Professional Documents
Culture Documents
املقدمة:
حتدث فيها املؤلف ع ن انتشار كتب ابن تيمية بني الناس وتوزيعها ابجملان ،وأن هذا
كان سببا يف افتتان العامة هبا واملثقفني ،وإصغاء العلماء هلا ،وإشادهتم هبا ،وردهم على التهم
املوجهة إىل ابن تيمية.
ورأى املؤلف فيما ذكر سببا لقراءة كتب ابن تيمية ،وبعد قراءهتا على حد تعبري املؤلف
"وجدها موسوعة بدع مل تكد تدع بدعة إال أتت هبا ونصرهتا"( ،)1وقد كان املؤلف -على حد
تعبريه -يعتقد أن بدع ابن تيمية منحصرة يف القول ابجلهة والتشبيه ،وإنكار التوسل وشد
الرحال إىل قبور الصاحلني؛ لكن املؤلف وجد أن ابن تيمة يقول بقدم العامل ،وحبدوث القرآن،
وجيوز القول خبلق القرآن وحبلول احلوادث يف هللا سبحانه وتعاىل! ويقول بفعل األسباب بطبعها،
كما يقول بعدم عصمة األنبياء ،وبفناء النار ،ويسب األولياء والصاحلني(.)2
ويرى املؤلف أنه من الواجب عليه بعد أن رأى كل ما ذكر :أن ينصح للعلماء ،ويبني
هلم ما اطلع عليه من بدع ابن تيمية ،ويف نفس السياق نبه على عدم وجود اإلضافة يف كالم
وقد حشد فيه املؤلف أقوال معارضي شيخ اإلسالم ابن تيمية فيه ،ومن أبرز هؤالء:
تقي الدين السبكي ،وحيىي بن إمساعيل بن جهبل ،والزملكاين ،واألخنائي قاضي املالكية ،وابن
مجاعة( ،)2وأتى املؤلف بنقول عن ابن دقيق العيد وابن حجر والسخاوي يرى فيها على حد
قوله إدانة وتبديعا البن تيمية ،وخلص إىل أن االستفادة من كتب ابن تيمية متعذرة؛ ألن البدعة
غالبة فيها كاجلهة ،ووصف هللا حبلول احلوادث ،ومنع التوسل واالستغاثة ،وسب الصاحلني
واألولياء(.)3
الفصل الثاين :يف احلشوية وهم طائفة ابن تيمية:
وقد عرف يف هذا الفصل الطائفة احلشوية ،وذكر أن منها اجملسمة ،مث ذكر أن بعض
املنتسبني ألمحد بن حنبل كانوا غالة يف اإلثبات فأثبتوا صفات ال تليق ابلباري سبحانه وتعاىل،
وأشاد بردود ابن اجلوزي عليهم يف كتابه" :دفع شبه التشبيه أبكف التنزيه".
مث عرج على أن ابن تيمية التزم لوازم مذهبه الباطلة.
مث ذكر أقوال العلماء يف ذم احلشوية ونقدهم ،وذكر طرفا من معتقداهتم ،واليت منها
حلول هللا يف العرش ،ونقل عن ابن اجلوزي محله على احلنابلة يف موضوع الصفات وإجرائها
وقد ذكر فيه العقيدة األشعرية يف الصفات ،ووجوب أتويل ما ظاهره التشبيه ،وأدلتهم
يف ذلك ،ومعتقدهم يف نفي احلرف والصوت عن هللا عز وجل ،ونفي األسباب وأتثريها،
واستدل لكل ذلك مبا يسمح به موضوع الكتاب من منقول ومعقول(.)5
الباب األول :الصفات البارزة لفتاوى ابن تيمية .وحتته مخس فصول:
وأتى فيه بنصوص يرى أهنا تدين ابن تيمية يف قضية التشبيه ،من ذلك أن ابن تيمية
يرى أن التشبيه ال يعين شيئا كثريا( ،)6ويف هذا هتوين من عظمة التشبيه وخطورته ،ويرى املؤلف
من خالل النقول اليت نقل أن ابن تيمية يقيس هللا على خلقه ،ويرد عليه أبن ما يقوله يرده
وقد افتتح الفصل بنقل عن السبكي يف رده على ابن القيم ،يبني فيه أن ابن القيم
يقصد ابملعطلة واجلهمية األشاعرة ،وتربع املؤلف بقياس ابن تيمية عليه جبامع االعتقاد،
وطفق ينقل عن ابن تيمية بعض ما يقوله يف األشاعرة أثناء الرد عليهم وتقومي مذهبهم.
مث عقد مقارنة بينه وبني ابن حجر ،وفضل ابن حجر عليه ،ورأى أن ابن تيمية ليس
له قيمة عند احلنابلة وال هو معدود يف مذهبهم عند املخالفة ،كما ادعى املؤلف على ابن تيمية
حتريفه لكالم حمي الدين ابن عريب(.)3
وقد افتتح هذا الفصل مبمارسة ما يشبه الدعاية االنتخابية على حد تعبريه ،وهذه
املراوغة اليت يتكلم عنها املؤلف عند ابن تيمية هلا مستان:
السمة األوىل :التسرت على اآلراء.
السمة الثانية :تصوير أن قوله هو احلق.
وضرب لذلك مثاال وهو نقل ابن تيمية خلالف املتكلمني يف قياس الغائب على
الشاهد ،وعلق الكاتب قائال" :فهو هنا -أي ابن تيمية -ميهد ألمر خطري ،وهو إثبات
التجسيم بقياس اخلالق على املخلوق يف صفاته ،وهذا هو عني التشبه والتمثيل ،ولكنه ال يهجم
صراحة ومنذ الوهلة األوىل على مراده ،بل حياول أن يقيم عليه الدليل من اآلية قبل أن يتحدث
وقد ذكر لذلك أمثلة عديدة ،منها :نقله لكراهة مالك لوضع اليد على املنرب ،ورأى
أن ابن تيمية قد حرف القصة ،ومنها :زايدته ونقصه يف حديث األعمى ،ومنها :حكاية
االتفاق على أن التمين يف اآلية هو القراءة ،ومنها :كالمه على حديث اجللوس على العرش(،)5
ومنها أيضا ادعاؤه أن السلف واخللف خمتلفون يف فناء النار( ،)6ومثله وصف هللا ابلسكوت،
ونسبة األشعرية لإلرجاء(.)7
وقد خلص فيه إىل أن طريقة ابن تيمية هي التمحل على اخلصوم ،والكذب عليهم،
وخصوصا يف الرد على متكلمي أهل السنة على حد زعم املؤلف ،وقد ادعى عليه التنقص من
آل البيت عليهم السالم ،وهو يف ذلك معتمد على نقل النبهاين(.)1
الباب الثاين :يف قوله ابجلهة ورد ذلك .وفيه مخسة فصول:
وقد حتدث فيه عن اجلهة ،وعن معناها يف اصطالح املتكلمني ،واالستدالل هلا ،مث
ذكر إثبات ابن تيمية لصفة العلو واستدالله هلا ،ورأى أن يف القول بذلك قول ابجلهة على
طريقة املتكلمني ،ونقل عن ابن تيمية كالمه يف اجلهة وتفصيله يف املسألة ورأى فيه إدانة له(.)2
وقد أتى فيه ابآلايت الدالة على العلو وأتوهلا ،وسلك هلذا التأويل مسلكا وهو اإلتيان
مبعاين األفعال واحلروف يف اللغة العربية واختيار ما يناسب ما يراه أتويال سائغا مناسبا للتنزيه،
وبعيدا عن الظاهر املوهم للتشبيه( ،)3وبعد نقل غري متوسع يف املسألة خلص إىل أن التفويض
هو مذهب السلف ،والتفويض الذي يرجح هو التفويض مبعناه عند املتأخرين ،وأن التأويل
مذهب اخللف ،واحلمل على الظاهر مذهب املشبهة(.)4
الفصل اخلامس :موقف أهل السنة ممن يقول ابجلهة يف جانب هللا سبحانه وتعاىل :وحاصل
ما ذكره اتفاقهم على التبديع والتضليل والتفسيق واختالفهم يف التكفري ،وقد نقل عن القرطيب
معتمدا على تكملة الرد للكوثري ترجيح القول بكفرهم وختم به الفصل(.)5
الباب الثالث يف قوله بقيام احلوادث ابهلل تعاىل والقول بقدم العامل والرد على ذلك .وفيه
ثالثة فصول:
ومن مجلة مارد به على ابن تيمية :التصريح يف مذهب اإلمام مالك وخصوصا يف
خمتصر خليل بكفر القائل بقدم العامل ،ومثله الغزايل من الشافعية ،والقاضي عياض من املالكية،
وبعض الردود العقلية اليت ليست بدهية ،ووضحها ابملثال(.)4
وقد حتدث يف صفحتني عن استحالة قيام احلوادث ،والتأكيد على زيغ ابن تيمية،
وأحال يف الرد على الفصل الذي قبله(.)5
وقد أورد البن تيمية نصوصا يراها تشهد ملا يذهب إليه ،وعلق عليها أبن ابن تيمية
املبتدع ال ميكن تتبع نصوصه كلها(.)1
قرر فيه مذهب األشاعرة املعروف يف الكالم النفسي ،واستشهد له مبا استطاع من
اآلاثر واألشعار ،مث أتى بردود السلف على املعتزلة يف خلق القرآن ،مث علق بعد النقوالت
بقوله" :لقد غر هذا املسكني شيطانه ،واختذ اجلهة هواه ،فبئس ما صنع"( ،)2ويرى أن معتمد
ابن تيمية يف النقل عن اإلمام أمحد هو كتاب "الرد على اجلهمية" وهو كتاب ال تصح نسبته
إىل اإلمام أمحد ( ،)3وقد اعتمد يف رد أحاديث الصوت على قول ابن العريب ونظار األشعرية،
وما خلص إليه الكوثري يف املسألة رادا لقول ابن حجر والبخاري(.)4
وابتدأ القول يف الباب حبكاية اإلمجاع يف عصمة األنبياء ،ونقل عن ابن تيمية ذكر
اخلالف يف العصمة ،وجعل قوله هو القول بعدم العصمة ،وبناء عليه نسبه إىل الضالل! وبدأ
يورد الرواايت يف حديث الغرانيق ،وجعل يورد أقواله يف تعظيم شأن النبوة ويتأوهلا ويرى أهنا
جمرد إيهام ال غري( ،)5وبعد ذكره للخالف يف الصغائر وجوازها من عدمه على األنبياء رد على
الباب السادس :أن السفر لزايرة قربه صلى هللا عليه وسلم معصية ،وأن التوسل به شرك
أو وسيلة إىل الشرك:
ومل يبتدئ بنقل كالم ابن تيمة لشهرته وإمنا اكتفى بنقل الردود عليه ،وهذه الردود بني
مبدع له ومكفر يف مسألة منع شد الرحال إىل قرب النيب صلى هللا عليه وسلم( ،)4ومل يورد كالمه
يف التوسل وإمنا رد عليه ابهتامه ابلزيغ والضالل ،وسوء املعتقد ،والقول بتأثري األسباب(.)5
وقد أحال يف قوله بفناء النار إىل كتب أتباع ابن تيمية ،وإىل نسبة العلماء له هذا
القول ،ومل ينقل عنه شيئا يف املسألة وإمنا اكتفى بنقل الردود عليه( ،)6وقول ابن تيمية يف البعث
مل يتضح له واهتمه فيه أبنه يريد شيئا مل يفهمه ،وأنه يراوغ فيه ،ومل ينقل عنه شيئا يف املسألة(.)7
وعباد هللا الصاحلني على حد تعبري املؤلف هم :حميي الدين بن عريب ،وابن الفارض،
وأبو احلسني الشاذيل وغريهم ،وقد نقل كالم ابن تيمية فيهم(.)8
وقد أعاد فيها ما قاله يف بداية الكتاب من نسبة القول بقدم العامل اىل ابن تيمية ،وقوله
بقيام احلوادث ابهلل سبحانه وتعاىل ،وقوله بتأثري األسباب(.)1
وهي نفس املسائل اليت نقم عليه يف أول الكتاب مع زايدة مسائل أخرى ،و اعتمد يف
نقل هذه األقوال على احلافظ العالئي ،ومنها أيضا أن التوراة واإلجنيل مل تبدل ألفاظهما،
ابإلضافة إىل أمور أخر من مسائل الفقه ال خطام هلا وال زمام نقلها عن الكوثري(.)2
وختم كتابه أبن ابن تيمية مبتدع ال جيوز وصفه بشيخ اإلسالم ،وال الرتويج لكتبه ،وال
تبين آرائه(.)3