You are on page 1of 1

‫‪2020-04-15‬‬

‫يحب ما ال يح ّبه في الحياة؟…!‬


‫ّ‬ ‫يتدرب المرء على أن‬
‫كيف ّ‬
‫تحد شرس‪.‬‬‫لقد بات معلو ٌم لدى المطلعين على علوم باطن اإلنسان‪-‬اإليزوتيريك أ ّن تفتيح وعي النفس البشريّة باتجاه فهم غوامضها (النفس) لهو ّ‬
‫بتجرد وموضوعيّة في خضم الواقع الحياتي المعاش… ومن‬ ‫ّ‬ ‫ويرتكز هذا التحدي كنقطة محوريّة على قراءة أوجه تعبير هذه ’النفس‘ وتفاعالتها‬
‫جملة ما تظ ّهره هذه القراءة مستوى القبول (أو االنفتاح) نسبة إلى الرفض (أو االنغالق) في مختلف الشؤون الحياتيّة …‬
‫إ ّن قراءة أوجه تعبير النفس على النحو المذكور لهو أمر مفيد وضروري‪ .‬فيما تكتمل هذه القراءة وتتكامل عبر تقييم الممارسة وتقويمها؛‬
‫أي عب ر اإلنفتاح على ما ال يحبّه المرء في الحياة‪ ،‬بعد تحديد مكامن اإلنغالق كمرحلة أوليّة‪ ،‬تليها مرحلة التطبيق العملي‪ -‬بمعنى خوض التجربة‬
‫صد طب ًعا االنفتاح على تلك األعمال أو الممارسات التي توسّع وعي النفس إيجابًا في الحياة… وقد تعود جذور الرفض أو االنغالق‬ ‫(العمل)‪ .‬ويُق َ‬
‫إلى عدة عوامل‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال –الجهل بمعنى عدم الدراية بالعمل بح ّد ذاته‪.‬‬
‫ثانيًّا –الخوف من الفشل في تأدية العمل أو الخوف من األلم الذي قد يستولده احتواء الجديد…‬
‫ثالثًا –نواقص النفس ونقاط ضعفها‪ ،‬كالكسل والعناد والغرور واألنا السلبيّة… ناهيكم عن َو ْهم االكتفاء بما سبق وحققه المرء…‬
‫رابعًا –عدم تفعيل حريّة االختيار إيجابًا‪ .‬وهذا ما يُضعف اإلرادة الفرديّة وبالتالي يضعف الفكر في ترويض المشاعر‪ ،‬فتتحكم هذه األخيرة‬
‫(أي المشاعر) بمسلك النفس ‪.‬‬
‫يتدرب المرء على أن يحبّ ما ال يحبّه في الحياة؟!…”‪ .‬أ ّما الجواب فببساطة السؤال‪ :‬إنّ‬‫والسؤال الجدير طرحه في هذا السياق هو‪“ :‬كيف ّ‬
‫لكل نفس بشريّة مفتاح‪ .‬وإنّما أمور عديدة قد تساعد في ذلك‪ ،‬منها‪:‬‬

‫• اإليمان الواعي بالهدف الجوهري وراء أي عمل‪.‬‬


‫• الثقة بالمقدرة الذاتيّة على تحقيق هذا العمل في ظل صدق الهدف‪ .‬وتقدم علوم اإليزوتيريك لك ّل مريد للمعرفة مجمل مستلزمات النجاح‬
‫التفوق في تأديّة األعمال‪ ،‬عبر سلسلة مؤلفاتها بقلم مؤسسها الدكتور جوزيف مجدالني (ج ب م)‪.‬‬ ‫ال بل ّ‬
‫• شخصيّة إيجابيّة جريئة محبّة للحياة وللعطاء‪ ،‬تهوى التحدي والم جابهة بشجاعة المنطق الباطني كما تدعوه علوم اإليزوتيريك‪ .‬أي‬
‫منطق فهم األسباب الخافية وراء النتائج الظاهرة للعيان‪.‬‬
‫• إرادة فذّة تترجمها مثابرة النفس على التحقيق واإلتقان‪ .‬كما ويكلّلها فكر منفتح على إدراك نواقص النفس‪ ،‬ودوزنة أحاسيسها بهدف‬
‫انتشالها من بؤرة االنص ياع وراء النزوات والرغبات ورفعها إلى مراقي المسؤوليات وااللتزامات؛ حيث محبّة العمل والتفاني من أجل‬
‫إتقان العمل هي الشرط السائد…‬
‫قوة تركيز‪ ،‬ومرونة وابتعاد عن التعقيد تستولدها حاجة الفكر‬ ‫َ‬
‫أ ّما نتيجة هذا االنفتاح فيحصدها المرء تفت ًحا لملكَة الصبر وطول األناة‪ .‬أيضًا ّ‬
‫إلى ايجاد الحلول وتحديد مخارج األمور‪.‬‬
‫ببليغ الكالم أن يتدرب المرء على أن يحبّ ما ال يحبّه من أعمال مفيدة يصبّ في تهذيب النفس وتثقيفها‪ ،‬تما ًما كتربيّة األبناء بنبُل ووعي‪.‬‬
‫وفكره بالعمل المفيد واالحتواء المحبّ ؛ فيحصد المرء انسيابيّة داخليّة تستتبعها انسيابيّة خارجيّة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يفعّل من خاللها حريّة اختياره بالقرار الصائب‪،‬‬
‫تترجم نفسها عبر تحقيق أعمال مختلفة بشكل تلقائي وبأقل مجهود ممكن وبسرعة‪.‬‬
‫في الختام يطيب اإلستشهاد في هذا السياق بقول مأثور للدكتور جوزيف مجدالني (ج ب م)”‪:‬إنّ أقصر طريق إلى اكتساب الحكمة العمليّة‬
‫عمًل (مفيدًا) ال يحبّه أو يرفضه في الحياة …“‬ ‫ً‬ ‫أمرا أو‬
‫يحب ً‬
‫ّ‬ ‫أن تجعل شخصًا‬
‫وشكرا…‬ ‫ً‬

You might also like