‫املستشـ ــرقون‪ ،‬لنجيب العقيقي (‪،)265-1/264‬ـ ـ نقالً من املرجـ ــع السـ ــابق للـ ــدكتور عب ــد‬
‫الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – موسوعة املستشرقني‪ ،‬لعبد الرمحن بدوي‪.)1/250( ،‬‬
‫() – انظـ ـ ـ ــر مصـ ـ ـ ــدر السـ ـ ـ ــابق‪ ،‬املوسـ ـ ـ ــوعة ص (‪ ،)118‬واملستشـ ـ ـ ــرقون‪ ،‬لنجيب العقيقي (‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،)1/240‬وانظـ ــر‪ :‬جملـ ــة تـ ــاريخ الفلسـ ــفة عـ ــدد‪1928‬؛ وانظـ ــر‪ :‬جملـ ــة ت ــاريخ األدي ــان ع ــدد‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬ ‫‪ ،1929‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪ّ ،‬‬
‫‪ -39‬ليــون برشــيه‪1889-1955( Leon Bercher :‬م)‪ ،‬تــرجم الرســالة‬
‫البن زي ــد الق ــريواين يف الع ــام ‪1945‬؛ وط ــوق احلمام ــة البن ح ــزم يف الع ــام ‪1947‬م؛‬
‫واملقامة اخلامسة والثالثني للحريري يف العام ‪1922‬م؛ وجــزءا من كتــاب إحيــاء علــوم‬
‫الــدين للغــزايل يف العــام ‪1953‬م؛ وجــزءا من كتابــه األمــر بــاملعروف والنهيـ عن املنكــر‬
‫يف العام ‪1955‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -40‬وليم مارس ـ ــه‪1874-1056( Marçais :‬م) ت ـ ــرجم ونش ـ ــر كت ـ ــاب‬
‫التقريب والتيسري للنووي؛ وجامع األحاديث للبخاري يف العام ‪1902‬م(‪.)2‬‬
‫‪ -41‬ج ــان ك ــانتينو‪1899-1956( :Cantineau‬م)‪ ،‬من أش ــهر دارس ــي‬
‫اللغــة العربيــة وهلجاهتا‪ ،‬ولــه كثــري من الدراســات والرتمجات‪ ،‬ومن أمههــا‪ :‬هلجــة حــوران‬
‫العربيـ ـ ـ ــة ‪1933‬م؛ وهلجـ ـ ـ ــة عـ ـ ـ ــرب تـ ـ ـ ــدمر ‪1934‬م؛ واللهجـ ـ ـ ــات العربيـ ـ ـ ــة يف سـ ـ ــوريا‬
‫وفلسطني ‪1937‬م وغريها(‪.)3‬‬
‫‪ -42‬دميوم ـ ــبني‪ Demombynes (1862-1957) :‬ومن أهم مـ ــا ترمجه‪:‬‬
‫تاريخ بين األمحر ( ‪636‬هـ إىل سنة ‪897‬هــ)‪ ،‬كمـا ورد يف تـاريخ ابن خلـدون؛ ورحلـة ابن‬
‫جبــري (ت ‪614‬ه ــ)؛ ومقدمــة كتــاب الشــعر والشــعراء البن قتيبــة (ت ‪276‬ه ــ)‪ ،‬ومســالك‬
‫األبصــار للعمــري (ت ‪749‬ه ــ) يف العــام ‪1927‬م؛ وكتــاب مائــة ألــف ليلــة وليلــة يف العــام‬
‫‪1911‬م(‪.)4‬‬
‫() – املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪ )1/218‬وانظــر مصــدر السـابق‪ ،‬موسـوعة املستشـرقني‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبــد الــرمحن بــدوي ص (‪ ،)429‬ومصــدر الســابق‪ ،‬اجمللــة األســيوية عــدد‪ ،1964 ،‬نقالً من‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬ ‫املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬املوسوعة‪ ،‬للبـدوي (‪ )380‬بتص ّـرف يسـري‪ ،‬وانظـر‪ :‬املستشـرقون‪ ،‬للعقيقي (‪،)1/274‬‬
‫وانظـ ــر‪ :‬اجمللـ ــة اآلسـ ــيوية‪ ،‬عـ ــدد ‪ ،1900‬نقالً من املرجـ ــع السـ ــابق للـ ــدكتور عبـ ــد الـ ــرؤوف‬
‫خريوش‪.‬‬
‫() ‪ -‬اجمللــة اآلســيوية عــدد ‪1937‬بتصـ ّـرف يســري‪ ،‬وانظــر‪ :‬حوليــات معهــد الدراســات الشــرقية‬ ‫‪3‬‬

‫بــاجلزائر (أســس ‪ )1932‬عــدد ‪1935‬؛ بتصـ ّـرف يســري‪ ،‬وانظــر‪ :‬اجمللــة اإلفريقيــة عــدد ‪،1938‬‬
‫ال من املرجـ ــع السـ ــابق للـ ــدكتور عبـ ــد الـ ــرؤوف‬
‫وانظـ ــر‪ :‬املستشـ ــرقون‪ ،‬للعقيقي (‪ /1‬ـ ـ ‪ ،)283‬نق ً‬
‫خريوش‪.‬‬
‫() – انظـ ـ ـ ــر املصـ ـ ـ ــدر السـ ـ ـ ــابق‪ ،‬موسـ ـ ـ ــوعة املستشـ ـ ـ ــرقني‪ ،‬للبـ ـ ـ ــدوي‪( ،‬ص ‪ ،)182‬وانظـ ـ ــر‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -43‬لــويس ماســينيونـ‪1883-1962( Louis Massignon ‬م) أمــا مــا‬
‫يتعلق هبذا املستشرق فقد مت استعراض أعماله العلمية يف التعريف به سابقاً‪.‬‬
‫‪ -44‬ب ــرييس‪(Pérès  :‬ت ــويف بع ــد ‪1970‬م)‪ ،‬نش ــر الكث ــري من الكتبـ العربي ــة‬
‫خاص ــة يف جماالت البالغ ــة واألندلس ــيات‪ ،‬من بينه ــا دي ــوان كث ــري ع ــزة (كث ــري بن عب ــد‬
‫ال ــرمحن ت ‪105‬ه ــ)؛ وحق ــق الب ــديع يف وص ــف الربي ــع أليب الولي ــد األش ــبيليـ يف الع ــام‬
‫‪1940‬م (‪.)1‬‬
‫‪ -45‬فييتجاس ـ ــتون‪1887-1971( Gaston Weit :‬م) من أهم أعمال ـ ــه‪،‬‬
‫ت ــرجم كت ــاب املواع ــظ واالعتب ــار يف ذك ــر اخلط ــط واآلث ــار للمقري ــزي يف الع ــام ‪1927‬م؛‬
‫وت ــاريخ ابن إي ــاس احلنفي املص ــري‪ ،‬وص ــورة األرض البن حوق ــل‪ ،‬وق ــد ت ــرجم م ــع (ج ــان‬
‫لوسـ ـ ــوف) كتـ ـ ــاب األيـ ـ ــام لطـ ـ ــه حسـ ـ ــن (ت ‪1973‬م) يف العـ ـ ــام ‪1947‬م‪ ،‬ونش ـ ــرته دار‬
‫غليماز(‪.)2‬‬
‫‪ -46‬جواشـ ــون‪( Goishon :‬تـ ــوفيتـ بعـ ــد عـ ــام ‪1971‬م)‪ ،‬حصـ ــلت على‬
‫دكت ــوراه الدول ــة يف الدراس ــات العربي ــة من جامع ــة ب ــاريس ‪1933‬م‪ ،‬ومن أهم أعماهلا‬
‫ترمجة كتب ابن ســينا وتصــنيفها‪ ،‬مثــل املدخل‪ ،‬وكتــاب اإلشــارات والتشــبيهات‪،‬ـ ومن‬
‫أهم ما كتبته فلسفة ابن سينا وأثرها يف الغرب(‪.)3‬‬

‫املستش ــرقون‪ ،‬للعقيقي (‪ ،)1/285‬وانظ ــر‪ :‬اجملل ــة التارخيي ــة ع ــدد‪ ،1933 ،‬نقالً من املرج ــع‬
‫السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫() ‪ -‬املستشـ ـ ــرقون‪ ،‬للعقيقي‪ )1/306( ،‬بتصـ ـ ـ ّـرف يسـ ـ ــري‪ ،‬وانظـ ـ ــر‪ :‬اجمللـ ـ ــة التونسـ ــية عـ ــدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1934‬وانظـ ــر‪ :‬حوليـ ــات معهـ ــد الدراسـ ــات الشـ ــرقية أعـ ــداد ‪ ،1934‬ـ ـ ‪ ،35‬ـ ـ ‪ ،36‬ـ ـ ‪39‬‬
‫بتصـ ـ ّـرف يسـ ــري‪ ،‬وانظـ ــر‪ :‬اجمللـ ــة األفريقيـ ــة العـ ــدد ‪ /94‬ـ ـ ‪ ،1950‬و ‪ ،1955/ 99‬نقالً من‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬ ‫املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫أسسـ ــت‬
‫()‪ -‬جملـ ــة األلسـ ــن‪ ،‬حمم ـ ــد عـ ــوين‪ ،‬انظـ ــر‪ :‬ع ـ ــددي‪ 1927 /‬و‪(1930‬ص ‪ّ )172‬‬
‫بتصرف يسري‪ ،‬وانظر‪ :‬جملة االستشــراق‪ ،‬ص (‪ )136-106‬عــدد ‪ ،4‬بغــداد‪ :‬دار‬ ‫‪ّ ،1894‬‬
‫الشئون الثقافية العامة‪1990،‬م‪ ،‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫() ‪ -‬املستشـ ــرقون‪ ،‬للعقيقي‪ ،‬بتصـ ـ ّـرف يسـ ــري ( ‪ ،)1/309‬وانظـ ــر‪ :‬اجمللـ ــة اآلسـ ــيوية‪ ،‬عـ ــدد‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،1952‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬


‫‪ -47‬بالشـ ـ ــري‪1900-1973( Blachère :‬م) ح ـ ـ ــاز على الـ ـ ــدكتوراه يف‬
‫األدب الع ــريب ع ــام ‪1936‬م‪،‬وعني أس ــتاذا يف جامع ــة الس ــوربون من ــذ الع ــام ‪1938‬م‪،‬‬
‫ولــه الكثــري من األعمــال األدبيــة حــول الثقافــة العربيــة‪ ،‬كمــا تــرجم العديــد من الكتب‪،‬‬
‫ومنها كتاب األمم لصاعد األندلسي؛ وابن القارح ورسـالة الغفـرانـ للمعـري؛ والقـرآن‬
‫الكرمي ‪1952‬م؛ وكثري من النصوص العربية(‪.)1‬‬
‫‪ -48‬ه ـ ــنري كوم ـ ــان‪ Corbin Henry (1903-1978)  :‬ت ـ ــرجم‪:‬‬
‫الينابيع أليب يعقوب السجستاين (ت‪ 971‬م)؛ ورسالة املبدأ واملعاد للحسني بن علي؛‬
‫واملشاعر لصدر الدين حممد الشريازي يف العام ‪1964‬م(‪.)2‬‬
‫‪ -49‬شـ ــارل بيال‪( Ch.Bellat :‬تـ ــويف بعـ ــد ‪1990‬م) من أسـ ــاتذة مدرسـ ــة‬
‫اللغ ــات الش ــرقية‪ ،‬عم ــل أس ــتاذا للغ ــة واحلض ــارة العربي ــتني يف جامع ــة ب ــاريس‪ ،‬مث أص ــبح‬
‫أس ــتاذا للعربي ــة يف الس ــوربون‪ .‬ت ــرجم وأل ــف كث ــريا من الكتب‪ ،‬ومن أهم الكتب ال ــيت‬
‫ترمجهــا‪ ،‬كت ــاب رســالة الفل ــك البن قتيب ــة؛ وكتب للجاحــظ منهــا‪ :‬التباص ــري بالتجــارة‪،‬‬
‫ـريا من الكتب‬ ‫والــرتبيع والتــدوير‪ ،‬و األمصــار وعجــائب البلــدان‪ ،‬كمــا نشــر وح ّقــق كثـ ً‬
‫باللغة العربية‪ ،‬منها مروج ال ّذهب للمسعودي؛ واألمصار وعجـائب البلـدان للجاحـظ؛‬
‫واملعجم املفهرس أللفاظ احلديث الشريف(‪.)3‬‬

‫() ‪ -‬املستشـ ــرقون‪ ،‬للعقيقي‪ /1( ،‬ـ ـ ‪ -316‬ـ ـ ‪ ،)318‬والبـ ــدوي يف املوسـ ــوعة‪ ،‬ص (‪،)82‬‬ ‫‪1‬‬

‫وانظ ــر‪ :‬جمل ــة األلس ــن‪ ،‬حمم ــد ع ــوين‪ ،‬ص (‪ ،)161‬وانظ ــر‪ :‬االستش ــراق الفرنس ــي يف األدب‬
‫الع ـ ــريب‪ ،‬أمحد درويش‪ ،‬الق ـ ــاهرة‪ :‬اهليئ ـ ــة املص ـ ــرية للكت ـ ــاب‪ ،1997 ،‬ص (‪ ،)16‬نقالً من‬
‫املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪.‬‬
‫() ‪ -‬جملـة األلسـن‪ ،‬حممــد عـوين‪ ،‬بتصـّـرف يسـري‪ ،‬ص (‪ )162‬والبـدوي يف املوســوعة‪ ،‬ص (‬ ‫‪2‬‬

‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫‪ )335‬نقالً من املرجع السابق للدكتور عبد الرؤوف خريوش‪ّ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬املستش ـ ـ ـ ــرقون‪ ،‬للعقيقي بتص ـ ـ ـ ـ ّـرف يس ـ ـ ـ ــري (‪ ، )327-1/326‬واربيك ـ ـ ـ ــا (أسس ـ ـ ــت‬
‫‪ ،)1954‬الع ــددان‪ :‬األول لس ــنة ‪ ،1954‬والث ــاين لس ــنة ‪ ،1955‬وانظ ــر" حولي ــات معه ــد‬
‫الدراسات الشرقية العدد ‪ 10‬لسنة ‪ ،1952‬نقالً من املرجع السابق للــدكتور عبــد الــرؤوف‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫خريوش‪ّ ،‬‬
‫‪ -50‬أندري ــه مايكل‪ ،‬من أهم مستش ــرقي الق ــرن املاض ــي‪ ،‬ول ــد ع ــام ‪1928‬م‪،‬‬
‫وقــد تــرجم كثــريا من الكتبـ العربيــة‪ ،‬ومنهــا قصــة ليلى واجملنــون؛ـ وديــوان املعبــد الغريــق‬
‫(‪. ) 1‬‬
‫لبدر شاكر السياب (ت ‪1964‬م)‪ ،‬وسبع حكايات من ألف ليلة وليلة‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬االستشــراق الفرنســي واألدب العــريب أمحد درويش‪ ،‬ص (‪ ،)18‬القــاهرة‪ :‬اهليئــة املصــرية‬
‫العامة للكتاب‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫المبحث الس‪88‬ادس‪ :‬إي""راد بعض دراس""ات المستش""رقين الفرنس""يين ح""ول‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫الكتب عن السنة النبوية الشريفة‪:‬‬
‫كتــاب ترمجة جــامع األحــاديث‪ ،‬للبخــاري‪ ،‬يف أربعــة أجــزاء‪ ،‬للمستشــرق (وليم‬
‫مارس يه) وسـ ـ ـ ــاعده يف اجلزأين األولني املستشـ ـ ـ ــرق (ه وداس) من عـ ـ ـ ــام ‪1902‬م‪-‬‬
‫‪1914‬م‪ ،‬و(سويله) إضافة إىل األسـاتذة والدراسـات حملدثني يف العصـر اململـوكي عـام‬
‫‪1967‬م(‪.)1‬‬
‫الكتب عن السيرة النبوية الشريفة‪:‬‬
‫كتــاب حممــد وانتهــاء العــامل يف عقيــدةـ اإلســالم األصــلية‪ ،‬للمستشــرق (كازانوفا)‬
‫سنة‪1910‬م‪.‬‬
‫كتاب أصل اسم حممد‪( ،‬كولين) سنة‪1925‬م‪.‬‬
‫كتاب معضلة حممد‪( ،‬ريجي بالشير)‪.‬‬
‫كتاب حممد‪( ،‬مكسيم رودنسون) سنة ‪1961‬م(‪.)2‬‬
‫الكتب العامة عن االسالم‪:‬‬
‫كتاب النظم يف اإلسالم‪،‬ـ (جودف ريديمومبين)‪.‬‬
‫كتاب أخالق املسلمني وعاداهتم‪( ،‬جوتييه) سنة‪1931‬م‪.‬‬
‫كتاب اإلسالم وشهادة املؤمن‪( ،‬لويس ماسينيون) سنة‪1953‬م(‪.)3‬‬
‫الكتب عن الحضارة االسالمية‪:‬‬
‫كتاب احلضارة العربية يف إسبانيا‪( ،‬ليفي بروفنسال) سنة ‪1938‬م‪.‬‬
‫كتاب املدنية اإلسالمية حياة اجتماعية وسياسية‪( ،‬لويس جاردييه) سنة ‪1954‬م‪.‬‬
‫كتاب حضارة العرب‪( ،‬جوستاف لوبون) ‪1972‬م‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املرجـ ـ ـ ــع السـ ـ ـ ــابق‪ ،‬االستشـ ـ ـ ــراق الفرنسـ ـ ـ ــي واألدب العـ ـ ـ ــريب أمحد درويش‪ ،‬ص (‪،)33‬‬
‫القاهرة‪ :‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪،‬ـ ص (‪.)33‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)34‬‬
‫كتاب تأثري اإلسالم يف االجتماع والتمدن‪( ،‬بوتييه) ‪1972‬م‪.‬‬
‫كتـ ـ ــاب منزلـ ـ ــة ابن خلـ ـ ــدون اإلنسـ ـ ــانية يف الثقافـ ـ ــة العربيـ ـ ــة واإلسـ ـ ــالمية‪،‬ـ (ريجي‬
‫بالشير) سنة ‪1972‬م(‪.)1‬‬
‫الكتب عن الفِرق اإلسالمية‪ 8‬والملل والمذاهب‪:‬‬
‫كتاب نصوص يف مذهب اإلمساعيلية‪( ،‬جويار) سنة ‪1873‬م‪.‬‬
‫كتاب طابع الفرق يف اإلسالم‪( ،‬جود فري ديمومبين) سنة ‪1925‬م‪.‬‬
‫كتاب العقيدة الباطنيةـ يف اإلسالم‪،‬ـ (حينون) سنة ‪1947‬م‪.‬‬
‫كتاب الصابئة واإلمساعيلية‪( ،‬كورين) سنة ‪1951‬م(‪.)2‬‬
‫الكتب عن علم الكالم والفلسفة‪:‬‬
‫كتـاب أثـر دراسـة الفالسـفة العـرب يف تفسـري علم الكالم‪( ،‬جوليسون) سـنة ‪1926‬‬
‫م‪.‬‬
‫كتاب آالم احلالج ومذهب احلالجية‪( ،‬لويس ماسينيون) سنة ‪1909‬م(‪.)3‬‬
‫كتاب حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪( ،‬لويس ماسينيون)(‪.)4‬‬
‫الكتب عن التّص ّوف‪:‬‬
‫كتاب أصول املراتب الصوفية يف اإلسالم‪( ،‬ماركه) سنة ‪1973‬م(‪.)5‬‬
‫كتاب التّصوف‪( ،‬لويس ماسينيون)(‪.)6‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪-‬آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪،‬ـ ص (‪.)34‬‬
‫‪2‬‬
‫() –املرجع السابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬ص (‪.)35-34‬‬
‫‪4‬‬
‫() – حماض ــرات يف ت ــاريخ االص ــطالحات الفلس ــفية العربي ــة‪ ،‬حتقي ــق‪ :‬دكت ــورة زينب حمم ــود‬
‫اخلضريي‪ ،‬طباعة ونشر املعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() – آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪ ،‬ص (‪.)35‬‬
‫‪6‬‬
‫() – التصوف‪ ،‬لويس ماسينيون ومصطفى عبد الرزاق‪ ،‬مالحظة‪ :‬أصــل الكتــاب من تـأليف‬
‫لــويس ماســينيون‪ ،‬فقــام مصــطفى عبــد الــرزاق بــالتعليق على الكتــاب وتأييــد آراء املستشــرق‬
‫ماســينيون‪ ،‬حيث أخــرج الكتــاب بنســخة واحــدة على جــزئني‪ ،‬اجلزء األول ملاســينيون‪ ،‬اجلزء‬
‫الثاين تعليق مصطفى عبد الرزاق‪.‬‬
‫الكتب عن اللغة العربية‪ 8‬والترجمة‪:‬‬
‫كما نقلوا من األدب واللغة العربية إىل اللغة الفرنسية‪:‬‬
‫كت ـ ــاب أط ـ ــواق ال ـ ــذهب للزخمشـ ــري‪ ،‬وملحمـ ــة اإلع ـ ــراب‪ ،‬وألـ ــف ليل ـ ــة وليلـ ــة‪،‬‬
‫ومقامــات احلريــري‪ ،‬واألجروميــة للصــنهاجي‪ ،‬وكليلــة ودمنــة لعبــد اهلل املقفــع‪ ،‬وكتــاب‬
‫املستطرف يف كل فن مستطرف لشهاب الدين األبشيهيـ أبو الفتح(‪.)1‬‬
‫الكتابات عن الشّخصيات األدبية‪:‬‬
‫فمن ه ؤالء‪ :‬بش ـ ــار بن ب ـ ــرد‪ ،‬حيث أواله املستش ـ ــرق (أندري ه روم ان) عنايـ ــة‬
‫واض ــحة ب ــه‪ ،‬وق ــد كتب عن ــه بعن ــوان‪:‬ـ بش ــار وخربت ــه بلطاف ــة ش ــعره إىل عبي ــدة‪ ،‬س ــنة‬
‫‪1972‬م‪.‬‬
‫أم ــا املستش ــرق (بالش ير) فق ــد حظي بعناي ـةـ كب ــرية عن أيب الطيب املتن ــيب‪ ،‬حيث‬
‫كتب عن ــه كتب ـاً ومق ــاالت‪ ،‬منه ــا‪ :‬املتن ــيب الش ــاعر الع ــريب اإلس ــالمي"ـ وش ــاعر ع ــريب يف‬
‫القرن الرابع اهلجري(‪.)2‬‬
‫الكتب عن التاريخ اإلسالمي‪:‬‬
‫كت ــاب (مص ــر من ــذ الفتح اإلس ــالمي إىل احلمل ــة الفرنس ــية)‪( ،‬دي ساس ي) س ــنة‬
‫‪1793‬م‪.‬‬
‫كتاب تاريخ الربامكة‪( ،‬بوفا) سنة ‪1912‬م‪.‬‬
‫كتاب فتوح العرب يف فرنسا‪( ،‬رينو) سنة ‪1836‬م‪.‬‬
‫كتاب اخلالفة والعامل اإلسالمي‪( ،‬جوليان) ‪1926‬م(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬آراء املستشـ ــرقني الفرنسـ ــيني يف القـ ــرآن الكـ ــرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصـ ــري‪،‬ـ ص (‪ )35‬بتص ـ ّـرف‬
‫يسري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪،‬ـ ص (‪.)35‬‬
‫‪3‬‬
‫() – املرجع السابق‪.‬‬
‫الكتب عن جغرافيا العالم اإلسالمي‪:‬‬
‫كتاب وصف القاهرة‪( ،‬بوستيل) ‪1925‬م‪.‬‬
‫كتـ ــاب مبـ ــاحث جغرافيـ ــة عربيـ ــة يف إفريقيـ ــا‪( ،‬ديالب ورت) بالتنسـ ــيق مـ ــع دي‬
‫ساسي‪ ،‬سنة ‪1921‬م‪.‬‬
‫كتاب جغرافية اإلدريسي‪( ،‬جويار) سنة ‪1836‬م‪1840 -‬م‪.‬‬
‫كتاب مقتبسات من أشهر اجلغرافــيني العــرب يف العصــر الوســيط‪( ،‬بالشير) ســنة‬
‫‪1932‬م(‪.)1‬‬
‫الكتب عن العلوم العامة والفنون‪:‬‬
‫ُكتُب للمستش ـ ــرق (كليم ان م والاله) س ـ ــنة ‪1837‬م‪ ،‬الت ـ ــاريخ الط ـ ــبيعي عنـ ــد‬
‫العــرب‪ ،‬وعلم الطبيعيــات‪ ،‬وطبقــات األرض عنــد العــرب‪ ،‬ومصــدر لتــاريخ العلــوم عنــد‬
‫العرب‪.‬‬
‫كتاب البريوين والقيمة الدولية للعلم العريب‪( ،‬لويس ماسينيون) سنة‪1951‬م‪.‬‬
‫كتــاب تــاريخ العلــوم عنــد العــرب من رســالة الفلــك البن قتيبــة (شارل بيال) ســنة‬
‫‪1954‬م(‪ ،)2‬كتـ ــاب دراسـ ــات عن املوسـ ــيقيـ عنـ ــد القـ ــدماء العـ ــرب‪( ،‬ه ربن) وترمجة‬
‫كتــاب معرفــة األنغــام والضــروب‪ ،‬كتــاب قائمــة القطــع الزجاجيــة يف العصــور البيزنطيــة‬
‫والعربية يف أواخر الفاطميني‪( ،‬كازانوفا)سنة ‪1839‬م‪.‬‬
‫كتاب تاريخ الفن اإلسالمي‪،‬ـ (ساالدن) سنة ‪1907‬م(‪.)3‬‬
‫الدراسات الموضوعية‪ 8‬حول اإلسالم‪:‬‬
‫‪ – 1‬احلج إىل مك ـ ــة (‪1923‬م) والنظم يف اإلس ـ ــالم‪ ،‬الطبع ـ ــة األخ ـ ــرية‪1931‬م‬
‫(جود فروادميوميني)‪.‬‬
‫‪ -2‬الكفر والتجديف واملعصيةـ يف اإلسالم‪( ،‬ليون بريشه) ‪1923‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬أخالق املسلمني وعاداهتم‪( ،‬جوتيه) ‪1931‬م‬
‫‪1‬‬
‫() – آراء املستشــرقني الفرنســيني يف القــرآن الكــرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصــري‪ ،‬ص (‪ ،)36‬بتصــرف‬
‫يسري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪ ،‬ص (‪.)36‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر‪ :‬آراء املستشرقني الفرنسيني يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬أمحد نصري‪ ،‬ص (‪.)36‬‬
‫‪ -4‬حال األحباث يف أصول اإلسالم‪( ،‬فايدا) ‪1935‬م‬
‫‪ -5‬تكــرمي األوليــاء‪( ،‬ديمير سمان) ‪1938‬م‪ ،‬وبشــائر التجديــد يف اإلســالم ‪1954‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ -6‬حيـ ــاة العـ ــرب وحيـ ــاة الصـ ــحراء وأشـ ــعة من نـ ــور اإلسـ ــالمـ (دينه) نقلـ ــه إىل‬
‫العربية األستاذ راشد رستم‪ ،‬واحلج إىل بيت اهلل احلرام (جملة الشبان املسلمني)‪.‬‬
‫‪ -7‬أصـ ــدر جملـ ــة املعرف ـ ــة لنش ـ ــر األحباث عن اإلس ـ ــالم والبوذي ـ ـةـ وديان ـ ــات اهلنـ ــد‬
‫املستشــرق (جينون) مث اعتنــق اإلســالمـ على املذهب اإلمساعيلي‪ ،‬وتَ َسـ َّمى باســم الشــيخ‬
‫عب ــد الواح ــد حيي‪ ...‬ومن مباحث ــه‪ :‬س ــر ح ــرف الن ــونـ واألل ــف ب ــاء العربي ــة (‪1938‬م)‬
‫وسيف اإلسالمـ (‪1947‬م)‪.‬‬
‫‪ -8‬اإلسالم وشهادة املؤمن‪( ،‬لويس ماسينيون) ‪1953‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -9‬التكوين السياسيـ يف اإلسالم‪( ،‬كلود كاهين) ‪1955‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬اإلسالم من األمس إىل الغد‪( ،‬جاك بيرك) ‪1961‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬تقومي الدراسات احملمدية‪( ،‬رودنسون)‪1963‬م واهلالل عنــد العــرب ويف‬
‫اإلسالم ‪1962‬ودراسة عن اإلسالمـ ‪1963‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬اإلسالم‪( ،‬مونتايل) ‪1965‬م ‪1967-‬م‬
‫‪ -13‬اإلســالم والتــاريخ‪( ،‬شــارل بيال) ‪1971‬م والدراســات العربيــة اإلســالميةـ‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪1971‬م والدراسات اإلسالمية عمرها عشرون سنة‪1974‬م‬
‫‪ -14‬البدالت وضدها يف اإلسالم‪( ،‬جيماره) ‪1975‬م(‪.)3‬‬
‫‪ -15‬عادات وشريعة املسلمني‪( ،‬بوستل) ‪1560‬م(‪.)4‬‬

‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫() ‪ -‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪ّ ،)557-556 /1‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫() – املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪ّ ،)557-556 /1‬‬
‫‪3‬‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫() – املرجع السابق (‪ّ ،)557 / 1‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬انظر‪ :‬املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)1/559‬‬
‫‪ -16‬حتفـ ـ ـ ــة األحكـ ـ ـ ــام يف نكثـ العقـ ـ ـ ــود واألحكـ ـ ـ ــام البن عاصـ ـ ـ ــم األندلسـ ـ ــي‪،‬‬
‫(هوداس‪ ،‬ومارتل) وهي أرجوزة يف فقه مالك من ‪1698‬بيتاً‪ ،‬متناً وترمجةً مع تعليق‬
‫قانوين وشرح لغوي‪ -‬اجلزائر‪ ،‬باريس ‪93-1883‬م)(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر املرجع السابق (‪.)1/560‬‬
‫المبحث السابع‪ :‬إيراد بعض مؤتمرات االستشراق الفرنسي‬
‫توطئة‬
‫يف هــذه املرحلــة من التعقيــد حتديــد عمــل كــل استشــراق على حــدة‪ ،‬والســببـ يف‬
‫ذلك أن هذه املرحلة تعترب املرحلة الثانوية لالستشراق بوجه عام أو املقصد الثــانوي لــه‬
‫ـرت إىل ذلــك يف أهــداف االستشــراقـ الفرنســي أن بــدايات االستشــراق كــانت‬
‫كمــا أشـ ُ‬
‫ِوجهاهتا خمتلفــة بــاختالف طموحــات قادتــه‪ ،‬إال أن اهلدف الرئيســي كــان مبثابــة إمجاع‬
‫ل ــدى أط ــراف ك ــل استش ــراق‪ ،‬وه ــو حمارب ــة االس ــالم‪ ،‬وه ــو م ــا يُس ـ ّـمى ض ــمن أه ــداف‬
‫األولي ــة لالستش ــراق‪ ،‬أم ــا بقي ــة األه ــداف ال ــيت‬
‫االستش ــراق باهلدف الـ ـ ّديين أو املقاص ــد ّ‬
‫مسّيتها باألهــداف الثانويــة فكــانت كــل مدرســة تعمــل مبفردهــا ِوفق ـاً لتعليمــات القــادة‪،‬‬
‫فبــاتت املدارس متشـ ّـعبةـ رغم حماوالهتم لتوحيــدها إثــر عقــد أول مــؤمتر للمستشــرقني يف‬
‫باريس‪ ،‬حيث كانت اجلهود قبل هذا املؤمتر فردية بامتيــاز‪ ،‬مث تكـ ّـونتـ املدارس بشــكل‬
‫شبه رمسي‪ُ ،‬فوجدت مدرسة فرنسية‪ ،‬ومدرسة أملانيةـ وإيطاليــة‪ ،‬وأمريكيــة‪ ،‬وغريهــا من‬
‫األوليـةـ فكــانت كــل حركــة استشــراقية ســواء فرديــة أو‬
‫املدارس‪ ،‬أمــا عن عهــد املقاصــد ّ‬
‫مجاعي ـ ــة ال تعلم حبرك ـ ــة أخته ـ ــا‪ ،‬وهي مرحل ـ ــة حمارب ـ ــة ال ـ ــدين اإلس ـ ــالمي‪،‬ـ أم ـ ــا املرحلـ ــة‬
‫الثانويــة‪،‬ـ أو املقصــد الثــانوي‪ ،‬هــو املرحلــة الــيت متت توحيــد جهــود العمــل االستشــراقيـ‬
‫سـواء مـا كـانت فرديـة أو مجاعيـة‪ ،‬فــانطلقت من خالل هــذا االحّت اد جهــود مجاعيــة شــبه‬
‫وح ــدة مـ ــع اختالف مدارسـ ــها وأهـ ــدافها‪ ،‬فكـ ــانت هـ ــذه اجلهـ ــود ُمنطلقهـ ــا املؤمترات‬
‫ُم ّـ‬
‫نفسها أمــام أخواهتا‪ ،‬فبــذلك يصـعبـ حتديــد مـؤمترات‬
‫املتكررة بُغية تعريف كل مدرسة َ‬
‫ّ‬
‫كــل مدرســة على حــدة‪ ،‬ألن مــا يتعلّــق بــاملؤمترات فلم تكن فرديــة حســب كــل مدرســة‬
‫حبســبها بــل كــانت املؤمترات جامعــة حيضــرها كــل مدرســة‪ ،‬فبمــا أن املدرســة الفرنســية‬
‫تعت ــرب من أوائ ــل مــدارس االستش ــراق ب ــل تعت ــرب أُم املدارس االستش ــراقية األوروبي ـةـ فل ــذا‬
‫كان أول مؤمتر للمستشرقني حتتضنهـ باريس عام ‪1873‬م(‪.)1‬‬
‫وكمــا ســبق أن قلت بتعـ ُّـذر تقســيم مــؤمترات املدارس االستشــراقيةـ فقــد أيّــد ذلــك‬
‫رسم الشيخ جنيب العقيقيـ كامل جدول املؤمترات اخلاصة باالستشــراق العــام األورويب‬
‫دون تفري ـ ــق حس ـ ــب املدارس‪ ،‬وذل ـ ــك من أول م ـ ــؤمتر للمستش ـ ــرقني انطالقـ ـ ـاً من عـ ــام‬
‫‪1873‬م إىل ع ـ ــام ‪1968‬م(‪ .)2‬وس أكتفي ب ذكر الم ؤتمرات ال تي تم عق دها في‬
‫فرنسا فقط‪ ،‬إضافة إلى المؤتمرات االقليمية والمحلية لالستشراق الفرنسي‪:‬‬
‫المؤتمرات" الدولية للمستشرقين المقامة في فرنسا‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬املؤمتر ال ــدويل األول للمستش ــرقني ع ــام ‪1873‬م ومكان ـهـ ب ــاريس‪ ،‬ونت ــائج‬
‫أعماله جملدان يف ثالثة أجزاء‪.‬‬
‫ثاني اً‪ :‬املؤمتر الـ ــدويل احلادي عشـ ــر للمستشـ ــرقني عـ ــام ‪1897‬ومكانـ ــه ب ــاريس‪،‬‬
‫ونتائج أعماله ثالثة جملدات يف مخسة أجزاء‪.‬‬
‫ثالث اً‪ :‬املؤمتر الـ ـ ــدويل احلادي والعشـ ـ ــرون للمستشـ ـ ــرقني عـ ـ ــام ‪1948‬م ومكان ـ ـهـ‬
‫باريس‪.‬‬
‫رابع اً‪ :‬املؤمتر ال ـ ــدويل التاس ـ ــع والعش ـ ــرون للمستش ـ ــرقني ع ـ ــام‪1973‬م ومكان ـ ـهـ‬
‫باريس(‪.)3‬‬
‫قلت‪ :‬بعــد مــا طــرأ التغيــري يف اســرتاتيجيةـ االستشــراق يف العصــر احلاضــر‪ ،‬وصــار‬
‫ُ‬
‫يعتمــد على معاهــد البحــوث ومراكزهــا‪ ،‬صــارت املؤمترات االستشــراقيةـ يف وضــع خفي‬
‫بعيــداً عن أنظــار البــاحثني املســلمني‪ ،‬فكــانت تلــك االســرتاتيجية مبثابــة ردع نــوعي من‬
‫احتمالية انكشاف تلك املؤمترات لدى الباحثني املسلمني وما قد يرتتّبـ على ذلـك من‬

‫‪1‬‬
‫()– انظر‪ :‬االستشراق وموقفه من السنة النبوية‪ ،‬فاحل بن حممد بن فاحل الصغري‪)1/12( ،‬‬
‫الناشر‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف باملدينة املنورة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()– انظــر‪ :‬املرجـع السـابق‪ ،‬االستشــراق وموقفــه من السـنة النبويـة‪ ،‬فـاحل بن حممـد بن فـاحل الصــغري‪( ،‬‬
‫‪)1/12‬‬
‫‪3‬‬
‫() – املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)366 /1‬‬
‫اسـ ــتهداف االستشـ ــراق العـ ــامليـ جُم ّدداً بالنّقـ ــد‪ ،‬حـ ــىت إن مراكـ ــز البحـ ــوث االستشـ ــراقية‬
‫احلديثـ ـ ــة واجلديـ ـ ــدة أصـ ـ ــبحت تُـ ـ ــدرج نفسـ ـ ــها حتت ُمسـ ـ ـ َّـميات أخـ ـ ــرى بُغيـ ـ ــة االختفـ ــاء‬
‫واالختباء عن أنظار الباحثني املسلمني‪ ،‬وتضليل الرأي العام االسالميـ بأنـ االستشـراق‬
‫رمّب ا توقّ ــف نش ــاطه وإذا العكس ص ــحيح‪ ،‬فبه ــذه احلي ــل اخلداعيـ ـةـ أص ــبح من الص ــعوبة‬
‫يتزعمها املستشــرقون حــىت يتسـىّن للبــاحثني‬ ‫مبكان العثور على مراكز ومؤمترات جديدة ّ‬
‫إدراجها يف البحوث املعاصرة والصادرة حديثاً‪ ،‬وهذه االســرتاتيجية هي دأب تكــتيكي‬
‫ح ــديث بالنس ــبة ملدرس ــة االستش ــراق الفرنس ــي يف ال ــوقتـ املعاص ــر‪ ،‬ورغم جناح ه ــذه‬
‫احليــل نِســبيًا فإنــه من املعلــوم أن مــؤمترات املستشــرقني مل تــزل تُقــام دوري ـاً وحيمــل كــل‬
‫م ــؤمتر عنوان ـاًـ يتن ــاول اإلس ــالمـ أو املس ــلمني وقض ــاياهم املعاص ــرة أو الش ــرق‪ ،‬وه ــذا حبد‬
‫ذاتـه تـ َـد ُّخ ٌل ســافٌِر يف شـؤون األمــة اإلسـالميةـ العقديـة‪ ،‬وال ّدينيــة‪ ،‬واألخالقيــة‪ ،‬والثقافيـة‪،‬ـ‬
‫التدخل لردع مفرتاهم على اإلسالم واملسلمني‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬ ‫فيجب جماهبة هذا ُّ‬
‫بعض ورش أعمال المستشرقين الفرنس"يين ال"ذين ش"اركوا في الم"ؤتمرات"‬
‫الدولية لالستشراق‬
‫أوالً‪ :‬املؤمتر اخلامس عشـ ــر الـ ــذي عقـ ــد يف (كوبنه اجن) عـ ــام ‪1908‬م وكـ ــان‬
‫خمصصاً للشئون التارخيية‪:‬‬
‫* شارك فيه املستشرق الفرنسي ( جاستونماسبيرو‪ ،).Maspero, G‬وكان‬
‫عنوانـ حبثه (آثار مصر التاريخية)‪.‬‬
‫* املستشرق الفرنسي (ليجرن ‪ )Legrain‬وعنوان حبثه (اكتشافات الكرنك)(‪.)1‬‬
‫* املستشرق الفرنسي (هيار‪ )Huart C1‬بعنوانـ (في مقامات ابن ناقية)‪.‬‬
‫* املستشرق الفرنسي (لويس ماسينيون‪)Louis Massignon‬‬
‫بعنوان (مقابر المسلمين في بغداد)(‪.)2‬‬
‫المؤتمرات اإلقليمية والمحلية للمستشرقين الفرنسيين‬
‫أوالً‪ :‬مؤمتر القانون املقارن (باريس ‪1951‬م)‪.‬‬
‫ثاني اً‪ :‬م ـ ــؤمتر ب ـ ــوردو ‪1956‬م برعاي ـ ــة جامعته ـ ــا وجامع ـ ــة ش ـ ــيكاغو‪ ،‬وإش ـ ــراف‬
‫األس ـ ــتاذين‪( :‬برونش فيج‪ ،‬وف ون جرنب وم) وقـ ــد اشـ ــرتك فيـ ــه من ـ ــدوبونـ عن جامعـ ــة‬
‫ب ـ ــاريس‪ ...‬وك ـ ــان موض ـ ــوعه ( ال تراث الثق افي في الع الم اإلس المي من العص ر‬
‫(‪) 3‬‬
‫الوسيط إلى منتهى القرن الثامن عشر)‬
‫يصعبـ العثور على مؤمترات االستشــراق الفرنســي اجلديــدة يف ظــل سياســة احليــل‬
‫املذكورة الحقاً‪ ،‬ومع ذلك فإن الباحثني املسلمني هلم باملرصاد إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر املرجع السابق املستشرقون‪ ،‬لنجيب العقيقي (‪.)366 /1‬‬
‫‪2‬‬
‫() – انظر املرجع السابق (‪.)1/368‬‬
‫‪3‬‬
‫() – املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي (‪.)371 /1‬‬
‫المبحث الث‪88888‬امن‪ :‬المالمح التاريخي‪88888‬ة للعالق‪88888‬ة بين الش‪88888‬يعة‬
‫واالستشراق الفرنسي وأوجه التالزم الفكري بينهما‬
‫توطئة‬
‫للباحثني أقـوال وآراء خمتلفـة يف حتديـد املدة الزمنيـة املوضــوعيةـ لبدايـة االستشـراقـ‬
‫الفرنســي واهتمــامهم بالدراســات ال ّشـيعية والتّشــيّع واالعجــاب هبذا املذهبـ الــدخيل يف‬
‫اإلس ــالم‪،‬ـ ومن األس ــباب ال ــيت ك ــانت وراء ع ــدم اهتم ــام املستش ــرقني الفرنس ــيني بتل ــك‬
‫الدراس ـ ــات‪ ،‬هي االهتم ـ ــام بدراس ـ ــة ال ـ ــدين اإلس ـ ــالمي من مص ـ ــادره األص ـ ــلية الكتـ ــاب‬
‫وال ّسـ ـنة‪ ،‬إال أن القصـ ــد من دراسـ ــاهتم هـ ــو حماولـ ــة التنقيب عن األخطـ ــاء والتناقضـ ــاتـ‬
‫احملتملـة الـيت قـد تسـاهم يف النيـل من اإلسـالم من خالل مصـادر املسـلمني املعتمـدة‪ ،‬ومل‬
‫يكن اهلدف من الدراســة التأييــد والتصــديق ملا جــاء يف الكتــاب وال ّسـنة‪ ،‬وملا بــائت كــل‬
‫احملاوالت بالفشـ ـ ــل نتيجـ ـ ــة التّـ ـ ــوتر الـ ـ ــذهين واالضـ ـ ــطراب العلمي املصـ ـ ــاحب‪ ،‬جلأوا إىل‬
‫األمـة األصــيلة‪ ،‬وملا جلأوا‬‫املصادر األخـرى ُمل ّفقـة وهي مصـادر ال ّشـيعة املناقضـةـ ملصـادر ّ‬
‫ممهـ ــدة هلم‪ ،‬فكـ ــان هـ ــو ال ّس ـ ـبيل الـ ــذي سـ ــلكه‬
‫إىل هـ ــذا النهج الثـ ــاين وجـ ــدوا الط ـ ــرق ّ‬
‫املستشــرقون املعاصــرون يف ســبيل التّلــبيس على األمــة معتمــدين على الروايــات الشــيعية‬
‫ومصادرهم فكان هلم مبثابة االستدالل على أباطيل وتناقضات اليت بأيدي األمة نفسها‬
‫منــدجمني بني النقيضــني اإلســالمـ مبفهــوم الكتــاب والســنة‪ ،‬واإلســالم مبفهــوم أهــل البــدع‬
‫واألهــواء وهــو تــأويالتـ باطنيـةـ شــيعية‪ ،‬جــاهلني عن عمــد بأهنمــا خمتلفــان متامـاً فهــذه‬
‫أخ ــرت املستشـ ــرقني عن االلتف ـ ــات املب ّـك ــر إىل دراسـ ــة الفـ ــرق‬‫هي أهم األسـ ــباب ال ـ ــيت ّـ‬
‫الدخيل ــة يف اإلس ــالم‪ ،‬ح ــىت ّأدى االهتم ــام واحلماس ــة هبذه الدراس ــات من أج ــل حمارب ــة‬
‫االســالمـ من نــوع آخــر أ ْن حَت َّول بعض املستشــرقني الكــاثوليكيني أو الربوتســتانتيني إىل‬
‫وج ْعــل‬
‫ضـ ـلني العقائ ــد الدخيل ــة ق ــائلني بأهنا هي االس ــالمـ احلقيقي‪َ ،‬‬ ‫مس ــلمني ُمـ َـؤقَّتِني ُمف ّ‬
‫والسنة‪.‬‬
‫متمسكني بالعقيدة الغريبة والطريفة غري اليت جاء هبا الكتابـ ّ‬ ‫بعضهم ّ‬
‫وقـ ـ ــد ألّف ـ ــوا من خالل ه ـ ــذه املكاي ـ ــد ُكتبًـ ـ ــا كثـ ـ ــري ًة‪ ،‬بُغي ـ ــة إضـ ـ ــالل ال ـ ــرأي العـ ــام‬
‫اإلســالمي‪،‬ـ كمــا ّادعى لــويس ماســينيون اعتنــاقـ اإلســالم ناســيًا لباســه الربوتســتانيت على‬
‫ادعى بعــده تلميــذه املستشــرق الفرنســي (هنري كوربان) اإلســالم‪ ،‬الــذي‬ ‫عنقــه‪ ،‬كمــا ّ‬
‫تحمس ـاً تَبنّي ـهـ العقي ــدةـ ال ّش ـيعية وال ـ ّدفاع عنه ــا إىل درج ــة أص ــبح كأن ــه املس ــئول‬ ‫ك ــان ُم ّ‬
‫األول واألمني العــام عنهــا‪ ،‬بعــد مــا أمضــى فــرتة طويلــة يف إيــران مما أوقعــه فريســة ســهلة‬
‫للشيعة‪.‬‬
‫ّ‬
‫إمجاع ـ ــا أ ّن‬
‫فمـ ـ ــا إ ْن ثبتـ لـ ـ ــدى أكـ ـ ــثر البـ ـ ــاحثني يف علم االستشـ ـ ــراقـ إ ْن مل يكن ً‬
‫املدرس ــة االستش ــراقيةـ الفرنس ــية هي أول أوائ ــل املدارس األوروبي ــة يف ه ــذا الش ــأن فق ــد‬
‫الشيعة يف وقت مل يكن ُمب ّكراً إىل ح ّد مـا‪ ،‬مث جـاء اهتمـام‬ ‫عنيت تلك املدرسة بدراسة ّ‬
‫ـوع جديـ ـ ٍـد من أنـ ــواع احلرب‪ ،‬وهـ ــو الغـ ــزو‬
‫املستشـ ــرقني الفرنسـ ــيني هبذه الدراسـ ــة كنـ ـ ٍ‬
‫الفكــري من خالل احتضــان الدراســات الشــيعيةـ واالهتمــامـ البــالغ هبا من قِبــل عُلَمــائهم‬
‫توسعهم يف هذه الدراسة وَتَبنِّيهم هبا من جانب آخــر جعــل‬ ‫األوائل الكبار ومن خالل ّ‬
‫أن ق ــدَّموا دراس ــات ش ــبه وافي ــة لألم ــة الغربي ــة يف ه ــذا ال ّش ـأنـ ح ــىت أص ــبحت مؤلّف ــاهتم‬
‫ضــمن مراجــع املستشــرقني الفرنســيني املعاصــرين فيمــا يتعلــق مبذاهب ال ّشـيعة وعقائــدهم‬
‫املنحرفة‪.‬‬
‫ومن هؤالء المستشرقين األوائل‪:‬‬
‫* ل ويس ماس ينيون‪ :‬صــاحب احلالج‪ ،‬وهــنري كوربــان تلميــذ العالمــة الشــيعيـ‬
‫السيد الطباطبائي‪ ،‬وتلميـذ هـنري كوربـان فرانسـوا تـوال‪ ،‬وغـريهم من الغربـيني عمومـاً‬
‫مثل (مادلون)‪.‬‬
‫فكــانت جهــود هــؤالء العلمــاء األوائــل نقطــة التقــاء وعالقــة االستشــراقـ الفرنســي‬
‫بال ّش ـ ـيعة‪ ،‬ومثة هـ ــذه العالقـ ــة خَت ْلـ ــق جـ ــواًّ ُمرحياً لـ ــدى طائفـ ــة ال ّش ـ ـيعة لالفتخـ ــار مبذهبهم‬
‫ُمدَّعني وجود الثّناء من الباحثني الغربيني من املستشــرقني على عقيــدة الشـيعةـ باعتبارهـا‬
‫عقيـدة أصــيلة ُمْنبَثقـةـ من الكتـاب وال ّسـنة!!‪ ،‬وال أدري أي كتـاب وســنة أرادوا هبمــا يف‬
‫ظ ـ ّـل وج ــود التّناقض ــاتـ بني م ــا ذهب إلي ــه الكت ــابـ والس ــنةـ وم ــا وض ــعه علم ــاء الش ــيعةـ‬
‫األوائــل واملعاصــرون ُمتجــاهلني أهنم إمنا أرادوا ذلــك لُعبـةً فكريـةً بغطــاء عقــدي ُمَزيَّف‪،‬‬
‫وأن املستشرقني إمنا أرادوا هبذا الكيد إشعال النّعرات الطائفيةـ بني أهل احلق وبني أهل‬
‫الباط ــل مما ال يُكلِّفهم َش ـْيئاً‪ ،‬وق ــد وج ــدوا من خيدمهم يف ه ــذه النّاحي ــة بعض الب ــاحثني‬
‫املستشرقني املش ّككني بأنفسهم إن كانوا نصارى أم مسلمني كلويس ماســينيونـ الــذي‬
‫ح ـ ــاول اجلم ـ ــع بني العقائ ـ ــد إىل حماول ـ ــة اجلم ـ ــع بني األدي ـ ــان‪ ،‬وهي أغ ـ ــرب م ـ ــا شـ ــاهده‬
‫الباحثون يف تاريخ املناهجـ العلمية املوضوعية‪.‬ـ‬
‫إذاً فهن ــاك رواي ــات ت ــذكر أن العالق ــة بني االستش ــراقـ الفرنس ــي والش ــيعةـ ب ــدت‬
‫مالحمهــا جليـةً يف عصــر املستشــرق الفرنســي (لويس ماسينيون) وهــو املستشــرق الــذي‬
‫اعتــىن هبذه الدراســة من جهــة مــع اهتمامــه بدراســة التّصــوفـ واإلعجــاب منــه من جهــة‬
‫أخ ــرى‪ ،‬وق ــد ت ــرك للب ــاحثني املستش ــرقني الفرنس ــيني بص ــماته ال ّس ـيئةـ يف ه ــذين اجملالني‪،‬‬
‫وكمـ ــا ذكـ ــرت آنف ـ ـاً بـ ــدت املالمح يف عهـ ــد لـ ــويس ماسـ ــينيونـ نظـ ــراً لتزويـ ــده مدرس ــة‬
‫االستش ـ ــراق الفرنس ـ ــي بكتب كث ـ ــرية ومق ـ ــاالت متنوعـ ـ ـةـ يف ه ـ ــذا الش ـ ــأنـ إال أن هنـ ــاك‬
‫روايــات تُشــري إىل أن االرهاصــات يف دراســة الشــيعة لــدى املستشــرقني الغربــيني كــانت‬
‫يف التايل‪:‬‬
‫قدم املستشرق الفرنسي (جوزيف آرثر) الذي خدم كدبلوماسي فرنسـي يف طهـران‬
‫فيما بني عام ‪1858-1855‬م معلومات جديدة للغرب يف الدراسات الشيعية(‪.)1‬‬
‫زود املستشــرق الفرنســي (كارا دي فو)(‪ )2‬االستشــراقـ الفرنســي بدراســات‬
‫وقــد ّ‬
‫عن الشـ ــيعة إال أن منهجـ ــه العلمي مل يكن موضـ ــوعياً بـ ــل كـ ــان مليئ ـ ـاً بال ـ ـ ّدس وال ّسـ ـب‬
‫السنة‪.‬‬
‫والشتم ألهل ّ‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫() – انظــر‪ :‬موقــع التنــوع للدراســات‪ :‬رابــط ‪ http://www.tanaowa.com /‬بعنــوان‪:‬‬
‫الرؤية االستشـراقية للمسـألة الشـيعية‪ ،‬الكـاتب‪ /‬ياسـر الغربـاوي‪ ،‬كتب يف‪ :‬ديسـمرب ‪,31‬ـ ‪2010‬‬
‫م‪.‬‬
‫مالحظـ ــة‪ :‬ه ـ ــذه املعلومـ ــة تلخيص ألهم األفك ـ ــار ال ـ ــواردة يف كت ـ ــاب‪“ :‬الشـ ــيعة يف املش ـ ــرق‬
‫اإلسالمي‪ ..‬تثوير املذهب وتفكيك اخلريطة” للدكتور عاطف معتمد عبــد احلميــد‪ ،‬حـاولت‬
‫العثور على الكتاب ومل أجد نسخة منه‪ ،‬تاريخ زيارة املوقع‪26/6/1435 :‬ه‪.‬‬
‫() – ه ــو (الب ارون ك ارا دي فو‪ ) .Carra de Vaux Bon. B‬املول ــود س ــنة‬ ‫‪2‬‬

‫‪1867‬م‪ ،‬مستش ــرق فرنس ــي درس العربيــة ودرس ــها يف املعهــد الكــاثوليكي ببــاريس‪ ،‬وع ــىن‬
‫بالرياضــيات والفلســفة والتــاريخ أكــثر مــا عــىن‪ ،‬فاشــتهر هبا‪ ،‬ومن آثــاره العلميــة‪ :‬الرياضــيات‬
‫وعلم الفلسـ ـ ــفة بـ ـ ــاريس‪1891‬م‪ ،‬وحماضـ ـ ــرات يف العربيـ ـ ــة ‪1891‬م‪ ،‬والرسـ ـ ــالة الشـ ــرفية يف‬
‫النسب التأليفية لصفي الـدين بن فـاخر البغـدادي‪ ،‬وغريهـا من الكتب‪ ،‬ومل أقـف على تـاريخ‬
‫وفاته‪ ،‬انظر‪( :‬املستشرقون لنجيب العقيقي‪.)264-1/263 ،‬‬
‫فمن أقوالــه‪( :‬إ ّن الشيعة لديهم تفكير ليبرالي حر‪ ،‬ويكافحون في مواجهة‬
‫الس نّية المتحج رة ض يقة األف ق‪ ،‬وأن العزل ة ال تي يعيش ها الش يعة تنب ع من‬
‫العقلي ة ّ‬
‫خوفهم من االحتكاك باآلخر نتيجة نجاسته)(‪.)1‬‬
‫الروايات أن فرتة االستعمار الربيطاين تعد هي الفرتة اليت بدأ الغرب‬
‫وتذكر بعض ّ‬
‫يتعرفون شيئاً عن الشيعة بفضل جهود الدبلوماسي الربيطاين (جيمس مورير)‬
‫عموماً ّ‬
‫حيث وضع معلوماته عن فارس من خالل مراقبته للمجتمع الفارسي إبان فرتة عمله‪،‬‬
‫وترك آثاراً أدبية كثرية‪ ،‬وكان أكثر أعماله األدبية اهتمامه برواية (حجي علي بابا‬
‫األصفهاني) واليت نشرها يف عام ‪1824‬م وقدم صورة كاريكاتوريةـ عن اجملتمع‬
‫الفارسي وعلماء قُم‪...‬ويف سبيل تدعيم مكانتها االستعمارية يف اهلند‪ ،‬قام رجال‬
‫االدارة الربيطانيةـ يف (كلكتا) بنشر كتاب (شريعة محمد) وذلك يف عام ‪1805‬م‪،‬‬
‫وجاء من مصادر شهرية للشيعة االثين عشرية وأهم ما اعتمد عليه هذا العمل كتاب‬
‫(تحرير األحكام الشرعية على مذهب اإلمامية) وكتاب (إرشاد األذهان إلى‬
‫أحكام اإليمان) للقاضي الشهري يف القرن الرابع عشر امليالدي ابن املطَ َّهر احلِلِّي(‪،)2‬‬
‫وقام باختيار هذه النصوص الضابط االجنليزي (جون بيلي) األستاذ يف الشريعة‬

‫‪1‬‬
‫() – انظ ـ ــر املرج ـ ــع الس ـ ــابق‪ :‬موق ـ ــع التن ـ ــوع للدراس ـ ــات‪ :‬الراب ـ ــط الس ـ ــابق‪ ،‬بعن ـ ــوان‪ :‬الرؤيـ ــة‬
‫االستشراقية للمسألة الشيعية‪ ،‬الكاتب‪ /‬ياسر الغرباوي‪ ،‬تاريخ الزيارة‪28/6/1435 :‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬ه و الحس ن ويق ال‪ :‬احلسـ ــني بن يوسـ ــف ابن علي بن املطهـ ــر احللي‪ ،‬مجال ال ــدين‪،‬‬
‫ويع ــرف بالعالم ــة‪ :‬من أئم ــة الش ــيعة‪ ،‬وأح ــد كب ــار العلم ــاء‪ ،‬ول ــد س ــنة ‪648‬ه‪ ،‬املواف ــق س ــنة‬
‫‪1250‬م‪ ،‬واحللي نسبة إىل احللة (يف العراق) وكان من سكاهنا وهبا ُولد‪.‬‬
‫لــه كتب كثــرية‪ :‬منهــا (تبصــرة املتعلمني يف أحكــام الــدين‪-‬ط) و (هتذيب طريــق الوصــول إىل علم‬
‫األص ـ ــول ‪ -‬ط) و (هناي ـ ــة الوص ـ ــول إىل علم األص ـ ــول‪-‬خ) و (قواع ـ ــد‪ ،‬األحك ـ ــام يف معرفـ ــة‬
‫احلالل واحلرام ‪ -‬ط) و (خمتلـ ــف الشـ ــيعة يف أحكـ ــام الشـ ــريعة ‪ -‬ط) و (أنـ ــوار امللكـ ــوت يف‬
‫ش ـ ــرح الي ـ ــاقوت ‪ -‬خ) يف األص ـ ــول والكالم‪ ،‬و(إرش ـ ــاد األذه ـ ــان إىل أحك ـ ــام اإلميان‪-‬خ) و‬
‫(حتري ــر األحك ــام الش ــرعية على م ــذهب اإلمامي ــة ‪ -‬ط) أربع ــة أج ــزاء‪ ،‬ت ــويف س ــنة ‪ 726‬هـ‬
‫املوافق ‪1325‬م‪ ،‬انظر‪( :‬األعالم للزركلي‪.)2/227 ،‬‬
‫االسالميةـ واللغة العربية والفارسية‪ ،‬وقد سعى (بيلي) إىل نشر عدد أوسع من األسس‬
‫الشرعية للشيعة اإلمامية(‪.)1‬‬
‫وفيم ــا بع ــد نش ــرت دراس ــات مقارن ــة بني الش ــريعة ل ــدى املذهب احلنفيـ واالث ــين‬
‫عش ــري‪ ،‬ومل يكن األخ ــري س ــوى املتعلق ـةـ ب ــأمور ال ــزواج‪ ،‬والطالق‪ ،‬وال ـ ّـرق‪ ،‬واهلب ــات‪،‬‬
‫والعطايا‪ ،‬والوقف‪ ،‬وخمتارات من كتاب (تحرير األحكام‪ )...‬كما متت ترمجة كتــاب‬
‫(حي اة القل وب) من الفارس ــية إىل االجنليزي ــة وه ــو كت ــاب يعت ــين بس ــرية الرس ــول ‪،‬‬
‫واملرياث‪ ،‬وهو من مؤلفات حممد باقر اجمللسي صاحب حبار األنوار‪.‬‬
‫ومن أهم الكتب ال ــيت نقلت إىل الغ ــرب يف تل ــك الف ــرتة كت ــاب (بح ار األن وار)‬
‫وهــو عمــل شــيعي تقليــدي يعتــرب أبــرز األعمــال الديني ـةـ الــيت أنتجت خالل فــرتة احلكم‬
‫الصـ ـ ـ ــفوي ومؤلَّف من ‪ 16‬جـ ـ ـ ــزءاً‪ ،‬كمـ ـ ـ ــا نقلت بعض املعلومـ ـ ـ ــات عن كتب الشـ ـ ــيعة‬
‫الفارســية وبصــفة خاصــة أعمــال (مع راج السعادة) وموضــوعه عن األخالق ملال أمحد‬
‫بن حمم ــد مه ــدي الكاش ــاين‪ ،‬و(قص ص األنبي اء) ه ــو أيضـ ـاً للكاش ــاين‪ ،‬وه ــذه الكتب‬
‫كلها من مصادر الشيعة املعتمدة(‪.)2‬‬
‫فمن خالل ه ــذا االس ــتعراض يت ــبنّي أن مطل ــع الق ــرن الث ــامن عش ــر ه ــو بداي ــة إملام‬
‫املستشــرقني الغربــيني بالدراســات الشــيعية واهتمــامهم هبا‪ ،‬ســواء مــا مت نقلهــا عن طريــق‬
‫االس ـ ــتعمار الربيط ـ ــاين أو عن طري ـ ــق املستش ـ ــرقني الفرنس ـ ــيني األوائ ـ ــل‪ ،‬وق ـ ــد تط ـ ــورت‬
‫الدراسات الغربية حول الشيعة بشكل ج ّدي جيد التنظيم مــع ســتينات القــرن العشــرين‬
‫حني نشـ ــرت العديـ ــد من الكتبـ الشـ ــيعية‪ ،‬وعلى الـ ــرغم من أن التّق ـ ـ ّدم كـ ــان بطيئـ ـاً يف‬
‫العقــد التــايل إال أن الدراســات اخلاصــة بالشــيعة اكتســبتـ قــوة دافعــة مــع نشــوب الثــورة‬
‫االيرانية يف هناية سبعينات القرن العشرين(‪.)3‬‬
‫ـابلت‬
‫أم ــا من الناحي ــة ال ــيت ختتص املدرس ــة االستش ــراقيةـ الفرنس ــية‪ ،‬ف ــإن فرنس ــا ق ـ ْ‬
‫التشــيع باالهتمــام البــالغ حــامالً على عاتقهــا الثقافــة الشــيعية االثــين عشــرية‪ ،‬ورمبا كــان‬
‫وتلوث ــه‬
‫الس ــبب يف ذل ــك حماول ــة دخ ــول ح ــرب جدي ــدة يف مواجه ــة اإلس ــالم الص ــحيح ّ‬
‫‪1‬‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫() – انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬موقع التنوع للدراسات ّ‬
‫‪2‬‬
‫() – انظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر املرج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابق‪ ،‬موق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع للدراس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‪ :‬راب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬
‫‪ http://www.tanaowa.com‬بتصرف‪ ،‬تاريخ الزيارة‪29/6/1435 :‬ه‪.‬‬
‫() – انظر املرجع السابق بتصرف‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫بالثقافة االثين عشرية اليت أَلَ َّم ْ‬
‫ت هبا‪ ،‬فقامت بعقد أول مؤمتر عن التشيع الذي عقــد يف‬
‫سرتاسبورغ عام ‪1968‬م‪ ،‬بعنوان‪:‬ـ‬
‫(الشيعة اإلمامية)‪ ,‬إذ قــدم فيــه حبوث ـاً تتنــاول عــدة جــوانب من التّشــيّع فكــر ًة و‬
‫عقيــد ًة و تــراجم عن أعالمـ الشــيعة‪ ,‬ومت حتقيــق هــذه البحــوث و طبعهــا يف بــاريس عــام‬
‫‪1970‬م‪ ,‬و كان من املستشرقني املشاركني يف املؤمتر‪:‬‬
‫* ويلفرد مادلونج(‪.)1‬‬
‫*هنري كوربان(‪.)2‬‬
‫* آن المبتون(‪.)3‬‬

‫() – يُعد املستشرق ويلفرد مادلونج (‪ )Wilfred Madelung‬املولود يف شـتوتغارت‬ ‫‪1‬‬

‫يف أملانيـا عـام ‪1930‬م واح ًـدا من أبـرز الدارسـني والبـاحثني يف الدراسـات اإلسـالمية يف الغـرب‪،‬‬
‫وقـد اشـتهر بدراسـاته املستفيضـة عن االثـين عشـرية والزيديـة واإلمساعيلية‪ .‬تلقى األسـتاذ مـادلونج‬
‫دراســاته يف القــاهرة وهــامبورغ‪ ،‬وعمــل منــذ ‪1969‬م أســتاذا للدراســات اإلســالمية يف جامعــة‬
‫ش ـ ــيكاغو‪ ،‬مُثَّ أسـ ــتاذا يف أكس ـ ــفورد من ـ ــذ ع ـ ــام ‪1978‬م ومن أش ـ ــهر كتب ـ ــه‪ :‬املدارس واملذاهب‬
‫اإلس ــالمية يف اإلس ــالم الوس ــيط ‪1985‬م‪ ،‬واالجتاه ــات اإلس ــالمية املبك ــرة يف إي ــران ‪1988‬م‪،‬‬
‫واحلركــات الدينيــة والوثنيــة يف اإلســالم الوســيط ‪1992‬م‪ ،‬وخلفــاء الرســول يف اخلالفــة الراشــدة‬
‫‪1998‬م‪ ،‬إضــافة إىل حبوثــه الكثــرية املنشــورة يف اجملالت العلميــة يف الغــرب‪ ،‬ومســامهاته يف دائــرة‬
‫املع ــارف اإلس ــالمي‪( ،‬موق ــع ان ــرتوبوس لألس ــتاذ س ــليم درن ــوين‪ ،‬بعن ــوان‪ :‬ح ــوار م ــع املستش ــرق‬
‫ويلفـ ـ ـ ـ ـ ــرد مـ ـ ـ ـ ـ ــادلونج‪ ،‬مت نشـ ـ ـ ـ ـ ــر هـ ـ ـ ـ ـ ــذا املوضـ ـ ـ ـ ـ ــوع يف ‪3‬نوفمـ ـ ـ ـ ـ ــرب عـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪2012‬م الراب ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫‪http://www.dernounisalim.com‬تاريخ الزيارة‪20/12/1435 :‬ه‪.‬‬
‫ـف ب ــه يف الفص ــل األول من املبحث الث ــامن بعن ــوان‪ :‬املالمح التارخيي ــة‬ ‫() – س ــبق تق ــدمي تعري ـ ٍ‬ ‫‪2‬‬

‫للعالقة بني الشيعة واالستشراق الفرنسي وأوجه التالزم الفكري بينهما‪.‬‬


‫() ‪ -‬آن المبتون (‪2008-1912‬م)‪ُ ،‬مستشــرقة بريطانيــة درســت يف مدرســة الدِّراســات‬ ‫‪3‬‬

‫الش ــرقيّة واإلفريقي ــة‪ ،‬جبامع ــة لن ــدن‪ ،‬وختصص ــت يف الت ــاريخ الفارس ــي الوس ــيط حتت إش ــراف‬
‫الربوفيسور هاملتون جب‪ ،‬وإىل جانب إجادهتا للغة الفارسيّة والعربيّة كان لديها إملام واسع‬
‫حبقوق األرض وملكيتها‪ ،‬وإصالحها يف إيران‪ ،‬فضالً عن دراستها للمؤسسات اإلداريّة الــيت‬
‫أنشأها السالجقة‪ ،‬واملغول‪ ،‬والصفويون‪،‬ـ والغجر يف األراضي الفارسية‪ ،‬واهتمامهــا بالتــاريخ‬
‫والقبلي‪ ،‬وبنـ ـ ــاءً على تلـ ـ ــك اخللفيّـ ـ ــة الثقافيّـ ـ ــة التحقت بالعمـ ـ ــل الدبلوماس ـ ــي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫احمللي‬
‫اإليـ ـ ــراينّ ّ‬
‫* غرامليج‪.‬‬
‫* يارون لننت‪.‬‬
‫*دي بيليفوندز‪.‬‬
‫*هنري ماسيه(‪.)1‬‬
‫*برونشفيك‪.‬‬
‫و حضــر هــذا املؤمتر الســيد موســى الصــدر من لبنــان‪ ,‬و الربوفيســور حســني نصــر‬
‫من إيران(‪.)2‬‬
‫مث تــوالت تــرويج املستشــرقني الفرنســيني التشــيع بشــكل واســع‪ ،‬ومن بينهم املستشــرق‬
‫الفرنس ــي (ه نري كورب ان) تلمي ــذ ماس ــينيون ال ــذي ألّ ــف كتاب ــه املوس ــوم بـ(الش يعة االث ني‬

‫بوصفها ملحقاً إعالمياً للسفارة الربيطانيّة يف طهران‪ ،‬وكـان هلا دور بـارز يف إقنـاع احلكومـة‬
‫الربيطانيّ ــة على الت ــآمر يف إزاح ــة حكوم ــة حمم ــد مص ــدق املنتخب ــة ال ــيت أمَّم ت حق ــول الب ــرتول‬
‫اإليراني ــة‪ ،‬ومتهي ــد الطري ــق لع ــودة الش ــاه حمم ــد رض ــا هبل ــوي إىل احلكم ع ــام ‪1953‬م‪( ،‬انظ ــر‬
‫موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‪ :‬موسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة التوثيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامل‪ ،‬الرابط‪/‬‬
‫‪ http://www.tawtheegonline.com‬وهي معلومــة ملخصــة من كتــاب الشــيخ‬
‫عثمــان ســيدأمحد إمساعيل الــبيلي الـكـش ــاف الـمـيـسـّر‪ ،‬لـفـه ــارس كـت ــاب العِـ َـرب ودي ــوان الـمـبـت ــدأ‬
‫والـخـب ــر يف أي ــام الـع ــرب والـعـج ــم والـبـرب ــر وم ــن عـاصـره ــم من ذوي الـسـلـط ــان األكـب ــر البن‬
‫خل ــدون‪ ،‬ص‪ ،27-26‬ط‪ /‬ش ــركة املطبوع ــات للتوزي ــع والنشر‪2010‬م‪ -‬ب ــريوت‪ ،‬لبن ــان)‬
‫مالحظ ة‪ :‬مل أجــد نســخة ورقيــة أو إلكرتونيــة هلذا الكتــاب وإمنا اعتمـ ُ‬
‫ـدت على مــا نُشــر من‬
‫تلخيص من هذا الكتاب عرب املوقع املذكور أعاله‪ ،‬واهلل ويل التوفيق‪.‬‬
‫() – هنري ماسيه‪1969-1886 :‬م‪ Henri Masse‬مستشرق فرنسـي متخصــص‬ ‫‪1‬‬

‫يف الفارســية‪ ،‬ولــد يف عــام‪ ،1886‬وتعلّم يف املدرســة الوطنيــة للغــات الشــرقية‪ ،‬شــارع ليــل يف‬
‫بــاريس حيث حصــل على دبلــوم يف العربيــة‪ ،‬والفارســية‪ ،‬والرتكيــة‪ ،‬كمــا حضــر حماضــرات يف‬
‫املدرســة العمليــة للدراســات العليــا امللحقــة بالســوربون‪ ،‬وســافر إىل مصــر حيث التحــق عضــواً‬
‫باحثـاً باملعهــد الفرنســي لآلثــار الشــرقية بالقــاهرة‪ ،‬فأمضــى الفــرتة من ‪1911‬م إىل ‪1914‬م‪،‬‬
‫وهن ــاك اهتم بالنص ــوص العربي ــة‪ ،‬فحق ــق كت ــاب "فت ــوح مص ــر" البن عب ــد احلكم ونش ــره ل ــه‬
‫املعهد الفرنسي‪( ،‬انظر‪ :‬موسوعة املستشرقني‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪،‬ـ ص‪.)536‬‬
‫‪2‬‬
‫() – موقـ ـ ــع اإلمـ ـ ــام احلس ـ ــني علي ـ ــه الس ـ ــالم‪  www.imshiaa.com‬ت ـ ــاريخ الزيـ ــارة‪:‬‬
‫‪11/6/1435‬ه‪ ،‬وهو موقع شيعي يعتين برتويج العقائد الشيعية‪.‬‬
‫عشرية) ‪ ,‬قام برتمجته (ذوقان قرقوط)‪ ,‬طباعة (مكتبة مدبولي (‪ ،‬وقد كان هلنري كوربان‬
‫تلميــذ ماســينيون مــع الســيد حممــد حسـني الطباطبــائي صــاحب تفســري امليزان لقــاءات كثــرية و‬
‫متعددة أدت به إىل تفهم الفكر الشيعي بالشكل الصحيح حسب ما ز ّكاه أستاذه الطباطبائي‬
‫وحس ــب نظري ــة الش ــيعة ودعاهتا‪ .‬باإلض ــافة إىل م ــا كتب ــه الدبلوماس ــي واملستش ــرق الفرنس ــي‬
‫(جوبينو ‪ M . De Gobineau‬يف كتاب ـ ــه (األدي ان و الفلس فات في آس يا‬
‫الوسطى) املطبــوع يف بــاريس عــام ‪1866‬م‪ ،‬وهــو ضــمن املستشــرقني الــذين عملــوا ُمب ّـكـراً يف‬
‫جمال االستشـراق‪ ،‬وكــذلك مــا كتبــه الرحالــة الفرنســي (موريه (‪Morier‬حتت عنــوانـ‬
‫(الرحلة الثانية في بالد فارس) املطبــوعـ يف بــاريس عــام ‪1818‬م‪ ،‬وكتــاب (سلمان‬
‫الفارس ي و البواك ير الروحي ة لإلس الم في إي ران) للمستش ـ ــرق الفرنس ـ ــي لـ ــويس‬
‫ماس ـ ــينيون ‪ -1883‬ـ ـ ‪1962‬م‪ ،‬ول ـ ــه حبث بعنـ ــوانـ (فاطم ة بنت الحس ين و أص ل‬
‫األسرة الفاطمية) نشــره يف مــؤمتر املستشــرقني رقم (‪ )24‬يف عــام ‪1953‬م‪ )1(،‬ويُعتــرب‬
‫احملرك األساســي لالستشــراق الفرنســي من ناحيــة التشــيع‪ ،‬فهكــذا‬ ‫لــويس ماســينيون هــو ّ‬
‫كان للويس ماسينيونـ دور بارز يف توجيه االستشراقـ الفرنســي إىل اجّت اه منحــين حيث‬
‫االهتمــام بدراســة الشــيعة إال أن املصــادر تــذكر أن لــويس ماســينيون مل يكن موضــوعياً‬
‫همين يف هذا املوقف إثبات اهتمامه بالشيعة والتّشـيع‪ ،‬فقـد أخـذ‬ ‫إن ما يُ ّ‬‫يف أحباثه‪ ،‬لكن َّ‬
‫لويس ماسينيون جيول العامل اإلسالمي‪ ،‬ويقـوم بالزيـارات املتنوعـةـ من بلـدان ومـدن إىل‬
‫قب ــور ومقام ــات وغ ــري ذل ــك من الزي ــارات الغ ــري معه ــودة‪ ،‬ق ــام ل ــويس ماس ــينيون بع ــد‬
‫خدمته لبالده إبان احلرب العاملية األوىل جبوالتــه حيث زار بلـداناً كثــرية مبا فيهــا إيــران‪،‬‬
‫فكان ال يهدأ وال يقر يف مكـان واحــد حبثـاً عن املخطوطــات واملصــادر والقبــور ويقابـل‬
‫علمـ ــاء الشـ ــيعة‪ ،‬وقـ ــد أوىل اهتمامـ ــه يف البحث عن املصـ ــادر املتعلق ـ ـةـ حبالج‪ ،‬ففي ع ــام‬
‫‪1930‬م زار قــرب احلالج ببغــداد‪ ،‬وقــرب ابن باكوية الشــريازي يف طهــران ومدينــة البيضــا‬
‫مســقط رأس احلالج‪ ،‬وشــارك يف حماوالت تبيّن األحــرف الالتينيـةـ عنــد العــرب وال ُفــرس‬
‫كمــا هــو األمــر يف تركيــا‪ ،‬وبعــد عــام ‪1934‬م زار قــرب احلالج مــرة ثانيــة وقــرب ســلمان‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر املرجع السابق‪ ،‬موقــع اإلمــام احلســني عليــه الســالم‪ www.imshiaa.com‬‬
‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفارسـ ــي‪ ،‬وكـ ــربالء‪ ،‬والنجـ ــف‪ ،‬والكوفـ ــة‪،‬ـ وبـ ــريوت‪ ،‬ودمشـ ــق وغـ ــري ذلـ ــك من املدن‬
‫الشــيعية‪ ،‬إىل أن انتُخب عضــواًـ يف األكادمييــة اإليرانيــة‪،‬ـ فإنــه كــان ُمتقنًــا اللغــة الفارســية‬
‫وحاض ــر هبا وكتب عنه ــا‪ ،‬وت ــواترت زيارت ــه إلي ــران ولق ــاؤه أك ــابَر علمائه ــا ال ــدينيني‪،‬‬
‫واعتم ـ ــد على ُمـ ــؤلَِّفنْي ِش ـ ـيعَِينْي ‪ ،‬ك ـ ــالبقلي‪ ،‬والش ـ ــريازي‪ ،‬ودرس النّص ـ ــرييةـ يف س ـ ــورية‬
‫وكتب عنها‪ ،‬وحبث يف الغنوصية اإلسالميةـ (أي العرفان لدى الشيعة)(‪.)1‬‬
‫زود إخوانـ ــه من املستشـ ــرقني الفرنسـ ــيني‬
‫فبـ ــذلك يكـ ــونـ لـ ــويس ماسـ ــينيون قـ ــد ّ‬
‫مبعلومـ ــات عن الشـ ــيعةـ والتّشـ ــيع إن مل يكن قـ ــد احنرف هبم حنو األسـ ــوأ‪ ،‬فهكـ ــذا ك ــان‬
‫لــويس ماســينيون مرجع ـاً يرجــع املستشــرقونـ الفرنســيونـ إىل مؤلفاتــه إذا أرادوا الكتابــة‬
‫عن ال ّشـ ـيعةـ والتّش ــيع ومل يكت ــف ل ــويس ماس ــينيونـ بتغلّب ه ــواه على نفس ــه يف االميان‬
‫ضـا حيث قيــل‬ ‫صـوفيةـ أي ً‬‫بعقيــدة الشــيعة بــل اتّبــع هــواه إىل االهتمــام البــالغ بالتّصــوف وال ّ‬
‫صرح قائالً‪( :‬إن التّصوف مجاهدة ومعاناة واستبطان قبل كل شيء‪ ،‬وهو‬
‫عنه إنه ّ‬
‫يوافق المستشرق "مرغوليوث‪ "Margoliouth‬بأن في القرآن الكريم أُسساً‬
‫صالحة لمنهج صوفي أصيل‪ ،‬بعي ًدا عن التأثيرات األجنبية)(‪.)2‬‬
‫ورمبا كـ ــان سـ ــبب إعجابـ ــه بالتّصـ ــوف اهتمامـ ــه بدراسـ ــة احلالج وحتقيـ ــق كتابـ ــه‬
‫(الطواسين) يف جوالته العلمية التعليميـة مما جعـل أن ّ‬
‫ظن لـويس ماسـينيونـ بـأن احلالج‬
‫اهتم بالقرامط ــة أيض ــا حيث كتب عنه ــا‬
‫م ــات ش ــهيداً ح ــىت مساّه ش ــهيد اإلس ــالم‪،‬ـ وق ــد ّ‬
‫أيضا عام‪1936‬م‪.‬‬
‫فهكــذا كــان عــدوى التصــوفـ الــذي أردى ماســينيونـ متصــوفاً ال يــرى الصــواب‬
‫يف اإلسالمـ إال من خالل املنظار الصويف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر جملة الـرتاث العـريب – جملـة فصـلية تصـدر عن احتاد ال ُكتـاب العـرب‪ ،‬دمشـق العـدد‪-83‬‬
‫‪ ،84‬فهرس العدد‪ ،‬بعنوان‪ :‬املستشرق لويس ماسينيون ماله وما عليه – عبد الـرزاق األصـفر ص(‬
‫‪.)7-2‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬انظر جملة الرتاث العريب – جملة فصلية تصـدر عن احتاد ال ُكتـاب العـرب‪ ،‬دمشـق العـدد‪-83‬‬
‫‪ ،84‬فهــرس العــدد‪ ،‬بعنــوان‪ :‬املستشــرق لــويس ماســينيون مالــه ومــا عليــه – عبــد الــرزاق األصــفر‬
‫ص(‪.)6‬‬
‫مث أتى تلميـ ـ ـ ـ ـ ــذ لـ ـ ـ ـ ـ ــويس ماسـ ـ ـ ـ ـ ــينيون املسـ ـ ـ ـ ـ ــمى بـ(ه نري كورب ان ‪Henry‬‬
‫‪ )Corbin‬مبثابــة املبلِّغ عن أســتاذه‪ ،‬كــان هــنري كوربــان متم ّسـكاً بالعقيــدة الشــيعيةـ‬
‫وأكثر محاسة من أستاذه لويس ماسينيون‪.‬‬
‫ومما يُشـ ـ ــري إىل ضـ ـ ــلوع لـ ـ ــويس ماسـ ـ ــينيون يف التشـ ـ ــيّع ُمب ّـك ـ ــراً ونشـ ـ ــره يف أورب ـ ــا‬
‫فبمالحظــة رحلــة تلميــذه هــنري كوربــان يف التشــيّع وأســباب تشــيّعه‪ ،‬لنكــون على علم‬
‫ب ــاألدوار ال ّس ـيئة ال ــيت ق ــام هبا ماس ــينيون نِيَابَ ـةً عن دع ــاة الش ــيعة‪ ،‬حيث مجع ك ــل م ــا ل ــه‬
‫عالقــة بالشــيعة مبا فيــه التّصــوف لَِيْن ُش ـَر بِ ْذ َرتَــه يف أوربــا حماول ـةً لِـَـز ْرع التَّ َش ـيُّع يف أذهــان‬
‫أبنــاء أوربــا‪ ،‬يقــول صــاحب موســوعة املستشــرقني‪( :‬داوم هنري كوبان على حضور‬
‫دروس ل ويس ماس ينيون في "المدرس ة العملي ة للدراس ات العلي ا" الملحق ة‬
‫بالس وربون‪ ،‬وق د أه داه ماس ينيون نس خة من كت اب "حكم ة اإلش راق" بش رح‬
‫ُّ‬
‫قطب الدين الرازي‪ ،‬وصدر الدين الشيرازي" طبع حجر في طهران" فكان هذا‬
‫الكتاب بداية الهتمامه بمؤلفه السهروردي المقتول‪ ،‬وكان ذلك في ‪1928‬م‪،‬‬
‫تخرج هنري كوربان عمد إلى ترجمة رسالة صغيرة بالفارسية للسهروردي‬
‫وبعد ّ‬
‫عنوانه ا‪" :‬م ؤنس العش اق وذل ك في ع ام ‪1933‬م‪ ،‬وك انت ه ذه الترجم ة بداي ة‬
‫(‪) 1‬‬
‫رحلته الطويلة نحو التّشيّع!!)‬
‫ؤكد حَتَ ُّمل ماسـ ــينيون ِو ْز َر نَش ـ ـ ِر ِه التَّشـ ــيع يف‬
‫قلت‪ :‬وهـ ــذا حمل ال ّش ـ ـاهد الـ ــذي يُ ِّ‬
‫ُ‬
‫أورب ــا‪ ،‬حيث أخ ــذ يُ ـ َـد ِّرب أبن ــاء جلدت ــه باقتن ــاء ُمؤلف ــات ال ّس ـهروردي احملظ ــورة ش ــرعاً‬
‫الـ ــذي مجع بني التّصـ ـ ّـوف والتّشـ ــيّع(‪ )2‬باإلضـ ــافة إىل ُمؤلّفـ ــات صـ ــدر ال ـ ـ ّدين الشـ ــريازي‬
‫الشيعي الغايل املشهور‪.‬‬
‫هكــذا انطلــق هــنري كوربــان حاضــراً بقــوة وحبماســة يف خدمــة التّشــيع والتّــأليفـ‬
‫َّيءَ الكثـري‬
‫حتد لإلسـالم حيث نشـر ُكتبًـا ومقـاالت الشـ ْ‬ ‫يف تلك العقيـدة‪ ،‬مما جعلـه أكـرب ٍّ‬
‫يُؤيّـ ــد فيهـ ــا التّشـ ــيّع‪ ،‬رأى هـ ــنري كوربـ ــان أ ّن التلـ ــبيس على املسـ ــلمني لن يَبلـ ـ َـغ ذروتـ ــه‬

‫بتصرف يسري‪.‬‬
‫() ‪ -‬موسوعة املستشرقني‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن بدوي‪،‬ـ (ص‪ّ ،)483-482‬‬
‫‪1‬‬

‫() – انظ ـ ـ ــر‪ :‬الذريع ـ ـ ــة إىل تص ـ ـ ــانيف الش ـ ـ ــيعة‪ ،‬آق ـ ـ ــا ب ـ ـ ــزرگ الطه ـ ـ ــراين‪( ،‬ت ‪١٣٨٩‬ه)‪( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،)25/277‬ط‪ ،2/‬دار األضواء بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬وانظر نفس املرجع السابق‪.)2/103( ،‬‬
‫ـادعى االســالمـ لكن ــه كــان إســالماً بعقي ــدة شــيعية مث ســافر إىل اجّت اه مع ــاكس‬ ‫وفعاليتــه ف ـ ّ‬
‫(إي ران) إلش ــباع طموحات ــه ورغبات ــه من (الحكم ة واإلش راق) ال ِّشـ ـيعَِّينْي ‪ ،‬وك ــان ل ــه‬
‫إميان ش ــديد باإلم ــام امله ــدي الغ ــائب حس ــب النظري ــة الش ــيعيةـ فك ــأ ّن التمس ــك ال ــديين‬
‫يتقوى هبذا اجلانب فقط(‪.)1‬‬ ‫اإلسالميـ إمنا ّ‬
‫فبعــد ختدير رؤيتــه العلميــة الــذي تعـ ّـرض لــه إبــان إقامتــه يف إيــران من أجــل التعلّم‬
‫من دينهم عاد إىل فرنسا حامالً معه مسئولية التّشيع يف أوروبا ويف فرنسا خاصة‪ ،‬بعــد‬
‫فأسس يف فرنسا قسم تاريخ إيــران وأممهــا‬ ‫تسلّحه بالرتاث الديين االثين عشرية املزيَّف‪ّ ،‬‬
‫القدمية‪ ،‬وكـ ــان يـ ــرمي من وراء ذلـ ــك إىل نقـ ــل الـ ــرتاث العرفـ ــاين ال ّش ـ ـيعي اإليـ ــراين إىل‬
‫املهتمني بــه يف أوروبــا ويف فرنســا خاصــة‪ ،‬وكــان يقضــي معظم أوقاتــه خالل ال ّس ـنواتـ‬ ‫ّ‬
‫الـيت قضــاها يف إيـران ملنــاظرة علمــاء الشــيعة‪ ،‬ومبــاحثهم‪ ،‬ويُبـادل وجهــات النّظـر معهم‪،‬‬
‫فهكذا اختار هنري كوربان املذهبـ الشيعيـ بعد اعتناقه االسالم‪،‬ـ ويقول الشــيعة عنــه‪:‬‬
‫(إن ه بفض ل اهلل أن ه نري كورب ان اخت ار ه ذا الم ذهب حيث أص بح ب ذلك من‬
‫الفرق ة الناجي ة!‪ ،‬وألن الم ذهب التش يع ه و وح ده ال ذي يعتق د بع د ختم النّب وة‬
‫بالرسول ‪ ‬باستمرار رابطة الهداية والتكميل عبر والية األئمة الباقين والذي ال‬
‫بد من وجود أحدهم حي إلى يوم القيامة)(‪.)2‬‬
‫وقــالوا أيضــا‪( :‬فوجود هذه الحقيقة بين اإلنسان وبين اهلل إلى األبد إنما هو‬
‫في م ذهب التّش يع فق ط‪ ،‬أي إن االعتق اد باإلم ام المه دي علي ه الس الم في ه ذا‬
‫الزم ان ك ان من أهم األس باب الختي ار ال دكتور ه نري كورب ان للتّش يع من بين‬
‫المذاهب االسالمية األخرى)(‪.)3‬‬
‫وقــد بــدأت قصــة كوربــان مــع فكــر أهــل الــبيتـ حيث البوابــة الرئيســة للشــيعة إىل‬
‫ض ـلُّون الن ــاس عربه ــا‪ ،‬زاعمني أهنم الوحي ــدون ال ــذين حيب ــون أه ــل بيت‬ ‫اإلس ــالم‪ ،‬ال ــيت ي ِ‬
‫ُ‬
‫الن ــيب ‪ ،‬وك ــانت جترب ــة ه ــنري كورب ــان عن ــد م ــا طلب لق ــاء العالم ــة الش ــيعيـ ال ّس ـيد‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫() ‪ -‬انظر املرجع السابق‪ ،‬جملة الرتاث العريب ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() – موقع‪annabaa.org /‬بعنوان رحلة املستشرق الفرنسي هنري كوربـان مـع املذهب‬
‫الشيعي‪ ،‬الباحث‪ :‬راجي أنور هيفا‪ ،‬تاريخ الزيارة‪2/4/1435 :‬ه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر‪ :‬املرجع السابق‪.‬‬
‫الطباطبائيـ‪ ،‬صاحب (تفسير الميزان في تفسير القرآن) ألجــل املناقشــة القائمــة على‬
‫أســاس تقبّــل وجهــات النظــر املنطقيــة‪ ،‬وكــانت النتيجــة ُمثمــرة ومفيــدة بالنســبة للعالمــة‬
‫الشيعي حيث أرداه شيعياً‪.‬‬
‫وبعد أن أصبح هنري كوربان تلميـذاً وسـفرياً لعلمـاء الشـيعة يف إيـران حيث أمضـى‬
‫م ــا يق ــارب ثالث ــة عق ــود يف إي ــران‪ ،‬وخباص ــة ش ــيخه األول ال ــذي ش ــيّعه العالم ــة الطبطب ــائي‬
‫حيث يص ــفه الطباطب ــائي ق ــائالً‪( :‬ك ان كورب ان رجالً س ليم النفس يتّس م بالموض وعية‬
‫واالنصاف‪ ،‬وغالب اً ما كان يقرأ أدعية الص حيفة المهدوية وه و يبكي‪ ،‬إن كوربان‬
‫الذي درس القرآن الكريم بعمق وجاهد نفسه للوصول إلى الحقائق اإلسالمية من‬
‫خالل مدرسة أهل البيت عليهم السالم جعلت منه إنساناً ال يخشى في الحق لومة‬
‫الئم‪ ،‬وليس ه ذا بالش يء الغ ريب‪ ،‬ألن اهلل س بحانه وتعالى أخبرن ا في محكم تنزيل ه‬
‫أن ال ذي ي أتم بال ذكر الحكيم ال ذي ال يعلم ح ق تأويل ه إال ه و س بحانه وتع الى‬
‫والراس خون في العلم أئم ة اله دى عليهم الس الم‪ ،‬ف إن اهلل س يقوده إلى ش اطئ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ‬ ‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﭽﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫(‪)1‬‬
‫األمان‬
‫(‪)2‬‬
‫ﮔ ﮕ ﮖﭼ‬
‫ومن شــهادة علمــاء الشــيعة هلنري كوربــان مما يــدل على تــأثره مبصــادرهم حيث‬
‫يقول قائلهم‪( :‬لقد أسفر اطالع كوربان على مذهب أهل البيت عليهم السالم من‬
‫خالل م ا ق رأ لكب ار ه ذا الم ذهب من الس ابقين ومن الالحقين‪ ،‬وت أثره الش ديد‬
‫بتراث "الميرداماد" وبمؤلفات "صدر المتألهين الشيرازي" باإلضافة إلى حواراته‬
‫مع العالمة الطباطبائي‪ ،‬كل هذه أسفر عن نتيجة حاسمة بالنسبة لهنري كوربان‬
‫قلت‪ :‬وقــد قــال عن نفســه يف هــذا املذهب‪:‬ـ‬
‫مما جعله أن اختار المذهب الشيعي)‪ُ ،‬‬
‫(في عقيدتي أن التشيع هو المذهب الوحيد الذي حفظ مستمراً رابطة الهداية‬
‫أنهت العالق ة الواقعي ة‬
‫بين اهلل والخل ق‪ ،‬وعلق ة الوالي ة حي ة إلى األب د‪ ،‬فاليهودي ة ْ‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر‪ :‬جريدة كيهان العـريب‪ :‬العـدد ‪ ،3696‬السـنة السادسـة عشـرة‪ 6 ،‬متوز ‪،1996‬‬
‫وانظر‪ :‬امللحق (‪ )4‬بتصرف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة املائدة‪ :‬اآلية (‪.)١٦‬‬
‫بين اهلل والع الم اإلنس اني في ش خص الن بي ‪ ‬ثم لم ت ذعن بعدئ ذ بنب وة الس يد‬
‫المس يح علي ه الس الم‪ ،‬فقطعت الرابط ة الم ذكورة‪ ،‬والمس يحية ت وقفت بالعالق ة‬
‫عن د المس يح علي ه الس الم‪ ،‬أم ا أه ل الس نة من المس لمين فق د توقف وا بالعالق ة‬
‫المذكورة عند النبي ‪ ‬وباختتام النبوة به لم يعد ثمة استمرار في رابطة العالقة‬
‫"في مس توى الوالي ة" بين الخ الق والخل ق‪ ،‬والتش يع يبقى ه و الم ذهب الوحي د‬
‫الذي آمن بختم نبوة محمد ‪ ،‬وآمن في ال وقت نفسه بالوالية‪ ،‬وهي العالقة‬
‫التي تستكمل خط الهداية وتسير به بعد النبي ‪ ‬وأبقى عليها حية إلى األبد)‬
‫(‪. ) 1‬‬
‫ويقــول هــنري كوربــان‪( :‬ما تحصل لي من خالل مطالعاتي وبحوثي العلمية‪،‬‬
‫ك وني مستش رقا مس يحياً بروتس تانتياً‪ ،‬أن ه يجب النظ ر إلى حق ائق اإلس الم‬
‫ومعنوياته من خالل الشيعة الذين يتحلون برؤية واقعية لإلسالم)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬ويظه ــر يف كالم ــه ه ــذا اعرتاف ــه الواض ــح بأن ــه ك ــان بروتس ــتانتياًـ مس ــيحياً‬
‫ُ‬
‫فكي ــف يفتخ ــر الش ــيعة برج ــل مجع بني ال ــديانتني يف آن واح ــد‪ ،‬ومبا أن التش ــيع أق ــرب‬
‫يضر التشيع باملسيحية‪ ،‬فنسأل اهلل العافية‪.‬‬ ‫إليهم فلرمبا ال ّ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬العالم ــة الس ــيد حمم ــد حس ــني الطباطب ــائي‪ :‬الش ــيعة؛ نص احلوار م ــع املستش ــرق كورب ــان‬
‫تعريب جواد علي ص (‪ ،)49‬طبعة مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر‪ ،‬ط‪1416 /1‬هـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)47‬‬
‫خ""دمات تلمي""ذ ماس""ينيون ه""نري كورب""ان العلمي""ة ودوره في نق""ل ال""تراث‬
‫الشيعي إلى الغرب‬
‫يقول الدكتور هنري كوربــان‪( :‬من هذه الجهة بذلت جهودي على قدر ما‬
‫أستطيع لتعريف العالم الغربي بمذهب التشيع على النحو الذي يليق به ويتّسق‬
‫مع واقعية هذا المذهب‪ ،‬وسأبقى أبذل الجهود في هذا الطريق)(‪.)1‬‬
‫ويشــهد علمــاء الشــيعةـ على جهــوده الدعويــة الشــيعيةـ يف نشــر العقيــدة الشــيعية يف‬
‫الغ ــرب ق ــائلني‪( :‬بع د م ا أمض ى م ا يق ارب ثالث ة عق ود من ال زمن في دراس ة ه ذا‬
‫الفك ر العمي ق‪ ،‬يتجلى في تغي ير النظ رة المش ؤمة في الع الم الغ ربي عن اإلس الم‬
‫كدين سماوي وعن المذهب الشيعي كفكر إسالمي أصيل)(‪ )2‬تويف هنري كوربان‬
‫وترك مؤلفات كثرية مليئة باملخاطر(‪.)3‬‬
‫لقد أسفر دور كوربان يف نشر العقائد الشــيعيةـ إىل َخ ْلــق أتبــاعـ لــه يف الغــرب من‬
‫املستشــرقني الفرنســيني من جهــة ومن الغــرب عموم ـاً من جهــة أخــرى‪ ،‬ومن أشــهر من‬
‫تــأثّر بكوربــانـ املستشــرق الفرنســي (فرانسوا توال) فقــد ّ‬
‫اهتم هــو أيضــا بالتشــيع ومن‬
‫أش ـ ــهر كتب ـ ــه (جيوبوليتي ك التّش يع) ويق ـ ــول ت ـ ــوال مؤ ّكـ ــداً ت ـ ــأثره بال ـ ــدكتور هـ ــنري‬
‫لعت على‬
‫كوربـ ــان‪( :‬من ذ وقت طوي ل انص ب اهتم امي على التّش يع بع د أن اطّ ُ‬
‫مؤلفات هنري كوربان التي التهمتها كلّها)(‪ ،)4‬ومن املتــأثّرين هبنري كوربــان أيضــا‬

‫‪1‬‬
‫() – انظ ــر‪ :‬العالم ــة الس ــيد حمم ــد حس ــني الطباطب ــائي‪ :‬الش ــيعة؛ نص احلوار م ــع املستش ــرق‬
‫كوربان تعريب جواد علي‪ ،‬طبعة مؤسسة أم القرى للتحقيــق والنشــر‪ ،‬ط‪/1‬ـ ‪1416‬ه ــ‪ .‬ص‬
‫(‪.)48‬‬
‫‪2‬‬
‫() – انظر‪ :‬جملة النور‪ :‬العدد ‪ 109‬ص (‪ )57‬بتصرف‪ ،‬حزيران عام ‪2000‬م‪ ،‬تصدر عن‬
‫دار النور‪ -‬لندن‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – نفس املرجع السابق‪ ،‬ومن كتبه‪ :‬التشيع وإيران‪ ،‬مفهوم التشيع االثين عشــري‪ ،‬معركــة‬
‫التش ـ ــيع الروحيـ ــة‪ ،‬ظـ ــاهرة الكتـ ــاب املقـ ــدس‪ ،‬يف البـ ــاطن والتأوي ـ ــل‪ ،‬مبحث النبـ ــوة ومبحث‬
‫اإلمامــة‪ ،‬معــىن اإلمــام للروحيــة الشــيعية وغــري ذلــك كثــري‪ ،‬انظــر املرجــع الســابق بنفس تــاريخ‬
‫الزياة‪ :‬موقع‪annabaa.org/‬‬
‫‪4‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬جملة النور‪ ،‬ص (‪.)57‬‬
‫املستشرق (مادلون) مؤلــف كتــاب (خالفة محمد الرضوية)‪ ،‬والــذي أســاء يف الـ ّدس‬
‫على عقيدة أهل السنة‪.‬‬
‫ويق ــول بعض املت ــأثّرين بكورب ــان ومن بينهم أح ــد تالمذت ــه يف الغ ــرب وه ــو(فرانس وا‬
‫توال)‪.‬‬
‫حيث يق ــول أيض ــا‪( :‬إن اإلس الم بمفاهيم ه الروحي ة والعقائدي ة العام ة لن يتم‬
‫فهم ه م ا لم نفهم نحن أه ل الغ رب الم ذهب الش يعي الق ويم)‪ ،‬ويؤ ّـك ــد قـ ــائالً‪:‬‬
‫السياس ي أو‬ ‫(س يبقى ه ذا الع الم اإلس المي غ ير مفه وم من ا س واء ك ان بش كله ّ‬
‫بشكله (الجيوبوليتيكي) أو بشكل حوار األديان إذا كنا ال نعرف التّشيع!!)(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظــر‪ :‬نفس املرجــع الســابق‪ ،‬انظــر‪ :‬جملــة النــور‪ :‬العــدد ‪( 109‬ص‪ ،)57‬حزيــران عــام‬
‫‪2000‬م‪ ،‬تصدر عن دار النور‪ -‬لندن‪ ،‬بتصرف يسري‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬موارد المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون‪LOUIS‬‬
‫‪MASSIGNON‬من كتب الشّيعة‬
‫ويشتمل الفصل" الثّاني على ستة مباحث‪:‬‬
‫الصحابة واألئمة‪.‬‬
‫المبـحــث األول‪ :‬موارده في ّ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موارده في الوالية واإلمامة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬موارده في مسائل أهل البيت‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬موارده في التّصوف‪.‬‬
‫السنة والجماعة‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬موارده في كالمه على أهل ّ‬
‫الروايات الحديثية‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬موارده في كالمه عن ّ‬
‫منهج لويس ماسينيون في النقل من كتب الشيعة‬
‫قبــل احلديث عن مــوارد لــويس ماســينيونـ من كتب الشــيعة يف الفصــل الثــاين أود‬
‫التنبيهـ على مـا سـار عليـه ماسـينيون يف نقـل أفكـار وآراء الشـيعة من كتبهم وطريقتـه يف‬
‫تبيّن آرائهم وعقائدهم‪.‬‬
‫حيث كان لماسينيون منهجان في النقل‪:‬‬
‫منهج النقل المباشر‪ -‬ومنهج النقل غير المباشر وهو ما يسمى بالنقل مع‬
‫التصرف‪.‬‬
‫ّ‬
‫منهجه في النقل المباشر‪ :‬فله يف ذلك ما يأيت‪:‬‬
‫جدا ومن احملتمل أن تكــون‬ ‫* أن منهجه يف النقل املباشر من كتب الشيعة‪،‬ـ قليل ً‬
‫أسباب ذلك‪:‬‬
‫* أن لويس ماســينيون كــان يؤلــف أغلب كتبــه باللغــة الفرنســية‪ ،‬باإلضــافة إىل أن‬
‫أغلب املصــادر الشــيعية يف الــزمن الــذي عــاش فيــه ماســينيون كــانت باللغــة الفارســية ومل‬
‫تكن هذه املصادر مرتمجة إىل العربية‪ ،‬فكان ماســينيونـ يطــالع هــذه الكتب بالفارســية مث‬
‫ينقـ ــل معلوماهتا إىل اللغـ ــة الفرنسـ ــية فهم ـ ـاً دون ذكـ ــر مصـ ــدرها إال نـ ــادراً‪ ،‬وقـ ــد سـ ــبق‬
‫ت ترمجة بعض مؤلّفات ــه أص ــبح‬ ‫التعري ــف ب ــه أن ــه ك ــان ض ــالعاً باللغ ــة الفارس ــية‪ ،‬فلم ــا متّ ْ‬
‫جيد َع ْز َوهُ يف املصادر اليت اعتمد عليها(‪.)1‬‬ ‫القارئ يقرأ فيها دون أن َ‬
‫كثريا بالنقل املباشر من املصادر عند التـأليف‪،‬ـ وقــد أشـار‬ ‫* أن ماسينيونـ مل يهتم ً‬
‫كثريٌ من الباحثني إىل ذلك وأنّه اشتُهر باتباع هذا املنهج‪.‬‬
‫* رمبا يكون من أسباب عدم اهتمامه بالنقل املباشر من املصادر عند التأليف قد‬
‫يرج ــع ذل ــك إىل ص ــعوبة التوفي ــق بني املعلوم ــات املنقول ــة من املص ــادر إذا ك ــانت ه ــذه‬
‫املعلوم ــة من إح ــدى مص ــادر عربي ــة وفرزه ــا فيم ــا يكتب ــه عن ــد الت ــأليف حيث ق ــد يتع ـ ّذر‬
‫التوثي ــق عن ــد اإلش ــارة إىل املص ــدر‪ ،‬بس ــببـ َتبَ ــايُن اللّغ ــة إال أن يك ــون من قبي ــل الرتمجة‬
‫وهذا يُقلّل من أمهية التّقيد بضوابط البحث العلمي عنــد النقــل من مصــدر معنّي ‪ ،‬فلهــذا‬
‫‪1‬‬
‫() – انظ ــر‪ :‬ماس ــينيون يف بغ ــداد من االهت ــداء الص ــويف إىل اهلداي ــة الكولونيالي ــة‪ ،‬لعلي ب ــدر‪،‬‬
‫ص(‪ )53-51‬مــع اهلوامش‪،‬ـ ط‪2/2010‬م املؤسســة العربيــة للدراســات والنشــر‪ ،‬بــريوت –‬
‫لبنان‪.‬‬
‫يظه ــر أن ماس ــينيون يف أغلب منقوالتـ ــه يتقـ ــدَّم يف ذك ــر املصـ ــادر األجنبيـ ــة ال ــيت باللغ ــة‬
‫الفرنسية أو االجنليزية إذا ُوجدت وينقلهــا يف أغلب األحيــان كمــا هي ويظهــر ذلــك يف‬
‫أنــه يستشــهد مبؤلفاتــه الــيت هلا عالقــة بــاليت ينقــل إليهــا‪ ،‬ويتّضــح املثــال يف ذلــك يف كتابــه‬
‫املشهور (خطط الكوفة وشرح خريطتها)(‪.)1‬‬
‫وأحياناً يذكر اسم صاحب الرأي الذي ينقل رأيــه‪ ،‬وهــذا يف بعض األحيــان‪ ،‬مث‬
‫يســرد الكالم بــدون ذكــر مصــدر صــاحب الــرأي يف كتابــه أو مكــان عثــوره هلذا الــرأي‬
‫وهذا املنهج استعمله كثرياً يف مؤلَّفاته‪ ،‬وخاصة يف حبثه الذي نشـره يف دائــرة املعــارف‪،‬‬
‫بعنـ ـ ـ ــوانـ (التّص وف)(‪ ،)2‬حيث اسـ ـ ـ ــتعمل جـ ـ ـ ــزءًا من هـ ـ ـ ــذا املنهج يف البحث املذكور‬
‫باإلضافة إىل استعماله النقل املباشر وهـو قليـل‪ ،‬هبذا املنهج يكـون ماسـينيون قـد خـالف‬
‫املنهج العلمي ال ــذي س ــار علي ــه الب ــاحثونـ وال ُكتّ ــاب‪،‬ـ وال ــذي يظه ــر يل من ه ــذا املنهج‬
‫الــذي اتّبعــه ماســينيونـ كثــرياً يف أحباثــه هــو منهج بعض املث ّقفني حيث حــاول ماســينيونـ‬

‫() ‪ -‬خطــط الكوفــة وشــرح خريطتهــا لــويس ماســينيون‪ ،‬ترمجة‪ :‬تقى حممــد املصــعيب‪ ،‬حتقيــق‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫كامـل سـلمان اجلبـوري ط‪/1‬عـام‪1399‬ه ‪1979‬م‪ ،‬من منشـورات مجعيـة منتـدى النشـر يف‬
‫النجف‪ -‬العراق‪.‬‬
‫مالحظــة‪ :‬هــذا الكتــاب ألَّفــه باللغــة الفرنســية كمــا ســبق القــول ألن أغلب كتبــه كــان يُؤلفهــا‬
‫بلغتـ ــه‪ ،‬ورغم ذلـ ــك أن هـ ــذا الكت ـ ــاب ك ـ ــان يس ـ ــتعري بعض املعلوم ـ ــات من املص ـ ــادر العربيـ ــة‬
‫والفارسية فهماً وينقلها إىل كتابه دون ذكر مصدر‪ ،‬وأحيانا يذكر وهذا قليل‪.‬‬
‫() – كتــاب‪ :‬التصــوف‪ ،‬بقلم لــويس ماســينيون ومصــطفى عبــد الــرزاق‪ ،‬وهــو ضــمن حبوث‬ ‫‪2‬‬

‫لويس ماسينيون اليت ق ّدمها يف دائرة املعارف اإلسالمية‪ ،‬وقد أخذ مصطفى عبد الرزاق هــذا‬
‫البحث وع ّقب عليــه وعلّــق عليــه بعض آرائــه دعم ـاً آلراء ماســينيون وأخرجــه يف حبث واحــد‬
‫حيمــل امسي لــويس ماســينيون ومصــطفى عبــد الــرزاق‪ ،‬جلنــة ترمجة دائــرة املعــارف اإلســالمية‪،‬‬
‫إبـ ــراهيم خورشـ ــيد‪ ،‬د‪ .‬عبـ ــد احلميـ ــد يـ ــونس‪ ،‬عثمـ ــان عثمـ ــان‪ ،‬دار الكتـ ــاب اللبنـ ــاين‪ ،‬مكتب ــة‬
‫املدرسة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1984 :1‬م‪.‬‬
‫الفــرق وأمساء‬‫مالحظة‪ :‬يف هذا الكتـاب قلّمـا يشـري ماسـينيون إىل مصــادر‪ ،‬إال أنــه يسـرد آراء ِ‬
‫األعالم من علمائهــا مث يُبــدي نظريتــه فيهــا‪ ،‬انظــر موضــوعاً بعنــوان‪( :‬معــىن االحتاد وتطــوره يف‬
‫تاريخ التصوف‪ ،‬من ص (‪.)43-35‬‬
‫تقليــد كبــار العلمــاء واملؤلّفني ال ُقــدامى مثــل شــيخ اإلســالم ابن تيمية رمحه اهلل‪ ،‬ويُسـ ّـمى‬
‫ه ــذا املنهج أيض ــا مبنهج احمل ّققني‪ ،‬فله ــذا املنهج ال ـ ّدقيق ال ــذي اختص ب ــه العلم ــاء الكب ــار‬
‫عُـ ّد شــيخ اإلســالمـ من أكــثر العلمــاء اســتعماالً هلذا املنهج وذلــك لغــزارة علمــه‪ ،‬وثقافتــه‬
‫الباهرة‪ ،‬فكان حُم قِّقاً ُموفَّقاً‪.‬‬
‫ـريب من‬‫ورغم عــدم تــوفّر شــروط مثــل هــذا املنهج يف لــويس ماســينيون وال هــو قـ ٌ‬
‫أهله إال أنه كان يستعمله أحياناً‪.‬‬
‫التصرف‪.‬‬
‫منهجه في النقل غير المباشر المسمى بالنقل مع ّ‬
‫فله أسبابه وهي كالتالي‪:‬‬
‫* رمبا من أســباب اعتمــاد لــويس ماســينيون على النقــل غــري املباشــر مــع التّصــرف‬
‫تشعب املعتقــدات‪،‬ـ حيث كــان مســيحياً بروتســتانتياً يف‬
‫املفرط‪ ،‬هو أ ّن ماسينيون كان ُم ّ‬
‫األصـ ــل وزعم أنـ ــه مسـ ــلم حـ ــىت مسّى نفسـ ــه (محم د عب ده ماس ينيون) وهكـ ــذا ّادعى‬
‫اإلسالم بعقيدة صـوفية شـيعية‪ ،‬وتغَْلغَـل فيهـا بش ٍ‬
‫ـغف‪ ،‬مـع االحتفـاظ ال ّشـديد مبسـيحيته‪،‬‬
‫باإلضـافة إىل أنـه كـان أول قائـد لفكـرة حـوار األديـان فكـان حياول إعطـاء قيمـة ُمضـافة‬
‫لكل دين وعقيدةـ ومذهب‪ ،‬فيصــعبـ بــذلك إجياد مصــادر تــدعم تلــك األفكــار ال ّشـاذة‪،‬‬
‫أكد إبــراهيم مــدكور عنــد وصــفه ماســينيونـ حيث قــال عنــه‪( :‬إن‬‫ص ـ َداقاً لِ َمــا أقــول َّ‬ ‫ِ‬
‫وم ْ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ماس ينيون ه و أك بر مس يحي بين المس لمين وأك بر مس لم بين المس يحيين)‬
‫الدعائــه اإلســالم من أجــل خيانــة املســلمني‪،‬‬
‫ومُي كنــين تســمية ماســينيون بالرجــل اخلائن ّ‬
‫ـروج‬
‫دائما يلتف حول املرت ّدين الذين أمجع السلف الصاحل على ُكفــرهم ويُـ ّ‬ ‫حيث كان ً‬
‫آراءهم من أج ــل إفس ــاد عقائ ــد املس ــلمني‪ ،‬وأمث ــاهلم (الحس ين بن منص ور المع روف‬
‫بالحالج) فقد أرسل رســالة ِسـِّرية إىل األب الكـرملي بتـاريخ السـادس عشـر من أيلــول‬
‫عــام ‪1909‬م يقــول لــه فيهــا‪( :‬لم انت ه بع د من عملي عن الحالج أرغب ب أن أض ع‬
‫مبادئه حول ألوهية المسيح غير المتوقعة في اإلسالم تحت الضوء‪ ،‬هذه المبادئ‬
‫امتالء روحي اً كي ال يظل‬
‫ً‬ ‫التي ولدت لديه من حاجة إلى مرشد معصوم‪ ،‬يمتلك‬

‫() – موسوعة املستشرقني‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)89‬‬ ‫‪1‬‬


‫الص ليب من‬
‫ش ٍّع على ّ‬
‫في الط رق الص وفية‪ ،‬إنه ا مب ادئ ُمثاب ة من قب ل م وت ُم َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫الواضح إنها كانت مشتهاة‪..‬الخ)‬
‫وقــد عابــه كثــريٌ من البــاحثني يف هــذا‪ ،‬حــىت بَيِن َع ِقيدتِـ ِـه املســيحية حيث رأوا أنــه‬
‫توجهـاهتم كأمـة مسـيحية حُمْتَ ِفظـة باسـتقاللية‬ ‫كان حياول إجياد املستحيل الذي ال يدعم ّ‬
‫عقيدهتا(‪.)2‬‬
‫* إذاً ففي هـ ــذه احلاالت املذكورة سـ ــيكونـ منهجي يف توثيـ ــق أقـ ــوال ماسـ ــينيونـ‬
‫وآرائه من كتب الشيعة بعبارة (موارد ماسينيون من كتب الشيعة) مث أذكــر املصــادر‬
‫الشيعية اليت نقل منها باإلضـافة إىل العبــارات الـيت أوردهــا من كتبهم هــذا إذا ثبت نقلــه‬
‫من مصـ ــدر شـ ــيعي ُمعنَّي وتوثيق ـ ـهـ ذلـ ــك‪ ،‬أمـ ــا إذا مل يُشـ ــري إىل مصـ ــدر وال وثَّ َق عبارت ــه‬
‫مبصـ ــدر شـ ــيعي فسـ ــيتم البحث عن نظـ ــري األفكـ ــار واآلراء العقديـ ــة الـ ــواردة يف مص ــادر‬
‫الش ــيعة لكي أُثبتـ للق ــارئ الك ــرمي م ــدى استنس ــاخ ل ــويس ماس ــينيونـ لآلراء واألفك ــار‬
‫الشــيعية والعقديــة حــىت يتسـىّن لنــا إدراك أن مــا نُســب ملاســينيونـ يف التشــيع أو التصــوف‬
‫إمنا هـ ــو حقيقـ ــة وليس هُت مـ ــة‪ ،‬فعندئـ ـ ٍـذ يكـ ــون توثيـ ــق آراء ماسـ ــينيون من كتب الشـ ــيعةـ‬
‫نماذج من موارد لويس ماسينيون من كتب الشيعة) مث أذكــر نظــراء آرائــه‬ ‫بعبــارة ( ِ‬
‫الــواردة يف كتب الشــيعة ســعياً وراء املطابقــة لنظريــات ماســينيونـ املستنســخة من كتب‬
‫الشيعة املختلفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬ماس ــينيون يف بغ ــداد من االهت ــداء الص ــويف إىل اهلداي ــة الكولونيالي ــة‪ ،‬لعلي ب ــدر‪ ،‬ص (‬
‫‪ ،)88‬ط‪2/2010‬م املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت – لبنان‪.‬‬
‫() – شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬وهو عبارة عن جمموعة حبوث لــويس‬ ‫‪2‬‬

‫ماسينيون اجلامعة‪ ،‬مجعها وكتبها وقام برتمجتها عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ط‪:2‬ـ ‪1964‬م‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار النهضـ ــة العربيـ ــة‪( .‬تـ ــرقيم الصـ ــفحات بـ ــاحلروف‪ ،‬ص"يـ ــه")‪ ،‬مالحظـ ــة‪ :‬بعض صـ ــفحات‬
‫الكتاب ُمَرقَّمة باحلروف‪.‬‬
‫توطئة الفصل الثّاني‬
‫من املعلــوم أيهــا املســلم الكــرمي أنــه من املهم أن نعلم مــا هي العالقــة الــيت بني كـ ٍـل‬
‫من الشـ ــيعة وبني املستش ـ ـرقني لنكن على ح ــذر منهم‪ ،‬ومل تكن هـ ــذه العالقـ ــة إال حماول ــة‬
‫حثيث ــة أن يصـ ـرفوا املس ــلمني عن دينهم احلنيف وعن عقي ــدهتم الص ــحيحة املس ــتمدة من‬
‫الكت ــاب والس ــنة‪ ،‬ف ــإن الش ــيعة واح ــدة من ِ‬
‫الفــرق ال ــيت تعم ــل جنب ـاً إىل جنب م ــع أع ــداء‬
‫اإلســالم كاملستشـرقني من أجــل حتقيــق هــذا اهلدف املكيــد الــذي يهــدف إىل إجياد ال ُفرقــة‬
‫بني األمــة احملمديــة عن طريــق القــدح يف ســلفها الصــاحل وهم الصــحابة رضـوان اهلل عليهم‬
‫قس موا‬‫ال ـ ــذين اخت ـ ــارهم اهلل تع ـ ــاىل ملؤازة نبيّن ـ ــا ومناصـ ـ ـرته وكبح مجاح مناوئي ـ ــه‪ ،‬حيث ّ‬
‫الصحابة إلى قسمين‪:‬‬ ‫ّ‬
‫حيث ّادع ـوا يف القس ــم األول حمبتهم‪ ،‬وحمب ــة آل ال ــبيت ومناص ـرهتم وال ـ ّدفاع عنهم‬
‫ُمتّخــذين ذلــك وســيلةً للطّعن يف القســم الثــاين من الصــحابة وإثــارة ال ّشـبهات حــول هــذه‬
‫الرسالة بدعوى الدفاع عن أهل البيت‪ ،‬واتّبعوا يف ذلك وسائل شىّت ‪:‬‬
‫* تشــويه صــورة اإلســالم من خالل الطعن يف الصــحابة الــذين نقل ـوا إلينــا نصــوص‬
‫الدين بكل أمانة وصدق بدعوى عدم عدالة بعضهم‪.‬‬
‫ـحتها‪ ،‬وعلى رأســها دعـواهم‬ ‫* حماولــة االحنراف مبصــادر املســلمني بــدعوى عــدم صـ ّ‬
‫اخلط ــري يف الق ــول بتحري ــف الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬وق ــد ألَّفـ ـوا يف ذل ــك كتابـ ـاً وتـ ـوىَّل كَِبـ َـر ذل ــك‬
‫(حس ين الن وري الطبرسي) ومسّى كتاب ــه بـ ـ (فص ل الخط اب في تحري ف كت اب رب‬
‫األرباب)‪.‬‬
‫* الكيد لألمة اإلسالمية يف خمتلف العصور‪.‬‬
‫وروج ـ ـوا هلا يف أحناء العـ ــامل‬
‫* قـ ــام أعـ ــداء اإلسـ ــالم وتل ّقـ ـ وا هـ ــذه األفكـ ــار اهلدامـ ــة ّ‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫ـددا قليالً‬
‫ص ـحابة إال عـ ً‬ ‫* وقــد نصــبوا جــام تركــيزهم على التّمســك بــدعاوى ُكفــر ال ّ‬
‫منهم‪ ،‬و الص ــحابة هم رواة ال ــوحي ال ــذين نقل ــوه إلين ــا وحلّل ـوا غم ــوض املس ــائل الش ــرعية‬
‫ح ــىت جتلّى لن ــا ال ــدين وض ــوح الش ــمس يف كب ــدها‪ ،‬فل ــو قُلن ــا ب ُكف ــر ه ــؤالء فال أدري َمن‬
‫ِ‬
‫يكون ـوا لنــا حمل فخــر‪ ،‬وأمــا عُمــدة أكــاذيبهم على الصــحابة يف ذلــك فهي َمن َتـ َـوىّل كرَب‬
‫ذلك من أكابر علمائهم املضلّني ومنهم الكليين على مــا اصــطنعه يف كتابــه الكــايف وفيــه‪:‬‬
‫(حنان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬كان الناس أهل ردة بعد النبي‬
‫صلى اهلل عليه وآله إال ثالثة فقلت‪ :‬ومن الثّالثة؟‬
‫فق ال‪ :‬المق داد بن األس ود وأب و ذر الغف اري و س لمان الفارس ي رحم ة اهلل‬
‫وبركاته عليهم‪.)1()....‬‬
‫قلت‪ :‬وإلثبـ ــات كـ ــذب الشـ ــيعة على ال ّ‬
‫ص ـ ـحابة رض ـ ـوان اهلل عليهم فقـ ــد تض ــاربت‬ ‫ُ‬
‫صـحابة والعيــاذ باهلل‪ ،‬فــالبعض أهنم ثالثــة‬ ‫فيمن مل يكفــر من ال ّ‬ ‫الروايــات ال ِّشـيعية َ‬
‫األقـوال و ّ‬
‫أوردت ذل ـ ــك النص آنفـ ـ ـاً‪ ،‬والبعض أهنم مخس ـ ــة‪ ،‬والبعض اآلخ ـ ــر أهنم أك ـ ــثر من‬ ‫ُ‬ ‫كم ـ ــا‬
‫صـريح‪ ،‬ومن املعلــوم أن تكفـريهم‬ ‫ذلــك!!‪ ،‬فهـذا التّضــارب واإلضــطراب يكشــف كـذهبم ال ّ‬
‫للصحابة رضوان اهلل عليهم هو اجلسر الذي نصبوه للعبور إىل أوساط األمة احملمديــة من‬ ‫ّ‬
‫أج ــل تض ــليلهم باإلض ــافة إىل البواب ــة الثاني ــة ال ــيت دخل ـوا منه ــا للتض ــليل وه ــو عن ك ــل م ــا‬
‫يتعل ــق بأه ــل ال ــبيت حماولني احلص ــول على م ــوطئ ق ــدم وتأيي ــد على ّادع ــاءاهتم الكاذب ــة‬
‫واملثرية لالمشئزاز يف نفس كل مسلم فأسأل اهلل أن يعافينــا من هــذه املخــاطر‪ ،‬فهــل حفــظ‬
‫أحـ ٌد حقــوق أهــل الــبيت عليهم وحقــوق الصــحابة رضـوان اهلل عليهم مثــل مــا اعتــىن أهــل‬
‫السـ ــنة يف احلفـ ــاظ على تلـ ــك احلقـ ــوق ِوفـ ــق النصـ ــوص الشـ ــرعية املسـ ــتمدة من الكتـ ــاب‬
‫والس ــنة‪ ،‬وك ــان حف ــظ أه ــل الس ــنة واجلماع ــة هلذه احلق ــوق يف غاي ــة الوس ــطية ِمن بني ك ــل‬
‫ـؤدي هبم إىل إدخـال‬ ‫ِ‬
‫الفرق املغالية‪ ،‬فإما الغالة اجملاوزون حلدود النصوص الشـرعية وهــذا يُـ ّ‬
‫ص ـرون يف التفري ــط يف حف ــظ حق ــوقهم‬ ‫الب ــدع ال ــيت ليس ــت من ال ــدين يف ح ّقهم‪ ،‬وإم ــا املق ِّ‬
‫ؤدي ذلك إىل التالعب حبقوقهم‪ ،‬أما أهــل الســنة فبالوســط فمــا ثبت بــالنّص الصــحيح‬ ‫ويُ ّ‬
‫فيهم قــابلوه بــالرتحيب قــوالً وعمالً وهــذا مــا ســار عليــه الســلف الصــاحل رمحهم اهلل تعــاىل‬
‫وعلى درهبم نسري واهلل ويل التوفيق‪.‬‬
‫() – األصــول من الكــايف‪ ،‬أيب جعفــر حممــد بن يعقــوب بن إســحاق الكليــين الــرازي‪( ،‬ت‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،246/341-8/245( ،)٣٢٩‬ـ ـ ‪ ‬ناش ـ ــر‪ :‬دار الكتب االس ـ ــالمية نـ ــوبت چ ـ ــاپ‪ :‬چهـ ــارم‬
‫زمس ـ ــتان ‪ 1365‬ت ـ ــرياژ‪ 2000 :‬چ ـ ــاپ از چاپخان ـ ــه حي ـ ــدري آدرس ناش ـ ــر‪ :‬هتران ب ـ ــازار‬
‫ســلطاين ‪ -‬دار الكتب االســالمية‪ .‬وانظــر‪ :‬حبار األنــوار اجلامعــة لــدرر أخبــار األئمــة األطهــار‪،‬‬
‫حمم ـ ـ ـ ــد ب ـ ـ ـ ــاقر اجمللسي‪( ،‬ت ‪ ،)١١١١‬حتقي ـ ـ ـ ــق‪ :‬حمم ـ ـ ـ ــد الب ـ ـ ـ ــاقر البهب ـ ـ ـ ــودي (‪ ،)22/333‬ط‬
‫‪ ١٩٨٣ - ١٤٠٣ /2‬م‪ /‬الناشر‪  :‬مؤسسة الوفاء بريوت – لبنان‪.‬‬
‫ويف هــذا الفصــل الثــاين ســيكونـ الكالم عن أفكــار لــويس ماســينيونـ يف الصــحابة‬
‫واليت استنسخها من كتب الشيعة‪،‬ـ وتبنّاها رأيـاً وإعجابـاً وعقيــد ًة‪،‬ـ وأمــا املنهج املعمــول‬
‫بــه هنــا كمــا ســبق فســيكون توثيــق أفكــار وآراء لــويس ماســينيونـ الــيت أدىل هبا حبثـاً عن‬
‫نماذج من موارد لويس ماسينيون من كتب‬ ‫نظرياهتا من كتب الشــيعة على قاعــدة ( ِ‬
‫الشيعة) الــيت ســلف القــول عنهــا نظــراً لعــدم اهتمامــه بالنقــل املباشــر والتوثيــق مبا ينقلهــا‬
‫من معلومـ ــات من كتب الش ـ ــيعة‪ ،‬وسـ ــكوتهـ الغـ ــالب عن م ـ ــا ينقـ ــل منهـ ــا من مصـ ــادر‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫الص‪8‬حابة‬
‫المبحث األول‪ :‬م‪88‬وارد ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون من كتب الش‪88‬يعة في ّ‬
‫واألئمة‪ ،‬وتحته ستة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الصحابة واألئمة‪.‬‬
‫الص حابي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مثال على ما ذكره لويس ماسينيون عند حديثه حول ّ‬
‫(األشعث بن قيس الكندي) رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون في الني ل من الص حابي‬
‫(جرير بن عبد اهلل البجلي) رضي اهلل عنه والقول بلعنه‪.‬‬
‫المطلب الراب""ع‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون في الني ل من الص حابي‬
‫(س ّماك بن مخرم ة اله الكي األس دي) رض ي اهلل عن ه وزعم ه خيانت ه لعلي بن أبي‬
‫طالب رضي اهلل عنه وعدم ُمؤازرته‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون في مزاعم ه أن الص حابي‬
‫(حجر بن عدي الكندي) رضي اهلل عنه كان شيعياً‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬مثال على ما ذكره لويس ماسينيون في زعمه أن الصحابي علي‬
‫وبح ّج ة أن أتباعه الذين اعتنقوا اإلسالم‬
‫بن أبي طالب رضي اهلل عنه كان شيعياً‪ُ ،‬‬
‫بفعل دعوته كانوا شيعة‪ ،‬وهم قبيلة (همدان) اليمنية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الصحابة واألئمة‬
‫تعريف الصحابة لغة‪:‬‬
‫ق ال الج وهري‪ :‬والصـ ـ ــحابة بـ ـ ــالفتح‪ :‬األصـ ـ ــحاب‪ ،‬وهي يف األصـ ـ ــل مص ـ ــدر‪،‬‬
‫ص ـ َحْبتُهُ ال ّش ـيء‪ :‬جعلت ــه ل ــه ص ــاحباً‪ ،‬واستص ــحبته الكت ــاب وغ ــريه‪ ،‬وك ــل ش ــيء الءم‬
‫وأ ْ‬
‫شيئاً فقد استصحبهـ(‪.)1‬‬
‫قال الفيروز آبادي‪ :‬استصحبه‪ :‬أي دعاه إىل الصحبة والزمه(‪.)2‬‬
‫السنة‪:‬‬
‫الصحابي في اصطالح أهل ّ‬
‫تعريف ّ‬
‫الصحايب اصطالحاً فقد اختلف العلماء يف ذلك على أقوال منها‪:‬‬
‫وأما تعريف ّ‬
‫ق ال س عيد بن المس يب‪ :‬ال ّ‬
‫ص ـحابة ال نع ــدهم إال من أق ــام م ــع رس ــول اهلل ‪‬‬
‫سنة أو سنتني وغزا معه غزوة أو غزوتني(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬أبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوهري الفــارايب (ت‪:‬‬
‫‪393‬ه ــ)‪ ،‬حتقي ــق‪ :‬أمحد عب ــد الغف ــور عط ــار‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار العلم للماليني – ب ــريوت‪ ،‬ط‪،4/‬‬
‫‪1407‬هـ‍ ‪1987 -‬م‪ -1/161( ،‬مادة‪ :‬صحب)‪ ،‬وانظر‪ :‬خمتار الصحاح‪ ،‬زين الــدين أبــو‬
‫عب ــد اهلل حمم ــد بن أيب بك ــر بن عب ــد الق ــادر احلنفي ال ــرازي بتحقي ــق‪ :‬يوس ــف الش ــيخ حمم ــد‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬املكتبة العصرية ‪ -‬الـدار النموذجيـة‪ ،‬بـريوت – صــيدا‪ ،‬ط‪:5‬ـ ‪1420‬ه‪)1/173( ،‬‬
‫باختصـ ـ ــار‪ ،‬وانظـ ـ ــر لسـ ـ ــان العـ ـ ــرب البن منظـ ـ ــور (‪ )7/286‬واملعجم الوسـ ـ ــيط (‪،)1/507‬‬
‫وانظر‪ :‬أيضاً التعريفات للجرجاين (‪.)1/132‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬القــاموس احمليــط‪ ،‬جمد الـدين أبــو طـاهر حممــد بن يعقــوب الفــريوز آبــادى‪ ،‬حتقيــق‪ :‬مكتب‬
‫العرقسوسـ ــي‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬مؤسس ــة‬
‫ُ‬ ‫حتقيـ ــق الـ ــرتاث يف مؤسسـ ــة الرسـ ــالة‪ ،‬بإشـ ــراف‪ :‬حممـ ــد نعيم‬
‫الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬ط‪1426 :8‬ه‪.)1/104( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬الكفايــة يف علم الروايــة‪ ،‬أليب بكــر أمحد بن علي بن ثــابت بن أمحد بن مهــدي اخلطيب‬
‫البغـ ــدادي (ت‪463 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬أبـ ــو عبداهلل السـ ــورقي‪ ,‬إبـ ــراهيم محدي املدين‪ ،‬الناش ــر‪:‬‬
‫املكتبــة العلميــة ‪ -‬املدينــة املنــورة‪ ،‬ص (‪ )50‬وانظــر أيض ـاً الكتــاب‪ :‬أســد الغابــة‪ ،‬أبــو احلســن‬
‫علي بن أيب الكرم حممد بن حممد بن عبد الكرمي بن عبد الواحد الشيباين اجلزري‪ ،‬عز الدين‬
‫ابن األثري‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر – بريوت‪ ،‬عام النشر‪1409 :‬هـ ‪1989 -‬م (‪.)1/18‬‬
‫وتعريــف ســعيد بن املســيبـ هــذا تعقبــه احلافــظ ابن حجــر بقولــه‪( :‬والعم ل على‬
‫الص حابة لم يجتمع وا‬
‫خالف ه ذا الق ول؛ ألنهم اتّفق وا على ع د جم ع جم من ّ‬
‫بالنّبي ‪ ‬إال في حجة الوداع)(‪.)1‬‬
‫والتعريف الصحيح املعتمد هــو مــا قـرره احلافـظ ابن حجـر بقولـه‪( :‬وأصح ما وقفت‬
‫عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي ‪ ‬مؤمناً به ومات على اإلسالم)‪.‬‬
‫ـارحا التعري ـ ــف‪( :‬في دخل فيمن لقي ه من ط الت مجالس ته ل ه أو‬
‫مث ق ـ ــال ش ـ ـ ً‬
‫قصرت‪ ،‬ومن روى عنه أو لم يرو‪ ،‬ومن غزا معه أو لم يغز‪ ،‬ومن رآه رؤية ولو‬
‫لم يجالس ه‪ ،‬ومن لم ي ره لع ارض ك العمى‪ ،‬ويخ رج بقي د اإليم ان من لقي ه ك افراً‬
‫ول و أس لم بع د ذل ك إذا لم يجتم ع ب ه م رة أخ رى وقولن ا‪" :‬ب ه" يخ رج من لقي ه‬
‫مؤمن اً بغ يره كمن لقي ه من مؤم ني أه ل الكت اب قب ل البعث ة‪ ،‬وي دخل في قولن ا‪:‬‬
‫"مؤمناً به" كل مكلف من الجن واإلنس… وخرج بقولنا‪" :‬مات على اإلسالم"‬
‫من لقيه مؤمن اً به ثم ارتد ومات على ردته والعياذ باهلل… ويدخل فيه من ارتد‬
‫وعاد إلى اإلسالم قبل أن يموت سواء اجتمع به ‪ ‬مرة أخرى أم ال وهذا هو‬
‫الصحيح المعتمد)(‪.)2‬‬
‫السنة والجماعة‪:‬‬
‫تعريف اإلمامة عند أهل ّ‬
‫اإلمام ة في اللّغ ة‪ :‬هي مص ــدر الفع ــل(أم) واإلم ــام ه ــو م ــا ي ــؤمت ب ــه‪ ،‬ومن ــه قي ــل‬
‫للطريــق إمــام وللبنــاء إمــام ألنــه يــؤمت بــذلك‪ ،‬أي يهتــدي بــه الســالك‪ ،‬والنــيب ‪ ‬إمــام‬
‫الرعيــة‪ ،‬والقــرآن إمــام املســلمني ‪ ،‬وإمــام كــل شــيء قيمــه واملصــلح‬
‫األئمــة واخلليفــة إمــام ّ‬
‫له(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬فتح الباري البن حجر العسقالين(‪.)7/4‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬اإلصـ ـ ــابة يف متيـ ـ ــيز الصـ ـ ــحابة‪ ،‬أبـ ـ ــو الفضـ ـ ــل أمحد بن علي بن حممـ ـ ــد بن أمحد بن حج ـ ــر‬
‫العس ــقالين‪ ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬عـ ــادل أمحد عب ــد املوج ــود وعلى حممـ ــد مع ــوض‪،‬ـ الناشـ ــر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية – بريوت‪ ،‬ط‪1415 :1‬ه (‪ ،)1/159‬فصل األول يف تعريف الصحايب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬مسـ ــؤولية إمـ ــام املسـ ــجد‪ ،‬علي بن حسـ ــن بن ناصـ ــر عسـ ــريي‪ ،‬ط‪ :1‬ـ ـ ‪1419‬ه‪ ،‬وزارة‬
‫الشــئون اإلســالمية واألوقــاف والــدعوة واإلرشــاد اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ص (‪ )4‬وانظــر‬
‫واص طالحا‪ :‬هي من يصـ ــح االقتـ ــداء بـ ــه يف الصـ ــالة‪،‬ـ أو هي ربـ ــط صـ ــالة املؤمت‬
‫باإلمام‪ ،‬وتطلق على اإلمامــة الكــربى‪ ،‬وهي اخلالفــة أو امللــك أو رئاســة الدولــة‪ ،‬وتطلــق‬
‫على العــامل املقتـدى بــه فيقــال إمـام احملدثني‪ ،‬وإمــام الفقهــاء‪ ،‬واإلمـامـ ملا كـان هـو القـدوة‬
‫للناس لكوهنم يأمتون به‪ ،‬ويهتدون هبديه أطلق عليه هذا اللفظ(‪.)1‬‬
‫شيعة‪:‬‬
‫الصحابي في اصطالح ال ّ‬
‫تعريف ّ‬
‫ال خيـفـىـ عـلـىـ اـملـس ـ ـلـمـ عـ ـ ـدـاـوـةـ اـلـ ّـش ـ ـيـعـةـ لـلـصـ ـ ـحـاـبـةـ رـضـ ـ ـوـاـنـ اـهللـ عـلـيـهـمـ وـاـلـق ـ ـوـلـ‬
‫صـحـاـبـةـ نـوـعـاًـ مـنـ اـلـتّـعـبّـدـ مـاـ ال يـرـضـىـ بـهـ اـهللـ وـال‬
‫بـ ُكـفـرـهـمـ بـلـ اـخّت ذـوـاـ اـلـقـوـلـ بـ ُكـفـرـ اـلـ ّ‬
‫رـسـ ـ ـوـلـهـ ‪ ‬فـعـلـىـ هـ ـ ـذـاـ اـملـنـهـجـ اـالحنرـاـيفـ اـلـ ـ ـذـيـ تـبـنّـ ـ ـاـهـ اـلـشـ ـ ـيـعـةـ يفـ عـقـيـ ـ ـدـهتمـ حـ ـ ـوـلـ‬
‫اـلـصـ ـحـاـبـةـ فـقـ ـدـ جـ ـاـءـ تـعـ ـرـيـفـهـمـ لـلـصـ ـحـاـبـةـ تـعـرـيـفـ ـاًـ وـصـ ـفـيـاًـ ال اـصـ ـطـالـحـيـاًـ عـلـمـيـ ـاًـ كـمـ ـاـ‬
‫وـض ـعـ عـلـم ـاـءـ أـه ـلـ اـلـس ـنـةـ وـاـجلـمـاـع ـةـ قـوـاـع ـدـ لـلـتـعـرـي ـفـ هبـمـ رـض ـوـاـنـ اـهللـ عـلـيـهـمـ فـإـلـي ـكـ‬
‫أـيـهـاـ اـلـقـاـرـئـ آـرـاـءـهـمـ يفـ مـفـهـوـمـ اـلـصـحـاـيبـ أـوـ اـلـصـحـاـبـةـ‪:‬ـ‬
‫الشيعي يف وصف تعريــف أهــل الســنة للصـحابة رضــوان اهلل‬
‫يقول صاحل الورداين ّ‬
‫عليهم‪ :‬بعنوانـ ( ّ‬
‫الصحابة عند الشيعة)‪:‬‬
‫كبيرا ألهل السنة‪ ،‬حيث أن‬
‫استفزازا ً‬
‫ً‬ ‫(يُ ِّ‬
‫شكل موقف الشيعة من الصحابة‬
‫الشيعة ال تعطي لهذه المسألة أهمية كبيرة وتعتبرها مسألة عادية ينطبق عليها ما‬
‫ينطب ق على المس لمين‪ ،‬أي أنه ا ال تم يز الص حابة ذل ك التمي يز ال ذي يم يزه أه ل‬
‫الس نة بحيث يرفع ونهم ف وق المس لمين‪ ،‬وتعتق د أن فيهم المس يء والمص لح‬
‫شقي والصدوق والكذوب)(‪.)2‬‬
‫والطائع والعاصي والمؤمن والمنافق والتقي وال ّ‬

‫تفس ــري الط ــربي ‪ ،19/34‬وفتح الق ــدير للش ــوكاين‪/1 ،‬ـ ـ ‪137‬واملف ــردات يف غ ــريب الق ــرآن‬
‫لألصفهاين ص (‪ )24‬والصحاح للجوهري (‪.)5/1865‬‬
‫‪1‬‬
‫() – انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬مسؤولية إمام املسجد‪ ،‬علي بن حسن بن ناصر عســريي‪ ،‬ص (‬
‫‪.)5‬‬
‫() ‪ -‬عقائ ــد الس ــنة وعقائ ــد الش ــيعة‪ ،‬التق ــارب والتباعد‪ ،‬ص ــاحل ال ــورداين‪( ،‬ص‪ )197‬ط‪/1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1419‬ه‪1999-‬م‪ ،‬الغدير– بريوت لبنان‪.‬‬


‫ويقول الورداين أيضاً‪( :‬وفكرة عدالة الصحابة مرفوضة عند الشيعة بصورتها‬
‫العمومي ة ال تي يتبناه ا أه ل الس نة كم ا أن التعري ف الع ائم ال ذي يتبنون ه ح ول‬
‫الصحابة مرفوض أيضا)(‪.)1‬‬
‫ويق ـ ــول الس ـ ــيد حمس ـ ــن األمني‪(:‬حكم الص حابة في العدال ة حكم غ يرهم وال‬
‫الص حبة وهي لقاء النبي صلى اهلل عليه وآله مؤمنا به‬
‫يتحتّم الحكم بها بمجرد ُّ‬
‫ومات على اإلسالم ‪ -‬على ما قال ابن حجر أنه أصح ما وقف عليه في تعريف‬
‫الص حابي ‪ -‬وإن ذل ك ليس كافي ا في ثب وت العدال ة بع د االتف اق على ع دم‬ ‫ّ‬
‫فم ْن َعلِ ْمن ا عدالت ه َح َك ْمن ا به ا وقَبِلن ا روايت ه‬
‫العص مة المانع ة من ص دور ال ذنب‪َ ،‬‬
‫ولزمنا له من التعظيم والتوقير بسبب شرف الصحبة ونصرة اإلسالم والجه اد في‬
‫سبيل اهلل ما هو أهله‪ ،‬ومن علمنا منه خالف ذلك لم تقبل روايته أمثال مروان بن‬
‫الحكم والمغ يرة بن ش عبة والولي د بن عقب ة وبس ر بن أرط أة وبعض ب ني أمي ة‬
‫وأعوانهم ومن جهلنا حاله في العدالة توقفنا في قبول روايته)(‪.)2‬‬
‫ويق ــول الش ــيخ الس ــبحاين‪( :‬وال يخفى أن التوس ع في مفه وم الص حابي على‬
‫الوج ه ال ذي عرفت ه في كلماتهم ‪ -‬أه ل الس نة ‪ -‬مما ال تس اعده اللغ ة والع رف‬
‫الع ام فال تص دق على من ليس ل ه ح ظ إال الرؤي ة عن بعي د أو س ماع الكالم أو‬
‫المكالم ة أو المحادث ة ف ترة يس يرة أو اإلقام ة مع ه زمنً ا قليالً‪ ،‬وأظن أن في ه ذا‬
‫التبسيط والتوسع غاية سياسية‪ ،‬فأرادوا بهذا التبسيط صرف النصوص الواردة‬
‫عن ردة ثلة من الصحابة إلى األعراب وأهل البوادي الذين لم يكن لهم حظ من‬
‫الصحبة إال اللقاء القصير بينما هذه النصوص راجعة إلى الذين كانوا مع النبي‬
‫ومساءا)(‪.)3‬‬
‫ً‬ ‫صباحا‬
‫ونهارا‪ً ،‬‬
‫ليالً ً‬
‫() – املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ‪ -‬عقائــد الســنة وعقائــد الشــيعة‪ ،‬التقــارب والتباعد‪ ،‬صــاحل الــورداين‪ ،‬ص (‪)198-197‬‬ ‫‪2‬‬

‫ط‪/1‬ـ ‪1419‬ه‪1999-‬م‪ ،‬الغــدير– بــريوت لبنــان‪ ،‬نقالً من كتــاب‪( :‬أعيــان الشـيعة‪ :‬حملســن‬
‫األمني‪ ‬ج ‪ ١‬ق ‪.)٢‬‬
‫() ‪ -‬مف ــاهيم الق ــرآن تفس ــري موض ــوعي يبحث ح ــول اآلي ــات ال ــواردة يف التوحي ــد والش ــرك‬ ‫‪3‬‬

‫حماضـ ــرات‪ :‬الش ـ ــيخ جعفـ ــر الس ـ ــبحاين بقلم‪ :‬جعفـ ــر اهلادي‪( ،‬ج‪ /5‬بـ ــدون تـ ــرقيم‪ ،‬الناشـ ــر‪:‬‬
‫ويـ ـ ــربز املوسـ ـ ــوي حقـ ـ ــده على الصـ ـ ــحابة رضـ ـ ــوان اهلل عليهم فيقـ ـ ــول‪( :‬ه ؤالء‬
‫الس نة ميزة زائدة على جميع المسلمين‪ ،‬إنها ميزة‬
‫الصحابة قد أعطاهم إخواننا ُّ‬
‫العدال ة المطلقة لك ل من اتص ف أن ه ص حابي مهم ا عم ل من الموبق ات وارتكب‬
‫الص حبة قد هدمت كل شانئة وغفرت كل جرم فال‬ ‫من الجرائم والمخازي‪ ،‬إ ّن ُّ‬
‫بالص حبة أو لِ َم ْن حم ل اس م‬
‫يج وز في المنط ق أن تق ول لم اذا؟ لمن اتّص ف ُّ‬
‫الص حبة إنه ا اس م إلنس ان م برأ من جمي ع ال ُّذنوب مع دل بص بغة اللَّحظ ة ال تي‬ ‫ُّ‬
‫اكتس بها أو الح ديث ال ذي س معه من الن بي ص لى اهلل علي ه وآل ه‪ ،‬ثم إن ه بع د‬
‫ور وأعطيت لهم امتي ازات لم تع ط ألح د من‬ ‫ت أم ٌ‬ ‫إعط ائهم ه ذه العدال ة َت َرَّتبَ ْ‬
‫الناس)(‪.)1‬‬
‫ويقـ ــول الـ ــورداين أيض ـ ـاً‪( :‬فالخلف اء الثالث ة في نظ ر الش يعة يحمل ون الق در‬
‫األكبر من االنحراف الذي حدث بعد وفاة الرسول صلى اهلل عليه وآله)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬وأمـ ــا عُمـ ــدة الشـ ــيعة فهي ُمتّكئـ ــة على مـ ــا يفرتونـ ــه على أيب جعفـ ــر وال ــيت‬
‫ُ‬
‫أوردهــا الكليــين يف الكــايف وفيــه‪( :‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬كان الناس أهل‬
‫ردة بع د الن بي ص لى اهلل علي ه وآل ه إال ثالثة فقلت‪ :‬ومن الثّالث ة؟ فق ال‪ :‬المق داد‬
‫بن األسود وأبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة اهلل وبركاته عليهم ثم‪)....‬‬
‫(‪. ) 3‬‬

‫مؤسسة االمام الصادق عليه السالم ط‪1430 :5/‬ه)‪.‬‬


‫() ‪ -‬عقائ ــد الســنة وعقائ ــد الشــيعة‪ ،‬التق ــارب والتباعد‪ ،‬ص ــاحل ال ــورداين‪ ،‬ص (‪ )199‬ط‪/1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1419‬ه‪1999-‬م‪ ،‬الغدير– بريوت لبنان‪.‬‬


‫() – املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – األصــول من الكــايف‪ ،‬أيب جعفــر حممــد بن يعقــوب بن إســحاق الكليــين الــرازي‪( ،‬ت‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،246/341-8/245( ،)٣٢٩‬ـ ـ ‪ ‬ناش ـ ــر‪ :‬دار الكتب االس ـ ــالمية نـ ــوبت چ ـ ــاپ‪ :‬چهـ ــارم‬
‫زمس ـ ــتان ‪ 1365‬ت ـ ــرياژ‪ 2000 :‬چ ـ ــاپ از چاپخان ـ ــه حي ـ ــدري آدرس ناش ـ ــر‪ :‬هتران ب ـ ــازار‬
‫ســلطاين ‪ -‬دار الكتب االســالمية‪ .‬وانظــر‪ :‬حبار األنــوار اجلامعــة لــدرر أخبــار األئمــة األطهــار‪،‬‬
‫حمم ـ ـ ـ ــد ب ـ ـ ـ ــاقر اجمللسي‪( ،‬ت ‪ ،)١١١١‬حتقي ـ ـ ـ ــق‪ :‬حمم ـ ـ ـ ــد الب ـ ـ ـ ــاقر البهب ـ ـ ـ ــودي (‪ ،)22/333‬ط‬
‫‪١٩٨٣ - ١٤٠٣ /2‬م‪ /‬الناشر‪  :‬مؤسسة الوفاء بريوت – لبنان‪.‬‬
‫وأحســن شــيخ اإلســالم ابن تيمية رمحه اهلل يف الـ ّـرد عليهم حيث قــال‪( :‬وأما من‬
‫جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول اهلل ‪ ‬إال نفرا قليال ال يبلغون‬
‫بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا ال ريب أيضا في كفره فإنه مكذب‬
‫لما نصه القرآن في غير موضع‪ :‬من الرضى عنهم والثناء عليهم بل من يشك في‬
‫كفر مثل هذا فإن كفره متعين فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة‬
‫وخيرها هو القرن‬ ‫(‪) 1‬‬
‫كفار أو فساق وأن هذه األمة التي هي‪ :‬ﭽ" ﭞ" ﭟ" ﭠ" ﭡﭼ‬
‫األول ك ان ع امتهم كف ارا أو فس اقا ومض مونها أن ه ذه األم ة ش ر األمم وأن‬
‫س ابقي ه ذه األم ة هم ش رارها وكف ر ه ذا مم ا يعلم باالض طرار من دين اإلس الم‬
‫ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيء من هذه األقوال فإنه يتبين أنه زنديق وعامة‬
‫الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم)(‪.)2‬‬
‫شيعة‪:‬‬
‫تعريف اإلمامة في اصطالح ال ّ‬
‫ح ــاول حمس ــن اخلزازي ال ّشـ ـيعيـ حص ــر مع ــىن اإلمام ــة بك ــل م ــا ل ــه عالق ــة بعقائ ــد‬
‫الشيعة فقال‪:‬‬
‫(فإن اإلمامة عند الشيعة هي الخالفة الكلية اإللهية التي من آثارها واليتهم‬
‫التّشريعية التي منها اإلمارة والخالفة الظاهرية‪ ،‬ألن ارتقاء اإلمام إلى المقامات‬
‫اإللهية المعنوية يوجب أن يكون زعيما سياسيا إلدارة المجتمع اإلسالمي أيضا‪،‬‬
‫فاإلمام هو اإلنسان الكامل اإللهي العالم بجميع ما يحتاج إليه الناس في تعيين‬
‫مص الحهم ومض ارهم‪ ،‬األمين على أحك ام اهلل تع الى وأس راره‪ ،‬المعص وم من‬
‫ال ذنوب والخطاي ا‪ ،‬المرتب ط بالمب دأ األعلى‪ ،‬الص راط المس تقيم‪ ،‬الحج ة على‬
‫عب اده‪ ،‬المفترض طاعت ه‪ ،‬الالئق القت داء الع ام به والتبعية ل ه‪ ،‬الحاف ظ لدين اهلل‪،‬‬
‫المرج ع العلمي لح ل المعض الت واالختالف ات وتفس ير المجمالت‪ ،‬ال زعيم‬
‫السياس ي واالجتم اعي‪ ،‬اله ادي للنف وس إلى درجاته ا الالئق ة بهم من الكم االت‬

‫() – سورة آل عمران‪ ،‬اآلية (‪.)110‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬الصارم املسلول على شامت الرسول‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد‬
‫السـ ـ ـ ــالم بن عبـ ـ ـ ــد اهلل بن أيب القاسـ ـ ـ ــم بن حممـ ـ ـ ــد ابن تيميـ ـ ـ ــة احلراين احلنبلي الدمشـ ـ ـ ــقي (ت‪:‬‬
‫‪728‬هـ)‪ )587-1/586( ،‬بتحقيق‪ :‬حممد حمي الدين عبــد احلميــد‪ ،‬الناشــر‪ :‬احلرس الوطــين‬
‫السعودي‪،‬ـ اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬ال يوجد‪.‬‬
‫المعنوي ة‪ ،‬الوس يط في ني ل الفيض من المب دأ األعلى إلى الخل ق‪ ،‬وغ ير ذل ك من‬
‫(‪) 1‬‬
‫السمعية)‬
‫شؤون اإلمامة التي تدل عليها البراهين العقلية واألدلة ّ‬

‫() ‪ -‬بداية املعارف اإلهلية يف شرح عقائــد اإلمامية‪ :‬تـأليف آيـة اهلل الشـيخ حممـد رضــا املظفـر‬ ‫‪1‬‬

‫حماض ــرات األس ــتاذ الس ــيد حمس ــن اخلرازي اجلزء الث ــاين‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مؤسس ــة النّش ــر االس ــالمي‬
‫التابعة جلماعة املدرسني بقم ‪-‬إيران‪ )2/9( ،‬ط ‪5/1814‬ه‪.‬‬
‫المطلب الث""اني‪ :‬مث‪88‬ال على م‪88‬ا ذك‪88‬ره ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون عن‪88‬د حديث‪88‬ه ح‪88‬ول‬
‫صحابي (األشعث بن قيس الكندي) رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫نتج اعتماد لويس ماسينيون على املوارد الشـيعيةـ إىل تبجيـل بعض الصـحابة وهم‬
‫ال ــذين ي ــزعم الش ــيعة أهنم ك ــانوا أتب ــاع وش ــيعة علي رض ــي اهلل عن ــه‪ ،‬مقاب ــل الني ــل من‬
‫اآلخ ـ ــرين حس ـ ــب رؤي ـ ــة عقدي ـ ــة ش ـ ــيعية وردت يف مص ـ ــادرهم‪ ،‬فق ـ ــد ن ـ ــال الشـ ــيعةـ من‬
‫الصـ ــحايب األشـ ــعثـ بن قيس رضـ ــي اهلل عنـ ــه بكـ ــل صـ ــفات ال ـ ـ ّذم‪ ،‬من ال ّش ـ ـتم وال ّسـ ـب‬
‫واللّعن‪ ،‬وكــذلك اتّبــع ماســينيونـ نفس املنهج الشــيعيـ فنــال منــه وقــال بلعنــه وعلّــق على‬
‫سبب لعنه القول خبيانته علياً رضي اهلل عنه يف وقعة ص ّفني نقالً من مصادر الشــيعة من‬
‫غري أن يبـوح باملصـدر الـذي اعتمـد عليـه بالتحديـد‪ ،‬واملثـال على ذلـك يقـول ماسـينيون‬
‫يف سبب لعنه‪...( :‬لخيانته في ص ّفين)(‪.)1‬‬
‫صحابة‬
‫سبب لعن الشّيعة ولويس ماسينيون لهؤالء ال ّ‬
‫إن سبب لعن الشيعة وماسينيون هؤالء الصحابة يرجع إىل الروايات الشيعية‬
‫اليت وردت يف كتب الشيعة‪ ،‬خبيانتهم لعلي بن أيب طالب رضي اهلل عنه يوم ص ّفني‪،‬‬
‫وقد اعتقد ماسينيونـ هذا االعتقاد الكاذب وأورده يف كتابه من دون ذكر املصدر‬
‫الشيعي الذي نقل منه‪ ،‬فقد وردت تلك الرواية الشيعية يف حبار األنوارـ للمجلسي‪،‬‬
‫الصحابة حيث يعتقد الشيعة أهنم كانوا َخ َونَة لعلي رضي اهلل‬
‫وصف هلؤالء ّ‬
‫ٌ‬ ‫وهي‬
‫عنه‪ ،‬ولعنوهمـ وسبّوهم عن طريق مساجد بالكوفة وهي منسوبة إىل هؤالء الصحابة‪.‬‬
‫الرواية في البحار‪:‬‬
‫وإليك ّ‬
‫( عن خالد بن عرعرة قال‪ :‬سمعت علياً عليه السالم يقول‪ :‬إن بالكوفة‬
‫مساجد مباركة ومساجد ملعونة‪......‬أما المساجد الملعونة‪ :‬فمسجد األشعث‬
‫بن قيس‪ ،‬ومسجد جرير بن عبد اهلل البجلي‪ ،‬ومسجد ثقيف‪ ،‬ومسجد سماك‪،‬‬
‫ومسجد بالحمرا‪ ،‬بُني على قبر فرعون من الفراعنة)(‪.)2‬‬
‫()– خطــط الكوفــة وشــرح خريطتهــا لــويس ماســينيون‪ ،‬ترمجة‪ :‬تقى حممــد املصــعيب‪ ،‬حتقيــق‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫كامــل ســلمان اجلبــوري ط‪ /1‬عــام ‪1399‬ه ‪1979‬م‪ ،‬ص (‪ ،)118‬من منشــورات مجعيــة‬
‫منتدى النشر يف النجف‪ -‬العراق‪.‬‬
‫() – حبار األنوار اجلامعة لـدرر أخبـار األئمـة األطهـار حملمـد بـاقر اجمللسـي‪ ،‬ط‪ /2‬مصـححة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مؤسسة الوفاء بريوت – لبنان ‪ 1403‬ه‌‪1983 ،‬م‪.)97/438( ،‬‬


‫قلت‪ :‬من أجل هذا ّ‬
‫السبب الْ ُملَفَّق‪ ،‬فقد اعتقدهـ لويس ماسينيون وأورده يف‬ ‫ُ‬
‫كتابه (خطط الكوفة وشرح خريطتها) وفيه يقول لويس ماسينيونـ بعنوانـ‪:‬‬
‫(المساجد الملعونة األربعة) وهي‪:‬‬
‫مسجد ثقيف‪ :‬ألجل املغرية بن شعبة الثقفي‪.‬ـ‬ ‫‪-1‬‬
‫مسجد األشعث بن قيس الكندي‪ :‬خليانته يف صفني‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مسجد جرير بن عبد اهلل البجلي‪ :‬حلياده واعتزاله قبل وقعة ص ّفني‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مسجد سماك بن مخرمة الهالكي األسدي‪ :‬وهو من اهلاربني إىل الرقّة‬ ‫‪-4‬‬
‫قبل ص ّفني(‪.)1‬‬
‫من املالحظ أن أمساء الصحابة رضي اهلل عنهم اليت وردت يف رواية اجمللسي‬
‫جاءت بتمامها عند وصف لويس ماسينيون‪،‬ـ باإلضافة إىل تعليقاته أمام كل اسم عن‬
‫سبب لعن كل صحايب على حدة والعياذ باهلل‪ ،‬حيث حكم ماسينيونـ على هؤالء‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫الصحابة بالنيابةـ عن علماء ّ‬
‫والرد عليهم إن شاء اهلل‪.‬‬
‫وسيأيت تفصيل هذه املسائل يف املطالب الالّحقة ّ‬

‫() ‪ -‬خطط الكوفة وشرح خريطتها لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)118-117‬‬ ‫‪1‬‬
‫نما ِذج من كتب الشيعة في ما ذهب إليه لويس ماسينيون في سبّ الص""حابي‬
‫"األشعث بن قيس الكندي" وبعض األمثلة عليها‬
‫للصدوق(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬الخصال‪ّ :‬‬
‫صـ ـدوق ال ّش ـيعيـ يف كتاب ــه (الخص ال)‪...( :‬واألش عث ه و أش عث بن‬
‫يق ــول ال ّ‬
‫قيس الكن دي من أص حاب رس ول اهلل وأم ير المؤم نين عليهم ا الس الم ارت د بع د‬
‫(‪) 2‬‬
‫النبي صلى اهلل عليه وآله في ردة أهل ياسر ثم صار ملعونًا خارجيًا)‬
‫‪ -2‬شرح أصول الكافي‪ :‬مويل حممد صاحل املازندراين‬
‫(‪) 3‬‬

‫() – كتاب (الخصال) يقـول مصـحح كتـاب اخلصـال علي أكـرب الغفـاري أمـا اخلصـال فهـو‬ ‫‪1‬‬

‫كتـاب مبتكـر يف موضـوعه‪ ،‬فريـد يف بابـه‪ ،‬مفعم باحلقـائق‪ ،‬ملء غضـونه رقـائق‪ ،‬جؤنـة حافلـة‬
‫بنفيس األعالق من طرائـ ــف احلكم وحماسـ ــن األخالق‪ ،‬وفـ ــرائض األحكـ ــام ومالحم األيـ ــام‪،‬‬
‫وعظات وعرب وبيّنات من صحيح األثر مما مل جيمــع مثلــه يف كتــاب‪ ،‬ويقــول أيضـاً‪ :‬واخلصــال‬
‫علوم ــا مجة من مع ــارف االس ــالم وأحك ــام احلالل‬
‫م ــع ص ــغر حجم ــه دائ ــرة مع ــارف حتت ــوي ً‬
‫واحلرام‪ ،‬وغريه ــا مما ال غ ــىن عن ــه ألي فقي ــه أو أديب أو م ــؤرخ أو مفس ــر أو واع ــظ ن ــاطق‪ ،‬أو‬
‫خطيب مصـقع‪ ،‬أو حكيم متألـه‪ ،‬أو سياسـي‪( ،‬انظـر‪ :‬اخلصـال‪ ،‬للصـدوق مقدمـة املصـحح ص‪9‬‬
‫قلت‪ :‬وهــذا مــا يشــري إىل مكانــة كتــاب اخلصــال يف نفــوس الشــيعة وأنــه ال غــىن ألي شــيعي‬ ‫)‪ُ ،‬‬
‫معاص ــر إال أن يك ــون يف حضــنته ومقدم ــة رف ــوف مكتبتــه‪ ،‬والصــحيح عن ــدي أن الكتــاب مبثابــة‬
‫مصــدر فتنــة ملا حيتــوي من املغالطــات العلميـة والتــأويالت الباطنيــة الشـيعية الــيت تصــرف النصــوص‬
‫الشــرعية عن مقاصــدها‪ ،‬فعلى املســلم احلريص على دينــه وعقيدتــه أن يعلن براءتــه من مثــل هــذه‬
‫الكتب اخلطرية‪.‬‬
‫() – اخلص ــال‪ ،‬أب ــو جعف ــر حمم ــد بن علي بن احلس ــني بن موس ــى بن بابوي ــه القمي املش ــهور‬ ‫‪2‬‬

‫ص ـدوق‪( ،‬ت‪381‬ه) حتقي ــق وتص ــحيح‪ :‬علي أك ــرب الغف ــاري‪ ،‬ص‪ 301‬س ــنة الطبع‪١٨ :‬‬ ‫بال ّ‬
‫ذي القعدة ‪١٤٠٣‬ه‪ ١٣٦٢ -‬ش‪.‬‬
‫() – المازندراني‪ ،‬أحــد أعالم الشــيعة اإلماميــة ومن القــائلني بنقص القــرآن الكــرمي والعيــاذ‬ ‫‪3‬‬

‫باهلل‪ ،‬لــه مؤلفــات كثــرية كلهــا ال تقــل خطورهتا عن بقيــة مصــادر الشــيعة اخلطــرة الــيت ألّفهــا‬
‫غُالهُت م‪ ،‬ومن كتب ــه‪ :‬ش ــرح أص ــول الك ــايف‪ ،‬وه ــو ش ــرح ألص ــول الك ــايف للكلي ــين ويُع ـ ّد ه ــذا‬
‫الكتــاب يف مقدمــة كتب الشــيعة ويتص ـ ّدر مجيــع كتب الشــيعة يف احلديث والعقيــدة الشــيعية‪،‬‬
‫ومن أقواله بنقص القرآن‪ ،‬يقـول حممـد صـاحل املازنـدراين يف الكتـاب نفسـه‪ ( :‬وإسـقاط بعض‬
‫القــرآن وحتريفــه ثبت من طرقنــا بــالتواتر معــىن كمــا يظهــر ملن تأمــل يف كتب األحــاديث من‬
‫أوهلا إىل آخرها)‪ ،‬انظر‪( :‬شرح أصول الكايف‪ :‬مويل حممد صاحل املازندراين‪.)11/88 ،‬‬
‫يقول املؤلف عن األشعث رضي اهلل عنه‪( :‬أشعث بن قيس بن الكندي س اكن‬
‫الكوف ة ارت ّد بع د الن بي ص لى اهلل علي ه وآل ه في ردة أه ل ياس ر وزوج ه أب و بك ر‬
‫أخت ه أم ف روه وك انت ع وراء فول دت ل ه محم ًدا وك ان من أص حاب علي علي ه‬
‫الس الم ثم ص ار خارجيً ا ملعونً ا ش ديد الع داوة أله ل ال بيت عليهم الس الم على‬
‫شره بواليتهم ألبي الحسن عليه‬
‫خطر عظيم من سلطان عصرهم فدفع اهلل عنهم ّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫السالم‪ ،‬كما هو المعروف في السير!!)‬
‫‪ -3‬موسوعة اإلمام علي بن أبي طالب (عليه السالم) في الكتاب والسنة‬
‫والتاريخ‪ ،‬حملمد الريشهري(‪.)2‬‬

‫() – شـ ــرح أصـ ــول الكـ ــايف‪ ،‬ملويل حممـ ــد صـ ــاحل املازنـ ــدراين‪( ،‬ت‪1081:‬ه)‪،)9/133( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫حتقيــق‪ ‬مــع تعليقــات‪ :‬املريزا أبــو احلســن الشــعراين‪ /‬ضــبط وتصــحيح ‪ :‬الســيد علي عاشــور‪ ،‬ط‬
‫‪1/1421‬ه‪2000-‬م‪ ،‬دار احياء الرتاث العريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت_ لبنان‪.‬‬
‫وأما عن الكتاب المذكور أعاله‪ :‬إمنا هو شرح ألصول الكايف لصاحبه املعروف بالكليين‪،‬‬
‫وه ــذا الكت ــاب عن ــد الش ــيعة مبثاب ــة ص ــحيح البخ ــاري عن ــدنا "أه ــل الس ــنة" يق ــول حمب ال ــدين‬
‫اخلطيب‪" :‬إن الك ــايف عن ــد الش ــيعة ه ــو كص ــحيح البخ ــاري عن ــد املس ــلمني‪( ،‬أص ــول م ــذهب‬
‫الشيعة اإلمامية االثين عشرية‪ ،‬لناصر بن عبد اهلل القفاري‪.)1/20 ،‬‬
‫ويقول الذهبي رحمه اهلل تعالى‪ :‬وكلمــة احلق واإلنصــاف أنــه لــو تصــفح إنســان أصــول الكــايف‬
‫وكتاب الوايف وغريمها من الكتب اليت يعتمد عليهـا اإلماميـة االثنـا عشـرية لظهـر لـه ان معظم‬
‫ما فيها من األخبار موضوع وضــع كــذب وافــرتاء وكثــري مما روي يف تأويــل اآليــات وتنزيلهــا‬
‫ال يــدل إال على جهــل القائــل وافرتائــه على اهلل ولــو صــح مــا ترويــه هــذه الكتب من تــأويالت‬
‫فاس ــدة يف الق ــرآن ملا ك ــان ق ــرآن وال إس ــالم وال ش ــرف أله ــل ال ــبيت وال ذك ــر هلم‪ ،‬وبع ــد‬
‫فغالب ما يف كتب اإلمامية االثىن عشرية يف تأويل اآليات وتنزيلهــا ويف ظهــر القــرآن وباطنــه‬
‫اسـ ــتخفاف بـ ــالقرآن الكـ ــرمي ولعب بآيـ ــات الـ ــذكر احلكيم وإذا كـ ــان هلم يف تأويـ ــل اآليـ ــات‬
‫وتنزيلها أغالط كثرية فليس من املعقول أن تكــون كلهــا صــادرة عن جهــل منهم بــل املعقــول‬
‫أن بعضــها قـد صــدر عن جهـل والكثــري منهــا صــدر عمــدا عن هــوى ملــتزم وللشــيعة كمــا بينـا‬
‫أهواء التزمتها‪ ،‬انتهى (حقيقة الشيعة "حىت ال ننخدع" لعبد اهلل املوصلي‪.)1/208 ،‬‬
‫المحم دي ال ري ش هري‪ ،‬ولـ ــد الشـ ــيخ ّـ‬
‫احملم ــدي الـ ــري‬ ‫ّ‬ ‫محم د بن إس ماعيل‬
‫() – امسه‪ّ :‬‬
‫‪2‬‬

‫شـ ــهري عـ ــام ‪ 1365‬ه ـ ـ مبدينـ ــة ري غـ ــرب العاصـ ــمة طهـ ــران‪ ،‬أهنى دراسـ ــته االبتدائي ــة ع ــام‬
‫يقـ ـ ــول حممـ ـ ــد الريشـ ـ ــهري‪( :‬ع زل اإلم ام علي علي ه الس الم األش عث عن‬
‫فهم بالفرار في البداية‪ ،‬ثم قدم المدينة بتوصية‬
‫آذربايجان‪ ،‬ودعاه إلى المدينة‪ّ ،‬‬
‫أص حابه‪ ،‬ووافى اإلم ام علي ه الس الم‪ ،‬ت ولى رئاس ة قبيلت ه " كن دة " في ح رب‬
‫صفين‪ ،‬وكان على ميمنة الجيش‪ ،‬وتزعم األشعث التيار الذي فرض التحكيم ‪-‬‬
‫وله يد في نشوء الخوارج‪ ،‬كما كان له دور كبير في إيقاد حرب النهروان مع‬
‫أنه كان في جيش اإلمام عليه السالم‪ ،‬وهو ممن كان يعارض اإلمام عليه السالم‬
‫وأعمال ه داخ ل الجيش بك ل م ا يس تطيع ح تى ع دت مواقف ه أص ل ك ل فس اد‬
‫واض طراب‪ ،‬وك ان شرس ا إلى درج ة أن ه ه دد اإلم ام علي ه الس الم م رة بالقت ل‪،‬‬
‫وسماه اإلمام عليه السالم ُمنَافِ ًقا‪َ ،‬ولَ َعنَهُ!!)(‪.)1‬‬
‫ال ّرد على مزاعم الشيعة وماسينيون وموارده الشيعية التي تبنّاه""ا في الني""ل‬
‫من الصحابي األشعث بن قيس الكندي‬
‫إن مــا زعمــه الشــيعة فهي عقيــدهتم يف الصــحابة مجيع ـاً‪ ،‬وأمــا نيلهم من الصــحايب‬
‫األش ــعث بن قيس الكن ــدي رض ــي اهلل عن ــه فه ــو أح ــد أص ــحاب الن ــيب ‪ ،‬وأم ــا عن‬
‫جمرد تســويق للعقيــدة الشــيعيةـ‬
‫اعتقــاد ماســينيونـ والشــيعة خبيانــة األشــعث املزعومــة فهــو ّ‬
‫بسب الصحابة من غري سبب وال ُم ّربر يستند على دليل نقلي صــحيح‪ ،‬فإنــه‬ ‫اليت تؤمن ّ‬
‫ثبت أن األشعثـ بن قيس الكندي رضي اهلل عنه كان يقاتــل حتت رايــة كنــدة مــع علي‬

‫‪ 1379‬ه ـ ـ ‪ ،‬مثّ دخ ــل مدرس ــة بره ــان العلمي ــة يف مس ــقط رأس ــه‪ ،‬وس ــافر إىل مدين ــة قم ع ــام‬
‫‪ 1380‬هـ ـ ليواص ــل دراس ــته احلوزوي ــة ‪ ،‬حيث أكم ــل دراس ــته فيه ــا يف بداي ــة انتص ــار الث ــورة‬
‫اإلســالمية يف إيــران ‪ ،‬وخالل دراســته قضــى م ـ ّدة قصــرية يف مدينــة مشــهد املقدســة‪ ،‬ومدينــة‬
‫النجف األشرف‪ ،‬من أساتذته‪ :‬السيّد حممد باقر الطباطبــائي‪ ،‬أسـتاذ تلميــذ ماســينيون "هــنري‬
‫كوربان" وله مؤلفات كثرية‪.‬‬
‫انظ ــر‪( :‬موق ــع مرك ــز آل ال ــبيت الع ــاملي للمعلوم ــات‪ ،‬الراب ــط‪http://www.al-shia.org/‬‬
‫تاريخ الزيارة‪25/7/1435 :‬ه)‪ .‬‬
‫‪ - )( 1‬موسوعة اإلمـام علي بن أيب طـالب (عليـه السـالم) يف الكتــاب والسـنة والتـاريخ‪ ،‬حممــد‬
‫الريشــهري‪ ،‬مبســاعدة حممــد كــاظم الطباطبــائي وحممــود الطباطبــائي‪ ،‬التحقيــق‪ :‬مركــز حبوث‬
‫دار احلديث‪ ،‬ط‪2/1425‬ه‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مؤسس ــة دار احلديث العلمي ــة الثقافي ــة مرك ــز للطباع ــة‬
‫والنشر إيران‪ :‬قم‪ ،)12/54(  ‬وانظر‪.)6/356( :‬‬
‫بن أيب طالب رضي اهلل عنهم‪ ،‬فكيف جاءت اخليانة املزعومة‪،‬ـ وقد جــاء نص ذلــك يف‬
‫كتــاب (تاريخ بغداد) للبغــدادي‪ ،‬حيث يقــول ُمرتمجاً األشــعث‪"( :‬األشعث بن قيس‬
‫الكندي"‪ -‬و ُكنية األشعث أبو محمد‪ ،‬قدم على رسول اهلل ‪ ‬في وفد كندة‪،‬‬
‫ويُع د فيمن ن زل الكوف ة من الص حابة‪ ،‬ول ه عن الن بي ‪ ‬رواي ة‪ ،‬وق د ش هد م ع‬
‫سعد بن أبي وقاص قتال الفرس بالعراق‪ ،‬وك ان على راي ة كندة ي وم صفين م ع‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬وحضر قتال الخوارج بالنهروان‪ ،‬وورد المدائن‪ ،‬ثم عاد إلى‬
‫الكوفة‪ ،‬فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه الحسن بن علي معاوية‬
‫بن أبي سفيان‪ ،‬وصلى عليه الحسن)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬ولو كان األشعث كما ّادعى ماسينيون والشيعةـ ملا ّ‬
‫صلى عليــه احلســن بن‬ ‫ُ‬
‫علي بعد موته‪ ،‬وهم ي ّدعون أنه خان أباه أ ي أبا احلسن وأنـه كــان خارجيـاً وقـد قاتـل‬
‫اخلوارج م ــع علي يف ق ــول البغ ــدادي‪...( :‬وحض ر قت ال الخ وارج ب النهروان‪ ،‬وورد‬
‫المدائن‪ ،)..‬باإلضــافة إىل أنــه كــان صــهراً لعائلــة علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه أي‬
‫أن ابنت ـ ـ ــه ك ـ ـ ــانت حتت احلس ـ ـ ــن بن علي‪ ،‬وإليك ثبت ذل ـ ـ ــك‪( :‬األش عث بن قيس بن‬
‫معدى كرب الكندي أبو محمد شهد صفين مع على بن أبى طالب مات بعد قتل‬
‫على بن أبى طالب بأربعين ليلة وله ثالث وستون سنة وكانت ابنته تحت الحس ن‬
‫بن علي)(‪ ،)2‬وهذا يُبنّي استحالة معاداة األشعثـ بن قيس لعلي بن أيب طالب أو ألحد‬
‫أبنائه وذلك لسببني أمر الدين بإطاعة ويل األمر أوالً واملصاهرةـ ثانياً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬تاريخ بغداد‪ ،‬أبو بكر أمحد بن علي بن ثابت بن أمحد بن مهدي اخلطيب البغدادي‪،‬‬
‫بتحقيـ ــق‪ :‬الـ ــدكتور بشـ ــار عـ ــواد معـ ــروف‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار الغـ ــرب اإلسـ ــالمي–بـ ــريوت‪ ،‬ط‪/1‬‬
‫‪1422‬ه) (‪ )1/556‬باب‪ :‬األشعث بن قيس الكندي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬مشــاهري علمــاء األمصــار وأعالم فقهــاء األقطــار‪ ،‬حممــد بن حبــان بن أمحد بن حبـان بن‬
‫معــاذ بن َم ْعبـ َـد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبــو حــامت‪ ،‬الــدارمي‪ ،‬البُســيت (ت‪:‬ـ ‪354‬ه ــ)‪ ،‬حققــه ووثقــه وعلــق‬
‫عليــه‪ :‬مــرزوق على ابــراهيم‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الوفــاء للطباعــة والنشــر والتوزيــع – املنصــورة‪،‬ـ ط‬
‫‪1/1411‬ه‪1991-‬م‪ )1/78( ،‬وانظ ـ ـ ــر‪ :‬الطبق ـ ـ ــات الك ـ ـ ــربى‪ ،‬البن س ـ ـ ــعد (ت‪230‬ه)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬ط‪1/1968‬م‪.)6/23( ،‬‬
‫وجاء يف تــاريخ دمشــق البن عســاكر‪( :‬قال أبو عبيدة كان على الميمنة يعني‬
‫من أصحاب علي يوم صفين األشعث بن قيس الكندي‪.)1()..‬‬
‫وفيــه أيض ـاً‪( :‬عن األعمش عن حيان أبي سعيد التميمي‪ ،‬قال حذر األشعث‬
‫َخ َر ْجت مع علي قال ومن لك إمام مثل علي)(‪.)2‬‬
‫بن قيس الفتن فقيل له أ َ‬
‫وهــذه أدلــة واضــحة على مــواالة األشــعثـ بن قيس الكنــدي رضــي اهلل عنــه عليـاًّ‪،‬‬
‫واليت تدل على افرتاء الشيعة عليه‪ ،‬ومــا قيـل يف األشـعثـ بن قيس مـع علي غـري حبّـه لــه‬
‫مل تثبتـ صحة خربه‪ ،‬وأما ما قاله لــويس ماســينيونـ من أن األشــعثـ خــان عليـاً فمحــال‬
‫وقل ــة أدب م ــع الص ــحابة رض ــوان اهلل عليهم‪ ،‬وق ــد اتّب ــع َمن أضـ ـلّه ب ــدون دلي ــل فض ـ ّـل‬
‫وأضل‪.‬‬
‫ّ‬
‫فعلى هـذا فيجب لألمـة والـذين اتّبعـواـ هنج الصـحابة يف فهم الـدين وبإحسـان إىل‬
‫يــوم الــدين أن حُي افظوا على مكانــة هــؤالء األجالّء من الصــحابة‪ ،‬وصـ ّد كــل َمن تسـ ّـول‬
‫لــه نفســه يف حماولــة جلعــل ســب الصــحابة وشــتمهم نوعـاً من العقيــدة يُــدين هبا لئال تنشــأ‬
‫األجي ــال اجلدي ــدة القادم ــة يف أوس ــاط ه ــذه املخ ــاطر ال ــيت ق ــد تُ ــودي ب ــاآلخرين إذا م ــا‬

‫تبلَّ ْ‬
‫دت األحاس ـ ــيس يف ذل ـ ــك‪ ،‬ومن األدل ـ ــة على ُحرم ـ ــة س ـ ــبّهم قول ـ ــه ‪( ،‬ال تس بوا‬
‫أصحابي‪ ،‬فلو أن أحدكم أنفق مثل ٍ‬
‫أحد ذهبًا ما بلغ ُم ّد أحدهم وال نصيفه)(‪.)3‬‬
‫ـردة الصـ ـ ـ ــحايب األشـ ـ ـ ــعث بن قيس الكنـ ـ ـ ــدي‪ :‬عنـ ـ ـ ــد صـ ـ ــاحب‬
‫أمـ ـ ـ ــا ّادعـ ـ ـ ــاؤهم بـ ـ ـ ـ ّ‬
‫(الخص ال)‪ ،‬حيث يق ــول‪( :‬واألش عث ه و أش عث بن قيس الكن دي من أص حاب‬
‫رسول اهلل وأمير المؤمنين عليهما السالم ارتد بعد النبي صلى اهلل عليه وآله في‬
‫ردة أهل ياسر ثم صار ملعوناً خارجياً)(‪.)4‬‬
‫()‪ -‬تاريخ دمشق البن عساكر‪ )9/136( ،‬باب‪ :‬األشعث بن قيس أبو حممد الكندي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫()‪ -‬املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫()‪ -‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ )5/8/3673( ،‬ومسلم‪ ،‬يف فضائل الصحابة بــاب حترمي‬ ‫‪3‬‬

‫سب الصحابة رضي اهلل عنهم رقم (‪.)4/1967( )2540‬‬


‫() ‪ -‬اخلصال‪ ،‬للصدوق (‪.)301‬‬ ‫‪4‬‬
‫فه ــو ك ــذب واف ــرتاء‪ ،‬ثبت ب ــاليقني أن األش ــعث بن قيس رج ــع إىل اإلس ــالمـ بع ــد‬
‫زوج ــه أب ــوبكر‬‫وف ــاة الن ــيب ‪ ‬ألن ــه ك ــان من م ــانعي الزك ــاة‪ ،‬وحس ــن إس ــالمه حيث ّ‬
‫الصديق رضي اهلل عنهما بأخته(‪ )1‬وليس هذا حمل خالف مطلقاً‪.‬‬

‫()‪ -‬انظ ـ ــر‪ :‬اإلص ـ ــابة يف متي ـ ــيز الص ـ ــحابة‪ ،‬البن حج ـ ــر العس ـ ــقالين (‪-1/159‬وص‪-239‬و‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )-240‬و(‪ ،)6/269‬وانظـ ـ ــر‪ :‬س ـ ــري أعالم النبالء‪ ،‬لل ـ ــذهيب (‪-3/363‬و‪-364‬و‪،)365‬‬
‫وانظر‪ :‬تاريخ اخلميس يف أحوال أنفس النفيس‪ ،‬حلســني بن حممــد الــدِّيار بَ ْـكـري‪)2/289( ،‬‬
‫وانظــر‪ :‬شــذرات الــذهب يف أخبــار من ذهب‪ ،‬لعبــد احلي احلنبلي‪ )1/221( ،‬وانظــر‪ :‬فتــوح‬
‫البلدان‪ ،‬ألمحد البَاَل ذُري (‪ ،)1/108‬وانظر‪ :‬البدء والتــاريخ‪ ،‬للمطهــر بن طــاهر املقدســي‪( ،‬‬
‫‪ )5/155‬باب‪ :‬ردة األشعث بن قيس الكندي حبضر موت‪.‬‬
‫المطلب الث‪88‬الث‪ :‬مث‪88‬ال على م‪88‬ا ذك‪88‬ره ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون في الني‪88‬ل من‬
‫الصحابي (جرير بن عبد هللا البجلي)(‪ )1‬رضي هللا عنه والقول بلعنه‪.‬‬
‫ردد ماســينيون مــزاعم الشــيعة يف الصــحايب جريــر بن عبــد اهلل البجلي فقــال عنــه‬
‫ّ‬
‫األول ــون (الش يعة) وه ــو س ــبّه ولعن ــه‪ ،‬وذل ــك ألس ــباب ُ‬
‫وحجج ُمل ّفق ــة ال‬ ‫مث ــل م ــا ق ــال ّ‬
‫تس ـ ــتند إىل دليـ ــل نقلي وال عقلي‪ ،‬وهي ال ـ ــيت اعتقـ ــد ماس ـ ــينيون ص ـ ــحتها ونق ـ ــل تلـ ــك‬
‫اخلرافـ ــات من مصـ ــادر الشـ ــيعة استنسـ ــاخاً‪ ،‬حيث يـ ــرى الشـ ــيعة أن جريـ ــر بن عبـ ــد اهلل‬
‫اعــتزل اخلوض يف فتنــة الصــحابة رضــوان اهلل عليهم‪ ،‬وكــانوا يــرون وجــوب وقوفــه مــع‬
‫علي بن أيب ط ـ ــالب‪ ،‬وهبذا ينق ـ ــل ماس ـ ــينيون من تل ـ ــك املص ـ ــادر الش ـ ــيعية ُمعلّالً مـ ــزاعم‬
‫استحقاقه اللّعن والعياذ باهلل فيقول‪( :‬لحياده واعتزاله قبل وقعة ص ّفين)(‪.)2‬‬
‫سبق يف املطلب السابق إيراد سبب لعن الشيعة هلذا الصحايب رضي اهلل عنه يف‬
‫(بحار األنوار) للمجلسي‪ ،‬وهذا ما اعتقدهـ لويس ماسينيون ّ‬
‫وروج له يف كتابه‬
‫(خطط الكوفة) وحمل الشاهد هنا قوهلم‪...( :‬أما المساجد الملعونة‪ :‬فمسجد‬
‫األشعث بن قيس‪ ،‬ومسجد جرير بن عبد اهلل البجلي‪.)3()...‬‬
‫وسيأيت الرد على افرتاءاهتم الحقاً إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – هو جري ر بن عب د اهلل البجلي أب ــو عم ــرو وك ــان ممن ه ــاجر إىل رس ــول اهلل ‪ ‬م ــا‬
‫حجب ــه رس ــول اهلل ‪ ‬من ــذ أس ــلم وال رآه إال تبس ــم يف وجه ــه س ــكن الكوف ــة فلم ــا وقعت‬
‫الفنت خــرج هــو وعــدى بن حــامت وحنظلــة الكــاتب وقــالوا ال نقيم ببلــدة يشــتم فيهــا عثمــان‬
‫فخرجوا إىل قرقيسـياء وســكنوها ومـات جريــر سـنة إحـدى ومخســني‪ ،‬انظـر‪( :‬مشـاهري علمــاء‬
‫األمصار وأعالم فقهاء األقطار‪ ،‬حملمد بن حبان الدارمي البُسيت‪.)1/76( ،‬‬
‫() – خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)118‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – حبار األنوار اجلامعة لدرر أخبار األئمة األطهار حملمد باقر اجمللسي‪.)97/438( ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫نم""ا ِذج من كتب الش""يعة على م""ا ذهب إلي""ه ل""ويس ماس""ينيون في س""بّ‬
‫الصحابي جرير بن عبد هللا البجلي رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -1‬كتاب‪ :‬سيرة اإلمام علي عليه السالم‪ ،‬لنجاح الطّائي(‪.)1‬‬
‫يُبـ ـ ـ ّـوب جناح الطّـ ـ ــائي يف كتاب ـ ــه ذاك قـ ـ ــائالً‪( :‬ومن ض عاف اإليم ان جري ر بن‬
‫عبداهلل البجلي) مث يقــول‪( :‬ق ال اإلم ام علي علي ه الس الم في ه‪ :‬يستص غر ك ّل أح د‬
‫ويحتقره‪ ،‬قد ملئ ناراً‪ ،‬وهو مع ذلك يطلب رئاسة‪ ،‬ويروم إمارة‪ ،‬وهذا األعور‬
‫يع ني األش عث يغوي ه ويطغي ه‪ ،‬إن ح ّدث ه ك ّذب ه‪ ،‬وإن ق ام دون ه نكص عن ه‪ ،‬فهم ا‬

‫‪ – )(1‬هو نجاح عطا عبد محمد الطائي‪ :‬من مواليد‪ ‬مدينة الكوت يف العراق وعشرية‬
‫الطائي أول من شارك يف وضع حجر األساس ملدينة الكوت‪ ،‬ودرس يف جامعة بغداد مث‬
‫هاجر إىل إيران‪ ،‬هناك بدأ الدراسة احلوزوية الدينية‪ ،‬وأكمل دراسته العالية يف العلوم‬
‫احلوزوية يف مدينة قُم عند كبار علماء الشيعة ومراجعهم‪ ،‬منهم املرجع الشيخ الوحيد‬
‫اخلراساين‪ ،‬واملرجع الشيخ نوري مهداين‪ ،‬واملرجع السيد حممد الشاهرودي‪ ،‬واملرجع الشيخ‬
‫ناصر مكارم شريازي‪ ،‬وحصل على شهادة الدكتوراه من احلوزة الفيضية ال ُق ِميَة برقم (‬
‫‪ ،)18047/4‬مث حصل على شهادة الدكتوراه الثانية من جامعة املصطفى العاملية برقم (‬
‫‪ ،)38315‬وكانت له نشاطات واسعة يف التبليغ يف الصني واليابان وبريطانيا‪ ،‬ويف جمال‬
‫العلوم العقائدية والتفسريية واألنساب والفقهـ والسرية واحلديث‪ ،‬له كتب كثرية يُراوح (‬
‫‪ )500‬كتاب ألفها وطُبع القسم األكرب منها‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف بكتابه‪( :‬سرية اإلمام علي عليه السالم)‪ :‬يُعترب هذا الكتاب من أفضل كتاب يف‬
‫السرية النبوية الشريفة عند الشيعة‪ ،‬والواقع أن هذا الكتاب من أسوأ كتب يف هذا اجملال‪،‬‬
‫نظراً لَِت َع ُّمد املؤلف حتريف كثري من حقائق السرية النبوية والتاريخ اإلسالمي املعلوم‬
‫ب الدكتور جناح الطائي‬ ‫بالضرورة‪،‬ـ ومن ثناء علماء الشيعة على هذا الكتاب قوهلم‪َ ( :‬كتَ َ‬
‫الكثرية واملصححة للسرية تضعه يف موضع اجملدد للسرية النبوية الشريفة فهو الذي أبطل‬
‫علميًا اآلراء غري الصحيحة السائدة بني المسلمين منها‪:‬‬
‫حضور أيب بكر يف الغار واهلجرة قال الدكتور التيجاين عنه‪ :‬قرأته واعجبت به!‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بنّي مقتل أيب بكر وحكومته بيد عمر وعثمان اللّذين ورثا سلطانه!!‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أثبت وجود بنت واحدة للنيب صلى اهلل عليه وسلم باسم فاطمة الزهراء ُم ِّ‬
‫كذبًا كون‬ ‫‪-3‬‬
‫صهرا للنيب صلى اهلل عليه وسلم!!‪.‬ـ‬
‫عثمان ً‬
‫أثبت علميًا إحراق عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه للحديث النبوي ومكتبة االسكندرية‬ ‫‪-4‬‬
‫يف مصر وكتب الفرس يف بغداد!‪.‬‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫شيطان ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵ ﯶ‬ ‫كال ّ‬
‫ﯿﭼ ‪،‬ـ وكتب إلى معاوية فكتب إليه يأمره بالقدوم عليه فلم يزل جرير معتزالً‬
‫(‪) 1‬‬

‫لعلي "علي ه الس الم" ومعاوي ة ب الجزيرة ونواحيه ا‪ ،‬ح تى ت وفي بالش راة في والي ة‬
‫الض ّحاك بن قيس على الكوف ة فيك ون البجلي شخص اً آخ ر من ال ذين أغ واهم‬
‫األش عث وح ّرفهم عن الص راط الق ويم ورحي ل البجلي إلى معاوي ة يُ بيّن ه وى‬
‫األشعث في معاوية وحبّه له)(‪.)2‬‬
‫حمل الشـ ــاهد‪ :‬قوله (‪..‬فلم ي زل جري ر مع تزال لعلي علي ه الس الم‪ )..‬وهي نفس‬
‫العبـارة الـيت قـال هبا ماسـينيون‪ ،‬عنـدما قـال بلعنـه كمـا يقـول الشـيعة وعلّـل السـبب أن يكـون‬
‫علواً كبرياً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يقولون‬ ‫عما‬ ‫اهلل‬ ‫تعاىل‬ ‫(‪) 3‬‬
‫لعنه‪( :‬لحياده واعتزاله قبل وقعة صّفين) كما تق ّدم‬
‫‪ -2‬كتاب شرح نهج البالغة(‪)4‬يــزعم الشــيعة أنــه من خطب ومواعـظـ علي بن‬

‫ك ّذب حترمي اخلمر يف املدينة وأثبت التحرمي أول البعثة!!‪.‬ـ‬ ‫‪-5‬‬


‫بنَّي اسم علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه يف القرآن الكرمي!!‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫انظر‪ :‬ترمجته كاملة يف مقدمة كتابه هذا يف اجلزء األول‪ ،‬يف (التمهيد‪ -‬واملقدمة)‪.‬‬
‫() – سورة احلشر‪ :‬اآلية (‪.)١٦‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ‪ -‬سرية اإلمام علي عليــه الســالم‪ ،‬جناح الطـائي (‪ ،)6/34‬ط‪/2‬ـ ‪1425‬ه ـ ‪6/2004‬م‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫دار اهلدى إلحياء الرتاث‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنـان‪ ،‬مالحظـة‪ :‬أصـل هـذه املعلومــات نقلهـا املؤلـف من‬
‫كتـ ـ ـ ــاب‪( :‬شـ ـ ـ ــرح هنج البالغـ ـ ـ ــة ‪ )20/287/277‬ويف نفس املرجـ ـ ـ ــع‪ ،)4/93( :‬وكتـ ـ ــاب‬
‫الغـارات إلبـراهيم بن حممـد الثقفي (ت‪:‬ـ‪،)283‬ـ (‪ ،(2/553‬ألن جناح الطـائي معاصـر‪ ،‬ومل‬
‫يُدركــه ماســينيون حــىت ينقــل منــه‪ ،‬إال أن املؤلفــات الــيت نقــل منهــا جناح الطــائي فهي مما ينقــل‬
‫منهــا ماســينيون عــادة‪ ،‬إال أن الطبعــة املشــار إليهــا من قِبــل جناح الطــائي مل أجــد نســخة منهــا‬
‫ألنقل منها مباشرة بدالً من االعتماد على الناقل املعاصر وهو جناح الطائي‪.‬‬
‫() – انظر املطلب الثاين املتق ّدم آنفاً‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫()‪ -‬شـ ـ ــرح هنج البالغـ ـ ــة البن أيب احلديد‪( ،‬ت‪٦٥٦‬ه)‪ ،‬هـ ـ ــو كتـ ـ ــاب شـ ـ ــيعي معتم ـ ــد ل ـ ــدى‬
‫الشــيعة‪ ،‬التعريــف بــه‪( :‬اســم الكتــاب (هنج البالغـة)‪ ،‬يــزعم الشــيعة أنــه من ُخطب اإلمــام علي‬
‫(رضـ ــي اهلل عنـ ــه)‪ ،‬قـ ــام بشـ ــرحه ابن أيب احلديـ ــد‪ ،‬وهـ ــو أقـ ــدم شـ ــرح‪ :‬ومساه ابن أيب احلدي ــد‪،‬‬
‫(شرح هنج البالغـة)‪ ،‬انظــر‪ )583-1/582( :‬ت‪ /656:‬وقــام بتحقيقــه‪ :‬حممــد أبــو الفضــل‬
‫إبــراهيم‪ ،‬الطبعــة األوىل للكتــاب‪1959/‬م‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار إحيــاء الكتب العربيــة‪ ،‬عيســى البــايب‬
‫احلليب وشركاه‪ ،‬وقام أيضاً بتحقيقه وشرحه املؤلف‪ :‬حممد عبده‪ ،‬وأصدر الطبعة األوىل ســنة‬
‫‪1412‬ه‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة للطباعة والنشر بريوت لبنان‪.‬‬
‫أيب طالب رضي اهلل عنه اجلامعة‪.‬‬
‫يقــول املؤلــف عن اعـتزال جريـر بن عبــد اهلل عليـاًّ بعنـوان‪( :‬مفارقة جرير بن عبد اهلل‬
‫البجلي لعلي)‪ ،‬مث يق ــول‪(:‬ق د أتين ا على م ا أردن ا ذك ره من ح ال أم ير المؤم نين عليه‬
‫السالم‪ ،‬م ذ ق دم من ح رب البصرة إلى الكوفة‪ ،‬وما جرى بينه وبين معاوية من‬
‫المراسالت‪ ،‬وما جرى بين معاوية وبين غيره من الصحابة‪ ....‬ونحن نذكر اآلن‬
‫م ا ج رى لجري ر بن عب د اهلل عن د عودت ه إلى أم ير المؤم نين من تهم ة الش يعة ل ه‬
‫بمم االة معاوي ة عليهم‪ ،‬ومفارقت ه جنب ة أم ير المؤم نين‪ )1()..‬ويق ــول املؤل ــف أيض ـاً‪:‬‬

‫مالحظة‪ :‬أعين حممـد عبـده الشـيعي الغـايل املتقـ ّدم وليس حممـد عبـده ال ّسـيّن ‪ ،‬فإنـه كـان ُمفتيـاً‬
‫للديار املصرية وهو رجل صاحل ويظهر ذلك يف مؤلّفاته يف الثّناء على السلف الصــاحل ومنهم‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل تعاىل‪( ،‬انظر ترمجته‪ :‬يف غاية األمــاين يف الــرد على النبهــاين‪،‬‬
‫لأللوسي ‪.)2/179‬‬
‫وابن أبي الحدي د‪ :‬ه ــو عب ــد احلمي ــد بن هب ــة اهلل بن حمم ــد بن حمم ــد بن احلس ــني املدائين‪،‬‬
‫املعـ ــروف بـ ــابن أيب احلديـ ــد‪ ،‬معـ ــتزيل شـ ــيعي و هـ ــو صـ ــاحب‪ ‬شـ ــرح هنج البالغـ ــة‪ ‬الـ ــذي مجع‬
‫كلمـ ــات بليغـ ــة منسـ ــوبة إِىَل عـ ــدة من احلكمـ ــاء أو اخلطبـ ــاء‪ ،‬ونسـ ــبها‪ ‬مجيع ـ ـاً إِىَل َعلِ ّي بْ ِن أَبِي‬
‫طَ ــالِب َر ِضـ ـ َي اهللُ َت َعـ ـاىَل َعْن ــهُ‪ ،‬وق ــد َكــا َن يف درج ــة من الفص ــاحة‪ ،‬والبالغ ــة و ك ــان ابن أيب‬
‫احلديــد وزيــر‪ ‬املستعصــم باهلل‪ ‬آخــر خلفــاء بــين العبــاس الــذين هجم عليهم التّتــار وقضــوا َعلَى‬
‫دولتهم وقتلـ ـ ـ ــوا هـ ـ ـ ــذا اخلليفـ ـ ـ ــة املستعصـ ـ ـ ــم باهلل‪ ،‬وكـ ـ ـ ــان وزيـ ـ ـ ــره قبـ ـ ـ ــل ذلـ ـ ـ ــك‪ ‬الرافضـ ـ ــي ابن‬
‫العلقمي‪ ،‬وكان قـد قـرب الــروافض مجيعـاً وأقصـى وحنى‪ ‬أهــل السـنة‪ ،‬وكـان ممن قربـه ابن أيب‬
‫احلدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‪.‬‬
‫يقول الحافظ ابن كثير َر ِح َمهُ اهللُ عنه‪ :‬ابن أيب احلديد الشـاعر العـراقي عبــد احلميــد بن هبـة‬
‫اهلل بن حممـ ــد بن حممـ ــد بن احلسـ ــني أبـ ــو حامـ ــد بن أيب احلديـ ــد عـ ــز الـ ــدين املدائين‪ ،‬الكـ ــاتب‬
‫الشاعر املطبق الشيعي الغايل‪ ،‬له شرح هنج البالغة يف عشرين جملــدا‪ ،‬ولـد باملدائن سـنة ســت‬
‫ومثانني ومخسمائة‪ ،‬مث صار إىل بغداد فكان أحد الكتاب والشـعراء بالـديوان اخلليفـيت‪ ،‬وكـان‬
‫حظيًــا عنــد الــوزير ابن العلقمي‪ ،‬ملا بينهمــا من املناســبة واملقاربــة واملشــاهبة يف التشــيع‪( ،‬انظــر‪:‬‬
‫البداية والنهاية البن كثر‪ ،13/233‬وانظــر‪ )9/136 :‬بتصـّـرف‪ ،‬وانظــر‪( :‬الــوايف بالوفيــات‪،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬ ‫لصالح الدين الصفدي‪،‬ـ ‪ّ )18/46‬‬
‫() – شرح هنج البالغة البن أيب احلديد‪.)3/115( ،‬‬ ‫‪1‬‬
‫(‪..‬ويــذكر أهــل الســري أن عليــا عليــه الســالم هــدم دار جريــر ودور قــوم ممن خــرج معــه‪،‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫حيث فارق عليا عليه السالم‪ ،‬منهم أبو أراكة بن مالك بن عامر القسري‪)...‬‬
‫أقوال العلماء في كتب ومصادر أه""ل الس""نة الص""حيحة في مس""ألة اع""تزال‬
‫جرير بن عبد هللا البجلي عليا ًّ رضي هللا عنه‬
‫من املالح ــظ اعتم ــاد ل ــويس ماس ــينيونـ على كت ــاب (نهج البالغة) يف أك ــثر من‬
‫ـحة م ــا تناقلته ــا مص ــادر الش ــيعةـ يف ه ــذا الكت ــاب‪،‬ـ وه ــو يف األص ــل‬
‫ص ــعيد العتق ــاده ص ـ ّ‬
‫ـح شـيءٌ يُنتسـبـ إىل علي بن أيب طـالب رضـي اهلل‬ ‫تلفيق ألكابر الشيعة القدماء وال يص ّ‬
‫ِ‬
‫ف كبــري ومسّوه بـ(نهج البالغة)‪ ،‬وقــد تــوىل كرَب‬ ‫عت هــذه اخلُطب يف مؤلَّ ٍ‬ ‫عنــه‪ ،‬وقــد مُجِ ْ‬
‫ه ــذا املش ــروع األديب الش ــيعي (الش ريف الرضى)‪ ،‬ويُعـ ـ ّد ه ــذا الكت ــابـ ّ‬
‫املزور أح ــد‬
‫الكتب املق ّدسة لدى الشيعة‪،‬ـ وفيه من األقوال واألكاذيب ما يُستحيا من إبدائها‪ ،‬وقد‬
‫َع ِـمـد ابن أيب احلديــد إىل شــرحه‪ ،‬ومسّاه بـ(شرح نهج البالغة)‪ ،‬ولكي أضــع بني يــديك‬
‫ص ـل إليــه الســلف الصــاحل يف‬
‫أيهــا القــارئ الكــرمي حقيقــة هــذا الكتــابـ املزيّــف‪ ،‬ومــا تو ّ‬
‫نقده‬
‫فأعرض لك بعض أقوالهم فيه‪ ،‬فأقول‪:‬‬
‫*ذهب شـيخ اإلســالم ابن تيمية(‪ )2‬رمحه اهلل تعـاىل إىل نقـد كتــاب (نهج البالغة)‬
‫بشــدة‪ ،‬ومن أقوالــه فيــه‪( :‬وأه ل العلم يعلم ون أن أك ثر خطب ه ذا الكت اب ُمف تراة‬
‫على علي‪ ،‬ولهذا ال يوجد غالبها في كتاب متقدم‪ ،‬وال لها إسناد معروف‪ ،‬فهذا‬

‫() – املرجع السابق‪.)3/118( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() – هــو عبد اهلل محمد بن أبي القاسم اخلضــر بن حممــد بن اخلضــر بن علي بن عبــد اهلل‪،‬‬
‫املعروف بابن تيمية احلراين امللقب‪ ،‬فخر الدين اخلطيب الواعظ الفقيه احلنبلي؛ كــان فاضــال‪،‬‬
‫تفرد يف بلده بالعلم‪ ،‬وكان املشار إليه يف الدين‪ ،‬لقي مجاعـة من العلمــاء‪ ،‬وقـدم بغــداد وتفقــه‬
‫هبا على أيب الفتح ابن املين‪ ،‬ومسع احلديث هبا من شـ ـ ـ ــهدة بنت اإلبـ ـ ـ ــري وابن املقـ ـ ـ ــرب وابن‬
‫البطي وغريهم‪ ،‬وصنف يف مذهب اإلمام أمحد بن حنبل رضي اهلل عنه‪ ،‬خمتصرا أحســن فيــه‪،‬‬
‫وله ديوان خطب مشـهور وهـو يف غايـة اجلودة‪ ،‬ولـه تفسـري القـرآن الكـرمي‪ ،‬ولـه نظم حسـن‪،‬‬
‫وك ــانت إلي ــه اخلطاب ــة حبران‪ ،‬وألهل ــه من بع ــده‪ ،‬ومل ي ــزل أم ــره جاري ــا على س ــداد وص ــالح‬
‫حـ ــال‪( ،‬انظـ ــر‪ :‬وفيـ ــات األعيـ ــان وأنبـ ــاء أبنـ ــاء الزمـ ــان‪ ،‬البن خلكـ ــان الـ ــربمكي اإلربلي (ت‪:‬‬
‫‪681‬هـ)‪ ،)4/386( ،‬احملقق‪ :‬إحسان عباس الناشر‪ :‬دار صادر – بريوت)‪.‬‬
‫ال ذي نقله ا من أين نقله ا؟ ولكن ه ذه الخطب بمنزل ة من ي ّدعي أن ه عل وي أو‬
‫عباس ي‪ ،‬وال نعلم أح ًدا من س لفه ا ّدعى ذل ك ق ط‪ ،‬وال ا ّدعى ذل ك ل ه‪ ،‬فيعلم‬
‫كذب ه‪ ،‬ف إن النّس ب يك ون معروف ا من أص له ح تى يتص ل بفرع ه‪ ،‬وك ذلك‬
‫المنقوالت ال بد أن تكون ثابتة معروفة عمن نقل عنه حتى تتصل بنا‪ ،‬فإذا صنف‬
‫واحد كتابا ذكر فيه ُخطَبً ا كثيرة للنبي ‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعلي‪،‬‬
‫ولم ي رو أح د منهم تل ك الخطب قبل ه بإس ناد مع روف‪ ،‬علمن ا قطع ا أن ذل ك‬
‫كذب‪ ،‬وفي هذه الخطب أمور كثيرة قد علمنا يقينً ا ِم ْن علي ما يُناقضها‪ ،‬ونحن‬
‫في ه ذا المق ام ليس علين ا أن ن بيّن أن ه ذا ك ذب‪ ،‬ب ل يكفين ا المطالب ة بص حة‬
‫النق ل‪ ،‬ف إن اهلل لم ي وجب على الخل ق أن يص ّدقوا بم ا لم يقم دلي ل على ص دقه‪،‬‬
‫بل هذا ممتنع باالتّفاق)(‪.)1‬‬
‫ويقـ ــول اإلمـ ــام الـ ــذهيب(‪ )2‬رمحه اهلل مرتمجًـ ــا الشـ ــريف الرضـ ــي يف (الم يزان)‪ :‬هو‬
‫(علي بن الحسين العلوي الحسيني الشريف الرضي المتكلم الرافضي المعتزلي‪،‬‬
‫صاحب التصانيف‪ ،‬حدث عن سهل الديباجي‪ ،‬والمرزباني‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬وولى نقابة‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬منهــاج الســنة النبويــة يف نقض كالم الشــيعة القدريــة‪ ،‬لشــيخ اإلســالم ابن تيمية‪( ،‬ت‪:‬‬
‫‪728‬ه ــ)‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬حممــد رشــاد ســامل‪ ،‬الناشــر‪ :‬جامعــة اإلمــام حممــد بن ســعود اإلســالمية‪( ،‬‬
‫‪ /7/86‬ط‪1406 :1‬ه) باب‪ :‬فصل الربهان اخلامس‪( ،‬إمنا يريد اهلل ليذهب)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز‪ ،‬الشــيخ اإلمــام العالمــة احلافــظ مشس الــدين‬
‫أبــو عبــد اهلل الــذهيب‪ ،‬حافــظ ال جيارى‪ ،‬والفــظ ال يبــارى‪ ،‬أتقن احلديث ورجالــه‪ ،‬ونظــر عللــه‬
‫وأحواله‪ ،‬وعرف تراجم الناس‪ ،‬وأبان اإلهبام يف تـوارخيهم واإللبـاس‪ ،‬مجع الكثـري‪ ،‬ونفـع اجلم‬
‫الغف ــري‪ ،‬وأك ــثر من التص ــنيف‪ ،‬ووف ــر باالختص ــار مؤون ــة التطوي ــل يف الت ــأليف‪ ،‬وق ــف الش ــيخ‬
‫كمــال الــدين ابن الزملكــاين رمحه اهلل تعــاىل على تارخيه الكبــري املســمى بتــاريخ اإلســالم جــزءاً بعــد‬
‫جزء إىل أن أهناه مطالعة‪ ،‬ومن تصانيفه‪ :‬كتاب " تاريخ اإلسالم " عشرين جملداً‪ ،‬وكتاب " تاريخ‬
‫النبالء " عشـرين جملـداً‪ ،‬و " الـدول اإلسـالمية " و"طبقـات القـراء "و"طبقـات احلفـاظ" جملـدان‪ ،‬و"‬
‫مــيزان االعتــدال " ثالث جملــدات‪ ،‬وغــري ذلــك من الكتب الشــيء الكثــري‪( ،‬انظــر‪ :‬فــوات الوفيــات‪،‬‬
‫حملمــد بن شــاكر بن أمحد بن عبــد الــرمحن بن شــاكر بن هــارون بن شــاكر امللقب بصــالح الــدين‬
‫(ت‪764 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ، ،‬الناشر‪ :‬دار صادر‪ -‬بريوت ط‪.)316-1/3/315‬‬
‫العلوي ة‪ ،‬وم ات س نة س ت وثالثين وأربعمائ ة‪ ،‬عن إح دى وثم انين س نة‪ ،‬وه و‬
‫المتهم بوضع كتاب نهج البالغة‪ ،‬وله مشاركة قوية في العلوم‪ ،‬ومن طالع كتابه‬
‫نهج البالغ ة ج زم بأن ه مك ذوب على أم ير المؤم نين على رض ي اهلل عن ه‪ ،‬ففي ه‬
‫الصراح والحط على السيدين‪ :‬أبي بكر‪ ،‬وعمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬وفي ه من‬
‫السب ّ‬
‫ّ‬
‫التناقض واألشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة‬
‫وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل)(‪.)1‬‬
‫ويق ــول ابن حج ــر العس ــقالين رمحه اهلل تع ــاىل يف (لس ان الم يزان)‪( :‬وق ال ابن‬
‫قاص ا ظري ًف ا واعظً ا سلك في‬
‫أبي الحديد في شرح نهج البالغة كان أبو الفتوح ً‬
‫منكرا ألنه كان يتعصب إلبليس ويقول أنه سيد الموحدين وقال‬
‫وعظه مسلكاً ً‬
‫يوم ا من لم يتعلم التوحي د من إبليس فه و زن ديق ألن ه أم ر أن يس جد لغ ير س يده‬
‫ً‬
‫فأبى وقال مرة لما قال له موسى أرني فقال لن تراني هذا شغلك تص طفي آدم ثم‬
‫تسود وجهه وتخرجه من الجنة وتدعوني إلى الطور ثم تش مت بي األعداء إلى‬
‫غير ذلك من هذا الشطح وذكر بن الجوزي في المنتظم من ذلك أشياء كثيرة)‬
‫(‪. ) 2‬‬

‫() ‪ -‬م ــيزان االعت ــدال يف نق ــد الرج ــال‪ ،‬مشس ال ــدين أب ــو عب ــد اهلل حمم ــد بن أمحد ال ــذهيب‪( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.)3/124/5827‬‬
‫() ‪ -‬لسـ ــان امليزان البن حجـ ــر العسـ ــقالين‪ ،)1/294( ،‬ـ ـ وابن حج ر العس قالني‪ :‬هو ابن‬ ‫‪2‬‬

‫حج ــر‪ ،‬إم ــام احلف ــاظ يف زمان ــه‪ ،‬قاض ــي القض ــاة ش ــهاب ال ــدين أب ــو الفض ــل أمحد بن علي بن‬
‫حممــد بن حممــد بن علي الكنــاين العســقالين مث املصــري‪ .‬ولــد ســنة ثالث وســبعني وســبعمائة‪،‬‬
‫وع ــاىن أواًل األدب وعلم الش ــعر فبل ــغ في ــه الغاي ــة‪ ،‬مث طلب احلديث‪ ،‬فس ــمع الكث ــري‪ ،‬ورح ــل‬
‫وخترج باحلافــظ أيب الفضــل العــراقي‪ ،‬وبــرع فيــه‪ ،‬وتقــدم يف مجيــع فنونــه‪ ،‬وانتهت إليــه الرحلــة‬
‫والرياســة يف احلديث يف الــدنيا بأســرها‪ ،‬فلم يكن يف عصــره حافــظ ســواه‪ ،‬وألــف كتبًــا كثــرية‬
‫كشــرح البخــاري‪ ،‬وتعليــق التعلي ــق‪ ،‬وهتذيب التهــذيب‪ ،‬وتق ــريب التهــذيب‪ ،‬ولســان امليزان‪،‬‬
‫وغــري ذلــك من املؤلفــات النفيســة‪( ،‬انظــر‪ :‬حســن احملاضــرة يف تــاريخ مصــر والقــاهرة‪ ،‬جلالل‬
‫الدين السيوطي‪.)1/363 ،‬‬
‫قلت‪ :‬وهـ ــذا يكفي ُح ّجـ ـ ةً للـ ـ ّ‬
‫ـرد على دعـ ــاوى الشـ ــيعة يف هنج البالغ ـ ـةـ ومـ ــزاعم‬ ‫ُ‬
‫وتلقى مـا فيــه بـالقبول‪ ،‬وال عجب يف ماســينيونـ الـذي‬
‫ك بــه ّ‬
‫ماسينيونـ فيه‪ ،‬والذي مت ّسـ َ‬
‫مثّل نفسه سفرياً للشيعة يأخذ من مصادرهم بدون متييز‪.‬‬
‫ومن يف حكمهم إلقـاء اللّــوم‬ ‫وأما أقواهلم عن جرير بن عبــد اهلل فال مــربر للشــيعة َ‬
‫على جرير بن عبد اهلل البجلي من أنه اعتزل علياًّ‪ ،‬بل اعتزل الفتنة‪ ،‬ألن من املعلــوم أن‬
‫أك ــثر الص ــحابة اع ــتزلوا الفتن ــة ال ــيت وقعت بني الص ــحابة حقنـ ـاً ل ــدماء بعض ــهم البعض‪،‬ـ‬
‫وكيف ذلك وقد حفظوا من النيب ‪ ‬يف أقواله عن الفتنة‪،‬ـ وقد ّبوب اإلمام البخاري‬
‫لــذلك فقــال‪( :‬باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم)‪ :‬ويف حــديث أيب هريــرة‬
‫رضـ ــي اهلل عنـ ــه قـ ــال‪( :‬ق ال رس ول اهلل ‪ :‬س تكون فتن‪ ،‬القاع د فيه ا خ ير من‬
‫القائم‪ ،‬والقائم فيها خير من الماشي‪ ،‬والماشي فيها خير من الساعي‪ ،‬من تشرف‬
‫لها تستشرفه‪ ،‬فمن وجد منها ملجأ‪ ،‬أو معاذا‪ ،‬فليعذ به)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وأحــاديث الفنت كثــرية‪ ،‬وجريــر بن عبــد اهلل على مــا يبــدوا كــان ُمصــلحاً‬
‫ُ‬
‫بني الطرفني فلهذا فاعتزال جرير بن عبد اهلل البجلي كان حكمةً منــه وهــو منهج أكــثر‬
‫الصحابة رضــوان اهلل عليهم‪ ،‬ومن األدلــة على عــدم رغبــة جريـر بن عبــد اهلل يف اخلوض‬
‫يف الفتنــة‪،‬ـ يقــول ابن ســعد رمحه اهلل‪( :‬أخبرنا الفض ل بن دكين قال‪ :‬حدثنا أبان بن‬
‫ث إِلَ َّي)‬
‫(ب َع َ‬
‫عب د اهلل البجلي ق ال‪ :‬ح دثني إب راهيم بن جري ر‪ ,‬عن أبي ه‪ :‬ق ال أبي‪َ :‬‬
‫قال محمد بن عمر‪ :‬فلم َي َز ْل جرير ُمعتزالً لعلي ومعاوية بالجزيرة ونواحيها حتى‬
‫الض حاك بن قيس على الكوف ة وك انت واليت ه س نتين‬ ‫بالش راة في والي ة ّ‬
‫ت وفي ّ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ونصف)‬

‫()‪ -‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪( )9/50/7081( ،‬باب تكون فتنة القاعد فيها خـري من‬ ‫‪1‬‬

‫القائم) ومسلم يف صحيحه‪( )4/2212/2887( ،‬باب نزول الفنت كمواقع القطر)‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫املتمم لطبقات ابن سعد الطبقـة الرابعـة من الصـحابة ممن أسـلم عنـد فتح مكـة ومـا‬
‫()‪ -‬اجلزء ِّ‬
‫بعـ ــد ذلـ ــك‪ ،‬أليب عبـ ــد اهلل حممـ ــد بن سـ ــعد بن مـ ــنيع اهلامشي بـ ــالوالء‪ ،‬البصـ ــري‪ ،‬البغـ ــدادي‬
‫املع ــروف ب ــابن س ــعد (ت‪230 :‬هـ ــ)‪ ،)1/830/414( ،‬حتقي ــق ودراس ــة‪ :‬ال ــدكتور‪ /‬عب ــد‬
‫العزي ــز عب ــد اهلل الس ــلومي‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مكتب ــة الص ــديق ‪ -‬الط ــائف‪ ،‬اململك ــة العربي ــة الس ــعودية‪،‬‬
‫‪1416‬هـ وانظر‪ :‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.)2/536( ،‬‬
‫قلت وملا اعــتزل جريــر بن عبــد اهلل الفتن ـةـ بني الطــائفتني أرســل إليــه أمــري املؤمــنني‬
‫ُ‬
‫علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه يُقرئــه ال ّسـالم ويقــول‪( :‬نعم ما رأيت من مفارقتك‬
‫معاوية‪ ،‬وإني أنزلك بمنزلة رسول اهلل ‪ ‬التي أنزلكها‪ ،‬فقال جرير‪ :‬إن رسول‬
‫اهلل ‪ ‬بعثني إلى اليمن‪ ،‬أقاتلهم حتى يقولوا‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬فإذا قالوا‪ ،‬حرمت‬
‫دماؤهم وأموالهم‪ ،‬فال أقاتل من يقول‪ :‬ال إله إال اهلل)(‪ .)1‬إذاً فهــذا موقــف جريــر بن‬
‫عبــد اهلل البجلي من الفتنــة‪،‬ـ أ ََو كــان واجب ـاً عليــه اخلوض يف الفتنــة‪،‬ـ بــل أكــثر الصــحابة‬
‫حاولوا مجع الكلمـة لِتَ َجنُّب املواجهـةـ بني الصـحابة ولكن شـاء اهلل أن حتدث املواجهـة‪،‬‬
‫وال يعــين ذلــك أن حُن ّـمـل البعض مســؤولية مــا وقــع بني الصــحابة بــل حــدودنا أن نقــف‬
‫حيث وق ــف الق ــوم (الس لف الص الح) رمحهم اهلل‪ ،‬ألهنم هم الق ــدوة احلس ــنة بالنس ــبةـ‬
‫للخلف‪ ،‬فما كان لبعضهم إال أن اعتزلوا بنــاءً على مـا مسعوه من النــيب ‪ ،)2(‬والــذين‬
‫خاضــوا فيهــا إمنا كــان ذلــك اجتهــاداً منهم رضــي اهلل عنهم ورضــوا عنــه‪ ،‬فهــذا موقــف‬
‫السلف الصاحل وبه نقف حنن اخللف وفّقنا اهلل لنهج السلف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.)2/536( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫() – انظ ـ ــر‪ :‬تـ ــاريخ اخللفـ ــاء الراش ـ ــدين الفتوحـ ــات واإلجنازات السياسـ ــية‪ ،‬د حممـ ــد سـ ــهيل‬
‫طقوش‪،‬ـ (‪ ،)1/430‬الناشر‪ :‬دار النفائس‪ ،‬ط‪1/1424‬هـ‪2003-‬م‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مثال على ما ذك""ره ل""ويس ماس""ينيون في الني""ل من الص""حابي‬
‫(س ّماك بن مخرمة الهالكي األس""دي)(‪ )1‬رض""ي هللا عن""ه وزعم""ه خيانت""ه لعلي بن‬
‫أبي طالب رضي هللا عنه وعدم ُمؤازرته‬
‫جاءت موارد لويس ماسينيون من عدة مصادر شــيعية الــيت تنبــذ الصــحايب اجلليــل‬
‫مساك بن خمرم ــة اهلالكيـ األس ــدي رض ــي اهلل عن ــه‪ ،‬وال ــذي ي ــزعم الش ــيعة أن ــه ك ــان من‬
‫اخلارجني على علي بن أيب طـ ــالب رضـ ــي اهلل عنـ ــه مما جعلـ ــه أن هـ ــرب إىل الرقّـ ــة قبـ ــل‬
‫ص ـ ّفني‪ ،‬وهم بــذلك يلعنونــه ويســبّونه‪ ،‬فعلى هــذا االســتناد اعتمــد ماســينيونـ على هــذه‬
‫النظريــة الشــيعيةـ فقــال يف لعن مساك بن خمرمــة ُمعلّالً ذلــك الســببـ املذكور آنفـاً املزعــومـ‬
‫حيث قال فيه‪( :‬وهو من الهاربين إلى الرقّة قبل صفين)(‪.)2‬‬
‫سبق يف املطلب األول إيراد سبب لعن الشيعة هلذا الصحايب رضي اهلل عنه يف‬
‫(بحار األنوار) للمجلسي‪ ،‬وقد اعتقد لويس ماسينيونـ هذا الكذب املفرتى على‬
‫مسّاك بن خمرمة اهلالكيـ األسدي رضي اهلل عنه ّ‬
‫وروج له يف كتابه (خطط الكوفة)‬
‫(وعلّق ماسينيون أن يكون سبب لعنه لهروبه إلى الرقة قبل ص ّفين) والعياذ باهلل‪،‬‬
‫أما ما استنسخه ماسينيون من رواية يف ذلك عند اجمللسي يف حبار األنوار‪ ،‬فمحل‬
‫الشَّاهد فيه قوله‪...( :‬أما المساجد الملعونة‪ :‬فمسجد األشعث بن قيس‪ ،‬ومسجد‬
‫جرير بن عبد اهلل البجلي‪ ،‬ومسجد ثقيف‪ ،‬ومسجد سماك‪.)3()...‬‬
‫قلت‪ :‬ويقصد اجمللسي يف قوله‪( :‬ومسجد سماك) أي مساك بن خمرمة اهلالكي‬
‫ُ‬
‫األسدي رضي اهلل عنه‪ ،‬وسيأيت الرد الحقاً إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫دي‪ ،‬أس ــد خزمية‪ ،‬وذك ــره محزة بن‬
‫() – هو س ماك بن مخرم ة بن حم ير بن ث ابت األس ّ‬
‫يوس ــف يف "ت ــاريخ جرج ــان" فيمن دخله ــا من الص ــحابة‪ ،‬وق ــال ابن أيب ح ــامت‪ :‬إلي ــه ينس ــب‬
‫مسجد مساك بالكوفة‪ ،‬وهو خال مساك بن حرب وبه مسّي‪ ،‬وقال أبو عمر‪ :‬له صــحبة‪ ،‬وعن‬
‫ابن معني أنه قال‪ :‬إنه من الصحابة‪ ،‬وقال عبيد اللَّه ابن عمـرو الـرقي‪ :‬يقـال إنـه مـات بالرقـة‪،‬‬
‫ويقـ ـ ــال‪ :‬عـ ـ ــاش إىل خالفـ ـ ــة معاويـ ـ ــة‪( ،‬اإلصـ ـ ــابة يف متيـ ـ ــيز الصـ ـ ــحابة‪ ،‬البن حجـ ـ ــر العسـ ــقالين‬
‫‪.)3/147‬‬
‫() – خطط الكوفة ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)118‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – حبار األنوار اجلامعة لدرر أخبار األئمة األطهار حملمد باقر اجمللسي‪.)97/438( ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫نما ِذج من موارد لويس ماس""ينيون ال""واردة في كتب الش""يعة على م"ا ذهب‬
‫إليه في سبّ الصحابي سماك بن مخرمة رضي هللا عنه‪ ،‬وترويج نظرية الش""يعة‬
‫القائلة بخيانته عليًّا رضي هللا عنه‬
‫‪ -1‬كتاب‪ :‬وقعة صفين‪ ،‬البن مزاحم املنقريـ(‪.)1‬‬
‫يقــول ابن املنقــري يف مسّاك‪( :‬سار أمير المؤمنين حتى أتى الرقة وجل أهلها‬
‫العثماني ة ال ذين ف روا من الكوف ة ب رأيهم وأه وائهم إلى معاوي ة فغلق وا أبوابه ا‬
‫أميرهم!! سماك بن مخرمة األسدي في طاعة معاوية‪ ،‬وقد‬
‫وتحصنوا فيها‪ ،‬وكان ُ‬
‫كان فارق عليً ا في نحو من مائة رجل من بني أسد‪ ،‬ثم أخذ يكاتب قومه حتى‬
‫لحق به منهم سبعمائة رجل)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – هو نصر بن مزاحم بن سيار المنقري التميمي الكـويف أبـو الفضل‪ ،‬يقــول عنــه الـذهيب‬
‫يف امليزان‪ :‬رافضي جلد تركوه‪ ،‬مات سنة اثنيت عشرة ومائتني‪ ،‬حدث عنـه نـوح بن حـبيب‪،‬‬
‫وأبو سعيد االشج‪ ،‬ومجاعة‪ ،‬قال العقيلي‪ :‬شيعي يف حديثه اضطراب وخطـأ كثـري‪ ،‬وقـال أبـو‬
‫خيثمــة‪ :‬كــان ك ـ ّذابًا‪ ،‬وقــال أبــو حــامت‪ :‬واهي احلديث مــرتوك‪ ،‬وقــال الــدار قطــين‪ :‬ضــعيف‪..‬‬
‫انظـ ـ ــر‪( :‬مـ ـ ــيزان االعتـ ـ ــدال يف نقـ ـ ــد الرجـ ـ ــال‪ ،‬للـ ـ ــذهيب‪ ،)254-4/253 :‬وانظـ ـ ــر‪( :‬األعالم‬
‫للزركلي‪.)8/28 ،‬‬
‫() ‪ -‬وقعــة صــفني‪ ،‬ابن مــزاحم املنقــري‪ ،‬حتقيــق وشــرح ‪:‬عبــد الســالم حممــد هــارون‪( ،‬ت‬ ‫‪2‬‬

‫‪( ،)٢١٢‬ص‪ ،)146‬ط‪/2‬ســنة الطبــع‪ ،١٣٨٢:‬وانظــر‪ :‬موســوعة اإلمــام علي بن أيب طــالب‬
‫عليه السالم يف الكتاب والسنة والتاريخ‪ ،‬حملمد الريشهري‪،)6/68( ،‬‬
‫وأما عن كتاب ابن مزاحم المنقري الشيعي‪ ،‬وقعة صفين‪ :‬يقــول صــاحب كتــاب أصــول‬
‫مــذهب الشــيعة اإلماميــة‪ ..‬بعنــوان‪" :‬تشــويه تــاريخ املســلمني" مث يقــول‪ :‬للرافضــة كتابــات يف‬
‫تعمـدوا اإلســاءة فيهــا لتــاريخ األمــة اإلســالمية كمــا يف روايــات وأخبــار الكلــيب‪ ،‬وأيب‬‫التــاريخ ّـ‬
‫قلت‪ :‬مث يــذكر املؤلــف يف اهلامش كتــاب "وقعــة صــفني"‬ ‫خمنــف‪ ،‬ونصــر بن مــزاحم املنقــريـ‪ُ ،‬‬
‫للمنقــري باعتبــاره أحــد أخطــر الكتب الشــيعية الــذي ل ّفــق فيــه املؤلــف تــاريخ املســلمني عمــداً‪،‬‬
‫هذا ليكون املسلم على بيّنة منه‪ ،‬وهو أفضل الكتب عند الشيعة يف تـاريخ اإلسـالم والسـرية‪،‬‬
‫وك ــل م ــا ج ــرى بني الص ــحابة رض ــوان اهلل عليهم‪ ،‬وال يس ــع لش ــيعي النظ ــر يف أم ــور ت ــاريخ‬
‫اإلسالم إال أن يرجـع إليـه‪ ،‬ومن كتبـه‪ :‬اجلمـل‪ ،‬مقتـل احلسـني‪ ،‬انظـر‪( :‬أصـول مـذهب الشـيعة‬
‫اإلمامية االثين عشرية ‪ -‬عرض ونقد‪ ،‬لناصر بن عبد اهلل القفاري‪،‬ـ ‪3/1208‬مع اهلامش)‪.‬ـ‬
‫‪ -2‬كتاب الغارات‪ ،‬إلبراهيم بن حممد الثقفي(‪.)1‬‬
‫يقــول املؤلــف يف قصــة هــروب مساك بن خمرمــة األســدي رضــي اهلل عنــه املزعومــة‪،‬‬
‫(كان من كان بالكوفة والبصرة من العثمانية قد هربوا فنزلوا الجزيرة في س لطان‬
‫معاوية‪ ،‬فبلغ األشتر فسار يريد الضحاك بحران‪ ،‬فلما بلغ ذلك الضحاك بعث‬
‫إلى أهل الرقة واستمدهم فأمدوه وكان جل من بها عثمانية أتوها هرابا من علي‬
‫(‪) 2‬‬
‫عليه السالم فجاؤوا وعليهم سماك بن مخرمة األسدي)‬
‫ال ّرد على مزاعم لويس ماس""ينيون والش""يعة في ه""روب س""ماك بن مخرم""ة‬
‫األسدي الهالكي رضي هللا عنه إلى ال ّرقّة‬
‫ذك ــرت مص ــادر كث ــرية ح ــول ه ــروب مساك بن خمرم ــة األس ــدي من علي بن أيب‬
‫طــالب وعلّقــوا يف هروبــه أمــوراً بعضــها غــري أخالقيــة يف حـ ّـق هــذا الصــحايب رضــي اهلل‬
‫عنه‪ ،‬وكما عُــرف هــذا الــدأب يف الــذين ر ّـكـزوا على عقيــدهتم معــاداة الصــحابة زاعمني‬
‫أن هــذا هــو الــدين‪ ،‬باإلضــافة إىل حماولــة التفريــق بني كلمــة الصــحابة واإليقــاعـ العِــدائي‬

‫‪1‬‬
‫() – ترمجتــه‪ :‬يقــول الــذهيب رمحه اهلل تعــاىل‪ :‬إب راهيم بن محم د الثقفي‪ ،‬قــال ابن أيب حــامت‪ :‬هــو‬
‫جمهول‪ ،‬وقـال اإلمـام البخـاري رمحه اهلل‪ :‬مل يصـح حديثـه‪( ،‬مـيزان االعتـدال يف نقـد الرجـال للـذهيب‬
‫حممد بن سـعيد‬ ‫‪ ،)1/62‬ويقول أبو نعيم بن إسحاق األصبهاين يف تـاريخ األصـبهاين‪( :‬إِب َـراهيم بن َّ‬
‫ـريه‪ ،‬تُ ـِر َك َح ِديثُ ـ ُـه‪ ،‬تــاريخ‬
‫ض‪ ،‬ي ــروي عن إِمساعيل بن أب ــا َن و َغـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّالثَقِفي أ ِ‬
‫َخــو َعل ٍّي‪ ,‬كــان َغالًيــا يِف الـ َّـرْف ِ َ‬
‫ُّ ُ‬
‫أصبهان ‪-‬أخبار أصبهان أليب نعيم بن إسحاق األصبهاين ‪.)1/228/351‬‬
‫() ‪ -‬الغارات‪ ،‬أليب إسـحاق إبـراهيم بن حممـد الثقفي الكـويف‪( ،‬ت‪ :‬سـنة ‪ ،283‬هـامش ( ‪1/323‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ ،‬حتقيق‪ :‬السيد جالل الدين احلسيين األرموي احملدث‪ ،‬بدون دار الطباعة وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫واسم هذا الكتاب كامالً‪ :‬هــو"الغــارات‪ ،‬أو االســتنفار والغــارات" واالســم املشــهور لــه هــو‬
‫اكتفيت باالســم املختصــر نظــراً ل ُشـهرته على االســم األول‪ ،‬وهــو أحــد أهم كتب‬ ‫ُ‬ ‫الغــارات‪ ،‬وقــد‬
‫القدم‪ ،‬يقول العامل الشيعي حممـد بـاقر املوسـوي اخلوانسـاري األصـفهاين عن‬ ‫ومصادر الشيعة منذ ِ‬
‫ص ـ ـاحل‪ ،‬ال ّس ـ ـديد‪ ،‬أبـ ــو إسـ ــحاق إب ـ ــراهيم الثّقفي‬
‫املروج‪ ،‬ال ّ‬
‫املؤلـ ــف وكتابـ ــه‪ " :‬الشـ ــيخ‪ ،‬احملدث‪ِّ ،‬‬
‫األصفهاين‪ ،‬صاحب كتاب (الغـارات) الـذي ينقـل عنـه يف البحـار كثـرياً (حبار األنـوار)‪ ،‬ولـه حنواً‬
‫من مخســني مؤلفـاً لطيفـاً‪ ،‬فهــذه العبــارات دالــة على إمامتــه عنــد الشــيعة وكتابــه أيضـاً من مقدمــة‬
‫الكتب املعت ــربة عن ــدهم‪ ،‬وه ــذه نُب ــذة عن الكت ــاب‪( ،‬انظ ــر‪ :‬الغ ــارات إلب ــراهيم بن حمم ــد الثقفي‬
‫‪.)1/26‬‬
‫بينهم وبني َمن مُي يّــز بني الصــحابة متيــيزاً عقــدياً جاهلي ـاً‪ ،‬فقــد حــاول هــؤالء القــول بــأن‬
‫الرقّة عندما دخل علي الكوفــة‪،‬‬ ‫مساك كان يُعادي علياً وميكر به مما جعل أ ْن هرب إىل ّ‬
‫ولكن الواق ــع يف التحقي ــق ي ــرى عكس ذل ــك‪ ،‬فق ــد ك ــان الص ــحابة رض ــوان اهلل عليهم‬
‫يُ ــوايل بعض ــهم البعض‪ ،‬ومل يكن أحـ ـ ٌد ينسـ ــى فض ــل غـ ــريه ألهنم ك ــانوا يعلم ــون من‬
‫كالم اهلل تعاىل حيث يقـول‪ :‬ﭽﯺ ﯻ ﯼ" ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﭼ (‪ )1‬وإليـك‬
‫الـ ـ ــدليل الصـ ـ ــحيح يف عـ ـ ــدم صـ ـ ــحة مـ ـ ــا مت تروجيه يف مسـ ـ ــألة معـ ـ ــاداة مساك لعلي بن أيب‬
‫طــالب‪ ،‬وأن العكسـ هــو الصــحيح حيث كــان حُي بــه ويُواليــه‪ ،‬وكــان اهلدف احلقيقي يف‬
‫ذهابه إىل الرقة هو لتفادي الفنت احملتملة ومل يكن هربـاً كمـا ّادعى الشـيعة وماسـينيون‪،‬ـ‬
‫وقد سبق القول بأنـ أكثر الصحابة اعتزلواـ الفتنة يف أكثر من صعيد فقـد جــاء عنــد ابن‬
‫عســاكر يف حــواره مــع معاويــة يف شــأن علي بن أيب طــالب ليُعلم موقفــه من علي وفيــه‪:‬‬
‫ال مهالً يَ ا أ َِم ير‬
‫مخرم ة َف َق َ‬
‫ني َ‬ ‫َيه ا يَ ا ُس َميِّك بُ ّ‬ ‫(قدم سماك َعلَى ُم َعا ِويَ ة َف َق َ‬
‫ال لَ هُ أ َ‬
‫ال يحيى‬ ‫مخرم ة‪ .... ،‬ما أبغضنا عليّ اً ُم ْن ُذ أحببناه‪ .....‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ين بل سماك بن َ‬ ‫ال ُْم ؤمن َ‬
‫ات بالرقّة)(‪.)2‬‬ ‫بن ِ‬
‫معين َم َ‬
‫قلت‪ :‬ه ــذه دالل ــة واض ــحة على اعتزال ــه الفتن ـةـ وليس بغض ـاً من ــه لعلي رض ــي اهلل‬ ‫ُ‬
‫عنه كما تذكر املصادر الشيعية‪.‬‬

‫() – سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)٢٣٧‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬الــوايف بالوفيــات‪ ،‬صــالح الــدين خليــل بن أيبــك بن عبــد اهلل الصــفدي‪)15/273( ،‬‬
‫(ت‪764 :‬ه ــ) بتحقي ــق‪ :‬أمحد األرن ــاؤوط وت ــركي مص ــطفى‪،‬ـ الناش ــر‪ :‬دار إحي ــاء ال ــرتاث –‬
‫بريوت‪1420 ،‬هـ‪2000 -‬م‪ ،‬وانظر‪ :‬تاريخ ابن عساكر (‪.)69/87/9321‬‬
‫المطلب الخ‪88‬امس‪ :‬مث"""ال على م"""ا ذك"""ره ل"""ويس ماس"""ينيون في مزاعم"""ه أن‬
‫الصحابي (حجر بن عدي الكندي)(‪ )1‬رضي هللا عنه كان شيعيا ً‬
‫يزعم الشيعة عموماً أن قبيلة (كِ ْن َده) كــانت شــيعية منــذ بدايـة اإلســالم وأن تلـك‬
‫القبيل ــة س ــاندت عليـ ـاً رض ــي اهلل عن ــه يف احلروب ال ــيت خاض ــها ض ــد معارض ــيه حس ــب‬
‫نظري ــة الش ــيعة‪ ،‬والص ــحايب حج ــر بن ع ــدي الكن ــدي ك ــان أح ــد زعم ــاء قبيل ــة كن ــده‬
‫املشهورة وإليها ينتمي هذا الصـحايب‪ ،‬فـزعم الشـيعةـ بتشـيّعه‪ ،‬وقـد وافقهم ماسـينيون يف‬
‫ذلــك إضــافة إىل نقلــه هــذه الفكــرة الشــيعية من مصــادرهم‪ ،‬مــع اعتمــاده يف النقــل غــري‬
‫املباش ــر كم ــا ه ــو دأب ــه‪ ،‬حيث يق ــول ماس ــينيون‪:‬ـ (كن دة‪ :‬ك انوا جميعهم ش يعة "في‬
‫شيُّعاً إلهيًا دينياً!(‪.))2‬‬
‫ولكن تَ َ‬
‫الكوفة حجر"‪ْ ،‬‬

‫() – يق ــول اإلم ــام البخ ــاري رمحه اهلل يف ترمجت ــه‪ :‬حج ر بن ع دي الكن دي قُتِ ــل يف عه ــد‬ ‫‪1‬‬

‫عائش ــة رض ــي اهلل عنهم ــا‪ ،‬قال ــه عم ــرو بن عاص ــم عن محاد بن س ــلمة عن علي بن زي ــد عن‬
‫س ــعيد بن املس ــيب عن م ــروان‪ ،‬ومسع عليًّا وعم ـ ًـارا بص ـ ّفني قوهلم ــا‪ ،‬يُع ــد يف الكوف ــيني‪ ،‬روى‬
‫عنـه أبـو ليلى الكنـدي وعبـد الـرمحن بن عـابس‪( ،‬انظـر‪ :‬التـاريخ الكبـري‪ ،‬حممـد بن إمساعيل بن‬
‫إب ــراهيم بن املغ ــرية البخ ــاري‪،‬ـ أب ــو عب ــد اهلل (ت‪:‬ـ ‪256‬ه ــ)‪ ، )73-3/72( ،‬الطبع ــة‪ :‬دائ ــرة‬
‫املعــارف العثمانيــة‪ ،‬حيــدر آبــاد – الــدكن طبــع حتت مراقبــة‪ :‬حممــد عبــد املعيــد خــان) بــدون‬
‫تاريخ‬
‫وعند الزركلي‪ :‬حجـر بن عـدي بن جبلـة الكنـدي‪ ،‬ويسـمى حجـر اخلري‪ :‬وفـد على رسـول‬
‫اهلل ‪ ‬وش ــهد القادس ــية‪ ،‬مث ك ــان من أص ــحاب علي وش ــهد مع ــه وقع ــيت اجلم ــل وصـ ـ ّفني‪،‬‬
‫(األعالم للزركلي‪،)1/169 ،‬ـ وفي االستيعاب‪ :‬حجــر بن عـدي بن األدبــر الكنـدي‪ :‬يكـىن‬
‫أبا َعْبد الرمحن‪ ،‬كويف‪ ،‬وهو حجــر بن عــدي بن معاويــة بن جبلــة بن األدبــر‪ ،‬كــان حجــر من‬
‫فضالء الصحابة‪ ،‬وصغر سنه عن كبارهم‪ ،‬وكان على كنـدة يـوم صــفني وكـان على امليســرة‬
‫ي ــوم النه ــروان‪( ،‬االس ــتيعاب يف معرف ــة األص ــحاب‪ ،‬أليب عم ــر يوس ــف بن عب ــد اهلل القرط ــيب‬
‫‪.)1/329‬‬
‫()– خطط الكوفة وشرح خريطتها ص (‪.)146‬‬ ‫‪2‬‬
‫نما ِذج من موارد لويس ماسينيون ال""واردة في كتب الش""يعة فيم""ا ذهب إلي""ه‬
‫صحابي حجر بن عدي الكندي رضي هللا عنه‬ ‫في مزاعمه تشيّع ال ّ‬
‫شيعة‪ ،‬حملسن األمني(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬كتاب أعيان ال ّ‬
‫يقــول املؤلــف‪( :‬وكندة أيضا معروفة بالتّشيع ومنها حجر بن عدي الكندي‬
‫الص حابي شهيد مرج ع ذرا وقيس بن فهدان الكندي الشاعر الشيعي المشهور‬
‫ّ‬
‫وغيرهما وال تنافي غلبة التّشيع في كندة شذوذ األشعث بن قيس وأوالده)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬ويقصــد حمســن األمني بقولــه‪( :‬وال تنافي غلبة التشيع في كنده شذوذ‬
‫ُ‬
‫األش عث بن قيس وأوالده) ألن الشـ ــيعة يعتـ ــربونـ األشـ ــعث بن قيس رضـ ــي اهلل عنـ ــه‬
‫معارض ـاً لعلي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه‪ ،‬فــاعتربوهـ غــري شــيعياًّ حيث ش ـ ّذ من قبيلــة‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬محسن بن عبد الكريم األمين‪ ،‬آخر جمتهدي الشيعة اإلمامية يف بالد الشام‪ .‬لــه شــعر‬
‫واشــتغال بــالرتاجم‪ ،‬ولــد يف قريــة شــقراء "من أعمــال مرجعيــون‪ ،‬جببــل عامــل" وتعلّم هبا مث يف‬
‫ـتقر يف دمشـق "سـنة ‪1319‬ه" وعمـل يف التــدريس‬ ‫النّجف "بالعراق" وعــاد إىل سـورية‪ ،‬فاس ّ‬
‫والوع ــظ مث اإلفت ــاء‪ ،‬وت ــويف يف دمش ــق‪ ،‬وك ــان ُمك ـ ًـثرا من الت ــأليف‪ :‬جيم ــع م ــا تف ــرق من آث ــار‬
‫اإلماميـ ــة وسـ ــريهم‪ ،‬ويؤلـ ــف يف فقههم‪ ،‬ويـ ــذب عنهم‪ ،‬وينـ ــاقش وقـ ــد يهـ ــاجم‪ ،‬ومن كتب ــه "‬
‫أعيان الشيعة‪( /‬األعالم للزركلي‪.)5/287 ،‬‬
‫() – أعيـ ـ ـ ـ ـ ــان الش ـ ـ ـ ـ ــيعة‪ ،‬حملسـ ـ ـ ـ ـ ــن األمني‪،‬ـ (ت‪١٣٧١‬ه) حتقيـ ـ ـ ـ ـ ــق وختريج حس ـ ـ ـ ـ ــن األمني‪( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،)2/515‬بريوت‪ 1406 ،‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬


‫التعريف بكتاب أعيان الشيعة‪ :‬إنه موسوعة شيعية عربية للعامل الشيعي الكبري‪ ‬السيد حمسن‬
‫األمني‪ ‬العاملي املتوىف سنة ‪1371‬هـ‪ ،‬ترجم فيها للكثري من كبــار‪ ‬الشــيعة‪ ‬وأعالمهــا مــع حبث‬
‫دراســة مفصــلة حليــاة‪ ‬األئمة‪ ،‬ومن املالحــظ من الفهــارس املعتمــدة يف املوســوعة أهنا تضـ َّـمنت‬
‫األول‬
‫صـص اجمللـد ّ‬ ‫ترمجة ملا يقارب ‪ 12000‬ألف شخصـية من أعيـان الشـيعة ورجاالهتا‪ ،‬خ ّ‬
‫إىل أواســط اجمللــد الثــاين منهــا الســتعراض حيــاة‪ ‬النــيب ‪ ،‬والســيدة فاطمــة الزهــراء‪ ،‬واألئمــة‬
‫صـص القســم البــاقي من املوســوعة لرتمجة حيــاة أعيــان الشــيعة يف شـىّت‬ ‫املعصــومني ع؛ فيمــا خ ّ‬
‫القـ ــرون ويف مجيـ ــع العلـ ــوم واملعـ ــارف واحلرف والفنـ ــون وغـ ــري ذلـ ــك‪( ،‬موقـ ــع ويكي شـ ــيعة‪،‬‬
‫املوســوعة االلكرتونيــة ملدرســة أهــل الــبيت‪ ،‬الرابــط ‪/http://ar.wikishia.net‬تــاريخ‬
‫الزيارة‪12/9/1435 :‬ه)‪.‬‬
‫كنـ ــده املعروفـ ــة بتشـ ــيّعها‪ ،‬فلم يكن شـ ــيعياً‪ ،‬وهـ ــذه هي مـ ــزاعم الشـ ــيعة‪،‬ـ وقـ ــد س ــبق يل‬
‫التعريف باألشعثـ بن قيس رضي اهلل عنه وموقف الشيعة منه‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب حجر بن عدي الكندي‪ ،‬شهيد الوالء‪ ،‬هلاشم حممد‪.‬‬
‫حجرا كان من الموالين لإلمام (عليه‬
‫مؤرخ أن ً‬
‫يقــول املؤلــف‪( :‬ال ينكر أي ّ‬
‫الس الم)‪ ،‬وك انت ه ذه الم واالة س بب قتل ه‪ ،‬ب اعتراف الم ؤرخين والم ترجمين‬
‫لحج ر‪ ،‬ولم يكن والؤه أله داف مادي ة‪ ،‬ب ل ك ان عن وعي وب دافع إلهي‬
‫وإس المي‪ ....‬كم ا ص ّرح حج ر نفس ه ب ذلك في الكث ير من أحاديث ه ومواقف ه‪،‬‬
‫وتمثّلت هذه الحقيقة في حياته وتضحياته في سبيل الوالء‪ ،‬إذن فوالؤه وتشيّعه‬
‫الراسخ لإلمام (ع) ساهم‬ ‫ال ينكره أح ٌد!!)‪ ،‬ويقــول أيضـاً‪( :‬وألجل تشيّعه ووالئه ّ‬
‫طر إليه ا اإلم ام لمواجه ة المتم ّردين‪ ،‬من النّ اكثين‬
‫في ك ل المع ارك ال تي اض ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫والقاسطين والمارقين)‬
‫حمل الشــاهد قولــه‪( :‬بل كان عن وعي وبدافع إلهي وإسالمي)‪ ،‬وهــو نظــري مــا‬
‫ذهب إليه لــويس ماســينيون يف قولــه الســابق ذكــره حيث قــال‪( :‬كندة‪ :‬كانوا جميعهم‬
‫(‪) 2‬‬
‫ولكن تشيُّعاً إلهياً دينياً)‬
‫شيعة في الكوفة حجر‪ْ ،‬‬
‫‪ -3‬كتاب بحار األنوار‪ ،‬للمجلسي(‪.)3‬‬

‫() – كتــاب حجــر بن عــدي الكنــدي شــهيد الــوالء هلاشــم حممــد‪ ،‬ص‪ /3‬مصــدر الكتــاب‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫مكتبة أصحاب املعصومني عليهم السالم‪ ،‬تاريخ الزيارة‪26/4/1435:‬ه‪.‬‬


‫رابط التحميل‪ttp://iraq.iraq.ir/islam/maktaba_ashab/book2/hijr01.htm :‬‬
‫الرضــا‪ ،‬شــرح حممــد عبــده‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار املعرفــة بــريوت لبنــان (‬
‫وانظــر‪ :‬هنج البالغــة لشــريف ّ‬
‫‪.)5/195‬‬
‫() – انظر‪ :‬املطلب اخلامس السابق ذكره أعاله‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ‪ -‬محم د ب اقر المجلسي‪ :‬من علمـ ــاء‪ ‬الشـ ــيعة‪ ‬األماميـ ــة االثـ ــين عشـ ــرية‪ ،‬ولـ ــد يف عـ ــام‬ ‫‪3‬‬

‫‪1037‬ه ـ ــ‪ ،‬يف مدينـ ــة‪ ‬أصـ ــفهان‪ ‬الـ ــيت كـ ــانت آنـ ــذاك من املراكـ ــز العلميـ ــة املعروفـ ــة يف العـ ــامل‬
‫اإلس ــالمي‪ ،‬وك ــان وال ــده املوىل حمم ــد تقي اجمللس ــي من مف ــاخر علم ــاء الش ــيعة‪ ،‬ل ــه مؤلف ــات‬
‫كثرية يف شىت الـمـجـاالت يـنتهي نسب عائلة العالمـة اجمللسـي إىل أمحد بن عبـد اللّـه املعـروف‬
‫بـ احلافظ أبو نعيم املتـوىف عـام ‪430‬ه ـ صـاحب الكتـاب املعـروف بـ‪ ‬حليـة األوليـاء يف طبقـات‬
‫يقـ ــول اجمللسـ ــي‪ُ ( :‬ح ْج ُر بن َع ِدي من أص حاب علي علي ه الس الم وابن عم‬
‫(‪) 4‬‬
‫حجر من أصحاب معاوية كالهما من (كِ ْن َدة)‪)..‬‬
‫قلت‪ :‬وهي سلســلة مــزاعم شــيعية أن َمن كــان من أصــحاب علي بن أيب طــالب‬
‫ُ‬
‫فه ــو ش ــيعي خبالف َمن مل يكن من أص ــحابه‪ ،‬فل ــذا ق ّس ـم اجمللس ــي بني حج ــر بن ع ــدي‬
‫باعتبــارهـ شــيعياًّ وبني ابن عمــه أنــه مل يكن شــيعياًّ باعتبــارهـ من أصــحاب معاويــة بن أيب‬
‫سفيان رضي اهلل عنهم والعياذ باهلل‪.‬‬
‫ال ّرد على مزاعم الشيعة في أمر ال ّ‬
‫صحابي حج""ر بن ع""دي الكن""دي رض""ي‬
‫هللا عنه ونقد دعاوى ماسينيون فيه‬
‫علي‬
‫كما هو دأب الشيعة ومناصريهم أهنم ي ّدعون أموراً ال ســند هلا‪ ،‬فهــل كــان ٌّ‬
‫شــيعياً قبــل أن نقــول إن كــل َمن وااله يصــبح شــيعياً كعلي‪ ،‬فمــواالةـ الصــحابة بعضــهم‬
‫البعض كان أمـراً طبيعيـاًـ بغض النظـر عن حماولـة خلـق سـبب ُمل ّف ٍـق حمتمـل مزعـوم الـذي‬
‫ص ـحة‪ ،‬وهــذا الــذي نشــاهده يف قــول هاشــم حممــد الشــيعيـ عنــدما‬
‫ال حيمــل ســنداً من ال ّ‬
‫ؤرخ أن حج ًرا ك ان من الم والين لإلم ام "علي ه الس الم"‪)...‬‬ ‫ق ــال‪( :‬ال ينك ر أي م ّ‬
‫فكذلك أي الصـحابة منهم كــان يُــوايل عليـاًّ باعتبـارهـ أحـد الصـحابة ومن املقـربني للنــيب‬
‫ـتغل ذلــك يف تلفيـق شـيء حولــه من أجـل‬ ‫‪ ،‬ومـع هــذا فال يُغرّي من احلق شـيئاً وال يُسـ ّ‬
‫نُص ـ ــرة العقائ ـ ــد الباطل ـ ــة‪ ،‬والص ـ ــحابة مجيعهم ك ـ ــانوا على هنج الن ـ ــيب ‪ ،‬وه ـ ــذا مما ال‬
‫يس ــتطيع أح ـ ٌد إنك ــاره‪ ،‬ف ــإذاً ف ــإن منش ــأ التش ــيع ليس إال بدع ـةً ابتدع ــه اجلُ ّهــال من أه ــل‬
‫األهــواءـ وزعم أتباعــه أن لــه أص ـالً‪ ،‬فنحن مــأمورونـ باتبــاع الن ــيب أوال والص ــحابة ثاني ـاً‬

‫األصفياء‪ ،‬وللمجلســي أكـثر من سـبعني مؤلفـاً بـاللغتني‪ ‬العربيَّة‪ ‬والفارسـيَّة‪ ،‬وقـد عـَّـربت معظم‬


‫كتبه الفارسـيَّة‪ ،‬كمـا تـرمجت بعض املؤلَّفـات العربيَّة إىل الفارسـيَّة‪ ،‬وكـذا تـرمجت بعض كتبـه‬
‫وأما مؤلفاته‬
‫العربيَّة والفارسيَّة إىل لغات أخرى‪ ‬كاألردويَّة‪ ‬واإلنگليزيَّة‪ ‬وغريهــا من اللغــات‪َّ ،‬‬
‫العربيَّة‪ :‬فمنها حبار األنوار اجلامعة لدرر أخبــار األئمـة األطهــار و يُعـد هـذا الكتــاب من أكــرب‬
‫املوســوعات احلديثيَّة عنــد‪ ‬الشــيعة االثــين عشــريَّة‪ ‬إذ يتجــاوز عــدد جملَّداتــه املئــة جملــد‪ ،‬وتــرمجت‬
‫كثـ ـ ـ ــري من جملَّداتـ ـ ـ ــه إىل‪ ‬الفارسـ ـ ـ ـ ـيَّة‪ ‬واألردويَّة‪ ‬واإلنگليزيَّة‪ ،‬مص در المعلوم ة‪( :‬ويكيبيـ ـ ــديا‬
‫املوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة احلرة‪ /‬الراب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪ /http://ar.wikipedia.org :‬ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ الزي ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‪:‬‬
‫‪20/11/1435‬ه)‪.‬‬
‫() ‪ -‬حبار األنوار (‪.)32/467‬‬ ‫‪4‬‬
‫وليس العكسـ صــحيحاً‪ ،‬أمــا عنــد أهــل البــدع فــإهنم كــذبوا على بعض الســلف الصــاحل‬
‫رمحهم اهلل فزعم ــوا أهنم اتبع ــوهم أوال واتبع ــواـ الن ــيب ثاني ـاً وه ــذا حمل الض ــالل‪ ،‬ح ــىت إن‬
‫اتباعهم للنيب اتباعـ ّادعائيـ وليس اتباعاً حقيقياً ل ُسـنّته‪ ،‬فلـذا تـرى الشـيعة يقولـون دائمـاً‬
‫قال جعفر الصادق وقال علي وال تكاد تسمع منهم أن النــيب ‪ ‬قــال‪ ،‬وكــذلك بــاقي‬
‫فرق أهل البدع واألهواء‪.‬‬
‫ومن الش ــواهد على أن حج ــر بن ع ــدي رض ــي اهلل عن ــه مل يكن ش ــيعياً ب ــل ك ــان‬
‫حنيفاً ُمتَّبِعاً سنة النيب ‪ ،‬حيث كان يروي أحاديثه من أي طريـق أُتيح لـه ســواء عن‬
‫طريــق الصــحابة أو عن طريــق أبيــه أو عن النــيب ‪ ‬مباشــرة‪ ،‬فقــد روى حــديث حجــة‬
‫ال ــوداع عن أبي ــه وفي ــه‪( :‬ح دثنا أب و علي الحاف ظ‪ ،‬أن ا محم د بن الحس ن بن قتيب ة‬
‫العسقالني‪ ،‬ثنا محمد بن مسكين اليمامي‪ ،‬ثنا عباد بن عمر‪ ،‬ثنا عكرمة بن عمار‪،‬‬
‫ثن ا مخش ي بن حج ر بن ع دي‪ ،‬عن أبي ه‪ ،‬أن الن بي ‪ ‬خطبهم‪ ،‬فق ال‪" :‬أي ي وم‬
‫هذا؟" قالوا‪ :‬يوم حرام‪ ،‬قال‪" :‬فأي بلد هذا؟" قالوا‪ :‬البلد الحرام‪ ،‬قال‪" :‬فأي‬
‫شهر؟" قالوا‪ :‬شهر حرام‪ ،‬قال‪" :‬فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم‬
‫كحرم ة ي ومكم ه ذا كحرم ة ش هركم ه ذا كحرم ة بل دكم ه ذا ليبل غ الش اهد‬
‫الغائب‪ ،‬ال ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا احلديث كغريه من األدلة تشري إىل إبطال مـزاعم الشـيعة أن حجـراً‬ ‫ُ‬
‫ك ــان ش ــيعياً‪ ،‬وه ــذا ال ــدليل إش ــارة واض ــحة على بطالن م ــا ذهب إلي ــه الش ــيعة‪ ،‬فليس‬
‫حجــر بن عــدي شــيعياً حــىت يقــول قــال جعفــر الصــادق أو حممــد بن جعفــر أو شــيئاً من‬
‫هذا القبيل مما اعتاد عليه الشيعة يف رواياهتم اليت ينســبوهنا إىل كــل من اهّت مــوه بالتشــيع‪،‬‬
‫فال تك ــاد جتد رواي ــة أو ح ــديثاً ينس ــبون روايت ــه إىل الن ــيب ‪ ،‬وه ــذا احلديث املذكور‬
‫عكس ذلك واهلل ويل التوفيق‪.‬‬
‫نقد دعاوى لويس ماسينيون في حجر بن عدي رضي هللا عنه‬
‫‪1‬‬
‫() – احلديث صحيح‪ ،‬واللّفظ‪ :‬أخرجه احلاكم يف املستدرك على الصــحيحني‪ ،‬وهــو أبوعبــد‬
‫اهلل احلاكم حممـ ـ ــد بن عبـ ـ ــد اهلل بن حممـ ـ ــد بن محدويـ ـ ــه بن نُعيم بن احلكم الضـ ـ ــيب الطهم ـ ــاين‬
‫النيسـ ــابوري املعـ ــروف بـ ــابن الـ ــبيع (ت‪405 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬حتقيـ ــق‪ :‬مصـ ــطفى عبـ ــد القـ ــادر عطـ ــا‪( ،‬‬
‫‪ ،)3/533/5982‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬ط‪1990 – 1411 ،1‬م‪.‬‬
‫فع ِـمـد يأخــذ كــل شــوائب الشــيعة وإن كــان كــل مــا‬ ‫غـ ّـر لــويس ماســينيون نفســه َ‬
‫ـوخى احلذر منه ــا‪ ،‬فم ــا‬
‫ل ــديهم ش ــوائب أصـ ـالً إال أن ماس ــينيونـ مل ينتب ــه ل ــذلك‪ ،‬ومل يت ـ ّ‬
‫الدليل الصحيح الذي عثر عليه ماسينيونـ الــذي يــدل على تشــيّع حجــر بن عــدي‪ ،‬وقــد‬
‫سبق إبطال مزاعم كل من ّادعى أن علياًّ كان شــيعياً ناهيــك ِمن أن يكــونـ معــاونوه أو‬
‫املقرب ــون من ــه ش ــيعة‪ ،‬إال أن يك ــونـ ماس ــينيونـ ُمقلّ ــداً أعمى‪ ،‬وه ــذا الن ــوع من‬
‫أص ــحابه ّ‬
‫التقليــد ليس من منهج البــاحثني الكبــار املوصــوفني باإلنصــاف العلمي والبحــثي‪ ،‬إال أن‬
‫التعمد يف سـلوك ُسـبُل أهــل األهــواء والبــدع‬ ‫هـدف ماســينيونـ من اتّبـاع هــذا املنهج هــو ُّ‬
‫وتــرويج أفكــارهم وآرائهم العقديــة بالنّيابــة‪ ،‬وقــد صــدق عــز من قائــل حيث قــال ﭽ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷﯸ ﭼ (‪ )1‬واهلل ويل التوفيق‪.‬‬

‫() – سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)١١٨‬‬ ‫‪1‬‬


‫المطلب السادس‬
‫مثال على ما ذكره ل""ويس ماس""ينيون في زعم""ه أن الص""حابي علي بن أبي‬
‫طالب رضي هللا عنه كان شيعياً‪ ،‬وب ُحجّة أن أتباعه ال""ذين اعتنق""وا اإلس""الم بفع""ل‬
‫دعوته كانوا شيعة‪ ،‬وهم قبيلة (همدان) اليمنية‬
‫ي ـ ـزـعـمـ مـاـس ـ ـيـنـيـوـنـ وـاـلـش ـ ـيـعـةـ عـلـىـ ح ـ ـدـ س ـ ـوـاـءـ مـنـ خـالـلـ مـص ـ ـاـدـرـهـمـ أـنـ قـبـيـل ـ ـةـ‬
‫مهدـاـنـ اـلـيـمـنـيـةـ كـاـنـوـاـ شـيـعـةـ‪،‬ـ وـذـلـكـ أـنـ عـلـيـاًّـ رـضـيـ اـهللـ عـنـهـ ملـاـ دـعـاـهـمـ إـىل اـإلـسـالـمـ‬
‫أـجـ ـ ـاـبـوـهـ ُمـتـشـ ـ ـيِّـعـني عـلـىـ مـنـهـجـ ـ ـهـ اـلـ ـ ـذـيـ يـزـعـمـ ـ ـهـ اـلـشـ ـ ـيـعـةـ وـمـاـسـ ـ ـيـنـيـوـنـ‪،‬ـ حـيـثـ يـق ـ ـوـلـ‬
‫مـاـسـ ـ ـيـنـيـوـنـ يفـ اـإلـشـ ـ ـاـرـةـ إـىل ذـلـكـ‪:‬ـ (ـهم دان‪ :‬ك انت كاف ة بطونه ا ش يعية على‬
‫اإلطالق‪ ،‬شديدة التّشيع ومشغوفة به(ـ‪)1‬ـ)ـ‪.‬‬
‫حمل الشاهد لقول ماســينيون‪( :‬شديدة التشيع ومشغوفة به) ويقصــد ماســينيونـ‬
‫من قولــه‪( :‬ومشغوفة به) أي أن قبيلــة مهدان كــانت شــديدة احلب لعلي بن أيب طــالب‬
‫رضي اهلل عنه ألن الضمري يرجع إليه‪.‬‬
‫نم""ا ِذج من م""وارد ل""ويس ماس""ينيون ال""واردة في كتب الش""يعة في مزاعم""ه‬
‫تشيّع قبيلة همدان‪.‬‬
‫‪ -1‬شرح نهج البالغة‪ ،‬البن أيب احلديد‪.‬‬
‫جمع علي عليه السالم همدان‪ ،‬فقال لهم‪ :‬يا معشر همدان‪،‬‬ ‫يقول املؤلف‪َ ( :‬‬
‫أنتم درعي ورمحي ومجني‪ ،‬يا همدان ما نصرتم إال اهلل‪ ،‬وال أجبتم غيره‪ ،‬فقال‬
‫سعيد بن قيس(‪ :)2‬أجبنا اهلل وأجبناك‪ ،‬ونصرنا رسول اهلل في قبره‪ ،‬وقاتلنا معك‬
‫من ليس مثلك‪ ،‬فارمنا حيث شئت)(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬كت اب أح اديث أم المؤم نين عائشة أدوار من حياتها‪ ،‬للس ـ ــيد مرتضـ ــى‬
‫العسكري(‪.)4‬‬

‫()– خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬ملاسينيون ص(‪.)147‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ‪ -‬س عيد بن قيس بن زيد‪ ،‬من بـ ــين زي ـ ــد ابن مـ ــريب‪ ،‬من مهدان‪ :‬فـ ــارس‪ ،‬من الـ ــدهاة‬ ‫‪2‬‬

‫األجــواد‪ ،‬من ســاللة ملــوك مهدان‪ .‬كــان خاصــا باإلمــام علي بن أيب طــالب‪ ،‬وقاتــل معــه يــوم‬
‫ص ــفني‪ ،‬وك ــان إلي ــه أم ــر مهدان ب ــالعراق‪ ،‬وإلي ــه نس ــبة (الس عيديين) يف بيت زود (ب اليمن)‪،‬‬
‫(األعالم‪ ،‬للزركلي‪.)3/100‬‬
‫() – شرح هنج البالغة‪ ،‬البن أيب احلديد (‪.)8/78‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ‪ُ -‬ولد السيد مرتضى العسكري يف الثــامن عشــر من‪ ‬مجادى الثانية‪ ‬من عــام ‪1332‬ه‪/‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1911‬م يف مدينة‪ ‬سـامراء‪ ،‬وسـط أسـرة علميـة الكثـري من رجاهلا هم من‪ ‬الفقهـاء‪ ‬أو احملدثني‬


‫(‪) 5‬‬
‫يقــول املؤلــف‪( :‬كانت همدان شيعة علي عند وقوع الفتن بين الصحابة)‬
‫رضوانـ اهلل عليهم‪.‬‬
‫االدعــاءات باإلضــافة إىل ذكــر تفاصــيل أقــوال العلمــاء‬
‫وســيأيت الــرد عليهم يف هــذه ّ‬
‫والس ــلف الص ــاحل رمحهم اهلل تع ــاىل يف ذل ــك يف الفص ــل الراب ــع من املبحث األول إن ش ــاء‬
‫اهلل‪.‬‬

‫يف عصــرهم‪ ،‬جـ ّده ألبيــه‪ ‬آيــة اهلل الســيد إمساعيل احلســيين املتــوىف ‪1306‬ق‪ ،‬ابن الســيد حممــد‬
‫ألمـ ــه‪ ‬آيـ ــة اهلل املريزا حممـ ــد شـ ــريف العسـ ــكري الطهـ ــراين‪ ‬املت ــوىف‬
‫كوجـ ــك سـ ــاوجي‪ ،‬وج ـ ـ ّده ّ‬
‫‪1371‬ق‪ ،‬تس ـنّم أجــداده منصــب‪ ‬شــيخ اإلســالم‪ - ‬والــذي يشــبه إىل ح ـ ّد مــا منصــب‪ ‬إمامــة‬
‫اجلمعة‪ ‬آنــذاك‪ -‬يف مدينــة‪ ‬ســاوة اإليرانية‪ ‬بعــد أن دعتــه احلكومــة‪ ‬الصــفوية‪ ‬إليهــا‪ ،‬وكمــا ينقــل‬
‫السـيد العسـكري نفسـه فـان الكثـري من النـاس قـد اعتنقـوا املذهب‪ ‬الشـيعي‪ ‬بتـأثري من أجـداده‪،‬‬
‫يلقب أعالم تلك األسرة بشيخ اإلســالم إال السـيد مرتضــى حيث ل ّقب بالعســكري نسـبة إىل‬
‫ألمــه املريزا‬
‫والدت ــه يف مدين ــة‪ ‬س ــامراء‪ ،‬ت ــويف وال ــده وه ــو ال ي ــزال طفال ص ــغريا فتكفل ــه ج ــده ّ‬
‫حممـد شـريف العسـكري الطهـراين‪ ،‬موقـع‪( :‬ويكي شـيعة‪ ،‬املوسـوعة االلكرتونيـة ملدرسـة أهـل‬
‫البيت‪ /‬الرابط‪ /http://ar.wikishia.net :‬تاريخ الزيارة‪20/11/1435 :‬ه‪.‬‬
‫() – أحاديث أم املؤمنني عائشة‪ ،‬أدوار من حياهتا‪ )1/242( ،‬الناشر‪ :‬دار التوحيــد للنشر‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫ط‪ 1414 /5‬ه‍ ‪1994 -‬م‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬م‪88‬وارد ل‪88‬ويس ماس‪8‬ينيون من كتب الش‪8‬يعة في الوالي‪88‬ة‬
‫واإلمامة‪.‬‬
‫مث""ال على م""ا ذك""ره ل""ويس ماس""ينيون من كتب الش""يعة في زعم""ه دف""اع س""لمان‬
‫الفارس""ي عن علي بن أبي ط""الب رض""ي هللا عنهم""ا وقول""ه بأحقّيت""ه بالوالي""ة‬
‫واإلمامة‬
‫يقــول وليــد يوســف عطــو وهــو يــذكر قــول ماســينيونـ أنــه قــال‪( :‬إن دور سلمان‬
‫في اإلسالم يبرز في الفكرة التي اقترحها على محمد بحفر الخندق وهي فكرة‬
‫فارسية‪ ،‬وفي الحديث النبوي "سلمان منا أهل البيت" وكان ُم دافعاً عن أحقية‬
‫علي بالخالفة)(‪.)1‬‬
‫نما ِذج من موارد لويس ماسينيون من كتب الشيعة في هذا اال ّدعاء‬
‫‪ -1‬كتاب االحتجاج على أهل اللّجاج‪ ،‬أليب منصور الطّربسي(‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬انظــر‪ :‬وليــد يوســف عطــو‪ ،‬جريــدة‪ :‬احلوار املتمــدن‪ -‬العــدد ‪ 3619‬تارخيهــا‪2012،‬م‪/‬‬
‫‪ 1/26‬احملور‪ :‬دراسات وأحباث يف التاريخ والرتاث واللّغات‪.‬‬
‫() – الطَّْبرس ي‪ -000( ،‬حنو‪ 560‬ه ـ وقيــل‪ :‬تــويف ‪٥٤٨‬ه = ‪ -000‬حنو ‪1165‬م) أمــا‬ ‫‪2‬‬

‫مول ــده فغ ــري مع ــروف موض ــوعياً‪ ،‬وه ــو أمحد بن علي بن أيب ط ــالب‪ ،‬أب ــو منص ــور الطربســي‪:‬‬
‫فقيــه شــيعي إمــامي كــان من مشــايخ ابن شهرآشــوب‪ ،‬لــه كتب منهــا (االحتجــاج على أهــل‬
‫اللّج ــاج‪-‬خ) يف مكتب ــة البغ ــدادي‪ ،‬و (ت ــاريخ األئم ــة) و (فض ــائل فاطم ــة الزه ــراء)‪( ،‬األعالم‬
‫لل ــزركلي‪ ،)1/173 ،‬والطربس ــي من الق ــائلني بتحري ــف الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬انظ ــر‪( :‬م ــع االث ــين‬
‫عشرية يف األصول والفروع د‪ .‬علي السالوس ‪.)1/470‬‬
‫تعريف مختصر بكتاب االحتجاج‪ :‬االحتجـاج على أهــل اللجــاج؛ واملشـهور باالحتجـاج‪،‬‬
‫دونـ ــه باللغـ ــة العربيـ ــة أبـ ــو منصـ ــور‪ ‬أمحد بن علي بن أيب طـ ــالب الطربسي‪ ‬من‬
‫كتـ ــاب‪ ‬كالمي‪ّ  ‬‬
‫علماء‪ ‬القرن السـادس‪ ‬اهلجـري‪ ،‬وسـبب تأليفـه يكمن يف زعمــه أن ناسـاً من غــري الشـيعة قـالوا‬
‫ب ــأن الش ــيعة مل جيادلوا يف ال ــدين وال ح ــىت الن ــيب ‪ ‬وال أص ــحابه مما دع ــاه إىل ت ــأليف ه ــذا‬
‫الكتـ ـ ـ ـ ــاب للـ ـ ـ ـ ــرد على قائليـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬وهبذا يكـ ـ ـ ـ ــون الكتـ ـ ـ ـ ــاب ُمشـ ـ ـ ـ ــتمالً على احتجاجـ ـ ـ ـ ــات‪ ‬النيب‬
‫‪ ‬واألئمة‪ ‬عليهم الس ـ ــالم وبعض‪ ‬الص ـ ــحابة‪ ‬وبعض العلم ـ ــاء وبعض الذري ـ ــة الط ـ ــاهرة‪ ،‬على‬
‫املخ ــالفني يف مواض ــيع خمتلف ــة‪ ،‬أم ــا القيمــة العلميــة للكت ــاب‪ :‬فــإن كتــاب االحتج ــاج يُع ـ ّد من‬
‫الكتب املعتربة عند الشيعة األعالم واليت يرجعون إليهــا يف أحباثهم‪ ،‬واإلشــكال الوحيــد الـذي‬
‫يس ــجل على الكت ــاب ه ــو إرس ــال روايات ــه ف ــان أك ــثر روايات ــه‪ ‬مراس ــيل‪( ،‬انظ ــر‪ :‬موق ــع ويكي‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيعة‪ ،‬املوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة االلكرتونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ملدرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيت‪ ،‬الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪/‬‬
‫الس الم ق ال‪:‬‬
‫يقــول املؤلــف‪( :‬عن جعف ر بن محم د عن أبي ه عن آبائ ه عليهم ّ‬
‫خطب الناس سلمان الفارسي رحمة اهلل عليه‪ ،‬بعد أن دفن النّ بي صلى اهلل عليه‬
‫وآل ه بثالثة أي ام‪ ،‬فق ال فيها‪ :‬أال ي ا أيها الناس‪ :‬اس معوا عني حديثي‪ ،‬ثم أعقلوه‬
‫علم ا كث ًيرا‪ ،‬فل و ح ّدثتكم بك ل م ا أعلم من فض ائل أم ير‬
‫أوتيت ً‬
‫ُ‬ ‫ع ني‪ ،‬أال وإني‬
‫المؤم نين علي ه الس الم‪ ،‬لق الت طائف ة منكم‪ :‬ه و مجن ون‪ ،‬وق الت طائف ة أخ رى‪:‬‬
‫اللهم اغف ر لقات ل س لمان‪ ،‬أال إن لكم مناي ا‪ ،‬تتبعه ا بالي ا‪ ،‬أال وإن عن د علي علي ه‬
‫السالم علم المنايا والباليا‪ ،‬وميراث الوصايا وفصل الخطاب‪ ،‬وأصل األنساب‪،‬‬
‫على منه اج ه ارون بن عم ران من موس ى عليهم ا الس الم إذ يق ول ل ه رس ول اهلل‬
‫ص لى اهلل علي ه وآل ه‪ :‬أنت وص يي في أه ل بي تي‪ ،‬وخليف تي في أم تي‪ ،‬وأنت م ني‬
‫بمنزلة هارون من موسى‪ ،‬ولكنّكم أخذتم سنة بني إسرائيل‪ ،‬فأخطأتم الحق فأنتم‬
‫لتركبن طب ًق ا‬
‫ّ‬ ‫قلت ويف روايــة‪ :‬تعلمــون وال تعملــون‪ ،‬أما واهلل‬
‫تعلمون وال تعلمون‪ُ ،‬‬
‫عن طب ق‪ ،‬ح ذو النّع ل بالنّع ل والق ّذة بالق ّذة أم ا وال ذي نفس س لمان بي ده‪ :‬ل و‬
‫ولّيتموه ا عليً ا ألكلتم من ف وقكم‪ ،‬ومن تحت أق دامكم‪ ،‬ول و دع وتم الطّ ير‬
‫(‪) 1‬‬
‫الس ماء‪ ،‬ول و دع وتم الحيت ان من البح ار ألتتكم‪ ،‬ولم ا ع ال‬
‫ألج ابتكم في ج ّو ّ‬
‫ولي اهلل‪ ،‬وال ط اش لكم س هم من ف رائض اهلل(‪ )2‬وال اختل ف اثن ان في حكم اهلل‪،‬‬
‫الرخ اء‪ ،‬وقد نابذتكم‬
‫ولكن أبيتم فوليتموه ا غيره فأبشروا بالباليا‪ ،‬واقنط وا من ّ‬
‫على س واء‪ ،‬ف انقطعت العص مة فيم ا بي ني وبينكم من ال والء‪ ،‬عليكم ب آل محم د‬
‫عليهم الس الم‪ ،‬ف إنهم الق ادة إلى الجن ة‪ ،‬وال ّدعاة إليه ا ي وم القي ام‪ ،‬عليكم ب أمير‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم‪ ،‬فو اهلل لقد سلمنا عليه بالوالية وإمرة‬
‫مرارا جمة(‪ )3‬مع نبينا‪ ،‬كل ذلك يأمرنا به‪ ،‬ويؤكده علينا فما بال القوم؟‬
‫المؤمنين ً‬
‫عرف وا فض له فحس دوه‪ ،‬وق د حس د هابي ل قابي ل فقتل ه‪ ،‬وكف ًارا ق د ارت ّدت أم ة‬

‫‪/http://ar.wikishia.net‬تاريخ الزيارة ‪22/6/1435‬ه‪.‬‬


‫()‪ -‬عال‪ :‬افتقر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫()‪ -‬طاش إليهم‪ :‬مال عن اهلدف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫()‪ -‬مجة‪ :‬كثرية‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫موسى بن عمران‪ ،‬فأمر هذه األمة كأمر بني إسرائيل‪ ،‬فأين يذهب بكم أيها الناس‬
‫ويحكم ما لنا وأب و فالن وفالن؟! أجهلتم أم تجاهلتم؟ أم حسدتم أم تحاسدتم؟‬
‫الش اهد على‬
‫واهلل لترت ّدن ُكف ًارا‪ ،‬يض رب بعض كم رق اب بعض بالس يف‪ ،‬يش هد ّ‬
‫الش اهد على الك افر بالنّج اة‪ ،‬أال وإني أظه رت أم ري‪،‬‬
‫النّ اجي بالهلك ة‪ ،‬ويش هد ّ‬
‫وسلمت لنبيي‪ ،‬واتّبعت موالي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليًا أمير المؤمنين عليه‬
‫السالم وسيد الوصيين‪،‬‬
‫ّ‬
‫والصالحين)(‪.)1‬‬
‫شهداء ّ‬
‫الص ّديقين‪ ،‬وال ّ‬
‫المحجلين‪ ،‬وإمام ّ‬
‫ّ‬ ‫الغر‬
‫وقائد ّ‬
‫‪ -2‬شرح نهج البالغة‪ ،‬البن أيب احلديد‪.‬‬
‫يقول املؤلف‪( :‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬قال‪ :‬قال سلمان يومئذ‪ :‬أصبتم ذا‬
‫الس ن منكم وأخط أتم أه ل بيت ن بيكم‪ ،‬ل و جعلتموه ا فيهم م ا اختل ف عليكم‬
‫اثنان‪ ،‬وألكلتموها رغدا‪.)..‬‬
‫ٍ‬
‫(يومئذ) أي يوم الذي كان يزعم الشــيعةـ بأحقيــة علي بالواليــة‬ ‫قلت‪ :‬أما قوله‪:‬‬
‫ُ‬
‫وهو بعد موت النيب ‪ ‬وإبقاء أمر الوالية ُمعلّقاً قبل تويّل أيب بكر الصديق رضي اهلل‬
‫عنهم خليفة املسلمني األول‪.‬‬
‫أما قوله‪( :‬لو جعلتموها فيهم‪ )..‬ويقصد بذلك علياًّ‪.‬‬
‫‪ -3‬بحار األنوار‪ ،‬للمجلسي‪.‬‬
‫يق ــول املؤل ــف يف حديث ــه عن أم ــر الوالي ــة وم ــا ك ــان من دور س ــلمان الفارس ــي‬
‫رضــي اهلل عنــه يف الــدفاع عن علي حيث يقــول اجمللســي‪( :‬قام سلمان الفارسي رضي‬
‫اهلل عنه فقال‪ :‬يا أبا بكر إلى من تسند أمرك إذا نزل بك القضاء‪ ،‬وإلى من تفزع‬
‫إذا س ئلت عم ا ال تعلم‪ ،‬وفي الق وم من ه و أعلم من ك‪ ،‬وأك ثر في الخ ير أعالم ا‬
‫ومن اقب من ك‪ ،‬وأق رب من رس ول اهلل "ص لى اهلل علي ه وآل ه" قراب ة وقدح ة في‬
‫حيات ه‪ ،‬وق د أو عز إليكم فتركتم قول ه‪ ،‬وتناس يتم وص يته‪ ،‬فعم ا قلي ل يص فو لك‬
‫األم ر حين ت زور القب ور وق د أثقلت ظه رك من األوزار‪ ،‬ل و حملت إلى ق برك‬

‫() – االحتج ــاج للطربس ــي‪ ،‬حتقي ــق وتعلي ــق‪ :‬حمم ــد ب ــاقر اخلرس ــان‪ ،‬س ــنة الطب ــع‪- ١٣٨٦ :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪١٩٦٦‬م‪ ،‬بدون الناشر‪.)152-1/149( ،‬‬


‫لقدمت على ما قدمت‪ ،‬فلو راجعت الحق وأنصفت أهله‪ ،‬لكان ذلك نجاة لك‬
‫يوم تحتاج إلى عملك‪ ،‬وتفرد في حفرتك بذنوبك‪ ،‬وقد سمعت كما سمعنا‪ ،‬و‬
‫رأيت كم ا رأين ا‪ ،‬فلم يردع ك ذل ك عم ا أنت ل ه فاع ل‪ ،‬فاهلل اهلل في نفسك فق د‬
‫أعذر من أنذر)(‪.)1‬‬
‫القول الصحيح في إبطال مزاعم الشيعة دفاع سلمان الفارس""ي عن علي في‬
‫الوالية واإلمامة‬
‫أمــا مــا جــاء يف كتــاب االحتجــاج للطربســي من أن ســلمان الفارســي رضــي اهلل‬
‫عن ــه خطب ُمعرّب اً اغتص ــابـ الص ــحابة الوالي ــة من علي برواي ــة عن جعف ــر بن حمم ــد فال‬
‫تصــح تلــك الروايــة‪ ،‬فجعفــر بن حممــد مل يكن شــيعياً حــىت يُــروى عنــه مثــل هــذه األقــوال‬
‫وصيغة الرواية يُعلم منهــا عــدم صــحة اخلرب حيث قــال‪( :‬عن جعفر بن محمد عن أبيه‬
‫السالم قال‪ :‬خطب الناس سلمان الفارسي‪َ )...‬من هم آبــاء جعفــر‬
‫عن آبائه عليهم ّ‬
‫بن حممد وإن كانوا معروفني فال يصح هذا األسلوب يف الرواية املوثــوق هبا‪ ،‬والقاعــدةـ‬
‫املعم ــول هبا يف الكش ــف عن أك ــاذيب الش ــيعةـ أن ك ــل م ــا ج ــاء عن جعفــر بن حمم ــد ال‬
‫يصح ألنه مل يكن شيعيًّا وال رافضياً فال يصح إسناد أكـاذيب الشـيعة إليـه‪ ،‬وإليـك ثنـاء‬
‫كبار السلف الصاحل رمحهم اهلل عليه‪.‬‬
‫يق ــول اإلم ــام ال ــذهيب رمحه اهلل يف ترمجت ــه‪( :‬جعف ر بن محم د بن علي القرش ي‬
‫الهاشمي‪:‬‬
‫ابن الشهيد أبي عبد اهلل ريحانة النبي ‪ ‬وسبطه ومحبوبه الحسين بن أمير‬
‫المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عبد مناف بن شيبة‪ ،‬وهو عبد المطلب‬
‫بن هاش م‪ ،‬واس مه‪ :‬عم رو بن عب د من اف بن قص ي‪ ،‬اإلم ام‪ ،‬الص ادق‪ ،‬ش يخ ب ني‬
‫هاشم‪ ،‬أبو عبد اهلل القرشي‪ ،‬الهاشمي‪ ،‬العلوي‪ ،‬النبوي‪ ،‬المدني‪ ،‬أحد األعالم‪.‬‬
‫وأمه‪ :‬هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي‪.‬‬

‫() – حبار األن ــوار اجلامع ــة ل ــدرر أخب ــار األئم ــة األطه ــار‪  ،‬حمم ــد ب ــاقر اجمللسي‪( ،‬ت ‪،)١١١١‬‬ ‫‪1‬‬

‫حتقيـ ـ ـ ـ ــق‪ :‬حممـ ـ ـ ـ ــد البـ ـ ـ ـ ــاقر البهبـ ـ ـ ـ ــودي (‪ ،)212-28/211‬ط‪١٩٨٣-١٤٠٣ /2‬م‪ /‬الناش ـ ـ ــر‪:‬‬
‫مؤسسة الوفاء بريوت – لبنان‪.‬‬
‫وأمها‪ :‬هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬ولهذا كان يقول‪ :‬ولدني‬
‫أب و بك ر الص ديق م رتين‪ ،‬وك ان يغض ب من الرافض ة‪ ،‬ويمقتهم إذا علم أنهم‬
‫يتعرض ون لج ده أبي بك ر ظ اهرا وباطن ا‪ ،‬ه ذا ال ريب في ه‪ ،‬ولكن الرافض ة ق وم‬
‫جهلة‪ ،‬قد هوى بهم الهوى في الهاوية‪ ،‬فبعدا لهم)(‪.)1‬‬
‫الص حابة‪ ،‬أحس به رأى‪ :‬أنس بن مال ك‪،‬‬
‫ويق ــول ال ــذهيب أيضـ ـاً‪( :‬ورأى بعض ّ‬
‫وسهل بن سعد‪ .....‬وكانا من جلة علماء المدينة)(‪.)2‬‬
‫ويق ـ ـ ــول علي بن اجلعد(‪ :)3‬عن زه ـ ـ ــري بن معاوي ـ ـ ــة ق ـ ـ ــال‪( :‬ق ال أبي لجعف ر بن‬
‫جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر‪ ،‬فقال جعفر‪ :‬برئ اهلل من‬
‫محمد‪ :‬إن لي ً‬
‫ج ارك‪ ،‬واهلل إني ألرج و أن ينفع ني اهلل بقراب تي من أبي بك ر‪ ،‬ولق د اش تكيت‬
‫شكاية‪ ،‬فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم)(‪.)4‬‬

‫()‪ -‬سـري أعالم النبالء‪ ،‬مشس الـدين أبـو عبـد اهلل حممـد بن أمحد بن عثمـان بن قَامْي از الـذهيب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بتحقيـق‪ :‬جمموعـة من احملققني بإشـراف الشـيخ شـعيب األرنـاؤوط‪ ،‬الناشـر‪ :‬مؤسسـة الرسـالة‪،‬‬
‫(‪ )6/255/117‬ط‪ 1405 :3‬هـ‪.‬‬
‫()‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.)6/255/117( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ظ‪ ،‬احلُ َّجةُ‪ُ ،‬م ْسنِ ُد َب ْغ َد َاد‪ ،‬أبو احلس ِن‬ ‫اإلمام‪ ،‬احلافِ ُ‬ ‫البغْ َد ِاد ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬‬
‫ي‪ُ :‬‬ ‫الج ْعد ب ِن عَُب ْيد َ‬ ‫بن َ‬ ‫() ‪َ -‬عل ُّي ُ‬
‫داود‪ ،‬وحيىي بن‬ ‫ـاري‪ ،‬وأبـ ــو َ‬ ‫َّث عن ــه‪ :‬البخ ـ ُّ‬ ‫وثالثني ومائَ ـ ٍـة‪ ،‬ح ــد َ‬‫َ‬ ‫ـدادي‪،‬ـ ُولِ ـ َـد‪ :‬س ــنةَ أربـ ـ ٍع‬
‫البغـ ـ ُّ‬
‫ـربت عن موسـى‬ ‫ابن أيِب الدُّنيا‪ :‬أُخ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بن حْنبل شيئاً يسرياً‪ ،‬قال ُ‬ ‫معني‪،‬ـ وخلف بن سامل‪ ،‬وأمحد ُ‬
‫ذئب‪ ،‬فـ ـأَملَى علين ــا‬ ‫ظ من َعلِ ِّي ب ِن اجلَ ْع ـ ِـد‪ ،‬و ُكنَّا عن ــد اب ِن أَيِب ٍ‬ ‫رأيت أَحفـ ـ َ‬‫داود‪ ،‬ق ــال‪َ :‬مــا ُ‬ ‫بن َ‬
‫بن س ــا ٍمل‬ ‫ـال صـ ـالِح بن َّ ٍ‬
‫ـف َ‬‫مسعت َخلَ ـ َ‬
‫حممد‪ُ :‬‬ ‫ـرين ح ــديثاً‪ ،‬فحفظَ َهــا‪ ،‬وأمالَ َهــا علينَ ــا‪ ،‬وق ـ َ َ ُ ُ‬ ‫عش ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫اهـا‬‫َخر َج إلينَـا كتبَــهُ‪ ،‬وأَل َق َـ‬ ‫وابن َمعني إىَل َعل ِّي بن اجلعــد‪ ،‬فـأ َ‬ ‫بن حنبـ ٍـل ُ‬ ‫وأمحد ُ‬‫صرت أنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫يقول‪:‬‬
‫ُ‬
‫فلما فرغنَــا‬ ‫كتبه إِالَّ خطأً واحداً‪َّ ،‬‬ ‫َّخ ُذ لنا طعاماً‪ ،‬فلم جند يِف ِ‬ ‫أيدينَا‪ ،‬وذهب‪،‬ـ وظََننَّا أنَّه يت ِ‬ ‫بني ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ـال‪ :‬هــاتُوا‪ ،‬فح ــدَّث ب ُكــل ش ـ ٍ‬
‫بن‬
‫مسعت َعل َّي َ‬ ‫ي‪:‬ـ ُ‬ ‫البغَ ـ ِو ُّ‬
‫ـال َ‬‫ـيء كتَبنَ ــاهُ حفظ ـاً‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫من الطَّ َعـ ِـام‪ ،‬قَ ـ َ َ‬
‫كتبت عن س ـ ــفيا َن ب ِن عيين ـ ـةَ س ـ ــنةَ س ـ ـ ِّـتنْي َ ومائَ ـ ـ ٍـة‪ ،‬بِال ُك ْوفَ ـ ـ ِـة‪ ،‬أَملَى علينَ ـ ــا من‬ ‫ـول‪ُ :‬‬ ‫اجلَ ْعـ ـ ِـد يق ـ ـ ُ‬
‫بن اجلَ ْعـ ـ ِـد‬
‫علي ُ‬‫ـول‪ :‬كـ ــان ُّ‬ ‫حممد يقـ ـ ُ‬ ‫بن َّ‬ ‫مسعت صـ ــاحلَ َ‬ ‫حممد اخلَيَّ ُام‪ُ :‬‬
‫ـال خلـ ــف بن َّ ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫صـ ـ ٍ‬
‫ـحيفة‪ ،‬قـ ـ َ‬
‫ـاديث (ســري‬ ‫ـك ثالثـةُ أحـ َ‬ ‫ـان عن ُشـعبةَ‪ ،‬وكــا َن عنــده عن مالـ ٍ‬
‫ُ‬
‫ـل إنسـ ٍ‬ ‫ِّث بثالثـ ِـة أحـ َ‬
‫ـاديث ل ُكـ ِّ‬ ‫حُي د ُ‬
‫أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب ‪.)462-10/459‬‬
‫()‪ -‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)6/258‬‬ ‫‪4‬‬
‫ويقــول حممــد بن فضــيل(‪ :)1‬عن س الم بن أبي حفص ة‪ ،‬ق ال‪ :‬س ألت أب ا جعف ر‬
‫وابن ه جعف ًرا عن أبي بك ر وعم ر‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا س الم! تولهم ا‪ ،‬واب رأ من ع دوهما‪،‬‬
‫فإنهما كانا إمامي هدى‪،‬‬
‫ب الرج ل ج ده‪ ،‬أب و بك ر ج دي‪ ،‬ال ن التني‬
‫ثم ق ال جعف ر‪ :‬ي ا س الم! أيس ّ‬
‫شفاعة محمد ‪ ‬يوم القيامة إن لم أكن أتوالهما‪ ،‬وأبرأ من عدوهما‪.‬‬
‫وقال حفص بن غياث‪ :‬سمعت جعفر بن محمد‪ ،‬يقول‪ :‬ما أرجو من شفاعة‬
‫علي شيئا‪ ،‬إال وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله‪ ،‬لقد ولدني مرتين‪.‬‬
‫كتب إلي عبد المنعم بن يحيى الزهري‪ ،‬وطائفة‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫أنبأن ا داود بن أحم د‪ ،‬أنبأن ا محم د بن عم ر القاض ي‪ ،‬أنبأن ا عب د الص مد بن‬
‫علي‪ ،‬أنبأنا أبو الحسن الدار قطني‪ ،‬حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل األدمي‪،‬‬
‫ح دثنا محم د بن الحس ين الحني ني‪ ،‬ح دثنا مخل د بن أبي ق ريش الطح ان‪ ،‬ح دثنا‬
‫عب د الجب ار بن العب اس الهم داني‪ :‬أن جعف ر بن محم د أت اهم وهم يري دون أن‬
‫يرتحلوا من المدينة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إنكم إن ش اء اهلل من ص الحي أه ل مص ركم‪ ،‬ف أبلغوهم ع ني‪ :‬من زعم أني‬
‫إم ام معص وم‪ ،‬مف ترض الطاع ة‪ ،‬فأن ا من ه ب ريء‪ ،‬ومن زعم أني أب رأ من أبي بك ر‬
‫وعمر‪ ،‬فأنا منه بريء)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬وهــذا قليــل من كثــري من ثنــاء الســلف الصــاحل والعلمــاء فيــه رمحة اهلل عليــه‬
‫ُ‬
‫مما يــدل على أنــه مل يكن شــيعياً‪ ،‬بــل كــان ُسـنياً حنيفـاً‪ ،‬وهــذا منهج الشــيعة يف الكــذب‬
‫والوض ـ ــع‪ ،‬وأهنم دائمـ ـ ـاً يتتبّع ـ ــونـ أحف ـ ــاد علي بن أيب ط ـ ــالب رض ـ ــي اهلل عن ـ ــه لوض ـ ــع‬
‫األحاديث واآلثار على لساهنم وهم منها بريء‪ ،‬فعلى هـذا األسـاس فـإن مـا قيـل بشـأنـ‬

‫‪1‬‬
‫ظ‪ ،‬أبــو عبــد‬
‫وق‪ ،‬احلاف ـ ُ‬ ‫ص ـ ُد ُ‬
‫ـام‪ ،‬ال َّ‬ ‫ض ْي ِل ب ِن غَ ْز َوا َن َّ‬
‫الض بِّ ُّي مــوالَهم‪ ،‬اإلمـ ُ‬ ‫بن فُ َ‬ ‫() ‪ُ -‬م َح َّم ُد ُ‬
‫ُّع ِاء)‪ ،‬وكتـ ــاب ُّ‬
‫(الز ْـه ـ ِـد)‪ ،‬وكتـ ــاب‬ ‫ضـ ـيِّبُّ مـ ــوالَهم‪ ،‬ال ُكـ ـ ويِف ُّ‪ُ ،‬مصـ ـن ُ‬
‫ِّف كتـ ــاب (الـ ــد َ‬ ‫الـ ـ ّـرمْح َ ِن ال ّ‬
‫ِ‬
‫ك (املرجع السابق‪.)9/173‬‬ ‫(الصيَ ِام)‪ ،‬وغ ِري ذَل َ‬ ‫ِّ‬
‫()‪ -‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.)6/258( ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫خطب ــة س ــلمان الفارس ــي يف ال ــدفاع عن علي بن أيب ط ــالب فإن ــه ه ــراءٌ ال أص ــل ل ــذلك‬
‫مطلقاً‪.‬‬
‫ومن املنكــرات القوليــة الدالــة على وضــع اخلطبــة على ســلمان الفارســي أنــه قــال‪:‬‬
‫(ل و وليتموه ا علي اً ألكلتم من ف وقكم‪ ،‬ومن تحت أق دامكم!!)‪ .‬فه ـ ــذا الكالم‬
‫صحايب‪ ،‬وهل تكون تولية علي اخلالفة سبباً أن‬‫ٌ‬ ‫الشِّركي املنكر هل يصلح أن يقول به‬
‫يأكل الناس من فوقهم ومن حتت أقدامهم‪ ،‬وهل علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه هو‬
‫الرزاق؟ بل ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ (‪.)1‬‬ ‫ّ‬
‫ومهم ــا بلغت اخلطب ــة سياس ــتها إن ك ــانت ص ــحيحة بالفع ــل‪ ،‬فلن تص ــل إىل ح ــد‬
‫الق ــول‪( :‬ول و دع وتم الطّ ير ألج ابتكم في ج و الس ماء‪ ،‬ول و دع وتم الحيت ان من‬
‫البح ار ألتتكم!)‪ ،‬أك ـ ــانت اخلطب ـ ــة لعبـ ـ ـةً أم ك ـ ــانت خطب ـ ــة ِجدِّيَ ـ ــة حتكي أحقيـ ــة علي‬
‫باخلالف ــة‪ ،‬وميكن تقعي ــد قاع ــدة يُع ــرف من خالهلا كالم أه ــل الب ــدع ال ــذي ينس ــبونهـ إىل‬
‫األفاضــل من األمــة وهي‪( :‬إنما يُعلم كذبُهم من خالل العبارات التي يستعملونها‪،‬‬
‫إن لم تكن العبارة خارجة عن المألوف‪ ،‬أو أن تكون غير اعتيادية‪ ،‬أو أن تكون‬
‫الشركية الظَّ ِ‬
‫اهرة)‪.‬‬ ‫مزيجةً من األقوال ِّ‬
‫ومن تلــك النصــوصـ أيضـاً أن ســلمان الفارســي قــال فيهــا‪( :‬واهلل لتَرتُ ّدن ُك ّفاراً‪،‬‬
‫يض رب بعض كم رق اب بعض بالس يف‪ )....‬فه ــل يُعق ــل أن يق ــول س ــلمان الفارس ـيـ‬
‫لمحهم ب ــالتكفري‪،‬ـ ه ــذا مما ال يس ــتطيع‬
‫بتكف ــري الص ــحابة إن َأب ـ ْـوا إس ــناد األم ــر لعلي أو يُ ِّ‬
‫الصحايب‪.‬‬
‫أح ٌد أن يثبته على أحد من الصحابة ض ّد أخيه ّ‬
‫وأمـ ــا مـ ــا جـ ــاء يف كتـ ــاب شـ ــرح هنج البالغـ ــة‪،‬ـ البن أيب احلديد يف شـ ــأن خطبـ ــة‬
‫ســلمان الفارســي يف الــدِّفاع عن علي يف شــأن الواليــة وهي برواية (عن حبيب بن أبي‬
‫ثابت‪ )...‬فأيضاً ال تصح بسبب وجــود حــبيب بن أيب ثــابت يف اإلســناد‪ ،‬وإليــك بعض‬
‫أقوال السلف فيه‪:‬‬
‫‪ -1‬في الك نى واألس ماء‪ ،‬لإلمـ ـ ــام مسـ ـ ــلم قـ ـ ــال‪( :‬ح بيب بن أبي ث ابت –‬

‫()‪ -‬سورة الذاريات‪.)٥٨( :‬‬ ‫‪1‬‬


‫األسدي‪ ،‬ثقة جليل كان كثير اإلرسال والتَّ ْدليس)(‪.)1‬‬
‫سا)(‪.)2‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ -2‬وقال ابن حبان‪ :‬حبيب بن أيب ثابت ( كان ُمدل ً‬
‫‪ -3‬ويقـ ــول ابن حجـ ــر‪ :‬حـ ــبيب بن أيب ثـ ــابت الكـ ــويف (ت ابعي مش هور يك ثر‬
‫التدليس وصفه بذلك بن خزيمة والدار قطني وغيرهما)(‪.)3‬‬
‫الس نة‬
‫‪ -4‬ويقـ ــول صـ ــاحب كتـ ــاب (ابن قيم الجوزي ة وجه وده في خدم ة ّ‬
‫النّبوية)‪( :‬ح بيب بن أبي ث ابت ُم َدلِّس يُكثِ ُر من الت دليس‪ ،‬فتك ون ه ذه ِعلَّة تمن ع‬
‫من صحة سنده)(‪.)4‬‬
‫وأم ــا م ــا ج ــاء يف حبار األن ــوارـ فال يص ــح ش ــيءٌ من أخب ــاره أي م ــا قي ــل يف ش ــأن‬
‫ســلمان الفارســي رضــي اهلل عنــه‪ ،‬وال يعتقــد هــذا أحـ ٌد أن ســلمان يُــديل مبا قيــل عنــه أنــه‬
‫ضـاعون‪،‬ـ‬ ‫قاله أمام أيب بكر الصديق رضي اهلل عنه وأن علياً هــو املســتحق إال الشــيعة الو ّ‬
‫فلهذا قال اإلمام الــذهيب رمحه اهلل يف املنتقى‪:‬ـ (وعالمة صحة الحديث عند الرافضي‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬الكــىن واألمساء‪ ،‬مســلم بن احلجــاج أبــو احلســن القشــريي النيســابوري (ت‪261 :‬ه ــ)‬
‫حتقيـ ـ ــق‪ :‬عبـ ـ ــد الـ ـ ــرحيم حممـ ـ ـ ــد أمحد القشـ ـ ـ ــقري‪ ،‬الناشـ ـ ــر‪ :‬عمـ ـ ــادة البحث العلمي باجلامعـ ـ ــة‬
‫اإلســالمية‪ ،‬املدينــة املنــورة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ )1/87( ،‬ط‪1/1404‬ه‪1984 ،‬م‪،‬‬
‫وانظ ـ ــر‪ :‬س ـ ــؤاالت أيب عبي ـ ــد اآلج ـ ــري أب ـ ــا داود السجس ـ ــتاين يف اجلرح والتع ـ ــديل أليب داود‬
‫السجستاين (‪.)1/156‬‬
‫‪2‬‬
‫() – أمساء املدلســني‪ ،‬عبــد الــرمحن بن أيب بكــر‪ ،‬جالل الــدين الســيوطي (ت‪911 :‬ه ــ) بتحقيــق‪:‬‬
‫حمم ــود حمم ــد حمم ــود حس ــن نص ــار‪ ،)1/36/7 ( ،‬الناش ــر‪ :‬دار اجلي ــل – ب ــريوت‪ ،‬ط‪ /1‬ب ــدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬تعريف أهل التقديس مبراتب املوصوفني بالتــدليس‪ ،‬أبــو الفضــل أمحد بن علي بن حممــد‬
‫بن أمحد بن حجـ ــر العسـ ــقالين (ت‪852 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬د‪ .‬عاصـ ــم بن عبداهلل القري ــويت‪( ،‬‬
‫‪ )1/37‬الناشر‪ :‬مكتبة املنار – عمان‪ ،‬ط‪1/1403‬ه‪1983-‬م‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() ‪ -‬ابن قيم اجلوزيــة وجهــوده يف خدمــة الســنة النبويــة وعلومهــا‪ ،‬مجال بن حممــد الســيد (‬
‫‪ )2/433‬الناشـر‪ :‬عمـادة البحث العلمي باجلامعـة اإلسـالمية‪ ،‬املدينـة املنـورة‪ ،‬اململكـة العربيـة‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪1/1424‬ه‪2004-‬م‪.‬‬
‫وافق َهواه)(‪.)1‬‬
‫أن يُ َ‬
‫الش‪8‬يعة في مس‪88‬ائل‬
‫المبحث الثالث‪ :‬م‪88‬وارد ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون من كتب ّ‬
‫أهل البيت‬
‫وتحته مطلبان‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون في زعم ه أن أه ل ال بيت‬
‫وعلي والحسن‪ ‬والحسين كما في اعتقاد‬
‫خمسة‪ ،‬وهم النبي ‪ ‬وفاطمة ّ‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون من كتب الش يعة في غل ّوه‬
‫في الحسين رضي اهلل عنه وزعمه أن مقتله كان حافظ اً للرسالة المحمدية‬
‫كما يعتقده الشيعة اإلمامية االنثى عشرية‪.‬‬

‫()‪ -‬املنتقى من منهــاج االعتــدال يف نقض كالم أهــل الــرفض واالعــتزال للــذهيب‪)1/422 ( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفصل الثالث يف إمامة علي‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬مثال على ما ذك""ره ل""ويس ماس""ينيون في زعم""ه أن أه""ل ال""بيت‬
‫خمسة‪ ،‬وهم النبي ‪ ‬وفاطمة وعل ّي والحسن‪ ‬والحسين كما في اعتقاد الشيعة‬
‫نق ــل ل ــويس ماس ــينيونـ اإلمجاع املزع ــوم ال ــذي ّادع ــاه الش ــريف الرض ــي يف كتاب ــه‬
‫وس ِّنيِّين‬
‫حقــائق التأويــل حيث يقــول ماســينيون‪:‬ـ (المؤرخون والمفسرون بين شيعة ُ‬
‫ق د أجمع وا على أن المناقش ة ال تي دارت بين محم د وبين نص ارى نج ران س نة‬
‫‪10‬ه س نة‪631‬م‪ ،‬وأن الخمس ره ائن ال تي أعلنه ا بقول ه من بين أهل ه ك انوا‪:‬‬
‫الحسن والحسين (= أبنائنا)‪ ،‬وفاطمة (= نسائنا‪ ،‬كذا!!)‪ ،‬وعلي ومحمد نفسه‬
‫(= أنفسنا!!)(‪.)1‬‬
‫نم""ا ِذج من م""وارد ل""ويس ماس""ينيون من كتب الش""يعة في اعتق""اده أن أه""ل‬
‫البيت خمسة‬
‫من الواضـ ـ ــح أن نقـ ـ ــول إن ماسـ ـ ــينيون نقـ ـ ــل أفكـ ـ ــاره وآراءه الشـ ـ ــيعيةـ الـ ـ ــيت ّادعى‬
‫اإلمجاع فيه ــا من الش ــريف الرض ــى يف كتاب ــه (حق ائق التأويل) العتم ــاده الكث ــري على‬
‫مؤلفاته وعلى هذا فقد جاء يف هذا الكتاب حنوه‪:‬‬
‫الرضى(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬حقائق التأويل في متشابه التّنزيل‪ ،‬للشريف ّ‬
‫والرواة أطبق وا على أن رس ول‬
‫الرضــي‪( :‬إ ّن العلماء أجمع وا ّ‬
‫يقــول الشــريف ّ‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وآله لما قدم عليه وفد نصارى نجران‪ ،‬وفيهم األسقف "وهو‬

‫() – شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬وهو عبارة عن جمموعة حبوث لويس‬ ‫‪1‬‬

‫ماسينيون اجلامعة‪ ،‬مجعها وكتبها وقام برتمجتها عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ط‪:2‬ـ ‪1964‬م‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار النهضة العربية‪( .‬ص‪.)162‬‬
‫‪2‬‬
‫() – يقول الذهيب رمحه اهلل تعاىل عنه‪ :‬محمد بن الحسين بن موسى الشريف الرضى أبو‬
‫الحسن‪ ،‬شاعر بغداد‪ ،‬رافضي جلد (ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب ‪ ،)3/523‬وهــو حممــد بن أيب‬
‫أمحد احلسـ ـ ــيين‪ 359( ‬ه ـ ـ ــ‪.‬ق‪ 406 – .‬ه ـ ـ ــ‪.‬ق‪ ).‬املكـ ـ ــىن بـ ـ ــأيب احلسـ ـ ــني وامللقب بالرض ـ ــي‪،‬‬
‫واملعــروف بالســيد الرضــي‪ ،‬من كبــار علمــاء‪ ‬الشــيعة‪ ،‬ومن أكــرب شــعراء‪ ‬الطــالبيني‪ ‬يف عصــره‪،‬‬
‫بــل هــو أكــرب شــعراء عصــره على اإلطالق‪ ،‬وقــد اشــتهر بالزهــد والتقــوى على طريقــة شــيعية‬
‫وكمال النفس ومجال اخلُلق كما يـرى الشـيعة‪ ،‬وكـان مبجال لـدى العـام واخلاص‪ ،‬وقـد تـويف‬
‫يف‪ ‬بغــداد‪ ،‬ومــزاره مشــهور يف حملــة الكــرخ يف بغــداد يــزوره مجيــع الشــيعة وأهــل البــدع وهــو‬
‫جــامع كالم‪ ‬اإلمــام علي رضــي اهلل عنــه يف كتــاب‪ ‬هنج البالغة‪ ،‬الــذي كــذب الشــيعة أنــه من‬
‫كالم علي بن أيب طــالب (انظــر بتصــرف‪ :‬موقــع ويكي شــيعة‪ ،‬املوســوعة االلكرتونيــة ملدرســة‬
‫أهل البيت)‪.‬‬
‫والس يد والع اقب وغ يرهم من رؤس ائهم‪ ،‬ف دار بينهم وبين‬
‫أب و حارث ة بن علقم ة" ّ‬
‫رسول اهلل في معنى المسيح (ع) ما هو مشروح في كتب التّفاسير وال حاجة بنا‬
‫إلى استقصاء شرحه ألنه خارج عن غرضنا في هذا الكتاب ‪-‬‬
‫قلت‪ :‬ويقصد كتابه هذا (حقائق التّأويل)‪.‬‬
‫ُ‬
‫فلما دعاهم صلى اهلل عليه وآله إلى المالعنة‪ ،‬أَق َ‬
‫ْع َد بين يديه أمير المؤمنين‬
‫ومن ورائه فاطمة‪ ،‬وعن يمينه الحسن‪ ،‬وعن يساره الحسين‪ ،‬عليهم الس الم‬ ‫عليا‪ِ ،‬‬
‫ً‬
‫أجمعين‪ ،‬ودع اهم ه و ص لى اهلل علي ه وآل ه إلى أن يالعن وه‪ ،‬ف امتنعوا من ذل ك‬
‫ص ْدقه وك ذبهم‪ ،‬وك ان ُدع اء األبن اء‬ ‫خوفً ا على أنفس هم‪ ،‬وإش فاقًا من ع واقب ِ‬
‫ودعاء النّساء َمصروفًا إلى فاطمة‬
‫َمصروفًا إلى الحسن والحسين عليهما السالم‪ُ ،‬‬
‫الس الم‪ ،‬إذ ال أحد‬
‫السالم‪ ،‬ودعاء األنفس مصروفًا إلى أمير المؤمنين عليه ّ‬
‫عليها ّ‬
‫توج ًه ا إليه غيره أل ّن ُدعاء اإلنسان نفسه ال‬
‫في الجماعة يجوز أن يكون ذلك ُم ّ‬
‫يصح‪ ،‬كما ال يصح أن يأمر نفسه)(‪.)1‬‬
‫مث يــأيت املؤلّــف لِيُؤ ّـكـد على ّادعائــه الــذي ّادعــاه يف قولــه‪...( :‬كم ا ال يص ح أن‬
‫قلت‪ :‬ويقصد بـ (نفسه) النّ ـ ــيب ‪ ،‬أم ـ ــا م ـ ــا يقص ـ ــده ب ـ ــاملقطع ال ـ ــذي‬
‫ي أمر نفسه)‪ُ ،‬‬
‫الصفحة نفسها شارحاً مضامينهـ حيث‬ ‫خصصناه بني قوسني آنفاً‪ ،‬فقد ذكر يف هامش ّ‬ ‫ّ‬
‫يقول‪( :‬ولم يَ ْدع النّبي صلى اهلل عليه وآله أح ًدا غير علي (ع) من بني هاشم وال‬
‫الص حابة‪ ،‬كم ا لم يَ ْدع غ ير فاطم ة من النّس اء وغ ير الحس ن والحس ين من‬
‫من ّ‬
‫نص عليه المؤرخون وعلماء التفسير)(‪ ،)2‬انتهىـ كالمه‪.‬‬
‫البنين‪ ،‬على ما ّ‬
‫‪ -2‬كتاب اإلرشاد‪ ،‬للشيخ املفيد(‪.)3‬‬
‫() – حقــائق التأويــل يف متشــابه التنزيــل تــأليف الســيد الشــريف الرضــي (ت ‪،)406‬ـ شــرحه‬ ‫‪1‬‬

‫العالمة األستاذ حممد الرضا آل كاشف الغطاء دققته دار املهاجر للطباعة‪ .‬والنشر‪ .‬والتوزيع‬
‫‪1354‬ه‍‪ ،‬ص (‪.)110-109‬‬
‫() – حقائق التأويل‪ ،‬شريف الرضى هامش ص (‪.)110‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬محمد بن محمد بن النعمان‪ ،‬أبــو عبــد اهلل بن املعلم الرافضــي امللقب بالشــيخ املفيــد‪،‬‬
‫ل ــه تص ــانيف كث ــرية يف الطّعن على ال ّسـ ـلف‪ ،‬م ــات س ــنة ثالث عش ــرة وأربعمائ ــة‪ ،‬وك ــان ذا‬
‫يقـ ــول الشـ ــيخ املفيـ ــد الشـ ــيعي‪:‬ـ (إن اهلل تع الى حكم في آي ة المباهل ة ألم ير‬
‫الس الم بأن ه نفس رس ول اهلل صلى اهلل علي ه وآله!‪ ،‬كاش ًفا بذلك‬
‫المؤم نين عليه ّ‬
‫الس الم في الكمال والعصمة‬ ‫عن بلوغه نهاية الفضل‪ ،‬ومساواته للنّ بي عليه وآله ّ‬
‫قارب ِس نهما ُحجة لنبيّ ه‬
‫من اآلثام‪ ،‬وأن اهلل جل ذكره جعله وزوجته وولديه مع تَ ُ‬
‫ص على الحكم ب أن الحس ن والحس ين‬ ‫الس الم وبُرهان ا على دين ه‪ ،‬ونَ ّ‬
‫علي ه وآل ه ّ‬
‫إليهن ال ّذكر والخط اب في‬
‫المتوج ه ّ‬‫ّ‬ ‫الس الم نس اؤه‬
‫أبن اؤه‪ ،‬وأن فاطم ة عليه ا ّ‬
‫ال ّدعاء إلى المباهلة واالحتجاج‪ ،‬وهذا فضل لم يُ ْش ِر ْكهم فيه أح ٌد من األمة‪ ،‬وال‬
‫قاربهم فيه وال ماثَلهم في معناه‪ ،‬وهو ِ‬
‫الح ق بما َت َق ّدم من َمناقب أمير المؤمنين‬ ‫َ‬
‫السالم الخاصة له على ما ذكرناه‪()1(.‬‬‫عليه ّ‬
‫وسيأيت الرتجيح على مزاعم لويس ماسينيون والشيعةـ يف حصــر أهــل الــبيت على‬
‫مخسة أشخاص دون غريهم يف املبحث الثالث من الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫عظمــة وجاللــة يف دولــة عضــد الدولــة‪( ،‬مــيزان االعتــدال يف نقــد الرجــال‪ ،‬للــذهيب (‪،)4/26‬‬
‫ويق ــول أيض ـاً‪ :‬حمم ــد بن حمم ــد بن النعم ــان الش ــيخ املفي ــد‪ ،‬ع ــامل الرافض ــة أب ــو عب ــد اهلل ابن املعلم‬
‫ص ــاحب التص ــانيف البدعي ــة‪ ،‬وهى مائت ــا مص ــنف‪ ،‬طعن فيه ــا على الس ــلف‪ ،‬ول ــه ص ــولة عظيم ــة‬
‫بســبب عضــد الدولــة شــيعته مثانون ألــف رافضــي‪ ،‬مــات ســنة ثالث عشــرة وأربعمائــة‪( ،‬املرجــع‬
‫السابق‪.)4/30 ،‬‬
‫() – اإلرش ــاد يف معرف ــة حجج اهلل على العبـ ــاد أليب عبـ ــد اهلل حمم ــد بن حمم ــد بن النعم ــان‬ ‫‪1‬‬

‫العكربي البغــدادي الشـيخ املفيـد (‪ 413-336‬ه‍)‪،)160-1/169( ،‬ـ حتقيــق مؤسسـة آل‬


‫الــبيت (ع) لتحقيــق الــرتاث دار املفيــد طباعــة ‪ -‬نشــر ‪ -‬توزيع‪ ،‬ط‪ /1‬ســنة الطبــع‪1414:‬ه‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مثال على ما ذكره ل""ويس ماس""ينيون من كتب الش""يعة في‬
‫غل ّوه في الحسين رضي هللا عنه وزعمه أن مقتله كان حافظ "ا ً للرس""الة المحمدي""ة‬
‫كما يعتقده الشيعة اإلمامية االثني عشرية‬
‫ينقــل البــاحث ال ّشـيعيـ أنــور راجي هيفــا قــول لــويس ماســينيونـ من كتب ال ّشـيعة‬
‫ـاألخص مقتــل احلســني رضــي اهلل عنــه بــدعوى أن مقتلــه كــان حافظـاً‬
‫ّ‬ ‫يف أهــل الــبيت وبـ‬
‫أساسياً للدين اإلسالمي‪.‬ـ‬
‫المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون ه ذه‬
‫فيق ــول أن ــور راجي‪( :‬وق د أيّ د ُ‬
‫الحقيقة‪-‬‬
‫مث يســرد قــول ماســينيونـ أنــه قــال‪( :‬إ ّن الموت العنيف الذي القاه أهل البيت‬
‫الزه راء؛‬
‫قب ل ك ربالء وفي ك ربالء‪ ،‬ه و الخي ار الوحي د ال ذي رض يت ب ه فاطم ة ّ‬
‫وذل ك لض مان اس تمرار رس الة أبيه ا النّبوية(‪ ))1‬مث يُعلّــق أنــور راجي قــول ماســينيونـ‬
‫الزه راء رض ي اهلل عنه ا‬
‫الس يدة ّ‬
‫شـ ــارحاً مضـ ــامينهـ حيث يقـ ــول‪( :‬على اعتب ار أ ّن ّ‬
‫ك انت َت ْعلم عن طري ق أبيه ا ص لوات اهلل وس المه علي ه ك ل م ا س يحل ب ذريتها‬
‫ٍ‬
‫وعذاب ٍ‬
‫وقتل من بعدها(‪.))2‬‬ ‫المق ّدسة ِمن تَ ٍ‬
‫شريد‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫نما ِذج من موارد لويس ماسينيون من كتب الشيعة في هذه المزاعم العقدي""ة‬
‫الشيعية‬
‫‪ -1‬ص حيفة ن ور‪ ،‬ل ـ ــروح اهلل بن الس ـ ــيد مص ـ ــطفى بن الس ـ ــيد أمحد املوسـ ــوي‬
‫املعروف باإلمام اخلميين‪.‬‬
‫فق ــد ج ــاء يف قول ــه‪( :‬وأولئ ك ال ذين يمنع ون الن اس عن إقام ة مج الس ع زاء‬
‫الس الم‪ .....‬وال يُدركون أن هذه المجالس هي التي حفظت‬
‫الش هداء عليه ّ‬
‫سيد ّ‬

‫()– جملــة النّب ــأ‪ -‬الع ــدد‪ -66-‬حمرم ‪1423‬ه بعن ــوان‪ :‬ك ــربالء‪...‬منـ تراجي ــديا الصــورة إىل‬ ‫‪1‬‬

‫فلسفة احلركة‪ ،‬الكاتب‪ ،‬أنور راجي هيفا‪ ،‬مبحث‪ :‬ال ّشـهادة الــيت هـّـزت ضــمري األحــرار‪ ،‬ص‬
‫(‪.)11‬‬
‫رابط التحميل‪http://annabaa.org/nba66/karblaa.htm :‬‬
‫()– نفس املرجع‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫مدرس ة س يد الش هداء علي ه الس الم الى يومن ا ه ذا‪ ،‬وال ريب أن ه ذه المج الس‬
‫والمآتم والتّعزية والمصائب حفظت اإلسالم طوال ألف وأربعمائة سنة)(‪.)1‬‬
‫إسالما‬
‫الش هداء لكان إسالمنا اليوم ً‬ ‫ويقول اخلميــين أيضـاً‪...( :‬ولوال وجود سيد ّ‬
‫الحسين اإلسالم‪ ،‬فعلينا أن ال نَ ْس كت‬ ‫ِ‬
‫إسالما ُح َسْينًيا‪ ,‬ولقد أنقذ اإلمام ُ‬
‫طاغوتيا وليس ً‬
‫ً‬
‫أمام هذه العظمة وهذا ال ّشموخ‪ ،‬علينا أن نخطب ونعتلي المنابر كل يوم ليحفظ هذه‬
‫وبقاء)(‪.)2‬‬
‫المدرسة وهذه الن َّْهضة التي رهن لوجود الحسين‪ ،‬حرك ًة ً‬

‫‪1‬‬
‫() – صــحيفة نــور‪ ،‬روح اهلل بن الســيد مصــطفى بن الســيد أمحد املوســوي‪ ،‬املعــروف بــاخلميين‪( ،‬‬
‫‪ ،)8/70‬و ص ( ‪ ،)75‬وانظـر‪ ،)16/208 ( :‬وانظـر‪ ،)10/31 ( :‬وانظـر‪،)3/266 ( :‬ـ وانظـر‪:‬‬
‫( ‪.)8/70‬‬
‫قلت‪ :‬وه ذا الكتاب عب ارة عن مجموعة ص حيفة المؤلفة من ‪ 22‬جملــداً و الــيت تــروي كلمــات‬
‫ُ‬
‫اخلميــين ورسـائله يف الفــرتة مـابني ‪24/3/1360‬هـ ش‪،‬و ‪23/10/1360‬هـ ش‪1981 /‬م و الـيت‬
‫السابع من‬‫الشهداء‪ّ ،‬‬ ‫تشمل املوضوعات التالية‪ :‬اجليش‪ ،‬أعداء الثورة‪ ،‬رجال ال ّدين و بين صدر‪ ،‬أسر ّ‬
‫ت ــري‪ ،‬حمم ــد منتظ ــري‪ ،‬آي ــة اهلل ص ــدوقي‪ ،‬ي ــوم الق ــدس‪ ،‬االس ــتكبار‪ ،‬استش ــهاد علي قدوس ــي‪ ،‬وحي ــد‬
‫دس ــتكردي‪ ،‬الث ــامن من ش ــهريور واستش ــهاد رج ــائي وب ــاهنر‪ ،‬احلج ــاج‪ ،‬استش ــهاد آي ــة اهلل م ــدين‪،‬‬
‫استشــهاد القــادة العســكريني‪ ،‬عيــد األضــحى‪ ،‬آيــة اهلل خــامنئي والوحــدة‪ ،‬ويف منتهي الكتــاب قائمــة‬
‫لآليات والروايات وقائمة لألعالم واألماكن واملوضـوعات‪ ،‬و قـد جـاء بشـكل خمتل ٍـط‪ ،‬انظـر‪( :‬املوقـع‬
‫اإلعالمي لثقافة اإليثار والشهادة)‪ ،‬تاريخ الزيارة‪13/5/1435 :‬ه ‪ ،‬الرابط‪/‬‬
‫?‪http://www.navideshahed.com/ar/index.php‬‬
‫‪.Page=definition&UID=449‬‬
‫() – املرجع السابق‪.)8/70( ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫ال""رّد على أق""وال ماس""ينيون والش""يعة في تعليقهم مقت""ل الحس""ين بن علي‬
‫رضي هللا عنه بحفظ الدين اإلسالمي‬
‫والعجيب يف هــذه العبــارات أن يكــونـ مقتــل احلســني رضــي اهلل عنــه هــو الســبب‬
‫الرئيســي لبقــاء اإلســالم وحفظــه‪ ،‬واهلل تبــارك وتعــاىل يقــول يف كتابــه الكــرمي‪ :‬ﭽﮗ" ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ" ﭼ(‪ )1‬يقول عبد الرمحن السعدي رمحه اهلل يف تفسري هذه اآلية‪،‬‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫("إِنَّا نَ ْح ُن نزلْنَ ا ال ِّذ ْك َر" أي‪ :‬الق رآن ال ذي في ه ذك رى لك ل ش يء من‬
‫"وإِنَّا لَ هُ لَ َح افِظُو َن"‬
‫المس ائل وال دالئل الواض حة‪ ،‬وفي ه يت ذكر من أراد الت ذكر‪َ ،‬‬
‫أي‪ :‬في ح ال إنزال ه وبع د إنزال ه‪ ،‬ففي ح ال إنزال ه ح افظون ل ه من اس تراق ك ل‬
‫ش يطان رجيم‪ ،‬وبع د إنزال ه أودع ه اهلل في قلب رس وله‪ ،‬واس تودعه فيه ا ثم في‬
‫قل وب أمت ه‪ ،‬وحف ظ اهلل ألفاظ ه من التغي ير فيه ا والزي ادة والنقص‪ ،‬ومعاني ه من‬
‫التب ديل‪ ،‬فال يح رف مح رف مع نى من معاني ه إال وقيّض اهلل ل ه من يُ بيّن الح ق‬
‫المبين‪ ،‬وهذا من أعظم آيات اهلل ونعمه على عباده المؤمنين‪ ،‬ومن حفظه أن اهلل‬
‫عدوا يجتاحهم)(‪.)2‬‬
‫يحفظ أهله من أعدائهم‪ ،‬وال يسلط عليهم ًّ‬
‫تكفل من أنزله بحفظه كما قال تعالى‪" :‬إِنَّا نَ ْح ُن‬
‫ويقول يف موضع آخر‪( :‬قد َّ‬
‫الذ ْك َر َوإِنَّا لَهُ لَ َحافِظُو َن")(‪.)3‬‬
‫نزلْنَا ِّ‬
‫فبه ــذه األدل ــة نعلم من خالهلا َمن املكلَّف حبف ــظ الـ ـ ّدين‪ ،‬وم ــا هي آلي ــات حف ــظ‬
‫الدين‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعاىل هو املكلّف حبفظ هذا الــدين من التحريــف والضــياع‪،‬ـ كمــا‬
‫حصل لألديـان السـماوية السـابقة من التحريـف والضـياع‪،‬ـ فقـد أىب اهلل تعـاىل أن حيصـل‬
‫مثله يف هذا الدين‪ ،‬وأما حُم ِّرك احلفظ الــذي بني أيــدي البشــر على أرض اهلل هــو القــرآن‬

‫()‪ -‬سورة احلجر‪ :‬اآلية (‪.)٩‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -)( 2‬تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان‪ ،‬عبد الرمحن بن ناصر بن عبد اهلل السعدي‪،‬‬
‫بتحقيق‪ :‬عبد الرمحن بن معال اللوحيق‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪( ،)1/429( ،‬ط‪1/1420‬ه)‪.‬‬
‫‪ -)( 3‬املرجع السابق‪.)1/750( ،‬‬
‫الكرمي مث السنة النبوية‪،‬ـ مِلَ ال وقد وصانا نبيّنا حممــد ‪ ،‬فقــال‪( :‬تركت فيكم أمرين‬
‫لن تضلوا ما تمسكتم بهما‪ :‬كتاب اهلل وسنة نبيه)(‪.)4‬‬
‫وأدى تلك‬ ‫واألمني العام له أي هلذا احلفظ هو النيب حممد ‪ ‬الذي بلّغه لنا عن اهلل ّ‬
‫ومن مل يرض هبا فله الشقاء والعياذ باهلل‪.‬‬ ‫األمانة بوجه خالص‪ ،‬فمن رضي هبا فله اجلنة‪َ ،‬‬
‫روجـ ــوا عقائـ ــدهم ِمن َّ‬
‫أن مقتـ ــل احلسـ ــني هـ ــو املعيـ ــار‬ ‫وم ِّ‬
‫ومـ ــا ذهب إليـ ــه الشـ ــيعة ُ‬
‫نط ــق لـ ــه وال دليـ ــل نقلي وال عقلي‪ ،‬وه ــل ِمن‬ ‫األساسـ ــي حلفـ ــظ الـ ــدين فهـ ــو كالم ال َم ِـ‬
‫عالق ــة حف ــظ ال ــدين مبقت ــل احلس ــني رض ــي اهلل عن ــه‪ ،‬ول ــو ك ــان ملقت ــل احلس ــني س ــبيل إىل‬
‫حف ــظ ال ــدين لَ َس ـ َم َح اهللُ أن يك ــون مقت ــل النيب ‪ ‬أوىل حفظ ـاً لل ــدين‪ ،‬ومن املعل ــومـ أن‬
‫ـدو عنيـ ــد من أعـ ــداء الرسـ ــل يف إمكاني ـ ـةـ قتلهم س ــوى‬ ‫الرسـ ــل مل تُتـ ــاح الفرصـ ــة ألي عـ ـ ّ‬
‫األنبيـاء‪ ،‬إذاً فيُعلم أ ْن ال عالقـة ملقتـل احلسـني حبفـظ الـدين‪ ،‬وال مقتـل رجـل صـاحل آخـر‬
‫مرتبــط حبفــظ الــدين‪ ،‬وأفضــل فُــرص ألعــداء اإلســالم أن يــروا بدع ـةً مــا‪ُ ،‬تتّخــذ وســيلة‬
‫للــدعوة اإلســالمية‪،‬ـ ألهنم يعرفــون أن أكــرب خطــر يف عــدم احتمــال بقــاء صــفاء العقيــدةـ‬
‫اإلس ــالمية ه ــو إدراج بعض األعم ــال البدعيـ ـةـ يف اإلس ــالم ب ــدعوى حت ُّسـ ـنها وميكن أن‬
‫س نات)‪ ،‬وه ــذا ال ــذي ج ــرى للبعض ح ــىت ق ــالوا بالبدع ــة احلس ــنة‪ ،‬ألن‬
‫بالم َح ِّ‬
‫نس ـ ّـميها ( ُ‬
‫ظاهره ــا حس ــن‪ ،‬ألهنم ال ي ــرون هبا بأس ـاً‪ ،‬بع ــد ت ــزيني الش ــيطان لظ ــاهر تل ــك األعم ــال‪،‬‬
‫صـد عن ســبيل اهلل‪ ،‬وقـد رأى أعــداء اإلســالم أن األعمـال البدعيــة الــيت‬ ‫فتكون النتيجة ال ّ‬
‫اخّت ذها الشــيعة يف مقتــل احلســني فرصـةً‪ ،‬فقابلوهــا بــالرتويج بالنّيابــة‪ ،‬وإال فكيــف يصــلح‬
‫أن تك ــونـ ال ــدعوة ع ــرب وس ــيلة التعب ــري عن مقت ــل احلس ــني‪ ،‬وت ــرتيب الدعاي ــة واإلعالن‬
‫اخلاصــة بــذلك بــدعوى أن ذلــك وســيلة من وســائل الــدعوة‪ ،‬واعتقــد أن الطريــق مل يــزل‬

‫‪4‬‬
‫()‪ -‬أخرجـ ــه مالـ ــك يف املوطـ ــأ‪ ،‬وهـ ــو مالـ ــك بن أنس بن مالـ ــك بن عـ ــامر األصـ ــبحي املدين‪،‬‬
‫بتحقي ــق‪ :‬حمم ــد مص ــطفى األعظمي‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مؤسس ــة زاي ــد بن س ــلطان آل هني ــان لألعم ــال‬
‫اخلرييـ ـ ــة واإلنسـ ـ ــانية ‪ -‬أبـ ـ ــو ظـ ـ ــيب – اإلمـ ـ ــارات‪( ،)5/1323/3338 ( ،‬ط‪1/1425‬ه)‪،‬‬
‫وأخرجـ ــه أبـ ــو مصـ ــعب الزهـ ــري‪ 1874 ،‬يف اجلامع؛ واحلدثاين‪645 ،‬يف اجلامع‪ ،‬كلهم عن‬
‫مالك به‪.‬‬
‫حكم احلديث‪( :‬حســن) انظــر‪ :‬مشــكاة املصــابيح‪ ،‬حملمــد بن عبــد اهلل اخلطيب العمــري التــربيزي‪،‬‬
‫بتحقيق‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين‪.)1/66/186 ،‬‬
‫ص ـلوا إىل التفقُّه يف فقــه النّــوازل اخلاص بوســائل الــدعوة وأســاليبهاـ‬
‫بعيــداً للشــيعة أن يتو ّ‬
‫بطرقها املختلفة ِوفق املنهج السليم ‪ -‬الكتاب والسنة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬موارد لويس ماسينيون في التّصوف‬
‫وتحته ثالثة مطالب‪:‬‬
‫الص وفية في أن (عقيدة‬
‫المطلب األول‪ :‬مثال على ما ذكره لويس ماسينيون من كتب ّ‬
‫الصوفية والشيعة تفتح لهم الباب إلى علم الغيب‪.‬‬
‫الصوفية التي يعتقدها ّ‬
‫الجفر) ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مثال على ما ذكره لويس ماسينيون في أ ّن وحدة الوجود أقرب‬
‫المذاهب لل ّدين!‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون وإعجاب ه ببعض المص طلحات‬
‫الصوفي‪.‬‬
‫الصوفية ومنها "مصطلح علم القلوب" ّ‬
‫توطئة المبحث الرابع‬
‫قد يسأل سائل عن ما عالقة التّصوف بالتّشيع وحنن نتناول دراسة مقارنة بني التشيع‬
‫واالستشراق الفرنسي؟‪.‬‬
‫َّصوف وإدراجه ضمن هذا البحث يرجع سببه‬ ‫مستقل يف الت ُّ‬
‫ٍّ‬ ‫َّ‬
‫إن مناسبةـ وضع مبحث‬
‫التصوف بالتشيُّع‬
‫إىل وجود عالقة مباشرة وقدمية بني التصوف والتّشيع‪ ،‬وعالقة ّ‬
‫تالزم من النّاحية العقدية‪ ،‬وقد كاد اإلمجاع أن ينعقد يف ذلك باعرتاف سلف‬ ‫عالقة ُ‬
‫السنة واملتأخرين على ح ّد سواء‪ ،‬وكذلك باعرتاف الشيعة أنفسهم‪،‬‬ ‫األمة من أهل ّ‬
‫ف ألحد الباحثين من علماء أهل‬ ‫والشاهد على قويل هذا‪ ،‬سوف أستشه ُد بِم َؤلَّ ٍ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫شيعة‪.‬‬ ‫ف آخر ألحد كبار الباحثين ال ّ‬ ‫السنة‪ ،‬وبم َؤلَّ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬ففي عام ‪1411‬ه صدرت رسالة جامعية ُموفّقة يف جامعتنا اجلامعة اإلسالميةـ‬
‫باملدينة املنورة‪ ،‬بعنوان (العالقة بين التشيع والتصوف) للباحث فالح بن إمساعيل‬
‫الرسالة هو رسالة دكتوراه نال هبا الباحث درجة الدكتوراه يف‬ ‫بن أمحد‪ ،‬وأصل تلك ّ‬
‫قسم العقيدةـ بكلية الدعوةـ وأصول ال ّدين‪ ،‬حيث أجاد الباحث وأفاد إ ْذ أثبت يف‬
‫رسالته القيّمة عالقة التّشيع بالتّصوف وأوجه التّالزم العقدي بني الفريقني‪ ،‬جزى اهلل‬
‫واستدالل مبا فيه الكفاية إلثبات العالقة‬
‫ٌ‬ ‫استِ ْش َه ٌ‬
‫اد‬ ‫عنّا الباحث خري اجلزاء‪ ،‬ففي هذا ْ‬
‫املعنَِينْي ‪.‬‬
‫بني الفريقني ْ‬
‫(الصلة بين‬
‫‪ -2‬مث يأيت وجه املضاد ملا سبق ذكره حيث صدر كتاب بعنوانـ ّ‬
‫التّصوف والتّشيّع) للباحث املعروف الدكتور كامل مصطفى ّ‬
‫الشييب‪ ،‬وهو عراقي‬
‫الشيعة‪ ،‬أخذ درجة الدكتوراهـ يف الفلسفة يف جامعة‬
‫األصل وأحد كبار الباحثني ّ‬
‫(كمبردج)‪ ،‬وأستاذ الفلسفة اإلسالمية يف كلية اآلداب جبامعة بغداد‪ ،‬طبع كتابه‬
‫املذكور يف طبعته األوىل ببغداد عام ‪1964-1963‬م وخرج يف ثالثة أجزاء‪ ،‬مث‬
‫أُعيدت الطبعة الثانيةـ بالقاهرة عام ‪1969‬م فخرج جزئني‪ ،‬مث الطبعة الثّالثة ببريوت‬
‫عام ‪1982‬م فخرج الكتاب جزئني أيضا بعد إضافة التّعديالت اليت تتوافق مع آراء‬
‫واعتقادات املؤلّف‪.‬‬
‫الشييب لطوائف‬
‫أشرت إىل انتماء الدكتور كامل مصطفى ّ‬ ‫ُ‬ ‫وهذا الكتابـ كما سبق أن‬
‫الشيعة والتّصوف معاً‪ ،‬والذي اشتغل يف كثري من البحوث حول الدفاع عن الشيعة‬ ‫ّ‬
‫والتّصوف يف مجيع األصعدة‪ ،‬وهو أيضا ًمن الذين ساندوا املستشرق لويس ماسينيونـ‬
‫والصوفية تار ًة أخرى‪ ،‬ويبدوا ذلك جلياًّ يف كتاباته‪،‬‬
‫الشيعية تار ًة ّ‬
‫دعماً وتقييماً آلرائه ّ‬
‫(الصلة بين التّصوف والتّشيع) فإنه كان حامالً نفس الفكرة‬
‫أما كتابه هذا وأعين ّ‬
‫احملسنات األجنبية‬
‫الشيعيةـ وإثبات من جهة أخرى ّ‬
‫يف حماولة للدفاع عن العقيدة ّ‬
‫الشييب نفسه‪،‬‬
‫والشيعيةـ حسب قول الدكتور ّ‬
‫الصوفية ّ‬
‫واملتسربة إىل العقيدة ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ّدارجة‬
‫والشاهد بوجود عالقة تالزم بني التصوف والتشيع‪ ،‬فإن مصطفى الشِّييب أدرج مجلة‬
‫ّ‬
‫شيعيّة في التّصوف) بعد اسم كتابه مباشر ًة‪ ،‬ليكون اسم الكتاب كامالً‪:‬‬
‫(العناصر ال ّ‬
‫شيعية في التّصوف)‪.‬‬ ‫(الصلة بين التّصوف والتّشيع‪ -‬العناصر ال ّ‬
‫ّ‬
‫والصوفية‪،‬ـ فلم َيعُد‬
‫الشيعة ّ‬‫أثبت فيها العالقة بني ّ‬
‫فبعد هذه اجلولة العلمية املفيدةـ اليت ُّ‬
‫حبجة‬
‫التصوف وربطه بالتشيّع‪ّ ،‬‬ ‫هناك بأساً أن أُدرج مبحثاً مستقالًّ للتحدُّث عن ّ‬
‫أخرى أن لويس ماسينيون مجع بينهما أي بني التصوفـ والتشيع‪ ،‬وقد سبق ثَْبت‬
‫ذلك عند التعريف بسريته من الناحية العلمية والعملية وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫الص‪8‬وفية في أن‬
‫المطلب األول‪ :‬مثال على ما ذك‪88‬ره ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون من كتب ّ‬
‫الص‪8‬وفية والش‪88‬يعة تفتح‪ 8‬لهم الب‪88‬اب إلى‬
‫الص‪8‬وفية ال‪88‬تي يعتق‪88‬دها ّ‬
‫(عقيدة الجفر) ّ‬
‫علم الغيب‪.‬‬
‫بالتصوف لعنايته به وبرموزه ومؤلفاتهـ ألن التّصوف هو‬
‫ّ‬ ‫اقرتن اسم لويس ماسينيونـ‬
‫املعيار األعلى لدى ماسينيون‪ ،‬وهو البوابةـ الرئيسة اليت دخل منها إىل التّشيع‪ ،‬فقد‬
‫الشديد‬
‫املتصوفة القدماء مع احتفاظه ّ‬
‫رغب ماسينيون يف التّصوف رغبةً ومحاسةً فاق ّ‬
‫بالتّشيع واعتبار التشيع هو املعيار الثاين إن مل يكن شغله الشاغل يف آخر حياته‪ ،‬ومل‬
‫حتديدا َح ِظي بعناية ودعم املستشرقني الغربيني بشكل كبري‪،‬‬
‫يكن ُمفاجئاً أن التّصوف ً‬
‫الصويف املعاصر جيد فيه بصمات املستشرقني ظاهرة‪ ،‬سواءً بتحقيق‬ ‫والنّاظر يف الرّت اث ّ‬
‫املتصوفة ونشرها أو التّأليف يف التّصوف ورموزه‪ ،‬حىت إن آراء بعض‬‫كتب ّ‬
‫املستشرقني املهتمني بالتّصوف كالفرنسي (لويس ماسينيون) واإلجنليزي (رينولد‬
‫توجهات ماسينيون‬
‫ّ‬ ‫إىل‬ ‫فبالنظر‬ ‫ـ‬
‫‪،‬‬ ‫فة‬ ‫املتصو‬
‫ّ‬ ‫نفوس‬ ‫يف‬ ‫واعتبارها‬ ‫أمهيتها‬ ‫هلا‬ ‫(‪) 1‬‬
‫نيكلسون)‬
‫العلمية واالنتمائيةـ يُدرك الباحث أن التّصوف هو الباب األول الذي دخل منه مُث‬
‫بأمها التّصوف نسبياً وأحياناً‬
‫َت َفَّرق إىل ما بداخله من الفرق البدعيةـ اليت ميكن إحلاقها ّ‬
‫طويل يف دراسة التّصوف دراسةً وصفيةً ال نقديةً بسبب‬ ‫آخر‪ ،‬وماسينيون له باعٌ ٌ‬
‫الفرقة يف رسالته ال ّدكتوراهـ لكنّها كانت دراسة على منهج التّصوف‬ ‫ختصصه يف هذه ِ‬
‫ّ‬
‫ورواّد التّصوفـ يف العامل اإلسالمي بل‬
‫املتصوفةـ ُ‬
‫واليت نالت إعجاب الكثريين من ّ‬
‫والغريب‪ ،‬فقد اعتىن "ماسينيون" باحلالج عنايةً خاصةً وفائقةً ونشر كتابه (الطّواسين)‬
‫كثريا من أخباره‪ ،‬واختار أن يكون احلالج موضوع رسالته لنيل درجة‬ ‫وح ّقق ً‬

‫‪ – )(1‬هو‪ :‬رينولد ألين نيكلسن ‪ Reynold Allen: Nicholson‬مستشرق‬


‫إجنليزي‪ ،‬ولد سنة‪1285‬ه املوافق ‪1868‬م وهو عامل متخصص يف التصوف اإلسالمي‪،‬‬
‫تعلَّم يف كمربدج وغريها‪ ،‬ودرس العربية والفارسية‪ّ ،‬‬
‫ودرسهما‪ ،‬واشرتك يف نشر (تذكرة‬
‫األولياء) للعطار‪ ،‬و (اللمع) للسراج‪ ،‬و (ترمجان األشواق ‪ -‬ط) مقاالت يف التصوف البن‬
‫عريب‪ ،‬وله كتب باإلنكليزية‪ ،‬منها (تاريخ اآلداب العربية) و (دراسات يف التصوف‬
‫اإلسالمي) تويف سنة ‪1364‬هـ املوافق‪1945‬م‪( ،‬األعالم للزركلي‪.)38-3/39‬‬
‫الرسالة إىل اللّغة العربية بعنوانـ (آالم‬
‫الدكتوراه من باريس‪ ،‬وبالفعل أجنزها وتُرمجت ّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫الحالّج‪ ،‬شهيد التّصوف اإلسالمي)!‬
‫وهي تُطبـع اليـوم وتُـوزَّع بـدعم من وزارة اخلارجيـة الفرنسـية وال ّسـفارة الفرنسـية‬
‫بلبنان بالتّحديد(‪ )2‬حُم اولني نشر العدد األكرب من عقيـدة احلالج وآرائــه وأقوالـه ال ُكفريــة‬
‫الــيت ميكن القــول بأنــه قُتــل ِردةً بســببـ تلــك األقــوال ال ُكفريــة‪ ،‬والــذي اعتــربه ماســينيون‬
‫أنــه بطـ ٌـل وأنــه شــهيد اإلســالم حســب زعمــه‪ ،‬وأنــه َت َفـ َّـوق على النّــيب حممــد ‪ ‬والعيــاذ‬
‫باهلل‪ ،‬وس ــآيت إىل ذك ــر بعض أقوال ــه وموق ــف علم ــاء أه ــل ال ّس ـنة منه ــا وال س ــيما ش ــيخ‬
‫اإلسـالمـ ابن تيمية رمحه اهلل تعــاىل‪ ،‬واملؤسـف ج ًـدا أن هنــاك َم ْن يُعـ ّد أن ماسـينيون ُوفِّق‬
‫يف تصـ ـ ــنيف احلالج كشـ ـ ــهيد اإلسـ ـ ــالم بالفعـ ـ ــل‪ ،‬وأن أحباثـ ـ ــه أي أحباث ماسـ ـ ــينيون يف‬
‫التّصــوف هي مراجــع القــرن العشــرين فيمــا يتعلــق بالتّصــوف نظــراً جلودهتا وأهنا فريــدة‬
‫من نوعهـ ــا‪ ،‬بـ ــل اعتـ ــرب اآلخـ ــرون ماسـ ــينيونـ ُح َجـ ـ ةً فيمـ ــا يتعلّـ ــق بالتّصـ ــوف‪ ،‬كـ ــان من‬
‫ـوخي احلذر وأن يتّقي شــره‪،‬‬ ‫املفــرتضـ للــويس ماســينيونـ أن يَـ ْدرس التّصــوف من أجــل تـ ّ‬

‫() ‪ -‬انظــر البحث بعنــوان‪ :‬حــوار مــع الــدكتور صــاحل احل ّسـاب الغامــدي حــول عالقــة الغــرب‬ ‫‪1‬‬

‫بالصـ ـ ــوفية املنشـ ـ ــور على موقـ ـ ــع (الصـ ـ ــوفية) بتـ ـ ــاريخ‪ /17/9 :‬ـ ـ ـ ‪1434‬ه‪( ،‬ص‪ )5‬الراب ـ ــط‪/‬‬
‫‪ http://www.alsoufia.com‬تاريخ الزيارة ‪1/26/1436‬ه‪.‬‬
‫() – وقد جاء النص على ذلك يف مقدمة كتاب (آالم احلالج‪ ،‬شــهيد التصــوف اإلســالمي)‬ ‫‪2‬‬

‫للــويس ماســينيون‪ ،‬ترمجة‪ :‬احلســني مصــطفى حالج‪ ،‬ط‪1/2004‬م التوزيــع‪ :‬شــركة قُ ـ ْدمس‬
‫للنشـ ــر والتوزيـ ــع‪ -‬بـ ــريوت لبنـ ــان‪ .‬وإليـ ــك قـ ــراءة النص بـ ــاللغتني العربيـ ــة والفرنسـ ــية‪Cet :‬‬
‫‪ouvrage publie dans le cadre du programmed aide a la‬‬
‫‪publication Georges She hade beneficie du soutien du‬‬
‫‪Ministere des affaires Etrangeres et du Service de‬‬
‫‪Cooperation et d"action Culturelle de lambassade de‬‬
‫‪France au Liban‬‬
‫يصــدر هــذا الكتــاب بــدعم من وزارة اخلارجيــة الفرنســية والســفارة الفرنســية يف لبنــان قســم‬
‫التع ــاون والعم ــل الثق ــايف وذل ــك يف إط ــار برن ــامج "ج ــورج ش ــحادة" للمس ــاعدة على النش ــر‪.‬‬
‫(انظر‪ :‬مقدمة الكتاب املذكور أعاله ص‪.)5‬‬
‫ولكن هــذا مل حيدث وإمنا حــدث شــيءٌ خُمْتلــف فــأرداه ُمتَ َحرِّي اً حيث التبس عليــه كثــريٌ‬
‫ّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫من املسائل مما كان سبباً أن واجه انتقادات واسعة النّطاق لدى الباحثني املنصفني ‪.‬‬
‫يـ ـ ّدعي لـ ــويس ماسـ ــينيونـ عقيـ ــدة (حس اب الجفر) الصـ ــويف وحُي اول من خاللـ ــه‬
‫حتليــل معــىن كلمــة (سلسال) الــيت وردت يف شــعر املتنيب(‪ )2‬مث أخــرياً زعم ماســينيون أنــه‬
‫ص ـل إىل أن املتنــيب إمنا قصــد بــذلك ســلمان الفارس ـيـ ِوفــق حســاب اجلفــر وذلــك من‬
‫تو ّ‬
‫خالل شعر املتنيب هذا‪:‬‬
‫السلسال(‪.)3‬‬
‫وطورا أحلى من ّ‬ ‫السم‬
‫أنت طورا أمر من ناقع ّ‬
‫السلس ال) حيث زعم ماسـ ــينيون أن املتن ــيب‬ ‫وال ّش ـ ـاهد يف هـ ــذه القصـ ــيدة قولـ ــه ( ّ‬
‫يقصــد بــذلك (س لمان الفارسي) ِوفــق حســاب اجلفــر املزعــوم لــدى ال ّ‬
‫ص ـوفية وال ّش ـيعة‬
‫على حد سواء‪ ،‬فـإن ماسـينيون مل حياول معرفـة مــراد املتنـيب من هـذه الكلمـة عن طريـق‬
‫دراســة علميــة موضــوعية ُمنصــفة كمــا هــو دأب العلمــاء والبــاحثني املنصــفني موضــوعياً‪،‬ـ‬
‫وإمنا اعتمـ ــد على حسـ ــاب اجلفـ ــر الغـ ــامض الـ ــذي ال يعرفـ ــه إال َمن كـ ــان ِمن ش ــيعتهم‪،‬‬
‫وسعى إىل معرفة ُمراد املتنيب من هذه الكلمــة من خالل حســاب اجلفــر‪ ،‬وهبذا يتــبنّي يل‬
‫مــدى تبىّن لــويس ماســينيونـ عقيــدة (حساب الجفر) الصــويف الغــامض‪ ،‬حيث يعتقــد‬

‫() – انظر املرجع السابق البحث بعنوان‪ :‬حـوار مـع الـدكتور صــاحل احل ّسـاب الغامــدي حـول‬ ‫‪1‬‬

‫عالقــة الغــرب بالصــوفية املنشــور على موقــع (الصــوفية) بتــاريخ‪/17/9 :‬ـ ‪1434‬ه‪( ،‬ص‪)5‬‬
‫الرابط‪ http://www.alsoufia.com /‬تاريخ الزيارة ‪26/1/1436‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – ه ــو‪ :‬أحم د بن الحس ين بن الحس ن بن عب د الص مد‪ ،‬أب ــو الطيب اجلعفي الك ــويف‬
‫الشــاعر املعــروف بــاملتنيب وقيــل‪ :‬هــو أمحد بن احلســني بن مــرة بن عبــد اجلبــار‪ ،‬وكــان والــده‬
‫ـذكورا حمظوظًــا من امللــوك‬‫مشهورا مـ ً‬
‫ً‬ ‫شاعرا‬
‫السقاء‪ ،‬وكان أبو الطيب ً‬ ‫احلسني يعرف بعيدان ّ‬
‫والكــرباء الــذين عاصــرهم‪ ،‬واجليــد من شــعره ال جياري فيــه وال يلحــق‪ ،‬والـ ّـردي منــه يف هنايــة‬
‫الـ ّـرداءة وال ّس ـقوط‪ ،‬وكــان يتعظّم يف نفســه ويــرتفّع‪ ،‬وقي ــل ان ــه ّادعى النّبــوة يف حداثت ــه فلقب‬
‫باملتنيب لذلك‪ ،‬وكان عارفًـا باللغـة قيِّ ًمـا هبا‪( ،‬بغيـة الطلب يف تـاريخ حلب‪ ،‬لعمـر بن أمحد بن‬
‫هبـ ـ ــة العقيلي‪ ،‬كمـ ـ ــال الـ ـ ــدين ابن العـ ـ ــدمي‪ ،‬ت‪660:‬ه‪ ،)2/639 /‬وانظـ ـ ــر‪ :‬كتـ ـ ــاب حسـ ــن‬
‫احملاضرة يف تاريخ مصر والقاهرة‪ ،‬للسيوطي (ت‪911‬ه) (‪.)1/560‬‬
‫()– انظــر كتــاب املتنــيب بــإزاء القــرن اإلمساعيلي يف تــاريخ اإلســالم للــويس ماســينيون‪ ،‬ترمجة‬ ‫‪3‬‬

‫وتعلي ــق ودراس ــة‪ ،‬د‪ .‬إب ــراهيم ع ــوض (ص‪ ،)76‬مت نش ــر الكت ــاب ع ــام ‪1988‬م‪ ،‬ب ــدون دار‬
‫النشر والطباعة‪.‬‬
‫الص ــوفية والش ــيعة ب ــأنـ األئم ــة يعلم ــون الغيب عن طري ــق املس ــمى حبس ــاب اجلف ــر‪ ،‬وأهنا‬
‫ص ـويف الغــايل غــرائب يف ذلــك‬
‫طريقــة ورثهــا األئمــة عن ســلف أجيــاهلم‪ ،‬والبن عــريب ال ّ‬
‫ـحتها‬
‫وخاصة يف كتابه الفتوحـات املكيـة‪،‬ـ وهي العقيـدة الـيت اعتقـد لـويس ماسـينيونـ ص ّ‬
‫وتبنّاهـ ـاـ يف حتلي ــل ش ــعر املتن ــيب يف قول ــه‪...( :‬سلس ال)‪ ،‬وب ــأنـ املتن ــيب إمنا قص ــد ب ــذلك‬
‫الصويف الذي ّادعى فيه ماسينيونـ أن حروفه تطلع‬ ‫سلمان الفارسي ِوفق حساب اجلفر ّ‬
‫لِتُعطي اسم سلمان الفارسي!‪.‬‬
‫ّ‬
‫والش "يعة في تبنّي""ه‬ ‫نم""ا ِذج من م""وارد ل""ويس ماس""ينيون من كتب ّ‬
‫الص "وفية‬
‫حساب الجفر‬
‫‪ -1‬كتاب ينابيع المودة لذوي القربى‪ ،‬ملؤلفه القندوزي‪.‬‬
‫يقـ ــول املؤلف‪( :‬اإلم ام علي رض ي اهلل عن ه ورث علم الح روف من س يدنا‬
‫محمد ‪ ‬وإليه اإلشارة بقوله ‪ :‬أنا مدينة العلم وعلي بابها‪ ،‬فمن أراد العلم‬
‫فعليه بالباب‪ ،‬وقد ورث علي (كرم اهلل وجهه) علم األولين واآلخرين‪ ،‬وما رأيت‬
‫فيمن اجتمعت بهم أعلم منه‪-‬‬
‫ويق ــول املؤل ــف أيض ـاً‪ :‬وه و أول من وض ع ُمرب ع مائ ة في مائ ة في اإلس الم‪،‬‬
‫وقد صنف الجفر الجامع في أسرار الحروف‪ ،‬وفيه ما جرى لألولين وما يجري‬
‫لآلخ رين‪ ،‬وفي ه اس م اهلل األعظم‪ ،‬وت اج آدم‪ ،‬وخ اتم س ليمان‪ ،‬وحج اب آص ف‬
‫الراس خون من أوالده رض ي اهلل عنهم أس رار ه ذا‬
‫عليهم الس الم وك انت األئم ة ّ‬
‫الرباني واللّباب النّ وراني‪ ،‬وهو ألف وسبعمائة مصدر المعروف بالجفر‬
‫الكتاب ّ‬
‫الجامع والنّور الالمع‪ ،‬وهو عبارة عن لوح القضاء والقدر!!‪ ،‬ثم اإلمام الحسين‬
‫رض ي اهلل عن ه ورث علم الح روف عن أبي ه ك رم اهلل وجه ه‪ ،‬ثم اإلم ام زين‬
‫العاب دين ورث من أبي ه رض ي اهلل عنهم ا‪ ،‬ثم اإلم ام محم د الب اقر ورث من أبي ه‬
‫رضي اهلل عنهما‪ ،‬ثم اإلمام جعفر الصادق ورث من أبيه رضي اهلل عنهما‪ ،‬وهو‬
‫الذي غاص في أعماق أغواره واستخرج درره من أصداف أسراره‪ ،‬وحل معاقد‬
‫رموزه وصنف الخافية في علم الجفر‪ ،‬وجعل في خافيته الباب الكبير" ابتث"‪،‬‬
‫وفي الب اب الص غير" أبج د" إلى" قرش ت "ونق ل أن ه يتكلم بغ وامض األس رار‪،‬‬
‫(‪. ) 1‬‬
‫والعلوم الحقيقة‪ ،‬وهو ابن سبع سنين)‬
‫الص ادق رض ي اهلل عن ه علمن ا غ ابر‬
‫ويق ـ ــول املؤلف‪( :‬ق ال اإلم ام جعف ر ّ‬
‫ومزب ور‪ ،‬وكت اب مس طور في رق منش ور ونكت في القل وب‪ ،‬ومف اتيح أس رار‬
‫الغيوب‪ ،‬ونقر في األسماع‪ ،‬وال ينفر عنه الطّباع‪ ،‬وعندنا الجفر األبيض‪ ،‬والجفر‬
‫األحمر‪ ،‬والجفر األكبر‪ ،‬والجفر األصغر ومنا الفرس الغواص‪ ،‬والفارس القنّ اص‪،‬‬
‫الزمان‬
‫فافهم هذا اللّسان الغريب‪ ،‬والبيان العجيب‪ ،‬قيل‪ :‬إن الجفر يظهر آخر ّ‬
‫(‪. ) 2‬‬
‫مع اإلمام محمد المهدي رضي اهلل عنه وال يعرفه على الحقيقة إال هو)‬
‫ويقـ ـ ــول املؤلـ ـ ــف‪( :‬وك ان اإلم ام علي رض ي اهلل عن ه من أعلم الن اس بعلم‬
‫رارها‪.‬‬ ‫روف وأس‬ ‫الح‬
‫علوم ا‬
‫وقال اإلمام علي كرم اهلل وجهه‪َ :‬س لُوني قبل أن تفقدوني‪ ،‬فان بين جنبي ً‬
‫الزواخ ر‪ ،‬واعلم أن ه ذا الجف ر ه و التّكس ير الكب ير ال ذي ليس فوق ه‬
‫كالبح ار ّ‬
‫شيء‪ ،‬ولم يهتد إلى وضعه من لدن آدم عليه السالم إلى اإلسالم غير اإلمام علي‬
‫كرم اهلل وجهه‪ ،‬كل ذلك ببركة تعليم خير األنام‪ ،‬ومصباح الظّالم‪ ،‬محمد عليه‬
‫اجتمعت‬
‫ُ‬ ‫الس الم‪ ،‬ولم ا كنت في بل دة بجلي ة س نة ‪610‬‬
‫أفض ل الص الة وأتم ّ‬
‫سفرا بكمالها‪ ،‬وأهدى إلي‬
‫بإدريس عليه السالم وحلّلت عليه الثّمانية والعشرون ً‬
‫الس هل الممتنع‪،‬‬
‫علمه على أحسن حال‪ ،‬فهذا الذي حملني على إخراج كتاب ّ‬
‫وما س لم من الخطاء إال المعص وم وم ا من ا إال له مقام معل وم‪ ،‬وإن اإلم ام جعفر‬
‫سدسا على عدد حرف ألف الذي هو كافي‪،‬‬ ‫الصادق رضي اهلل عنه وضع ِوف ًقا ُم ً‬
‫ّ‬
‫الزواخر‪ ،‬وإن أردت حلّه على الحقيقة فانظر في‬
‫علوما كالبحار ّ‬
‫وكان يخرج منه ً‬
‫الش يخ أب و الحس ن‬
‫كت اب" ش ق الجيب" يظه ر ل ك س ّر ذل ك‪ ،‬وك ان لس يدي ّ‬

‫() – ينـ ـ ــابيع املودة لـ ـ ــذوي القـ ـ ــرىب‪ ،‬سـ ـ ــليمان بن إبـ ـ ــراهيم القنـ ـ ــدوزي احلنفي "ت‪-1220‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1294‬ه‍" حتقيـ ـ ــق سـ ـ ــيد علي مجال أشـ ـ ــرف احلسـ ـ ــيين(‪/3‬ص‪ ،)222‬ـ ـ ـ الناشـ ـ ــر‪ :‬دار األس ـ ــوة‬
‫للطباعة والنشر املطبعة‪ :‬أسوة‪.‬الطبعة‪ :‬األوىل تاريخ النشر‪ 1416 :‬ه‪‍.‬‬
‫() – املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫الش يخ أبو مدين المغربي‪ :‬ما رأيت‬
‫الش اذلي له فيه تصرف غريب‪ ،‬قال سيدي ّ‬
‫ّ‬
‫ش يئًا إال رأيت مش كل الب اء في ه‪ ،‬فل ذلك ك ان أول البس ملة‪ ،‬وهي آي ة من ك ل‬
‫ت على‬
‫ش ْ‬‫س ورة‪ ،‬وق ال‪ :‬م ا ِم ْن َر ْس ٍم يرس م إال ول ه خاص ية‪ ،‬ح تى الحيّ ة إذا َم َ‬
‫الس ر األك بر من‬
‫التّ راب‪ ،‬وق د أودع اإلم ام جعف ر الص ادق رض ي اهلل عن ه في ّ‬
‫سره ووضعه‬ ‫كبير‪ ،‬وال يُنبّئك إال مثله إمام خبير‪ ،‬فان عرفت َّ‬
‫سر ٌ‬ ‫الجفر األحمر ٌّ‬
‫وض عت الجف ر جميع ه‪ ،‬وذُكِ َر ْ‬
‫ت بعض ه ذه األس رار في الفتوح ات المكي ة)‬
‫(‪) 1‬‬

‫انتهىـ كالمه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أم ــا كت ــاب ين ــابيع املودة ل ــذوي الق ــرىب ال ــذي َن َق ُ‬
‫لت من ــه أق ــواهلم يف علم‬ ‫ُ‬
‫اجلفـ ــر فهـ ــو كتـ ــاب شـ ــيعيـ حمض إال أن ُمؤلّفـ ــه ال ّش ـ ـيعي مل يَـ ـ َـد ْع بُـ ــداً إال أن يرب ــط بني‬
‫ص ـوفيةـ املتالزم ــتني يف العقي ــدةـ ال ــيت تَناولتُه ـاـ آنف ـاً املس ــمى بـ(علم‬
‫العقي ــدتني ال ّش ـيعية وال ّ‬
‫الجفر)‪ ،‬وهــذه من أدلــة الــيت تُشــري إىل وجــود العالقـةـ الــيت تربــط بني ال ّش ـيعة والصــوفيةـ‬
‫ومن ضمنها اإلشارة اليت أشــاروا إليهــا يف هنايــة نص املعلومــات إىل كتــاب (الفتوحات‬
‫ص ـوفية و َس ـلَ ِفهم‪ ،‬وأكــرب‬ ‫المكية) ال ّ‬
‫ص ـويف‪ ،‬وهــو من مؤلفــات ابن عــريب أحــد زعمــاء ال ّ‬
‫مصدر الشيعة يف علم اجلفر املزعوم هو كتاب (الجفر الكبير الجامع ومصباح النور‬
‫الالم ع لإلم ام علي بن أبي ط الب علي ه الس الم)‪ ،‬ولألس ــف وه ــو أيضـ ـاً من الكتب‬
‫املنسوبةـ إىل علي رضي اهلل عنه ُزوراً وهُب تاناً‪.‬‬
‫التّعلي""ق على م""زاعم ل""ويس ماس""ينيون في عقي""دة حس""اب الجف""ر ّ‬
‫الص"وفي‬
‫ال ّشيعي‬
‫عن ــدما خيرج العلم عن دائرت ــه املعت ــادة ال ــيت يتناوهلا العلم ــاء والب ــاحثون إىل دائ ــرة‬
‫ـرد بأدلــة نقليــة وعقليــة من أجــل إظهـار‬ ‫ٍ‬
‫اخلرافات والفلسفات فليس بوسع أحـد إال أن ي ّ‬
‫احلق وإبطال الباطـل‪ ،‬فقــد قابـل الـ ّدكتور إبــراهيم عــوض ماسـينيون بالنقــد واملالحقــة يف‬
‫مزاعمه اليت حاول من خالهلا حتليـل مــراد املتنــيب يف شــعره حيث يقــول إبــراهيم عـوض‪:‬‬
‫(فلِ َم اخت ار ماس ينيون ه ذه الكلم ة بال ذات من بين عش رات آالف الكلم ات في‬
‫شعر المتنبي‪.....‬وكيف عرف ماسينيون أن هذه وحدها من كل شعر المتنبي هي‬

‫() – ينابيع املودة لذوي القرىب‪ ،‬سليمان بن إبراهيم القندوزي (‪.)3/223‬‬ ‫‪1‬‬
‫كذلك؟ بل كيف عرف أن المتنبي قد قصد إلى هذا‪.....‬؟)(‪ ،)1‬وســيأيت الــرد على‬
‫ه ــذه املزاعم فيم ــا ي ّدعي ــه ك ــل من ماس ــينيون والص ــوفيةـ والش ــيعة يف اجلف ــر يف املبحث‬
‫الرابع من الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()– املتن ــيب ب ــإزاء الق ــرن اإلمساعيلي يف ت ــاريخ اإلس ــالم لل ــويس ماس ــينيون‪ ،‬ص (‪ )75‬ترمجة‬
‫وتعلي ـ ــق ودراس ـ ــة‪ ،‬د‪ .‬إب ـ ــراهيم ع ـ ــوض‪ ،‬مت نش ـ ــر الكت ـ ــاب ع ـ ــام ‪1988‬م‪ ،‬ب ـ ــدون دار النشـ ــر‬
‫والطباعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مثال على ما ذكره لويس ماسينيون في ّ‬
‫أن وح""دة الوج""ود أق""رب‬
‫المذاهب لل ّدين!‬
‫يقول لويس ماسينيون يف حكايتــه عن وحــدة الوجــود حيث يقــول‪.....( :‬يُذكر‬
‫البن عربي تأليفات مش هورة ظهر فيها م ذهب وحدة الوجود مثل‪" ،‬الفتوحات‬
‫المكية" والفصوص" ومذهبه أقرب المذاهب لل ّدين‪.)1()!..‬‬
‫موارد لويس ماسينيون من كتب الصّوفية في تبنّيه وحدة الوج""ود ّ‬
‫الص"وفية‬
‫واعتبارها أقرب مفهوم لل ّدين اإلسالمي!!‬
‫بــالنظر إىل مــا أشــار إليــه ماســينيونـ فإهنا إشــارةٌ واضــحةٌ على نقلــه هــذه النّظريــات‬
‫ص ـوفية من كتــابني أساســيني مها من أهم كتب ومصــادر املتصــوفة يف وحــدة الوجــود‬ ‫ال ّ‬
‫ومها‪:‬‬
‫‪ -1‬الفتوحات المكية‪ ،‬حمليي الدين بن عريب‪.‬‬
‫يقــول ابن عــريب عن وحدتــه الوجــود‪( :‬وباب الوقوف على معرفة ذاته مقفل‬
‫إن خاطب عبده فهو المسمع السميع وإن فعل ما أمر بفعله فهو المطاع المطيع‬
‫ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على حكم الطريقة للخليفة‪:‬‬
‫الرب حق والعبد حق يا ليت شعري من المكلف‪ ....‬إن قلت عبد فذاك‬
‫ميت أو قلت رب أنى يكلف‪ -‬فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء يخلقه وينصف‬
‫نفسه مما تعين عليه من واجب حقه فليس إال أشباح خالية على عروشها خاوية)‬
‫(‪) 2‬‬

‫‪ -2‬فصوص الحكم‪ ،‬حمليي الدين بن عريب‪.‬‬


‫يق ـ ــول ابن ع ـ ــريب يف الفص ـ ــوص عن وح ـ ــدة الوج ـ ــود‪( :‬ومن ع رف م ا قررن اه‬
‫المنزه هو الخلق المشبه‪ ،‬وإن كان قد تميّ ز الخلق من الخالق‪،‬‬
‫‪...‬علم أن الحق ّ‬
‫فاألمر الخالق المخلوق‪ ،‬واألمر المخلوق الخالق‪ ،‬كل ذلك من عين واحدة‪ ،‬ال‬
‫بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة‪" ،‬ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)148‬‬
‫() – الفتوحــات املكيــة‪ ،‬حميي الــدين أيب عبــد اهلل حممــد بن علي املعــروف بــابن عــريب احلامتي‬ ‫‪2‬‬

‫الطائي (‪ )1/2‬الناشر‪ :‬دار صادر بريوت بدون تاريخ‪.‬‬


‫"(‪ )1‬والولد عين أبيه‪ ،‬فما رأى يذبح سوى نفسه‪:‬‬
‫ف الحق خل ق به ذا الوج ه ف اعتبروا ‪ ........‬وليس خلق اً ب ذاك الوج ه‬
‫فادكروا‪.‬‬
‫من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته ‪ .........‬وليس يدريه إال من له بصر‪.‬‬
‫جمع وف ِّرق ف إن العين واح دة ‪ ..........‬وهي الكث يرة ال تبقى وال ت ذر)‬
‫ِّ‬
‫(‪. ) 2‬‬
‫وسـ ــيأيت التفنيـ ــد والـ ــرد عليهم يف املبحث الرابـ ــع من الفصـ ــل الرابـ ــع إن شـ ــاء اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫() – سورة الصافات‪ :‬اآلية (‪.)١٠٢‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – فصــوص احلكم‪ ،‬حمي الــدين بن عــريب‪( ،‬ت‪،)638‬ـ (‪ )79-78‬التعليقــات عليــه‪ :‬أبــو‬ ‫‪2‬‬

‫العال عفيفي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب العريب – بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بال تاريخ‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬مث""ال على م""ا ذك""ره ل""ويس ماس""ينيون وإعجاب""ه ببعض‬
‫المصطلحات الصوفية ومنها "مصطلح علم القلوب" الصّوفي‬
‫يقــول لــويس ماســينيون يف حماولــة لــه لتحليــل بعض املصــطلحات الصــوفية‪،‬ـ وهــو‬
‫مصطلح (علم القلوب) الصويف‪.‬‬
‫حيث يقـ ـ ـ ـ ــول لـ ـ ـ ـ ــويس ماسـ ـ ـ ـ ــينيون‪:‬ـ (وإذا رجعن ا إلى ابن ع ربي في كتاب ه‬
‫(الفتوح ات) المطب وع في ب والق"ج‪1‬ص‪ "238‬لوج دناه يق ول‪ :‬وك ان س هل بن‬
‫عب د اهلل يُ دقّق في ه ذا الش أن وه و ال ذي نبَّه على نق ر الخ اطر‪ ،‬وك ان يق ول إن‬
‫الني ة هي ذل ك اله اجس‪ ،‬وإنه ا الس بب األول في ح دوث الهم والع زم واإلرادة‬
‫والقصد‪ ،‬فكان يعتمد عليه)(‪.)1‬‬
‫موارد لويس ماسينيون من كتب ال ّ‬
‫صوفية في مصطلح (علم القلوب)‪.‬‬
‫ب ـ ـ ــالنظر إىل اع ـ ـ ــرتاف ماس ـ ـ ــينيونـ املباش ـ ـ ــر على م ـ ـ ــا نق ـ ـ ــل منه ـ ـ ــا من كتب الق ـ ــوم‬
‫الصوفية) وهو‪:‬‬
‫( ّ‬
‫‪ -1‬كتاب الفتوحات المكية‪ ،‬حملي الدين بن عريب‪.‬‬
‫يقول ابن عريب‪( :‬وكان عالمنا اإلمام سهل بن عبد اهلل يدقق في هذا الشأن‬
‫وهو الذي نبه على نقر الخاطر ويقول إن النية هو ذلك الهاجس وأنه السبب‬
‫األول في حدوث الهم والعزم واإلرادة والقصد فكان يعتمد عليه وهو الصحيح‬
‫عندنا ﮐ" ﮑ" ﮒ" ﮓ" ﮔ" ﮕﭼ (‪ ،)2‬ســورة األحــزاب‪ :‬اآليــة (‪ ،)٤‬انتهى كالم ابن‬
‫عريب‪.‬‬
‫وسيأيت الرد على هذه النظريات الصوفيةـ يف املبحث الرابــع من الفصــل الرابــع إن‬
‫شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫الموارد والمصادر المعتبرة لدى لويس ماسينيون وال""تي ع " ّدها من أمه""ات‬
‫المصادر الصّوفية التي ال يُستغنى عنها(‪.)3‬‬

‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون ص(‪.)97‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫()‪ -‬الفتوحات املكية ابن عريب‪ )1/213( ،‬بدون طبعة وال ناشر‪.‬‬
‫()‪ -‬حماض ــرات يف ت ــاريخ االص ــطالحات الفلس ــفية العربي ــة‪ ،‬ملاس ــينيون‪ ،‬ص (‪ ،)49‬حتقي ــق‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫دكتـ ــورة زينب حممـ ــود اخلضـ ــريي‪ ،‬طباعـ ــة ونشـ ــر املعهـ ــد العلمي الفرنسـ ــي لآلثـ ــار الش ــرقية‪،‬‬
‫القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫ويف النهاي ـ ـ ـ ـ ـةـ أن نعلم من أين اسـ ـ ـ ـ ــتم ّد لـ ـ ـ ـ ــويس ماسـ ـ ـ ـ ــينيونـ آراءه ومص ـ ـ ـ ــطلحاته‬
‫ص ـ ـوفية‪ ،‬حيث يق ـ ــول ماس ـ ــينيون‪:‬‬
‫ص ـ ـوفية؟‪ ،‬واإلجاب ـ ــة إن ـ ــه اس ـ ــتم ّدها من مص ـ ــادر ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫("المص ادر" أمه ات الكتب العربي ة في التّص وف هي توالي ف المحاس بي والمكي‬
‫والغ زالي وابن ع ربي‪ ،‬وهي كتب ُمش ايعة للتّص وف‪ ،‬وانظ ر ك ذلك ُمص نّفات‬
‫المعا ِر َ‬
‫ض ْين الكب يرين للتّص وف وهم ا ابن الج وزي‪ :‬تل بيس إبليس‪ ،‬وابن تيمية)‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫ذك""ر تفاص""يل المص""ادر ال""تي اعتبره""ا ماس""ينيون من المص""ادر العربي""ة في‬
‫صوف‬‫ال ّت ّ‬
‫يع ـ ــين ق ـ ــول ماس ـ ــينيون أن تل ـ ــك املص ـ ــادر هي‪ :‬كت اب التواليف للمحاس بي(‪،)2‬‬
‫ومؤلفات أبي طالب المكي‪ ،‬ومؤلفات أبي حامد الغزالي‪ ،‬ومؤلفات ابن عربي‪.‬‬
‫التصوف‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ومن مؤلفات أبي طالب المكي في‬
‫منها‪( ،‬قوت القلوب في معاملة المحبوب)‪ ،‬وغريها من مؤلفات(‪.)3‬‬
‫من مؤلفات أبي حامد الغزالي في التصوف‪:‬‬
‫(إحي اء عل وم ال دين)‪ ،‬وكت ـ ـ ــاب (اإلمالء على مش كل اإلحي اء)‪( ،‬بداي ة‬
‫الهداية)‪( ،‬أيه ا الولد) (أس رار مع امالت ال دين)‪( ،‬روض ة الط البين وعم دة‬
‫الس الكين) (األربعين في أص ول ال دين) (م دخل الس لوك إلى من ازل المل وك)‬
‫(كيمي اء الس عادة) (م يزان العم ل)‪( ،‬زاد اآلخ رة)‪( ،‬مكاش فة القل وب إلى حض رة‬
‫عالم الغيوب) (س ر الع المين وكش ف ما في الدارين) (منه اج العابدين) (منهاج‬
‫الع ارفين) (مع ارف الق دس في م دارج معرف ة النفس) (مش كاة األن وار) (الرس الة‬
‫اللدنية) (الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين)(‪.)4‬‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)49‬‬
‫()– املؤلف‪ :‬هو احلارث بن أسد احملاسيب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫()‪ -‬املوس ــوعة امليس ــرة يف األدي ــان واملذاهب واألح ــزاب املعاص ــرة‪،‬ـ الن ــدوة العاملي ــة للش ــباب‬
‫اإلسالمي‪.)1/254( ،‬‬
‫() – ويكيبيـ ـ ـ ـ ــديا املوسـ ـ ـ ـ ــوعة احلرة‪ /‬رابـ ـ ـ ـ ــط‪http://ar.wikipedia.org/wiki/9 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫بعنوان‪ :‬أبو حامد الغزايل‪ ،‬تاريخ الزيارة‪15/9/1435 :‬ه‪.‬‬


‫من مؤلفات ابن عربي في التص ّوف‪:‬‬
‫كت ــاب (تفس ير ابن ع ربي)‪( ‬الفتوح ات المكية( (فص وص الحكم) (ش جرة‬
‫(‪) 1‬‬
‫الكون) (اإلعالم بإشارات أهل اإللهام) (اليقين)‬
‫للتصوف"!!)(‪.)2‬‬
‫ويقول لويس ماسينيون عن تلك املصادر‪"( :‬وهي كتب ُمشايعة ّ‬
‫وسيأيت النقد إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫() – ويكيبيديا املوسوعة احلرة‪ /‬رابــط‪ http://ar.wikipedia.org/wiki :‬بعنــوان‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫حمي الدين بن عريب‪ ،‬تاريخ الزيارة‪29/7/1435 :‬ه‪.‬‬


‫() – املصدر السابق‪ ،‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ص (‪.)49‬‬ ‫‪2‬‬
‫الش‪8‬يعة في كالم‪88‬ه‬
‫المبحث الخامس‪ :‬موارد لويس ماس‪88‬ينيون من كتب ّ‬
‫سنة والجماعة‬
‫على أهل ال ّ‬
‫وتحته مطلبان‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مثال على ما ذكره لويس ماسينيون من مزاعم مخاصمة أهل السنة‬
‫ومعاداتهم‪.‬‬
‫من الصحابة وهم (الخلفاء الراشدون) للشيعة ُ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بعض األمثل ة على م ا ذكره ا ل ويس ماس ينيون في الني ل من أه ل‬
‫الس نة من خالل تقس يم الف رق اإلس المية إلى المجموع ة المعت برة النفيس ة‬
‫وهم (الشيعة) في الكوفة وغير المعتبرة وهم (أهل السنة) في البصرة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مثال على ما ذك‪88‬ره ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينين من م‪88‬زاعم مخاص‪88‬مة‬
‫أهل السنة من الصحابة وهم (الخلفاء الراشدون) للشيعة و ُمعاداتهم‬
‫يق ــول ماس ــينيون‪:‬ـ (ع ّد الش اعر الش يعي مع دان الش ميطي بي تين من الش عر‬
‫القبائ ل ال تي ك انت دوم اً ض ّد الش يعة وهي باهل ة من (قيس) وبط ون الخلف اء‬
‫الثّالث األولين ال ُقرشيين‪.)1()...‬‬
‫قلت‪ :‬وحمل ال ّش ـاهد ه ــو م ــا ق ـ ّـرره اجلاح ــظ يف كتاب ــه (البي ان والتب يين) يف َبْييَت ْ‬
‫ُ‬
‫اللَّ َذيْن يقص ــد هبم ــا ل ــويس ماس ــينيونـ يف الـ ـ ّدفاع عن الش ــيعةـ بوج ــه مع ــدان الش ــميطي‬
‫واهّت ام ــه أه ــل الس ــنة من خالل اخللف ــاء الراش ــدين مبع ــاداة الش ــيعة‪ ،‬حيث ق ــال اجلاح ــظ‪:‬‬
‫والرافض ة‪،‬‬
‫(ق ال مع دان األعمى‪ ،‬في قص يدته الطويل ة ال تي ص نف فيه ا الغالي ة ّ‬
‫والتميمية‪ ،‬والزيدية‪:‬‬
‫والذي ط ّفف الجدار(‪ )2‬من ُّ‬
‫الذعر ‪ ...‬وقد بات قاسم األنفال(‪.)3‬‬
‫خامعا(‪ )4‬بوجه هشيم(‪.......)5‬ويساق كعود طلح بال)(‪.)6‬‬
‫فغدا ً‬
‫ومن املعلــوم أن ال ّشـيعة ق ّسـموا املسـلمني إىل قسـمني من خالل الصـحابة رضــوان‬
‫اهلل عليهم‪ ،‬ش ــيعة علي بن أيب ط ــالب رض ــي اهلل عن ــه ويعت ــربوهنم ش ــيعة تَ ـ َـديُّناً عق ــدياً!‬
‫والــوالء املطلــق ال مبفهــوم األصــحاب فحســب‪ ،‬وأمــا بــاقي الصــحابة رضــوان اهلل عليهم‬

‫‪ – )( 1‬خطط الكوفة‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)149‬‬


‫‪ - )( 2‬عاّل ه ورفع ــه‪ ،‬ليك ــون ل ــه كاحلصن‪ ،‬انظ ــر‪( :‬الربص ــان والعرج ــان والعمي ــان واحلوالن‪،‬‬
‫لعمرو بن حبر بن حمبوب الكناين الشهري باجلاحظ‪ ،‬ص (‪.)355‬‬
‫‪ – )( 3‬الغنائم‪ ،‬انظر‪ :‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ – )( 4‬األعرج‪ ،‬انظر‪( :‬احليوان‪ ،‬للجاحظ‪.)6/579 ،‬‬
‫‪ - )( 5‬الشجر اليابس‪ ،‬انظر‪( :‬املرجع السابق)‪.‬‬
‫والبيتــان ملعــدان األعمى أيب الســري الشــميطي‪ ،‬والشــميطية‪ :‬فرقــة من الشــيعة الرافضــة‪ ،‬نســبت إىل‬
‫أمحر بن مشيط البجلي األمحسـ ّـى‪ ،‬انظــر‪( :‬الربصــان والعرجــان والعميــان واحلوالن‪ ،‬للجاحــظ‪،‬‬
‫ص (‪ ،)355‬وانظر‪ :‬كتاب (احليوان‪ ،‬للجاحظ‪.)579 /6‬‬
‫‪6‬‬
‫() ‪ -‬البيان والتبيني‪ ،‬عمرو بن حبر بن حمبوب الكناين بالوالء‪ ،‬الليثي‪ ،‬أبو عثمان‪ ،‬الشهري باجلاحظ‬
‫(ت‪255 :‬هـ)‪ ،)3/52( ،‬الناشر‪ :‬دار ومكتبة اهلالل‪ ،‬بريوت‪ ،‬عام النشر‪1423 :‬هـ‪.‬‬
‫ويف ُمق ـ ّدمتهم أيب بكــر الصــديق أول خليفــة للمســلمني بعــد النّــيب ‪ ‬فيعتــربوهنم أهــل‬
‫السنة املناهضني للشيعة واخلارجني عن هنج علي بن أيب طالب املزعوم‪.‬‬
‫م""وارد ل""ويس ماس""ينيون من كتب الش""يعة في مزاعم""ه مخاص""مة الخلف""اء‬
‫الراشدين للشيعة‬
‫اعتمد لويس ماسينيون يف هذه املسألة على إحدى مؤلفات العامل الشيعيـ السيد‬
‫حممــد حســني الطباطبــائي‪ ،‬وهــو أحــد أهم أســاتذة تلميــذ لــويس ماســينيونـ الكبــار وهــو‬
‫هـنري كوربـان‪ ،‬ومؤلفـات الطباطبـائي من الكتبـ الـيت نـالت إعجـاب لـويس ماسـينيون‬
‫وتالميذه على حد سواء‪ ،‬وقد اعتمد ماسينيونـ يف هذه املسألةـ املزعومة على كتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬الشيعة في اإلسالم‪ ،‬للسيد حممد حسني الطباطبائي‪.‬‬
‫يق ـ ــول الطباطب ـ ــائيـ يف إش ـ ــارة مزعوم ـ ــة إىل اض ـ ــطهاد اخللف ـ ــاء الراش ـ ــدين للشـ ــيعة‬
‫فيق ــول‪( :‬ك انت الش يعة ُمض طهدة في زمن الخلف اء الراش دين (س نة ‪35 - 11‬‬
‫هج ري)‪ ،‬ولم تكن لهم ص يانة أو حماي ة ألنفس هم وأم والهم ‪....‬وكلم ا ازداد‬
‫عزم ا في إرادتهم‪ ،‬وأك ثر رس وخاً في‬
‫عليهم الض غط واالض طهاد!!‪ ،‬ك انوا أش د ً‬
‫عقي دتهم‪ ،‬وك انوا يس تفيدون من مظل وميتهم في س بيل عقي دتهم وتق ُد ِّمها‬
‫ونَ ْش ِرها!!)(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬بحار األنوار‪ ،‬للمجلسي‪.‬‬
‫يقــول اجمللســي يف زعمــه معــاداة اخللفــاء الراشــدين للشــيعة (عن أبي جعف ر عليه‬
‫الس الم‪ ،‬ق ال‪ :‬ثالث ة ال يص عد عملهم إلى الس ماء وال يقب ل منهم عم ل‪ :‬من م ات‬
‫ولنا أهل البيت في قلبه بغض‪ ،‬ومن تولى ع ُد َّونا‪ ،‬ومن تولى أبا بكر وعمر)(‪.)2‬‬
‫ويقول اجمللسي أيضاً‪( :‬وعنه عليه السالم‪ ،‬وسئل عن أبي بكر وعمر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫هما أول من ظلمنا‪ ،‬وقبض حقنا‪ ،‬وتوثب على رقابنا‪ ،‬وفتح علينا باب ال يسده‬

‫()‪ -‬الش ــيعة يف االس ــالم‪ ،‬ت ــأليف الس ــيد حمم ــد حس ــني الطباطب ــائي‪( ،‬ت‪1402:‬ه) ترمجة‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫جعفر هباء الدين‪ ،‬ص (‪ )59‬بدون تاريخ‪.‬‬


‫() – حبار األنوار‪ ،‬للمجلسي‪.)30/383( ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫شيء إلى يوم القيامة‪ ،‬فال غفر اهلل لهما ظلمهما إيانا!!)(‪ ،)3‬فسبحان اهلل (رضــي اهلل‬
‫عنهم ورضوا عنه)‪.‬‬
‫الق""ول ّ‬
‫الص"حيح وال"رّد على م""زاعم ل""ويس ماس""ينيون والش""يعة في مع""اداة‬
‫الخلفاء الرّاشدين للشيعة واضطهادهم‬
‫ال يصح شيءٌ مما ورد يف مصادر الشيعة خبصوص مــزاعمهم يف اضــطهاد اخللفــاء‬
‫وج ْعلهم ِشـيَعاً ُمتفـ ّـرقني ســنةً‬
‫ص ـحابة َ‬ ‫االدعــاءات حماولــة لتفريــق كلمــة ال ّ‬ ‫للشــيعة‪ ،‬وهــذه ّ‬
‫وش ــيعةً‪ ،‬وق ــد س ــبق الق ــول ب ــأنـ الص ــحابة مجيعهم ك ــانوا على هنج الن ــيب ‪ ،‬ومل يكن‬
‫ألحـ ــد منهم على غـ ــري هـ ــذا النهج القـ ــومي‪،‬ـ فـ ــأين صـ ــحة ّادعـ ــاءات الشـ ــيعة يف االفـ ــرتاء‬
‫عليهم؟‪ ،‬أم ــا م ــا ورد يف كت ــاب الطباطب ــائيـ فه ــو جُم ّرد كالم بال س ــند من الص ــحة‪ ،‬ومل‬
‫يكن أمــر الشــيعة معروفـاً يف أيــام أيب بكــر الصــديق وعمــر بن اخلطــاب رضــي اهلل عنهمــا‬
‫على أصـ ــح أقـ ــوال العلمـ ــاء حـ ــىت نقـ ــول إن الشـ ــيعة كـ ــانوا ُمضـ ــطهدين يف زمن اخللف ــاء‬
‫الراشــدين‪ ،‬وحمل الشــاهد لكالمــه‪ ،‬قولــه‪( :‬كانت الشيعة ُمضطهدة في زمن الخلفاء‬
‫الراشدين)‪.‬‬
‫إذاً ال داعي إلضاعة الوقتـ يف مناقشة أقوال ال حتمل سنداً وال متناً وال منهجاً‬
‫علمي ـ ـاً ص ــحيحاً‪ ،‬وأمـ ــا مـ ــا ورد يف حبار األنـ ــوار بروايـ ــة عن أيب جعفـ ــر فال يص ــح ه ــذا‬
‫احلديث عن ــه الع ــرتاضـ واق ــع أيب جعف ــر املوايل للخلف ــاء الراش ــدين‪ ،‬وكون ــه معت ــدالً من‬
‫أهل السنة فال يصح أن يُروى عنه نظريات الشيعة املعادية للخلفاء وأهل السنة وإليــك‬
‫ثناء السلف له رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫إن م ــا وض ــعه الش ــيعة على جعف ــر بن حمم ــد الص ــادق من أك ــاذيب‪ ،‬وه ــؤالء من‬
‫أســرة واحــدة وهم ثقــات‪ ،‬وأبــو جعفــر هــو حممــد بن علي‪ ،‬وابنــه جعفــر الصــادق‪ ،‬ومها‬
‫من أهــل الســنة باتفــاق الســلف الصــاحل رمحهم اهلل‪ ،‬وأبــوه حممــد بن علي ثقــة ثبتـ قــال‬
‫الح ِديث)(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫عنه الشيباين‪( :‬ث َقة قوي َ‬

‫() – املرجع السابق‪ ،‬حبار األنوار‪ ،‬للمجلسي‪.)30/383( ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ‪ -‬من كالم أمحد بن حنبــل يف علــل احلديث ومعرفــة الرجــال‪ ،‬أبــو عبــد اهلل أمحد بن حممــد‬ ‫‪1‬‬

‫بن حنبــل بن هالل بن أســد الشــيباين‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬صــبحي البــدري الســامرائي‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتبــة‬
‫املعارف – الرياض‪/1/161( ،‬ط‪1409 :1‬ه)‪.‬‬
‫وج ــاءت ترمجت ــه يف (س ؤاالت الترم ذي للبخ اري ح ول أح اديث في ج امع‬
‫الترم ذي) حيث يقـ ــول املؤلف‪( :‬ه و محم د بن علي بن الحس ين بن علي بن أبي‬
‫طالب أبو جعفر الباقر ثقة‪ ،‬فاضل‪ ،‬من الرابعة مات سنة بضع عشرة أي ومئة‪،‬‬
‫روى ل ه الجماعة)(‪ )1‬إذاً فق ــد ك ــان رجالً ص ــحيح العقي ــدة واملنهج‪،‬ـ حيث ك ــان على‬
‫منهج أســالفه علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنـه وغــريه من الصـحابة الـذين كــان ُجلُّهم‬
‫ـطر إىل ح ــرقهم‬
‫على املنه ــاج النب ــوي الش ــريف س ــوى الغالةـ من أتب ــاع علي ال ــذين اض ـ ّ‬
‫تسرب أفكارهم إىل أذهان العامة‪.‬‬ ‫محايةً جلناب التوحيد ومنعاً من ّ‬
‫ومما يــدل على عــدم صــحة مــا نُســب أليب جعفــر يف حــق اخللفــاء الراشــدين إليــك‬
‫دليالً واضحاً على بطالن ما ّادعــوه‪( :‬عن بسام الصيرفي قال‪ :‬سألت أبا جعفر عن‬
‫أدركت أحداً من‬
‫ُ‬ ‫أبي بكر وعمر فقال‪ :‬واهلل إني ألتوالهما‪ ،‬وأستغفر لهما‪ ،‬وما‬
‫أهل بيتي إال هو يتوالهما)(‪.)2‬‬
‫وأما ما أورده اجمللسي من حديث علي بن أيب طالب رضي اهلل عنــه أنــه قــال عن‬
‫شــأن أيب بكــر وعمــر‪( :‬هما أول من ظلمنا‪ ،‬وقبض حقنا‪ )....‬فال يصــح االســتدالل‬
‫هبذا التلفيــق االفـرتائيـ لعـدم اسـتناده على دليــل وال سـند‪ ،‬وأعتقــد أ ْن ال أحـ ٌد قـادر على‬
‫إثبـات أن أحـد الصـحابة حَت َامـل على أخيـه الصــحايب مبثـل هــذا القــول أبــداً إال أن يكـون‬

‫() ‪ -‬سـ ــؤاالت الرتمـ ــذي للبخـ ــاري حـ ــول أحـ ــاديث يف جـ ــامع الرتمـ ــذي‪ ،‬يوسـ ــف بن حمم ــد‬ ‫‪1‬‬

‫ال ّدخيل النجدي مث املدين‪ ،‬الناشر‪ :‬عمادة البحث العلمي باجلامعة اإلسـالمية‪ ،‬املدينـة املنــورة‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬هامش (‪ /2/615‬ط‪1424 :1‬ه)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫علي ّالرحيلي‪،‬‬
‫() ‪ -‬االنتصار للصحب واآلل من افرتاءات السماوي الضال‪ ،‬إبراهيم بن عامر بن ّ‬
‫( ‪ ،)1/86‬الناشر‪ :‬مكتبة العلوم واحلكم‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬ط‪ 3/1423‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫وهــذا األثــر‪ :‬أخرجــه ابن ســعد يف الطبقــات الكــربى‪ ،:‬دار صــادر‪ ،‬بــريوت لنبــان ( ‪،)5/321‬‬
‫وابن عسـ ـ ـ ــاكر يف تـ ـ ــاريخ دمشـ ـ ـ ــق (‪ ،)54/285‬وأورده ابن كثـ ـ ـ ــري يف البدايـ ـ ــة والنهايـ ـ ــة‪( :‬‬
‫‪ ،)9/321‬حتقي ــق‪ :‬د‪ .‬أمحد أب ــو ملحم‪ ،‬د‪ .‬علي جنيب عط ــوي‪ ،‬دار الري ــان لل ــرتاث‪ ،‬الطبع ــة‬
‫األوىل ‪1408‬هـ‪ ،‬والذهيب يف سري أعالم النبالء (‪ ،)4/403‬وأبو حامد حممــد املقدســي (ت‬
‫‪888‬ه ــ) يف كتابــه‪ :‬رســالة يف الــرد على الرافضــة‪ ،‬ص (‪ ،)304‬حتقيــق‪ :‬عبــد الوهــاب خليــل‬
‫الرمحن‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬اهلند‪ ،‬ط األوىل ‪1403‬هـ‪.‬‬
‫ـردود‪ ،‬كم ــا ه ــو ش ــعار الش ــيعة وعلم ــاؤهم أهنم معروف ــون‬
‫على ه ــوى نفس ــه وه ــذا م ـ ٌ‬
‫املتعمد‪ ،‬وباهلل اهلداية والتوفيق‪.‬‬
‫بالكذب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بعض األمثلة على ما ذكره""ا ل""ويس ماس""ينيون في الني""ل من‬
‫أهل السنة من خالل تقسيم الفرق اإلسالمية إلى المجموعة المعتبرة النفيس""ة وهم‬
‫(الشيعة) في الكوفة وغير المعتبرة وهم (أهل السنة) في البصرة‪.‬‬
‫دأب ل ــويس ماسـ ــينيونـ على الني ــل من أه ــل الس ــنة بك ــل م ــا ميل ــك من وس ــائل‪،‬‬
‫وتكمن ل ـ ــه هن ـ ــا من خالل التقس ـ ــيم اجلغ ـ ــرايف باعتب ـ ــار (الكوفة) َم ْع َقالً للش ـ ــيعة‪ ،‬وهي‬
‫اجملموعة املعتربة‪،‬ـ واعتبار (البصرة) َم ْع َقالً ألهل السنة‪ ،‬حبُ ّجة أن علياًّ رضـي اهلل عنـه ملا‬
‫دخــل العــراق اخّت ذ الكوفــة مدينــة خلالفتــه حيث ســكنها مــع أتباعــه الــذين يــزعم الشــيعة‬
‫بأهنم كانوا شيعة له عقدياً‪ ،‬وأما مدينة البصرة فإهنم اعتربوهــا معقالً ملعارضــي علي بن‬
‫أيب ط ــالب وهم َمن مل يكون ــواـ ش ــيعة‪ ،‬وهم أه ــل الس ــنة‪ ،‬يق ــول ل ــويس ماس ــينيونـ عن ــد‬
‫األدبَِينْي يف الكوفة‪:‬‬
‫حديثه يف بعض األمثلة عن الشعر والنثر َ‬
‫المثال األول‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫تكونت تلك المجموعة المعتبرة النفيسة "نهج‬
‫(وأما في النثر ففي الكوفة ّ‬
‫البالغة" الحاوية على الخطب والمواعظ التي ألقاها علي بن أبي طالب هناك )‬
‫(‪) 1‬‬

‫قلت ‪ :‬وـيـقـصـ ـ ـدـ مـاـسـ ـ ـيـنـيـوـنـ بـ(ـالخطب والمواعظ)ـ اـل ـ ــيت أـلـقـاـهـ ـ ـاـ عـلـيـ بـنـ أـيبـ‬ ‫ُ‬
‫ط ـاـلـبـ كـتـ ـاـبـ (ـنهج البالغة)ـ اـلـ ـذـيـ زـعـمـ اـلـش ـيـعـةـ بـأـنـ ـهـ جمـمـ ـوـعـ خـطـبـ عـلـيـ بـنـ أـيبـ‬
‫طـاـلـبـ وـمـوـاـعـظـهـ متـ مجـعـهـاـ يفـ كـتـاـبـ وـاـحـدـ وـمسّـوـهـ هنجـ اـلـبـالـغـةـ‪،‬ـ وـيُـعـ ّدـ هـذـاـ اـلـكـتـاـبـ‬
‫مـنـ أـفـضـ ـلـ كـتـ ـاـبـ ُمـقـ ـ ّدـسـ لـ ـدـيـهـمـ‪،‬ـ وـقـ ـدـ سـ ـبـقـ اـلـتـفـصـ ـيـلـ عـنـ ـهـ وـإـيـ ـرـاـدـ أـقـ ـوـاـلـ اـلـس ـلـفـ‬
‫اـلـصـاـحلـ رـمحهـمـ اـهللـ فـيـهـ‪.‬ـ‬
‫ص ـوفية ُمؤيّــدة‪ ،‬فمــع‬ ‫وملاســينيونـ نظرتــان يف الكوفــة نظــرة شــيعيةـ ُمؤيّــدة‪ ،‬ونظــرة ُ‬
‫احتضان ماسينيونـ للتشـيع إىل أقصـى حـدوده إال أنـه ال يـدع أي جمال يفوتــه عن مـدح‬
‫الص ــوفيةـ واملتص ــوفة وال ينس ــاهم باعتب ــارهم املعي ــار األول ل ــه‪ ،‬وأعلم مبل ــغ ض ــلوعه يف‬
‫التصــوف إىل أقصــى غلـ ّـوه املفــرط من خالل مــا ق ـ ّدمت للقــارئ الكــرمي يف الصــفحات‬
‫املاضـ ــية عن رحالتـ ــه العلميـ ــة‪ ،‬إذاً فـ ــإن مـ ــا سـ ــبق من كالمـ ــه يتعلّـ ــق بتأييـ ــدهـ التش ــيع يف‬
‫الكوفة‪.‬‬
‫المثال الثاني‪:‬‬

‫()–خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬ص (‪.)55‬‬ ‫‪1‬‬


‫أم ــا تأيي ــده التص ــوف يف الكوف ــة ال ــيت تُعت ــرب م ــوطن س ــلف املتص ــوفة وأئمتهم يف‬
‫والص وفية‪ ،‬الذين ذكر‬
‫التاريخ فقد قال ماسينيونـ فيه‪( :‬ففي الكوفة موطن البهاليل ّ‬
‫الغ زالي مك انتهم وأهميتهم وذل ك بإثب ات ش رعي!‪ ،‬وفيه ا ك ان ق د ظه ر الحالج‬
‫والزهاد األسبقين‪.)1()!!....‬‬
‫ساك ّ‬‫الذي فاق جميع النّ ّ‬
‫قلت‪ :‬ومـ ـ ــزاعم ماسـ ـ ــينيون اخلطـ ـ ــرية هتدف إىل تفضـ ـ ــيله احلالج على الن ـ ــيب ‪‬‬
‫ُ‬
‫واحلالج هو الصويف الغــايل الــذي أمجع ســلف األمــة على تكفــريه ومت إصـدار احلكم ِم ْن‬
‫الدعائـه األلوهيـة‪،‬ـ فقـد قـال ماسـينيون مادحـاً‬ ‫ِ‬
‫قبَل القضاة يف زمنـه على ضـرورة إعدامـه ّ‬
‫ُتيحت له بس ّد الفجوة التي تفصله‬
‫زهـ َـده‪(:‬إن محمداً رفض عمداً الفرصة التي أ ْ‬
‫الص وفية‬
‫عن اهلل‪ ،‬ومن ثم فإن إنجاز الحالج يتمثّل في تم ّكنه من تحقيق الوحدة ّ‬
‫مع اإلله‪ ،‬وهي التي يعارضها اإلسالم)(‪،)2‬‬
‫قلت‪ :‬واهلدف الرئيس ـ ـيـ الـ ــذي كـ ــان وراء َت َع ُّمد ماسـ ــينيون القـ ــول بـ ــأن احلالج‬
‫ُ‬
‫يتفوقـ على النيب ‪ ،‬حيث حاول متثيـل احلالج باملسـيح عيسـىـ ابن مـرمي‬
‫استطاع أن ّ‬
‫عليه السالم مبا يعتقدونهـ فيه حيث يرى النصارى أن عيسى عليه السالم ضحى بنفسه‬
‫صـلب ســعياً حلمايــة أتباعــه وخالصــهم من الـ ّذنوب‪ ،‬فكــذلك كــان من املفــرتضـ‬ ‫وقَبِـ َـل ال ُّ‬
‫للنــيب ‪ ‬أن يقبـ َـل نفس امليزة املســيحية متهيــداً إلنقــاذ أمتــه إال أنــه مل يفعــل‪ ،‬وقــد جــاء‬
‫ص ـلباً‬
‫احلالج ســعياً منــه إىل حتقيــق تطلّعــات أتباع ـهـ وقــد ح ّققهــا بالفعــل بتضــحية نفســه ُ‬
‫ولكي ترى الصورة أكثر وضوحاً‬ ‫ِ‬
‫السفيهة‪ْ ،‬‬ ‫صلباً‪ ،‬فهذه هي آراء ماسينيونـ ّ‬ ‫حيث قُت َل ُ‬
‫راجع كتاب االستشراق إلدوارد سعيد(‪.)3‬‬
‫المثال الثالث‪:‬‬

‫() – خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬ص (‪.)56‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() – االستشـ ــراق‪ ،‬إدوار س ـ ــعيد‪ ،‬ترمجة‪ ،‬د‪ .‬حممـ ــد عنـ ــاين‪ ،‬ص (‪ ،)406‬ط‪ :1‬ـ ـ ‪2006‬م‪/‬‬
‫الناشر‪ :‬رؤية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر‪ :‬االستشراق‪ ،‬إلدوارد سعيد‪ ،‬من ص (‪ ،)408-404‬واخل‪..‬‬
‫ص ـبًا للش ــيعة على حس ــاب أه ــل الس ــنة يف‬
‫ويق ــول ماس ــينيونـ عن الكوف ـةـ أيض ـاً تع ُّ‬
‫البصرة حيث يقول‪( :‬وفي الحقوق فالكوفة كانت‪ :‬فورماليست ‪formaliste‬‬
‫مذهب االجتهاد‪ ،‬وهي مرد الفقهاء والمشرعين األقدمين‪.)1().....‬‬
‫الش يعية في نظ ر ماس ينيون فيق ول‬
‫الس نِّية ُمقاب ل الكوف ة ّ‬
‫وأم ا عن البص رة ُّ‬
‫عنها‪:‬‬
‫أي عن البص ــرةـ ال ــيت هي م ــوطن أه ــل الس ــنة واجلماع ــة ليُقلّ ــل من ش ــأهنا‪( :‬بينم ا‬
‫الري اليزم(‪ Realisme )2‬فيق وم‬
‫الم ذهب البص ري يس تمد قوت ه من ش يء من ّ‬
‫الص رف وشروحه ويبالغ في‬
‫باستنتاجات بطيئة واستدالالت ُمملّة فيجمع أصول ّ‬
‫قلت ويقصد مبذهب البصري أي مذهب (أهل السنة والجماعة)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬‫(‪) 3‬‬
‫التحقيق)‬
‫م""وارد ل""ويس ماس""ينيون من كتب الش""يعة في مزاعم""ه تخل""ف البص""رة‬
‫باعتبارها موطن أهل السنة مقابل الكوفة المتقدمة التي تُمثِّل الشيعة‬
‫بالنظر إىل تصريح لويس ماسـينيونـ يُـدرك القـارئ أنـه اسـتم ّد أقوالـه ومـوارده من‬
‫كتاب (نهج البالغة) بدليل أنه ُمشتمل من مواعظ ُ‬
‫وخطب علي بن أيب طالب رضــي‬
‫اهلل عنه كما يزعم الشيعة‪:‬‬
‫‪ -1‬نهج البالغة‪ ،‬خطب اإلمام علي رضي اهلل عنه ‪ -‬مجعها الشريف الرضي‪.‬‬
‫وحمل الش ـ ــاهد على مزاعم ـ ــه قول ـ ــه‪( :‬ففي الكوف ة تك ّونت تل ك المجموع ة‬
‫المعتبرة النفيسة "نهج البالغة" الحاوية على الخطب والمواعظ التي ألقاها علي‬
‫بن أبي طالب)‪ ،‬وقد ســبق التّعريــف عن كتــاهبم هــذا "هنج البالغــة"ـ وكــان ســبب إدالء‬
‫ماسينيونـ هبذا القول هو التقليل من أمهيــة البصــرة باعتبارهـاـ معقـل أهــل الســنة ووصـفها‬

‫() – خطط الكوفة ص(‪.)57‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – الري اليزم‪ :‬ه ــو املذهب الب ــاحث واملؤمن باحلق ــائق اخلارجي ــة لألش ــياء‪ُ ،‬‬
‫قلت‪ :‬وقص ــد‬ ‫‪2‬‬

‫ماسينيون من هذا أن البصرة كانت موطن أهل السنة واجلماعة الذين حيكمون على األشياء‬
‫على ظواهرهــا دون التكلــف يف البحث عن األشــياء يف بواطنهــا‪ ،‬خبالف أهــل الكوفــة مــوطن‬
‫شيعة علي رضي اهلل عنه املزعوم‪ ،‬فإهنم أهل الباطن الذين يرون أن لكل شيء ظاهراً وباطناً‬
‫ويسـ ــتندون علـ ــومهم على التـ ــأويالت الباطنيـ ــة‪( ،‬انظـ ــر‪ :‬خطـ ــط الكوفـ ــة ملاسـ ــينيون‪ ،‬ص‪)57‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬
‫() – املرجع السابق خطط الكوفة ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)57‬‬ ‫‪3‬‬
‫بــالتخلّف‪ ،‬أمــا الكوفــة باعتبارهــا معقــل الشــيعةـ ألن علي ـاً كــان قــد اخّت ذها بيت اخلالفــة‬
‫فقد أوىل ماسينيونـ اهتمامه يف تقـييم الكوفـة لـذلك‪ ،‬وعلى رأس ذلـك الكتـابـ املقـ ّدس‬
‫املزعـ ــوم املنس ـ ــوب لعلي بن أيب ط ـ ــالب أن ـ ــه من خطبـ ــه ومواعظ ـ ــه اجلامع ـ ــة وهـ ــو (نهج‬
‫البالغة)‪ ،‬ومل يقصـ ـ ـ ــد ماسـ ـ ـ ــينيون من إطالق هـ ـ ـ ــذه اخلرافـ ـ ـ ــات بنقـ ـ ـ ــل نص بعينـ ـ ــه هبذا‬
‫اخلصوص من كتب الشيعة حىت يتسىّن يل ذكر املوارد الــيت نقــل منهــا نصـاً‪ ،‬إال أنـه عرّب‬
‫عن اس ــم الكت ــاب ك ــامالً مما ي ــدل على أن ــه ك ــان يعتق ــد يف ه ــذا الكت ــاب م ــا يعتق ــد في ــه‬
‫الش ــيعة‪ ،‬أم ــا من ناحي ــة م ــزاعم ل ــويس ماس ــينيون من أن الكوف ــة ك ــانت معقالً للش ــيعة‬
‫ـح عن ــده أن ين ــال من أه ــل البص ــرة هبذا‬ ‫مقاب ــل البص ــرة أله ــل الس ــنة واجلماع ــة‪ ،‬مما ص ـ ّ‬
‫االعتبار املل ّفق وقد اعتمد على كتاب أستاذ تلميذه الطباطبائي وهو كتاب‪:‬‬
‫‪ -2‬الشيعة في اإلسالم‪ ،‬حملمــد حســني الطباطبــائيـ‪ ،‬ويقــول الطباطبــائي يف هــذا‬
‫مركزا ألهل السنة‪ ،‬وكانت في‬ ‫التقســيم العنصــري‪( :‬ومدينة البصرة كانت تعتبر ً‬
‫(‪.)1‬‬
‫صراع ديني مع الكوفة مركز التشيع وكان يسكن فيها بعض الشيعة)‬
‫‪ -3‬أعيان الشيعة‪ :‬حملسن األمني‪.‬‬
‫ويقول السيد حمسن األمني يف األعيان‪:‬ـ (الكوفة كان يغلب على أهلها التش يع‬
‫بعد اتّخاذ علي لها عاصمة خالفته ألن التشيع قريب إلى النفوس ما لم يصد عنه‬
‫صاد)(‪.)2‬‬
‫أقمت احلُ ّجــة على م ــزاعمهم يف تش ــيع علي بن أيب ط ــالب رض ــي‬ ‫وق ــد س ــبق أن ُ‬
‫ص ـحة‪،‬‬ ‫اهلل عن ــه‪ ،‬وم ــا قي ــل في ــه من أق ــوال وآراء ش ــيعيةـ كله ــا ُمل ّفق ــة ال أس ــاس هلا من ال ّ‬
‫وهبذا آيت إىل هنايـ ــة مـ ــوارده من كتب الشـ ــيعة يف كالمـ ــه على أهـ ــل السـ ــنة واجلماعـ ــة‪،‬‬
‫ويكفي من ال ــرد على ه ــذه املزاعم أن أق ــواهلم ك ــانت س ــرداً من ه ــوى أنفس ــهم ب ــدون‬
‫االدعاءات والتلفيقــات العلميــة التارخييــة واهلل ويل‬ ‫سند من الدليل‪ ،‬مما يُعلم بطالن هذه ّ‬
‫التوفيق‪.‬‬

‫() ‪ -‬الشيعة يف االسالم‪ ،‬حممد حسني الطباطبائي‪( ،‬ت ‪١٤٠٢‬ه)‪( ،‬ص‪ )46‬ترمجة‪ :‬جعفر‬ ‫‪1‬‬

‫هباء الدين‪ ،‬بدون تاريخ النشر‪.‬‬


‫() – أعيان الشيعة‪ ،‬السيد حمسن األمني (‪.)1/68‬‬ ‫‪2‬‬
‫الش‪8‬يعة في كالم‪88‬ه‬
‫المبحث السادس‪ :‬موارد لويس ماس‪88‬ينيون من كتب ّ‬
‫عن ال ّروايات الحديثيّة‬
‫وتحته ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون من رواي ات الش يعة في‬
‫المهدي‪.‬‬
‫المطلب الث""اني‪ :‬مث ال على م ا ذك ره ل ويس ماس ينيون في كالم ه عن الرواي ات‬
‫الشيعية من خالل تمجيده الكوفة برواية شيعية وفيها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مثال على ما ذكره لويس ماسينيون من رواية شيعية مزعومة في‬
‫حديث النبي ‪ ‬الذي يزعم فيه ماسينيون عنصرية عمر بن الخطاب ض ّد‬
‫سلمان الفارسي رضي اهلل عنهما‬
‫المطلب األول‪ :‬مث""ال على م""ا ذك""ره ل""ويس ماس""ينيون من رواي""ات الش""يعة في‬
‫المهدي‬
‫اعتمــد لــويس ماســينيون على مصــادر الشــيعة يف اســتدالالته الــيت يســتدل هبا يف‬
‫كالمـ ـ ــه عن اإلسـ ـ ــالمـ وعن مسـ ـ ــائله املختلفـ ـ ــة بروايـ ـ ــات الشـ ـ ــيعة احلديثيـ ـ ــة‪ ،‬ومن تلكم‬
‫الروايات‪:‬‬
‫والروايات الشيعية‬
‫إيــراده روايــة الشــيعة يف املهــدي‪ ،‬حيث يقــول ماســينيون‪ّ ( :‬‬
‫تخ بر ب أن عن د ظه ور الق ائم(‪ )1‬س وف ت نزل ص اعقة من الس ماء فتح رق المواق ع‬
‫الرجسة في الكوفة المقدسة مبتدأة بالكناسة ثم محلة ثقيف‪ -‬في شمال الجامع‪،‬‬
‫ّ‬
‫وبس تان زائ دة بن قدام ة الثقفي في الثوي ة‪ -‬وبع ده تح رق دار أس عد بن هم ام‬
‫داري‬
‫الشيباني آل ذي الجدين سيد بكر الذي كان رهطه من الخوارج‪ ،‬وأخيراً َ‬
‫بني أمية‪ -‬الوليد بن عقبة وأخيه عمارة بالقرب من الجامع‪ ،‬ثم يأتي القائم وينزل‬
‫في الج امع ويض ع خزينت ه في مس جد الس هلة‪ ،‬ويعم بغ داد الخ راب‪ ،‬فتص بح‬
‫الكوف ة ملك ة ال دنيا‪ ،‬بع د أن ك انت دار هج رة المؤم نين الحقيق يين ومح ل‬
‫انتظارهم)(‪.)2‬‬

‫() – انظــر خطــط الكوفــة ملاســينيون هــامش ص(‪ )128‬يقــول مــرتجم كتــاب ماســينيون أنــه‬ ‫‪1‬‬

‫يقصد‬
‫بالقائم‪ :‬حممــد بن احلســن بن علي بن حممـد بن علي موســى ابن جعفــر بن حممــد بن علي بن‬
‫احلســني بن علي بن أيب طــالب اإلمــام الثــاين عشــر عنــد الشــيعة اإلماميــة االثــين عشــرية وهــو‬
‫املهدي املنتظر عند الشيعة‪.‬‬
‫() – خطط الكوفة ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)128‬‬ ‫‪2‬‬
‫موارد لويس ماسينيون من كتب ال ّشيعة في الرّواية عن المهدي‬
‫وذكرت منهج لويس ماســينيونـ يف التــأليفـ بالتفصــيل يف بدايــة هــذا الفصــل‬ ‫ُ‬ ‫سبق‬
‫متهي ـ ــداً للخ ـ ــوض يف منت ه ـ ــذا الفص ـ ــل ليك ـ ــون الق ـ ــارئ على بيّن ـ ــة من منهج ـ ــه البحـ ــثي‬
‫ذكرهتا كـ ــانت مبثابـ ــة جهـ ــود للبحث عن‬ ‫والعلمي التـ ــأليفي‪،‬ـ ف ــإن أغلب مـ ــوارده الـ ــيت ُ‬
‫مصـ ــادر املنقـ ــول منهـ ــا بطريقـ ــة أو بـ ــأخرى دون احلصـ ــول على اعـ ــرتاف من ماس ــينيونـ‬
‫اعرتافاً يقضي إىل اإلشارة إىل املصـادر املنقـول منهـا مباشـر ًة إال نـادراً‪ ،‬لكن مـع البحث‬
‫ـتطعت العثــور على املصــادر احملتملــة الــيت حُي تمــل نقلــه منهــا نظــراً لتشــابه كثــري‬
‫احلثيث اسـ ُ‬
‫كنت‬
‫من عبارات ــه ال ــيت اس ــتعملها ب ــاليت عثرهُت ا يف مص ــادر الش ــيعة‪ ،‬ومن جه ــة أخ ــرى ُ‬
‫أر ّكز على مؤلفات علماء الشيعة الذين ذكر ماسينيون شأهنم كثرياً‪ ،‬وكانت مؤلفــات‬
‫هؤالء الشيعةـ مبثابة مصادر مل يستغن ماسينيونـ عن التحــدث هبا وال عن اقتنــاء تراثهــا‪،‬‬
‫ب ــل ك ــانت مص ــادر ض ــرورية بالنس ــبة ملاس ــينيون يف مس ــاعيه الش ــيعيةـ والنظري ــة لإلس ــالم‬
‫مبنظار تلك الكتب الشنيعةـ واخلطرية يف عقيدة املسلم‪ ،‬وبالنظر إىل ما يتعلق بالروايــات‬
‫احلديثيــة فــإن ماســينيون كــان يشــري إشــارة ًواضــحةً ومباشــر ًة على املصــادر الشــيعية الــيت‬
‫ينق ــل منه ــا نظريات ــه الروائي ــة وإلي ــك الرواي ــة من كتب الش ــيعة ال ــيت أش ــار إليه ــا يف نقل ــه‬
‫رواية املهدي‪:‬‬
‫‪ -1‬نفس الرحمن في فضائل سلمان‪ ،‬ملريزا حسني النوري الطربسي(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ُ -‬حس ين النُّوري (‪1320-1254‬ه ـ ـ = ‪-1838‬ـ ـ ‪1902‬م) حس ــني بن حمم ــد تقي‬
‫النــوري املازنــدراين الطربســي‪ :‬فقيــه شـيعي إمــامي‪ ،‬ولــد يف قريــة (يــالو) من قــرى نـور (إحــدى‬
‫الغري (بالكوفة) من كتبه‪( :‬نفس الرمحن يف فضــائل ســلمان‪ -‬ط)‬ ‫كور طربستان) وتويف يف ّ‬
‫و (دار الســالم‪ -‬ط) يف األحالم‪ ،‬جملــدان‪ ،‬مجع فيــه مــا يتناقلــه النــاس يف ذلــك‪ ،‬و (مســتدرك‬
‫رب األربـاب‪ -‬ط) و‬ ‫الوسائل) يف الفقـه‪،‬ـ ثالثـة أجـزاء‪ ،‬و (فصـل اخلطـاب يف حتريـف كتـاب ّ‬
‫(معـ ـ ــامل العـ ـ ــرب‪ -‬ط) و (جنـ ـ ــة املأوى‪ -‬ط) و (الفيض القدسـ ـ ــي يف أحـ ـ ــوال اجمللسـ ـ ــي‪ -‬ط) و‬
‫(كشف األستار‪ -‬ط) و (اللؤلؤ واملرجان‪ -‬ط) يف نقــد قــراءة التعــازي‪ ،‬و (حتيــة الزائــر‪ -‬ط)‬
‫يف الزيـ ــارات‪ ،‬ول ـ ــه كتب أخـ ــرى ورس ـ ــائل بالفارس ـ ــية‪ ،‬طبـ ــع أكثرهـ ــا‪( ،‬األعالم‪ ،‬للـ ــزركلي‬
‫‪.)258-2/257‬‬
‫نقــل لــويس ماســينيون روايــة املهــدي مباشــرة من هــذا الكتــاب الشــيعيـ إىل كتابــه‬
‫(خطط الكوفة وشرح خريطتها)(‪ )1‬إال أن رقم الصــفحة الــيت ذكرهــا يف الكتــابـ غــري‬
‫ـثرت علي ــه ولرمبا يرج ــع الس ــبب إىل اختالف الطبع ــة‪ ،‬حيث إن رقم‬ ‫مط ــابق بال ــذي ع ـ ُ‬
‫عثرت عليهـا هي بــرقم (ص‪)285‬‬ ‫الذي أحال إليه هو (ص‪ ،)70-69‬والنسخة اليت ُ‬
‫إال أن املعلومــة نفســها مــع تصـ ّـرف شــديد قــام بــه ماســينيون‪ ،‬وال غرابــة يف ذلــك حيث‬
‫نت ذلــك يف منهجـه يف النقــل يف مسـتهل الفصـل الثـاين‪،‬‬ ‫منهجه العلمي يف النقـل وقـد بيّ ُـ‬
‫وهــذا هــو النص الــذي نقلــه ماســينيون من كتــاب (نفس الرحمن في فضائل سلمان)‬
‫التصرف الشديد وفيه‪( :‬عن أبي عبد اهلل عليه السالم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬يزجر‬ ‫مع ّ‬
‫الس ماء‪،‬‬
‫النّ اس قب ل قي ام الق ائم علي ه الس الم عن معاص يهم بن ار تظه ر لهم في ّ‬
‫الس ماء الخ بر‪ ،‬وفي ه في عالئم الظّه ور‪ :‬وطل وع نجم بالمش رق‬ ‫وحم دة تجل ل ّ‬
‫يض ئ كم ا يض ئ القم ر‪ ،‬ثم ينعط ف ح تى يك اد يلتقي طرف اه‪ ،‬وحم رة تظه ر في‬
‫الجو ثالثة‬
‫الس ماء وتنشر في آفاقها‪ ،‬ونار تظهر في المشرق طويالً‪ ،‬وتبقى في ّ‬ ‫ّ‬
‫أي ام أو س بعة أي ام‪ ،‬وفي غيب ة النّعم اني مس ن ًدا عن أبي عب د اهلل جعف ر بن محم د‬
‫السالم في قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ املعارج‪١ :‬فقال‪ :‬تأويلها فيما يأتي‬ ‫عليهما ّ‬
‫نارا‪ ،‬حتى ينتهي إلى الكناسة(‪ ،)2‬كناسة بني أسد‪ ،‬حتى‬ ‫عذاب يقع في الثّوية‪ ،‬يعني ً‬
‫تم ر بثقي ف‪ ،‬ال ت دع وت ًرا(‪ )3‬آلل محم د عليهم الس الم إال أحرقت ه‪ ،‬وذل ك قب ل‬
‫خروج القائم عليه السالم‪ ،‬وقال علي بن إبراهيم‪ُ :‬سئل أبو جعفر عليه السالم من‬
‫ذا؟‬ ‫نى ه‬ ‫مع‬
‫فقال‪ :‬نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتى تأتي دار بني سعد‬
‫دارا لب ني أمي ة إال أحرقته ا وأهله ا‪ ،‬وال ت دع‬ ‫بن هم ام عن د مس جدهم‪ ،‬فال ت دع ً‬
‫دارا فيه ا وت ر آلل محم د عليهم الس الم إال أحرقته ا‪ ،‬وذل ك المه دي علي ه‬ ‫ً‬

‫() – انظر‪ :‬هامش خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)128‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ‪ -‬الثوية ‪ -‬بـ ــالفتح مث الكسـ ــر ‪ -‬موضـ ــع بالكوفـ ــة أو قـ ــريب منهـ ــا‪ ،‬والكناسـ ــة ‪ -‬بض ــم‬ ‫‪2‬‬

‫الكاف ‪ -‬حملة هبا‪ ( ،‬الغيبة‪ ،‬للنعماين‪ ،‬ص‪.)281‬‬


‫() ‪ -‬ال ت دع وت را‪ :‬أي ال يبقى بيت من الــبيوت الــيت أريــق فيــه دم آلل حممــد إال أحــرق‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوتر‪:‬‬
‫القتيل الذي مل يدرك بدمه‪ ،‬العداوة واحلقد‪ ( ،‬الغيبة‪ ،‬للنعماين‪ ،‬ص‪.)281‬‬
‫عج ل فرج ه ب ه وبمحم د وآل ه‪ ،‬واجعلن ا من أنص اره وأعوان ه‬ ‫الس الم‪ ،‬اللهم ّ‬
‫والم ْمتَثِلين ألوامره) انتهى كالمه‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وال ّذابين عنه ُ‬
‫ومن المص ادر ال تي أحالن ا إليه ا ماس ينيون من كتب الش يعة ه و كت اب‬
‫(الغيبة) للنعماني‪.‬‬
‫‪ -2‬الغيبة‪ ،‬أليب عبــد اهلل حممـد بن ابن إبــراهيم بن جعفـر الكـاتبـ املعـروف عنـد‬
‫الشيعة ب‍ (ابن أبي زينب النعماني)‪.‬‬
‫وهذا الكتابـ من كتب الشيعة الذي نقل منه ماسينيونـ ما ورد عن املهدي‪ ،‬إال‬
‫أن ماسينيونـ أشار إىل أنـه نقـل الروايـة من صـفحة كتـاب رقم (‪ )2()75‬إال أن املعلومـة‬
‫عثرت عليها يف صفحة كتاب رقم (‪ )281‬والســبب كمــا ســبق قــد يكــون من‬ ‫املنقولةـ ُ‬
‫قبيل اختالف الطبعة‪.‬‬
‫والنصـ املذكور سابقاً عند صاحب كتاب (نفس الرحمن في فضائل سلمان)‬
‫ه ــو نفس النّصـ املذكور عن ــد النعم ــاين يف (الغيبة) م ــع اختالف بس ــيط‪ ،‬يق ــول ابن أيب‬
‫زينب يف الغيبــة‪( :‬عن أبي عبد اهلل جعفر بن محمد عليهما السالم في قوله تعالى‪:‬‬
‫ﭽ" ﯕ" ﯖ" ﯗ" ﯘ ﭼ(‪ )3‬قال‪ :‬تأويلها فيما يأتي في عذاب يقع في الثوية ‪ -‬يعني‬
‫وترا آلل‬
‫نارا ‪ -‬حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف ال تدع ً‬
‫محمد إال أحرقته‪ ،‬وذلك قبل خروج القائم عليه السالم‪ ،‬وعن عبد اهلل بن حماد‬
‫األنص اري‪ ،‬عن عم رو بن ش مر‪ ،‬عن ج ابر‪ ،‬ق ال‪ :‬ق ال أب و جعف ر علي ه الس الم‪:‬‬
‫ﭼ‬ ‫كيف تقرأون هذه السورة؟ قلت‪ :‬وأية سورة؟ قال‪ :‬سورة ﭽ" ﯕ ﯖ ﯗ" ﯘ‬
‫فقال‪ :‬ليس هو سأل سائل بعذاب واقع‪ ،‬إنما هو سال سيل!! وهي نار تقع في‬
‫الثوي ة‪ ،‬ثم تمض ي إلى كناس ة ب ني أس د‪ ،‬ثم تمض ي إلى ثقي ف فال ت دع وت را آلل‬

‫()‪ -‬نفس الرمحن يف فضائل سلمان رضي اهلل عنه‪ ،‬تأليف احلاج مريزا حسني النوري‬ ‫‪1‬‬

‫الطربسي‪ ،‬ت‪1320 :‬ه‪ .‬حتقيق جواد قيومي اجلزه اى األصفهاين‪ ،‬ص (‪ )286-285‬ط‬
‫‪1/1369‬ش‪1411/‬ه‪ .‬مطبعة بنكوئن دائرة التوزيع مؤسسة الكوكب ساحة انقالب‪.‬‬
‫() – انظر‪ :‬هامش خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)128‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – سورة املعارج‪ ،‬اآلية (‪.)1‬‬ ‫‪3‬‬


‫(‪) 4‬‬
‫محمد إال أحرقته) ‪ُ ،‬‬
‫قلت وهــذا مثــال على خطــر تــأويالت الشــيعة لآليــات القرآنيــة‬
‫وصرفها عن مرادها الصحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬الهداية الكبرى‪ ،‬أليب عبد اهلل احلسني بن محدان اخلصييب‪.‬‬
‫وأم ــا إحال ــة ل ــويس ماس ــينيون يف نق ــل الرواي ــة عن ــد اخلص ــييب يف اهلداي ــة فهي رقم‬
‫الصفحة (‪ ،)1()544‬إال أنين مل أجد شـيئاً يف الــرقم املشــار إليــه إال يف صــفحة (‪-361‬‬
‫‪ )362‬وأعتقد أن اختالف الطبعة هو السبب‪.‬‬
‫يقول اخلصييب‪( :‬عن سلمان الفارسي‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪:‬‬
‫فذكر المهدي القائم عليه السالم‪ ،‬واهلل ليغيبن حتى يقول الجهال‪ :‬ما بقي هلل في‬
‫آل محم د من حاج ة‪ ،‬ثم يطل ع طل وع الب در في وقت تمام ه والش مس في وقت‬
‫اشراقها فتقر عيون وتعمى عيون‪.)2()...‬‬

‫() ‪ -‬الغيبة‪ ،‬أليب عب ــد اهلل حمم ــد بن ابن إب ــراهيم بن جعف ــر الك ــاتب املع ــروف ب‍ (ابن أيب‬ ‫‪4‬‬

‫زينب النعماين‪( ،‬ت‪ -380‬وقيل‪ ،360‬ه ق حتقيق‪ :‬فــارس حســون كــرمي‪ ،‬ص (‪ )281‬ط‬
‫‪1/1422‬ه‪ .‬الطبعة‪ :‬مهر‪،‬ـ الناشر‪ :‬أنوار اهلدى‪ ،‬قم‪ -‬إيران‪ .‬‬
‫() – انظر‪ :‬هامش خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬ماسينيون ص (‪.)128‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ‪ -‬اهلداية الكربى تأليف أيب عبد اهلل احلسني بن محدان اخلصييب املتوىف سـنة ‪ 334‬هجرية‪ ،‬ص (‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )362 -361‬ط ‪4/1411‬ه‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة البالغ للطباعة والنشر والتوزيع بريوت – لبنان‪.‬‬
‫الرد على مزاعم الشيعة وماسينيون في رواياتهم عن المهدي‬
‫قلت‪ :‬من املالح ــظ إي ــراد ل ــويس ماس ــينيونـ لرواي ــات الش ــيعة يف مس ــألة امله ــدي‪،‬‬
‫ُ‬
‫وقد سبق القول بأنـ الشيعة من أكثر الفرق كذباً‪ ،‬ومع ذلك فــإن ماســينيون أىب إال أن‬
‫يأخذ من رواياهتم اليت ترمي إىل عداوةـ األشخاص بأعياهنم‪ ،‬والسبب يف وضــع الشــيعة‬
‫ـوي‪،‬‬‫ص ـحايب اجلليــل الوليــد بن عقبــة رضــي اهلل عنــه أُمـ ٌّ‬
‫هلذه الروايــة املكذوبــة‪ ،‬هــو أن ال ّ‬
‫ومن املعلــوم أن الشــيعة يُعــادون األســرة األمويــة مُج لــة وتفصــيالً‪ ،‬بســبب مــوقفهم األشـ ُّـد‬
‫بغضاً ملعاوية بن أيب سفيانـ رضي اهلل عنه حىت إهنم يُكفِّرونه والعياذ باهلل‪ ،‬وقد وضــعوا‬
‫ه ــذه الرواي ــة القائل ــة حبرق بي ــوهتم عن ــد جميء امله ــدي وأم ــا عن (دار أس عد بن هم ام‬
‫الشيباني)‪ ،‬فالسبب يف ذلك زعمهم أنه كان من اخلوارج حيث قالوا فيه‪...( :‬وبعده‬
‫تحرق دار أسعد بن همام الشيباني آل ذي الجدين سيد بكر الذي كان رهطه‬
‫من الخوارج‪ ،)...‬وأما عن دار الوليــد بن عقبـة بــدعوى أنــه من األسـرة األمويــة حيث‬
‫داري بني أمية‪ -‬الوليد بن عقبة وأخيه عمارة بالقرب من‬
‫قــالوا فيــه‪...( :‬وأخيراً َ‬
‫الج امع‪ ،)...‬ومن املعل ــوم أن الش ــيعة يُع ــادون أس ــرة ب ــين أمي ــة‪ ،‬وهك ــذا يض ــع الش ــيعةـ‬
‫رواياهتم يف مسـائل الـدين وربطهــا بالسياسـة العقديــة الزائفـة ومبا هتوي نفو ُسـهم‪ ،‬وهــذا‬
‫ه ــو حمل إعج ــاب ماس ــينيون‪ ،‬وإلي ــك ترمجة للص ــحايب اجللي ــل الولي ــد بن عقب ــة خمتص ــراً‪،‬‬
‫بن ُع ْقبَ ةَ بن أَبِي‬ ‫ج ـ ــاء يف س ـ ــري أعالم النبالء حيث يق ـ ــول ال ـ ــذهيب رمحه اهلل‪ِ ( :‬‬
‫الول ْي ُد ُ‬
‫َ‬
‫اف‪ ،‬األ َِم ْي ُر؛ أب و‬
‫ي ابن أُميَّةَ بن عب د َش مس بن عب د منَ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُم َع ْي ٍط بن أبِي َع ْم ٍرو األ َُم ِو ُّ‬
‫الم ْؤمنين عُثمان‬ ‫سيرةٌ‪ ،‬وهو أخو أمي ِر ُ‬ ‫ص حبةٌ قليل ةٌ‪ ،‬و ِرواي ةٌ يَ َ‬ ‫األموي‪ ،‬لَ هُ ُ‬
‫ُّ‬ ‫وهب‬
‫أل ُِّم ِه‪ِ ،‬من َم ْسلَ َم ِة ال َف ْت ِح‪.)1()..‬‬
‫وأما قوهلم يف (عمارة)‪ ،‬إنه (عمارة بن عقبة) وهو أخو الوليد بن عقبة(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سـ ـ ـ ــري أعالم النبالء للـ ـ ـ ــذهيب‪ ،)3/413( ،‬وانظـ ـ ـ ــر هتذيب الكمـ ـ ـ ــال يف أمساء الرجـ ـ ــال‪،‬‬
‫للم ــزي‪ ،)31/53( ،‬و ال ــديباج على ص ــحيح مس ــلم بن احلج ــاج‪ ،‬للس ــيوطي‪،)4/405( ،‬‬
‫وجامع األصول يف أحاديث الرسول‪ ،‬البن األثري‪.)4/746/2879( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬انظر تاريخ دمشق البن عساكر‪.)63/219( ،‬‬
‫الس هلة)‪ ،‬فهي سياسـ ــة موض ــوعة ال‬
‫وأمـ ــا قـ ــوهلم (ويض ع خزينت ه في مس جد ّ‬
‫أســاس هلا من الصــحة‪ ،‬وهتدف إىل متجيــد شــأن مســجد الســهلة يف الكوفــة الــذي يقــول‬
‫الشيعة عنه أنه من أقدس املساجد‪ ،‬والصالة فيه ال يعدل أجر الصالة يف غريهــا‪ ،‬وهــذه‬
‫األحاديث والروايات يضعها الشيعة حسب مناسبات وأسباب ختدم هواهم‪.‬‬
‫لخص بعض الروايــات الشــيعيةـ الــيت اعتمــد عليهــا لــويس ماســينيون يف‬
‫هــذا هــو ُم َّ‬
‫تروجيها يف مسألة املهدي‪ ،‬ومن المالحظ الذي يُستفاد منه في هذه الرواية الشيعية‬
‫مايلي‪:‬‬
‫*بي ــان ك ــذب الش ــيعة وأهنم أك ــثر الف ــرق وض ــعاً لألح ــاديث والرواي ــات ل ــرتويج‬
‫عقائدهم الشيعيةـ ونُصرهتا‪ ،‬وقد سبق إيراد أقوال السلف الصاحل فيهم‪.‬‬
‫*ظهـ ــور حقيقـ ــة كـ ــذب الشـ ــيعة جليًّا‪ ،‬من خالل ربطهم أعيانـ ـاً مبسـ ــألة املهـ ــدي‬
‫الذين ليس هلم عالقة هبذا اخلصوص‪.‬ـ‬
‫*الكشـ ــف عن حقيقـ ــة الشـ ــيعة يف وضـ ــع روايـ ــاهتم من خالل األعيـ ــان واألسـ ــرة‬
‫مر العصور‪.‬‬ ‫كأسرة بين أمية واألشخاص الذين يُعادوهنم على ّ‬
‫ما ورد من األحاديث الصّحيحة في كتب السّنة عن المهدي‬
‫(عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬أن النبي ‪ ،‬قال‪ " :‬يكون في أمتي المهدي إن‬
‫قصر فسبع‪ ،‬وإال فتسع‪ ،‬فتنعم فيه أمتي نعمة‪ ،‬لم ينعموا مثلها قط‪ ،‬تؤتى أكلها‬
‫وال ت دخر منهم ش يئا‪ ،‬والم ال يومئ ذ ك دوس‪ ،‬فيق وم الرج ل‪ ،‬فيق ول‪ :‬ي ا مه دي‬
‫أعطني‪ ،‬فيقول خذ")(‪.)1‬‬
‫وعن ـ ــد أيب داود من ح ـ ــديث أم س ـ ــلمة ق ـ ــالت‪ :‬مسعت رس ـ ــول اهلل ‪ ‬يق ـ ــول‪:‬‬
‫(المهدي من عترتي‪ ،‬من ولد فاطمة" قال عبد اهلل بن جعفر‪ :‬وسمعت أبا المليح‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫"يثني على علي بن نفيل‪ ،‬ويذكر منه صالحا")‬
‫‪1‬‬
‫() – أخرجه ابن ماجه يف سننه‪ ،‬وهو أبو عبـد اهلل حممـد بن يزيـد القزويـين‪ ،‬وماجـة اسـم أبيـه يزيـد‬
‫(املتوىف‪273 :‬هـ) بتحقيق‪ :‬حممـد فـؤاد عبـد البـاقي‪ ،‬بـاب‪ :‬خـروج املهـدي ( ‪،)2/1366/4083‬‬
‫يقول األلباين‪ :‬حديث حسن‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيصل عيسى البايب احلليب‪.‬‬
‫‪ - )(2‬سنن أيب داود‪ ،‬أخرجه أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد‬
‫الس ِج ْستاين‪ ،‬بتحقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة‬
‫بن عمرو األزدي ِّ‬
‫ويف حديث آخر من حديث أيب سـعيد اخلدري رضـي اهلل عنـه قـال‪ :‬قـال رسـول‬
‫اهلل ‪( :‬المه دي م ني‪ ،‬أجلى الجبه ة‪ ،‬أق نى األنف‪ ،‬يمأل األرض قس طا وع دال‪،‬‬
‫كما ملئت جورا وظلما‪ ،‬يملك سبع سنين)(‪.)1‬‬
‫ﭼ فليست هذه اآلية‬ ‫وأما تأويالهتم الباطنية الشاذة يف آية ﭽ" ﯕ" ﯖ" ﯗ" ﯘ‬
‫مناس ــبة م ــا ذهب إليه ــا الش ــيعة يف ربطه ــا مبوض ــوع امله ــدي‪ ،‬ومناس ــبتها احلقيقي ــة ال ــيت‬
‫نـزلت ألجلهـا هي ملا سـأل الك ّفـار عن َمن يقـع العـذاب عليـه اسـتهزاءً وهتاونـاً وتكـذيباً‬
‫لنبيّــه صــلوات اهلل وســالمه عليــه فــأنزل اهلل اآليــة على أن العــذاب ﭽﯚ" ﯛ" ﯜ" ﯝﭼ (‪،)2‬‬
‫ال‪َ :‬س أ ََل َع ْن‬
‫قَ َ‬ ‫اد َة َق ْولُهُ‪ :‬ﭽﯕ" ﯖ" ﭼ‬
‫ففي تفســري الطــربي رمحه اهلل تعــاىل‪َ ( :‬ع ْن َقتَ َ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ال اللَّهُ‪ :‬ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ‬ ‫اب َواقِ ٍع‪َ ،‬ف َق َ‬
‫َع َذ ٍ‬
‫ال الْ ُك َّفا ِر َع ْن‬
‫اك ُس َؤ ُ‬
‫ال‪ :‬ذَ َ‬ ‫(ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫اس‪َ ،‬ق ْولُ هُ‪ :‬ﭽ" ﯕ" ﯖ" ﯗ" ﯘ ﭼ قَ َ‬ ‫و َ‬
‫ِ (‪)4‬‬
‫اب اللَّ ِه َو ُه َو َواق ٌع)‬
‫َع َذ ِ‬

‫العصرية‪ ،‬صيدا – بريوت‪ ،‬بدون تاريخ (‪ )4/107/4248‬كتاب املهدي‪ :‬ويقول‬


‫األلباين رمحه اهلل‪ ،‬حديث (صحيح) انظر‪ :‬مشكاة املصابيح‪ ،‬حملمد بن عبد اهلل اخلطيب‬
‫العمري التربيزي‪،‬ـ بتحقيق‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين‪.)5453 /1501 /3 ،‬‬
‫‪ - )(1‬املرجع السابق‪ ،‬أخرجه أبو داود يف السنن‪ ،)4/107/4285( ،‬والرتمذي يف‬
‫السنن‪ ،)4/505/2230( ،‬ويقول األلباين رمحه اهلل حديث (حسن) انظر‪ :‬مشكاة‬
‫املصابيح‬
‫حملمد بن عبد اهلل اخلطيب العمري التربيزي‪ ،‬بتحقيق‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين‪/3 ،‬‬
‫‪.)5454 /1501‬‬
‫() – سورة املعارج‪ :‬اآلية (‪.)٢ –١‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬تـفـسـريـ اـلـطـربـيـ =ـ جـاـمـعـ اـلـبـيـاـنـ عـنـ تـأـوـيـلـ آـيـ اـلـقـرـآـنـ‪،‬ـ حمـمـدـ بـنـ جـرـيـرـ بـنـ يـزـيـدـ بـنـ‬
‫كـثـ ـ ـريـ بـنـ غـ ـ ـاـلـبـ اـآلـمـلـيـ‪،‬ـ أـبـ ـ ـوـ جـعـفـ ـ ـرـ اـلـطـ ـ ـربـيـ (ـتـ‪:‬ـ ‪310‬هـ ـ ـ ـ)ـ‪،‬ـ (ـ‪)23/249‬ـ بـتـحـقـي ـ ـقـ‪:‬ـ‬
‫اـلـ ـدـكـتـوـرـ عـبـ ـدـ اـهللـ بـنـ عـبـ ـدـ اـحملـسـ ـنـ اـلـ ـرتـكـيـ‪،‬ـ بـاـلـتـعـ ـاـوـنـ مـ ـعـ مـرـكـ ـزـ اـلـبـحـ ـوـثـ وـاـلـدـرـاـسـ ـاـتـ‬
‫اـإلـسـ ـالـمـيـةـ بـ ـدـاـرـ هـجـ ـرـ اـلـ ـدـكـتـوـرـ عـبـ ـدـ اـلـسـ ـنـدـ حـسـ ـنـ ميـاـمـ ـةـ‪،‬ـ اـلـنـاـشـ ـرـ‪:‬ـ دـاـرـ هـجـ ـرـ لـلـطـبـاـعـ ـةـ‬
‫وـاـلـنـشـرـ وـاـلـتـوـزـيـعـ وـاـإلـعـالـنـ‪،‬ـ (ـطـ‪1/1422‬هـ‪-‬ـ‪2001‬مـ)ـ‪.‬ـ‬
‫() – املرجع السابق (‪.)23/248‬‬ ‫‪4‬‬
‫وقيـ ــل إن اآليـ ــة نـ ــزلت يف النضـ ــر بن احلارث وفيهـ ــا‪( :‬عن الس دي ق ال‪ :‬ق ال‬
‫النضر بن الحارث‪ :‬اللهم إن كان ما يقول محمد حقا‪ ،‬ﭽ" ﯡ" ﯢ" ﯣ" ﯤ" ﯥ ﯦ" ﯧ‬
‫ﯨ ﯩﭼ األنفــال‪ (٣٢( :‬فنزل ﭽ" ﯕ" ﯖ" ﯗ" ﯘ ﭼ فاستجيب دعاؤه‪ ،‬وقتل في بدر‪،‬‬
‫بي ‪ ‬ثالث ة ي وم ب در ص براً‪ :‬النض ر بن الح ارث‪،‬‬‫ق ال س عيد بن جب ير‪ :‬قت ل الن ّ‬
‫وطعمة بن عدي‪ ،‬وعتبة بن أبي معيط‪.)1()..‬‬
‫روجــوه‬‫وعلى كل حال فإن اآلية مل تقع مناسبتها فيمــا ذهب إليهــا الشــيعة‪ ،‬ومــا ّ‬
‫يف اآليــة بعيـ ٌد عن مـراد اآليـة‪ ،‬وليســت لآليـة أي عالقـة باملهـدي‪ ،‬وإمنا كــانت مناسـبتهاـ‬
‫يف الكفار املعاندين واملش ّككني للوحي اإلهلي على لسان النيب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬تفسـ ـ ـ ــري السـ ـ ـ ــمرقندي‪ -‬حبر العلـ ـ ـ ــوم‪ ،‬أليب الليث نصـ ـ ـ ــر بن حممـ ـ ـ ــد بن أمحد بن إبـ ـ ــراهيم‬
‫السـمرقندي (ت‪373 :‬هــ) (‪ ،)2/19‬بـدون دار النشـر وال تـاريخ‪ .‬وانظـر‪ :‬تفسـري املاوردي‬
‫= النكت والعيــون (ت‪:‬ـ‪450‬ه) (‪ ،)90-6/89‬وانظــر‪ :‬معــامل التنزيــل يف تفســري القــرآن =‬
‫تفسـ ـ ـ ــري البغـ ـ ـ ــوي‪( ،‬ت‪510‬ه)‪ ،)2/289/996( ،‬وانظـ ـ ـ ــر‪ :‬تفسـ ـ ـ ــري ابن كثـ ـ ـ ــري رمحه اهلل (‬
‫‪ ،)4/433‬وانظر‪ :‬فتح القدير للشوكاين (‪ ،)5/344‬وانظـر تفسـري السـعدي (تيسـري الكـرمي‬
‫الرمحن يف تفسري كالم املنان) لعبد الــرمحن بن ناصــر الســعدي (ت‪1376:‬ه)‪،)1/885( .‬‬
‫وانظر‪ :‬أيسر التفاسري لكالم العلي الكبري‪ ،‬جلابر بن موسى اجلزائري (‪.)3/484‬‬
‫المطلب الث‪88‬اني‪ :‬مث‪88‬ال على م‪88‬ا ذك‪88‬ره ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون في كالم‪88‬ه عن‬
‫الروايات الشيعية من خالل تمجيده الكوفة برواية شيعية وفيها‬
‫مت بعض التفاص ــيل املتعلقـ ـةـ باعتب ــار الش ــيعةـ الكوفـ ـةـ مدين ــة ُمق ّدس ــة‬
‫س ــبق أن قـ ـ ّد ُ‬
‫الزائف ــة ب ــدون دلي ــل ش ــرعي ص ــحيح‪ ،‬وق ــد أَت ـ ْـوا برواي ــة وض ــعوها‬ ‫ألغراض ــهم العقدي ــة ّ‬
‫ـحتها‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الزوائــف من كتبهم ُمعتقــداًـ صـ ّ‬ ‫خصيص ـاً هلذا الغــرض‪ ،‬وقــد نقــل ماســينيونـ هــذه ّ‬
‫حيث يقول ماسينيون‪:‬ـ (وحسب حديث سلمان "الكوفة قبة اإلسالم‪ ،‬سوف يأتي‬
‫زمان ال يوجد مؤمن حتى إال من سكن الكوفة أم اشتاق إليها قلبه ألن الكوفة‬
‫فتمس كوا به‬
‫مدينة اإلسالم حيث تأملوا في حديث المباهلة ذو المعنى العميق ّ‬
‫بكل معناه الحقيقي الشرعي)(‪.)1‬‬
‫موارد لويس ماسينيون من كتب الشيعة في هذه الرواية الشيعية‬
‫‪ -1‬أعيان الشيعة‪ ،‬للسيد حمسن األمني الشيعي‪.‬‬
‫نقــل لــويس ماســينيونـ من هــذا الكتــاب نقالً ُمبا ِشـراً وذكــر رقم الصــفحة وهــو (‬
‫‪ )180-179-178‬من اجلزء الث ــالث من الكت ــاب(‪ ،)2‬ويب ــدوا أن التّص ـ ّـرف املف ــرط‬
‫ملاســينيون حــال دون التشــابه املباشــر مبقطــع النص الــذي نقلــه من هــذا الكتــاب‪ ،‬أمــا مــا‬
‫يقص ــد ب ــه ماس ــينيونـ يف قول ــه‪....( :‬حيث ت أملوا في ح ديث المباهل ة ذو المع نى‬
‫فتمس كوا ب ه بك ل معن اه الحقيقي الش رعي) فإمنا يقصــد مبا جــرى من قصــة‬
‫العمي ق ّ‬
‫املباهلـة‪ ،‬فاعتقـدوا بـذلك على وجـوب واليـة علي بن أيب طـالب رضـي اهلل عنـه اخلالفـة‬
‫بعــد النــيب ‪ ،‬وهــو الــذي أحــال إليــه ماســينيون إىل كتــاب أعيــان الشــيعة‪ ،‬ويف تلــك‬
‫اإلش ــارة حُي يلن ــا ُمــرتجم كت ــاب ماس ــينيون وه ــو تقي حمم ــد املص ــعيب فه ــو ش ــيعي ص ــرف‬
‫حيث كـ ــان يعلم مقاصـ ــد ماسـ ــينيون الشـ ــيعيةـ لكونـ ــه شـ ــيعياً‪ ،‬فيقـ ــول بعبـ ــارة‪( :‬راج ع‬
‫حديث المباهلة في كتابنا "النبأ العظيم" ج‪ ،1/28‬وكتاب أعيان الشيعة للسيد‬
‫محسن العاملي ج‪ .... ،180-179-3/178‬والطبرسي)(‪ )3‬وأما كتاب املصــعيب‬
‫"النب ـأـ العظيم" فال تَ ـ ْدع احلاجــة للرجــوع إليــه لكــوين أســعى إىل إثبــات مــا اعتمــد عليــه‬

‫() – خطط الكوفة وشرح خريطتها‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)129‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – انظر‪ :‬خطط الكوفة وشرح خريطتها ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)129‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – انظر‪ :‬خطط الكوفة ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)129‬‬ ‫‪3‬‬


‫ماســينيون من مصــادر الشــيعة‪ ،‬ألن املصــعيب معاصــر وليس هــو وال مؤلفاتــه الــيت يســتند‬
‫إليها حبثي‪ ،‬وأما كتاب " أعيان الشيعة"ـ فســيأيت نص مــا اعتمــد عليــه ماســينيون حســب‬
‫وصــف املصــعيب وهــو إشــارة بــاملعىن يف الظــاهر وليس نقالً بــالنص‪ ،‬وإليــك مــا جــاء يف‬
‫ه ــذا الكت ــاب ِوف ــق رقم الص ــفحة ال ــذي أح ــالين إلي ــه تقي حمم ــد املص ــعيب‪ ،‬يق ــول حمس ــن‬
‫األمني يف األعيـ ــان‪( :‬ح دثنا عبي د بن مه ران العط ار ح دثنا يح يى بن عب د اهلل بن‬
‫الحسن عن أبيه‪ ،‬وعن جعفر بن محمد ع عن أبيهما عن جدهما قال‪ :‬قال رسول‬
‫الش هد وألين من الزب د وأب رد من الثّلج‬
‫اهلل ‪ ‬إن في الف ردوس لَ َع ْينً ا أحلى من ّ‬
‫وأطيب من المسك فيها طينة خلقنا اهلل عز وجل منها وخلق منها شيعتنا فمن لم‬
‫يكن من تل ك الطين ة فليس من ا وال من ش يعتنا وهي الميث اق ال ذي أخ ذ اهلل ع ز‬
‫وج ل علي ه والي ة علي بن أبي ط الب ع‪ ،‬ق ال عبي د ف ذكرت لمحم د بن علي بن‬
‫الحسين بن علي هذا الحديث فقال صدقك يحيى بن عبد اهلل هكذا أخبرني عن‬
‫جدي عن النبي ‪.)1()‬‬
‫ومن املصادر اليت أحالين إليه ماسينيونـ هو كتابه‪:‬‬
‫‪( Salman pak -2‬ص‪ )42-40‬وه ــذا الكت ــاب من مؤلف ــات ل ــويس‬
‫ماسـ ــينيونـ إال أنـ ــين مل أجـ ــد نسـ ــخة منـ ــه‪ ،‬وقـ ــد ألّـ ــف ماسـ ــينيونـ هـ ــذا الكتـ ــاب باللغـ ــة‬
‫الفرنســية‪ ،‬ومعــىن اســم الكتــاب (سلمان الطّاهر)‪ ،‬ويُــرتجم االســم كتابيـاً باللغــة العربيــة‬
‫على حنو (سلمان بك) ويقصد بسلمان هنا الصحايب سلمان الفارسي رضــي اهلل عنــه‪،‬‬
‫وهذا الوصف مشهور عند الشيعة‪.‬‬
‫‪ -3‬كت اب النب أ العظيم‪ ،‬وهـ ــو من مؤلفـ ــات تقي حممـ ــد املصـ ــعيب‪ ،‬وذك ــر رقم‬
‫ذكرت ذلك آنفاً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الصفحة أيضا (‪ )28‬من اجلزء األول‪ ،‬وليس هذا ما أقصده كما‬
‫‪ -4‬االحتجاج‪ :‬للطّربسي‪.‬‬
‫ورغم إشـارة وإحالـة تقي حممـد املصـعيب إىل اسـم (الطّبرسي)‪ ،‬دون ذكـر كتـاب‬
‫ـثرت على مــا‬
‫له‪ ،‬حيث كان يعرف مقاصد ماسينيون أكــثر‪ ،‬فإنـه مـع البحث احلثيث عـ ُ‬
‫حُي تم ــل أن يك ــونـ ماس ــينيون ق ــد نق ــل من ــه فه ــو من مؤلف ــات الطّربس ــي حس ــب إحال ــة‬
‫املص ــعيب‪ ،‬وه ــو كت ــاب (االحتج اج) وإلي ــك ه ــذا النص يق ــول الطربس ــي‪ ،‬ق ــال اهلل ع ــز‬
‫() – أعيان الشيعة‪ ،‬حملسن األمني‪،‬ـ حتقيق وختريج حسن األمني‪.)179-3/178( ،‬‬ ‫‪1‬‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫وجل‪ :‬ﭽ" ﯠ" ﯡ" ﯢ" ﯣ" ﯤ" ﯥ ﯦ" ﯧ" ﯨ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﭼ (‪ ،)1‬ولم يدع أحداً أنه أدخله النبي صلى اهلل‬
‫عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إال علي بن أبي طالب عليه السالم‬
‫وفاطم ة‪ ،‬والحس ن والحس ين أبنائن ا الحس ن والحس ين ونس ائنا فاطم ة‪ ،‬وأنفس نا‬
‫علي بن أبي طالب عليه السالم على أن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل قال‬
‫(‪) 2‬‬
‫يوم أحد‪ :‬يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي قال‪ :‬ألنه مني وأنا منه‪)..‬‬
‫قلت‪ :‬وحمل ال ّشـاهد مما ورد عنــد الطربســي قــوهلم‪( :‬أن جبرئيل قال يوم أحد‪:‬‬
‫ُ‬
‫ي ا محم د إن ه ذه لهي المواس اة من علي) وهي م ــزاعم ش ــيعيةـ يف ه ــذه الرواي ــة يف‬
‫اإلشــارة إىل مقتــل احلســني يف الكوفــة‪ ،‬وهم يُ ّقدســوهنا بســبب َحـ ْدر دمــه يف مقتلــه هبا‪،‬‬
‫ويعتربوهنا أرض ـاً ُمق ّدس ـةً بســبب دمــه‪ ،‬واهلل املســتعان‪،‬ـ وســيأيت الـ ّـرد عليهم إن شــاء اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫ال ّرد على مزاعم الشيعة وماسينيون في هذه الرّواية‬
‫مث إن م ــا يُهم ــين هن ــا ه ــو مناقش ــة تل ــك الرواي ــة ال ــيت نقله ــا ماس ــينيون‪،‬ـ أم ــا قوله‪:‬‬
‫(وحس ب ح ديث س لمان "الكوف ة قب ة اإلس الم‪ )....‬فإن ــه ليس ح ــديثاً وإمنا ه ــو أث ــر‬
‫وهو مشهور عن سـلمان الفارسـي رضـي اهلل عنـه‪ ،‬وقـد ورد مثـل هـذا اللفـظ لكثـري من‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬وال يعين هذا الكالم غري اعتيادي كما يزعم الشــيعة‪ ،‬وال‬
‫ـرت مــدى مت ّسـك وارتبــاط الشــيعة وأتباعـهـ‬
‫تج بــه‪ ،‬وقــد ســبق أن ذكـ ُ‬ ‫هــو حــديث حــىت حُي ّ‬
‫بالكوف ــة والق ــول ب ُقدس ــيتها ألس ــباب ذكرهُت ا س ــابقاً‪ ،‬ومن ص ــور ورود ه ــذا األث ــر عن ــد‬
‫ال‪ :‬الكوف ة قب ة ا ِإل ْس الم‪،‬‬ ‫الص ــحابة رض ــوان اهلل عليهم‪( :‬عن جن دب عن س لمان قَ َ‬
‫يأتي َعلَى الناس زمان ال يبقى مؤمن إال وهويها أو يهوى قلبه إليها)(‪.)3‬‬

‫() – سورة آل عمران‪ :‬اآلية (‪.)٦١‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – االحتجاج‪ ،‬للطربسي (‪.)2/165‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫()‪ -‬فتـ ــوح البلـ ــدان‪ ،‬أمحد بن حيىي بن جـ ــابر بن داود البَاَل ذُري (ت‪279 :‬ه ـ ــ) (‪)1/283‬‬
‫بـ ــاب ذكـ ــر متصـ ــري الكوفـ ــة‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار ومكتبـ ــة اهلالل‪ -‬بـ ــريوت‪ ،‬عـ ــام النشـ ــر‪1988 :‬م‪،‬‬
‫وانظ ــر‪ :‬الطبق ــات الك ــربى أليب عب ــد اهلل حمم ــد بن س ــعد بن م ــنيع اهلامشي ب ــالوالء‪ ،‬البص ــري‪،‬‬
‫البغــدادي املعــروف بــابن ســعد (ت‪230 :‬ه ــ)‪ ،)6/86( ،‬حتقيــق‪ :‬حممــد عبــد القــادر عطــا‪،‬‬
‫الناش ــر‪ :‬دار الكتب العلمي ــة – ب ــريوت‪ ،‬ط‪1/1410‬ه‪1990-‬م‪ ،‬وانظ ــر‪ :‬الت ــاريخ الكب ــري‬
‫املعــروف بتــاريخ ابن أيب خيثمــة ‪ -‬الســفر الثــالث املؤلــف‪ :‬أبــو بكــر أمحد بن أيب خيثمــة (ت‪:‬‬
‫وقــال بــه عمــر بن اخلطــاب رضــي اهلل عنــه‪( :‬عن علي رضي اهلل عنه قال‪ :‬كان‬
‫عم ر بن الخط اب رض ي اهلل عن ه يق ول‪ :‬الكوف ة قب ة اإلس الم وك نز اإليم ان‬
‫وجل أجنحة المنافقين)(‪.)1‬‬
‫عز ّ‬‫وجماجم العرب ورمح اهلل األطول وبهم يدق اهلل ّ‬
‫مث ليست الكوفــة فقــط مـا أُطلــق عليهـا هـذا االســم وإمنا أُطلــق على مدينـة البصــرة‬
‫أيض ـ ـاً وذلـ ــك يف وصـ ــف السـ ــمعاين رمحه اهلل تعـ ــاىل البصـ ــرة‪( :‬ق ال الس معاني يق ال‬
‫وخزان ة الع رب بناه ا عتب ة بن غ زوان في خالف ة عم ر بن‬ ‫البص رة قب ة االس الم ِ‬
‫الخط اب رض ي اهلل عن ه بناه ا س نة س بع عش رة من الهج رة وس كنها الن اس س نة‬
‫ثم اني عش رة ولم يعب د الص نم ق ط على أرض ها هك ذا ك ان يق ول لي أب و الفض ل‬
‫(‪) 2‬‬
‫عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية الواعظ بالبصرة)‬
‫فبه ــذه األدل ــة نعلم أن ــه ك ــان كالمـ ـاً يتداول ــه بعض الص ــحابة من غ ــري أن يك ــونـ‬
‫اهلدف من ورائــه شــيئاً غــري اعتيــادي كمــا يــزعم الشــيعة وال هي أعــين الكوفــة فقــط مت‬
‫وصفها هبذا االسم‪.‬‬
‫وأما احلديث الوارد يف كتاب أعيـانـ الشـيعة والـذي أحـالين إليـه ماسـينيون بروايـة‬
‫عن عبيد بن مهران العطار‪ ،‬فليس يصح شيءٌ منه بتاتاً وذلك ألسباب ذكرها الســلف‬
‫الصاحل رمحهم اهلل تعاىل‪ ،‬حيث انتقد اإلمام الذهيب رمحه اهلل هذا احلديث أعين حديث‬
‫امليثاق السابق ذكره أعالهـ فقال‪( :‬عبيد بن مهران‪ ،‬مجهول‪ ،‬وله حديث موضوع‪،‬‬
‫فروى علي بن عمر الحربي السكرى‪ ،‬عن إسحاق بن مروان القطان‪ ،‬ح دثنا أبي‪،‬‬
‫عن عبيد بن مهران العطار‪ ،‬حدثنا يحيى بن عبد اهلل بن حسن‪ ،‬عن أبيه وجعفر‬
‫الص ادق‪ ،‬عن أبيهم ا‪ ،‬عن ج دهما‪ ،‬ق ال رس ول اهلل ‪ :‬أن في الف ردوس لعين ا‬
‫‪279‬ه ــ)‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬صــالح بن فتحي هالل‪ )2/376/3460 ( ،‬الناشــر‪ :‬الفــاروق احلديثــة‬
‫للطباعة والنشر – القاهرة‪ ،‬ط‪1/1427‬ه‪2006-‬م‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() – الفتـوح‪ ،‬أمحد بن حممـد بن علي بن أعثم الكـويف‪ ،‬أبـو حممـد (ت‪ :‬حنو ‪314‬هــ)‪1/221 ( ،‬‬
‫‪ ،)222-‬بتحقيق‪ :‬علي شريي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار األضواء‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،‬ط ‪1991-1/1411‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – املنه ــاج ش ــرح ص ــحيح مس ــلم بن احلج ــاج‪ ،‬أليب زكري ــا حميي ال ــدين حيىي بن ش ــرف‬
‫النـ ــووي (ت‪676 :‬ه ـ ــ)‪ ،)1/153( ،‬ـ ـ الناش ـ ــر‪ :‬دار إحي ـ ــاء ال ـ ــرتاث العـ ــريب – ب ـ ــريوت‪ ،‬ط‬
‫‪2/1392‬ه‪.‬‬
‫أحلى من الش هد وأطيب من المس ك‪ ،‬فيه ا طين ة خلقن ا اهلل منه ا‪ ،‬وخل ق منه ا‬
‫شيعتنا‪ ،‬وهى الميثاق الذي أخذ اهلل عليه والية على بن أبي طالب)(‪.)1‬‬
‫احلجة على ماسينيون والشيعة على حد سواء فيما ّادعــوه من الروايــة‬ ‫وهبذا تقوم ّ‬
‫ويل التوفيق‪.‬‬
‫الزائفة هبذا اخلصوصـ واهلل ّ‬
‫حبجــة أهنا إح ــدى األدل ــة على‬
‫وادع ــاءات الش ــيعةـ فيه ــا ّ‬
‫وأم ــا عن مس ــألة املباهل ــة ّ‬
‫إثبــات واليــة علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه والــيت أشــار إليهــا لــويس ماســينيون يف‬
‫عبارته فسيأيت النقد والرد عليهم يف ذلك إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬ميزان االعتدال يف نقد الرجال‪ ،‬مشس الـدين أبــو عبــد اهلل حممــد بن أمحد بن عثمـان بن‬
‫قَامْي از الــذهيب (ت‪748 :‬ه ــ)‪ ،)3/23( ،‬بتحقيــق‪ :‬علي حممــد البجــاوي‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار املعرفــة‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬ط‪1/1382‬ه‪1963-‬م‪ ،‬وانظر‪ :‬تنزيــه الشــريعة املرفوعــة‬
‫عن األخبـ ــار الشـ ــنيعة املوضـ ــوعة‪ ،‬لنـ ــور الـ ــدين‪ ،‬علي بن حممـ ــد بن علي بن عبـ ــد الـ ــرمحن ابن‬
‫عــراق الكنــاين (ت‪:‬ـ ‪963‬ه ــ)‪ ،)1/419( ،‬بتحقيــق‪ :‬عبــد الوهــاب عبــد اللطيــف‪ ,‬عبــد اهلل‬
‫حممد الصديق الغماري‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬ط‪1/1399‬ه‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬مث""ال على م""ا ذك""ره ل""ويس ماس""ينيون من رواي""ة ش""يعية‬
‫مزعوم""ة في ح""ديث الن""بي ‪ ‬ال""ذي ي""زعم في""ه ماس""ينيون عنص""رية عم""ر بن‬
‫الخطاب ض ّد سلمان الفارسي رضي هللا عنهما‬
‫صـباًـ وأنــه‬
‫يــزعم لــويس ماســينيونـ بــأن عمــر بن اخلطــاب رضــي اهلل عنــه كــان ُمتع ّ‬
‫ص ـبـ على األعــاجم وخاصــة ســلمان الفارســي بروايــة شــيعية ويســتدل حبديث‬ ‫كــان يتع ّ‬
‫يــزعم أنــه من كالم النــيب ‪ ‬يف الــدفاع عن ســلمان الفارســي حني واجــه عنصــرية ابن‬
‫اخلطـاب رضـي اهلل عنهمـا املزعومـة‪ ،‬حيث يـذكر لـويس ماسـينيونـ طـرف تلـك املناسـبةـ‬
‫باالعتم ــاد على م ــا زعم ــه أن ــه من ح ــديث الن ــيب ‪ ‬ذك ــره يومئ ـ ٍـذ دفاعـ ـاً عن س ــلمان‬
‫صـبه عليــه فيقــول ماســينيونـ‪( :‬سلسل يمنح‬
‫الفارسي يف وجــه عمــر بن اخلطــاب عنــد تع ّ‬
‫الحكمة ويؤتي البرهان" كلمة قالها النبي ‪.)1()‬‬
‫موارد لويس ماسينيون من كتب ال ّشيعة في هذه الرّواية‬
‫أح ــالين ل ــويس ماس ــينيونـ يف ه ــذه الرواي ــة إحال ـةً مباش ــرةً إىل كت ــاب ش ــيعي وه ــو‬
‫كت ـ ــاب (نفس ال رحمن في فض ائل س لمان) ب ـ ــرقم الص ـ ــفحة (‪ )51-50‬من اجلزء‬
‫ذكرت ذلــك آنفـاً‪ ،‬وإليــك النص‬
‫ُ‬ ‫الثالثني‪ ،‬وقد نقل ماسينيونـ هذه الرواية خُم تصراً كما‬
‫كامالً‪:‬‬
‫‪ -1‬نفس الرحمن في فضائل سلمان‪ ،‬لمريزا حسني النوري الطربسي‪.‬‬
‫يقــول مــريزا حســني النــوري‪...( :‬صعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله المنبر‬
‫فخطب فقال‪ :‬إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط‪ ،‬ال فضل‬
‫للعربي على العجمي وال لألحمر على األسود إال بالتقوى‪ ،‬سلمان بحر ال ينزف‬
‫وكنز ال ينفد‪ ،‬سلمان منا أهل البيت‪ ،‬سلسل يمنح الحكمة ويؤتى البرهان!!)(‪،)2‬‬
‫قلت‪ :‬ومن املالح ــظ أن ــه مل تظه ــر يل إىل اآلن مناس ــبة ق ــول ماس ــينيونـ ال ــذي أح ــاول‬
‫ُ‬
‫الوصــول إليــه يف ّادعائــه عنصــرية عمــر بن اخلطــاب على ســلمان‪ ،‬والســببـ يف ذلــك أن‬

‫() – شخصـ ــيات قلقـ ــة يف اإلسـ ــالم‪ ،‬عبـ ــد الـ ــرمحن بـ ــدوي‪ ،‬ص (‪ )18‬وانظـ ــر هـ ــامش نفس‬ ‫‪1‬‬

‫الصفحة‪.‬‬
‫() – نفس الرمحن يف فضائل سلمان‪ ،‬مريزا حسني النوري الطربسي‪(:،‬ت‪1320‬ه)‪ ،‬ص(‬ ‫‪2‬‬

‫‪،)128-127‬ـ مالحظة‪ :‬إحالة ماسينيون إىل هذا الكتاب والرقم املشار إليه خمتلف مبصــدر‬
‫عثرت عليه‪ ،‬وقد سبق اإلشارة إىل ترقيم ماسينيون أعاله يف املنت‪.‬‬
‫الرتقيم الذي ُ‬
‫مــريزا الطربســي نقــل هــذا احلديث عنــد الشــيخ املفيــد الشــيعيـ من كتابــه (االختصاص)‬
‫وقد نقله خمتصراً مما كان سبباً يف عدم إيضـاح الصـورةـ الـيت أتطلّـع إليهـا إلثبـات مـزاعم‬
‫ماس ــينيونـ والش ــيعة يف م ــزاعم عنص ــرية عُ َمــر لس ــلمان‪ ،‬ورمبا مل يالح ــظ ماس ــينيونـ أن‬
‫احلديث أخرجــه الشــيخ املفيــد يف االختصــاصـ لــريجع إىل أصــل مصــدره‪ ،‬وســأذكر نص‬
‫احلديث ك ــامالً فيم ــا ورد عن ــد املفي ــد‪،‬ـ وإلي ــك النص‪ ،‬يق ــول الش ــيخ املفي ــد‪( :‬بلغن ا أن‬
‫سلمان الفارسي رضي اهلل عنه دخل مجلس رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله ذات‬
‫وإعظام ا" لش يبته واختصاص ه‬
‫ً‬ ‫ي وم فعظم وه وق دموه وص دروه إجالالً "لح ّق ه‬
‫بالمصطفى وآله‪ ،‬فدخل عمر فنظر إليه فقال‪َ :‬م ْن هذا العجمي المتصدر فيم ا بين‬
‫العرب‪ ،‬فصعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله المنبر فخطب فقال‪ :‬إن الناس من‬
‫عه د آدم إلى يومن ا ه ذا مث ل أس نان المشط‪ ،‬ال فض ل للع ربي على العجمي وال‬
‫لألحمر على األس ود إال بالتقوى‪ ،‬س لمان بحر ال ينزف‪ ،‬وكنز ال ينفد‪ ،‬سلمان‬
‫منا أهل البيت‪ ،‬سلسل يمنح الحكمة ويؤتى البرهان)(‪.)1‬‬
‫الرّد على هذه الفِرية والمزاعم الشيعية في روايتهم‬
‫هذا الحديث ال أصل له بتاتاً ألسباب تالية‪:‬‬
‫أي ِمن كتبهم مما‬
‫* إن هــذا احلديث مل خُي ِّرجــه علمــاء احلديث من أهــل الســنة يف ٍّ‬
‫يُ ــبنّي ع ــدم أص ــالته‪ ،‬ومن املعل ــوم أن ــه ورد يف كتب الش ــيعة وليس ل ــه س ــند من مص ــدره‬
‫بتاتـاً‪ ،‬وال أدري كيــف يتم إخــراج احلديث بــدون ســند‪ ،‬وإن دل ذلــك على شــيء فإمنا‬
‫يــدل على وضــع هــذا احلديث وعــدم أصــالته‪ ،‬وميكن للقــارئ أن يالحــظ نص احلديث‬
‫حيث يق ــول الش ــيخ املفي ــد بعب ــارة (بلغن ا أن س لمان الفارس ي رض ي اهلل عن ه‪)......‬‬
‫بــدون ســند يُــذكر‪ ،‬وهــذا حب ّد ذاتــه دليــل على تلفيــق الشــيعة هلذا احلديث‪ ،‬لغــرض ليس‬
‫إال حماولة النيل من الصحايب اجلليل عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫حبثت هــذا احلديث يف كتب ال ّس ـنة الصــحيحة مل أجــده وال مجلــة قصــرية منــه‪،‬‬
‫* ُ‬

‫() – االختصــاص‪ ،‬أيب عبــد اهلل حممــد بن النعمــان العكــربي البغــدادي امللقب بالشــيخ املفيد‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫(ت‪ ،)٤١٣‬ص (‪ ،)341‬بتحقيـق‪ :‬علي أكــرب الغفــاري‪ ،‬الســيد حممــود الزرنــدي‪ ،‬ط‪/2‬ـ سـنة‬
‫الطب ــع‪١٤١٤ :‬ه‪١٩٩٣-‬م‪ ،‬منش ــورات مجاع ــة املدرس ــني يف احلوزة العلمي ــة يف قم املقدس ــة‪،‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫ومتعارفـاً لتناولــه الســلف واخللــف‬
‫وهــذا مما يــدل على عــدم صــحته‪ ،‬فلــو كــان صــحيحاً ُ‬
‫على حد سواء‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي لويس ماس‪88‬ينيون ‪LOUIS‬‬
‫‪M ASSIGNON‬‬
‫ويتك ّون من ستة مباحث‪:‬‬
‫الص حابة‬
‫المبحث األول‪ :‬آراءالمستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في مس ائل ّ‬
‫شيعة‪.‬‬
‫على ضوء روايات ال ّ‬
‫المبحث الث"اني‪ :‬آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في مس ائل الوالي ة‬
‫على ضوء آراء الشيعة المناهضة لروايات سلف األمة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في مسائل أهل البيت‬
‫شيعة‪.‬‬
‫على ضوء روايات ال ّ‬
‫المبحث الرابع‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في التّصوف‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في كالمه على أهل‬
‫السنة والجماعة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الس""ادس‪ :‬آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في كالم ه عن‬
‫المبحث ّ‬
‫الروايات الحديثية‪ ،‬وكالم أهل العلم في ذلك‪.‬‬
‫ّ‬
‫المبحث األول‪ :‬آ"ر"ا"ء"ا"ل"م"س"ت"ش""ر"ق" ا"ل"ف"ر"ن"س""ي" ل""و"ي"س" م"ا"س""ي"ن"ي"و"ن" ف"ي"‬
‫ص"ح"ا"ب"ة" ع"ل"ى" ض"و"ء" ر"و"ا"ي"ا"ت" ا"ل" ّش"ي"ع"ة"‬
‫م"س"ا"ئ"ل" ا"ل" ّ‬
‫وتحته ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬من آراء ل ويس ماس ينيون تفض يل علي بن أبي ط الب على‬
‫سائر الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬واستهزاؤه على خالد بن الوليد رضي اهلل عنه‬
‫بدعوى فشله في دعوته أهل اليمن على ضوء روايات الشيعة‪.‬‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"ث "ا"ن"ي"‪ ":‬من آراء ل ويس ماس ينيون الغل ّو في الص حابي الجلي ل‬
‫س لمان الفارس ي رض ي اهلل عن ه ورفع ه إلى مرتب ة تُض اهي م راتب األنبي اء على‬
‫ضوء روايات الشيعة المغالية‪.‬‬
‫الص حابة من ق ريش‬
‫المطلب الثالث‪ :‬من آراء ل ويس ماس ينيون زعم ه حيادي ة ّ‬
‫بقي ادة الص حابي الجلي ل معاوي ة بن أبي س فيان ض ّد علي بن أبي ط الب رض ي اهلل‬
‫عنهم في حرب ص ّفين على ضوء عقائد الشيعة‪.‬‬
‫توطئة الفصل الثالث‬
‫أود التنبيـ ــه على أمهيـ ــة الثّبـ ــات على‬ ‫قبـ ــل ال ُّش ـ ـروع يف ذكـ ــر آراء لـ ــويس ماسـ ــينيون ّ‬
‫الكتاب والسنّة‪،‬‬
‫صـ ـادق‬‫دخلت عصـ ــر الغُربـ ــة الـ ــيت أخـ ــرب بـ ــه ال ّ‬
‫ْ‬ ‫وال خيفى للقـ ــارئ الكـ ــرمي أن األمـ ــة‬
‫صـ ـ ْرفِها عن احلق ــائق الش ــرعية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأمت ــه من مك ــر وكي ــد يف حماول ــة ل َ‬ ‫املص ــدوق وم ــا س ــيلحق ّ‬
‫بأدلّته ــا‪ ،‬والت ــاريخ يش ــهد احلروب واملع ــارك الطاحن ــة ال ــيت خاض ــتها األم ــة اإلس ــالمية من ــذ‬
‫إعالن كلمـ ــة التوحيـ ــد (ال إل ه إال اهلل) يف مكـ ــة املكرمـ ــة من أجـ ــل إعالء تلـ ــك الكلم ــة‬
‫انتهـاءً باخفــاق تلـك احلروب‪ ،‬وذلـك يف احلروب الصـليبية يف القـرن الســابع اهلجـري‪ ،‬فتم‬
‫ابتكــار أســاليب أخــرى بعــد ذلــك‪ ،‬وهي األخطــر ِمن حــرب املواجهــة ال ّداميــة‪ ،‬وميكن أ ْن‬
‫أمسِّيَها ب ــاحلرب بالوكال ــة‪ ،‬وهي احلرب على اإلس ــالم ِمن خالل أه ــل األهـ ـواء والب ــدع من‬
‫الش ــيعة واملتص ــوفة‪ ،‬وميكن تلخيص آراء ماس ــينيون ال ــيت ح ــارب االس ــالم هبا على النح ــو‬
‫التايل‪ ،‬وذلك لِنَ ُك ْن على حذ ٍر منها‪:‬‬
‫* ترويج عقائد الشيعة يف الصحابة ولعنهم والطّعن فيهم ووصفهم مبا ال يليق هبم‪.‬‬
‫* تــرويج عقائــد الشــيعة يف مســائل الواليــة‪ ،‬وتقدميه واليــة علي بن أيب طــالب على‬
‫الصحابة واعتبارهم ظَلَ َمة لعلي يف أمر الوالية واإلمامة‪ ،‬والعياذ باهلل‪.‬‬
‫* تــرويج عقائــد الشــيعة يف مســائل أهــل الــبيت‪ ،‬وزعمــه أن أهــل الــبيت هم مخســة‬
‫فقط دون غريهم‪.‬‬
‫* ت ــرويج عقائ ــد املتص ــوفة وتأيي ــد آراء رؤوس الغالة‪ ،‬ك ــاحلالج والق ــول بأن ــه َت َفـ َّـو َق‬
‫صـويف‬ ‫الزهــد‪ ،‬والعيــاذ باهلل‪ ،‬باإلضــافة إىل إعجابــه مبُؤلفــات ابن عــريب ال ّ‬ ‫على النــيب ‪ ‬يف ّ‬
‫الغــايل‪ ،‬وزعمــه أن مصــدر التّصــوف من الكتــاب والســنة‪ ،‬ودفاعــه عن كــل رمــوز املتصــوفة‬
‫وخاصة أيب حامد الغزايل‪.‬‬
‫الشديد ألهل السنة‪ ،‬واالستهزاء هبم ووصفهم بأوصــاف ال أخالقيــة‪،‬‬ ‫* إبراز ُكرهه ّ‬
‫مقابل الدفاع عن كل الفرق البدعية األخرى واعتبارها فِرقًا ِ‬
‫ناجيَةً‪.‬‬ ‫َ‬
‫* تــرويج روايــات الشــيعة وأهــل البــدع وتأييــدها والــدفاع عنهــا مقابــل نقــد روايــات‬
‫السنة الصحيحة وزعمه أهنا ُمتناقضة‪.‬‬
‫لخص آراء الــيت سأســردها للقــارئ الكــرمي لنكــون على وعي من أعــدائنا‬ ‫هــذا هــو ُم َّ‬
‫إلجياد حل حملاربتهم علمياً‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬من آراء لويس ماسينيون تفضيل علي بن أبي ط""الب على‬
‫سائر الصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬واستهزائه على خالد بن الوليد رضي هللا عنه‬
‫بدعوى فشله في دعوته أهل اليمن على ضوء روايات الشيعة‪.‬‬
‫ومن آرائه يف ذلك قوله‪:‬‬
‫( ك ان الن بي محم د ‪ ‬ق د أرس ل خال د بن الوليد س نة‪9‬ه‪ ،‬إلى اليمن‬
‫لي دعوا أهله ا إلى االس الم ف ذهب خال د إلى اليمن ودع ا هم دان فك ان ج وابهم‬
‫وابالً من النّبال!‪ ،‬فعاد فبعث النبي علي اً فسار إليهم وكلمهم ثم دعاهم فأجابوه‪،‬‬
‫وأس لمت بط ون هم دان كله ا في ي وم واح ٍد ثم اتّبعتهم بقي ة قبائ ل اليمن فكتب‬
‫علي إلى النبي فلما بلغه ذلك قال‪ :‬السالم على همدان‪ ،‬ومنذ ذلك اليوم أصبح‬
‫اء‪ ،‬وأك ثر الن اس م واالة ل ه وأعظمهم تض حية‬
‫الهم دانيون ش يعة لعلي رج االً ونس ً‬
‫في سبيل نصرته‪ ،‬وأش ّد الخلق على أعدائه‪ ،‬كانوا يتسابقون إلى المنايا بين يديه‪،‬‬
‫شجعنهم على‬
‫كن يدخلن المعارك ويحرضن الرجال على القتال ويُ ّ‬
‫ونساء همدان ّ‬
‫االستبس ال‪ ،‬والهم دانيون هم ذوو البالء المش هود في ح رب الجم ل وص فين‬
‫وغيره ا‪ ،‬ولق د خ اطبهم أم ير المؤم نين يوم اً بص فين ق ائالً‪ :‬أنتم درعي ورمحي‪،‬‬
‫فكفاهم بذلك فخراً ومدحهم عليه الصالة والسالم في قصيدة منها‪:‬‬
‫فوارس من همدان غير لئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫دعوت فلباني من القوم عصبـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫غداة الوغى من يشكر وشبـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫فوارس من همدان ليسوا بع ـ ـ ـ ـ ــزل‬
‫ورهم وأحياء السبيع ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫ومن أرحب الشيم المطاعن بالقنا‬
‫ذوو نجدات في اللقاء كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرام‬ ‫ومن كل حي قد انتني فـ ـ ـ ـ ـ ــوارس‬
‫إذا اختلف الفرسان شعل ضـ ــرام‬ ‫بكل رديني وعضب تخال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫سعيد بن قيس والكريم محامـ ـ ــي‬ ‫يقودهم حامي الحقيقة منهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫وكانوا لدى الهيجا كشرب مدام‬ ‫فخاضوا الظاها واصطلوا بشرارها‬
‫سمام العدى في كل يوم حطـ ــام‬ ‫جزى اهلل همدان الجنان فإنه ـ ـ ــم‬
‫ولين إذا القوا وحسن ك ـ ـ ـ ـ ــالم‬ ‫لهمدان أخالق ودين يزيفه ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫تبت عندهم في غبطة وطع ـ ــام‬ ‫متى تأتهم في دارهم لـضيافـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫كماعز ركن البيت عند مق ـ ـ ـ ــام‬ ‫أال إن همدان الكـرام أعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزة‬
‫سراع إلى الهيجاء غير كه ـ ـ ـ ــام‬ ‫أناس يحبون النبي وره ـطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫(‪) 1‬‬
‫لقلت لهمدان ادخلوا بسـ ـ ــالم!)‬
‫كنت بواباً على باب جن ـ ـ ـ ـ ــة ُ‬
‫فلو ُ‬
‫وـسـيـأـيت اـلـرـدـ عـلـىـ هـذـهـ اـآلـراـءـ واـلـدـعـاـوـىـ يفـ اـلـفـصـلـ اـلـراـبـعـ إـنـ شـاـءـ اـهللـ تـعـاـىل‪.‬ـ‬

‫()‪ -‬خطــط الكوفــة وشــرح خريطتهــا‪ ،‬تــأليف‪ :‬لــويس ماســينيون‪ ،‬ترمجة‪ :‬تقى حممــد املصــعيب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫حتقيـ ــق‪ :‬كامـ ــل سـ ــلمان اجلبـ ــوري‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬من منشـ ــورات مجعيـ ــة منتـ ــدى النشـ ــر‪ /‬النجـ ــف‬
‫األش ــرف‪ ،‬دون ســنة الطباع ــة‪ ،‬رقم اإلي ــداع يف املكتبــة الوطني ــة ببغ ــداد ‪635‬س ــنة ‪1979‬م‪،‬‬
‫ص (‪.)148‬‬
‫ا‪8‬ل‪8‬م‪8‬ط‪8‬ل‪8‬ب‪ 8‬ا‪8‬ل‪8‬ث ‪8‬ا‪8‬ن‪8‬ي‪ ":8‬م"ن" آ"ر"ا"ء" ل "و"ي"س" م"ا"س "ي"ن"ي"و"ن" ا"ل"غ"ل " ّو" ف"ي" ا"ل"ص "ح"ا"ب"ي" ا"ل"ج"ل"ي "ل"‬
‫س"ل"م"ا"ن" ا"ل"ف"ا"ر"س"ي" ر"ض"ي" هللا" ع"ن"ه" و"ر"ف"ع"ه" إ"ل"ى" م"ر"ت"ب"ة" ت"ُ"ض"ا"ه"ي" م"ر"ا"ت"ب" ا"أل"ن"ب"ي"ا"ء"‬
‫ع"ل"ى" ض"و"ء" ر"و"ا"ي"ا"ت" ا"ل"ش"ي"ع"ة" ا"ل"م"غ"ا"ل"ي"ة"‬
‫ومن تلكم اآلراء م ـ ـ ـ ـ ــا أورده ـ ـ ـ ـ ــا الب ـ ـ ـ ـ ــاحث ولي ـ ـ ـ ـ ــد يوس ـ ـ ـ ـ ــف عطو يف قولـ ـ ـ ــه‪:‬‬
‫(والمستشرق الفرنسي د‪ .‬لويس ماسينيون يعتبر سلمان الفارسي أحد كبار رم وز‬
‫الم والي في اإلس الم ب ل أك برهم ويع ادل دور الرس ول بط رس في األناجي ل وفي‬
‫(‪) 1‬‬
‫المسيحية كتلميذ ورسول للمسيح‪)...‬‬
‫ومن ذل ـ ــك قول ـ ــه يف شخص ـ ــية س ـ ــلمان‪( :‬تس يطر شخص ية س لمان على ك ل‬
‫شخصية أخرى‪ ،‬فهو الشيخ األكبر لكل النقابات‪....،‬وهو الذي ُوكل إليه أمر‬
‫ش ّد الصحابة)(‪.)2‬‬
‫وسيأيت الرد على هذه املزاعم يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫() ‪ -‬وليد يوسـف عطـو‪ ،‬جريـدة‪ :‬احلوار املتمـدن‪ -‬العـدد ‪ 3619‬تارخيهـا‪2012،‬م‪1/26/‬‬ ‫‪1‬‬

‫احملور‪ :‬دراسات وأحباث يف التاريخ والرتاث واللّغات‪.‬‬


‫() – شخصـ ــيات قلقـ ــة يف االسـ ــالم‪ ،‬لـ ــويس ماس ــينيون‪ ،‬الب ــاب‪ :‬سـ ــلمان الفارس ــي البواك ــري‬ ‫‪2‬‬

‫الروحي ــة لإلس ــالم يف إي ــران‪ ،‬ق ــام برتمجت ــه ال ــدكتور عب ــد ال ــرمحن ب ــدوي‪،‬ـ ص (‪ ،)31‬ط‪:2‬‬
‫‪1964‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫المطلب الث‪88‬الث‪ :‬من آراء ل""ويس ماس""ينيون زعم""ه حيادي""ة ّ‬
‫الص "حابة من‬
‫قريش بقي""ادة الص""حابي الجلي""ل معاوي""ة بن أبي س""فيان ض" ّد علي بن أبي ط""الب‬
‫رضي هللا عنهم في حرب صفّين على ضوء عقائد الشيعة‬
‫شوشتري‬
‫ومن آرائه يف ذلك يقول لويس ماسينيونـ‪...( :‬وقد أبدى نور اهلل ال ّ‬
‫مالحظة مهمة حيث ذكر بأنه لم يكن مع علي في صفين من رؤساء قريش سوى‬
‫خمسة‪ ،‬بينما ثالثة عشر بطناً من بطون قريش وألويتها كانت بجنب معاوية)(‪.)1‬‬
‫وسيأيت الرد يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()– خطط الكوفة‪ ،‬ص (‪.)51-50‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في مسائل‬
‫الوالية على ضوء آراء الشّيعة المناقضة لروايات سلف األمة‬
‫وتحته أربعة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬من آراء ل ويس ماس ينيون زعم ه دع وة علي بن أبي ط الب رض ي‬
‫اهلل عنه على الصحابة عند رفضهم إسناد الوالية له على ضوء آراء الشيعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬من آراء لويس ماسينيون ذات النّزعة الشيعية الصوفية في الوالية‬
‫واإلمام ة زعم ه أن س لمان الفارس ي ك ان ُم دافعاً رئيس يًّا عن علي بن أبي‬
‫طالب في الوالية‪ ،‬ويزعم خيانة الصحابة إسناد الوالية له‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬ومن آراء ل ويس ماس ينيون زعم ه اغتص اب الص حابة الوالي ة‬
‫واإلمامة من علي بن أبي طالب رضي اهلل عنهم‪.‬‬
‫المطلب الراب""ع‪ :‬من آراء ل ويس ماس ينيون زعم ه أن والي ة علي بن أبي ط الب‬
‫نبوة باطنية على ضوء روايات الشيعة في ذلك‪.‬‬
‫رضي اهلل عنه وأبنائه ّ‬
‫المطلب األول‪ :‬من آراء لويس ماسينيون زعم""ه دع""وة علي بن أبي ط""الب‬
‫رضي هللا عن""ه على الص""حابة عن""د رفض""هم إس""ناد الوالي""ة ل""ه على ض""وء آراء‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫ومن تل ـ ـ ــك اآلراء يق ـ ـ ــول ماس ـ ـ ــينيون أن عليـ ـ ـ ـاًّ دع ـ ـ ــا عليهم فق ـ ـ ــال‪( :‬اللّهم إني‬
‫أس تعديك على ق ريش ومن أع انهم‪ ،‬ف إنهم ق د قطع وا رحمي‪ ،‬و أكف أوا إن ائي‪،‬‬
‫وأجمعوا على منازعتي‪ ،‬حقاًّ ُ‬
‫كنت أولى به من غيري‪ ،‬وقالوا اال إن في الحق أن‬
‫فنظرت ف إذا ليس لي‬
‫ُ‬ ‫نأخذه‪ ،‬وفي الحق أن نمنعه‪ ،‬فأصبر مغموماً أو مت متأسفاً‪،‬‬
‫يت على‬
‫رائ د وال ذاب وال مس اعد إال أه ل بي تي فض غنت بهم عن المني ة‪ ،‬فأغض ُ‬
‫الش جى‪ ،‬وص برت من كظم الغي ظ على أم ر من‬
‫رعت ريقي على ّ‬
‫الق ذى‪ ،‬وج ُ‬
‫شفار(‪.))1‬‬
‫العلقم‪ ،‬وألم للقلب‪ ،‬من حز ال ّ‬
‫وسيأيت الرد على تلك اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()– انظر‪ :‬خطط الكوفة وشــرح خريطتهــا‪ ،‬هــامش‪ ،‬ص (‪ ،)52-51‬نقالً من كتــاب (هنج‬
‫البالغة) بشرح حممد عبده (‪.)228-2/227‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬من آراء لويس ماسينيون ذات النّزعة الشيعية الصوفية في‬
‫الوالية واإلمامة زعمه أن سلمان الفارس""ي ك""ان ُم""دافعا ً رئيس"يًّا عن علي بن أبي‬
‫طالب في الوالية‪ ،‬ويزعم خيانة الصحابة إسناد الوالية له‬
‫من ذلــك يقــول ماســينيون‪:‬ـ (‪.....‬وكان سلمان قد توفي قبلها‪ ،‬بيد أن هذه‬
‫الرغب ة في الع دل في الدنيا وهي ال تي ب ذر س لمان ب ذورها وتح ّولت إلى م ذهب‬
‫ّ‬
‫الش يعة‪ ،‬ق د اس تحالت في االس الم ش وقاً إلى الحي اة األبدي ة‪ ،‬وإخالص الش يعة‬
‫الزهد كل هذه إذا ارتفعنا‬
‫لقضية اإلمامة وللمهدي المنتظر‪ ،‬وصوفية النّزعة إلى ّ‬
‫إلى األصول األولى في سلمان‪ ،‬والقول المشهور الذي فاه اإلمام جعفر الصادق‬
‫وأص بح عن د أه ل الس نة فيم ا بع د من بين األح اديث النبوي ة ال ينطب ق على أح د‬
‫خيراً‪ ،‬مما ينطبق على هذا األعجمي الذي أتى إلى االسالم من بعيد‪ ،‬ونعني بهذا‬
‫قوله‪" :‬بدأ االسالم غريباً فسيعود غريباً كما بدأ‪ ،‬فطوبى للغرباء من أمة محمد"‪،‬‬
‫أي أن اإلسالم بدأ غريباً ُمهاجراً في المدينة وسيصير غريباً ُمهاجراً في الكوفة أو‬
‫القدس!! قبلته األولى واألخيرة كما بدأ‪ ،‬وطوبى لمن سيغتربون من أمة محمد‬
‫كي يتف ّق دوا الق ائم‪ ،‬وهي دع وة ش يعية إلى البطول ة الدنيوية)‪ ،‬مث يقــول ماســينيون‪:‬‬
‫(وقد زاد المحاسبي أحد الصوفية عليه بتأويل روحي فقال‪ :‬فطوبى للغرباء‪ ،‬من‬
‫أمة محمد ‪ ،‬فهم المنفردون بدينهم‪ ،‬أي الذين اعتكفوا وانقطعوا هلل وحده)‬
‫(‪. ) 1‬‬
‫ويقــول ماســينيونـ أيضـاً‪( :‬ومما يذهب إليه اإلمامية المعتدلة أن سلمان أحد‬
‫سره ومستشاره‬
‫الحواريين الثالثة‪ ،‬هو والمقداد‪ ،‬وأبي ذر للنبي‪ ،‬قد كان موضع ّ‬
‫المفض ل‪ ،‬وقد هيّ أ له اعتزاؤه االستثنائي ألهل ال بيت أن يقوم بنفس الدور بعد‬
‫ّ‬
‫م وت الن بي م ع خليف ة الش رعي! علي‪ ،‬وق د حمل ه الن بي س ّراً ه و وخمس ة من‬
‫(‪) 2‬‬
‫الصحابة على أن يظهروا والئهم لعلي)‬

‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف االسالم عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ضمن حبوث ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)46‬‬ ‫‪1‬‬

‫()‪ -‬شخصيات قلقة يف االسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪،‬ـ ص (‪.)35-34‬‬ ‫‪2‬‬


‫ويقــول وليــد يوســف عطــو نقالً كالم ماســينيون أنــه قــال‪( :‬إن دور س لمان في‬
‫اإلس الم ي برز في الفك رة ال تي اقترحه ا على محم د بحف ر الخن دق وهي فك رة‬
‫فارسية‪ ،‬وفي الحديث النبوي "سلمان منا أهل البيت" وكان ُم دافعاً عن أحقية‬
‫علي بالخالفة)(‪.)1‬‬
‫وسيأيت الرد عليهم يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬انظــر‪ :‬وليــد يوســف عطــو‪ ،‬جريــدة‪ :‬احلوار املتمــدن‪ -‬العــدد ‪ 3619‬تارخيهــا‪2012،‬م‪/‬‬
‫‪ 1/26‬احملور‪ :‬دراسات وأحباث يف التاريخ والرتاث واللّغات‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬ومن آراء ل""ويس ماس""ينيون زعم""ه اغتص""اب الص""حابة‬
‫الوالية واإلمامة من علي بن أبي طالب رضي هللا عنهم‬
‫يقــول ماســينيون‪:‬ـ (تزداد أهمي ة رسالة س لمان‪ ،‬فه و الناص ح المفض ل الذي‬
‫خلف ه الن بي لعلي‪ ،‬فيجب أن يُعلِّم المس لمين أن يعرف وا في علي اإلم ام الش رعي‬
‫سراً‪ ،‬بتلقين المؤم نين بالم ذهب الناش ئ "الش يعة" وعلن اً بالتندي د بما حدث‬
‫لهم ّ‬
‫من اغتصاب للخالفة)(‪.)1‬‬
‫وسيأيت الرد على هذه اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصــيات قلقــة يف اإلســالم‪ ،‬البــاب‪ :‬ســلمان الفارســي البواكــري الروحيــة لإلســالم يف‬
‫إيـ ــران‪ ،‬لـ ــويس ماسـ ــينيون‪ ،‬قـ ــام برتمجتـ ــه ال ـ ــدكتور عبـ ــد الـ ــرمحن ب ـ ــدوي‪ ،‬ص (‪ ،)36‬ط‪:2‬‬
‫‪1964‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫المطلب الراب""ع‪ :‬من آراء ل""ويس ماس""ينيون زعم""ه أن والي""ة علي بن أبي‬
‫طالب رضي هللا عنه وأبنائه نب ّوة باطنية على ضوء روايات الشيعة في ذلك‬
‫ومن تلــك اآلراء مــا أوردهــا البــاحث الــدكتور فرســت مــرعي قــائالً‪ ....( :‬من‬
‫الش يعة يثمن ون عالي اً كتاب ات بعض المستش رقين‬ ‫ج انب آخ ر‪ ،‬ف إن ُكتّ اب ّ‬
‫ويع ّدونهم رواداً في مج ال التّش يع والعرف ان‪ ،‬أمث ال الفرنس َي ْين ل ويس ماس ينيون‬
‫وهنري كوربان؛ ألنهم عدوا والية علي رضي اهلل عنه وأبنائه هي النّبوة الباطنية‪،‬‬
‫بعكس النّبوة الحقيقية على أنها ظاهرية فقط(‪.))1‬‬
‫وسيأيت الرد على تلك اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬جملـة البيـان‪ ،‬العــدد ‪ 316‬ذو احلجـة ‪1434‬هــ‪ ،‬أكتــوبر– نوفمرب‪2013‬م‪ .‬البـاحث‪ :‬د‪.‬‬
‫فرست مرعي‪ ،‬بعنوان‪ :‬نشأة الشيعة عند املستشرقني‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في مسائل‬
‫أهل البيت على ضوء روايات الشّيعة‪،‬‬
‫وتحته مطلبان‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آراء ماس ينيون في زعم ه أن أه ل ال بيت خمس ة من خالل قص ة‬
‫وف د نص ارى نج ران في المباهل ة م ع رف ع س لمان الفارس ي إلى مرتب ة‬
‫األلوهية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مجموعة آراء لويس ماسينيون في سلمان الفارسي ومزاعمه أنه‬
‫لعب سلسلة من األدوار في مساندة أهل البيت‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آراء ماسينيون في زعم""ه أن أه""ل ال""بيت خمس""ة من خالل‬
‫قص""ة وف""د نص""ارى نج""ران في المباهل""ة م""ع رف""ع س""لمان الفارس""ي إلى مرتب""ة‬
‫األلوهية‬
‫يعتقد لويس ماسينيونـ حســب آراء الشــيعة أن أهــل بيت رســول اهلل ‪ ‬إمنا هم‬
‫علي وزوجت ــه فاطم ــة وابن ــاه احلس ــن واحلس ــني‪ ،‬إض ــافة إىل س ــلمان الفارس ــي رض ــي اهلل‬
‫تع ــاىل عن ــه ب ــالتّبيّن ‪ ،‬وزعم ــوا أن ه ــؤالء هم ال ــذين دع ــاهم الن ــيب ‪ ‬للمباهل ــة م ــع وف ــد‬
‫نص ــارى جنران‪ ،‬ح ــىت مل يَعت ــرب الش ــيعة أمه ــات املؤم ــنني ض ــمن أه ــل بيت ــه علي ــه أفض ــل‬
‫الصـ ــالةـ وأمتّ التسـ ــليم‪ ،‬وإلي ـ ــك تلـ ــك اآلراء املاسـ ــينيونيةـ الشـ ــيعيةـ املشـ ــرتكة‪،‬ـ فأمـ ــا آراء‬
‫ماسينيونـ يف ذلك فقد أوردها الباحث عبد الرزاق األصفر حيث يقول‪:‬‬
‫(على‪ ‬قصة المباهلة التّي جرت مع وفد نصارى نجران في المدينة بحضور‬
‫وعلي والحس ن‪ ‬والحس ين‪ ....‬كم ا أب رز ماس ينيون دور‬ ‫الس يدة فاطم ة ّ‬ ‫ّ‬
‫علي‪ ‬وفاطم ة وس لمان الفارس ي في اإلس الم والش يعة‪ ،‬ومن المعل وم أن س لمان‬
‫ٍّ‬
‫الرهب ان ويتلقى عنهم‪ ،‬ثم‬
‫يُمثّ ل الثّقاف ة المس يحية‪ ،‬ألنّ ه ك ان قب ل إس المه يالزم ّ‬
‫وقرب ه النّ بي ح تى ع ّده من آل‬
‫بي الجدي د‪ّ ..‬‬
‫ذهب ليبحث عن الحقيق ة‪ ‬والن ّ‬
‫البيت(‪.))1‬‬
‫ويق ــول ماس ــينيونـ‪....( :‬ونعتق د نحن أن أب ا الخط اب المت وفي س نة ‪138‬ه‬
‫قوتها‪ ،‬وهو ال يجعله هو نفسه‬
‫هو الذي أدرك في تلك الفترة رسالة سلمان بكل ّ‬
‫وح د بين ه وبينه ا ت دريجياً بعملي ة رف ع روحي‪ ،‬وبه ذا‬
‫روح األم ر مباش رة‪ ،‬إنم ا يُ ّ‬
‫يرفعه إلى مرتبة األلوهية فوق مرتبة اإلمام‪ ،‬وهذا عنده ُخماس‪ ،‬أعني من خمسة‬
‫أش خاص‪ ،‬محم د‪ ،‬علي‪ ،‬فاطم ة‪ ،‬الحس ن‪ ،‬الحس ين‪ ،‬وفي ه ذا نش اهد ُخم اس‬
‫المباهلة)!(‪.)2‬‬
‫ويقـ ــول ماسـ ــينيونـ أيض ـ ـاً‪( :‬وفي ي وم مش هود هك ذا ي روي الش يعة!‪ ،‬ش هد‬
‫سلمان المباهلة‪....‬في المدينة عند مقبرة البقيع قرب الكتيب األحمر‪ ،‬دعا النبي‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬جملة الرتاث العريب‪-‬جملة فصلية تصدر عن احتاد الكتـاب العــرب‪-‬دمشــق العــدد‪84-83‬‬
‫عنوان الباحث‪ :‬املستشرق لويس ماسينيون ماله وما عليه‪ ،‬عبدالرزاق األصفر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف االسالم‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)38‬‬
‫وهو أمام وفد بني بلحارث المسيحين من نجران‪ ،‬هؤالء إلى المباهلة‪ ،‬س ورة آل‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫عمران‪،54‬ﭽ" ﯠ" ﯡ" ﯢ" ﯣ" ﯤ" ﯥ ﯦ" ﯧ" ﯨ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﭼ (‪ )1‬ولهذه المحاكمة التي فيها إظهاره الوحيد‬
‫إلخالص ه المطل ق‪ ،‬جم ع الن بي أهل ه الخمس ة ال ذين دث رهم ب دثاره وهم ع داه‬
‫حفي داه‪ ،‬وابنت ه وزوجه ا ره ائن على إيمان ه برس الته النبوي ة‪ ،‬ومن ذ ذل ك الحين‬
‫ودة نح و الخمس ة إلى‬
‫اس تحال عن د بعض ص حابة الن بي م ا ك انوا يحمل ون من م ّ‬
‫حب عب ادة‪ ،‬فق د ق ّدس وا آل علي ألن ق رابتهم الدموي ة المتفاوت ة في قربه ا من‬
‫تحولت بنوع من الشعيرة العلنية "المباهلة" نقلت كل أملهم في العدل‬
‫النبي قد ّ‬
‫بعد موت النبي‪ ،‬وفريق آخر أبغضهم ناقلين إلى آل علي تأثّرهم بموتاهم الكفار‬
‫الذين قتلوا في بدر بأمر من الرسول بيد علي)(‪.)2‬‬
‫وسيأيت الرد على هذه املزاعم يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قلت‪ :‬الصحيح أن رقم اآليـة هـو املذكور آنفـاً‪ ،‬خبالف‬
‫()‪ -‬سورة آل عمران‪ :‬اآلية (‪ُ ،)٦١‬‬
‫م ــا ذهب إلي ــه ماس ــينيون بأن ــه (‪ ،)54‬والغ ــريب أن الف ــارق كب ــريٌ بني ال ــرقمني‪ ،‬فيحتم ــل أن‬
‫يكون قد َت َع َّم َد يف حتريف رقم اآلية واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف االسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)46-45‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مجموعة آراء لويس ماسينيون في سلمان الفارسي ومزاعمه أن""ه‬
‫لعب سلسلة من األدوار في مساندة أهل البيت‬
‫حبق س ـ ـ ــلمان الفارس ـ ــي يف‬
‫وردت جمموع ـ ـ ــة آراء ماس ـ ـ ــينيون يف م ـ ـ ــزاعم كث ـ ـ ــرية ّ‬
‫كتاب‪:‬‬
‫(شخص يات قلق ة في اإلس الم) لعبـ ـ ــد الـ ـ ــرمحن بـ ـ ــدوي ِض ـ ـ ـمن حبوث ل ـ ــويس‬
‫ماسينيون‪،‬ـ وقد مجعها وكتبها وقام برتمجتها الــدكتور عبــد الــرمحن بــدوي هبذا العنــوان‪،‬ـ‬
‫ص ـ ـا لبحث ماس ـ ــينيونـ يـ ــورد لنـ ــا جمموعـ ــة آراء‬
‫وأفـ ــرد عبـ ــد ال ـ ــرمحن بـ ــدوي فصـ ـ ـالً خا ً‬
‫ماســينيون بعنــوان‪:‬ـ (لويس ماسينيون‪ :‬سلمان الفارسي والبواكير الروحية لإلسالم‬
‫في إيران‬
‫‪Louis Massignon: Salman Pak et les Premices‬‬
‫‪)spirituelles de L"islam iranien‬‬
‫زعمه أن سلمان الفارسي كان هو الصّاحب الصّدوق الوحي""د وال ُم"دافع عن‬
‫آل البيت عليهم السالم‬
‫يتح ّدث ماسينيون عن سلمان الفارسي رضي اهلل عنه وعن مراحل اليت مرت به‬
‫إىل قــدوم املدينـةـ املنــورة يف عهــد النــيب ‪ ‬وإســالمه إضــافة إىل التحاقــه بأهــل بيتــه حيث‬
‫يــرى ماســينيون والشــيعة أن النــيب ‪ ‬اخّت ذ ســلمان الفارســي ضــمن أهــل بيتــه بــالتّبيّن ‪ ،‬فيقــول‬
‫ماســينيون عن اختاذ النــيب ‪ ‬ســلمان الفارســي يف ذلــك‪...( :‬الذي ّقربه إليه وهو الذي‬
‫الص دوق آلل ال بيت‪ ،‬أع ني‬ ‫الص احب ّ‬ ‫أش ار علي ه بح رب الخن دق‪ ،‬وبقي بع د موت ه ّ‬
‫ألتباع علي‪ ،‬والمدافع عن حقوقهم المشروعة المهضومة إلى أن توفي بالمدائن في‬
‫العراق)(‪.)1‬‬
‫من آراء ماسينيون زعمه انتس‪88‬اب س‪88‬لمان الفارس‪88‬ي إلى أه‪88‬ل ال‪88‬بيت على‬
‫ضوء حديث (سلمان منا أهل البيت)‬
‫ومن آراء ماســينيون يف ذلــك قولــه‪ ،‬بعنــوان‪( :‬سلمان منا أهل البيت) مث يقــول‪:‬‬
‫(تقوم فكرة وثاقة صلة سلمان بالنبي وأهل بيته إبان حياة سلمان على هذا الحديث‬
‫المح ّدثون من أه ل‬
‫"سلمان منا أهل البيت"‪ ،‬ويقول ماسينيون‪( :‬وهذا الحديث يرويه ُ‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصـ ــيات قلقـ ــة يف االسـ ــالم‪ ،‬لـ ــويس ماسـ ــينيون‪ ،‬بـ ــاب‪ :‬سـ ــلمان الفارسـ ــي البواكـ ــري‬
‫الروحية لإلسالم يف إيران‪ ،‬ترمجة الدكتور عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)8‬‬
‫السنة على أن الرسول نطق به سنة ‪5‬ه‪ ،‬أثناء غزوة الخندق ‪.)1()....‬‬
‫ّ‬
‫ومن آرائ ــه أيضـ ـاً يف ذل ــك قول ــه‪( :‬ويل وح من أول وهل ة أن الوث ائق الخاص ة‬
‫بحيات ه غ ير متجانس ة‪ ،‬فثمت أوالً رواي ة طويل ة متص لة ت روي س يرته‪ ،‬وخ بر عن‬
‫إس المه‪ ،‬وبعد هذا ال نجد عن بقية حياته غير معالم نادرة متباعدة تدور حول‬
‫الص لة بأه ل ال بيت‪ ،‬ح ديث س لمان من ا أه ل ال بيت‪،‬‬
‫مس ألتين جوهري تين‪ :‬وثاق ة ّ‬
‫ودفاعه السياسي عن أحقية علي‪ ،‬قوله‪ :‬كرديد ونكرديد)(‪.)2‬‬
‫من آراء ماسينيون زعمه أن سلمان الفارس""ي ك""ان من أه""ل بيت الن""بي ‪‬‬
‫بالتبنّي!!‬
‫ومن آراء لــويس ماســينيون يف ذلــك قولــه‪( :‬أما فيما يتّصل بصلته الوثيقة بآل‬
‫البيت وتبنّيه فيهم كما يشهد بذلك مقدار ما كان يصرف له من عطاء من بيت‬
‫الم ال في عه د عمر)‪ ،‬مث يق ــول ماس ــينيون‪( :‬وم ا دام س لمان ق د ُجع ل أح د أه ل‬
‫البيت بوصفه مولى‪ ،‬فقد قيل إن اسمه مذكور من بينهم في ديوان العطاء عمر‪،‬‬
‫فس ِّجل على أنه يتناول‪4000‬إلى ‪6000‬درهم)(‪.)3‬‬
‫ُ‬
‫ض ـيق حــول أهــل الــبيتـ على ض ــوء‬
‫ه ــذه هي مَج اع آراء ماس ــينيونـ يف مفهوم ــه ال ّ‬
‫عقائد الشيعة وسيأيت الرد على تلك اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)18‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬شخصيات قلقــة يف االســالم‪ ،‬ص (‪ )18‬ومعــىن قــول ســلمان‪( :‬كرديد‬
‫ونكرديد)‪ ‬أي فعلتم ومل تفعلوا‪ ،‬وهي كنايـة العـرتاض سـلمان خالفـة أيب بكــر الصــديق ألنـه‬
‫االدعــاءات‬
‫أىب أن يُسـلّمها لعلي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنهمــا‪ ،‬وســآيت إىل الــرد على هــذه ّ‬
‫املنسوبة على سلمان الفارسي رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬ص (‪.)18‬‬
‫المبحث الراب‪888‬ع‪ :‬آراء المستش‪888‬رق الفرنس‪888‬ي ل‪888‬ويس ماس‪888‬ينيون في‬
‫التّصوف‬
‫وتحته سبعة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آراء لويس ماسينيون في نظرية (حساب الجفر) الصوفية الرامية‬
‫إلى علم الغيب‪.‬‬
‫المطلب الث""اني‪ :‬نظري ة آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون عن منش أ‬
‫الصحابة وبعض التّابعين‪.‬‬
‫التّصوف وا ّدعائه بأن سلف المتصوفة كانوا من ّ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في وح دة الوج ود‬
‫الصوفية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في وح دة األدي ان‬
‫الصوفية‪.‬‬
‫المطلب الخ""""امس‪ :‬آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في بعض‬
‫المصطلحات الصوفية‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬نظري ة ابن ع ربي الص وفية في تحدي د رؤي ة المتص ّوفة ألح وال‬
‫اإلرادة الصوفية التي تبنّاها لويس ماسينيون‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬مجموع ة آراء ل ويس ماس ينيون ال واردة في التّص وف من خالل‬
‫كتابه‪( :‬بحث في نشأة المصطلح الفني للتصوف اإلسالمي)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آراء لويس ماسينيون في نظرية (حس""اب الجفر) الص""وفية‬
‫الرامية إلى علم الغيب‬
‫للصوفية والشيعةـ اعتقادات تقول بأن أئمتهم يعلمون الغيب‪،‬ـ وأهنم يعلمون كل‬
‫ّ‬
‫أسرار احلروف واخلطوط واألحوال الكونية عن طريق عقيدة (حساب الجفر!)‪ ،‬ومــا‬
‫بال قول اهلل تعاىل ﭽ" ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ" ﭼ(‪ )1‬وهذه اآلية عام يف‬
‫أنّـ ــه ال يعلم أي خملـ ــوق ال الـ ــذي يف ال ّس ـ ـماء وال الـ ــذي يف األرض الغيب إال اهلل حـ ــىت‬
‫غر بعض اخللق أنفســهم اعتقــاداً منهم أ ّن‬ ‫اإلنسان واملالئكة‪ ،‬وأما عن اجلن خاصة فقد ّ‬
‫للجن خوارق وامتيازات ال متلكها غريه مبا فيها علم الغيب‪،‬ـ حىت أصبحوا حتت رعاية‬
‫شياطني اجلن وخدمتهم ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭼ وقد أثبت اهلل جهل هؤالء‬
‫(‪)2‬‬

‫متهي ــداً لعالج أمراض ــهم النفس ــية والعقلي ــة يف ذل ــك حيث يق ــول يف نبيّ ــه س ــليمان علي ــه‬
‫الســالم بعــد موتــه واجلن الــذين كــانوا حتت إمرتــه وخدمتــه الدائمــة‪ ،‬ويف عمــل شــاق مل‬
‫يعلموا مبوته‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ" ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ" ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﭼ(‪ )3‬فلو كان‬
‫هــؤالء اجلن يعلمــون الغيب بالفعــل ملا طــال أمــد بقــائهم يف خــدمات قاســية واملســتمرة دون‬
‫وج َس ـ ِدياً‬ ‫ٍ‬
‫أخ ــذ قس ــط من الراح ــة ظ ــانّني منهم حض ــور ن ــبيهم س ــليمان علي ــه الس ــالم روحيًّا َ‬
‫ملراقبة أعماهلم‪ ،‬ومع ذلـك فـإن من عبـاده سـبحانه وتعـاىل َمن مل يهتـد بآياتـه وآالئـه‪ ،‬فكـانت‬
‫عاقبــة هــؤالء ْأن كــانوا َـخ َـدًما للجن والشــياطني‪ ،‬يُولــوهنم اهتمام ـاً خاص ـاً أكــثر من خــالقهم‬
‫الراحة هلم قال تعاىل ﭽ‬ ‫والرعب وعدم حصول ّ‬ ‫ومن أنفسهم فقذف اهلل يف قلوهبم اخلوف ّ‬
‫(‪) 4‬‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ صدق اهلل العظيم‪ ،‬فقد زادهم رهقاً‬
‫ال حيث أصبحوا ال يُبصرون احلق بدليله‪.‬‬ ‫وجه ً‬
‫ومن ه ــؤالء الص ــوفية حيث عقي ــدة (حس اب الجفر) الغامض ــة‪ ،‬يعتق ــد الص ــوفية‬
‫بأن األئمة يعلمون الغيب عن طريـق املسـمى حبسـاب اجلفـر‪ ،‬وأهنا طريقـة ورثهـا األئمـة‬
‫‪1‬‬
‫() – سورة النمل‪ :‬اآلية (‪.)٦٥‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة األنعام‪ :‬اآلية (‪.)112‬‬
‫‪3‬‬
‫() – سورة سبأ‪ :‬اآلية (‪.)١٤‬‬
‫‪4‬‬
‫() – سورة اجلن‪ :‬اآلية (‪.)٦‬‬
‫عن ســلف أجيــاهلم‪ ،‬وهي عقيــدة تُــزامحهم فيهــا الشــيعة أيض ـاً وتُشــاركهم فيهــا‪ ،‬والبن‬
‫صحتها‬
‫الصويف الغايل غرائب يف ذلك‪ ،‬وهي العقيدةـ اليت اعتقد لويس ماسينيون ّ‬ ‫عريب ّ‬
‫وتبنّاهــا يف حتليــل شــعر املتنــيب يف قولــه‪...( :‬سلس ال) يف شــعر املتنــيب‪ ،‬وبــأن املتنــيب إمنا‬
‫صـويف الـذي ّادعى فيـه ماسـينيون‬ ‫قصـد بـذلك سـلمان الفارسـي!! ِوفـق حسـاب اجلفـر ال ّ‬
‫أن حروف ــه تَطْل ــع لِتُعطي اس ــم س ــلمان الفارس ــي!‪ ،‬وه ــذا مما جع ــل أن انتق ــده ال ــدكتور‬
‫إب ــراهيم ع ــوض يف قول ــه‪( :‬إن أس خف م ا قال ه ماس ينيون ه و أن المتن بي باس تعماله‬
‫كلمة (سلسال) إنما قصد أن يشير بحساب الجفر! إلى الرقم الذي تشير إليه‬
‫حروف كلمة (سلمان) وهو (‪.)1()181‬‬
‫أود أن أع ّرف للق ارئ ُمل ّخص‬
‫وقب ل ف رز آراء ل ويس ماس ينيون في الجف ر ّ‬
‫معنى الجفر‪.‬‬
‫الجفر‪ ‬عند الشيعة‪ :‬هو علم من علوم أهل بيتـ النيب صلى اهلل عليه وآله وســلم‬
‫وخيتص مبعرفة الغيب ومستقبل األمة اإلسالميةـ بتعليم من اهلل تعــاىل وإهلام منــه ســبحانه‬
‫وتعــاىل!‪ ،‬وأمــا عن الصــوفية فاســتعمال (حساب الجفر) يُــراد بــذلك الكشــف عن كــل‬
‫ما يتعلق بعلم الغيب‪.‬‬
‫مجموعة آراء لويس ماسينيون في (حساب الجفر)‬
‫ومن تلكم اآلراء ما يلي‪:‬‬
‫يق ــول ماس ــينيونـ يف حديث ــه عن س ــلمان الفارسـ ـيـ رض ــي اهلل عن ــه حيث يق ــول‪:‬‬
‫جت شخصية س لمان التاريخية‬ ‫(‪....‬وهكذا نرى أنه منذ بداية القرن الثاني أُ ْد ِم ْ‬
‫تجس دته زمن اً‪ ،‬وال ذي سيس مى من بع د‬
‫في النم وذج اإللهي األعلى ال ذي ّ‬
‫"السين"‪.)..‬‬
‫(سلسال)‪ ،‬أو بأول حرف منه ّ‬
‫مث يــأيت ماســينيونـ ليقــول‪( :‬وس لمان ه و"سلس لة" المس جد األقص ى الخاص ة‬
‫السلس لة هي‬
‫وهي ال تي عن دها ي ْقس م الن اس‪ ،‬وذل ك في م ذهب ال دروز‪ ،‬وه ذه ّ‬
‫التي يُسلك فيها المع ّذبون في الجحيم‪ ،‬سورة الحاقة‪ 33:‬ﭽ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬
‫ص ـفا فيق ــول‪-( :‬‬
‫قلت‪ :‬ويُوثّ ــق ماس ــينيونـ ه ــذه املعلوم ــة من رس ــائل ال ّ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﰈ ﰉﭼ ‪ُ -‬‬
‫الص فا‪ ،‬الرس ائل ج‪ 4‬ص‪ )190‬ويقــول ماســينيون يف مســألته هــذه‪( :‬واآلي ة‬
‫إخ وان ّ‬
‫‪1‬‬
‫() – املتنيب بإزاء القرن االمساعيلي يف تاريخ اإلسالم‪ ،‬ماسينيون ص (‪.)75‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة احلاقة‪ :‬اآلية (‪.)٣٢‬‬
‫الم ذكورة تنتهي بالفع ل‪" :‬س لك" والح روف‪ :‬س‪ ،‬ل‪ ،‬ك = ‪ =110‬علي‪ ،‬وه و‬
‫السين‪( ،‬باكورة) ‪.!)1()،8‬‬
‫لغز مسائل ّ‬
‫قلت‪ :‬أم ــا قول ــه أعاله‪:‬ـ (‪..‬وال ذي سيس مى من بع د (سلس ال‪ )....‬فق ــد زعم‬
‫ُ‬
‫ماســينيون أنــه حلّــل تلــك النظريــة بطريقتــه اجلفريــة العجيبــة يف اهلامش قــائالً‪( :‬يلوح أن‬
‫اللف ظ (سلسل) ق د تك ون عن الكلم ة "سلس لة" ال واردة في الق رآن س ورة ‪:69‬‬
‫‪ ،32‬وص يّغت في ص يغة الم ذ ّكر كيم ا يك ون حس اب الح روف س‪ +‬ل‪ +‬س‪+‬‬
‫ل=‪ =180‬س‪ +‬ل‪ +‬م‪ +‬ن)(‪.!)2‬‬
‫مث يأيت لويس ماسينيون ليُديل ببعض الشائكات العقدية الصوفية الشيعية‪ ،‬فيقول‬
‫كمن يف اس ــم علي‪ ،‬ومحمد‪ ،‬وس لمان‪ ،‬هي كم ــا يلي‪:‬‬ ‫إن الغيبي ــاتـ واألس ــرار ال ــيت تَ ُ‬
‫وقبل سرد ما قاله ماسينيون فإنين أبدأ فــأقول إن ماســينيون بــدأ أوالً بــاهلجوم على أهــل‬
‫الســنة متهيــداً لفــرز عقيدتــه الصــوفية الشــيعية‪،‬ـ ألنــه يعلم بــأن أهــل الســنة هم فقــط الــذين‬
‫يعرتضـ ــونـ يف وجـ ــه كـ ــل عـ ــابث بال ـ ـ ّدين والعقيـ ــدة‪،‬ـ فيقـ ــول‪( :‬ولن ذكر أوالً أن ه على‬
‫ادعت بأن أحد‬ ‫السنية لم توجد فرقة شيعية مغالية ّ‬ ‫العكس مما ت ّدعيه كتب الفرق ُّ‬
‫ه ذه النم اذج الثالث ة يمكن أن يك ون اهلل بج وهره‪ ،‬فعن د جمي ع الغالة أن اهلل ال‬
‫يمكن معرفت ه ذات ه وه و ف وق ك ل وص ف وح د‪ ،‬إنم ا األم ر هن ا أم ر تألي ه‬
‫بالمشاركة!! ونوع هذه المشاركة يختلف وقف اً للنموذج الذي تفضله الفرقة)‬
‫(‪. ) 3‬‬
‫نظرية آراء لويس ماسينيون الجفرية الصّوفية في زعمه تحليل مع""نى اس""م‬
‫(علي بن أبي طالب رضي هللا عنه)‬
‫يــزعم ماســينيون أنــه حلّــل معــىن املراد باســم علي فيقــول" (علي رضي اهلل عنه"‬
‫الس جود‪ ،‬وعلي في غ دير‬
‫والعين" وه و النم وذج األول "لإلم ام" آدم في مس ألة ّ‬
‫خم‪ ،‬يتربّع في الوسط‪ ،‬ساكناً صامتاً‪" ،‬الصامت" مستوراً عتيداً مثل أمر اهلل‪ ،‬وهو‬
‫يهيمن دائماً على الكون‪ ،‬على هيئة شخص واحد غالباً‪ ،‬وأحياناً على هيئة خم اس‬
‫ل رئيس الق انون اإللهي‪ ،‬وه و المع نى ال ذي يض ع اهلل في مرك ز الجماع ة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬ص (‪.)37‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق هامش‪ ،‬ص (‪.)37‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬ص (‪.)37‬‬
‫والحجاب المستور الذي يكشف عن حضرة خفية‪ ،‬وهو الجذر الدائم لرسالة‬
‫"اإلمامة" وأصلها اإللهي الخالد‪.)1()..‬‬
‫نظرية آراء ماسينيون في تحليل معنى اسم (محمد‪ )‬على ضوء "حس""اب‬
‫الجفر" المزعوم‬
‫يقــول لــويس ماســينيون‪( :‬محمد ‪ ،‬و"الميم"‪ ،‬وهو النموذج األول للنبي‪،‬‬
‫خصوصاً لمحمد‪ ،‬متغير وناطق‪ ،‬ودعوته تنشر ظافرة‪ ،‬األوامر اإللهية‪ ،‬وهو لهذا‬
‫يعين تشخص العين ويسميه "سواء أكان واحداً أم ُخماس اً" وهو االسم الذي به‬
‫يدعو المؤمنون اهللَ‪ ،‬والميم شأنها شأن صيغة العلم التي تدعو الفكرة للعقل دون‬
‫أن تت د ّخل في فهمه ا‪ ،‬نق ول إن الميم هي "ح اجز" يجب اجتي ازه ألنه ا تحجب)‬
‫(‪. ) 2‬‬
‫نظرية آراء ماسينيون في تحليل معنى اسم "س"لمان الفارس"ي" على ض"وء‬
‫"حساب الجفر" المزعوم‬
‫"الس ين" وهي النم وذج‬
‫يق ــول ماس ــينيون‪:‬ـ (س لمان الفارسي رض ي اهلل عن ه ّ‬
‫الس ماء‬
‫األول لألس باب‪ ،‬وهي الرواب ط الخارق ة ال تي يمكن أن ترب ط بين ّ‬
‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ‬ ‫واألرض!‪" ،‬قارن سورة الحج‪ " ،15:‬ﭽ" ﰃ ﰄ‬
‫ﰗ ﰘ ﭼ‬ ‫ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ‬ ‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ‬
‫" خصوصاً أسباب سلمان – وهو أعنى "السين" سبب الش ّد والتلقين‪ ،‬تدعو‬ ‫(‪) 3‬‬

‫إلى سبيل اهلل بالحسنى واإلقناع‪ ،‬كما أن نداء المؤذن يزكي القلب بالصالة وهو‬
‫شعش عاني"! ومن ه يتص ل الم ؤمن بالحض رة‬
‫"الب اب" ال ذي ي دخل من ه "النّ ور ال ّ‬
‫ومعلّم اً النف وس‪ ،‬وه و‬
‫اإللهي ة‪ ،‬ويحق ق عم ل اهلل‪ ،‬ينفخ ال روح ُمولّ داً األب دان ُ‬
‫المقدرة التي تمنح "الوجود"! ومن هذا كلّ ه تنشأ تصورات ثالثة مختلفة للفعل‬
‫اإللهي في األمة اإلسالمية!)(‪ )4‬انتهى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬ص (‪.)38‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬ص (‪.)39‬‬
‫‪3‬‬
‫() – سورة احلج‪ :‬اآلية (‪.)15‬‬
‫‪4‬‬
‫() – شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬وهو عبارة عن جمموعة حبوث لويس‬
‫هذا هو موجز آراء لويس ماسينيون املنكــرة يف العقيـدة الصــوفية الشــيعية املســمى‬
‫ب ـ(حساب الجفر)‪ ،‬الــيت أوردهتا من حبوثــه ضــمن كتــاب شخصــيات قلقــة يف اإلســالمـ‬
‫للــدكتور عبــد الــرمحن بــدوي‪ ،‬وقــد ذُكــرت بعض هــذه النّظريــات اجلَ ْهلِيــة واجلاهليــة يف‬
‫كتــاب (الفتوحات المكية) البن عــريب‪ ،‬وغريهــا من الكتب الصــوفية‪،‬ـ وللشــيعة أيض ـاً‬
‫ذكرت سابقاً كتاب هبذا اخلصوص وهــو كتــاب (الجفر الكبير) وقــد نســبوه إىل‬
‫ُ‬ ‫كما‬
‫علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه ُزوراً وبُ ْهتَاناً‪.‬‬

‫ماسينيون اجلامعة‪ ،‬مجعها وكتبها وقام برتمجتها عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ط‪:2‬ـ ‪1964‬م‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬ص (‪.)39‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية آراء المستشرق‪ 8‬الفرنسي ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون عن‬
‫منش‪88‬أ التّص‪88‬وف وادّعائ‪88‬ه ب‪88‬أن س‪88‬لف المتص‪88‬وفة ك‪88‬انوا من ّ‬
‫الص‪88‬حابة وبعض‬
‫التّابعين‬
‫* من آراء لــويس ماســينيون زعمــه أن أصــل التصــوف يرجــع إىل ال ّ‬
‫ص ـحابيني يف‬
‫الص حابة رجالن‬
‫للمتص ّوفة المس لمين أن يزعم وا أن ه ك ان بين ّ‬
‫قولـ ــه‪( :‬ويج وز ُ‬
‫السابقين إلى التّصوف‪ ،‬وهما أبو ذر وحذيفة‪ ،‬ولم يثبت ثُبوت اً قاطع اً‬
‫يعدان بحق ّ‬
‫الصحابيين(‪.))1‬‬
‫أ ّن أويساً وصهيباً كانا على شاكلة هذين ّ‬
‫صـ ـحابة‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬ويـ ــزعم ال ّ‬
‫ص ـ ـوفية أ ّن أصـ ــل التّصـ ــوف يرجـ ــع إىل السـ ــلف وهم ال ّ‬ ‫ُ‬
‫وكم ــا ه ــو مع ــروف ل ــدى أه ــل الب ــدع أهّن م إذا َّاد َع ـ ْـوا ش ــيئًا مما ال أص ــل ل ــه وال وج ــود‬
‫لــدليل واضــح يف ّادعــائهم فإنــك تــراهم غــري ُمتّفقني على مــا ي ّدعونــه‪ ،‬فإنــه قــد تضــاربت‬
‫الصحابة املنسوبـ إليهم التّصوف والعياذ باهلل‪ -‬إىل ع ّدة آراء‪:‬‬ ‫آراؤهم يف ّ‬
‫فمنهم من ي ـ ــرى أن أص ـ ــل س ـ ــلفهم يرج ـ ــع إىل أيب بك ـ ــر الص ـ ــديق‪ ،‬وعم ـ ــر بن‬
‫اخلطـ ــاب‪ ،‬وعثمـ ــان بن ع ّفـ ــان‪ ،‬وعلي بن أيب طـ ــالب‪ ،‬وأيب ذر الغفـ ــاري‪ ،‬وحذيفـ ــة بن‬
‫اليمـ ــان‪ ،‬وصـ ــهيب الـ ــرومي‪ ،‬وسـ ــلمان الفارسـ ــي‪ ،‬إضـ ــافة إىل أويس القـ ــرين‪ ،‬رض ــي اهلل‬
‫يتوقَّف يف أش ـ ــخاص ُمعيَّنِني من‬ ‫لكن أكـ ـ ــثر القـ ـ ــول تـ ـ ــذييعاً وإشـ ـ ــاعةً ال َ‬
‫عنهم مجيعـ ـ ـ ـاً‪ّ ،‬‬
‫يتوقَّف‬ ‫ص ـحابة رضــي اهلل عنهم نظــراً لشــدة تضــارب أقــواهلم وآرائهم يف ذلــك‪ ،‬وإمنا َ‬ ‫ال ّ‬
‫ص ـفة يف جُم ملهم يف عه ــد الن ــيب ‪ ،‬فلــذا ت ــرى بعض الب ــاحثني املتص ـ ّـوفة‬ ‫الق ــول بأه ــل ال ُّ‬
‫عن ــدما يُناقش ــونـ تعريف ــات كلم ــة (الص وفية – التص وف) حبثـ ـاً عن أص ــلها س ــواء يف‬
‫الصفة متهيداً يف‬
‫التعريف اللغوي أو االصطالحي حياولون إدراج أصل الكلمة إىل أهل ُّ‬
‫ـف يف حبثـه‪،‬‬ ‫صـحابة‪ ،‬وهــذا مما مل يقـل بـه أي بــاحث منصـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫القول بأصــالة التّصـوف من ال ّ‬
‫ص ـوفية إمنا النتمــائهم إىل أهــل‬
‫رد على َمن قــال‪ :‬إن املراد بال ّ‬ ‫حــىت إن لــويس ماســينيونـ َّ‬
‫صـفة‪ ،‬فلــرياجع القــارئ أحباث ماســينيونـ بعنــوان‪:‬ـ (التّصــوف)‪ ،‬إال أ ّن الــذي عليــه شــبه‬
‫ال ُّ‬

‫‪1‬‬
‫()– التص ــوف ل ــويس ماس ــينيون‪ ،‬ومص ــطفى عب ــد ال ــرزاق‪ ،‬وه ــو من حبوث دائ ــرة املع ــارف‬
‫اإلس ــالمية‪ ،‬جلن ــة الرتمجة‪ ،‬إب ــراهيم خورش ــيد‪ ،‬د‪ .‬عب ــد احلمي ــد ي ــونس‪ ،‬حس ــن عثم ــان‪ ،‬ص (‬
‫‪.)30-29‬‬
‫إمجاع لدى الباحثني هو القول بانتمائهم إىل ختصيص لباس خــاص هبم وهــو املضــروب‬
‫بالصوف‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومن تل ك اآلراء‪ :‬يقــول لــويس ماســينيون إن احلســن البص ــري رمحه اهلل يُع ـ ّد من أهم‬
‫التص وف الحس ن‬
‫س ــلف رجـ ــال الصـ ــوفية األوائـ ــل فيق ــول‪......( :‬وك ان ش يوخهم في ّ‬
‫البصري المتوفي سنة ‪110‬ه)(‪ .)1‬وسيأيت الرد عليهم يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫نظرية آراء ماسينيون في سبب نزوع بعض المسلمين إلى التّصوف‬
‫يقول ماسينيون‪:‬ـ (‪..‬والواقع أن منشأ النّزوع إلى التصوف هو ثورة الضمير‬
‫على م ا يص يب الن اس من مظ الم ال تقتص ر على م ا يص در عن اآلخ رين‪ ،‬وإنم ا‬
‫تنصب أوالً وقبل كل شيء على ظُلم اإلنسان نفسه‪ ،‬وتقترن هذه الثّ ورة برغبة‬
‫في الكش ف! عن اهلل ب أي وس يلة يقويه ا تص فية القلب من ك ل ش اغل‪ )..‬مث‬
‫الس يرتين‬
‫الصوفية فيقول‪( :‬وهذا الذي نلمسه في ّ‬ ‫يستشهد ماسينيون بِ َشْي َخ ْي طائفة ّ‬
‫تصوفان الكبيران المحاسبي في "الوصايا"‪ ،‬والغزالي‬ ‫الم ّ‬‫الرائعتين اللّ تين كتبهما ُ‬
‫ّ‬
‫(‪) 2‬‬
‫في "المنقذ من الضالل"‪ُ ،‬يتَرجمان فيهما عن نفسيهما)‬
‫من آراء لويس ماسينيون دفاعه عن التّصوف‬
‫* من آراء لويس ماسينيونـ دفاعه عن التّصوف حيث يقول‪...( :‬ذهبوا إلى أن‬
‫التص وف م ذهب دخي ل في اإلس الم م أخوذ إم ا من رهباني ة الش ام‪ ،‬وإم ا من‬
‫أفالطونية اليونان الجديدة‪ ،‬وإما من زرادشتية الفرس‪ ،‬وإما من فيدا الهنود‪ ،‬وقد‬
‫بيّن نيكولس ون ‪ Nicholson‬أن إطالق الحكم ب أن التص وف دخي ل في‬
‫اإلس الم غ ير مقب ول!‪ ،‬ف الحق إنن ا نالح ظ من ذ ظه ور اإلس الم أن األنظ ار ال تي‬
‫اختص به ا ُمتص وفة المس لمين نش أت في قلب الجماع ة اإلس المية نفس ها أثن اء‬
‫عكوف المسلمين على تالوة القرآن والحديث وَت َق ُّرئِها‪.! )..‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪1‬‬
‫()– التصوف‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)30‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬التصوف لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)33-32‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬كتاب التصوف ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)48‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬آراء المستش""رق الفرنس""ي ل""ويس ماس""ينيون في وح""دة‬
‫الوجود الصوفية‬
‫* من آراء لــويس ماســينيون زعمــه أن وحــدة الوجــود الــيت ابتــدعهاـ ســلفه كــابن‬
‫ع ــريب وغ ــريه يف الـ ـ ّدين من ش ــيوخ الص ــوفية ه ــو عني ال ــدين وذات ــه وأهنا أق ــرب مفه ــوم‬
‫ـرت سـابقاً‪ ،‬فقـد بـات ماسـينيون يـدافع عنهـا‪ ،‬حيث يقـول يف‬ ‫للدين االسالميـ كما ذك ُ‬
‫حماولة لشــرح آراء ابن عــريب يف وحــدة الوجــود الصــوفية فيقــول‪( :‬فهو يقول إن هناك‬
‫فر ٌق بين الظّاهر والمظهر‪ ،‬فنحن المظهر والرب هو الظاهر أو نحن الوجود واهلل‬
‫هو الماهية‪ ،‬واالثنان ُمتميزان عن بعضهما‪ ،‬وقال إن ُعبّ اد األصنام كان خطأهم‬
‫أنهم اقتص روا على عب ادة بعض المظ اهر دون البعض اآلخ ر‪ ،‬وق ال‪" :‬العب د رب‬
‫المكلف المظاهر دون بعض")(‪!)1‬‬
‫والرب عبد ياليت شعري من ُ‬
‫ّ‬
‫الرد عليه إن شاء اهلل‪.‬‬
‫وسيأيت ّ‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪..)148‬‬
‫المطلب الراب""ع‪ :‬آراء المستش""رق الفرنس""ي ل""ويس ماس""ينيون في وح""دة‬
‫األديان الصوفية‬
‫* من آراء ل ـ ــويس ماس ـ ــينيونـ يف وح ـ ــدة األدي ـ ــان الص ـ ــوفية‪ ،‬تبويب ـ ـهـ هلا بعن ـ ــوان‪:‬‬
‫(تاريخ مذهب وحدة األديان ‪.)Monisme‬‬
‫وخصوص ا عن د اليون ان بك ثرة اآلله ة‬
‫ً‬ ‫ديما‬
‫مث يقـ ــول ماسـ ــينيون‪( :‬اش تهر ق ً‬
‫واألص نام‪ ،‬ولكن ظه ر بعض الفالس فة وق الوا إن ه ال ب د من مب دأ واح د وه و‬
‫المعب ود في األعي اد المس ماة ‪Mystere Initiatiques deleusis‬‬
‫أواألسرار المكتومة في إيليسيس (بلدة بالقرب من أثينا)‪ ،‬وقد ُوجد هذا المبدأ‬
‫المتص ّوفين فه و "اختالف في ط رق العقي دة إال أن المقص د‬
‫عن د بعض ُ‬
‫واح ٌد"!!‪.)1()...‬‬
‫* من آراء ل ـ ــويس ماس ـ ــينيونـ يف وح ـ ــدة األدي ـ ــان‪ ،‬قوله‪..( :‬فك ل األدي ان وإن‬
‫اختلفت كم ا نراه ا اآلن إال أن ك ل تعب داتهم واح دة‪ !،‬وك ل ِفرق ة هي النّاجي ة!‬
‫قال الحالج! "لكل حق حقيقة ولكل خلق طريقة ولكل عهد وثيقة" ونسب إلى‬
‫هذا المذهب ال ّذي يقول إن العقائد وسائط والمعاني العقلية حقائق‪ ،‬وقال ابن‬
‫اعتقدت جميع ما اعتقدوه‪-‬‬
‫ُ‬ ‫عربي‪" :‬عقد الخالئق في اإلله عقائد‪ ،‬وأنا‬
‫مث يقــول ماســينيون‪" :‬وق د استحس نه عب د الغ ني النّابلس ي في ش رح الطّريق ة‬
‫المحمدية‪ ،‬لذلك إنشاء "الماسونية" كان على هذا المبدأ!‪ ،‬فمذهبها أن التّ رقي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫المطلق ُممكن مع اختالف ال ّديانات وذلك خدمة لإلنسانية!!)‬
‫إلى الخير ُ‬
‫وس ــيأيت ال ــرد على ل ــويس ماس ــينيون وكش ــف كي ــده يف حماولت ــه لتق ــريب العقي ــدةـ‬
‫التصوف‪،‬ـ باإلضافة إىل إظهــار مــدى‬ ‫اإلسالميةـ الصحيحة باألفكار املاسونيةـ من خالل ّ‬
‫َّصوف‪.‬‬
‫عالقة األفكار املاسونيةـ بالت ُّ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)154‬‬
‫‪2‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)154‬‬
‫المطلب الخ""امس‪ :‬آراء المستش""رق الفرنس""ي ل""ويس ماس""ينيون في بعض‬
‫المصطلحات الصوفية‬
‫وقد أعطى لويس ماسينيونـ هلذه املصطلحات أمهية بعنوان‪( :‬أهمية مصطلحات‬
‫الصوفية في تدقيق أحوال اإلرادة – وعلم القلوب)(‪ )1‬عند الصوفيةـ‪.‬‬
‫* مصطلح (علم القلوب)‬
‫تعص بون َي ْعَترض ون‬
‫الم ّ‬
‫يقــول لــويس ماســينيون‪"( :‬علم القل وب"‪ :‬ك انت الفقه اء ُ‬
‫الصوفية مثل الطّرطوشي المالكي على الغزالي‪ ،‬ويقــول ماســينيون "راجع طبقات‬
‫على ّ‬
‫السبكي ج‪ 4‬ص‪ "128-123‬يقول الطّرطوشي‪ :‬كان الغزالي من أهل العلم ثم بدا‬
‫(‪) 2‬‬
‫له االنصراف عن طريق العلماء ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب)‬
‫* ومن آراء ماسينيون في مصطلح (علم القلوب)‬
‫قول ـ ــه‪( :‬وعلم القل وب عن دهم ه و علم التقليب أي التّب ديل في أح وال‬
‫اإلرادة‪ ،‬وأول من دقّق في هذا العلم هو سهل بن عبد اهلل العشري)(‪.)3‬‬
‫* آراء ماسينيون في مصطلح (أحوال اإلرادة)‬
‫يقول املستشرق لويس ماسينيونـ يف إعجابه مبوقف سهل بن عبــد اهلل العشــري يف‬
‫ص ـوفية حيث يقــول عنــه‪( :‬وك ان ل ه في أح وال‬
‫حتليلــه أحــوال اإلرادة على الطريقــة ال ّ‬
‫اإلرادة ترتيب مخصوص لكثرة تجاربه مع المريدين‪ ،‬وهو شيخ الص وفية أواًل في‬
‫تستر(‪ ،)4‬وثاني اً في البصرة‪ ،‬ولسهل تلميذ يقال له أبو الحسن بن سالم المتوفي‬

‫() – حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)154‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫()‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫‪3‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫() ‪ -‬بالضــم مث الســكون‪ ،‬وفتح التــاء األخــرى‪ ،‬وراء‪ :‬أعظم مدينــة خبوزســتان اليــوم‪ ،‬وهــو‬ ‫‪4‬‬

‫الز ّجــاجي‪ :‬مسّيت بــذلك ألن رجال من بــين عجــل يقــال لــه تســرت بن‬ ‫تعــريب شوشــرت وقــال ّ‬
‫نون افتتحها فسـميت بــه وليس بشـيء‪ ،‬والصــحيح مــا ذكــره محزة األصـبهاين قـال‪ :‬الشوشــرت‬
‫مدين ــة خبوزس ــتان‪ ،‬تع ــريب ش ــوش بإعج ــام الش ــينني‪ ،‬ق ــال‪ :‬ومعن ــاه ال ــنزه واحلس ــن والطيب‬
‫فبأي األمساء ومستها من هذه جاز‪ ،‬قال‪ :‬وشوشرت معنــاه معــىن أفعــل‪ ،‬فكأنــه قـال‪:‬‬ ‫واللطيف‪ّ ،‬‬
‫أنــزه وأطيب وأحســن‪ ،‬يعــين أن زيــادة التــاء والــراء مبعــىن أفعــل‪ ،‬فــإهنم يقولــون للكبــري بــزرك‪،‬‬
‫الس المية‪ ،‬مذهب‬
‫ؤسس مذهب مخصوص عند المتكلمين اسمه ّ‬ ‫‪301‬ه‪ ،‬وهو ُم ّ‬
‫اشتهر وكان ذيل لمذهب التّستري ومنه أبو طالب المكي ُمؤلِّف (قوت القلوب)‬
‫الذي توفي سنة‪38‬ه وهو أصل لكثير من مادة كتاب إحياء علوم ال ّدين‪).....‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫* مث يُب ــدي ل ــويس ماس ــينيونـ إعجاب ــه مبص ــطلحات الص ــوفية إىل الق ــول بإمجاع‬
‫الص وفية‬
‫الفقهــاء على قبــول ســهل بن عبــد اهلل العشــري‪ ،‬حيث يقــول عنــه‪( :‬وهو من ّ‬
‫المقبولين على إجماع فقهاء اإلسالم!!)(‪.)2‬‬
‫* ويــأيت لــويس ماســينيون إىل شــرح النظريــة الصــوفيةـ العامــة يف مصــطلح (أحوال‬
‫قوم أرادوا أن يفهموا النّ اس بكيفية وصول‬
‫والصوفية ٌ‬
‫اإلرادة) الصــوفية‪ ،‬فيقــول‪ّ ( :‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫التّبديل في أحوال اإلرادة ويستندوا على ذلك بأحاديث وآيات)‬

‫فـ ــإذا أرادوا أكـ ــرب قـ ــالوا بزرگـ ــرت مط ـ ــرد‪ ،‬انظ ـ ــر‪( :‬معجم البلـ ــدان‪ ،‬لشـ ــهاب الـ ــدين الـ ــرومي‬
‫احلموي‪.)29 /2 ،‬‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)97‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬نظرية ابن ع""ربي الص""وفية في تحدي""د رؤي""ة المتص" ّوفة‬
‫ألحوال اإلرادة الصوفية التي تبنّاها لويس ماسينيون‬
‫فقـ ـ ـ ــد جـ ـ ــاءت آراء ماسـ ـ ــينيون اعتمـ ـ ـ ــاداً على تقعيـ ـ ــد سـ ـ ــلف الصـ ـ ــوفيةـ وأئمتهم‬
‫للمص ـ ــطلحات‪ ،‬وعلى رأس ـ ــهم ابن ع ـ ــريب‪ ،‬حيث حيلّ ـ ــل نظ ـ ــريتهم اخلاص ـ ــة يف أح ـ ــوال‬
‫اإلرادة يف كتابـ ــه (الفتوح ات المكية)‪ ،‬وهي الـ ــيت نقلهـ ــا لـ ــويس ماسـ ــينيونـ خمتصـ ــراً‬
‫فيق ـ ــول ابن عـ ــريب‪( :‬والص وفية ألح وال خاص ة هم عليه ا فلهم معرف ة اله اجس‬
‫والهمة والعزم واإلرادة والقصد وهذه كلها أحوال مقدمة للنية والنية هي التي‬
‫تكون منه عند مباشرة أفعاله وهي المعتبرة في الشرع اإللهي ففيها يبحثون وهي‬
‫متعلق اإلخالص وكان عالمنا اإلمام سهل بن عبد اهلل يدقق في هذا الشأن وهو‬
‫الذي نبه على نقر الخاطر ويقول إن النية هو ذلك الهاجس وأنه السبب األول‬
‫في حدوث الهم والعزم واإلرادة والقصد فكان يعتمد عليه وهو الصحيح عندنا‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ)(‪ ،)1‬سورة األحزاب‪ :‬اآلية ‪.٤‬انتهىـ كالم ابن عريب‪.‬‬
‫وسيأيت الرد عليه إن شاء اهلل يف الفصل الرابع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬الفتوحات املكية ابن عريب‪ )1/213( ،‬بدون طبعة وال ناشر‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬مجموعة آراء لويس ماسينيون الواردة في التّصوف من خالل‬
‫كتابه‪( :‬بحث في نشأة المصطلح الفني للتصوف اإلسالمي)‬
‫* آيت هنــا إىل إيــراد مجلــة من آراء املستشــرق الفرنســي لــويس ماســينيونـ وموقفــه‬
‫ص ـوفية‪ ،‬وهي عب ــارة عن جمموع ــة من املص ــطلحات الص ــوفية ال ــيت ملئ هبا كتاب ــه‪،‬‬
‫من ال ّ‬
‫الفعــال الــذي لعبــه يف مســاندة‬
‫وليعلم القــارئ مــدى شخصــية ماســينيون اخلطــرية ودوره ّ‬
‫الطّرق الصوفية‪ ،‬وقد جاءت هذه اآلراء يف كتابــه‪( :‬بحث في نشأة المصطلح الفني‬
‫للتص وف اإلس المي)‪ ،‬وهـ ـ ــو واحـ ـ ــد من بني عشـ ـ ــرات الكتب اخلط ـ ــرية ال ـ ــيت ألّفه ـ ــا‬
‫ماســينيون عن اإلســالم‪ ،‬وخاصــة يف هــذا الكتــاب! حيث أ ََّول ماســينيون ألفــاظ اآليــات‬
‫وادعى ب ــأن مص ــطلحات الص ــوفية تس ــتند إليه ــا‪ ،‬لتق ــدمي التّ ــربيراتـ يف تأوي ــل‬‫القرآني ــة ّ‬
‫الصوفية‪،‬ـ ويــذكر فيــه ماســينيونـ أصــول‬ ‫اآليات القرآنية على طريقة باطلة لصاحل الطّرق ّ‬
‫مصـ ــطلحات الصـ ــوفية ومصـ ــادرها ُمـ ـ ّدعياً أن أصـ ــوهلا ومصـ ــادرها من القـ ــرآن الك ــرمي‪،‬‬
‫فيقول‪:‬‬
‫‪ -1‬النار والنور للداللة على اهلل‪ :‬ﭽ ﭒ ﭓ" ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﭼ‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﭼ‬
‫ﭬ" ﭭ" ﭮ" ﭯ" ﭰ" ﭱ" ﭲ" ﭳ‬ ‫‪ -۲‬حجب النور والظلمة‪ :‬ﭽ" ﭨ" ﭩ" ﭪ" ﭫ"‬
‫(‪) 3‬‬
‫ﭸﭼ‬ ‫ﭶ ﭷ‬ ‫ﭴ ﭵ‬
‫رمزا للبعث (أو باألحرى للخلود)‪ ،‬بعث الروح(‪:)4‬‬
‫‪ -3‬الطائر ً‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫(‪) 5‬‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‬ ‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫‪1‬‬
‫() – سورة القصص‪ :‬اآلية (‪.)٣٠ - ٢٩‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة النور‪ :‬اآلية (‪.)٣٥‬‬
‫‪3‬‬
‫() – سورة فصلت‪ :‬اآلية (‪.)٥‬‬
‫‪4‬‬
‫() ‪ -‬حبث يف نش ــأة املص ــطلح الف ــين للتص ــوف اإلس ــالمي‪ ،‬ل ــويس ماس ــينيون‪ ،‬ص (‪-104‬‬
‫‪ ،)107‬ط‪1954 :2‬م‪ ،‬الفصل الثالث‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() – سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)٢٦٠‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ‬ ‫ﭽﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪ -٤‬ماء السماء‪ :‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﭼ‬
‫ﭴ ﭵ" ﭶ‬ ‫رمز لإلنسان ومصيره‪ :‬ﭽ" ﭮ ﭯ" ﭰ ﭱ ﭲ" ﭳ"‬
‫شجرة ٌ‬
‫‪ -٥‬ال ّ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ﭷ ﭸ ﭹﭼ‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﭼ(‪ )4‬ﭽ ﮭ‬ ‫ﭽﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫وزا لمرس م تولي ة األولي اء‬
‫‪ -٦‬الك أس‪ ،‬الش راب‪ ،‬الس الم‪ ،‬بوص فها رم ً‬
‫(‪) 6‬‬
‫المقربين في الجنة‪:‬‬
‫(‪) 8‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ (‪ ) 7‬ﭽ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ‬
‫(‪) 9‬‬
‫ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﭼ‬
‫(‪)10‬‬
‫ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﭼ‬
‫ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫‪ -۷‬الطريق في الجبل‪ :‬قال تعالى‪:‬‬
‫ﭼ(‪ )11‬وغرابيب‪ :‬هو الشديد السواد(‪.)12‬‬
‫‪1‬‬
‫() – سورة آل عمران‪ :‬اآلية (‪.)٤٩‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة ق‪ :‬اآلية (‪.)9‬‬
‫‪3‬‬
‫() – سورة القصص‪ :‬اآلية (‪.)٣٠‬‬
‫‪4‬‬
‫() – سورة إبراهيم‪ :‬اآلية (‪.)٢٤‬‬
‫‪5‬‬
‫() – سورة يس‪ :‬اآلية (‪.)٨٠‬‬
‫‪6‬‬
‫() ‪ -‬حبث يف نش ــأة املص ــطلح الف ــين للتص ــوف اإلس ــالمي‪ ،‬ل ــويس ماس ــينيون‪ ،‬ص (‪-127‬‬
‫‪.)136‬‬
‫‪7‬‬
‫() – سورة الواقعة‪ :‬اآلية (‪.)١٧‬‬
‫‪8‬‬
‫() – سورة الواقعة‪ :‬اآلية (‪.)١٨‬‬
‫‪9‬‬
‫() – سورة الواقعة‪ :‬اآلية (‪.)٢٦ – 25‬‬
‫‪10‬‬
‫() – سورة اإلنسان‪ :‬اآلية (‪.)٢١‬‬
‫‪11‬‬
‫() – سورة فاطر‪ :‬اآلية (‪.)٢٧‬‬
‫‪12‬‬
‫() ‪ -‬حبث يف نش ــأة املص ــطلح الف ــين للتص ــوف اإلس ــالمي‪ ،‬ل ــويس ماس ــينيون‪ ،‬ص (‪-108‬‬
‫وأما عن السلوك الصوفي(‪:)1‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭼ‬ ‫ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭽ" ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ" ﮒ ﮓ" ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ‬
‫ﯞ" ﯟ" ﯠ" ﯡ" ﯢ" ﯣ" ﯤ" ﯥ ﯦ" ﯧ‬ ‫ﭽ" ﯔ" ﯕ" ﯖ" ﯗ" ﯘ ﯙ" ﯚ" ﯛ" ﯜ" ﯝ"‬
‫(‪) 4‬‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﭼ‬
‫ﭽ" ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ‬
‫(‪) 5‬‬
‫ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖﭼ‬
‫ويقول ماسينيونـ‪( :‬وأما عن التمييز بين األخيار واألشرار)‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالف مصير ذوي القلوب المخلصة والمنافقين‪:‬‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ‬ ‫ﭽ" ﯡ" ﯢ" ﯣ" ﯤ" ﯥ ﯦ" ﯧ" ﯨ ﯩ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ" ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ‬ ‫ﯴ ﯵ‬
‫(‪) 6‬‬
‫ﰇ ﰈ ﰉﭼ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭼ (‪.)7‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫(‪) 8‬‬
‫ﭸﭼ‬

‫‪.)115‬‬
‫‪1‬‬
‫() – املرجــع الســابق‪ ،‬حبث يف نشــأة املصــطلح الفــين للتصــوف اإلســالمي‪ ،‬لــويس ماســينيون‪،‬‬
‫ص (‪.)140‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة ق‪ :‬اآلية (‪.)٣٧‬‬
‫‪3‬‬
‫() – سورة التوبة‪ :‬اآلية (‪.)١٠٩‬‬
‫‪4‬‬
‫() – سورة يونس‪ :‬اآلية (‪.)٢٤‬‬
‫‪5‬‬
‫() – سورة الكهف‪ :‬اآلية (‪.)٤٥‬‬
‫‪6‬‬
‫() – سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)٢٦٤‬‬
‫‪7‬‬
‫() – سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)٢٦٥‬‬
‫‪8‬‬
‫() ‪ -‬سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)271‬‬
‫‪ -2‬الذين يتوكلون على اهلل والذين يتوكلون على أنفسهم(‪ :)1‬ﭽ ﯠ" ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ" ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭑ‬ ‫ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﭼ‬
‫‪ -3‬األخيار مثل الحب الذي ينمو وينتج الكثير‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭚ ﭛ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ‬ ‫ﭙ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫ﭲ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ﮋ ﮌﭼ‬ ‫ﮊ‬
‫ﮋ" ﮌ" ﮍﮎ" ﮏ" ﮐ‬ ‫ﭽ" ﭽ" ﭾ" ﭿ" ﮀ" ﮁ" ﮂ" ﮃ" ﮄ" ﮅ" ﮆ" ﮇ" ﮈ" ﮉ" ﮊ"‬
‫(‪) 4‬‬
‫ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖﭼ‬ ‫ﮑ‬
‫‪ -4‬أما األشرار فهم كاألسرى والصم والبكم‪ :‬ﭽ ﭮ" ﭯ" ﭰ" ﭱ" ﭲ" ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ‬
‫(‪) 5‬‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ‬
‫‪ -5‬وفي ي وم الحس اب س تقول ه ذه النف وس الخاوي ة من أفع ال الخ ير‬
‫(‪) 6‬‬
‫لألبرار‪ :‬ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ‬
‫‪ -6‬وس ورة يس ت ذكر أح زان الرس ول ال ذي لقي العنت من الن اس وه و‬
‫ﭳ‬ ‫يريد هدايتهم سواء السبيل‪ ،‬ويقول‪ :‬ﭽ" ﭩ" ﭪ" ﭫﭬ" ﭭ" ﭮ" ﭯ" ﭰ" ﭱ" ﭲ"‬
‫(‪) 7‬‬
‫ﭴﭼ‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬حبث يف نشأة املصطلح الفين للتصوف اإلسالمي‪ ،‬لويس ماسينيون ‪ ،‬ص (‪.)141‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة الكهف‪ :‬اآلية (‪.)٣٨ – ٣٢‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬سورة الفتح‪ :‬اآلية (‪.)٢٩‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬سورة البقرة‪:‬ـ اآلية (‪.)٢٦١‬‬
‫‪5‬‬
‫()‪ -‬سورة النحل‪ :‬اآلية (‪.)٧٦ – ٧٥‬‬
‫‪6‬‬
‫() – سورة احلديد‪ :‬اآلية (‪.)13‬‬
‫‪7‬‬
‫() – سورة يس‪ :‬اآلية (‪ ،)٣٠‬مث انظر املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)142‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ‬
‫ﯓ‬ ‫ﮱ"‬ ‫‪ -7‬ويحدث النار من الخشب األخضر‪ :‬ﭽ" ﮭ ﮮ" ﮯ" ﮰ"‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ‬
‫ويقــول ماســينيون‪:‬ـ (وإذ قيل إن هذه اآليات تدعو إلى الزهد أكثر منها إلى‬
‫التصوف‪ ،‬فهناك آيات أخرى تشير إلى ظواهر اشراقية صوفية‪ ،‬بل َو ُوجدية)‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪ -1‬محاسبة النفس‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ‬
‫ﮘ" ﮙ‬ ‫ﭽ" ﮉ" ﮊ" ﮋ" ﮌ" ﮍ" ﮎ" ﮏ" ﮐ" ﮑ" ﮒ" ﮓ" ﮔ" ﮕ" ﮖ" ﮗ"‬
‫(‪) 4‬‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ‬
‫الصريح لمعجزات باطنة للطف الذي منحه بعض األنبياء‪ :‬شرح‬
‫‪ -2‬الذكر ّ‬
‫الصدر‪ ،‬واإلقراء الخ‪.‬‬
‫‪ -3‬الوجد العالي‪ ،‬مثل اإلسراء بالنبي ‪ ‬إلى المسجد األقصى‪ ،‬وعروج ه‬
‫حتى قاب قوسين‪.‬‬
‫الص وفية المس لمين ق د ر ّك زوا في ت أمالتهم على ه ذه الموضوعات‬
‫وكب ار ّ‬
‫المستمدة من القرآن‪ ،‬وحاولوا أن يجدوا في نفوسهم ما مر بنفوس األنبياء من‬
‫أحوال عالية)(‪ .)5‬انتهى كالم ماسينيون‪.‬ـ‬
‫وس ــيأيت ال ــرد على ه ــذه اآلراء املغالي ــة ال ــيت أدىل هبا ماس ــينيونـ يف تأوي ــل اآلي ــات‬
‫ُنزلت من أجلها‪.‬‬ ‫القرآنية عن مقاصدها اليت أ ْ‬

‫‪1‬‬
‫() – سورة يس‪ :‬اآلية (‪.)٥٨‬‬
‫‪2‬‬
‫() – سورة يس‪ :‬اآلية (‪.)٨٠‬‬
‫‪3‬‬
‫() – سورة األحزاب‪ :‬اآلية (‪.)٣٧‬‬
‫‪4‬‬
‫() – سورة الضحى‪ :‬اآلية (‪.)١١ – ٦‬‬
‫‪5‬‬
‫() ‪ -‬حبث يف نشأة املصطلح الفين للتصوف اإلسالمي‪ ،‬لويس ماسينيون ‪ ،‬ص (‪.)142‬‬
‫المبحث الخ‪88‬امس‪ :‬آراء المستش‪88‬رق الفرنس‪88‬ي ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون في‬
‫كالمه على أهل السنة والجماعة‬
‫وتحته خمسة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مزاعم ماسينيون مخاصمة أهل السنة من (الصحابة) للشيعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقسيم ماسينيون القبائل إلى "بكر‪ -‬عبد القيس" باعتبارها شيعة‪،‬‬
‫مقابل "تميم" باعتبارها ُّسنة ويصف أهل السنة من خالله بالعنف‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وصف لويس ماسينيون أهل السنة والجماعة بالمبتدعة‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬استهزاء ماسينيون بأهل السنة مقابل الدفاع عن المتصوفة‪.‬‬
‫المطلب الخ‪88‬امس‪ :‬موق ف ل ويس ماس ينيون ِ‬
‫الع دائي أله ل الس نة والجماع ة‬
‫ووصفهم بالع ُد ّو األول‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مزاعم ماس‪88‬ينيون مخاص‪88‬مة أه‪8‬ل الس‪8‬نة من (الص‪8‬حابة)‬
‫للشيعة‬
‫* من آراء لويس ماسينيونـ زعمه أن أهـل السـنة كـانوا حمل عـداوة للشـيعة أتبـاع‬
‫علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه‪ ،‬فيزعم معاداة بعض الصحابة وهم أهل السنة مقابــل‬
‫بعض أتبــاع علي وهم الشــيعة فيقــول ماســينيون‪:‬ـ (‪..‬من أول األمر مخاصمة للشيعة‬
‫جرير(‪ )1‬وك ان منهم رجالن ش يعيان هم ا حب ة الع رني تلمي ذ عم ار ابن ياس ر‪،‬‬
‫والمغيرة أحد مواليهم‪.)2()...‬‬
‫وسيأيت الرد على هذه اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫قلت‪ :‬يقصد ماسينيون الصحايب اجلليل جرير بن عبد اهلل البجلي رضي اهلل عنه‪ ،‬وقــد‬
‫() – ُ‬
‫‪1‬‬

‫سبق إيراد موارده من كتب الشيعة يف لعنهم له يف الفصل الثاين‪.‬‬


‫() – خطط الكوفة‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)150‬‬ ‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقس""يم ماس""ينيون القبائ""ل إلى بك""ر‪ -‬عب""د القيس‪ ،‬باعتباره""ا‬
‫شيعة‪ ،‬مقابل –تميم‪ ،‬باعتبارها سُّنة ويصف أهل السّنة من خالله بالعنف‬
‫* من آراء لــويس ماســينيونـ اهّت امــه أهــل الســنة بــالعنف والتش ـ ّدد وغــري ذلــك من‬
‫الصفات اليت يصفهم هبا‪ ،‬ومن ذلك ما جاء يف كالمه إذ يقول‪......( :‬وبينما كانت‬
‫قبائ ل بك ر "وب األخص" عب د القيس ش يعية‪ ،‬ت رى قبائ ل تميم بع د أن تنض ّم إلى‬
‫القيسيين تُعطي للبصرة صبغة ُسنِّيَة عنيفة!)(‪.)1‬‬
‫وللتأكي ــد على موق ــف آراء ماس ــينيونـ من أه ــل الس ــنة من خالل تقييم ــه املع ــادي‬
‫لقبيل ــة (تميم) ظنًّا من ــه أهنا ُس ـنِّية مقاب ــل قبيل ــة (بك ر‪ -‬عب د القيس) الش ــيعيةـ يف ت ــاريخ‬
‫الع ــراق وهي يف األص ــل نظري ــة ش ــيعية ال ــيت ك ــانت حتم ــل بُغضـ ـاً على قبيل ــة متيم حيث‬
‫اعتقد ماسينيونـ ِوفق تلك النظرية اخلاطئـةـ فــذهب يُعــادي تلـك القبيلــة ُبر َّمتهــا النتمائهــا‬
‫إىل أهــل ال ّسـنة فيقــول ماســينيون‪( :‬تميم‪ :‬كانت بطونها على العموم ُس نِّية‪ ،‬وخاصة‬
‫بني دارم‪ ،‬وفي الكوفة عطارد الذي سبب عزل الوالي عمار‪ ،‬وابنه بشر كان ضد‬
‫علي!)(‪.)2‬‬
‫مبقابل نظرية الشيعة ولويس ماســينيون يف زعمهم أن قبيلــة (بكر‪ -‬عبد القيس)‬
‫كــانوا شــيعة مما جعلهم أن أظهــروا والءهم هلا مقابــل قبيلــة (تميم) ال ُّسـنِّية‪ ،‬فيقــول تقى‬
‫حمم ــد املصـ ــعيب مـ ــرتجم كتـ ــاب ماسـ ــينيون "خطـ ــط الكوفـ ــة" (بك ر‪ :‬وعب د القيس من‬
‫ربيعة‪ ،‬وقد مدحهم أمير المؤمنين عليه السالم في مواطن كثيرة‪ ،‬ومن جملة ما‬
‫قاله‪" :‬لكل ربيعة خ ير‪ ،‬وخير ربيعة عب د القيس)‪ ،‬مث قــال‪ :‬ول ه قصيدة يمتدحهم‬
‫(‪) 3‬‬
‫ويُثني عليهم في صفين)‬
‫وسيأيت الرد على هذه اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – خطط الكوفة ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)141‬‬
‫‪2‬‬
‫() – خطط الكوفة ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)142‬‬
‫‪3‬‬
‫() – انظر هامش خطط الكوفة ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)141‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وصف لويس ماسينيون أهل السنة والجماعة بالمبتدعة‬
‫* من آراء لــويس ماســينيونـ يف كالمــه عن أهــل الســنة اهّت امهم بـ ِ‬
‫ـالفرق املبتدعــة‪،‬‬
‫ورؤيتــه الضــيّقةـ يف زعمــه عــدم أصــالة األحــاديث املرويــة عن طريــق ســلف أهــل ال ّس ـنة‬
‫حيث يق ـ ـ ــول‪( :‬إن االلتج اء إلى فحص األح اديث من حيث الف رق والم ذاهب‬
‫المبتدع ة م ا يس مح بت بيّن مراح ل في ه‪ ،‬وذل ك بتقس يمها إلى أح اديث‬
‫الس نِّية‬
‫ُس نِّية‪...‬وأح اديث زيدي ة‪ ،‬وأح اديث لبقي ة الف رق اإلمامي ة‪...‬فاألح اديث ُّ‬
‫تستمر في نماء بطريقة تكاد تكون غير مشعور بها حتى بعد القرن الثالث بفضل‬
‫دخول عناصر أجنبية فيها‪ ،‬بينما األحاديث الزيدية ثم على الخصوص األحاديث‬
‫اإلمامية تغلق مجاميعها منذ الجيل األول ألشياعها‪ ،‬إنها مغلقة فهي إذاً تبيّن ًّ‬
‫حدا‬
‫لالنتهاء بالنسبة إلى أحاديثها‪ًّ ،‬‬
‫وحدا لالبتداء بالنسبة إلى بعض أحاديثها)(‪.)1‬‬
‫ومن آرائــه أيض ـاً اعتبــارهـ البصــرة مــوطن أهــل الســنة واجلماعــة مقابــل الكوفــة من‬
‫أج ــل الني ــل من أه ــل الس ــنة واجلماع ــة‪ ،‬ومن تل ــك اآلراء يق ــول ماس ــينيونـ عن البص ــرة‪:‬‬
‫(أما شعراء البصرة فقد طرحوا جانباً الطراز المأثور‪ ،‬والنثر العربي له هذه الصفة‬
‫السياس ة ك انت‬
‫أيض ا‪ ،‬وتن اولوا م ع االرتي اب األفك ار األجنبي ة المش ابهة‪...‬وفي ّ‬
‫الس نية‪ ،‬فالبصريون‬
‫البصرة موطن أهل الجماعة الذين مواقفهم لألقدار قد هيّ أت ُ‬
‫ك انوا ينك رون بك ل ج رأة ووقاح ة الخالف بين الص حابة والبص رة ك ذلك عه د‬
‫القدرية)(‪.)2‬‬

‫() – شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫()– خطط الكوفة‪ ،‬ص (‪.)58-57‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬استهزاء ماسينيون بأهل السنة مقابل الدفاع عن المتصوفة‬
‫* ومن آراء ماسـ ــينيونـ يف النيـ ــل من أهـ ــل السـ ــنة واجلماعـ ــة مقابـ ــل الـ ــدفاع عن‬
‫الصــوفية قولــه‪( :‬إنما صب فقهاء أهل السنة المتأخرون جام غضبهم على مريدي‬
‫كبير!‪ ،‬وقد شرح صاحب‬
‫أثر ٌ‬‫ابن عربي لقولهم بالوحدة‪ ،‬ولم يكن لغضبهم هذا ٌ‬
‫للمتص وفة – وص ية المتص وف‬
‫م ذهب الوهابية ونحن نعلم مبل غ خص ومته ُ‬
‫(‪) 1‬‬

‫"شقيق" إلى "حاتم األصم")(‪.)2‬‬


‫وسيأيت الرد على هذه اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬حماضــرات يف تــاريخ االصــطالحات الفلســفية العربيــة‪ ،‬لــويس ماســينيون‪ ،‬ص (‪،)148‬‬
‫ويقصد ماسينيون بصاحب مـذهب (الوهابيـة) حممـد بن عبـد الوهـاب رمحه اهلل‪ ،‬ومن املعلـوم‬
‫أن اس ــم الوهابي ــة اس ــم ق ــدمي أُطل ــق على جُم ّدد الـ ـ ّدعوة يف عص ــره عن ــد جناح ــه يف كبح مجاع‬
‫البدع وأهله‪ ،‬والذي توىل كرب هذه التّهم هي الدولة العثمانية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)35‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬موقف لويس ماس""ينيون ال ِع" دائي أله""ل الس""نة والجماع""ة‬
‫ووصفهم بالع ُد ّو األول‬
‫* ومن آراء ل ــويس ماسـ ــينيونـ يف أهـ ــل الس ــنة واجلماعـ ــة‪ ،‬ومما يظهـ ــر يل حقيق ــة‬
‫شخصية ماسينيون العِدائيةـ ألهل السنة‪ ،‬مـا جـاء يف إحـدى حبوث نشـرها منـار يوسـف‬
‫يف مقـ ـ ــال لـ ـ ــه حيث يقـ ـ ــول‪( :‬المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون "‪Louis‬‬
‫‪ "Massignon‬مؤسس فكرة حوار األديان وأحد قادة المنظمات التبشيرية‬
‫المسيحية‪ ،‬والشيء الذي يلفت األنظار إليه هو ما قاله في كلمته الشهيرة التي‬
‫ألقاها بالنيابة عن الفاتيكان واتحاد الكنائس في أحد اجتماعات القمة للمبشرين‬
‫المس يحيين‪" :‬لق د خربن ا ك ل م ا ل دى المس لمين‪ ،‬لق د قض ينا على عقي دتهم‪،‬‬
‫وأخالقهم وارتب اطهم ب دينهم‪ ،‬ومش اعرهم اإلنس انية‪ ،‬لق د ص هرنا قيمهم الوطني ة‬
‫والمعنوي ة في بوتق ة الحض ارة الغربي ة‪ ،‬وجعلن اهم يش بهوننا‪ ،‬وأبع دناهم عن‬
‫االس الم‪ ،‬لق د نجحن ا في جع ل تعلّم االس الم وتعلّم الق رآن وإقام ة الص الة تب دوا‬
‫وكأنه ا ج رائم ورجعي ة‪ ،‬لق د أص بح معظمهم ال يؤمن ون بش يء‪ ،‬إن عقي دة أه ل‬
‫دونا األول‪ ،‬وق د جعلن ا ه ذه العقي دة ض من العقائ د‬
‫الس نة والجماع ة هي ع ُّ‬
‫المنحرف ة‪ ،‬وق د قمن ا في الس نوات األخ يرة ب دفع بعض دارس ي الش ريعة‬
‫المتظ اهرين باإلس الم إلى مناقش ة دينهم وعقائ دهم وعب اداتهم ال تي مض ى عليه ا‬
‫أربع ة عش ر قرن ا‪ ،‬ودفعن ا به ا إلى هاوي ة س حيقة‪ ،‬ومن اآلن فص اع ًدا سيص بح‬
‫واء‬
‫عملكم أنتم المبش رون أك ثر يس ًرا وس هولةً‪ ،‬قوم وا بتنص ير المس لمين‪ ،‬س ً‬
‫بمنحهم رواتب‪ ،‬أو بإعط ائهم تأش يرات س فر‪ ،‬أو بتوف ير ف رص عم ل لهم في‬
‫الخارج‪ ،‬أو حتى باستخدام الفحشاء")(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬موقع ملتقى املفكـرين والسياسـيني العـرب‪ ،‬مقـاالت منـار يوسـف بعنـوان‪( :‬املستشـرق"‬
‫ماســينيون " احملب لإلســالم) تــاريخ املقالــة‪ ,2012-09-15 /‬ـ ‪ /11:31‬رابــط التحميــل‪/‬‬
‫‪ -http://www.almolltaqa.com/ib/archive/index.php/t‬ت ــاريخ‬
‫الزيارة‪8/9/1435 :‬ه‪ ،‬وانظر رابط‪/‬‬
‫‪Bibliographiehttp://jm.saliege.com/Massignonbio.htm‬‬
‫‪(http://jm.saliege.com/Massignonbio.htm‬‬
‫دونا‬
‫قلت‪ :‬وحمل الشـ ـ ــاهد قولـ ـ ــه‪( :‬إن عقي دة أه ل الس نة والجماع ة هي ع ُّ‬
‫ُ‬
‫األول‪ ،‬وقد جعلنا هذه العقيدة ضمن العقائد المنحرفة)‬
‫وسيأيت الرد على دعاويه يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫المبحث الس‪88‬ادس‪ :‬آراء المستش‪88‬رق الفرنس‪88‬ي ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون في‬
‫كالم‪88‬ه عن ال ّرواي‪88‬ات الحديثي‪88‬ة‪ ،‬وكالم أه‪88‬ل العلم في ذل‪88‬ك‪ ،‬وتحت""ه‬
‫خمسة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظري ة آراء ماس ينيون في الرواي ات الحديثي ة عن التّص وف‬
‫ومصادرها‪.‬‬
‫المطلب الث""اني‪ :‬اعتق اد ماس ينيون ص حة م ا ينقله ا من رواي ات المجلس ي في‬
‫(البح ار) فيم ا يُق رأ من األدعي ة عن د زي ارة ق بر س لمان الفارس ي رض ي اهلل‬
‫عنه‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آراء لويس ماسينيون عن المرويات في مناقب سلمان الفارسي‬
‫رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫شيعي‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪َ :‬تَبنِّي ماسينيون روايات زرارة بن أعين الشيباني ال ّ‬
‫الصحيحة واتّهامها بالتّناقض‪.‬‬
‫السنة ّ‬
‫المطلب الخامس‪ :‬جهل ماسينيون بروايات ُّ‬
‫المطلب األول‪ :‬نظرية آراء ماسينيون في الروايات الحديثية عن التّص""وف‬
‫ومصادرها‬
‫* من املعل ـ ــوم أن الش ـ ــيعة أك ـ ــذب الن ـ ــاس وأك ـ ــثرهم فَِرق ـ ـاً يف وض ـ ــع األح ـ ــاديث‬
‫وص ــناعتها لص ــاحل عقي ــدهتم‪ ،‬إال أن الص ــوفيةـ أيضـ ـاً مل تكن أق ــل احنرافـ ـاً عن الش ــيعة يف‬
‫أم ــور أخ ــرى‪ ،‬وهي التّأوي ــل الب ــاطين‪ ،‬فك ــان منهج ماس ــينيونـ عن ــد كتابت ــه عن الص ــوفية‬
‫يعتم ــد على الرواي ــات الص ــوفية وم ــا س ــلكه ش ــيوخهم الق ــدماء من ت ــأويالتـ لآلي ــات‬
‫ـاولت بعض النمــاذج يف ذلـك أمــا من ناحيــة‬ ‫القرآنية واألحاديث النبوية وقد سبق أن تن ُ‬
‫األحاديث النبوية‪،‬ـ فكان نصيب الصوفية يف ذلك هو التأويل املفــرط واخلروج هبا عن‬
‫وادعى ماسينيونـ أن مصدر التصوف العلمي الشــرعي من الكتــاب‬ ‫مقاصدها الشرعية‪ّ ،‬‬
‫والسنة‪ ،‬واألمثلة على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫يقول ماسينيون‪:‬ـ ("أصول التصوف"‪ :‬والتفاسير الصوفية للقرآن واألح اديث‬
‫الص وفية عن حي اة محم د الباطن ة ال تي ال نعلم عنه ا إال القلي ل مت أخرة في ال زمن‬
‫بعض الشيء حتى ليشك فيها‪ ،‬على أن النزوع إلى التصوف‪ ،‬وما خال منه قطر‬
‫من األقط ار أو أم ة من األمم‪ ،‬لم يكن يع وز البالد العربي ة اإلس المية في الق رنين‬
‫األولين للهج رة‪ ،‬ف إذا اس تبعدنا األس اطير المت أخرة‪ ،‬فإن ا نج د الجاح ظ وابن‬
‫القصاص‪ ،‬قد حفظا لنا أسماء نيّف وأربعين زاهداً عاشوا حق اً‬ ‫الجوزي‪ ،‬وهما من ّ‬
‫في ذلك العهد‪ ،‬وكان في إبطانهم العبادات دالئل بيّنة على حياة التصوف‪ ،‬على‬
‫داء من الجماع ة‬
‫أن ه لم يع د من الج ائز أن يق ال إن محم داً أخ رج المتص وفة ابت ً‬
‫اإلسالمية)(‪.)1‬‬
‫وسيأيت الرد على هذه الدعاوى يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬
‫بعض آراء ل"""ويس ماس"""ينيون في الرواي"""ات عن مص"""طلحات ّ‬
‫الص"""وفية‬
‫ومصادرها‬
‫يقــول ماســينيونـ عن بعض املصــطلحات الــيت ي ـ ّدعي الصــوفيةـ بأهنا مســتنبطة من‬
‫الق ـ ــرآن واألح ـ ــاديث النبوي ـ ــة‪،‬ـ إذ يق ـ ــول ماس ـ ــينيون‪:‬ـ (والمتص وفة‪ -‬أمث ال الس راج‪،‬‬
‫والقشيري‪ ،‬والغزالي‪ ،‬يختلفون في ذكر المقامات واألحوال‪ ،‬ولكنهم مع ذلك‬
‫يك ادون يجمع ون على اس تعمال اص طالحات مش هورة بعينه ا مث ل‪ :‬التوب ة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬التصوف ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)29-28‬‬
‫والص بر‪ ،‬والتّوك ل‪ ،‬والرض ا‪ ،‬وإذا ص رفنا النظ ر عن خالف المتص وفة في الس فر‬
‫ّ‬
‫إلى اهلل فإنا نجدهم قد وجهوا همهم بنوع خاص إلى تحديد الغاية القصوى التي‬
‫هي تحقق النفس بمعرفة الحق عندما يقطع العبد كل عالئقها بالبدن‪........‬ومن‬
‫هنا لم يجد الصوفية ب ّداً من الرجوع إلى األلفاظ التي استعملها الفقهاء لعهدهم‪،‬‬
‫حوروه ا بعض الش يء دون أن‬
‫فاس تعاروا منه ا في ش تى الم واطن مص طلحات ّ‬
‫يحددوا لها معنى‪ ،‬ومن قبيل ذلك أن شقيقاً استعمل لفظ "التوكل" والمصري‬
‫وابن َك ّرام لفظ "المعرفة" والمصري والبسطامي لفظ "الفناء" وهو ضد "البقاء"‬
‫انظ ر س ورة ال رحمن‪ ،‬اآلي تين ‪ ،27-26‬والخ ّراز لف ظ "عين الجم ع" والترم ذي‬
‫لف ظ "الوالي ة" الخ‪ ،‬وق د انتهج التص وف اإلس المي في عه ده األول ه ذا‬
‫السبيل‪.)1()..‬‬
‫قلت‪ :‬ولكي تتّضـح الصـورة أكـثر فقـد قـام الـدكتور عبـد احلليم حممـود املعـروف‬
‫ُ‬
‫بنزعت ــه الص ــوفية‪ ،‬بع ــد إعجاب ــه بت ــأويالتـ ماس ــينيون الباطني ـةـ الص ــوفيةـ لآلي ــات القرآني ــة‬
‫واألح ــاديث النبوي ــة‪ ،‬حيث يُض ــيف تعليق ـاً على كالم ماس ــينيون فيق ــول ال ــدكتور عب ــد‬
‫احلليم‪...( :‬ونس تطيع نحن أن نض يف إلى ع رض ماس ينيون ه ذا م ا يلي‪ ،‬ت دليالً‬
‫على أن الص وفية المس لمين ق د اس تمدوا المع اني الرئيس ية من تأم ل اآلي ات‬
‫القرآنية‪:‬‬
‫فنالح ظ أوالً أن رجالً كالقش يري حينم ا يش رح مقام ات الص وفية‪ ،‬يب دأ‬
‫شرحه لكل مقام ببيان اآليات القرآنية التي يستند إليها هذا المقام الصوفي‪ ،‬وإن‬
‫لم يجد آية صريحة ذكر أحاديث!‪ ،‬فذكر آيات قرآنية لألبواب التالية‪:‬‬
‫التوب ة‪ -‬المجاه دة‪ -‬التق وى‪ -‬الخ وف‪ -‬الرج اء‪ -‬الح زن‪ -‬الج وع وت رك‬
‫الشهوة‪ -‬الخشوع والتواضع‪ -‬مخالفة النفس وذكر عيوبها‪ -‬الحسد‪ -‬الغيبة‪-‬‬
‫القناع ة‪ -‬التوك ل‪ -‬الش كر‪ -‬اليقين‪ -‬الص بر‪ -‬المراقب ة‪ -‬الرض ا‪ -‬العبودي ة‪-‬‬
‫اإلرادة‪ -‬االس تقامة‪ -‬اإلخالص‪ -‬الص دق‪ -‬الحي اء‪ -‬الحري ة‪ -‬ال ذكر‪ -‬الفت وة‪-‬‬
‫الفراس ة‪ -‬الخل ق‪ -‬الج ود أو الس خاء‪ -‬الغ يرة‪ -‬الوالي ة‪ -‬ال دعاء‪ -‬الفق ر‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬التصوف‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)37-36‬‬
‫األدب‪ -‬الس فر‪ -‬الص حبة‪ -‬التوحي د‪ -‬أح وال الص وفية عن د الخ روج من ال دنيا‬
‫الس ماع –‬
‫(الم وت) – المعرف ة باهلل – المحب ة – الش وق – طاع ة المش ايخ – ّ‬
‫الرؤيا‪ ،‬وهذه األبواب تشمل معظم مقامات!!)(‪ )1‬انتهى كالمه‪ ،‬وســيأيت الــرد على‬
‫هذه اآلراء يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪ - )( 1‬من موقع‪( :‬الصويف) وهو أحد أهم املواقع الصوفية لنشر الفكر الصويف إلكرتونياً‪،‬‬
‫الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪ www.alsufi.net/page/details/id/162 :‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ الزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‪:‬‬
‫‪20/6/1435‬ه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اعتقاد ماسينيون صحة ما ينقلها من رواي""ات المجلس""ي في‬
‫(البحار) فيما يُقرأ من األدعية عند زيارة قبر سلمان الفارسي رضي هللا عنه‬
‫من آراء لــويس ماســينيونـ يف الروايــات احلديثيــة نَ ْقلُــهُ دعــاءً من مرويــات اجمللســي‬
‫يف البحــار‪ ،‬وهــو ذكــر يُــذكر عنــد زيــارة قــرب ســلمان الفارســي رضــي اهلل عنــه حســب‬
‫نظريــة روايــات الشــيعة يف مصــادرهم عن زيارتــه‪ ،‬فيقــول ماســينيون‪:‬ـ (وس لمان الذي‬
‫ك ان أول فارس ي اعتن ق اإلس الم‪ ،‬يُ روى عن ه أن ه ع اد إلى الم دائن ليم وت فيه ا‪،‬‬
‫زوار الش يعة الق ادمين لل دعاء والت ُّبرك بمص يره‬
‫حيث ق بره المتواض ع ي ذكر ال ّ‬
‫مبش ر بالنزع ة الروحي ة في‬
‫الم زدوج‪ ،‬أع ني كون ه أول م ؤمن "فارس ي" وأول ّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬كأنه "الباب" حتى إن إخالصه في صحبة الرسول قد جعله خليق اً في‬
‫خص ك بص دق‬
‫اإلس الم الناش ئ ب أن ينادي ه زائ ر ق بره ق ائالً‪" :‬اس أل اهلل ال ذي ّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ث عهداً)‬
‫الدين‪...‬أن يُحييني حياتك ويُميتني مماتك إنك لم َت ْن َك ْ‬
‫وسيأيت الرد يف الفصل الرابع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – شخصـ ـ ــيات قلقـ ـ ــة يف اإلسـ ـ ــالم‪ ،‬ماسـ ـ ــينيون‪ ،‬ص (‪ ،)4‬ويقـ ـ ــول ماسـ ـ ــينيون يف ه ـ ــامش‬
‫الصفحة املذكورة عنـد توثيقـه الروايـة املذكورة يف أعلى املنت هي‪ :‬دعــوة الــزوار كمــا يرويهــا‬
‫اجمللســي يف حبار األنــوار‪ -21/299( :‬س‪ ،36‬س‪،)37‬ـ مالحظة‪ :‬هــذا التوثيــق ِوفــق املنهج‬
‫الفارسي‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬آراء ل""ويس ماس""ينيون عن المروي""ات في من""اقب س""لمان‬
‫الفارسي رضي هللا عنه‬
‫يقـ ــول ماسـ ــينيونـ نقالً مرويـ ــات مصـ ــادر الشـ ــيعة وبعض آثـ ــار وأحـ ــاديث ش ــيعيةـ‬
‫مل ّفقة يف منقبــة ســلمان الفارســي حيث يقــول ماســينيون‪( :‬والحق أننا لو عنينا بجمع‬
‫االقتباس ات األق دم عه داً‪ ،‬لش اهدنا أن ه ذه الكلم ة م أخوذة عن عب ارة مس هبة‬
‫تُل ّخص شمائل سلمان في أربعة فروع‪ ،‬وهي عبارة ال يمكن أن تكون قد قيلت‬
‫إال بعد موت سلمان‪ ،‬ووضعت على لسان أحد األئمة"علي" أو "باقر"‪ ،‬وها هي‬
‫ذي‪:‬‬
‫‪ -1‬سلمان (امرؤ منا وإلينا أهل البيت)‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن لكم بمث ل لقم ان الحكيم‪ ،‬وفي رواي ة ن ادرة يس تبدل به ا‪ :‬وك ان‬
‫بحراً ال ينزف وال يدرك ما عنده)‪.‬‬
‫ْم اآلخر‪ ،‬في بعض الروايات‪ :‬أدرك علم األولين‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْم األول والعل َ‬
‫‪َ -3‬عل َم الْعل َ‬
‫واآلخ رين‪ ،‬ويوج د ب دال منه ا أحيان اً‪ ،‬أدرك علم األول وعلم اآلخ ر‪ -‬أو وق رأ‬
‫الكتاب األول والكتاب اآلخر)‪.‬‬
‫‪ -4‬و(الجنة تشتاق إليه كل يوم خمس مرات)(‪ )1‬انتهى كالم ماسينيون‪.‬ـ‬
‫قلت‪ :‬وهي رواي ــات ش ــائعة يف كتب الش ــيعة وال يص ــح ش ــيء منه ــا‪ ،‬وق ــد نق ــل‬
‫ُ‬
‫ماسينيونـ أغلبها من كتاب (نفس الرحمن في فضائل سلمان)‪ ،‬للعامل الشيعيـ مريزا‬
‫(‪) 2‬‬
‫حسني النوري الطربسي‬
‫وسيأيت الرد عليها يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)17‬‬
‫‪2‬‬
‫() – شخص ــيات قلق ــة يف اإلس ــالم‪ ،‬ماس ــينيون‪ ،‬ص (‪ )17‬وق ــد نق ــل ماس ــينيون بعض تل ــك‬
‫الرواي ـ ــات املذكورة أعاله ـ ــا من كت ـ ــاب (نفس ال ـ ــرمحن يف فض ـ ــائل س ـ ــلمان)‪ ،‬ملريزا حس ـ ــني‬
‫النوري الطربسي‪ ،‬انظر‪ :‬ص ) ‪.)36‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تَبَنِّي ماسينيون روايات زرارة بن أعين الشيباني ال ّشيعي‬
‫ومن آراء ل ــويس ماس ــينيون يف الرواي ــات احلديثي ــة تبنّي ـهـ كاف ــة رواي ــات زرارة بن‬
‫أعني وهو أحد أكرب رواة الشيعة املتقـ ّدمني‪ ،‬والشـاهد يف ذلـك‪ ،‬اســتدالله بروايــة زرارة‬
‫يف قصــة وفــاة فاطمــة رضــي اهلل عنهــا وكيفيــة دفنهــا‪ ،‬حيث يــزعم أن ســلمان الفارســي‬
‫رضــي اهلل عنــه هــو الــذي أعــان عليـاًّ يف دفن فاطمــة وهــو حمل اعتقــاد الشــيعة فيقــول عن‬
‫المحتجين‪....‬الذين دفنوا مع علي‬
‫المخلصين ُ‬
‫سلمان يف تلك القصة‪ :‬و(كان أحد ُ‬
‫فاطمة ليالً‪ ،‬رواه زرارة المتوفي سنة ‪148‬ه)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬يقص ـ ــد ماس ـ ــينيون بقول ـ ــه‪( :‬ك ان أح د المخلص ين المحتجين) أي أن‬
‫ُ‬
‫ســلمان الفارســي كــان أحــد احملتجني يف وجــه الصــحابة للتعبــري عن أحقيّــة علي بن أيب‬
‫طالب رضي اهلل عنه باخلالفة‪.‬‬
‫* وي ــرى ماس ــينيونـ إمكاني ـةـ قب ــول رواي ــات زرارة باعتب ــاره أن ــه ك ــان من الش ــيعة‬
‫املعتدلني حيث يقول‪...( :‬الشيعة المعتدلين زرارة المتوفى سنة ‪148‬ه‪.)2()..‬‬
‫وسيأيت الرد على دعاويه يف هذه الروايات يف الفصل الرابع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصــيات قلقــة يف اإلســالم‪ ،‬عبــد الــرمحن بــدوي ‪ ،‬البــاب‪ :‬ســلمان الفارســي البواكــري‬
‫الروحية لإلسالم يف إيران‪ ،‬حبث لويس ماسـينيون‪ ،‬قـام برتمجتــه الـدكتور عبــد الــرمحن بـدوي‪،‬‬
‫ص (‪ ،)36‬ط‪1964 :2‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)18-17‬‬ ‫‪2‬‬
‫الص""حيحة واتّهامه""ا‬
‫الس "نة ّ‬
‫المطلب الخ""امس‪ :‬جه""ل ماس""ينيون برواي""ات ُّ‬
‫بالتّناقض‬
‫* ومن آراء لـ ـ ــويس ماسـ ـ ــينيون يف الروايـ ـ ــات احلديثيـ ـ ــة اهّت امـ ـ ــه لروايـ ـ ــات الس ـ ــنة‬
‫الص ــحيحة بالتن ــاقض‪ ،‬مقاب ــل إعجاب ــه برواي ــات الش ــيعة‪،‬ـ ومن تلكم اآلراء املاس ــينيونيةـ‬
‫قولــه‪( :‬لقد بدأ التأويل عند الشيعة وعلم التفسير إنما ُولد في العراق والكوفة‬
‫خاصة‪ ،‬فبعد التفسير المنسوب إلى ابن عبّاس والذي لم يبق لنا منه شيء موثوق‬
‫(‪) 1‬‬
‫السنِّية متناقضة)‬
‫بصحته‪...‬والروايات ُّ‬
‫وسيأيت الرد على مزاعم هذه الروايات يف الفصل الرابع‪.‬‬

‫() – شخصــيات قلقــة يف اإلســالم‪ ،‬انظــر‪ :‬املنت واهلامش ص (‪ ،)32‬وينقــل ماســينيون أيضـاً‬
‫‪1‬‬

‫هـ ــذه األفكـ ــار املعاديـ ــة لروايـ ــات السـ ــنة الصـ ــحيحة الثابتـ ــة من أسـ ــتاذه املستشـ ــرق اليهـ ــودي‬
‫املشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهور‪ Gold ziher( :‬يف كتابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ :‬اجتاهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات تفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرآن ص (‪،)78‬‬
‫‪ )…Richtungen der Islam‬انظر نفس املرجع‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي ل‪88‬ويس ماس‪88‬ينيون‬
‫‪ LOUIS MASSIGNON‬والرد عليها‬
‫ويتك ّون من ستة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نق د وتفني د آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في‬
‫الصحابة والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في مسائل‬
‫الوالية والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في مسائل‬
‫والرد عليها‪.‬‬
‫أهل البيت ّ‬
‫المبحث الراب""ع‪ :‬نق د وتفني د آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في‬
‫التّصوف والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الخ""امس‪ :‬نق د وتفني د آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في‬
‫كالمه على أهل السنة والجماعة والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الس""ادس‪ :‬نق د وتفني د آراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في‬
‫والرد عليها‪.‬‬
‫الروايات الحديثية‪ّ ،‬‬
‫كالمه عن ّ‬
‫المبحث األول‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماس‪88‬ينيون‬
‫في الصحابة والرد عليها‬
‫وتحته ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نق د آراء ل ويس ماس ينيون في تفض يل علي بن أبي ط الب على‬
‫الصحابة‪ ،‬وتفنيد دعاويه واستهزائه على خالد بن الوليد رضي اهلل عنه في‬
‫دعوته ألهل اليمن‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقد آراء لويس ماسينيون في غلوه في الصحابي سلمان الفارسي‬
‫رضي اهلل عنه وتفنيدها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في تهمته للصحابة رضوان اهلل عليهم‬
‫بانحيازهم مع معاوية بن أبي سفيان ض ّد علي‪.‬‬
‫توطئة الفصل الرابع‬
‫يف هــذا الفصــل ســأحاول نقــد وتفنيــد آراء لــويس ماســينيون الــيت قلّــدها من مصــادر‬
‫الشـيعة يف عقائـدهم الـيت تـرمي إىل حماربـة العقيـدة اإلسـالمية بأدلـة واهيـة الـيت ال تسـتند إىل‬
‫واجب شـرعي‪ ،‬قـال تعـاىل ﭽ" ﮰ" ﮱ‬ ‫ٌ‬ ‫نصـوص صـحيحة‪ ،‬والتّصـ ّدي هلذه األفكـار اهلدامـة‬
‫ٌ‬
‫ﯓ" ﯔ" ﯕ" ﯖ" ﯗ" ﯘ ﭼ ســورة البقــرة‪ :‬اآليــة ( ‪ ،)251‬والــدعوة هي ال ّسـبيل الوحيــد يف‬
‫إص ــالح الن ــاس وال خيفى ِمن أن ه ــذه األم ــة هي خ ــري أم ــة أ ْـ‬
‫ُخـ ِرجت للن ــاس‪ِ ،‬‬
‫فمن مُمَيِّزاهتا‬
‫أمرهم باملعروف وَن ْهيِ ِهم عن املنكر‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫ُ‬
‫ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼ سورة آل عمران‪ :‬اآلية (‪110‬‬
‫)‪ ،‬وتفنيد آراء ماسينيون سيكون على النحو التايل‪:‬‬
‫روجها عن الصحابة كذباً وزوراً‪.‬‬ ‫* نقد وتفنيد آرائه اليت ّ‬
‫روجهــا يف مســائل الواليــة واإلمامــة والــرد على مزاعمــه‬ ‫* نقــد وتفنيــد آرائــه الــيت ّ‬
‫أحقية علي باخلالفة ودفاع سلمان الفارسي رضي اهلل عنه عن علي يف ذلك‪.‬‬
‫روجه ــا يف مس ــائل أه ــل ال ــبيتـ وال ــرد على مزاعم ــه أ ّن‬ ‫* نق ــد وتفني ــد آرائ ــه ال ــيت ّ‬
‫أه ــل ال ــبيتـ مخس ــة فق ــط دون غ ــريهم‪ ،‬وهم الن ــيب ‪ ،‬وعلي وزوجت ــه وابن ــاه احلس ــن‬
‫واحلسني‪.‬‬
‫روجها يف الدفاع عن التصوف واملتصوفة‪.‬ـ‬ ‫* نقد وتفنيد آرائه اليت ّ‬
‫روجه ــا يف الني ــل من أه ــل الس ــنة وال ــرد على أكاذيب ــه‬ ‫* نق ــد وتفني ــد آرائ ــه ال ــيت ّ‬
‫فيهم‪.‬‬
‫روجهــا يف الــدفاع عن روايــات أهــل األهــواءـ والبــدع‪،‬‬ ‫* نقــد وتفنيــد آرائــه الــيت ّ‬
‫والرد على مزاعمه اليت هتدف إىل القول بأن روايات أهل السنة متناقضة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نق""د آراء ل""ويس ماس""ينيون في تفض""يل علي بن أبي ط""الب‬
‫على الصحابة‪ ،‬وتفنيد دعاويه واستهزائه من خال"د بن الولي"د رض"ي هللا عن""ه في‬
‫دعوته ألهل اليمن‬
‫أمـ ــا آراء لـ ــويس ماسـ ــينيونـ يف تفضـ ــيل علي بن أيب طـ ــالب على سـ ــائر الص ــحابة‬
‫رضوانـ اهلل عليهم‪ ،‬وتفنيد ّادعائه فشـل خالـد بن الوليد رضـي اهلل عنـه يف دعوتـه ألهـل‬
‫اليمن‪ ،‬فــإن ســبب مت ُّسـك الشــيعةـ بربــط قبيلــة مهدان بالشــيعة‪ ،‬يرجــع إىل قصــة إســالمهم‬
‫يف اليمن‪ ،‬وذلـك أن النـيب ‪ ‬كـان قـد بعث خالـداً إىل اليمن لـدعوهتم‪ ،‬فمكث خالـد‬
‫س ــتة أش ــهر ي ــدعوهم إىل اإلس ــالم فلم جيب منهم أحـ ـ ٌد‪ ،‬مث بعث عليـ ـاً إليهم‪ ،‬فأس ــلموا‬
‫مجيع ـاً بي ــده رض ــي اهلل عن ــه يف ي ــوم واح ــد مث اتّبعتهم بقي ــة قبائ ــل اليمن‪ ،‬وه ــذا ه ــو حمل‬
‫مت ّسـك ماســينيون هبذه القصــة الــيت هتدف إىل تفضــيل علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه‬
‫أوردت القصـ ــة كاملـ ـةً ال ــيت‬
‫ُ‬ ‫على سـ ــائر الص ــحابة رضـ ــوان اهلل عليهم من خالهلا‪ ،‬وق ــد‬
‫ســاقها ماســينيون وأيّــدها يف الفصــل الثــالثـ من املبحث األول‪ ،‬ولتفنيــد تلــك اآلراء مــا‬
‫يلي‪:‬‬
‫* إن الروايـة الــواردة لتلــك القصـة والــيت أخرجهـا البخــاري يف صـحيحه رمحه اهلل‬
‫ختتل ــف متام ـاً عن ال ــيت وردت يف مص ــادر الش ــيعة ال ــيت اعتم ــد عليه ــا ماس ــينيون وجعله ــا‬
‫ُح َّجةً لتفضــيلـ علي على الصــحابة وعلى خالــد بن الوليد خصوص ـاً‪ ،‬فقــد بـ ّـوب اإلمــام‬
‫البخ ــاري رمحه اهلل تع ــاىل بابـ ـاً فق ــال‪( :‬ب اب بعث علي بن أبي ط الب علي ه الس الم‪،‬‬
‫وخالد بن الوليد رضي اهلل عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع)(‪.)1‬‬
‫وأخرجهــا اإلمــام الــبيهقي يف الســنن الكــربى رمحه اهلل حنوه‪ ،‬بـ ّـوب فيهــا يف قولــه‪:‬‬
‫(باب سجود الشكر)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – اجلامع املســند الصــحيح املختصــر من أم ــور رس ــول اهلل ‪ ‬وســننه وأيامــه = ص ــحيح‬
‫البخـاري‪ ،‬حممـد بن إمساعيل أبـو عبداهلل البخـاري اجلعفي‪ ،)5/163( ،‬بتحقيـق‪ :‬حممـد زهـري‬
‫بن ناصر الناصر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪1/1422‬ه‪.‬‬
‫() ‪ -‬السنن الكربى‪ ،‬أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلُ ْسَر ْو ِجردي اخلراساين‪ ،‬أبو بكر‬ ‫‪2‬‬

‫الــبيهقي (ت‪458 :‬ه ــ)‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬حممــد عبــد القــادر عطــا‪ ،)2/516 ( ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت – لبنات‪ ،‬ط‪ 3/1424‬هـ ‪ 2003 -‬م‪.‬‬
‫ومن املالح ــظ وج ــود إض ــافات يف تل ــك القصــة ال ــيت مل ت ــرد يف مص ــادرنا‪ ،‬وكــان‬
‫القصــد منهــا النيــل من الصــحايب اجلليــل خالــد بن الوليد رضــي اهلل عنــه‪ ،‬والــذي اعتــربوهـ‬
‫فاش ـ ـ ـالً يف دعـ ـ ــوة أهـ ـ ــل اليمن وخاصـ ـ ــة قبيلـ ـ ــة مهدان‪ ،‬وهي قصـ ـ ــة يتـ ـ ــداوهلا الش ـ ــيعة يف‬
‫مصادرهم وقد قابلها ماسينيون بالرتويج لزعمه صحة ما ورد يف كتب الشــيعة حياهلا‪،‬‬
‫ومن املعلــوم أن الشــيعة اختذوا عليـاً بشــكل خــاص إىل حـ ّد توصــيله ُرتبــة النبــوة‪ ،‬والعيــاذ‬
‫أثبت ذلك يف الفصول الفائتة‪.‬ـ‬ ‫باهلل‪ ،‬وقد ُّ‬
‫ومن هذه اإلضافات‪:‬‬
‫* إيرادهم جمموعة من األبيات املنسوبة إىل علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه أنــه‬
‫قاهلا حني أســلمت قبيلــة مهدان‪ ،‬وخاصــة إن أغلب هــذه األشــعار منســوبة إليــه بأنــه قاهلا‬
‫يــوم صــفني يصــف مســاندة مهدان لــه‪ ،‬ومن أشــهر العبــاراتـ يف تلــك األبيــات‪ ،‬أنــه قــال‬
‫لقلت لهم دان ادخل وا بس الم)‪،‬‬
‫كنت بواب اً على ب اب جن ة ُ‬
‫لقبيل ــة مهدان‪...( :‬فل و ُ‬
‫وهــذه العبــارةـ هي الوحيــدة املشــهورة عنــه رضــي اهلل عنــه أنــه قاهلا يف وجــه مهدان بعــد‬
‫مناص ــرهتم له وهي حمل اتّف ــاقـ نس ــبياً‪ ،‬وي ــرى ش ــيخ اإلس ــالمـ ابن تيمية رمحه اهلل ص ــحة‬
‫هذا البيتـ دون سواه(‪ ،)1‬أما الزيادات األخرى فليس هلا أصل يُذكر‪.‬‬
‫وإليك نص القصة يف صحيح البخاري رمحه اهلل تعاىل كامالً‪:‬‬
‫(ح دثني أحم د بن عثم ان‪ ،‬ح دثنا ش ريح بن مس لمة‪ ،‬ح دثنا إب راهيم بن‬
‫يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬سمعت البراء‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬بعثنا رسول اهلل ‪ ‬مع خالد بن الوليد إلى اليمن‪ ،‬قال‪ :‬ثم بعث‬
‫عليً ا بع د ذل ك مكان ه فق ال‪" :‬م ر أص حاب خال د‪ ،‬من ش اء منهم أن يعقب مع ك‬
‫فكنت فيمن عقب مع ه‪ ،‬ق ال‪ :‬فغنمت أواق ذوات‬
‫ُ‬ ‫فليعقب‪ ،‬ومن ش اء فليقب ل"‬
‫عدد)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظــر‪ :‬الفتــاوى الكــربى البن تيميــة‪( ،‬ت‪:‬ـ ‪728‬ه ــ) (‪ ،)4/436‬الناشــر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ط‪1/1408‬هـ ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬أخرج ـ ـ ــه البخ ـ ـ ــاري يف ص ـ ـ ــحيحه (‪ )5/163/4349‬ب ـ ـ ــاب‪( :‬ب ـ ـ ــاب بعث علي بن أيب‬
‫طـ ــالب رضـ ــي اهلل عنـ ــه‪ ،‬وخالـ ــد بن الوليـ ــد رضـ ــي اهلل عنـ ــه‪ ،‬إىل اليمن قبـ ــل حجـ ــة ال ــوداع)‪،‬‬
‫وعند البيهقيـ يف السنن الكــربى رمحه اهلل تعــاىل‪( :‬أخبرنا أبو عبد اهلل الحافظ‪،‬‬
‫ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبأ أبو عبد اهلل أحمد بن علي‬
‫الجوزجاني ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر‪ ،‬ح وأخبرنا أبو عمرو األديب‪ ،‬أنبأ أبو‬
‫بك ر اإلس ماعيلي‪ ،‬أخ برني عب د اهلل بن زي دان‪ ،‬ومحم د بن إب راهيم بن محم د بن‬
‫خالد أبو جعفر القماط الكوفيان قاال‪ :‬ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر قال‪ :‬سمعت‬
‫إب راهيم بن يوس ف بن أبي إس حاق‪ ،‬عن أبي ه‪ ،‬عن أبي إس حاق‪ ،‬عن ال براء ق ال‪:‬‬
‫بعث النبي ‪ ‬خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى اإلسالم فلم يجيبوه‪،‬‬
‫ثم إن النبي ‪ ‬بعث علي بن أبي طالب وأمره أن يقفل خالد ومن كان معه إال‬
‫رجل ممن كان مع خالد أحب أن يعقب مع علي رضي اهلل عنه فليعقب معه قال‬
‫ال براء فكنت ممن عقب مع ه‪ ،‬فلم ا دنون ا من الق وم خرج وا إلين ا فص لى بن ا علي‬
‫رضي اهلل عنه وصفنا صفا واحدا‪ ،‬ثم تقدم بين أيدينا‪ ،‬فقرأ عليهم كتاب رسول‬
‫اهلل ‪ ‬فأس لمت هم دان جميع ا‪ ،‬فكتب علي رض ي اهلل عن ه إلى رس ول اهلل ‪‬‬
‫اب خ ّر س اج ًدا ثم رف ع رأس ه فق ال‪" :‬‬
‫بإس المهم‪ ،‬فلم ا ق رأ رس ول اهلل ‪ ‬الكت َ‬
‫السالم على همدان السالم على همدان)(‪.)1‬‬
‫وق ــد انتق ــد ال ّسـ ـلف الص ــاحل األبي ــات املض ــافة املكذوبـ ـةـ على علي بن أيب ط ــالب‬
‫رضـ ــي اهلل عنـ ــه ومن هـ ــذه االنتقـ ــادات‪ ،‬مـ ــا ذهب إليـ ــه األلوس ـ ـيـ رمحه اهلل يف تفسـ ــريه‬
‫املعروف بتفسري (روح المعاني)‪ ،‬حيث يقــول فيـه عن تلـك األبيــات واألشـعار‪( :‬ومن‬
‫كرم اهلل تعالى وجهه وكان مجودا حتى قيل‪ :‬إنه أشعر الخلفاء رضي‬
‫شعر علي ّ‬
‫اهلل تعالى عنهم يذكر همدان ونصرهم إياه في صفين‪:‬‬

‫والبيهقي يف السنن (‪.)2/516/3932‬‬


‫()‪ -‬السنن الكربى‪ ،‬أمحد بن احلسني بن علي بن موســى اخلُ ْسـَر ْو ِجردي اخلراســاين‪ ،‬أبــو بكــر‬ ‫‪1‬‬

‫الــبيهقي‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬حممــد عبــد القــادر عطــا‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتب العلميــة‪ ،‬بــريوت – لبنــات‪( ،‬‬
‫‪( ،)2/516/3932‬ط‪:3‬ـ ‪1424‬ه)‪ ،‬ويقــول احملقــق أخــرج البخــاري صــدر هــذا احلديث‪،‬‬
‫عن أمحد بن عثمـ ــان‪ ،‬عن شـ ــريح بن مسـ ــلمة‪ ،‬عن إبـ ــراهيم بن يوسـ ــف‪ ،‬فلم يسـ ــقه بتمام ــه‪،‬‬
‫وسجود الشكر يف متام احلديث صحيح على شرطه‪( ،‬نفس املرجع عقب نص املنت)‪.‬‬
‫رأيت الخيل تزحم بالقنا ‪........‬نواصيها حمر النحور دوامي‪.‬‬
‫ولما ُ‬
‫وأعرض نقع في السماء كأنه‪..........‬عجاجة دجن ملبس بقتام‪.‬‬
‫ونادى ابن هند في الكالع‪...........‬وحمير وكندة في لخم وحي جذام‪.‬‬
‫ت همدان الذين هم هم‪.. ......‬إذا ناب دهر جنتي وسهامي‪.‬‬
‫َتيَ َّم َم ْ‬
‫فجاوبني من خيل همدان عصبة‪.......‬فوارس من همدان غير لئام‪.‬‬
‫فخاضوا لظاها واستطاروا شرارها‪......‬وكانوا لدى الهيجا كشرب مدام‪.‬‬
‫كنت بوابًا على باب جنة‪..........‬لقلت لهمدان ادخلوا بسالم‪.‬‬
‫فلو ُ‬
‫وقد جمعوا ما نُسب إليه رضي اهلل تعالى عنه من الشعر في ديوان كبير وال‬
‫قلت إن األبي ــاتـ ال ــيت أورده ــا األلوس ـيـ رمحه اهلل مل أج ــد‬
‫ُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫يص ح من ه إال اليس ير!!)‬
‫نظريهــا يف مصــدر آخــر‪ ،‬إال أن مــا يُهمــين هــو حمل الشــاهد حيث ســاق األبيــاتـ إىل أن‬
‫استشــهد بــالقول املشــهور عن علي بن أيب طــالب وهــو قولــه‪..( :‬فلو كنت بوابًا على‬
‫باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسالم‪،)..‬‬
‫وهي إش ــارة واض ــحة إىل ال ــبيتـ والش ــعر الوحي ــد ال ــذي أثبتـ ابن تيمي ــة ص ــحته‬
‫دون غريه‪.‬‬
‫وحمل ال ّش ـاهد يف نق ــد األلوس ـيـ ملا س ــوى ال ــبيتـ املش ــهور عن علي ص ــحةً قول ــه‪:‬‬
‫(وق د جمع وا م ا نُس ب إلي ه رض ي اهلل تع الى عن ه من الش عر في دي وان كب ير وال‬
‫يص ح من ه إال اليس ير)‪ ،‬مث إن األبيــات ال ــيت ســاقها األلوس ــي يف تفســريه وال ــيت ذكره ــا‬
‫آنف ـاً ُمتباين ـةـ متامـ ـاً ب ــاليت وردت يف مص ــادر الش ــيعةـ ال ــيت اعتم ــد عليه ــا ماس ــينيون‪ ،‬وق ــد‬
‫ذكرهُت ا يف الفص ــل الث ــالث كامل ــة‪ ،‬مما يُ ْشـ ـتَبه أهنا من وض ــع الش ــيعة‪ ،‬ح ــىت إن ص ــاحب‬
‫(إعراب القرآن وبيانه) قد أورد القصـةـ يف كتابـه‪ ،‬وهي أيضـاً متباينــة عن الــيت ذُك ْ‬
‫ـرت‬
‫يف مصادر الشيعة مما يزيد يف األبيات شكوكاً(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬روح املعــاين يف تفســري القــرآن العظيم والســبع املثــاين‪ ،‬شــهاب الــدين حممــود بن عبــد اهلل‬
‫احلسيين األلوسـي‪ ،‬احملقـق‪ :‬علي عبـد البـاري عطيـة‪ ،‬الناشـر‪ :‬دار الكتب العلميـة – بـريوت‪( ،‬‬
‫‪( ،)10/145‬ط‪1415 :1‬ه)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬انظـ ـ ــر‪ :‬إعـ ـ ــراب القـ ـ ــرآن وبيانـ ـ ــه‪ ،‬حميي الـ ـ ــدين بن أمحد مصـ ـ ــطفى درويش‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار‬
‫اإلرشـاد للشـئون اجلامعيـة ‪ -‬محص ‪ -‬سـورية‪( ،‬دار اليمامـة ‪ -‬دمشـق ‪ -‬بـريوت)‪ ( ،‬دار ابن‬
‫وإلثب ــات ص ــحة م ــا ذهب إلي ــه ش ــيخ اإلس ــالم يف الق ــول بص ــحة ال ــبيت املذكور‪،‬‬
‫يـ ــورد ابن عسـ ــاكر رمحه اهلل دليالً قوي ـ ـاً لتوضـ ــيح صـ ــحة الشـ ــعر املذكور حيث يـ ــذكر‬
‫ُمبـارزات علي بن أيب طـالب رضـي اهلل عنـه مـع مناوئيـه يـوم صـفني‪ ،‬ووقـوف مهدان يف‬
‫مســاندته‪ ،‬وبعــد جناح علي يف املبــازرة‪ ،‬اجتمــع لــه مهدان فقــالوا لــه‪( :‬يا أمير المؤمنين‬
‫كنت بوابًا على باب جنة *‬ ‫لقد تخوفنا عليك من الرجل فأنشأ علي يقول * ولو ُ‬
‫لقلت لهمدان ادخلي بسالم * قال عمرو ولم يذكر أبي غير هذا البيت!!‪ ،‬وزاد‬
‫في ه غ يره * دع وت فج اءني من الق وم عص بة * ل دا الب أس من هم دان غ ير لئ ام‬
‫فوارس من همدان ليسو بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام‪ ،)1()..........‬مث‬
‫ت على قــول علي‬ ‫ســرد هــذه الزيــادة‪ ،‬وهي عبــارة عن سلســلة طويلــة من األبيــات‪ ،‬زيـ َـد ْ‬
‫كنت بواباً على باب جنة‬ ‫بن أيب طالب رضي اهلل الذي قاله خمتصراً وهو قوله‪( :‬ولو ُ‬
‫الزائــدة على قــول‬‫لقلت لهمدان ادخلي بسالم)‪ ،‬ومما يُثبت عــدم صــحة هــذه األبيــاتـ ّ‬
‫علي‪ ،‬قــول عمــرو‪( :‬ولم يذكر أبي غير هذا البيت)‪ ،‬واعتقــد أن هــذه الزيــادات على‬
‫ومن يف حكمهم‪ِ ،‬ـ‬
‫فعمـدوا إىل نســبة‬ ‫قــول علي املختصــر هي الــيت التبس ـتـ على الشــيعة َ‬
‫هـذه الزيـادات كلهــا إىل علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنـه‪ ،‬وهبذا يتّضـح يل أن مـا قيـل‬
‫غــري هــذا املقطــع فهــو من زيــادات الــرواة الــيت تل ّقاهــا ماســينيون بــالقبول‪ ،‬وال َت ْعــدوا أن‬
‫تكون هذه الزيادات من إضافات رواة الشيعة‪.‬‬

‫كثري ‪ -‬دمشق ‪ -‬بريوت)‪،‬ـ (‪( ،)7/155‬ط‪1415 :4‬ه) باب‪( :‬الفوائد)‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫()‪ -‬تـ ــاريخ دمشـ ــق البن عسـ ــاكر‪ ،)45/487 ( ،‬بـ ــاب‪ :‬عمـ ــرو بن حفص بن يزيـ ــد أبـ ــو حممـ ــد‬
‫الثقفي‪.‬‬
‫بعض أوجه الرد على م""زاعم ماس""ينيون والش""يعة في ا ّدع""ائهم تش"يّع قبيل"ة‬
‫همدان بفعل دعوة علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪:‬‬
‫‪ -1‬إن ما يُثبت عـدم صـحة ّادعـاءات الشـيعة وماســينيونـ تشـيّع قبيلـة مهدان فقـد‬
‫ورد م ــا يُن ــاقض ذل ــك‪ ،‬يق ــول ش ــيخ اإلس ــالم ابن تيمية رمحه اهلل تع ــاىل‪( :‬وك ل ش يعة‬
‫قد َم ه على أبي بك ر وعمر‪ ،‬ال‬ ‫علي(‪ )1‬ال ذين ص حبوه ال يع رف عن ٍ‬
‫أحد منهم أن ه َّ‬ ‫ُ‬
‫في فق ه وال علم وال غيرهم ا‪ ،‬ب ل ك ل ش يعته ال ذين ق اتلوا مع ه ع دوه ك انوا م ع‬
‫ادعت في ه اإللهية‪،‬‬
‫س ائر المس لمين يُقدِّمون أبا بك ر‪ ،‬إال طائف ة غلت في ه ك التي ّ‬
‫تسب أبا بكر‪ ،‬وكان رأسهم عبد اهلل‬
‫حرقهم علي بالنّ ار‪ ،‬وطائفة كانت ّ‬
‫وهؤالء ّ‬
‫بن س بأ‪ ،‬فلم ا بل غ عليً ا ذل ك طلب قتل ه فه رب‪ ،‬وطائف ة ك انت تُ ِّ‬
‫فض له على أبي‬
‫بك ر وعم ر‪ ،‬ق ال‪ :‬ال يبلغ ني عن أح د منكم أن ه َّ‬
‫فض لني على أبي بك ر وعم ر إال‬
‫وجه ا وأك ثر أن ه ق ال‬
‫جلدت ه ح د المف تري‪ ،‬وق د روي عن علي من نح و ثم انين ً‬
‫على منبر الكوفة‪ :‬خير هذه األمة بعد نبيِّها أبو بكر وعمر‪ ،‬وقد ثبت في صحيح‬
‫البخاري وغيره‪ ،‬من رواية رجال همدان خاصة التي يقول فيها علي‪:‬‬
‫كنت بوابًا على باب جنة ‪ ...‬لقلت لهمدان ادخلي بسالم‬
‫ولو ُ‬
‫من رواي ة س فيان الث وري‪ ،‬عن من ذر الث وري وكالهم ا من هم دان‪ ،‬رواه‬
‫البخاري عن محمد بن كثير‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سفيان الثوري ثنا جامع بن شداد ثنا أبو‬
‫يعلى منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال قلت ألبي‪ :‬يا أبت َمن خير الناس‬
‫قلت‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬ال‪ ،‬فقال‪ :‬أبو بكر‪ُ ،‬‬
‫بعد رسول اهلل ‪ ،‬فقال‪ :‬يا بُني أوما تعرف؟ ُ‬
‫‪1‬‬
‫قربيــه‪ ،‬فقــد جــاء يف مجهــرةـ اللغــة‪،‬‬‫وم َّ‬
‫() – يقصــد شــيخ اإلســالم بــذلك أي أصــحابه وأعوانــه ُ‬
‫عت الرج ـ َـل على اأْل َم ــر تش ــييعاً‪ ،‬إِذا أعنت ــه َعلَْي ـ ِـه‪َ ،‬وفُاَل ن من ِشـ ـيعة فاَل ن‪ ،‬أَي مِم َّن‬
‫يق ــال‪( :‬ش ــيّ ُ‬
‫يـرى َرأْيه) انظـر‪( :‬مجهـرة اللغـة‪ ،‬أليب بكـر حممـد بن احلسـن بن دريـد األزدي"ت‪:‬ـ ‪321‬هــ"‪،‬‬
‫‪ ،2/872‬باب‪ :‬شعي)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهل كان علي على رأي غري رأي الصحابة يف العقيـدة الصــحيحة كال وحاشــا‪ ،‬فلــو كــان‬
‫ُ‬
‫على رأي مغاير آلراء الصحابة كما يـ ّدعي الشـيعة ملا اعتقـد مـا اتّفـق عليـه أهـل السـنة إمجاعـاً‬
‫بتفضيل أيب بكر الصديق أوالً مث عمر بن اخلطاب ثانياً وعثمان وعلي‪ ،‬وتعذيب َمن اعــرتض‬
‫حرقهم وكان إمامهم عبد اهلل بن سبأ يف ذلــك‬ ‫على إمجاع األمة يف ذلك وهم الغالة حيث ّ‬
‫وأتباع هؤالء الغالة هم الذين ش ّكلوا شيعة العصر‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫ثم َمن؟ قال‪ :‬ثم عمر‪ ،‬وهذا يقوله البنه الذي ال يتقيه ولخاصته‪ ،‬ويتق ّدم بعقوبة‬
‫من يُفضِّله عليهما!‪ ،‬والمتواضع ال يجوز له أن يتق ّدم بعقوبة كل من قال الح ّق‪،‬‬
‫سميه ُمفتريًا ورأس الفضائل العلم‪ ،‬وكل من كان أفضل من غيره‬
‫وال يجوز أن يُ ِّ‬
‫والصحابة وغيرهم فإنه أعلم منه)(‪ ،)1‬انتهىـ كالمه‪.‬‬
‫من األنبياء ّ‬
‫قلت‪ :‬وحمل ال ّشـ ـ ـاهد قول ـ ــه‪..( :‬وق د ثبت في ص حيح البخ اري وغ يره‪ ،‬من‬
‫ُ‬
‫رواي ة رج ال هم دان خاص ة ال تي يق ول فيه ا علي‪ ،)..‬فهـ ــؤالء هم مهدان الـ ــذين‬
‫يكذب الشيعة عليهم أهنم كانوا على عقيدة شيعية على هنج علي بن أيب طالب رضـي‬
‫ـذب ص ــريح‪ ،‬ف ــأين حمل تش ــيّع مهدان؟ فال‬
‫ـك أن ــه ك ـ ٌ‬
‫اهلل عن ــه والعي ــاذ باهلل‪ ،‬وه ــذا ال ش ـ ّ‬
‫دليل يدل على تشيّع علي بن أيب طالب وال تشيّع أتباعه أو أصحابه من مهدان‪.‬‬
‫‪ -2‬ومما يكش ــف ك ــذب الش ــيعة فق ــد ثبت ق ــول الن ــيب ‪ ‬هلم ــدان يف م ــدحهم‬
‫عنــدما دخلــوا اإلســالم حيث قــال‪..( :‬السالم على همدان السالم على همدان)(‪،)2‬‬
‫فه ــل ميدح الن ــيب ‪ ‬مهدان وهم ش ــيعة كم ــا يـ ـ ّدعي الش ــيعة وماس ــينيونـ كال وحاش ــا‬
‫تعاىل اهلل عما يقولونـ علواً كبرياً‪.‬‬
‫فق ـ ــد ك ـ ــان ك ـ ــل من ي ـ ــدخل يف اإلس ـ ــالم ي ـ ــدخل على منهج الن ـ ــيب وعلى ُس ـ ـنّته‪،‬‬
‫وكــذلك الصــحابة كــانوا على نفس املنهج النبــوي الصــحيح ألنــه هــو النــيب املرســل إىل‬
‫الناس عامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬الفتاوى الكربى البن تيمية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم‬
‫بن عب ــد اهلل بن أيب القاس ــم بن حمم ــد ابن تيمي ــة احلراين احلنبلي الدمش ــقي (ت‪728 :‬هـ ــ)‪( ،‬‬
‫‪ ،)4/436‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1/1408‬هـ ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫()‪ -‬السنن الكربى‪ ،‬أمحد بن احلسني بن علي بن موســى اخلُ ْسـَر ْو ِجردي اخلراســاين‪ ،‬أبــو بكــر‬ ‫‪2‬‬

‫الــبيهقي‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬حممــد عبــد القــادر عطــا‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتب العلميــة‪ ،‬بــريوت – لبنــات‪( ،‬‬
‫‪( ،)2/516/3932‬ط‪ :3‬ـ ـ ‪1424‬ه)‪ ،‬وأمـ ــا احلديث فيقـ ــول حمقـ ــق السـ ــنن الكـ ــربى عبـ ــد‬
‫القادر عطا حفظه اهلل‪ :‬أخرج البخاري صدر هذا احلديث‪ ،‬عن أمحد بن عثمــان‪ ،‬عن شــريح‬
‫بن مسـ ــلمة‪ ،‬عن إبـ ــراهيم بن يوسـ ــف‪ ،‬فلم يسـ ــقه بتمامـ ــه‪ ،‬وسـ ــجود الشـ ــكر يف متام احلديث‬
‫صحيح على شرطه‪( ،‬انظر هامش نفس املرجع)‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نق""د آراء ل""ويس ماس""ينيون في غل""وه في الص""حابي س""لمان‬
‫الفارسي رضي هللا عنه وتفنيدها‪.‬‬
‫أمــا قــول وليــد يوســف عطو عن ماســينيون يف قولــه يف املطلب الثــاين من الفصــل‬
‫الثالث للمبحث األول‪:‬‬
‫(والمستشرق الفرنسي د‪ .‬لويس ماسينيون َي ْعتَبِر سلمان الفارسي أحد كبار‬
‫رموز الموالي في اإلسالم بل أكبرهم ويعادل دور الرسول بطرس في األناجيل‬
‫(‪) 1‬‬
‫وفي المسيحية كتلميذ ورسول للمسيح‪)......‬‬
‫وكذلك قوله يف شخصية سلمان‪( :‬تسيطر شخصية سلمان على كل شخصية‬
‫أخ رى‪ ،‬فه و الش يخ األك بر لك ل النقاب ات‪....،‬وه و ال ذي ُوك ل إلي ه أم ر ش ّد‬
‫الصحابة)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬من املعل ــوم أن س ــلمان الفارس ــي رض ــي اهلل عن ــه أح ــد ص ــحابة الن ــيب ‪‬‬
‫ُ‬
‫الكب ــار باتّف ــاق األم ــة‪ ،‬لكن إطالق الق ــول بأن ــه أك ــربهم ه ــذا جه ــل من ــه وليس ل ــذلك‬
‫ُمستند يستند إليـه‪ ،‬ألن مـا أمجع عليـه األمـة يف تقـييم الصـحابة‪ ،‬فـأوهلم أبـوبكر الصـديق‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬وعمر بن اخلطاب‪ ،‬وعثمان بن عفان‪ ،‬مث علي بن أيب طــالب رضــي اهلل‬
‫عنهم مجيع ـ ـاً‪ ،‬مث بقيـ ــة الصـ ــحابة‪ ،‬وقـ ــد مـ ـ ّـر بنـ ــا آنف ـ ـاً اعـ ــرتاضـ علي بن أيب طـ ــالب على‬
‫أصــحابه ال ــذين ك ــانوا يُق ّدمون ــه على أيب بك ــر وعم ــر‪ ،‬فع ـ ّذب بعض ــهم وحـ ّـرق البعض‪،‬ـ‬
‫فكيـف يصـبح سـلمان الفارســي أكـربهم‪ ،‬وبـأي دليـل اســتند إليـه‪ ،‬إىل حـد متثيلـه بتلميــذ‬
‫بطـ ــرس‪ ،‬إال أن يكـ ــونـ جمرد اتّبـ ــاع بدعـ ــة الشـ ــيعة املضـ ــطربة‪ ،‬والعجيب اسـ ــتدالله عن‬
‫منقبــة ســلمان الفارســي بتلميــذ املســيح بطــرس املذكور يف األناجيــل احملرفــة‪ ،‬وهــل ميكن‬
‫احملرف ــة ونص ــوصـ الق ــرآن والس ــنة الث ــابِتََتنْي ‪ ،‬ح ــىت يص ــح‬
‫التوفي ــق بني نص ــوص األناجي ــل ّ‬
‫قيــاس ســلمان الفارســي بتلميــذ املســيح بطــرس‪ ،‬إنــه قيــاس يُثــري مــدى جهلــه وعــدم إملامــه‬

‫() ‪ -‬وليد يوسـف عطـو‪ ،‬جريـدة‪ :‬احلوار املتمـدن‪ -‬العـدد ‪ 3619‬تارخيهـا‪2012،‬م‪1/26/‬‬ ‫‪1‬‬

‫احملور‪ :‬دراسات وأحباث يف التاريخ والرتاث واللّغات‪.‬‬


‫() – شخصــيات قلقــة يف االســالم‪ ،‬عبــد الــرمحن بــدوي‪ ،‬البــاب‪ :‬ســلمان الفارســي البواكــري‬ ‫‪2‬‬

‫الروحيــة لإلســالم يف إيــران‪ ،‬حبث لــويس ماســينيون قــام برتمجتــه الــدكتور عبــد الــرمحن بــدوي‪،‬‬
‫ص (‪ ،)31‬ط‪1964 :2‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫بعلم القي ــاس‪ ،‬إ ْن ك ــان النص ــارى ق ــد وض ــعوا ألنفس ــهم بغ ــري أن يك ــون وحي ـاً ثابت ـاً أن‬
‫يكــونـ تلميــذ املســيح بطــرس أكــرب تالمــذة املســيح فهــل يعــين ذلــك بالضــرورة أن يكــونـ‬
‫س ــلمان الفارس ــي أك ــرب الص ــحابة باعتب ــار أن س ــلمان الفارس ــي ك ــان مس ــيحياً مث أس ــلم‬
‫عنـ ـ ــدما بلغـ ـ ــه خـ ـ ــربُ النـ ـ ــيب ‪‬؟ وقـ ـ ــد أدىل ماسـ ـ ــينيون هبذه اخلرافـ ـ ــة يف إحـ ـ ــدى أقوال ـ ــه‬
‫ولألسف(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬انظـ ــر‪ :‬شخصـ ــيات قلقـ ــة يف االسـ ــالم‪ ،‬عبـ ــد الـ ــرمحن بـ ــدوي‪ ،‬البـ ــاب‪ :‬سـ ــلمان الفارس ــي‬
‫البواكري الروحية لإلسالم يف إيران‪ ،‬حبث لويس ماسينيون‪ ،‬قام برتمجتــه الـدكتور عبــد الــرمحن‬
‫بدوي‪ ،‬ص(‪.)18 -14‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في تهمت"ه للص"حابة رض"وان هللا‬
‫عليهم بانحيازهم مع معاوية بن أبي سفيان ض ّد علي‬
‫وذلــك فيمــا ذكرتُــه يف الفصــل الثــالث حيث يقولــه ماســينيون‪...( :‬وق د أبدى‬
‫شوشتري مالحظة مهمة حيث ذكر بأنه لم يكن مع علي في صفين من‬ ‫نور اهلل ال ّ‬
‫رؤس اء ق ريش س وى خمس ة‪ ،‬بينم ا ثالث ة عش ر بطن اً من بط ون ق ريش وألويته ا‬
‫كانت بجنب معاوية)(‪.)1‬‬
‫ويُعلِّق ماس ــينيون على آرائ ــه ال ــيت ذكره ــا آنف ـاً ن ــاقالً املعلوم ـةـ من أهم كت ــاب من‬
‫كتب الشيعة‪ ،‬وهو(نهج البالغة) بشرح حممـد عبـده‪ ،‬اســتجابةً آلراء الشـيعة يف مسـألة‬
‫نـزاع الصـحابيني علي بن أيب طـالب ومعاويـة رضـي اهلل عنهمـا‪ ،‬وقـد سـبق اإلشـارة إىل‬
‫هــذا الكتــاب ومــدى شــأنه يف صــدور ال ّشـيعة‪ ،‬قــائالً‪( :‬أجل إن قريش اً كانت كارهة‬
‫والس الم وحانق ة علي ه‪ ،‬إال من خش ي منهم وك ان‬ ‫الص الة ّ‬‫ألم ير المؤم نين علي ه ّ‬
‫مؤمناً حقاً!‪ ،‬ألنه هو الذي قتل أبطالهم وفلق هامات شجعانهم وأسقى رؤسائهم‬
‫ك أس المن ون في غ زوات النّ بي ‪ ‬فألجل ه ك انوا ق د عص بوه بتل ك ال ّدماء‬
‫ويطلبون ه ث أرهم م ع م ا ك انوا يحمل ون في قل وبهم ل ه من الحق د والبغض اء ولم‬
‫يكونوا قد أسلموا إال يوم فتح مكة حين أرغموا على ذلك وهم كارهون (سوى‬
‫العص بة المه اجرة) فك انوا على ال ّدوام ي ترقبون الف رص لالنتق اض من ه واألخ ذ‬
‫بث أرهم ولم يج دوا إلى ذل ك س بيالً‪ ،‬ولكن لم ا م ات انقلب وا على أعق ابهم‪ ،‬إال‬
‫الش رعي‪ ،‬ولما بويع بالخالفة‬
‫جماعة قليلة‪ -‬وتآمروا فدفعوه عن مركزه ومقامه ّ‬
‫الس يوف في وجه ه‬
‫ص اروا يث يرون الفتن ويح دثون الخالف ثم ت ألبوا فج ردوا ّ‬
‫ووج وه أبنائ ه (ال ذين عص مهم اهلل وأوجب م واالتهم وم ودتهم وف رض النّ بي‬
‫طاعتهم واالنقياد إليهم) (‪ )2‬انتهى‪.‬‬
‫ه ــذه هي آراء ماس ــينيونـ فيم ــا ج ــرى بني الص ــحابة رض ــوانـ اهلل عليهم املدعوم ـةـ‬
‫من الشيعة وأئمة عقائدهم‪.‬‬
‫النقد والتفنيد لتلك اآلراء من وجوه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫()– خطط الكوفة‪ ،‬ص (‪.)51-50‬‬
‫‪2‬‬
‫()– خطط الكوفة‪ ،‬ملاسـينيون هـامش‪ ،‬ص (‪ ،)52-51‬نقالً من كتـاب هنج البالغـة بشـرح‬
‫حممد عبده الشيعي (‪.)228-2/227‬‬
‫* من املالحـ ــظ أن ماسـ ــينيون اعتمـ ــد يف قدحـ ــه يف الصـ ــحابة رضـ ــوان اهلل عليهم‬
‫ونيلــه منهم من خالل كتــاب (إحقاق الحق) لنــور اهلل الشوشــرتي‪ ،‬وســتأيت ترمجة هــذا‬
‫السيء يف نشر التشيع يف بالد اهلند يف القرن العاشر اهلجري‪.‬‬ ‫املؤلف ودوره ّ‬
‫وقد ّأدى مبعتقداته الباطلة الــيت مل تكن معهــودة يف اهلنــد آنــذاك إىل أن لقي حتفــه‬
‫حيث كـ ــان أغلب املسـ ــلمني يف اهلنـ ــد من أهـ ــل السـ ــنة‪ ،‬فاسـ ــرتاح املسـ ــلمون من شـ ـ ّـره‬
‫واحنرافــه‪ ،‬إذاً فاســتدالل ماســينيونـ من مؤلفــات هــذا الرجــل الغــري صــاحل ليس إال َتـ ْـرك‬
‫س ـ ــبيل احلق واتب ـ ــاعـ س ـ ــبيل أه ـ ــل الزي ـ ــغ والض ـ ــالل‪ ،‬فال اعتب ـ ــار على ص ـ ــحة م ـ ــا ّادعـ ــاه‬
‫ماس ـ ــينيونـ يف الص ـ ــحابة رض ـ ــوانـ اهلل عليهم أمجعني على اإلطالق‪ ،‬لزيغ ـ ــه عن املصـ ــادر‬
‫الضالل‪.‬‬
‫الصحيحة املعتمدة إىل مصادر أهل ّ‬
‫ولكي تعـ ــرف أيهـ ــا القـ ــارئ الكـ ــرمي موقفـ ــك العقـ ــدي للحـ ــد من تنـ ــاول كتـ ــاب‬
‫(إحقاق الحق) وشخصــية نــور اهلل الشوشــرتي الشــيعي وســبب مقتلــه‪ :‬يقــول الــزركلي‬
‫يف األعالم‪:‬ـ (نور اهلل بن شريف الدِّين عبد اهلل بن ضياء الدين نور اهلل بن محمد‬
‫شاه المرعشي التستري (الشوشتري) من نسل اإلمام زين العابدين مجتهد‪ ،‬من‬
‫علماء اإلمامية‪ ،‬كان ينعت بالقاضي ضياء الدين من أهل تستر‪ ،‬رحل إلى الهند‬
‫فواله السلطان " أكبر شاه" قضاء القضاة‪ ،‬بالهور‪ ،‬واشترط عليه أالَّ يخرج في‬
‫أحكام ه عن الم ذاهب األربع ة‪ ،‬فاس تمر إلى أن أظه ر غ ير ذل ك‪ ،‬فقت ل تحت‬
‫السياط في مدينة أكبر أباد‪ ،‬له ‪ 97‬كتابا ورسالة‪ ،‬أورد صاحب شهداء الفضيلة‬
‫أسماءها‪ ،‬أشهرها " إحقاق الحق " قال‪ :‬وهو الّذي أوجب قتله)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬إذاً إذا كــان هــذا هــو ســبب مقتلــه فكيــف ملاســينيون أن ينقــل من مؤلفاتــه‬
‫ُ‬
‫احملظ ــورة إىل ح ــد الني ــل من الص ــحابة من خالهلا يف قص ــة ن ــزاعهم ال ــذي أمجع الس ــلف‬
‫على السكوت عليه‪.‬‬
‫وأما عن نقله واعتماده على (نهج البالغة) فهو أيضـاً من أســوأ الكتب يف مجيــع‬
‫اجملاالت‪ ،‬وقـ ــد سـ ــبق التعريـ ــف بـ ــه‪ ،‬فبهـ ــذا نعلم من خالل ّادعـ ــاء ماس ـ ــينيونـ يف نـ ــزاع‬
‫‪1‬‬
‫() – األعالم‪ ،‬خــري الــدين بن حممــود بن حممــد بن علي بن فــارس‪ ،‬الــزركلي الدمشــقي (ت‪:‬‬
‫‪1396‬هـ)‪ ،)8/52( ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪15/2002‬م‪.‬‬
‫الصــحابة أنــه ســلك ســبيل أعــداء الصــحابة والــدين عمومـاً من أجــل النيــل منهم فــذهب‬
‫ينقل من كتبهم املعادية للصحابة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون‬
‫في مسائل الوالية والرد عليها‪،‬‬
‫وتحته أربعة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النقد والتفنيد آلراء لويس ماسينيون في مزاعم دع وة علي بن أبي‬
‫طالب رضي اهلل عنه على الصحابة عند رفضهم إسناد الوالية له والتي قال‬
‫فيها إن علياًّ دعا عليهم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نق د وتفني د آراء ماس ينيون في زعم ه دف اع س لمان الفارس ي عن‬
‫علي في الوالية واإلمامة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نق د وتفني د آراء ل ويس ماس ينيون في زعم ه اغتص اب الص حابة‬
‫الوالية واإلمامة من علي بن أبي طالب رضي اهلل عنهم‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نقـ ــد وتفنيـ ــد آراء لـ ــويس ماسـ ــينيون يف زعمـ ــه أن واليـ ــة علي بن أيب‬
‫نبوة باطنيةـ على ضوء مزاعم الشيعة‪.‬‬ ‫طالب رضي اهلل عنه وأبنائه ّ‬
‫المطلب األول‪ :‬النقد والتفنيد آلراء لويس ماسينيون في م""زاعم دع""وة علي‬
‫بن أبي طالب رضي هللا عنه على الصحابة عند رفضهم إسناد الوالي"ة ل"ه وال"تي‬
‫قال فيها إن عليا ًّ دعا عليهم‬
‫فقـ ــال‪( :‬اللّهم إني أس تعديك على ق ريش ومن أع انهم‪ ،‬ف إنهم ق د قطع وا‬
‫رحمي‪ ،‬و أكف أوا إن ائي‪ ،‬وأجمع وا على من ازعتي‪ ،‬حق اًّ ُ‬
‫كنت أولى ب ه من غ يري‪،‬‬
‫وق الوا اال إن في الح ق أن نأخ ذه‪ ،‬وفي الح ق أن نمنع ه‪ ،‬فأص بر مغموم اً أو مت‬
‫رت ف إذا ليس لي رائ د وال ذاب وال مس اعد إال أه ل بي تي فض غنت‬
‫متأس فاً‪ ،‬فنظ ُ‬
‫الش جى‪ ،‬وصبرت من‬
‫وجرعت ريقي على ّ‬
‫ُ‬ ‫فأغضيت على القذى‪،‬‬
‫ُ‬ ‫بهم عن المنية‪،‬‬
‫شفار(‪.))1‬‬
‫كظم الغيظ على أمر من العلقم‪ ،‬وألم للقلب‪ ،‬من حز ال ّ‬
‫النقد والتفنيد لتلك اآلراء‪:‬‬
‫أوال هــذه اآلراء الــيت أدىل هبا لــويس ماســينيونـ إمنا نقلهــا من كتب الشــيعة‪ ،‬ومن‬
‫املعلــوم أن مصــادر الشــيعة غــري موثــوق هبا وهي حمل حــذر ومن األفضــل عــدم االطالع‬
‫عليهـا إال أن يكـونـ على سـبيل األخـذ لل ّـرد عليهم‪ ،‬كمـا أصـدر مركـز إحيـاء تـراث آل‬
‫البيت بطبعته الثانيةـ كتاباً بعنوان‪( :‬علماء الشيعة يقولون‪ ،)..‬فقــد كــان البــاحثون من‬
‫أهــل الســنة يأخــذون وثــائق ُمصـ ّـورة من كتب الشــيعة وإدراجهــا ضــمن البحــوث والــرد‬
‫عليهــا ليكــونـ القــارئ على اطّالع مباشــر فيمــا يفرتونـهـ يف كتبهم‪ ،‬وقــد نقــل ماســينيون‬
‫آراءه من كتاب (نهج البالغة) والـذي سـبق الكالم عنـه‪ ،‬فلهـذا مل يعـد من املقبـول أن‬
‫نعت ـ ــرب ش ـ ــيئاً منق ـ ــوالً من ه ـ ــذا الكت ـ ــابـ من حيث الص ـ ــحة‪ ،‬ومن خالل م ـ ــا وردت من‬
‫نصوص آراء ماسينيون اليت نقلها من هنج البالغةـ يُدرك القارئ عدم أصالتها لتناقضــها‬
‫مع مواقف الصحابة رضوانـ اهلل عليهم أمجعني كيف ال وهم أوائل َمن مسعوا من النــيب‬
‫‪ ‬يف قوله‪( :‬إن المؤمن ليس باللّعان‪ ،‬وال الطّ ّعان‪ ،‬وال الفاحش‪ ،‬وال البذيء)(‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫()– انظ ــر‪ :‬خط ــط الكوف ــة وش ــرح خريطته ــا‪ ،‬ه ــامش ص (‪ ،)52-51‬ملاس ــينيون نقالً من‬
‫كتاب (هنج البالغة) بشرح حممد عبده (‪.)228-2/227‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬أخرجـه اإلمــام أمحد يف مسـنده‪ ،‬وهــو أبـو عبـد اهلل أمحد بن حممــد بن حنبــل بن هالل بن‬
‫أســد الشــيباين‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬شــعيب األرنــؤوط ‪ -‬عــادل مرشــد‪ ،‬وآخــرون‪ ،‬إشــراف‪ :‬د عبــد اهلل‬
‫بن عب ــد احملس ــن ال ــرتكي‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مؤسس ــة الرس ــالة‪ /7/60( ،‬ـ ‪ /3948‬ط‪ :1‬ـ ‪1421‬ه)‪.‬‬
‫ويقــول‪ :‬إســناده صــحيح‪ ،‬رجالــه ثقــات رجــال الصــحيح غــري حممــد بن عبــد الــرمحن بن يزيــد‪،‬‬
‫وكيف يلعن علي بن أيب طالب الصحابة بـدعوى عـدم إسـنادهم أمـر الواليـة لـه‪،‬‬
‫وبـ ــأي دليـ ــل صـ ــحيح على ص ـ ــحة اعـ ــرتاضـ علي بيعـ ــة أيب بكـ ــر الصـ ــديق بعـ ــد إمجاع‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم يف ذلك‪.‬‬

‫فقد روى له البخاري يف "األدب املفرد" وأصحاب السنن األربعة‪ ،‬وهو ثقة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في زعمه دف""اع س""لمان الفارس""ي‬
‫عن علي في الوالية واإلمامة‬
‫سـبق يل يف الفصـل الثـالث إيـراد آراء ماسـينيونـ يف زعمـه دفـاع سـلمان الفارسـي‬
‫على أحقيــة علي بالواليــة وزعمــه أن منشــأ التشــيّع ينطلــق من الصــحابيني االثــنني‪ ،‬وهــو‬
‫الرغبة في العدل في الدنيا‬
‫قوله‪.....( :‬وكان سلمان قد توفي قبلها‪ ،‬بيد أن هذه ّ‬
‫وهي ال تي ب ذر س لمان ب ذورها وتح ّولت إلى م ذهب الش يعة‪ ،‬ق د اس تحالت في‬
‫االس الم ش وقاً إلى الحي اة األبدي ة‪ ،‬وإخالص الش يعة لقض ية اإلمام ة وللمه دي‬
‫الزهد كل هذه إذا ارتفعنا إلى األصول األولى في‬
‫المنتظر‪ ،‬وصوفية النّزعة إلى ّ‬
‫سلمان‪ ،‬والقول المشهور الذي فاه اإلمام جعفر الصادق وأصبح عند أهل السنة‬
‫فيما بعد من بين األحاديث النبوية ال ينطبق على أحد خيراً‪ ،‬مما ينطبق على هذا‬
‫األعجمي الذي أتى إلى االسالم من بعيد‪ ،‬ونعني بهذا قوله‪" :‬بدأ االسالم غريب اً‬
‫فس يعود غريب اً كم ا ب دأ‪ ،‬فط وبى للغرب اء(‪ )1‬من أم ة محم د"‪ ،‬أي أن اإلس الم ب دأ‬
‫غريب اً ُمه اجراً في المدين ة وسيص ير غريب اً ُمه اجراً في الكوف ة أو الق دس!! قبلت ه‬
‫األولى واألخ يرة كم ا ب دأ‪ ،‬وط وبى لمن س يغتربون من أم ة محم د كي يتف ّق دوا‬
‫الق ائم‪ ،‬وهي دع وة ش يعية إلى البطول ة الدنيوية)‪ ،‬مث يقـ ــول ماسـ ــينيون‪( :‬وق د زاد‬
‫المحاسبي أحد الصوفية عليه بتأويل روحي فقال‪ :‬فطوبى للغرباء‪ ،‬من أمة محمد‬
‫‪ ،‬فهم المنفردون بدينهم‪ ،‬أي الذين اعتكفوا وانقطعوا هلل وحده)(‪.)2‬‬

‫‪ – )(1‬حيث صحيح أخرجه مسلم يف صحيحه‪ )1/130/145( ،‬باب‪ :‬بيان أن اإلسالم‬


‫بدأ غريبا وسيعود غريباً‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه يف سننه‪ ،)2/1319( ،‬باب‪ :‬بدأ اإلسالم‬
‫غريباً‪( ،‬حكم األلباين‪ :‬صحيح‪ :‬انظر‪ :‬مشكاة املصابيح‪ ،‬حملمد بن عبد اهلل اخلطيب العمري‬
‫التربيزي‬
‫بتحقيق‪ :‬حممد ناصر الــدين األلبـاين‪ ،)56/159 /1 :‬وأخرجـه اإلمــام أمحد يف مسـنده عن طريـق‬
‫عبد الرمحن بن َسنَّة‪ ،)27/237/16690( ،‬باب‪( :‬حديث عبد الرمحن بن سنة)‪.‬‬
‫‪ - )( 2‬شخصيات قلقة يف االسالم عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ضمن حبوث ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)46‬‬
‫أوجه النقد والتفنيد آلراء ماسينيون السابق ذكرها‪:‬‬
‫* يُعلم من خالل ّادعـ ــاء ماسـ ــينيون أن سـ ــلمان مصـ ــدر الـ ــدفاع عن علي وهـ ــو‬
‫الرغب ة في الع دل في ال دنيا وهي ال تي ب ذر‬
‫اعتق ــاد الش ــيعة‪ ،‬ففي قوله‪..( :‬إن ه ذه ّ‬
‫وتحولت إلى مذهب الشيعة‪ ،‬قد استحالت في االسالم شوقاً إلى‬
‫سلمان بذورها ّ‬
‫الحياة األبدية‪ )..‬يُعلم أن ماسينيون ّادعى ما ليس له به علم‪ ،‬ســوى أن يقــول مثــل مــا‬
‫األولــونـ من الشــيعة‪ ،‬حيث تشــاهبت قلــوهبم‪ ،‬وإال فــإن األمــة مــأمورة باتبــاع هــدي‬ ‫قــال ّ‬
‫الن ــيب ‪ ،‬وليس ألح ــد أن يبتك ــر ش ــيئاً م ــا أن ــزل اهلل ب ــه من س ــلطان‪ ،‬وهك ــذا عُ ــرف‬
‫الصـ ــحابة منـ ــذ ص ـ ــدر اإلسـ ــالم باتبـ ــاع النـ ــيب يف كـ ــل صـ ــغري وكبـ ــري‪ ،‬فكيـ ــف يكـ ــون‬
‫الصحابيان شيعيانـ ُمْن َفصالن عما كان يعتقدهـ بقية الصحابة وعلى رأســهم النــيب ‪،‬‬
‫وهم يتلون الكتاب‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ (‪ )1‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫ﭽ" ﭾ" ﭿ" ﮀ" ﮁﮂ" ﮃ" ﮄ" ﮅ" ﮆ" ﮇ" ﮈ" ﮉ" ﮊ" ﭼ (‪ ،)2‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ" ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬ ‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬ ‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ" ﯽ" ﯾﯿ ﰀ ﰁ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎﭼ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﭽ" ﭷ" ﭸ" ﭹ" ﭺ" ﭻﭼ" ﭽ" ﭾ" ﭿ" ﮀ" ﮁ" ﮂ" ﮃ" ﮄ" ﭼ (‪ ،)4‬فهذه‬
‫اآلي ــات ك ــانت حمفوظ ــة يف ص ــدور الص ــحابة بك ــل م ــا فيه ــا من مع ــاين‪ ،‬فكي ــف خيالف‬
‫الصــحابة أو علي بن أيب طــالب وســلمان الفارســي إىل ابتكــارـ عقيــدةـ حياديــة غــري الــيت‬
‫عليها النيب ‪ ‬فهذا جمرد كالم أُطلِق بدون ُح َّجة‪.‬‬

‫() – سورة حممد‪ :‬اآلية (‪.)٣٣‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – سورة آل عمران‪ :‬اآلية (‪.)٣٢‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – سورة النساء‪ :‬اآلية (‪.)٥٩‬‬ ‫‪3‬‬

‫() – سورة املائدة‪ :‬اآلية (‪.)٩٢‬‬ ‫‪4‬‬


‫أما قول ماسينيون‪:‬‬
‫(‪..‬وإخالص الشيعة لقضية اإلمامة وللمهدي المنتظر‪ ،‬وصوفية النّزعة إلى‬
‫ط فلــذا اهُّت م‬
‫الزهد كل هذه إذا ارتفعنا إلى األصول األولى في سلمان‪ ،)..‬فهــو ختبُّ ٌ‬
‫ّ‬
‫بع ـ ــدم االنض ـ ــباط يف أقوال ـ ــه‪ ،‬ومن املالح ـ ــظ أن ـ ــه ب ـ ــدأ يف الكالمـ عن تش ـ ــيّع الصـ ــحابيني‬
‫الزهــد إال من‬
‫وخاصة سلمان إىل القــول بنزعتــه الصــوفيةـ والعيــاذ باهلل‪ ،‬وهــل تعلّم األمــة ّ‬
‫الزهد األول إىل سلمان الفارسي‪.‬‬
‫النيب ‪ ،‬حىت يُرجع أصل ّ‬
‫وأما قوله‪:‬‬
‫(والقول المشهور الذي فاه اإلمام جعفر الصادق وأصبح عند أهل السنة‬
‫فيما بعد من بين األحاديث النبوية ال ينطبق على أحد خيراً‪ ،‬مما ينطبق على هذا‬
‫األعجمي ال ذي أتى إلى االس الم من بعي د‪ ،)..‬يفهم من كالم ماس ــينيون أن ــه ك ــان‬
‫ينق ــل آراءه الش ــيعية املعادي ــة للص ــحابة من مص ــادرهم وق ــد س ــبق يل إثب ــات ذل ــك من‬
‫خالل الكالمـ على مـ ـ ـ ــوارده من كتب الشـ ـ ـ ــيعة يف الفصـ ـ ـ ــل الثـ ـ ـ ــاين‪ ،‬وأغلب منقـ ـ ــوالتـ‬
‫الش ــيعة وأتب ــاعهم هي من مروي ــات املنس ــوبةـ إىل اإلم ــام جعف ــر الص ــادق‪ ،‬ومن املالح ــظ‬
‫إشـارة ماسـينيون إىل ذلـك‪ ،‬ولكيـ يعلم القـارئ حقيقـة كـذب الشـيعة ومن يأخـذ منهم‬
‫أن جعف ــر الص ــادق مل يكن على النم ــط ال ــذي يفرتون ــه ويس ــندون أك ــاذيبهم علي ــه فق ــد‬
‫ج ــاء ثن ــاء كب ــار الس ــلف ل ــه يف مواض ــع كث ــرية‪ ،‬وإن ك ــان ق ــد س ــبقت الرتمجة عن ــه يف‬
‫ص ـلةً‪ ،‬وســأورد بعض حمل الشــاهد لشخصــية جعفــر بن حممــد حلاجيت‬ ‫الفصــل الثــاين مف َّ‬
‫إىل ذلك يف هذا املوقف‪ ،‬وإليك ترجمته مختصر ًة‪:‬‬
‫جاءت ترمجته عند اإلمام الذهيب رمحه اهلل تعاىل حيث يقول الــذهيب رمحه اهلل يف‬
‫ترمجته‪( :‬جعفر بن محمد بن علي القرشي الهاشمي‪:‬‬
‫ابن الشهيد أبي عبد اهلل ريحانة النبي ‪ - -‬وسبطه ومحبوبه الحسين بن أم ير‬
‫المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عبد مناف بن شيبة‪ ،‬وهو عبد المطلب بن‬
‫هاشم‪ ،‬واسمه‪ :‬عمرو بن عبد مناف بن قصي‪ ،‬اإلمام‪ ،‬الصادق‪ ،‬شيخ بني هاشم‪ ،‬أبو‬
‫عبد اهلل القرشي‪ ،‬الهاشمي‪ ،‬العلوي‪ ،‬النبوي‪ ،‬المدني‪ ،‬أحد األعالم‪.‬‬
‫وأمه‪ :‬هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي‪.‬‬
‫وأمها‪ :‬هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬ولهذا كان يقول‪ :‬ولدني‬
‫أب و بك ر الص ديق م رتين‪ ،‬وك ان يغض ب من الرافض ة‪ ،‬ويمقتهم إذا علم أنهم‬
‫يتعرض ون لج ده أبي بك ر ظ اهرا وباطن ا‪ ،‬ه ذا ال ريب في ه‪ ،‬ولكن الرافض ة ق وم‬
‫جهلة‪ ،‬قد هوى بهم الهوى في الهاوية‪ ،‬فبعدا لهم)(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬ويقول حممــد بن فضــيل‪ :‬عن سالم بن أبي حفصة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر‬
‫وابن ه جعف ًرا عن أبي بك ر وعم ر‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا س الم! تولهم ا‪ ،‬واب رأ من ع دوهما‪،‬‬
‫أيسب الرجل جده‪ ،‬أبو بكر‬
‫ّ‬ ‫فإنهما كانا إمامي هدى‪ ،‬ثم قال جعفر‪ :‬يا سالم!‬
‫ج دي‪ ،‬ال ن التني ش فاعة محم د ‪ ‬ي وم القيام ة إن لم أكن أتوالهم ا‪ ،‬وأب رأ من‬
‫عدوهما‪.‬‬
‫وقال حفص بن غياث‪ :‬سمعت جعفر بن محمد‪ ،‬يقول‪ :‬ما أرجو من شفاعة‬
‫علي شيئا‪ ،‬إال وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله‪ ،‬لقد ولدني مرتين‪.‬‬
‫كتب إلي عبد المنعم بن يحيى الزهري‪ ،‬وطائفة‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫أنبأن ا داود بن أحم د‪ ،‬أنبأن ا محم د بن عم ر القاض ي‪ ،‬أنبأن ا عب د الص مد بن‬
‫علي‪ ،‬أنبأنا أبو الحسن الدار قطني‪ ،‬حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل األدمي‪،‬‬
‫ح دثنا محم د بن الحس ين الحني ني‪ ،‬ح دثنا مخل د بن أبي ق ريش الطح ان‪ ،‬ح دثنا‬
‫عب د الجب ار بن العب اس الهم داني‪ :‬أن جعف ر بن محم د أت اهم وهم يري دون أن‬
‫يرتحلوا من المدينة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إنكم إن ش اء اهلل من ص الحي أه ل مص ركم‪ ،‬ف أبلغوهم ع ني‪ :‬من زعم أني‬
‫إم ام معص وم‪ ،‬مف ترض الطاع ة‪ ،‬فأن ا من ه ب ريء‪ ،‬ومن زعم أني أب رأ من أبي بك ر‬
‫وعمر‪ ،‬فأنا منه بريء)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬هذا هو اإلمـام الصـادق جعفـر الصـادق الـذي يُفـرتى عليـه فإنـه كـان ُسـنِّياً‬
‫ُ‬
‫صحيح العقيدةـ واملنهجـ فكيف يكذب الشيعةـ وأتباعهم وي ّدعون أقواالً منسوبة إليــه يف‬
‫معاداة الصحابة وهو عنها بريء‪.‬‬
‫نقد وتفنيد تأويالت ماسينيون الباطنية في الحديث النّبوي‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬سري أعالم النبالء‪ ،‬مشس الدين أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن عثمــان بن قَامْي از الــذهيب‪،‬‬
‫بتحقيـق‪ :‬جمموعـة من احملققني بإشـراف الشـيخ شـعيب األرنـاؤوط‪ ،‬الناشـر‪ :‬مؤسسـة الرسـالة‪،‬‬
‫(‪/6/255/117‬ط‪ 1405 :3‬هـ‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.)6/258( ،‬‬
‫ونقد تلك التأويالت من ثالثة وجوه‪:‬‬
‫السند‪.‬‬
‫الوجه األول‪ :‬نقد ّ‬
‫فــأقول إ ّن الطريقــة العلميــة املختصــرة ملعرفــة صــحة ال ّس ـند تكمن يف مصــدره أي‬
‫ـح ال ّس ـند‪ ،‬واملث ــال على ذل ــك إمجاع األم ــة‬
‫ـح مص ــدر ال ّس ـند ص ـ ّ‬
‫مص ــدر ال ّس ـند‪ ،‬فل ــو ص ـ ّ‬
‫ـح كتـاب بعـد كتـاب اهلل عزوجل‬ ‫اإلسالميةـ على اعتبـار صـحيح البخـاري رمحه اهلل أص ّ‬
‫ـك يف حــديث يَ ـِرد يف صــحيح البخــاري إلمجاع‬ ‫(القرآن الكريم)‪ ،‬فلهــذا ال أحــد يَشـ ّ‬
‫الرج ـ ــال وتع ـ ــديلهم (علم الج رح‬
‫ـحة أس ـ ــانيده‪ ،‬وإملامـ ــه الب ـ ــاهر جبرح ّ‬
‫األمـ ــة على صـ ـ ّ‬
‫والتعديل)‪ ،‬إذاً فبعــد هــذه املق ّدمــة العلميــة ســآيت إىل تســليط ال ّ‬
‫ضـوء على مصــدر ال ّسـند‬
‫الذي اعتمد عليه ماسينيونـ يف هذه التأويالت اجلاهلية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أما طرف احلديث املذكور (بدأ اإلسالم غريبا‪ )....‬فهــو حــديث صــحيح‬
‫وقـ ــد سـ ــبق خترجيه من كتب السـ ــنة الصـ ــحيحة‪ ،‬إال أن مـ ــا أضـ ــاف إليـ ــه ماسـ ــينيونـ من‬
‫تأويالت فقد أشار إىل املصدر الذي نقل منه أفكــاره وهــو كتــاب (الغيبة‪ ،‬ص‪-174‬‬
‫‪ )175‬للشـ ـ ــيعي املعـ ـ ــروف بـ ـ ــابن أيب زينب النعمـ ـ ــاين وهـ ـ ــو من غالة كبـ ـ ــار الش ـ ــيعة‪،‬‬
‫باإلض ــافة إىل نقل ــه من (رس الة إخ وان ص فا‪،‬ج‪ )279 /4‬املنب ــوذة‪،‬ـ وه ــذا ه ــو منهج‬
‫ماس ــينيون حيث ي ــرتك املص ــادر الص ــحيحة ويعتم ــد على مص ــادر الغالة من الش ــيعةـ أو‬
‫غ ــريهم ال ــذين تُعـ ـ ّد مص ــادرهم حمظ ــورة ش ــرعاً‪ ،‬وهبذا ال يص ــح ال ّسـ ـند لع ــارض ص ــحة‬
‫املصدر املذكور آنفاً‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬نقد المتن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ميكن إجــراء نقــد املنت على ضــوء القاعــدة الــيت أ ْ‬
‫َجَر ْيتُهــا على أهــل البــدع‬ ‫ُ‬
‫واألهـ ــواء وهي‪( :‬إنم ا يُعلم ك ذبُهم من خالل العب ارات ال تي يس تعملونها‪ ،‬إن لم‬
‫تكن العبارة خارجة عن المألوف‪ ،‬أو أن تكون غير اعتيادية‪ ،‬أو أن تكون مزيج ةً‬
‫الش ركية الظَّ ِ‬
‫اهرة)‪ ،‬باإلضـ ــافة إىل أن الشـ ــيعةـ وأعـ ــواهنم دائم ـ ـاً يضـ ــعون‬ ‫من األق وال ِّ‬
‫نصوصـ ــهم باحنيـ ــاز إىل مصـ ــاحلهم العقديـ ــة‪،‬ـ وتظهـ ــر تلـ ــك املالحظـ ــة واضـ ــحة يف متجيد‬
‫(الكوفة) اليت هي أقدس بقاع بالنسبة للشيعة‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬نقد المعنى‪.‬‬
‫أما تأويالتـهـ اجلاهليــة الــيت تقــول (‪...‬إن اإلسالم بدأ غريب اً مهاجراً في المدينة‬
‫وسيصير غريبا مهاجرا في الكوفة‪ ،‬أو القدس‪ )...‬فهي تــأويالت باطلــة وجاهليــة‪،‬‬
‫حيث مل يسـ ــتند هبذه التـ ــأويالتـ إىل دليـ ــل وال سـ ــند يُـ ــذكر‪ ،‬وإمنا اعتمـ ــد على كت ــاب‬
‫(الهج رة إلى بي وت ناطق ة‪ ،‬ج‪ )216-3/215‬البن أيب احلديد الش ـ ـ ــيعي الغ ـ ــايل‬
‫ص ــاحب كت ــاب (ش رح نهج البالغة)‪ ،‬الكت ــاب ال ــذي ينس ــبه الش ــيعة إىل علي بن أيب‬
‫طــالب رضــي اهلل عنــه كــذباً‪ ،‬وســيأيت التعريــف بــه كــامالً وأقــوال الســلف الصــاحل فيــه‪،‬‬
‫ومن قــال ملاســينيونـ إن غُربــة اإلســالم يف آخــر الزمــان تكــونـ يف الكوفــة؟ فليســت هــذه‬
‫َ‬
‫التأويالتـ إال حماولة فاشلة لنُصرة التشيع فحسب‪ ،‬وموقف الشيعة من الكوفة معلوم‪.‬‬
‫ذكرت هذه النقطة يف أكثر من مرة‪ ،‬ويَعتــرب بعض غالة الشـيعةـ أن الكوفــة‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫أكـ ـ ــثر قداسة من مكـ ـ ــة املكرمـ ـ ــة‪ ،‬إضـ ـ ــافة إىل مدينـ ـ ــة النجـ ـ ــف‪ ،‬ويسـ ـ ـ ّـموهنا ب ـ ـ ـ(النج ف‬
‫األشرف!!)‪ ،‬وكــذلك مدينــة (الكربالء)‪ ،‬وأمــا خصوصــية قُدســية الكــربالء فمن أجــل‬
‫مقتـ ـ ـ ــل احلسـ ـ ـ ــني رضـ ـ ـ ــي اهلل عنـ ـ ـ ــه هبا‪ ،‬حيث عواصـ ـ ـ ــم ال ُقبـ ـ ـ ــوريني الشـ ـ ـ ــيعة والصـ ـ ــوفية‬
‫املشرتكة!!‪.‬‬
‫ت بالفشــل يف أساســها‪ ،‬لشــكوكه‪،‬‬ ‫وهــذه احملاولــة املاســينيونية لنُصــرة التشــيع بــائَ ْ‬
‫ه ــل الغرب ــة املعني ــة يُقص ــد هبا (الكوفة) أو(الق دس) وه ــذا الش ــك حبد ذات ــه يُ َعرِّب ِمن أن‬
‫ه ــذه الت ــأويالت للح ــديث الش ــريف ت ــأويالت مص ــدرها ه ــوى النفس وت ــرويج لعقائ ــد‬
‫الشيعة‪ ،‬بل هي تأويالت غريبة حملاولته نُصرة عقائدهم الوضعية‪.‬‬
‫وقد جاء شرح هذا احلديث عند ابن باز رمحه اهلل تعاىل حيث يقول‪( :‬معناه أن‬
‫اإلسالم بدأ غريباً كما كان الحال في مكة وفي المدينة في أول الهجرة ال يعرفه‬
‫وال يعم ل ب ه إال القلي ل‪ ،‬ثم انتش ر ودخ ل الن اس في ه أفواج اً‪ ،‬وظه ر على س ائر‬
‫األديان‪ ،‬وسيعود غريب اً في آخر الزمان كما بدأ ال يعرفه حق المعرفة إال القليل‬
‫من الناس‪ ،‬وال يعمل به على الوجه المشروع إال القليل من الناس وهم الغرباء‪،‬‬
‫وتمام الح ديث قوله ‪ ( ‬فط وبى للغرباء)‪ ‬رواه مس لم في صحيحه‪ ‬وفي رواية‬
‫لغ ير مس لم( قي ل‪ :‬ي ا رس ول اهلل ومن الغرب اء؟ فق ال‪ :‬ال ذين يص لحون إذا فس د‬
‫الناس)‪.‬وفي لفظ آخر ‪( :‬هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي)(‪.)1‬‬
‫وأما قول ماسينيون‪:‬‬
‫(وق د زاد المحاس بي أح د الص وفية علي ه بتأوي ل روحي فق ال‪ :‬فط وبى‬
‫للغرباء‪ ،‬من أمة محمد ‪ ،‬فهم المنفردون بدينهم‪ ،‬أي الذين اعتكفوا وانقطعوا‬
‫هلل وح ده)‪ ،‬فه ــو تأوي ــل من س ــوء إىل أس ــوأ‪ ،‬فق ــد ح ــاول ه ــؤالء املتص ــوفة رب ــط ه ــذا‬
‫احلديث بطُ ـْـرقِهم البدعي ــة‪ ،‬ليك ــونـ هلم نص ــيبـ في ــه‪ ،‬وي ــأىب اهلل ورس ــوله إال أن يك ــونـ‬
‫ألتب ــاع حمم ــد ص ــلوات اهلل وس ــالمه علي ــه‪ ،‬ال ــذين ال ــتزموا س ــنته واتبع ــواـ هدي ــه إىل ي ــوم‬
‫الدين‪.‬‬
‫فلهــذا تــرى أهــل البــدع دائم ـاً يتسـ ّـرعونـ يف تأويــل األحــاديث النبوي ــة الــيت تثبت‬
‫سـ ـ ــعادة املؤمن امللـ ـ ــتزم هبا يف الـ ـ ــدنيا واآلخـ ـ ــرة وذلـ ـ ــك من أجـ ـ ــل إثباهتا عليهم ومتثيلهم‬
‫املزيّف فيها وهم عنهــا بعيــد‪ ،‬واملثــال على ذلــك حــديث (افتراق األمم) يف قولــه ‪،‬‬
‫(إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة‪ ،‬وإن أمتي ستفترق على ثن تين‬
‫وسبعين فرقة‪ ،‬كلها في النار‪ ،‬إال واحدة وهي‪ :‬الجماعة)(‪.)2‬‬
‫فهــذا احلديث تقــاتلت كافــة الفــرق البدعيــة مبا فيهــا الشــيعة من أجلــه‪ ،‬كـ ّـل تـ ّدعي‬
‫أنه هلا‪ ،‬والعجيب أن عقائدهم وأعماهلم حىت أقواهلم ُمتباينة متامـاً عمــا جــاء على لســان‬
‫الن ــيب ‪ ،‬وتق ــول ك ــل فرق ــة بأهنا هي الناجي ــة أي (الفرق ة الناجية)!!‪ ،‬فله ــذا ح ــاول‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬جممــوع فتــاوى العالمــة عبــد العزيــز بن بــاز رمحه اهلل‪ ،‬لعبــد العزيــز بن عبــد اهلل بن بــاز‪،‬‬
‫أش ــرف على مجع ــه وطبع ــه‪ :‬حمم ــد بن س ــعد الش ــويعر‪ ،)25/105( ،‬ب ــدون ت ــاريخ‪ ،‬وال دار‬
‫النشر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬احلديث مسـ ــتخرج من سـ ــنن ابن ماجـ ــه‪ ،‬البن ماجـ ــة‪ ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬حممـ ــد فـ ــؤاد عبـ ــد الب ــاقي‪،‬‬
‫الناشــر‪ :‬دار إحيــاء الكتب العربيــة ‪ -‬فيصــل عيســى البــايب احللــيب‪ ،)2/1322/3993 ( ،‬بــاب‪:‬‬
‫افرتاق األمم‪ ،‬تعليق حممد فؤاد عبد الباقي عليـه يف الزوائـد (‪ ،)6/233‬وإسـناده صـحيح‪ ،‬رجالـه‬
‫ثق ــات‪ ،‬حكم األلب ــاين‪( :‬ص ــحيح) انظ ــر‪ :‬ص ــحيح اجلامع الص ــغري وزياداته‪ ،‬لأللب ــاين ‪/1/409‬‬
‫‪.)2040‬‬
‫ماس ــينيون أن جيد حلديث (غُرب ة اإلس الم) نص ــيباً للش ــيعة!‪ ،‬ونص ــيباً لل ُّ‬
‫صـ ـوفية وذل ــك‬
‫لضمان نُصرة مذهبهما! اللَّ َذين يُدين هبما‪.‬‬
‫صـ ـ ـوفية ال ـ ــذي وفَّره ماس ـ ــينيون هلم فق ـ ــد ق ـ ــال ل ـ ــويس ماسـ ــينيون‪:‬‬
‫أم ـ ــا نص ـ ــيب ال ّ‬
‫(‪..‬فكل األديان وإن اختلفت كما نراها اآلن إال أن كل تعبداتهم واحدة‪ !،‬وكل‬
‫فِرقة هي النّاجية! قال الحالج! "لكل حق حقيقة ولكل خلق طريقة ولكل عهد‬
‫وثيقة"!!‪ ،)1()..‬وسيأيت املزيد من التفصيل يف هذا الباب إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)154‬‬ ‫‪1‬‬
‫وأما في قوله‪:‬‬
‫(ومما يذهب إليه اإلمامية المعتدلة أن سلمان أحد الحواريين الثالثة‪ ،‬هو‬
‫المفض ل‪ ،‬وقد هيّ أ له‬
‫ّ‬ ‫سره ومستشاره‬
‫والمقداد‪ ،‬وأبي ذر للنبي‪ ،‬قد كان موضع ّ‬
‫اعتزاؤه االستثنائي ألهل البيت أن يقوم بنفس الدور بعد موت النبي مع خليفته‬
‫سراً هو وخمسة من الص حابة على أن يظهروا‬
‫الشرعي علي!‪ ،‬وقد حمله النبي ّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫والءهم لعلي)‬
‫ال يص ــح ش ــيء من ه ــذا كل ــه وذل ــك لس ــبب رئيس ــي‪ ،‬وه ــو نقل ــه ه ــذه األق ــوال‬
‫والتصرف فيها بشــكل كبــري وهي من روايــات (رجال الكشي) الشــيعي‪ ،‬ولكي نصــل‬
‫إىل معرف ــة شخص ــيته العلمي ــة والعقدي ـةـ للحــد من ت ــداول روايات ــه فإلي ــك ترمجت ــه‪ :‬إن مما‬
‫جيعــل الروايــة املذكورة يف آراء ماســينيونـ ُم َّلفقــة الــيت ي ـ ّدعي فيهــا أن علي ـاًّ كــان اخلليفــة‬
‫الش ــرعي‪ ،‬فإهنا مروي ــة عن أيب عم ــر حمم ــد بن عم ــر بن عب ــد العزي ــز الكش ــي الش ــيعي‪،‬‬
‫والــذي عُــرف بكتابــه يف علم احلديث ورجالــه بـ(رجال الكشي)‪ ،‬وهــو كتــاب شــيعي‬
‫قــدمي يف علم احلديث على طريقــة شــيعية‪ ،‬وقــد جــاءت ترمجتــه يف كتــاب (بح وث في‬
‫الس نة المش رفة) لض ــياء العم ــري رمحه اهلل حيث يكش ــف لن ــا ض ــياء العم ــري‬
‫ت اريخ ّ‬
‫حقيق ــة أيب عم ــر‪ ،‬حيث يق ــول يف ترمجت ــه عن ــد عـ ـ ّده كتب رج ــال الش ــيعة‪ ،‬حيث عـ ـ ّد‬
‫كت ــاب أيب عم ــر منه ــا ق ــائالً‪( :‬رج ال الكش ي‪ :‬ألبي عم ر محم د بن عم ر بن عب د‬
‫العزي ز الكش ي" من علم اء الق رن الراب ع الهج ري" وه و ته ذيب لكت اب الكش ي‬
‫الذي كان يعرف باسم "معرفة الناقلين عن األئمة الصادقين" وقد قام الطوسي‬
‫كثيرا من‬
‫بتهذيبه وتخليصه من األغالط التي وقع فيها النّساخ‪ ،‬كما أنه حذف ً‬
‫تراجمه وسماه بـ "اختيار الرجال" وقد تناولت األيدي اختيار الطوسي واشتهر بـ‬
‫"رجال الكشي"‪ ،‬أما معرفة الناقلين عن األئمة الصادقين الذين هو األصل‪ ,‬فإنه‬
‫فقد منذ فترة مبكرة‪.‬‬

‫()‪ -‬شخصــيات قلقــة يف االســالم عبــد الــرمحن بـدوي‪ ،‬ص (‪ ،)35-34‬نقــل ماسـينيون هــذه‬ ‫‪1‬‬

‫األقوال بتصرف من روايات الكشي (‪ ،)6‬انظر هامش نفس املرجع‪.‬‬


‫إن كت اب رج ال الكش ي يض م ت راجم بعض ال رواة الش يعة من الثق ات‬
‫والمج روحين‪ ،‬وق د رتب ال تراجم على أس اس لق اء ال راوي بأح د األئم ة‬
‫المعصومين عند الشيعة وروايته عنه فعندئذ يذكره في أصحاب اإلمام‪ ،‬فالكشي‬
‫ي ذكر أواًل أص حاب علي رض ي اهلل عن ه‪ ،‬فأص حاب الحس ن‪ ،‬ثم أص حاب‬
‫الحس ين‪ ،‬ثم أص حاب علي بن الحس ين وهك ذا ح تى ينتهي ب ذكر أص حاب‬
‫الحسن العسكري‪ ،‬وقد أدى اتباع هذا الترتيب إلى تكرار ترجمة الراوي عندما‬
‫يروي عن أكثر من إمام فيذكر في أصحابهم جميعا‪ ،‬وتتراوح تراجمه بين بضعة‬
‫عشر صفحة‪ .....‬ألن المؤلف قلما يستعمل عبارات الجرح والتعديل)(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬حبوث يف تـاريخ السـنة املشـرفة‪ ،‬أكـرم بن ضـياء العمـري‪ ،‬الناشـر‪ :‬بسـاط –بـريوت‪،1/165 ( ،‬‬
‫ط‪ ،)4‬بدون ذكر سنة الطبعة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومن الثمــرات الــيت جننيهــا مما أورده لنــا ضــياء العمــري يف صــاحب رجــال‬
‫ُ‬
‫الكشي(‪ )1‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أثبت أنه كان شيعياً‪ ،‬والشـيعةـ بالنسـبة ملا يُــرتك من كالمهم جيب أن يكــون‬
‫ؤخذ من كالمهم بسبب تواتر الكذب فيهم‪ ،‬وهذا ما أشـار إليـه أكـرم ضـياء‬
‫أكثر مما يُ َ‬
‫العمــري يف قولــه‪..( :‬إن كتاب رجال الكشي يضم تراجم بعض الرواة الشيعة من‬
‫الثق ات والمج روحين!‪ ،)2()..‬ومن خالل ه ـ ــذا املقط ـ ــع ميكن الق ـ ــول أن أب ـ ــا عم ـ ــر‬
‫ـح‬
‫همه التميــيز بني َمن تصـ ّ‬ ‫صاحب رجال الكشي كان يروي عن اجملروحني وكان ال يُ ّ‬
‫ـح بس ــبب جهل ــه بعلم اجلرح والتع ــديل‪ ،‬ومن املعل ــومـ أن علم اجلرح‬ ‫ومن ال تص ـ ّ‬ ‫روايت ــه َ‬
‫والتع ــديل يُعـ ـ ّد أول أدوات التأهي ــل إىل علم احلديث ورج ــال احلديث واألس ــانيد‪ ،‬ف ــإن‬
‫كان أبو عمر جيهل ذلك فكيف يُعتمـد عليـه ومـا ُر ِّوجت يف رواياتـه‪ ،‬وهـذا مـا يُؤ ّكـده‬
‫أكـ ــرم ضـ ــياء العمـ ــري يف آخـ ــر كالمـ ــه عنـ ــه قـ ــائالً‪..( :‬ألن المؤل ف قلَّم ا يَ ْس َت ْع ِمل‬
‫عبارات الجرح والتعديل‪ ، )..‬مما يــدل على أنــه كــان يــروي عن الرجــال عشــوائياً‬
‫(‪) 3‬‬

‫ـوخى احلذر فيمـا يُشـاع ويُـذاع‬


‫الصاحل منهم والطّاحل‪ ،‬والبـاحث عن احلقيقـة جيب أن يت ّ‬
‫ومؤلّفاته‪.‬ـ‬
‫من كتبه ُ‬
‫وأما قول لويس ماسينيون‪:‬‬
‫يف زعمــه دور دفــاع ســلمان الفارســي املزعــوم عن علي بن أيب طــالب رضــي اهلل‬
‫عنهمــا يف الواليــة‪ ،‬من خالل اســتناده إىل حــديث (سلمان منا أهل البيت‪ )...‬عنــدما‬
‫قال‪( :‬إن دور سلمان في اإلسالم يبرز في الفكرة التي اقترحها على محمد بحفر‬
‫الخندق وهي فكرة فارسية‪ ،‬وفي الحديث النبوي "سلمان منا أهل البيت" وكان‬
‫ُمدافعاً عن أحقية علي بالخالفة)(‪.)4‬‬
‫() ‪ -‬حبوث يف تــاريخ الســنة املشــرفة‪ ،‬أكــرم بن ضــياء العمــري‪ ،‬الناشــر‪ :‬بســاط – بــريوت‪( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1/165‬ط‪ ،)4‬بدون ذكر سنة الطبعة‪.‬‬


‫() – املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫()‪ -‬انظــر‪ :‬وليــد يوســف عطــو‪ ،‬جريــدة‪ :‬احلوار املتمــدن‪ -‬العــدد ‪ 3619‬تارخيهــا‪2012،‬م‪/‬‬
‫‪ 1/26‬احملور‪ :‬دراسات وأحباث يف التاريخ والرتاث واللّغات‪.‬‬
‫من املالحــظ يف أقــوال لــويس ماســينيون أنــه يُكـ ّـرر مزاعمــه الــيت هتدف إىل دفــاع‬
‫سلمان الفارسي عن علي يف الواليــة مبختلـف األلفــاظ والعبــارات‪ ،‬والتّم ُّسـك اجلازم يف‬
‫ذلك‪ ،‬ويف هذه النقطة ر ّكز ماسينيونـ يف ّادعائه على احلديث القائل (سلمان منا أه ل‬
‫البيت)‪ ،‬لكي يظهر مـدى موقـف سـلمان الفارسـيـ رضـي اهلل عنـه ومكانتـه‪ ،‬إشـارة إىل‬
‫يتقوى بــه‬
‫عدم إمكانيةـ التهاون يف أي شيء يصدر عنه من َمْن َقبة‪ ،‬ليكونـ ذلك رصيداً ّ‬
‫كــل مــا سيصــدر عنــه يف أمــر الواليــة‪ ،‬وخصوص ـاً مــا ســيطلقه من أحقيــة علي بالواليــة‪،‬‬
‫ومن ذلك ما قاله ماسينيون‪( :‬أنه كان ُمدافعاً عن أحقية علي بالخالفة)‪.‬‬
‫صـ ــحيح إن لكـ ــل صـ ــحايب من أصـ ــحاب النـ ــيب ‪ ‬منقبـ ــة خاصـ ــة بـ ــه‪ ،‬ومن ــاقب‬
‫ِ‬
‫ـزلت وقيلت فيهم‪ ،‬وأكــثر منــاقب‬ ‫الصحابة تُعــرف من خالل سـرَيِ هم والنصــوص الــيت أُنـ ْ‬
‫الصــحابة أمـ ٌـر تــوقيفي‪،‬ـ يتوقّــف يف إثباهتا على النصــوص الــواردة يف فضــائلهم‪ ،‬لكن أن‬
‫ـوض شـرعاً‪ ،‬ومـا قيـل من‬ ‫تكون املناقبـ مصـطنعة ألغـراض سياسـية أو عقديـة فهـذا مرف ٌ‬
‫حديث (سلمان منا أهل البيت) واح ٌد من تلك األمثلة نظراً لعدم ثبوت هــذا احلديث‬
‫متسك به لويس ماسينيونـ لرتويج عقائد الشيعة يف أبواب الواليــة واإلمامــة‪،‬ـ‬
‫وهو الذي ّ‬
‫وستأيت حتليالت علمية ملا جاء عند السلف بشأنـ هذا احلديث‪.‬‬
‫أم ــا قول ــه‪( :‬إن دور س لمان ي برز في الفك رة ال تي اقترحه ا على الن بي ‪‬‬
‫بحف ر الخن دق)‪ ،‬فه ــذا الكالم في ــه نظ ــر‪ ،‬ألن ــه من الب ــديهيـ أن يستش ــري الن ـ ُ‬
‫ـيب أص ــحابَه‬
‫وخاصــة يف أمــور الــدنيا وهــذا مشــهور عنــه ‪ ،‬قــال أبــو هريــرة رضــي اهلل عنــه‪( :‬م ا‬
‫رأيت أح داً ك ثر مش اورة ألص حابه من رس ول اهلل ‪ ،‬وق ال اللَّه ع ز وج ل‪:‬‬
‫ورى َب ْيَن ُه ْم) سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪.38‬‬ ‫( َوأ َْم ُر ُه ْم ُش َ‬
‫وقال ال َّشـافِعِي رمحه اهلل‪ :‬قــال احلســن رضــي اللَّه عنــه‪( :‬إن كان النبي ‪ ‬لغني اً‬
‫الح ّك ام بع ده‪ ،‬إذا‬‫تن ب ذلك ُ‬ ‫عن مش اورتهم‪ ،‬ولكن ه‪ :‬س بحانه وتع الى أراد أن يس ّ‬
‫نزل بالحاكم األمر يحتمل وجوه اً‪ ،‬أو مشكل انبغى له أن يشاور‪ ،‬وال ينبغي له‬
‫أن يشاور جاهالً؛ ألن ه ال مع نى لمشاورته‪ ،‬وال عالم اً غ ير أمين‪ ،‬فإنه ربما أضل‬
‫من يشاوره‪ ،‬ولكنه يشاور من َج َم َع العلم واألمانة‪ ،‬وفي المشاورة رضا الخصم‪،‬‬
‫والحجة عليه)(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬تفسري اإلمام الشافعي‪ ،‬الشافعي أبو عبد اهلل حممد بن إدريس بن العبـاس بن عثمــان بن‬
‫وقـ ـ ـ ــال احلسـ ـ ـ ــن رضـ ـ ـ ــي اهلل عنـ ـ ـ ــه يف موضـ ـ ـ ــع آخـ ـ ــر‪( :‬إن ك ان الن بي ‪ ‬عن‬
‫مشاورتهم لَغَنِياً‪ ،‬ولكنّه أراد أن يستن بذلك الحكام بعده‪ ،‬وال يشاور إذ نزل به‬
‫المشكل إال عالماً‪ ،‬بالكتاب والسنة‪.)1()..‬‬
‫فتقــدير النــيب ‪ ‬ألصــحابه مل يكن على منط الــذي ذكــره ماســينيونـ يف ســلمان‬
‫روجه الشيعة يف شأنه‪.‬‬
‫الفارسي وما يُ ّ‬
‫وأمــا عُمــدة الشــيعةـ يف احلديث عن ســلمان الفارســي‪،‬ـ فهــو حــديث (سلمان منا‬
‫أه ل ال بيت) ‪ ،‬وهــذا احلديث ال يصــلح االحتجــاج بــه لعــدم صـ ّ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ـحة طرق ــه وتضــعيف‬
‫اجلمهور له‪ ،‬وهذا الذي استدل به ماسينيون مث زعم أن سلمان كــان يــدافع عن أحقيــة‬
‫علي باخلالفة‪.‬‬
‫أم ــا قول ــه يف س ــلمان الفارس ــي رض ــي اهلل عن ــه‪( :‬وك ان يُ دافع عن أحقي ة علي‬
‫بالخالفة)‪ ،‬فهو تــرويج ملعتقـداتـ الشـيعة بالنّيابــة‪ ،‬وإال فال أصـل هلذا الكالمـ كلــه‪ ،‬فقـد‬
‫صــنّف الشــيعة بعض األحــاديث لرتوجيهــا يف واليــة علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه‪،‬‬
‫شــافع بن عبــد املطلب بن عبــد منــاف املطلــيب القرشــي املكي‪ ،‬مجع وحتقيــق ودراســة‪ :‬د‪ .‬أمحد‬
‫بن مصــطفى الفـ َّـران (رســالة دكتــوراه)‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار التدمريــة ‪ -‬اململكــة العربيــة الســعودية‪( ،‬‬
‫‪( ،)1/495‬ط‪1427 /1‬ه)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬تفسري اإلمام الشافعي‪.)1/495( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬أخرجــه ابن كثــري رمحه اهلل يف جــامع املســانيد وال ُّس ـنَن اهلادي ألقــوم َس ـنَن‪ ،‬وابن كثــري‪:‬‬
‫وهــو أبــو الفــداء إمساعيل بن عمــر بن كثــري القرشــي البصــري مث الدمشــقي‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬د عبــد‬
‫امللــك بن عبــد اهلل الــدهيش‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار خضــر للطباعــة والنشــر والتوزيــع بــريوت ‪ -‬لبنــان‪،‬‬
‫طبـ ـ ـ ـ ـ ــع على نفقـ ـ ـ ـ ـ ــة احملقـ ـ ـ ـ ـ ــق ويطلب من مكتبـ ـ ـ ـ ـ ــة النهضـ ـ ـ ـ ـ ــة احلديثـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪ -‬مكـ ـ ـ ـ ـ ــة املكرمـ ـ ـ ــة‪( ،‬‬
‫‪ ،)3/495/4316‬ب ــاب‪ :‬س ــلمان الفارس ــي رض ــي اهلل عن ــه‪( ،‬ط‪/2‬ـ ـ ‪1419‬ه)‪ ،‬وأخرج ــه‬
‫الطــرباين يف املعجم الكبــري‪)6/212/6040( :‬؛ وقــال اهليثمي‪ :‬فيــه كثــري بن عبــد اهلل املزين‪،‬‬
‫وقـ ــد ضـ ـ ّـعفه اجلمهـ ــور وح ّس ـ ـن الرتمـ ــذي حديثَـ ــه وبقي ـ ـةُ رجالـ ــه ثقـ ــات‪ ،‬جممـ ــع الزوائـ ــد‪( :‬‬
‫‪)6/130/10133‬؛ وعلق حمقق اجلامع فقال‪ :‬نسبه الشافعي وأبو داود إىل الكذب‪ ،‬وقــال‬
‫األلب ــاين رمحه اهلل عن ح ــديث‪( :‬س ــلمان من ــا أه ــل ال ــبيت) ض ــعيف ج ــداً‪ ،‬انظ ــر‪( :‬سلس ــلة‬
‫األح ــاديث الض ــعيفة واملوض ــوعة وأثره ــا الس ــيئ يف األمة‪ ،‬لناص ــر ال ــدين األلب ــاين ‪/176 /8‬‬
‫‪.)3704‬‬
‫ومن بعضها القول بأنـ سلمان كـان يـدافع عن أحقيـة علي باخلالفـة‪ ،‬واألقـوال من هـذا‬
‫النوع واألحاديث املصاحبةـ يف دعمها كثرية يف كتبهم‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نقد وتفنيد آراء ل""ويس ماس""ينيون في زعم""ه اغتص""اب الص""حابة‬
‫الوالية واإلمامة من علي بن أبي طالب رضي هللا عنهم‬
‫يقول ماسينيون‪:‬‬
‫(تزداد أهمية رسالة سلمان‪ ،‬فهو الناصح المفضل الذي خلفه النبي لعلي‪،‬‬
‫فيجب أن يُعلِّم المس لمين أن يعرف وا في علي اإلم ام الش رعي لهم س ّراً‪ ،‬بتلقين‬
‫المؤم نين بالم ذهب الناش ئ (الش يعة) وعلن اً بالتندي د بم ا ح دث من اغتص اب‬
‫للخالفة)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وتفنيد هذه اآلراء ونقدها من وجهين‪:‬‬
‫ُ‬
‫* أن لــويس ماســينيون نقــل كالمــه هــذا باالعتمــاد على رواييت (زرارة بن أعين)‬
‫الشــيعي‪ ،‬وهــو مــرتوك عنــد أهــل احلديث من أهــل الســنة‪ ،‬وعن (رجال الكشي)‪ ،‬وقــد‬
‫ســبق نقــده وبيــان موقف ــه عن ــد الس ــلف الصــاحل‪ ،‬مث أدخــل ماســينيون بع ــد اعتمــاده على‬
‫هؤالء تعديالت كثرية بتصرف(‪.)2‬‬
‫الوجه األول للنّقد‪:‬‬
‫نتوصل إىل معرفة شخصــية زرارة العقديــة أوالً مث العلميــة ثانيـةً‪ ،‬ومــدى‬
‫وهو أن ّ‬
‫شــأنه يف نفــوس شــيوخ الشــيعة وأئمتهم‪ ،‬فقـد جــاء يف ترمجتــه عنــد الشــيعة‪ ،‬حيث يقــول‬
‫العـ ـ ــامل الشـ ـ ــيعيـ (الش يخ المفي د) يف كتـ ـ ــاب "أوائ ل المق االت"‪( :‬زرارة بن أعين‬
‫قلت و َشـ ِهد شــاه ٌد‬ ‫(‪)3‬‬
‫فقه ا وحديثًا!!) ‪ُ ،‬‬
‫الشيباني من أكابر رجال الشيعة وأجالئهم ً‬
‫من أهله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصــيات قلقــة يف اإلســالم‪ ،‬البــاب‪ :‬ســلمان الفارســي البواكــري الروحيــة لإلســالم يف‬
‫إيـ ـ ــران‪ ،‬لـ ـ ــويس ماسـ ـ ــينيون‪ ،‬قـ ـ ــام برتمجتـ ـ ــه الـ ـ ــدكتور عبـ ـ ــد الـ ـ ــرمحن بـ ـ ــدوي‪( ،‬ص‪ ،)35‬ط‪:2‬‬
‫‪1964‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫() – انظر منت وهامش املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ‪ -‬أوائـ ــل املقـ ــاالت‪ ،‬الشـ ــيخ املفيـ ــد حممـ ــد بن حممـ ــد بن النعمـ ــان ابن املعلم أيب عبـ ــد اهلل‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫العكربي‪ ،‬البغدادي (‪336‬ت ‪ 413 -‬ه‍)‪( ،‬ص‪ ،)197‬ط‪2/1993‬م‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار املفيــد‬


‫للطباعة والنشر والتوزيع بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫الوجه الثّاني للنقد‪:‬‬
‫صـ ـل إىل معرفت ــه من خالل آراء ال ّسـ ـلف الص ــاحل‪ ،‬قي ــل لس ــفيان بن‬
‫وه ــو أن نتو ّ‬
‫عيين ــة‪:‬ـ (روى زرارة ابن أعين عن أبي جعف ر كتابً ا‪ ،‬فق ال ُس فيان م ا رأى ه و أب ا‬
‫جعفر ولكنه كان يتتبّع حديثه‪ ،‬ثم قال سفيان‪ :‬كانوا ثالثة إخوة عبد الملك ابن‬
‫أعين وحمران بن أعين وزرارة بن أعين وكانوا شيعة!)(‪.)1‬‬
‫فعلى ه ــذا ف ــإن م ــا ذهب إلي ــه ماس ــينيون باط ــل غ ــري ص ــحيح وال يُعت ــرب من ناحي ــة‬
‫صـحة بســبب نقلــه املعلومــات من غــري مصــادرها األصــلية الصــحيحة‪ ،‬وتــواتر الكــذب‬ ‫ال ّ‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫يف حُم ّدثي ّ‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬اجلرح والتعـ ــديل‪ ،‬أبـ ــو حممـ ــد عبـ ــد الـ ــرمحن بن حممـ ــد بن إدريس بن املنـ ــذر التميمي‪،‬‬
‫احلنظلي‪ ،‬الرازي ابن أيب حامت (ت‪327 :‬هـ)‪ ،)1/37( ،‬الناشر‪ :‬طبعة جملس دائرة املعارف‬
‫العثمانيـ ـ ـ ــة ‪ -‬حبيـ ـ ـ ــدر آبـ ـ ـ ــاد الـ ـ ـ ــدكن – اهلنـ ـ ـ ــد‪ ،‬دار إحيـ ـ ـ ــاء الـ ـ ـ ــرتاث العـ ـ ـ ــريب – بـ ـ ـ ــريوت‪ ،‬ط‬
‫‪1/1271‬ه‪1952-‬م‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نقد وتفنيد آراء ل"ويس ماس"ينيون في زعم"ه أن والي"ة علي‬
‫بن أبي طالب رضي هللا عنه وأبنائه نب ّوة باطنية على ضوء مزاعم الشيعة‬
‫ومن تلــك اآلراء مــا أوردهــا البــاحث الــدكتور فرســت مــرعي قــائالً‪ ....( :‬من‬
‫الش يعة يثمن ون عالي اً كتاب ات بعض المستش رقين‬ ‫ج انب آخ ر‪ ،‬ف إن ُكتّ اب ّ‬
‫ِ‬
‫الفرنس َي ْين ل ويس ماس ينيون‬ ‫ويع ّدونهم رواداً في مج ال التّش يع والعرف ان‪ ،‬أمث ال‬
‫وهنري كوربان؛ ألنهم عدوا والية علي رضي اهلل عنه وأبنائه هي النّبوة الباطنية‪،‬‬
‫بعكس النّبوة الحقيقية على أنها ظاهرية فقط(‪.))1‬‬
‫نقد وتفنيد مزاعم ودعاوى ماسينيون المغلوطة في النبوة الباطنية لعلي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫*إن مس ــألة النب ــوة الباطنيـ ـةـ ال ــيت يعتق ــدها الش ــيعة ويُ ّ‬
‫روجه ــا املستش ــرقونـ بالنياب ــة‬
‫مســألة يف غايــة اخلطــورة‪ ،‬وقــد أحســن وأجــاد عبــد امللــك بن عبــد الــرمحن الشــافعي يف‬
‫إجياد حل للرد على الشيعة يف هذه املسألة من خالل تأليف كتــاب خــاص يــرد عليهم‪،‬‬
‫بعنوان‪:‬ـ (‬
‫إمامة الشيعة دعوة باطنية الستمرار النبوة)‪.‬‬
‫ومـ َـر ِاجعهم‬
‫ويُع ـ ّدد عبــد امللــك صــاحب كتــاب إمامــة الشــيعة أقــوال أئمــة الشــيعةـ َ‬
‫ـتح يف ذل ــك‪ ،‬فيق ــول الش ــيخ حفظ ــه اهلل‪( :‬الث اني‬
‫ال ــذين ق ــالوا ب ــالنبوة الباطنيـ ـةـ غ ــري مس ـ ٍ‬
‫عش ر‪ :‬تص ريح فيلس وفكم الش يرازي ب أن اإلمام ة هي نب وة باطني ة وأنهم ا حقيق ة‬
‫واحدة‪ ،‬فقد اعترف صدر الدين الشيرازي في كتابه‪( :‬الحجة) بأن اإلمامة نبوة‬
‫باطنية وهي ُمتّفقة في حقيقتها مع النبوة‪ ،‬فمن أقواله‪:‬‬
‫‪ -1‬صـ ــرح بـ ــأن اإلمامـ ــة هي بـ ــاطن النبـ ــوة فقـ ــال‪( :‬لكن النب وة ختمت ب النبي‬
‫محمد‪ ‬أي نبوة الرسالة والتشريع‪ ،‬وبقيت اإلمامة التي هي باطن النبوة إلى يوم‬
‫القيامة)(‪ ،)2‬وقــال أيضـاً‪( :‬فإن هذه األحوال السنية ‪ ...‬مما يقع فيه االشتراك بين‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬جملـة البيـان‪ ،‬العــدد ‪ 316‬ذو احلجـة ‪1434‬هــ‪ ،‬أكتــوبر– نوفمرب‪2013‬م‪ .‬البـاحث‪ :‬د‪.‬‬
‫فرست مرعي‪ ،‬بعنوان‪ :‬نشأة الشيعة عند املستشرقني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬إمام ــة الش ــيعة دع ــوة باطني ــة الس ــتمرار النب ــوة‪ ،‬عب ــد املل ــك بن عب ــد ال ــرمحن الش ــافعي‪( ،‬‬
‫‪ ،)1/140‬بدون طبعة وال دار النشر‪ ،‬نقال من كتاب (احلجة) لصدر الدين الشريازي‪ ،‬ص‬
‫األنبي اء والرس ل والمح دثين من ه ذه األم ة‪ ،‬ب ل إن األرض م ا خلت عن النب وة‬
‫الباطنية إال نبوة التشريع وإطالق االسم)(‪.)1‬‬
‫ويقــول الشــيخ عبــد امللــك عن بعض أقــوال صــدر الــدين الشــريازي يف املســألةـ أنه‬
‫قال‪( :‬فيجب أن ال تنقطع اإلمامة التي هي والنبوة حقيقة واحدة بالذات متغايرة‬
‫باالعتبار عن ذريته‪ ،‬بل ال بد أن ال ينقطع معنى النبوة وما يجري مجراه عن وج ه‬
‫األرض أبداً كما توضح سابقاً)(‪.)2‬‬
‫فهذه األدلة والشواهد تثبت إقرار الشيعة هبذه العقيدة اليت تُضاهي شخصية النيب ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إن م ــا يُق ـ ّـره الش ــيعةـ يف متثي ــل األئم ــة باألنبي ــاء جرمية عقدي ــة وأخالقي ــة‪،‬‬
‫* ُ‬
‫وحى إليهم‪ ،‬وكيف مُي ثَّل الرجل العادي كنيب مرســل‪،‬‬ ‫فمن املعلوم أن الرسل واألنبياء يُ َ‬
‫ح ــىت ل ــو ك ــان رجالً ص ــاحلاً‪ ،‬ف ــإن النب ــوةـ والرس ــالة غ ــري اختياري ــة‪ ،‬فق ــد ق ــال اهلل تع ــاىل‬
‫ملوسـىـ عليــه الســالم‪ :‬ﭽ" ﭑ" ﭒ" ﭓ" ﭔ" ﭕﭼ(‪ )3‬خبالف الصــالح يف الرجــل‪ ،‬فقــد يكــونـ‬
‫يتحول إىل رجل صــاحل‪ ،‬وليســت النبــوة على هــذا النّحــو‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫الرجل غري صاحل مث ّ‬
‫ال يُ َفِّرقُه الشيعة‪.‬‬
‫* إن ِمن أس ــباب ض ــالل الشـ ــيعة ه ــو الكالم هبوى نفوس ــهم دون احلاج ــة إىل دلي ــل‬
‫الفــرق إال‬‫ش ــرعي نقلي‪ ،‬وه ــل ميكن الق ــول يف ال ــدين باالس ــتغناء عن ال ــدليل‪ ،‬وه ــل ض ـلَّت ِ‬
‫بعــدما اســتغنوا عن األدل ــة الشــرعية وإنزاهلا يف مقاص ــدها ال ــيت أُنْ ـِزلت هلا‪ ،‬فلهــذا قــال اإلمــام‬
‫الذهيب رمحه اهلل يف املنتقى‪( :‬وعالمة صحة الحديث عند الرافضي أن يُوافق هواه)(‪.)4‬‬
‫وق ــال عب ــد ال ــرمحن بن مه ــدي‪( :‬أه ل العلم يكتب ون م الهم وم ا عليهم وأه ل‬
‫األهواء ال يكتبون إال مالهم)(‪.)5‬‬

‫(‪.)133‬‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املرجع السابق نقالً من الكتاب الشريازي نفسه‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬إمام ــة الش ــيعة دع ــوة باطني ــة الس ــتمرار النب ــوة‪ ،‬عب ــد املل ــك بن عب ــد ال ــرمحن الش ــافعي‪( ،‬‬
‫‪ )1/141‬نقالً من كتاب (احلجة) للشريازي‪ ،‬ص (‪.)51‬‬
‫() – سورة طه‪.)١٣ ( :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫()‪ -‬املنتقى من منهــاج االعتــدال يف نقض كالم أهــل الــرفض واالعــتزال للــذهيب‪)1/422 ( ،‬‬
‫الفصل الثالث يف إمامة علي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫()‪ -‬املرجـ ــع السـ ــابق‪ ،‬املنتقى من منهـ ــاج االعتـ ــدال يف نقض كالم أهـ ــل الـ ــرفض واالعـ ــتزال‬
‫قلت‪ :‬إن مــا جيعــل أعــداء اإلســالم متمســكني بتوطيــد العالقــة بينهم وبني أهــل‬
‫* ُ‬
‫البــدع‪ ،‬هــو حصــوهلم نظريــات فكريــة مناهضــة ألصــول الـ ّدين‪ ،‬ألهنم يعلمــون أن األمــة‬
‫لن تقبل مبا يُذيعوهنا من أفكار‪ ،‬وقد ال يطّلعون عليها بتاتاً‪ ،‬فيلجئون إىل االنضمام إىل‬
‫أهــل البــدع ِحلفـاً َخ ِفيـاً من أجــل ختريب الــدين من الــداخل‪ ،‬وحتويــل أصــحاب العقيــدة‬
‫الص ــحيحة إىل غ ــري الص ــحيحة‪ ،‬وه ــذا م ــا وج ــده املستش ــرقونـ م ــع الش ــيعة‪،‬ـ وخاص ــة يف‬
‫مس ــألة النب ــوة الباطني ــة ال ــيت ُكلِّف برتوجيه ــا ك ــل من ل ــويس ماس ــينيونـ‪ ،‬وتلمي ــذه ه ــنري‬
‫كورب ــان‪ ،‬وه ــل يُعق ــل أن ال ــذين حاربون ــا من ــذ فج ــر اإلس ــالمـ إىل يومن ــا ه ــذا مبا فيه ــا‬
‫احلروب الصــليبيةـ أن يقولــوا يوم ـاً نعم إنكم على حـ ّـق‪ ،‬حــىت جيتمعــوا معنــا لنشــر الــدين‬
‫ـاف للعق ــل‪ ،‬فك ــل َم ِن اجتم ــع م ــع ه ــؤالء‬‫اإلس ــالمي وعقيدت ـهـ الص ــحيحة؟ كال ه ــذا من ـ ٍ‬
‫األعــداء فإنــه منهم‪ ،‬وهــذا الــذي جنده مــع الشــيعة اجملتمعني مــع املستشــرقني وغــريهم من‬
‫أص ــناف أع ــداء اإلس ــالم ألهنم وج ــدوا الطري ــق ممه ــداً من خالل عقي ــدهتم الوض ــعية إىل‬
‫قمع العقيدة اإلسالمية الصحيحة من أصلها الداخلي‪.‬‬
‫نق""د وتفني""د ح""ديث غ""دير خم ال""ذي زعم الش""يعة من خالل""ه إثب""ات الوالي""ة‬
‫واإلمامة لعلي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬
‫*يق ــول ابن الع ــريب رمحه اهلل يف نق ــد ح ــديث غ ــدير خم من ِوجه ــة نظ ــر الش ــيعةـ‬
‫واملستش ــرقني على ح ــد س ــواء حيث يق ــول‪( :‬فأم ا ح ديث غ دير خم فال ُحج ة في ه‪،‬‬
‫ألنه إنما استخلفه في حياته على المدينة كما استخلف موسى هارون في حياته‬
‫عند سفره للمناجاة على بني إسرائيل‪ ،‬وقد اتّفق الكل من إخوانهم اليهود على‬
‫أن موسى مات بعد هارون فأين الخالفة؟!!‬
‫وأم ا قول ه "اللهم وال من وااله" فكالم ص حيح‪ ،‬ودع وة مجاب ة وم ا يعلم‬
‫أح د ع اداه إال الرافض ة‪ ،‬ف إنهم أنزل وه في غ ير منزلت ه‪ ،‬ونس بوا إلي ه م ا ال يلي ق‬
‫بدرجت ه‪ ،‬والزي ادة في الح د نقص ان من المح دود‪ ،‬ول و تع َّدى عليه ا أب و بك ر م ا‬
‫كان المتعدِّي وحده‪ ،‬بل جميع الصحابة كما قلنا ألنهم ساعدوه على الباطل‪،‬‬
‫وال تستغربوا هذا من قولهم‪ ،‬فإنهم يقولون‪ :‬إن النبي ‪ ‬كان مداريًا لهم‪ ،‬معنيا‬
‫بهم على نفاق وتقية‪ ،‬وأين أنت من قول النبي ‪ ‬حين سمع قول عائشة رضي‬

‫للذهيب‪ )1/422( ،‬الفصل الثالث يف إمامة علي‪.‬‬


‫اهلل عنها‪ :‬مروا عمر فليصل بالناس" إنكن ألنتن صواحب يوسف‪ ،‬مروا أبا بكر‬
‫فليصل بالناس)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬ومناس ــبة ه ــذا احلديث يف ص ــحيح البخ ــاري عن ــد ذك ــر م ــرض الن ــيب ‪‬‬
‫ُ‬
‫الــذي تــويف فيــه‪ ،‬وقــد جــاء احلديث عنــد البخــاري يف صــحيحه كــامالً‪( :‬عن عائشة أم‬
‫المؤمنين رضي اهلل عنها‪ ،‬أنها قالت‪ :‬إن رسول اهلل ‪ ‬قال في مرضه‪" :‬مروا أبا‬
‫قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع‬
‫بكر يصلي بالناس" قالت عائشة‪ُ :‬‬
‫فقلت لحفصة‪ :‬قولي‬
‫الناس من البكاء‪ ،‬فمر عمر فليصل للناس‪ ،‬فقالت عائشة‪ُ :‬‬
‫له‪ :‬إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء‪ ،‬فمر عمر فليصل‬
‫ففعلت حفصة‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪" :‬مه إنكن ألنتن صواحب يوسف‪،‬‬
‫ْ‬ ‫للناس‪،‬‬
‫يب من ك‬
‫كنت ألص َ‬
‫م روا أب ا بك ر فليص ل للن اس" فق الت حفص ة لعائش ة‪ :‬م ا ُ‬
‫(‪) 2‬‬

‫(‪) 3‬‬
‫خيرا)‬
‫ً‬
‫*يقــول اإلمــام الــذهيب رمحه اهلل يف املنتقىـ يف الــرد على الشــيعة يف حــديث (غدير‬
‫خم) إذ يقول‪( :‬روى أبو نعيم بإسناده إلى أبي سعيد أن النبي ‪ ‬دعا الناس إلى‬
‫الش وك فقام فأخذ بضبعي علي فرفعهما حتى‬
‫غدير خم وأمرنا تحت الشجر من ّ‬
‫نظر الناس إلى باطن إبطي رسول اهلل ثم لم يتفرقوا حتى نزلت ﭽ" ﭺ" ﭻ" ﭼ" ﭽ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬العواص ــم من القواص ــم البن الع ــريب‪ ،)1/192( ،‬ب ــاب‪ :‬م ــراتب الص ــحابة ومن بع ــدهم‬
‫وأصـ ــناف أئمـ ــة الـ ــدين‪ ،‬قلت واحلديث من صـ ــحيح البخـ ــاري رمحه اهلل‪ ،‬فتح البـ ــاري ش ــرح‬
‫ص ـ ـ ــحيح البخ ـ ـ ــاري‪ ،‬زين ال ـ ـ ــدين عب ـ ـ ــد ال ـ ـ ــرمحن بن أمحد بن رجب بن احلس ـ ـ ــن‪ ،‬ال َسـ ـ ـالمي‪،‬‬
‫البغ ــدادي‪ ،‬مث الدمش ــقي‪ ،‬احلنبلي (املت ــوىف‪795 :‬هـ ــ)‪ ،‬جمموع ــة من احملققني‪،‬ـ الناش ــر‪ :‬مكتب ــة‬
‫الغرباء األثرية ‪ -‬املدينة النبوية‪ ،)6/116/679( ،‬باب‪ :‬أهل العلم والفضل أحق باإلمامـة‪،‬‬
‫(ط‪1/1417 :‬ه)‪.‬‬
‫()‪ -‬أخرجـ ــه البخـ ــاري يف صـ ــحيحه‪ ،)1/136/679( ،‬بـ ــاب‪ :‬أهـ ــل العلم والفضـ ــل أحـ ــق‬ ‫‪2‬‬

‫باإلمامة‪ ،‬وأخرجه مسلم‪ ،)1/313/418( ،‬باب استخالف اإلمام إذا عرض له عذر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬وقد علّــق مصـطفى البغــا يف نفس املرجـع الســابق على معـىن قـول حفصـة لعائشـة يف هــذا‬
‫احلديث‪( :‬م ــا كنت ألص ــيب من ــك خ ــريا) أي كلم ــا وافقتُ ــك يف ش ــيء أوقعتِيِن يف ورط ــة ال‬
‫أحسن التّخلُّ َ‬
‫ص منها فال ينالين خري بسببك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ﭾﭼ فق ال الرس ول اهلل أك بر على إكم ال ال دين ورض ي ال رب برس التي وبالوالي ة‬
‫لعلي من بع دي ثم ق ال من كنت م واله فعلي م واله اللهم وال من وااله وانص ر‬
‫من نص ره واخ ذل من خذل ه‪ ،‬قلن ا وه ذا من الك ذب باتّف اق أه ل المعرف ة‬
‫واقف بعرفة قبل‬
‫ٌ‬ ‫الرسول ‪ ‬وهو‬ ‫بالموضوعات‪ ،‬وقد ثبت أن اآلية نزلت على ّ‬
‫يوم الغدير بسبعة أيام‪ ،‬ثم ليس فيها داللة على علي رضي اهلل عنه بوجه وال على‬
‫إمامت ه ف دعواك أن ال براهين دلت علي ه من الق رآن من الك ذب الواض ح وإنم ا‬
‫(‪) 1‬‬
‫يكون ذلك من الحديث لو صح)‪.‬‬
‫*ويق ــول ال ــذهيب أيض ـاً‪( :‬واتف ق الن اس على أن م ا قال ه الن بي ‪ ‬بغ دير خم‬
‫ك ان مرجع ه من حج ة ال وداع‪ ،‬أال ت رى أن الش يعة تجع ل ي وم ث اني عش ر ذي‬
‫الحجة عي ًدا فبعد ذلك لم يرجع النبي ‪ ‬إلى مكة‪.)2()..‬‬
‫قلت‪ :‬فقد أحسن الــذهيب عنــدما قــال‪( :‬وعالمة صحة الحديث عند الرافضي‬
‫ُ‬
‫أن يوافق هواه) فمــع ثبــوت حــديث غــدير خم عن النــيب ‪ ‬يف أكــثر من طُــرق‪ ،‬إال‬
‫أنه ال توجد له أيّة داللة على إمامة علي رضي اهلل عنه وواليته‪ ،‬فهكــذا أخــذها الشــيعة‬
‫وجنّــدوا هلذه األحــاديث جنــوداً من أنفســهم ومن غــريهم ســفراء راحــوا ينشــرون مسوم‬
‫أك ــاذيبهم بزي ــادة يف ص ــحتها ونقص من ج ــوانب أخ ــرى حرصـ ـاً منهم أن تتواف ــق م ــع‬
‫ه ــواهم‪ ،‬وق ــد انكش ــف أم ـ ُـرهم ل ــدى عب ــاقرة العلمــاء والس ــلف الص ــاحل ال ــذين مل يَ ـ َـدعوا‬
‫جهــداً يف نُصــرة ال ـ ّدين وال ـ ّذب عنــه إال واســتعملوهـ ﭽ" ﯟ" ﯠ" ﯡ" ﯢ" ﯣ" ﯤ‬ ‫منهم ُ‬
‫(‪) 3‬‬
‫لت إىل حقيقــة مــا حلديث غــدير خم من صــحة وباطــل ومــا آلراء‬ ‫صـ ُ‬
‫ﯥﭼ فهنــا قــد تو ّ‬
‫نظريتهم يف النبـ ّـوة الباطنيـةـ من إنكـار ختم النّبــوة‪،‬ـ فأسـأل اهلل تعـاىل أن يهـدينا إىل اتّبـاع‬
‫الضالل إنه مسيع الدعاء‪.‬‬ ‫احلق بدليله‪ ،‬وأن جُيَنِّبَنا من زيغ ّ‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املنتقى من منهاج االعتدال‪ ،‬للذهيب‪.)1/425( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬املنتقى من منهاج االعتدال‪ ،‬للذهيب‪.)1/425( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬سورة األنفال‪ :‬اآلية (‪.)٨‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون‬
‫في مسائل أهل البيت وال ّرد عليها‪،‬‬
‫وتحته مطلبان‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نق د وتفني د م زاعم ل ويس ماس ينيون في حص ره أه ل ال بيت إلى‬
‫خمسة أشخاص‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النق د والتفني د لم زاعم ماس ينيون أن س لمان الفارس ي ك ان ه و‬
‫الصدوق آلل البيت بعد وفاة النبي ‪.‬‬
‫الصاحب ّ‬
‫المطلب األول‪ :‬نقد وتفنيد مزاعم لويس ماسينيون في حصره أه""ل ال""بيت‬
‫إلى خمسة أشخاص‪.‬‬
‫يــزعم لــويس ماســينيون والشــيعة أن هــؤالء هم الــذين دعــاهم النــيب ‪ ‬للمباهلــة‬
‫مــع وفــد نصــارى جنران‪ ،‬حــىت مل يَعتــرب ماســينيونـ والشــيعةـ أمهــات املؤمــنني ضــمن أهــل‬
‫بيته عليه أفضل الصالةـ وأمتّ التسليم‪ ،‬وإليـك تلـك اآلراء املاسـينيونية الشــيعية املشــرتكة‪،‬‬
‫وهي جمموعة من اآلراء سأوردها كلّها كما جـاءت يف الفصـل الثـالث نظـراً الرتباطهـا‬
‫ببعض ــهاـ مث أق ــوم ب ــالرد عليه ــا ببعض من التفص ــيل‪،‬ـ وتنطل ــق تل ــك اآلراء من خالل م ــا‬
‫أوردها الباحث عبد الرزاق األصفر حيث يقول‪:‬‬
‫(على‪ ‬قصة المباهلة التّي جرت مع وفد نصارى نجران في المدينة بحضور‬
‫وعلي والحس ن‪ ‬والحس ين‪ ....‬كم ا أب رز أي ماس ينيون دور‬ ‫الس يدة فاطم ة ّ‬ ‫ّ‬
‫علي‪ ‬وفاطم ة وس لمان الفارس ي في اإلس الم والش يعة‪ ،‬ومن المعل وم أن س لمان‬
‫ٍّ‬
‫الرهب ان ويتلقى عنهم‪ ،‬ثم‬
‫يُمثّ ل الثّقاف ة المس يحية‪ ،‬ألنّ ه ك ان قب ل إس المه يالزم ّ‬
‫وقرب ه النّ بي ح تى ع ّده من آل‬
‫بي الجدي د‪ّ ..‬‬
‫ذهب ليبحث عن الحقيق ة‪ ‬والن ّ‬
‫البيت(‪.))1‬‬
‫وقال لويس ماسينيونـ أيضاً‪:‬‬
‫(‪....‬ونعتقد نحن أن أبا الخطاب المتوفي سنة ‪138‬ه هو الذي أدرك في‬
‫قوته ا‪ ،‬وه و ال يجعل ه ه و نفس ه روح األم ر‬
‫تل ك الف ترة رس الة س لمان بك ل ّ‬
‫وحد بينه وبينها تدريجياً بعملية رفع روحي‪ ،‬وبهذا يرفعه إلى مرتبة‬
‫مباشرة‪ ،‬إنما يُ ّ‬
‫األلوهي ة ف وق مرتب ة اإلم ام‪ ،‬وه ذا عن ده ُخم اس‪ ،‬أع ني من خمس ة أش خاص‪،‬‬
‫محمد‪ ،‬علي‪ ،‬فاطمة‪ ،‬الحسن‪ ،‬الحسين‪ ،‬وفي هذا نشاهد ُخماس المباهلة)!(‪.)2‬‬
‫وقال لويس ماسينيونـ أيضاً‪:‬‬
‫(وفي ي وم مش هود هك ذا ي روي الش يعة!‪ ،‬ش هد س لمان المباهل ة‪....‬في‬
‫المدينة عن د مق برة البقي ع ق رب الك تيب األحم ر‪ ،‬دع ا الن بي وه و أم ام وف د ب ني‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬جملة الرتاث العريب‪-‬جملة فصلية تصدر عن احتاد الكتـاب العــرب‪-‬دمشــق العــدد‪84-83‬‬
‫عنوان الباحث‪ :‬املستشرق لويس ماسينيون ماله وما عليه‪ ،‬عبدالرزاق األصفر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف االسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)38‬‬
‫بلحارث المسيحين من نجران‪ ،‬ه ؤالء إلى المباهلة‪ ،‬س ورة آل عم ران‪،54‬ﭽ" ﯠ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯡ ﯢ" ﯣ" ﯤ" ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸﭼ ولهذه المحاكمة التي فيها إظهاره الوحيد إلخالصه المطلق‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫جمع النبي أهله الخمسة الذين دثرهم بدثاره وهم عداه حفيداه‪ ،‬وابنته وزوجها‬
‫رهائن على إيمانه برسالته النبوية‪ ،‬ومنذ ذلك الحين استحال عند بعض صحابة‬
‫مودة نحو الخمسة إلى حب عبادة‪ ،‬فقد ق ّدسوا آل‬
‫النبي ما كانوا يحملون من ّ‬
‫علي ألن ق رابتهم الدموي ة المتفاوت ة في قربه ا من الن بي ق د تح ّولت بن وع من‬
‫الش عيرة العلني ة "المباهل ة" نقلت ك ل أملهم في الع دل بع د م وت الن بي‪ ،‬وفري ق‬
‫آخر أبغضهم ناقلين إلى آل علي تأثّرهم بموتاهم الكفار الذين قتلوا في بدر بأمر‬
‫من الرسول بيد علي)(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬ترمي آراء لويس ماسينيونـ كلها إىل حماولة له إلثبات أن أهل بيت النيب‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬مخس ـ ــة ِوف ـ ــق إرادة الش ـ ــيعة املق ـ ــررة يف كتبهم‪ ،‬ولكي يعلم الق ـ ــارئ ذل ـ ــك‪ ،‬إلي ك‬
‫اعتقادهم في المسألة أوالً‪:‬‬
‫رأي ال ّشيعة حول أهل البيت والرّد عليهم‬
‫ج ــاءت آراؤهم يف جمل ــة (مجل ة تراثن ا‪ -‬التّابع ة لمؤسس ة آل ال بيت) الش ــيعيةـ‬
‫املتخصص ــة يف ت ــرويج مفه ــومـ آل وأه ــل ال ــبيت على طريق ــة ش ــيعية‪ ،‬وذل ــك عن طري ــق‬
‫تأويل قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ(‪ )3‬جاء يف اجمللة بلسان‬
‫أحــد حُم ّدثيهم إذ يقــول‪( :‬قال سيد المحدثين جمال الملة وال ّدين عطاء اهلل الحسيني‬
‫األصيلي الشيرازي قدس سره في كتابه الموسوم ب‍ "تحف ة األحب اء"(‪ :)4‬إن لعلم اء‬

‫‪1‬‬
‫قلت‪ :‬الصــحيح أن رقم اآليـة هـو املذكور آنفـاً‪ ،‬خبالف‬
‫()‪ -‬سورة آل عمران‪ :‬اآليـة (‪ُ ،)٦١‬‬
‫ما ذهب إليه ماسينيون بأنــه (‪ ،)54‬فرمبا يرجــع إىل اختالف طبعــة املصــحف الـيت نقــل منهــا‪،‬‬
‫تعمـداً يف حتريـف رقم اآليـة‬
‫والغريب أن الفارق كبريٌ بني الرقمني‪ ،‬فقد يكون سـهواً منـه أو ُم ّ‬
‫واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف االسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)46-45‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬سورة األحزاب‪ :‬اآلية (‪.)٣٣‬‬
‫‪4‬‬
‫() – مالحظ ة‪ :‬حـ ُ‬
‫ـاولت كــل مــا بوســعي لالطالع على الكتــاب املوســوم ب ــ(حتفــة األحبــاء)‬
‫التفس ير رحمهم اهلل في بي ان الم راد من أه ل ال بيت ثالث ة أق وال‪:‬‬
‫الص دقة وال ّزك اة من أق ارب النّ بي ص لى‬
‫أح دهما‪ :‬أن الم راد من ح رم اهلل عليهم ّ‬
‫اهلل علي ه وآل ه‪ ،‬ك آل علي‪ ،‬وآل عقي ل‪ ،‬وآل جعف ر‪ ،‬وأن الم راد من التّطه ير‪:‬‬
‫الصدقة والزكاة‪.‬‬
‫التّطهير من أوساخ الناس التي هي ّ‬
‫وثانيه ا‪ :‬أن الم راد من أه ل ال بيت‪ :‬األزواج المق ّدس ة‪ ،‬ألن س ياق اآلي ة في‬
‫بيان حالهن‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬أن المراد من أهل البيت‪ :‬محمد رسول اهلل‪ ،‬وعلي بن أبي طالب‪،‬‬
‫(والسبطان) عليهم الصالة والسالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الزهراء‪،‬‬
‫وفاطمة ّ‬
‫قلت‪ :‬مث يأتونـ إىل ترجيح ما يتوافق وعقيدهتم فيقولون‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وظاهر اآلية يدل على صحة هذا القول‪-‬‬
‫قلت‪ :‬يقصـ ـ ــدون بصـ ـ ــحة ذلـ ـ ــك القـ ـ ــول أي القـ ـ ــول الثـ ـ ــالث واألخـ ـ ــري أعاله‪،‬ـ مث‬
‫ُ‬
‫(يطه ركم) يقتض ي أن يك ون‬ ‫ْملـ ــون تـ ــرجيحهم قـ ــائلني‪ :‬ألن ت ذكير (عنكم) و ّ‬ ‫يك ِ‬
‫ُ‬
‫الرج ال دون النّس اء‪ ،‬وعلى تقدير إرادة األزواج ك ان ح ق العبارة أن‬ ‫المخاطَب ّ‬
‫ضمير!!‪.‬‬ ‫(ويطهركن) بتأنيث ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقول‪:‬‬
‫والقول بأن اآلية الكريمة قد نزلت في شأن الخمسة المذكورين الذين هم‬
‫شيعة إلى حد التّواتر!!‪.‬‬ ‫آل العباء عليهم السالم قد وصل عند اإلمامية وسائر ال ّ‬
‫أيض ا‪ ،‬وروى أهل الحديث‬ ‫جمع كثير ً‬ ‫الش يعة ٌ‬ ‫وقد ذهب إليه من غير فرق ّ‬
‫في كتبهم أح اديث متع ددة ص حيحة‪ ،‬دال ة على أن الم راد ه و الخمس ة‬
‫الس ند قدس سره ‪ -‬من جملة ذلك‬ ‫الس يد ّ‬ ‫المذكورون عليهم السالم‪ ،‬ثم ذكر ّ‬
‫خمسة أحاديث‪ ،‬اثنان منها ‪ -‬وهما المسندان إلى أم سلمة رضي اهلل عنها‪.....‬‬
‫قد اشتمل على أنه لما قال النّبي صلى اهلل عليه وآله في شأن أهل البيت ما قال‪،‬‬
‫ألست من أهل بيتك؟ قال‪ :‬إنك‬ ‫ُ‬ ‫قالت أم سلمة رضي اهلل عنها‪ :‬يا رسول اهلل!‬
‫على خير‪ ،‬أو إلى خير)(‪.)1‬‬
‫مث يعلّقــون يف اهلامش قــائلني‪( :‬وخالصة الحديث‪ :‬أن النبي األعظم صلى اهلل‬
‫علي ه وآل ه وس لم بع د أن جلّ ل عليً ا وفاطم ة والحس ن والحس ين عليهم الس الم‬

‫يتيسر يل الوصول إليه‪.‬‬


‫ألنقل منه‪ ،‬ويُعترب هو املصدر يف املعلومات اليت عرضتها فلم ّ‬
‫‪1‬‬
‫() – جملــة تراثنــا‪ -‬مؤسســة آل الــبيت‪ )421-39/416( ،‬ســنة الطبــع ‪1415‬ه‪ ،‬مصــدر‬
‫اجمللة‪( :‬املكتبة الشيعية)‪.‬‬
‫بكس اء ل ه ص لى اهلل علي ه وآل ه وس لم ق ال‪( :‬اللهم ه ؤالء أه ل بي تي وخاص تي‪،‬‬
‫تطهيرا) ثم قالت أم سلمة‪ -‬بعد ذلك ‪ -‬ما قالت‪،‬‬
‫وطهرهم ً‬
‫الرجس ّ‬
‫أذهب عنهم ّ‬
‫صريحا بإبعادهم عنهم عليهم السالم((‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫المق ّدس‬
‫فكان الجواب ُ‬
‫الس الم لم ا أدخ ل عليً ا‬
‫مث ق ــالوا‪( :‬والح ديث الث اني‪ :‬ق د تض ّمن أنّ ه علي ه ّ‬
‫وفاطمة وسبطيه في العباءة‪ ،‬قال‪ :‬اللهم هؤالء أهل بيتي وأطهار عترتي وأطياب‬
‫وطه رهم‬
‫أروم تي من لحمي ودمي‪ ،‬إلي ك ال إلى الن ار‪ ،‬أذهب عنهم ال ّرجس ّ‬
‫قلت‪ :‬يا رسول‬
‫وكرر هذا ال ّدعاء ثالثًا‪ ،‬قالت أم سلمة رضي اهلل عنها‪ُ :‬‬
‫تطهيرا)‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫الس يد ق ّدس‬
‫اهلل وأنا معهم؟ قال‪:‬إنّك إلى خير‪ ،‬وأنت من خير أزواجي)‪ ،‬ثم قال ّ‬
‫سره‪ -‬بعد نقل األحاديث الخمسة‪ :‬وقد تح ّق ق من هذه األحاديث أن اآلية إنما‬
‫نزلت في شأن الخمسة المذكورين عليهم السالم‪ ،‬ولهذا يُقال لهم‪ :‬آل العباء‪،‬‬
‫وهلل در من قال من أهل الكمال‪:‬‬
‫توسلي‬
‫على اهلل في كل األمور تو ّكلي * وبالخمس أصحاب العباء ّ‬
‫محمد المبعوث ح ًقا وبنته * وسبطيه ثم المقتدى المرتضى علي‬
‫فس رين دائ رة في الثّالث ة الم ذكورة‪،‬‬
‫الم ّ‬
‫مث ذهبـ ــوا إىل القـ ــول أيض ـ ـاً‪( :‬إن أق وال ُ‬
‫واحتم ال أن الم راد مجم وع الخمس ة الم ذكورين عليهم الس الم واألزواج خ ر ٌق‬
‫إلجم اعهم!!‪ ،‬والق ول ب ه إنّم ا ح دث من فخ ر ال ديّن ال ّرازي عن د ع دم اهتدائ ه إلى‬
‫قصي عن استدالل اإلمامية على عصمته أئمتهم باآلية الكريمة((‪ )2‬انتهى كالمهم‪.‬‬ ‫التّ ّ‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر املرجع السابق‪ ،‬جملة تراثنا‪ -‬مؤسسة آل البيت هامش‪ ،‬ص (‪.)421‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)423‬‬
‫نقد وتفنيد لتلك اآلراء‪:‬‬
‫قلت‪ :‬أمــا نقــدهم وتفنيــد آرائهم فمن خالل انتقــادهم بشـ ّدة مــا ذهب إليــه فخــر‬
‫ُ‬
‫ال ّدين الرازي َو َسبَبُهُ يرجــع إىل قــول الــرازي يف تفســريه املعــروف بـ(مفاتيح الغيب‪ -‬أو‬
‫يل عنكم‬ ‫التفسير الكب ير)‪ ،‬حيث يقــول‪( :‬فقوله تعالى‪ :‬ﮊ" ﮋ" ﮌ" ‪ :‬أي يُ ِز ُ‬
‫الذنُوب‪ ،‬ﮏ‪ :‬أي ي ْلبِس ُكم ِخلَع الْ َكرام ِة‪ ،‬ثُ َّم إ ّن اللّه تعالى َت ر َك ِخطَ اب الْم َؤ َّنثَ ِ‬
‫ات‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ ََ‬ ‫ُّ َ‬
‫س اءُ أ َْه ِل َب ْيتِ ِه‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ب بِ ِخطَ ِ‬
‫ين بقول ه‪ :‬ﮊ" ﮋ" ﮌ"‪ :‬ليَ ْد ُخ َل في ه ن َ‬ ‫ْم َذ َّك ِر َ‬
‫اب ال ُ‬ ‫َو َخ اطَ َ‬
‫واختُلِفت األق وال في أه ل ال بيت‪ ،‬واألولى أن يُق ال هم ُ‬
‫أوالدهُ‬ ‫َو ِر َج الِ ِه ْم‪ْ ،‬‬
‫س ْي ُن منهم َو َعلِ ٌّي منهم ألَنَّهُ ك ان من أه ل بيت ه بس بب‬ ‫والح َ‬
‫واج هُ والحس ُن ُ‬ ‫وأ َْز ُ‬
‫ت النَّبِ ِّي عليه السالم ومالزمته للنبي)ـ(ـ‪)1‬ـ ‪ -‬اـنـتـهـىـ كـالـمـ فخـرـ اـلـدـيـنـ‬ ‫معاشرته بِبِ ْن ِ‬
‫ُ‬
‫الرازي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هــذا مــا أثــار ضــجيج الشــيعة ِمن أنــه عـ ّد أزواج النــيب ‪ ‬من أهــل بيتــه‪ ،‬ألن‬
‫ُ‬
‫أوردت‬
‫ُ‬ ‫الشيعة حاولوا إبعاد أم املؤمنني أم سلمة رضي اهلل عنها يف مناسبة هذه اآليـة كمـا‬
‫آراءهم فيها آنفاً‪ ،‬ومن املعلوم أن الشيعة يقدحون يف أمهات املؤمــنني (أزواج النبي) ‪،‬‬
‫ويتقرب ـ ــون ب ـ ــذلك إىل ال ّش ـ ـيطان‪ ،‬ويُْبعِ ـ ــدون أنف َس ـ ـهم ب ـ ــذلك عن رمحة اهلل‪ ،‬ويُ ِّقربوهنا إىل‬
‫ّ‬
‫إن َمن يُعـ ّد أمهـات املؤمـنني من أهـل بيتـه صـلوات اهلل وسـالمه عليـه‬ ‫القهـار‪َّ ،‬‬
‫غضـب اجلبّـار ّ‬
‫الشيعة على أزواجه الطّاهرات وخاصة عائشة رضي اهلل عنها‪.‬‬ ‫يصطدم حبقد ّ‬

‫‪1‬‬
‫()– مف ــاتيح الغيب ‪ -‬التفس ــري الكب ــري‪ ،‬أب ــو عب ــد اهلل حمم ــد بن عم ــر بن احلس ــن بن احلس ــني‬
‫الــتيمي الــرازي املل ّقب بفخــر ال ـ ّدين ال ـ ّـرازي خطيب ال ــري ‪ ،)25/168( ،‬ط‪3/1420‬ه‪،‬‬
‫دار إحياء الرتاث العريب‪-‬بريوت‪.‬‬
‫التحليل والردود العام""ة على آراء ماس""ينيون والش""يعة من خالل م""زاعمهم‬
‫في قصة المباهلة مع وفد نجران‪ ،‬و دعاواهم إخراج النبي ‪ ‬أزواج""ه من أه""ل‬
‫بيته عليهم أفضل الصالة وأتم التّسليم‬
‫إن احلديث عن كل ما يتعلق بأهل بيت النيب ‪ ‬قــد يطــول يب إىل حــد اخلروج‬
‫ولكن حمل اهتمــامي هــو الــرد على دعــاوى‬ ‫ِ‬
‫عن مقاصــد البحث‪ ،‬وهــذا هــو حمل حَتَفُّظي ّ‬
‫الشـ ــيعة الـ ــيت تـ ــزعم أن أزواج النـ ــيب ‪ ‬لَ ْس ـ ـن من أهـ ــل بيتـ ــه‪ ،‬وهي مـ ــزاعمهم الزائف ــة‬
‫واخلطـ ــرية الـ ــيت تـ ــذكر أن أهـ ــل بيت النـ ــيب يف آيـ ــة املباهلـ ــة هم النـ ــيب ‪ ‬وعلي بن أيب‬
‫طــالب‪ ،‬واحلســن‪ ،‬واحلســني‪ ،‬وفاطمــة دون غــريهم‪ ،‬وأن النــيب ‪ ‬أ َْب َعـ َـد َأم ســلمة ألهنا‬
‫ليســت من أهــل بيتــه!‪ ،‬وإلثبــات أحقيــة أزواجــه ضــمن أهــل بيتــه من خالل آيــة املباهلــة‬
‫يكمن مايلي‪:‬‬
‫ﮈ" ﮉ" ﮊ" ﮋ" ﮌ" ﮍ" ﮎ‬ ‫* من املعلوم أن حديث آية قوله تعاىل‪ :‬ﭽ" ﮇ"‬
‫ﮏ" ﮐﭼ (‪ )1‬لــه طــرق كثــرية خمتلفــة‪ ،‬وكلهــا مشــهورة بني صــحيح‪ ،‬وحســن‪ ،‬وحســن‬
‫الصحة‪ ،‬ومــا يُِه ُّمين هنــا هــو إثبــات أزواج النــيب ضــمن أهــل‬‫لغريه‪ ،‬وغري ذلك من طرق ّ‬
‫بيته من خالل االستشهاد واالستدالل بالطرق الصحيحة هلذا احلديث يف إثبات ذلك‪،‬‬
‫ومن ذلك‪( :‬عن أم سلمة رضي اهلل عنها‪ ،‬أنها قالت‪ :‬في بيتي نزلت هذه اآلية ﭽ‬
‫ﮍ" ﮎ" ﭼ قالت‪ :‬فأرسل رسول اهلل ‪ ‬إلى علي‬ ‫ﮋ" ﮌ"‬ ‫ﮈ" ﮉ" ﮊ"‬ ‫ﮇ"‬
‫وفاطم ة والحس ن والحس ين رض ي اهلل عنهم‪ ،‬أجمعين فق ال‪" :‬اللهم ه ؤالء أه ل‬
‫بيتي" قالت أم سلمة‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ما أنا من أهل البيت؟ قال‪ِ :‬‬
‫"إنك أهلي خير‬
‫وهؤالء أهل بيتي اللهم أهلي أحق")(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬وهـ ـ ــل من أوضـ ـ ــح مما قالـ ـ ــه النـ ـ ــيب ‪ ‬أن أم سـ ـ ــلمة من أهلـ ـ ــه؟ ْ‬
‫ولكن أىب‬ ‫ُ‬
‫ؤولوا حماولني إخراجها‪.‬‬
‫الشيعة وماسينيون إال أن يُ ِّ‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سورة األحزاب‪ :‬اآلية (‪.)33‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬احلديث مســتخرج من املســتدرك على الصــحيحني‪ ،‬أليب عبــد اهلل احلاكم حممــد بن عبــد‬
‫اهلل بن حممد بن محدويه بن نُعيم بن احلكم الضيب الطهماين النيسابوري املعروف بابن الــبيع‪،‬‬
‫حتقيـ ـ ـ ـ ـ ــق‪ :‬مصـ ـ ـ ـ ـ ــطفى عبـ ـ ـ ـ ـ ــد القـ ـ ـ ـ ـ ــادر عطـ ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬الناشـ ـ ـ ـ ـ ــر‪ :‬دار الكتب العلميـ ـ ـ ـ ـ ــة –بـ ـ ـ ـ ـ ــريوت‪( ،‬‬
‫‪( ،)2/451/3558‬ط‪1/1411‬ه)‪ ،‬يق ـ ــول احملق ـ ــق‪ :‬ه ـ ــذا ح ـ ــديث ص ـ ــحيح على ش ـ ــرط‬
‫البخاري ومل خيرجاه‪.‬‬
‫*ويف حديث آخر عن (أم سلمة رضي اهلل عنها‪ ،‬قالت‪ :‬في بيتي أنزلت‪ :‬ﭽﮇ‬
‫ﮍ" ﮎ" ﭼ‪ ،‬قالت‪ :‬فأرسل رسول اهلل ‪ ‬إلى فاطمة‪ ،‬وعلي‪،‬‬ ‫ﮋ" ﮌ"‬ ‫ﮈ" ﮉ" ﮊ"‬
‫والحسن‪ ،‬والحسين‪ ،‬فقال‪" :‬هؤالء أهل بيتي"‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أما‬
‫أنا من أهل البيت؟ قال‪" :‬بلى إن شاء اهلل")(‪ ،)1‬وهذا من األدلة الواضحة أيضاً‪.‬‬
‫قلت‪ :‬مث إن اآلية بكاملها مرتبطة ببعضها‪ ،‬أي أن هـذه اآليـة تُعـ ّد هي املناسـبةـ‬
‫* ُ‬
‫لل ــيت قبله ــا وه ــو منهج حتليلي علمي ن ــاجح عن ــد علم ــاء التفس ــري‪ ،‬وذل ــك عن ــد وج ــود‬
‫إشكالية يف ربط مفهــوم اآليـات ببعضــها‪ ،‬وهي قولـه تعــاىل‪ :‬ﭽ" ﭶ" ﭷ" ﭸ" ﭹ" ﭺ" ﭻ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ ‪ ،‬إذاً‬
‫فال ميكن تفسري اآليــة الــيت قبــل آيــة (التطهير) منفصـالًـ من حيث املقصــد عن الــيت تليهــا‬
‫الرتباطهما ببعضهما‪ ،‬وإىل هذا مُي كنين تقسيم مناسبة اآلية إىل ثالثة محاور أساسية‪:‬‬
‫*المحور األول‪ :‬ويكمن يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽ" ﭶ" ﭷ" ﭸ" ﭹ" ﭺ" ﭻ" ﭼ" ﭽﭾ" ﭼ‬
‫فهذه اآلية جاءت لنُصح أمهات املؤمنني بلزوم البيوتـ ألن ذلك من مسات العفيفات‪،‬‬
‫ألهنن قــدوة حســنة لنســاء العــاملني ونســاء األمــة‬ ‫ِ‬
‫واحلث على احلجــاب والســرت الـ ّدائ َمنْي ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هن‪.‬‬
‫هن ومن بعد ّ‬ ‫احملمدية يف حاض ِر ّ‬
‫* المحور الثاني‪ :‬ويكمن يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﭼ‬
‫هن على إقامــة الصــلوات ألهنا روح اإلســالمـ وحِم ْ َورهــا‬ ‫ففي هذه اآليــة مــا يفيــد َحثّ ّ‬
‫وذروة سـ ــنامها‪ ،‬وعمودهـ ــا الفقـ ــري‪ ،‬وألهنا العهـ ــد الـ ــذي بني العبـ ــد وربـ ــه‪ ،‬وإعطـ ــاء‬
‫الصــدقات والزكــوات تزكيـةً وتطهــرياً لألنفس واألمــوال‪ ،‬إضــافةً إىل ضــرورة إطاعــة اهلل‬
‫ـك إح ــدامها عن األخ ــرى‬ ‫وإطاعـ ـةـ رس ــوله ‪ ،‬ألن كِ ْليَت ْ الط ــاعتني متالزم ــتني ال تنف ـ ّ‬
‫كائناً من كان‪.‬‬
‫* المحور الثالث‪ :‬ويكمن يف نتيجة االلتزامـ بالشعائر الســابقة وهي قولــه تعــاىل‪:‬‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ‬ ‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬ ‫ﮆ ﮇ‬ ‫ﭽ‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬ش ــرح الس ــنة‪ ،‬حميي الس ــنة‪ ،‬أب ــو حمم ــد احلس ــني بن مس ــعود بن حمم ــد بن الف ــراء البغ ــوي‬
‫الشــافعي‪ ،‬حتقيــق‪ :‬شــعيب األرنــؤوط‪ -‬حممــد زهــري الشــاويش‪ ،‬الناشــر‪ :‬املكتب اإلســالمي ‪-‬‬
‫دمش ــق‪ ،‬ب ــريوت‪( ،)14/117/3913( ،‬ط‪2/1403‬ه)‪ ،‬ويق ــول ش ــعيب األرن ــؤوط عن‬
‫درجة احلديث‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة األحزاب‪ :‬اآلية (‪.)٣٣‬‬
‫ـريهن بالنتــائج الكائنــة والكامنـةـ حيــال املأمورات‬
‫وهــو حمور ختم اآليــة‪ ،‬وهــو تبشـ ّ‬
‫السابقة‪ ،‬من لزوم بيت النبوة‪ ،‬واحلجاب‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وإقامــة الصــالة‪ ،‬وألن الصــالة‬
‫تنهى عن الفحشاء واملنكر‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱﭼ(‪ ،)1‬فلهــذا قــارن اهلل تبــارك وتعــاىل دور الصــالةـ والزكــاة يف ختليص العبــد‬
‫من كل شرك وجنس‪ ،‬وكل ما ِمن شأنه من عمل الشيطان إىل الطهارة والتزكية فقــال‬
‫يف آخر اآلية‪ :‬ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ‪.‬‬
‫*ومن األدلة على أن أزواج النيب ‪ ‬من أهل بيته مـا جـاء عنـد مسـلم يف حـوار‬
‫زيــد بن أرقم‪ ،‬وفيــه‪( :‬ح دثني زه ير بن ح رب‪ ،‬وش جاع بن مخل د‪ ،‬جميع ا عن ابن‬
‫علية‪ ،‬قال زهير‪ :‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬حدثني أبو حيان‪ ،‬حدثني يزيد بن‬
‫حي ان‪ ،‬ق ال‪ :‬انطلقت أن ا وحص ين بن س برة‪ ،‬وعم ر بن مس لم‪ ،‬إلى زي د بن أرقم‪،‬‬
‫رأيت رسول اهلل‬
‫كثيرا‪َ ،‬‬
‫خيرا ً‬
‫لقيت يا زيد ً‬
‫فلما جلسنا إليه قال له حصين‪ :‬لقد َ‬
‫كثيرا‪،‬‬
‫خيرا ً‬
‫لقيت يا زيد ً‬
‫وصليت خل َفه لقد َ‬
‫َ‬ ‫وغزوت معه‪،‬‬
‫َ‬ ‫وسمعت حديثَه‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫برت‬
‫معت من رس ول اهلل ‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا ابن أخي واهلل لق د ك ْ‬
‫ح دثنا ي ا زي د م ا س َ‬
‫كنت أعي من رس ول اهلل ‪ ،‬فم ا‬ ‫بعض ال ذي ُ‬‫يت َ‬ ‫س ني‪ ،‬وق دم عه دي‪ ،‬ونس ُ‬
‫يوم ا فين ا‬
‫ح دثتكم ف اقبلوا‪ ،‬وم ا ال‪ ،‬فال تكلفوني ه‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬ق ام رس ول اهلل ‪ً ‬‬
‫خطيبً ا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد اهلل وأثنى عليه‪ ،‬ووعظ وذكر‪،‬‬
‫ول ربي‬
‫ك أن ي أتي رس ُ‬
‫ثم ق ال‪ " :‬أم ا بع د‪ ،‬أال أيه ا الن اس فإنم ا أن ا بش ر يوش ُ‬
‫اب اهلل في ه اله دى والنّ ور فخ ذوا‬
‫ارك فيكم ثقلين‪ :‬أولهم ا كت ُ‬
‫ف أُجيب‪ ،‬وأن ا ت ٌ‬
‫بكتاب اهلل‪ ،‬واستمسكوا به " فحث على كتاب اهلل ورغب فيه‪ ،‬ثم قال‪" :‬وأهل‬
‫بيتي أذكركم اهلل في أهل بيتي‪ ،‬أذكركم اهلل في أهل بيتي‪ ،‬أذكركم اهلل في أهل‬
‫بي تي" فق ال ل ه حص ين‪ :‬ومن أه ل بيت ه؟ ي ا زي د أليس نس اؤه من أه ل بيت ه؟ ق ال‪:‬‬
‫نساؤه من أهل بيته‪ ،‬ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده‪ ،‬قال‪ :‬ومن هم؟ قال‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سورة العنكبوت‪ :‬اآلية (‪.)٤٥‬‬
‫الص دقة؟‬
‫هم آل علي وآل عقيل‪ ،‬وآل جعفر‪ ،‬وآل عباس قال‪ :‬كل هؤالء حرم ّ‬
‫قال‪ :‬نعم)(‪.)1‬‬
‫أما شبهات الــيت يثريهــا الشــيعة من حــديث هبذا الطريــق‪ ،‬أي (حديث الكساء)‪،‬‬
‫فقــد جــاء عنــد أمحد يف مســنده‪ ،‬وفيــه‪( :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن زيد‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أم سلمة‪ ،‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‬
‫لفاطمة‪ ":‬ائتيني بزوجك وابنيك"‪ ،‬فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثم وض ع ي ده عليهم‪ ،‬ثم ق ال‪" :‬اللهم إن ه ؤالء آل محم د‪ ،‬فاجع ل ص لواتك‬
‫وبركاتك على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬إنك حميد مجيد"‪ ،‬قالت أم سلمة‪-:‬‬
‫فرفعت الكساء ألدخل معهم‪ ،‬فجذبه من يدي‪ ،‬وقال‪ِ " :‬‬
‫إنك على خير)(‪.)2‬‬ ‫ُ‬
‫قلت‪ :‬إن احلديث حبد ذات ـ ــه ص ـ ــحيح‪ ،‬وم ـ ــروي يف كتب الس ـ ــنة بط ـ ــرق خمتلفـ ــة‪،‬‬
‫ُ‬
‫واحلديث مع ــروف عن ــد أه ــل احلديث حبديث (الكس اء) إال أن ــه كم ــا يف دأب الش ــيعة‬
‫ه ــو التنقيبـ عن نق ــاط االس ــتغاللـ من أج ــل حتقي ــق أغراض ــهم العقدي ــة‪ ،‬وه ــذا احلديث‬
‫أحد األحاديث الـذي متسـك بــه الشـيعة‪ ،‬بــدعوى أن النـيب ‪ ‬جـذب يــد أم ســلمة من‬
‫حاولت الدخول حتته‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الكساء عندما‬
‫وتفنيد هذه المزاعم من وجوه‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬أخرج ـ ــه مس ـ ــلم يف ص ـ ــحيحه‪ ،)4/1873/2408( ،‬ب ـ ــاب‪ :‬من فض ـ ــائل علي بن أيب‬
‫طالب رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬أخرجــه اإلمــام أمحد بن حنبــل يف مســنده‪ /44/328( ،‬ـ ‪ ،)26746‬بــاب‪ :‬حــديث أم‬
‫س ــلمة زوج الن ــيب ‪ ،‬تعلي ــق‪ :‬ش ــعيب األرن ــؤوط‪ :‬ح ــديث ص ــحيح وه ــذا إس ــناد ض ــعيف‬
‫لض ـ ــعف علي بن زي ـ ــد ‪ -‬وهـ ــو ابن جـ ــدعان ‪ -‬وشـ ــهر بن حوشـ ــب‪ ،‬وبقيـ ــة رجال ـ ــه رجـ ــال‬
‫الشــيخني‪ ،‬غــري محاد بن ســلمة‪ ،‬فمن رجــال مســلم عفــان‪ :‬هــو ابن مســلم الصــفار‪ ،‬وأخرجــه‬
‫أب ــو يعلى (‪ )7026‬من طري ــق عف ــان‪ ،‬هبذا اإلس ــناد‪ ،‬وأخرج ــه الطح ــاوي يف "ش ــرح مش ــل‬
‫اآلثار" (‪ ، )769‬والطرباين يف "الكبري" (‪ )2664‬و‪/23‬ـ (‪ )779‬من طــريقني عن محاد بن‬
‫سلمة‪.‬‬
‫* إن هـذا احلديث هبذا اإلسـناد فيـه ضـعف‪ ،‬لوجـود ك ٍّـل من علي بن زيـد‪ ،‬وهـو‬
‫ابن جـ ــدعان‪ ،‬وشـ ــهر بن حوشب(‪ ،)3‬وقـ ــد مت ّس ـ ـك الشـ ــيعةـ هبذا احلديث يف مص ــادرهم‬
‫زعماً منهم أنه حمل إقامة احلجة على عدم دخول أزواج النيب ‪ ‬ضمن أهل بيته‪ ،‬إذاً‬
‫فال يصح االحتجاج هبذا اإلسناد بتاتاً لضعفه اآلنف بيانه‪.‬‬
‫*إن الق ــول ب ــأن الن ــيب ‪ ‬ج ــذب ي ــد ّأم س ــلمة رض ــي اهلل عنه ــا ِمن أ ْن ال ت ــدخل‬
‫الكس ــاء‪ ،‬فه ــو حبد ذات ــه من ال ـ ّدين‪ ،‬وك ــان ج ــديراً ب ــالنيب ‪ ‬أن يفع ــل ذل ــك‪ ،‬ألن ال ــذين‬
‫كــانوا مــع النــيب ‪ ‬حتت الكســاء مل يكونــوا كلّهم من ذوي احملرم هلا حــىت جيوز دخوهلا‬
‫معهم‪ ،‬وهــو علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه‪ ،‬أال تــرى أن النــيب ‪ ‬جــذب يــدها ملنــع‬
‫دخوهلا على َمن حيرم عليها‪ ،‬مث أال ترى أن النيب ‪ ‬مسح بدخول علي بن أيب طالب مع‬
‫زوجته فاطمة ألهنا زوجته‪ ،‬وأما عن ابنيه احلسن واحلسني فإهنما كانـا ولَـدين ألبـوين علي‬
‫أقر بذلك اإلمام الذهيب وذكر العلّة نفسها‪.‬‬ ‫جلد وهو النيب ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫وفاطمة‪ ،‬وحفيدين ٍّ‬
‫وأما ما ذهب إليه الشيعة بقيادة حُم ّدثهم املزعومـ عطاء اهلل احلسيين الشريازي‪ ،‬يف‬
‫قوله‪( :‬إن لعلماء التفسير رحمهم اهلل في بيان المراد من أهل البيت ثالثة أقوال‪:‬‬
‫أحدها‪:‬‬
‫(أن المراد من حرم اهلل عليهم الصدقة والزكاة من أقارب النبي ‪ ‬كآل‬
‫علي‪ ،‬وآل عقيل‪ ،‬وآل جعفر‪ ،‬وأن المراد من التطهير‪ ،‬التطهير من أوساخ الناس‬
‫الصدقة والزكاة)‪.‬‬
‫التي هي ّ‬

‫() – انظر‪ :‬املرجع السابق مسند اإلمام أمحد‪.)44/328/26746( ،‬‬ ‫‪3‬‬


‫ثانيها‪:‬‬
‫(أن الم راد من أه ل ال بيت‪ :‬األزواج المقدس ة‪ ،‬ألن س ياق اآلي ة في بي ان‬
‫حالهن)‪.‬‬
‫وثالثها‪:‬‬
‫(أن الم راد من أه ل ال بيت‪ :‬محم د رس ول اهلل ‪ ،‬وعلي بن أبي ط الب‪،‬‬
‫وفاطمة الزهراء‪ ،‬والسبطان عليهم الصالة والسالم)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ي ــأيت الش ــريازي ليخت ــار الق ــول الث ــالث وه ــو م ــا يه ــواه يف عقيدت ــه العدائي ــة‬
‫ُ‬
‫ألهل البيتـ وخاصة أزواج النيب ‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ويقصــد القــول الثــالث‪ ،‬مث‬
‫(وظاهر اآلية يدل على صحة هذا القول)‪ُ :‬‬
‫يقـ ــول الشـ ــريازي‪ :‬ألن ت ذكير (عنكم) و(يطه ركم) يقتض ي أن يك ون المخ اطب‬
‫الرج ال دون النس اء‪ ،‬وعلى تق دير إرادة األزواج ك ان ح ق العب ارة أن يق ول‪:‬‬
‫(ويطه ركن) بت أنيث الض مير!‪ ،‬والق ول ب أن اآلي ة الكريم ة ق د ن زلت في ش أن‬
‫الخمس ة الم ذكورين ال ذين هم آل العب اء عليهم الس الم ق د وص ل عن د اإلمامي ة‬
‫وسائر الشيعة إلى حد التواتر‪.)...‬‬
‫التعليق مع الرد على آراء صدر الدين الش""يرازي الش""يعي في نظريت""ه لم""ا‬
‫يُراد بأهل البيت من خالل اآلية‬
‫مناقشة آراء صدر الدين الشيرازي مايلي‪:‬‬
‫* القول األول‪:‬‬
‫أمــا مــا ذكــره الشــريازي من مــراد اآليــة من أهــل الــبيت يف القــول األول‪ِ ،‬من أهنم‬
‫أي أهل البيتـ هم الذين حـرم اهلل عليهم الصــدقة والزكــاة من أقــارب النــيب ‪ ،‬كــآل‬
‫علي‪ ،‬وآل عقيــل‪ ،‬وآل جعفــر‪ ،‬وأن املراد من التطهــري‪ ،‬التطهــري من أوســاخ النــاس الــيت‬
‫هي الص ــدقة والزك ــاة‪ ،‬فه ــو على الص ــوابـ يف الق ــول األول‪ ،‬وإن ك ــان ه ــذا الق ــول ال‬
‫ينتس ــب إلي ــه‪ ،‬ألن ــه ق ــال ب ــأن ه ــذه األق ــوال الثالثـ ـةـ هي م ــا ذهب إليه ــا علم ــاء التفس ــري‬
‫رمحهم اهلل تعاىل‪ ،‬واعتقد أن هذا القول من أقوال علماء أهل السنة من املفسرين‪ ،‬ومــا‬
‫يُؤيّــد هــذا القــول من مــراد اآليــة ورود الــدليل عليــه‪ ،‬وهــو حــديث حــوار زيــد بن أرقم‬
‫ـتدللت أعاله هبذا احلديث يف إثبـ ــات أن أزواج النـ ــيب ‪ ‬من‬ ‫رضـ ــي اهلل عنـ ــه‪ ،‬وقـ ــد اسـ ـ ُ‬
‫أهل بيته‪.‬‬
‫* وأما القول الثاني‪:‬‬
‫وهــو الــذي عارضــه الشــريازي واختــار القــول الثــالث فهــذا القــول أيضـاً صــائب‪،‬‬
‫وهـ ــو (أن الم راد من أه ل ال بيت األزواج المقدس ة‪ ،‬وألن س ياق اآلي ة في بي ان‬
‫لت إليه يف تعليقي السابق يف حقيقة املراد من اآلية‪.‬‬
‫توص ُ‬ ‫حالهن)‪ُ ،‬‬
‫قلت وهذا الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫*وأما القول الثالث‪:‬‬
‫وهـو الـذي اختـاره الشـريازي والشـيعة وانضـم إليهم لـويس ماسـينيون لتوافُِقـه مـع‬
‫عقيدهتم املعادية ألزواج النيب ‪ ،‬ومل أر أحداً اختاره سواهم‪.‬‬
‫وهذا القول حمل نقاش‪ ،‬حيث يقول الشــريازي‪( ،‬وظاهر اآلية يدل على صحة‬
‫ه ذا الق ول‪ )..‬قلت ب ــل ظ ــاهر اآلي ــة خيتل ــف عن م ــا ذهب إلي ــه الش ــريازي‪ ،‬ألن ظ ــاهر‬
‫خماطبتهن‪،‬ـ وقــد سـبق أ ْن‬
‫ّ‬ ‫اآليـة يــدل على أزواج النـيب ‪ ،‬حيث كــانت بدايــة اآليـة يف‬
‫ق ّس ـ ـمت اآليـ ــة من حيث مناسـ ــبتها إىل حماور ثالثـ ــة‪ ،‬واحملور األخـ ــري كـ ــان القص ــد من ــه‬
‫توجيه اخلطاب اخلاص ألزواج النـيب ‪ ،‬مث كـان القصـد من مناسـبة احملور األخـري من‬
‫بــاب تغليب خطــاب الــذكور على اإلنــاث‪ ،‬واحلكمــة يف ذلــك أن أهــل بيت النــيب ‪‬‬
‫فيهم ذك ـ ــور وإن ـ ــاث‪ ،‬فك ـ ــان اخلط ـ ــاب منص ـ ــرفاً إىل أس ـ ــلوب تغليب خط ـ ــاب الـ ــذكور‬
‫ليش ــمل عم ــوم النس ــاء يف أه ــل بيت ــه‪ ،‬ومن املعل ــوم أن ه ــذا األس ــلوب يف الق ــرآن الك ــرمي‬
‫مشهور‪ ،‬واملثال يف ذلك قوله تعاىل‪ :‬ﭽ" ﭑ" ﭒ" ﭓ" ﭔ" ﭕ" ﭖ" ﭗ" ﭘ" ﭙ" ﭚ" ﭛ" ﭜ" ﭝ‬
‫ﭪ" ﭫ" ﭬ ﭭ" ﭮ‬ ‫ﭥ ﭦﭧ" ﭨ" ﭩ"‬ ‫ﭟ" ﭠ" ﭡﭢ" ﭣ" ﭤ‬ ‫ﭞ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ (‪. ) 1‬‬
‫قلت‪ :‬وهــل يُعقــل أن يقــول أحـ ٌد أن هــذا اخلطــاب ُحكمــه خــاص للــذكور دون‬
‫ُ‬
‫اإلنــاث بــدعوى خلـ ّـو اآليــة من ضــمائر اإلنــاث‪ ،‬فــإن ّادعى أحـ ٌد جبهلــه أن خطـاب هــذه‬
‫اآلية خاص بالذكور!!‪ ،‬إذاً َف ْليدلّنا عن اآلية اخلاصة بفـروض الوضـوء اخلاصـة بالنسـاء‪،‬‬
‫وال أعتقــد أن أحــداً يتجـ ّـرأ إىل ذلــك‪ ،‬إذاً فهــذه هي احلقيق ـةـ الواقعيــة آليــة أهــل الــبيت‪.‬ـ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫وقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ" ﭿ" ﮀ ﮁ" ﮂ" ﮃ" ﮄ" ﮅ" ﮆ" ﮇ" ﮈ" ﮉ" ﮊ" ﮋ" ﮌ" ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ" ﮒ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ﮓ ﭼ‬
‫قلت‪ :‬هــذه اآليــة أيضـاً هــل ِمن الشــيعة َمن يقــول إهنا خاصــة بالــذكور دون اإلنــاث‬
‫ُ‬
‫بدعوى تـذكري املخـاطَب؟‪ ،‬وهكـذا فـإن هـذا األسـلوب مشـهور يف الكتـاب والسـنة‪ ،‬وهلذا‬
‫و(يطه ركم) يقتضي أن يكون‬
‫ّ‬ ‫تبنّيَ جهل الشريازي عندما قــال‪..( :‬ألن تذكير (عنكم)‬
‫المخ اطب الرج ال دون النس اء‪ ،‬وعلى تق دير إرادة األزواج ك ان ح ق العب ارة أن‬
‫ركن) بت أنيث الض مير!)‪ُ ،‬‬
‫قلت وهــذا ال يلــزم لألدلــة الســابقة الــيت ُس ـقتُها‬ ‫(ويطه ّ‬
‫ّ‬ ‫يق ول‪:‬‬
‫آنفاً‪.‬‬
‫وأمــا قــول الشــريازي (والقول بأن اآلية الكريمة قد نزلت في شأن الخمسة‬
‫الم ذكورين ال ذين هم آل العب اء عليهم الس الم ق د وص ل عن د اإلمامي ة وس ائر‬
‫الش يعة إلى ح د الت واتر)‪ُ ،‬‬
‫قلت فهــذه نظريــة شــيعية لآليــة املعاديــة ألهــل الــبيت‪،‬ـ وهم‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سورة املائدة‪ :‬اآلية (‪.)٦‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة املؤمنون‪ :‬اآلية (‪.)١١ – 1‬‬
‫ي ّدعون أهنم أحب املسلمني ألهل البيت‪،‬ـ وهل يُعقل اعتبــار أهــل الــبيت من غــري أزواج‬
‫النيب ‪‬؟‬
‫ـتخرجا زوجات ــه‪،‬‬
‫فل ــو قي ــل لع ــامل ش ــيعي َمن هم أه ــل بيت ــك؟ ه ــل س ــيجيب ُمس ـ ً‬
‫فالفطرة والعُرف البشري ال يقبل ذلك‪.‬‬
‫رداً مجيالً يف قويل السابق‪.‬‬
‫الرازي عندما رد عليهم ّ‬ ‫وقد أحسن فخر الدين ّ‬
‫فس رهم‬
‫الش اهد من أهلهم وه و ُم ِّ‬
‫الش يعة بش هادة ّ‬
‫وهن ا س أختم ال ّرد على ّ‬
‫(السيد محمد حسين الطباطبائي) صاحب تفسير الميزان‪.‬‬
‫يقول الطباطبائي‪( :‬وفي قوله‪" :‬ﯫ ﯬ ﯭ" الخ" وجهان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن كل فريق يدعو اآلخر فأنتم تدعون أبنائنا ونحن ندعو أبنائكم‪،‬‬
‫وهكذا الباقي‪.‬‬
‫وثانيهم ا‪ :‬أن ك ل فري ق ي دعو أهل ه فنحن المس لمون ن دعو أبنائن ا ونس ائنا‬
‫وأنفس نا وأنتم ك ذلك‪ ،‬وال إش كال في وج ه من وجهي التّوزي ع في دع وة األنفس‬
‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإنما اإلشكال فيه على قول ال ّشيعة ومن شايعهم على القول بالتّخصيص انتهى(‬
‫قلت‪ :‬مث يـ ــرد الطباطبـ ــائي على إخوانـ ــه الشـ ــيعةـ يف فهمهم اخلاطئ لآليـ ــة‪ ،‬وهـ ــو‬
‫ُ‬
‫حقيقة ُمَّرة فيقول‪( :‬أقول وهذا الكالم ‪ -‬وأحسب أ ّن النّ اظر فيه يكاد َيتَّ ِه ُمنا في‬
‫الزب ر العلمي ة إنما أوردناه‬
‫نسبته إلى مثله واللّ بيب ال يرضى بإيداع ه وأمثال ه في ُّ‬
‫على وهن ه وس قوطه ليعلم أن النّزع ة والعص بية إلى أين ي ورد ص احبه من س قوط‬
‫ور َدائ ة النّظ ر فيه دم ك ل ما ب نى علي ه ويب ني ك ل ما هدم ه وال يب الي وأل ّن‬
‫الفهم َ‬
‫(‪)2‬‬
‫شر يجب أن يعلم ليجتنب عنه)‬ ‫ال ّ‬
‫ويقول الطباطبائيـ أيضاً‪( :‬كان المراد باألبناء والنساء واألنفس في اآلية هو‬
‫(‪) 3‬‬
‫األهل فهم أهل بيت رسول اهلل وخاصته)‬

‫() – امليزان يف تفسـ ـ ـ ـ ــري القـ ـ ـ ـ ــرآن‪،‬ـ السـ ـ ـ ـ ــيد حممـ ـ ـ ـ ــد حسـ ـ ـ ـ ــني الطباطبـ ـ ـ ـ ــائي‪( ،‬ت‪1412‬ه)‪( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)3/236‬من منشورات مجاعة املدرسني يف احلوزة العلمية يف قم‪ -‬إيران‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫() – امليزان يف تفسري القرآن‪،‬ـ السيد حممد حسني الطباطبائي‪.)3/236( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – املرجع السابق‪ ،‬امليزان يف تفسري القرآن (‪.)238-3/237‬‬ ‫‪3‬‬


‫ويقول أيضاً‪( :‬فإن كلمة نسائنا ال يقولها العربي ويريد بها بِْنتَ هُ ال سيما إذا‬
‫كان له أزواج وال يفهم هذا من لغتهم وأبعد من ذلك أن يُراد بأنفسنا علي وهذا‬
‫(‪)1‬‬
‫المعنى عجيب‪)...‬‬
‫ويقـ ــول الطباطبـ ــائيـ ُمبـ ــدياً تأ ّس ـ ـفه على علمـ ــاء الشـ ــيعة يف تصـ ــريفهم لآليـ ــة عن‬
‫مرادهــا فيقــول‪( :‬فكي ف خفي على ه ؤالء العظم اء أبط ال البالغ ة وفُرس ان األدب‬
‫أن هذه األخبار على كثرتها وتكررها في جوامع الحديث تنسب إلى القرآن أنه‬
‫يغلط في بيانه فيطلق النساء وهو جمع في َم ْو ِرد نفس واحدة! ((‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬وهــذه هي احلقيقــة وإن كــانت ُمـ ّـرة إال أن الطباطبــائيـ أبــداها يف موقفهــا‬
‫ُ‬
‫ت الطّيب‬ ‫وإن كــان قــد ّأول بعض جــوانب اآليــة على منهج شــيعي بــاطين إال أنــين َمَّي ْز ُ‬
‫رداً تلقائياً ِمن أنفسهم‪.‬‬
‫من اخلبيث من كالمه ليكون ذلك ّ‬
‫وأمــا مــزاعم ماســينيون ِمن اخّت اذ النــيب ‪ ‬ســلمان الفارســي ضــمن أهــل الــبيتـ‬
‫الرد وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫بالتبيّن فسيأيت ّ‬

‫() – امليزان يف تفسري القرآن (‪.)3/238‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – امليزان يف تفسري القرآن‪،‬ـ (‪.)3/238‬‬ ‫‪2‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬النقد والتفنيد لمزاعم ماسينيون أن سلمان الفارسي كان ه""و‬
‫صدوق آلل البيت بعد وفاة النبي ‪‬‬ ‫الصاحب ال ّ‬
‫قرب ه إلي ه وه و ال ذي أش ار علي ه‬
‫وذل ــك يف ق ــول ماس ــينيون أن النيب ‪ّ ...( ‬‬
‫الص دوق آلل ال بيت‪ ،‬أع ني ألتب اع‬
‫الص احب ّ‬
‫بح رب الخن دق‪ ،‬وبقي بع د موت ه ّ‬
‫علي‪ ،‬والم دافع عن حق وقهم المش روعة المهض ومة إلى أن ت وفي بالم دائن في‬
‫العراق)(‪.)1‬‬
‫صـدوق‬ ‫أما قول ماسينيون أن سـلمان الفارسـي رضـي اهلل عنـه كـان هـو الصـاحب ال ّ‬
‫آلل ال ــبيت وأتب ــاع علي بع ــد وف ــاة الن ــيب ‪ ‬إىل آخ ــر كالم ــه‪ ،‬فه ــو حماول ــة لقلب حق ــائق‬
‫التـاريخ لصـاحل أتبـاع الشـيعة واإليقـاع على مسـؤويل الصـحابة الـذين ُو ِّكل إليهم أمـر األمـة‬
‫بعد النيب ‪ ‬وخاصة أهل بيت النيب ‪ ‬وعلى رأسـهم أيب بكـر الصـديق رضـي اهلل عنـه‬
‫ال ــذي ك ــان أول مس ــئول عنهم وعن رعيتهم اخلاص ــة نظ ــراً لكون ــه أول خليف ــة رس ــول اهلل‬
‫بعـده صـلوات اهلل وســالمه عليـه‪ ،‬وإليــك بعض الصــور على رعايـة أيب بكــر الصــديق ألهــل‬
‫البيت‪:‬‬
‫* روى البخ ــاري رمحه اهلل يف ص ــحيحه‪( :‬عن عقب ة بن الح ارث‪ ،‬ق ال‪ :‬ص لى‬
‫أبو بكر رضي اهلل عنه العصر‪ ،‬ثم خرج يمشي‪ ،‬فرأى الحسن يلعب مع الصبيان‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فحمله على عاتقه‪ ،‬وقال‪ :‬بأبي‪ ،‬شبيه بالنبي ال شبيه بعلي " وعلي يضحك)‬
‫وقال ابن حجر العسقالين رمحه اهلل يف ال َّشـرح‪( :‬وفي الحديث فضل أبي بكر‬
‫ومحبته لقرابة النبي ‪.)3()‬‬
‫ومن أقوال أيب بكر الصديق رضي اهلل عنه‪( :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لقرابة رسول‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخص ــيات قلق ــة يف االس ــالم‪ ،‬عب ــد ال ــرمحن ب ــدوي‪ ،‬ب ــاب‪ :‬س ــلمان الفارس ــي البواك ــري‬
‫الروحية لإلسالم يف إيـران‪ ،‬حبث لـويس ماسـينيون ترمجة الـدكتور عبـد الـرمحن بـدوي‪ ،‬ص (‬
‫‪.)8‬‬
‫() – أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب املناقب‪ )3542 /187 /4( ،‬باب‪ :‬صفة النـيب‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬
‫() – فتح الباري البن حجر العسقالين‪.)568 /6( ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫اهلل ‪ ‬أحب إلي أن أصل من قرابتي)(‪.)1‬‬
‫ومن أقواله رضي اهلل عنه‪( :‬عن ابن عمر‪ ،‬عن أبي بكر رضي اهلل عنهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"ارقبوا محمداً ‪ ‬في أهل بيته)‬ ‫(‪) 2‬‬

‫أمــا آراء ماســينيون يف مزاعمــه الــيت قــال فيهــا‪ :‬بعنــوان‪( :‬سلمان منا أهل البيت) مث‬
‫ق ــال‪( :‬تق وم فك رة وثاق ة ص لة س لمان ب النبي وأه ل بيت ه إب ان حي اة س لمان على ه ذا‬
‫المح ّدثون‬
‫الحديث "سلمان منا أهل البيت"‪ ،‬ويقــول ماســينيون‪( :‬وهذا الحديث يرويه ُ‬
‫السنة على أن الرسول نطق به سنة ‪5‬ه‪ ،‬أثناء غزوة الخندق ‪.)3()....‬‬ ‫من أهل ّ‬
‫فنقدها مايلي‪:‬‬
‫* أمــا مزاعمــه املتعلق ـةـ حبديث (س لمان من ا أه ل ال بيت) الــيت زعم بصــحته عن‬
‫الرد عليها سابقاً‪.‬‬
‫النيب ‪ ‬فقد مت ّ‬
‫* أمـ ـ ـ ـ ــا قولـ ـ ـ ـ ــه يف احلديث‪( :‬وه ذا الح ديث يروي ه المح ّدثون من أه ل‬
‫السنة‪،)!....‬‬
‫ّ‬
‫فإنه ال أساس لكالمه هذا‪ ،‬ألن احملدثني من أهــل الســنة الــذين رووا هــذا احلديث‬
‫إمنا رووهُ نقداً ال إثباتاً‪،‬ـ واألدلة على ذلك مايلي‪:‬‬
‫* يف املسـ ـ ــتدرك على الصـ ـ ــحيحني للحـ ـ ــاكم رمحه اهلل أن رسـ ـ ــول اهلل ‪ ‬قـ ــال‪:‬‬
‫(سلمان منا أهل البيت)(‪.)4‬‬

‫() – صــحيح البخــاري‪ ،‬كتــاب املنــاقب (‪ ،)5/20/3711‬بــاب‪ :‬منــاقب قرابــة رســول اهلل‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬
‫() – املرج ـ ــع ال ّسـ ـ ـابق‪ ،‬فتح الب ـ ــاري ش ـ ــرح ص ـ ــحيح البخ ـ ــاري البن حج ـ ــر العس ـ ــقالين‪( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،)7/79/3713‬باب‪ :‬مناقب رسول اهلل ‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫() – املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)18‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬أخرجه احلاكم يف املستدرك على الصـحيحني‪ ،‬وهـو أبـو عبـد اهلل احلاكم حممـد بن عبـد اهلل بن‬
‫حمم ــد بن محدوي ــه بن نُعيم بن احلكم الض ــيب الطهم ــاين النيس ــابوري املع ــروف ب ــابن ال ــبيع‪ ،‬حتقي ــق‪:‬‬
‫مصـ ــطفى عبـ ــد القـ ــادر عطـ ــا‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار الكتب العلميـ ــة – بـ ــريوت‪( ،)3/691/6541( ،‬ط‬
‫‪1/1411‬ه)‪ ،‬حكم احلديث‪ :‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنده ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيف‪ ،‬وأخرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو يعلي يف مسـ ـ ـ ـ ـ ــنده‪( ،‬‬
‫‪( ،)12/142/6772‬ط ‪1/1404‬ه)‪ ،‬والـ ــبزار يف مسـ ــنده املعـ ــروف باسـ ــم البحـ ــر الزخـ ــار‪( ،‬‬
‫‪.)13/139‬‬
‫قلت‪ :‬فهــذا احلديث ضــعيف ســنده‪ ،‬حيث ضـ ّـعفه علمــاء احلديث من الســلف‪،‬‬
‫ُ‬
‫ومن اخللف الشيخ ناصر الــدين األلبــاين حيث قــال‪( :‬سلمان منا أهل البيت‪ :‬ضعيف‬
‫جداً)(‪ .)1‬فلذا ال حُي تج بــه لعــدم ثبوتـهـ عن النـيب ‪ ،‬وهلذا احلديث طُــرق خمتلفـة بعضـها‬
‫تظهر فيها خمالفات عقدية مما يُبنّي بطالهنا‪.‬‬
‫أما آراء لويس ماسينيون عن سلمان الفارسي رضي اهلل عنــه يف قولــه‪( :‬أما فيما‬
‫يتّص ل بص لته الوثيق ة ب آل ال بيت وتبنّي ه فيهم كم ا يش هد ب ذلك مق دار م ا ك ان‬
‫يصرف له من عطاء من بيت المال في عهد عمر)‪ ،‬مث يقــول ماســينيون‪( :‬وما دام‬
‫س لمان ق د ُجع ل أح د أه ل ال بيت بوص فه م ولى‪ ،‬فق د قي ل إن اس مه م ذكور من‬
‫فس ِّجل على أنه يتناول‪4000‬إلى ‪6000‬درهم)(‪،)2‬‬
‫بينهم في ديوان العطاء عمر‪ُ ،‬‬
‫فنقدها مايلي‪.‬‬
‫نق""د وتفني""د م""زاعم ل""ويس ماس""ينيون في تبنّي الن""بي ‪ ‬س""لمان الفارس""ي‬
‫رضي هللا عنه‬
‫أوالً‪ :‬أدلة تحريم التَبَنِّي في الكتاب والسنة‪.‬‬
‫زعم ماس ـ ــينيونـ جـ ـ ــواز التََبيِّن أو جه ـ ــل ُحكم ـ ــه‪ ،‬فـ ـ ــإن التّبيِّن ك ـ ــان موج ـ ــوداً يف‬
‫اجلاهليـة‪ ،‬فلمـا جـاء اإلسـالم نسـخه‪ ،‬حـىت قيـل إنـه كـان جـائزاً حـىت يف ابتـداء اإلسـالم‪،‬ـ‬
‫واألدلــة يف ذلــك كثــرية يف الكتــابـ والســنة‪ ،‬أمــا يف الكتــاب‪ ،‬يقــول ابن كثــري رمحه اهلل‪:‬‬
‫(وقوله‪ :‬ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝﭼ(‪ )3‬هذا أمر ناسخ لما كان في ابتداء اإلسالم‬
‫من ج واز ا ّدعاء األبناء األجانب‪ ،‬وهم األدعي اء‪ ،‬ف أمر اهلل تعالى برد نس بهم إلى‬
‫آبائهم في الحقيقة‪ ،‬وأن هذا هو العدل والقسط)(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬ضعيف اجلامع الصغري وزيادته‪ ،‬أليب عبـد الـرمحن حممـد ناصـر الـدين‪ ،‬بن احلاج نـوح بن‬
‫جنايت بن آدم‪،‬ـ األش ــقودري األلب ــاين‪ ،‬أش ــرف على طبع ــه‪:‬ـ زه ــري الش ــاويش‪ ،‬الناش ــر‪ :‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة‪ :‬اجملددة واملزيدة واملنقحة‪.)1/480/3272( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬ص (‪.)18‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬سورة األحزاب‪ :‬اآلية ‪٥‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬البن كثري‪.)6/377( ،‬‬
‫وقـ ـ ــال البخ ـ ــاري رمحه اهلل‪( :‬ح دثنا معلى بن أس د‪ ،‬ح دثنا عب د العزي ز بن‬
‫المختار‪ ،‬حدثنا موسى بن عقبة قال‪ :‬حدثني سالم عن عبد اهلل بن عمر‪ ،‬أن زي ًدا‬
‫بن حارث ة م ولى رس ول اهلل ‪ ،‬م ا كن ا ن دعوه إال زي د بن محمد‪ ،‬ح تى ن زل‬
‫القرآن‪ :‬ﭽﮗ" ﮘ" ﮙ ﮚ ﮛ" ﮜﮝﭼ" األحزاب‪ ،)1(5‬أي أن الصحابة كانوا يُسمون‬
‫زي ــداً ب ــابن حمم ــد ‪ ،‬فلم ــا ن ــزلت اآلي ــة مل َيْنس ــبوه إال إىل أبي ــه‪ ،‬واآلي ــة كم ــا ج ــاءت‬
‫أحكامهـ ــا فـ ــإن مل يُعـ ــرف أب املسـ ـ ّـمى مُس ي منتسـ ــباً إىل أحـ ــد إخوانـ ــه املرتبطني بـ ــه يف‬
‫النسب والقرابة‪ ،‬فكيف بعد نسـخ اآليـة جـواز التبيّن يُص ّـر ماسـينيون على أن النـيب ‪‬‬
‫كان قد تبىّن سلمان الفارسي وع ّده من أهل بيته‪.‬‬
‫ويقــول ابن كثــري يف وصــف طريقــة تعامــل الصــحابة رضــوان اهلل عليهم باألدعيــاء‬
‫فيقــول‪( :‬وقد كانوا يعاملونهم معاملة األبناء من كل وجه‪ ،‬في الخلوة بالمحارم‬
‫وغير ذلك؛ ولهذا قالت سهلة بنت سهيل امرأة أبي حذيفة‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬كنا‬
‫ندعوا سالما ابنًا‪ ،‬وإن اهلل قد أنزل ما أنزل‪ ،‬وإنه كان يدخل علي‪ ،‬وإني أجد في‬
‫نفس أبي حذيفة من ذلك شيئًا‪ ،‬فقال ‪" :‬أرضعيه تحرمي عليه")(‪..)2‬‬
‫ويف روايـ ــة عنـ ــد مسـ ــلم من حـ ــديث عائشـ ــة رضـ ــي اهلل عنهـ ــا‪( :‬عن عائش ة‪ ،‬أن‬
‫سالما‪ ،‬مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم‪ ،‬فأتت ‪ -‬تعني ابنة‬
‫سهيل النبي ‪ ‬فقالت‪ :‬إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال‪ ،‬وعقل ما عقلوا‪ ،‬وإنه‬
‫أظن أن في نفس أبي حذيف ة من ذل ك ش يئًا‪ ،‬فق ال له ا الن بي‬
‫ي دخل علين ا‪ ،‬وإني ّ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬صـ ــحيح البخـ ــاري‪ ،)6/116/4782( ،‬وأخرجـ ــه مسـ ــلم يف فضـ ــائل الصـ ــحابة بـ ــاب‬
‫فض ـ ــائل زيـ ــد بن حارثـ ــة وأسـ ــامة ابن زيـ ــد رض ـ ــي اهلل عنهم ـ ــا رقم (‪/4/1884‬ـ ـ ـ ‪،)2425‬‬
‫وأخرجــه الرتمــذي يف ســننه بســند صــحيح‪ )5/353/3209( ،‬عن طريــق موســى بن عقبــة‪،‬‬
‫وأخرجه النسائي أيضا بسند صحيح من طريق موسى بن عقبة‪.)6/63/3223( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬تفس ـ ـ ــري الق ـ ـ ــرآن العظيم‪ ،‬البن كث ـ ـ ــري‪ ،)6/377 ( ،‬واحلديث عن ـ ـ ــد مس ـ ـ ــلم‪/2/1076 ( :‬رقم‬
‫‪.)1453‬‬
‫‪" ‬أرضعيه تحرمي عليه‪ ،‬ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة" فرجعت فقالت‪:‬‬
‫إني قد أرضعته‪ ،‬فذهب الذي في نفس أبي حذيفة)(‪.)1‬‬
‫ادعى إلى غ ير أبيه‪ ،‬وه و يعلم فالجن ة‬
‫ويف احلديث عن الن ــيب ‪ ‬ق ــال‪( :‬من ّ‬
‫عليه حرام)(‪.)2‬‬
‫وعنــد مســلم‪( :‬من ادعى إلى غ ير أبي ه‪ ،‬وه و يعلم أن ه غ ير أبي ه فالجن ة علي ه‬
‫حرام)(‪.)3‬‬
‫فهنــا قــد أقيمت احلجــة على ّادعــاء ماســينيونـ أن النــيب ‪ ‬كــان قــد تبىّن ســلمان‬
‫الفارسي فإنه ّادعاء غري علمي من عنده أو من عنــد ُملقِّنيــه من شــيوخ الشــيعة الــذين مل‬
‫جيعلوا لنصوصـ األدلة الصحيحة مصدراً للتل ّقي‪.‬‬
‫ـجالً يف دي ــوان‬
‫وأم ــا قول ــه ب ــأن اس ــم س ــلمان الفارس ــي رض ــي اهلل عن ــه ك ــان ُمس ـ ّ‬
‫العطاء بسبب كونه من أهل البيت فلم يستند إىل دليل صحيح وال أصل لذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪.)2/1076/1453( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬أخرجه البخاري رمحه اهلل يف صحيحه يف باب‪ :‬غزوة الطائف‪.)5/156/4356( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬أخرجــه مســلم يف صــحيحه‪ ،)1/80/63( ،‬بــاب‪ :‬بيــان حــال إميان من رغب عن أبيــه‪،‬‬
‫وأخرجــه أبــو حممــد احلســني بن مســعود البغــوي يف شــرح الســنة‪ ،)9/272/2376 ( ،‬بــاب‪:‬‬
‫إمث من جحد ولده أو ادعى إىل غري أبيه‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون‬
‫في التّصوف والرد عليها‬
‫وتحته سبعة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في نظرية‬
‫الصوفية الرامية إلى علم الغيب‪.‬‬
‫عقيدة (حساب الجفر) ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في زعمه انتساب المتصوفة إلى بعض‬
‫الصحابة والتّابعين‪.‬‬
‫ّ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في وحدة‬
‫الوجود الصوفية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نق د وتفني د آراء ل ويس ماس ينيون في وح دة األدي ان الص وفية‬
‫والرد عليها‪.‬‬
‫ّ‬
‫المطلب الخامس‪ :‬النق د والتفني د آلراء المستش رق الفرنس ي ل ويس ماس ينيون في‬
‫بعض المصطلحات الصوفية‪.‬‬
‫تصوفة‬
‫الم ّ‬
‫الصوفية في تحديد رؤية ُ‬
‫المطلب السادس‪ :‬نقد وتفنيد نظرية ابن عربي ّ‬
‫والرد عليها‪.‬‬
‫الصوفية التي تبنّاها لويس ماسينيون ّ‬
‫ألحوال اإلرادة ّ‬
‫المطلب الس""ابع‪ :‬نق د وتفني د آراء ل ويس ماس ينيون في المص طلحات الص وفية‬
‫الواردة في كتابه‪( :‬بحث في نشأة المصطلح الفني للتصوف اإلسالمي)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي ل""ويس ماس""ينيون في نظري""ة‬
‫عقيدة (حساب الجفر) الصّوفية الرامية إلى علم الغيب‬
‫ومن تلـ ــك اآلراء الـ ــيت أدىل هبا ماسـ ــينيونـ يف حديثـ ــه عن حماولـ ــة معرفـ ــة مقاصـ ــد‬
‫صـل إليــه ماســينيونـ يف زعمــه أن املتنــيب‬
‫املتنــيب يف أبياتــه من خالل علم اجلفــر‪ ،‬والــذي تو ّ‬
‫إمنا قصـ ـ ـ ــد بقولـ ـ ـ ــه (سلس ال) أي سـ ـ ـ ــلمان الفارسـ ـ ـ ــي رضـ ـ ـ ــي اهلل عنـ ـ ـ ــه حيث يقـ ـ ــول‪:‬‬
‫جت شخصية س لمان التاريخية‬ ‫(‪....‬وهكذا نرى أنه منذ بداية القرن الثاني أُ ْد ِم ْ‬
‫تجس دته زمن اً‪ ،‬وال ذي سيس مى من بع د‬ ‫في النم وذج اإللهي األعلى ال ذي ّ‬
‫"الس ين"‪ ...‬مث ي ــأيت ماس ــينيونـ ليق ــول‪( :‬وس لمان‬
‫(سلس ال)‪ ،‬أو ب أول ح رف من ه ّ‬
‫هو"سلسلة" المسجد األقصى الخاصة وهي التي عندها ي ْقسم الناس‪ ،‬وذلك في‬
‫السلس لة هي ال تي يُس لك فيه ا المع ّذبون في الجحيم‪،‬‬
‫م ذهب ال دروز‪ ،‬وه ذه ّ‬
‫قلت‪ :‬ويُوثّ ــق‬
‫س ورة الحاق ة‪ )33( :‬ﭽ" ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﭼ ‪ُ -‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫الص فا‪ ،‬الرس ائل ج‪4‬‬


‫ص ـفا فيقــول‪...( :‬إخ وان ّ‬
‫ماســينيون هــذه املعلومــة من رســائل ال ّ‬
‫ص‪ )190‬ويقـ ــول ماسـ ــينيون يف مسـ ــألته هـ ــذه‪( :‬واآلي ة الم ذكورة تنتهي بالفع ل‪:‬‬
‫الس ين‪،‬‬
‫"س لك" والح روف‪ :‬س‪ ،‬ل‪ ،‬ك = ‪ =110‬علي‪ ،‬وه و لغ ز مس ائل ّ‬
‫"باكورة" ‪.)2(!!)8‬‬
‫قلت‪ :‬أم ــا قول ــه أعاله‪:‬ـ (‪..‬وال ذي سيس مى من بع د "سلس ال‪ )....‬فق ــد زعم‬
‫ُ‬
‫ماســينيون أنــه حلّــل تلــك النظريــة بطريقتــه اجلفريــة العجيبــة يف اهلامش قــائالً‪( :‬يلوح أن‬
‫اللف ظ "سلسل" ق د تك ون عن الكلم ة "سلس لة" ال واردة في الق رآن س ورة ‪:69‬‬
‫‪ ،32‬وصيّغت في صيغة المذ ّكر كيما يكون حساب الحروف س‪+‬ل‪+‬س‪+‬ل=‬
‫‪ =180‬س‪+‬ل‪+‬م‪+‬ن)(‪.!)3‬‬
‫وغري ذلك من آراء ماسينيونـ اجلفرية الصوفية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() – سورة احلاقة‪ :‬اآلية (‪.)٣٢‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)37‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬هامش‪ ،‬ص (‪.)37‬‬
‫ال""ردود العام""ة على آراء ل""ويس ماس""ينيون في (حس""اب الجف""ر) ّ‬
‫الص "وفي‬
‫ال ّشيعي‬
‫إن األصل يف الكالم عن الدين وخاصة العقيـدةـ اإلسـالميةـ يكـونـ بضـرورة النّظـر‬
‫مصد َري التل ّقي الكتاب والسنة ِوفق فهم ال ّسـلف ال ّ‬
‫صـاحل أُويل النُّهى‪ ،‬فــإذا‬ ‫بتفحص يف َ‬‫ُّ‬
‫غـاب املصـدرانـ يف االسـتدالل مل يبـق من الكالمـ يف الــدين سـوى الضـالل إىل تف ُّـر ٍق يف‬
‫السبل املنهيـ عنها شرعاً‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ‬ ‫ُّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫قلت هذه هي وصية اهلل لألولني واآلخرين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﭼ‬
‫ﭮ" ﭯ" ﭰ" ﭱ" ﭲ" ﭳ" ﭴ" ﭵ" ﭶ" ﭷ" ﭸ" ﭹ ﭼ (‪ ،)2‬ولكن‬ ‫وقــال تعــاىل‪ :‬ﭽ"‬
‫ومن يف ُحكمهم مل يتّعظوا هبما‪ ،‬املصدرين (الكتاب‪ -‬السنة)‪.‬‬ ‫الشيعة َ‬
‫ِأمن بديل غري اهلل وآياته يُؤمن به؟ ال واهلل‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ (‪. ) 3‬‬
‫احلق بقي ــادة النّفس األَّمــارة بال ّس ـوء من أس ــباب ك ــل‬
‫ولكن االس ــتكبار والتّم ــرد على ّ‬
‫(‪) 4‬‬
‫ضالل‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡﭼ‬
‫سـوء‪ :‬ﭽ ﭒ" ﭓ" ﭔﭕ" ﭖ" ﭗ" ﭘ" ﭙ" ﭚ‬ ‫األمــارة بال ّ‬
‫ويقــول اهلل تعــاىل يف النفس ّ‬
‫(‪) 5‬‬
‫جل عاله أن يرمحنا من هيمنة نفوسنا‬ ‫ّ‬ ‫اهلل‬ ‫فنسأل‬ ‫‪،‬‬ ‫ﭛ ﭜ" ﭝﭞ" ﭟ" ﭠ" ﭡ ﭢ" ﭼ‬
‫على أنفسنا‪.‬‬
‫أمــا مصــدر حســاب اجلفــر وتــاريخ إدراج هــذه العقيــدةـ اجلفريــة يف عقائــد الشــيعة‬
‫وال ـ ــيت تس ـ ـ ّـربت إىل عقائ ـ ــد الص ـ ــوفية‪ ،‬فق ـ ــد ذك ـ ــره ابن خل ـ ــدون يف تارخيه املوفَّق حيث‬
‫يق ـ ــول‪( :‬وق د يس تندون في ح دثان ال ّدول على الخص وص إلى كت اب الجف ر‬
‫ويزعم ون أ ّن في ه علم ذلك كلّ ه من طري ق اآلث ار والنّجوم ال يزي دون على ذلك‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سورة األنعام‪ :‬اآلية (‪.)١٥٣‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة البقرة‪:‬ـ اآلية (‪.)٢٣١‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬سورة اجلاثية‪ :‬اآلية (‪.)٦‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬سورة اجلاثية‪ :‬اآلية (‪.)٨‬‬
‫‪5‬‬
‫()‪ -‬سورة يوسف‪ :‬اآلية (‪.)٥٣‬‬
‫وال يعرفون أصل ذلك وال مستنده واعلم أ ّن كتاب الجفر كان أصله أ ّن هارون‬
‫الزيديّة كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق وفيه‬
‫العجلي وهو رأس ّ‬
‫ّ‬ ‫بن سعيد‬
‫علم م ا س يقع أله ل ال بيت على العم وم ولبعض األش خاص منهم على الخص وص‬
‫وقع ذلك لجعفر ونظائره من رجاالتهم على طريق الكرامة ‪ ...‬الّذي يقع لمثلهم‬
‫من األولي اء وك ان مكتوبً ا عن د جعف ر في جل د ث ور ص غير ف رواه عن ه ه ارون‬
‫وسماه الجفر باسم الجلد الّذي كتب فيه أل ّن الجفر في اللّغة هو‬
‫العجلي وكتبه ّ‬
‫ّ‬
‫الصغير‪ ،‬وصار هذا االسم علما على هذا الكتاب عندهم وكان فيه تفسير القرآن‬
‫ّ‬
‫وم ا في باطن ه من غ رائب المع اني مرويّ ة عن جعف ر الص ادق‪ ،‬وه ذا الكت اب لم‬
‫تتّصل روايته وال عُرف عينه وإنّما يظهر منه شواذّ من الكلمات ال يصحبها دليل‬
‫السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه أو من رجال‬
‫صح ّ‬‫ولو ّ‬
‫قومه)(‪.)1‬‬
‫مِل‬
‫قلت‪ َ :‬يصــح ســنده إىل جعفــر الصــادق‪ ،‬وقــد ســبق أن عـ ّـر ُ‬
‫فت مبَن هــو جعفــر‬ ‫ُ‬
‫الص ـ ــادق رمحه اهلل‪ ،‬فلم يكن إال رجالً ص ـ ــاحلاً س ـ ــليم املنهج والعقي ـ ــدة‪ ،‬وك ـ ــان يُبغض‬
‫الـ ّـرفض والتّشــيّع‪ ،‬فكيــف يصــح إســناد شــيء إليــه ليس لــه أصــل شــرعي من الكتــاب أو‬
‫السنة‪ ،‬وهكذا تنشأ البدعة على أيدي عُ ّشاقها‪.‬‬
‫ولكي نعرف موقف جعفر الصادق رمحه اهلل الربيء من اجلفــر الشــيعيـ الصــويف‪،‬‬
‫يق ـ ــول اإلم ـ ــام الـ ـ ــذهيب رمحه اهلل يف (المنتقى من منه اج االعت دال)‪( :‬الك ذب من‬
‫الرافضة على هؤالء يتجاوزون به الحد ال سيما على جعفر الصادق حتى كذبوا‬
‫عليه كتاب الجفر والبطاقة وكتاب اختالج األعضاء‪ ،‬وأحكام الرعود والبروق‪،‬‬
‫ومن افع الق رآن‪ ،‬وص ارت ه ذه مع ايش للطرقي ة فكي ف يث ق القلب بنق ل من ك ثر‬
‫منهم الك ذب إن لم يعلم ص دق الناق ل واتص ال الس ند وق د تع ّدى ش رهم إلى‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬دي ــوان املبت ــدأ واخلرب يف ت ــاريخ الع ــرب وال ــرببر ومن عاص ــرهم من ذوي الش ــأن األك ــرب‪ ،‬عب ــد‬
‫الــرمحن بن حممــد بن حممــد‪ ،‬ابن خلــدون أبــو زيــد‪ ،‬ويل الــدين احلضــرمي اإلشــبيلي‪ ،‬بتحقــق‪ :‬خليــل‬
‫شـ ــحادة‪ ،‬الناش ـ ــر‪ :‬دار الفك ـ ــر‪ ،‬بـ ــريوت‪( ،)416-1/415 ( ،‬ط ‪2/1408‬ه)‪ .‬بـ ــاب‪ :‬الفصـ ــل‬
‫الرابع‪.‬‬
‫غيرهم من أهل الكوفة وأهل العراق حتى كان أهل المدينة يتوقون أحاديثهم‪،‬‬
‫وك ان مال ك يق ول نزل وا أح اديث أه ل الع راق منزل ة أح اديث أه ل الكت اب ال‬
‫تُص ّدقوهم وال تُك ّذبوهم)(‪.)1‬‬
‫ويقول سليمان بن خالد عن أيب عبــد اهلل رمحهمــا اهلل تعــاىل يف إقامــة احلجــة على‬
‫الشــيعة والصــوفية فيمــا ي ّدعونــه من اجلفــر‪( :‬عن سليمان بن خالد قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫اهلل‪ :‬إن في الجفر الذين يذكرونه لما يسوؤهم‪ ،‬ألنهم ال يقولون الحق‪ ،‬والحق‬
‫في ه‪ ،‬فليخرج وا قض ايا علي وفرائض ه إن ك انوا ص ادقين‪ ،‬وس لوهم عن الخ االت‬
‫والعمات‪ ،‬وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السالم‪ ،‬فإن فيه وصية فاطمة عليها‬
‫السالم‪ ،‬ومعه سالح رسول اهلل ‪ ،‬وإن اهلل عز وجل يقول‪ :‬ﭽ" ﯞ" ﯟ" ﯠ" ﯡ" ﯢ‬
‫(‪.)2‬‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ سورة األحقاف‪ :‬اآلية‪4‬‬
‫ويقــول ابن قتيبــة رمحه اهلل يف الــرد على الشــيعة والصــوفية والرافضــة يف اجلفــر‪ ،‬حيث‬
‫يقول‪( :‬وأعجب من هذا التفسير تفسير الروافض للقرآن‪ ،‬وما يدعونه من علم باطنه‬
‫بما وقع إليهم من الجفر الذي ذكره هارون بن سعد العجلي وكان رأس الزيدية)‪.‬‬
‫مث أنشد ابن قتيبة هذه األبيات فقال‪:‬‬
‫ال ُم ْن َك ًرا‬ ‫ين َت َف َّرقُوا ‪.................‬فَ ُكلُّ ُه ْم فِي َج ْع َف ٍر قَ َ‬ ‫َن َّ ِ ِ‬
‫الرافض َ‬ ‫أَلَ ْم َت َر أ َّ‬
‫َّرا‬ ‫ِ‬
‫ف َس َّم ْتهُ النَّب َّي ال ُْمطَه َ‬ ‫ام َو ِم ْن ُه ْم ‪....................‬طََوائِ ُ‬ ‫فَطَائَِفةٌ قَالُوا إِ َم ٌ‬
‫الر ْح َم ِن ِم َّم ْن تَ َج َّف َرا‬
‫ت إِلَى َّ‬ ‫ْض ِه ِج ْل ُد َج ْف ِر ِه ْم ‪.........‬بَ ِرئْ ُ‬
‫ب لَم أَق ِ‬
‫َوم ْن َع َج ٍ ْ‬
‫ِ‬
‫َع َو َرا‬‫اب الْ ُك ْف ِر فِي الدِّي ِن أ َ‬ ‫صي ٍر بِبَ ِ‬ ‫ض‪.......‬ب ِ‬
‫َ‬ ‫الر ْح َم ِن ِم ْن ُك ِّل َرافِ ٍ‬ ‫ت إِلَى َّ‬ ‫بَ ِرئْ ُ‬
‫ص َرا‬‫ْح ِّق قَ َّ‬ ‫ضوا َعلَى ال َ‬ ‫‪...‬علَْي َها َوإِ ْن يَ ْم ُ‬
‫ضى َ‬ ‫ْح ِّق َع ْن بِ ْد َع ٍة َم َ‬
‫ف أ َْه ُل ال َ‬ ‫إِذَا َك َّ‬
‫ب لَص َّدقُوا ‪.............‬ولَو قَ َ ِ‬ ‫ولَو قَ َ ِ ِ‬
‫َح َم َرا‬‫ال ِزنْج ٌّي تَ َح َّو َل أ َ‬ ‫َْ‬ ‫ض ٌّ َ‬ ‫يل َ‬ ‫ال إ َّن الْف َ‬ ‫َْ‬
‫ال ُو ِّجهَ أَ ْد َب َرا‬‫ف ِم ْن َب ْو ِل الْبَ ِعي ِر فَِإنَّهُ ‪................ ...‬إِذَا ُهو لِإْلِ قْبَ ِ‬ ‫َوأَ ْخلَ َ‬
‫َ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املنتقى من منهـ ـ ــاج االعتـ ـ ــدال للـ ـ ــذهيب‪ )88-1/87( ،‬بـ ـ ــاب‪ ،‬الفصـ ـ ــل الثـ ـ ــاين‪ :‬املذهب‬
‫الواجب االتباع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬مــع االثــىن عشــرية يف األصــول والفــروع‪ ،‬د‪ .‬علي بن أمحد علي الســالوس‪،)1/741( ،‬‬
‫باب‪( :‬اجلزء األول من أصول الكايف)‪.‬‬
‫يس ى ال ِْف َرى َم ْن َتنَ َّ‬
‫ص َرا)‬ ‫َف ُقبِّح أَقْوام رموه بِِفري ٍة ‪َ ........ ...‬كم ا قَ َ ِ ِ‬
‫ال في ع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ ََْ ُ ْ َ‬
‫(‪) 1‬‬

‫مث يستعرض ابن قتيبة بعض التأويالتـ الشيعيةـ الباطنيةـ للقــرآن الكــرمي على ضــوء‬
‫ادعوا أنه كتب فيه لهم اإلمام‬ ‫حساهبم (حساب الجفر)‪ ،‬فيقول‪َ ( :‬و ُه َو ِج ْل ُد َج ْف ٍر‪ّ :‬‬
‫كل ما يحتاجون إلى علمه‪ ،‬وكل ما يكون إلى يوم القيامة‪ ،‬فمن ذلك قولهم في‬
‫قول اهلل عز وجل‪:‬‬
‫ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭼ (‪ )2‬أنه اإلمام‪ ،‬وورث النبي ‪ ‬علمه‪.‬‬
‫وقولهم‪ ،‬في قول اهلل عز وجل‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ" ﭼ (‪ )3‬أنها عائشة رضي‬
‫اهلل عنها‪ ،‬وفي قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌﭼ (‪ )4‬أنه طلحة والزبير‪.‬‬
‫وقولهم في الخمر والميسر‪ :‬إنهما أبو بكر وعمر‪ ،‬رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫والجبت والط اغوت‪ :‬إنهم ا معاوي ة وعم رو بن الع اص‪ ،‬م ع عج ائب أرغب‬
‫عن ذكرها‪ ،‬ويرغب من بلغه كتابنا هذا عن استماعه)(‪.)5‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا جهل بعضه فوق بعض دركات‪.‬‬
‫ُ‬
‫مث يقــول ابن قتيب ـةـ رمحه اهلل‪( :‬كان بعض أهل األدب يقول‪ :‬ما أُش بِّهُ تفس ير‬
‫الرافض ة للق رآن إال بتأوي ل رج ل من أه ل مك ة للش عر‪ ،‬فإن ه ق ال ذات ي وم‪ :‬م ا‬
‫سمعت بأكذب من بني تميم‪ ،‬زعموا أن قول القائل‪:‬‬
‫ش ُل‪.‬‬
‫س َن ْه َ‬ ‫ب بِِفنَائِِه ‪ ...‬ومج ِ‬
‫اش ٌع َوأَبُو الْ َف َوا ِر ِ‬ ‫ت ُز َر َارةَ ُم ْحتَ ٍ‬
‫َب ْي ُ‬
‫َُ َ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬تأويل خمتلف احلديث‪ ،‬أبو حممد عبد اهلل بن مســلم بن قتيبــة الــدينوري‪،‬ـ الناشــر‪ :‬املكتب‬
‫االسـ ــالمي ‪ -‬مؤسسـ ــة اإلشـ ــراق‪( ،)123-1/122( ،‬ط‪ :2‬مزيـ ــده ومنقحـ ــة‪1419 ،‬ه)‪،‬‬
‫باب‪ :‬الرد على أصحاب الرأي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة النمل‪ :‬اآلية (‪.)١٦‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬سورة البقرة‪:‬ـ اآلية (‪.)٦٧‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬سورة البقرة‪:‬ـ اآلية (‪.)٧٣‬‬
‫‪5‬‬
‫()‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬تأويل خمتلف احلديث (‪.)124-1/123‬‬
‫بيت اهلل‪،‬‬
‫بيت ُ‬ ‫أنت فيهم! ق ال‪ :‬ال ُ‬ ‫ول َ‬ ‫ال منهم‪ ،‬قي ل ل ه‪ :‬فم ا َت ُق ُ‬ ‫أَنَّه في رج ٍ‬
‫ت بِال َْم ِاء‪.‬‬
‫جاش ُع؟ قال‪َ :‬ز ْم َز ُم‪َ ،‬ج ِش َع ْ‬ ‫وزرارةُ‪ :‬الْحجر‪ ،‬قيل‪ :‬فَم ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ َ َ َُ‬
‫س‪.‬‬ ‫س؟ قَال‪ :‬أَبُو ُقَب ْي ٍ‬ ‫قيل‪ :‬فَأَبُو الْ َف َوا ِر ِ‬
‫وفكر ساعةً‪ ،‬ثم قال‪َ :‬نه َ ِ‬
‫اح‬
‫ص بَ ُ‬
‫ش ُل م ْ‬ ‫ْ‬ ‫أشدهُ‪َ َّ ،‬‬ ‫ش ُل ُّ‬ ‫ش ُل؟ قال‪َ :‬ن ْه َ‬ ‫قيل له‪َ :‬فَن ْه َ‬
‫ِ‬
‫ش ُل‪.‬‬‫أس َو ٌد‪ ،‬فذلك َن ْه َ‬‫طويل ْ‬ ‫الْ َك ْعبَة‪ ،‬ألنَّهُ ٌ‬
‫وهم أكثر أهل البدع افتراقًا ونِ َحاًل )(‪ .)1‬انتهى كالمه رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ويق ــول اجلاح ــظ يف (الحي وان) عن الش ــيعة يف جف ــرهم املس ـ َّـرب إىل املتص ــوفة‪،‬ـ‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫كنت ضعيف القوى ‪ ...‬فاهلل يقضي وله األمر‪.‬‬ ‫(إنّي وإن ُ‬
‫الج ْف ُر)(‪.)2‬‬
‫غرهُ َ‬
‫‪......‬كرافضي َّ‬
‫ّ‬ ‫لست إباضيًّا غَبِيًّا وال ‪...‬‬
‫ُ‬
‫ويق ــول ش ــيخ اإلس ــالم ابن تيمية يف (الفت اوى الك برى) عن اجلَْفــر املف ــرتى على‬
‫جعف ــر الص ــادق رمحه اهلل‪( ،‬ونحن نعلم من أح وال أمتن ا أن ه ق د أُض يف إلى جعف ر‬
‫الص ادق‪ ،‬وليس ه و بن بي من األنبي اء من جنس ه ذه األم ور‪ ،‬م ا يعلم ك ل ع الم‬
‫بح ال جعف ر رض ي اهلل عن ه‪ ،‬أن ذل ك ك ذب علي ه‪ ،‬ف إن الك ذب علي ه من أعظم‬
‫الس فلية‪ ،‬ك اختالج األعض اء‪،‬‬
‫ب إلي ه أحك ام الحرك ات ُ‬ ‫نس َ‬
‫الك ذب‪ ،‬ح تى يُ َ‬
‫الرعد والبرق‪ ،‬والهالة وقوس اهلل الذي يقال له‪ :‬قوس قزح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وجواذب الجو من ّ‬
‫ب إلي ه‬
‫نس ُ‬
‫وأمث ال ذل ك‪ ،‬والعلم اء يعلم ون أن ه ب ريءٌ من ذل ك كل ه‪ ،‬وك ذلك يُ َ‬
‫دول ال ذي َت ْبنِي علي ه ُّ‬
‫الض الّ ُل طائف ة من الرافض ة‪ ،‬وه و ك ذب مفتع ل علي ه‬ ‫الج ُ‬
‫افتعله عليه عبد اهلل بن معاوية‪ ،‬أحد المشهورين بالكذب مع رياسته وعظمته عند‬
‫واله ْفت‪ ،‬وكل ذلك كذب‬
‫أتباعه‪ ،‬وكذلك أُضيف إليه كتاب الجفر‪ ،‬والبطاقة َ‬
‫رسائل إخوان الصفا‪ ،‬وهذا في غاية‬
‫ُ‬ ‫عليه باتّفاق أهل العلم به‪ ،‬حتى أُضيف إليه‬
‫الرسائل إنما وضعت بعد موته بأكثر من مائتي سنة‪ ،‬فإنه توفي‬
‫الجهل‪ ،‬فإن هذه ّ‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬تأويل خمتلف احلديث (‪.)124-1/123‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬احلي ــوان‪ ،‬عم ــرو بن حبر بن حمب ــوب الكن ــاين ب ــالوالء‪ ،‬اللي ــثي‪ ،‬أب ــو عثم ــان‪ ،‬الش ــهري باجلاح ــظ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪( ،)6/466 ( ،‬ط‪1424 :2‬ه)‪ ،‬باب‪ :‬القصيدة األوىل‪.‬‬
‫س نة ثم ان وأربعين ومائ ة‪ ،‬وه ذه الرس ائل ُوض عت في دول ة ب ني ُب َويْ ه في أثن اء‬
‫المائ ة الرابع ة في أوائ ل دول ة ب ني عبي د ال ذين بن وا الق اهرة‪ ،‬وض عها جماع ة‪،‬‬
‫وزعموا أنهم جمعوا بها بين الشريعة والفلسفة‪ ،‬فضلّوا وأضلّوا‪ ،‬وأصحاب جعفر‬
‫الصادق ال ذين أخ ذوا عنه العلم‪ ،‬كمال ك بن أنس‪ ،‬وس فيان بن عيين ة‪ ،‬وأمثالهما‬
‫من األئمة أئمة اإلسالم براءٌ من هذه األكاذيب‪ ،‬وكذلك كثير مما يذكره الشيخ‬
‫السلمي في كتاب حقائق "التفسير" عن جعفر من الكذب الذي‬ ‫أبو عبد الرحمن ُّ‬
‫كذبِ ِه أح ٌد من أه ل المعرف ة ب ذلك‪ ،‬وك ذلك كث ير من الم ذاهب‬
‫ك في ِ‬‫ش ُّ‬‫ال يَ ُ‬
‫الباطل ة ال تي تحكيه ا عن ه الرافض ة‪ ،‬وهي من أبين الك ذب علي ه‪ ،‬وليس في ف رق‬
‫الرافضة من حين تبعوا إلى أول من ابتدع الرفض‪،‬‬
‫األمة أكثر كذبًا واختالفً ا من ّ‬
‫وكان ُمناف ًق ا ِزنْ دي ًقا يقال له عبد اهلل بن سبأ‪ ،‬فأراد بذلك فساد دين المسلمين‪،‬‬
‫الرسائل التي بأيدي النصارى)(‪.)1‬‬
‫كما فعل بولص صاحب ّ‬
‫قلت‪ :‬ســبق أن كـ ّـر ُ‬
‫رت بــأن الشــيعة دوم ـاً يتّكئــون بكــذهبم على أهــل الــبيتـ عن‬ ‫ُ‬
‫طريــق علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه‪ ،‬وقــد كــذبوا عليــه يف بعض الروايــات اخلاصــة‬
‫هبم أن مصــدر اجلفــر منــه‪ ،‬وأنــه أي علي كــان ميلــك بعض الصــحائف وأســرار املتعلقــة‬
‫حبوادث العــامل املختلفــة الــيت كــانت والــيت مل تكن بعــد‪ ،‬ولنقــد وتفنيــد هــذه األكــاذيب‬
‫املفرتى على علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه‪ ،‬فقد ورد يف صحيح البخاري رمحه اهلل‬
‫تع ــاىل‪( :‬عن إب راهيم ال تيمي‪ ،‬عن أبي ه‪ ،‬ق ال خطبن ا علي بن أبي ط الب‪ ،‬فق ال‪ :‬من‬
‫الص حيفة قال‪ :‬وصحيفة ُمعلَّ َق ة في‬
‫نقر ُؤهُ إالّ كتاب اهلل وهذه ّ‬
‫زعم أن عندنا شيئًا َ‬
‫الج َراحات‪ ،‬وفيها قال‬ ‫اب سيفه‪ ،‬فقد كذب‪ ،‬فيها أسنا ُن اإلبل‪ ،‬وأشياء من ِ‬ ‫قِ ر ِ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل تعالى عليه وسلم‪" :‬المدينة حرم ما بين عير إلى ثور‪ ،‬فمن أحدث‬
‫فيها حدثًا‪ ،‬أو آوى ُمحدثًا‪ ،‬فعليه لعنة اهلل والمالئكة والناس أجمعين‪ ،‬ال يقبل اهلل‬
‫ص ْرفًا‪ ،‬وال ع ْداًل "‪ ،‬وذم ة المس لمين واح دة‪ ،‬يسعى به ا أدناهم‪،‬‬
‫منه ي وم القيام ة َ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬الفتاوى الكربى البن تيمية‪ ،‬تقي الدين أبــو العبــاس أمحد بن عبـد احلليم بن عبــد الســالم‬
‫بن عبــد اهلل بن أيب القاســم بن حممــد ابن تيميــة احلراين احلنبلي الدمشــقي‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪( ،)1/70( ،‬ط‪1408 :1‬ه)‪ ،‬باب‪ :‬مسألة فيمن يعتقد أن الكواكب هلا تأثري‪.‬‬
‫ادعى إلى غ ير أبي ه‪ ،‬أو ا ْنتَ َمى إلى غ ير َم َوالي ه‪ ،‬فعلي ه لعن ة اهلل والمالئك ة‬
‫ومن ّ‬
‫ص ْرفًا‪ ،‬وال ع ْدالً)(‪.)1‬‬
‫والناس أجمعين‪ ،‬ال يقبل اهلل منه يوم القيامة َ‬
‫قلت‪ :‬يب ــدوا أن تربئ ــة علي بن أيب ط ــالب رض ــي اهلل عن ــه نفس ــه ج ــاءت عن ــد م ــا‬
‫ُ‬
‫الحــظ الغالة من حولــه يــذكرون فيــه مــا ليس لــه‪ ،‬فــأراد أن يُــبنّي احلقيقــة بــدليلها‪ ،‬وقــد‬
‫كــان هــؤالء الغالة من أهــل الضــالل يــرون أن عليـاً خُي في صــحيفة فيهــا مــا يـ ّدعوهنا من‬
‫اخلراف ــات‪ ،‬ف ــبنّي هلم أن الص ــحيفة ليس ــت إال ح ــديثاً مسعه من الن ــيب ‪ ‬فاحتف ــظ ب ــه‪،‬‬
‫فلهذا استثىن أن ما َي ْقَر ُؤه هو كتاب اهلل وما مسعه من النيب ‪ ‬فحسب‪ ،‬ولكن القــومـ‬
‫أبــوا إال اللــزوم على الكــذب والباطــل ليحملــوا ِو ْز َر علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه‬
‫يــوم القيامـةـ وكــذلك أوزار كـ ّـل َمن يفــرتي عليــه الشــيعة والــروافض من الســلف الصــاحل‬
‫رمحهم اهلل تعـ ــاىل! ولتمـ ــادي أهـ ــل الضـ ــالل والغالة على غـ ــرورهم أحـ ــرق علي بن أيب‬
‫طــالب رضــي اهلل عنــه بعض الــذين ّادع ــوا ألوهيتــه!!‪،‬ـ فــأحرقهم بالن ــار‪ ،‬وه ــذا حب ّد ذاتــه‬
‫يُؤ ّكد براءة علي منهم‪.‬‬
‫وأُكمــل الــرد على املتصــوفة والشــيعة وتفنيــد آراء ماســينيون يف اجلفــر‪ ،‬ومــا ّادعــاه‬
‫خص ألهل البيتـ وخاصــة عليـاً‬ ‫ِ‬
‫ومن يف ُحكمهم كماسينيونـ من أن النيب ‪ّ ‬‬ ‫الشيعة َ‬
‫بعض الكنــوز املعرفيــة دون غــريهم‪ ،‬فقــد جــاء يف (مجموع الفتاوى) البن تيميــة رمحه‬
‫اهلل حيث ق ــال‪( :‬وه ذا كم ا في الص حيح أن ه قي ل لعلي رض ي اهلل عن ه ه ل ت رك‬
‫رسول اهلل ‪ ‬شيئًا؟ وفي لفظ‪ :‬هل عهد إليكم رسول اهلل ‪ ‬شيئًا لما‬
‫ُ‬ ‫عندكم‬
‫فهما يُؤتيه اهلل عب ًدا‬
‫يعهده إلى الناس؟ فقال‪ :‬ال والذي فلق الحبة وبرأ النّسمة إال ً‬
‫سلم‬ ‫ِ‬
‫الص حيفة‪ :‬وفيها العقل وفكاك األَس ير وأن ال يُقتَ ل ُم ٌ‬
‫في كتابه وما في هذه ّ‬
‫بكاف ٍر"‪ -‬ويقول ابن تيمية رمحه اهلل يف تعقيبه على احلديث‪( ،‬وبهذا الحديث ونحوه‬
‫من األح اديث الص حيحة‪ :‬اس تدل العلم اء على أن ك ل م ا يُ ذكر عن علي وأه ل‬
‫بي ‪ ‬دون غيرهم كذب عليهم مثل‬ ‫صوا ٍ‬
‫خصهم به النّ ُ‬
‫بعلم َّ‬ ‫البيت؛ من أنهم اُ ْختُ ُّ‬
‫ما يُ ذكر من ه الجف ر والبطاق ة والج دول وغ ير ذل ك وما ي أْ ُث ُرهُ القرامط ة الباطني ة‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬أخرجــه البخــاري يف صــحيحه‪ ،)2/994/1370( ،‬بــاب‪ :‬فضــل املدينــة ودعــاء النــيب‬
‫‪.‬‬
‫عنهم فإنه قد ُك ِذب على جعفر الصادق رضي اهلل عنه ما لم يُ ْك َذب على غيره‪،‬‬
‫وك ذلك ُك ِذب على علي رض ي اهلل عن ه وغ يره من أئم ة أه ل ال بيت رض ي اهلل‬
‫وم من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بق ٌ‬ ‫عنهم كم ا ق د ُبيِّن ه ذا وبُس ط في غ ير ه ذا الموض ع‪ ،‬وهك ذا يَ ْك ذ ُ‬
‫وم َّد ِعي الحقائق على أبي بكر وغيره وأن النبي ‪ ‬كان يُخاطبُ ه بحقائق‬ ‫ُّساك ُ‬
‫الن َّ‬
‫َي ْف َه ُمه ا عُم ُر م ع حض وره؛ ثم ق د يَ َّدعُون أنهم َ‬
‫عرفُوه ا وتك ون حقيقتُه ا زن َدق ةً‬
‫وإلحادا)(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫روج لويس ماسينيون اآلراء الشيعية والصوفيةـ يف اجلفر اعتقاداً منه صــحته‪،‬‬
‫وقد ّ‬
‫مما أوقعه إىل تأويالتـ غريبة غري مفهومة‪ ،‬وبعضها ليست إال ضرباً من اجلنــون اخلارج‬
‫عن ح ــدود ت ــداول العلم بني أهل ــه وتناول ــه ومناقش ــته‪ ،‬وأم ــا ق ــول ماس ــينيون‪( :‬وهك ذا‬
‫جت شخصية سلمان التاريخية في النموذج‬ ‫نرى أنه منذ بداية القرن الثاني أُ ْد ِم ْ‬
‫تجس دته زمن اً‪ ،‬والذي سيسمى من بعد (سلسال)‪ ،‬أو بأول‬
‫اإللهي األعلى الذي ّ‬
‫"السين)‪،‬‬
‫حرف منه ّ‬
‫ومن ال ـ ــذي أدمج شخص ـ ــية س ـ ــلمان‬ ‫ومن الس ـ ــخيف أن يق ـ ــول ماس ـ ــينيون هبذا! َ‬
‫التارخيي ـ ــة‪..‬وكم ـ ــا أن الش ـ ــرك ق ـ ــوالً وفعالً ج ـ ــزء من عقائ ـ ــد الص ـ ــوفية والش ـ ــيعة‪،‬ـ فهـ ــذا‬
‫الرتخيص العقدي الصويف الشيعي الذي جعل لويس ماسينيون يتمـادى يف قولـه اخلطـري‬
‫علواً كبرياً‪ .‬وأما قوله‪..( :‬والذي سيسمى من‬
‫على اهلل‪ ،‬تعاىل اهلل عما يقولون يف اهلل ّ‬
‫بعد "سلسال" أو بأول حرف منه "السين")‪ .‬فقــد لقي ماســينيونـ ّ‬
‫رداً عنيفـاًـ يف مثــل‬
‫هذه األقوال‪ ،‬ألهنا كانت جزءاً من عقيدته الــيت تل ّقاهــا من كــل من املتصــوفة والشــيعة‪،‬ـ‬
‫فقد تبىّن مبثلها عند ما اعترب بعض قصائد املتنيب اليت ذكر فيها كلمة (سلسال)‪ ،‬حيث‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬جمموع الفتاوى‪ ،‬تقي الـدين أبـو العبـاس أمحد بن عبـد احلليم بن تيميـة احلراين‪ ،‬بتحقيـق‪:‬‬
‫عبد الرمحن بن حممد بن قاسـم‪ ،‬الناشـر‪ :‬جممـع امللـك فهـد لطباعـة املصـحف الشـريف‪ ،‬املدينـة‬
‫النبويـة‪ ،‬اململكـة العربيـة الســعودية‪ ،)2/217( ،‬بـاب‪ :‬أنـواع من الكفــر والضــالل يف مـذهب‬
‫االحتاديني‪ ،‬واحلديث أخرجـ ـ ـ ــه البخـ ـ ـ ــاري رمحه اهلل يف صـ ـ ـ ــحيحه‪( ،‬بـ ـ ـ ــاب‪ :‬فكـ ـ ـ ــاك األسـ ـ ــري‪،‬‬
‫‪ ،)4/69/3047‬وانظـ ــر‪ :‬بـ ــاب العاقلـ ــة‪ ،)9/11/6903 ،‬وانظـ ــر‪ :‬بـ ــاب ال يقتـ ــل املسـ ــلم‬
‫بالكافر‪.)9/12/6915،‬‬
‫زعم ماسينيونـ أن املتنيب إمنا قصد هبا (سلمان الفارسي) حسب اعتقادهـ اجلفري‪ ،‬وقد‬
‫انتقده الــدكتور إبــراهيم عــوض بشـ ّدة يف قولــه‪( :‬إن أسخف ما قاله ماسينيون هو أن‬
‫المتنبي باستعماله كلمة" سلسال" إنما قصد أن يشير بحساب الجفر! إلى الرقم‬
‫الذي يشير إليه حروف كلمة "سلمان"وهو‪.)181‬‬
‫ومن أس ـ ــخف م ـ ــا قال ـ ــه ماس ـ ــينيون يف الت ـ ــأويالتـ الباطني ـ ــة على ض ـ ــوء عقيـ ــدهتم‬
‫اجلفريــة‪ ،‬قولــه‪( :‬وسلمان هو"سلسلة" المسجد األقصى الخاصة وهي التي عندها‬
‫يقس م الن اس‪ ،‬وذل ك في م ذهب ال دروز‪ ،‬وه ذه السلس لة هي ال تي يُس لك فيه ا‬
‫المع ّذبون في الجحيم سورة الحاقة ‪ 33‬ﭽ" ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﭼ (‪ ،)1‬مث‬
‫يق ــول ماس ــينيون‪( :‬واآلي ة الم ذكورة تنتهي بالفع ل‪" :‬س لك" والح روف‪ :‬س‪ ،‬ل‪،‬‬
‫السين)‬
‫ك‪.....‬وهو لغز مسائل ّ‬
‫قلت‪ :‬ه ــذه األق ــوال ليس ــت إال إثباتـ ـاً جله ــل قائليه ــا‪ ،‬وق ــد خ ــرجت عن ح ــدود‬ ‫ُ‬
‫العلم الصــحيح الــذي يتناولــه العلمــاء تنــاوالً علميـاً ونِقاشـاً‪ ،‬وهــذه األقــوال نظــري مــا قيــل‬
‫يف األبيــات الــيت أوردهــا ابن قتيبــة رمحه اهلل‪ ،‬وقــد قــال فيهــا‪( :‬كان بعض أهل األدب‬
‫يقول‪ :‬ما أُشبِّهُ تفسير الرافضة للقرآن إال بتأويل رجل من أهل مكة للشعر)‪ ،‬وقــد‬
‫ذكرت أمثلة من طرائف َمن حاول شرح أبيات وهو ال يعرف مقاصدها‪ ،‬فهكذا فـإن‬ ‫ُ‬
‫الرافض ـ ــة وأخواهتا من الش ـ ــيعة وس ـ ــفرائهم من املستش ـ ــرقني كماس ـ ــينيونـ مل يكن دأهبم‬
‫االعتم ــاد على ال ــدليل الص ــحيح‪ ،‬ب ــل ك ــان دأهبم الكالم على غ ــري علم‪ ،‬وإدراج بعض‬
‫أس ــاطري العقائ ــد الوض ــعية القدمية يف العقي ــدةـ اإلس ــالمية لتتناسـ ـبـ م ــع طموح ــاهتم ال ــيت‬
‫كوناتهـ الش ِّْركِية‪.‬‬ ‫هتدف إىل األخذ بدين جديد (اإلسالم) مع االحتفاظ بالقدمي ُ‬
‫وم ِّ‬
‫وأم ـ ــا ق ـ ــول ماس ـ ــينيون‪:‬ـ (يل وح أن اللف ظ "سلس ل" ق د تك ون عن الكلم ة‬
‫"سلس لة" ال واردة في الق رآن س ورة ‪ ،32:69‬وص يّغت في ص يغة الم ذ ّكر كيم ا‬
‫يك ون حس اب الح روف س‪+‬ل‪+‬س‪ُ )....‬‬
‫قلت هـ ـ ــذه األقـ ـ ــوال والرمـ ـ ــوز الغريب ـ ــة‬
‫صـ ـل إىل مراده ــا‪ ،‬إال أهنا ال تع ــدوا أن تك ــونـ مرتبط ــة‬ ‫والطريف ــة من جه ــة يص ــعب التو ّ‬
‫بالناتج اجلفري الصويف الشيعي الذي تبنّـاه ماسـينيون وزعم أنـه يـدهلم على مـراد اهلل يف‬
‫تفس ــري الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬فه ــذا م ــا أش ــار إلي ــه يف بداي ــة قول ــه أعاله‪ ،‬وأم ــا قول ــه‪( :‬س ورة‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سورة احلاقة‪ :‬اآلية (‪.)٣٢‬‬
‫‪ )32:69‬فرمبا يشــري إىل العــدد التسلســلي ل ُس ـور القــرآن الكــرمي‪ ،‬وال عجب يف ذلــك‬
‫فمن املعلــوم أن أهــل البــدع ال يلقــون بــاالً يف االســتدالل باآليــات القرآنيــة‪ ،‬وكــذلك ال‬
‫صـ ـ ـل إىل مـ ــراده‬
‫يهتم ـ ــون ب ـ ــالعزو الص ـ ــحيح لآلي ـ ــات وال ال ُّسـ ـ ـور‪ ،‬مث يف األخ ـ ــري إن التو ّ‬
‫ب(س ورة‪ ،)32:69‬فإمنا يقص ــد ب ــذلك س ــورة (الحاقة) حس ــب التسلس ــل الع ــددي‬
‫ل ُس ـور الق ــرآن الك ــرمي‪ ،‬وذل ــك من س ــورة الفاحتة باعتباره ـاـ أول س ــورة للق ــرآن فيك ــونـ‬
‫رقمها (‪ )1‬وسورة البقرة (‪ )2‬إخل‪..‬إىل سورة النــاس‪ ،‬وهي آخـر ســورة للقــرآن الكــرمي‬
‫ويكــون رقمهــا (‪ ،)114‬أي العــدد الكلي ل ُس ـور القــرآن الكــرمي‪ ،‬فتحتــل ســورة احلاقّــة‬
‫الــرقم (‪ )69‬التاســع وال ِّسـتِّني‪ ،‬وأمــا رقم (‪ )32‬الــذي أشــار إليــه لــويس ماســينيونـ‪ ،‬فإنــه‬
‫يقصد به اآلية الثانيةـ والثالثني من سورة احلاقّة‪ ،‬ومنت اآلية هي قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﰃ ﰄ‬
‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﭼ ســورة احلاقــة‪ :‬اآليــة ‪ ،٣٢‬وأمــا هــذا االختصــار املخـ ّـل والعــزو‬
‫اخلاطئ فهـ ــو خُب ل وكمـ ــا أن أهـ ــل البـ ــدع وأئمتهم يبخلـ ــون يف الصـ ــالة على النـ ــيب ‪‬‬
‫فكذلك يبخلون يف عزو اآليات والسور القرآنية بشكل صحيح‪ ،‬وما قام به ماســينيونـ‬
‫ص ـ ـل إىل الع ـ ــزو املراد‪،‬‬
‫من اختص ـ ــار الس ـ ــورة إىل وض ـ ــع رقمه ـ ــا فق ـ ــط مما يص ـ ــعب التو ّ‬
‫وكذلك رقم آيتها فهو شاهد على ذلك‪ ،‬فنسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫نق""د وتفني""د آراء ماس""ينيون في مزاعم""ه الص""وفية الش""يعية ج""واز التّألي""ه‬
‫بالمشاركة‬
‫أما قوله‪:‬‬
‫الس نية لم توج د‬
‫(ولن ذكر أوالً أن ه على العكس مم ا ت ّدعي ه كتب الف رق ُّ‬
‫ادعت ب أن أح د ه ذه النم اذج الثالث ة يمكن أن يك ون اهلل‬
‫فرق ة ش يعية مغالي ة ّ‬
‫بج وهره‪ ،‬فعن د جمي ع الغالة أن اهلل ال يمكن معرفت ه ذات ه وه و ف وق ك ل وص ف‬
‫وحد‪ ،‬إنما األمر هنا أمر تأليه بالمشاركة!! ونوع هذه المشاركة يختلف وقف اً‬
‫للنموذج الذي تفضله الفرقة)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬إن عني ال ّ‬
‫ضـ ـ ـالل والش ـ ــرك األك ـ ــرب املخ ـ ــرج من امللّ ـ ــة ه ـ ــو م ـ ــا ذهب إليـ ــه‬ ‫ُ‬
‫ماسينيونـ وهو (النّد) املنهي عنه شرعاً‪ ،‬فإن أهل السنة مل ت ّدع على الفرق البدعية إال‬
‫مــا كــانت تســتح ّقها يف حماولــة لتوجيههــا إىل العقيــدةـ الصــحيحة‪ ،‬فــإن قــول ماســينيون‪:‬ـ‬
‫(إنم ا األم ر هن ا أم ر تألي ه بالمش اركة) وه ــو اخلط ــر األك ــرب أص ـالً واألس ــوأـ ح ــاالً يف‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)38‬‬
‫عقي ــدة املس ــلم إذا تبنّاه ــا‪ ،‬والتأليـ ـهـ باملش ــاركة ه ــو النّ ــد املخ ــرج من امللّة‪ ،‬ويف تعري ــف‬
‫الشرك‪ ،‬أن الشرك األكرب‪ :‬هو أن جتعل هلل ن ّداً وهو خلقك‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ" ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮇﮈ" ﮉ" ﮊ" ﮋ" ﮌ" ﮍﮎ" ﭼ (‪ ،)1‬وقــد جهــل ماســينيون‬ ‫ﮀ" ﮁ" ﮂ" ﮃ" ﮄ" ﮅ" ﮆ"‬
‫وطوائف ـهـ مع ــىن الش ــرك‪ ،‬فالش ــرك من املش ــاركة وال َّش ـ ِركة‪ ،‬فاهلل تب ــارك وتع ــاىل هنى عن‬
‫مش ــاركة خملوقات ــه يف ألوهيت ــه‪،‬ـ وربوبيت ــه‪ ،‬وأمسائه وص ــفاته‪ ،‬وجعله ــا من خواص ــه الغ ــري‬
‫صـمد الــذي ال يُشــركه شــيءٌ يف الســماء وال يف‬ ‫قابــل للمشــاركة‪ ،‬فهــو الواحــد األحــد ال ّ‬
‫األرض‪ ،‬فكيــف يقــول ماســينيونـ بــأن األمــر هنــا أمــر تأليــه باملشــاركة!‪ ،‬إنــه جهـ ٌـل منــه‬
‫وضالل‪ ،‬وقد قال اهلل تعاىل نفياً الشَّراكة‪ ،‬ﭽ" ﯦ" ﯧ" ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ (‪ )2‬فمخلوقــات اهلل شــركاء فيمــا بينهــا‪ ،‬لكن اهلل ليس لــه‬
‫شريك يف ُملكه‪ ،‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ" ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫ٌ‬
‫ﮡ" ﮢ ﮣﮤ‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ(‪ .)3‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮛ" ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧﯨ‬ ‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ (‪ )4‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽﯠ ﯡ" ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫(‪) 5‬‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﭼ ‪.‬‬ ‫ﯾ‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سورة البقرة‪:‬ـ اآلية (‪.)١٦٥‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة األنعام‪ :‬اآلية (‪.)100‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬سورة األعراف‪ :‬اآلية (‪.)١٩١ -١٩٠‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬سورة الرعد‪ :‬اآلية (‪.)١٦‬‬
‫‪5‬‬
‫()‪ -‬سورة الرعد‪ :‬اآلية (‪.)٣٣‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في زعمه انتساب المتص""وفة إلى‬
‫بعض الصّحابة والتّابعين‬
‫أما قوله‪:‬‬
‫الص حابة رجالن‬
‫للمتص ّوفة المس لمين أن يزعم وا أن ه ك ان بين ّ‬
‫(ويج وز ُ‬
‫السابقين إلى التّصوف‪ ،‬وهما أبو ذر وحذيفة‪ ،‬ولم يثبت ثُبوت اً قاطع اً‬ ‫يعدان بحق ّ‬
‫الصحابيين(‪.))1‬‬
‫أ ّن أويساً وصهيباً كانا على شاكلة هذين ّ‬
‫قلت‪ :‬ليس من اجلديــد أن ينســب أهــل البــدع ســلفهم ال ّسـيئِني إىل ســلفنا الصــاحل‬
‫ُ‬
‫االدعــاءات ســند نقلي‬
‫رمحهم اهلل‪ ،‬وقد سلك ماســينيونـ مسـلكهم‪ ،‬لكن ال توجــد هلذه ّ‬
‫وال عقلي وذلك لعدة أسباب‪:‬‬
‫* عــدم رؤيــيت أليــة مالحظــة مقرونــة الــيت تثبت انتمــاء الســلف الصــاحل املذكورين‬
‫الصحة ال من الكتاب وال من السنة‪.‬‬ ‫بعقيدهتم اليت ليست هلا أي أساس من ّ‬
‫ومن يف حكمهم من‬ ‫* ثبت حماربــة هــؤالء الســلف الصــاحل الــذين يتّهمهم املتصــوفة َ‬
‫أهل البدع على كافة أشـكال االبتـداع يف الـ ّدين فكيـف يكـون هـؤالء ِمن منتسـيب ال ّسـلف‬
‫صـ ـاحل فبه ــذا يظه ــر التع ــارض بني ّادع ــاء أه ــل الب ــدع وواق ــع الس ــلف الص ــاحل رمحهم اهلل‬
‫ال ّ‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫* إن مــا ي ّدعيــه ماســينيون فــإن صــحابة النــيب ‪ ‬كــانوا على منهج النــيب يف كــل‬
‫صغري وكبري‪ ،‬ومل يكونوا على منهج خمالف للمنهج النبويـ صلوات اهلل وسالمه عليه‪.‬‬
‫وقد حاول الدكتور أمني عودة صاحب النزعة الصـوفية إثبـات تلـك النظريـة الـيت ال‬
‫تستند إىل دليل مساند ًة لِ َما ذهب إليه ماسينيون عنــدما قــال‪( :‬والحقيقة التي ينبغي عدم‬
‫إغفالها في هذا السياق‪ ،‬أن نزعة التصوف في اإلسالم ليست ُمحدثة فيه‪ ،‬ففي‬
‫سم باسم التّصوف‪ ،‬وثمة نماذج كانت‬ ‫عصر النّبوة ُعرفت هذه النّزعة وإن لم تُ ّ‬
‫الص فة‪ ،‬وهم فق راء المه اجرين‪ ،‬وك ذلك عن د بعض‬ ‫تش ي به ا‪ ،‬ك أنموذج أه ل ُّ‬
‫الص حابة الكرام‪ ،‬كأبي ال ّدرداء‪ ،‬وأبي ذر الغفاري‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وسلمان‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫()– التص ــوف ل ــويس ماس ــينيون‪ ،‬ومص ــطفى عب ــد ال ــرزاق‪ ،‬وه ــو من حبوث دائ ــرة املع ــارف‬
‫اإلس ــالمية‪ ،‬جلن ــة الرتمجة‪ ،‬إب ــراهيم خورش ــيد‪ ،‬د‪ .‬عب ــد احلمي ــد ي ــونس‪ ،‬حس ــن عثم ــان‪ ،‬ص (‬
‫‪.)30-29‬‬
‫الفارسي‪ ،‬وأويس القرني‪ ،‬وفي غير قليل من األقوال الثّابتة ألمير المؤمنين علي‬
‫الرس ول األعظم ص لى اهلل علي ه‬
‫بن أبي ط الب‪ ،‬ك رم اهلل وجه ه‪ ،‬ال ذي ق ال في ه ّ‬
‫وآله وسلم‪ :‬أنا مدينة العلم وعلي بابها)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬إن هــذه األقــوال ليســت إال ّ‬
‫جمرد إطالق الكالم بــدون ُح ّجــة وهي أقــوال‬ ‫ُ‬
‫جمردة من ال ــدليل النقلي‪،‬ـ وق ــد ح ــاول ماس ــينيونـ يف ال ــدفاع عن التص ــوفـ عن ــدما ق ــال‪:‬‬
‫ّ‬
‫(والواق ع أن منش أ النّ زوع إلى التص وف هو ث ورة الض مير على م ا يص يب الناس‬
‫من مظ الم ال تقتص ر على م ا يص در عن اآلخ رين‪ ،‬وإنم ا تنص ب أوالً وقب ل ك ل‬
‫ش يء على ظُلم اإلنس ان نفس ه‪ ،‬وتق ترن ه ذه الثّ ورة برغب ة في الكش ف! عن اهلل‬
‫بأي وسيلة يقويها تصفية القلب من كل شاغل‪ )..‬مث يستشــهد ماســينيون بِ َش ـْي َخ ْي‬
‫الرائعتين اللّ تين كتبهما‬ ‫الس يرتين ّ‬
‫ص ـوفية فيقــول‪( :‬وهذا الذي نلمسه في ّ‬
‫طائفــة ال ّ‬
‫المتص ّوفان الكب يران المحاس بي في "الوص ايا"‪ ،‬والغ زالي في "المنق ذ من‬ ‫ُ‬
‫الض الل"‪ُ ،‬يتَرجم ان فيهم ا عن نفس يهما)(‪ ،)2‬فـ ــإن من املستحسـ ــن ومن اإلنصـ ــاف‬
‫العلمي نســبة األمــور إىل أهلهــا‪ ،‬فــإن نســبة التصــوفـ إىل احملاســيب والغــزايل وغريمها من‬
‫أئمة املتصـوفةـ وشـيوخها فهـذا إنصـاف علمي النتسـاهبما املباشـر إىل التصـوف‪ ،‬واألدلـة‬
‫روجوهــا يف جمال التصــوف‪،‬ـ أمــا‬‫على ذلــك َت ُفــوق احلصــر لوجــود مؤلفــات كثــرية الــيت ّ‬
‫حماولتهم انتساب أصل التصـوف إىل الصـحابة أو السـلف الصـاحل من التـابعني أوغـريهم‬
‫فهذا مما ال دليل على صحته مطلقاً‪.‬‬
‫وقول ــه‪( :‬أن منش أ النّ زوع إلى التص وف ه و ث ورة الض مير على م ا يص يب‬
‫الناس من مظالم ال تقتصر على ما يصدر عن اآلخرين‪ ،‬وإنما تنصب أوالً وقبل‬
‫كل شيء على ظُلم اإلنسان نفسه‪ ،)....‬فهو مبدأ ّ‬
‫الرهبنة املنهيةـ شـرعاً‪ ،‬ومن املعلــوم‬
‫ت عنـد النصـارى وبـاقي طوائـفـ الـديانات السـماوية‬ ‫الرهبنةـ الـيت عُـ ِرفَ ْ‬
‫أن التّصوفـ عني ّ‬

‫‪1‬‬
‫(ـ)ـ‪-‬ـ حمـاـوـرـاـتـ يفـ الـتّـص ـ ـوـفـ‪،‬ـ دـ‪.‬ـ أـمـني ع ـ ـوـدـةـ صـ (ـ‪)2‬ـ‪،‬ـ مـص ـ ـدـرـ اـملـعـلـوـم ـ ـةـ‪:‬ـ مـوـق ـ ـعـ ص ـ ـوـيفـ‪،‬ـ‬
‫(ـاـلـطـرـيـقةـ العلي ــة القادري ــة الكنزاني ــة)‪ ،‬رابط التحميـ ــل‪ http://www.kasnazan.com :‬ت ــاريخ‬
‫الزيارة‪15/5/1435 :‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬التصوف لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)33-32‬‬
‫واألرضية كاهلندوسية والبوذية واليت ترمي إىل تعذيب النفس واالنقطاع عن اخللق من‬
‫ـاحبَه ظُلم اإلنس ــانـ نفس ــه‪ ،‬وأن حص ــول‬ ‫أج ــل دع ــاوى معاجلة اخلل ــل النفس ـيـ ال ــذي ص ـ َ‬
‫يتجلى اهلل لعبــده فيصــري هـذا العبـد ُج ْـز ُؤهُ إهلي!!‪ ،‬وتلـك هي‬ ‫ّ‬ ‫النّاتج العملي هـذا هـو أن‬
‫الزن ــديق ال ــذي َحكم علي ــه‬‫املنك ــرات ال ــيت مأل هبا ابن ع ــريب مؤلفات ــه‪ ،‬وك ــذلك احلالج ّ‬
‫بالزندق ــة وال ُكف ــر ف ُقت ــل ِردة‪ ،‬تع ــاىل اهلل عم ــا يق ــول ه ــؤالء يف اهلل عل ــواً‬
‫علم ــاءُ عص ــره ّ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫ﮔﭼ‬ ‫الرهبنة‪ :‬ﭽ ﮓ‬
‫كبرياً‪ ،‬فقد قال اهلل تعاىل ناهياً ّ‬
‫مث يــذهب ماســينيونـ إىل الــدفاع عن أصــل التصــوف ومصــدره وبــدون ســند وال‬
‫دلي ــل يس ــتدل على ص ــحة م ــا ي ّدعي ــه فيق ــول‪...( :‬ف ذهبوا إلى أن التص وف م ذهب‬
‫دخي ل في اإلس الم م أخوذ إم ا من رهباني ة الش ام‪ ،‬وإم ا من أفالطوني ة اليون ان‬
‫الجديدة‪ ،‬وإما من زرادش تية الفرس‪ ،‬وإما من في دا الهن ود‪ ،‬وقد بيّن نيكولسون‬
‫‪ Nicholson‬أن إطالق الحكم بأن التصوف دخيل في اإلسالم غير مقبول!‪،‬‬
‫ف الحق إنن ا نالح ظ من ذ ظه ور اإلس الم أن األنظ ار ال تي اختص به ا ُمتص وفة‬
‫المسلمين نشأت في قلب الجماعة اإلسالمية نفسها أثناء عكوف المسلمين على‬
‫تالوة القرآن والحديث وَت َق ُّرئِها‪.!)2()..‬‬
‫قلت‪ :‬وهكــذا ي ـ ّدعي ماســينيونـ بــدون اإلشــارة بشــكل واضــح وبــدليل صــحيح‬
‫ُ‬
‫على صــحة مــا يقــول‪ ،‬وأي مجاعــة من املســلمني الــيت كــانت عاكفــة على تالوة القــرآن‬
‫وتقرئِه ــا ح ــىت تك ــونـ ذل ــك ُم ـ ِّ‬
‫ـرب ًرا البتك ــار التّص ــوفـ الب ــدعي وانتس ــاهبا إىل‬ ‫واحلديث ُّ‬
‫أفاضل األمة ُزوراً وهُب تاناً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – سورة احلديد‪ :‬اآلية (‪.)٢٧‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬كتاب التصوف ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)48‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫نق""د وتفني""د آراء المستش""رق الفرنس""ي ل""ويس ماس""ينيون في وح""دة الوج""ود‬
‫الصوفية‬
‫أمـ ــا قـ ــول ماسـ ــينيون‪:‬ـ (‪.....‬يُ ذكر البن ع ربي تأليف ات مش هورة ظه ر فيه ا‬
‫م ذهب وح دة الوج ود مث ل‪" ،‬الفتوح ات المكي ة" والفص وص" ومذهب ه أق رب‬
‫(‪) 1‬‬
‫المذاهب لل ّدين‪)!..‬‬
‫ـرت أكـثر من موضـع أن أعـداء اإلسـالمـ دائمـاً يبحثـونـ عن نقـاط اخلرافـة‬ ‫فقـد ذك ُ‬
‫الــيت يرعاهــا أهــل البــدع لكي تكــونـ ســبيالً هلم إىل حتريــف ِوجهــة املســلمني عن أصــول‬
‫الـ ــدين‪ ،‬وانشـ ــغاهلم مبا ال يُرضـ ــي رهّب م‪ ،‬وال ننسـ ـىـ أن أصـ ــحاب الـ ــديانات السـ ــماوية‪،‬‬
‫اليهوديــة والنصــرانيةـ كلهم قــد مت حتريــف نصوصــهم‪ ،‬فض ـلّوا وأرادوا أن يُض ـلّونا لنكن‬
‫س ــواء‪ ،‬ويلتف ــونـ يف حماول ــة هلم لتحقي ــق تل ــك الغاي ــات عن طري ــق أه ــل الب ــدع وخاص ــة‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ (‪. ) 2‬‬ ‫املتصوفة‪،‬ـ قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ولكن اهلل أىب إال أن يتك ّفل حبفظ دينه وأن يهدي َمن اتّبع سنة نبيّــه صــلوات اهلل‬ ‫ّ‬
‫وسالمه عليه‪،‬‬
‫إن ابن ع ــريب ه ــو حُم ِّمل أوزار ال ــذين اتّبع ــوه يف الباط ــل يف مذهب ــه الب ــدعي ال ــذي‬
‫ابتدعــه‪ ،‬وقــد تصـ ّدى لــه العلمــاء األفاضــل من الســلف الصــاحل‪ ،‬وهــذا املذهب يك ُفــر َمن‬
‫اعتقـ ــدهـ وجـ ــزم بـ ــه بعـ ــد إقامـ ــة احلجـ ــة عليـ ــه‪ ،‬يقـ ــول اإلمـ ــام الـ ــذهيب رمحه اهلل يف كتاب ــه‬
‫(الع رش)‪( ،‬أه ل وح دة الوج ود‪ :‬ال ذين ال يم يزون الخ الق بص فات تم يزه عن‬
‫المخلوق‪ ،‬ويقولون بأن وجود الخالق هو وجود المخلوق‪ ،‬فعلى سبيل المثال‬
‫هم يقول ون ب أن اهلل ه و المتكلم بك ل م ا يوج د من الكالم وفي ذل ك يق ول ابن‬
‫عربي‪:‬‬
‫أال كل قول في الوجود كالمه ‪ ...‬سواء علينا نثره ونظامه)(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)148‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة النساء‪ :‬اآلية (‪.)٨٩‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬العــرش‪ ،‬مشس الــدين أبــو عبــد اهلل حممــد بن أمحد بن عثمــان بن قَامْي از الــذهيب‪ ،‬بتحقيــق‪:‬‬
‫حممـد بن خليفـة بن علي التميمي‪ ،‬الناشـر‪ :‬عمـادة البحث العلمي باجلامعـة اإلسـالمية‪ ،‬املدينـة‬
‫فهل نقــول بــأن هـذا املذهب الـذي حيمـل أقــواالً ُكفريـة أنـه أقـرب املذاهب للـدين‬
‫كمــا يـ ّدعي لــويس ماســينيونـ‪ ،‬كال وحاشــا بــل هــذا املذهبـ هــو أقــرب املذاهب لل ُكفــر‬
‫البواح املخرج من امللة‪ ،‬ونعوذ باهلل من ُمعتقديه‪.‬‬
‫وي ــأيت ل ــويس ماس ــينيون إىل حماول ــة إلثب ــات نظريت ــه الص ــوفية يف وح ــدة الوج ــود‬
‫فيقول عن ابن عريب‪:‬‬
‫(فهو يقول إن هناك فر ٌق بين الظّ اهر والمظهر‪ ،‬فنحن المظهر والرب هو‬
‫الظاهر أو نحن الوجود واهلل هو الماهية‪ ،‬واالثنان ُمتميزان عن بعضهما‪ ،‬وق ال إن‬
‫ُعبّ اد األص نام ك ان خطأهم أنهم اقتص روا على عب ادة بعض المظ اهر دون البعض‬
‫المكلف المظاهر دون‬
‫والرب عبد ياليت شعري من ُ‬
‫اآلخر‪ ،‬وقال‪" :‬العبد رب ّ‬
‫بعض")(‪!)1‬‬
‫وقد أحسن الشيخ إبــراهيم بن عمـر البقــاعيـ يف وصــفه آلراء ابن عــريب يف وحــدة‬
‫املتفرع ـ ــة من وح ـ ــدة الوج ـ ــود يف كتابه (مص رع التص وف)‪ ،‬وأحسـ ـ َـن الـ ـ ّـرد‬
‫األدي ـ ــان ّ‬
‫بأسلوب رائع حيث يقول‪:‬‬
‫(ولكن ابن ع ربي يجع ل الجمي ع س واء‪ ،‬هادفً ا من وراء ذل ك إلى تقري ر‬
‫أسطورة وحدة األديان التي تزعم أن األديان سماويها ووضعيها واحد‪ ،‬وأن الحق‬
‫واله دى فيه ا جميع ا ال يختص به ا دين عن دين‪ ،‬فالش رك عين التوحي د‪،‬‬
‫والمجوس ية عين اإلس الم‪ ،‬فعاب د العج ل عن دهم كعاب د اهلل! يق ول لك الص وفية‪:‬‬
‫كن مشركا كن مجوسيا كن بوذيا كن يهوديا! فأنت على صراط مستقيم)(‪.)2‬‬

‫املنورة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪( ،)1/89( ،‬ط‪1424 :2‬ه)‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪)148‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬مص ــرع التص ــوف‪ ،)1/88( ،‬وه ــو كتاب ــان‪ :‬تنبي ــه الغ ــيب إىل تكف ــري ابن ع ــريب‪ ،‬وحتذير‬
‫العبــاد من أهــل العنــاد ببدعــة االحتاد‪ ،‬إبــراهيم بن عمــر بن حســن الربــاط بن علي بن أيب بكــر‬
‫البقــاعي‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬عبــدالرمحن الوكيــل‪ ،‬الناشــر‪ :‬عبــاس أمحد البــاز ‪ -‬مكــة املكرمــة‪( ،‬بــاب‪:‬‬
‫تكذيب صريح للقرآن)‪.‬ـ‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نقد وتفنيد آراء لويس ماسينيون في وحدة األديان الص""وفية‬
‫والرّد عليها‬
‫أوردت يف املبحث الرابــع يف املطلب الرابــع من الفصــل الثــالث آراء ماســينيونـ‬
‫ُ‬ ‫*‬
‫يف وحدة األديان فمنها قوله‪:‬‬
‫(تاريخ مذهب وحدة األديان ‪)Monisme‬‬
‫وخصوص ا عن د اليون ان بك ثرة اآلله ة‬
‫ً‬ ‫ديما‬
‫مث يقـ ــول ماسـ ــينيون‪( :‬اش تهر ق ً‬
‫واألص نام‪ ،‬ولكن ظه ر بعض الفالس فة وق الوا إن ه ال ب د من مب دأ واح د وه و‬
‫المعب ود في األعي اد المس ماة ‪Mystere Initiatiques deleusis‬‬
‫أواألسرار المكتومة في إيليسيس (بلدة بالقرب من أثينا)‪ ،‬وقد ُوجد هذا المبدأ‬
‫المتص ّوفين فه و "اختالف في ط رق العقي دة إال أن المقص د‬
‫عن د بعض ُ‬
‫واح ٌد"!!‪.)1()...‬‬
‫ويقول ماسينيونـ أيضاً عن وحدة األديان‪:‬‬
‫(‪..‬فكل األديان وإن اختلفت كما نراها اآلن إال أن كل تعبداتهم واحدة‪!،‬‬
‫وكل فِرقة هي النّاجية! قال الحالج! "لكل حق حقيقة ولكل خلق طريقة ولكل‬
‫عه د وثيق ة" ونس ب إلى ه ذا الم ذهب ال ّذي يق ول إن العقائ د وس ائط والمع اني‬
‫دت‬
‫العقلي ة حق ائق‪ ،‬وق ال ابن ع ربي‪" :‬عق د الخالئ ق في اإلل ه عقائ د‪ ،‬وأن ا اعتق ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫جميع ما اعتقدوه‪)...‬‬
‫* انطلقت آراء ماس ـ ــينيون يف حديث ـ ــه عن وح ـ ــدة األدي ـ ــان باعتم ـ ــاده على آراء‬
‫ومَر ِاجعهم من خالل عدة شواهد‪:‬‬ ‫املتصوفة َ‬
‫احلالج وابن عريب رؤوس ّ‬
‫شاهد األول لذلك قوله‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫(قال الحالج! "لكل حق حقيقة ولكل خلق طريقة ولكل عهد وثيقة‪.)..‬‬
‫شاهد الثاني قوله‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫دت جمي ع م ا‬
‫(وق ال ابن ع ربي‪" :‬عق د الخالئ ق في اإلل ه عقائ د‪ ،‬وأن ا اعتق ُ‬
‫اعتقدوه‪.)...‬‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)154‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)154‬‬ ‫‪2‬‬
‫إذاً إن وحـ ــدة األديـ ــان ليسـ ــت إال صـ ــبغة ُمنبثقـ ــة من وحـ ــدة الوجـ ــود‪ ،‬وخطره ــا‬
‫واجب شرعي‪ ،‬إهنا هتدف إىل اخللط بني العقائد وخاصــة‬ ‫ٌ‬ ‫التصور‪ ،‬والتصدي هلا‬ ‫يفوق ّ‬
‫العقيــدةـ اإلســالميةـ الــيت متتــاز بنقــاوة عقيدتــه البعيــدة كــل البُعــد من التحريــف والتبــديل‬
‫بالنســبة لعقائــد الــديانات الســماوية األخــرى ناهيــك عن األرضــية‪ ،‬جــاء عنــد صــاحب‬
‫كت ــاب‪( :‬أث ر اإليم ان في تحص ين األم ة اإلس المية ض د األفك ار الهدامة) قول ــه يف‬
‫تعريـ ــف وحـ ــدة األديـ ــان‪( :‬وح دة األدي ان‪ :‬هي عقي دة متفرع ة من الق ول بوح دة‬
‫الوجود‪ ،‬وأن كل شيء فهو عين الحق‪ ،‬وعلى هذا فاآللهة المعبودة في كل دين‬
‫هي في حقيقتها اإلله الواحد‪ ،‬وإن كانت كواكب أو أحجاراً‪ ،‬أو موتى ‪ ...‬وكل‬
‫عابد ألي منها عابد هلل‪ ،‬فما ذلك المعبود إال عين ذات اهلل‪ ،‬تعالى اهلل عن إفك‬
‫‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫الزنادقة)‬
‫اجنلت حقيقته ــا‪ ،‬وقب ــل ال ــرد على آراء‬
‫فه ــذه هي حقيق ــة وح ــدة األدي ــان ال ــيت ْ‬
‫ماس ـ ــينيونـ يف وح ـ ــدة األدي ـ ــان أود الرب ـ ــط بني نظري ـ ــات ماس ـ ــينيون يف إطالق ـ ــه لوحـ ــدة‬
‫األديــان يف هــذا البــاب وإعجابــه هبا وبني (الماسونية) الــيت حــاول ماســينيونـ أن يربــط‬
‫بني وح ــدة األديــان واملاس ــونيةـ لتحقيــق أهداف ــه ال ّس ـرية املعادي ــة لإلســالم‪ ،‬إن ماســينيون‬
‫ك ــان ُمستش ــرقاً بارع ـاً ُمتح ــاِيالً من أج ــل التص ــدي لإلس ــالم بك ــل م ــا ميل ــك من قدرات ــه‬
‫اخلِداعية‪ ،‬ويبدوا أن ماسينيونـ كان له صلة بـ(المنظمة العالمية الماسونية اليهودية)‪،‬‬
‫وه ــذه الص ــلة ليس ــت بالض ــرورة أن تك ــونـ ص ــلة رمسية بين ــه وبني قادهتا‪ ،‬وقص ــدي أن‬
‫تطوعي ــة حبيث يتط ـ ّـوع خلدم ــة إخوان ــه من الكف ــار‪،‬‬ ‫ص ــلته باملاس ــونية رمبا ك ــانت ص ــلة ُّ‬
‫فـ ــدخل يف أوسـ ــاط املس ـ ــلمني عن طريـ ــق التص ـ ـ ّـوف إىل التش ـ ــيع اللَّذيْن مُي ِّهدان الطريـ ــق‬
‫ألع ــداء اإلس ــالمـ لل ــدخول يف اإلس ــالم من أج ــل الني ــل من ــه بطريق ــة أو ب ــأخرى‪ ،‬تظه ــر‬
‫حقيقــة ماســينيون وتقاربــه مــع املاســونيةـ عنــدما ربــط بني وحـدة األديــان وبني املاســونية‪،‬‬
‫والشــاهد يف ذلــك م ــايلي‪ ،‬يق ــول ماس ــينيونـ بعــد م ــا ســرد أقــوال احلالّج وابن ع ــريب يف‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬أث ــر اإلميان يف حتص ــني األم ــة اإلس ــالمية ض ــد األفك ــار اهلدام ــة‪ ،‬عب ــد اهلل بن عب ــد ال ــرمحن‬
‫اجلربــوع‪ ،‬الناشــر‪ :‬عمــادة البحث العلمي باجلامعــة اإلســالمية‪ ،‬املدينــة املنــورة‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫السعودية‪( ،)1/124( ،‬ط‪1423 :1‬ه)‪.‬‬
‫وح ــدة األدي ــان‪ ،‬حيث يق ــول‪...( :‬وق د استحس نه عب د الغ ني النابلس ي في ش رح‬
‫الطريقة المحمدية‪ ،‬لذلك إنشاء "الماسونية" كان على هذا المبدأ!!‪ ،‬فمذهبها أن‬
‫الترقي إلى الخير المطلق ممكن مع اختالف الديانات وذلك خدمة لإلنسانية)(‪،)1‬‬
‫فمن هنــا نشــاهد أن ماســينيونـ ربــط بني وحــدة األديــان واملاســونية‪ ،‬وال ّسـر يف ذلــك أن‬
‫وح ــدة األدي ــان ووح ــدة الوج ــود كانت ــا من ال ُّس ـبل ال ــيت تط ــابقت م ــع نظري ــات املنظم ــة‬
‫املاسونيةـ يف دستورها املعمول به‪ ،‬اللتقائهمـا يف نفس املقصـد الـذي يهـدف إىل توحيـد‬
‫العقائد متهيداً إللغاء العقيدة اإلسالميةـ احملايدة جلميع العقائد الوضــعية‪ ،‬وإلثبــات نظريــة‬
‫الرتابـطـ املقاصــدي بني املاســونيةـ ووحــدة األديــان الــيت اســتغلها ماســينيونـ مــايلي‪ ،‬يقــول‬
‫ص ــاحب (اإلبط ال لنظري ة الخل ط بين دين اإلس الم وغ يره من األدي ان)‪( :‬مرحل ة‬
‫ال دعوة إليه ا في النص ف األول من الق رن الراب ع عش ر‪ :‬وق د خم دت حينً ا من‬
‫ال ّدهر محتجرة في صدر قائليها المظهرين لإلسالم‪ ،‬المبطنين للكفر واإللحاد‪،‬‬
‫ح تى تبنته ا حرك ة "ص ن م ون التوحيدي ة" ويق ال "الموني ة"‪ ،‬وقبله ا "الماس ونية"‬
‫وهي‪ ":‬منظم ة يهودي ة للس يطرة على الع الم‪ ،‬ونش ر اإللح اد واإلباحي ة"‪ ،‬تحت‬
‫غط اء ال دعوة إلى وح دة األدي ان الثالث ة‪ ،‬ونب ذ التّعص ب بج امع اإليم ان باهلل‪،‬‬
‫ص ف َدر األفغاني‪،‬‬
‫فكلهم مؤمنون‪ ،‬وقد وقع في حبال دعوتهم‪ :‬جمال الدين بن َ‬
‫الش يخ محمد عبده بن حسن التركماني‪ ،‬ت‬
‫ت سنة ‪1314‬ه بتركيا‪ ،‬وتلميذه ّ‬
‫سنة ‪1323‬ه باإلسكندرية‪ ،‬وكان من جهود محمد عبده في ذلك‪ ،‬أن ألّف هو‬
‫تنص ر‪ ،‬ثم ع اد إلى اإلس الم‪ ،‬ومعهم‬
‫وزعيم الطائف ة م يرزا ب اقر اإلي راني‪ ،‬ال ذي ّ‬
‫ممث ل جم ال األفغ اني‪ ،‬وع دد من رج ال الفك ر في‪" :‬ب يروت" ألّف وا في ه جمعي ة‬
‫باسم‪ ":‬جمعية التأليف والتقريب" موضوعها التقريب بين األديان الثالثة‪ !،‬وقد‬
‫دخ ل في ه ذه الجمعي ة بعض اإليران يين‪ ،‬وبعض اإلنجل يز‪ ،‬واليه ود‪ )2()...‬انتهىـ‬

‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)154‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫()‪ -‬اإلبطال لنظرية اخللط بني دين اإلسالم وغريه من األديان‪ ،‬بكر بن عبـد اهلل أبــو زيــد بن‬
‫حممــد بن عبــد اهلل بن بكــر بن عثمــان بن حيىي بن غيهب بن حممــد‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار العاصــمة‪( ،‬‬
‫‪( ،)1/21‬ط‪1417 :1‬ه)‪.‬‬
‫قلت وهـذا يُِريَنـا مـدى تقبُّل املنظمـة املاسـونية فكـرة وحـدة األديـان ترحيبـاً ودجمهـا‬
‫كالمه‪ُ .‬‬
‫ضـ ـ ــمن خطّتهم ال ّسـ ـ ـرية‪ ،‬ألن وحـ ـ ــدة األديـ ـ ــان تلتقي من حيث الفك ـ ــرة العمليـ ـ ــة بنظري ـ ــة‬
‫املاسونية اليت هتدف إىل حتريف العقيـدة اإلسـالمية وحماربـة األديـان السـماوية وعلى رأسـها‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫خالصة النقد والتفنيد آلراء لويس ماسينيون في وحدة األديان‬


‫إن العقالء من املتص ــوفةـ جيب عليهم أن يعلم ــوا أن أع ــداء اإلس ــالمـ إذا وافق ــوهم‬
‫يف شيء فإن ذلـك من أجـل مالحظتهم بعض األمـور الــيت تتوافــق مـع نظريـاهتم العقديـة‬
‫الــيت تــرمي إىل إلغــاء العقيــدةـ اإلســالمية الصــحيحة‪ ،‬وإال فكيــف يوافــق لــويس ماســينيونـ‬
‫على نظرية وحدة األديان الصوفية ويربطها بنظرية املاسونية‪ ،‬وهل املتصوفة ُمســتعدون‬
‫دت بنظــريتهم الــيت هي (وحدة األديان)؟ إال أن تكــون‬
‫لقبــول نظريــة املاســونية الــيت احّت ْ‬
‫كلت ــا النظري ــتني هتدفان إىل حمارب ــة اإلس ــالمـ بطريق ــة غ ــري اعتيادي ــة‪،‬ـ وعلى املتص ــوفةـ أن‬
‫ت نظريــة وحــدة‬ ‫يعلمــوا أن املاســونيةـ لــومل تتوافــق نظريتهــا بنظريــة وحــدة األديــان لتَبـ َـاينَ ْ‬
‫الربــط بينهمــا‪ ،‬وهــذا التحليــل الـ ّدقيق حبد ذاتــه يُقيم‬ ‫َّ‬
‫األديــان بأخراهــا املاســونية‪ ،‬ولَتعــذ َر ّ‬
‫التقت‬
‫احلُ َّجة على املتص ـ ــوفة مما ت ـ ــدعوا احلاج ـ ــة إىل التخلّي عن وح ـ ــدة األدي ـ ــان ال ـ ــيت ْ‬
‫سراً وعلناً وفكراً‪.‬‬
‫بنظريات ال ُك ّفار الذين حُي اربوننا ّ‬
‫ـرت يف الص ــفحات الس ــابقة عن ــد ال ـ ّـرد على الش ــيعة عن ــدما َّاد َع ـ ْـوا ب ــأهنم هم‬ ‫ذك ـ ُ‬
‫الفــرق تــدَّعي هــذه الكلمــة لفظ ـاً ال عمالً‪ ،‬والعمــل هــو‬ ‫الفرقــة الناجيــة‪ ،‬وقلت إن كــل ِ‬
‫املعيار األعلى الذي مُي ثّل هذا اللّفظ‪ ،‬وأهل السنة مُيَثِّلون هــذه الكلمــة لفظـاً وعمالً على‬
‫حــد س ــواء‪ ،‬ألن ال ــذين ي ـ ّدعوهنا لفظ ـاً فق ــط‪ ،‬ت ــراهم إذا خاض ــوا يف العم ــل يتن ــاقضـ م ــع‬
‫طبيعة ما جيب أن يكونـ عليــه اللّفــظ‪ ،‬فلـذا َف ُه ْم جُم رد أدعيــاء‪ ،‬فقـد أتى ماســينيون لِيُـ ْديِل‬
‫مبثلـ ــه فيقـ ــول‪( :‬فك ل األدي ان وإن اختلفت كم ا نراه ا اآلن إال أن ك ل تعب داتهم‬
‫واحدة وكل فرقة هي الناجية‪ ،)....‬مث اســتدل بقــول احلالج فقــال‪( :‬قال الحالج‪:‬‬
‫لكل حق حقيقة ولكل خلق طريقة‪ )....‬ومعــىن ذلــك أن يُعبَــد اهلل بــأي طريقــة‪ ،‬وأن‬
‫كل شيء على وجه األرض عني اهلل وذاته(‪.)1‬‬
‫رد ش ــيخ اإلس ــالم ابن تيمية رمحه اهلل على ه ــؤالء امللح ــدين فق ــال‪( :‬وق د‬
‫وق ــد ّ‬
‫ض رب أه ل اإللح اد الق ائلون بوح دة الوج ود‪ ،‬وأن وج ود الخ الق ه و وج ود‬
‫المخل وق ‪ -‬هلل أمث اال باطل ة ش را من أمث ال النص ارى‪ ،‬ولهم مث ل الس وء‪ ،‬وهلل‬
‫المثل األعلى‪ ،‬وكان مما ضربوه هلل من األمثال أن شبهوه بالشعاع في الزجاج‪،‬‬
‫فاألعيان الثابتة في العدم ‪ -‬عندهم ‪ -‬هي الممكنات‪ ،‬ووجود الحق قاض عليها‪،‬‬
‫فشبهوا وجوده بالشعاع‪ ،‬وأعيانهم بالزجاج‪ ،‬وهذا باطل)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫بتصرف‪ :‬اجلواب الصحيح ملن بـدل دين املسـيح‪ ،‬تقي الـدين أبــو العبــاس أمحد بن‬
‫() – انظر ّ‬
‫عبـ ــد احلليم بن عبـ ــد السـ ــالم بن عبـ ــد اهلل بن أيب القاسـ ــم بن حممـ ــد ابن تيميـ ــة احلراين احلنبلي‬
‫الدمشــقي (ت‪728 :‬ه ــ)‪ )4/315( ،‬بتحقيـق‪ :‬علي بن حســن ‪ -‬عبــد العزيــز بن إبــراهيم ‪-‬‬
‫محدان بن حممد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العاصمة‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪2/1419‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫() – املرجع السابق‪( ،‬اجلواب الصحيح ملن بدل دين املسيح‪.)4/375 ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫قلت‪ :‬وهــل هــذا الــذي جيعــل كــل عابــد من الفرقــة الناجيــة يف عنــد ماســينيون؟‪،‬‬
‫ُ‬
‫مرت يب آنفاً الحتياجي إليها يف هذا املوضع احل ّسـاس‪ ،‬قــال تعــاىل‪:‬‬
‫وسأستدل بآية اليت ْ‬
‫ﮃ" ﮄ" ﮅﮆ" ﭼ (‪ ،)1‬وقال تعـاىل يف وصـف كـل فرقـة مبا هي‬ ‫ﭽ" ﭿ" ﮀ" ﮁ" ﮂ"‬
‫ﯞ" ﯟ" ﯠ ﯡ" ﭼ‬ ‫عليها وإعجاهبا بعملها حيث قال تعاىل‪ :‬ﭽ" ﯘ ﯙ" ﯚ ﯛﯜ" ﯝ"‬
‫(‪) 2‬‬

‫إـنـ ه ـذـاـ اـخلدـاـعـ مـكـش ـوـفـ لـلـغـاـي ـةـ‪،‬ـ وـال ي ـدـرـيـ مـاـس ـيـنـيـوـنـ وـ َمـنـ يفـ حـكـم ـهـ أـن ـهـ‬
‫قـ ـدـ س ـ ـبـقـهـ َمـنـ ك ـ ـاـنـتـ أـلـس ـ ـنـتـهـمـ حـ ـدـاـدـ يفـ حمـاـوـالهتمـ لـتـض ـ ـلـيـلـ اـملـس ـ ـلـمـني وـأـصـ ـحـاـبـ‬
‫اـلـعـقـيـ ـدـةـ اـلـصـ ـحـيـحـةـ وـلـكـنـ اـهللـ أـىب إـال أـنـ تـكـ ـوـنـ كـلـمـتـ ـهـ هـيـ اـلـعـلـيـ ـاـ‪،‬ـ وـلـيـسـ ـتـ كـلـم ـةـ‬
‫اـلـكـفـرـ وـاـإلـحلـاـدـ‪.‬ـ وـأـتـذـ ّكـرـ أـنـ اـلـنـصـاـرـىـ أـحـيـاـنـاًـ إـذـاـ قـاـبـلـوـنـاـ يـقـوـلـوـنـ لـنـاـ أـنـتـمـ مـسـلـمـوـنـ‬
‫تـعـب ـدـوـنـ اـهللـ وـحننـ أـيـض ـاـ نـص ـاـرـىـ نـعـب ـدـ اـهللـ نـفـس ـهـ‪،‬ـ وـإـنـ ك ـاـنـتـ ط ـرـقـ اـلـعـب ـاـدـةـ خمـتـلـف ـةـ‬
‫إـال أـهناـ عـلـىـ نـفـسـ اـملـنـهـجـ وـهـ ـوـ عـبـ ـاـدـةـ اـهللـ(ـ‪)3‬ـ‪،‬ـ وـهـ ـذـاـ مـ ـاـ يـسـ ـعـىـ إـلـيـ ـهـ هـ ـؤـالءـ دـاـئـمـ ـاًـ‪،‬ـ‬
‫كـيـ ـفـ يـقـوـلـ ـوـنـ إـهنمـ يـعـبـ ـدـوـنـ اـهللـ نـفـسـ ـهـ وـعـنـ ـدـهـمـ اـلـتـثـلـيـثـ‪،‬ـ وـيـقـوـلـ ـوـنـ إـنـ عـيـس ـىـ اـبـنـ‬
‫م ـرـميـ اـبـنـ اـهللـ‪،‬ـ تـع ـاـىل اـهللـ عـم ـاـ يـقـوـل ـوـنـ عـل ـوـاًـ كـب ـريـاًـ‪،‬ـ وـيـق ـوـلـ اـلـص ـوـفـيـةـ نـفـسـ اـلـعـب ـاـرـاـتـ‬
‫اـجلـاـهـلـيـةـ‪،‬ـ وـهـوـ اـلـقـوـلـ بـتـعـ ّدـدـ اـآلـهلةـ‪،‬ـ وـمـنـ ذـلـكـ مـاـ متـ اـلـرـدـ عـلـيـهـمـ مـنـ خـالـلـ آـرـاـئـهـمـ‬
‫يفـ وـحـدـةـ اـلـوـجـوـدـ‪،‬ـ فـهـلـ تـصـحـ اـلـعـبـاـدـةـ مـعـ اـلـشـرـكـ بـكـلـ أـنـوـاـعـهـ مباـ فـيـهـ اـألكـربـ أـحـيـاـنـاًـ‬
‫عز من قائل‪ :‬ﭽﮢ ﮣ ﮤ" ﮥ ﮦ" ﮧ" ﮨ‬ ‫أَـَـوـمـاـ قـرـأـوـاـ قول اهلل تعاىل أو مسعوه حيث يقول ّ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﭼ(‪.)4‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭼ(‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫()‪ -‬سورة النساء‪ :‬اآلية (‪.)٨٩‬‬
‫() – سورة املؤمنون‪ :‬اآلية (‪.)٥٣‬‬ ‫‪2‬‬

‫() – مص در المعلومة‪ /‬مقابلــة أجريتُهــا مــع أحــد القساوســة فأخــذ يُــديل هبذه اخلدعــة‪ ،‬فــانتهت‬ ‫‪3‬‬

‫أقمت احلجـة عليــه بوجـود التثليث عنــدهم‪ ،‬وقــوهلم يف عيسـى ابن‬


‫املقابلـة إىل اعتــذاره فـوراً بعـد مــا ُ‬
‫ـين على التوحيــد‬
‫مــرمي عليــه الســالم هُب تان ـاً عظيم ـاً وهــو القــول بأنــه ابن اهلل‪ ،‬وأ ّن أســاس اإلســالم َمْبـ ٌ‬
‫اخلالص وعبــادة اهلل وحــده‪ ،‬وال جنعــل لــه شــريكاً‪( .‬مكــان املقابلــة‪ :‬بوركينــا فاســو – املدينــة‪ ،‬بوبــو‬
‫جوالسو‪ ،‬احلي‪ :‬أكارفيل‪ acar ville‬عام ‪2009‬م‪ ،‬يف احدى اإلجازات الصيفية)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬سورة النساء‪ :‬اآلية (‪.)٤٨‬‬
‫فهــل يكــونـ املســلم مهتــدياً إىل املنهج الصــحيح وهــو يبــوح بالشــرك قــوالً وعمالً‬
‫واعتقاداً؟‪ ،‬فنسأل اهلل تعاىل أن يهدينا إىل طريق احلق إنه ويل ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫()‪ -‬سورة األنعام‪ :‬اآلية (‪.)٨٢‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬النقد والتفنيد آلراء المستشرق الفرنسي لويس ماس""ينيون‬
‫في بعض المصطلحات الصوفية‬
‫انطلــق إعجــاب لــويس ماســينيونـ مبصــطلحات الصــوفيةـ عنــد وضــع عنــوانـ هلا يف‬
‫قوله‪( :‬أهمية مصطلحات الصوفية في تدقيق أحوال اإلرادة – وعلم القلوب)(‪.)1‬‬
‫أوال‪ :‬مصطلح (علم القلوب)‬
‫تعص بون‬‫الم ّ‬
‫يقـ ـ ـ ــول لـ ـ ـ ــويس ماسـ ـ ـ ــينيونـ‪"( :‬علم القل وب"‪ :‬ك انت الفقه اء ُ‬
‫الص وفية مثل الطّرطوشي المالكي على الغزالي‪ ،‬ويقــول ماســينيون‬ ‫َي ْعتَرضون على ّ‬
‫"راجع طبقات السبكي ج‪ 4‬ص‪ "128-123‬يقول الطّرطوشي‪ :‬كان الغزالي من‬
‫أه ل العلم ثم ب دا ل ه االنص راف عن طري ق العلم اء ودخ ل في عل وم الخ واطر‬
‫(‪) 2‬‬
‫وأرباب القلوب)‬
‫مث يقول ماســينيونـ عن مصــطلح علم القلــوب‪( :‬وعلم القلوب عندهم هو علم‬
‫التقليب أي التّبديل في أحوال اإلرادة‪ ،‬وأول من دقّق في هذا العلم هو سهل بن‬
‫عبد اهلل العشري)(‪.)3‬‬
‫ثاني"اً‪ :‬النّق""د والتفني""د آلراء ماس""ينيون في مص""طلح (علم القل""وب‪ -‬وأح""وال‬
‫اإلرادة)‬
‫قلت‪ :‬إن مــا أثــار غضــب ماســينيونـ وضــجيجه عنــدما نــال الطرطوشـيـ رمحه اهلل‬
‫ُ‬
‫من الغزايل وردوده عليه‪ ،‬ومن املعلوم أن الغزايل كان أحـد كبـار العلمــاء يف عصــره إال‬
‫أنــه كمــا قــال الطرطوش ـيـ عنــه فقــد تــرك ســبيل العلمــاء الصــاحلني واخّت ذ ســبيل العلمــاء‬
‫الطّــاحلني (علم اء علم الكالم والفلس فة)‪ ،‬فشـَـب َه ُهم ْ‬
‫واخَت َفت العقيــدة الصــحيحة منــه‬
‫وظهــرت حملهــا عقائــد علم الكالم والفلســفة‪ ،‬وقــد عابــه ال ّسـلف يف عصــره واخللــف يف‬
‫عصــرنا يف هــذا الشــأن‪ ،‬وإن كــان الغــزايل واحــداً ممّن يُشــار إليــه يف علم احلســبة (األمر‬
‫ب المعروف والنهي عن المنكر) و(علم األخالق) فقـ ـ ـ ـ ــد قـ ـ ـ ـ ــال عنـ ـ ـ ـ ــه أبـ ـ ـ ـ ــو الوليـ ـ ـ ــد‬
‫الطرطوشــي يف إحــدى أقوالــه أيض ـاً يف رســالة لــه إىل ابن مظفــر‪( :‬فأما ما ذكرت من‬
‫أم ر الغ زالي ف رأيت الرج ل وكلمت ه فرأيت ه رجالً من أه ل العلم ق د نهض ت ب ه‬

‫() – حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫فض ائله واجتم ع في ه العق ل والفهم وممارس ة العل وم ط ول زمان ه‪ ،‬ثم ب دا ل ه‬
‫ص َّوف فهجر العلوم‬
‫االنصراف عن طريق العلماء ودخل في غمار العمال‪ ،‬ثم تَ َ‬
‫وأهلها‪ ،‬ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان‪ ،‬ثم شابها‬
‫بآراء الفالسفة ورموز الحالج وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين‪ ،‬ولقد كان‬
‫ينس لخ من ال ّدين‪ ،‬فلم ا عم ل اإلحي اء عم د يتكلم في عل وم األح وال ومرام ز‬
‫الص وفية‪ ،‬وك ان غ ير أنيس به ا وال خب ير بمعرفته ا فس قط على أم رأس ه وش حن‬
‫كتابه بالموضوعات)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬وبناءً على ما قاله الطرطوشيـ يف الغزايل يُفهم من كالمــه أن الغــزايل رغم‬
‫ُ‬
‫مَتَيُّز كتاب ــه (إحي اء عل وم ال دين) من الناحي ــة احلس ــبة إال أن الكت ــاب مل يَ ْس ـلَم من علم‬
‫صـوفية‪ ،‬وهـذا مــا يُشـري إليـه الطرطوشــي يف قولـه‪:‬‬
‫الكالم والفلســفة وبعض اإلضــافات ال ّ‬
‫(فلما عمل اإلحياء عمد يتكلم في علوم األحوال ومرامز الصوفية‪ ،‬وكان غير‬
‫أنيس بها وال خبير بمعرفتها فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات)‪.‬‬
‫ص ـويف يُــدرك البــاحث أن ماســينيونـ‬‫وأيض ـاً بــالنّظر إىل ســلوك لــويس ماســينيونـ ال ّ‬
‫ص ـوفية على ح ـ ّد ســواء‪،‬‬ ‫ص ـباًـ جــداً وحَيْ ِـمـل َّ‬
‫هم ال ـ ّدفاع عن التّصــوف وكبــار ال ّ‬ ‫كــان ُمتَع ِّ‬
‫يتأمّل ماسينيونـ حينما يعرتض الفقهــاءُ يف وجــه ســلفه‪ ،‬والشــاهد يف ذلــك قولــه‪( :‬كانت‬
‫الص وفية مث ل الطّرطوش ي الم الكي على‬ ‫المتعص بون َي ْعتَرض ون على ّ‬‫ّ‬ ‫الفقه اء‬
‫الغزالي) وهــذا دفــاع صــريح عن الغــزايل فيمــا هــو عليــه‪ ،‬وســبب دفــاع ماســينيونـ عن‬
‫الغ ــزايل يف وج ــه الطّرطوش ــي ألن الطّرطوش ـيـ رمحه اهلل ق ــال‪( :‬ك ان الغ زالي من أه ل‬
‫العلم ثم بدا له االنصراف عن طريق العلماء ودخل في علوم الخ واطر وأرباب‬
‫ورده اجلميــل على‬ ‫القلوب)‪ ،‬فســمى ماســينيونـ الطّرطوشــي ُمَت َع ِّ‬
‫صـبًا نتيجــة كالمــه هــذا ّ‬
‫الغـ ــزايل‪ ،‬وقـ ــد أشـ ــار ماسـ ــينيونـ إىل املصـ ــدر الـ ــذي نقـ ــل منـ ــه هـ ــذا الكالم أعاله‪،‬ـ وه ــو‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬غايـة األمــاين يف الــرد على النبهــاين‪ ،‬أبــو املعــايل حممــود شــكري بن عبــد اهلل بن حممـد بن‬
‫أيب الثن ــاء األلوس ــي‪ ،)2/446( ،‬بتحقي ــق أيب عب ــد اهلل ال ــداين بن من ــري آل زه ــوي‪ ،‬الناش ــر‪:‬‬
‫مكتبة الرشد الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪( ،‬ط‪1422 /1‬هـ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫الش افعية الكبرى) لتــاج الـ ّدين عبــد الوهــاب بن تقي الـ ّدين ال ّسـبكي‪،‬ـ‬
‫كتــاب(طبقات ّ‬
‫السبكيـ كالم الطّرطوشي هذا يف كتابه ذاك(‪.)1‬‬ ‫وقد أورد ّ‬
‫ص ـ ـ ـويف حيث‬
‫وحياول ماسـ ـ ــينيون حتليـ ـ ــل بعض املصـ ـ ــطلحات من علم القلـ ـ ــوب ال ّ‬
‫يق ــول‪( :‬وعلم القل وب عن دهم ه و علم التقليب أي التّب ديل في أح وال اإلرادة‪،‬‬
‫وأول من دقّق في هذا العلم هو سهل بن عبد اهلل العشري)(‪.)2‬‬
‫ص ـوفية يف‬
‫أمــا إعجــاب ماســينيون مبوقــف ســهل بن عبــد اهلل من أحــوال اإلرادة ال ّ‬
‫قوله‪( :‬وكان له في أحوال اإلرادة ترتيب مخصوص لكثرة تجاربه مع المريدين‪،‬‬
‫وهو شيخ الصوفية أواًل في تستر‪ ،‬وثاني اً في البصرة‪ ،‬ولسهل تلميذ يقال له أبو‬
‫ؤس س م ذهب مخص وص عن د‬ ‫الحس ن بن س الم المت وفي ‪301‬ه‪ ،‬وه و ُم ّ‬
‫الس المية‪ ،‬مذهب اشتهر وكان ذيل لمذهب التّستري ومنه أبو‬
‫المتكلمين اسمه ّ‬
‫طالب المكي ُمؤلِّف (قوت القلوب) الذي توفي سنة‪38‬ه وهو أصل لكثير من‬
‫مادة كتاب إحياء علوم ال ّدين‪.)3().....‬‬
‫ومن يف ُحكمهم ي ـ ّدعون القــول باإلمجاع فيمــا‬
‫فإنــه ســبق يل القــول بــأن أهــل البــدع َ‬
‫هتواه نفوســهم وقــد ّادعى ماســينيون إمجاع الفقهــاء على قبــول ســهل بن عبــد اهلل العشــري‪،‬‬
‫فقـال ماسـينيون‪( :‬وأول من دقّق في هذا العلم هو سهل بن عبد اهلل العشري المتوفي‬
‫الصوفية المقبولين على إجماع فقهاء اإلسالم!!)(‪.)4‬‬ ‫سنة ‪283‬ه وهو من ّ‬
‫قلت‪ :‬إن لويس ماسينيون ي ّدعي اإلمجاع فال أدري مِب َ ْن انعقد اإلمجاع معــه على‬
‫ُ‬
‫قبول سهل بن عبد اهلل العشري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – انظر‪ :‬طبقات الشافعية الكربى‪ ،‬تاج الـدين عبـد الوهـاب بن تقي الـدين السـبكي (ت‪:‬ـ‬
‫‪771‬ه ــ)‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬د‪ .‬حمم ــود حمم ــد الطن ــاحي د‪ .‬عب ــد الفت ــاح حمم ــد احلل ــو‪ ،‬الناش ــر‪ :‬هج ــر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،)6/243( ،‬ط‪2/1413‬ه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬ ‫‪4‬‬
‫ص ـوفيةـ على قبــول ســهل بن عبــد اهلل ميكن أن‬ ‫إن قــول ماســينيونـ بإمجاع كبــار ال ّ‬
‫يك ــون ص ــحيحاً‪ ،‬ومن ذل ــك م ــا ق ــال ب ــه أن ابن ع ــريب أث ــىن علي ــه‪ ،‬ألن ِوجه ــة نظ ــرهم‬
‫واحــدة يف نظــريتهم لعلم القلــوب الصــويف‪ ،‬لكن القــول بإمجاع الفقهــاء عليــه فهــذا حمل‬
‫اف ــرتاء وخيان ــة علمي ــة من ــه‪ ،‬ألن ــه عُ ــرف ب ــديهياً أن فقه ــاء األم ــة كلّهم من أه ــل ال ّس ـنة‪،‬‬
‫وخاصة الفقهاء األربعـة‪ ،‬اإلمـام أبـو حنيفـة‪ ،‬ومالـك‪ ،‬وال ّشـافعي‪ ،‬وأمحد بن حنبـل رمحة‬
‫اهلل عليهم مجيعـ ـاً‪ ،‬وأي ّادع ــاء اإلمجاع باس ــم الفقه ــاء فه ــو ّادع ــاء ال ــذي ال يس ــتند إىل‬
‫دليل‪.‬‬
‫ويُع ـ ّدد ماســينيون بعض تالمــذة ســهل بن عبــد اهلل العشــري‪ ،‬فيقــول ومن تالمــذة‬
‫الســهل أبــو احلســن بن ســامل املتــويف ســنة ‪301‬ه وأنــه ُمؤ ّس ـس مــذهب خمصــوص عنــد‬
‫(السالمية) نسبة إىل احلسن بن سامل‪ ،‬وكذلك أبــو طــالب املكيـ مؤلــف‬
‫املتكلّمني امسه ّ‬
‫(قوت القلوب) الذي تويف سنة ‪38‬ه‪ ،‬فيقول ماسينيونـ (وهو أصل لكثير من م ادة‬
‫كتاب إحياء علوم الدين للغزالي)‪.‬‬
‫فــأقوال ماســينيون الــيت ذكرهتا آنفـاً‪ ،‬يظهــر يل أن ماســينيونـ ينقــل آراءه من كتب‬
‫الصوفية احملظورة شرعاً واليت ينتمي إليها مباشر ًة ويُشري إليها‪ ،‬وأحيانـاً‬ ‫ِ‬
‫ومصادر الفرق ّ‬
‫آخر ال يشري إىل شيء منها‪ ،‬ومن املالحظ يف بداية مــوارد ماســينيون من كتب ال ّشـيعة‬
‫أن ــه مل يكن يش ــري إىل كتب الش ــيعة مباش ــرة إال قليالً منه ــا‪ ،‬وأم ــا عن كتب الص ــوفية‬
‫ت‬‫أدركت أن ــه أش ــار إىل كث ــري منه ــا يف أغلب أقوال ــه عن الص ــوفية‪،‬ـ وق ــد س ــبق أن َبَّيْن ُ‬
‫ُ‬
‫جُم مل منهجه يف التأليف سابقاً‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬نقد وتفني""د نظري""ة ابن ع""ربي ّ‬
‫الص"وفية في تحدي""د رؤي""ة‬
‫ال ُمتص ّوفة ألحوال اإلرادة الصّوفية التي تبنّاها لويس ماسينيون والرّد عليها‬
‫ص ـوفيةـ يف مع ــرض ش ــرحه‬
‫ؤسس ــي ه ــذه املص ــطلحات ال ّ‬
‫ح ــاول ابن ع ــريب أح ــد ُم ّ‬
‫ألحـ ــوال اإلرادة الصـ ــوفيةـ يف كتابـ ــه (الفتوح ات المكية) والـ ــيت نقلهـ ــا ماسـ ــينيونـ من ــه‬
‫خمتصــراً فيقــول‪( :‬والصوفية ألحوال خاصة هم عليها فلهم معرفة الهاجس والهمة‬
‫والعزم واإلرادة والقصد وهذه كلها أحوال مقدمة للنية والنية هي التي تكون من ه‬
‫عن د مباش رة أفعال ه وهي المعت برة في الش رع اإللهي ففيه ا يبحث ون وهي متعل ق‬
‫اإلخالص وكان عالمنا اإلمام سهل بن عبد اهلل يدقق في هذا الشأن وهو الذي‬
‫نب ه على نق ر الخ اطر ويق ول إن الني ة ه و ذل ك اله اجس وأن ه الس بب األول في‬
‫حدوث الهم والع زم واإلرادة والقصد فكان يعتمد عليه وهو الص حيح عندنا ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ‪ ،‬سورة األحزاب‪ :‬اآلية (‪ ،)4‬انتهى كالم ابن عريب‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫صـ ـ ـ ـوفية يف تلـ ـ ــك‬


‫وقـ ـ ـ ــد حـ ـ ـ ــاول ماسـ ـ ـ ــينيون يف اسـ ـ ـ ــتيعاب مقاصـ ـ ـ ــد ابن عـ ـ ـ ــريب ال ّ‬
‫قوم أرادوا أن يفهموا النّاس بكيفية وصول التّبديل‬
‫والصوفية ٌ‬
‫املصطلحات فقال‪ّ ( :‬‬
‫في أحوال اإلرادة ويستندوا على ذلك بأحاديث وآيات!!) ‪ ،‬ذكـ ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ـرت يف الســابق‬
‫خط ــر آراء ماس ــينيونـ يف العقائ ــد الباطل ــة وقُدرت ــه على االنش ــقاق داخ ــل تل ــك العقائ ــد‬
‫املختلف ــة من أج ــل دعم ِوجه ــة نظره ــا املعاكس ــة للعقي ــدة اإلس ــالمية الص ــحيحة‪ ،‬فل ــذا‬
‫لحة‪.‬‬
‫فالتصدي هلذه املكايد ضرورة ُم ّ‬
‫والرد عليها‪:‬‬
‫وإليك حقيقة ما يهدفون وراءها من أحوال اإلرادة الصوفية ّ‬
‫صـوفيةـ يف مصــطلح احلال‪( :‬معنى يرد على الْقلب‬
‫األحوال‪ :‬مجع حــال يقــول ال ّ‬
‫من غير ْتعمل واكتساب)(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬الفتوحات املكية ابن عريب‪ )1/213( ،‬بدون طبعة وال ناشر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)97‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬معجم مقالي ـ ــد العل ـ ــوم يف احلدود والرس ـ ــوم‪ ،‬عب ـ ــد ال ـ ــرمحن بن أيب بك ـ ــر‪ ،‬جالل الـ ــدين‬
‫السـ ـ ــيوطي‪ ،‬بتحقيـ ـ ــق أ‪ .‬د حممـ ـ ــد إبـ ـ ــراهيم عب ـ ـ ــادة‪ ،)1/216( ،‬الناشـ ـ ــر‪ :‬مكتبـ ـ ــة اآلداب ‪-‬‬
‫القاهرة ‪ /‬مصر‪ ،‬ط‪1/1424‬هـ ‪2004 -‬م‪ ،‬الْبَاب احْلَ ِادي َوالْع ْشُرو َن يِف التصوف)‪.‬ـ‬
‫الرب)(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلرادةُ‪( :‬ترك َما َعلَْيه ال َْعادة‪َ ،‬وقيل‪ :‬نهوض الْقلب في طلب ّ‬
‫َ‬
‫ص ـوـفـيـةـ‪،‬ـ وـم ـاـ‬
‫يـق ـوـلـ ش ـهـاـبـ اـل ـ ّدـيـنـ اـحلـنـفـيـ يفـ مـع ـرـضـ شــرحـهـ ألح ـوـاـلـ اـإلـرـاـدـةـ اـلـ ّـ‬
‫يـعـتـقـدـوـهناـ يفـ ذلـكـ قـاـئـالًـ‪:‬ـ (ـ"ـ‪ ...‬ومن صح له أحوال اإلرادة‪:‬ـ إلخ"ـ هذا من بعض‬
‫البط ون القرآني ة على نهج حكم اء اإلس الم االش راقيين‪ ،‬وأرب اب الس لوك من‬
‫المتصوفة‪ ،‬واألحوال في اصطالحهم هي ميراث العمل من المواهب الفائضة‬
‫ّ‬
‫وس ميت أح وااًل لتح ّول العب د به ا من درك ات البُع د إلى‬
‫من اهلل تع الى ق الوا ُ‬
‫القرب‪ ،‬وقريب منه ما قيل الحال ما يرد على القلب بمحض الموهبة‬ ‫درجات ُ‬
‫من غير تعمل واجتالب كحزن وخوف وقبض‪ ،‬وبسط فإذا دام سمي مقاما‪،‬‬
‫الس الك في لس انهم فإرادت ه م ا يلقى في قلب ه من‬
‫واإلرادة ح ال المري د‪ ،‬وه و ّ‬
‫الدواعي الجاذبة له إلى اإلجابة لمنادي الحق‪ ،‬فإذا حصل له هذا وهو منزل من‬
‫منازل السير إلى اهلل‪.)2()...‬‬
‫قلت‪ :‬إن هــذه النظريــة خاطئــة وتــأويالت باطنيــة باطلــة ال تــركن إال إىل األهــواء‬
‫ُ‬
‫والشــبهات‪ ،‬ونبــذ األدلــة الشــرعية الصــحيحة من الكتــاب وال ّس ـنة‪ ،‬وهــل ال ّس ـري إىل اهلل‬
‫يكون هبذه التأويالتـ األجنبية اليونانيةـ الدخيلــة يف اإلســالم وال شــك أهنا تُعتــرب مصــدر‬
‫التل ّقي عنــدهم‪ ،‬وهــل من مســتند يُســتند إليــه يف االســتدالل والتل ّقي غــري الكتــاب وســنة‬
‫تمس كتم بهم ا‪ :‬كت اب‬ ‫نبيّــه ‪ ،‬ويف احلديث‪( :‬ت ركت فيكم أم رين لن تض لوا م ا ّ‬
‫اهلل وسنة نبيه)(‪ .)3‬إذاً فمصــدر التل ّقي منهمــا‪ .‬أمــا مــا ذهب إليــه ماســينيونـ وســلفه من‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬املرجع السابق‪.‬‬
‫ضـا ِوي‪،‬ـ الْ ُم َسـ َّماة‪ِ :‬عنَايـةُ ال َقا ِضـى وكِ َفايـةُ َّ‬
‫الرا ِضـى َعلَى‬ ‫() ‪ -‬ح ِ‬
‫اشيةُ الشِّه ِ‬
‫اب َعلَى ت ْفس ِري البَي َ‬
‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضـ ـ ـاوي‪،‬ـ شـ ـ ــهاب الـ ـ ــدين أمحد بن حممـ ـ ــد بن عمـ ـ ــر اخلفـ ـ ــاجي املصـ ـ ــري احلنفي‪( ،‬‬ ‫ت ْفسـ ـ ـ ِري البَي َ‬
‫‪ ،)1/377‬دار النشر‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬أخرجـ ــه اإلمـ ــام مالـ ــك يف املوطـ ــأ‪ ،‬وهـ ــو مالـ ــك بن أنس بن مالـ ــك بن عـ ــامر األص ــبحي‬
‫املدين‪ ،‬بتحقي ـ ــق‪ :‬حمم ـ ــد مص ـ ــطفى األعظمي‪ ،‬الناش ـ ــر‪ :‬مؤسس ـ ــة زاي ـ ــد بن س ـ ــلطان آل هنيـ ــان‬
‫لألعمـ ـ ـ ـ ــال اخلرييـ ـ ـ ـ ــة واإلنسـ ـ ـ ـ ــانية ‪ -‬أبـ ـ ـ ـ ــو ظـ ـ ـ ـ ــيب – اإلمـ ـ ـ ـ ــارات‪( ،)5/1323/3338( ،‬ط‬
‫‪1/1425‬ه)‪ ،‬وأخرجـ ـ ـ ــه أبـ ـ ـ ــو مصـ ـ ـ ــعبـ الزهـ ـ ـ ــري‪ 1874 ،‬يف اجلامع؛ واحلدثاين‪645 ،‬يف‬
‫اجلامع‪ ،‬كلهم عن مالك به‪.‬‬
‫ؤسسـ ــي املصـ ــطلحات الصـ ــوفية البدعيـ ــة‪ ،‬وخاصـ ــة اعتمـ ــاده الواضـ ــح على ابن عـ ــريب‬
‫ُم ّ‬
‫واحلالّج اللّذين ذهب كثريٌ من السلف الصاحل على ُكفرمها فليس هذا َمسلك جناح‪.‬‬
‫* أمـ ــا قولـ ــه التـ ــايل حيث نعلم أن لـ ــويس ماسـ ــينيون اسـ ــتم ّد آراءه ومصـ ــطلحاته‬
‫صـ ـوفية‪ ،‬حيث يق ــول ماس ــينيونـ‪"( :‬المص ادر" أمه ات الكتب‬
‫صـ ـوفية من مص ــادر ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫العربي ة في التّص وف هي توالي ف المحاس بي والمكي والغ زالي وابن ع ربي‪ ،‬وهي‬
‫المعا ِر َ‬
‫ض ْين الكب يرين للتّص وف‬ ‫كتب ُمش ايعة للتّص وف‪ ،‬وانظ ر ك ذلك ُمص نّفات ُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫وهما ابن الجوزي‪ :‬تلبيس إبليس‪ ،‬وابن تيمية)‬
‫قلت‪ :‬تتّض ـ ــح ص ـ ــورة ماس ـ ــينيونـ احلقيقيـ ــة يف التص ـ ــوفـ من خالل اعرتافـ ــه هبذه‬
‫ُ‬
‫املصادر املنحرفة وتقييمه هلا بشكل خـاص‪ ،‬وزعمــه أهنا من الكتبـ الشــرعية اإلســالمية‬
‫الص ــحيحة‪ ،‬والعكسـ فكم من العلم ــاء والس ــلف الصـ ــاحل منهم واخللـ ــف انتق ــدواـ ه ــذه‬
‫الكتب باعتباره ــا من أك ــثر كتب املتص ــوفةـ خط ــراً الحتوائه ــا على الش ــركيات جبمي ــع‬
‫ضـرورة توعيـةـ‬ ‫أنواعهــا‪ ،‬والبــوح مبا يُعــادل الكفــر تــار ًة والتلميح لــه تــار ًة أخــرى‪ ،‬ومن ال ّ‬
‫األمة اإلسالمية خبطرها على عقيدة املسلم الصحيحة وهذا من واجب ال ّدعاة إىل اهلل‪.‬‬
‫مث يُب ــدي ماس ــينيونـ حق ــده ب ــأن معارض ــي التص ــوفـ الب ــارزين مها ابن اجلوزي يف‬
‫املؤلَِّفنْي‬
‫كتابه (تلبيس إبليس) ومؤلفات ابن تيمية رمحهمــا اهلل‪ ،‬ومن املعلــوم أن هــذين َ‬
‫ال َكبِـ َـرييْن من الســلف اللَّ َذيْن عمال كثــرياً يف كبــد مجاح أهــل البــدع من الشــيعة وخاصــة‬
‫ومن يف حكمهم وهــذا مما أثــار قلــق ماســينيون من هــذه املواجه ـةـ الــيت كــادت‬ ‫ص ـوفية َ‬‫ال ّ‬
‫تَس ّد طريقه إىل التّصوف‪.‬‬

‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)49‬‬ ‫‪1‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬نقد وتفنيد آراء لويس ماسينيون في المصطلحات الصوفية‬
‫الواردة في كتابه‪( :‬بحث في نشأة المصطلح الفني للتصوف اإلسالمي)‬
‫أوردت جمموعة كبــرية من آراء ماســينيون يف التصــوف من خالل كتابــه املذكور‬ ‫ُ‬
‫يف الفصل الثالث‪ ،‬وال يسعين هنا إال إيــراد بعض تلــك املصــطلحات والـّـرد عليهــا‪ ،‬ومن‬
‫ذلك مايلي‪:‬‬
‫ؤوالً اآليات القرآنية على طريقة صوفية‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬ ‫يقول ماسينيونـ ُم ّ‬
‫ﭬ" ﭭ" ﭮ" ﭯ" ﭰ" ﭱ" ﭲ" ﭳ‬ ‫‪( -1‬حجب النور والظلمة)‪ ،‬ﭽ" ﭨ" ﭩ" ﭪ" ﭫ"‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ فصلت‪.٥ :‬‬ ‫ﭴ ﭵ‬
‫والصحيح يف تفسري هذه اآلية ما قاله جماهد رمحه اهلل يف تفسريها‪:‬‬ ‫قلت‪ّ :‬‬‫ُ‬
‫كالج ْعبة للن َّْبل‪،‬‬ ‫(عن مجاهد‪ ،‬في قوله‪ُ ( :‬قلُ ِ ِ ٍ‬
‫وبنَا في أَكنَّة) قال‪ :‬عليها أغطية َ‬ ‫ُ‬
‫(وِفي آ َذانَِنا َوقٌْر)‬ ‫وعن السدي‪ ،‬قوله‪( :‬وقَالُوا ُقلُ ِ ِ ٍ‬
‫وبَنا في أَكنَّة) قال‪ :‬عليها أغطية َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫اب) يقولون‪ :‬ومن بيننا وبينك يا محمد‬ ‫قال‪ :‬صمم‪ ،‬وقوله‪( :‬وِمن بينِن ا وبينِ َ ِ‬
‫ك ح َج ٌ‬ ‫َ ْ َْ َ َ َْ‬
‫بعض ا‪ ،‬وذل ك الحج اب ه و‬
‫بعض نا ً‬
‫س اتر ال نجتم ع من أجل ه نحن وأنت‪ ،‬ف يرى ُ‬
‫اختالفهم في الدين‪ ،‬ألن دينهم كان عبادة األوثان‪ ،‬ودين محمد ‪ ‬عبادة اهلل وحده‬
‫بي اهلل‪ ،‬وذل ك ه و‬
‫ال ش ريك ل ه‪ ،‬ف ذلك ه و الحج اب ال ذي زعم وا أن ه بينهم وبين ن ّ‬
‫بعض ا في الدين) ‪ُ .‬‬
‫خالف بعضهم ً‬
‫(‪) 1‬‬
‫قلت فهــذا هــو ملخص تفســري اآليــة الــذي جــاء عن‬
‫ضـ ـنْي ‪ ،‬ومل‬
‫وفينْي الغام َ‬
‫صـ ـ َ‬
‫السـ ــلف الصـ ــاحل رمحهم اهلل تعـ ــاىل‪ ،‬وأين حجب النـ ــور والظلمـ ــة ال ُّ‬
‫التعمد يف تأويل اآلية الكرمية عن مرادها بغري علم‪.‬‬ ‫يقصد ماسينيون وال املتصوفة إال ُّ‬
‫ﭴ" ﭵ" ﭶ‬ ‫‪ -2‬الشجرة رمزاً لإلنسان ومصيره‪ :‬ﭽ" ﭮ" ﭯ" ﭰ" ﭱ" ﭲ" ﭳ"‬
‫‪،‬‬ ‫ﭷ ﭸ ﭹﭼ القصص‪:‬ـ ‪٣٠‬‬
‫قلت‪ :‬والعجيب أنـ ـ ــين ال أرى أي عالقـ ـ ــة مبا قالـ ـ ــه ماسـ ـ ــينيونـ عن اآليـ ـ ــة‪ ،‬فه ـ ــل‬
‫ُ‬
‫اإلنس ـ ــانـ يرمـ ــز إىل ش ـ ــجرة أو أن مصـ ــريه يتح ـ ـ ّـول إىل ش ـ ــجرة‪ ،‬إهنا ت ـ ــأويالتـ خـ ــارج‬
‫ؤولــون اآليــات القرآنيــة مبا ال عالقــة هلا مبقاصــدها‬ ‫املألوف‪ ،‬وهكــذا تــرى أهــل البــدع يُ ِّ‬
‫ـزلت من أجلهــا‪ ،‬ومــا أحســن مــا قيــل كمــا ســبق يف قــول قائـ ٍـل‪( :‬ما أُشبِّهُ‬‫احلقيقي ـةـ الــيت أُنـ ْ‬
‫تفسير الرافضة للقرآن إال بتأويل رجل من أهل مكة للشعر!!‪ ،)..‬إىل ْأن قـال عن الـذي‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬جامع البيان يف تأويل القرآن‪ ،‬حملمد بن جرير الطربي‪.)21/429( ،‬‬
‫حاول شرح أبيات وهو ال يعرف معانيها ومقاصدها‪ ،‬فقال يف شرح لبعض تلك األبيــات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ُل)!!‪ .‬فهكـذا‬
‫أسَو ٌد‪ ،‬فذلك َن ْه َ‬ ‫اح اْل َك ْعَبة‪ ،‬ألنَّهُ ٌ‬
‫طويل ْ‬ ‫صَب ُ‬
‫حيث قال‪ :‬يف معىن "َن ْه َش ُل" م ْ‬
‫فــإن املتصــوفة حياولون ربــط اآليــة مبا تتناســب مــع مصــطلحاهتم الصــوفية الغريبــة‪ ،‬فنســأل اهلل‬
‫العافية‪.‬‬
‫المبحث الخ‪888‬امس‪ :‬نق‪888‬د وتفني‪888‬د آراء المستش‪888‬رق الفرنس‪888‬ي ل‪888‬ويس‬
‫ماسينيون في كالمه على أهل السنة والجماعة والرد عليها‬
‫وتحته خمسة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في زعمه معاداة أهل السنة للشيعة في‬
‫زمن الخالفة الراشدة‪.‬‬
‫السنة بالعنف‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في وصفه ألهل ّ‬
‫الس نة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬النق د والتفني د على آراء ماس ينيون في اتّ هام ه أه ل ّ‬
‫بالمبتدعة ‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نق د وتفني د اس تهزاء ماس ينيون بأه ل الس نة مقاب ل ال دفاع عن‬
‫المتصوفة‪.‬‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"خ""ا"م"س"‪ ":‬نق د وتفني د آراء ماس ينيون في وص فه أه ل الس نة‬
‫بالعد ّو األول والرد عليها ‪".‬‬
‫ُ‬
‫المطلب األول‪ :‬نق""د وتفني""د آراء ماس""ينيون في زعم""ه مع""اداة أه""ل الس""نة‬
‫للشيعة في زمن الخالفة الراشدة‬
‫أمــا مــا زعم ماســينيون يف قولــه‪..( :‬من أول األمر مخاصمة للشيعة جرير(‪ )1‬وكان‬
‫منهم رجالن شيعيان هما حبة العرني تلميذ عمار ابن ياسر‪ ،‬والمغيرة أحد مواليهم)‪.‬‬
‫باإلضــافة إىل قوله‪( :‬وقد ع ّد الشاعر الش يعي معدان الس ميطي بي تين من الشعر‬
‫القبائ ل ال تي ك انت دوم اً ض ّد الش يعة وهي باهل ة‪ ..‬وبط ون الخلف اء الثالث ة األولين‬
‫(‪) 2‬‬
‫القرشيين‪)..‬‬
‫قلت‪ :‬إن الشــيعةـ يُعــادون الصــحايب اجلليــل جريــر بن عبــد اهلل البجلي واملغــرية بن‬
‫ُ‬
‫شــعبة رضــي اهلل عنهمــا‪ ،‬وقــد ســبق يف الفصــل الثــاين ذكــر مــوارد لــويس ماســينيون من‬
‫ـرت إليه ــا يف الفص ــل‬ ‫كتب الش ــيعة يف لعنهم ــا‪ ،‬وذل ــك العتب ــارات كث ــرية منها م ــا أش ـ ُ‬
‫الثاين‪ ،‬أما القصد من ماســينيونـ يف النيــل منهمــا هــو باعتبارمها من أهــل الســنة اللّــذين مل‬
‫ينتمي ــا إىل الش ــيعة يف وجه ــة نظ ــر ماس ــينيون باإلض ــافة إىل زعم ــه أهنم ــا كان ــا خُي اص ــمان‬
‫صـحابيان فقــط‬ ‫ـائب وليس هــذان ال ّ‬ ‫الشــيعة‪ ،‬حـىت لــو ثبت ذلــك‪ ،‬فهــو حب ّد ذاتــه عمـ ٌـل ص ٌ‬
‫َمن حاربــا الشــيعة‪ ،‬وإمنا أكــثر الصــحابة حـاربوا أدعيــاء أتبــاع علي بن أيب طــالب رضــي‬
‫اهلل عنهم يف زمن الفتنــة‪،‬ـ حــىت إن علي ـاً حــارهبم بنفســه وحـ ّـرق الغالةـ منهم‪ ،‬وقــد أشــار‬
‫ماس ــينيون إش ــارة واض ــحة إىل ذل ــك عن ــدما ذك ــر ال ــذين ك ــانوا حُي اربون الش ــيعةـ فق ــال‪:‬‬
‫(‪...‬وبط ون الخلف اء الثالث ة األولين القرش يين‪ ،)..‬ومن املعلـ ــوم خصوصـ ـاً موقـ ــف‬
‫اخلليف ــة األول أيب بك ــر الص ــديق رض ــي اهلل عن ــه ودوره اجله ــادي يف حمارب ــة أه ــل ال ـ ّـردة‬
‫وم ــانعيـ الّزك ــاة من األع ــراب‪ ،‬فه ــل ك ــانت احلرب عليهم إال إلرغ ــامهم يف الع ــودة إىل‬
‫الـ ّدين‪ ،‬كمــا أظهــروه يف عهــد النــيب ‪ ،‬وكــذلك كــان لزامـاً عليهم أن حُي افظوا على‬
‫دينهم حــىت بعــد وفــاة النــيب ‪ ‬وقــد أحســن يف خطبتــه القصــرية ذات معــاين البليغــة يف‬
‫الرئيسـ ــي من هـ ــذه اخلطبـ ــة إعالن صـ ــالحية الـ ــدين‬‫مصـ ــيبةـ وفـ ــاة النـ ــيب‪ ،‬وكـ ــان اهلدف ّ‬
‫اإلسالميـ إىل يوم القيامة‪ ،‬وال تتوقّف صالحيته مبوت النيب ‪ ،‬ومع ذلك فقد ُوجــد‬

‫قلت‪ :‬يقصد ماسينيون الصحايب اجلليل جرير بن عبد اهلل البجلي رضي اهلل عنه‪ ،‬وقــد‬
‫() – ُ‬
‫‪1‬‬

‫سبق إيراد موارده من كتب الشيعة يف لعنهم له يف الفصل الثاين‪.‬‬


‫() – خطط الكوفة‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)150‬‬ ‫‪2‬‬
‫من األعــراب َمن َف َقــد إميانــه ُكلِّيًّا وارت ـ ّد بــذلك عن دين اهلل‪ ،‬وفيهــا عنــدما قــال أبــوبكر‬
‫الصــديق رضــي اهلل عنــه‪( :‬أال من كان يعبد محم ًدا ‪ ‬فإن محم ًدا قد مات‪ ،‬ومن‬
‫كان يعبد اهلل فإن اهلل حي ال يموت‪ ،‬وقال‪ :‬ﭽ" ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼ الزمر‪٣٠ :‬‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ﭵ‬ ‫وقال‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ‬
‫ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ" ﮐ ﭼ آل عمران‪ ،١٤٤ :‬قال‪ :‬فنشج الناس يبكون‪)...‬‬ ‫ﮉ ﮊ‬
‫(‪) 1‬‬
‫قلت فبهذه اخلطبة َتَبنَّي للناس مبوت النيب ‪ ‬حقيقـةً‪ ،‬وغــري أيب بكــر من الصــحابة‬ ‫ُ‬
‫ممّن حــاربوا أهــل البــدع كثــريٌ‪ ،‬فلهــذا فــإن ّادعــاء ماســينيونـ خماصــمة أهــل الســنة للشــيعة‬
‫ُح ّجةٌ عليه‪ ،‬واملخاصمة هنا مل تكن ِعدائِيةً بل كانت تقومياً لعقائدهم وتربيةً لنفوســهم‬
‫املريضة اليت كانت حتاول تقسيم املسملني يف ذلك الوقت إىل فِرق وخاصة أهل السنة‬
‫أتباع النيب ‪ ،‬والشيعةـ أتباعـ علي بن أيب طالب رضـي اهلل عنـه‪ ،‬وهـذا التقسـيم كــان‬
‫خط ــرياً‪ ،‬وق ــد ُوفِّق املستش ــرق الفرنسي (بوفيه) يف ه ــذه الناحي ــة عن ــدما ق ــال‪( :‬الفرق ة‬
‫السنية تتبع النبي ‪.)2()‬‬
‫الشيعية تتبع علياً‪ ،‬والفرقة ُ‬

‫() – أخرجه البخاري يف صحيحه‪ )5/6/3668( ،‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – حبث نشرته الـدكتورة سـلمى حسـني علـوان املوسـوي‪ ،‬جامعـة الكوفـة ‪-‬كليـة اآلداب‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بعنوان‪ :‬الفرق الشيعية يف الدراسات االستشراقية‪ ،‬الرابط‪:‬‬


‫‪ /http://www.arts.uokufa.edu.iqa/‬تاريخ الزيارة‪12/5/1434 :‬ه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في وصفه ألهل السّنة بالعنف‬
‫أمــا قولــه‪......( :‬وبينما كانت قبائل بكر "وباألخص" عبد القيس شيعية‪،‬‬
‫تنضم إلى القيسيين تُعطي للبصرة صبغة ُسنِّيَة عنيفة!)(‪.)1‬‬ ‫ترى قبائل تميم بعد أن ّ‬
‫ال مــربر لل ــويس ماس ــينيون يف وص ــف أه ــل الس ــنة ب ــالعنف م ــا مل ي ــديل بش ـ ٍ‬
‫ـيء مما‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫يُثبت ذلك‪ ،‬وقد سبق اإلشارة إىل تقسيمه العنصري للعراق وأنــه جعــل الكوفـة للشـيعة‬
‫والبصــرة ألهــل ال ّسـنة‪ ،‬وذلــك باعتبــار نظريــة الشــيعة أن الكوفــة كــانت مركــزاً للخليفــة‬
‫الرابع علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه‪ ،‬والـذي يـزعم الشـيعة انتمـاءهم إليـه‪ ،‬وهم عنـه‬
‫بريء يف منهجه الصحيح رضي اهلل عنه‪ ،‬أمــا إصــراره على اعتبــار قبيلــة (تميم) أهنا من‬
‫أهــل الســنة ليتسـىّن لــه النيــل منهــا فجــاء يف إحــدى آرائــه أيضــا قولــه‪( :( :‬تميم‪ :‬كانت‬
‫بطونه ا على العم وم ُس نِّية‪ ،‬وخاص ة ب ني دارم‪ ،‬وفي الكوف ة عط ارد ال ذي س بب‬
‫عزل الوالي عمار‪ ،‬وابنه بشر كان ضد علي!)(‪.)2‬‬
‫نقد وتفنيد رأي ماسينيون في زعمه أن عموم بني تميم كانوا ُسنّة‬

‫إن م ــا ذهب إلي ــه ماس ــينيونـ من التعميم على قبيل ــة متيم ب ــأهنم ك ــانوا أه ــل الس ــنة‬
‫وذلك لينال منهم فحسب‪ ،‬وعندما يتعلق األمر بأهــل الســنة فليس ملاسـينيون أن يتسـىّن‬
‫اعتمــاداً على الــدليل الصــحيح بــل يتقـ ّدم النيــل والتّحامــل عليهم قبــل اعتمــاده على دليــل‬
‫يف دعـواه‪ ،‬وإال فـإن يف هـذا نظـراً وليس مـا ذهب إليـه لـويس ماسـينيونـ ِمن أن بـين متيم‬
‫ك ــانوا ُسـ ـنَّةً ص ــحيحاً على اإلطالق ب ــل العكس ه ــو الص ــحيح‪ ،‬ألن ب ــين متيم ك ــانوا يف‬
‫الكوفـة يف ذلـك الـوقت وإن كـان أغلبهم قـد انزلقـوا فـاحنرفوا إىل التشـيع‪ ،‬إال أن بعضـاً‬
‫منهم كــانوا ُسـنَّة وهم القلّــة‪ ،‬واعتبــار ماســينيون أن متيم كــانوا على العمــوم ُسـنّة عكس‬
‫تقليب للح ـ ــق عن واقع ـ ــه‪ ،‬وإلثب ـ ــات ذل ـ ــك يق ـ ــول‬
‫انقالب على احلق أو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الواق ـ ــع فه ـ ــو‬
‫صاحب كتاب‪( :‬الموسوعة العشائرية العراقية)‪( ،‬إن تميم كانت في الغالب قبيلة‬

‫‪1‬‬
‫() – خطط الكوفة ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)141‬‬
‫‪2‬‬
‫() – خطط الكوفة ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)142‬‬
‫الس نية منهم آل بو حشمة)‬
‫تحول إلى المذهب ُّ‬
‫شيعية عراقية إال أن فروعها منها ّ‬
‫(‪. ) 3‬‬
‫فبهــذا يتــبنّي خطــأ مــا ذهب إليــه ماســينيون وأن األغلبيــة يف قبيلــة متيم العراقيــة قــد‬
‫املطهــرة‬
‫ك ــانت ش ــيعية‪ ،‬إال بع ــد أن استبص ــر البعض منهم احلق فه ــداهم اهلل إىل ال ُّسـ ـنة ّ‬
‫وهم القلّة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫()‪ -‬موسوعة العشائر العراقية‪ ،‬ثامر عبد احلسن العامري‪،‬ـ (‪ ،)9/156‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬النق""د والتفني""د على آراء ماس""ينيون في اتّهام""ه أه""ل ّ‬
‫الس "نة‬
‫بالمبتدعة‪.‬‬
‫وأمــا يف قولــه‪( :‬إن االلتجاء إلى فحص األحاديث من حيث الفرق والمذاهب‬
‫المبتدعة ما يسمح بتبيّن مراحل فيه‪ ،‬وذلك بتقسيمها إلى أحاديث ُس نِّية‪...‬وأحاديث‬
‫الس نِّية تستمر في نماء بطريقة‬
‫زيدية‪ ،‬وأحاديث لبقية الفرق اإلمامية‪...‬فاألحاديث ُّ‬
‫تكاد تكون غير مشعور بها حتى بعد القرن الثالث بفضل دخول عناصر أجنبية فيها‪،‬‬
‫بينما األح اديث الزيدي ة ثم على الخص وص األحاديث اإلمامي ة تغل ق مجاميعها منذ‬
‫الجيل األول ألش ياعها‪ ،‬إنه ا مغلق ة فهي إذاً ت بيّن ح ًّدا لالنته اء بالنس بة إلى‬
‫أحاديثها‪ًّ ،‬‬
‫وحدا لالبتداء بالنسبة إلى بعض أحاديثها)(‪.)1‬‬
‫إن اهلدف من حَتَ ُامـ ــل ماس ـ ــينيونـ على أه ـ ــل الس ـ ــنة واجلماع ـ ــة إىل حـ ـ ـ ّد وصـ ــفهم‬
‫باملبتدع ـةـ هــو القــول بعــدم أصــالة األحــاديث الــيت يســتدلون هبا يف أمــور دينهم وخاصــة‬
‫من الناحي ــة العقدي ــة‪،‬ـ وه ــو الق ــول باس ــتمرارية مناء (أح اديث أه ل الس نة) وذل ــك يف‬
‫السنِّية تستمر في نماء بطريقة تكاد تكون غير مشعور بها‬ ‫قولــه‪...( :‬فاألحاديث ُّ‬
‫ح تى بع د الق رن الث الث‪ ،)...‬مث ذك ـ ــر ّادع ـ ــاءه يف س ـ ــبب ذل ـ ــك النّم ـ ــاء وهـ ــو قولـ ــه‬
‫تطورهــا من ناحيــة مــا مت ادخالــه‬ ‫(‪...‬بفضل دخول عناصر أجنبية فيها‪ )..‬أي بفضــل ّ‬
‫من أحـاديث غـري ثابتـة عن النـيب ‪ ،‬وقـد زعم ماسـينيون يف أقوالـه األخـرى يف اهتامـه‬
‫أهل السنة من خالل حماولة له يف إلقاء التّهم على األسـرة األمويـةـ بـأهنم كـانوا يضـعونـ‬
‫األحاديث حسب األغراض السياســية‪ ،‬ومن املعلــوم أن الشــيعة يعتـربون األســرة األمويــة‬
‫السنة فيُعادوهنم مجيعاً‪.‬‬
‫أهل ّ‬
‫مث باملقابـ ــل يـ ــدعي ماسـ ــينيون صـ ــحة أحـ ــاديث الفـ ــرق املبتدع ـ ـةـ الـ ــيت هي الزيدي ــة‬
‫واإلمامية فيقول‪..( :‬بينما األحاديث الزيدية ثم على الخصوص األحاديث اإلمامية‬
‫تغل ق مجاميعه ا من ذ الجي ل األول ألش ياعها‪ )..‬مما ي ــدل على أن أح ــاديث الزيدي ــة‬
‫قلب‬
‫واإلماميــة أغلقت أبواهبا منــذ األول جتنُّب ـاً من دخــول االحنرافــات اخلارجيــة‪ ،‬وهــذا ٌ‬
‫للحق ـ ــائق‪ ،‬فمن املعل ـ ــومـ أن الش ـ ــيعة من أك ـ ــذب ف ـ ــرق اإلس ـ ــالم‪ ،‬ومن أك ـ ــثرهم وضـ ــعاً‬
‫للنصــوصـ احلديثيــة‪ ،‬وكم من أحــاديث نســبوهاـ إىل جعفــر الصــادق رمحه اهلل وهــو عنهــا‬
‫ب ــريء‪ ،‬وق ــد س ــبق إي ــراد أق ــوال الس ــلف الص ــاحل يف بي ــان موقف ــه من التش ــيع‪ ،‬وأم ــا عن‬

‫() – شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)5‬‬ ‫‪1‬‬
‫الشيعة فإلثبات كذهبم فقد جاء عند شيخ اإلسالمـ ابن تيمية رمحه اهلل تعاىل يف منهاج‬
‫الســنة بعنــوان‪:‬ـ (الرافض ة هم أك ذب الطوائف) مث يقــول رمحه اهلل‪( :‬وق د اتف ق أه ل‬
‫العلم بالنق ل‪ ،‬والرواي ة‪ ،‬واإلس ناد على أن الرافض ة أك ذب الطوائ ف‪ ،‬والك ذب‬
‫فيهم قديم‪ ،‬ولهذا كان أئمة اإلس الم يعلم ون امتيازهم بكثرة الكذب قال‪ :‬أبو‬
‫(‪)1‬‬
‫حاتم الرازي‬
‫س معت ي ونس بن عب د األعلى(‪ )2‬يق ول‪ :‬ق ال أش هب بن عب د العزي ز س ئل‬
‫مالك عن الرافضة‪ ،‬فقال‪ :‬ال تكلمهم‪ ،‬وال ترو عنهم‪ ،‬فإنهم يكذبون‪ ،‬وقال‪ .‬أبو‬
‫قال‪ :‬سمعت الشافعي يقول‪ :‬لم أر أحدا أشهد ب الزور من‬ ‫(‪) 3‬‬
‫حاتم‪ :‬حدثنا حرملة‬
‫الرافضة‪ ،‬وقال‪ .‬مؤمل بن إهاب‪ :‬سمعت يزيد بن هارون يقول‪ :‬يكتب عن كل‬
‫ص احب بدع ة إذا لم يكن داعي ة إال الرافض ة‪ ،‬ف إنهم يك ذبون‪ ،‬وق ال‪ .‬محم د بن‬
‫س عيد األص بهاني‪ :‬س معت ش ريكا يق ول‪ :‬أحم ل العلم عن ك ل من لقيت إال‬
‫الرافض ة‪ ،‬ف إنهم يض عون الح ديث‪ ،‬ويتخذون ه دين ا‪ ،‬وش ريك ه ذا ه و ش ريك بن‬
‫عبد اهلل القاضي قاضي الكوفة‪ ،‬من أقران الثوري‪ ،‬وأبي حنيفة‪ ،‬وهو من الشيعة‬
‫ال ذي يق ول بلس انه‪ :‬أن ا من الش يعة(‪ ،)4‬وه ذه ش هادته فيهم‪ ،‬وق ال أب و معاوي ة‪:‬‬
‫سمعت األعمش يقول‪ :‬أدركت الناس‪ ،‬وما يسمونهم إال الكذابين)(‪.)5‬‬
‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬أب ــو ح ــامت ال ــرازي احلاف ــظ الكب ــري من أق ــران البخ ــاري ومس ــلم‪ ،‬وه ــو حمم ــد بن إدريس‬
‫احلنظلي ولــد بــالري ســنة ‪ 195‬وتــويف ببغــداد ســنة ‪227‬ه‪( ،‬منهــاج الســنة النبويــة يف نقض‬
‫كالم الشيعة القدرية‪ ،‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل‪" ،‬هامشـ ‪.)1/59‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬يــونس بن عبــد األعلى بن ميســرة أبــو موســى املصــريـ املتــوىف ســنة ‪264‬ه‪ .‬ذكــر عنــه‬
‫الشافعي‪ :‬ما رأيت مبصر أعقل من يونس بن عبد األعلى‪ ،‬انظر‪( :‬املرجع السابق)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() ‪ -‬أبـ ــو عبـ ــد اهلل حرملـ ــة بن حيىي بن عبـ ــد اهلل التجيـ ــيب الـ ــزميلي املصـ ــري صـ ــاحب اإلمـ ــام‬
‫الشافعي‪ ،‬املتوىف سنة ‪243‬هـ‪( ،‬منهاج السنة‪.)1/60 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫() ‪ -‬منهـاج السـنة النبويـة يف نقض كالم الشـيعة القدريـة‪ ،‬تقي الـدين أبـو العبـاس أمحد بن عبـد احلليم‬
‫بن عبد السالم بن عبد اهلل بن أيب القاسم بن حممد ابن تيمية احلراين احلنبلي الدمشـقي بتحقيـق‪ :‬حممـد‬
‫رشاد سامل‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ /60 -59 /1( ،‬ط ‪1/1406‬ه)‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫()‪ -‬نفس املرجع السابق ص (‪ )60‬وانظر‪ :‬املنتقى من منهــاج االعتــدال يف نقض كالم أهــل‬
‫ج ــة تُقـ ــام على ّادعـ ــاء لـ ــويس ماسـ ــينيون وأكاذيبـ ــه على أهـ ــل ال ّسـ ـنة‬
‫إذاً فهـ ــذه ُح ّـ‬
‫واجلماعة‪.‬‬
‫وأم ــا آراء ماس ــينيونـ يف أه ــل الس ــنة من خالل قول ــه‪( :‬أم ا ش عراء البص رة فق د‬
‫طرح وا جانب اً الط راز الم أثور‪ ،‬والن ثر الع ربي ل ه ه ذه الص فة أيض ا‪ ،‬وتن اولوا م ع‬
‫السياس ة ك انت البص رة م وطن أه ل‬
‫االرتي اب األفك ار األجنبي ة المش ابهة‪...‬وفي ّ‬
‫السنية‪ ،‬فالبصريون كانوا ينكرون بك ل‬
‫الجماعة الذين مواقفهم لألقدار قد هيّأت ُ‬
‫جرأة ووقاحة الخالف بين الصحابة والبصرة كذلك عهد القدرية)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬سـ ـ ــابقاً أن كالً من الشـ ـ ــيعة وماسـ ـ ــينيونـ حـ ـ ــاولوا جعـ ـ ــل الكوف ـ ـ ـةـ للش ـ ــيعة‬
‫ُ‬
‫ـابت يف نيلهم من أهـ ـ ــل السـ ـ ــنة واجلماعـ ـ ــة يف كتبهم‬
‫والبصـ ـ ــرة ألهـ ـ ــل السـ ـ ــنة‪ ،‬وهـ ـ ــذا ثـ ـ ـ ٌ‬
‫السياسة كانت البصرة موطن‬
‫وأقواهلم‪ ،‬وهذا ما أشار إليه ماسينيونـ بقوله‪..( :‬وفي ّ‬
‫الس نية‪ )..‬أي مــوطن أهــل الســنة‬ ‫أه ل الجماع ة ال ذين م واقفهم لألق دار ق د هيّ أت ُّ‬
‫واجلماع ــة‪ ،‬وحُي اول ماس ــينيون إثب ــات ختلُّف البص ــرة علمي ـاً وع ــدم اعطائه ــا القيم ــة ال ــيت‬
‫ـلفت يف آرائــه يف‬
‫تستح ّقها وزعم أن السبب يف ذلك دخول العناصــر األجنبيـةـ كمــا أسـ ُ‬
‫حتامل ــه على أه ــل الس ــنة من ناحي ــة أح ــاديثهم‪ ،‬وحمل ال ّشـ ـاهد ه ــو قول ــه‪( :‬أم ا ش عراء‬
‫ُ‬
‫البص رة فق د طرح وا جانب اً الط راز الم أثور‪ ،‬والن ثر الع ربي ل ه ه ذه الص فة أيض ا‪،‬‬
‫وتناولوا مع االرتياب األفكار األجنبية المشابهة‪ ،)...‬والـ ّـرد على ماســينيونـ هنــا هــو‬
‫القــول بعــدم وجــود أدلــة على مــا يقــول‪ ،‬والــذي حيملــه على هــذه االفــرتاءاتـ هــو بُغضــه‬
‫الواضــح ألهــل الســنة فقــط َو ُك ْرهــه ال ّشـديد ألهــل ال ّسـنة يف كــل مــا لــه عالقــة هبم‪ ،‬وأمــا‬
‫قولــه يف اإلشــارة إىل أن أهــل الســنة كــانوا ينكــرون التح ـ ّدث يف اخلالف بني الصــحابة‬

‫ال ــرفض واالع ــتزال لل ــذهيب‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬حمب ال ــدين اخلطيب‪ .)1/88( ،‬وانظ ــر‪ :‬عقي ــدة أه ــل‬
‫الســنة واجلماعــة يف الصــحابة الكــرام رضــي اهلل عنهم (أصــل الكتــاب رســالة دكتــوراه)‪ ،‬ناصــر‬
‫بن علي عــائض حســن الشــيخ‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتبــة الرشــد‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪( ،‬‬
‫‪/3/1114‬ط‪ :3‬ـ ‪1421‬ه الب ــاب التاس ــع‪ :‬آث ــار من ذم الرافض ــة)‪ ،‬وانظ ــر‪ :‬كت ــاب‪ :‬حقيق ــة‬
‫الشـ ــيعة حـ ــىت ال ننخـ ــدع عبـ ــد اهلل املوصـ ــلي‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار اإلميان للطبـ ــع والنشـ ــر والتوزيـ ــع‪،‬‬
‫إسكندرية‪/1/126( ،‬ط‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫()– خطط الكوفة‪ ،‬ص (‪.)58-57‬‬
‫رضوانـ اهلل عليهم يف قوله‪( :‬فالبصريون كانوا ينكرون بكل جرأة ووقاحة الخالف‬
‫بين الصحابة‪ )..‬فهــو حب ّد ذاتــه من الــدين‪ ،‬وهــذا الــذي وضــعه الســلف الصــاحل بالتقعيــد‬
‫بالسكوت عما جرى بني الصحابة رضوان اهلل عليهم‪.‬‬
‫الشرعي َّ‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نقد وتفنيد استهزاء ماسينيون بأهل السنة مقاب"ل ال""دفاع عن‬
‫المتصوفة‪.‬‬
‫ومالحقــة ماســينيونـ أهــل ال ّس ـنة يف التّحامــل عليهم يظهــر حقيقتــه املعاديــة للحــق‬
‫مر بنا سابقاً يف آرائه واسـتهزائهـ بأهـل السـنة عنــد دفاعــه عن املتصــوفةـ على‬ ‫وأهله‪ ،‬وقد ّ‬
‫حسـ ــاب أهـ ــل ال ّس ـ ـنة حيث قـ ــال‪( :‬إنم ا ص ب فقه اء أه ل الس نة المت أخرون ج ام‬
‫كبير‪ ،‬وقد‬
‫أثر ٌ‬‫غضبهم على مريدي ابن عربي لقولهم بالوحدة‪ ،‬ولم يكن لغضبهم ٌ‬
‫للمتصوفة‪.)1()..‬‬
‫شرح صاحب مذهب الوهابية‪ ،‬ونحن نعلم مبلغ خصومته ُ‬
‫كبير) أي مل يُغرّي غضــبهم‬‫أثر ٌ‬‫ومحل الشاهد‪ :‬هــو قولــه (ولم يكن لغضبهم ٌ‬
‫شــيئاً‪ ،‬وبــالعكس فقــد غرّي الكثــري حيث ُر ّد عليهم من خالل ُمؤلفــات كثــرية‪ ،‬وعُــرف‬
‫ـذهب باط ــل غ ــري ص ــاحل يف‬
‫من خالل ه ــذه املؤلف ــات أن م ــذهب ابن ع ــريب وأتباع ــه م ـ ٌ‬
‫االعتقاد‪.‬‬
‫وأما محل الشاهد الثاني‪ :‬فهــو قولــه‪( :‬وقد شرح صاحب مذهب الوهابية‪،‬‬
‫للمتصوفة)‪.‬‬
‫ونحن نعلم مبلغ خصومته ُ‬
‫هذا يَظهر يل مدى بُغض ماسينيون ألهل السنة‪ ،‬ومدى َت َه ُّجمه عليهم بوصفهم‬
‫كما وصفهم اجلُ َّهال بـ(الوهابيين)‪.‬‬
‫هتجمـ ـ ــه على أهـ ـ ــل ال ّس ـ ـ ـنة الـ ـ ــدفاع عن‬
‫إن لـ ـ ــويس ماسـ ـ ــينيونـ حـ ـ ــاول من خالل ُّ‬
‫املتصـ ــوفة وخاصـ ــة كب ـ ــريُهم ابن عـ ــريب ُمبتكـ ــر بدعـ ــة وحـ ــدة الوج ـ ــود الـ ــيت يفتخـ ــر هبا‬
‫ماســينيون‪،‬ـ مث إن قــول ماســينيونـ أن غض ـبـ فقهــاء أهــل الســنة على مريــدي ابن عــريب‬
‫لق ــوهلم بالوح ــدة فإمنا ك ــان غض ــباً هلل وغ ــري ًة على دين ــه وعقي ــدهتم وحرص ـاً على هداي ــة‬
‫اآلخـ ــرين‪ ،‬فسـ ــواءً أكـ ــان لغضـ ــبهم أثـ ـ ٌـر يف نفـ ــوس َمن يـ ــدعوهنم من املتصـ ــوفةـ إىل احلق‬
‫(‪) 2‬‬
‫فاهتــدوا أم ال‪ ،‬فليس للداعي ـةـ إال البالغ‪ ،‬قــال تعــاىل‪ :‬ﭽﮇ" ﮈ" ﮉ" ﮊ" ﮋ" ﮌ" ﭼ‬
‫واهلدى ه ــدى اهلل يه ــدي ب ــه َمن يش ــاء من عب ــاده‪ ،‬وال جيب أن يتّخ ــذ ماس ــينيون ذل ــك‬
‫حمالً لالحتفــال بــدعوى عــدم تــأثري غضــب أهــل الســنة على مريــدي ابن عــريب القــائلني‬

‫() ‪ -‬حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬لويس ماسينيون‪ ،‬ص (‪)35‬‬ ‫‪1‬‬

‫() – سورة النحل‪ :‬اآلية ( ‪.)٨٢‬‬ ‫‪2‬‬


‫بوحــدة الوجــود‪ ،‬مث إن اهّت امــه شــيخ اإلســالم حممــد بن عبــد الوهــاب رمحه اهلل يف قولــه‪:‬‬
‫(صاحب مذهب الوهابية!!)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فــإن هــذا جهـ ٌـل منــه عن حقيقــة شخصــية حممــد بن عبــد الوهــاب العقديــة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وحممـ ـ ــد بن عبـ ـ ــد الوهـ ـ ــاب مل يكن إال واحـ ـ ــداً ِمن جُم دِّدي ال ـ ـ ــدعوة إىل اهلل على منهج‬
‫السـ ــلف الصـ ــاحل يف القـ ــرن الـ ــذي عـ ــاش فيـ ــه‪ ،‬فقـ ــد أثّـ ــرت دعوتُـ ــه يف نفـ ــوس كثـ ــري من‬
‫وركز على تصــحيح العقائــد املنحرفــة الــيت كــانت تكــاد تصــل‬ ‫املســلمني حملي ـاً وعاملي ـاً‪َّ ،‬‬
‫باملسلمني يف ذلك الوقت إىل حـد تبلُّد اإلحســاس‪ ،‬أو إىل مرحلـة العــدوى العقديــة الـيت‬
‫مل ت ــرتك فُرجـ ـةً إال دخله ــا يف أوس ــاط املس ــلمني‪ ،‬مث إمنا يُ ــبنّي حقيق ــة جه ــل ماس ــينيونـ‬
‫إطالقــه كلمــة (مذهب الوهابية) على دعوتــه‪ ،‬فهــل كــان حملمــد بن عبــد الوهــاب رمحه‬
‫اهلل م ـ ــذهباً ُمس ـ ــتقالً ال ـ ــذي مل يكن مألوف ـ ـاً يف ال ـ ــدين أم العقي ـ ــدة ح ـ ــىت يُق ـ ــال م ـ ــذهب‬
‫خلق كثــري يف ّادعــائهم عن حممــد بن عبــد‬ ‫الوهابية‪،‬ـ ومراد قوله هذا معروف‪ ،‬فقد زعم ٌ‬
‫الش يخ محمد‬
‫الوهاب ما مل يصح عنه‪ ،‬يقول صاحب كتــاب‪" :‬دعايات ُم َكثَّفة ضد ّ‬
‫الس وداء هم‬ ‫بن عب د الوه اب"‪( :‬وأول من تولّ وا ك بر ه ذه ال ّدعايات ّ‬
‫المس تعمرون‪ ،‬وعلى رأس هم اإلنجل يز‪ ،‬وجعل وا الخراف يين في ك ل مك ان أبواق اً‬
‫لهم وطبوال‪ ،‬وقد اعتاد اإلنجليز أن يطلقوا على كل حركة إصالحية تسند إلى‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وتنبع من أصل التوحيد الخالص‪ ،‬كلمة " الوهابية " وأن يصفوا‬
‫القائمين عليها بالوهابيين‪ ،‬والمؤسف جداً أن الكلمة قد اكتنفتها بفعل الدعايات‬
‫س ة بفتح الالم مم ا جعل ه " س باباً " أو كلم ة‬ ‫َّ‬
‫الهائل ة أوض اع خاص ة ومف اهيم ُم َدل َ‬
‫عار يعير بها أولو العقيدة الصحيحة)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬واألسباب ال ّداعية إىل هذه االهّت امات مفادها اجلهل‪ ،‬ألهنم اهّت موه قبــل أن‬
‫ُ‬
‫يقـ ـ ــرأوا عنـ ـ ــه‪ ،‬وقـ ـ ــد تتـ ـ ــابع اآلخـ ـ ــرون بعض مؤلفاتـ ـ ــه رمحه اهلل فصـ ـ ــادفوا أهنا من أروع‬
‫املؤلفات اليت ال ميكن االستغناء عنها من بني مؤلفات املسلمني وخاصة يف هذا العصــر‬
‫الــذي يعيش فيــه املســلمون يف غُربــة من دينهم‪ ،‬فــأدرك كــل من اطّلــع على مؤلفاتــه أنــه‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬دعايات مكثفة ضد الشيخ حممد بن عبد الوهاب‪ ،‬حممد منظور النعماين‪)1/4( ،‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة الفرقان‪ ،‬الطبعة‪ :‬لكهنئو‪ -‬اهلند ‪1400 -‬هـ‪1980 -‬م‬
‫من الضروري إجياد تلك املؤلفاتـ يف مقدمة رفوف املكتباتـ اإلسالميةـ فاهتدوا وتابواـ‬
‫ومتردت طائف ــة أخ ــرى مل‬ ‫عن م ــا ك ــانوا في ــه من الض ــالل والني ــل من الش ــيخ رمحه اهلل‪ّ ،‬‬
‫هتت ـ ــد‪ ،‬وهم ِمن ص ـ ــنف املس ـ ــتكربين‪،‬ـ فك ـ ــانت تل ـ ــك الطائف ـ ــة يف ِع ـ ــداد اجلُ ّهـ ــال الـ ــذين‬
‫ينتقــدون قبــل التحقيــق ومن أمثــاهلم ماســينيونـ الــذي انتقــد حممــد بن عبــد الوهــاب دون‬
‫(‪) 1‬‬
‫للج ّهال‪ ،‬وقد نبّه صاحب كتــاب (دعايات مكثفة‪)..‬‬
‫احلاجة للقراءة عنه تقليداً منه ُ‬
‫إىل أن أول من ت ــوىّل ك ــرب التّحام ــل على حمم ــد بن عب ــد الوه ــاب هم املس ــتعمرون وق ــد‬
‫ذكرت يف سرية ماسينيون أنه كان خادماً أميناً للمستعمرين يف الصفحات‬ ‫ُ‬ ‫سبق يل أن‬
‫املاض ــية‪ ،‬فه ــذا يت ــبنّي يل أن ــه استنس ــخ فك ــرة التحام ــل على حمم ــد بن عب ــد الوه ــاب من‬
‫خالل إخوان ـ ــه املسـ ـ ــتعمرين فكـ ـ ــر ًة وعب ـ ــار ًة‪ ،‬وهي عبارتـ ـ ــه فيـ ـ ــه (‪..‬ص احب م ذهب‬
‫الوهابية‪ ،)2()..‬وهــذا جهـ ٌـل صــريحٌ‪ ،‬وأبــرز مسات اجلهلــة هــو التّقليــد‪ ،‬حــىت إن هــؤالء‬
‫اجلهلــة راحــوا يُقلّــدون البعض إىل أن مت ّس ـكوا ببعض اجّت اهــاهتم وأقــواهلم إىل حــد اعتبــار‬
‫هذه األقوال مبثابة نصوص غري قابلة للنقد والتعديل فضلّوا وأضلّوا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() املرج ــع الس ــابق‪ ،‬دعاي ــات مكثف ــة ض ــد الش ــيخ حمم ــد بن عب ــد الوه ــاب‪ ،‬حمم ــد منظ ــور‬
‫النعماين‪.)1/4( ،‬‬
‫() – حماضرات يف تاريخ االصطالحات الفلسفية العربية‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)35‬‬ ‫‪2‬‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"خ"ا"م"س"‪ ":‬ن"ق"د" و"ت"ف"ن"ي"د" آ"ر"ا"ء" م"ا"س"ي"ن"ي"و"ن" ف"ي" و"ص"ف"ه" أ"ه""ل" ا"ل"س""ن"ة"‬
‫ب"ا"ل"ع" ُد" ّو" ا"أل"و"ل" و"ا"ل" ّ"ر" د" ع"ل"ي"ه"ا"‬
‫أتوصل إىل معرفة شخصـية لـويس ماســينيونـ احلقيقيـةـ جتاه أهــل ال ّسـنة‪ ،‬ومن‬ ‫وهنا ّ‬
‫ـالرغم من إشــاراته الواضــحة يف النيــل من أهــل الســنة واجلماعــة يف آرائــه‬
‫املالحــظ أنــه بـ ّ‬
‫مت بنقــدها وتفنيــدها إال أن األظهــر واألوضــح من موقفــه الــذي حُي تِّم يل‬
‫الســابقة الــيت قُ ُ‬
‫ـدوا ل ــدوداً أله ــل الس ــنة واجلماع ــة ه ــو قول ــه‪....( :‬إن عقي دة أه ل‬
‫الق ــول بأن ــه ك ــان عُ ـ ًّ‬
‫دونا األول‪ ،‬وق د جعلن ا ه ذه العقي دة ض من العقائ د‬
‫الس نة والجماع ة هي ع ُّ‬
‫المنحرف ة‪ ،‬وق د قمن ا في الس نوات األخ يرة ب دفع بعض دارس ي الش ريعة‬
‫المتظ اهرين باإلس الم إلى مناقش ة دينهم وعقائ دهم وعب اداتهم ال تي مض ى عليه ا‬
‫أربعة عشر قرنا ودفعنا بها إلى هاوية سحيقة‪.)1()....‬‬
‫قلت‪ :‬هنــا يظهــر ماســينيون عداوتــه احلقيقيــة ومــا كــان يُبطنهــا من مكايــد جتاه‬
‫ُ‬
‫أهــل الســنة واجلماعــة بشــكل خــاص واألمــة اإلســالمية بشــكل عــام‪ ،‬وعلى العقالءـ من‬
‫أه ــل الب ــدع ال ــذين أظه ــر ماس ــينيونـ إعجاب ــه بعقي ــدهتم أن يعلم ــوا أن ــه ك ــان وراء ذل ــك‬
‫حماربـ ـاً لإلس ــالم من الـ ـ ّداخل‪ ،‬وليس القص ــد من ذل ــك أهنم على احلق‪ ،‬وه ــا ماس ــينيون‬
‫يظهر عداوتــه على عقيــدة أهـل السـنة مـع علمـه أهنا األفضـل عقيــدة وأنقاهـا‪ ،‬وإمنا كـان‬
‫القصــد من ذلــك تضــليل الــرأي العــام للحـ ّد من إكثــار ســواد أتباعهــا‪ ،‬وليس القصــد من‬
‫إظهـ ـ ــاره بيـ ـ ــان عـ ـ ــدم أصـ ـ ــالتها‪ ،‬ويكفي ملن مل ينتمي إىل هـ ـ ــذه العقيـ ـ ــدة الصـ ـ ــحيحة أن‬
‫عدوهُ من غريه‪.‬‬
‫يستيقظ من غفلته‪ ،‬وأن يعلم َّ‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬موقع ملتقى املفكرين والسياسيني العرب‪،‬ـ مقاالت منار يوسـف بعنــوان‪( :‬املستشـرق"‬
‫ماسينيون" احملب لإلسالم) تاريخ املقالة‪ /11:31 ,2012-09-15 /‬رابط التحميل‪/‬‬
‫‪ -http://www.almolltaqa.com/ib/archive/index.php/t‬تاريخ الزيارة‪:‬‬
‫‪8/9/1435‬ه‪ ،‬وانظر رابط‪/‬‬
‫‪Bibliographiehttp://jm.saliege.com/Massignonbio.htm‬‬
‫‪(http://jm.saliege.com/Massignonbio.htm‬‬
‫المبحث الس‪888‬ادس‪ :‬نق‪888‬د وتفني‪888‬د آراء المستش‪888‬رق الفرنس‪888‬ي ل‪888‬ويس‬
‫ماسينيون في كالمه عن ال ّروايات الحديثية‪ ،‬وال ّرد عليها‪،‬‬
‫وتحته خمسة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نقد وتفنيد آراء ماسينيون في مزاعمه أن مصدر التّ ص وف‬
‫يرج ع أص له إلى رواي ات األح اديث والنص وص القرآني ة ال واردة‬
‫بهذا الخصوص ‪".‬‬
‫الرواية عن دع اء الذي يُق ال عند‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نق د وتفنيد آراء ماس ينيون في ّ‬
‫زيارة قبر سلمان الفارسي رضي اهلل عنه والرد عليها‪.‬‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"ث "ا"ل"ث"‪ ":‬نق د وتفني د آراء ماس ينيون عن الرواي ات ال واردة في‬
‫مناقب وشمائل سلمان الفارسي رضي اهلل عنه ‪".‬‬
‫"ز رارة بن‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"ر"ا"ب""ع"‪ ":‬نق د وتفني د م زاعم ماس ينيون في رواي ات ُ‬
‫الش يباني‪.‬‬
‫أعين ّ‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"خ"ا"م"س"‪ ":‬نق د وتفني د آراء ماس ينيون في طعن ه في رواي ات أه ل‬
‫الس نة والجماع ة عن طري ق س لفهم الص الح رحمهم اهلل ‪ ،‬واعتب ار‬
‫رواياتهم متناقضة ‪".‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ن"ق"""د" و"ت"ف"ن"ي"""د" آ"ر"ا"ء" م"ا"س"""ي"ن"ي"و"ن" ف"ي" م"ز"ا"ع"م"""ه" أ"ن"‬
‫م"ص"د"ر" ا"ل"تّ" ص"و"ف" ي"ر"ج"ع" أ"ص "ل"ه" إ"ل"ى" ر"و"ا"ي "ا"ت" ا"أل"ح "ا"د"ي"ث" و"ا"ل"ن"ص "و"ص"‬
‫ا"ل"ق"ر"آ"ن"ي"ة" ا"ل"و"ا"ر"د"ة" ب"ه"ذ"ا" ا"ل"خ"ص"و"ص"‬
‫أمـ ــا قولـ ــه‪"( :‬أص ول التص وف"‪ :‬والتفاس ير الص وفية للق رآن واألح اديث‬
‫الص وفية عن حي اة محم د الباطن ة ال تي ال نعلم عنه ا إال القلي ل مت أخرة في ال زمن‬
‫بعض الشيء حتى ليشك فيها‪ ،‬على أن النزوع إلى التصوف‪ ،‬وما خال منه قطر‬
‫من األقط ار أو أم ة من األمم‪ ،‬لم يكن يع وز البالد العربي ة اإلس المية في الق رنين‬
‫األولين للهج رة‪ ،‬ف إذا اس تبعدنا األس اطير المت أخرة‪ ،‬فإن ا نج د الجاح ظ وابن‬
‫القصاص‪ ،‬قد حفظا لنا أسماء نيّف وأربعين زاهداً عاشوا حق اً‬
‫الجوزي‪ ،‬وهما من ّ‬
‫في ذلك العهد‪ ،‬وكان في إبطانهم العبادات دالئل بيّنة على حياة التصوف‪ ،‬على‬
‫داء من الجماع ة‬
‫أن ه لم يع د من الج ائز أن يق ال إن محم داً أخ رج المتص وفة ابت ً‬
‫اإلسالمية)(‪.)1‬‬
‫تعمـد عبــد الـرمحن بــدوي أحــد ُم َؤيِّ ِدي ماسـينيون يف آرائـه‬
‫الشديد فقد ّ‬
‫ولألسف ّ‬
‫وأفكــاره عنــدما قــال‪( :‬ف إن للمرح وم األس تاذ ماس ينيون الفض ل العظيم في تفس ير‬
‫ونم وه على األق ل في الق رون الثالث ة األولى تفس يراً‬
‫نش أة التص وف اإلس المي ّ‬
‫مستمداً من أصول إسالمية خالصة‪ ،‬ومن الكتاب والسنة على وجه التخصيص!!)‬
‫(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬وحمل ال ّش ـاهد يف أقــوال ماســينيون‪،‬ـ قولــه‪( :‬أص ول التص وف‪ :‬والتفاسير‬
‫ُ‬
‫الصوفية للقرآن واألحاديث الصوفية عن حياة محمد الباطنة التي ال نعلم عنها‬
‫إال القليل‪ ،)...‬وهنــا ميكن أن أطــرح بعض األســئلة ليتسـىّن يل توضــيح بعض الغمــوض‬
‫اخلاص جبهلهم!‪.‬‬
‫هل تفاسري الصوفيةـ للقرآن الكرمي خاصة وخمتلفة عن غريها من التفاسري؟‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬التصوف ملاسينيون‪ ،‬ص (‪.)29-28‬‬
‫() – موسـ ـ ـ ـ ــوعة املستشـ ـ ـ ـ ــرقني‪ ،‬د‪ .‬عبـ ـ ـ ـ ــد الـ ـ ـ ـ ــرمحن بـ ـ ـ ـ ــدوي‪ ،‬ص (‪ ،)533-532‬دار العلم‬ ‫‪2‬‬

‫للماليني‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪( ،‬ط‪.)3/1993‬‬


‫ص ـوفية عن النــيب ‪ ‬خاصــة هبم وخمتلفــة عن أحــاديث املســلمني‬ ‫هــل أحــاديث ال ّ‬
‫املشهورة الثابتةـ عن النيب ‪‬؟‬
‫هــل غــاب عن األمــة احملمديــة اإلســالميةـ شــيءٌ من حيــاة نــبيّهم حممـ ٍـد ‪ ،‬وهــل‬
‫كانت حياتُه ُمنقسمة إىل حياة ظاهرة الـيت َعلِمناهـا عنـه وإىل حيـاة باطنـة الــيت َج ِهلناهــا‬
‫أومَلْ (نعلم عنها إال القليل)؟ حسب قول ماسينيون‪.‬‬
‫أما اإلجابات فهي كالتالي‪:‬‬
‫ـادت عليه ــا األم ــة من س ــلفهم‬‫*أم ــا عن تفاس ــري الص ــوفية فهي خمتلف ــة عن م ــا اعت ـ ْ‬
‫الص ـ ـ ــاحل رمحهم اهلل‪ ،‬مِلَ ال وق ـ ـ ــد ب ـ ـ ــىن املتص ـ ـ ــوفة تفاس ـ ـ ــريهم على الت ـ ـ ــأويالت اجلاهلي ـ ــة‬
‫الصوفية‪ ،‬ومل يتبعواـ األدلة الصحيحة الواردة من مصادرها األصلية(‪.)1‬‬
‫ـرق كبـ ٍري إال يف بعض‬ ‫*وأمــا عن أحــاديث الصــوفيةـ فيمكن القــول بعــدم وجــود فـ ٍ‬
‫احلاالت االســتثنائية‪ ،‬واألحــاديث النبويــة هي نفس األحــاديث الــيت يســتدل هبا الصــوفيةـ‬
‫واملتص ــوفة يف الغ ــالب‪ ،‬إال أهنم جُي اوزون هبا إىل الغل ـ ّـو‪ ،‬وه ــذا ال ــذي أش ــار إلي ــه ص ــاحل‬
‫اهلامشي يف كتاب‪( :‬تخجيل من حرف التوراة واإلنجيل) حيث قال‪:‬‬
‫(حصل في موضوع األولياء التباس وخلط عظيم بين الناس‪ :‬فطائفة أنك روا‬
‫وقوعها ونفوها بالكلية وهم الجهمية والمعتزلة ومن تابعهم‪ ،‬وفي هذا إنكار لما‬
‫هو ثابت في القرآن والسنة‪ ،‬فخالفوا النصوص وكابروا الواقع‪ ،‬وطائفة غلت في‬
‫إثباتها وهم علماء الضالل ومشائخ الطرق الصوفية والمنحرفين‪ ،‬الذين اعتقدوا‬
‫أن السحر والشعوذة والدجل من الكرامات‪ ،‬واستغلوها وسيلة للشرك والتعلق‬
‫بأص حابها من األحي اء واألم وات ح تى نش أ عن ه الش رك األك بر بعب ادة القب ور‬
‫وتق ديس األش خاص‪ ،‬وطائف ة توس طوا في موض وع الكرام ات بين التفري ط‬
‫واإلفراط وهم أهل السنة والجماعة)(‪.)2‬‬

‫() – يقــول القشــريي يف لطــائف اإلشــارات‪ ،‬إن أبــرز التفاســري الصــوفية الــيت نعرفهــا كتابــان‬ ‫‪1‬‬

‫أوهلمــا (عـرائس البيــان ىف حقــائق القـرآن) ألىب حممــد روزهبان بن أىب النصـر البقلي الشـريازي‬
‫املتــوىف ســنة ‪606‬ه‪ ،‬وثانيهمــا‪( :‬التــأويالت النجميــة) لنجم الــدين دايــة املتــوىف ســنة ‪ 654‬هـ‬
‫وقــد مــات قبــل أن يكملــه فأكملــه عالء ال ّدولــة ال ّس ـمناين املتــوىف ‪ 736‬ه ــ‪ ،‬انظــر‪( :‬لطــائف‬
‫قلت‪ :‬لــرياجع القــارئ يف الكتــابني أيِّهمــا شــاء‪ ،‬فسيصــادف‬‫اإلشــارات للقشــريي ‪،)6-1/5‬ـ ُ‬
‫الصوفية املختلفة املنكرة‪.‬‬
‫التأويالت الباطنية ّ‬
‫قلت‪ :‬وحمل الشــاهد‪ :‬قولــه (‪...‬وطائف ة غلت في إثباته ا وهم علم اء الض الل‬
‫ُ‬
‫ومش ائخ الط رق الص وفية والمنح رفين‪ ،)...‬ألهنم أثبتــواـ موضــوع األوليــاء وأفرطــوا‬
‫فيــه إىل حــد اخلروج بــه عن مقاصــده‪ ،‬ومُي كنــين وضــع قاعــدة لتوضــيح الصــورة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫(أن إثب ات النّص وص الش رعية يتوقّ ف في ُح دود م ا ُّش رع له ا‪ ،‬وإنكاره ا ٌ‬
‫نفي‬
‫نفي‪ ،‬والعلّ ة الجامعة‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫لثُبُوتها‪ ،‬وإ ْثبَاتها مع مجاوزة الح ّد لحدودها الشرعية أيض اً ٌ‬
‫الن ْفَي ْين َن ْه ُي تَ ْح ِريم لِ ُو ُرود نصوص الوعيد في ذلك)‪ ،‬وأهل الوســط‬
‫َن كِاَل َّ‬
‫بينهما أ َّ‬
‫يف إثبات النصوصـ هم أهل السنة واجلماعة من غري إفراط وال تفريط‪.‬‬
‫ولكن ُمـرادي أهّن م‬
‫صـوفية ّ‬‫ـت أقصــد نفي الوضـع ال ُكلي يف األحـاديث عنـد ال ّ‬ ‫ولسـ ُ‬
‫أقل وضعاً لألحاديث ُمقارنة بالشيعة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وأمـ ـ ـ ـ ــا قصـ ـ ـ ـ ــدي من اسـ ـ ـ ـ ــتثناءـ بعض احلاالت هي جهلهم بعلـ ـ ـ ـ ــوم احلديث الـ ـ ـ ــيت‬
‫تُسـ ـ ــاعدهم على فهم نصـ ـ ــوص احلديث على وجههـ ـ ــا الصـ ـ ــحيح‪ ،‬باإلضـ ـ ــافة إىل ع ـ ــدم‬
‫مب ــاالهتم جبانب املقاص ــد الش ــرعية‪ ،‬ومن املعل ــوم أن أه ــل الب ــدع هم أق ــل الن ــاس إملامـ ـاً‬
‫ـول دون‬ ‫بعل ــوم احلديث‪ ،‬مث إ ّن تأوي ــل النص ــوص احلديثي ــة ه ــو العام ــل امل ِ‬
‫ضـ ـّر ال ــذي حَيُ ـ ُ‬
‫وضــعهم األحــاديث النبويــة يف مــيزان مقاصــدها‪ ،‬والصــوفية من الفــرق األقــل اهتمامـاً يف‬
‫لكن تــأويلهم للنصــوص حبيث تكــونـ صــاحلة لنظــريتهم الصــوفيةـ هــو‬ ‫وضــع األحــاديث ّ‬
‫مستُهم البــارزة‪ ،‬خبالف الشــيعة فــإهنم مجعــوا بني االهتمــام بوضــع األحــاديث وتأويلهــا‪،‬‬
‫الفـرق‬ ‫ورمبا هــو الســبب الـذي أوالهم السـلف الصــاحل رمحهم اهلل بـالقول بـأهنم أكــذب ِ‬
‫على اإلطالق‪،‬ـ ومنهم شــيخ اإلســالمـ ابن تيمية رمحه اهلل وهــذا مشــهور عنــه يف مؤلَّفاتــه‬
‫القيّمة‪.‬‬
‫قديما وحديثًا‪ :‬أنهم يستحلون الكذب على‬
‫شيعة ً‬
‫يقول األلباين رمحه اهلل‪( :‬ال ّ‬
‫أه ل الس نة‪ ،‬عمالً في كتبهم وخطبهم‪ ،‬بع د أن ص ّرحوا باس تحاللهم للتقي ة‪ ،‬كم ا‬
‫ص رح ب ذلك الخمي ني في كتاب ه " كش ف األس رار " (ص ‪ )148- 147‬وليس‬
‫يخفى على أح د أن التقي ة أخت الك ذب‪ ،‬ول ذلك ق ال أَ ْع َر ُ‬
‫ف الن اس بهم‪ ،‬ش يخ‬

‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬ختجيل من حرف التوراة واإلجنيل‪ ،‬صاحل بن احلسـني اجلعفــري أبـو البقـاء اهلامشي (ت‪:‬ـ‬
‫‪668‬ه ـ ــ)‪ ،)2/866( ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬حممـ ــود عب ـ ــد ال ـ ــرمحن قـ ــدح‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬مكتبـ ــة العبيكـ ــان‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1419 /1‬هـ‪1998/‬م‪.‬‬
‫ذب ُه ْم‬
‫ت َك َ‬
‫اإلس الم ابن تيمية‪ ":‬الش يعة أك ذب الطوائ ف"‪ ،‬وأن ا شخص يًا قد لَ َم ْس ُ‬
‫لمس اليد في بعض ُم َؤلِِّفيهم)(‪.)1‬‬
‫*وأمــا ّادعــاء ماســينيون بــأن حيــاة النــيب ‪ ‬الباطنــة قــد غــابت عنـاّ بعض الشــيء‬
‫فإنــه ّادعــاء بغــري علم‪ ،‬فهــل يُعقــل أن النــيب ‪ ‬أخفى شــيئاً من حياتــه القوليــة والفعليــة‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫ألمته‪ ،‬والـيت قـال اهلل تعـاىل فيها ﭽ" ﯯ ﯰ‬
‫اليت كانت قدوة حسنة ّ‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ" ﯽ" ﯾ ﯿ ﭼ (‪ ،)2‬وقد ُسئلت‬ ‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫عائشة رضي اهلل عنها عن ُخلق النيب ‪ ‬فأجابت بأَ ْن كان ُخلقه القرآن‪.‬‬
‫واحلديث يف ذلك‪( :‬عن سعد بن هشام بن عامر‪ ،‬قال‪ :‬أتيت عائشة‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫يا أم المؤمنين‪ ،‬أخبريني بخلق رسول اهلل ‪ ،‬قالت‪ " :‬كان خلقه القرآن‪ ،‬أما‬
‫ﮝ" ﮞﭼ سورة القلم‪ :‬اآلية"‪)...."٤‬‬ ‫تقرأ القرآن‪ ،‬قول اهلل عز وجل‪ :‬ﭽ" ﮛ" ﮜ"‬
‫(‪) 3‬‬

‫وهل نزل قوله تعاىل ﭽ ﭻ" ﭼ" ﭽ" ﭾ" ﭿ" ﮀ" ﮁ" ﮂ" ﮃ" ﮄ" ﮅﮆ" ﭼ (‪ ،)4‬إال بعد‬
‫ـوحينْي ‪ ،‬الكتــاب‬
‫مــا أكمــل اهلل دينــه بواســطة نبيّــه وأقــام احلُ ّجــة على عبــاده بنصــوص الـ َ‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬سلســلة األحــاديث الصــحيحة وشــيء من فقههــا وفوائــدها‪ ،‬أبــو عبــد الــرمحن حممــد ناصــر‬
‫ال ــدين‪ ،‬بن احلاج ن ــوح بن جنايت بن آدم‪ ،‬األش ــقودري األلب ــاين (ت‪1420 :‬ه ــ)‪،)5/646 ( ،‬‬
‫الناشــر‪ :‬مكتبــة املعــارف للنشــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ط‪ /1‬ملكتبــة املعــارف‪ ،‬عــدد األجــزاء‪/6‬عــام‬
‫النشر‪ :‬جـ ‪1415 :4 - 1‬هـ ‪1995 -‬م‪ ،‬جـ ‪1416 :6‬هـ ‪1996 -‬م‪ ،‬جـ ‪ 1422 :7‬هـ‬
‫‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬سورة األحزاب‪ :‬اآلية (‪.)٢١‬‬
‫‪3‬‬
‫() – أخرجه اإلمام أمحد يف مسنده‪ ،)41/149/24602( ،‬باب‪ :‬مسند الصــديقة عائشــة‬
‫بنت الصديقة رضي اهلل عنها‪ ،‬حكم احلديث‪ :‬شعيب األرنــؤوط‪ -‬حـديث صـحيح‪( ،‬هــامش‬
‫خمتصرا ومطـوالً أبـو عبيـد يف "فضـائل القـرآن" ص‪ ،52‬وأبـو يعلى (‬
‫ً‬ ‫نفس املرجع)‪ ،‬وأخرجه‬
‫‪ ، )4862‬والط ــربي يف "تفس ــريه" ‪ / 29‬ـ ‪ ،219‬والطح ــاوي يف "ش ــرح مش ــكل اآلث ــار" (‬
‫‪ ، )4435‬وال ــبيهقي يف "الش ــعب" (‪ )1426‬واملزي يف "هتذيب الكم ــال" (ترمجة س ــعد بن‬
‫هشام) من طرق عن املبارك‪ ،‬هبذا اإلسناد‪ ،‬انظر‪( :‬هامش نفس املرجع)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫()‪ -‬سورة املائدة‪ :‬اآلية (‪.)٣‬‬
‫والسنة‪ ،‬ويف صحيح مسلم‪( ،‬عن سلمان‪ ،‬قال‪ :‬قيل له‪ :‬قد علَّ َمكم نَبِيُّكم ‪َّ ‬‬
‫كل‬ ‫ّ‬
‫اء َة قال‪ :‬فقال‪ :‬أجل "لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط‪ ،‬أو بول‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫شيء َحتَّى الْخ َر َ‬
‫أو أن نس تنجي ب اليمين‪ ،‬أو أن نس تنجي بأق ل من ثالث ة أحج ار‪ ،‬أو أن نس تنجي‬
‫برجيع أو بعظم)(‪.)1‬‬
‫اءة‪ :‬اسم هليئة احلدث وأما نفس احلدث فبحذف التــاء وباملد مــع فتح اخلاء‬ ‫ِ‬
‫الخ َر َ‬
‫وكسرها "أجل" معناهـاـ نعم "(لغائط) أصـل الغائـط املطمئن من األرض مث صـار عبـارة‬
‫عن اخلارج املعروف من ُدبر اآلدمي(‪.)2‬‬
‫قلت فه ــل يُعق ــل ن ــزول ق ــول اهلل تع ــاىل بأن ــه أكم ــل ه ــذا ال ـ ّدين وم ــا يس ــتلزم من ــه‬
‫ُ‬
‫ومن قال بذلك يَ ْك ُفر جلحده صريح اآلية‪.‬‬ ‫خبالف الواقع‪َ ،‬‬
‫وأما عن احلديث يف صحيح مسلم‪ ،‬فهذا يُبنّي لنا أن النـيب ‪ ‬مل يـرتك أل ُّمتـه مـا‬
‫يسعدهم يف دينهم ودنياهم إال وبيّنه هلم حىت اخلَِراءَة وطريقة أدائها فإنـه ‪ ‬مل يبخـل‬
‫أن يُبيّننــا ذلــك‪ ،‬فهــذا أبلــغ دليــل على كمــال ال ـ ّدين‪ ،‬أال تــرى إعالن شــهادته ‪ ‬أمــام‬
‫وأدى األمانة الــيت كــانت عليــه ونصــح‬ ‫حجة الوداع أنه بلّغ الرسالة ّ‬ ‫ربّه بشهود ّأمته يف ّ‬
‫ب ُمَبلّ غ أوعى من‬ ‫الش اهد الغ ائب‪َ ،‬ف ُر َّ‬ ‫األمـ ـ ــة‪ ،‬فق ـ ــال‪..( :‬اللهم اش هد‪ ،‬فليُبلِّغ ّ‬
‫سامع‪.)3()...‬‬
‫قلت‪ :‬إذاً ّ‬
‫فاالدعاء بأن حياتــه ‪ ‬كــانت منهــا مــا هي باطنــة الــيت مل نعلم عنهــا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ـرض عن تلــك النصــوص فإنــه ال ميكن‬ ‫ومن أعـ َ‬‫فهي إعــراض عن النصــوصـ الصــحيحة‪َ ،‬‬
‫أن يعــرف شــيئاً عنــه ‪ ،‬واإلعــراض عن النصــوصـ يُعـ ّد ُخطــوة أوىل لضــالل العبــد عن‬
‫سبيل ربه‪ ،‬أال ترى ما ذهب إليه ماسينيونـ واملتصوفة‪ ،‬فلو كانوا على علم باألدلة اليت‬
‫ُسـقتُها إلبطــال نظريــة تقســيم حيــاة النــيب ‪ ‬إىل قســمني الظــاهرة والباطنـةـ ملا ذهبــوا إىل‬
‫هذا التقسيم الباطل‪ ،‬فنسأل اهلل اهلداية واإلستمساكـ بالعروة الوثقى‪،‬ـ الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وأم ــا ق ــول ماس ــينيون‪:‬ـ (‪...‬ومن هن ا لم يج د الص وفية ب ّداً من الرج وع إلى‬
‫األلف اظ ال تي اس تعملها الفقه اء لعه دهم‪ ،‬فاس تعاروا منه ا في ش تى الم واطن‬
‫‪1‬‬
‫()‪ -‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،)1/223/262( ،‬باب‪ :‬االستطابة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()‪ -‬انظر هامش نفس املرجع‪( ،‬صحيح مسلم ‪ ،)1/223/262‬باب‪ :‬االستطابة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،)2/176/1741( ،‬باب اخلطبة أيام مىن‪.‬‬
‫حوروها بعض الشيء دون أن يحددوا لها معنى‪ ،‬ومن قبيل ذلك أن‬
‫مصطلحات ّ‬
‫ش قيقاً اس تعمل لف ظ "التوك ل" والمص ري وابن َك ّرام لف ظ "المعرف ة" والمص ري‬
‫والبس طامي لف ظ "الفن اء" وه و ض د "البق اء" انظ ر س ورة ال رحمن‪ ،‬اآلي تين ‪-26‬‬
‫‪ ،27‬والخ ّراز لف ظ "عين الجم ع" والترم ذي لف ظ "الوالي ة" الخ‪ ،‬وق د انتهج‬
‫التصوف اإلسالمي في عهده األول هذا السبيل‪.)1()..‬‬
‫مث يُضيف الدكتور عبد احلليم تعليقاً وتأكيداً لتلــك املزاعم قــائالً‪...( :‬ونستطيع‬
‫نحن أن نض يف إلى ع رض ماس ينيون ه ذا م ا يلي‪ ،‬ت دليالً على أن الص وفية‬
‫المسلمين قد استمدوا المعاني الرئيسية من تأمل اآليات القرآنية‪:‬‬
‫فنالح ظ أوالً أن رجالً كالقش يري حينم ا يش رح مقام ات الص وفية‪ ،‬يب دأ‬
‫الص وفي‪ ،‬وإن‬
‫شرحه لكل مقام ببيان اآليات القرآنية التي يستند إليها هذا المقام ّ‬
‫لم يجد آية صريحة ذكر أحاديث!‪ ،‬فذكر آيات قرآنية لألبواب التالية‪ :‬التوبة‪-‬‬
‫المجاهدة‪ -‬التقوى‪ -‬الخوف‪ -‬الرجاء‪.)2().....‬‬
‫قلت‪ :‬أما قــول ماســينيونـ (‪...‬ومن هنا لم يجد الصوفية ب ّداً من الرجوع إلى‬
‫ُ‬
‫األلف اظ ال تي اس تعملها الفقه اء لعه دهم فاس تعاروا منه ا في ش تى الم واطن‬
‫حوروه ا بعض الشيء‪ )...‬فهــذا هــو منشــأ ال ّ‬
‫ض ـالل حيث تركــوا ســبيل‬ ‫مص طلحات ّ‬
‫العلماء وراحوا يبحثون عن التأويلـ الباطين للروايــات احلديثيــة واآليــات القرآنيــة‪ ،‬وهــذا‬
‫الذي أدى هبم إىل معاتبة السلف الصاحل للغزايل عندما قالوا عنه‪( :‬فلما عمل اإلحي اء‬
‫الص وفية‪ ،‬وك ان غ ير أنيس به ا وال خب ير‬
‫عم د يتكلم في عل وم األح وال ومرام ز ّ‬
‫بمعرفتها فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات)(‪.)3‬‬
‫وأم ـ ــا ق ـ ــول ال ـ ــدكتور عب ـ ــد احلليم‪...( :‬أن الص وفية المس لمين ق د اس تمدوا‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬التصوف‪ ،‬ماسينيون‪ ،‬ص (‪.)37-36‬‬
‫‪ -)( 2‬من موقع‪( :‬الصويف) وهو أحد أهم املواقع الصوفية لنشر الفكر الصويف إلكرتونياً‪،‬‬
‫الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪ w ww.alsufi.net/page/details/id/162 :‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ الزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‪:‬‬
‫‪20/6/1435‬ه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()‪ -‬غاية األماين يف الرد على النبهاين‪ ،‬لأللوسي‪.)2/446( ،‬‬
‫المعاني الرئيسية من تأمل اآليات القرآنية‪:‬‬
‫فنالح ظ أوالً أن رجالً كالقش يري حينم ا يش رح مقام ات الص وفية‪ ،‬يب دأ‬
‫الص وفي‪ ،‬وإن‬
‫شرحه لكل مقام ببيان اآليات القرآنية التي يستند إليها هذا المقام ّ‬
‫لم يجد آية صريحة ذكر أحاديث‪ )..‬فهي أقوال ال تستند إىل أي سند من الروايات‬
‫الصــحيحة عن الســلف الصــاحل إال إىل هــؤالء املتص ــوفة القــدماء الــذين عــاتبهم الســلف‬
‫الصحيح‪.‬‬‫وعابوهم يف تلك التأويالت الباطنيةـ اليت خترج النصوصـ عن مرادها ّ‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"ث"ا"ن"ي"‪ ":‬ن"ق "د" و"ت"ف"ن"ي "د" آ"ر"ا"ء" م"ا"س "ي"ن"ي"و"ن" ف"ي" ا"ل" ّر" و"ا"ي "ة" ع"ن" د"ع "ا"ء"‬
‫ا"ل"ذ"ي" يُ"ق"ا"ل" ع"ن"د" ز"ي"ا"ر"ة" ق"ب"ر" س"ل"م"ا"ن" ا"ل"ف"ا"ر"س"ي" ر"ض"ي" هللا" ع"ن"ه" و"ا"ل"ر"د" ع"ل"ي"ه"ا"‬
‫أمــا قــول ماســينيون‪:‬ـ (وسلمان الذي كان أول فارسي اعتنق اإلسالم‪ ،‬يُروى‬
‫الزوار الشيعة‬
‫عنه أنه عاد إلى المدائن ليموت فيها‪ ،‬حيث قبره المتواضع يذكر ّ‬
‫ص حبة الرسول قد‬
‫والتبرك بمصيره ‪ ......‬حتى إن إخالصه في ُ‬
‫القادمين للدعاء ُّ‬
‫جعل ه خليق اً في اإلس الم الناش ئ ب أن ينادي ه زائ ر ق بره ق ائالً‪" :‬اس أل اهلل ال ذي‬
‫ث عهداً)‬
‫خصك بصدق الدين‪...‬أن يُحييني حياتك ويُميتني مماتك إنك لم َت ْن َك ْ‬
‫ّ‬
‫(‪) 1‬‬

‫قلت إن هذه الرواية مردودة وباطلة لعدة أسباب‪:‬‬


‫ُ‬
‫والتبرك بمصيره‪ ،)..‬فهذا ٌ‬
‫شرك بإمجاع السلف الصــاحل على‬ ‫* قوله (‪..‬للدعاء ُّ‬
‫عدم جواز التّربُّك بالقبور‪.‬‬
‫رد شــيخ اإلســالم ابن تيمية رمحه اهلل تعــاىل على القبــوريني من ال ّشـيعة‬
‫وعلى هذا ّ‬
‫والصوفية فقال‪( :‬بناء المساجد على القبور‪ ،‬والطّواف بها‪ ،‬ودعاء أهلها من دون‬
‫ّ‬
‫َّمس ح والتََّب ُّرك بها‪ ،‬ونحو ذلك من البدع ِّ‬
‫والش ركيات‪ ،‬التي وقع فيها‬ ‫اهلل‪ ،‬والت ُّ‬
‫كث ير من الجه ال والمبت دعين‪ ،‬وأص حاب الط رق الص وفية‪ِّ ،‬‬
‫والش يعة‪ ،‬وغ يرهم‪،‬‬
‫والسماع‪ ،‬والطَّرب والرقص‪ ،‬والصور الجميلة بما يسمونه‬‫وكالتَّعبُّد باألصوات ّ‬
‫بإصالح األحوال‪ ،‬كما تفعل الطرق الصوفية التي ابتلي المسلمون بها)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() – شخصـ ــيات قلقـ ــة يف اإلسـ ــالم‪ ،‬عبـ ــد الـ ــرمحن بـ ــدوي‪ ،‬ص (‪ ،)4‬ويقـ ــول ماسـ ــينيون يف‬
‫ه ــامش الص ــفحة املذكورة عن ــد توثيق ــه الرواي ــة املذكورة يف أعلى املنت (دع ــوة ال ــزوار كم ــا‬
‫يرويها اجمللسي يف حبار األنوار‪ ،21/299( :‬س‪ ،36‬س‪.)37‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد‬
‫احلليم بن عبـ ـ ـ ــد السـ ـ ـ ــالم بن عبـ ـ ـ ــد اهلل بن أيب القاسـ ـ ـ ــم بن حممـ ـ ـ ــد ابن تيميـ ـ ـ ــة احلراين احلنبلي‬
‫الدمشــقي (ت‪728 :‬ه ــ)‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬ناصــر عبــد الكــرمي العقــل‪ ،)1/41( ،‬الناشــر‪ :‬دار عــامل‬
‫الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪7/1419‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫* أم ــا قول ــه عن ال ــدعاء ال ــذي يُق ــرأ عن ــد زي ــارة ق ــرب س ــلمان الفارس ــي يف قول ــه‪:‬‬
‫خص ك بصدق ال ّدين‪ ،)..‬فإنــه ال أصــل لــه من الصــحة وروايــة‬
‫(‪"...‬اسأل اهلل الذي ّ‬
‫ذلك الدعاء من مرويات اجمللسي يف كتابه حبار األنوار(‪.)1‬‬

‫() ‪ -‬نقــل ماســينيون تلــك الروايــة من حبار األنــوار للمجلسي‪ ،‬بــاب‪ :‬دعــوة الــزوار‪،21/299( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫س‪ ،36‬س‪ ،)37‬وانظر‪ :‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)4‬‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"ث"ا"ل"ث"‪ ":‬ن"ق"د" و"ت"ف"ن"ي "د" آ"ر"ا"ء" م"ا"س "ي"ن"ي"و"ن" ع"ن" ا"ل"ر"و"ا"ي "ا"ت" ا"ل "و"ا"ر"د"ة"‬
‫ف"ي" م"ن"ا"ق"ب" و"ش"م"ا"ئ"ل" س"ل"م"ا"ن" ا"ل"ف"ا"ر"س"ي" ر"ض"ي" هللا" ع"ن"ه"‬
‫أـم ـاـ قـوـل ـهـ‪:‬ـ (ـ‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬ـتُل ّخص شمائل سلمان في أربعة فروع‪ ،‬وهي عبارة ال يمكن‬
‫أن تكون قد قيلت إال بعد موت سلمان‪ ،‬ووضعت على لسان أحد األئمة"علي"‬
‫أو "باقر"‪ ،‬وها هي ذي‪)...:‬ـ مث ذـكـرـ تـفـاـصـيـلـ اـألحـاـدـيـثـ اـألرـبـعـةـ اـلـتـاـلـيـةـ‪:‬ـ‬
‫* سلمان (امرؤ منا وإلينا أهل البيت)‪.‬‬
‫* ومن لكم بمثل لقمان الحكيم‪ ،‬وفي رواية نادرة يستبدل بها‪ :‬وكان بحراً‬
‫ال ينزف وال يدرك ما عنده)‪.‬‬
‫ات‪ :‬أدرك علم‬ ‫علم العلم األول والعلم اآلخر‪ ،‬في بعض الرواي‬ ‫*‬
‫األولين واآلخرين‪ ،‬ويوجد بدال منها أحياناً‪ ،‬أدرك علم األول وعلم اآلخر‪-‬‬
‫أو وقرأ الكتاب األول والكتاب اآلخر)ـ‪.‬ـ‬
‫* و(الجنة تشتاق إليه كل يوم خمس مرات)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬إمنا جيعـ ــل تل ـ ــك الروايـ ــات غـ ــري صـ ــاحلة لألخ ـ ــذ هبا‪ ،‬إمنا وردت يف كتب‬
‫ُ‬
‫الشــيعة بكثــري من اإلضــافات الكاذبــة‪ ،‬وبعض الغالة منهم يزعمــون أنــه حــديث نبــوي‪،‬‬
‫والبعض اآلخــر نســبوه إىل علي بن أيب طــالب رضــي اهلل عنــه إال أهنم أضــافوا فيــه كثــرياً‬
‫مما ال أصل له فيه‪ ،‬أما عن جانب مصادر الشيعة فإن تلــك الروايــة من مرويــات الشــيعةـ‬
‫عن علي تــارةً وعن بــاقر تــارةً أخــرى‪ ،‬كمــا وافقهم ماســينيون على ذلــك‪ ،‬والشــاهد يف‬
‫ذلــك يقــول ماســينيون‪:‬ـ (‪..‬ووضعت على لسان أحد األئمة"علي" أو "باقر")‪ ،‬ومن‬
‫املعلــوم أن علي ـاًّ بعيــد كـ ّـل البعــد عن مــا يفرتيــه الشــيعة يف ح ّقــه‪ ،‬إذاً فكيــف يصــح هــذا‬
‫اإلســناد إليــه‪ ،‬مث إن البــاقر أيضـاً ال يصــح إســناد شــيء إليــه ألن هــذه الروايــات كلهــا من‬
‫مرويات صاحب كتــاب (نفس الرحمن في فضائل سلمان)(‪ )2‬وهــذا الكتــاب حيتــوي‬
‫على جمموعة من الروايات املوضوعةـ فال يصح شيءٌ منها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() – شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬ص (‪.)17‬‬
‫() – انظـر املصـدر السـابق‪ ،‬حيث نقـل ماسـينيون بعض تلـك الروايـات املذكورة أعالهـا من‬ ‫‪2‬‬

‫كت ــاب (نفس ال ــرمحن يف فض ــائل س ــلمان)‪ ،‬ملريزا حس ــني الن ــوري الطربسي الش ــيعي‪ ،‬انظ ــر‪:‬‬
‫ص) ‪.)36‬‬
‫وإليك تخريج الحديث في كتب السنة الصحيحة وبيان أوجه الح ّق فيه‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إن احلديث املذكور ليس ح ـ ــديثاً نبويـ ـ ـاًّ ال ـ ــذي قال ـ ــه الن ـ ــيب ‪ ‬يف سـ ــلمان‬
‫ـروي عن علي بن‬ ‫الفارسي رضي اهلل عنه كما زعم بعض غالة الشيعة‪ ،‬وإمنا هــو أثـٌـر مـ ٌ‬
‫أيب ط ــالب رض ــي اهلل عن ــه يف إح ــدى جلس ــاته م ــع بعض الص ــحابة رض ــوان اهلل عليهم‪،‬‬
‫وإليك اخلرب كامالً‪:‬‬
‫ام أَبُ و عب د اهلل ُم َح َّمد بن‬ ‫يق ــول أب ــو عب ــد اهلل املقدس ــي رمحه اهلل‪( :‬أَ ْخَب َرنَ ا ا ِإل َم ُ‬
‫َحمد بن عبد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معمر بن عبد ال َْواح د بن الفاخر الْقرش ي َوأَبُو عبد اهلل َم ْح ُم ود بن أ ْ‬
‫َن َس ِعي َد بْ َن أَبِي‬ ‫ان بِأ ْ‬
‫َص َب َها َن أ َّ‬ ‫َح َم َد بْ ِن َح ِام ٍد َّ‬
‫الث َق ِفيَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ْح َمن َوأَبُو ال َْم ْج د َزاه ُر بْ ُن أ ْ‬ ‫َّ‬
‫َح َم َد بْ ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرج ِاء َّ ِ‬
‫َح َم َد عب د ال َْواح د بْ ُن أ ْ‬ ‫اء ًة َعلَْي ه أَنَ ا أَبُ و أ ْ‬
‫الص ْي َرف َّي أَ ْخَب َر ُه ْم ق َر َ‬ ‫َّ َ‬
‫وب‬‫وب بْ ِن إِ ْس َحا َق أَنا َج دِّي أَبُو َي ْع ُق َ‬ ‫َحمد عبيد اهلل بْ ُن َي ْع ُق َ‬ ‫ال أَنا أَبُو أ ْ‬ ‫ُم َح َّم ٍد الَْب َّق ُ‬
‫َح َم ُد بْ ُن َمنِي ِع بن عب د‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم بْ ِن ُم َح َّمد بْ ِن َج ِمي ٍل أَن ا أَبُ و َج ْع َف ٍر أ ْ‬ ‫إ ْس َحا ُق بْ ُن إ ْب َراه َ‬
‫ِ‬
‫َس َو ِد‬ ‫ب بْ ُن أَبِي األ ْ‬ ‫ْحجاج بن ُم َح َّمد َثنَ ا ابْن ج رجي َثنَ ا أَبُ و َح ْر ِ‬ ‫ال َّر ْح َمن َثنَ ا ال َّ‬
‫ال دِّيلِ ُّي َعن أَبِي األ ِ‬
‫َس َود َو َع ِن ابْ ِن ُج َريْ ٍج َو َر ُج ٍل َع ْن َزاذَا َن َك َذا قَ اال َب ْينَ ا الن ُ‬
‫َّاس‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ك يَا أ َِم َير‬ ‫َص َحابِ َ‬ ‫س ا طَيِّبَ ةً َف َق الُوا َح ِّد ْثنَا َع ْن أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ذَ َ ٍ ِ ِ ِ‬
‫ات َي ْوم ع ْن َد َعل ٍّي إ ْذ َوا َف ُق وا م ْن هُ َن ْف ً‬
‫اب النَّبِ ِّي‬
‫َص َح ِ‬ ‫ال ُك ُّل أ ْ‬ ‫اب النَّبِ ِّي ‪ ‬قَ َ‬ ‫َص َحابِي قَ الُوا أ ْ‬ ‫ِِ‬
‫َص َح ُ‬ ‫َي أ ْ‬ ‫ال َع ْن أ ِّ‬ ‫ين قَ َ‬ ‫ال ُْم ْؤمن َ‬
‫الص ِ‬
‫الة‬ ‫اك ُتلَطُِّف ُه ْم بِ ِذ ْك ِر َك َو َّ‬ ‫ين َرأ َْينَ َ‬ ‫‪ ‬أَص حابِي فَ أَيهم تُ ِري ُدو َن قَ الُوا َّ َّ ِ‬
‫الن َف ُر الذ َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫السنَّةَ َو َق َرأَ الْ ُق ْرآ َن‬‫ال َعلِ َم ُّ‬ ‫ود قَ َ‬ ‫ال أ َُّيهم قَالُوا عبد اهلل بن مسع ٍ‬
‫ُْ َ ُْ‬ ‫َعلَْي ِه ْم ُدو َن الْ َق ْوم قَ َ ُ ْ‬
‫َو َك َفى بِ ِه ِعل ًْما ثُ َّم َختَ َم بِ ِه ِع ْن َدهُ َفلَ ْم يَ ْد ُروا َعلَى َم ا يُ ِري ُد بَِق ْولِ ِه َك َفى بِ ِه علما كفى‬
‫آن قَ الُوا فَح َذي َف ةُ قَ َ ِ‬ ‫ود أ َْم َك َفى بِ الْ ُقر ِ‬ ‫بِعب د اهلل ب ِن مس ع ٍ‬
‫َس َماءُ‬ ‫ال َعل َم أ َْو ُعلِّ َم أ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ين غُِف َل َع ْن َه ا فَ ِإ ْن تَ ْس أَلُوهُ َع ْن َه ا تَ ِج ُدوهُ بِ َه ا‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َو َس أ ََل َع ِن ال ُْم ْعض الت ح َ‬ ‫ال ُْمنَ افق َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعالِ ًم ا قَ الُوا فَ أَبُو ذَ ٍّر قَ َ‬
‫يص ا‬‫يحا َعلَى دين ه َح ِر ً‬ ‫يص ا َش ح ً‬ ‫يحا َح ِر ً‬ ‫ال َو َعى عل ًْم ا َش ح ً‬
‫ال َفُي ْعطَى َويُ ْمنَ ُع أ ََم ا أَ ْن قَ ْد ُملِ َئ لَ هُ فِي ِو َعائِ ِه َحتَّى‬ ‫َعلَى ال ِْعل ِْم َو َك ا َن يُ ْكثِ ُر ُّ‬
‫الس َؤ َ‬
‫ت َم ْن لَ ُك ْم بِ ِمثْ ِل لُْق َم ا َن‬ ‫اك ْام ِر ٌؤ ِمنَّا وإِلَْينَ ا أ َْه ل الْب ْي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ذَ َ‬ ‫س ل َْما ُن قَ َ‬ ‫ْامتَألَ قَ الُوا فَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ ِ ِ‬
‫اآلخ َر‬
‫اب َ‬ ‫اب األ ََّو َل َوالْكتَ َ‬ ‫اآلخ َر َو َق َرأَ الْكتَ َ‬ ‫ْم َ‬ ‫ْم األ ََّو َل َوأَ ْد َر َك الْعل َ‬ ‫ْحك ِيم َعل َم الْعل َ‬ ‫َ‬
‫ف قَ الُوا َفع َّمار بن ي ِ‬
‫يم ا َن‬ ‫ط اللَّهُ ا ِإل َ‬ ‫اك ْام ِر ٌؤ َخلَ َ‬ ‫ال ذَ َ‬ ‫اس ٍر قَ َ‬ ‫َ ُ ُْ َ‬ ‫َو َك ا َن بَ ْح ًرا اَل ُي ْن َز ُ‬
‫بِلَح ِم ِه و َد ِم ِه و َعظ ِْم ِه و َش ع ِر ِه وب َ ِ‬
‫ال َم َع هُ اَل‬
‫ال َز َ‬
‫ث َز َ‬ ‫ْح َّق َس َ‬
‫اعةً َح ْي ُ‬ ‫ش ِره اَل ُي َف ا ِر ُق ال َ‬‫َ ْ ََ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ال َم ْهال َن َهى‬ ‫ين قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ي ْنب ِغي لِلنَّا ِر أَ ْن تَأْ ُكل ِم ْنه َش يئًا قَ الُوا فَح ِّد ْثنا ع ْن َ ِ‬
‫ك يَا أَم َير ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ََ‬
‫اللَّهُ َع ِن الت َّْزكِيَ ِة!‪. )....‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫قلت‪ :‬فبهـ ــذه األدلـ ــة تثبتـ عـ ــدم صـ ــحة مـ ــا ذهب إليـ ــه الشـ ــيعة ومـ ــا وافقهم في ــه‬ ‫ُ‬
‫روجو عقيدهتم كماسينيونـ لتسويق هذه االفرتاءاتـ‬ ‫وم ّ‬ ‫ماسينيون‪،‬ـ حيث حاول الشيعة ُ‬
‫من أجــل إجياد كــذب بني الصــحابة‪ ،‬ومن املالحــظ صــحة مــا أوردتُــه من قصــة صــادقة‬
‫تُثبت عدالـ ـ ــة الصـ ـ ــحابة ونفيهم الغلـ ـ ــو بكـ ـ ــل أشـ ـ ــكاله‪ ،‬أال تـ ـ ــرى عنـ ـ ــدما قيـ ـ ــل لعلي‪:‬‬
‫ال َم ْهال َن َهى اللَّهُ َع ِن الت َّْزكِيَ ِة‪ ،)...‬وهـ ــذا‬
‫ين قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫(‪..‬فَح ِّد ْثنا ع ْن َ ِ‬
‫ك يَ ا أَم َير ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫َ َ َ‬
‫احلجة ويُفنِّد دعاوى الشيعة وماسينيون وباهلل التوفيق‪.‬‬ ‫املقطع حبد ذاته يقيم ّ‬
‫وأما دعاواهم يف سلمان الفارسيـ ِم ْن أن النــيب ‪ ‬قــال فيــه (الجنة تشتاق إليه‬
‫كل يوم خمس مرات)‪.‬‬
‫فق ــد أخرجــه الرتم ــذي‪ ،‬وفي ــه‪( :‬ح دثنا س فيان بن وكي ع ق ال‪ :‬ح دثنا أبي‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن صالح‪ ،‬عن أبي ربيعة اإليادي‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول اهلل ‪ " :‬إن الجنة تشتاق إلى ثالثة‪ :‬علي‪ ،‬وعمار‪ ،‬وسلمان)‬
‫مث يق ـ ــول الرتم ـ ــذي رمحه اهلل‪( :‬ه ذا ح ديث حس ن غ ريب ال نعرف ه إال من‬
‫حديث الحسن بن صالح)‪ ،‬ويقول األلباين رمحه اهلل‪ :‬إنه (ضعيف)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬األحاديث املختارة أو املستخرج من األحاديث املختارة مما مل خيرجه البخاري ومسلم‬
‫يف صــحيحيهما‪ ،‬ضــياء الــدين أبــو عبــد اهلل حممــد بن عبــد الواحــد املقدســي (ت‪643 :‬ه ــ)‪( ،‬‬
‫‪ ،)2/123‬دراسـ ــة وحتقيـ ــق‪ :‬معـ ــايل األسـ ــتاذ الـ ــدكتور عبـ ــد امللـ ــك بن عبـ ــد اهلل بن دهيش‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار خضــر للطباعـة والنشـر والتوزيــع‪ ،‬بـريوت – لبنـان‪ ،‬ط‪/3‬ـ ‪ 1420‬ه ـ ‪2000 -‬‬
‫م‪ ،‬وأخرج ـ ــه أب ـ ــو نعيم األص ـ ــبهاين حنوه يف حلي ـ ــة األولي ـ ــاء وطبق ـ ــات األص ـ ــفياء‪)1/187 ( ،‬‬
‫خمتصراً‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() – أخرج ــه الرتم ــذي يف س ــننه‪ )5/667/3797( ،‬م ــع اهلامش‪ ،‬ب ــاب‪ :‬من ــاقب س ــلمان‬
‫الفارس ــي رض ــي اهلل عن ــه‪ ،‬وانظ ــر‪ :‬ج ــامع املس ــانيد والس ــنن البن كث ــري‪،)3/495/4316 ،‬‬
‫بــاب‪ :‬ســلمان الفارســي رضــي اهلل عنــه ومل خيرجــه‪ ،‬وقــال ناصــر الــدين األلبــاين رمحه اهلل عن‬
‫هــذ احلديث بأنــه (ضــعيف) انظــر‪ :‬ضــعيف ســنن الرتمــذي‪ ،‬حملمــد ناصــر الــدين األلبــاين‪ ،‬ص (‬
‫‪.)510‬‬
‫وهــذا دليــل ثــابت َيـ ُـر ّد على الشــيعة فيمــا ّادعــوه ونســبوهـ إىل النــيب ‪ ‬أو نســبوه‬
‫إىل الباقر كما زعم ذلك ماسينيون‪،‬ـ وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"ر"ا"ب"ع"‪ ":‬ن"ق"د" و"ت"ف"ن"ي"د" م"ز"ا"ع"م" م"ا"س"ي"ن"ي"و"ن" ف"ي" ر"و"ا"ي"ا"ت" ُز" ر"ا"ر"ة" ب"ن"‬
‫أ"ع"ي"ن" ا"ل" ّش" ي"ب"ا"ن"ي"‪".‬‬
‫أوردت جمموع ــة آراء ماس ــينيون ال ــيت اعتم ــد فيه ــا على رواي ــات زرارة بن أعني‪،‬‬‫ُ‬
‫وســأكتفيـ بــإيراد روايــة واحــدة فقــط والــرد عليهــا جتنُّبًــا للتكــرار‪ ،‬يقــول ماســينيونـ عن‬
‫المحتجين‪....‬الذين دفنوا مع علي‬
‫المخلصين ُ‬
‫منقبــة ســلمان الفارســي‪( :‬كان أحد ُ‬
‫فاطمة ليالً‪ ،‬رواه زرارة المتوفي سنة ‪148‬ه)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬أمــا روايــات الــيت يوردهــا ماســينيون من كتب الشــيعة من روايــات زرارة بن‬
‫ُ‬
‫أعني‪ ،‬ولكي نعرف عدم صحة روايـات زرارة‪ ،‬فقـد قيـل لسـفيان بن عيينـة‪( :‬روى ُزرارة‬
‫ابن أعين عن أبي جعفر كتابً ا‪ ،‬فقال ُس فيان ما رأى هو أبا جعفر ولكنه كان يتتبع‬
‫حديث ه‪ ،‬ثم ق ال س فيان‪ :‬ك انوا ثالث ة إخ وة عب د المل ك ابن أعين وحم ران بن أعين‬
‫وزرارة بن أعين وكانوا شيعة)(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫ـحة روايـ ــات زرارة بن أعني الشـ ــيباين الـ ــذي تتبّـ ــع‬
‫احلج ــة يتـ ــبنّي عـ ــدم صـ ـ ّ‬
‫فبهـ ــذه ّـ‬
‫ماسينيونـ رواياته واستدل هبا يف مسائل خمتلفة وقد سبق من ذكر تواتر الكذب فيهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ‪ -‬شخصيات قلقة يف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬الباب‪ :‬سلمان الفارسي البواكري الروحية‬
‫لإلسالم يف إيران‪ ،‬حبث لـويس ماسـينيون‪ ،‬قـام برتمجتـه الـدكتور عبـد الـرمحن بـدوي‪ ،‬ص ( ‪،)36‬‬
‫ط‪1964 :2‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ‪ -‬اجلرح والتعـ ــديل‪ ،‬أبـ ــو حممـ ــد عبـ ــد الـ ــرمحن بن حممـ ــد بن إدريس بن املنـ ــذر التميمي‪،‬‬
‫احلنظلي‪ ،‬الرازي ابن أيب حامت (ت‪327 :‬هـ)‪ ،)1/37( ،‬الناشر‪ :‬طبعة جملس دائرة املعارف‬
‫العثمانيـ ـ ـ ــة ‪ -‬حبيـ ـ ـ ــدر آبـ ـ ـ ــاد الـ ـ ـ ــدكن – اهلنـ ـ ـ ــد‪ ،‬دار إحيـ ـ ـ ــاء الـ ـ ـ ــرتاث العـ ـ ـ ــريب – بـ ـ ـ ــريوت‪ ،‬ط‬
‫‪1/1271‬ه‪1952-‬م‪.‬‬
‫ا"ل"م"ط"ل"ب" ا"ل"خ"ا"م"س"‪ ":‬ن"ق"د" و"ت"ف"ن"ي"د" آ"ر"ا"ء" م"ا"س"ي"ن"ي"و"ن" ف"ي" ط"ع"ن "ه" ف"ي" ر"و"ا"ي "ا"ت"‬
‫أ"ه"ل" ا"ل"س "ن"ة" و"ا"ل"ج"م"ا"ع "ة" ع"ن" ط"ر"ي "ق" س "ل"ف"ه"م" ا"ل"ص "ا"ل"ح" ر"ح"م"ه"م" هللا"‪ "،‬و"ا"ع"ت"ب "ا"ر"‬
‫ر"و"ا"ي"ا"ت"ه"م" م"ت"ن"ا"ق"ض"ة"‬
‫أمــا قولــه‪( :‬لقد بدأ التأويل عند الشيعة وعلم التفسير إنما ُولد في العراق‬
‫والكوف ة خاص ة‪ ،‬فبع د التفس ير المنس وب إلى ابن عبّ اس وال ذي لم يب ق لن ا من ه‬
‫شيء موثوق بصحته‪...‬‬
‫الس نِّية متناقضة) لقـ ــد أشـ ـ ُ‬
‫والرواي ات ُّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ـرت إىل مـ ــدى تقبُّل ماسـ ــينيون نظري ــة‬
‫تقييمـ ــه للكوفـ ــة باعتبارهـ ــا حمل فخـ ــر للشـ ــيعة بـ ــدعوى بيت خالفـ ــة علي‪ ،‬وهـ ــذا م ــا ال‬
‫ض ـل الكوفــة عليــه‪ ،‬وهــذا يظهــر يف قولــه‪( :‬لقد‬
‫يقارهنا ماســينيونـ بشــيء كالبصــرة إال ف ّ‬
‫بدأ التأويل عند الشيعة وعلم التفسير إنما ُولد في العراق والكوف ة خاصة‪ )...‬إىل‬
‫قول ــه‪...( :‬فبع د التفس ير المنس وب إلى ابن عبّ اس وال ذي لم يب ق لن ا من ه ش يء‬
‫ط من كــل مــا ال صــلة لــه بالشــيعة إىل حـ ّد‬ ‫موثوق بصحته‪ّ )...‬ـ‬
‫ويتعمـد ماســينيون للحـ ّ‬
‫‪...‬الرواي ات‬
‫تش ــكيكهـ بالتفس ــري املنس ــوب البن عبّ ــاس‪ ،‬ويف النهايـ ـةـ إىل الق ــول ب ــأن ( ّ‬
‫السنِّية متناقضة)‪ ،‬ومــا هــو حمل التنــاقضـ املزعــوم‪ ،‬وقــد أحســن شــيخ اإلســالم ابن تيمية‬
‫ُّ‬
‫الرد على مــزاعم فكــرة تعــارض النقــل بالعقــل يف كتابــه‪( :‬درء تعارض‬
‫رمحه اهلل تعاىل يف ّ‬
‫العق ل والنقل) عن ــدما زعم أه ــل الب ــدع واأله ــواء وج ــود نص ــوصـ تتع ــارض م ــع العق ــل‪،‬‬
‫فنسأل اهلل تعاىل أن يهدينا إىل صراطه املستقيمـ إنه مسيع الدعاء‪.‬‬

‫() – شخص ــيات قلق ــة يف اإلس ــالم‪ ،‬عب ــد ال ــرمحن ب ــدوي‪ ،‬انظ ــر‪ :‬املنت واهلامش ص (‪،)32‬‬ ‫‪1‬‬

‫وينق ــل ماس ــينيون أيضـ ـاً ه ــذه األفك ــار املعادي ــة لرواي ــات الس ــنة الص ــحيحة الثابت ــة من أس ــتاذه‬
‫املستشــرق اليهــودي املشــهور‪ Gold ziher( :‬يف كتابــه‪ :‬اجتاهــات تفســري القــرآن‪ ،‬ص (‬
‫‪ )…Richtungen der Islam ،)78‬انظر نفس املرجع‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫احلم ــد هلل محداً كث ــرياً والص ــالة والس ــالم على النّ ــيب األمني س ــيدنا وق ــدوتنا حمم ــد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثرياً‪.‬‬
‫أهنيت وهلل احلمــد هــذا البحث املتواضــع‪ ،‬وأســأل اهلل تعــاىل أن يتقبّــل‬ ‫وبعــد‪ :‬فقــد ُ‬
‫ـاولت فيـه مـوارد املستشـرق الفرنسـي لـويس‬ ‫مين هـذا العمـل إنـه مسيع الـدعاء‪ ،‬والـذي تن ُـ‬
‫ماسـ ــينيون من كتب الشـ ــيعة باإلضـ ــافة إىل بعض مـ ــوارده من كتب املتصـ ـ ّـوفةـ بعنـ ــوان‪:‬‬
‫(موارد آراء المستشرق لويس ماسينيون من كتب الشيعة وتفنيدها)‪ ،‬وسأختصــر‬
‫هذه اخلامتة على النحو التايل‪:‬‬
‫لخص البحث‪:‬‬ ‫أوالً‪ُ :‬م ّ‬
‫كون من تمهيد وأربعة فصول وخاتمة‪:‬‬ ‫وملخَّص البحث ُم َّ‬ ‫ُ‬
‫* في التمهي د‪ :‬ع ـ ّـر ُ‬
‫فت في ــه عن ــوانـ الرس ــالة‪ ،‬واالستش ــراق عام ــة واالستش ــراق‬
‫الفرنسي خاصة باإلضافة إىل التعريف باملستشــرق الفرنســي لــويس ماســينيونـ ومكانتــه‬
‫يف االستشراقـ الفرنسي‪.‬‬
‫* الفصل األول‪ّ :‬‬
‫خصصـته لالستشـراق الفرنسـي وأهم خصائصـه ومساته وتـأثّرهـ‬
‫بالتّشيّع‪.‬‬
‫* الفص ل الث اني‪ّ :‬‬
‫خصص ــته ألهم م ــوارد ل ــويس ماس ــينيون الش ــيعيةـ ال ــيت اعتم ــد‬
‫عليهــا عنــد حديثــه عن بعض جــوانب العقيــدة اإلســالمية‪ ،‬باإلضــافة إىل مناذج من آرائــه‬
‫الواردة يف كتب الشيعة اليت تثبت تشيّعه أو تأييدهـ للتّشيّع‪.‬‬
‫* الفص ل الث الث‪ّ :‬‬
‫خصصـ ــته يف ذكـ ــر أهم آراء لـ ــويس ماسـ ــينيونـ يف مسـ ــائل‬
‫الصحابة رضــي اهلل عنهم‪ ،‬والواليــة واإلمامــة‪ ،‬ومسـائل أهـل الــبيت‪ ،‬باإلضــافة إىل آرائـه‬
‫يف التصوف‪ ،‬وموقفه العِدائيـ ألهل السنة واجلماعـة‪ ،‬مث أخـرياً منهجـه يف الروايـات الـيت‬
‫اعتمد عليها يف االستدالل‪.‬‬
‫* الفصل الرابع‪ :‬فكــان نقــداً وتفنيــداً آلرائــه الــيت ُسـقتُها يف الفصــل الثــالث لبيــان‬
‫بطالهنا وعدم أصالتها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهم نتائج البحث‬
‫‪َ -1‬تَبنَّي َ يل من خالل هــذه الدراســة عــدم صــحة املزاعم الــيت مت تروجيهــا باعتبــار‬
‫أن لويس ماسينيون أحد املستشرقني الفرنسـيني املنصـفني يف حبوثـه وآرائـه وأفكــاره عن‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫ت خطــأ من زعم أن لــويس ماســينيونـ كــان يُعـ ّد أحــد البــاحثني املســلمني‬ ‫‪ -2‬أَْثبَ ّ‬
‫أو أن ــه ك ــان أح ــد املستش ــرقني املنص ــفني إىل ج ــانب األم ــة اإلس ــالميةـ يف حبوث ــه وآرائ ــه‬
‫وأفكاره‪.‬‬
‫ت يف ه ــذا البحث م ــدى خط ــورة أفك ــار ماس ــينيون حيث ك ــان يتظ ــاهر‬ ‫‪ -3‬ثَبَ َ‬
‫أحيانًا باإلسالم‪ ،‬مث يبدأ يف التشويه والتحريف والنقد لإلسـالم وذلـك ل ُقدرتــه اخلِداعيـةـ‬
‫يف متثيل كل طائفة من طوائف الـيت تنتمي إىل اإلسـالم عنـدما يكـونـ بينهم‪ ،‬وهـذا عني‬
‫النِّفاق وخطره قال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ سورة البقرة‪:‬‬ ‫ﭽ" ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ" ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫اآلية (‪(.١٤‬‬
‫‪ -4‬ارتباط ــه بأه ــداف اس ــتعمارية معادي ــة لإلس ــالم واملس ــلمني وعالقت ــه املباش ــرة‬
‫بكـ ـ ـ ٍـل من النصـ ـ ــرانيةـ الربوتسـ ـ ــتانتية‪ ،‬والتّصـ ـ ـ ّـوف‪،‬ـ والتّشـ ـ ــيّع‪ ،‬باإلضـ ـ ــافة إىل املاسـ ـ ــونية‬
‫والتنصري‪.‬ـ‬
‫‪ -5‬أَظْ َهَر البحث مدى حقد ماسينيون وعداوته الشديدة ألهـل الســنة واجلماعـة‬
‫ضه هلم‪ ،‬ومدى خطورة أهدافه ال ّدفينة يف مواجهة اإلسالمـ وأهله‪.‬‬ ‫وبُ ْغ ُ‬
‫‪ -6‬أَظْهــر البحث العالقــة الوثيقــة بني أهــل األهــواءـ والبــدع وبني أعــداء اإلســالمـ‬
‫من املستشــرقني‪ ،‬حيث كــانت آراء أهــل األهــواءـ والبــدع هي األســاس الــيت انطلــق منهــا‬
‫املستشرقون للنيل من اإلسالم وحماولة تشويهه‪.‬‬
‫هنج هنج ــه كث ــريٌ من‬‫‪ّ -7‬ادع ــاء ال ــدخول يف اإلس ــالم ليس ــهل الني ــل من ــه‪ ،‬وه ــذا ٌ‬
‫املستشــرقني مثــل‪ :‬املستشــرق (ماسينيون) واملستشــرق (وس نوك) واملستشــرق (ه نري‬
‫كوربان) وغريهم من املستشرقني‪.‬‬
‫‪ -8‬أَظْ َهـ ــر البحث م ـ ــدى ت ـ ـ ُّ‬
‫ـورط ماس ـ ــينيونـ يف ت ـ ــرويج فك ـ ــرة وح ـ ــدة الوجـ ــود‪،‬‬
‫ووحـدة األديـان باإلضـافة إىل ابتكـارـ فكـرة حـوار األديـان الـيت هتدف إىل خلـط العقائـد‬
‫تورطه يف ترويج التّشيّع والتّصـ ّـوفـ‬ ‫الصحيحة‪ ،‬باإلضافة إىل ّ‬ ‫الباطلة بالعقيدة اإلسالميةـ ّ‬
‫يف العامل اإلسالمي وحماولة تلميع صورهتما‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التّوصيات‪.‬‬
‫‪ -1‬االهتم ـ ــام بنق ـ ــد كتب املستش ـ ــرقني وآرائهم ح ـ ــول اإلس ـ ــالمـ ملا فيه ـ ــا ال ـ ـ ّدس‬
‫والشبهات على اإلسالم واملسلمني‪ ،‬باإلضافة إىل ترمجة كتب املستشرقني والــرد عليهــا‬ ‫ّ‬
‫روجوا هلا يف كتبهم‪.‬‬ ‫لبيان خطورة اآلراء واألحكام اليت ّ‬
‫‪ -2‬إجــراءُ مزيـ ٍـد من الدراســات حــول العالقــة بني املستشــرقني والفــرق املنحرفــة‬
‫عن منهج اإلسالمـ وتعاليمه‪.‬‬
‫ـوخي احلذر‬ ‫‪ -3‬إن الدراسات العلمية اليت أجريتهــا فهي النمــاذج التنبيهيـةـ على تـ ّ‬
‫من كتابات املستشرقني الذين ظهروا يف الساحات العلمية اإلسالميةـ وبــأقالم بــدعاوى‬
‫ص ـبغة العلمانيــة والتنصــريية مــع حرصــهم الشــديد على احلفــاظ مبا كــان‬ ‫إســالميةـ ذات ال ّ‬
‫اهلدف من ضــلوعهم بــالبحوث املخلتفــة الــيت ق ـ ّدموها ألبنــاء املســلمني بغالف إســالميـ‬
‫لضمان حفظ املكايد اليت كانت من وراء تلك البحوث واملؤلّفات‪ ،‬فــإن خــريات تلــك‬
‫البح ــوث أق ــل بكث ــري من ش ــرورها‪ ،‬والش ــاهد ألمثاهلا (بح وث ومؤلف ات) املستش ــرق‬
‫الفرنس ــي ل ــويس ماس ــينيون ال ــذي ذهب ليبحث عن اإلس ــالم من خالل مص ــادر أه ــل‬
‫شرعي يف كل زمان ومكان‪.‬ـ‬ ‫ٌ‬ ‫واجب‬
‫ٌ‬ ‫والصد عن آراء وأهواء هؤالء‬‫البدع واألهواء‪ّ ،‬‬
‫‪ -4‬إنشــاء الكراسـيـ العلميــة يف اجلامعــات الغربيــة الــيت هتتم بتعليم أبنــاء اجلاليــات‬
‫اإلسـ ــالميةـ وتثقيفهم بالثقافـ ــة اإلسـ ــالمية‪ ،‬باإلضـ ــافة إىل تثقفيهمـ مبدى خطـ ــورة أفكـ ــار‬
‫املستشرقني عن اإلسالم‪ ،‬ليكونـ ذلك ردعاً وثغــراً للحيلولــة دون انتــاج املزيــد من أبنــاء‬
‫الغرب للعمل يف اجملال االستشراقيـ املعادي لألمة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -5‬إنشاء املراكـز العلميـة اإلسـالميةـ يف أحناء العـامل اإلسـالمي ِمن أجـل التواصـل‬
‫فيم ــا بينه ــا‪ ،‬ملراقب ــة أعم ــال ه ــؤالء املستش ــرقني عن كثب‪ ،‬وإص ــدار االش ــعار الف ــوري‬
‫إلبالغ املراكــز األخــرى عن أي عمــل جديــد يصــدر ملعــاداة األمــة ليتس ـىّن الـ ّـرد وتفنيــد‬
‫تلك املعاداة قبل شيوعها‪.‬‬
‫هذا وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫الفهارس العامة‬
‫فهرس اآليات‪.‬‬
‫فهرس األحاديث‪.‬‬
‫فهرس اآلثار‪.‬‬
‫فهرس أعالم‪.‬‬
‫المصادر والمراجع‪.‬‬
‫المصادر والمراجع االلكترونية واألجنبية‪.‬‬
‫فهرس الموضوعات‪.‬‬
‫فهرس اآليات‬
‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪74‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الفاتحة‬ ‫ﭽﭯﭰ ﭼ‬

‫‪74‬‬ ‫‪٩٠ - ٨٩‬‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖﭼ‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ‬

‫‪74‬‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫ﭽ ﯙ ﯚ ﯛﭼ‬

‫‪254‬‬ ‫‪260‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭼ‬


‫البقرة‬
‫‪255‬‬ ‫‪264‬‬ ‫ﭽﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ‬

‫‪256‬‬ ‫‪265‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ‬

‫‪256‬‬ ‫‪271‬‬ ‫ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭼ‬

‫‪194‬‬ ‫‪261‬‬ ‫ﭽﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ‬

‫‪333‬‬ ‫‪231‬‬ ‫ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭼ‬

‫‪414‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ‬

‫‪336‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ‬

‫‪159‬‬ ‫‪237‬‬ ‫ﭽﯺ ﯻ ﯼ ﯽﭼﯾ‬


‫‪165‬‬ ‫‪118‬‬ ‫ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼﯵ‬
‫‪343‬‬ ‫‪165‬‬ ‫ﭽﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ‬

‫‪3‬‬ ‫‪120‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭼ‬

‫‪276‬‬ ‫‪251‬‬ ‫ﭽﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ‬

‫‪3‬‬ ‫‪217‬‬ ‫ﭽ ﮎ ﮏ ﮐﭼ‬

‫‪254‬‬ ‫‪49‬‬ ‫ﭽﮄ ﮅ ﮆ ﭼ‬

‫‪219‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﭼ‬

‫‪216‬‬ ‫‪61‬‬ ‫آل عمران‬ ‫ﭽﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﭼ‬

‫‪240‬‬ ‫‪110‬‬ ‫ﭽﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ‬

‫‪367‬‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫ﭵ ﭶ ﭼ‬ ‫ﭽﭳ ﭴ‬

‫‪219‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﰎﭼ‬


‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪347‬‬ ‫‪89‬‬ ‫النساء‬ ‫ﮄ ﮅﭼ‬ ‫ﮃ‬ ‫ﮁ ﮂ‬ ‫ﭽﭿ ﮀ‬

‫‪354‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ‬

‫‪74‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﭼ‬

‫ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭼ‬
‫‪74‬‬

‫المائدة‬

‫‪123‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ﭽﮅ ﮆ ﮇ ﭼ‬

‫‪293‬‬ ‫‪92‬‬ ‫ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭼ‬

‫‪323‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ‬

‫‪382‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ‬

‫‪333‬‬ ‫‪153‬‬ ‫ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ‬

‫‪343‬‬ ‫‪100‬‬ ‫ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﭼ‬

‫‪355‬‬ ‫‪82‬‬ ‫األنعام‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭼ‬

‫‪241‬‬ ‫‪112‬‬ ‫ﭶ ﭷﭸ ﭼ‬ ‫ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬


‫‪17‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ﭽﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ‬

‫‪343‬‬ ‫‪-190‬‬ ‫األعراف‬ ‫ﭽﮑ ﮒ ﮓﭼ‬

‫‪191‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ﭽﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ‬

‫‪310‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ‬


‫األنفال‬
‫‪213‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﭽﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ‬

‫‪17‬‬ ‫‪105‬‬ ‫ﭽﯠ ﯡ ﯢ ﭼ‬


‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪255‬‬ ‫‪109‬‬ ‫التوبة‬ ‫ﭽﮇ ﮈ ﮉﭼ‬

‫‪255‬‬ ‫‪24‬‬ ‫يونس‬ ‫ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ‬

‫‪333‬‬ ‫‪53‬‬ ‫يوسف‬ ‫ﭽ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭼ‬

‫‪343‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الرعد‬ ‫ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﭼ‬

‫‪343‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﭼ‬ ‫ﭽﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬

‫‪254‬‬ ‫‪24‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯸ ﭼ‬ ‫ﭽﯲ ﯳ ﯴ‬

‫‪181‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الحجر‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝﭼ‬ ‫ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬


‫‪189‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الواقعة‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭼ‬

‫‪257‬‬ ‫‪٧٦ – ٧٥‬‬ ‫النحل‬ ‫ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ‬

‫‪256‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الكهف‬ ‫ﭽﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﭼ‬

‫‪256‬‬ ‫‪38 -32‬‬ ‫ﭽ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ‬

‫‪307‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طه‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭼ‬

‫‪26‬‬ ‫‪١٠٧‬‬ ‫األنبياء‬ ‫ﮓ ﮔﭼ‬ ‫ﭽﮐ ﮑ ﮒ‬

‫‪244‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحج‬ ‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ‬ ‫ﭽﰃ ﰄ‬

‫‪323‬‬ ‫‪11 -1‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ‬

‫‪354‬‬ ‫‪53‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﭼ‬

‫‪253‬‬ ‫‪35‬‬ ‫النور‬ ‫ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﭼ‬

‫‪336‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النمل‬ ‫ﭽ ﭯ ﭰ ﭱﭼ‬

‫‪241‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭼ‬
‫‪254‬‬ ‫‪30 -29‬‬ ‫القصص‬ ‫ﭴ ﭼ‬ ‫ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪319‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ﭽﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﯨﯩ ﭼ‬
‫العنكبوت‬

‫‪252‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األحزا‬ ‫ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﭼ‬

‫‪328‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ب‬ ‫ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝﭼ‬

‫‪382‬‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ‬ ‫ﭽﯯ ﯰ‬

‫‪21‬‬
‫‪313‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ﮍ ﮎ ﭼ‬ ‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬ ‫ﭽﮇ‬

‫‪318‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭼ‬
‫‪257‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ‬

‫‪241‬‬ ‫‪14‬‬ ‫سبأ‬ ‫ﭽﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ‬

‫‪255‬‬ ‫‪27‬‬ ‫فاطر‬ ‫ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ‬

‫‪257‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ﭽ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭼ‬

‫‪257‬‬ ‫‪58‬‬ ‫يس‬ ‫ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ‬

‫‪254‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ﯔﭼ‬ ‫ﯓ‬ ‫ﭽﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬

‫‪102‬‬ ‫الصافات‬ ‫ﭽ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﭼ ﰎ‬
‫‪367‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الزمر‬ ‫ﭽﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼ‬

‫‪253‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فصلت‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮﭼ‬ ‫ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬

‫‪224‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الشورى‬ ‫ﭽﮞ ﮟ ﮠ ﭼ‬

‫‪333‬‬ ‫‪8 -6‬‬ ‫الجاثية‬ ‫ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ‬

‫‪335‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األحقاف‬ ‫ﭽﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ‬

‫‪293‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ‬
‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬
‫محمد‬
‫‪256‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الفتح‬ ‫ﭼ‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫‪254‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ق‬ ‫ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﭼ‬

‫‪255‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ‬

‫‪174‬‬ ‫‪58‬‬ ‫الذاريات‬ ‫ﭼ‬ ‫ﭽﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬


‫‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫النجم‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆﭼ‬ ‫ﭽﮂ ﮃ‬

‫‪254‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ﭽﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ‬

‫الواقعة‬
‫‪254‬‬ ‫‪26 -25‬‬ ‫ﭼﭼ‬ ‫ﭽﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬

‫‪346‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الحديد‬ ‫ﭽﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ‬

‫‪243‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الحاقة‬ ‫ﭽ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﭼ‬

‫‪209‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﭽﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ‬


‫‪212‬‬ ‫‪1-2‬‬ ‫المعارج‬ ‫ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ‬
‫‪241‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الجن‬ ‫ﮎ ﮏ‬ ‫ﮌ ﮍ‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﭽﮇ ﮈ‬
‫ﭼ‬
‫‪254‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﭼ‬

‫‪257‬‬ ‫‪6-11‬‬ ‫الضحى‬ ‫ﭼ‬ ‫ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬


‫فهرس الحديث‬
‫الصفحة‬ ‫األحاديث‬
‫‪329‬‬ ‫أرضعيه تحرمي عليه‬
‫‪220 ,219‬‬ ‫إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط‬
‫‪298‬‬ ‫إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة‬
‫‪215‬‬ ‫شهد‬‫إن في الفردوس لَ َع ْي ًنا أحلى من ال ّ‬
‫‪361‬‬ ‫تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم‬
‫‪154‬‬ ‫ستكون فتن‪ ،‬القاعد فيها خير من القائم‬
‫‪283 ,279‬‬ ‫السالم على همدان السالم‬
‫‪219‬‬ ‫سلسل يمنح الحكمة ويؤتي البرهان‬
‫‪382‬‬ ‫لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط‬
‫‪383‬‬ ‫شاهد الغائب‬‫اللهم اشهد‪ ،‬فليُبلِّغ ال ّ‬
‫‪317 ,315‬‬ ‫اللهم هؤالء أهل بيتي‬
‫‪278‬‬ ‫مر أصحاب خالد‪ ،‬من شاء منهم‬
‫‪309‬‬ ‫مروا أبا بكر يصلي بالناس‬
‫‪329‬‬ ‫من ادّعى إلى غير أبيه‬
‫‪212‬‬ ‫المهدي مني‪ ،‬أجلى الجبهة‪ ،‬أقنى األنف‬
‫‪317‬‬ ‫هؤالء أهل بيتي‬
‫فهرس اآلثار واألقوال‬
‫الصفحة‬ ‫األثر والقول‬
‫‪271‬‬ ‫أدرك علم األولين واآلخرين‬
‫‪327‬‬ ‫ارقبوا محمداً صلى هللا عليه وسلم في أهل بيته‬
‫‪387 ,271‬‬ ‫امرؤ منا وإلينا أهل البيت‬
‫‪307‬‬ ‫أهل العلم يكتبون مالهم وما عليهم‬
‫‪326‬‬ ‫بأبي‪ ،‬شبيه بالنبي ال شبيه بعلي‬
‫‪271‬‬ ‫الجنة تشتاق إليه كل يوم خمس مرات‬
‫‪212‬‬ ‫ب هَّللا ِ َوه َُو َواقِ ٌع‬ ‫اك س َُؤا ُل ْال ُك َّف ِ‬
‫ار َعنْ َع َذا ِ‬ ‫َذ َ‬
‫‪232 ,168‬‬ ‫سلمان منا أهل البيت‬
‫‪381‬‬ ‫وحديثا أنهم يستحلون الكذب على أهل السنة‬ ‫ً‬ ‫ال ّشيعة قديمًا‬
‫‪387 ,271‬‬ ‫علم العلم األول والعلم اآلخر‬
‫‪139 ,132‬‬ ‫كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى هللا عليه وآله إال ثالثة‬
‫‪334‬‬ ‫الكذب من الرافضة على هؤالء يتجاوزون به الحد‬
‫‪216‬‬ ‫اإلسْ الم‬ ‫الكوفة قبة ِ‬
‫‪,341‬‬ ‫‪,336‬‬ ‫ما أ ُش ِّب ُه تفسير الرافضة للقرآن إال بتأويل رجل من أهل مكة للشعر‬
‫‪364‬‬
‫‪328‬‬ ‫ما كنا ندعوه إال زيد بن محمد‬
‫‪335‬‬ ‫وأعجب من هذا التفسير تفسير الروافض للقرآن‬
‫‪326‬‬ ‫والذي نفسي بيده‪ ،‬لقرابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أحب إلي‬
‫‪175‬‬ ‫وعالمة صحة الحديث عند الرافضي أن يُوافقَ َهواه‬
‫‪279‬‬ ‫ولما رأيت الخيل تزحم بالقنا‬
‫‪281‬‬ ‫ولو ُ‬
‫كنت بوابًا على باب جنة‬
‫‪387 ,271‬‬ ‫ومن لكم بمثل لقمان الحكيم‬
‫فهرس أعالم‬
‫الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪154‬‬ ‫أبان بن عبد هللا البجلي‬
‫‪158 ,149‬‬ ‫إبراهيم بن محمد الثقفي‬
‫‪149‬‬ ‫ابن أبي الحديد‬
‫‪120‬‬ ‫ابن باكوية‬
‫‪153‬‬ ‫ابن حجر العسقالني‬
‫‪193‬‬ ‫ابن عربي‬
‫‪157‬‬ ‫ابن مزاحم المنقري‬
‫‪326 ,294‬‬ ‫أبو بكر الصديق‬
‫‪98‬‬
‫أدموند فابيان‪Edmond Fagnan ‬‬
‫‪134‬‬ ‫األشعث` بن قيس الكندي‬
‫‪326 ,277‬‬ ‫اإلمام البخاري‬
‫‪106‬‬ ‫أندريه رومان‬
‫‪103‬‬ ‫أندريه مايكل‬
‫‪92‬‬
‫البارون دي ساسي‪Sacy  De ‬‬
‫‪112‬‬ ‫برونشفيج‪ ،‬وفون جرنبوم‬
‫‪94‬‬
‫برينيه‪Bresnier ‬‬
‫‪102‬‬
‫بالشير‪Blachère ‬‬
‫‪96‬‬
‫بنتو‪Pinto ‬‬
‫‪104‬‬ ‫بوتييه‬
‫‪107‬‬ ‫بوستيل‬
‫‪96‬‬
‫بوشير‪Boucher ‬‬
‫‪107‬‬ ‫بوفا‬
‫‪99‬‬
‫بون فو دي كارا‪Carra de Vaux Bon ‬‬
‫‪95‬‬
‫بيرون‪Perron ‬‬
‫‪101‬‬
‫بيريس‪Pérès  ‬‬
‫‪95‬‬
‫تشارلز دفرمري‪Charles Dèfremè  ‬‬
‫‪91‬‬
‫جاالن‪Antione ‬‬
‫‪92‬‬
‫جان جاك دي برسفال‪Caussin de Perceval ‬‬
‫‪92‬‬
‫جان جانييه‪jean Gagnier ‬‬
‫‪101‬‬
‫جان كانتينو‪Cantineau‬‬
‫‪134‬‬ ‫جرير بن عبد هللا البجلي‬
‫‪231‬‬ ‫جعفر الصادق‬
‫‪102‬‬
‫جواشون‪Goishon ‬‬
‫‪94‬‬
‫جوانجيره دي الجرانج‪Grangeret De La Garnge ‬‬
‫‪119‬‬
‫جوبينو ( ‪M . De‬‬
‫‪104 ,100‬‬ ‫جوتييه‬
‫‪105‬‬ ‫جود فري ديمومبين‬
‫‪104‬‬ ‫جودف ريديمومبين‬
‫الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪115‬‬ ‫جوزيف آرثر‬
‫‪94‬‬
‫جوزيف توسن رينو‪Reinaud ‬‬
‫‪104‬‬ ‫جوستاف لوبون‬
‫‪106‬‬ ‫جوليسون‬
‫‪116‬‬ ‫جون بيلي‬
‫‪96‬‬ ‫جويار‬
‫‪96‬‬
‫جويار‪Guyard ‬‬
‫‪109‬‬ ‫جيماره‬
‫‪115‬‬ ‫جيمس مورير‬
‫‪170‬‬ ‫حبيب بن أبي ثابت‬
‫‪134‬‬ ‫حجر بن عدي الكندي‬
‫‪116‬‬ ‫حجي علي بابا األصفهاني‬
‫‪131‬‬ ‫حسين النوري الطبرسي‬
‫‪105‬‬ ‫حينون‬
‫‪223‬‬ ‫خالد بن الوليد‬
‫‪96‬‬
‫الدكتور ليكلر‪Leclerc ‬‬
‫‪95‬‬
‫دي تاسي‪De Tassy ‬‬
‫‪96‬‬
‫ديجا‪Dugat ‬‬
‫‪107‬‬ ‫ديالبورت‬
‫‪101‬‬
‫ديمومبين‪Demombynes ‬‬
‫‪119‬‬ ‫ذوقان قرقوط‬
‫‪104,105‬‬ ‫ريجي بالشير‬
‫‪98‬‬
‫رينه باسه‪René Basset ‬‬
‫‪266‬‬ ‫زرارة بن أعين الشيباني‬
‫‪107‬‬ ‫ساالدن‬
‫‪97‬‬
‫سالمون ‪Salmon‬‬
‫‪135‬‬ ‫سعيد بن المسيب‬
‫‪156 ,134‬‬ ‫سمّاك بن مخرمة الهالكي األسدي‬
‫‪95‬‬
‫سنجنتي‪Sanguinetti ‬‬
‫‪153‬‬ ‫سهل الديباجي‬
‫‪96‬‬
‫سوفير‪Sauvaire ‬‬
‫‪100‬‬
‫سوﭭاجه‪Sauvaget ‬‬
‫‪104‬‬ ‫سويله‬
‫‪123‬‬ ‫السّيد الطباطبائي‬
‫‪102‬‬ ‫شارل بيال‬
‫‪102‬‬
‫شارل بيال‪Ch.Bellat ‬‬
‫‪95‬‬
‫شربونو‪Cherbonneau ‬‬
‫‪129‬‬ ‫شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫‪137‬‬ ‫صالح الورداني‬
‫‪134‬‬ ‫علي بن أبي طالب‬
‫‪152‬‬ ‫علي بن الحسين العلوي‬
‫‪91‬‬
‫فاتيه‪Fattier ‬‬
‫الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪99‬‬
‫فران‪Ferrand ‬‬
‫‪125 ,114‬‬ ‫فرانسوا توال‬
‫‪99‬‬
‫الفرد بل‪Bel ‬‬
‫‪94‬‬
‫فرينل‪Fresnel ‬‬
‫‪135‬‬ ‫الفيروز آبادي‬
‫‪101‬‬
‫فييتجاستون‪Gaston Weit ‬‬
‫‪187‬‬ ‫القندوزي‬
‫‪93‬‬
‫كاترمير‪Quatremere ‬‬
‫‪107 ,104‬‬ ‫كازانوفا‬
‫‪105‬‬ ‫كورين‬
‫‪104‬‬ ‫كولين‬
‫‪168‬‬ ‫ّ‬
‫ألبي منصور الطبرسي‬
‫‪92‬‬
‫النجلس‪Langlès ‬‬
‫‪162‬‬ ‫للمجلسي‬
‫‪157 ,143‬‬ ‫لمحمد الريشهري‬
‫‪191‬‬ ‫لمحيي الدين بن عربي‬
‫‪149‬‬ ‫لنجاح ّ‬
‫الطائي‬
‫‪104‬‬ ‫لويس جاردييه‬
‫‪95‬‬
‫لويس سيدو‪Louis Sedillot ‬‬
‫‪4 ,3‬‬ ‫لويس ماسينيون‬
‫‪401 ,104‬‬ ‫ليفي بروفنسال‬
‫‪100 ,91‬‬ ‫ليون برشيه‬
‫‪100‬‬
‫ليون جوتييه‪leon  Gauther ‬‬
‫‪125 ,114‬‬ ‫مادلون‬
‫‪94‬‬
‫مارسيل‪Marcel ‬‬
‫‪106‬‬ ‫ماركه‬
‫‪140‬‬ ‫محسن الخزازي‬
‫‪295 ,173‬‬ ‫محمد بن فضيل‬
‫‪19‬‬ ‫محمد حسين الطباطبائي‬
‫‪142‬‬ ‫محمد صالح المازندراني‬
‫‪139 ,132‬‬ ‫المقداد بن األسود‬
‫‪104‬‬ ‫مكسيم رودنسون‬
‫‪97‬‬
‫مينار دي‪De Meynard ‬‬
‫‪97‬‬
‫هرتويج دير نبورج‪Derenbourg ‬‬
‫‪11‬‬ ‫هنري كوربان‬
‫‪102‬‬
‫هنري كومان‪Corbin Henry  ‬‬
‫‪97‬‬ ‫هوداس‬
‫‪97‬‬
‫هوداس‪Houdas ‬‬
‫‪98‬‬
‫هيار‪Huart ‬‬
‫‪100‬‬
‫وليم مارسه‪Marçais ‬‬
‫‪104‬‬ ‫وليم مارسيه‬
‫المصادر والمراجع‬
‫"االستشــراق" خــري اهلل رشــك ســعيد ‪ -‬دراســات عربيــة مج ‪ 26‬ع ‪( 9‬يوليــو‬ ‫‪-1‬‬
‫‪1990‬م)‬
‫اإلبطــال لنظري ــة اخللــط بني دين اإلســالم وغ ــريه من األديــان‪ ،‬بك ــر بن عبــد اهلل‬ ‫‪-2‬‬
‫أبو زيــد بن حممــد بن عبــد اهلل بن بكــر بن عثمــان بن حيىي بن غيهبـ بن حممــد‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار العاصمة‪( ،‬ط‪1417 :1‬ه)‪.‬‬
‫ابن قيم اجلوزيـ ــة وجهـ ــوده يف خدمـ ــة السـ ــنة النبوي ـ ـةـ وعلومهـ ــا‪ ،‬مجال بن حمم ــد‬ ‫‪-3‬‬
‫الس ــيد‪ ،‬الناش ــر‪ :‬عم ــادة البحث العلمي باجلامع ــة اإلس ــالمية‪،‬ـ املدين ــة املن ــورة‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1/1424‬ه‪2004-‬م‪.‬‬
‫أثــر اإلميان يف حتصــني األمــة اإلســالمية ضــد األفكــار اهلدامــة‪ ،‬عبــد اهلل بن عبــد‬ ‫‪-4‬‬
‫ال ــرمحن اجلرب ــوع‪ ،‬الناش ــر‪ :‬عم ــادة البحث العلمي باجلامع ــة اإلس ــالمية‪،‬ـ املدينـ ـةـ‬
‫املنورة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪( ،‬ط‪1423 :1‬ه)‪.‬‬
‫أثر اململكة العربية السعودية الرائـد يف االهتمــام بالدراسـات االستشـراقيةـ خالل‬ ‫‪-5‬‬
‫ربع قرن ‪1425-1400‬هـ د‪ .‬مازن بن صالح مطبقاين‪.‬‬
‫أجنحــة املكــر الثالثـةـ وخوافيهــا ‪ :‬التبشــري ‪ -‬االستِشــراق ‪ -‬االســتعمار ‪ ،‬دراســة‬ ‫‪-6‬‬
‫وحتلي ــل وتوجي ــه‪( ،‬ودراس ــة منهجي ــة ش ــاملة للغ ــزو الفك ــري)‪ ،‬املؤل ــف ‪ :‬عب ــد‬
‫الــرمحن بن حســن َحَبنَّ َـكـة امليــداين الدمشــقي (املتــوىف ‪1425 :‬ه ــ‪ ،‬الناشــر ‪ :‬دار‬
‫القلم – دمشق‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الثامنة ‪ 1420 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫األحاديث املختارة أو املستخرج من األحاديث املختارة مما مل خيرجه البخاري‬ ‫‪-7‬‬
‫ومسـ ــلم يف صـ ــحيحيهما‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬ضـ ــياء الـ ــدين أبـ ــو عبـ ــد اهلل حممـ ــد بن عبـ ــد‬
‫الواحــد املقدس ـيـ (املتــوىف‪643 :‬ه ــ)‪ ،‬دراســة وحتقيــق‪ :‬معــايل األســتاذ الــدكتور‬
‫عبـ ـ ـ ــد امللـ ـ ـ ــك بن عبـ ـ ـ ــد اهلل بن دهيش‪ ،‬الناشـ ـ ـ ــر‪ :‬دار خضـ ـ ـ ــر للطباعـ ـ ـ ــة والنشـ ـ ــر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1420،‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫أحــاديث أم املؤمــنني عائشــة‪ ،‬أدوار من حياهتا‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار التوحيــد للنشــر‪ ،‬ط‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ 1414 /5‬ه‍ ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫االحتجــاج‪ ،‬أيب منصــور أمحد بن علي بن أيب طــالب الطربســي‪ ،‬حتقيــق وتعليــق‪:‬‬ ‫‪-9‬‬
‫حممـد بــاقر اخلرســان‪ ،‬ســنة الطبــع‪١٩٦٦ - ١٣٨٦ :‬م‪ ،‬طبــع يف مطــابع النعمــان‬
‫النجف األشرف حسن الشيخ إبراهيم الكتيب ‪1966 - 1386‬م‪.‬‬
‫االختصــاص‪ ،‬أيب عبــد اهلل حممــد بن النعمــان العكــربيـ البغــدادي امللقب بالشــيخ‬ ‫‪-10‬‬
‫املفيــد‪( ،‬ت‪ ،)٤١٣‬بتحقيــق‪ :‬علي أكــرب الغفــاري‪ ،‬الســيد حممــود الزرنــدي‪ ،‬ط‬
‫‪ /2‬سـ ــنة الطبـ ــع‪١٤١٤ :‬ه‪١٩٩٣-‬م‪ ،‬منشـ ــورات مجاعـ ــة املدرسـ ــني يف احلوزة‬
‫العلمية يف قم‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫األدب املفــرد‪ ،‬املؤلــف‪ :‬حممــد بن إمساعيل بن إبــراهيم بن املغــرية البخــاري‪ ،‬أبــو‬ ‫‪-11‬‬
‫عبد اهلل (املتوىف‪256 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد فؤاد عبد البــاقي‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار البشــائر‬
‫اإلسالميةـ – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1989 – 1409 ،‬م‪.‬‬
‫آراء املستشـرقني الفرنسـيني يف القـرآن الكــرمي د‪ .‬أمحد نصـري‪ ،‬ط‪ :1‬دار القلم‬ ‫‪-12‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪2009‬م‪ ،‬رباط – املغرب‪.‬‬
‫أربيك ـ ــا (أسسـ ـ ــت ‪ ،)1954‬العـ ـ ــددان‪ :‬األول لس ـ ــنة ‪ ،1954‬والثـ ـ ــاين لس ـ ــنة‬ ‫‪-13‬‬
‫‪.1955‬‬
‫اإلرشـ ـ ــاد يف معرفـ ـ ــة حجج اهلل على العبـ ـ ــاد أليب عبـ ـ ــد اهلل حممـ ـ ــد بن حمم ـ ــد بن‬ ‫‪-14‬‬
‫النعمان العكربي البغدادي الشيخ املفيد (‪ 413-336‬ه‍)‪ ،‬حتقيق مؤسســة آل‬
‫الـ ــبيت (ع) لتحقيـ ــق الـ ــرتاث دار املفيـ ــد طباعـ ــة ‪ -‬نشـ ــر ‪ -‬توزيـ ــع‪ ،‬ط‪ /1‬س ــنة‬
‫الطبع‪1414:‬ه ‪1993‬م‪.‬‬
‫االستش ــراقـ الفرنس ــي واألدب الع ــريب‪ ،‬د‪ .‬أمحد درويش‪ ،‬طبع ــة اهليئـ ـةـ املص ــرية‬ ‫‪-15‬‬
‫العامة للكتاب‪1997‬م‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫االستشراق أهدافه ووسائله‪ ،‬د‪ .‬حممد فتح اهلل الزيادي‪( ،‬دمشق‪ :‬دار قتيبة‪ ،‬ط‬ ‫‪-16‬‬
‫‪2/2002‬م)‪.‬‬
‫االستشـ ــراقـ بني احلقيقـ ــة والتضـ ــليل د‪ .‬إمساعيل علي حممـ ــد‪ ،‬ط‪ :3‬ـ ـ ‪2000‬م‪،‬‬ ‫‪-17‬‬
‫بدون دار الطباعة‪.‬‬
‫االستش ــراقـ واالجتاه ــات الفكريـ ــة يف التـ ــاريخ اإلس ــالمي د‪ .‬م ــازن بن ص ــالح‬ ‫‪-18‬‬
‫مطبقاين‪( ،‬الرياض‪ :‬مكتبة امللك فهد الوطنية ‪1995-1416‬م‪.‬‬
‫االستش ــراقـ والتبش ــري‪،‬ـ أ‪ .‬د‪ .‬حمم ــد الس ــيد اجللين ــد‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار قب ــاء للطباع ــة‬ ‫‪-19‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫االستش ــراق واخللفي ــة الفكري ــة للص ــراع احلض ــاري‪ ،‬د‪ .‬حمم ــود محدي زق ــزوق‪،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫(القاهرة‪ :‬دار املنار للطباعة والنشر)‪ .‬ط‪1409 :2‬ه‪1989-‬م‪.‬‬
‫االستشـراقـ واخللفيـة الفكريـة للصـراع احلضـاري‪ ،‬حممــود محدي زقـزوق‪ ،‬طبعـةـ‬ ‫‪-21‬‬
‫ونشر دار املعارف‪1982‬م القاهرة – مصر‪.‬‬
‫االستشـ ـ ــراقـ واملستشـ ـ ــرقونـ م ـ ــاهلم ومـ ـ ــا عليهم‪ ،‬د‪ .‬مص ـ ــطفى السـ ـ ــباعيـ ط‪:2‬‬ ‫‪-22‬‬
‫‪1399‬ه‪1979-‬م‪ .‬الناشر‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫االستشـ ــراقـ وجـ ــه لالسـ ــتعمار الفكـ ــري د‪ .‬عبـ ــد املتعـ ــالـ حممـ ــد اجلربي‪ ،‬ط‪:1‬‬ ‫‪-23‬‬
‫‪1416‬ه‪1995-‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبةـ وهبة‪ ،‬القاهرة – مصر‪.‬‬
‫اإلستش ـ ــراقـ وجه ـ ــوده وأهداف ـ ــه يف حمارب ـ ــة اإلس ـ ــالم والتش ـ ــويش على دعوتـ ــه‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫املؤلــف‪ :‬عبــد املنعم حممــد حســنني‪ ،‬الناشــر‪ :‬اجلامعــة اإلســالميةـ باملدينــة املنــورة‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬السنة العاشرة ‪ -‬العدد الثاين ‪1397 -‬هـ ‪ 1977 -‬م‪.‬‬
‫االستشراق ومنهجية النقد عند املسلمني املعاصرين‪ ،‬السيد حممد الشاهد" جملة‬ ‫‪-25‬‬
‫االجتهاد‪ ،‬عدد‪ ،22‬السنة السادسة‪ ،‬شتاء عام ‪1414‬هـ‪1994/‬م‪.‬‬
‫االستشــراقـ وموقفــه من الســنة النبويــة‪ ،‬فــاحل بن حممــد بن فــاحل الصــغري‪ ،‬الناشــر‪:‬‬ ‫‪-26‬‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف باملدينة املنورة‪،‬ـ بدون تاريخ‪.‬‬
‫االستش ـ ــراق‪ ،‬إدوارد س ـ ــعيد‪ ،‬ترمجه‪ :‬كم ـ ــال أب ـ ــو ديب‪( ،‬ط‪/2‬ـ ـ ـ ‪ 1984‬م)‪،‬‬ ‫‪-27‬‬
‫مؤسسة األحباث العربية – بريوت‪.‬‬
‫االس ــتيعاب يف معرف ــة األص ــحاب‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬أب ــو عم ــر يوس ــف بن عب ــد اهلل بن‬ ‫‪-28‬‬
‫حممـد بن عبــد الــرب بن عاصــم النمــري القرطــيب (املتــوىف‪463 :‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬علي‬
‫حمم ــد البج ــاوي‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار اجلي ــل‪ ،‬ب ــريوت‪ ،‬الطبع ــة‪ :‬األوىل‪ 1412 ،‬ه ـ ـ ‪-‬‬
‫‪ 1992‬م‪.‬‬
‫أســد الغابــة‪ ،‬أبــو احلســن علي بن أيب الكــرم حممــد بن حممــد بن عبــد الكــرمي بن‬ ‫‪-29‬‬
‫عبـ ــد الواحـ ــد الشـ ــيباين اجلزري‪ ،‬عـ ــز الـ ــدين ابن األثـ ــري‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار الفك ــر –‬
‫بريوت‪ ،‬عام النشر‪1409 :‬هـ ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫أمساء املدلسـ ـ ـ ــني‪ ،‬عبـ ـ ـ ــد الـ ـ ـ ــرمحن بن أيب بكـ ـ ـ ــر‪ ،‬جالل الـ ـ ـ ــدين السـ ـ ـ ــيوطيـ (ت‪:‬‬ ‫‪-30‬‬
‫‪911‬ه ــ) بتحقيــق‪ :‬حممــود حممــد حممــود حســن نصــار‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار اجليــل –‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ /1‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫اإلص ـ ــابة يف متي ـ ــيز الص ـ ــحابة‪ ،‬أب ـ ــو الفض ـ ــل أمحد بن علي بن حممـ ــد بن أمحد بن‬ ‫‪-31‬‬
‫حج ــر العس ــقالين‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬ع ــادل أمحد عب ــد املوج ــود وعلى حمم ــد مع ــوض‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬ط‪1415 :1‬ه‪.‬‬
‫أصول مذهب الشيعةـ اإلمامية االثين عشرية ‪ -‬عرض ونقد‪ ،‬املؤلف‪ :‬ناصــر بن‬ ‫‪-32‬‬
‫عبد اهلل بن علي القفاري‪ ،‬دار النشر‪ :‬بدون‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫األصــول من الكــايف‪ ،‬أيب جعفــر حممــد بن يعقــوب بن إســحاق الكليــين الــرازي‪،‬‬ ‫‪-33‬‬
‫(ت‪ ،)٣٢٩‬ناش ـ ــر‪ :‬دار الكتبـ االس ـ ــالمية ن ـ ــوبت چ ـ ــاپ‪ :‬چه ـ ــارم زمس ـ ــتان‬
‫‪ 1365‬تــرياژ‪ 2000 :‬چــاپ از چاپخانــه حيــدري آدرس ناشــر‪ :‬هتران بــازار‬
‫سلطاين ‪ -‬دار الكتب االسالمية‪.‬ـ‬
‫إعـ ــراب القـ ــرآن وبيانـ ــه‪ ،‬حميي الـ ــدين بن أمحد مصـ ــطفى درويش‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار‬ ‫‪-34‬‬
‫اإلرشـ ـ ــاد للشـ ـ ــئون اجلامعيـ ـ ــة ‪ -‬محص ‪ -‬سـ ـ ــورية‪( ،‬دار اليمامـ ـ ــة ‪ -‬دمش ـ ــق ‪-‬‬
‫بريوت)‪( ،‬دار ابن كثري ‪ -‬دمشق ‪ -‬بريوت)‪( ،‬ط‪1415 :4‬ه)‪.‬‬
‫األعالم‪ ،‬خري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس‪ ،‬الــزركلي الدمشــقي‬ ‫‪-35‬‬
‫(ت‪1396 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪15/2002‬م‪.‬‬
‫األعالم‪ ،‬خـ ـ ـ ــري الـ ـ ـ ــدين بن حممـ ـ ـ ــود بن حممـ ـ ـ ــد بن علي بن فـ ـ ـ ــارس‪ ،‬الـ ـ ــزركلي‬ ‫‪-36‬‬
‫الدمش ــقي (املت ــوىف‪1396 :‬هـ ــ) الناش ــر‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬الطبع ــة‪ :‬اخلامس ــة‬
‫عشر ‪ -‬أيار‪ /‬مايو‪2002‬م‪.‬‬
‫أعيـ ـ ــان الشـ ـ ــيعة‪ ،‬حمسـ ـ ــن األمني‪( ،‬ت‪١٣٧١‬ه) حتقيـ ـ ــق وختريج حسـ ـ ــن األمني‪،‬‬ ‫‪-37‬‬
‫بريوت‪ 1406 ،‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم‪ ،‬تقي الدين أبو العبــاس أمحد‬ ‫‪-38‬‬
‫بن عبــد احلليم بن عب ــد الس ــالم بن عبــد اهلل بن أيب القاس ــم بن حممــد ابن تيمي ــة‬
‫احلراين احلنبلي الدمش ــقي (ت‪728 :‬ه ــ)‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬ناصــر عب ــد الك ــرمي العق ــل‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪7/1419‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫آالم احلالج‪ ،‬شـ ــهيد التصـ ــوف اإلسـ ــالمي‪ ،‬لـ ــويس ماسـ ــينيون‪،‬ـ ترمجة‪ :‬احلس ــني‬ ‫‪-39‬‬
‫مص ـ ــطفى حالج‪ ،‬ط‪1/2004‬م التوزي ـ ــع‪ :‬ش ـ ــركة قُـ ـ ـ ْدمس للنشـ ــر والتوزيـ ــع‪-‬‬
‫بريوت لبنان‪.‬ـ‬
‫إمام ـ ــة الش ـ ــيعةـ دع ـ ــوة باطني ـ ــة الس ـ ــتمرار النب ـ ــوة‪ ،‬عب ـ ــد املل ـ ــك بن عب ـ ــد الـ ــرمحن‬ ‫‪-40‬‬
‫الشافعي‪ ،‬بدون طبعةـ وال دار النشر‪.‬‬
‫االنتصــار للصـحب واآلل من افــرتاءات الســماوي الضــال‪ ،‬إبــراهيم بن عــامر بن‬ ‫‪-41‬‬
‫علي الـ ّـرحيلي‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتبــة العلــوم واحلكم‪ ،‬املدين ـةـ املنــورة‪،‬ـ ط‪ 3/1423‬هـ‬ ‫ّ‬
‫‪2003 -‬م‪.‬‬
‫أوائ ــل املق ــاالت‪ ،‬الش ــيخ املفي ــد حمم ــد بن حمم ــد بن النعم ــانـ ابن املعلم أيب عب ــد‬ ‫‪-42‬‬
‫اهلل‪ ،‬العكــربي‪ ،‬البغــدادي (‪336‬ت ‪ 413 -‬ه‍)‪ ،‬ط‪2/1993‬م‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار‬
‫املفيد للطباعة والنشر والتوزيع بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫أيسر التفاسري لكالم العلي الكبري‪ ،‬جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو‬ ‫‪-43‬‬
‫بكــر اجلزائــري‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتب ـةـ العلــوم واحلكم‪ ،‬املدينــة املنــورة‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة‪1424 ،‬هـ‪2003/‬م‪.‬‬
‫ببليوجرافيــا املصــادر العربيــة الــيت حققهــا املستشــرقون أو قــاموا برتمجتهــا‪ ،‬حممــد‬ ‫‪-44‬‬
‫عــوين عبــد الــرؤوف‪ ،‬جملــة كليــة اللســن‪ ،‬العــدد اخلامس‪ ،‬القــاهرة‪ :‬جامعــة عني‬
‫مشس‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫حبار األنوار اجلامعة لدرر أخبار األئمة األطهار‪ ،‬حممد باقر اجمللسي‪ ،‬حممد بــاقر‬ ‫‪-45‬‬
‫اجمللسـ ـ ــي‪( ،‬ت ‪ ،)١١١١‬حتقيـ ـ ــق‪ :‬حممـ ـ ــد البـ ـ ــاقر البهبـ ـ ــودي‪ ،‬ط‪- ١٤٠٣ /2‬‬
‫‪ ١٩٨٣‬م‪ /‬الناشر‪  :‬مؤسسة الوفاء بريوت – لبنان‪.‬ـ‬
‫حبث يف نش ــأة املص ــطلح الف ــين للتص ــوف اإلس ــالمي‪ ،‬ل ــويس ماس ــينيون‪،‬ـ ط‪:2‬‬ ‫‪-46‬‬
‫‪1954‬م‪.‬‬
‫حبوث يف ت ــاريخ الس ــنة املش ــرفة‪ ،‬أك ــرم بن ض ــياء العم ــري‪ ،‬الناش ــر‪ :‬بس ــاط –‬ ‫‪-47‬‬
‫بريوت‪ ،1/165( ،‬ط‪ ،)4‬بدون ذكر سنة الطبعة‪.‬‬
‫الب ــدء والت ــاريخ‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬املطه ــر بن ط ــاهر املقدس ــي (املت ــوىف‪ :‬حنو ‪355‬هـ ــ)‪،‬‬ ‫‪-48‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبةـ الثقافة الدينية‪ ،‬بور سعيد‪ -‬مصر‪.‬‬
‫الربص ـ ــان والعرج ـ ــان والعمي ـ ــان واحلوالن‪ ،‬املؤل ـ ــف‪ :‬عم ـ ــرو بن حبر بن حمبـ ــوب‬ ‫‪-49‬‬
‫الكن ــاين ب ــالوالء‪ ،‬اللي ــثي‪،‬ـ أبـ ــو عثم ــان‪ ،‬الش ــهري باجلاح ــظ (املتـ ــوىف‪255 :‬هـ ــ)‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫البداي ـ ـةـ والنهايـ ــة‪،‬ـ أبـ ــو الفـ ــداء إمساعيل بن عمـ ــر بن كثـ ــري القرشـ ــي البصـ ــري مث‬ ‫‪-50‬‬
‫الدمشــقي (املتــوىف‪774 :‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬علي شــريي‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار إحيــاء الــرتاث‬
‫العريب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ ،1408‬هـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬
‫البيــانـ والتبــيني‪،‬ـ املؤلــف‪ :‬عمــرو بن حبر بن حمبــوب الكنــاين بــالوالء‪ ،‬الليــثي‪ ،‬أبــو‬ ‫‪-51‬‬
‫عثمـ ــان‪ ،‬الش ـ ــهري باجلاحـ ــظ (املت ـ ــوىف‪255 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار ومكتب ـ ــة اهلالل‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬عام النشر‪ 1423 :‬هـ‪.‬‬
‫البداي ـ ـةـ والنهايـ ــة‪،‬ـ أبـ ــو الفـ ــداء إمساعيل بن عمـ ــر بن كثـ ــري القرشـ ــي البصـ ــري مث‬ ‫‪-52‬‬
‫الدمشـ ـ ــقي‪ ،‬حتقيـ ـ ــق‪ :‬د‪ .‬أمحد أبـ ـ ــو ملحم‪ ،‬د‪ .‬علي جنيب عطـ ـ ــوي‪ ،‬دار الري ـ ــان‬
‫للرتاث‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1408‬هـ‪.‬‬
‫بغيــة الطلب يف تــاريخ حلب‪ ،‬املؤلــف‪ :‬عمــر بن أمحد بن هبــة اهلل بن أيب جــرادة‬ ‫‪-53‬‬
‫العقيلي‪ ،‬كمــال الــدين ابن العــدمي (املتــوىف‪660 :‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬د‪ .‬ســهيل زكــار‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫البيان املغرب يف أخبار األندلس واملغرب‪ ،‬ابن عــذاري املراكشــي‪ ،‬أبــو عبــد اهلل‬ ‫‪-54‬‬
‫حمم ــد بن حمم ــد (املت ــوىف‪ :‬حنو ‪695‬ه ــ) حتقي ــق ومراجع ــة‪ :‬ج‪ .‬س‪ .‬ك ــوالن‪ ،‬إِ‪.‬‬
‫ليفي بروفنسـ ـ ـ ــال‪ ،‬الناشـ ـ ـ ــر‪ :‬دار الثقافـ ـ ـ ــة‪ ،‬بـ ـ ـ ــريوت – لبنـ ـ ـ ــان الطبعـ ـ ـ ــة‪ :‬الثالثـ ـ ــة‪،‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫تـ ـ ــاريخ أصـ ـ ــبهان = أخبـ ـ ــار أصـ ـ ــبهان‪ ،‬أبـ ـ ــو نعيم أمحد بن عبـ ـ ــد اهلل بن أمحد بن‬ ‫‪-55‬‬
‫إسـ ــحاق بن موسـ ــى بن مهـ ــران األصـ ــبهاين (املتـ ــوىف‪430 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬احملقـ ــق‪ :‬سـ ــيد‬
‫كسـ ـ ــروي حسـ ـ ــن‪ ،‬الناشـ ـ ــر‪ :‬دار الكتبـ العلميـ ـ ــة – بـ ـ ــريوت‪ ،‬الطبعـ ـ ــة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 1410‬هـ‪1990-‬م‪.‬‬
‫ت ـ ــاريخ اخللف ـ ــاء الراش ـ ــدين الفتوح ـ ــات واإلجنازات السياس ـ ــية‪،‬ـ د حمم ـ ــد سـ ــهيل‬ ‫‪-56‬‬
‫طقوش‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النفائس‪ ،‬ط‪1/1424‬هـ‪2003-‬م‪.‬‬
‫تــاريخ اخلميس يف أحــوال أنفس النفيس‪،‬ـ املؤلــف‪ :‬حســني بن حممــد بن احلســن‬ ‫‪-57‬‬
‫ال ــدِّيار بَ ْكــري (املت ــوىف‪966 :‬ه ــ)‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار ص ــادر – ب ــريوت‪ ،‬الطبع ــة‪ :‬ال‬
‫يوجد‪.‬‬
‫التــاريخ الكبــري املعــروف بتــاريخ ابن أيب خيثمــة ‪ -‬الســفر الثــالث‪ ،‬املؤلــف‪ :‬أبــو‬ ‫‪-58‬‬
‫بك ــر أمحد بن أيب خيثم ــة (املت ــوىف‪279 :‬ه ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬ص ــالح بن فتحي هالل‪،‬‬
‫الناشــر‪ :‬الفــاروق احلديثــة للطباعــة والنشــر – القــاهرة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األوىل‪1427 ،‬‬
‫هـ ‪ 2006 -‬م‪ ،‬عدد اجمللدات‪ 3( 4 :‬وجملد فهارس)‪.‬‬
‫التــاريخ الكبــري‪،‬ـ حممــد بن إمساعيل بن إبــراهيم بن املغــريةـ البخــاري‪ ،‬أبــو عبــد اهلل‬ ‫‪-59‬‬
‫(ت‪256 :‬ه ــ‪ ،‬الطبع ــة‪ :‬دائ ــرة املع ــارف العثماني ــة‪ ،‬حي ــدر آب ــاد – ال ــدكن طب ــع‬
‫حتت مراقبة‪ :‬حممد عبد املعيد خان‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ت ــاريخ بغ ــداد‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬أب ــو بك ــر أمحد بن علي بن ث ــابت بن أمحد بن مه ــدي‬ ‫‪-60‬‬
‫اخلطيب البغــدادي (املتــوىف‪463 :‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬الــدكتور بشــار عــواد معــروف‪،‬‬
‫الناشـ ـ ــر‪ :‬دار الغـ ـ ــرب اإلسـ ـ ــالمي – بـ ـ ــريوت‪ ،‬الطبعـ ـ ــة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬ه ـ ـ ـ ‪-‬‬
‫‪ 2002‬م‪.‬‬
‫تــاريخ دمشــق‪ ،‬املؤلــف‪ :‬أبــو القاســم علي بن احلســن بن هبــة اهلل املعــروف بــابن‬ ‫‪-61‬‬
‫عس ــاكر (املت ــوىف‪571 :‬ه ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬عم ــرو بن غرام ــة العم ــروي‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار‬
‫الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عام النشر‪ 1415 :‬هـ ‪ 1995 -‬م‪.‬‬
‫تأويل خمتلف احلديث‪ ،‬أبو حممد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري‪ ،‬الناشر‪:‬‬ ‫‪-62‬‬
‫املكتبـ االسالمي ‪ -‬مؤسسة اإلشراق‪( ،‬ط‪ :2‬مزيده ومنقحة‪1419 ،‬ه)‪.‬‬
‫التبش ــري واالس ــتعمار يف البالد العربي ــة‪ ،‬د‪ .‬مص ــطفى خال ــدي ود‪ .‬عم ــر ف ــروخ‪،‬‬ ‫‪-63‬‬
‫الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪ -‬صيدا‪ ،‬بريوت ط‪3/1986‬م‪.‬‬
‫التبش ــري واالس ــتعمار يف البالد العربي ــة‪ ،‬د‪ .‬مص ــطفى خال ــدي ود‪ .‬عم ــر ف ــروخ‪،‬‬ ‫‪-64‬‬
‫الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪ -‬صيدا‪ ،‬بريوت ط‪3/1986‬م‪.‬‬
‫الــرتاجم والطبقــات‪ ،‬لســان امليزان‪،‬ـ أبــو الفضــل أمحد بن علي بن حممــد بن أمحد‬ ‫‪-65‬‬
‫بن حجر العسقالين (املتوىف‪852 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬دائرة املعرف النظاميةـ – اهلند‪،‬‬
‫الناشـ ـ ــر‪ :‬مؤسسـ ـ ــة األعلمي للمطبوعـ ـ ــات بـ ـ ــريوت – لبنـ ـ ــان‪ ،‬الطبعـ ـ ــة‪ :‬الثاني ـ ــة‪،‬ـ‬
‫‪1390‬هـ ‪1971/‬م‪.‬‬
‫ترمجات معاين القرآن الكرمي وتطور فهمه عند الغرب‪ :‬عبد اهلل عبــاس النــدوي‬ ‫‪-66‬‬
‫(مك ـ ــة املكرم ـ ــة‪:‬ـ رابط ـ ــة الع ـ ــامل اإلس ـ ــالمي‪،‬ـ ‪1417‬ه ـ ـ ـ ‪ -‬سلس ـ ــلة دعـ ــوة احلق‬
‫‪.)174‬‬
‫التص ــوف‪ ،‬بقلم ل ــويس ماس ــينيون ومص ــطفى عب ــد ال ــرزاق‪ ،‬جلن ــة ترمجة دائ ــرة‬ ‫‪-67‬‬
‫املعارف اإلســالمية‪،‬ـ إبــراهيم خورشــيد‪ ،‬د‪ .‬عبــد احلميــد يـونس‪ ،‬عثمــان عثمــان‪،‬‬
‫دار الكتـ ـ ـ ــابـ اللبنـ ـ ـ ــاين‪ ،‬مكتبـ ـ ـ ــة املدرسـ ـ ـ ــة للطباعـ ـ ـ ــة والنشـ ـ ـ ــر والتوزيـ ـ ـ ــع‪ ،‬ط‪:1‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫تعريــف أهــل التقــديس مبراتب املوصــوفني بالتــدليس‪ ،‬أبــو الفضــل أمحد بن علي‬ ‫‪-68‬‬
‫بن حممد بن أمحد بن حجر العسـقالين (ت‪852 :‬هــ)‪ ،‬بتحقيــق‪ :‬د‪ .‬عاصـم بن‬
‫عبداهلل القريويت‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املنار – عمان‪ ،‬ط‪1/1403‬ه‪1983-‬م‪.‬‬
‫تفســري اإلمــام الشــافعي‪ ،‬الشــافعي أبــو عبــد اهلل حممــد بن إدريس بن العبــاس بن‬ ‫‪-69‬‬
‫عثم ــان بن ش ــافع بن عب ــد املطلب بن عب ــد من ــاف املطل ــيب القرش ــي املكي‪ ،‬مجع‬
‫وحتقيــق ودراســة‪ :‬د‪ .‬أمحد بن مصــطفى الفـ َّـران (رســالة دكتــوراه)‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار‬
‫التدمرية ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪( ،‬ط‪1427 /1‬ه)‪.‬‬
‫تفس ـ ـ ــري الس ـ ـ ــمرقندي‪ -‬حبر العل ـ ـ ــوم‪ ،‬أليب الليث نصـ ـ ــر بن حمم ـ ـ ــد بن أمحد بن‬ ‫‪-70‬‬
‫إبراهيم السمرقندي (ت‪373 :‬هـ)‪ ،‬بدون دار النشر وال تاريخ‪.‬‬
‫تفسـري الطـربي = جـامع البيـانـ عن تأويـل آي القـرآن‪ ،‬حممـد بن جريـر بن يزيـد‬ ‫‪-71‬‬
‫بن كثـ ـ ــري بن غـ ـ ــالب اآلملي‪ ،‬أبـ ـ ــو جعفـ ـ ــر الطـ ـ ــربي (ت‪310 :‬هـ ـ ــ)‪ ،‬بتحقي ـ ــق‪:‬‬
‫ال ـ ــدكتور عب ـ ــد اهلل بن عب ـ ــد احملس ـ ــن ال ـ ــرتكي‪ ،‬بالتع ـ ــاونـ م ـ ــع مرك ـ ــز البح ـ ــوث‬
‫والدراسات اإلسالميةـ بدار هجر الدكتور عبد السند حسن ميامة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫هجر للطباعة والنشر والتوزيع واإلعالن‪( ،‬ط‪1/1422‬ه‪2001-‬م)‪.‬‬
‫تفســري القــرآن العظيم‪ ،‬املؤلــف‪ :‬أبــو الفــداء إمساعيل بن عمــر بن كثــري القرشــي‬ ‫‪-72‬‬
‫البصـ ــري مث الدمشـ ــقي (املتـ ــوىف‪774 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬احملقـ ــق‪ :‬سـ ــامي بن حممـ ــد س ــالمة‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانيةـ ‪1420‬هـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬
‫تفسـ ــري املاوردي = النكت والعيـ ــون‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬أبـ ــو احلسـ ــن علي بن حممـ ــد بن‬ ‫‪-73‬‬
‫حممـ ــد بن حـ ــبيب البصـ ــري البغـ ــدادي‪ ،‬الشـ ــهري باملاوردي (املتـ ــوىف‪450 :‬هـ ــ)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬السيد ابن عبد املقصود بن عبد الــرحيم‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتب العلميــة –‬
‫بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫تنزي ــه الش ــريعة املرفوع ــة عن األخب ــار الش ــنيعةـ املوض ــوعة‪،‬ـ لن ــور ال ــدين‪ ،‬علي بن‬ ‫‪-74‬‬
‫حممــد بن علي بن عبــد الــرمحن ابن عــراق الكنــاين (ت‪963 :‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬عبــد‬
‫الوهــاب عبــد اللطيــف ‪ ,‬عبــد اهلل حممــد الصــديق الغمــاري‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتبـ‬
‫العلمية – بريوت‪ ،‬ط‪1/1399‬ه‪.‬‬
‫هتذيب الكمال يف أمساء الرجال‪ ،‬املؤلف‪ :‬يوســف بن عبــد الــرمحن بن يوســف‪،‬‬ ‫‪-75‬‬
‫أبو احلجاج‪ ،‬مجال الدين ابن الـزكي أيب حممـد القضـاعي الكلـيب املزي (املتـوىف‪:‬‬
‫‪742‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بــريوت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1 1980 - 1400 ،‬م‪.‬‬
‫هتذيب اللغـ ـ ــة‪ ،‬حممـ ـ ــد بن أمحد بن األزهـ ـ ــري اهلروي‪ ،‬أبـ ـ ــو منصـ ـ ــور (املت ـ ــوىف‪:‬‬ ‫‪-76‬‬
‫‪370‬ه ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬حمم ــد ع ــوض مــرعب‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار إحي ــاء الــرتاث الع ــريب –‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫هتذيب اللغــة‪ ،‬حممــد بن أمحد بن األزهــري اهلروي‪ ،‬أبــو منصــور‪ ،‬احملقــق‪ :‬حممــد‬ ‫‪-77‬‬
‫ع ـ ـ ـ ــوض م ـ ـ ـ ــرعب‪ ،‬الناش ـ ـ ـ ــر‪ :‬دار إحي ـ ـ ـ ــاء ال ـ ـ ـ ــرتاث الع ـ ـ ـ ــريب – ب ـ ـ ـ ــريوت‪( ،‬ط‪:1‬‬
‫‪2001‬م)‪.‬‬
‫التوقي ــف على مهم ــات التع ــاريف‪ ،‬زين ال ــدين حمم ــد املدعو بعب ــد ال ــرؤوف بن‬ ‫‪-78‬‬
‫تــاج العــارفني بن علي بن زين العابــدين احلدادي مث املنــاوي القــاهري‪ ،‬الناشــر‪:‬‬
‫عـ ــامل الكتبـ ‪ 38‬عبـ ــد اخلالق ثـ ــروت ‪ -‬القـ ــاهرة‪ ،‬الطبعـ ــة األوىل‪1410 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫تيســري الكــرمي الــرمحن يف تفســري كالم املنــان‪ ،‬عبــد الــرمحن بن ناصــر بن عبــد اهلل‬ ‫‪-79‬‬
‫السعدي‪ ،‬بتحقيق‪ :‬عبد الـرمحن بن معال اللوحيق‪ ،‬الناشـر‪ :‬مؤسسـة الرسـالة‪ ،‬ط‬
‫‪1420 "1‬ه‪2000 -‬م‪.‬‬
‫جامع األصول يف أحاديث الرسول‪ ،‬املؤلف ‪ :‬جمد الدين أبو السعادات املباركـ‬ ‫‪-80‬‬
‫بن حممد بن حممد بن حممد ابن عبد الكرمي الشــيباين اجلزري ابن األثــري (املتــوىف‬
‫‪606 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبد القادر األرنؤوط ‪ -‬التتمة حتقيـق بشـري عيـون‪،‬ـ الناشـر‬
‫‪ :‬مكتبة احللواين ‪ -‬مطبعة املالح ‪ -‬مكتبةـ دار البيــان‪،‬ـ الطبعــة ‪ :‬األوىل‪[ ،‬تــرقيم‬
‫م ـ ــذيل حبواش ـ ــي احملق ـ ــق الش ـ ــيخ عب ـ ــد الق ـ ــادر األرن ـ ــؤوط ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وأيضـ ــا‬
‫أضيفت تعليقات أمين صاحل شعبان (ط ‪ :‬دار الكتبـ العلمية) يف مواضعها من‬
‫هــذه الطبعــة]‪ ،‬اجلزء [‪]2، 1‬ـ ‪ :‬ـ ‪ 1389‬هـ ـ ‪ 1969 ،‬م‪ ،‬اجلزء [‪ ، 3‬ـ ‪]4‬ـ ‪:‬‬
‫‪ 1390‬ه ـ ـ ‪ 1970 ،‬م‪ ،‬اجلزء [‪ ]5‬ـ ‪:‬ـ ـ ‪ 1390‬ه ـ ـ ‪ 1971 ،‬م‪ ،‬اجلزء [‪، 6‬‬
‫‪]7‬ـ ‪:‬ـ ‪ 1391‬هـ ‪ 1971 ،‬م‪ ،‬اجلزء [‪- 8‬ـ ‪]11‬ـ ‪:‬ـ ‪ 1392‬ه ـ ‪ 1972 ،‬م‪،‬‬
‫اجلزء [‪( ]12‬التتمة) ‪ :‬ط دار الفكر ‪ ،‬حتقيق بشري عيون‪.‬‬
‫ج ــامع املس ــانيد وال ُّس ـنَن اهلادي ألق ــوم َس ـنَن‪ ،‬أب ــو الف ــداء إمساعيل بن عم ــر بن‬ ‫‪-81‬‬
‫كثـ ـ ــري القرشـ ـ ــي البصـ ـ ــري مث الدمشـ ـ ــقي‪ ،‬بتحقيـ ـ ــق‪ :‬د عبـ ـ ــد امللـ ـ ــك بن عبـ ــد اهلل‬
‫الــدهيش‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار خضــر للطباعــة والنشــر والتوزيــع بــريوت ‪ -‬لبنــان‪ ،‬طبــع‬
‫على نفق ــة احملق ــق ويطلب من مكتب ــة النهضـ ـةـ احلديث ــة ‪ -‬مك ــة املكرم ــة‪( ،‬ط‪/2‬‬
‫‪1419‬ه)‪.‬‬
‫اجلامع املس ــند الص ــحيح املختص ــر من أم ــور رس ــول اهلل ‪ ‬وس ــننه وأيام ــه =‬ ‫‪-82‬‬
‫صـ ــحيح البخـ ــاري‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬حممـ ــد بن إمساعيل أبـ ــو عبداهلل البخـ ــاري اجلعفي‪،‬‬
‫احملق ــق‪ :‬حمم ــد زه ــري بن ناص ــر الناص ــر‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار ط ــوق النج ــاة مص ــورة عن‬
‫السلطانية بإضافة ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫جذوة املقتبس يف ذكر والة األنــدلس‪ ،‬املؤلــف‪ :‬حممــد بن فتــوح بن عبــد اهلل بن‬ ‫‪-83‬‬
‫فت ــوح بن محي ــد األزدي املي ــورقيـ احلَ ِمي ــدي أب ــو عب ــد اهلل بن أيب نص ــر (املت ــوىف‪:‬‬
‫‪488‬ه ـ ــ)‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬الـ ــدار املصـ ــريةـ للتـ ــأليف والنشـ ــر – القـ ــاهرة‪ ،‬عـ ــام النش ــر‪:‬‬
‫‪1966‬م‪.‬‬
‫اجلرح والتعديل‪ ،‬أبو حممد عبد الرمحن بن حممد بن إدريس بن املنذر التميمي‪،‬‬ ‫‪-84‬‬
‫احلنظلي‪ ،‬ال ـ ــرازي ابن أيب ح ـ ــامت (ت‪327 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬الناش ـ ــر‪ :‬طبع ـ ــة جملس دائ ـ ــرة‬
‫املعــارف العثماني ـةـ ‪ -‬حبيــدر آبــاد الــدكن – اهلنــد‪ ،‬دار إحيــاء الــرتاث العــريب –‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1/1271‬ه‪1952-‬م‪.‬‬
‫جري ـ ـ ــدة كيه ـ ـ ــان الع ـ ـ ــريب‪ :‬الع ـ ـ ــدد ‪ ،3696‬الس ـ ـ ــنة السادس ـ ـ ــة عش ـ ـ ــرة‪ 6 ،‬متوز‬ ‫‪-85‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫املتمم لطبقــات ابن ســعد الطبقــة الرابعـةـ من الصــحابة ممن أســلم عنــد فتح‬ ‫اجلزء ِّ‬ ‫‪-86‬‬
‫مك ــة وم ــا بع ــد ذل ــك‪ ،‬أليب عب ــد اهلل حمم ــد بن س ــعد بن م ــنيع اهلامشي ب ــالوالء‪،‬‬
‫البصـ ــري‪ ،‬البغـ ــدادي املعـ ــروف بـ ــابن سـ ــعد (ت‪230 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬حتقيـ ــق ودراسـ ــة‪:‬‬
‫الــدكتور‪ /‬عبــد العزيــز عبــد اهلل الســلومي‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتبــة الصــديق ‪ -‬الطــائف‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪1416،‬هـ‪.‬‬
‫مجه ــرة اللغ ــة‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬أب ــو بك ــر حمم ــد بن احلس ــن بن دري ــد األزدي (املت ــوىف‪:‬‬ ‫‪-87‬‬
‫‪321‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬رمــزي منــري بعلبكي‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار العلم للماليني – بــريوت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫اجلواب الص ــحيح ملن ب ــدل دين املس ــيح‪ ،‬تقي ال ــدين أب ــو العب ــاس أمحد بن عب ــد‬ ‫‪-88‬‬
‫احلليم بن عب ــد الس ــالم بن عب ــد اهلل بن أيب القاس ــم بن حمم ــد ابن تيمي ــة احلراين‬
‫احلنبلي الدمشــقي (املتــوىف‪728 :‬ه ــ) حتقيــق‪ :‬علي بن حســن ‪ -‬عبــد العزيــز بن‬
‫إبــراهيم ‪ -‬محدان بن حممــد‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار العاصــمة‪ ،‬الســعودية‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪،‬ـ‬
‫‪1419‬هـ‪1999 /‬م‪.‬‬
‫ض ـ ـا ِوي‪ ،‬الْ ُم َس ـ ـ َّماة‪ِ :‬عنَايـ ـةُ ال َقا ِض ـ ـى وكِ َفايـ ـةُ‬ ‫حا ِشـ ـيةُ ال ِّشـ ـه ِ‬
‫اب َعلَى ت ْفس ـ ـ ِري البَي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪-89‬‬
‫يضاوي‪ ،‬شهاب الــدين أمحد بن حممــد بن عمـر اخلفـاجي‬ ‫اضى َعلَى ت ْفس ِري البَ َ‬ ‫الر ِ‬‫َّ‬
‫املصري احلنفي‪،‬ـ دار النشر‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬ـ بدون تاريخ‪.‬‬
‫حسـ ــن احملاض ــرة يف تـ ــاريخ مصـ ــر والق ــاهرة‪،‬ـ عب ــد الـ ــرمحن بن أيب بكـ ــر‪ ،‬جالل‬ ‫‪-90‬‬
‫الـ ــدين السـ ــيوطيـ (املتـ ــوىف ‪911 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬احملقـ ــق ‪ :‬حممـ ــد أبـ ــو الفضـ ــل إبـ ــراهيم‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬عيسى البايب احلليب وشركاه ‪ -‬مصر‬
‫حقــائق التأويــل يف متشــابه التنزيــل تــأليف الســيد الشــريف الرضــي (ت‪،)406‬‬ ‫‪-91‬‬
‫ش ــرحه العالم ــة األس ــتاذ حمم ــد الرض ــا آل كاش ــف الغط ــاء دققت ــه دار امله ــاجر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪1354‬ه‍‪.‬‬
‫حقيق ــة الش ــيعة ح ــىت ال ننخ ــدع عب ــد اهلل املوص ــلي‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار اإلميان للطب ــع‬ ‫‪-92‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬إسكندرية‪/،‬ط‪ )2‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫حوليات معهد الدراسات الشرقية أعداد ‪،39 ،36 ،35 ،1934‬‬ ‫‪-93‬‬
‫حوليات معهد الدراسات الشرقية العدد ‪ 10‬لسنة ‪.1952‬‬ ‫‪-94‬‬
‫حولي ــات معه ــد الدراس ــات الش ــرقية ب ــاجلزائر (أس ــس ‪ )1932‬ع ــدد ‪،1935‬‬ ‫‪-95‬‬
‫‪-1‬اجمللة اإلفريقية عدد ‪.1938‬‬
‫احليوان‪،‬ـ عمــرو بن حبر بن حمبــوب الكنــاين بــالوالء‪ ،‬الليــثي‪ ،‬أبـو عثمــان‪ ،‬الشــهري‬ ‫‪-96‬‬
‫باجلاحظ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪( ،‬ط‪1424 :2‬ه)‪.‬‬
‫اخلصـ ــال‪ ،‬أبـ ــو جعفـ ــر حممـ ــد بن علي بن احلسـ ــني بن موسـ ــى بن بابويـ ــه القمي‬ ‫‪-97‬‬
‫ص ـدوق‪( ،‬ت‪381‬ه) حتقيــق وتصــحيح‪ :‬علي أكــرب الغفــاري‪ ،‬ســنة‬ ‫املشــهور بال ّ‬
‫الطبع‪ ١٨ :‬ذي القعدة ‪١٤٠٣‬ه‪ ١٣٦٢ -‬ش‪.‬‬
‫خطــط الكوفــة وشــرح خريطتهــا‪ ،‬تــأليف‪ :‬لــويس ماســينيون‪،‬ـ ترمجة‪ :‬تقى حممــد‬ ‫‪-98‬‬
‫املصعيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬كامـل سـلمان اجلبـوري‪ ،‬الناشـر‪ :‬من منشـورات مجعيـة منتـدى‬
‫النشـ ــر‪ /‬النجـ ــف‪-‬العـ ــراق‪ ،‬رقم اإليـ ــداع يف املكتبـ ــة الوطني ـ ـةـ ببغـ ــداد ‪635‬س ــنة‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫خزانـ ــة األدب ولب لبـ ــاب لسـ ــان العـ ــرب‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬عبـ ــد القـ ــادر بن عمـ ــر‬ ‫‪-99‬‬
‫البغ ــدادي (املت ــوىف‪1093 :‬ه ــ) حتقي ــق وش ــرح‪ :‬عب ــد الس ــالم حمم ــد ه ــارون‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ 1418 ،‬هـ ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫دول ــة اإلس ــالم يف األن ــدلس (اجملل ــدان األول والث ــاين)‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬حمم ــد عب ــد اهلل‬ ‫‪-100‬‬
‫عن ــان املؤرخ املص ــري (املت ــوىف‪1406 :‬ه ــ)‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مكتب ــة اخلاجني‪ ،‬الق ــاهرة‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الرابعة‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م‪ ،‬مطبعة املدين – القاهرة‪.‬‬
‫الديباج على صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬للسيوطي بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪-101‬‬
‫الدر املنثــورـ يف طبقــات ربــات اخلدور‪ ،‬املؤلــف‪ :‬زينب بنت علي بن حســني بن‬ ‫‪-102‬‬
‫عبي ــد اهلل بن حس ــن بن إب ــراهيم بن حمم ــد بن يوس ــف ف ــواز الع ــاملي (املت ــوىف‪:‬‬
‫‪1332‬ه ــ‪ ،‬الناش ــر‪ :‬املطبع ــة الك ــربى األمريي ــة‪ ،‬مص ــر‪ ،‬الطبع ــة‪ :‬األوىل‪1312 ،‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫دي ــوان املبت ــدأ واخلرب يف ت ــاريخ الع ــرب وال ــرببر ومن عاص ــرهم من ذوي الش ــأنـ‬ ‫‪-103‬‬
‫األكـ ــرب‪ ،‬عبـ ــد الـ ــرمحن بن حممـ ــد بن حممـ ــد‪ ،‬ابن خلـ ــدون أبـ ــو زيـ ــد‪ ،‬ويل ال ــدين‬
‫احلضــرمي اإلشــبيلي‪ ،‬بتحقــق‪ :‬خليــل شــحادة‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الفكــر‪ ،‬بــريوت‪( ،‬ط‬
‫‪2/1408‬ه)‪.‬‬
‫الذريع ــة إىل تص ــانيف الش ــيعة‪ ،‬آق ــا ب ــزرگ الطه ــراين‪( ،‬ت ‪١٣٨٩‬ه)‪ ،‬ط‪،2/‬‬ ‫‪-104‬‬
‫دار األضواء بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫ردود على شبهات املستشرقني‪ ،‬حيي مراد‪ ،‬بدون دار الطباعة وال التاريخ‪.‬‬ ‫‪-105‬‬
‫رســالة يف الــرد على الرافضــة‪ ،‬أبــو حامــد حممــد املقدســي‪،‬ـ حتقيــق‪ :‬عبــد الوهــاب‬ ‫‪-106‬‬
‫خليل الرمحن‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬اهلند‪ ،‬ط األوىل ‪1403‬هـ‪.‬‬
‫الرسـ ــول يف كتابـ ــات املستشـ ــرقني‪ ،‬نـ ــذير محدان‪( ،‬جـ ــدة‪ :‬دار املنـ ــارة)‪ ،‬ط‪:2‬‬ ‫‪-107‬‬
‫‪1406‬ه‪1986-‬م‪.‬‬
‫روح املعــاين يف تفســري القــرآن العظيم والســبع املثــاين‪ ،‬شــهاب الــدين حممــود بن‬ ‫‪-108‬‬
‫عبد اهلل احلسيين األلوسي‪،‬ـ احملقق‪ :‬علي عبد البــاري عطيــة‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتبـ‬
‫العلمية – بريوت‪( ،‬ط‪1415 :1‬ه)‪.‬‬
‫رؤي ـ ــة إس ـ ــالمية لالستشـ ــراق‪ ،‬أمحد عب ـ ــد احلمي ـ ــد غ ـ ــراب‪ ،‬ط‪( :2‬بريمنجهـ ــام‪:‬‬ ‫‪-109‬‬
‫املنتدى اإلسالميـ ‪1411 ،‬ه‪.‬‬
‫سلس ــلة األح ــاديث الص ــحيحة وش ــيء من فقهه ــا وفوائ ــدها‪ ،‬أب ــو عب ــد ال ــرمحن‬ ‫‪-110‬‬
‫حممد ناصر الدين‪ ،‬بن احلاج نــوح بن جنايت بن آدم‪ ،‬األشــقودري األلبــاين (ت‪:‬‬
‫‪1420‬ه ــ)‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مكتب ــة املع ــارف للنش ــر والتوزي ــع‪ ،‬الري ــاض‪ ،‬ط‪ /1‬ملكتب ــة‬
‫املعـارف‪ ،‬عـدد األجـزاء‪/6‬عـام النشـر‪ :‬جـ ‪- 1‬ـ ‪:4‬ـ ‪1415‬ه ـ ‪1995 -‬م‪ ،‬جـ‬
‫‪1416 :6‬هـ ‪1996 -‬م‪ ،‬جـ ‪1422 :7‬هـ ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫ســنن ابن ماجــه‪ ،‬أبــو عبــد اهلل حممــد بن يزيــد القزويــين‪ ،‬وماجــة اســم أبيــه يزيــد‬ ‫‪-111‬‬
‫(املتــوىف‪273 :‬ه ــ) بتحقيــق‪ :‬حممــد فــؤاد عبــد البــاقي‪،‬ـ الناشــر‪ :‬دار إحيــاء الكتب‬
‫العربية ‪ -‬فيصل عيسى البايب احلليب‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ســنن أيب داود‪ ،‬أبــو داود ســليمان بن األشــعث بن إســحاق بن بشــري بن شــداد‬ ‫‪-112‬‬
‫الس ِج ْس ـ ـ ـتاين‪ ،‬بتحقيـ ـ ــق‪ :‬حممـ ـ ــد حميي الـ ـ ــدين عبـ ـ ــد احلمي ـ ــد‪،‬‬
‫بن عمـ ـ ــرو األزدي ِّ‬
‫الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بريوت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫س ــنن الرتم ــذي‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬حمم ــد بن عيس ــى بن َس ـ ْورة بن موس ــى بن الض ــحاك‪،‬‬ ‫‪-113‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬أبو عيسى (املتـوىف‪279 :‬هــ)‪ ،‬حتقيـق وتعليـق‪ :‬أمحد حممـد شـاكر (جـ‬
‫‪ ،1‬ـ ‪ ،)2‬وحممــد فــؤاد عبــد البــاقي (جـ ‪ ،)3‬وإبــراهيم عطــوة عــوض املدرس يف‬
‫األزه ــر الش ــريف (جـ ‪ ،4‬ـ ‪ ،)5‬الناش ــر‪ :‬ش ــركة مكتب ــة ومطبع ــة مص ــطفى الب ــايب‬
‫احلليب – مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1395 ،‬هـ ‪ 1975 -‬م‪.‬‬
‫السنن الكربى‪ ،‬أمحد بن احلســني بن علي بن موســى اخلُ ْسـَر ْو ِجردي اخلراســاين‪،‬‬ ‫‪-114‬‬
‫أبو بكر البيهقي‪،‬ـ بتحقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلميــة‪،‬‬
‫بريوت – لبنات‪( ،‬ط‪1424 :3‬ه)‪.‬‬
‫ســؤاالت أيب عبيــد اآلجــري أبــا داود السجســتاين يف اجلرح والتعــديل‪ ،‬املؤلــف‪:‬‬ ‫‪-115‬‬
‫أبو داود سليمان بن األشعثـ بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي‬
‫الس ِج ْسـ ـتاين (املت ــوىف‪275 :‬هـ ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬حمم ــد علي قاس ــم العم ــري‪ ،‬الناش ــر‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫عم ـ ــادة البحث العلمي باجلامع ـ ــة اإلس ـ ــالمية‪،‬ـ املدين ـ ــة املن ـ ــورة‪،‬ـ اململك ـ ــة العربيـ ــة‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1403 ،‬هـ‪1983/‬م‪.‬‬
‫س ــؤاالت الرتم ــذي للبخ ــاري ح ــول أح ــاديث يف ج ــامع الرتم ــذي‪ ،‬يوس ــف بن‬ ‫‪-116‬‬
‫حممـ ـ ــد ال ـ ـ ـ ّدخيل النج ـ ــدي مث املدين‪ ،‬الناشـ ـ ــر‪ :‬عمـ ـ ــادة البحث العلمي باجلامع ـ ــة‬
‫اإلسالمية‪،‬ـ املدينةـ املنورة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1424 :1‬ه)‪.‬‬
‫ســورية بالد الشــام‪ ،‬جتزئــة وطن حــول اتفاقــات ســايكس‪-‬ـ بيكــو دراســة وملـف‬ ‫‪-117‬‬
‫وث ـ ــائقي باللغ ـ ــة العربي ـ ــة والفرنس ـ ــية‪ ،‬لألس ـ ــتاذ األب د‪ .‬جوزي ـ ــف حجـ ــار‪ ،‬دار‬
‫طالس للدراسات والرتمجة والنشر‪ ،‬ط‪1999 :1‬م‪.‬‬
‫سري أعالم النبالء‪،‬ـ مشس الـدين أبـو عبـد اهلل حممـد بن أمحد بن عثمــان بن قَامْي از‬ ‫‪-118‬‬
‫ال ــذهيب‪ ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬جمموعـ ــة من احملققني بإش ــراف الش ــيخ شـ ــعيب األرن ــاؤوط‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬ط‪ 1405 :3‬هـ‪.‬‬
‫س ــرية اإلم ــام علي علي ــه الس ــالم‪ ،‬جناح الط ــائي‪ ،‬ط‪ /2‬ـ ‪1425‬ه ـ ‪6/2004‬م‪،‬‬ ‫‪-119‬‬
‫دار اهلدى إلحياء الرتاث‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫سلســلة األحــاديث الضــعيفة واملوضــوعةـ وأثرهــا الســيئـ يف األمــة‪ ،‬املؤلــف‪ :‬أبــو‬ ‫‪-120‬‬
‫عبــد الــرمحن حممــد ناصــر الــدين‪ ،‬بن احلاج نــوح بن جنايت بن آدم‪ ،‬األشــقودري‬
‫األلبـ ــاين (املتـ ــوىف‪1420 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬دار النشـ ــر‪ :‬دار املعـ ــارف‪ ،‬الريـ ــاض ‪ -‬اململكـ ــة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1412 ،‬هـ ‪1992 /‬م‪.‬‬
‫شخص ــيات قلق ــة يف اإلس ــالم‪،‬ـ عب ــد ال ــرمحن ب ــدوي‪ ،‬وه ــو عب ــارة عن جمموع ــة‬ ‫‪-121‬‬
‫حبوث ل ــويس ماس ــينيونـ اجلامع ــة‪ ،‬مجعه ــا وكتبه ــا وق ــام برتمجته ــا عب ــد ال ــرمحن‬
‫بدوي‪ ،‬ط‪1964 :2‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضةـ العربية‪.‬‬
‫شذرات الذهب يف أخبار من ذهب‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد احلي بن أمحد بن حممــد ابن‬ ‫‪-122‬‬
‫العك ـ ــري احلنبلي‪ ،‬أب ـ ــو الفالح (املت ـ ــوىف‪1089 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬حقق ـ ــه‪ :‬حمم ـ ــود‬ ‫العم ـ ــاد َ‬
‫األرن ــاؤوط‪ ،‬خ ــرج أحاديث ــه‪ :‬عب ــد الق ــادر األرن ــاؤوط‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار ابن كث ــري‪،‬‬
‫دمشق – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1406 ،‬هـ ‪ 1986 -‬م‪.‬‬
‫شرح أصول الكايف‪ ،‬ملويل حممد صاحل املازندراين‪( ،‬ت‪1081:‬ه)‪ ،‬حتقيــق مــع‬ ‫‪-123‬‬
‫تعليقــات‪ :‬املريزا أبــو احلســن الشــعراين‪ /‬ضــبط وتصــحيح‪ :‬الســيد علي عاشــور‪،‬‬
‫ط‪1/1421‬ه‪2000-‬م‪ ،‬دار احياء الرتاث العـريب للطباعـة والنشـر والتوزيـع‪،‬‬
‫بريوت_ لبنان‪.‬ـ‬
‫ش ــرح الس ــنة‪ ،‬حميي الس ــنة‪ ،‬أب ــو حمم ــد احلس ــني بن مس ــعود بن حمم ــد بن الف ــراء‬ ‫‪-124‬‬
‫البغــوي الشــافعي‪ ،‬حتقيــق‪ :‬شــعيبـ األرنــؤوط‪ -‬حممــد زهــري الشــاويش‪ ،‬الناشــر‪:‬‬
‫املكتبـ اإلسالمي ‪ -‬دمشق‪ ،‬بريوت‪( ،‬ط‪2/1403‬ه)‪.‬‬
‫ش ــرح مش ــكل اآلث ــار‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬أب ــو جعف ــر أمحد بن حمم ــد بن س ــالمة بن عب ــد‬ ‫‪-125‬‬
‫امللـ ـ ــك بن سـ ـ ــلمة األزدي احلجـ ـ ــري املصـ ـ ــري املعـ ـ ــروف بالطحـ ـ ــاوي (املت ـ ــوىف‪:‬‬
‫‪321‬ه ـ ــ) ‪ ،‬حتقي ـ ــق‪ :‬ش ـ ــعيب األرن ـ ــؤوط‪ ،‬الناش ـ ــر‪ :‬مؤسس ـ ــة الرس ـ ــالة‪ ،‬الطبعـ ــة‪:‬‬
‫األوىل‪ 1415 -‬هـ‪1494 ،‬م‪.‬‬
‫شرح مشل اآلثار‪ ،‬أبو جعفر أمحد بن حممد بن سالمة بن عبد امللك بن سلمة‬ ‫‪-126‬‬
‫األزدي احلجري املصري املعروف بالطحاوي (املتوىف‪321 :‬هـ) يف "بدون‪.‬‬
‫ش ــرح هنج البالغ ـةـ البن أيب احلديد‪( ،‬ت‪٦٥٦‬ه)‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬حمم ــد أب ــو الفض ــل‬ ‫‪-127‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬الطبعة األوىل للكتاب‪1959/‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الكتبـ العربية‪.‬‬
‫شـ ــعب اإلميان‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬أمحد بن احلسـ ــني بن علي بن موسـ ــى اخلُ ْس ـ ـَر ْو ِجردي‬ ‫‪-128‬‬
‫اخلراساين‪ ،‬أبو بكر البيهقي (املتوىف‪458 :‬هـ)‪ ،‬حققــه وراجــع نصوصــه وخــرج‬
‫أحاديثــه‪ :‬الــدكتور عبــد العلي عبــد احلميــد حامــد‪ ،‬أشــرف على حتقيقــه وختريج‬
‫أحاديثه‪ :‬خمتار أمحد الندوي‪ ،‬صاحب الـدار السـلفية ببومبـايـ – اهلنــد‪ ،‬الناشــر‪:‬‬
‫مكتب ــة الرش ــد للنش ــر والتوزي ــع بالري ــاض بالتع ــاونـ م ــع ال ــدار الس ــلفية ببومب ــاي‬
‫باهلند‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫الشــيخ حممــد بن عبــد الوهــاب حياتــه ودعوتــه يف الرؤيــة االستشــراقية‪،‬ـ املؤلــف‪:‬‬ ‫‪-129‬‬
‫ناص ـ ـ ــر بن إب ـ ـ ــراهيم بن عب ـ ـ ــد اهلل الت ـ ـ ــومي‪،‬ـ الناش ـ ـ ــر‪ :‬وزارة الش ـ ـ ــؤون اإلس ـ ــالمية‬
‫واألوقـ ــاف والـ ــدعوةـ واإلرشـ ــاد ‪ -‬مركـ ــز البح ـ ــوث والدراس ـ ــات اإلس ـ ــالمية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1423 ،‬هـ ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫الش ــيعة يف اإلس ــالم‪:‬ـ الس ــيد حمم ــد حس ــني الطباطب ــائيـ‪( ،‬ت ‪ ،)١٤٠٢‬ترمجة‪:‬‬ ‫‪-130‬‬
‫جعفر هباء الدين‪ ،‬بدون دار الطباعة وال تارخيه‪.‬‬
‫الش ــيعة يف االس ــالم‪،‬ـ ت ــأليف الس ــيد حمم ــد حس ــني الطباطب ــائي‪( ،‬ت‪1402:‬ه)‬ ‫‪-131‬‬
‫ترمجة‪ :‬جعفر هباء الدين‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الصـ ــحاح تـ ــاج اللغـ ــة وصـ ــحاح العربيـ ــة‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬أبـ ــو نصـ ــر إمساعيل بن محاد‬ ‫‪-132‬‬
‫اجلوهري الفارايب (املتوىف‪393 :‬هــ)‪ ،‬حتقيـق‪ :‬أمحد عبـد الغفـور عطـار‪ ،‬الناشـر‪:‬‬
‫دار العلم للماليني – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة ‪ 1407‬هـ‍ ‪ 1987 -‬م‪.‬‬
‫ضعيف اجلامع الصغري وزيادته‪ ،‬أليب عبـد الـرمحن حممـد ناصـر الـدين‪ ،‬بن احلاج‬ ‫‪-133‬‬
‫نـ ـ ـ ــوح بن جنايت بن آدم‪ ،‬األشـ ـ ـ ــقودري األلبـ ـ ـ ــاين‪ ،‬أشـ ـ ـ ــرف على طبعـ ـ ـ ــه‪ :‬زهـ ـ ــري‬
‫الشاويش‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتب اإلسالمي‪،‬ـ الطبعة‪ :‬اجملددة واملزيدة واملنقحة‪ ،‬بــدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫ض ـ ـ ــعيف س ـ ـ ــنن الرتم ـ ـ ــذي‪ ،‬املؤل ـ ـ ــف‪ :‬حمم ـ ـ ــد ناص ـ ـ ــر ال ـ ـ ــدين األلب ـ ـ ــاين (املت ـ ــوىف‪:‬‬ ‫‪-134‬‬
‫‪1420‬هـ)‪ ،‬أشرف على طباعته والتعليق عليــه‪ :‬زهــري الشــاويش‪ ،‬بتكليــف‪ :‬من‬
‫مكتب الرتبيــة‪،‬ـ العــريب لــدول اخلليج – الريــاض‪ ،‬توزيــع‪ :‬املكتب االســالميـ –‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1411 ،‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫طبق ــات الش ــافعية الك ــربى‪ ،‬ت ــاج ال ــدين عب ــد الوه ــاب بن تقي ال ــدين الس ــبكي‬ ‫‪-135‬‬
‫(ت‪771 :‬هـ)‪ ،‬بتحقيق‪ :‬د‪ .‬حممود حممد الطناحي د‪ .‬عبد الفتاح حممد احللــو‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪2/1413‬ه‪.‬‬
‫الطبق ــات الك ــربى‪ ،‬البن س ــعد (ت‪230‬ه)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬إحس ــان عب ــاس‪ ،‬الناش ــر‪:‬‬ ‫‪-136‬‬
‫دار صادر – بريوت‪ ،‬ط‪1/1968‬م‪.‬‬
‫ظاهرة انتشار اإلسالم وموقف بعض املستشـرقني منهــا حممـد فتح اهلل الزيـادي‪،‬‬ ‫‪-137‬‬
‫املنشــأةـ العامــة للنشــر والتوزيــع واإلعالن‪،‬ـ طــرابلس‪ -‬اجلماهرييــة العربيــة الليبيــة‬
‫الشعبية االشرتاكية‪ ،‬ط‪1983 :1‬م‪.‬‬
‫الع ــرش‪ ،‬مشس ال ــدين أب ــو عب ــد اهلل حمم ــد بن أمحد بن عثم ــان بن قَامْي از ال ــذهيب‪،‬‬ ‫‪-138‬‬
‫بتحقيـ ــق‪ :‬حممـ ــد بن خليفـ ــة بن علي التميمي‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬عمـ ــادة البحث العلمي‬
‫باجلامعـ ـ ـ ــة اإلسـ ـ ـ ــالمية‪ ،‬املدينـ ـ ـ ــة املنـ ـ ـ ــورة‪،‬ـ اململكـ ـ ـ ــة العربيـ ـ ـ ــة السـ ـ ـ ــعودية‪( ،‬ط‪:2‬‬
‫‪1424‬ه)‪.‬‬
‫عقيـدة أهــل الســنة واجلماعــة يف الصـحابة الكـرامـ رضــي اهلل عنهم أصــل الكتـاب‬ ‫‪-139‬‬
‫رســالة دكتــوراه)‪،‬ـ ناصــر بن علي عــائض حســن الشــيخ‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتبـةـ الرشــد‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1421 :3‬ه‪.‬‬
‫العالمـ ـةـ الس ــيد حمم ــد حس ــني الطباطب ــائيـ‪ :‬الش ــيعة؛ نص احلوار م ــع املستش ــرق‬ ‫‪-140‬‬
‫كوربــان تعــريب جــواد علي‪ ،‬طبعــة مؤسســة أم القــرى للتحقيــق والنشــر‪ ،‬ط‪/1‬‬
‫‪1416‬هـ‪.‬‬
‫العواصــم من القواصــم يف حتقيــق مواقــف الصــحابة بعــد وفــاة النــيب ‪ ‬املؤلــف‪:‬‬ ‫‪-141‬‬
‫القاضـ ــي حممـ ــد بن عب ـ ــد اهلل أبـ ــو بكـ ــر بن العـ ــريب املعـ ــافري االشـ ــبيليـ املالكي‬
‫(املتوىف‪543 :‬هـ)‪ ،‬قدم له وعلـق عليـه‪ :‬حمب الـدين اخلطيب رمحه اهلل‪ ،‬الناشـر‪:‬‬
‫وزارة الشـ ــؤون اإلسـ ــالمية واألوقـ ــاف والـ ــدعوة واإلرشـ ــاد ‪ -‬اململكـ ــة العربيـ ــة‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫الغارات‪ ،‬أليب إسحاق إبراهيم بن حممد الثقفي الكويف‪( ،‬ت‪ :‬سنة ‪ ،283‬هـامش‪،‬‬ ‫‪-142‬‬
‫حتقيق‪ :‬السيد جالل الـدين احلسـيين األرمـوي احملدث‪ ،‬بـدون دار الطباعـة وال تـاريخ‬
‫نشر‪.‬‬
‫الغارة التنصرييةـ على أصالة القرآن الكرمي‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬عبد الراضــي حممـد عبــد‬ ‫‪-143‬‬
‫احملسن‪ ،‬الناشر‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫غايــة األمــاين يف الــرد على النبهــاين‪ ،‬أبــو املعــايل حممــود شــكري بن عبــد اهلل بن‬ ‫‪-144‬‬
‫حممــد بن أيب الثنــاء األلوســي‪،‬ـ بتحقيــق أيب عبــد اهلل الــداين بن منــري آل زهــوي‪،‬‬
‫الناشــر‪ :‬مكتبـةـ الرشــد الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪( ،‬ط‪ /1‬ـ ‪1422‬ه ــ‪-‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫الغيبــة‪،‬ـ أليب عب ــد اهلل حممــد بن ابن إب ــراهيم بن جعفــر الكــاتبـ املعــروف ب‍ (ابن‬ ‫‪-145‬‬
‫أيب زينب النعمـ ـ ـ ــاين‪( ،‬ت‪ -380‬وقيل‪ ،360‬ه ق حتقيـ ـ ـ ــق‪ :‬فـ ـ ـ ــارس حسـ ـ ــون‬
‫كرمي‪ ،‬ط‪1/1422‬ه‪ .‬الطبعة‪ :‬مهر‪ ،‬الناشر‪ :‬أنوار اهلدى‪ ،‬قم‪ -‬إيران‪.‬‬
‫الفت ــاوى الك ــربى البن تيمي ــة‪ ،‬تقي ال ــدين أب ــو العب ــاس أمحد بن عب ــد احلليم بن‬ ‫‪-146‬‬
‫عب ـ ــد الس ـ ــالم بن عب ـ ــد اهلل بن أيب القاس ـ ــم بن حمم ـ ــد ابن تيمي ـ ــة احلراين احلنبلي‬
‫الدمشقي (ت‪728 :‬هـ)‪.‬‬
‫الفت ــاوى الك ــربى البن تيمي ــة‪ ،‬تقي ال ــدين أب ــو العب ــاس أمحد بن عب ــد احلليم بن‬ ‫‪-147‬‬
‫عب ـ ــد الس ـ ــالم بن عب ـ ــد اهلل بن أيب القاس ـ ــم بن حمم ـ ــد ابن تيمي ـ ــة احلراين احلنبلي‬
‫الدمشقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪( ،‬ط‪1408 :1‬ه‪.‬‬
‫الفتـاوى الكــربى البن تيميـة‪ ،‬البن تيميــة رمحه اهلل‪( ،‬ت‪728 :‬ه ــ) الناشـر‪ :‬دار‬ ‫‪-148‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1/1408‬هـ ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫فتح البـ ــاري شـ ــرح صـ ــحيح البخـ ــاري‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬أمحد بن علي بن حجـ ــر أبـ ــو‬ ‫‪-149‬‬
‫الفضل العسقالين الشافعي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بــريوت‪ ،1379 ،‬رقم كتبــه‬
‫وأبوابه وأحاديثه‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬قام بإخراجه وصححه وأشــرف على‬
‫طبعه‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬عليــه تعليقــات العالمــة‪ :‬عبــد العزيــز بن عبــد اهلل بن‬
‫باز‪.‬‬
‫فتح البــاري شــرح صــحيح البخــاري‪ ،‬املؤلــف‪ :‬زين الــدين عبــد الــرمحن بن أمحد‬ ‫‪-150‬‬
‫بن رجب بن احلس ـ ــن‪ ،‬ال َس ـ ـالمي‪ ،‬البغ ـ ــدادي‪ ،‬مث الدمش ـ ــقي‪ ،‬احلنبلي (املت ـ ــوىف‪:‬‬
‫‪795‬ه ـ ــ) حتقيـ ــق‪ :‬جمموعـ ــة احملققني‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬مكتبـ ــة الغربـ ــاء األثريـ ــة ‪ -‬املدينـ ـةـ‬
‫النبويـ ـ ـ ــة‪ ،‬احلقـ ـ ـ ــوق‪ :‬مكتبـ حتقيـ ـ ـ ــق دار احلرمني – القـ ـ ـ ــاهرة‪ ،‬الطبعـ ـ ـ ــة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 1417‬هـ ‪ 1996 -‬م‪.‬‬
‫فتح القـ ــدير‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬حممـ ــد بن علي بن حممـ ــد بن عبـ ــد اهلل الشـ ــوكاين اليم ــين‬ ‫‪-151‬‬
‫(املتـ ـ ــوىف‪1250 :‬ه ـ ـ ــ)‪ ،‬الناشـ ـ ــر‪ :‬دار ابن كثـ ـ ــري‪ ،‬دار الكلم الطيب ‪ -‬دمش ـ ــق‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1414 -‬هـ‪.‬‬
‫فتـ ـ ـ ــوح البلـ ـ ـ ــدان‪ ،‬أمحد بن حيىي بن جـ ـ ـ ــابر بن داود البَاَل ذُري (ت‪279 :‬ه ـ ـ ــ)‪،‬‬ ‫‪-152‬‬
‫الناشر‪ :‬دار ومكتبة اهلالل‪ -‬بريوت‪ ،‬عام النشر‪1988 :‬م‪.‬‬
‫الفتـ ـ ـ ـ ــوح‪ ،‬أمحد بن حممـ ـ ـ ـ ــد بن علي بن أعثم الكـ ـ ـ ـ ــويف‪ ،‬أبـ ـ ـ ـ ــو حممـ ـ ـ ـ ــد (ت‪ :‬حنو‬ ‫‪-153‬‬
‫‪314‬ه ـ ــ)‪ ،‬بتحقي ـ ــق‪ :‬علي ش ـ ــريي‪ ،‬الناش ـ ــر‪ :‬دار األض ـ ــواء‪ ،‬ب ـ ــريوت لبنـ ــان‪ ،‬ط‬
‫‪1991-1/1411‬م‪.‬‬
‫الفتوحــات املكيــة‪ ،‬حميي الــدين أيب عبــد اهلل حممــد بن علي املعــروف بــابن عــريب‬ ‫‪-154‬‬
‫احلامتي الطائي الناشر‪ :‬دار صادر بريوت بدون تاريخ‪.‬‬
‫فص ــوص احلكم‪ ،‬حمي ال ــدين بن ع ــريب‪( ،‬ت‪ ،)638‬التعليق ــات علي ــه‪ :‬أب ــو العال‬ ‫‪-155‬‬
‫عفيفي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتابـ العريب – بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بال تاريخ‪.‬‬
‫فضــائل القــرآن للقاســم بن ســالم‪ ،‬املؤلــف‪ :‬أبــو عُبيــد القاســم بن سـالّم بن عبــد‬ ‫‪-156‬‬
‫اهلل اهلروي البغدادي (املتوىف‪224 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬مروانـ العطية‪ ،‬وحمسن خرابة‪،‬‬
‫ووفــاء تقي الــدين‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار ابن كثــري (دمشــق‪ -‬بــريوت)‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1415‬هـ ‪1995-‬م‪.‬‬
‫فوات الوفيات‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن شاكر بن أمحد بن عبد الرمحن بن شاكر بن‬ ‫‪-157‬‬
‫ه ــارون بن ش ــاكر امللقب بص ــالح ال ــدين (املت ــوىف‪764 :‬ه ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬إحس ــان‬
‫عبــاس‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار صــادر – بــريوت‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األوىل‪ ،‬اجلزء‪ – 1 :‬ـ ‪،1973‬‬
‫اجلزء‪ ،1974 -4 ،3 ،2 :‬عدد األجزاء‪ 4 :‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫فوات الوفيات‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن شاكر بن أمحد بن عبد الرمحن بن شاكر بن‬ ‫‪-158‬‬
‫ه ــارون بن ش ــاكر امللقب بص ــالح ال ــدين (املت ــوىف‪764 :‬ه ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬إحس ــان‬
‫عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬اجلزء‪1973 – 1 :‬م‪.‬‬
‫القاموس احمليط‪ ،‬جمد الدين أبو طاهر حممـد بن يعقـوب الفـريوز آبـادى‪ ،‬حتقيـق‪:‬‬ ‫‪-159‬‬
‫العرقسوســي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مكتب حتقيــق الــرتاث يف مؤسســة الرســالة‪ ،‬بإشــراف‪ :‬حممــد نعيم‬
‫الناش ــر‪ :‬مؤسس ــة الرس ــالة للطباع ــة والنش ــر والتوزي ــع‪ ،‬ب ــريوت – لبن ــان‪ ،‬ط‪:8‬‬
‫‪1426‬ه‪.‬‬
‫كت ــاب التعريف ــات‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬علي بن حمم ــد بن علي ال ــزين الش ــريف اجلرج ــاين‬ ‫‪-160‬‬
‫(املت ـ ــوىف‪816 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬احملق ـ ــق‪ :‬ض ـ ــبطه وص ـ ــححه مجاع ـ ــة من العلم ـ ــاء بإشـ ــراف‬
‫الناشــر‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار الكتبـ العلميــة بــريوت –لبنــان‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األوىل ‪1403‬هـ‬
‫‪1983-‬م‪.‬‬
‫كتــاب رحلــيت مــع غانــدي ألمحد شــقري‪ ،‬الــدار العربيــة للعلــوم ناشــرون‪ ،‬ط ‪:1‬‬ ‫‪-161‬‬
‫‪1432‬ه‪.‬‬
‫الكتاب‪ :‬لطائف اإلشارات = تفسري القشـريي املؤلـف‪ :‬عبـد الكـرمي بن هـوازن‬ ‫‪-162‬‬
‫بن عب ــد املل ــك القش ــريي (املت ــوىف‪465 :‬ه ــ) احملق ــق‪ :‬إب ــراهيم البس ــيوين الناش ــر‪:‬‬
‫اهليئة املصرية العامة للكتاب – مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الكتب العربيـ ــة املطبوع ـ ـةـ يف أوربـ ــا‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬مكتب ـ ـةـ امللـ ــك عبـ ــدالعزيز العام ــة‪-‬‬ ‫‪-163‬‬
‫الرياض‪ 1425 :‬هـ‪.‬‬
‫الـكـش ــاف الـمـيـسـّـر‪ ،‬للشــيخ عثمــان ســيدأمحد إمساعيل الــبيليـ لـفـه ــارس كـت ــاب‬ ‫‪-164‬‬
‫العِ َرب وديـوان الـمـبـتـدأ والـخـبـر يف أيـام الـعـرب والـعـجـم والـبـرب ــر وم ــن عـاصـره ــم‬
‫من ذوي الـسـلـط ـ ــان األكـب ـ ــر البن خلـ ــدون‪ ،‬ط‪ /‬شـ ــركة املطبوع ـ ــات للتوزيـ ــع‬
‫والنشر‪2010‬م‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫الكفايــة يف علم الروايــة‪ ،‬أليب بكــر أمحد بن علي بن ثــابت بن أمحد بن مهــدي‬ ‫‪-165‬‬
‫اخلطيب البغـ ــدادي (ت‪463 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬أبـ ــو عبداهلل السـ ــورقي‪ ,‬إبـ ــراهيم‬
‫محدي املدين‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبةـ العلمية ‪ -‬املدينة املنورة‪.‬ـ‬
‫كلم ــة د‪ .‬حس ــن ع ــزوزي كلي ــة اللغ ــة العربي ــة ‪ -‬م ــراكش يف جمل ــة "الق ــرويني"‬ ‫‪-166‬‬
‫العدد اخلامس لعام‪1414‬هـ‪.‬‬
‫الكـ ــىن واألمساء‪ ،‬مسـ ــلم بن احلجـ ــاج أبـ ــو احلسـ ــن القشـ ــريي النيسـ ــابوري (ت‪:‬‬ ‫‪-167‬‬
‫‪261‬ه ــ) حتقي ــق‪ :‬عب ــد ال ــرحيم حمم ــد أمحد القش ــقري‪ ،‬الناش ــر‪ :‬عم ــادة البحث‬
‫العلمي باجلامع ـ ــة اإلس ـ ــالمية‪ ،‬املدين ـ ــة املن ـ ــورة‪ ،‬اململك ـ ــة العربي ـ ــة الس ـ ــعودية‪ ،‬ط‬
‫‪1/1404‬ه‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫لســان العــرب‪ ،‬حممــد بن مكــرم بن على‪ ،‬أبــو الفضــل‪ ،‬مجال الــدين ابن منظــور‬ ‫‪-168‬‬
‫األنصـ ـ ـ ـ ـ ــاري الـ ـ ـ ـ ـ ــرويفعي اإلفـ ـ ـ ـ ـ ــريقي‪ ،‬الناشـ ـ ـ ـ ـ ــر‪ :‬دار صـ ـ ـ ـ ـ ــادر – بـ ـ ـ ـ ـ ــريوت‪( ،‬ط‬
‫‪3/1414‬ه)‪.‬‬
‫حملات يف الثقاف ــة اإلس ــالمية‪ ،‬عم ــر ع ــودة اخلطيب‪ ،‬الناش ــر‪ :‬مؤسس ــة الرس ــالة‪،‬‬ ‫‪-169‬‬
‫الطبعة‪ :‬اخلامسة عشرة ‪1425‬هـ‪2004-‬م‪.‬‬
‫حملات يف الثقافةـ اإلسالمية‪ ،‬عمر عودة اخلطيب‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسســة الرســالة‪( ،‬ط‬ ‫‪-170‬‬
‫‪15/1425‬ه‪2004-‬م)‪.‬‬
‫ماس ــينيون يف بغ ــداد من االهت ــداء الص ــويف إىل اهلداي ــة الكولونيالي ــة‪،‬ـ لعلي ب ــدر‪،‬‬ ‫‪-171‬‬
‫ص‪ ،93‬ط‪2/2010‬م املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت – لبنان‪.‬‬
‫البهي‪،‬‬
‫املبشرون واملستشرقونـ يف موقفهم من اإلسالم‪،‬ـ لألستاذ الدكتور حممد ّ‬ ‫‪-172‬‬
‫الناشر‪ :‬مطبعة األزهر‪ -‬مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫معجم دي ــوان األدب‪ ،‬أب ــو إب ــراهيم إس ــحاق بن إب ــراهيم بن احلس ــني الف ــارايب‪،‬‬ ‫‪-173‬‬
‫(املتــوىف‪350 :‬ه ــ) حتقيــق‪ :‬دكتــور أمحد خمتــار عمــر‪ ،‬مراجعــة‪ :‬دكتــور إبــراهيم‬
‫أنيس طبع ــة‪ :‬مؤسس ــة دار الش ــعب للص ــحافة والطباع ــة والنش ــر‪ ،‬الق ــاهرة‪ ،‬ع ــام‬
‫النشر‪ 1424 :‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫املتن ـ ــيب ب ـ ــإزاء الق ـ ــرن اإلمساعيلي يف ت ـ ــاريخ اإلس ـ ــالم لل ـ ــويس ماس ـ ــينيون‪ ،‬ترمجة‬ ‫‪-174‬‬
‫وتعليق ودراسة‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم عـوض‪ ،‬مت نشـر الكتـابـ عـام ‪1988‬م‪ ،‬بـدون دار‬
‫النشر والطباعة‪.‬‬
‫اجملتىب من السنن = السنن الصغرى للنسائي‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد الــرمحن أمحد بن‬ ‫‪-175‬‬
‫شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬النسائيـ (املتوىف‪303 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبــد الفتــاح أبــو‬
‫غدة‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتب املطبوعــات اإلســالمية – حلب‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪،‬ـ ‪1406‬‬
‫– ‪1986‬م‪.‬‬
‫جملة االجتهاد (العدد ‪،22‬السنة السادسة‪ ،‬شــتاء‪1414‬ه‪1993/‬م‪ ،‬بــريوت‪-‬‬ ‫‪-176‬‬
‫لبنان‪ ،‬حبث منشور للدكتور السيد حممد الشاهد‪.‬‬
‫جملة االستشراق‪ ،‬عدد ‪ ،4‬بغداد‪ :‬دار الشئونـ الثقافية العامة‪1990،‬م‪.‬‬ ‫‪-177‬‬
‫اجمللة اآلسيويةـ ‪.1903‬‬ ‫‪-178‬‬
‫اجمللـ ـ ـ ــة اآلسـ ـ ـ ــيوية أعـ ـ ـ ــداد‪/ 1881/1909/1910،1914/1917/1922 ( :‬‬ ‫‪-179‬‬
‫‪.)1926‬‬
‫اجمللة اآلسيويةـ عدد ‪.1907 ،1‬‬ ‫‪-180‬‬
‫اجمللة اآلسيويةـ عدد ‪.1907‬‬ ‫‪-181‬‬
‫اجمللة اآلسيويةـ عدد ‪.1937‬‬ ‫‪-182‬‬
‫اجمللة األسيويةـ عدد ‪.1868 ،2‬‬ ‫‪-183‬‬
‫اجمللة األسيويةـ عدد‪.1964 ،‬‬ ‫‪-184‬‬
‫اجمللة األسيوية‪،‬ـ العدد التاسع‪.1899 ،‬‬ ‫‪-185‬‬
‫اجمللة اآلسيوية‪،‬ـ عدد ‪1900‬‬ ‫‪-186‬‬
‫اجمللة اآلسيوية‪،‬ـ عدد ‪.1952‬‬ ‫‪-187‬‬
‫اجمللة اآلشورية عدد ‪.1912‬‬ ‫‪-188‬‬
‫اجمللة األفريقية العدد ‪ ،1950 /94‬و ‪.1955/ 99‬‬ ‫‪-189‬‬
‫اجمللة األفريقية عدد ‪.1921‬‬ ‫‪-190‬‬
‫اجمللة االفريقية‪ ،‬عدد‪.1918‬‬ ‫‪-191‬‬
‫أسست ‪.1894‬‬ ‫جملة األلسن‪ ،‬حممد عوين‪ ،‬انظر‪ :‬عددي‪ 1927 /‬و‪ّ 1930‬‬ ‫‪-192‬‬
‫جمل ـ ــة البي ـ ــان‪ ،‬الع ـ ــدد ‪ 316‬ذو احلج ـ ــة ‪1434‬ه ـ ــ‪ ،‬أكت ـ ــوبر– نوفمرب‪2013‬م‪.‬‬ ‫‪-193‬‬
‫فرست مرعي‪.‬‬ ‫الباحث‪ :‬د‪.‬‬
‫جملة البيان‪ ،‬تصدر عن املنتدى اإلسالمي‪،‬ـ (العدد‪ )153/‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪-194‬‬
‫اجمللة التارخيية عدد‪.1933 ،‬‬ ‫‪-195‬‬
‫جمل ــة ال ــرتاثـ الع ــريب – جمل ــة فص ــلية تص ــدر عن احتاد ال ُكت ــاب الع ــرب‪ ،‬دمش ــق‬ ‫‪-196‬‬
‫العــدد‪ ،84-83‬فهــرس العــدد‪ ،‬بعنــوان‪ :‬املستشــرق لــويس ماســينيون مالــه ومــا‬
‫عليه – عبد الرزاق األصفر‪.‬‬
‫اجمللة التونسيةـ عدد ‪.1934‬‬ ‫‪-197‬‬
‫جملة الدراسات اإلسالميةـ (أسست ‪1953‬م)‪.‬‬ ‫‪-198‬‬
‫جملة الدراسات اإلفريقية (أسست ‪ )1881‬عدد ‪.1908‬‬ ‫‪-199‬‬
‫جملة الدراسات الشرقية عدد ‪،1914‬‬ ‫‪-200‬‬
‫جملة العامل اإلسالمي‪،‬ـ وجملة تاريخ األديان (أسست ‪1880‬م) عدد ‪.1915‬‬ ‫‪-201‬‬
‫جملة املنار (كاملة ‪ 35‬جملــدا)‪ )29/456( ،‬جمموعــة من املؤلفني‪ ،‬حممـد رشـيد‬ ‫‪-202‬‬
‫بن علي رضـ ــا (املتـ ــوىف‪1354 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬بـ ــدون العثـ ــور على رقم العـ ــدد وتارخيه‪،‬‬
‫ومصدر اجمللة (املكتبة الشاملة) نسخة املوافقة للمطبوع‪.‬‬
‫جملـ ـ ــة النّبـ ـ ــأ‪ -‬العـ ـ ــدد‪ -66-‬حمرم ‪1423‬ه بعنـ ـ ــوان‪ :‬كـ ـ ــربالء‪...‬من تراجي ـ ــديا‬ ‫‪-203‬‬
‫الصورة إىل فلسفة احلركة‪ ،‬الكاتب‪،‬ـ أنور راجي هيفا‪.‬‬
‫جملة النور‪ :‬العدد ‪ ،109‬حزيران عام ‪2000‬م‪ ،‬تصدر عن دار النور‪ -‬لندن‪.‬‬ ‫‪-204‬‬
‫جملة تاريخ األديان عدد ‪.1929‬‬ ‫‪-205‬‬
‫جملة تاريخ الفلسفة عدد‪.1928‬‬ ‫‪-206‬‬
‫جملــة تراثنــا‪-‬ـ مؤسســة آل الــبيت‪ ،‬ســنة الطبــع ‪1415‬ه‪ ،‬مصــدر اجمللــة‪( :‬املكتبـةـ‬ ‫‪-207‬‬
‫الشيعية)‪.‬‬
‫جممــع الزوائــد ومنبــع الفوائــد‪ ،‬املؤلــف‪ :‬أبــو احلســن نــور الــدين علي بن أيب بكــر‬ ‫‪-208‬‬
‫بن سليمان اهليثمي (املتـوىف‪807 :‬هــ)‪ ،‬احملقـق‪ :‬حسـام الـدين القدسـي‪،‬ـ الناشـر‪:‬‬
‫مكتبة القدسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عام النشر‪ 1414 :‬هـ‪ 1994 ،‬م‪.‬‬
‫جممــوع الفتــاوى‪ ،‬تقي الــدين أبــو العبــاس أمحد بن عبــد احلليم بن تيميــة احلراين‪،‬‬ ‫‪-209‬‬
‫بتحقي ــق‪ :‬عب ــد ال ــرمحن بن حمم ــد بن قاس ــم‪ ،‬الناش ــر‪ :‬جمم ــع املل ــك فه ــد لطباع ــة‬
‫املصحف الشريف‪ ،‬املدينةـ النبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫جمموع فتاوى العالمةـ عبد العزيز بن بـاز رمحه اهلل‪ ،‬لعبـد العزيــز بن عبـد اهلل بن‬ ‫‪-210‬‬
‫باز‪ ،‬أشرف على مجعه وطبعه‪ :‬حممد بن ســعد الشــويعر‪ ،‬بــدون تــاريخ‪ ،‬وال دار‬
‫النشر‪.‬‬
‫مشاهري علماء جند وغريهم‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الــرمحن بن عبــد اللطيــف بن عبــد اهلل‬ ‫‪-211‬‬
‫بن عبد اللطيــف بن عبــد الــرمحن بن حسـن بن حممــد بن عبــد الوهــاب‪ ،‬الناشــر‪:‬‬
‫طبع على نفقة املؤلف بإشــراف دار اليمامــة للبحث والرتمجة والنشــر‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1392 ،‬هـ ‪1972 /‬م‪.‬‬
‫حماض ــرات يف النص ــرانية‪،‬ـ تبحث يف األدوار ال ــيت م ـ َّـرت عليه ــا عقائ ــد النّص ــارى‬ ‫‪-212‬‬
‫ويف كتبهم وجمامعهم املق ّدس ــة وف ــرقهم)‪ ،‬حملم ــد بن أمحد بن مص ــطفى بن أمحد‬
‫املعروف بأيب زهرة (ت‪1394 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر العريب – القــاهرة‪ ،‬ط‬
‫‪1966-3/1381‬م‪.‬‬
‫حماضرات يف تاريخ االصــطالحات الفلســفية العربيــة‪ ،‬لــويس ماســينيون‪ ،‬حتقيــق‪:‬‬ ‫‪-213‬‬
‫دكتــورة زينب حممــود اخلضــريي‪ ،‬طباعــة ونشــر املعهــد العلمي الفرنســي لآلثــار‬
‫الشرقية‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫خمتـ ــار الصـ ــحاح‪ ،‬زين الـ ــدين أبـ ــو عبـ ــد اهلل حممـ ــد بن أيب بكـ ــر بن عبـ ــد الق ــادر‬ ‫‪-214‬‬
‫احلنفي الرازي بتحقيق‪ :‬يوسف الشيخ حممد‪ ،‬الناشــر‪ :‬املكتبــة العصــرية ‪ -‬الــدار‬
‫النموذجية‪ ،‬بريوت – صيدا‪ ،‬ط‪1420 :5‬ه‪.‬‬
‫املستدرك على الصحيحني‪ ،‬أبو عبـد اهلل احلاكم حممـد بن عبـد اهلل بن حممـد بن‬ ‫‪-215‬‬
‫محدويــه بن نُعيم بن احلكم الضــيب الطهمــاين النيســابوريـ املعــروف بــابن الــبيع‪،‬‬
‫حتقيـق‪ :‬مصـطفى عبــد القـادر عطــا‪ ،‬الناشـر‪ :‬دار الكتبـ العلميـة – بـريوت‪( ،‬ط‬
‫‪1/1411‬ه)‪.‬‬
‫مستشــرقون سياســيون ‪ -‬جــامعيون‪-‬ـ جممعيــون‪ ،‬نــذير محد ان‪ ،‬بتصــرف يســري‪،‬‬ ‫‪-216‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبةـ الصديق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1/1408‬ه‪.‬‬
‫املستشرقون والتنصري‪،‬ـ علي بن إبراهيم احلمد النملة‪ ،‬الناشر‪ :‬غــري معــروف‪ ،‬ط‬ ‫‪-217‬‬
‫‪ :1‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫املستشـ ـ ـ ـ ـ ــرقونـ وتـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ صـ ـ ـ ـ ـ ــلتهم بالعربي ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬د‪ .‬إمساعيل أمحد عمـ ـ ـ ـ ـ ــايرة‪ ،‬ط‬ ‫‪-218‬‬
‫‪3/1412‬ه‪ ،‬دار حنني للنشر والتوزيع‪ :‬عمان‪ -‬األردن‪.‬‬
‫املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪،‬ـ (القاهرة‪ :‬دار املعارف)‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪.‬‬ ‫‪-219‬‬
‫املستشرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪،‬ـ القاهرة‪ :‬دار املعارف ‪1964‬م‪.‬‬ ‫‪-220‬‬
‫املستش ــرقون‪ ،‬جنيب العقيقي‪،‬ـ ط‪ :4‬الناش ــر‪ :‬دار املع ــارف‪1981‬م‪ ،‬الق ــاهرة –‬ ‫‪-221‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫مس ــند أيب يعلى‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬أب ــو يعلى أمحد بن علي بن املثُ ــىن بن حيىي بن عيس ــى‬ ‫‪-222‬‬
‫بن هالل التميمي‪ ،‬املوص ــلي (املت ــوىف‪307 :‬هـ ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬حس ــني س ــليم أس ــد‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار املأمونـ للرتاث – دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪19841 – 1404 ،‬م‪.‬‬
‫مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬أبو عبد اهلل أمحد بن حممــد بن حنبــل بن هالل بن‬ ‫‪-223‬‬
‫أسد الشيباين‪ ،‬بتحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬إشــراف‪:‬‬
‫د عبـ ـ ـ ـ ــد اهلل بن عبـ ـ ـ ـ ــد احملسـ ـ ـ ـ ــن الـ ـ ـ ـ ــرتكي‪ ،‬الناشـ ـ ـ ـ ــر‪ :‬مؤسسـ ـ ـ ـ ــة الرسـ ـ ـ ـ ــالة‪ ،‬ط‪:1‬‬
‫‪1421‬ه)‪.‬‬
‫مسند اإلمــام أمحد بن حنبــل‪ ،‬املؤلــف‪ :‬أبــو عبــد اهلل أمحد بن حممــد بن حنبــل بن‬ ‫‪-224‬‬
‫هالل بن أســد الشــيباين (املتــوىف‪241 :‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬شــعيب األرنــؤوط ‪ -‬عــادل‬
‫مرش ـ ــد‪ ،‬وآخ ـ ــرون‪ ،‬إش ـ ــراف‪ :‬د عب ـ ــد اهلل بن عب ـ ــد احملس ـ ــن ال ـ ــرتكي‪ ،‬الناش ـ ــر‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1421 ،‬هـ ‪ 2001 -‬م‪.‬‬
‫مسند البزار املنشـور باسـم البحـر الزخـار‪ ،‬املؤلـف‪ :‬أبـو بكـر أمحد بن عمـرو بن‬ ‫‪-225‬‬
‫عبــد اخلالق بن خالد بن عبيــد اهلل العتكيـ املعــروف بــالبزار (املتــوىف‪292 :‬ه ــ)‪،‬‬
‫احملقـ ــق‪ :‬حمفـ ــوظ الـ ــرمحن زين اهلل‪( ،‬حقـ ــق األجـ ــزاء من ‪ 1‬إىل ‪ ،)9‬وعـ ــادل بن‬
‫ســعد (حقــق األجــزاء من ‪ 10‬إىل ‪ ،)17‬وصــربي عبــد اخلالق الشــافعي (حقــق‬
‫اجلزء ‪ ،)18‬الناش ــر‪ :‬مكتب ـةـ العل ــوم واحلكم ‪ -‬املدين ــة املن ــورة‪ ،‬الطبع ــة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫(بدأت ‪1988‬م‪ ،‬وانتهتـ ‪2009‬م‪.‬‬
‫املسـند الصـحيح املختصـر بنقـل العـدل عن العـدل إىل رسـول اهلل ‪ ،‬املؤلـف‪:‬‬ ‫‪-226‬‬
‫مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسـابوريـ (املتــوىف‪261 :‬هــ)‪ ،‬احملقــق‪:‬‬
‫حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫مس ــؤولية إم ــام املس ــجد‪ ،‬علي بن حس ــن بن ناص ــر عس ــريي‪ ،‬ط‪ :1‬ـ ‪1419‬ه‪،‬‬ ‫‪-227‬‬
‫وزارة الش ـ ـ ــئونـ اإلس ـ ـ ــالمية واألوق ـ ـ ــاف وال ـ ـ ــدعوة واإلرش ـ ـ ــاد اململك ـ ـ ــة العربي ـ ــة‬
‫السعودية‪.‬‬
‫مش ــاهري علم ــاء األمص ــار وأعالم فقه ــاء األقط ــار‪ ،‬حمم ــد بن حب ــان بن أمحد بن‬ ‫‪-228‬‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حامت‪ ،‬الــدارمي‪ ،‬البُســيت (ت‪354 :‬ه ــ)‪،‬‬ ‫حبان بن معاذ بن َم ْع َ‬
‫حقق ــه ووثق ــه وعل ــق علي ــه‪ :‬م ــرزوق على اب ــراهيم‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار الوف ــاء للطباع ــة‬
‫والنشر والتوزيع – املنصورة‪،‬ـ ط‪1/1411‬ه‪1991-‬م‪.‬‬
‫مصرع التصوف‪ ،‬وهو كتابـان‪ :‬تنبيــه الغــيب إىل تكفــري ابن عــريب‪ ،‬وحتذير العبــاد‬ ‫‪-229‬‬
‫من أه ــل العن ــاد ببدع ــة االحتاد‪ ،‬إب ــراهيم بن عم ــر بن حس ــن الرب ــاط بن علي بن‬
‫أيب بك ــر البق ــاعي‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬عب ــدالرمحن الوكي ــل‪ ،‬الناش ــر‪ :‬عب ــاس أمحد الب ــاز ‪-‬‬
‫مكة املكرمة‪،‬ـ بدون تاريخ‪.‬‬
‫مع االثىن عشرية يف األصول والفروع موسوعة شاملة‪ ،‬وملحــق هبا الســنة بيــان‬ ‫‪-230‬‬
‫اهلل تعــاىل على لســان الرســول ‪ ، -‬املؤلــف‪ :‬د علي بن أمحد علي الســالوس‪،‬‬
‫الناش ــر‪ :‬دار الفض ــيلة بالري ــاض‪ ،‬دار الثقاف ــة بقط ــر‪ ،‬مكتبـ ـةـ دار الق ــرآن مبص ــر‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬السابعة‪1424،‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫معامل التنزيل يف تفسري القرآن = تفسري البغوي‪ ،‬حميي السنة‪ ،‬أبو حممد احلســني‬ ‫‪-231‬‬
‫بن مسعود بن حممد بن الفراء البغوي الشافعي‪ ،‬بتحقيق‪ :‬عبد الــرزاق املهــدي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪( ،‬ط‪1/1420‬ه)‪.‬‬
‫املعجب يف تلخيص أخب ـ ــار املغ ـ ــرب من ل ـ ــدن فتح األن ـ ــدلس إىل آخ ـ ــر عص ـ ــر‬ ‫‪-232‬‬
‫املوحـ ـ ــدين‪ ،‬املؤلـ ـ ــف‪ :‬عبـ ـ ــد الواحـ ـ ــد بن علي التميمي املراكشـ ـ ــي‪،‬ـ حميي ال ـ ــدين‬
‫(املت ــوىف‪647 :‬هـ ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬ال ــدكتور ص ــالح ال ــدين اهلواري‪ ،‬الناش ــر‪ :‬املكتب ـةـ‬
‫العصرية‪ ،‬صيدا‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1426 ،‬هـ ‪2006 -‬م‪.‬‬
‫معجم ألف ــاظ العقي ــدةـ أليب عب ــد اهلل ع ــامر عب ــد اهلل ف ــاحل ‪ ،‬ط‪:2‬ـ ـ ‪1420‬ه‪-‬‬ ‫‪-233‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبةـ العبيكان‪.‬ـ‬
‫املعجم الكبـري‪،‬ـ املؤلـف‪ :‬سـليمان بن أمحد بن أيـوب بن مطـري اللخمي الشـامي‪،‬ـ‬ ‫‪-234‬‬
‫أبــو القاســم الطــرباين (املتــوىف‪360 :‬ه ــ)‪ ،‬احملقــق‪ :‬محدي بن عبــد اجمليــد الســلفي‪،‬‬
‫دار النشــر‪ :‬مكتبــة ابن تيميــة – القــاهرة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪ /‬ويشــمل القطعــة الــيت‬
‫نش ــرها الحق ــا احملق ــق الش ــيخ محدي الس ــلفي من اجملل ــد ‪( 13‬دار الص ــميعي ‪-‬‬
‫الرياض‪ /‬الطبعة األوىل‪ 1415 ،‬هـ ‪ 1994 -‬م‪.‬‬
‫املعجم الوسيط‪ ،‬جممـع اللغـة العربيـة بالقـاهرة‪ ،‬إبـراهيم مصـطفى‪ ،‬أمحد الزيـات‪،‬‬ ‫‪-235‬‬
‫حامد عبد القادر‪ ،‬حممد النجار‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫معجم منت اللغــة‪ ،‬موســوعةـ لغويــة حديثــة‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار مكتبــة احليــاة‪-‬ـ بــريوت‪،‬‬ ‫‪-236‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪1/1378‬ه‪.‬‬
‫معجم مقاليـ ــد العلـ ــوم يف احلدود والرسـ ــوم‪ ،‬عبـ ــد الـ ــرمحن بن أيب بكـ ــر‪ ،‬جالل‬ ‫‪-237‬‬
‫الــدين الســيوطي‪،‬ـ بتحقيــق أ‪ .‬د حممــد إبــراهيم عبــادة‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتبــة اآلداب ‪-‬‬
‫القاهرة ‪ /‬مصر‪ ،‬ط‪1/1424‬هـ ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫معجم مقاييسـ اللغة‪ ،‬أمحد بن فـارس بن زكريــاء القزويـين الــرازي‪ ،‬أبـو احلسـني‬ ‫‪-238‬‬
‫(املتوىف‪395 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد السـالم حممـد هـارون‪ ،‬الناشـر‪ :‬دار الفكـر‪ ،‬عـام‬
‫النشر‪1399 :‬هـ ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫معركــة بالط الشــهداء يف التــاريخ اإلســالمي واألورويب‪ ،‬د‪ .‬عبــد الفتــاح مقلــد‬ ‫‪-239‬‬
‫الغنيمي‪ ،‬ط‪1416 :1‬ه ‪1996-‬م‪ ،‬الناشر‪ :‬عامل الكتب‪ -‬للنشر والتوزيع‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫مف ــاتيح الغيبـ ‪ -‬التفس ــري الكب ــري‪،‬ـ أب ــو عب ــد اهلل حمم ــد بن عم ــر بن احلس ــن بن‬ ‫‪-240‬‬
‫احلسـ ـ ــني الـ ـ ـ ــتيمي الـ ـ ــرازي املل ّقب بفخـ ـ ــر الـ ـ ـ ـ ّدين الـ ـ ـ ّـرازي خطيب الـ ـ ــري ‪ ،‬ط‬
‫‪3/1420‬ه‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫املف ــردات يف غ ــريب الق ــرآن‪ ،‬املؤل ــف‪ :‬أب ــو القاس ــم احلس ــني بن حمم ــد املع ــروف‬ ‫‪-241‬‬
‫بـ ــالراغب األصـ ــفهاين (املتـ ــوىف‪502 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬احملقـ ــق‪ :‬صـ ــفوان عـ ــدنان الـ ــداودي‪،‬‬
‫الناشـ ـ ـ ــر‪ :‬دار القلم‪ ،‬الـ ـ ـ ــدار الشـ ـ ـ ــامية ‪ -‬دمشـ ـ ـ ــق بـ ـ ـ ــريوت‪ ،‬الطبعـ ـ ـ ــة‪ :‬األوىل ‪-‬‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬
‫املفصــل يف تــاريخ العــرب قبــل اإلســالم‪،‬ـ املؤلــف‪ :‬الــدكتور جــواد علي (املتــوىف‪:‬‬ ‫‪-242‬‬
‫‪1408‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الساقي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة ‪1422‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬
‫مقـ ـ ـ ــاالت اإلسـ ـ ـ ــالميني واختالف املصـ ـ ـ ــلني‪ ،‬أبـ ـ ـ ــو احلسـ ـ ـ ــن علي بن إمساعيل بن‬ ‫‪-243‬‬
‫إسحاق بن سامل بن إمساعيل بن عبد اهلل بن موسى بن أيب بردة بن أيب موس ـىـ‬
‫األش ــعري‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬نعيم زرزور‪ ،‬الناش ــر‪ :‬املكتب ـةـ العص ــرية‪ ،‬ط‪1/1426‬ه‪-‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬
‫من كالم أمحد بن حنب ــل يف عل ــل احلديث ومعرف ــة الرج ــال‪ ،‬أب ــو عب ــد اهلل أمحد‬ ‫‪-244‬‬
‫بن حمم ـ ــد بن حنب ـ ــل بن هالل بن أس ـ ــد الشـ ــيباين‪ ،‬بتحقيـ ــق‪ :‬صـ ــبحي البـ ــدري‬
‫السامرائي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبةـ املعارف – الرياض‪/ ،‬ط‪1409 :1‬ه)‪.‬‬
‫املنتقىـ من منهـ ــاج االعتـ ــدال يف نقض كالم أهـ ــل الـ ــرفض واالعـ ــتزال لل ــذهيب‪،‬‬ ‫‪-245‬‬
‫بتحقيق‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬وال الناشر‪.‬‬
‫منه ــاج الس ــنة النبويـ ـةـ يف نقض كالم الش ــيعة القدري ــة‪ ،‬تقي ال ــدين أب ــو العب ــاس‬ ‫‪-246‬‬
‫أمحد بن عب ــد احلليم بن عب ــد الس ــالم بن عب ــد اهلل بن أيب القاس ــم بن حمم ــد ابن‬
‫تيمي ــة احلراين احلنبلي الدمش ــقي بتحقي ــق‪ :‬حمم ــد رش ــاد س ــامل‪ ،‬الناش ــر‪ :‬جامع ــة‬
‫اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪،‬ـ ط‪1/1406‬ه)‪.‬‬
‫معجم البلدان‪ ،‬املؤلــف‪ :‬شـهاب الــدين أبــو عبــد اهلل يـاقوت بن عبـد اهلل الــرومي‬ ‫‪-247‬‬
‫احلمـ ــوي (املتـ ــوىف‪626 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار صـ ــادر‪ ،‬بـ ــريوت‪ ،‬الطبعـ ــة‪ :‬الثانيـ ــة‪،‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫مشــكاة املصــابيح‪ ،‬املؤلــف‪ :‬حممــد بن عبــد اهلل اخلطيب العمــري‪ ،‬أبــو عبــد اهلل‪،‬‬ ‫‪-248‬‬
‫ويل ال ــدين‪ ،‬الت ــربيزي (املت ــوىف‪741 :‬ه ــ)‪ ،‬احملق ــق‪ :‬حمم ــد ناص ــر ال ــدين األلب ــاين‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬املكتب اإلسالميـ – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫املنهـ ــاج شـ ــرح صـ ــحيح مسـ ــلم بن احلجـ ــاج‪ ،‬أليب زكريـ ــا حميي الـ ــدين حيىي بن‬ ‫‪-249‬‬
‫شرف النووي (ت‪676 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العـريب – بـريوت‪ ،‬ط‬
‫‪2/1392‬ه‪.‬‬
‫مــوجز عن الفتوحــات اإلســالمية‪،‬ـ املؤلــف‪ :‬د طــه عبــد املقصــود عبــد احلميــد أبــو‬ ‫‪-250‬‬
‫عُبيَّة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النشر للجامعات – القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬ال يوجد‪.‬‬
‫موسوعة اإلمام علي بن أيب طالب (عليه السالم) يف الكتابـ والسنةـ والتــاريخ‪،‬‬ ‫‪-251‬‬
‫حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الريشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهري‪ ،‬مبسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعدة حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد كـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاظم الطباطبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائيـ وحممـ ـ ـ ـ ــود‬
‫الطباطب ـ ــائي‪ ،‬التحقي ـ ــق‪ :‬مرك ـ ــز حبوث دار احلديث‪ ،‬ط‪2/1425‬ه‪ ،‬الناش ـ ــر‪:‬‬
‫مؤسسة دار احلديث العلمية الثقافية مركز للطباعة والنشر إيران‪ :‬قم‪.‬‬
‫موسوعة العشائر العراقية‪،‬ـ ثامر عبد احلسن العامري‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪-252‬‬
‫موس ــوعة املستش ــرقني‪ ،‬د‪ .‬عب ــد ال ــرمحن ب ــدوي‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ب ــريوت‪-‬‬ ‫‪-253‬‬
‫لبنان‪( ،‬ط‪.)3/1993‬‬
‫املوس ــوعة امليسـ ــرة يف األديـ ــان واملذاهب واألحـ ــزاب املعاص ــرة‪ ،‬النـ ــدوة العامليـ ـةـ‬ ‫‪-254‬‬
‫للشـ ــباب اإلسـ ــالمي‪ ،‬إشـ ــراف وختطيـ ــط ومراجعـ ــة‪ :‬د‪ .‬مـ ــانع بن محاد اجلهـ ــين‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الندوة العاملية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1420 :4‬ه‪.‬‬
‫املوط ــأ‪ ،‬مال ــك بن أنس بن مال ــك بن ع ــامر األص ــبحي املدين‪ ،‬بتحقي ــق‪ :‬حمم ــد‬ ‫‪-255‬‬
‫مصـ ــطفى األعظمي‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬مؤسسـ ــة زايـ ــد بن س ـ ــلطان آل هنيـ ــان لألعمـ ــال‬
‫اخلريية واإلنسانية ‪ -‬أبو ظيب – اإلمارات‪( ،‬ط‪1/1425‬ه)‪.‬‬
‫م ــيزان االعت ــدال يف نق ــد الرج ــال‪ ،‬مشس ال ــدين أب ــو عب ــد اهلل حمم ــد بن أمحد بن‬ ‫‪-256‬‬
‫عثمـ ــان بن قَامْي از ال ـ ــذهيب (املتـ ــوىف‪748 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬حتقي ـ ــق‪ :‬علي حمم ـ ــد البجـ ــاوي‪،‬‬
‫الناشــر‪ :‬دار املعرفــة للطباعــة والنشــر‪ ،‬بــريوت – لبنــانـ الطبعــة‪ :‬األوىل‪1382 ،‬‬
‫هـ ‪ 1963 -‬م‪.‬‬
‫نفس ال ــرمحن يف فض ــائل س ــلمان رض ــي اهلل عن ــه‪ ،‬ت ــأليف احلاج م ــريزا حس ــني‬ ‫‪-257‬‬
‫الن ــوري الطربسي‪ ،‬ت‪1320 :‬ه‪ .‬حتقي ــق ج ــواد قي ــومي اجلزه اى األص ــفهاين‪،‬‬
‫ط‪1/1369‬ش‪1411/‬ه‪ .‬مطبع ــة بنك ــوئن دائ ــرة التوزي ــع مؤسس ــة الك ــوكب‬
‫ساحة انقالب‪.‬‬
‫النهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬املؤلــف‪ :‬جمد الــدين أبــو الســعادات املبــارك بن‬ ‫‪-258‬‬
‫حممــد بن حممــد بن حممــد ابن عبــد الكــرمي الشــيباين اجلزري ابن األثــري (املتــوىف‪:‬‬
‫‪606‬ه ــ)‪ ،‬الناش ــر‪ :‬املكتب ـةـ العلمي ــة ‪ -‬ب ــريوت‪1399 ،‬هـ ـ ‪1979 -‬متحقي ــق‪:‬‬
‫طاهر أمحد الزاوي ‪ -‬حممود حممد الطناحي‪.‬‬
‫الرض ــا‪ ،‬ش ــرح حمم ــد عب ــده‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار املعرف ــة ب ــريوت‬ ‫هنج البالغـ ـةـ لش ــريف ّ‬ ‫‪-259‬‬
‫لبنان‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫اهلدايـ ــة الكـ ــربى تـ ــأليف أيب عبـ ــد اهلل احلسـ ــني بن محدان اخلصـ ــييب املتـ ــوىف سـ ــنة‬ ‫‪-260‬‬
‫‪ 334‬هجريـ ـ ـ ــة‪ ،‬ط‪4/1411‬ه‪ ،‬الناشـ ـ ـ ــر‪ :‬مؤسسـ ـ ـ ــة البالغـ للطباعـ ـ ـ ــة والنشـ ـ ــر‬
‫والتوزيع بريوت – لبنان‪.‬‬
‫ال ــوايف بالوفي ــات‪ ،‬ص ــالح ال ــدين خلي ــل بن أيب ــك بن عب ــد اهلل الص ــفدي‪( ،‬ت‪:‬‬ ‫‪-261‬‬
‫‪764‬ه ـ ــ) بتحقي ـ ــق‪ :‬أمحد األرن ـ ــاؤوط وت ـ ــركي مص ـ ــطفى‪ ،‬الناش ـ ــر‪ :‬دار إحيـ ــاء‬
‫الرتاث – بريوت‪1420 ،‬هـ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫وفيات األعيانـ وأنباء أبنــاء الزمــان‪ ،‬أليب العبــاس مشس الــدين أمحد بن حممــد بن‬ ‫‪-262‬‬
‫إب ـ ــراهيم بن أيب بك ـ ــر ابن خلك ـ ــان ال ـ ــربمكيـ اإلربلي (ت‪681 :‬ه ـ ــ)‪ ،‬احملقـ ــق‪:‬‬
‫إحسان عباس الناشر‪ :‬دار صادر – بريوت‪.‬‬
‫وقعــة صــفني‪ ،‬ابن مــزاحم املنقــري‪ ،‬حتقيــق وشــرح ‪:‬عبــد الســالم حممــد هــارون‪،‬‬ ‫‪-263‬‬
‫(ت‪ ،)٢١٢‬ط‪/2‬سنة الطبع‪.١٣٨٢:‬‬
‫وليد يوسف عطو‪ ،‬جريدة‪ :‬احلوار املتمدن‪ -‬العدد ‪ 3619‬تارخيهــا‪2012،‬م‪/‬‬ ‫‪-264‬‬
‫‪ 1/26‬احملور‪ :‬دراسات وأحباث يف التاريخ والرتاثـ واللّغات‪.‬‬
‫ينابيع املودة لذوي القرىب‪ ،‬سليمان بن إبراهيم القندوزي احلنفي "ت‪-1220‬‬ ‫‪-265‬‬
‫‪1294‬ه‍" حتقيق سيد علي مجال أشرف احلسيين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار األسوةـ للطباعــة‬
‫والنشر املطبعة‪ :‬أسوة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل تاريخ النشر‪ 1416 :‬ه‪‍.‬‬
‫المصادر والمراجع االلكترونية‪ 8‬واألجنبية‪8‬‬
‫حبث نشـرته الـدكتورة سـلمى حسـني علـوان املوسـوي‪،‬ـ جامعـة الكوفـة – كليـة‬ ‫‪-266‬‬
‫اآلداب‪ ،‬بعنوان‪ :‬الفرق الشيعية يف الدراسات االستشراقية‪ ،‬الرابط‪/‬‬
‫‪http://www.arts.uokufa.edu.iq/teaching/h/salma‬‬
‫حبث نشــره مصــطفى عبــد الغــين‪ ،‬يف جريــدة (األهــرام) املصــرية‪ ،‬بعنــوان ترمجة القــرآن‬ ‫‪-267‬‬
‫الكرمي إىل الفرنسية‪ ،‬موقع ورابط‪http://digital.ahram.org.eg /‬‬
‫صحيفة نور‪ ،‬روح اهلل بن السيد مصطفى بن السيد أمحد املوسوي‪ ،‬املعــروف‬ ‫‪-268‬‬
‫باخلميين‪( ،‬املوقع اإلعالميـ لثقافة اإليثار والشهادة)‪ ،‬الرابط‪/‬‬
‫‪.http://www.navideshahed.com/ar/index‬‬
‫موق ـ ـ ـ ــع دني ـ ـ ـ ــا ال ـ ـ ـ ــوطن‪ /‬الب ـ ـ ـ ــاحث‪ :‬سوس ـ ـ ـ ــن الش ـ ـ ـ ــيخ ديب‪ ،‬ت ـ ـ ـ ــاريخ نش ـ ـ ـ ــر البحث‬ ‫‪-269‬‬
‫‪27/1/2005‬م‪ ،‬الراب ــط‪ http://pulpit.alwatanvoice.com /‬أص ــل‬
‫املق ــال‪ :‬ق ــام الب ــاحث برتمجت ــه إىل اللغ ــة العربي ــة من ص ــحيفة اللّومون ــد الفرنس ــية‬
‫بدون عدد‪.‬‬
‫موق ــع ص ــيد الفوائ ــد‪ /‬بعن ــوان‪:‬ـ اإلس ــالم يف الفك ــر الغ ــريب‪ ،‬بقلم‪ /‬ل ــواء مهن ــدس‬ ‫‪-270‬‬
‫أمحد عبد الوهاب رمحه اهلل‪ ،‬الرابط‪http://www.saaid.net /‬‬
‫كتــاب حجــر بن عــدي الكنــدي شــهيد الــوالء هلاشــم حممــد‪ ،‬مصــدر الكتــاب‪:‬ـ‬ ‫‪-271‬‬
‫مكتبة أصحاب املعصومني عليهم السالم‪ ،‬رابط التحميل‪:‬‬
‫‪http://iraq.iraq.ir/islam/maktaba_ashab‬‬
‫ويكيبيدياـ املوسوعة احلرة‪ /‬الرابط‪http://ar.wikipedia.org :‬‬ ‫‪-272‬‬
‫موقع‪( :‬الصويف) وهو أحد أهم املواقع الصوفية لنشر الفكر الصويف إلكرتوني ـاً‪،‬‬ ‫‪-273‬‬
‫الرابط‪www.alsufi.net/page/details/id/162 :‬‬
‫موقع ورابط ‪.http://www.zangetna.com‬‬ ‫‪-274‬‬
‫موقع (موسوعة املعرفة) اإللكرتوين‪ ،‬الرابط‪http://www.marefa.org/inde /‬‬ ‫‪-275‬‬
‫موقع اإلمام احلسني عليه السالم‪www.imshiaa.com‬‬ ‫‪-276‬‬
‫موقع األهرام‪ -‬ورابط‪http://digital.ahram.org.eg /‬‬ ‫‪-277‬‬
‫موقع التفسري‪ :‬رابط‪http://vb.tafsir.net/tafsir :‬‬ ‫‪-278‬‬
‫موق ـ ـ ــع التن ـ ـ ــوع للدراس ـ ـ ــات‪ :‬راب ـ ـ ــط‪http://www.tanaowa.com /‬‬ ‫‪-279‬‬
‫بعنوان‪:‬ـ الرؤية االستشراقيةـ للمسألة الشيعية‪،‬ـ الكاتب‪ /‬ياسر الغرباوي‪.‬‬
‫موقـ ـ ــع ملتقى املفكـ ـ ــرين والسياسـ ـ ــيني العـ ـ ــرب‪ ،‬مقـ ـ ــاالت منـ ـ ــار يوسـ ـ ــف بعن ـ ــوان‪:‬‬ ‫‪-280‬‬
‫(املستشـ ـ ــرق" ماسـ ـ ــينيون " احملب لإلسـ ـ ــالم) تـ ـ ــاريخ املقالـ ـ ــة‪,2012 -09-15 /‬‬
‫‪ /11:31‬رابط التحميل‪http://www.almolltaqa.com /‬‬
‫موقع ندوات القرآن الكرمي‪ :‬رابط‪nadawat.qurancomplex.gov.sa :‬‬ ‫‪-281‬‬
‫موقـ ـ ـ ـ ـ ــع النبـ ـ ـ ـ ـ ــأ ‪ annabaa.org/nba62/rehla.htm‬بعنـ ـ ـ ـ ـ ــوانـ رحلـ ـ ـ ــة‬ ‫‪-282‬‬
‫املستشرق الفرنسي هــنري كوربــان مــع املذهبـ الشــيعي‪،‬ـ البــاحث‪ :‬راجي أنــور‬
‫هيفا‪.‬‬
‫موقع‪( :‬فتوى‪ -‬إسالم ويب)‪ ،‬رابط‪:‬‬ ‫‪-283‬‬
‫‪http://fatwa.islamweb.net/ramadan/index.php‬‬
‫ويكيبيــديا املوســوعة احلرة‪ /‬رابــط‪http://ar.wikipedia.org/wiki :‬‬ ‫‪-284‬‬
‫بعنوان‪:‬ـ حمي الدين بن عريب‪.‬‬
‫ويكيبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدياـ املوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة احلرة‪ /‬رابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪:‬‬ ‫‪-285‬‬
‫‪ http://ar.wikipedia.org/wiki/9‬بعنوان‪:‬ـ أبو حامد الغزايل‪.‬‬
‫حماورات يف التّصوف‪ ،‬د‪ .‬أمني عودة‪ ،‬مصدر املعلومة‪:‬ـ موقع صــويف‪( ،‬الطريقــة‬ ‫‪-286‬‬
‫العلية القادرية الكنزانية)‪،‬ـ رابط التحميل‪:‬‬
‫‪http://www.kasnazan.com/article.php?id=730#top‬‬
‫موقع األلوكة الثقايف‪ ،‬رابط التحميل‪www.alukah.net /‬‬ ‫‪-287‬‬
‫موق ــع األه ــرام ال ــرقمي‪ ،‬بعن ــوان‪:‬ـ مص ــر باقي ــة وكلهم زائل ــون‪ ،‬الب ــاحث‪ :‬س ــعيد‬ ‫‪-288‬‬
‫الالوندي‪ /‬الرابط‪http://digital.ahram.org.eg :‬‬
‫موق ـ ـ ــع ويكيـ ش ـ ـ ــيعة‪ ،‬املوس ـ ـ ــوعة االلكرتونيـ ـ ـ ـةـ ملدرس ـ ـ ــة أه ـ ـ ــل ال ـ ـ ــبيت‪ ،‬الراب ـ ــط‬ ‫‪-289‬‬
‫‪http://ar.wikishia.net‬‬
‫الشــيعة يف املشــرق اإلســالمي‪ ..‬تثــوير املذهب وتفكيــك اخلريطــة” للــدكتور عــاطف‬ ‫‪-290‬‬
‫معتمد عبد احلميد‪ :‬من موقع التنوع للدراسات‪:‬‬
‫رابط‪http://www.tanaowa.com /‬‬
‫جري ــدة ال ــديار اللندني ــة‪ ،‬بعن ــوان‪ :‬مفه ــوم االستش ــراق ق ــراءة ثاني ــة‪ ،‬للب ــاحث د‪.‬‬ ‫‪-291‬‬
‫مجال ال ــدين ف ــاحل الكيالين‪ ،‬تارخيه ــا‪ /‬اخلميس‪ 01 ,‬تش ــرين‪/2‬نوفم ــرب ‪2012‬‬
‫‪ /12:12‬رابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط التحميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪:‬‬
‫‪.http://www.aldiyarlondon.com2‬‬
‫موقــع انــرتوبوس لألســتاذ ســليم درنــوين‪ ،‬بعنــوان‪ :‬حــوار مــع املستشــرق ويلفــرد‬ ‫‪-292‬‬
‫مادلونج‪ ،‬مت نشر املوضوع يف ‪3‬نوفمرب عام ‪2012‬م الرابط‪/‬‬
‫‪http://www.dernounisalim.com‬‬
‫موقع معهـد املعـارف احلكميـة للدراسـات الدينيـةـ والفلسـفية‪ ،‬بعنــوان‪:‬ـ املريادمـاد‬ ‫‪-293‬‬
‫(حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقر حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيين) وميتافيزيقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه‪ ،‬الرابط‬
‫‪http://www.shurouk.org‬‬
‫موقع ورابط‪egypt.com egypt.com/ar/permalink/97722.htm :‬‬ ‫‪-294‬‬
‫موقع‪ :‬موسوعة التوثيق الشامل‪ ،‬الرابط‪/‬‬ ‫‪-295‬‬
‫‪http://www.tawtheegonline.com‬‬
‫موقع ورابط‪Bibliographiehttp://jm.saliege.com /‬‬ ‫‪-296‬‬
‫موقع ورابط‪ttp://iraq.iraq.ir/islam/maktaba_ashab/book /‬‬ ‫‪-297‬‬
‫موقع األهرام ‪ahram.org.eg // http‬‬ ‫‪-298‬‬
‫موقع املعرفة رابط‪http://www.marefa.org/index/‬‬ ‫‪-299‬‬
‫موقـ ــع مرك ــز آل الـ ــبيت العـ ــامليـ للمعلومـ ــات‪ ،‬الرابـ ــط‪http://www.al- /‬‬ ‫‪-300‬‬
‫‪shia.org‬‬
‫راب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط التحميل‪:‬‬ ‫موق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكوماكو ‪،shakwmakw‬‬ ‫‪-301‬‬
‫‪.www.shakwmakw.com‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوعات‬
‫‪3‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪6‬‬ ‫أهمية الموضوع وأسباب اختياره‬
‫‪7‬‬ ‫أهداف البحث‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫حدود البحث‬
‫‪10‬‬ ‫خطة الدراسة‬
‫‪13‬‬ ‫الدراسات السابقة‬
‫منهج البحث‬
‫مدخل الدراسة‪ :‬التمهيد‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بمفردات عنوان الرسالة (موارد آراء المستش``رق ل``ويس‬
‫ماسينيون من كتب الشيعة وتفنيدها)‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف باالستشراق الفرنسي‬
‫مفهوم االستشراق عند الباحثين المسلمين‬
‫رأيي في مفهوم اإلستشراق من حيث واقعه الماضي والحاضر والمستقبل‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف بالمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون‬
‫تفاصيل سيرة لويس ماسينيون العلمية والعملية والسياسية‬
‫الفصل األول‪ :‬التعريف بمفهوم االستشراق الفرنسي‬
‫بداية العالقة بين المسلمين والفرنسيين‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة االستشراق الفرنسي‬
‫مناقشة اآلراء مع الترجيح‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهداف االستشراق الفرنسي‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص االستشراق الفرنسي‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أهم مراكز االستشراق الفرنسي‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أهم المستشرقين الفرنسيين وأبحاثهم‬
‫المبحث السادس‪ :‬إيراد بعض دراسات المستشرقين الفرنسيين حول اإلسالم‬
‫المبحث السابع‪ :‬إيراد بعض مؤتمرات االستشراق الفرنسي‬
‫المبحث الث``امن‪ :‬المالمح التاريخي``ة للعالق``ة بين الش``يعة واالستش``راق الفرنس``ي‬
‫وأوجه التالزم الفكري بينهما‬
‫الفص``ل الث``اني‪ :‬م``وارد المستش``رق الفرنس``ي ل``ويس ماس``ينيون‪LOUIS‬‬
‫‪MASSIGNON‬من كتب ال ّ‬
‫شيعة‬
‫منهج لويس ماسينيون في النقل من كتب الشيعة‬
‫المبحث األول‪ :‬موارد لويس ماسينيون من كتب الشيعة في الصّحابة واألئمة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موارد لويس ماسينيون من كتب الشيعة في الوالية واإلمامة‬
‫شيعة في مسائل أهل البيت‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬موارد لويس ماسينيون من كتب ال ّ‬
‫المبحث الرابع‪ :‬موارد لويس ماسينيون في ال ّتصوف‬
‫ّ‬
‫المبحث الخامس‪ :‬م``وارد ل``ويس ماس``ينيون من كتب الش`يعة في كالم``ه على أه``ل‬
‫السّنة والجماعة‬
‫شيعة في كالمه عن الرّوايات‬ ‫المبحث السادس‪ :‬موارد لويس ماسينيون من كتب ال ّ‬
‫الحديثيّة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي ل``ويس ماس``ينيون ‪LOUIS M‬‬
‫‪ASSIGNON‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آراءالمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في مسائل الصّحابة على‬
‫شيعة‬‫ضوء روايات ال ّ‬
‫لمبحث الثالث‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي ل`ويس ماس``ينيون في مس``ائل أه`ل ال`بيت‬
‫على ضوء روايات ال ّ‬
‫شيعة‬
‫المبحث الرابع‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في ال ّتصوف‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوعات‬
‫لمبحث الخامس‪ :‬آراء المستشرق الفرنسي ل``ويس ماس``ينيون في كالم``ه على أه``ل‬
‫السنة والجماعة‬
‫الفص```ل الراب```ع‪ :‬نق```د وتفني```د آراء المستش```رق الفرنس```ي ل```ويس ماس```ينيون‬
‫والرد عليها‬ ‫‪LOUIS MASSIGNON‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في الصحابة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستش``رق الفرنس``ي ل``ويس ماس``ينيون في مس``ائل‬
‫الوالية والرد عليها‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في ال ّتصوف‬
‫والرد عليها‬
‫المبحث الخامس‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي لويس ماس``ينيون في كالم``ه‬
‫على أهل السنة والجماعة والرد عليها‬
‫المبحث السادس‪ :‬نقد وتفنيد آراء المستشرق الفرنسي ل`ويس ماس`ينيون في كالم`ه‬
‫عن الرّ وايات الحديثية‪ ،‬وال ّرد عليها‪،‬‬
‫ُلخص البحث‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬م ّ‬
‫‪422‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أهم نتائج البحث‬
‫ثالثاً‪ :‬ال ّتوصيات‪.‬‬
‫الفهارس العامة‬
‫فهرس اآليات‬
‫فهرس الحديث‬
‫فهرس اآلثار واألقوال‬
‫فهرس أعالم‬
‫المصادر والمراجع‬
‫المصادر والمراجع االلكترونية واألجنبية‬

You might also like