ّ يتدرب المرء على أن كيف ّ تحد شرس.لقد بات معلو ٌم لدى المطلعين على علوم باطن اإلنسان-اإليزوتيريك أ ّن تفتيح وعي النفس البشريّة باتجاه فهم غوامضها (النفس) لهو ّ بتجرد وموضوعيّة في خضم الواقع الحياتي المعاش… ومن ّ ويرتكز هذا التحدي كنقطة محوريّة على قراءة أوجه تعبير هذه ’النفس‘ وتفاعالتها جملة ما تظ ّهره هذه القراءة مستوى القبول (أو االنفتاح) نسبة إلى الرفض (أو االنغالق) في مختلف الشؤون الحياتيّة … إ ّن قراءة أوجه تعبير النفس على النحو المذكور لهو أمر مفيد وضروري .فيما تكتمل هذه القراءة وتتكامل عبر تقييم الممارسة وتقويمها؛ أي عب ر اإلنفتاح على ما ال يحبّه المرء في الحياة ،بعد تحديد مكامن اإلنغالق كمرحلة أوليّة ،تليها مرحلة التطبيق العملي -بمعنى خوض التجربة صد طب ًعا االنفتاح على تلك األعمال أو الممارسات التي توسّع وعي النفس إيجابًا في الحياة… وقد تعود جذور الرفض أو االنغالق (العمل) .ويُق َ إلى عدة عوامل ،منها: ً أوال –الجهل بمعنى عدم الدراية بالعمل بح ّد ذاته. ثانيًّا –الخوف من الفشل في تأدية العمل أو الخوف من األلم الذي قد يستولده احتواء الجديد… ثالثًا –نواقص النفس ونقاط ضعفها ،كالكسل والعناد والغرور واألنا السلبيّة… ناهيكم عن َو ْهم االكتفاء بما سبق وحققه المرء… رابعًا –عدم تفعيل حريّة االختيار إيجابًا .وهذا ما يُضعف اإلرادة الفرديّة وبالتالي يضعف الفكر في ترويض المشاعر ،فتتحكم هذه األخيرة (أي المشاعر) بمسلك النفس . يتدرب المرء على أن يحبّ ما ال يحبّه في الحياة؟!…” .أ ّما الجواب فببساطة السؤال :إنّوالسؤال الجدير طرحه في هذا السياق هو“ :كيف ّ لكل نفس بشريّة مفتاح .وإنّما أمور عديدة قد تساعد في ذلك ،منها:
• اإليمان الواعي بالهدف الجوهري وراء أي عمل.
• الثقة بالمقدرة الذاتيّة على تحقيق هذا العمل في ظل صدق الهدف .وتقدم علوم اإليزوتيريك لك ّل مريد للمعرفة مجمل مستلزمات النجاح التفوق في تأديّة األعمال ،عبر سلسلة مؤلفاتها بقلم مؤسسها الدكتور جوزيف مجدالني (ج ب م). ال بل ّ • شخصيّة إيجابيّة جريئة محبّة للحياة وللعطاء ،تهوى التحدي والم جابهة بشجاعة المنطق الباطني كما تدعوه علوم اإليزوتيريك .أي منطق فهم األسباب الخافية وراء النتائج الظاهرة للعيان. • إرادة فذّة تترجمها مثابرة النفس على التحقيق واإلتقان .كما ويكلّلها فكر منفتح على إدراك نواقص النفس ،ودوزنة أحاسيسها بهدف انتشالها من بؤرة االنص ياع وراء النزوات والرغبات ورفعها إلى مراقي المسؤوليات وااللتزامات؛ حيث محبّة العمل والتفاني من أجل إتقان العمل هي الشرط السائد… قوة تركيز ،ومرونة وابتعاد عن التعقيد تستولدها حاجة الفكر َ أ ّما نتيجة هذا االنفتاح فيحصدها المرء تفت ًحا لملكَة الصبر وطول األناة .أيضًا ّ إلى ايجاد الحلول وتحديد مخارج األمور. ببليغ الكالم أن يتدرب المرء على أن يحبّ ما ال يحبّه من أعمال مفيدة يصبّ في تهذيب النفس وتثقيفها ،تما ًما كتربيّة األبناء بنبُل ووعي. وفكره بالعمل المفيد واالحتواء المحبّ ؛ فيحصد المرء انسيابيّة داخليّة تستتبعها انسيابيّة خارجيّة، ّ يفعّل من خاللها حريّة اختياره بالقرار الصائب، تترجم نفسها عبر تحقيق أعمال مختلفة بشكل تلقائي وبأقل مجهود ممكن وبسرعة. في الختام يطيب اإلستشهاد في هذا السياق بقول مأثور للدكتور جوزيف مجدالني (ج ب م)”:إنّ أقصر طريق إلى اكتساب الحكمة العمليّة عمًل (مفيدًا) ال يحبّه أو يرفضه في الحياة …“ ً أمرا أو يحب ً ّ أن تجعل شخصًا وشكرا… ً