Professional Documents
Culture Documents
شرح إختبار القدم السوداء
شرح إختبار القدم السوداء
يتكون هذا االختبار في مرحلته التجريبية من ثالثين لوحة ،أبقى Cormanفي الصيغة
النهائية على 18لوحة بقياس ( ،)18،13تدور كلها حول مغامرات خنزير أو خروف القدم
السوداء.
تبدأ بلوحة تمهيدية مكونة من كوكبة عائلية ،ال توحي بأي نزوات محددة وال تقوم
شخصياتها بأي حركة (لوحة محايدة) .
وقد عرض كورمن في كتابه االختبارات التي اعتمد عليها في تشكيل اختباره ،وقد
أكد أنه استلهم اختباره من اختبار Blumحول مغامرات الكلب )Blacky،(Picture test
بحيث أن كل لوحة تعبر عن مرحلة من المراحل المتعاقبة للنمو النفسي والجنسي للطفل ،وقد
اعتمد في اختباره "مغامرات القدم السوداء "على نفس مبدأ ،Blackفهو اختبار بصري
تصويري ،يعتمد على مجموعة لوحات تدور كلها حول مغامرات خنزير له بقعة سوداء على
رجله و يعترف Cormanأن اختيار الخنزير كبطل لرائزه يعود إلى محض الصدفة
فاألطفال بشكل عام وبفضل الصور المتحركة WALT DISNEYيألفون بسهولة الخنزير
مما يسهل تقمص البطل في هذه المغامرات.
-1.1أجزاؤه:
أدواته: -1
يحتوي هذا االختبار على 18لوحة ( )18،13في غالف خاص بها.
ورقة الفرز ( 3صفحات). -
كتب االختبار: -
جزء :1دفتر االختبار (يشرح فيه تقنية االختبار وكيفية استعماله).
جزء :2عقدة أوديب.
جزء :3قاعدة االستثمار.
جدول التحليل. -
ورقة تعليمية. -
شروط تطبيقه: -2
لكي يتم تطبيق هذا االختبار علينا توفير الشروط الالزمة التي ينبغي على الفاحص
إتباعها :
8
-أوال اكتساب ثقة الطفل حتى يشعر بالراحة واألمان ،وهذا يكون منذ عرض اللوحة
. التمهيدية االولى
البد أن تتوفر طاولتين بجانب بعضهما ،واحدة كبيرة لتكون لدينا أبعاد كافية لنبسط -
عليها مجموع اللوحات (عندما تكون كلها مأخوذة في عين االعتبار :أي 16لوحة)،
توضح في صنف متكون من أربعة منها تحتل واجهة في ( ،)72،52وطاولة صغيرة
تطرح عليها الصور‡ المرفوقة ولتركها باستمرار تحت نظر الطفل.
ال نسجل أي نقطة أمام الطفل حتى نوفر له جو الثقة.
الحرية في اختيار اللوحات وتنظيمها حسب رغبة الطفل.
في بداية االختبار علينا أن نطبق ما يسمى بالحيادية.
يجب أن نهيئ للطفل جوا من الحماس ،وذلك لجعله حيويا ،وبهذا يفصح الطفل عن -
شعوره وميوله واتجاهاته.
ال يجب التأثير على إجابة الطفل ،وعلينا أن نطرح األسئلة بأسلوب حيادي جدا.
عندما يجيب يجب استحسان إجابته ،وذبك لكي ال نعطي قيمة إلجابة أكثر من أخرى، -
كأن نقول له في بعض األحيان "نعم" أو "جيد" ،وخاصة في اإلجابات الغير منتظرة
إذ علينا أن ال نتفاجئ وأن ال نظهر انطباع يعرف بواسطته أنه أعطى إجابة سيئة.
اللوحة التمهيدية تحلل مرة واحدة ،ونضعها تحت نظر الطفل . -
ب كل يجب ترك الطفل يتصرف بحرية كاملة ،كأن يسرد قصة مستقلة أو أن يُر ِك َ
الصور في قصة متتابعة.
ال يجب إيقاف الطفل باألسئلة المتكررة كل مرة في الفترة األولى من االختبار. -
علينا ترك الطفل يحكي كل ما يريد. -
يبغي في بعض األحيان استدعاء الطفل لتوضيح‡ ما يرويه باإلشارة بإصبعه إلى -
الشخصيات التي يتكلم عنها لتمييزها.
يجب أن نأخذ بكل دقة كل التفاصيل التي تم سردها ،وال يجب أن نعطي لقصص -
الطفل لمحة مختصرة ،لكن نأخذ القصص بكل إندماجيتها.
يجب علينا تسجيل كل التثبيطات ،الترددات الرجوع إلى الوراء ،غموض ،إختالط -
الشخصيات ،زالت اللسان ،وأيضا تسجيل مشار المفحوص ،مزاجه (فرح أم حزين)،
ردود أفعاله االنفعالية ،مشاعره من الخوف أو الغضب.
علينا االنتباه لفطنة الطفل طول مدة االختبار ،ألن الطفل يعبر غالبا عما ال يقول أكثر -
مما يقول.
علينا تفادي اقتراح بعض األفكار على الطفل حتى ال تؤثر على إجابته. -
يجب توفير الوقت الكافي ،يتراوح بين ساعة إلى ساعة ونصف. -
9
-البد من تطبيق االختبار كليا ،سواء بتطبيقه كليا مرة واحدة ،أو بتطبيقه على فترتين،
كأن نطبق طريقة "تفضيالت ‡-تقمصات " في حصة ثانية ،وهذا ال يؤثر على سير
االختبار ،كما لو أننا طبقنا االختبار بأكمله وهذا فقط في حالة تعب الطفل.
-ينصح بتسجيل صوتي للبروتوكول‡ عن طريق مسجل ،وهذا لما له من فائدة تعود
على االختبار.
جـ -تقنيته:
اللوحة التمهيدية:
بعد اكتساب ثقة الطفل نعرض عليه اللوحة التمهيدية ،ونقول له":هذه الصورة تعرض
مغامرات خروف صغير له قدم سوداء ".
-يا ترى ما هو مكتوب؟ (نجعله يقرأ بأعلى صوت ،وإذا لم يعرف القراءة نقرأ له).
-لماذا نسميه القدم السوداء؟ (سؤال يحرض على إجابة نشيطة من الطفل ،وفيه يتعرف
على الخروف الصغير بصورة جيدة وينتبه إليه).
-نقول له بعد ذلك :في هذه الصورة‡ لمغامرات القدم السوداء ال توجد حكاية مكتوبة
ونطلب منك أن تحكي لنا حكاية بنفسك ،لكن قبل هذا ستخبرني إذا كان القدم السوداء
ذكرا أم أنثى؟ وما هو العمر الذي ستعطيه له؟.
إذا تفاجئ بهذه األسئلة وتردد في اإلجابة ،نستطيع أن نقول له وذلك لتشجيعه ليعبر بحرية:
"أتعرف أنه مجرد لعب ،وتستطيع قول كل ما تريد ليس كما هو الحال في المدرسة أين توجد
أجوبة جيدة وأخرى سيئة ،فهنا كل اإلجابات جيدة".
وبعدها نسأله :والخروفان الصغيران األبيضان ماذا سنقول عنهما :ذكران أم أنثوان؟(يشير‡
إلى الخروف األول باإلصبع ثم إلى الثاني).
ومن الضروري‡ أن نسأله إذا كانا أخا أم أختا القدم السوداء ،أو ليسا من العائلة؟
وبعدها نسأله عن االثنين الكبيرين ،وال يجب أن نوحي الفكرة بأنهما األبوان ،ونطلب منه
بانتباه "واالثنين الكبيرين من هما؟" هذا الذي لديه اللطخة السوداء؟ والكبير األبيض كليا؟
المضامين:
تقدم الصور في رزمة واحدة وتكون غير منظمة ونقول":هذه الصور‡ تعرض مغامرات القدم
السوداء ،ستشاهدها ،اسرد علي أي حكاية عن أي صورة تريد ،أنت في اختيار الصور التي
تريدها ،و ال تحكي لي إال عن الصور التي تريدها أنظر إليها جيدا ضع في جهة التي ال
تعجبك واحتفظ باألخرى أمامك لتحكي لي عنها واآلن أخبرني عن مغامرات القدم السوداء
10
« ،وتترك له الحرية في سرد القصة ،وإذا تردد تستطيع أن تسأله لكي تحثه على اإلجابة أي
الصور ستختار األولى؟
علينا في كثير من األحيان أن تحث الطفل المتردد والمثبط ،كأن أطرح عليه بعض األسئلة
الدينامية ،مثل ":أحكي أيضا ،أشرح أكثر ،أرأيت شيئا آخر ،ماذا يحدث؟".
بإمكاننا أن نخبر الطفل في أي وقت من االختبار أنه يستطيع ان يعاود أخذ الصور التي
رفضها في البداية من أجل إدماجها في حكايته.
في النهاية نسأله":كيف ستنتهي مغامرات القدم السوداء".
-2التفضيالت -التقمصات:
عندما ينتهي الطفل من سرد قصة مغامرات القدم السوداء ،تجمع من جديد كل اللوحات
المرفوضة و المقبولة في رزمة وتقول له ":اآلن وقد تعرفت على كل اللوحات جيدا سنلعب
لعبة الصور المفضلة ،أنظر إليهم من جديد ضعهم في رزمتين ،في اليمنى ضع الصور التي
تحب ،أما الصور التي لم تحبها فضعها في اليسرى".
عندما يقوم الطفل بترتيب الصور ،نترك من جهة الصور الغير محبوبة ونبسط على الطاولة
الصور المحبوبة أمامه ،لم نطلب منه اختيار الصورة‡ التي يحبها أكثر ،وبعدما ينتهي من
وصفها نسأله ":لماذا يفضلها؟".
إذا تردد الطفل في اإلجابة أو حتى قال بان الطفل ال يستطيع أن يكون خروفا لقول له :أتعلم
أننا نلعب فاختر إذا كنت القدم السوداء أو واحدا أخر من الشخصيات؟
بعد ذلك نضع الصورة األولى من جهة ،ثم نستدعي الطفل الختار صورة أخري محبوبة
أكثر من الصورة المتبقية ،وهكذا تستمر العملية حتى تنتهي كل الصور المحبوبة ،وعند كل
صورة نطرح على الطفل سؤال "لماذا؟""،في تفضيالته ومن يريد أن يكون ؟"
في بداية االختبار أو أثناء إجراءه نخبر الطفل انه بإمكانه ان ال يتقمص أي شخصية.
عندما تحلل الصور المحبوبة نأخذ رزمة الصور‡ الغير محبوبة ونبسطها أمام الطفل ونطلب
منه أن يختار الصور األقل محبوبة من كل الصور ثم على التوالي‡ من الصور المتبقية،
وهكذا حتى نهايتها ،وفي كل مرة نسأل الطفل لماذا ال يحبها؟ ومن يريد أن يكون فيها؟
األسئلة الموجهة:
ينبغي أن تكون مع األسئلة "التفضيالت –التقمصات "األسئلة التي تدعي بالموجهة
وتتعارض مع األسئلة الدينامية ،وفي هذه األخيرة نركز انتباه الطفل على نقطة معينة يرغب
11
أن يوضحها لنا ،عندما مثال يحذف الطفل جزءا من الصورة ‡،يكون السؤال الدينامي":أرأيت‡
شيئا آخر؟".
فإذا لم يفدنا الطفل بشيء ،نوجه إليه في نهاية االختبار أسئلة واضحة حول ما سيقوله وليس
ما يراه ،مثال":أنظر‡ في هذا الجزء من الصورة ‡،ألم تر شيئا خاصا؟".
األسئلة المتنوعة:
في نهاية االختبار نطرح على الطفل أسئلة شاملة لمعرفة مشاعره اتجاه كل الشخصيات:
"لقد حكيت لي جيدا مغامرات القدم السوداء ،إنه مهم أتدري؟ لنرى في نظرك من هو األكثر
سعادة في الحكاية؟" .
وعندما يجيبنا نسأله لماذا؟
وها هي سلسلة األسئلة التي تطرح:
-من هو األكثر سعادة؟ لماذا؟.
-من هو األقل سعادة؟ لماذا؟.
-من هو األقل لطفا؟ لماذا؟.
الطفل يندمج شيئا فشيئا في مغامرات البطل حيث يقوم بإسقاط مشاعره الخاصة وميوله
ونزواته ،في هذه الحالة نسأله:
في عائلة القدم السوداء األب يفضل أحد أفراد العائلة.
واألم من تفضل؟ -
والقدم السوداء أعنده تفضيل؟ -
والخروفان األبيضان أعندهما تفضيل؟ -
و في النهاية تقول له :وأنت من تفضل؟ -
بعدها نطلب منه :ماذا يريد القدم السوداء أن يصبح؟ -
ما رأي القدم السوداء في قدمه السوداء؟ -
وفي األخير نعرض عليه لوحة الساحرة ،تخبره أنها ساحرة طيبة ،والقدم السوداء يرغب في
أن تحقق له ثالث أمنيات ،اإلسقاط هنا يلعب دوره.
ونقترح على الطفل أمنية رابعة ،كما في اختبار ( ،)Le test de Bestiaireلكن بأسلوب
إسقاطي فنقول له":لنفترض أن القدم السوداء تعب من أن يكون خروفا ،ويطلب من الساحرة
أن تحوله إلى أي حيوان يريد أن يتحول عليه؟ ولماذا؟".
12
وإذا توفر الوقت الكافي نطلب من المفحوص أن يرسم باالعتماد على الذاكرة فقط الصورة
التي تهمه أكثر في االختبار و كل التشويهات التي يقدمها معبرة كلها ،ومن الممكن أيضا أن
نطلب منه أن يتخيل حلما رآه القدم السوداء ،فهذا الحلم يعبر عن شمولية مختصرة صور
االختبار.
و في النهاية نطلب من المفحوص أن يجيب على السؤال التالي" :ما هو العمر الذي تعتقد بأن
األطفال يكونون فيه األكثر سعادة؟".
-1-2طريقة التفضيالت – التقمصات:
تعتبر هذه الطريقة الجزء األصلي لهذا االختبار ،حيث أعدت تحت اسم "التفضيالت‡ -
التقمصات" وهي طريقة جديدة تعطي أهمية كبيرة آلليات دفاع األنا.
انطالقا من المفهوم الكالسيكي لالختبارات اإلسقاطية التي يتقمص فيها المفحوص
الشخصيات التي هي مركز حكايته شعوريا ما يسميه كورمن بـ"تقمص الميول" ،لكي يبرز
هنا بأن المفحوص يتقمص البطل الذي يقوم بالفعل ،وهذا الفعل يعتبر تحقيق لميل عميق.
إن الميول الظاهرة ال يمكن أن تكون حاضرة في شعور العميل ،وال تكون جزءا من سلوكه
العادي ،فكل هدف االختيار أن يبرز الميول العميقة التي تكون عادة ثابتة ومكبوتة ،وتزودنا
بمعرفة شخصية العميل لدراسة صورة عنه غالبا ما تكون مختلفة عما عهدناه عنه إلى حد
التعارض معها أحيانا.
يرى كورمن بأن حياة المفحوص تظهر دوافع ال نجد لها أثرا في االختبارات اإلسقاطية ،
وال يسجل ظهور هذا الحدث إال عندما يطبق أو يستعمل طريقة "التفضيالت ‡-التقمصات".
ويبين من خالل النتائج المحصل عليها بأن ميكانيزمات الدفاع المتكونة في الشخصية مهمة
أيضا ،ويجب أن تؤخذ بعين االعتبار في االختبار وبنفس الشكل الذي تؤخذ به الميول .
ويبين كورمن أنه ينبغي على الطرق الكالسيكية لالختبارات اإلسقاطية أن ال تعتمد في
دراستها على الميل فقط بل يجب أن تعتمد أيضا على ميكانيزمات الدفاع ،وهذا ما يجعله
يتكلم عن تقمص الدفاع الذي يعترض مع تقمص الميل ،و على األنا أن يدافع ضد العالم
الخارجي وضد الميول ،بشرط أن يكون قويا ،وبفضل قدراته على تسويات سعيدة ،وهذا ما
نسميه بـ"اإلعالء".
وعند القيام باالختبار في جزأين تظهر أهميته ،وذلك بالسماح للمفحوص إعادة تناول
دفاعاته وتوظيفها جيدا ،إذ أن في طريقة "التفضيالت -التقمصات"‡ تعطينا اختبارات في
جزأين :
13
الجزء األول:
أين تكون الميول الغريزية معبر عنها بحرية في جو مالئم من اإلسقاط.
الجزء الثاني:
أين تتدخل التصحيحات المسؤولة عن ميكانيزمات دفاع األنا والتي تكون محببة عندما يقوم
بها الطفل األصغر سنا ،ألن الطفل دائما في تغيرات تلقائية ومنبسطة ال يشعر بدوافعه إال
بعد أن يحققها بحركة أو بقول ،الطفل هنا أمام مثير اللوحات ،يعبر أوال بدون حاجز وبدون
شك عبر الشخصيات الحيوانية ليتكلم عن مشاكله الخاصة ،وفي الفترة الثانية يقوم باإلسقاط
ولمرة واحدة يشعر بكل ما قاله فيما يتعلق به حتى ولو كان ناقصا فيخضعه للمراقبة.
إذا تتبعنا العالقة بين الميل والدفاع فإننا نحصل على وضعيات مختلفة ،فعندما ال تكون
الميول مضمون أي مراقبة فالقصة المحكية تعبر عن هذا الميول بكل قوتها في "التفضيالت‡-
التقمصات" الصورة تكون محبوبة ،و الطفل يخبرنا لماذا يحبها ،هنا يتوضح العنصر
المسيطر بالنسبة له في المضمون.
طريقة"التفضيالت ‡-التقمصات" تعطي نتائج مهمة جدا ،إذ أن الميكانيزمات المثبطة تبدأ
العمل من البداية ،المفحوص يحدد وصفا صادقا للصورة ،لكن بدون أن يعبر عن مشاعره و
بدون أن يشارك في الحركات التي تحدث بأسلوب الحيادية كالرد أو كاألسلوب المدرسي
الذي يلقيه
في فترة"التفضيالت ‡-التقمصات" المفحوص يجد نفسه مرغما على حذف حوادث في حياته
العاطفية ،والتثبيط المتوقف يعطينا مضامين شخصية أكثر ،وتبرز أشياء كثيرة ال تجدها في
1
المضامين التمهيدية.
-1-2-1التقمصات
نميز هنا بين تقمصات الميل للبطل الذي يقبل تحمل مسؤولية الحركة التي قام بها ،والذي
يكون دائما القدم السوداء ،وبين تقمصات الدفاع التي تخص بيمكانيزم دفاع األنا بواسطة
إنكار أو رفض تحمل مسؤولية تحمل الفعل.2
أ -تقمص القدم السوداء:
تقمص البطل يكون قويا عندما يصل أو يتعدى "عشرة " ،وهذه اإلشارة للداللة على تكيف
جيد وهذا أيضا دليل على أن المفحوص أخذ على عاتقه كل ميوالته بشكل جيد .
1
- Loius Corman , le test PN , P 48.
2
- Loius Corman , le test PN , P 65-67..
14
ولكن التجربة أشارت إلى أن "األنا قوي" يكون قبل كل شيء "أنا لين"والذي‡ يتكيف مع
تغير الوضعيات بتقمصات متنوعة .
والتقمص الثابت للبطل يكون بالعكس إشارة إلي "أنا صلب"،وهذا يعني أن المفحوص في
أغلب األحيان غير جدير بتوظيف أي عضو من عائلته خارج نفسه ،وعدم قدرته هذه تترجم
عموما كخطأ في عالقته العاطفية التي تنقله من سمة اللييدو الموضوعي‡ إلى اللييدو
النرجسي.
تقمص البطل يكون ضعيفا في سن أقل من " "5سنوات .
ب -تقمص الخروف األبيض الصغير:
هو الثاني من حيث األهمية بعد القدم السوداء ،وله قيمة كما يذكر كورمان في إختياره في
الدور الذي يلعبه هذا األخير ،كمشاهد للحركة التي يقوم بها القدم السوداء واألبيض األخر،
كمثال ":لوحة المعركة ،لوحة ذكر اإلوز،لوحة األلعاب القذرة" التي فيها شعور بالذنب
بسبب العد وانية الموجودة في المضامين وهذا ما يسمح بتقمص الهروب .
ج -تقمص اآلباء:
نعرف أن هذا التقمص هو العنصر األساسي في الوضعية األوديبية .
-تقمص األم يظهر من خالل الدور األساسي الذي تلعبه صور الرضاعة.
-تأخذ الصورة األبوية مظهرا مزدوجا :تظهر تارة كمثالية األنا وتظهر تارة أخرى كمحيطة
ومراقبة ،ويصبح تقمص األب من شكل تقمص المعتدي وهنا تصبح له أهمية خاصة أي
ميكانيزم للدفاع ضد قلق األنا األعلى .
-تناقض جنسي عند بعض المفحوصين (تقمص الذكور لألم ،تقمص البنات لألب) .
د -تقمص القوى :
يكون هذا التقمص قريب من تقمص الوالدين
هذا التقمص يزود الطفل بالعديد من اإلشباعات.
يساعد على هذا التقمص تنوع الصور بإضافة شخصيات جديدة ،مثال المزارع في لوحتي
(العربة -الحمل).
األتان في لوحة (األتان) ،ذكر اإلوز في لوحة (ذكر اإلوز) ،الهالل في لوحة (الليل-الحفرة).
وقد يسمى هذا التقمص بـ"تقمص المعتدي" .
15
هـ -عدم تقمص أي شخص :
-الطفل يرفض في حاالت عديدة تقمص أي شخصية في الصورة المعروضة.
-يظهر هذا التقمص في الصور الغير محبوبة .
-الحصر يؤدي بالفحوص إلى رفض جملة من الميوالت التي بدورها تدفعه إلى رفض
المشاركة في المشهد حتى ولو أخذ دور المشاهد ،وهذا ما يجعله مذنبا .
و-التقمص اإلسقاطي :
المفحوص يسقط نفسه في شخصية البطل في التقمص ،حيث يقول "أنا «كأنه واع بالقرابة
الداخلية مع البطل .
-وبدرجة صغرى المفحوص اليقول مباشرة القدم السوداء ،هو "أنا" ،ولكن يقول القدم
السوداء "،مثلي"‡ .
وبدرجة قصوى المفحوص في "التفضيالت -التقمصات"يتقمص البطل كلية ،هنا الطفل
يجعل نفسه جزءا من الموضوع ،كأن يقول القدم السوداء "أنا"،وهذا التقمص كامل و
اإلسقاط واضح .
-3تفسير االختبار:
– 3-1دينامية اإلسقاط:
أشار كورمن إلى أن اإلسقاط ال يعطينا عناصر ثابتة تشبه ما يسمى بـ"سمات الطبع"
التي تتركب عند اجتماعها شخصيات عميقة ،وكعنصر كيميائي تشكل جسما معقدا،
وهنا نرى أن الشخصية العميقة ليست إحصائية وإنما هي دينامية ،فهي حقل لقوى في
توازن متغير ومجموعة محركة للميل ودفاع األنا.1
فالمختص النفساني الذي يخضع لتطبيق االختبار اإلسقاطي عليه أن يقتنع بدينامية
الشخصية ،حيث تقوده إلى تفكير دينامي.
فخالل الساعة التي نقضيها في االختبار أين تدور مغامرات القدم السوداء ،فكر الفرد
يصبح نشيط وعمليا ،يسير وفق حركات عاطفية والتي تتفنن للحصول على الزاوية
التي تشبع على األقل الميول الخاصة بالمفحوص في إشباع رغباته و نزواته ،وبأقل حد
من القلق ،ولهذا علينا أن نتبع كل حركات فكر العميل وبعد ذلك إدراك منبعها وأسلوب
إنتاجه من أجل فهم اختياره.
في اختبار القدم السوداء نجد تناقضات يعبر عنها الطفل بانعكاسات عاطفية ،وهذا
يكون مرة بسيطرة الميل ومرة أخرى بوجود المراقبة التي تتحكم فيه.
1
- Loius Corman , le test PN , 1 tome : P.U.F,1961, P192.
16
وما يوافق المنطق أن الصور المقبولة يصفها المفحوص برغبة منه وتكون بعدها
محبوبة ومقبولة ،وهذه الصور نسميها ثالث مرات محبوبة وتوافق مبدأ اللذة والتي ال
تكون موضوعا ألي تحريم.
ومن الطبيعي أن تكون صورا غير مقبولة وترفض وتصنف في الصور الغير محبوبة
وال يأخذ الفرد المجرب الحركات على عاتقه ،وهي الصور الغير محبوبة ثالث مرات،
وتمثل الميول التي عليها مراقبة شديدة من طرف دفاعات األنا المكبوتة.
نادرا ما يسير االختبار وفق مخطط منطقي ،إذ نالحظ تواتر التناقضات التي تعطي
للمختص "الغير خبير" انطباع شاق ،ولكن في األخير يبدو له العكس ،فهي معبرة عن
دينامية الشخصية ،كمثال":لوحة الحمل" نادرا ما ترفض ،فعندما ترفض نستنتج أن
الفرد المجرب لديه مشاعر قوية من الغيرة تجاه المواليد الجدد ونادرا ما ترفض وتكون
غير محبوبة ،فهي تصنف غالبا ضمن الصور المحبوبة مع األخذ بعين االعتبار األم
الخروفة والمواليد كعنصر فعال ،وهنا يظهر التناقض.
أثناء التقمص يظهر لنا كل شيء ،إذ أن الطفل يصرح غالبا بأن يكون واحد من هؤالء
1
األطفال الصغار ،نفهم هنا الحركة الدينامية الشخصية.
في البداية يتقمص الطفل البطل القدم السوداء ،وعندما يرى أن القدم السوداء في
وضعية صعبة من اإلحباط يرفض الصورة ويرغب أن يأخذ وضعية أصحاب االمتياز
أي المواليد الجدد ،وهنا يتغير موقفه العاطفي وممكن أن يحب الصورة.
1
-- Loius Corman , L’interprétation dynamique en psychologie, paris. P.U..F.1972,P73.
17
بالنسبة للعمر عندما يعطي للقدم السوداء ،نجد أحيانا ما يؤكد هنا التقمص بصدق للبطل وهذا
نجده خصوصا للكبار ،العمر في كثير من األحيان يعطي باألشهر فيما يخص الخرفان
الصغيرة ،إذ يكفي تحويل هذه األشهر إلى سنوات وذلك إليجاد العمر الذي يريد العميل
إعطاءه للبطل.
العمر سواء أكان صغيرا أم كبيرا فهذا يدل في االختبار على أن العميل يكون عائلة حسب
رغبته ،وذلك باستعمال الميول النكوصية ليجد العميل ما افتقده من متعة طفولته.
وقد قام كورمن بالتحري عن "العمر الذهبي" ،وذلك تجريبيا عن طريق اختبار إذ يسأل
الطفل كما يلي":في أي عمر حسب تفكيرك يكون األطفال فيه أكثر سعادة؟" ،وقد تيقن ان
هذا العمر يتصادف غالبا مع العمر المعطى للقدم السوداء ،أو كما نراه في عدد اإلخوة الذين
يتقمصهم الطفل.
-2األبوين:
عندما ال يرى المفحوص الخروفان الكبيران كأبوين ولكن غرباء أو كإخوة كبار او
أقارب هنا لنستنتج وجود اضطراب‡ في عالقات العميل مع والديه.
وقد يكون السبب واضحا عادة ،وفي كثير من األحيان يكون غامضا ،فرفض رؤيته
الخروفان الكبيران كأبوين يستطيع أن يفشي عدوانية ال شعورية ينبغي شرحها.
رأينا أنه توجد وضعية وسطية يعطي الطفل فيها للقدم السوداء ،على أساس إقتصار األم على
البقعة السوداء ،هذه الدالالت التي يعطيها الطفل للعائلة تصبح داللتها مهمة أكثر وتثبت حتى
في باقي االختبار .
-3توجد حاالت حذف أين تكون معروضة في اإلسقاط على اإلخوة واألخوات ،وتمثل
الرغبة التي يصبر عنها بأخذ مكانتهم .
-4عند تفسيرنا في العمق وجدنا بأن كل شيء يصبح ذاتي وأن الطفل يسقط في شخصيات
اللوحة التمهيدية ميوله المتنوعة وخاصة الواسعة جدا منها ،فعندما يفشل في تكوين
وحدة لنفسه يتواجد بذلك صراع في شخصيته بين العديد من الميول ،على سبيل المثال
في كثير من األحيان نجد أن األطفال يعطون لشخصيتين مختلفتين ميولهم المعكوسة،
كأن تكون سيئة أو جيدة بالنظر لتقديرات الوالدين ،فنجد أن األطفال مدفوعين على ان
يفضلوا في أنفسهم المضمون الجيد والمضمون السيئ.
عندما تكون األعمار المعطاة للقدم السوداء ورفاقه ال توافق اإلخوة الحقيقيين والتي -5
نستمدها لتفسير األعمار كما لو أنها أعمار نقاط تثبيت الطفل.
18
دفاع األنا:
رأينا أن اللوحة التمهيدية من طرف أي طفل ناتج عن ميوله العميقة وما تمليه عليه في
معنى اإلشباع.
في الواقع أن المفحوص في حركاته وبواسطة دافع عابر يعرف القدم السوداء واآلخرين من
شخصيات اللوحة التمهيدية ،حيث يقيم بينهم عالقات متعددة ،إذ يذكر بعض عناصر من
إخوته في حين يحذف اآلخرين.
في بعض األحيان نجد أن معطيات اللوحة التمهيدية تكون ثابتة طوال فترة االختبار ،ويعطى
لهذا التوزيع مضمون قاسي بحيث يستسلم بقوة خاصة للميل مما يجعله نقيض نفسه وهذا
النوع من صالبة األنا.
لكن توجد العديد من الحاالت التي ال تكون فيها اللوحة التمهيدية ثابتة طوال مدة االختبار،
ولذا يجب التسليم هنا بأن :أمام الصور التي تكون فيها الحركات الواضحة معاشة ،اإلحساس
بالواقع يتغلب عليه سواء في محاولة المفحوص تأسيس كوكبة عائلية تكون حسب رغبته
وتوقظ في نفسه نوعا من الشعور بالذنب ،وأن مراقبة األنا تتدخل لتثبيت ما هو حقيقي،
كمثال :قد يحدث أن الخروفان األبيضان يظهرهما الطفل في البدء كغريبين ولكن في سياق
الحكاية نجدهم وفجأة قد أصبحوا إخوة وأخوات منافسين.
وقد يحدث في كثير من األحيان أن يعكس الطفل في اللوحة التمهيدية األبوين ولكن في العديد
من الحاالت يكون هذا العكس ثابت ،فيحقق بذلك مضمون األب المرضع هنا على األقل
يكون مساو للحاالت منذ وصف مشهد الرضاعة،فالمفحوص يعيد إثبات دور األم في
الرضاعة ،وهناك وسطية أين يكون فيها مضمون األب المرضع محافظ عليه ولكن مع
التردد.
وفي بعض الحاالت نسجل بواسطة زالت اللسان التي تبين شك المفحوص بالنسبة للدور
الخاص باألب واألم ،هنا أيضا ما يدفعنا للتفكير بأن الطفل يكون في صراع مع نفسه،
ونفسره في معنى وضعية الدفاع ،هذه المقاومة بين الدافع األول والمراقبة التي تليه وتبذل
جهدا إلزالة مفعوله.
وبتعمقنا لمفهوم الدفاع فإننا مرغمون للتمييز بين طريقتين:
األولى :يرفض دفاع األنا يوضع في خدمة الميول األساسية ،وهذا شاهدناه في اللوحة
التمهيدية بحيث يرفض دفاع األنا الواقع المؤلم فينشىء بذلك عائلة حسب رغبته.
19
الثانية :توجد حاالت أين يكون فيها الدفاع مستسلما لضغط الوسط العائلي واالجتماعي ،و
يبذل جهدا لتبديل سلطة الرغبة بسلطة الواقع وبتصحيح االنحراف السابق بطريقة أو أخرى
المسيطرة في االختبار.
ومن هنا نستطيع استخراج العالمات حول درجة نضج األنا ،وأيضا إذا كان مازال طفوليا
وعبدا للميول "الحالة األولى" ،معرفة إذا كان صلب أو قادر على تحقيق تسويات تتماشى
و"الحالة الثانية".
-3-3المضامين األصلية:
تفسير االختبار يدور حول البحث عن المضمون المسيطر (الغالب) فالقراءة األولى
للبروتوكول تسمح لنا بتقدير إذا كان المفحوص قد أعطى لصور االختبار وصفا ثابا أو
بسيطا ،أو زودنا بوصف أصلي للمضمون.
والقاعدة األساسية للتفسير كنتيجة طبيعية للبحث عن المضمون المسيطر كان في الواقع
القاعدة األصلية ،فكل مضمون يبتعد عن المضمون المنتظر في مضمون بسيط يجب أن
نعتبره كداللة لمشكل معين.
إن أصلية الصور ال تكمن في محتوى المضمون ،وهذا يعني في التعبير االيجابي عن
الميل ،وتستطيع أن تكمن أيضا في الرفض المعتاد يعني ردود أفعال األنا.
والعنصر الثالث الذي له أهمية مساوية هو رد الفعل العاطفي عن المضمون ،في هاتين
الوضعيتين الممكنتين‡:
الوضعية المنبسطة ،وتكون عادة بتعبير قوي للميل والذي نستدل عليه بواسطة نبرة فرح،
نشوة أو انفعال متذبذب ،والوضعية الثانية هي الوضعية االنطوائية التي تصاحب غالبا
ردود أفعال تثبيط األنا ،يعبر عنها الطفل بصمت طويل أمام الصورة‡ أو بصوت خافت أو
بنبرة حزينة.
وبواسطة تركيب هذه العناصر الثالثة لدينا شكلين من العناصر المسيطرة :المضامين
الصريحة والمضامين المقنعة.
-المضامين الصريحة :هي المضامين التي نعرفها بسرعة كبيرة وتعطي قصصا غنية
جدا ،ألنها تجذب إنتباه المختص النفساني ونسميها أحيانا"المضامين المحبوبة ثالث
مرات" ألن هذه الصور تكون عادة مقبولة من طرف الطفل ومحبوبة ويأخذها على
عاتقه ،وهذه الصور تتلقى تنقيطا عاليا على اإلجابات القوية.
20
-المضامين المقنعة :وهي التي ال يزال عنها الغموض إال بالتفسير العميق ،ألن دفاع
األنا مطوق ويخفي الميل وحتى في بعض األحيان يعمل على إزالته نهائيا ،وغالبا ما
تكون الصورالمعطاة‡ مرفوضة في البداية ،وبالتالي غير موصوفة ،ولن نحصل على
شيء من المضمون إذا كان الرفض مكتوما ،وفي "التفضيالت ‡-التقمصات "
يتوضح لنا هذا المضمون .
وتظهر األصلية في المضامين ليس بواسطة القوة التعبيرية للميل ولكن بواسطة قوة دفاع
األنا ،والتي من خاللها وفي حاالت كثيرة يعطي المفحوص وبالتدقيق عكس المضامين
الصريحة مضامين غير مقبولة وغير محبوبة وليست مأخوذة على العاتق.
ويبين كورمن في األخير أنه من الخطأ أن ال نعطي اعتبارا للصراع "ميل -دفاع" في
التفسير.1
ويشير إلى أن االضطرابات النفسية مرضية للتكيف موجودة بكثرة عند الطفل ،ويكون
أصلها دائما في وضعية صراعية.
في الحاالت البسيطة جدا تتعلق بصراع خارجي بين الفرد ومحيطه االجتماعي ،لكن من
جهة تطور الشخصية الصراعات ال تتأخر لتصبح داخلية معارضة ،إذن للنزوات الغريزية
ودفاع األنا.2
-3-4الحكايات المتتابعة والصور المعزولة‡:
التفسير يتغير حسب الطريقة التي يعد المفحوص فيها مغامرات القدم السوداء ،وهي على
ثالثة أشكال:
الحاالت السهلة في التفسير هي التي يكون فيها المفحوص حكاية متتابعة بعد الدراسة -1
المنتهية للصور ،و هنا نفكر بأنه في عالقته مع اهتماماته الغالبة.
القدرة على إدماج المضامين الجزئية إلعداد حكاية ال تكتسب إال مع تزايد العمر ،وهذا ما
نجده عند الكثير من األطفال الذين تعدوا العشر سنوات.
هو متكرر كثيرا ،وهنا المفحوص ال يمسك إال صورة واحدة ،ومنه نفكر أن هذه -2
الصورة الوحيدة تظهر للمفحوص نوعا من الجذب (إغراؤه باالهتمامات الغالبة
عليه).
وهو كثير جدا ،وتكون فيه الصور موصوفة بدون تنظيم ظاهر وبدون روابط مرئية، -3
إذ على المختص النفساني أن يكون يقظا في دراسته دائما وذلك من خالل المعلومات
1
- Louis Corman , le test PN , 1 tome, paris : P.U.F,1961, P 205.
2
- Louis Corman , le test Gribouillis ,,paris : P.U.F,1973, P 71.
21
التي يتحصل عليها في "التفضيالت ‡-التقمصات" ،ونشير هنا أنه توجد غالبا وراء
هذه الالعقالنية الظاهرة روابط أكثر تعقيدا.
-3-5قواعد التفسير:
لمعرفة الطريقة أو األسلوب العام أو المجزء ،الذي رويت به مغامرات القدم السوداء
،فإن القاعدة األساسية المطبقة:1
أ -قاعدة أصلية الميول :
-الميول التي تبدو أصلية بوضوح هي التي تجذب انتباه المختص النفساني في البداية ،وهنا
تنقط الميول من خالل الصورة المعبر عنها .
-تكون المضامين المالزمة مقدمة في شكل أصلي ،أي مضمون الذي يظهر في مجموعة من
الصور ،مثال :في مضمون قوي للمنافسة األخوية نجد أنه معبر عنه ليس فقط في الصور
التي خصصت لهذا الغرض وإنما في صور أخرى .
-يندفع الميل فجأة بقوة يعبر عنها بتجربة ،وهذا مستعمل كثيرا عند المفحوصين الذين لديهم
دفاع وسواسي والذي ال يرفض أي صورة ،وبالمقابل يعطي لكل واحدة منها وصفا بسيطا و
ال يدخل أبدا شخصيته الخاصة .
-قد يحدث وأن التحريض القوي نوعا ما والصادر عن بعض الصور يجعل المفحوص
يخرج كل ما في نفسه ويفشي كل ما يجول بخاطره .
ب -قاعدة الرنين العاطفي :
عندما يعطي مضمون الصورة في اإلختبار بنبرة عاطفية ،هنا لتأكد بأنه يتعلق بمضمون مهم
عند المفحوص حتى لو ظهر في البداية بسيطا .
-فمرة يتعلق بالفعل مفرح ،حيث نسجله من خالل صيحات ،تعجبات او نبذة شهواية ،هذه
اإليجابية الشديدة للمشاعر تستطيع أن تكون معبر عنها من خالل اختيار الصورة‡ الموصوفة
األولى و الجد محبوبة ،ألننا نستطيع أن نقول أن هذه الصورة جاءت وبقوة كبيرة اهتمام
المفحوص .
-ومرة أخرى تتعلق بانفعال حزين ،سواء مصاحب لموضوع اكتئابي ،أو ما هو مهم جدا من
االنفعال مع موضوع بسيط ،ويكون في أول األمر غير معبر عنه بنبرة عاطفية.
1
-
22
تكون التقمصات بال أحد دائما مربوطة بحصر قوى و عادة معلن عنها بصوت خافت ،وهذا
يبين االنفعال االكتئابي.
جـ -قاعدة الدفاع القوي:
الدفاع القوي جدا دائما يعبر عن شكل مهم ،فالميول هي التي تسبب الصراع القوي ،والتي
تكون على العموم مراقبة بشدة من طرف دفاع األنا ،وبالتالي حتى شدة المراقبة نعني بأنه
يوجد كبت وهذا يعني وجود قلق ،وأن الميل المكبت هو الذي يعتبر أكثر أهمية في معرفة
سبب حركته المرضية.
المضمون المقنع يظهر في بدايته كأنه مضمون ضعيف بسبب قوة الميول وحتى بواسطة
دفاع األنا ،وقد شاهدنا بأن هذا الدفاع يأخذ أشكاال متنوعة وهي كاآلتي:
-1رفض الصورة :هو ميكانيزم هام ومنه إشتقت الميكانيزمات األخرى وهو اإلنكار
وتربطه مع مبدأ اللذة الذي يقود إلى رفض كل ما يسبب ألما هاما .
-غالبا ما يظهر الرفض بشراسة في وقت اختيار الصور ومهم جدا أن تنقط الصور
المرفوضة فكثيرا ما تكون هذه الصور غير مقبولة وتكون في "التفضيالت‡
-التقمصات" غير مقبولة وغير مأخوذة على العاتق والتي نسميها الصور الغير
محبوبة ثالث مرات ،أين يجب علينا أن نستنتج ثالث أضعاف من الدفاع ضد الميل
الممثل ،وهذا يدل على أن األنا يواجه هذه الميول بكل قوته.
-وقد تكون الصورة‡ مقبولة في البداية ثم ترفض بعد ذلك ،أي تكون جذابة في البداية
ألنها ترتبط بمشاكل المفحوص ثم تحدث له صدمة وقلق وقد توقظ فيه وبتعزيز شيئا
فشيئا القلق إلى درجة ال تطاق.
-وقد يحدث أن ترفض الصورة في البداية ،وتكون محبوبة ومأخوذة على العاتق بعد
ذلك ،فتارة تسبب مشاعر متناقضة ،وتارة أخرى تهيئ فكر العميل لينتهي إلى
مضمون مقبول وتارة أخرى نجد أن هذان العامالن يجتمعان.
-غياب المضمون الذي البد أن يكون مصورا في االختبار يدل دائما على مشكل خاص
عند المفحوص ،ويكون هذا الغياب تحت شكلين ،سواء أكان برفض محض وسيط
للصور المعبر عنها أو موصوفة بمضمون غير مصور في االختبار .
ب -الحذف الجزئي:
يحدث وإن رفض الصورة‡ ال يكون كليا ،وإنما يكون في جزئ من المش‡‡هد ال‡‡ذي ب‡‡دوره
سبب القلق،ك‡‡أن يع‡‡بر عن‡‡ه المفح‡‡وص بقول‡‡ه في نفس‡‡ه":ال أري‡‡د أن أك‡‡ون في ص‡‡لة م‡‡ع
هذا"،أو أن يحذف شيئا من عالمه ،ويمكن أن نجد ذلك في لوحة"الليل"بحذف األب و األم
23
،وهنا تظهر العالقة العدوانية مع الوالد المحذوف ،فيح‡‡ذف أي ش‡‡خص ت‡‡دل على عالق‡‡ة
عدوانية تجاهه.
جـ -حذف الفعل:
يتمثل في رفض الحركة المعروضة ،ونجد هذا في لوحة "المعركة" أين يكون المض‡‡مون
الع‡‡‡دواني غالب‡‡‡ا مص‡‡‡احبا بالش‡‡‡عور بال‡‡‡ذنب ،فتوص‡‡‡ف ه‡‡‡ذه اللوح‡‡‡ة م‡‡‡ع مض‡‡‡مون
اله‡‡روب":إنهم‡ يله‡‡ون"‘"،إنهم‡ يرع‡‡ون" ،نج‡‡د ك‡‡ذلك ه‡‡ذا الح‡‡ذف في لوح‡‡ة "األلع‡‡اب
القذرة" ،وكذلك في لوحة "المعلف"‡ عندما ال يصف الطفل بـ"أن القدم السوداء يتب‡‡ول في
المعلف".
د -إنكار المشاعر:
هن‡‡ا الح‡‡ذف يق‡‡وم بتش‡‡ويه خط‡‡ير إلحس‡‡اس ب‡‡الواقع ،فعن‡‡د المفحوص‡‡ين الناض‡‡جين نج‡‡د
تشويهات غير ممكنه ،واإلنكار هنا يظهر في حركة مخففة للتعبير عن المضمون ،فعندما
يتعمم هذا الميكانيزم نحصل على قصص ثابتة لكل باردة ،أين تكون المشاعر فيه‡‡ا غ‡‡ير
معبر عنها ،وهذا إشارة لبنية وسواسية .
هـ -التثبيط :
يمكن أن نعبر عن رفض المضمون‡ بـ":التثبيط"‡ ،والتثبيط ال يكون كليا ألن المفح‡‡وص
يعاود أخذ الصورة بعد وقت الصمت الذي كان عليه (وقت رد فعل على مثير الص‡‡ورة)،
فالوقت يكون طويال أو قصيرا وينتهي بوصف الصورة.
فأوقات التوقف إش‡‡ارة للتثبي‡‡ط ،فأثن‡‡اء س‡‡كوت الطف‡‡ل يعت‡‡بر مظه‡‡ر خ‡‡داعي ف‡‡إن الطف‡‡ل
يحضر دفاعاته بس‡‡رية و أثن‡‡اء"تقمص‡‡ات -تفض‡‡يالت"‡ يأخ‡‡ذ وض‡‡عية عاطفي‡‡ة تخون‡‡ه،
فالمض‡‡مون الظ‡‡اهر يب‡‡دو بس‡‡يطا ومرفوض‡‡ا ،ويظه‡‡ر ه‡‡ذا ال‡‡رفض في أن تك‡‡ون ه‡‡ذه
الصورة غير محبوبة والتقمص لالأحد.
و -الرجوع العكسي:
وفيه يبذل المفحوص الواقع بعكسه عندما تسبب له الوض‡‡عية المعروض‡ة‡ ع‡دم اإلرتي‡‡اح،
والمزاج السيء ،وه‡‡ذا يظه‡‡ر في" التفض‡‡يالت -التقمص‡‡ات" ،أين تك‡‡ون الص‡‡ورة غ‡‡ير
محبوبة وغير مأخوذة على العاتق.
ز -اإلزاحة:
اآلن هنا ينضم بخفة دفاعه ومخففا للحركات فالمفحوصين يزيحون حرك‡‡ات البط‡‡ل على
شخصيات أخرى،أو يستعمل ميكانيزم دفاع العقلنة.
24
يزيح المفحوص حركة المذنب على شخصية أخرى وتكون كوسيلة إلشباع الميل في نوع
من الوكالة أي توكيل الحركة لشخصية أخرى بدون أن ينسى تحمل مسؤوليته.
حـ -العقلنة:
و تظهر في األشكال التالية:
-نقض الص‡‡ورة ‡:وتك‡‡ون وس‡‡يلة لله‡‡روب من المض‡‡مون ،ك‡‡أن يق‡‡ول":بأن‡‡ه لم يفهم
الصورة " أو "ال يحب مثل هذه الصور ألنها ليست جميلة".
ويكون الدفاع بواسطة العقلنة شفاف وذلك في رغبة البعض في أن يكونوا لوحدهم مع أمهم،
ويقولون بأن لوحة الرضاعة 1أقل إعجابا من الرضاعة ، 2ألن ه‡‡ذه الص‡‡ورة فارغ‡‡ة كث‡‡يرا
وتوجد فيها أشياء قليلة مرسومة.
فالبعض يصرحون أمام اللوحة بأنهم لم يروا من قبل خروفان يعقالن بعضهما البعض ،وهذه
الطريقة من الدفاع تنتج عن صدمة للمضمون المعطى من البداية.
ويظهر أيضا ميكانيزم العقلنة بسحب ما يقال في البداية ،ثم نقد الصورة بأن يص‡‡ف المش‡‡هد
بأنه ليس جميال ويذكر أشياء تافهة من بعده(حصى ،عشب....إلخ)،والقرار‡ إلى التفاصيل.
ط -العالقة بالمسافة:
وهو ميكانيزم دفاعي ق‡‡ريب من العقلن‡‡ة ،ففي‡‡ه يتع‡‡رف المفح‡‡وص على الحرك‡‡ة المعروض‡‡ة
ويعطي وصافا أمينا للصورة ‡،وذلك لتخفيض المعنى في وضع مسافة أكثر بين المشاركين.
العالقة بمسافة نالحظ غالب‡‡ا في الص‡‡ور األوديبي‡‡ة "اللي‡‡ل ‡-القبلة" عن‡‡دما يك‡‡ون المفح‡‡وص
غيرة قوي‡‡ة تج‡‡اه الودي‡‡ة األبوي‡‡ة ،نس‡‡تطيع أن نالح‡‡ظ رفض رؤي‡‡ة األب‡‡وين كالهم‡‡ا واض‡‡حا
مكانهما خروفان ال نعرفهما أو حيوانان آخران .
إن وصف كل ما صور في االختبار كخروفان غريبة وال‡‡تي ال نعرفه‡‡ا يتعل‡‡ق ت‡‡ارة بالرغب‡‡ة
يحذفهم من العائلة ،أو وضعية خطيرة أو في وضعية الشعور بالذنب.
توج‡‡د بعض الح‡‡االت ال‡‡تي تك‡‡ون فيه‡‡ا الوض‡‡عية‡ المعروف‡‡ة مول‡‡دة للقل‡‡ق ومن أج‡‡ل ذل‡‡ك
المفح‡‡وص يج‡‡رب الحاج‡‡ة الش‡‡ديدة ألخ‡‡ذ مس‡‡افة ،ويص‡‡رح إذا بأن‡‡ه ال ينتمي لعائل‡‡ة الق‡‡دم
السوداء ولكن لخروفان غرب‡‡اء ،وفي أخ‡‡ذه هن‡‡ا للمس‡‡افة يظه‡‡ر كتع‡‡ويض ع‡‡الي مع‡‡اش في
خوف.
1
-
2
25
وقد نجد هذا الدفاع أيضا في" :التفضيالت -التقمصات" ،عندما يرفض الطفل تقمص السلبي
أو النشيط ،المشهد ويختار أن يك‡‡ون اآلخ‡‡ر ،وهن‡‡ا أي في حال‡‡ة تقمص غ‡‡ير ع‡‡ادي ينبغي
دائما طلب "لماذا" من الطفل و اإلجابة توضح سبب أخذه للمسافة ،وأخ‡‡ذ المس‡‡افة يظه‡‡ر في
تقمص الالأحد.
ي -العزل:
وه‡‡‡ذا الميك‡‡‡انيزم يتم عن طري‡‡‡ق الح‡‡‡ذف ،ومرتب‡‡‡ط بكبت لمي‡‡‡ل حص‡‡‡ري نش‡‡‡وئي (
‡)Anxiogèneوعندما يستعمله المفحوص كثيرا ما يكون ميزة لعصاب هيس‡‡تيري ،وعلى
العكس العصابين الوسواسين ال يدافعون بواس‡‡طة الح‡‡ذف ،فعن‡‡دهم ميك‡‡انيزم خ‡‡اص لل‡‡دفاع
الذي هو مكون من عزل تميالته العقلية لعواطفهم ،إذ يكبتون العاطف‡‡ة ويحتفظ‡‡ون ش‡‡عورهم
بالتمثيل.
ويظهر هذا الميكانيزم في االختبار عندما تكون كل الصور مأخوذة بعين االعتبار وموصوفة
الوصف بكل أمانة ،لكن وصفا بدون التعبير عن المشاعر.
وهذا الدفاع بواسطة العزل يقتضي أيضا وفي أغلبية األحيان الميل إلى الفرار من المض‡‡مون
المركزي إلى للمضمون بإعطاء أهمية قطعية للتفاصيل الصغيرة‡ المحيطة بالصورة وال‡‡تي
ال تكون لها أي فائدة.
وعندما يكون العكس ،البرتوكول‡ كله يقتضي هذا العزل يجب علينا أن نستنتج أن هناك نوع‡‡ا
من الدفاع العادي يكون في شخصية عصابية وسواسية.
د -قاعدة التقمصات المسيطرة:
المضمون الغالب يمكن أن يكون قد قدم أيضا في "التفضيالت -التقمصات" بواسطة سلسلة
من التقمصات المتميزة ،فبقدر ما لها من معنى إيجابي فإن لها معنى سلبي أيضا.
-تقمص القدم السوداء:
يكون العدد عالي جدا بالنسبة لمتوسط التقمص القدم السوداء عندما يبلغ 6أو 7بروتوكوالت،
وهذا يعنى القدرة الجيدة لألنا على أن يتحمل مسؤولية الفعل في كل الوضيعات المعروض‡ة ،
وإذا كانت المضامين مهيأة بواسطة تسويات مكثف‡‡ة ج‡‡دا فهن‡‡ا إش‡‡ارة جي‡‡دة للتكي‡‡ف ،وهن‡‡اك
حاالت أين نجدها إثارة لنرجس‡ية ،ه‡ذا يرم‡ز إلى بني‡ة عص‡ابية وسواس‡ية تظه‡ر بواس‡طة
صالبة األنا.
26
يجب أن ال نكتفي بحس‡‡اب التقمص‡‡ات ،ولكن يجب تق‡‡دير نوعيت‡‡ه ،مث‡‡ال:تقمص‡‡ات البط‡‡ل
متكررة في الص‡‡ور المحبوب‡‡ة أك‡‡ثر من الص‡‡ور الغ‡‡ير محبوب‡‡ة ،وفي بعض الح‡‡االت يك‡‡ون
العكس وهذا يدل على ميل مازوشي (عقاب ذاتي) .
عدد تقمصات القدم السوداء ضعيف بالنسبة للمتوسط ،وهذا يع‡‡ني أن معظم المي‡‡ول تمث‡‡ل
شعورا بالذنب يحصل في كثير من األحيان كمضمون غالب أن القدم السوداء أق‡‡ل س‡‡عادة
وأقل لطافة للقيمة السوداء مع عدد قليل من التقمصات .
هن‡‡اك حال‡‡ة خاص‡‡ة ون‡‡ادرا م‡‡ا نج‡‡دها وهي حال‡‡ة "ذك‡‡ور-بن‡‡ات" ال‡‡ذين تقمص‡‡وا الق‡‡دم
السوداء ،الدينامية النفسو مرضية تكون كاألتي:
المفح‡‡وص يس‡‡قط في البط‡‡ل ع‡‡دم قدرت‡‡ه في أن يأخ‡‡ذ على عاتق‡‡ه وض‡‡عيته الرجولي‡‡ة إذ
يرغب في أن يكون بنتا ،لكن بعدها وأمام الصورة التي تعرض القدم الس‡‡وداء يج‡‡د نفس‡‡ه
للمرة الثانية غير قادر ألخذ الميول الحيوية على عاتقه فيتقمص األبيض الصغير.
-تقمص األبيض الصغير:
بعض البروتوكوالت تبين كمض‡‡مون غ‡‡الب ب‡‡أن تقمص االبيض الص‡‡غير يتعل‡‡ق بتقمص
الهروب في الحاالت التي يك‡ون فيه‡ا المفح‡وص غ‡ير ج‡دير بتحم‡ل مس‡ؤولية م‡ا يفعل‡ه
البطل ،حيث يسقط عليه رغبته في أن يكون عاقل أو خشية أن يعاقب من أجل شراسته .
وهناك حالة أخرى أين يكون فيها تقمص األبيض الصغير بنسبة قليلة جدا.
-تقمص اآلباء:
عن‡دما يتقمص ال‡‡ذكور األب أو تقمص‡‡ات األم عن‡‡د اإلن‡‡اث،ت‡أتي إلى س‡يطرة المض‡امين
األوديبي‡‡ة ،وفي العدي‡‡د من الح‡‡االت تقمص اآلب‡‡اء يك‡‡ون ل‡‡ه مع‡‡ني تقمص ق‡‡وي (تقمص
المعتدي) ،ويعني هذا بأنه مجهز بقوة من أجل الحماية أو العقاب اللتان يفتقدهما الطفل.
هذا الشكل من التقمص هو ن‡وع من التك‡وين العكس‡‡ي من أج‡ل التع‡ريض الكب‡ير لخش‡ية
حصرية متمثلة في العجز .
"إن‡‡اث-ذك‡‡ور" غالب‡‡ا م‡‡ا يتوجه‡‡ون نح‡‡و تقمص الق‡‡وي وخاص‡‡ة األب،ح‡‡تى ل‡‡و أعطى
المفحوص في اللوحة التمهيدية القدم السوداء كذكر،فإذا كان هناك عدد كبير من تقمصات
األب (أكثر من أربعة ) نستطيع أن نستنتج الحاج‡‡ة إلى العج‡‡ز الرج‡‡ولي ،ويع‡‡ني أخ‡‡يرا
إلى ميل أنثوي سلبي .
-تقمص الألحد:
27
ع‡دد مهم من التقمص ال أح‡‡د يك‡ون مض‡مون غ‡الب مع‡بر عن حص‡رية ،توج‡د ح‡االت
مالحظة أين فيها أغلبية صور االختبار مما يجعل المفحوص يرفض تقبلها.
-3-6التفسير الشامل:
تفسير اختبار القدم السوداء يرتكز على المضامين األصلية ،فما يكشفه ه‡‡ذا االختب‡‡ار في
الواقع ه‡‡و الشخص‡ية العميق‡ة (ميوالته‡‡ا)موفق‡ا بين حاجي‡‡ات الغري‡زة وحاجي‡ات الوس‡‡ط
التربوي .
عن‡‡دما يك‡‡ون األن‡‡ا األعلى ض‡‡عيف ف‡‡النزوات تعطي بحري‡‡ة وتش‡‡بع بوحش‡‡ية ،توج‡‡د في
بروتوكول القدم السوداء العديد من المضامين الصريحة أين يكون فيها مبدأ اللذة مسيطرا
،فميكاليزمات دفاع األنا ليس‡‡ت غائب‡‡ة ولكن تلعب دورا بواس‡‡طة ال‡‡ذات رافض‡‡ة ك‡‡ل م‡‡ا
يستطيع أن يكون حاجزا لإلشباعات الغريزية (يحذف ما ال يعجبه).
غالبا في أسئلة النهاية البطل يصرح بأنه أقل لطافة بكل أفعاله ،لكن‡‡ه في مقاب‡‡ل ذل‡‡ك ك‡‡ان
أكثر سعادة ألنه يستطيع أن يفعل كل ما يري‡‡د،اللطخ‡‡ة الس‡‡وداء ك‡‡انت موض‡‡وع ذو قيم‡‡ة
ألنها تميز البطل والساحرة ،تمنياتها تكون إشباعات تكون غالبا غريبة.
عندما يكون األنا األعلى قوي يعبر عن‡‡ه بقساوس‡‡ة كب‡‡يرة تج‡‡اه البط‡‡ل ،األن‡‡ا األعلى م‡‡ع
الضمير الخلقي ( ) Concience moraleلألن‡ا،إن‡ه متك‡ون من ركن خ‡اص وال‡ذي ال
يحكم األنا ،النزوات الغريزية التي يأخ‡‡ذها في ش‡‡حنته ويك‡‡ون متس‡‡اهال معه‡‡ا تك‡‡ون هن‡‡ا
مضمون عقاب من جهة األنا األعلى الذي ال يتناسب مع الخطأ .
مثال:البطل مهدد بالموت ،النزوات تحدث في األنا قلق خ‡‡اص (قل‡‡ق الش‡‡عور بال‡‡ذنب ) ،
واالختيار يدور هنا إذن في جو تثبيطي حص‡‡ري ،فهن‡‡اك ص‡‡ور عدي‡‡دة ك‡‡انت مرفوض‡‡ة
والعدي‡‡د منه‡‡ا ك‡‡انت محبوب‡‡ة ،مب‡‡دأ الل‡‡ذة ال يلعب دوره بحري‡‡ة أك‡‡ثر في ه‡‡ذا المع‡‡نى ،
المفحوص ال يحس ب‡‡أي ف‡‡رح إلش‡‡باع ميول‡‡ه ،المي‡‡ول ك‡‡انت محطم‡‡ة بواس‡‡طة مش‡‡اعره
المستقبحة حتى وإن كان الوصف مع الرغبة إلشباع الميول ،فهذه المي‡‡ول ي‡‡رفض أخ‡‡ذها
على عاتقه .
نرى بأن المفحوص يأخذ على عاتقه الوضعيات الدرامية خاصة التي يك‡‡ون البط‡‡ل فيه‡‡ا
في خطر ،كأن يكون محكوم عليه أو معاقب ،تولد لديه ش‡‡عورا بال‡‡ذنب ،ك‡‡ذلك في تقمص
القدم السوداء المأخوذ في العربة أو الضائع في الظالم أو مواجه من ط‡‡رف ذك‡‡ر اإلوز ،
والبطل غالبا ما يصرح عنه في النهاية بأنه أقل لطفا وأقل سعادة ،وأمني‡‡ات الس‡‡احرة هي
تقريبا إصالح خلقي،نعرف أن القساوة الخاصة باألنا تميز العصاب الوسواسي خصوص‡ا
تحت شكله في عصاب الشك.
28
وفي الحاالت المميزة أحسن لهذا العصاب يوجد ميل لعقاب ذاتي والذي يجعل المفح‡‡وص
يتقبل قساوة األنا االعلى في تقبل الوضعيات العقابية.
نستنتج من بروتوكول القدم السوداء مظهر للشخصية الخاصة ب‡‡المفحوص يص‡‡ل بن‡‡ا إلى
فهم رد فعله. 1
في األمر األول :تتوافق مع األركان الثالثة التي وضعها فرويد:
-الهو:هونطاق النزوات الغريزية تحت شكل وحشي أولي ،وشدة النزوات المع‡‡بر عنه‡‡ا في
تحديد القدم السوداء كان قياس‡‡يا لق‡وة اله‡و ،الط‡ابع الخ‡اص لبعض المض‡‡امين ي‡برر المي‡ول
المسيطرة نوعيا وماذا يعني نقاط تثبيت في بعض مراحل النمو.
-في ك‡‡ل بروتوك‡‡ول يجب تق‡‡دير قيم‡‡ة المي‡‡ول الفمي‡‡ة ،المي‡‡ول الش‡‡رجية ،المي‡‡ول األوديبي‡‡ة
وغيرها .
-أغلبية المضامين عبارة عن تسويات الميل والدفاع .
-المضامين المعبر عنها بميول قوية هي المضامين ال‡‡تي ال تخض‡‡ع ألي‡‡ة مراقب‡‡ة من ط‡‡رف
دفاع األنا .
-النزوة الضعيفة الميل يكون في صراع داخلي مهم.
نستنتج وجود قاعدتين للتفسير:
القاعدة األولى :المضامين المقنعة تعلق الميول التي لها أهمية لنفسو -مرضية كبيرة .
القاعدة الثانية :الميول األكثر انفتاحا أو الصريحة المعبر عنها بصراحة يمكن أن تكون قناع‡‡ا
لميول أخرى كانت مكبوتة .
-األنا األعلى :هذا ال‡ركن الخ‡اص يملي لألن‡ا مثاليات‡ه و ممنوعات‡ه يتأس‡س ابت‡داء من 6-5
سنوات ،نراه باستدخال أوامر الوالدين عندما يكون التبطن في شروط مساعدة ب‡‡دون ص‡‡راع
حاد جدا ،األنا األعلى يختلط مع األنا ركن التكي‡‡ف من أج‡‡ل اإلمالء على المفح‡‡وص بس‡‡لوك
صحيح .
وعن‡‡دما يك‡‡ون األن‡‡ا األعلى غ‡‡ير مس‡‡تبطن جي‡‡دا يبقى تحت ش‡‡كل تهدي‡‡د وال‡‡دي ،نج‡‡د أن
المفحوص يسبب الحصر غير جدير بأخ‡‡ذ الحرك‡‡ة المذنب‡‡ة على الع‡‡اتق ال‡‡تي تخص البط‡‡ل،
فيتقمص والديه الذين بالنسبة له ليسا مهددان و اللذان يقومان بالعقاب،وهذا التقمص للمعت‡‡دي
حسب ،أنا فرويد مرحلة بارزة من االنا األعلى.
1
- Louis Corman le test PN .p 231
29
ويظه‡‡ر ه‡‡ذا التم‡‡يز بين األن‡‡ا األعلى الخ‡‡ارجي واألن‡‡ا األعلى المس‡‡يطر في لوح‡‡ة األلع‡‡اب
القذرة،عن‡‡دما نطلب من المفح‡‡وص في ه‡‡ذه الص‡‡ورة‡ ":لم‡‡اذا الخ‡‡روف األبيض الص‡‡غير ال
يشارك في الفعل السادي الشرجي الذي يمثله األبيض‡‡ان الص‡‡غيران‡ فيجب في الحال‡‡ة األولى:
النه خاف من أن يعاقب ،و في الحالة الثانية النه ال يحب الوسخ" .
األنا :هو ركن التكيف ،ويكون لألنا الق‡درة على اإلدم‡اج عن‡دما تحص‡ل على مض‡امين في
حكاي‡‡ة متتابع‡‡ة نحكم على ق‡‡وة األن‡‡ا في "التفض‡‡يالت‡ -التقمص‡‡ات" بتقمص المفح‡‡وص
الوضعيات الموصوفة.
نميز صالبة األنا عن‡‡دما يأخ‡‡ذ المفح‡‡وص ك‡‡ل الوض‡‡عيات على عاتق‡‡ه بتبس‡‡يطها في وص‡‡ف
محض ويدخل فيها حقا نفسه كما في العصاب الوسواسي.
هروب من الوضعية المعروضة يعني أنا ضعيف ،أنا الذي ال يقب‡‡ل إحباط‡‡ات الحي‡‡اة ال‡‡تي ال
مفر منها.
في األمر الثاني نشير إلى قاعدة االختبار عالقات المفحوص م‡‡ع الص‡‡ور األبوي‡‡ة م‡‡ع إخوت‡‡ه
الثالثة.
-3-6-1العالقة مع اآلباء:
نقدر األدوار المحترمة لألب واألم ،الطفل يستبطنهم حسب حاجياته إليهم.
نق‡‡در التقمص‡‡ات لك‡‡ل واح‡‡د منهم‡‡ا من ط‡‡رف المفح‡‡وص ومن أي طبيع‡‡ة ك‡‡انت تقمص‡‡ات
األوديب ،الحماية ،المراقبة.
أسئلة النهاية لها أيضا دورها ،فقد يتكرر كث‡‡ير أن تك‡‡ون األم أك‡‡ثر لطف‡‡ا ،إذا ف‡إن المض‡‡مون‡
يشير إليها كمحبطة.
اختبار القدم السوداء يرض القدم السوداء في الص‡‡ور العدي‡‡دة في عالق‡‡ة ثنائي‡‡ة م‡‡ع األم ،م‡‡ا
نعرفه عن ميزة عالقة الطفل في بداية حياته مع الشخص المرضع.
-1االختبار وبواسطة الصور األولى يبين لنا إذا كانت عالقات الطفل مع أم‡‡ه المرض‡‡عة
في حالة جيدة مليئة باالشباعات أو بالعكس معابة باحباطات في ه‡‡ذه الحل‡‡ة األخ‡‡يرة،
ص‡‡ور الرض‡‡اعة تك‡‡ون أق‡‡ل رفض‡‡ا وليس‡‡ت مقبول‡‡ة ،فالطف‡‡ل المحب‡‡ط يعكس فعل‡‡ه
بأساليب عديدة ممكنة لإلحباط.
-1بواسطة البحث عن شخص مرضع ليحل محله ،سواء األت‡‡ان ال‡‡تي ك‡‡انت مخت‡‡ارة في
الصور األولى مع مضمون قيم وتصبح محبوبة أحيانا و أحيانا أخرى األكثر محبوبة،
سواء األب مشاهد كمرضع مكان األم.
30
-2بواسطة العدواني‡‡ة المحيط‡‡ة ض‡‡د األم :مض‡‡مون س‡‡ادي فمي في ص‡‡ور "الرض‡‡اعة"‡
ومضمون سادي شرجي في لوحة "األلعاب القذرة" ولوحة "المعلف" (يتب‡‡ول بج‡‡انب
األم) ،مضامين عدوانية ص‡‡ريحة أحيان‡‡ا أو ه‡‡ذه العدواني‡‡ة مراقب‡‡ة ويع‡‡بر عنه‡‡ا فق‡‡ط
بواسطة العالقة مسافة األم تكون غير مسماة إذا كانت في صورة كلوحة "الحمل".
جـ -بواسطة ميل مبالغ فيه خاضع لإلكتئاب :المفحوص حزين للف‡‡وز بحب األم بواس‡‡طة
موقفه للتقبل،المضمون‡ المستعمل يكون بتفض‡‡يل مرتب‡‡ط بلوح‡‡ة "الرض‡‡اعة" ‡،فالص‡‡ورة
األولى ك‡‡انت محبوب‡‡ة م‡‡ع االعتب‡‡ار أنه‡‡ا األحس‡‡ن ألنه‡‡ا جمعت الك‡‡ل وأن األم س‡‡عيدة،
والصورة الثانية غير محبوبة ألنها تشير إلى جشع القدم السوداء.
د-بواسطة تقمص نكوصي ألحد االخوة الصغار من طرف األم .
-3-6-2األوديب
عندما تظهر الشخصية األبوية في الصورة ،فإن عالقات البطل يمكن أن تتعقد ،فيظهرهما
على أساس أنهما إخوة ( ميكانيزم العالقة بالمسافة ).
عندما يصل المفحوص إلى النضج في المرحلة األوديبية نحص‡‡ل غالب‡‡ا على تقمص األب
من نفس الجنس في الصورة األوديبية :لوح‡ة"القبل‡ة" ‡،لوح‡ة"اللي‡ل" ،لوح‡ة"حلم األب"،
لوحة "حلم أم" مع اعتبارات تدل على الرغبة في ال‡‡زواج الواح‡‡د ،من جه‡‡ة أخ‡‡رى تول‡‡د
بالنسبة لألب من الجنس اآلخر مشاعر بالغة الشبقية.
الوضعية األوديبية في حاالت عديدة ال تس‡‡تطيع أن تك‡‡ون ثابت‡‡ة :ألنه‡‡ا تك‡‡ون ص‡‡راعية
ومنبع قلق ،وهذا يعني أنها مكبوتة ،ويبين بأنها كانت مهملة الشعور.
إذا كانت الصورة األوديبية مرفوضة ،غير محبوبة وغ‡‡ير مقبول‡‡ة ،ف‡‡إن ه‡‡ذا ال‡‡رفض في
كل الجهات يعني بأن شخصية المفحوص ضعيفة وغير متساهلة لإلحباطات وغير ق‡‡ادرة
على إعداد وضعيات التسوية.
عندما األوديب العادي يكون معرض للتحريم ،عن‡‡د ال‡‡ذكر تأكل للرجول‡‡ة ،يك‡‡ون م‡‡راقب
ألنها مشحونة بعدوانية ،والخوف من األخطار يولد قلقا حيوي‡ا ج‡دا وال‡ذي يعكس‡ه دائم‡ا
مضمون "ذكر اإلوز".
غالب‡‡ا الطف‡‡ل ال ي‡‡رغب أن يثبت في الوض‡‡عية‡ األوديبي‡‡ة وينكص نح‡‡و مرحل‡‡ة م‡‡ا قب‡‡ل
األوديبية ،في المرحلة الفمية او في المرحلة السادية الش‡‡رحية ،أي في مراح‡‡ل أين تك‡‡ون
فيه‡‡ا الص‡‡ور األبوي‡‡ة مم‡‡يزة الش‡‡كل س‡‡يء الواح‡‡دة تل‡‡وى األخ‡‡رى ،وأين تك‡‡ون عالق‡‡ة
المفحوص معها متمثل‡‡ة في الحماي‡‡ة الرض‡‡اعية العدواني‡‡ة ،بالخص‡‡وص العالق‡‡ة م‡‡ع األم
31
ليس‡‡ت من ش‡‡كل حن‡‡ان ش‡‡بقي ،وتك‡‡ون عالق‡‡ة الرض‡‡اعة الس‡‡عيدة إذا ك‡‡انت ك‡‡ل رغب‡‡ات
المفحوص محققة ،وتكون عدوانية إذا كانت رغباته محبطة ومن هنا نجد مض‡‡مون"األب
المرضع".
إهمال الوضعية الرجولي‡ة تنتهي إلى تقمص أنث‡وي س‡واء يك‡ون ه‡ذا األخ‡‡ير من اللوح‡‡ة
التمهيدية كأن نعطي فيها للق‡‡دم الس‡‡وداء بنت س‡‡واء ي‡‡برز في س‡‡يرورة االختب‡‡ار بموق‡‡ف
اللطافة وسلبية البطل بتالزم األب ،أو ال يضعه في الحسبان ،أو يظهر في مظهر صورة
الحماية الذي منه المفحوص يبحث ليجذب اإلحسان إليه بسلوك نموذجي.
عند البنت األوديب المعكوس يسجل بنفس الطريقة بإهمال للوضعية األنثوية المتج‡‡ه نح‡‡و
األب ،في تقمص ذكري مستعمل بك‡‡ثرة تحت ش‡‡كل تقمص ذك‡‡ر ص‡‡غير وأحيان‡‡ا تقمص
الرض‡‡يع العالق‡‡ة م‡‡ع األم ليس‡‡ت في منافس‡‡ة عدواني‡‡ة لكن نكوص‡‡ية إلى مس‡‡توى التبعي‡‡ة
الفمية،
والعالقة مع األب أنتجت ثانية عالقة التبيعي‡ة الفمية م‡ع األم (األب المرض‡ع) ،أو ك‡انت
بمسافة ،أي األب غير مسمى في الصورة أو مشاهد كأنه شخصية مبعدة (غريبة).
التبعية الفمية مؤكدة بمقدار عن‡‡د ال‡‡ذكور أك‡‡ثر من البن‡‡ات في موق‡‡ف وال‡‡ذي يس‡‡يطر في‡‡ه
الخ‡‡‡وف من أن يك‡‡‡ون مع‡‡‡زول والرغب‡‡‡ة في المس‡‡‡اعدة ،مث‡‡‡ال :لوح‡‡‡ات ("الرحي‡‡‡ل
""،الحفرة""،التردد")‡.
3-6-3العالقة مع اإلخوة:
يع‡‡بر عنه‡‡ا المفح‡‡وص بأس‡‡لوب ص‡‡ريح وبش‡‡كل أفض‡‡ل من العالق‡‡ة بين األب‡‡وين،ك‡‡ان
الخروفان الصغيران في ك‡‡ل م‡‡رة في ص‡‡ورة االختب‡‡ار موض‡‡وعان لتقوي‡‡ة إحب‡‡اط الق‡‡دم
السوداء إلحياء صراع المنافسة األخوية في قلب المفحوص والتي يعيشها حقا.
نقيس حدة المنافسة األخوية في مضامين االختبار بقوة ردود األفعال العدوانية ال‡‡تي يع‡‡بر
عنها ،يذهب إلى حد الحذف بعن‡‡ف لإلخ‡‡وة المك‡‡روهين،نج‡‡د ردود األفع‡‡ال العدواني‡‡ة في
لوحة"الحمل"مثاال تجاه المولودين‡ الجدد إما أن تكون الصورة‡ في الصور الغير محبوب‡‡ة،
الغير مقبولة سواء بواسطة تحقيق المضمون أو الرجوع العكسي بسلسلة عقابية.
يشير اختبار القدم السوداء هنا إلى استعمال ردود أفعال اكتئابية وردود أفعال نكوصية .
في األولى العدوانية ترجع ضد المفحوص نفسه ،وتخلق حالة اكتئابية مع ش‡‡عور بال‡‡ذنب،
لكن تزيف بشكل خطر شخصية المفحوص.
32
المنافسة القوية جدا للطفل ض‡‡د عض‡‡و من اإلخ‡‡وة بخص‡‡وص الجنس اآلخ‡‡ر يس‡‡تطيع أن
يتميز بالدفاع ،تقمص الجنس المعاكس هو أيضا تقمص مضطرب جدا .
مضمون الطفل الذي يريده يكون غالبا منذ اللوحة التمهيدية ،وأن الحنين لألم من أج‡‡ل أن
يبقى معها يظهر من فترة إلى أخرى في االختبار.
مجاالت تطبيق القدم السوداء : -4
إن ميدان استعمال اختبار القدم السوداء واسع جدا ،فهو قابل الس‡‡تعماله م‡‡ع األس‡‡وياء ال‡‡ذين
يتم‡‡يزون بمس‡‡توى جي‡‡د من التكي‡‡ف االجتم‡‡اعي وك‡‡ذلك م‡‡ع األش‡‡خاص ال‡‡ذين يع‡‡انون من
إشكاليات وإضطرابات مختلفة ،فهو يقدم نتائج قيمة في الحاالت التالية:
-1اضطراب الطبع والتكيف( ‡:الهروب ،السرقة ،الجنوح ،التجاذب الجنسي).
-2االض‡‡طرابات النفسوجس‡‡دية( :الخلقة ،التب‡‡ول الليلي ،التقيؤ العص‡‡بي،سلس‡‡ل الغائ‡‡ط،
اإلمساك العصابي ).
-3حاالت التخلف العقلي الموهم)Psendo debelité mentale ( :
وهي حاالت تظهر عند األطفال المراهقين الذين يعانون من أحالم اليقضة المرضية مع
شرود دائم ،والذين تبعدهم مشاكلهم العاطفية على العالم الواقعي ،وكذلك اإلكتئابيين
(األطفال) الذين يسيطر عليهم إحساس دائم بالفشل والهزيمة الدونية مما يستتبع مزاجا
سيئا وغياب الدينامية والفشل العقلي في مختلف المجاالت ومنها المدرسية.
وتظهر حاالت التخلف العقلي الموهم هذه في الحاالت النكوصية التي تستطيع فتور
وقصور النمو الحيوي ،وصد الحماس المدرسي ،وفي هذه الحاالت الثالث تنحصر
اهتمامات الشخص أمام صراعاته العاطفية فيتكامل ويتراجع مردوده ،ويتأخر دراسيا
على الرغم من حصوله في اختبارات الذكاء على مستوى ذكاء جيد.
-4االضطرابات العصبية:
فعال في دراسة قلق العصاب ،حاالت عصاب الشك ،العصاب الهستيري ،عصاب
الخوف من الخالء وفي دراسة االكتئاب.
-5االضطرابات الذهنية:
يفيد في دراسة الفصاميين بالتحديد ،وتسمح مضامينه بإنارتنا حول األسباب المرضية
1
الدفينة التي أدت بالفصام إلى اضطراباته
-6حدود اختبار القدم السوداء:
باسمة المنال :دراسة في سيكولوجية الطفل المحروم من الحب ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت.1995 $،ص.354 : -1
33
توجد أربعة شروط توضح حدود وقيمة االختبار اإلسقاطي ،وهي:
-أن يكون مقننا (.)Standardisé
-أن يكون ثابتا (.)Fidélé
-أن يكون حساسا (.)Sensible
-أن يكون صادقا (.)Validité
-1تقنين اختبار القدم السوداء:
يطبق على نفس المجموعة من قبل شخصين اختصاصيين ،نحصل فيه على نفس النتائج
وال تتأثر فيه النتائج بشخصية الفاحص.
يتصف كذلك بالموضوعية من حيث تعليماته وإرشاداته ومن حيث التحديد الواضح
ألسئلته ولمواده ومن حيث نظام تصحيحه وأصول تأويل نتائجه .
-2ثبات اختبار القدم السوداء:
ويعني الثبات أن المفحوص يعطي نفس األجوبة عندما يعاد تطبيق االختبار عليه مرة
أخرى ،بحيث تطابق أجوبة المفحوص األجوبة التي يعطيها في كل مرة نعيد تطبيق
االختبار عليه ،أي مدى ثبات االختبار.
-3حساسية اختبار القدم السوداء:
هذا الشرط يتطلب أن يعطي االختبار نتائج مختلفة ألفراد مختلفين أو لمواقف مرضية
مختلفة ،مما يسمح لنا أن نميز الحاالت التي نفحصها عن بعضها البعض.
إن تنوع اللوحات وتنوع المضامين التي نحصل عليها ،وتنوع أجوبة"التفضيالت‡-
التقمصات" كل هذا يسمح لنا بأن نقول أن اختبار القدم السوداء شديد الحساسية للفروقات
الفردية ،بحيث أن كل بروتوكول يحتفظ بميزة مبتكرة تميز الشخصية الفريدة والخاصة
بكل مفحوص.
-4صدق اختبار القدم السوداء:
هذا الشرط يتطلب أن يتحلى االختبار بمستوى جيد من الصدق ،أي أن يقيس فعليا ما
وضع ألجل قياسه ،ويتم التأكد من صدق االختبار عن طريق مقارنة نتائج المفحوص
عليه مع نتائجه على اختبار آخر يقيس نفس الصفة ،وقد استعان كورمن في هذا المجال
بعدة اختبارات ":حكايات لويزادوس ( ،)Louisadussاختبار القرية ،اختبار رسم
العائلة ،اختبار بالكي ،السيكودراما ،اختبار .1"CAT
1
.باسمة المنال :نفس المرجع السابق،ص- 335
34
-6تطبيق اختبار القدم السوداء على الراشدين:
فكر كورمن في البداية بأن حقل تطبيق هذا االختبار يقتصر فقط على األطفال ،لكن
تجربة المدرب له بأنه يمكن تطبيقه أيضا على الكبار ،فهو وسيلة وحيدة للتعرف على
شخصية الراشد ،كما يسمح لنا باألخص اكتشاف المراحل األولى من الحياة عند
الذهانيين أين تكمن صراعاتهم ،وهذا ما يميزه عن االختبارات األخرى.
يبين كورمن في كتابه الخاص باالختبارات التقنية التي ينبغي تطبيقها على الكبار
والراشدين فيقول":ينبغي عرض االختبار كاختبار تخيلي والذي يسمح بتقدير
االستعدادات الخيالية للمفحوص " .
"افترض بأن هذه الصورة مخصصة لتزيين صور كتاب الطفل ،أتستطيع أن تركب لي
حكاية يمكن أن تتناسب معها ".
1
أو بأسلوب أكثر تحضرا":ركب‡ لي فيلم مع الصور التي تريدها واحك لنا السيناريو"
1
- Loius Corman , le test PN , P70.
- المضمون الثابت في اختبرا القدم السوداء هو المضمون الحقيقي الذي وضعه كورمن لكل لوحة.
35
إلى الوراء يجد نفسه وحيدا في موقف محير ،جسده موجه نحو األم ورأسه موجه
نحو األب.
-8ذكر اإلوز ( :)Jarsذكر اإلوز الكبير مهدد باسط جناحيه ،يهاجم خروف صغير من
الذنب (القدم السوداء أو األبيض) هويته غير معروفة ،الخروف يحاول الهرب وهو
يبكي وبالقرب منه خروف صغير يراقب المشهد وهو شبه مختفي خلف الحائط.
-9األلعاب القذرة ( :)Jeux salesبالقرب من كومة الزبل خروفان يلهوان فرحان بماء
المزابل ،أحدهما يقذف الماء في وجه أحد أبويه ،الخروف الصغير الثالث في الخارج
ينظر ،ال نعرف من هو خروف القدم السوداء من هذه الخرفان الثالثة.
-10الليل ( :)la nuitزريبة ينيرها القمر في الليل وهي مقسمة إلى جزئين بواسطة
فاصل من األلواح من جهة نرى خروفين كبيرين أحدهما مقابل لآلخر ،ومن جهة
أخرى نرى خروفين صغيرين نائمين وثالث واقف أمام الفاصل ينظر إلى الخروفين
الكبيرين ،ال نعرف هنا من هو خروف القدم السوداء.
-11الحمل ( :)Portéeالنعجة األم وضعت ثالث مواليد وهي ترضعهم بينما هي تعلف
محتوى المعلف ،ويحوطها مزارعان بعنايتها ،في المستوى األول للصور نرى ثالثة
خرفان صغيرة وقد فصلت عن أمها بواسطة حاجز وهي تنظر باستغراب ،يمكننا أن
نتعرف على خروف القدم السوداء في الوسط.
-12حلم أم ( :)Réve mèreخروف القدم السوداء النائم يرى أمه تبتسم.
-13حلم أب ( :)Réve péreخروف القدم السوداء النائم يرى في الحلم أبوه ينظر إليه.
-14الرضاعة ( :)Tétée(1)( )1خروف القدم السوداء يرضع أمه في مكان معزول.
-15الرضاعة ( :)Tétée(2)( )2خروف القدم السوداء يرضع أمه وخروفان أبيضان
صغيران قادمان يركضان.
-16الحفرة ( :)Trouفي الليل وتحت ضوء القمر نرى خروف القدم السوداء ،يغوص
نصفها في حفرة ماء وهو ينادي.
المضامين الكبرى في اختبار القدم السوداء: -2
36
وهي كما قلنا التي تظهر فيها النزوة بشكل واضح ،مباشر وصريح ،وقد وضعت في
االختبار بعض اللوحات التي لها طابع فمي ،وهي كل اللوحات "الرضاعة" ‡،أي
لوحة"الرضاعة ، 1الرضاعة ،2األتان ،الحمل ،التردد".
فلوحة"الرضاعة "1تشير على العالقة الثنائية مع األم ،ولوحة "الرضاعة "2تشير إلى
العالقة مع األم في ظل التنافس األخوي ،وكذلك في لوحة "الحمل" التي تثير مضمون
والدة اإلخوة والتنافس معها على محبة األم ،أما لوحة"التردد" فهي تطرح مشكلة
التجاذب واإلحباط ،وتركز لوحة"األتان" على مضمون األم البديلة .
أم لوحة "المعركة"‡ فهي تشير إلى السادية الفمية ،في ظل التنافس األخوي ،وتظهر
النواحي الفمية في هذه الصور إحدى األساليب التالية :الفهم الفمي ،السلوك النكوصي
الفاتر ،المضامين السادية الفمية ،وأخيرا في تسلسل اختيار اللوحات.
أما في حالة الفهم الفمي،فإننا نكون أمام مفحوص ال يتكلم في بروتوكوله إال عن األكل،
وعن رغبته في األكل وحده دون منافس ،سواء في اللوحات التي ذكرناها أو في لوحات
ال عالقة لها بالطعام ،أما بالنسبة للسلوك الفمي الفاتر والنكوصي ،ففي هذه الحاالت تشير
اللوحات الفمية إلى خروف يبحث بتطرف عن حماية الوالدين مع ظهور كبير للتقمص
بهذا الخروف الذي له عمر نكوصي.
فما يميز المفحوص هو سلبيته وغياب ديناميته وفتوره وبطنه في كل شيء وحذره من
القيام بأي مجهود ،و حاجته الماسة للحماية ،وتأخره الدراسي بالرغم من قدرته الجيدة
على الفهم.
ينتج هذا السلوك عن صعوبات في المرحلة الشرجية أو األوديبية مما يجعل الطفل ينكص
إلى مراحل يعتبرها األكثر سعادة ،باإلضافة إلى أنه قد ينتج عن تثبيت على مرحلة فمية.
ومن خالل تسلسل اختبار اللوحات المفحوص يميل إلى اختيار لوحات الرضاعة في
الحماية تسلسل يشير إلى هيمنة النواحي الفمية بحيث أنه يموضع دائما لوحات الرضاعة
والحماية األمومية مباشرة بعد اللوحات المؤلمة أو التي تثير مشاعر ذنب قوية ،وهذه
الحماية الفمية هي آلية دفاعية نكوصية ضد الموقف المقلق ،ويمكن أخيرا دراسة النواحي
الفمية من خالل هيمنة المضامين الفمية ذات الطابع السادي وهذه المضامين تشير إلى
حدوث إحباط كبير في المرحلة الفمية النشطة ،أي عند ظهور األسنان ،ويظهر هذا
اإلحباط من خالل متون فمية لها طابع االلتهام أو ذات طابع سادي وعدواني وحشي
موجه نو الشخص الذي سبب اإلحباط ،ويظهر هذا اإلحباط أيضا وبفضل آلية الدفاع من
خالل الميل إلى السرقة بسبب رغبة الشعورية باستعادة ما حرم منه الطفل.
37
1
-2المضامين الفمية المقنعة:
والمقصود بالمضامين الفمية المقنعة ،إما غياب النواحي الفمية من هذه المضامين بسبب
الكبت ،أو رفض مطلق لكل هذه اللوحات ،ويلجأ المفحوص إلى هذه المضامين الفمية المقنعة
عندما يضرب التحريم الشديد هذه النزوات بسبب طابعهما العدواني.
فالعدوانية الفمية والرغبة في التهام اآلخرين ترتد على الذات وتتحول إلى الخوف من أذى
اآلخرين ومن نيل العقاب منهم ،فنقع على مضامين تشير إما إلى حجب الطعام عن
المفحوص ،وإما إلى التهامه من قبل الذئب المفترس الذي ال يرحم ،أو أننا نقع على مضامين
تشير إلى الخلفة بحيث ترفض كل الصور الفمية ،وتصنف بأنها غير محبوبة مع رفض
التقمص بالبطل أو يتم التعتيم الكامل على عملية الرضاعة والتغذية فهذه المؤشرات توحي
بوجود حالة من الخلفة وخاصة عند الفتيات.
2
-2-1-2المضامين الشرجية: :
المضامين الشرجية هي المضامين التي ترتبط بما أطلق عليه التحليل النفسي بـ"مرحلة
السادية الشرجية" ،و هي المرحلة التي تلي المرحلة الفمية.
ويبرز االختبار في هذه المرحلة من خالل لوحتين"المعلف -األلعاب القذرة" ففي األولى
يبول خروف القدم السوداء صراحة في ملف أبويه ،وفي الثانية يتمرغ هذا الخروف في ماء
المزابل مع أخيه ويقذف األوساخ في وجه أحد والديه.
ومن النادر أن يظهر هذا المضمون‡ السادي الشرجي بشكل واضح وصريح في لوحة
المعلف ،فهو يظهر بشكل مقنع بسبب الصراع بين رقابة األنا والنزوات ،ولكنه يظهر
وبشكل واضح في مضمون لوحة"األلعاب القذرة" على حساب تقمص ضعيف بالبطل ،وهنا
يكفي أن نعرف هوية الشخص الكبير (أحد الوالدين ) الذي تلقى على وجهه األوساخ حتى
نعرف نحو من يوجه الطفل عدوانيته ،فإن كانت األم هي التي تتلقى العدوانية في اللوحتين
يتوجب علينا التحري إما عن وجود مشكلة سلسل الغائط أو التبول الليلي،ألن العدوانية
السادية الشرجية دورتها في حاالت سلس الغائط وإما عن وجود إحباط كبير للحب تعرض
له الطفل في المرحلة الفمية الشرجية.
فالعدوانية تكون نتيجة حب محبط ،و التثبيت على مرحلة تناسلية قد يمثل نكوصا لألوديب ،
وتعبيرا عن العالقة الغرامية بلغة سادية.
-2-1-3المضامين الجنسية األوديبية:
38
وهي المضامين التي ترتبط بالمرحلة التناسلية وبالموقف األوديبي الذي يعايشه الطفل في
سن الثالثة تقريبا يبرز االختصار (خروف القدم السوداء المرحلة األوديبية )خصوصا من
خالل لوحتين هما":القبلة"‡ حين نرى خروفا صغيرا هو القدم السوداء يراقب بتعابير محايدة
الوالدين وهما يتعانقان ،أما لوحة "الليل" فهي لوحة تثير هوامات مرتبطة بالمشهد األول
لغرفة الوالدين.
-1المضامين الصريحة:
هي التي يعبر فيها المفحوص دون تردد أو تحفظ عن النواحي األوديبية ،أو التي تتم فيها
تقمصات متكررة بالوالد من نفس جنس المفحوص ،بمعنى ان تكرار تقمصات البنت األم
والصبي باألب هو دليل على الموقف األوديبي.
وقد يعبر الطفل عن صعوباته األوديبية بشكل واضح أيضا ،فنقع مثال على مضامين
عدوانية صريحة و واضحة في اللوحات األوديبية نحو الوالد من نفس الجنس ،ويلي هذا
االنفجار العدواني استجابات تدل على القلق و الشعور بالذنب.
ومن المهم جدا عند تحليلنا للمضامين األوديبية ،الصريحة منها والمقنعة البدء بالمعطيات
التي أعطاها الطفل في اللوحة التمهيدية عن الخروفين الكبيرين ،كأن يرى المفحوص في
هذين الخروفين األم واألب وهذا شيء طبيعي ،
وأما عندما يصنفهما بأنهما غريبين أو أخوان أو قريبان لخروف القدم السوداء ،فهذا احتمال
وجود إشكال أو خلل في عالقة المفحوص مع والديه.
-2المضامين المقنعة:
من المهم جدا أن يقوم الفاحص بدراسة تحليلية شاملة للصور األوديبية الرئسة (القبلة-الليل)
أو الرديفة (حلم أم -حلم أب -الحمل-ذكر اإلوز -رضاعة-1رضاعة )-2حتى يتسنى له أن
يكون فكرة شاملة عن موقف المفحوص من النواحي األوديبية خصوصا عندما تكون هذه
النواحي مقدمة ومعتما بشكل محير .
وبتنوع التمويه الذي يمكن أن يستعمله الفاحص أمام هذه اللوحات ،ندرج بعضا منه فيم يلي :
-الصد الذي تقابل به اللوحات األودبية ،وفي هذا دليل على تدخل رقابة األنا.
-إعطاء مضامين تافهة وصفية خالية من األحاسيس للعالقة األودبية ،التي تشير إليها
الصورة أو التظاهر بغموض اللوحة وبصعوبة فهمها .
-التغتم على الوالدين وإلغاؤهما ،من اللوحة واستبدالهم بغربين أو باعتبارهما والذي الخرفان
البيضاء ،خصوصا في لوحة الليل .
39
-إعطاء مضامين قائمة اكتئابية تشير إلى مشاعر الذنب التي تثيرها هذه اللوحات ،وتعنيم
هذا القنوط على اللوحات الوديبة الرديفة مثال،كإعطاء حلم محزن في لوحتي "حلم أم –حلم
أب ".
-تصنيف هذه الصور في فئة اللوحات التي ال يريد المفحوص الحديث عنها.
-تصنيف هذه الصور في فئة اللوحات غير المحبوبة وخصوصا القبلة والليل.
-اللجوء إلى تقمصات هروبية .
-إلغاء الوالد من نفس الجنس من هذه اللوحات األوديبة .
-صد ظاهر في اللوحات التي تلي الصور األوديبة ،فاإلفصاح عن العالقة بين الوالدين في
إحدى اللوحات ولو عرضا يكفي ألن يسبب صدا قويا لكل المضامين التي تلي ،ويظهر هذا
الصد خصوصا في لوحات الرضاعة على شكل تعتيم للعالقة الفمية بسبب معناها الحسي
الكامل ،وغير مقبول من األنا ،وهنا التعتيم يطال كل ما يلي المضمون األوديبي ،الذي أعطاه
المفحوص ،ويطال أيضا العالقة األودبية في اللوحات الباقية ،وفي هذا دليل على حجم
الشعور بالذنب األودبي الذي أثارته أول لوحة أودبية تحدث عنها المفحوص .
-تمويه المضمون‡ األودبي بمضامين أخرى ،فمن الممكن أن يقنع المفحوص هذا المضمون
باللجوء إلى مضامين فمية أو شرجية أو الى مضمون التنافس األجوي ،وهذا الهروب
النكوصي يريح الطفل من الذنب األودبي ،وهنا فهو يكشف حسب كورمان بحضور عدة
موانع عن الموانع األقل خطرا وتحريما 1فإذا كان التحريم على األوديب أقوى وأشد عند
المفحوص من الموانع الفمية أو الشرجية أو المرتبطة بالتنافس األخوي ،فهذا يعني أن هذه
الموانع هي األقل خطرا وبالتالي أقل خضوعا لرغبة األنا.
فإذا عدنا إلى اللوحات األودبية الفعلية أو لوحتي القبلة والليل وهما لوحتان ثمينتان ألنهما
تكشفان عن الغيرة األودبية ،وذلك إما بإعطاء مضمون أودبي تافه أجوف ،وإما برفض
اللوحة ،وبتصنيفها ضمن فئة اللوحات غير محبوبة ،أو أخيرا بعدم رؤية الوالدين في
الخروفين الكبيرين ،وقد يحدث أن يلجأ الطفل إلى مضامين هروبية ال صلة ظاهرية لها
بالعالقة الحميمية لألهل ،فيعطي مثال مضمونا فميا ويقل أن الوالدين يأكالن في لوحة الليل،
أو أنه في أحسن األحوال ،يقول أن اللوحة قاتمة أو ال يستطيع رؤية شيء أو أنه يعطي
موضوعا ساديا فميا أو شرجيا ،فيتحدث مثال عن ذئب يفترس األم ،والواقع ان اإلشارة إلى
الذئب في هذه اللوحة يخدم غرضين عند الطفل ،أولهما يتعلق بفكرته الخاصة والشخصية
1
-corman(L) M.I.c test PN. OP .CIT,P 132
40
حول العالقة الجنسية بين الوالدين ،والثانية متعلقة بنزواته العدوانية نحو األم ،والذئب هنا
يخدم نفس غرض التمويه األوديبي ألنه بديل رمزي عن األب.
والتقمص النكوصي سواء في لوحة الليل أو في لوحة القبلة هما تعبر عن صعوبات ترتبط
بالمرحلة األوديبية و تجعل المفحوص ينكص إلى مراحل أقل خطرا وأكثر أمنا ،كأن يتراجع
إلى المرحلة الفمية او الشرجية حيث يمكنه أن يستعيد عالقتها الجيدة معها ،ومن الملفت أن
تواتر هذه المضامين الفمية والشرجية التي تعبر عن صعوبات أوديبية بشكل قوي عند
2
األطفال الذين يشكون من التبول الليلي ومن الخلفة أو رفض الطعام.
-2-2المضامين العدوانية:
ويقصد بها المضامين العدوانية بمختلف أنواعها سواء ترتبط بالنواحي الشرجية أو
األوديبية أو بالتنافس األخوي.
-2-2-1المضامين العدوانية نحو األهل:
ويعبر عنها في االختبار من خالل لوحتين أساسيتين هما:
-لوحة المعلف :مع عدوانية سادية شرجية نحو األهل.
-لوحة األلعاب القذرة :مع عدوانية سادية نحو األهل ،والطريف أن الطفل يستمتع
عادة بالتعبير عن مشاعره العدوانية نحو األهل.
وقد تبين أن:
-أغلب الصور‡ التي تشير إلى هذه العدوانية تصنف في فئة اللوحات المحبوبة.
-إن الطفل عامة يستمتع بسرد هذه المضامين العدوانية مما يؤكد أن هذه اللوحات تشبع
بشكل واضح نزواته العدوانية.
-إن آليات الدفاع التي تترتب على التعبير عن العدوانية متنوعة فالمفحوص قد يشبع
كما قلنا نزواته العدوانية علنا،ولكنه يجد دائما المخرج للتهرب من تحمل نتائج
العدوانية.
يصنف المفحوص اللوحة بأنها محبوبة ويعطي مضمونا عدوانيا علينا عليها ولكنه
يرفض التقمص بالبطل ،و يرفض تحمل مسؤوليته العدوانية.
يلجأ المفحوص إلى العدوانية المقنعة بأحد األساليب التالية:
-التباهي بأحد الخرفان البيضاء المسالمة.
-القيام بتقمصات هروبية أخرى بفعل التحريم الذي يطال العدوانية.
- 2باسمة المنال :نفس المرجع السابق ،ص .161
41
اللجوء لى مضامين مخففة معتم عليها. -
سرد مضمون ينكر فيه حصول االعتداء لتالقي العودة االكتئابية لمشاعر الذئب. -
إنكار وجود المنافس نهائيا في اللوحة أو حتى في كل اللوحات االختبار واستبداله -
بالوالد اآلخر ،أو بشخص غريب ،إن اإلنكار الكامل لوجود هذا الوالد هو دليل على
الغيرة والعدوانية نحوه هما آثمتان إلى أقصى الحدود ،وهو دليل على اضطراب
واضح في العالقة معه.
ظهور المشاعر العدوانية في لوحات إضافية تشير مثال إلى العالقة مع األهل -
1
مثل"الرضاعة" والحمل و هذا دليل على زخم المشاعر العدائية.
-2-2-2مضامين العدوانية نحو اإلخوة:د
وفي هذه المضامين تظهر في لوحات أساسية ،وفي لوحات اختيارية.
اللوحات األساسية المعبرة عن التنافس األخوي:
-الرضاعة :1مع مضمون فمي فاتر.
-المعركة :مع مضمون فمي سادي.
اللوحات االختيارية التي قد ترتبط بالتنافس األخوي هي:
-الحمل مع مضمون الوالدة.
-العربة مع مضمون استبعاد اإلخوة.
-ذكر اإلوز مع مضمون التلذذ بعذاب اإلخوة.
وتستعمل العديد من اآلليات للتعبير عن هذه العدوانية فنجد:
-1مضمون عدوانية فجة وعلنية نحو اإلخوة ،دليل على وجود إشكال عند المفحوص.
-2مضمون مقنع بأساليب متنوعة ،أطرافها مضمون الطفل الوحيد لوالديه.
-3مضمون عدوانية قائمة على التباهي بالمنافس ومصادرة إمتيازاته.
-4مضمون العدوانية الصريحة نحو اإلخوة.
-1في اللوحات المرتبطة بالمضامين:
نجد المفحوص يعبر علنا عن عدائه نحو األخ المنافس في كل اللوحات برغبته في التخلص
من هذا المنافس ،كموت األخ في المسلخ في لوحة "العربة" ‡،وتعرض اإلخوة لإلبادة في
لوحة "العربة" أو على يد ذكر اإلوز في لوحة "ذكر اإلوز" ،أو مضمون األخ البكر الذي
يضحي به والذي يبعدانه الوالدان‡ عنهما ،أو مضمون الطفل اليتيم ،هنا القدم السوداء ليس
لديه والدا الخرفان البيضاء.
- 1باسمة المنال :نفس المرجع السابق ،ص .167
42
-2في اللوحات التي ليس لها عالقة مباشرة مع التنافس األخوي:
هنا نجد سيطرة مضمون التنافس األخوي المرضي‡ نحو اإلخوة في كل مضامين اللوحات،
فنقع هنا على تقمصات ذكرية عند اإلناث وتقمصات أنثوية عند الذكور ،فقد تعمم هذه
التقمصات في حياة المفحوص العملية والواقعية ،فيميل الذكور الذين يقومون بتقمصات
أنثوية إلى تدعيم وتقويم صفات ذكورية قائمة على القوة و االستقاللية ،وتأكيد الذات واللعب
العنيف ورفض األنوثة وإعادة الذكورة.
"الطفل يجب أن يعيش منافسته األخوية تحت شكلها العدواني ،يتعلم من هنا المشاجرة،
المقاومة لكي يدافع عن امتيازاته الخاصة أو من أجل نفسه ،وكذلك للسيطرة على الحواجز
التي تعارض تقدمه إلى األمام ليتراجع إن لم يكن أكثر قوة من أجل أن يتبنى بعد ذلك سلوكا
مغايرا ".
"يجب عليه أن يعيش دور الطفل العاقل والذي عندما يكون في المدرسة أوفي البيت ينظم
نزواته في دينامية بنائية ،من الواضح أن التأثير الشخصي لألبوين و معلم المدرسة في
قدراتهم على خلق السعادة له ،وهذا يسهل عند الطفل قوة اإلعالء ".
"يجب عليه أن يعيش دور العاقل المنعزل الذي ينعزل عن العالم الذي يبتعد عنه في حد
ذاته".
"يجب عليه أن يعيش حاجياته للنكوص ،المساء أو وقت النوم أو عندما يكون تعبا أو
مريضا ،بلعب دور الصغير جدا بدون أن نراقبه أو نسخر منه ".
"يجب عليه أن يعيش عدوانيته تحت شكل يكون في جزء متعال في ألعاب الجماعات
1
والرياضيات أين يتناقش فيها عن المكانة المفضلة ".
-2المضامين العدوانية المقنعة نحو اإلخوة:
تتدخل الرقابة لتضع التعبير الصريح‡ عن العدوانية والتنافس وذلك بإحدى الوسائل التالية:
-قلب العدوانية إلى حب من خالل آلية الرجوع العكسي مع رفض تقمص البطل .
-من خالل إنكار وجود هذا المنافس في اللوحة ،ويتم بدوره بإحدى الوسائل التالية:
أ -إنكار وجود هذا المنافس من اللوحات التي تثير المتنافس األخوي ،أو حتى إلغاء هذا
المنافس منذ اللوحة التمهيدية ،وهناك حاالت نالحظ فيها أن إلغاء اإلخوة تبطن برغبة
صريحة بالحلول في مكانها ويتحلى هذا ومنذ اللوحة التمهيدية بالقول بأن الخرفان الصغيرة
هي رفاق ،ولكن المفحوص ال يعطي عمره الفعلي وإنما عمر األخ الذي يجسده .
1
- Louis Corman : L’interprétation dynamique ,Paris,PUF,1974. P 97.
43
ب -إعطاء الخروف األب أما اإلخوة و الخروف األم أبا للقدم السوداء.
جـ -إعطاء القدم السوداء وحيدا لوالديه و الخروفان اآلخران صديقان أو غريبان .
-3تقمص المنافس:
ويكون عندما يتقمص المفحوص منافسه بحيث يعطي للبطل في القصة عمر وجنس منافسه،
وهنا تقع حالتين :
أ -التقمص النكوصي:
وتظهر هذه الميول النكوصية منذ اللوحة التمهيدية بإعطاء القدم السوداء سنا أدنى من سن
المفحوص تشير إلى حنينه إلى سنوات الطفولة السعيدة الماضية ،وقد نقع على مضامين تعيد
صراحة أن القدم السوداء غير سعيد في عمره الحالي ،ويفضل أن يكون أصغر سنا أو
تقمص الرضع .
ب -تقمص الجنس اآلخر :
المفحوص ال يميل فقط إلى مصادرة عمر أو مكانة أخيه ،وإنما إلى مصادرة جنس المنافس
أيضا .
-2-3المضامين الصراعية‡ المتعلقة التجاذب بين التبعية و االستقاللية :
يعبر عن هذه المضامين الصراعية المتعلقة بالتبعية واالستقاللية في اللوحات التي تشير إلى
حيرة المفحوص في أن يموضع نفسه بين الكبار أو بين الصغار في اللوحة:
-لوحة التردد :تجاذب بين رغبة المفحوص باالستقاللية والكل مع الكبار ،أو الشعور بالتبعية
والرضاعة من األم.
-لوحة الحمل :تجاذب بين االستقالل عن األم وممارسة الحرية ،أو العودة إلى أحضانها
والرضاعة منها ،و هذا التجاذب تثيره الصدمة التي يتعرض لها الطفل عند والدة أخ له،
فيختار بين موقعه الحالي وبين موضع الرضيع المقرب من األم.
-لوحة الرحيل :تشير إلى ما يترتب على الحرية واالستقاللية من مشاعر متناقضة.
1
-لوحة الحفرة :تشير إلى العقاب المترتب عن اإلنعتاق والتحرر من المحيط األسري.
وقد أشار إليه كورمن في كتابه"االختبار النفسي للطفل" ،حيث اعتبر أن صراع التبعية
واالستقاللية هو صراع القاعدة الذي يظهر األول وذلك منذ خروج الطفل من االتصال الفاتر
- 1باسمة المنال :دراسة في سيكولوجية الطفل المحروم من الحب ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت ،1995 ،ص .179
44
في شهوره األولى ليصل إلى بداية الحرية اآلنية "حرية األنا وحده" ،ويعتبر اتساع حيوي
منبعه البحث عن نمو االستقاللية ،الطفل يرغب في أن يوسع أكثر فأكثر دائرته ويخرج من
االتصال المتعلق باألكل ،ولكن عندما يطرح اتساعه خطرا تتدخل القوى الوالدية التي تحميه
وترجعه إلى الوراء نحو دائرة ضيقة من الحماية ،الصراع "تبعية -استقاللية" يعتبر إذن
موجود في الحياة ،ومن هنا يكون في وضعية عادية.
ويصبح مرضي إال عن طريف اإلفراط في هذا الصراع ،عندما يكون هذا االتساع الحماية
في مكان أن ينفذ بليونة في ربط مع ضروريات التكيف يصبح صلبا بهذا اإلفراط الواحد من
الميلين (التبعية :الحماية ،االستقاللية ،االتساع).2
يترتب على اإلحساس باالستقاللية رغبة ملحة عن الطفل بالخروج والتسكع والهروب
والتجوال ،فاالستقاللية عن األهل يوحي له بأنه أصبح قادرا على أن يفعل كل ما منع فعله
حتى اآلن ،ولكنه يدرك النتائج المترتبة عن االستقاللية ،من هنا فمشاعر الذنب يعبر عنها في
االختبار بعزلة البطل وبالمخاطر الجسمية والمميتة التي نتجت عن التحرر.
ويظهر هذا خصوصا في لوحتي"الرحيل" و "الحفرة" ،فاللوحة األولى تبدي خروفا ضائعا
أما الثانية فتجسد العقاب الذي ناله من تاق إلى الرحيل ولم يطع أهله ،وعندما تلي هاتين
اللوحتين.
-الرضاعة :1وهي لوحة تعويضية تكافئ الذي يعود إلى المنزل ،ولوحة "األتان"هي
أيضا تعويضية بوجود األم البديلة.
ويمكننا أن نستخلص المضامين الصراعية المتجاذبة من:
-يعبر االختبار في بعض لوحاته عن التجاذب بين رغبة الطفل في التحرر والرشد ،
وبين رغبته في التبعية والبقاء صغيرا ،ويظهر هذا التجاذب إما في مضامين
اللوحات المعبر عن التجاذب أو التماهي بالرضع أو إعطاء عمر متدني للقدم السوداء
مع تصريح من المفحوص بأن الخروف يريد التحرر.
-االستقاللية تتبعها مشاعر الذنب وتظهر في البروتوكول من خالل مضامين اكتئابية
في لوحة "الرحيل" و "الحفرة" (الرحيل غير سعيد) ،أو إعطاء مضمون سعيد تتبعه
رقابة إما في هاتين اللوحتين أو أسئلة "التفضيالت ‡-التقمصات" .
-رغبة الطفل في الرحيل ممكن أن يكون سببها تعرض الطفل إلحباط عاطفي ،نجد
أحيانا لوحات "الرضاعة"‡ قبل لوحة"الرحيل" أو اختيار لوحة "األتان" بعد لوحة
"الرحيل" لمواساة اإلحباط.
2
-Louis Corman : L’examen psychologie d’un enfant, Dessait ,1968, P 252.
45
-إن إلحاح المفحوص على تعظيم االستقاللية مع تواتر ومضامين االستقاللية مع توتر
العالمات القوية الدالة على التبعية الفمية الغير ظاهرة.
-هناك بعض األطفال يعتبرون الرحيل غير آثم ،وإنما هو مغامرة سعيدة نحو المستقبل
والعالم ،فيتقمص القدم السوداء الذي يعتبره أكثر سعادة.
-4 -2المضامين التي ترتبط بصعوبات غير منتشرة بشكل واسع:
-2-4-1صراع الذكورة واألنوثة‡:
إن عدم تحديد الهوية الجنسية للبطل في اللوحة التمهيدية الختبار القدم السوداء يساعد على
دراسة االضطرابات األوديبية ،وما ينتج عنها من اضطراب‡ الهوية الجنسية،فقد صيغ
االختبار بشكل يسهل أكبر قدر ممكن إسقاط الرغبات والنزوات‡ الغير معلن عنها عند
المفحوص ،وبالتالي فإن الطفل له ملئ الحرية بإعطاء القدم السوداء الهوية الجنسية التي
يريدها أو يتمناها.
ونالحظ أن احتمال وجود اضطراب في الهوية الجنسية عند الذكور قابل ألن يظهر في
االختبار من خالل المؤشرات التالية:
ارتفاع التقمص األنثوي للمفحوص في االختبار وإعطاء القدم السوداء هوية جنسية -
أنثوية ،أي مغايرة لجنسه ،وفي هذا إسقاط واضح لميوله األنثوية الغير معلن عنها.
انخفاض ملحوظ بالتقمص لبطل اللوحات أي القدم السوداء ،وخصوصا في اللوحات -
الدراماتيكية أو المازقية ،ويعني عجز المفحوص عن تحمل مسؤولية ونتائج النزوات
التي يمثلها البطل وموقفه السلبي من أحداث الحياة.
اضطراب واضح في النواحي الفمية التي أسماها كورمن بـ"فئة الصبيان ‡-اإلناث" . -
استجابات فاترة وانخفاض ملحوظ في التعبير عن النزوات‡ العدوانية التي تشير إليها -
اللوحات ،وهذا ينسجم مع االتجاه األنثوي لهذه الفئة ،و ارتفاع واضح للعدوانية
الفمية والشرجية في اللوحات التي لها طابع فمي (لوحات الرضاعة – 1الرضاعة-2
الحمل -األتان) أو الشرجي (المعلف) ‡،وتوجيه هذه العدوانية خصوصا نحو األم مما
قد يوحي بوجود عالقة شبقية بين الصبي وأمه تعاش وفق نمط ما قبل أوديبي.
اضطراب مضامين اللوحات األوديبية ،ورفض تقمص القدم السوداء فيها بسبب حدة -
مشاعر الذنب التي تثيرها هذه اللوحات.
ندرة التقمص بالخروف الذي يعضه ذكر اإلوز في لوحة "ذكر اإلوز" عند هذه الفئة، -
وفي هذا دليل على عدم تصفية األوديب ،وعلى الخروف الكبير لهذه الفئة من
اإلخصاء.
46
-ارتفاع نسبة التقمصات الهروبية لعجز المفحوص عن االضطالع بالنزوات التي
تحركها اللوحات ،وتتركز هذه التقمصات الهروبية على الخروف األبيض الصغير
وعلى القوي وخصوصا األهل ،وذلك خالفا لما نجده عند الصبيان الذكور الذين تكثر
لديهم التقمصات للبطل الذي يواجه ،وتقل لديهم بالمقارنة تقمصات األهل.
-إعطاء أحيانا هوية ذكرية للقدم السوداء مع سيطرة الطابع الفاتر و اإلنسحابي في
البروتوكول بكامله مما يسمح لنا بأن نشك بوجود طبيعة أنثوية عند المفحوص.
ويبين االختبار أيضا اضطرابات الهوية الجنسية التي تظهر عند الفتيات اللواتي يتجاوزن
األوديب بشكل سليم وتعيش هذه الفئة حالة صراع دائم بين طبيعتها كأنثى وبين رغبتها
وميولها الذكورية ،ويتجلى هذا الصراع في االختبار من خالل المؤشرات التالية:
أغلبية التقمصات عند "الفتيات -الذكور"(تقمص األب -المزارع) خالفا لما نالحظه -
عد فئة "الفتيات -اإلناث" اللواتي تغلب في بروتوكولهن التقمصات األنثوية.
إعطاء القدم السوداء هوية جنسية ذكرية مغايرة لجنس المفحوص. -
يظهر الصراع الداخلي لـ"الفتاة -ذكر"من خالل تدني نسبة التقمصات التي تتم مع -
البطل مما يعني أنها تشبعت رغباتها بإسقاط ميولها الجنسية الذكورية غير المعلن
عنها على القدم السوداء ،ولكن دون أن تتجرأ على االضطالع بالموقف ،أما "الفتاة
األنثى" فهي تميل بسهولة وبشكل مباشر بالبطل خصوصا في اللوحات المحبوبة.
لجوء الفتيات اللواتي لهن طبيعة مزدوجة وميول معاكسة لجنسهن إلى اعتماد -
تقمصات هروبية بنسبة عالية وتظهر في عدم االضطالع بالنزوات خصوصا في
الصور الغير محبوبة ،وهذا أمر مخالف للمنطق ،والملفت للنظر أن هذه التقمصات
الهروبية تتم كلها مع شخصيات أنثوية في االختبار ،وخصوصا مع الخروف األبيض
الصغير الذي يصنف كأنثى وبنسبة أقل مع األم ،مع أن تقمص األم أمر طبيعي
بالنسبة لجنس المفحوصة.
-2-4-2األب المرضع‡:
تبدي اللوحة التمهيدية كوكبة عائلية متكونة من والدين وثالثة أطفال ورغم أن اللوحة
تثبت أن هناك أب بسبب ظهور القرنين ،وهناك أم بثديين ،غير أن التجربة أثبتت عكسية
هذه الوضعية عند البعض ،أي أنهم يرون في الخروف المبقع مع األم أبا والخروف األب
أما مرضعة ويهبونه وظائف األم ،فهو ال يرضع فقط الصغار وإنما ينجبها .
والصيغ التي يلجأ إليها األطفال في حديثهم عن األب المرضع هي كاآلتي:
47
قد يظهر هذا المضمون منذ اللوحة التمهيدية ،ويحافظ عليه المفحوص طوال االختبار -
وخاصة في اللوحات التي تشير إلى الوظائف األمومية (الحمل -الرضاعة-1
الرضاعة.) 2
يتدخل الدفاع ويعيد األم دورها في الرضاعة واإلنجاب. -
وقد يتدخل في تصحيح هذا الموقف في "التفضيالت -التقمصات". -
يبقى على مضمون األب المرضع ،لكن تختلط عليه الصورة الوالدية فيشك في -
دوره ويعطي هذا الدور مرة أخرى لألم وقد يكون بسبب تجاذبه الجنسي الخفي
ويتأكد من هذا عندما يعطي المفحوص للخروفين الصغيرين‡ جنسا معاكسا للقدم
السوداء.
إذا وقع الفاحص على مثل هذا المضمون‡ فمن المستحسن أن يتحرى على الظروف
العائلية الخاصة بالمفحوص ويمكن تلخيص األسباب التي تفسر هذا المضمون كالتالي:
حساسية الطفل للمثير الحسي الذي تقدمه البقعة السوداء. -
في حالة إعطاء األم القدم السوداء وأم للخرفان البيضاء األخرى ،يكون بذلك أمني -
وهذه الحالة تفسر خصوصا التنافس األخوي.
قد يشير هذا المضمون إلى عداوة غير معلنة نحو األم ،فيهب الطفل الوظائف -
الخاصة بها ألبيه ،وتفسر هذه العداوة باإلحباط الكبير الذي تعرض له وبالحرمان
العاطفي الشديد الذي يعيشه :ويكون هذا اإلحباط ظاهرا أو باطنا له دوره المرضي
في نمو الشخصية الطفلية ألنه يجعل الطفل يعيش حالة حنين دائمة إلى المرحلة الفمية
السعيدة مما يعرقل نموه وتطوره ،وينتمي هذا الحنين هوامات األم وقد تكون هوامات
األب المرضع.
يظهر هذا المضمون‡ بسبب عداء األم الالشعوري لصغيرها ،ويالحظ خاصة عند -
األمهات المجاسيات و القلقات المهتمات بأطفالهن كثيرا.
قد يظهر هذا المضمون للتعبير عن العالقة األوديبية ،ويظهر المشكل األوديبي من -
خالل نمط عالئقي فمي ،يعاش األوديب وفق نمط نكوصي فمي شرجي ،فتشير إلى
تصور فمي للفعل الجنسي ،وإلى المعانقة العملية بين القدم السوداء وأبيه المرضع.
يظهر كذلك مضمون األب المرضع عند األطفال الذين يتميزون بنقص في النمو -
النفسي بسبب قصور و اضطراب في عالقتهم العائلية ،تقع هنا على اختالط الدوار
األبوية ،ونالحظ هذه الحاالت عندما تلعب األم الدور السلطوي الذكري في حالة
غياب األب.
-2-4-3األم البديلة واألم المثالية:
48
تعبر لوحة "األتان" ولوحة"الساحرة" بشكل جيد عن هذا المضمون ،ومن المعروف أن
اإلحباط العاطفي الذي يتعرض له الطفل هو السبب الرئيسي الذي يجعله يتمنى لنفسه أم‡‡ا
بديلة.
فالتجربة العاطفية األولى تعاش مع األم والصورة‡ التي تتكون في الالش‡‡عور هي ص‡‡ورة
األم ،واإلحباط المعتدل الذي يتعرض له في عالقته بأم‡‡ه ه‡‡و ض‡‡روري لنم‡‡وه ولتم‡‡ايزه
ولتكون هويته الذاتية المستقلة.
فاألم إذن محبطة ولكنها مصدر إشباع في أحيان كثيرة أخرى ،فاختب‡‡ار الطف‡‡ل وباعت‡‡دال
لإلشباع والحرمان يجعله قادرا على دمج صورتي األم الجيدة والسيئة في ص‡‡ورة واح‡‡دة
ويوفر له القدرة على مجابهة التجارب اإلحباطية الصغيرة‡ وعلى التسامح إزاءها.
أما الطفل الذي يتعرض إلحباط شديد ،فإن الصورة العاطفية التي تحيا فيها في الش‡‡عوره
هي صورة عدائية وحشية ،فكل ما يتعرض إلحباط يكون مصدره التداعي السيئ أو األم
السيئة ،وكل تجربة مؤلمة تضاعف إحساسه ب‡‡الخوف والعج‡‡ز وانع‡‡دام الش‡‡عور ب‡‡األمن،
فيقوم بشطر الصورة األمومي‡‡ة إلى ص‡‡ورتين مس‡‡تقلتين ،إح‡‡داهما س‡‡يئة واألخ‡‡رى جي‡‡دة
مشبعة معطاءة ،فيعج‡‡ز عن دمجهم‡‡ا في ص‡‡ورة واح‡‡دة فتس‡‡يطر الص‡‡ورة‡ الوحش‡‡ية عن
األم.
ويظهر هذا االنشطار بوضوح في لوحة "األتان" عند بعض المفحوصين ،بحيث يعط‡‡ون
األتان كأم جيدة معطاءة تهب بدون حساب وتعوض الحرمان ،والخ‡‡روف الكب‡‡ير المبق‡‡ع
هو رمز األم المحبطة أو األم السيئة ،المه‡‡ددة المهمل‡‡ة ،و األت‡‡ان هي األم ال‡‡تي يحتكره‡‡ا
الق‡‡دم الس‡‡وداء لوح‡‡ده ،والخ‡‡روف الكب‡‡ير ه‡‡و األم ال‡‡تي يت‡‡وجب على الق‡‡دم الس‡‡وداء أن
يتقاسمها مع إخوته وأبيه.
وكذاك يظه‡‡ر في االنش‡‡طار بين الص‡‡ورتين‡ الهوام‡‡تين األم في ح‡‡االت التن‡‡افس األخ‡‡وي
فيلصق بهما الطفل نفس النعوت المشتركة ":عمر،هوايات ...إلخ"،وهو ب‡‡ذلك ال يس‡‡تطيع
أن يقوم بتسوية بين هاتين الصورتين‡ األموميتين ،فينسخ من كل منهما شخص‡‡ية مختلف‡‡ة
فينسب قرابته إلى األم البديلة .
-2-5مضامين الشعور بالذنب و المضامين العقابية :
وضع كورمن في هذا السياق مجموعة من اللوحات التي تحرك مشاعر الذنب وتسهل
ظهورها في المضامين .
ونجد المضامين المرتبطة بالشعور بالذنب في اللوحات التالية :
49
-1في اللوحات التي تحرك النزوات العدوانية‡:
المعلف -المعركة -الرضاعة– 2الحمل.
-2في اللوحات الفمية عندما تثير لدى المفحوص لهما فميا أو عالقة فمية عدوانية :
الرضاعة– 1الرضاعة-2الحمل -األتان .
-3في اللوحات األوديبية:
وتظهر مشاعر الذنب هنا بشكل رقابة ممارسة على الفضولية الممنوعة في اللوحات التالية:
القبلة -الليل -حلم األم-حلم األب.
-4في اللوحات التي توحي بالعصيان و االستغاللية وعدم الطاعة ،أي في اللوحات التالية:
الحفرة-الرحيل.
أما المضامين العقابية االكتئابية فتظهر في االختبار من خالل اللوحات التالية:
-لوحة "ذكر اإلوز" :العقاب يرتبط هنا باإلحصاء .
-لوحة"الحفرة" :العقاب نتيجة التحرر واالستقاللية.
-لوحة العربة :العقاب يرتبط بالهجرة واالستعباد.
-تظهر كذالك المضامين الكتائبية من خالل موقف المفحوص من اللطخة السوداء التي
يملكها القدم السوداء .
التربية الصارمة للطفل في البيت تسحق األنا بفعل قسوة األنا األعلى ،وفي هذه الحالة
العدوانية ال تظهر نهائيا في االختبار تقع فقط على:
-مضامين آثمة بحيث تطغى مشاعر الذنب على السرد الذي يقدمه المفحوص للوحات
العدوانية ،وهو سرد يتميز إما باالنفعال الواضح‡ أو بالصد الشديد.
-انعكاس هذه األجواء على اللوحات ،أو انتشار المشاعر الذنب على االختبار بكامله بحيث
يضرب الصد أغلب مضامين اللوحات..فنقع على بروتوكول اكتئابي ونكون أمام مفحوص
قلق مكتئب منسحب ،يرفض تطبيق اإلختبار أو متابعته أو السيطرة عليه الحيرة والمزاج
السيئ والكدر.
فتظهر مضامينه في هذه الحالة سطحية ،ونبرة سرد المضمون‡ تكون باردة ويرفض أخذ
حركات البطل على العاتق وتقمصه ،ويظهر أقل لطفا واألكثر تعاسة بسبب قدمه السوداء ،
50
وينتهي االختبار بموت البطل كعقاب له على أخطائه بان يلتهمه ذئب أو حيوان مفترس ،أو
إعطاء في لوحة الساحرة أمنيات يطلب فيها التوبة والتطهر من الذنوب .
أما أطفال التربية المعتدلة ،فال يحتل الشعور بالذنب مكانة متطرفة في ضميرهم األخالقي
وإننا ال نالحظ في االختبار عقابا على النزوة ،ويظهر هذا في البروتوكول حيث:
-يكون السرد غير متعثر وال متردد للنزوات التي تثيرها اللوحات .
-تصنيف اللوحات في فئة الصور المحبوبة.
-تقمص فوري للبطل.
-اعتبار القدم السوداء أنه األكثر سعادة .
-اعتبار القدم السوداء أنه األقل لطفا بسبب حماقته .
وتتحلى مشاعر الذنب البسيطة برفض تقمص البطل ورفض تصنيف اللوحة بأنها محبوبة.
وتتحلى مشاعر الذنب القوية بأجواء قلقة اكتئابية حزينة باالختبار أو إعطاء المفحوص
مضامين هروبية لكنها ال تخفي قلقه .
أما العقاب البسيط فهو يظهر في االختبار ،يتعرض القدم السوداء للضرب والتوبيخ
والحرمان من الطعام ،و أما العقاب العنيف فهو يستوجب إما حرمان القدم السوداء من الحب
وهجره وإقصاءه عن العائلة (لوحات التردد،الرحيل،الحفرة،العربة)وإما موته .
وقد يظهر العقاب في مضمونه يشير إلى اإلعتداء على المنافس وينتهي بارتداء هذا العقاب
على المعتدي نفسه عندما تحرك هنا العدوانية نحو اإلخوة .
ويمكن أن يظهر في اللوحات التي تلي مضامين العدوانية ،فإننا نالحظ هنا اختبار
المفحوص للوحات التالية:
(ذكر اإلوز،الرحيل،الحفرة‡ أو الرضاعة. ) 1
ويمكن اإلستفادة من موقف المفحوص من قدمه السوداء لتأكيد األجواء اإلكتئابية والعقابية
التي يعيش فيها .
وقد تبين بالفعل أن األطفال الذين يعيشون مشاعر ذنب كبيرة يميلون بعد أرتداد العدوان على
ذاتهم إلى إعتبار القدم السوداء كرمز للخطيئة و األلم القذارة و العار ،وإننا هنا نقع على
فئتين :
51
-الفئة األولى ‡:أن القدم السوداء هي المسبب األساسي للسلوك المدان للخروف ،فهذه القدم
هي سبب شراسته وخبئه وسبب كره اآلخرين له وسخريتهم منه ،وهي تجسيد لحظه السيئ
ومصيره العاطل .
-الفئة الثانية :تعتبر أن القدم السوداء هي عقاب من هللا على سلوك الخروف ونواياه
الخبيثة ،فهذه القدم إذن رمز باإلثم ولقذارة البطل وتجسيد لمشاعر الذنب ،وبهذه تجد
تمنيات الساحرة الرغبة بالتظاهر من خالل التخلص من القدم السوداء التي تجعله شريرا.
وهناك نكون أمام فئة من األطفال تعرضوا لتجارب هالعية سببت قلقا شديدا ومشاعر ذنب
قوية ،وقد كنت مشاعر الذنب في الالشعور ولم يبقى في الشعور إال اإلحساس باأللم .
هذه الفئة تبكي بسرعة ،تتميز بحساسية متطرفة ،وتحزن أمام التوبيخ ،وليست متأكدة من
محبة الناس لها .
52
-14الرضاعة :) 1Tetée( 1مضمون فمي.
-15الرضاعة :)Tetée 2 (2مضمون فمي مع المنافسة األخوية.
-16الحفرة ( :)Trouمضمون الوحدة والنفي والعقاب.
-17الساحرة :هذه الصورة تعرض في آخر االختبار والمفحوص مدعو ألن يتمنى أربع
أمنيات أين القدم السوداء سيطلبها من الساحرة.
-1الدراسية االستطالعية:
قبل الشروع في تطبيق شبكة المالحظة يقول (" :)PERRON . Rكان البد من القيام
بزيارة أولية بغرض التعرف على ميدان البحث ،وكذا االحتكاك بأفراد العينة حتى ال يكون
وجودنا عامال دخيل يؤثر على نتائج الرائز " 1وبالتالي قمنا بحضور 4حصص في قسم
الروضة في مدة الحصة الصباحية التي دامت 4ساعات لغرض التعرف على األطفال
والتقرب منهم أكثر وقمنا ببعض النشاطات معهم في القسم.
-2تقديم مكان إجراء البحث:
أجر البحث في قرية ( )S.O.Sفي درارية المتخصصة الستقبال األطفال المشردين،
اليتامى ،المهملين ،واألطفال الذين يواجهون صعوبات عائلية خطيرة( ،الطالق ،السجن ،أحد
األولياء مريض عقليا ،وضع اقتصادي سيء) ...وتتراوح أعمارهم ما بين ( 14-0سنة)
وهذه القرية لها استقالليتها الخاصة كونها غير تابعة ألي جهاز حكومي ،وإنما تتحصل على
اإلعانات والمساعدات من قبل متبرعين الخواص أو من طرف بعض األصدقاء من الخارج.
وتحتوي هذه القرية على روضة لألطفال تستقبل أطفال من داخل وخارج القرية ،بهدف
إدماج أطفال القرية آخرين و تحسيسهم بأنهم أطفال عاديين ،افتتحت هذه القرية ورشة
لألطفال ،كذلك تتضمن مكتبة ونادي لإلعالم اآللي ،ونادي للتصوير ،ونادي للخياطة،
والهدف هو تكوين جيد لهذه الفئة وكذلك إدماجهم في المجتمع ،وتعتمد القرية على عدة
مبادئ ،حيث يجد كل طفل أما تقوم على تربيته وليس مجرد مربية ومن هذه األم يتعلم الطفل
المحروم معاني اإلنسانية ،الحب و الحنان ،وتتكون كل أسرة من 6إلى 9أطفال من ذكور
وإناث من أعمال مختلفة يعيشون مع األم حياة عادية ،وفي حالة وجود إخوة أصليين فإن
اإلدارة تتعمد وضعهم في نفس العائلة.
يعود تاريخ تأسيس مثل هذه القرية إلى عام 1943إذ أسس "هيرمان قمنير " أول قرية في
منطقة "أمست بالبترول" ،وفي سنة 1956بنيت أول قرية لألطفال ( )S.O.Sبألمانيا
1
- PERRON (P) les problemes de la preune dans les demarches de la psychologie dynamique, plaidoyer pour
l’unité la psychologie, in psychologie Française , 1979 , P37.
53
الغربية ،وفرنسا ،وقد تم تعميم بناء هذه القرى في جميع أنحاء العالم ،بما فيها دول العالم
الثالث ،وبلغ عدد هذه القرى في سنة 260 ،1989قرية أطفال في 90بلد من مختلف أنحاء
العالم.
أما في الجزائر تأسست قرية األطفال ( )S.O.Sبدرارية في 01جويلية ،1992حينئذ كان
عدد األطفال 10وعدد المنازل ال يتجاوز 03منازل وفيما بعد وصل عددها إلى 13منزل ،
أما في سنة 2001فقد بقي عدد المنازل 13منزل أما عدد األطفال فقد 98طفل من مختلف
األعمار ومن الجنسين.
-3كيفية اختيار عينة البحث:
تتكون عينة البحث من 05أفراد كلهم بصحة جيدة يقيم كل واحد منهم في منزل من منازل
القرية مع 07أو 08إخوة وكلهم في قسم الروضة‡.
نظرا لسرية الملفات اإلدارية والعيادية الخاصة باألطفال فإنه لم يسمح لنا باختيار العينة لذلك
أوكلت المهمة للمختصة النفسية للروضة ،إال أننا قمنا بوضع بعض الشروط والمتمثلة فيما
يلي:
تحديد العمر من 03إلى 06سنوات. -
اختيار أطفال فصلوا عن عائالتهم سواء في سن مبكرة أو في سن متأخرة. -
أما من حيث الجنس فقد اعتمدت الدراسة على كال الجنسين ( 04ذكور) و (01إناث). -
أما عن سبب اختيار العينة فيعود باعتبار أن أفراد العينة يعيشون في مرحلة األوديبية -
وبالتالي فإن طبيعة المرحلة يسودها تنشيط للسلوك العدواني.
-4تقنيات البحث والمنهج Aالمتبع:
طبيعة البحث التحليلي دفعت الختيار المنهج العيادي المناسب لموضوع البحث المتمثل في
تأثير غياب العالقة باألم في تحديد السلوك العدواني لدى الطفل المسعف.
وتالؤما مع هذا المنهج تم اعتماد تقنيات تتناسب وموضوع البحث والمتمثلة في المالحظة ،و
رائز الرجل السوداء (. )PN
استخدمنا في بحثنا ما يسمى بالمالحظة المنظمة ،وهي عبارة عن مالحظات بجمعها الباحث
حول موضوع معين ،وهذا انطالقا من خطة علمية معينة وفرضية مسبقة يريد الباحث
التحقق منها ،استخدمنا المالحظة أثناء تقديم الرائز وهي مهمة جدا في التحليل ألنها تمكننا
من معرفة أي المواقف المؤثرة على الطفل من خالل مالحظة انفعاالته وسلوكاته وحتى
الزمن الذي يستغرقه في أداء االختبار.
54
-4-2رائز الرجل السوداء (: )PN
-4-2-1دوافع اختيار رائز الرجل السوداء (:)PATTE NOIRE
تم الوقوع على اختيار رائز الرجل السوداء كونه يمثل صورة حيوانية لعائلة واحدة وأيضا
بحكم أن األطفال يتقمصون وبسهولة المواضيع الحيوانية ،ويعتبر هذا الرائز وسيلة إيضاح
لمختلف الصراعات النفسية العميقة لألطفال نحو الصورة‡ الوالدية ونحو العائلة ككل والناتجة
بدورها عن العالقات العاطفية المعاشة من طرف الطفل.
-4-2-2تقديم رائز الرجل السوداء طرق تطبيقه:
تم انجاز هذا االختبار (مغامرات الخروف ذو الرجل السوداء) ما بين 1961 -1959
واشترك في تكوينه كل من ( FOULARD.F.Bو )CORMAN.Lوآخرون وذلك
1
بالمركز التربوي بمدينة نانت ( )NANTESالفرنسية.
ولقد اقتبس االختبار من األمريكي (مغامرات الكلب بالكي) وتجدر اإلشارة إلى أنه تم
استبدال حيوان الخنزير بحيوان الخروف وذلك إلمكانية استعماله في المجتمعات اإلسالمية ،
ويتألف هذا االختبار من 17لوحة وهي :لوحة الوعاء ،القبلة ،الشجار ،العربة ،أنثى
الحمار ،الذهاب ،الحلم باألب ،الحلم باألم ،الرضاعة األولى ،الرضاعة الثانية ،الحمل ،
الحفرة ،الليل ،األلعاب القذرة،ذكر اإلوز ،الساحرة والواجهة الكبرى ،وبكل لوحة رسومات
تعبر كل منها عن موقف عائلي يقوم الطفل أو المراهق بتفسيره على أساس صعوبات و
الصراعات التي يعيشها كما تحتوي على مواضيع حول المعاش النفسي ،العالقة مع
الوالدين،العالقة مع اإلخوة ،كما أن كل لوحة تحتوي على مضمون ظاهري وآخر باطني.
-4-2-3طريقة تطبيق االختبار حسب (: )CORMANE.L
المرحلة األولى» le Frontispice « :الواجهة.
يقدم للمفحوص الواجهة أين يظهر خروف ذو الرجل السوداء ( ،)PNالخروفين الصغيرين
والخروفين الكبيرين ونوجه السؤال التالي " :لماذا سمي بالخروف ذو الرجل السوداء؟" ثم
نطلب منه أن يحدد جنس وسن كل من في اللوحة ،كما نطلب منه أن يحدد العلقة التي تربط
بينهم ،مع العلم أن هذه الواجهة يجب أن تكون دائما في تناول المفحوص خالل تطبيق
االختبار.
المرحلة الثانية.» les thèmes « A:
1
-CORMAN (Louis) : "Teste de pate noire ",Manuel I.P.U.F, 1981, P 90.
55
نضع أمام المفحوص كل البطاقات بصفة عشوائية ما عدا بطاقة (الساحرة) ونطلب منه أن
يختار منها البطاقات التي يريد سرد قصة حولها ويضعها أمامه ويضع األخرى (البطاقات
غير المختارة) جانبا.
عندما ينتهي من اختيار البطاقات ،نطلب منه أن يطرحها على مائدة االختبار وأن يقص
1
مغامرات ( )PNونشير إلى أنه يمكن للمفحوص الرجوع إلى البطاقات المرفوضة من قبل.
56
-وأخيرا نطلب منه كيف تكون نهاية مغامرات الخروف ذو الرجل السوداء ،بعدها نقدم
له لوحة الساحرة » Fée « ونطلب منه أن يتخيل األمنيات الثالث التي يطلبها
الخروف ذو الرجل السوداء من الساحرة لكي تحققها له ،نستطيع إضافة األمنية
الرابعة حيث نقول للمفحوص:
"لنفترض أن الخروف ذو الرجل السوداء تعب من كونه خروفا ،فيطلب من الساحرة أن
تحوله إلى حيوان آخر ،فما هو الحيوان الذي يريد أن يتحول إليه؟ ". 1
ولتحليل نتائج الرجل السوداء سنستخدم شبكة ( )SCHENTOUB . Vicaو التي تتكون
من أربع أنواع من السياقات الدفاعية وهي أساليب الصالبة ( ،)وأساليب الدفاعية المرنة (
2
،)أساليب تجنب الصراع ( )Cوالسياقات األولية (.)E
يعود سبب استخدامنا لهذه الشبكة هو كون أن شبكة ( )CORMANE.Lكالسيكية
وتستدعي خبرة ميدانية ،كما أن شبكة ) ( SCHENTOUB . Vicaتستعمل في أغلبية
االختبارات اإلسقاطية ،واختبار الرجل السوداء هو من بين االختبارات اإلسقاطية التي
تعتبر بمثابة مرآة تمكن الفاحص من التعرف على العالم الخاص بالمفحوص وكيفية تنظيمه
للخبرات المكتسبة وتعامله مع اآلثار المكبوتة التي ال تصل إلى الفاحص في شكلها الخام،
إنما يستعمل الفرد أساليبه الدفاعية لتجنب االستدعاءات الخطيرة التي قد تهدد أمن األنا ،لذلك
استعملنا هذه الشبكة كي نتمكن من فهم الميكانيزمات الدفاعية المستعملة من طرف أفراد
العينة.
-5تقديم وتحليل الحاالت:
-5-1الحالة األولى ":أمين" :
يبلغ أمين من العمر 05سنوات ،من الناحية الصحية ال يعاني من أي مرض بيدو بصحة
جيدة ،أما عن سبب التحاقه بالمركز فيعود لتخلي الوالدين عنه منذ الوالدة ،حيث تم
إحضاره إلى القرية وعمره عام واحد وكان قد وضع من قبل في الحضانة ،ومن خالل
حضورنا في قسم الروضة الحظنا على أمين الهدوء وقلة الحركة ،أما عن سلوكاته أثناء
إجراء االختبار كان يبدو متحمسا ومرحا وقبل التعامل معنا دون حرج أو ضيق ولم نجد معه
أي صعوبة مما يفسر تكيفه للوضع الذي هو عليه.
-5-1-1تقديم وتحليل بروتوكول Aاللوحات:
-تقديم العائلة المجتمعة" :الواجهة الكبرى ".
1
- CORMAN (Louis) : "Teste de pate noire ",Manuel I.P.U.F, 1981, P 101-102.
2
- SCHENTOUB (Vica) :"Manuel d’utilisation du T.A.T", Bordas, Paris1990, P 201.
57
"الكبشان الكبيران‡ بيوضا ،وهادوا كباش صغار "
كبشان كبيران 20سنة لزوج.
كبشان صغيران على اليمين وعلى اليسار زوج بنات عندهم 5سنوات.
رجل السوداء بنت عندها 5سنوات.
أما عن العالقة أفراد هذه العائلة المجتمعة قال":ما عالباليش ،ما يتكاونوش".
وعن سبب تسمية الخروف بالرجل السوداء قال":خاطرش مريض".
-تحليل العائلة المجتمعة:
ذكر أمين 5خرفان مكونة من خروفان كبيران عمرهما 20سنة والصغار الثالثة بنات لديهم
5سنوات وهذا ما يطابق سنه ،وقال على الرجل السوداء أنه بنت ،وهذا دليل على أن لديه
مشكل في تحديد الهويات ،وهذا راجع إلى افتقاده إلى صورة الوالدين الكاملة التي تمكنه من
تحديد هويته ،أي الغياب الفعلي لألب وما يبرهن على ذلك أكثر أنه لم يكون أي عالقة بين
هؤالء األفراد وأنه محروم من المحيط العائلي العادي.
-5-1-2اللوحات المختارة:
اللوحة رقم (" :)1الحفرة"
الكبش راه في الليل حاب يهبط سوطاو ،راه في البحر قدامه خاطرش ماصابش ماماه ".
-السياقات الدفاعية:
نجد في هذه اللوحة أن المفحوص مال إلى االختصار في سرد القصة ( ، )2PCكما نجد
أنه استعمل أسلوب الرقابة مرن ( )1فكان قريبا جدا من المضمون‡ الظاهري (1F
،)Cواستعانة أيضا بأسلوب دفاعي مرن وهو ( )42 وذلك بتعبيرات لفظية عن
وجدانات قوية في قوله" :إيعيط" ،وأسلوب التخرج ( )41 وهي تعبيرات عن
وجدانات معدلة من طرف منبه.
58
اللوحة و التي تتمثل في التخوف من االنفصال والفراق في وضعية خطر ،ولقد
تقمص الرجل السوداء ،ونلتمس هنا عدوانية موجهة نحو الذات باعتبار اللوحة
جاءت محببة.
-اللوحة رقم (" : )2الرضاعة الثانية"
"سوطاو هذ الزوج الكباش لبيوضا من الحشيش باش إيروحوا ليماهم باش إيروحوا
لدارهم ،واللي رجلو كحلة يمشي مع يماه ".
-السياقات الدفاعية:
نرى أن المفحوص في هذه اللوحة أيضا يميل نحو االختصار في سرد القصة (،)2PC
واستعمل ( )4NCوهي وضعية تعبر عن وجدانات ،في قوله":واللي رجل كحلة يمشي مع
يماه" إضافة إلى ذلك ( )1وهذا دليل على نسجه لقصة قريبة من المضمون الظاهري.
-المقروئية : Aمتوسطة وذلك لوجود سياقات ( )Cفقط مع غياب باقي السياقات.
-اإلشكالية :إشكالية الرضاعة الثانية تشير إلى التقرب من صورة األم و المنافسة
األخوية ولقد أدرك المفحوص هذه اإلشكالية في قوله ":سوطاو هذ الزوج الكباش
لبيوضة من الحشيش باش إيروحوا ليماهم" وهذا دليل على المنافسة األخوية رغم أنه
يشير إلى تلك العالقة األخوية ،وكما تقمص الخروف ذو الرجل السوداء فقال":واللي
رجل كحلة يمشي مع يماه" هذا دليل على التقرب من صورة األم ،ولكن بتجاهله
لعالقته باألم من خالل الرضاعة ،وعبر عنها بطريقة أخرى وهي المشي وقد جاءت
اللوحة محببة.
-اللوحة رقم (" :)3ذكر اإلوز"
"حمامة حكمت الكبش من الزعكة ،خاطرش كان رايح عند خوه وهذا حب إيسلك خوه".
-السياقات الدفاعية:
في هذه اللوحة ركز المفحوص على العالقة بين األشخاص ( )32 في قوله":كان رايح
عند خوه وحب إيسلك خوه" كما أشار إلى موضوع الذهاب في قوله ":كان رايح"()122
و هو أسلوب دفاعي مرن ،وهنا أيضا جاءت القصة قصيرة ( )2PCوكذلك في محاولته
التمسك بالمضمون الظاهري للقصة.)1FC( .
-المقروئية :متوسطة نظرا لهيمنة سياقات ( )2و( )Cوهما ينقسمان إلى قسمان (3
)2و( )12وسياقات ( )Cالتي هي سياقات الكف مع انعدام السياقات األخرى.
59
-اإلشكالية :إشكالية هذه اللوحة تشير إلى عدوانية سادية ويمكن القول أنه لم يدرك هذه
اإلشكالية ألنه لم يشر إلى عدوانية موجهة نحو اإلخوة وذلك عند قوله":كان رايح
عند خوه ،وهذا حب إيسلك خوه" دليل على عالقة جيدة مع اإلخوة..
-اللوحة رقم(" : )4الليل"
"الكبش الكبير راقد والصغير ( )PNسوطا ،الكبير دارلهم حطبة باش ما يخرجوش،وهذا
راجل وأمرة ،وهذا وليدهم راه يوقب عليهم ،وهذوا زوج صغار راهم راقدين ،وهو راه
أيوقب على ماماه".
-السياقات الدفاعية:
في هذه اللوحة استخدم المفحوص 4سياقات متنوعة،فال يوجد أي سياق يهيمن على اآلخر،
بل هناك أساليب التخرج ( )A1وذلك في نسج قصة قريبة من المضمون الظاهري (
، )A1,1وأسلوب دفاعي مرن ( )B2,9وهو شبقانية العالقات سواء للموضوع الجنسي أو
الرمزية الشفافة ،كما استخدم أسلوب من أساليب تجنب الصراع ويظهر ذلك من خالل الميل
العام إلى االختصار ( )2PCفي األخير استعان بأسلوب من أساليب السياقات األولية وهو (8
)Eوهي عبارات خامة مرتبة بمواضيع عدوانية.
-المقروئية :ليس هناك سيطرة ألي أسلوب على اآلخر لذلك فالمقروئية غير واضحة.
-اإلشكالية :ترمز إلى الفضول الجنسي ونالحظ في هذه اللوحة أن المفحوص أدرك
وضعية الوالدين ومحتوى اللوحة ،و المتمثل في التجسس على غرفة النوم إال أن هذه
الوضعية بثت لديه الشعور بالقلق ورغم ذلك جاءت اللوحة محببة.
-اللوحة رقم (":)5األلعاب القذرة"
"الكبش الصغير رجل كحلة وباباه وجه كحل ،باباه عيّط عليه وهذا طاح في الما ،باباه
طاح في الزيقوا وال وجه كحل كي طاح في الزيقوا ،والت رجلو كحلة الكبش الصغير
وهو طرش باباه ،الكبش البيض الصغير يتفرج فيهم وهذه دار الال هذا بونك ".
السياقات الدفاعية: -
في هذه اللوحة سرد المفحوص قصة مطولة نوعا ما ،واستعمل أساليب التخرج وذلك
في وضعه لقصة قريبة من المضمون‡ الظاهري ( )A1,1وأيضا في اجتراره وترديده
لفكرة واحدة وهي"طرّش باباه بالزيقوا "( )A2,8وتطرق ايضا ألسلوب دفاعي مرن
وهو ( )B2,1في نسجه لقصة حول رغبة شخصية ،واإللغاء في نفس الوقت عندما
قال"هذه دار الال هذا بونك" ورغم هذا اإللغاء إلى أنه يشير إلى معنى واحد أال وهو
اإلفتقار إلى الجو األسري الذي تدل عليه الدار ورغبته في امتالك سرير تعني رغبته
60
في الشعور باألمن ،كما أنه يعبر عن وجدانات ( ،)CN4وأنه أيضا يفتقر إلى األب
والسلطة األبوية ،كما كان يعود دائما إلى التأكيد على القيام بالفعل "السقوط"(.)CF3
-المقروئية :ايجابية وذلك لسيطرة أساليب التخرج ()و () وندرة األساليب .
-اإلشكالية :في هذه اللوحة أدرك المفحوص اإلشكالية وهي العدوانية اتجاه الصورة
الوالدية في وضعية قضيبية ،لكن في حقيقة األمر السادية الشرجية الموجهة نحو
الذات ألنه تقمص الرجل السوداء وهو ما سقط في الماء ،وكما كانت العدوانية
موجهة نحو األب وذلك عندما قال":ط ّرش‡ باباه بالزيقوا"‡ وأيضا بإتهامه إياه أنه
السبب في الوقوع في األوساخ ،وأيضا أنه بصفة غير مباشرة أشار بأنه السبب في
حرمانه من الجو األسري ،وبترديده لعبارة"ط ّرش‡ باباه بالزيقوا"يظهر‡ نوع من
االنتقام ،وأراد التعريف والبحث عن األمان والراحة والطمأنينة بقوله "الدار،
البونك" وفي نفس الوقت نلتمس المشكل األوديبي من خالل تلك العدوانية الموجهة
نحو األب ورغم ذلك جاءت اللوحة محببة.
-اللوحة رقم (":)6التردد"
"باباه راه مع وليدوا يشرب وهو ويماه تخزر فيهم ،وهذا ( )PNما عندوش يماه ،ما والتش
تحبو خاطرش طرش باباه بالزيقوا ".
-السياقات الدفاعية:
في هذه اللوحة اعتمد مرة أخرى المفحوص على التأكيد على العالقات بين الخرفان (
)E2,3كما أنه كان دائما متمسكا بالمضمون الظاهري ( )CF1ويصف كل ما في
الصورة بالتفصيل ( )A2,1واستخدم أيضا الخيال( ،)A2,12في قوله":ما ندوش يماه"
وكان متناقضا في تصوراته وانفعاالته نحو الموضوع‡ السيئ ( )E14في قوله"ما والتش
تحبو" ،وأكد على الصراعات الشخصية الداخلية ()A2,17كما كان يلجأ إلى االختصار
( )CF2من أجل تجنب الصراع.
-المقروئية :متوسطة لسيطرة سياقات ( )A2و ( ،)B2ووجود سياقات © ولكن
بصفة قليلة .
-اإلشكالية :إن سياق هذه القصة كان جد واضح ،ويبين وجود نبذ أمومي وإهمال
عاطفي ،ويعاني المفحوص من اإلحساس بالنبذ األبوي في قوله":باباه راه مع وليدوا
يشرب" وهذا بصورة واضحة بتقمصه لـ( ، )PNكما عبر بإحساسه للذنب من خالل
عقاب األم ل لعدم حبها له ،مع هذا جاءت اللوحة محببة.
-اللوحة رقم (" :)7العربة"
61
"الرجل السوداء طاح في األرض ،الراجل بدا يخرج في الكباش وهذه العربة تع العود وهذه
الغيوم ،وهذا طاح ،هذوا باباهم ويماهم ،وهذا طاح خاطرش ماشي وليدهم ،في العربة
والدهم ثاني وهذا الراجل يدي في الكباش صغار".
-السياقات الدفاعية:
في هذه اللوحة اعتمد المفحوص على سياقات الكف وذلك في ثالثة أساليب مختلفة وهي (
)CP2نظرا لسرد القصة المختصر ،كما لجأ إلى ()CN1و هذا في قوله":خاطرش ماشي
وليدهم" وذلك للتأكيد على ما هو مشعور به ذاتيا ،وفي نفس السياقات نجد ( )CF3وهو
التأكيد على القيام بالفعل ،وقام أيضا بوصف ما في اللوحة والتعليق عليه (.)A2,2
هذا ما أشار إليه بأسلوب الصرامة‡ والوصف والتأكيد على الجزئيات واالعتماد على
التفاصيل ثم إدخال الصدى الهوامي التطرق إلى أسلوب دفاعي مرن وهو ( )B2,13عندما
قال":هذا الراجل يدي في الكباش صغار"دليل على الخوف ،فتناول المفحوص للسياقات كان
متنوعا وشمل حتى السياقات األولية وهذا في ( )E4وهذا إلدراكه الخطأ.
-المقروئية :متوسطة وهذا لهيمنة سياقات ( )Cو ()2و ( )2مع وجود السباقات
األولية لكن بصفة نادرة.
-اإلشكالية :في هذه اللوحة لم يدرك المفحوص اإلشكالية بل تقمص الخروف ذو
الرجل السوداء وقال" :طاح خاطرش ماشي وليدهم " وبالتالي إحساسه الدائم بالنبذ
واإلهمال العاطفي وعزله عن الجو األسري ومع ذلك جاءت اللوحة محببة.
-اللوحة رقم (" : )8الحمل"
"هذه المرأة تشرب ،وهذا ن ّحي الحشيش وهذوا إيوقبوا على يماهم و هذوا والدها صغار
les bébésمستفين على يماهم إيشوفوا في يماهم و هذوا وقابين وهذا الراجل هو اللي
كان في العربة".
-السياقات الدفاعية:
لقد استعمل المفحوص أساليب الكف بصفة كبيرة وذلك باستعانته بأربعة أساليب تبين
ذلك ،في ( )CP2ألن القصة كانت قصيرة ،كما كان متمسكا بالمضمون الظاهري (
)CF1والتأكيد على رصد الحدود واألطر بين األوالد و أمهم ( ،)CM6كما قام بإدخال
أشخاص غير موجودين في اللوحة ( ، )B1,2ونلتمس أيضا شبقانية العالقة في قوله:
"إيشوفوا في يماهم" ونالحظ وجود أيضا مواضيع الخوف وذلك بربطه بالرجل الذي
كان في لوحة الحمل بالرجل الذي كان في لوحة العربة وهذا دليل على الخوف من
االنفصال والبقاء لوحده.
62
-المقروئية :متوسطة لهيمنة ( )Cو ( )B2مع وجود ( )A2,1هو أسلوب الصالبة
يعتمد على الوصف مع التفاصيل.
-اإلشكالية :أدرك المفحوص إشكالية اللوحة ولكنه لم يتقمص أي خروف وهذا دليل
على أنه لم تكن لع أي عالقة مبكرة مع األم ،وربط رجل هذه اللوحة برجل العربة
دليل أيضا على حزنها من االنفصال.
-اللوحة رقم (" :)9الذهاب"
"وهذا راه يمشي في الطريق باش إيصيب ماماه ،وهذا حشيش ،وهذا الن ّوار والحجر
والشجر ".
-السياقات الدفاعية:
في هذه اللوحة كانت القصة عبارات عن وجدانات معنونة والتأكد على ما هو مشروع به
ذاتيا ،ووضعية المفحوص تعبر عن وجداناته فكان أسلوبه المستعمل في التعبير هو أسلوب
الكف ( )CN1,2,3فكانت القصة قصيرة ( )CP2أما باقي التعبيرات‡ فكانت مجرد وصف
والتليق بالتفاصيل على ما هو موجود في اللوحة ( )A2,1وذلك لتفادي القلق الناتج على
هذه الوضعية.
-المقروئية :متوسطة لسيطرة ( )Cوهي أساليب تجنب الصراع وبالتحديد األساليب
النرجسية باإلضافة إلى أساليب الصالبة (.)A2
-اإلشكالية :أدركها الفحوص في هذه اللوحة والمتمثلة في الخوف من الفراق والعزلة
والتعبير عن القلق بصفة خفية في تجاهله له لفقدانه الحماية من طرف الوالدين ،لهذا
جاءت اللوحة محببة.
-اللوحة رقم (":)10الشجار"
"هذا الكبش الصغير األبيض باش إيروح عند يماه وباباه ،وهذوا راهم إيعيطوا باش
إيروحوا عند يماهم ،الصغير األبيض على خاطرش هذوا الزوج ما يحبوش يماهم ،
ضارب مع الكبش الصغير على خاطرش إيغير رجله كحلة طرّش باباه بالزيقوا وراه ي ّ
منه ".
-السياقات الدفاعية:
استعان آمين أساليب دفاعية مرنة ( )B2بالتأكيد على العالقات ما بين األشخاص (
،)E2,3ومن هنا نلتمس رغبة المفحوص الشخصية في أن تكون لديه أم و عائلة ،كما
عبر عن وجدنات بألفاظ قوية ( )B2,4في قوله":راهم إيعيطوا "كما لجأ أيضا إلى
تصورات متضادة وتناوب ما بين حاالت انفعالية متناقضة في قوله":إيروحوا‡ عند يماهم
63
" ثم قال ":ما يحبوش يماهم " ،كما نالحظ عدوانية المفحوص اتجاه األب بتكراره في
عدة لوحات لعبارة "ط ّرش باباه بالزيقوا" وهي عبارات خامة مرتبطة بمواضيع عدوانية
( ، )E8وكذا سياقات الكف وتجنب الصراع ( )CN4وهي وضعية تعبر عن وجدانات و
( )CN2أين رجع المفحوص إلى مصدر شخصي بتقمصه للرجل السوداء وأن الخروف
الصغير يغار منه.
-المقروئية :متوسطة بسبب سيطرة ( )B2و ( )Cمع وجود أسلوب من السياقات
األولية و انعدام باقي األساليب.
-اإلشكالية :أدرك المفحوص موضوع اللوحة وهو العدوانية والمنافسة األخوية ،كما
وصف تلك العدوانية في شكل معركة مع األخ ،لقوله":يضاربوا ‡،إيعيطوا" ،
وبتقمصه للرجل السوداء دليل على وجود عدوانية اتجاه اإلخوة ويعود ويؤكد
المفحوص أن األم تنبذه وال تحبه بسبب رميه األوساخ على أبيه وهنا نرى صورة
األب سيئة بالنسبة للمفحوص ألنه كان السبب لعدم حب األم له وهذا دليل أيضا على
وجود مشكل أوديبي.
وذلك بإدخال أشخاص غير موجودين في الصورة ( )B1,2عند قوله":والدها" ونقص
في اإلنتاج ( )CP2فالقصة جاءت مختصرة جدا ،رغم أن المفحوص استعمل الدفاع عن
ريق تجنب الصراع ( )Cوالتمسك بالمضمون الظاهري ( )CF1لكن لم يمنع ذلك من
بروز العمليات األولية والسياقات الالشعورية(.)E
-المقروئية :سالبة ،نظرا لهيمنة السياقات األولية ( ،)Eونالحظ وجود سياقات ()B1
و ( )Cلكن دون قيمة وغير فعاليين وبالتالي الصدى الهوامي القوي جدا.
-اإلشكالية :في هذه الصورة‡ نجد المفحوص أحدث خلط في إدراك الصورة‡ وبالتالي لم
يتوصل إلى اإلشكالية وهذا دليل على غياب الصورة‡ األبوية ،وبتقمص للرجل
السوداء وجه عدوانته نحو األم رغم أنه لم يربط عالقة بينهما وبين الرجل السوداء
وهذا دليل على الحرمان األمومي وقد جاءت الصورة‡ محببة.
-اللوحة رقم (" :)13القبلة"
"هذوا يتعانقوا الصغير إيوقب عليهم ،الحشيش الطريق الشجرة"
-السياقات الدفاعية:
سيطرة في هذه اللوحة سياقات تجنب الصراع ( )Cوذلك بالتمسك بالمضمون الظاهري
()CF1وعدم التعريف باألشخاص ( )CP3والميل إلى االختصار ( ، )CP2أما
السياقات ( )Eالتي تدل على الوجدانات ومرونة الحياة النفسية فهي نادرة ظهرت إال في
شبقانية العالقات سواء الموضوع الجنسي أو الرمزية الشيقائية ( ، )B2,9إضافة إلى
64
بنود سلسلة ( )Aالتي ظهرت فقط عندما رجع المفحوص إلى الوصف مع التعليق
بالتفاصيل من أجل القلق .
-المقروئية :متوسطة النعدام أساليب التخرج ()A1و ( )B1وهيمنة سياقات تجنب
الصراع ( )Cأي الكف بأساليبه المختلفة ( )CP,CN,CFمع قلة وجود سياقات (
)B2و (.)A2
-اإلشكالية :أدرك المفحوص موضوع اللوحة المبتدل وهو الصراع األوديبي بتقمصه
للرجل السوداء ،لكن لم يدرك موقف أم -أب وهذا راجع لغياب الصورة‡ الوالدية وهذا
لم يمنع من إثارة القلق والتوتر اتجاه وضعية العناق مما جعله يلجأ الستخدام ميكانيزم
النكار و ذلك بذكر الحشيش والطريق واألشجار وكأنه يرفض هذه الوضعية إال أن
اللوحة جاءت محببة.
-اللوحة رقم ( :)14أنثى الحمار:
"حب إيروح للدار حب إيروح الكبش اللي رجله كحلة مع الحمارة لدارها خاطرش ما
صابش يماه".
-السياقات الدفاعية:
تمركزت في هذه اللوحة السياقات الدفاعية في سلسلة تجنب الصراع ( )Cحيث تسلط
على القصة الميل العام لالختصار ( )CP2والتأكيد على ما هو مشعور به ذاتيا (
،)CN1وللجوء إلى أسلوب من أساليب ( )E1في ذكره للوجدان لكن باعتدال (حب
يروح) وهي تعبر عن رغبة شخصية ( )E1,1كما استعان بأسلوب من أساليب الدفاع
المرنة ( )B2,12وذلك بإصراره على موضوع الذهاب ،لكن هذه األساليب الدفاعية لم
تمنع من خروج بعض السياقات األولية ( )Eلعدم إدراكه للمواضيع الظاهرة (الرضاعة)
(.)E1
-المقروئية :متوسطة لسيطرة سياقات تجنب الصراع © وقلة وانعدام باقي األساليب.
-اإلشكالية :تقبل األم البديلة من خالل البحث عن السند والحماية في قوله":حب
إيروح الكبش اللي رجله كحلة مع الحمارة لدارها"وليس‡ من خالل رباط الرضاعة،
وبالتالي يكون قد أدرك إشكالية اللوحة لهذا جاءت اللوحة محببة.
-اللوحة رقم (":)15الرضاعة األولى"
"رايح مع ماماه و هي رايحة للدار".
-السياقات الدفاعية:
65
جاءت اللوحة هنا على شكل قصة منسوجة من رغبة شخصية وهي رغبة المفحوص في
الذهاب مع األم ( )B1,1وفي نفس الوقت لم يدرك الموضوع الظاهري وهو الرضاعة (
)E1وهو أسلوب من السياقات األولية ثم رجع مرة أخرى إلى االستعانة بأساليب دفاعية
مرنة ( )B2,12وذلك بإصرار على موضوع الذهاب مع األم وهذا دليل على شوق
وحنين المفحوص إلى الجو األسري ،وهذا استعانة بأسلوب من أساليب الصالبة (
)A2,12واكتف المفحوص بسرد قصة في جملة واحدة ( )CP2وذلك لتجنب الصراع.
-المقروئية :متوسطة لوجود ( )B2و( )A2و( )Cأي طغيانها على القصة مقارنة مع
السياقات األخرى.
-اإلشكالية :توصل المفحوص إلى إشكالية اللوحة وهي التقرب من صورة األم لكن
ليس عن طريق الرضاعة التي تعبر عن وضعية عالقة محببة ،وإنما بالذهاب معها
إلى البيت وهذا يبين مرة أخرى أن المفحوص لم يخبر الرضاعة من األم وأنه حرم
منها في سن مبكرة.
-5-1-3تحليل األمنيات الثالث:
-1الحوايج
-2الخزانة وين إيدير حوايجه
-3البونك ،السرير وين يرقد
-نفترض أن رجله كحلة ما حبش يقعد كبش واش إيحب إيولي؟
حب إيويلي نمر باش ياكل خواتاتو مادارولو والو بصح حب ياكلهم برك.
-رغم حرص القرية على توفير حاجيات األطفال من ملبي ومأكل إال أن أمين جاءت
أمنياته بسيطة تتمثل في اللباس والخزانة ،أما السرير فهو يدل على عدم اإلشباع
العاطفي.
-أما عن التحويل الرجل السوداء إلى حيوان أخر فطلب تحويله إلى نمر وهو رمز القوة
و بقوله":باش ياكل خواتاتو "دليل على عدوانية موجهة نحو اإلخوة .
-5-1-4تحليل نتائج األسئلة التركيبية :
شكون هو الفرحان ؟"اللي رجل كحلة ".
شكون هو الشقي ؟"اللي رجل كحلة ".
شكون لحنين؟"األم "
66
شكون هو القاسي؟"الحمارة".
شكون يحب األب؟"الكبش‡ األبيض اللي على اليمين خاطرش عاقل".
شكون يحب األم ؟"اللي على اليسار خاطرش عاقلة".
شكون يحب الرجل السوداء ؟"يحب يماه خاطرش ما يحبش باباه خاطرش طرشو
بالزيقوا على بها يماه ما تحبوش".
عبر المفحوص من خالل إجابته على األسئل؛ة الموجهة عن العدوانية وغيرة إتجته
اإلخوة إلنهما محبوبين من طرف الوالدين وليس هو ،إال أن األكثر سعادة وشقاء هو
الرجل السوداء وهو يفضل األم عن األب ،في حين أن األم تنبذه والدليل في
قوله ":ماتحبوش خاطرش طرش باباه بالزيقوا" لذلك الرجل السوداء يوجه عدوانيته نحو
األب وهنا يظهر لنا أن أمين في مرحلة الصراع األوديبي أما أنثى الحمار فهي أكثر
قساوة ،فهذا دليل على نوع المعاملة التى تلقاها من األم البديلة .
-خالصة الحالة :
توصلنا من خالل النتائج تطبيق رائز الرجل السوداء التي اعتمدنا في تحليلها على شبكة (
)Schentoub .Vicaإال أن أمين استخدم ميكانيزم تجنب الصراع ( )Cواألساليب
الدفاعية المرنة ( )B2وأساليب الصالبة ( )A2ومهيمنة تقريبا على كل البروتوكول من أجل
تفادي القلق الناتج عن اإلحساس بالنبذ والحرمان األمومي .كما هو مبين في القصص المقدمة
من خالل لوحات (الرضاعة األولى ،و الرضاعة الثانية) بإنكاره للرضاعة التي ترمز
للعالقة المحببة مع األم وهذا دليل على أن االنفصال المبكر حرمه من هذه الوضعية ،إضافة
إلى ذلك لوحة (الحلم باألم) التي رفضها أمين وصنفها ضمن اللوحات الغير محببة وكأنه
يبدي انتقامه من األم لتخليها عنه ،ولوحة (الحفرة) التي ترمز إلى التخوف من االنفصال
والفراق في وضعية خطر والتي عبر من خاللها أمين عن شعوره بفقدان وغياب األم ،وقد
أبدى تقبله للبديل األمومي في لوحة (أنثى الحمار) لكن من حيث السند والحماية فقط وليس
من حيث وضعية الرضاعة.
أما فيما يخص العدوانية فكانت موجهة نحو اإلخوة ،في لوحات (الشجار ،العربة ،ذكر
اإلوز) ففي هذه األخيرة لجأ أمين إلى سياقات الكف ( )Cويظهر ذلك خاصة في االختصار
( )CP2والتمسك بالمضمون الظاهري ( )CF1هذا من جهة ومن جهة أخرى استعمل
سياقات الدفاعية المرنة ( )E2من أجل إخفاء الغيرة والعدوانية اتجاه اإلخوة واستمر على
هذا المنوال في لوحة (العربة) فانشغاله بالنبذ العاطفي من طرف الوالدين منعه من بلوغ
إشكالية اللوحة ،إال أن ميكانيزمات الدفاع والكف لم تمنع من بروز عدوانيته اتجاه اإلخوة
67
في لوحة (الشجار) بسبب ضعف وتراجع الميكانيزمات الدفاعية التي سمحت ببروز الصراع
األوديبي ،إذ تعدت العدوانية اإلخوة وشملة حتى األب وهذا ما تؤكد عليه لوحة (التردد)
إضافة إلى هذه اللوحة التي تعبر عن عدوانية اتجاه اإلخوة عبر أمين عن عدوانيته اتجاه
الوالدين وبالخصوص نحو األب في اللوحات (الحوض ،الليل واأللعاب القذرة) والتي نتج
عنها كره ونبذ من طرف األم ،وبذلك بتكراره لعبارة "ما تحبوش يماه خاطرش طرّش باباه
بالزيقوا".
إن الحرمان العاطفي الذي عان منه المفحوص ولد لديه صراعات ترجمة على شكل سلوكات
عدوانية اتجاه اإلخوة و اتجاه الوالدين.
وكتلخيص نهائي للحالة يمكننا القول أن أمين نتيجة فقدان الحب والعاطفة الوالدين خاصة
األمومية ولديه القلق والتوتر التي ال تعتبر كنتيجة للحرمان األمومي فقط بل هي أيضا تعبيير
عن الصراع األوديبي الذي يقابل هذه المرحلة العمرية ( 5سنوات) ،فرائز الرجل السوداء
في هذه الحالة بين أكثر إسقاط المفحوص لمعاناته من فقدان الحب والحنان بسبب غياب األم
الحقيقية.
68