You are on page 1of 61

‫الفصل الثاني‪ :‬اختبار القدم السوداء‬

‫اختبار القدم السوداء‪:‬‬

‫يتكون هذا االختبار في مرحلته التجريبية من ثالثين لوحة‪ ،‬أبقى ‪ Corman‬في الصيغة‬
‫النهائية على ‪ 18‬لوحة بقياس (‪ ،)18،13‬تدور كلها حول مغامرات خنزير أو خروف القدم‬
‫السوداء‪.‬‬
‫تبدأ بلوحة تمهيدية مكونة من كوكبة عائلية ‪ ،‬ال توحي بأي نزوات محددة وال تقوم‬
‫شخصياتها بأي حركة (لوحة محايدة) ‪.‬‬
‫وقد عرض كورمن في كتابه االختبارات التي اعتمد عليها في تشكيل اختباره‪ ،‬وقد‬
‫أكد أنه استلهم اختباره من اختبار ‪ Blum‬حول مغامرات الكلب )‪Blacky،(Picture test‬‬
‫بحيث أن كل لوحة تعبر عن مرحلة من المراحل المتعاقبة للنمو النفسي والجنسي للطفل‪ ،‬وقد‬
‫اعتمد في اختباره "مغامرات القدم السوداء "على نفس مبدأ ‪ ،Black‬فهو اختبار بصري‬
‫تصويري‪ ،‬يعتمد على مجموعة لوحات تدور كلها حول مغامرات خنزير له بقعة سوداء على‬
‫رجله و يعترف ‪ Corman‬أن اختيار الخنزير كبطل لرائزه يعود إلى محض الصدفة‬
‫فاألطفال بشكل عام وبفضل الصور المتحركة ‪ WALT DISNEY‬يألفون بسهولة الخنزير‬
‫مما يسهل تقمص البطل في هذه المغامرات‪.‬‬
‫‪ -1.1‬أجزاؤه‪:‬‬
‫أدواته‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يحتوي هذا االختبار على ‪ 18‬لوحة (‪ )18،13‬في غالف خاص بها‪.‬‬
‫ورقة الفرز (‪ 3‬صفحات)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتب االختبار‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫جزء‪ :1‬دفتر االختبار (يشرح فيه تقنية االختبار وكيفية استعماله)‪.‬‬
‫جزء ‪ :2‬عقدة أوديب‪.‬‬
‫جزء ‪ :3‬قاعدة االستثمار‪.‬‬
‫جدول التحليل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ورقة تعليمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شروط تطبيقه‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫لكي يتم تطبيق هذا االختبار علينا توفير الشروط الالزمة التي ينبغي على الفاحص‬
‫إتباعها ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬أوال اكتساب ثقة الطفل حتى يشعر بالراحة واألمان‪ ،‬وهذا يكون منذ عرض اللوحة‬
‫‪.‬‬ ‫التمهيدية االولى‬

‫البد أن تتوفر طاولتين بجانب بعضهما‪ ،‬واحدة كبيرة لتكون لدينا أبعاد كافية لنبسط‬ ‫‪-‬‬
‫عليها مجموع اللوحات (عندما تكون كلها مأخوذة في عين االعتبار‪ :‬أي ‪ 16‬لوحة)‪،‬‬
‫توضح في صنف متكون من أربعة منها تحتل واجهة في (‪ ،)72،52‬وطاولة صغيرة‬
‫تطرح عليها الصور‡ المرفوقة ولتركها باستمرار تحت نظر الطفل‪.‬‬
‫‪ ‬ال نسجل أي نقطة أمام الطفل حتى نوفر له جو الثقة‪.‬‬
‫‪ ‬الحرية في اختيار اللوحات وتنظيمها حسب رغبة الطفل‪.‬‬
‫‪ ‬في بداية االختبار علينا أن نطبق ما يسمى بالحيادية‪.‬‬
‫يجب أن نهيئ للطفل جوا من الحماس‪ ،‬وذلك لجعله حيويا‪ ،‬وبهذا يفصح الطفل عن‬ ‫‪-‬‬
‫شعوره وميوله واتجاهاته‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجب التأثير على إجابة الطفل‪ ،‬وعلينا أن نطرح األسئلة بأسلوب حيادي جدا‪.‬‬
‫عندما يجيب يجب استحسان إجابته‪ ،‬وذبك لكي ال نعطي قيمة إلجابة أكثر من أخرى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كأن نقول له في بعض األحيان "نعم" أو "جيد"‪ ،‬وخاصة في اإلجابات الغير منتظرة‬
‫إذ علينا أن ال نتفاجئ وأن ال نظهر انطباع يعرف بواسطته أنه أعطى إجابة سيئة‪.‬‬
‫اللوحة التمهيدية تحلل مرة واحدة‪ ،‬ونضعها تحت نظر الطفل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب كل‬ ‫‪ ‬يجب ترك الطفل يتصرف بحرية كاملة‪ ،‬كأن يسرد قصة مستقلة أو أن يُر ِك َ‬
‫الصور في قصة متتابعة‪.‬‬
‫ال يجب إيقاف الطفل باألسئلة المتكررة كل مرة في الفترة األولى من االختبار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫علينا ترك الطفل يحكي كل ما يريد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يبغي في بعض األحيان استدعاء الطفل لتوضيح‡ ما يرويه باإلشارة بإصبعه إلى‬ ‫‪-‬‬
‫الشخصيات التي يتكلم عنها لتمييزها‪.‬‬
‫يجب أن نأخذ بكل دقة كل التفاصيل التي تم سردها‪ ،‬وال يجب أن نعطي لقصص‬ ‫‪-‬‬
‫الطفل لمحة مختصرة‪ ،‬لكن نأخذ القصص بكل إندماجيتها‪.‬‬
‫يجب علينا تسجيل كل التثبيطات‪ ،‬الترددات الرجوع إلى الوراء‪ ،‬غموض‪ ،‬إختالط‬ ‫‪-‬‬
‫الشخصيات‪ ،‬زالت اللسان‪ ،‬وأيضا تسجيل مشار المفحوص‪ ،‬مزاجه (فرح أم حزين)‪،‬‬
‫ردود أفعاله االنفعالية‪ ،‬مشاعره من الخوف أو الغضب‪.‬‬
‫علينا االنتباه لفطنة الطفل طول مدة االختبار‪ ،‬ألن الطفل يعبر غالبا عما ال يقول أكثر‬ ‫‪-‬‬
‫مما يقول‪.‬‬
‫علينا تفادي اقتراح بعض األفكار على الطفل حتى ال تؤثر على إجابته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب توفير الوقت الكافي‪ ،‬يتراوح بين ساعة إلى ساعة ونصف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬البد من تطبيق االختبار كليا‪ ،‬سواء بتطبيقه كليا مرة واحدة‪ ،‬أو بتطبيقه على فترتين‪،‬‬
‫كأن نطبق طريقة "تفضيالت‪ ‡-‬تقمصات " في حصة ثانية‪ ،‬وهذا ال يؤثر على سير‬
‫االختبار‪ ،‬كما لو أننا طبقنا االختبار بأكمله وهذا فقط في حالة تعب الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬ينصح بتسجيل صوتي للبروتوكول‡ عن طريق مسجل‪ ،‬وهذا لما له من فائدة تعود‬
‫على االختبار‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تقنيته‪:‬‬
‫اللوحة التمهيدية‪:‬‬
‫بعد اكتساب ثقة الطفل نعرض عليه اللوحة التمهيدية‪ ،‬ونقول له‪":‬هذه الصورة تعرض‬
‫مغامرات خروف صغير له قدم سوداء "‪.‬‬
‫‪ -‬يا ترى ما هو مكتوب؟ (نجعله يقرأ بأعلى صوت‪ ،‬وإذا لم يعرف القراءة نقرأ له)‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا نسميه القدم السوداء؟ (سؤال يحرض على إجابة نشيطة من الطفل‪ ،‬وفيه يتعرف‬
‫على الخروف الصغير بصورة جيدة وينتبه إليه)‪.‬‬
‫‪ -‬نقول له بعد ذلك‪ :‬في هذه الصورة‡ لمغامرات القدم السوداء ال توجد حكاية مكتوبة‬
‫ونطلب منك أن تحكي لنا حكاية بنفسك‪ ،‬لكن قبل هذا ستخبرني إذا كان القدم السوداء‬
‫ذكرا أم أنثى؟ وما هو العمر الذي ستعطيه له؟‪.‬‬
‫إذا تفاجئ بهذه األسئلة وتردد في اإلجابة‪ ،‬نستطيع أن نقول له وذلك لتشجيعه ليعبر بحرية‪:‬‬
‫"أتعرف أنه مجرد لعب‪ ،‬وتستطيع قول كل ما تريد ليس كما هو الحال في المدرسة أين توجد‬
‫أجوبة جيدة وأخرى سيئة‪ ،‬فهنا كل اإلجابات جيدة"‪.‬‬
‫وبعدها نسأله‪ :‬والخروفان الصغيران األبيضان ماذا سنقول عنهما‪ :‬ذكران أم أنثوان؟(يشير‡‬
‫إلى الخروف األول باإلصبع ثم إلى الثاني)‪.‬‬
‫ومن الضروري‡ أن نسأله إذا كانا أخا أم أختا القدم السوداء‪ ،‬أو ليسا من العائلة؟‬
‫وبعدها نسأله عن االثنين الكبيرين‪ ،‬وال يجب أن نوحي الفكرة بأنهما األبوان‪ ،‬ونطلب منه‬
‫بانتباه "واالثنين الكبيرين من هما؟" هذا الذي لديه اللطخة السوداء؟ والكبير األبيض كليا؟‬
‫المضامين‪:‬‬
‫تقدم الصور في رزمة واحدة وتكون غير منظمة ونقول‪":‬هذه الصور‡ تعرض مغامرات القدم‬
‫السوداء‪ ،‬ستشاهدها‪ ،‬اسرد علي أي حكاية عن أي صورة تريد‪ ،‬أنت في اختيار الصور التي‬
‫تريدها‪ ،‬و ال تحكي لي إال عن الصور التي تريدها أنظر إليها جيدا ضع في جهة التي ال‬
‫تعجبك واحتفظ باألخرى أمامك لتحكي لي عنها واآلن أخبرني عن مغامرات القدم السوداء‬
‫‪10‬‬
‫«‪ ،‬وتترك له الحرية في سرد القصة‪ ،‬وإذا تردد تستطيع أن تسأله لكي تحثه على اإلجابة أي‬
‫الصور ستختار األولى؟‬
‫علينا في كثير من األحيان أن تحث الطفل المتردد والمثبط‪ ،‬كأن أطرح عليه بعض األسئلة‬
‫الدينامية ‪ ،‬مثل ‪":‬أحكي أيضا ‪ ،‬أشرح أكثر‪ ،‬أرأيت شيئا آخر‪ ،‬ماذا يحدث؟"‪.‬‬
‫بإمكاننا أن نخبر الطفل في أي وقت من االختبار أنه يستطيع ان يعاود أخذ الصور التي‬
‫رفضها في البداية من أجل إدماجها في حكايته‪.‬‬
‫في النهاية نسأله‪":‬كيف ستنتهي مغامرات القدم السوداء"‪.‬‬
‫‪ -2‬التفضيالت‪ -‬التقمصات‪:‬‬
‫عندما ينتهي الطفل من سرد قصة مغامرات القدم السوداء‪ ،‬تجمع من جديد كل اللوحات‬
‫المرفوضة و المقبولة في رزمة وتقول له ‪":‬اآلن وقد تعرفت على كل اللوحات جيدا سنلعب‬
‫لعبة الصور المفضلة‪ ،‬أنظر إليهم من جديد ضعهم في رزمتين‪ ،‬في اليمنى ضع الصور التي‬
‫تحب‪ ،‬أما الصور التي لم تحبها فضعها في اليسرى"‪.‬‬
‫عندما يقوم الطفل بترتيب الصور‪ ،‬نترك من جهة الصور الغير محبوبة ونبسط على الطاولة‬
‫الصور المحبوبة أمامه‪ ،‬لم نطلب منه اختيار الصورة‡ التي يحبها أكثر‪ ،‬وبعدما ينتهي من‬
‫وصفها نسأله‪ ":‬لماذا يفضلها؟"‪.‬‬
‫إذا تردد الطفل في اإلجابة أو حتى قال بان الطفل ال يستطيع أن يكون خروفا لقول له‪ :‬أتعلم‬
‫أننا نلعب فاختر إذا كنت القدم السوداء أو واحدا أخر من الشخصيات؟‬
‫بعد ذلك نضع الصورة األولى من جهة‪ ،‬ثم نستدعي الطفل الختار صورة أخري محبوبة‬
‫أكثر من الصورة المتبقية ‪،‬وهكذا تستمر العملية حتى تنتهي كل الصور المحبوبة ‪،‬وعند كل‬
‫صورة نطرح على الطفل سؤال "لماذا؟"‪"،‬في تفضيالته ومن يريد أن يكون ؟"‬
‫في بداية االختبار أو أثناء إجراءه نخبر الطفل انه بإمكانه ان ال يتقمص أي شخصية‪.‬‬
‫عندما تحلل الصور المحبوبة نأخذ رزمة الصور‡ الغير محبوبة ونبسطها أمام الطفل ونطلب‬
‫منه أن يختار الصور األقل محبوبة من كل الصور ثم على التوالي‡ من الصور المتبقية‪،‬‬
‫وهكذا حتى نهايتها‪ ،‬وفي كل مرة نسأل الطفل لماذا ال يحبها؟ ومن يريد أن يكون فيها؟‬
‫األسئلة الموجهة‪:‬‬
‫ينبغي أن تكون مع األسئلة "التفضيالت –التقمصات "األسئلة التي تدعي بالموجهة‬
‫وتتعارض مع األسئلة الدينامية‪ ،‬وفي هذه األخيرة نركز انتباه الطفل على نقطة معينة يرغب‬

‫‪11‬‬
‫أن يوضحها لنا‪ ،‬عندما مثال يحذف الطفل جزءا من الصورة‪ ‡،‬يكون السؤال الدينامي‪":‬أرأيت‡‬
‫شيئا آخر؟"‪.‬‬
‫فإذا لم يفدنا الطفل بشيء‪ ،‬نوجه إليه في نهاية االختبار أسئلة واضحة حول ما سيقوله وليس‬
‫ما يراه‪ ،‬مثال‪":‬أنظر‡ في هذا الجزء من الصورة‪ ‡،‬ألم تر شيئا خاصا؟"‪.‬‬
‫األسئلة المتنوعة‪:‬‬
‫في نهاية االختبار نطرح على الطفل أسئلة شاملة لمعرفة مشاعره اتجاه كل الشخصيات‪:‬‬
‫"لقد حكيت لي جيدا مغامرات القدم السوداء‪ ،‬إنه مهم أتدري؟ لنرى في نظرك من هو األكثر‬
‫سعادة في الحكاية؟" ‪.‬‬
‫وعندما يجيبنا نسأله لماذا؟‬
‫وها هي سلسلة األسئلة التي تطرح‪:‬‬
‫‪ -‬من هو األكثر سعادة؟ لماذا؟‪.‬‬
‫‪ -‬من هو األقل سعادة؟ لماذا؟‪.‬‬
‫‪ -‬من هو األقل لطفا؟ لماذا؟‪.‬‬
‫الطفل يندمج شيئا فشيئا في مغامرات البطل حيث يقوم بإسقاط مشاعره الخاصة وميوله‬
‫ونزواته‪ ،‬في هذه الحالة نسأله‪:‬‬
‫في عائلة القدم السوداء األب يفضل أحد أفراد العائلة‪.‬‬
‫واألم من تفضل؟‬ ‫‪-‬‬
‫والقدم السوداء أعنده تفضيل؟‬ ‫‪-‬‬
‫والخروفان األبيضان أعندهما تفضيل؟‬ ‫‪-‬‬
‫و في النهاية تقول له‪ :‬وأنت من تفضل؟‬ ‫‪-‬‬
‫بعدها نطلب منه‪ :‬ماذا يريد القدم السوداء أن يصبح؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما رأي القدم السوداء في قدمه السوداء؟‬ ‫‪-‬‬
‫وفي األخير نعرض عليه لوحة الساحرة‪ ،‬تخبره أنها ساحرة طيبة‪ ،‬والقدم السوداء يرغب في‬
‫أن تحقق له ثالث أمنيات‪ ،‬اإلسقاط هنا يلعب دوره‪.‬‬
‫ونقترح على الطفل أمنية رابعة‪ ،‬كما في اختبار (‪ ،)Le test de Bestiaire‬لكن بأسلوب‬
‫إسقاطي فنقول له‪":‬لنفترض أن القدم السوداء تعب من أن يكون خروفا ‪ ،‬ويطلب من الساحرة‬
‫أن تحوله إلى أي حيوان يريد أن يتحول عليه؟ ولماذا؟"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وإذا توفر الوقت الكافي نطلب من المفحوص أن يرسم باالعتماد على الذاكرة فقط الصورة‬
‫التي تهمه أكثر في االختبار و كل التشويهات التي يقدمها معبرة كلها‪ ،‬ومن الممكن أيضا أن‬
‫نطلب منه أن يتخيل حلما رآه القدم السوداء‪ ،‬فهذا الحلم يعبر عن شمولية مختصرة صور‬
‫االختبار‪.‬‬
‫و في النهاية نطلب من المفحوص أن يجيب على السؤال التالي‪" :‬ما هو العمر الذي تعتقد بأن‬
‫األطفال يكونون فيه األكثر سعادة؟"‪.‬‬
‫‪ -1-2‬طريقة التفضيالت – التقمصات‪:‬‬
‫تعتبر هذه الطريقة الجزء األصلي لهذا االختبار ‪ ،‬حيث أعدت تحت اسم "التفضيالت‡ ‪-‬‬
‫التقمصات" وهي طريقة جديدة تعطي أهمية كبيرة آلليات دفاع األنا‪.‬‬
‫انطالقا من المفهوم الكالسيكي لالختبارات اإلسقاطية التي يتقمص فيها المفحوص‬
‫الشخصيات التي هي مركز حكايته شعوريا ما يسميه كورمن بـ"تقمص الميول"‪ ،‬لكي يبرز‬
‫هنا بأن المفحوص يتقمص البطل الذي يقوم بالفعل‪ ،‬وهذا الفعل يعتبر تحقيق لميل عميق‪.‬‬
‫إن الميول الظاهرة ال يمكن أن تكون حاضرة في شعور العميل‪ ،‬وال تكون جزءا من سلوكه‬
‫العادي‪ ،‬فكل هدف االختيار أن يبرز الميول العميقة التي تكون عادة ثابتة ومكبوتة‪ ،‬وتزودنا‬
‫بمعرفة شخصية العميل لدراسة صورة عنه غالبا ما تكون مختلفة عما عهدناه عنه إلى حد‬
‫التعارض معها أحيانا‪.‬‬
‫يرى كورمن بأن حياة المفحوص تظهر دوافع ال نجد لها أثرا في االختبارات اإلسقاطية ‪،‬‬
‫وال يسجل ظهور هذا الحدث إال عندما يطبق أو يستعمل طريقة "التفضيالت‪ ‡-‬التقمصات"‪.‬‬
‫ويبين من خالل النتائج المحصل عليها بأن ميكانيزمات الدفاع المتكونة في الشخصية مهمة‬
‫أيضا‪ ،‬ويجب أن تؤخذ بعين االعتبار في االختبار وبنفس الشكل الذي تؤخذ به الميول ‪.‬‬
‫ويبين كورمن أنه ينبغي على الطرق الكالسيكية لالختبارات اإلسقاطية أن ال تعتمد في‬
‫دراستها على الميل فقط بل يجب أن تعتمد أيضا على ميكانيزمات الدفاع‪ ،‬وهذا ما يجعله‬
‫يتكلم عن تقمص الدفاع الذي يعترض مع تقمص الميل ‪ ،‬و على األنا أن يدافع ضد العالم‬
‫الخارجي وضد الميول‪ ،‬بشرط أن يكون قويا‪ ،‬وبفضل قدراته على تسويات سعيدة ‪،‬وهذا ما‬
‫نسميه بـ"اإلعالء"‪.‬‬
‫وعند القيام باالختبار في جزأين تظهر أهميته‪ ،‬وذلك بالسماح للمفحوص إعادة تناول‬
‫دفاعاته وتوظيفها جيدا‪ ،‬إذ أن في طريقة "التفضيالت‪ -‬التقمصات"‡ تعطينا اختبارات في‬
‫جزأين ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫الجزء األول‪:‬‬
‫أين تكون الميول الغريزية معبر عنها بحرية في جو مالئم من اإلسقاط‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫أين تتدخل التصحيحات المسؤولة عن ميكانيزمات دفاع األنا والتي تكون محببة عندما يقوم‬
‫بها الطفل األصغر سنا‪ ،‬ألن الطفل دائما في تغيرات تلقائية ومنبسطة ال يشعر بدوافعه إال‬
‫بعد أن يحققها بحركة أو بقول‪ ،‬الطفل هنا أمام مثير اللوحات ‪ ،‬يعبر أوال بدون حاجز وبدون‬
‫شك عبر الشخصيات الحيوانية ليتكلم عن مشاكله الخاصة‪ ،‬وفي الفترة الثانية يقوم باإلسقاط‬
‫ولمرة واحدة يشعر بكل ما قاله فيما يتعلق به حتى ولو كان ناقصا فيخضعه للمراقبة‪.‬‬
‫إذا تتبعنا العالقة بين الميل والدفاع فإننا نحصل على وضعيات مختلفة‪ ،‬فعندما ال تكون‬
‫الميول مضمون أي مراقبة فالقصة المحكية تعبر عن هذا الميول بكل قوتها في "التفضيالت‪‡-‬‬
‫التقمصات" الصورة تكون محبوبة ‪ ،‬و الطفل يخبرنا لماذا يحبها‪ ،‬هنا يتوضح العنصر‬
‫المسيطر بالنسبة له في المضمون‪.‬‬
‫طريقة"التفضيالت‪ ‡-‬التقمصات" تعطي نتائج مهمة جدا‪ ،‬إذ أن الميكانيزمات المثبطة تبدأ‬
‫العمل من البداية‪ ،‬المفحوص يحدد وصفا صادقا للصورة‪ ،‬لكن بدون أن يعبر عن مشاعره و‬
‫بدون أن يشارك في الحركات التي تحدث بأسلوب الحيادية كالرد أو كاألسلوب المدرسي‬
‫الذي يلقيه‬
‫في فترة"التفضيالت‪ ‡-‬التقمصات" المفحوص يجد نفسه مرغما على حذف حوادث في حياته‬
‫العاطفية‪ ،‬والتثبيط المتوقف يعطينا مضامين شخصية أكثر ‪ ،‬وتبرز أشياء كثيرة ال تجدها في‬
‫‪1‬‬
‫المضامين التمهيدية‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬التقمصات‬
‫نميز هنا بين تقمصات الميل للبطل الذي يقبل تحمل مسؤولية الحركة التي قام بها ‪،‬والذي‬
‫يكون دائما القدم السوداء ‪،‬وبين تقمصات الدفاع التي تخص بيمكانيزم دفاع األنا بواسطة‬
‫إنكار أو رفض تحمل مسؤولية تحمل الفعل‪.2‬‬
‫أ‪ -‬تقمص القدم السوداء‪:‬‬
‫تقمص البطل يكون قويا عندما يصل أو يتعدى "عشرة "‪ ،‬وهذه اإلشارة للداللة على تكيف‬
‫جيد وهذا أيضا دليل على أن المفحوص أخذ على عاتقه كل ميوالته بشكل جيد ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Loius Corman , le test PN , P 48.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Loius Corman , le test PN , P 65-67..‬‬

‫‪14‬‬
‫ولكن التجربة أشارت إلى أن "األنا قوي" يكون قبل كل شيء "أنا لين"والذي‡ يتكيف مع‬
‫تغير الوضعيات بتقمصات متنوعة ‪.‬‬
‫والتقمص الثابت للبطل يكون بالعكس إشارة إلي "أنا صلب"‪،‬وهذا يعني أن المفحوص في‬
‫أغلب األحيان غير جدير بتوظيف أي عضو من عائلته خارج نفسه ‪،‬وعدم قدرته هذه تترجم‬
‫عموما كخطأ في عالقته العاطفية التي تنقله من سمة اللييدو الموضوعي‡ إلى اللييدو‬
‫النرجسي‪.‬‬
‫تقمص البطل يكون ضعيفا في سن أقل من "‪ "5‬سنوات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقمص الخروف األبيض الصغير‪:‬‬
‫هو الثاني من حيث األهمية بعد القدم السوداء‪ ،‬وله قيمة كما يذكر كورمان في إختياره في‬
‫الدور الذي يلعبه هذا األخير‪ ،‬كمشاهد للحركة التي يقوم بها القدم السوداء واألبيض األخر‪،‬‬
‫كمثال ‪":‬لوحة المعركة ‪،‬لوحة ذكر اإلوز‪،‬لوحة األلعاب القذرة" التي فيها شعور بالذنب‬
‫بسبب العد وانية الموجودة في المضامين وهذا ما يسمح بتقمص الهروب ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقمص اآلباء‪:‬‬
‫نعرف أن هذا التقمص هو العنصر األساسي في الوضعية األوديبية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقمص األم يظهر من خالل الدور األساسي الذي تلعبه صور الرضاعة‪.‬‬
‫‪ -‬تأخذ الصورة األبوية مظهرا مزدوجا ‪:‬تظهر تارة كمثالية األنا وتظهر تارة أخرى كمحيطة‬
‫ومراقبة ‪،‬ويصبح تقمص األب من شكل تقمص المعتدي وهنا تصبح له أهمية خاصة أي‬
‫ميكانيزم للدفاع ضد قلق األنا األعلى ‪.‬‬
‫‪ -‬تناقض جنسي عند بعض المفحوصين (تقمص الذكور لألم ‪،‬تقمص البنات لألب) ‪.‬‬
‫د‪ -‬تقمص القوى ‪:‬‬
‫يكون هذا التقمص قريب من تقمص الوالدين‬
‫هذا التقمص يزود الطفل بالعديد من اإلشباعات‪.‬‬
‫يساعد على هذا التقمص تنوع الصور بإضافة شخصيات جديدة ‪،‬مثال المزارع في لوحتي‬
‫(العربة ‪ -‬الحمل)‪.‬‬
‫األتان في لوحة (األتان) ‪،‬ذكر اإلوز في لوحة (ذكر اإلوز) ‪،‬الهالل في لوحة (الليل‪-‬الحفرة)‪.‬‬
‫وقد يسمى هذا التقمص بـ"تقمص المعتدي" ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫هـ ‪ -‬عدم تقمص أي شخص ‪:‬‬
‫‪ -‬الطفل يرفض في حاالت عديدة تقمص أي شخصية في الصورة المعروضة‪.‬‬
‫‪ -‬يظهر هذا التقمص في الصور الغير محبوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬الحصر يؤدي بالفحوص إلى رفض جملة من الميوالت التي بدورها تدفعه إلى رفض‬
‫المشاركة في المشهد حتى ولو أخذ دور المشاهد ‪،‬وهذا ما يجعله مذنبا ‪.‬‬
‫و‪-‬التقمص اإلسقاطي ‪:‬‬
‫المفحوص يسقط نفسه في شخصية البطل في التقمص‪ ،‬حيث يقول "أنا «كأنه واع بالقرابة‬
‫الداخلية مع البطل ‪.‬‬
‫‪ -‬وبدرجة صغرى المفحوص اليقول مباشرة القدم السوداء‪ ،‬هو "أنا"‪ ،‬ولكن يقول القدم‬
‫السوداء ‪"،‬مثلي"‡ ‪.‬‬
‫وبدرجة قصوى المفحوص في "التفضيالت‪ -‬التقمصات"يتقمص البطل كلية ‪،‬هنا الطفل‬
‫يجعل نفسه جزءا من الموضوع ‪،‬كأن يقول القدم السوداء "أنا"‪،‬وهذا التقمص كامل و‬
‫اإلسقاط واضح ‪.‬‬
‫‪ -3‬تفسير االختبار‪:‬‬
‫‪ – 3-1‬دينامية اإلسقاط‪:‬‬
‫أشار كورمن إلى أن اإلسقاط ال يعطينا عناصر ثابتة تشبه ما يسمى بـ"سمات الطبع"‬
‫التي تتركب عند اجتماعها شخصيات عميقة‪ ،‬وكعنصر كيميائي تشكل جسما معقدا‪،‬‬
‫وهنا نرى أن الشخصية العميقة ليست إحصائية وإنما هي دينامية‪ ،‬فهي حقل لقوى في‬
‫توازن متغير ومجموعة محركة للميل ودفاع األنا‪.1‬‬
‫فالمختص النفساني الذي يخضع لتطبيق االختبار اإلسقاطي عليه أن يقتنع بدينامية‬
‫الشخصية‪ ،‬حيث تقوده إلى تفكير دينامي‪.‬‬
‫فخالل الساعة التي نقضيها في االختبار أين تدور مغامرات القدم السوداء‪ ،‬فكر الفرد‬
‫يصبح نشيط وعمليا‪ ،‬يسير وفق حركات عاطفية والتي تتفنن للحصول على الزاوية‬
‫التي تشبع على األقل الميول الخاصة بالمفحوص في إشباع رغباته و نزواته‪ ،‬وبأقل حد‬
‫من القلق‪ ،‬ولهذا علينا أن نتبع كل حركات فكر العميل وبعد ذلك إدراك منبعها وأسلوب‬
‫إنتاجه من أجل فهم اختياره‪.‬‬
‫في اختبار القدم السوداء نجد تناقضات يعبر عنها الطفل بانعكاسات عاطفية‪ ،‬وهذا‬
‫يكون مرة بسيطرة الميل ومرة أخرى بوجود المراقبة التي تتحكم فيه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Loius Corman , le test PN , 1 tome : P.U.F,1961, P192.‬‬

‫‪16‬‬
‫وما يوافق المنطق أن الصور المقبولة يصفها المفحوص برغبة منه وتكون بعدها‬
‫محبوبة ومقبولة‪ ،‬وهذه الصور نسميها ثالث مرات محبوبة وتوافق مبدأ اللذة والتي ال‬
‫تكون موضوعا ألي تحريم‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن تكون صورا غير مقبولة وترفض وتصنف في الصور الغير محبوبة‬
‫وال يأخذ الفرد المجرب الحركات على عاتقه‪ ،‬وهي الصور الغير محبوبة ثالث مرات‪،‬‬
‫وتمثل الميول التي عليها مراقبة شديدة من طرف دفاعات األنا المكبوتة‪.‬‬
‫نادرا ما يسير االختبار وفق مخطط منطقي‪ ،‬إذ نالحظ تواتر التناقضات التي تعطي‬
‫للمختص "الغير خبير" انطباع شاق‪ ،‬ولكن في األخير يبدو له العكس‪ ،‬فهي معبرة عن‬
‫دينامية الشخصية‪ ،‬كمثال‪":‬لوحة الحمل" نادرا ما ترفض‪ ،‬فعندما ترفض نستنتج أن‬
‫الفرد المجرب لديه مشاعر قوية من الغيرة تجاه المواليد الجدد ونادرا ما ترفض وتكون‬
‫غير محبوبة‪ ،‬فهي تصنف غالبا ضمن الصور المحبوبة مع األخذ بعين االعتبار األم‬
‫الخروفة والمواليد كعنصر فعال‪ ،‬وهنا يظهر التناقض‪.‬‬
‫أثناء التقمص يظهر لنا كل شيء‪ ،‬إذ أن الطفل يصرح غالبا بأن يكون واحد من هؤالء‬
‫‪1‬‬
‫األطفال الصغار‪ ،‬نفهم هنا الحركة الدينامية الشخصية‪.‬‬
‫في البداية يتقمص الطفل البطل القدم السوداء‪ ،‬وعندما يرى أن القدم السوداء في‬
‫وضعية صعبة من اإلحباط يرفض الصورة ويرغب أن يأخذ وضعية أصحاب االمتياز‬
‫أي المواليد الجدد‪ ،‬وهنا يتغير موقفه العاطفي وممكن أن يحب الصورة‪.‬‬

‫‪ – 3-2‬تفسير اللوحة التمهيدية‪:‬‬


‫إعطاء اللوحة التمهيدية الطابع الحيادي كان متعمدا‪ ،‬الخرفان الثالثة يتخذون وضعية‬
‫ثالثية بمسافة متساوية مع الوالدين بدون القيام بأي حركة‪ ،‬ونقصد من هذا ترك الحرية‬
‫الكاملة للعميل إلسقاط كل ما يريد ودون فرض أي مضمون عليه في مختلف اللوحات‬
‫األخرى المعروضة‪ ،‬حتى اآلن القوانين العامة لشخصية الطفل تفرض كوكبة عائلية‪.‬‬
‫فالطفل حتما سيدرك أن الخرفان الصغيرة إخوة وأخوات القدم السوداء‪ ،‬وأن اإلثنين‬
‫الكبيرين هما األبوان ‪.‬‬
‫‪ -1‬البطل القدم السوداء‪:‬‬
‫إضافة إلى قاعدة الحرية فإنه مسموح للطفل إعطاء البطل الجنس والعمر الذي يريده‪ ،‬معبرا‬
‫عن رغباته الالشعورية‪.‬‬
‫وجود الجنس المعاكس بكثرة وخاصة عند الذكور هو عالمة الضطراب مهم في التطور‬
‫األوديبي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-- Loius Corman , L’interprétation dynamique en psychologie, paris. P.U..F.1972,P73.‬‬

‫‪17‬‬
‫بالنسبة للعمر عندما يعطي للقدم السوداء‪ ،‬نجد أحيانا ما يؤكد هنا التقمص بصدق للبطل وهذا‬
‫نجده خصوصا للكبار‪ ،‬العمر في كثير من األحيان يعطي باألشهر فيما يخص الخرفان‬
‫الصغيرة ‪ ،‬إذ يكفي تحويل هذه األشهر إلى سنوات وذلك إليجاد العمر الذي يريد العميل‬
‫إعطاءه للبطل‪.‬‬
‫العمر سواء أكان صغيرا أم كبيرا فهذا يدل في االختبار على أن العميل يكون عائلة حسب‬
‫رغبته‪ ،‬وذلك باستعمال الميول النكوصية ليجد العميل ما افتقده من متعة طفولته‪.‬‬
‫وقد قام كورمن بالتحري عن "العمر الذهبي" ‪ ،‬وذلك تجريبيا عن طريق اختبار إذ يسأل‬
‫الطفل كما يلي‪":‬في أي عمر حسب تفكيرك يكون األطفال فيه أكثر سعادة؟"‪ ،‬وقد تيقن ان‬
‫هذا العمر يتصادف غالبا مع العمر المعطى للقدم السوداء‪ ،‬أو كما نراه في عدد اإلخوة الذين‬
‫يتقمصهم الطفل‪.‬‬
‫‪ -2‬األبوين‪:‬‬
‫عندما ال يرى المفحوص الخروفان الكبيران كأبوين ولكن غرباء أو كإخوة كبار او‬
‫أقارب هنا لنستنتج وجود اضطراب‡ في عالقات العميل مع والديه‪.‬‬
‫وقد يكون السبب واضحا عادة‪ ،‬وفي كثير من األحيان يكون غامضا‪ ،‬فرفض رؤيته‬
‫الخروفان الكبيران كأبوين يستطيع أن يفشي عدوانية ال شعورية ينبغي شرحها‪.‬‬
‫رأينا أنه توجد وضعية وسطية يعطي الطفل فيها للقدم السوداء‪ ،‬على أساس إقتصار األم على‬
‫البقعة السوداء‪ ،‬هذه الدالالت التي يعطيها الطفل للعائلة تصبح داللتها مهمة أكثر وتثبت حتى‬
‫في باقي االختبار ‪.‬‬
‫‪ -3‬توجد حاالت حذف أين تكون معروضة في اإلسقاط على اإلخوة واألخوات‪ ،‬وتمثل‬
‫الرغبة التي يصبر عنها بأخذ مكانتهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬عند تفسيرنا في العمق وجدنا بأن كل شيء يصبح ذاتي وأن الطفل يسقط في شخصيات‬
‫اللوحة التمهيدية ميوله المتنوعة وخاصة الواسعة جدا منها‪ ،‬فعندما يفشل في تكوين‬
‫وحدة لنفسه يتواجد بذلك صراع في شخصيته بين العديد من الميول‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫في كثير من األحيان نجد أن األطفال يعطون لشخصيتين مختلفتين ميولهم المعكوسة‪،‬‬
‫كأن تكون سيئة أو جيدة بالنظر لتقديرات الوالدين‪ ،‬فنجد أن األطفال مدفوعين على ان‬
‫يفضلوا في أنفسهم المضمون الجيد والمضمون السيئ‪.‬‬
‫عندما تكون األعمار المعطاة للقدم السوداء ورفاقه ال توافق اإلخوة الحقيقيين والتي‬ ‫‪-5‬‬
‫نستمدها لتفسير األعمار كما لو أنها أعمار نقاط تثبيت الطفل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫دفاع األنا‪:‬‬
‫رأينا أن اللوحة التمهيدية من طرف أي طفل ناتج عن ميوله العميقة وما تمليه عليه في‬
‫معنى اإلشباع‪.‬‬
‫في الواقع أن المفحوص في حركاته وبواسطة دافع عابر يعرف القدم السوداء واآلخرين من‬
‫شخصيات اللوحة التمهيدية‪ ،‬حيث يقيم بينهم عالقات متعددة‪ ،‬إذ يذكر بعض عناصر من‬
‫إخوته في حين يحذف اآلخرين‪.‬‬
‫في بعض األحيان نجد أن معطيات اللوحة التمهيدية تكون ثابتة طوال فترة االختبار‪ ،‬ويعطى‬
‫لهذا التوزيع مضمون قاسي بحيث يستسلم بقوة خاصة للميل مما يجعله نقيض نفسه وهذا‬
‫النوع من صالبة األنا‪.‬‬
‫لكن توجد العديد من الحاالت التي ال تكون فيها اللوحة التمهيدية ثابتة طوال مدة االختبار‪،‬‬
‫ولذا يجب التسليم هنا بأن‪ :‬أمام الصور التي تكون فيها الحركات الواضحة معاشة‪ ،‬اإلحساس‬
‫بالواقع يتغلب عليه سواء في محاولة المفحوص تأسيس كوكبة عائلية تكون حسب رغبته‬
‫وتوقظ في نفسه نوعا من الشعور بالذنب‪ ،‬وأن مراقبة األنا تتدخل لتثبيت ما هو حقيقي‪،‬‬
‫كمثال‪ :‬قد يحدث أن الخروفان األبيضان يظهرهما الطفل في البدء كغريبين ولكن في سياق‬
‫الحكاية نجدهم وفجأة قد أصبحوا إخوة وأخوات منافسين‪.‬‬
‫وقد يحدث في كثير من األحيان أن يعكس الطفل في اللوحة التمهيدية األبوين ولكن في العديد‬
‫من الحاالت يكون هذا العكس ثابت‪ ،‬فيحقق بذلك مضمون األب المرضع هنا على األقل‬
‫يكون مساو للحاالت منذ وصف مشهد الرضاعة‪،‬فالمفحوص يعيد إثبات دور األم في‬
‫الرضاعة‪ ،‬وهناك وسطية أين يكون فيها مضمون األب المرضع محافظ عليه ولكن مع‬
‫التردد‪.‬‬
‫وفي بعض الحاالت نسجل بواسطة زالت اللسان التي تبين شك المفحوص بالنسبة للدور‬
‫الخاص باألب واألم‪ ،‬هنا أيضا ما يدفعنا للتفكير بأن الطفل يكون في صراع مع نفسه‪،‬‬
‫ونفسره في معنى وضعية الدفاع‪ ،‬هذه المقاومة بين الدافع األول والمراقبة التي تليه وتبذل‬
‫جهدا إلزالة مفعوله‪.‬‬
‫وبتعمقنا لمفهوم الدفاع فإننا مرغمون للتمييز بين طريقتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬يرفض دفاع األنا يوضع في خدمة الميول األساسية‪ ،‬وهذا شاهدناه في اللوحة‬
‫التمهيدية بحيث يرفض دفاع األنا الواقع المؤلم فينشىء بذلك عائلة حسب رغبته‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الثانية‪ :‬توجد حاالت أين يكون فيها الدفاع مستسلما لضغط الوسط العائلي واالجتماعي‪ ،‬و‬
‫يبذل جهدا لتبديل سلطة الرغبة بسلطة الواقع وبتصحيح االنحراف السابق بطريقة أو أخرى‬
‫المسيطرة في االختبار‪.‬‬
‫ومن هنا نستطيع استخراج العالمات حول درجة نضج األنا‪ ،‬وأيضا إذا كان مازال طفوليا‬
‫وعبدا للميول "الحالة األولى"‪ ،‬معرفة إذا كان صلب أو قادر على تحقيق تسويات تتماشى‬
‫و"الحالة الثانية"‪.‬‬
‫‪ -3-3‬المضامين األصلية‪:‬‬
‫تفسير االختبار يدور حول البحث عن المضمون المسيطر (الغالب) فالقراءة األولى‬
‫للبروتوكول تسمح لنا بتقدير إذا كان المفحوص قد أعطى لصور االختبار وصفا ثابا أو‬
‫بسيطا‪ ،‬أو زودنا بوصف أصلي للمضمون‪.‬‬
‫والقاعدة األساسية للتفسير كنتيجة طبيعية للبحث عن المضمون المسيطر كان في الواقع‬
‫القاعدة األصلية ‪ ،‬فكل مضمون يبتعد عن المضمون المنتظر في مضمون بسيط يجب أن‬
‫نعتبره كداللة لمشكل معين‪.‬‬
‫إن أصلية الصور ال تكمن في محتوى المضمون‪ ،‬وهذا يعني في التعبير االيجابي عن‬
‫الميل ‪ ،‬وتستطيع أن تكمن أيضا في الرفض المعتاد يعني ردود أفعال األنا‪.‬‬
‫والعنصر الثالث الذي له أهمية مساوية هو رد الفعل العاطفي عن المضمون‪ ،‬في هاتين‬
‫الوضعيتين الممكنتين‪‡:‬‬
‫الوضعية المنبسطة‪ ،‬وتكون عادة بتعبير قوي للميل والذي نستدل عليه بواسطة نبرة فرح‪،‬‬
‫نشوة أو انفعال متذبذب ‪ ،‬والوضعية الثانية هي الوضعية االنطوائية التي تصاحب غالبا‬
‫ردود أفعال تثبيط األنا‪ ،‬يعبر عنها الطفل بصمت طويل أمام الصورة‡ أو بصوت خافت أو‬
‫بنبرة حزينة‪.‬‬
‫وبواسطة تركيب هذه العناصر الثالثة لدينا شكلين من العناصر المسيطرة ‪ :‬المضامين‬
‫الصريحة والمضامين المقنعة‪.‬‬
‫‪ -‬المضامين الصريحة ‪ :‬هي المضامين التي نعرفها بسرعة كبيرة وتعطي قصصا غنية‬
‫جدا‪ ،‬ألنها تجذب إنتباه المختص النفساني ونسميها أحيانا"المضامين المحبوبة ثالث‬
‫مرات" ألن هذه الصور تكون عادة مقبولة من طرف الطفل ومحبوبة ويأخذها على‬
‫عاتقه‪ ،‬وهذه الصور تتلقى تنقيطا عاليا على اإلجابات القوية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬المضامين المقنعة‪ :‬وهي التي ال يزال عنها الغموض إال بالتفسير العميق‪ ،‬ألن دفاع‬
‫األنا مطوق ويخفي الميل وحتى في بعض األحيان يعمل على إزالته نهائيا‪ ،‬وغالبا ما‬
‫تكون الصورالمعطاة‡ مرفوضة في البداية‪ ،‬وبالتالي غير موصوفة‪ ،‬ولن نحصل على‬
‫شيء من المضمون إذا كان الرفض مكتوما ‪ ،‬وفي "التفضيالت‪ ‡-‬التقمصات "‬
‫يتوضح لنا هذا المضمون ‪.‬‬
‫وتظهر األصلية في المضامين ليس بواسطة القوة التعبيرية للميل ولكن بواسطة قوة دفاع‬
‫األنا‪ ،‬والتي من خاللها وفي حاالت كثيرة يعطي المفحوص وبالتدقيق عكس المضامين‬
‫الصريحة مضامين غير مقبولة وغير محبوبة وليست مأخوذة على العاتق‪.‬‬
‫ويبين كورمن في األخير أنه من الخطأ أن ال نعطي اعتبارا للصراع "ميل‪ -‬دفاع" في‬
‫التفسير‪.1‬‬
‫ويشير إلى أن االضطرابات النفسية مرضية للتكيف موجودة بكثرة عند الطفل‪ ،‬ويكون‬
‫أصلها دائما في وضعية صراعية‪.‬‬
‫في الحاالت البسيطة جدا تتعلق بصراع خارجي بين الفرد ومحيطه االجتماعي‪ ،‬لكن من‬
‫جهة تطور الشخصية الصراعات ال تتأخر لتصبح داخلية معارضة‪ ،‬إذن للنزوات الغريزية‬
‫ودفاع األنا‪.2‬‬
‫‪ -3-4‬الحكايات المتتابعة والصور المعزولة‪‡:‬‬
‫التفسير يتغير حسب الطريقة التي يعد المفحوص فيها مغامرات القدم السوداء‪ ،‬وهي على‬
‫ثالثة أشكال‪:‬‬
‫الحاالت السهلة في التفسير هي التي يكون فيها المفحوص حكاية متتابعة بعد الدراسة‬ ‫‪-1‬‬
‫المنتهية للصور‪ ،‬و هنا نفكر بأنه في عالقته مع اهتماماته الغالبة‪.‬‬
‫القدرة على إدماج المضامين الجزئية إلعداد حكاية ال تكتسب إال مع تزايد العمر‪ ،‬وهذا ما‬
‫نجده عند الكثير من األطفال الذين تعدوا العشر سنوات‪.‬‬
‫هو متكرر كثيرا‪ ،‬وهنا المفحوص ال يمسك إال صورة واحدة‪ ،‬ومنه نفكر أن هذه‬ ‫‪-2‬‬
‫الصورة الوحيدة تظهر للمفحوص نوعا من الجذب (إغراؤه باالهتمامات الغالبة‬
‫عليه)‪.‬‬
‫وهو كثير جدا‪ ،‬وتكون فيه الصور موصوفة بدون تنظيم ظاهر وبدون روابط مرئية‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إذ على المختص النفساني أن يكون يقظا في دراسته دائما وذلك من خالل المعلومات‬
‫‪1‬‬
‫‪- Louis Corman , le test PN , 1 tome, paris : P.U.F,1961, P 205.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Louis Corman , le test Gribouillis ,,paris : P.U.F,1973, P 71.‬‬

‫‪21‬‬
‫التي يتحصل عليها في "التفضيالت‪ ‡-‬التقمصات"‪ ،‬ونشير هنا أنه توجد غالبا وراء‬
‫هذه الالعقالنية الظاهرة روابط أكثر تعقيدا‪.‬‬
‫‪ -3-5‬قواعد التفسير‪:‬‬
‫لمعرفة الطريقة أو األسلوب العام أو المجزء‪ ،‬الذي رويت به مغامرات القدم السوداء‬
‫‪،‬فإن القاعدة األساسية المطبقة‪:1‬‬
‫أ‪ -‬قاعدة أصلية الميول ‪:‬‬

‫‪-‬الميول التي تبدو أصلية بوضوح هي التي تجذب انتباه المختص النفساني في البداية ‪،‬وهنا‬
‫تنقط الميول من خالل الصورة المعبر عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬تكون المضامين المالزمة مقدمة في شكل أصلي ‪،‬أي مضمون الذي يظهر في مجموعة من‬
‫الصور ‪،‬مثال ‪:‬في مضمون قوي للمنافسة األخوية نجد أنه معبر عنه ليس فقط في الصور‬
‫التي خصصت لهذا الغرض وإنما في صور أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬يندفع الميل فجأة بقوة يعبر عنها بتجربة ‪،‬وهذا مستعمل كثيرا عند المفحوصين الذين لديهم‬
‫دفاع وسواسي والذي ال يرفض أي صورة ‪،‬وبالمقابل يعطي لكل واحدة منها وصفا بسيطا و‬
‫ال يدخل أبدا شخصيته الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يحدث وأن التحريض القوي نوعا ما والصادر عن بعض الصور يجعل المفحوص‬
‫يخرج كل ما في نفسه ويفشي كل ما يجول بخاطره ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قاعدة الرنين العاطفي ‪:‬‬
‫عندما يعطي مضمون الصورة في اإلختبار بنبرة عاطفية ‪،‬هنا لتأكد بأنه يتعلق بمضمون مهم‬
‫عند المفحوص حتى لو ظهر في البداية بسيطا ‪.‬‬
‫‪ -‬فمرة يتعلق بالفعل مفرح ‪،‬حيث نسجله من خالل صيحات ‪،‬تعجبات او نبذة شهواية ‪،‬هذه‬
‫اإليجابية الشديدة للمشاعر تستطيع أن تكون معبر عنها من خالل اختيار الصورة‡ الموصوفة‬
‫األولى و الجد محبوبة ‪،‬ألننا نستطيع أن نقول أن هذه الصورة جاءت وبقوة كبيرة اهتمام‬
‫المفحوص ‪.‬‬
‫‪ -‬ومرة أخرى تتعلق بانفعال حزين ‪،‬سواء مصاحب لموضوع اكتئابي‪ ،‬أو ما هو مهم جدا من‬
‫االنفعال مع موضوع بسيط‪ ،‬ويكون في أول األمر غير معبر عنه بنبرة عاطفية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬‬

‫‪22‬‬
‫تكون التقمصات بال أحد دائما مربوطة بحصر قوى و عادة معلن عنها بصوت خافت‪ ،‬وهذا‬
‫يبين االنفعال االكتئابي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬قاعدة الدفاع القوي‪:‬‬
‫الدفاع القوي جدا دائما يعبر عن شكل مهم‪ ،‬فالميول هي التي تسبب الصراع القوي‪ ،‬والتي‬
‫تكون على العموم مراقبة بشدة من طرف دفاع األنا‪ ،‬وبالتالي حتى شدة المراقبة نعني بأنه‬
‫يوجد كبت وهذا يعني وجود قلق‪ ،‬وأن الميل المكبت هو الذي يعتبر أكثر أهمية في معرفة‬
‫سبب حركته المرضية‪.‬‬
‫المضمون المقنع يظهر في بدايته كأنه مضمون ضعيف بسبب قوة الميول وحتى بواسطة‬
‫دفاع األنا‪ ،‬وقد شاهدنا بأن هذا الدفاع يأخذ أشكاال متنوعة وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬رفض الصورة‪ :‬هو ميكانيزم هام ومنه إشتقت الميكانيزمات األخرى وهو اإلنكار‬
‫وتربطه مع مبدأ اللذة الذي يقود إلى رفض كل ما يسبب ألما هاما ‪.‬‬
‫‪ -‬غالبا ما يظهر الرفض بشراسة في وقت اختيار الصور ومهم جدا أن تنقط الصور‬
‫المرفوضة فكثيرا ما تكون هذه الصور غير مقبولة وتكون في "التفضيالت‡‬
‫‪-‬التقمصات" غير مقبولة وغير مأخوذة على العاتق والتي نسميها الصور الغير‬
‫محبوبة ثالث مرات‪ ،‬أين يجب علينا أن نستنتج ثالث أضعاف من الدفاع ضد الميل‬
‫الممثل‪ ،‬وهذا يدل على أن األنا يواجه هذه الميول بكل قوته‪.‬‬
‫‪ -‬وقد تكون الصورة‡ مقبولة في البداية ثم ترفض بعد ذلك‪ ،‬أي تكون جذابة في البداية‬
‫ألنها ترتبط بمشاكل المفحوص ثم تحدث له صدمة وقلق وقد توقظ فيه وبتعزيز شيئا‬
‫فشيئا القلق إلى درجة ال تطاق‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يحدث أن ترفض الصورة في البداية‪ ،‬وتكون محبوبة ومأخوذة على العاتق بعد‬
‫ذلك‪ ،‬فتارة تسبب مشاعر متناقضة‪ ،‬وتارة أخرى تهيئ فكر العميل لينتهي إلى‬
‫مضمون مقبول وتارة أخرى نجد أن هذان العامالن يجتمعان‪.‬‬
‫‪ -‬غياب المضمون الذي البد أن يكون مصورا في االختبار يدل دائما على مشكل خاص‬
‫عند المفحوص‪ ،‬ويكون هذا الغياب تحت شكلين‪ ،‬سواء أكان برفض محض وسيط‬
‫للصور المعبر عنها أو موصوفة بمضمون غير مصور في االختبار ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحذف الجزئي‪:‬‬
‫يحدث وإن رفض الصورة‡ ال يكون كليا‪ ،‬وإنما يكون في جزئ من المش‡‡هد ال‡‡ذي ب‡‡دوره‬
‫سبب القلق‪،‬ك‡‡أن يع‡‡بر عن‡‡ه المفح‡‡وص بقول‡‡ه في نفس‡‡ه‪":‬ال أري‡‡د أن أك‡‡ون في ص‡‡لة م‡‡ع‬
‫هذا"‪،‬أو أن يحذف شيئا من عالمه‪ ،‬ويمكن أن نجد ذلك في لوحة"الليل"بحذف األب و األم‬

‫‪23‬‬
‫‪ ،‬وهنا تظهر العالقة العدوانية مع الوالد المحذوف‪ ،‬فيح‡‡ذف أي ش‡‡خص ت‡‡دل على عالق‡‡ة‬
‫عدوانية تجاهه‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حذف الفعل‪:‬‬
‫يتمثل في رفض الحركة المعروضة‪ ،‬ونجد هذا في لوحة "المعركة" أين يكون المض‡‡مون‬
‫الع‡‡‡دواني غالب‡‡‡ا مص‡‡‡احبا بالش‡‡‡عور بال‡‡‡ذنب‪ ،‬فتوص‡‡‡ف ه‡‡‡ذه اللوح‡‡‡ة م‡‡‡ع مض‡‡‡مون‬
‫اله‡‡روب‪":‬إنهم‡ يله‡‡ون"‪‘"،‬إنهم‡ يرع‡‡ون"‪ ،‬نج‡‡د ك‡‡ذلك ه‡‡ذا الح‡‡ذف في لوح‡‡ة "األلع‡‡اب‬
‫القذرة"‪ ،‬وكذلك في لوحة "المعلف"‡ عندما ال يصف الطفل بـ"أن القدم السوداء يتب‡‡ول في‬
‫المعلف"‪.‬‬
‫د‪ -‬إنكار المشاعر‪:‬‬
‫هن‡‡ا الح‡‡ذف يق‡‡وم بتش‡‡ويه خط‡‡ير إلحس‡‡اس ب‡‡الواقع‪ ،‬فعن‡‡د المفحوص‡‡ين الناض‡‡جين نج‡‡د‬
‫تشويهات غير ممكنه‪ ،‬واإلنكار هنا يظهر في حركة مخففة للتعبير عن المضمون‪ ،‬فعندما‬
‫يتعمم هذا الميكانيزم نحصل على قصص ثابتة لكل باردة ‪ ،‬أين تكون المشاعر فيه‡‡ا غ‡‡ير‬
‫معبر عنها‪ ،‬وهذا إشارة لبنية وسواسية ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬التثبيط ‪:‬‬
‫يمكن أن نعبر عن رفض المضمون‡ بـ‪":‬التثبيط"‡ ‪ ،‬والتثبيط ال يكون كليا ألن المفح‡‡وص‬
‫يعاود أخذ الصورة بعد وقت الصمت الذي كان عليه (وقت رد فعل على مثير الص‡‡ورة)‪،‬‬
‫فالوقت يكون طويال أو قصيرا وينتهي بوصف الصورة‪.‬‬
‫فأوقات التوقف إش‡‡ارة للتثبي‡‡ط‪ ،‬فأثن‡‡اء س‡‡كوت الطف‡‡ل يعت‡‡بر مظه‡‡ر خ‡‡داعي ف‡‡إن الطف‡‡ل‬
‫يحضر دفاعاته بس‡‡رية و أثن‡‡اء"تقمص‡‡ات ‪ -‬تفض‡‡يالت"‡ يأخ‡‡ذ وض‡‡عية عاطفي‡‡ة تخون‡‡ه‪،‬‬
‫فالمض‡‡مون الظ‡‡اهر يب‡‡دو بس‡‡يطا ومرفوض‡‡ا‪ ،‬ويظه‡‡ر ه‡‡ذا ال‡‡رفض في أن تك‡‡ون ه‡‡ذه‬
‫الصورة غير محبوبة والتقمص لالأحد‪.‬‬
‫و‪ -‬الرجوع العكسي‪:‬‬
‫وفيه يبذل المفحوص الواقع بعكسه عندما تسبب له الوض‡‡عية المعروض‡ة‡ ع‡دم اإلرتي‡‡اح‪،‬‬
‫والمزاج السيء ‪ ،‬وه‡‡ذا يظه‡‡ر في" التفض‡‡يالت‪ -‬التقمص‡‡ات"‪ ،‬أين تك‡‡ون الص‡‡ورة غ‡‡ير‬
‫محبوبة وغير مأخوذة على العاتق‪.‬‬
‫ز‪ -‬اإلزاحة‪:‬‬
‫اآلن هنا ينضم بخفة دفاعه ومخففا للحركات فالمفحوصين يزيحون حرك‡‡ات البط‡‡ل على‬
‫شخصيات أخرى‪،‬أو يستعمل ميكانيزم دفاع العقلنة‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫يزيح المفحوص حركة المذنب على شخصية أخرى وتكون كوسيلة إلشباع الميل في نوع‬
‫من الوكالة أي توكيل الحركة لشخصية أخرى بدون أن ينسى تحمل مسؤوليته‪.‬‬
‫حـ‪ -‬العقلنة‪:‬‬
‫و تظهر في األشكال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نقض الص‡‡ورة‪ ‡:‬وتك‡‡ون وس‡‡يلة لله‡‡روب من المض‡‡مون‪ ،‬ك‡‡أن يق‡‡ول‪":‬بأن‡‡ه لم يفهم‬
‫الصورة " أو "ال يحب مثل هذه الصور ألنها ليست جميلة"‪.‬‬
‫ويكون الدفاع بواسطة العقلنة شفاف وذلك في رغبة البعض في أن يكونوا لوحدهم مع أمهم‪،‬‬
‫ويقولون بأن لوحة الرضاعة‪ 1‬أقل إعجابا من الرضاعة ‪ ، 2‬ألن ه‡‡ذه الص‡‡ورة فارغ‡‡ة كث‡‡يرا‬
‫وتوجد فيها أشياء قليلة مرسومة‪.‬‬
‫فالبعض يصرحون أمام اللوحة بأنهم لم يروا من قبل خروفان يعقالن بعضهما البعض‪ ،‬وهذه‬
‫الطريقة من الدفاع تنتج عن صدمة للمضمون المعطى من البداية‪.‬‬
‫ويظهر أيضا ميكانيزم العقلنة بسحب ما يقال في البداية‪ ،‬ثم نقد الصورة بأن يص‡‡ف المش‡‡هد‬
‫بأنه ليس جميال ويذكر أشياء تافهة من بعده(حصى‪ ،‬عشب‪....‬إلخ)‪،‬والقرار‡ إلى التفاصيل‪.‬‬
‫ط‪ -‬العالقة بالمسافة‪:‬‬
‫وهو ميكانيزم دفاعي ق‡‡ريب من العقلن‡‡ة‪ ،‬ففي‡‡ه يتع‡‡رف المفح‡‡وص على الحرك‡‡ة المعروض‡‡ة‬
‫ويعطي وصافا أمينا للصورة‪ ‡،‬وذلك لتخفيض المعنى في وضع مسافة أكثر بين المشاركين‪.‬‬
‫العالقة بمسافة نالحظ غالب‡‡ا في الص‡‡ور األوديبي‡‡ة "اللي‡‡ل‪ ‡-‬القبلة" عن‡‡دما يك‡‡ون المفح‡‡وص‬
‫غيرة قوي‡‡ة تج‡‡اه الودي‡‡ة األبوي‡‡ة‪ ،‬نس‡‡تطيع أن نالح‡‡ظ رفض رؤي‡‡ة األب‡‡وين كالهم‡‡ا واض‡‡حا‬
‫مكانهما خروفان ال نعرفهما أو حيوانان آخران ‪.‬‬
‫إن وصف كل ما صور في االختبار كخروفان غريبة وال‡‡تي ال نعرفه‡‡ا يتعل‡‡ق ت‡‡ارة بالرغب‡‡ة‬
‫يحذفهم من العائلة‪ ،‬أو وضعية خطيرة أو في وضعية الشعور بالذنب‪.‬‬
‫توج‡‡د بعض الح‡‡االت ال‡‡تي تك‡‡ون فيه‡‡ا الوض‡‡عية‡ المعروف‡‡ة مول‡‡دة للقل‡‡ق ومن أج‡‡ل ذل‡‡ك‬
‫المفح‡‡وص يج‡‡رب الحاج‡‡ة الش‡‡ديدة ألخ‡‡ذ مس‡‡افة‪ ،‬ويص‡‡رح إذا بأن‡‡ه ال ينتمي لعائل‡‡ة الق‡‡دم‬
‫السوداء ولكن لخروفان غرب‡‡اء‪ ،‬وفي أخ‡‡ذه هن‡‡ا للمس‡‡افة يظه‡‡ر كتع‡‡ويض ع‡‡الي مع‡‡اش في‬
‫خوف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬‬
‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫وقد نجد هذا الدفاع أيضا في‪" :‬التفضيالت ‪ -‬التقمصات"‪ ،‬عندما يرفض الطفل تقمص السلبي‬
‫أو النشيط‪ ،‬المشهد ويختار أن يك‡‡ون اآلخ‡‡ر‪ ،‬وهن‡‡ا أي في حال‡‡ة تقمص غ‡‡ير ع‡‡ادي ينبغي‬
‫دائما طلب "لماذا" من الطفل و اإلجابة توضح سبب أخذه للمسافة ‪،‬وأخ‡‡ذ المس‡‡افة يظه‡‡ر في‬
‫تقمص الالأحد‪.‬‬
‫ي‪ -‬العزل‪:‬‬
‫وه‡‡‡ذا الميك‡‡‡انيزم يتم عن طري‡‡‡ق الح‡‡‡ذف‪ ،‬ومرتب‡‡‡ط بكبت لمي‡‡‡ل حص‡‡‡ري نش‡‡‡وئي (‬
‫‪ ‡)Anxiogène‬وعندما يستعمله المفحوص كثيرا ما يكون ميزة لعصاب هيس‡‡تيري ‪ ،‬وعلى‬
‫العكس العصابين الوسواسين ال يدافعون بواس‡‡طة الح‡‡ذف‪ ،‬فعن‡‡دهم ميك‡‡انيزم خ‡‡اص لل‡‡دفاع‬
‫الذي هو مكون من عزل تميالته العقلية لعواطفهم ‪ ،‬إذ يكبتون العاطف‡‡ة ويحتفظ‡‡ون ش‡‡عورهم‬
‫بالتمثيل‪.‬‬
‫ويظهر هذا الميكانيزم في االختبار عندما تكون كل الصور مأخوذة بعين االعتبار وموصوفة‬
‫الوصف بكل أمانة‪ ،‬لكن وصفا بدون التعبير عن المشاعر‪.‬‬
‫وهذا الدفاع بواسطة العزل يقتضي أيضا وفي أغلبية األحيان الميل إلى الفرار من المض‡‡مون‬
‫المركزي إلى للمضمون بإعطاء أهمية قطعية للتفاصيل الصغيرة‡ المحيطة بالصورة وال‡‡تي‬
‫ال تكون لها أي فائدة‪.‬‬
‫وعندما يكون العكس‪ ،‬البرتوكول‡ كله يقتضي هذا العزل يجب علينا أن نستنتج أن هناك نوع‡‡ا‬
‫من الدفاع العادي يكون في شخصية عصابية وسواسية‪.‬‬
‫د‪ -‬قاعدة التقمصات المسيطرة‪:‬‬
‫المضمون الغالب يمكن أن يكون قد قدم أيضا في "التفضيالت ‪ -‬التقمصات" بواسطة سلسلة‬
‫من التقمصات المتميزة‪ ،‬فبقدر ما لها من معنى إيجابي فإن لها معنى سلبي أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬تقمص القدم السوداء‪:‬‬
‫يكون العدد عالي جدا بالنسبة لمتوسط التقمص القدم السوداء عندما يبلغ ‪ 6‬أو ‪7‬بروتوكوالت‪،‬‬
‫وهذا يعنى القدرة الجيدة لألنا على أن يتحمل مسؤولية الفعل في كل الوضيعات المعروض‡ة ‪،‬‬
‫وإذا كانت المضامين مهيأة بواسطة تسويات مكثف‡‡ة ج‡‡دا فهن‡‡ا إش‡‡ارة جي‡‡دة للتكي‡‡ف ‪ ،‬وهن‡‡اك‬
‫حاالت أين نجدها إثارة لنرجس‡ية ‪ ،‬ه‡ذا يرم‡ز إلى بني‡ة عص‡ابية وسواس‡ية تظه‡ر بواس‡طة‬
‫صالبة األنا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫يجب أن ال نكتفي بحس‡‡اب التقمص‡‡ات‪ ،‬ولكن يجب تق‡‡دير نوعيت‡‡ه‪ ،‬مث‡‡ال‪:‬تقمص‡‡ات البط‡‡ل‬
‫متكررة في الص‡‡ور المحبوب‡‡ة أك‡‡ثر من الص‡‡ور الغ‡‡ير محبوب‡‡ة‪ ،‬وفي بعض الح‡‡االت يك‡‡ون‬
‫العكس وهذا يدل على ميل مازوشي (عقاب ذاتي) ‪.‬‬
‫عدد تقمصات القدم السوداء ضعيف بالنسبة للمتوسط ‪،‬وهذا يع‡‡ني أن معظم المي‡‡ول تمث‡‡ل‬
‫شعورا بالذنب يحصل في كثير من األحيان كمضمون غالب أن القدم السوداء أق‡‡ل س‡‡عادة‬
‫وأقل لطافة للقيمة السوداء مع عدد قليل من التقمصات ‪.‬‬
‫هن‡‡اك حال‡‡ة خاص‡‡ة ون‡‡ادرا م‡‡ا نج‡‡دها وهي حال‡‡ة "ذك‡‡ور‪-‬بن‡‡ات" ال‡‡ذين تقمص‡‡وا الق‡‡دم‬
‫السوداء ‪ ،‬الدينامية النفسو مرضية تكون كاألتي‪:‬‬
‫المفح‡‡وص يس‡‡قط في البط‡‡ل ع‡‡دم قدرت‡‡ه في أن يأخ‡‡ذ على عاتق‡‡ه وض‡‡عيته الرجولي‡‡ة إذ‬
‫يرغب في أن يكون بنتا‪ ،‬لكن بعدها وأمام الصورة التي تعرض القدم الس‡‡وداء يج‡‡د نفس‡‡ه‬
‫للمرة الثانية غير قادر ألخذ الميول الحيوية على عاتقه فيتقمص األبيض الصغير‪.‬‬
‫‪ -‬تقمص األبيض الصغير‪:‬‬
‫بعض البروتوكوالت تبين كمض‡‡مون غ‡‡الب ب‡‡أن تقمص االبيض الص‡‡غير يتعل‡‡ق بتقمص‬
‫الهروب في الحاالت التي يك‡ون فيه‡ا المفح‡وص غ‡ير ج‡دير بتحم‡ل مس‡ؤولية م‡ا يفعل‡ه‬
‫البطل ‪،‬حيث يسقط عليه رغبته في أن يكون عاقل أو خشية أن يعاقب من أجل شراسته ‪.‬‬
‫وهناك حالة أخرى أين يكون فيها تقمص األبيض الصغير بنسبة قليلة جدا‪.‬‬
‫‪ -‬تقمص اآلباء‪:‬‬
‫عن‡دما يتقمص ال‡‡ذكور األب أو تقمص‡‡ات األم عن‡‡د اإلن‡‡اث‪،‬ت‡أتي إلى س‡يطرة المض‡امين‬
‫األوديبي‡‡ة ‪،‬وفي العدي‡‡د من الح‡‡االت تقمص اآلب‡‡اء يك‡‡ون ل‡‡ه مع‡‡ني تقمص ق‡‡وي (تقمص‬
‫المعتدي) ‪،‬ويعني هذا بأنه مجهز بقوة من أجل الحماية أو العقاب اللتان يفتقدهما الطفل‪.‬‬
‫هذا الشكل من التقمص هو ن‡وع من التك‡وين العكس‡‡ي من أج‡ل التع‡ريض الكب‡ير لخش‡ية‬
‫حصرية متمثلة في العجز ‪.‬‬
‫"إن‡‡اث‪-‬ذك‡‡ور" غالب‡‡ا م‡‡ا يتوجه‡‡ون نح‡‡و تقمص الق‡‡وي وخاص‡‡ة األب‪،‬ح‡‡تى ل‡‡و أعطى‬
‫المفحوص في اللوحة التمهيدية القدم السوداء كذكر‪،‬فإذا كان هناك عدد كبير من تقمصات‬
‫األب (أكثر من أربعة ) نستطيع أن نستنتج الحاج‡‡ة إلى العج‡‡ز الرج‡‡ولي ‪،‬ويع‡‡ني أخ‡‡يرا‬
‫إلى ميل أنثوي سلبي ‪.‬‬
‫‪ -‬تقمص الألحد‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫ع‡دد مهم من التقمص ال أح‡‡د يك‡ون مض‡مون غ‡الب مع‡بر عن حص‡رية‪ ،‬توج‡د ح‡االت‬
‫مالحظة أين فيها أغلبية صور االختبار مما يجعل المفحوص يرفض تقبلها‪.‬‬
‫‪-3-6‬التفسير الشامل‪:‬‬
‫تفسير اختبار القدم السوداء يرتكز على المضامين األصلية ‪،‬فما يكشفه ه‡‡ذا االختب‡‡ار في‬
‫الواقع ه‡‡و الشخص‡ية العميق‡ة (ميوالته‡‡ا)موفق‡ا بين حاجي‡‡ات الغري‡زة وحاجي‡ات الوس‡‡ط‬
‫التربوي ‪.‬‬
‫عن‡‡دما يك‡‡ون األن‡‡ا األعلى ض‡‡عيف ف‡‡النزوات تعطي بحري‡‡ة وتش‡‡بع بوحش‡‡ية‪ ،‬توج‡‡د في‬
‫بروتوكول القدم السوداء العديد من المضامين الصريحة أين يكون فيها مبدأ اللذة مسيطرا‬
‫‪ ،‬فميكاليزمات دفاع األنا ليس‡‡ت غائب‡‡ة ولكن تلعب دورا بواس‡‡طة ال‡‡ذات رافض‡‡ة ك‡‡ل م‡‡ا‬
‫يستطيع أن يكون حاجزا لإلشباعات الغريزية (يحذف ما ال يعجبه)‪.‬‬
‫غالبا في أسئلة النهاية البطل يصرح بأنه أقل لطافة بكل أفعاله ‪،‬لكن‡‡ه في مقاب‡‡ل ذل‡‡ك ك‡‡ان‬
‫أكثر سعادة ألنه يستطيع أن يفعل كل ما يري‡‡د‪،‬اللطخ‡‡ة الس‡‡وداء ك‡‡انت موض‡‡وع ذو قيم‡‡ة‬
‫ألنها تميز البطل والساحرة ‪،‬تمنياتها تكون إشباعات تكون غالبا غريبة‪.‬‬
‫عندما يكون األنا األعلى قوي يعبر عن‡‡ه بقساوس‡‡ة كب‡‡يرة تج‡‡اه البط‡‡ل ‪،‬األن‡‡ا األعلى م‡‡ع‬
‫الضمير الخلقي (‪ ) Concience morale‬لألن‡ا‪،‬إن‡ه متك‡ون من ركن خ‡اص وال‡ذي ال‬
‫يحكم األنا‪ ،‬النزوات الغريزية التي يأخ‡‡ذها في ش‡‡حنته ويك‡‡ون متس‡‡اهال معه‡‡ا تك‡‡ون هن‡‡ا‬
‫مضمون عقاب من جهة األنا األعلى الذي ال يتناسب مع الخطأ ‪.‬‬
‫مثال‪:‬البطل مهدد بالموت ‪،‬النزوات تحدث في األنا قلق خ‡‡اص (قل‡‡ق الش‡‡عور بال‡‡ذنب ) ‪،‬‬
‫واالختيار يدور هنا إذن في جو تثبيطي حص‡‡ري ‪،‬فهن‡‡اك ص‡‡ور عدي‡‡دة ك‡‡انت مرفوض‡‡ة‬
‫والعدي‡‡د منه‡‡ا ك‡‡انت محبوب‡‡ة ‪،‬مب‡‡دأ الل‡‡ذة ال يلعب دوره بحري‡‡ة أك‡‡ثر في ه‡‡ذا المع‡‡نى ‪،‬‬
‫المفحوص ال يحس ب‡‡أي ف‡‡رح إلش‡‡باع ميول‡‡ه‪ ،‬المي‡‡ول ك‡‡انت محطم‡‡ة بواس‡‡طة مش‡‡اعره‬
‫المستقبحة حتى وإن كان الوصف مع الرغبة إلشباع الميول‪ ،‬فهذه المي‡‡ول ي‡‡رفض أخ‡‡ذها‬
‫على عاتقه ‪.‬‬
‫نرى بأن المفحوص يأخذ على عاتقه الوضعيات الدرامية خاصة التي يك‡‡ون البط‡‡ل فيه‡‡ا‬
‫في خطر ‪،‬كأن يكون محكوم عليه أو معاقب ‪،‬تولد لديه ش‡‡عورا بال‡‡ذنب‪ ،‬ك‡‡ذلك في تقمص‬
‫القدم السوداء المأخوذ في العربة أو الضائع في الظالم أو مواجه من ط‡‡رف ذك‡‡ر اإلوز ‪،‬‬
‫والبطل غالبا ما يصرح عنه في النهاية بأنه أقل لطفا وأقل سعادة ‪،‬وأمني‡‡ات الس‡‡احرة هي‬
‫تقريبا إصالح خلقي‪،‬نعرف أن القساوة الخاصة باألنا تميز العصاب الوسواسي خصوص‡ا‬
‫تحت شكله في عصاب الشك‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وفي الحاالت المميزة أحسن لهذا العصاب يوجد ميل لعقاب ذاتي والذي يجعل المفح‡‡وص‬
‫يتقبل قساوة األنا االعلى في تقبل الوضعيات العقابية‪.‬‬
‫نستنتج من بروتوكول القدم السوداء مظهر للشخصية الخاصة ب‡‡المفحوص يص‡‡ل بن‡‡ا إلى‬
‫فهم رد فعله‪. 1‬‬
‫في األمر األول ‪ :‬تتوافق مع األركان الثالثة التي وضعها فرويد‪:‬‬
‫‪ -‬الهو‪:‬هونطاق النزوات الغريزية تحت شكل وحشي أولي ‪،‬وشدة النزوات المع‡‡بر عنه‡‡ا في‬
‫تحديد القدم السوداء كان قياس‡‡يا لق‡وة اله‡و‪ ،‬الط‡ابع الخ‡اص لبعض المض‡‡امين ي‡برر المي‡ول‬
‫المسيطرة نوعيا وماذا يعني نقاط تثبيت في بعض مراحل النمو‪.‬‬
‫‪ -‬في ك‡‡ل بروتوك‡‡ول يجب تق‡‡دير قيم‡‡ة المي‡‡ول الفمي‡‡ة ‪،‬المي‡‡ول الش‡‡رجية ‪،‬المي‡‡ول األوديبي‡‡ة‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -‬أغلبية المضامين عبارة عن تسويات الميل والدفاع ‪.‬‬
‫‪ -‬المضامين المعبر عنها بميول قوية هي المضامين ال‡‡تي ال تخض‡‡ع ألي‡‡ة مراقب‡‡ة من ط‡‡رف‬
‫دفاع األنا ‪.‬‬
‫‪ -‬النزوة الضعيفة الميل يكون في صراع داخلي مهم‪.‬‬
‫نستنتج وجود قاعدتين للتفسير‪:‬‬
‫القاعدة األولى ‪:‬المضامين المقنعة تعلق الميول التي لها أهمية لنفسو‪ -‬مرضية كبيرة ‪.‬‬
‫القاعدة الثانية ‪:‬الميول األكثر انفتاحا أو الصريحة المعبر عنها بصراحة يمكن أن تكون قناع‡‡ا‬
‫لميول أخرى كانت مكبوتة ‪.‬‬
‫‪ -‬األنا األعلى ‪ :‬هذا ال‡ركن الخ‡اص يملي لألن‡ا مثاليات‡ه و ممنوعات‡ه يتأس‡س ابت‡داء من ‪6-5‬‬
‫سنوات ‪،‬نراه باستدخال أوامر الوالدين عندما يكون التبطن في شروط مساعدة ب‡‡دون ص‡‡راع‬
‫حاد جدا ‪،‬األنا األعلى يختلط مع األنا ركن التكي‡‡ف من أج‡‡ل اإلمالء على المفح‡‡وص بس‡‡لوك‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫وعن‡‡دما يك‡‡ون األن‡‡ا األعلى غ‡‡ير مس‡‡تبطن جي‡‡دا يبقى تحت ش‡‡كل تهدي‡‡د وال‡‡دي ‪،‬نج‡‡د أن‬
‫المفحوص يسبب الحصر غير جدير بأخ‡‡ذ الحرك‡‡ة المذنب‡‡ة على الع‡‡اتق ال‡‡تي تخص البط‡‡ل‪،‬‬
‫فيتقمص والديه الذين بالنسبة له ليسا مهددان و اللذان يقومان بالعقاب‪،‬وهذا التقمص للمعت‡‡دي‬
‫حسب ‪،‬أنا فرويد مرحلة بارزة من االنا األعلى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Louis Corman le test PN .p 231‬‬

‫‪29‬‬
‫ويظه‡‡ر ه‡‡ذا التم‡‡يز بين األن‡‡ا األعلى الخ‡‡ارجي واألن‡‡ا األعلى المس‡‡يطر في لوح‡‡ة األلع‡‡اب‬
‫القذرة‪،‬عن‡‡دما نطلب من المفح‡‡وص في ه‡‡ذه الص‡‡ورة‡ ‪":‬لم‡‡اذا الخ‡‡روف األبيض الص‡‡غير ال‬
‫يشارك في الفعل السادي الشرجي الذي يمثله األبيض‡‡ان الص‡‡غيران‡ فيجب في الحال‡‡ة األولى‪:‬‬
‫النه خاف من أن يعاقب‪ ،‬و في الحالة الثانية النه ال يحب الوسخ" ‪.‬‬
‫األنا ‪ :‬هو ركن التكيف ‪ ،‬ويكون لألنا الق‡درة على اإلدم‡اج عن‡دما تحص‡ل على مض‡امين في‬
‫حكاي‡‡ة متتابع‡‡ة نحكم على ق‡‡وة األن‡‡ا في "التفض‡‡يالت‡ ‪ -‬التقمص‡‡ات" بتقمص المفح‡‡وص‬
‫الوضعيات الموصوفة‪.‬‬
‫نميز صالبة األنا عن‡‡دما يأخ‡‡ذ المفح‡‡وص ك‡‡ل الوض‡‡عيات على عاتق‡‡ه بتبس‡‡يطها في وص‡‡ف‬
‫محض ويدخل فيها حقا نفسه كما في العصاب الوسواسي‪.‬‬
‫هروب من الوضعية المعروضة يعني أنا ضعيف‪ ،‬أنا الذي ال يقب‡‡ل إحباط‡‡ات الحي‡‡اة ال‡‡تي ال‬
‫مفر منها‪.‬‬
‫في األمر الثاني نشير إلى قاعدة االختبار عالقات المفحوص م‡‡ع الص‡‡ور األبوي‡‡ة م‡‡ع إخوت‡‡ه‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫‪ -3-6-1‬العالقة مع اآلباء‪:‬‬
‫نقدر األدوار المحترمة لألب واألم‪ ،‬الطفل يستبطنهم حسب حاجياته إليهم‪.‬‬
‫نق‡‡در التقمص‡‡ات لك‡‡ل واح‡‡د منهم‡‡ا من ط‡‡رف المفح‡‡وص ومن أي طبيع‡‡ة ك‡‡انت تقمص‡‡ات‬
‫األوديب‪ ،‬الحماية‪ ،‬المراقبة‪.‬‬
‫أسئلة النهاية لها أيضا دورها‪ ،‬فقد يتكرر كث‡‡ير أن تك‡‡ون األم أك‡‡ثر لطف‡‡ا‪ ،‬إذا ف‡إن المض‡‡مون‡‬
‫يشير إليها كمحبطة‪.‬‬
‫اختبار القدم السوداء يرض القدم السوداء في الص‡‡ور العدي‡‡دة في عالق‡‡ة ثنائي‡‡ة م‡‡ع األم‪ ،‬م‡‡ا‬
‫نعرفه عن ميزة عالقة الطفل في بداية حياته مع الشخص المرضع‪.‬‬
‫‪ -1‬االختبار وبواسطة الصور األولى يبين لنا إذا كانت عالقات الطفل مع أم‡‡ه المرض‡‡عة‬
‫في حالة جيدة مليئة باالشباعات أو بالعكس معابة باحباطات في ه‡‡ذه الحل‡‡ة األخ‡‡يرة‪،‬‬
‫ص‡‡ور الرض‡‡اعة تك‡‡ون أق‡‡ل رفض‡‡ا وليس‡‡ت مقبول‡‡ة ‪ ،‬فالطف‡‡ل المحب‡‡ط يعكس فعل‡‡ه‬
‫بأساليب عديدة ممكنة لإلحباط‪.‬‬
‫‪ -1‬بواسطة البحث عن شخص مرضع ليحل محله‪ ،‬سواء األت‡‡ان ال‡‡تي ك‡‡انت مخت‡‡ارة في‬
‫الصور األولى مع مضمون قيم وتصبح محبوبة أحيانا و أحيانا أخرى األكثر محبوبة‪،‬‬
‫سواء األب مشاهد كمرضع مكان األم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -2‬بواسطة العدواني‡‡ة المحيط‡‡ة ض‡‡د األم‪ :‬مض‡‡مون س‡‡ادي فمي في ص‡‡ور "الرض‡‡اعة"‡‬
‫ومضمون سادي شرجي في لوحة "األلعاب القذرة" ولوحة "المعلف" (يتب‡‡ول بج‡‡انب‬
‫األم)‪ ،‬مضامين عدوانية ص‡‡ريحة أحيان‡‡ا أو ه‡‡ذه العدواني‡‡ة مراقب‡‡ة ويع‡‡بر عنه‡‡ا فق‡‡ط‬
‫بواسطة العالقة مسافة األم تكون غير مسماة إذا كانت في صورة كلوحة "الحمل"‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بواسطة ميل مبالغ فيه خاضع لإلكتئاب ‪ :‬المفحوص حزين للف‡‡وز بحب األم بواس‡‡طة‬
‫موقفه للتقبل‪،‬المضمون‡ المستعمل يكون بتفض‡‡يل مرتب‡‡ط بلوح‡‡ة "الرض‡‡اعة"‪ ‡،‬فالص‡‡ورة‬
‫األولى ك‡‡انت محبوب‡‡ة م‡‡ع االعتب‡‡ار أنه‡‡ا األحس‡‡ن ألنه‡‡ا جمعت الك‡‡ل وأن األم س‡‡عيدة‪،‬‬
‫والصورة الثانية غير محبوبة ألنها تشير إلى جشع القدم السوداء‪.‬‬
‫د‪-‬بواسطة تقمص نكوصي ألحد االخوة الصغار من طرف األم ‪.‬‬
‫‪ -3-6-2‬األوديب‬
‫عندما تظهر الشخصية األبوية في الصورة‪ ،‬فإن عالقات البطل يمكن أن تتعقد‪ ،‬فيظهرهما‬
‫على أساس أنهما إخوة ( ميكانيزم العالقة بالمسافة )‪.‬‬
‫عندما يصل المفحوص إلى النضج في المرحلة األوديبية نحص‡‡ل غالب‡‡ا على تقمص األب‬
‫من نفس الجنس في الصورة األوديبية‪ :‬لوح‡ة"القبل‡ة"‪ ‡،‬لوح‡ة"اللي‡ل"‪ ،‬لوح‡ة"حلم األب"‪،‬‬
‫لوحة "حلم أم" مع اعتبارات تدل على الرغبة في ال‡‡زواج الواح‡‡د‪ ،‬من جه‡‡ة أخ‡‡رى تول‡‡د‬
‫بالنسبة لألب من الجنس اآلخر مشاعر بالغة الشبقية‪.‬‬
‫الوضعية األوديبية في حاالت عديدة ال تس‡‡تطيع أن تك‡‡ون ثابت‡‡ة ‪ :‬ألنه‡‡ا تك‡‡ون ص‡‡راعية‬
‫ومنبع قلق‪ ،‬وهذا يعني أنها مكبوتة‪ ،‬ويبين بأنها كانت مهملة الشعور‪.‬‬
‫إذا كانت الصورة األوديبية مرفوضة‪ ،‬غير محبوبة وغ‡‡ير مقبول‡‡ة‪ ،‬ف‡‡إن ه‡‡ذا ال‡‡رفض في‬
‫كل الجهات يعني بأن شخصية المفحوص ضعيفة وغير متساهلة لإلحباطات وغير ق‡‡ادرة‬
‫على إعداد وضعيات التسوية‪.‬‬
‫عندما األوديب العادي يكون معرض للتحريم‪ ،‬عن‡‡د ال‡‡ذكر تأكل للرجول‡‡ة‪ ،‬يك‡‡ون م‡‡راقب‬
‫ألنها مشحونة بعدوانية ‪ ،‬والخوف من األخطار يولد قلقا حيوي‡ا ج‡دا وال‡ذي يعكس‡ه دائم‡ا‬
‫مضمون "ذكر اإلوز"‪.‬‬
‫غالب‡‡ا الطف‡‡ل ال ي‡‡رغب أن يثبت في الوض‡‡عية‡ األوديبي‡‡ة وينكص نح‡‡و مرحل‡‡ة م‡‡ا قب‡‡ل‬
‫األوديبية‪ ،‬في المرحلة الفمية او في المرحلة السادية الش‡‡رحية‪ ،‬أي في مراح‡‡ل أين تك‡‡ون‬
‫فيه‡‡ا الص‡‡ور األبوي‡‡ة مم‡‡يزة الش‡‡كل س‡‡يء الواح‡‡دة تل‡‡وى األخ‡‡رى‪ ،‬وأين تك‡‡ون عالق‡‡ة‬
‫المفحوص معها متمثل‡‡ة في الحماي‡‡ة الرض‡‡اعية العدواني‡‡ة‪ ،‬بالخص‡‡وص العالق‡‡ة م‡‡ع األم‬

‫‪31‬‬
‫ليس‡‡ت من ش‡‡كل حن‡‡ان ش‡‡بقي‪ ،‬وتك‡‡ون عالق‡‡ة الرض‡‡اعة الس‡‡عيدة إذا ك‡‡انت ك‡‡ل رغب‡‡ات‬
‫المفحوص محققة‪ ،‬وتكون عدوانية إذا كانت رغباته محبطة ومن هنا نجد مض‡‡مون"األب‬
‫المرضع"‪.‬‬
‫إهمال الوضعية الرجولي‡ة تنتهي إلى تقمص أنث‡وي س‡واء يك‡ون ه‡ذا األخ‡‡ير من اللوح‡‡ة‬
‫التمهيدية كأن نعطي فيها للق‡‡دم الس‡‡وداء بنت س‡‡واء ي‡‡برز في س‡‡يرورة االختب‡‡ار بموق‡‡ف‬
‫اللطافة وسلبية البطل بتالزم األب‪ ،‬أو ال يضعه في الحسبان‪ ،‬أو يظهر في مظهر صورة‬
‫الحماية الذي منه المفحوص يبحث ليجذب اإلحسان إليه بسلوك نموذجي‪.‬‬
‫عند البنت األوديب المعكوس يسجل بنفس الطريقة بإهمال للوضعية األنثوية المتج‡‡ه نح‡‡و‬
‫األب‪ ،‬في تقمص ذكري مستعمل بك‡‡ثرة تحت ش‡‡كل تقمص ذك‡‡ر ص‡‡غير وأحيان‡‡ا تقمص‬
‫الرض‡‡يع العالق‡‡ة م‡‡ع األم ليس‡‡ت في منافس‡‡ة عدواني‡‡ة لكن نكوص‡‡ية إلى مس‡‡توى التبعي‡‡ة‬
‫الفمية‪،‬‬
‫والعالقة مع األب أنتجت ثانية عالقة التبيعي‡ة الفمية م‡ع األم (األب المرض‡ع)‪ ،‬أو ك‡انت‬
‫بمسافة‪ ،‬أي األب غير مسمى في الصورة أو مشاهد كأنه شخصية مبعدة (غريبة)‪.‬‬
‫التبعية الفمية مؤكدة بمقدار عن‡‡د ال‡‡ذكور أك‡‡ثر من البن‡‡ات في موق‡‡ف وال‡‡ذي يس‡‡يطر في‡‡ه‬
‫الخ‡‡‡وف من أن يك‡‡‡ون مع‡‡‡زول والرغب‡‡‡ة في المس‡‡‡اعدة‪ ،‬مث‡‡‡ال‪ :‬لوح‡‡‡ات ("الرحي‡‡‡ل‬
‫"‪"،‬الحفرة"‪"،‬التردد")‪‡.‬‬
‫‪ 3-6-3‬العالقة مع اإلخوة‪:‬‬
‫يع‡‡بر عنه‡‡ا المفح‡‡وص بأس‡‡لوب ص‡‡ريح وبش‡‡كل أفض‡‡ل من العالق‡‡ة بين األب‡‡وين‪،‬ك‡‡ان‬
‫الخروفان الصغيران في ك‡‡ل م‡‡رة في ص‡‡ورة االختب‡‡ار موض‡‡وعان لتقوي‡‡ة إحب‡‡اط الق‡‡دم‬
‫السوداء إلحياء صراع المنافسة األخوية في قلب المفحوص والتي يعيشها حقا‪.‬‬
‫نقيس حدة المنافسة األخوية في مضامين االختبار بقوة ردود األفعال العدوانية ال‡‡تي يع‡‡بر‬
‫عنها‪ ،‬يذهب إلى حد الحذف بعن‡‡ف لإلخ‡‡وة المك‡‡روهين‪،‬نج‡‡د ردود األفع‡‡ال العدواني‡‡ة في‬
‫لوحة"الحمل"مثاال تجاه المولودين‡ الجدد إما أن تكون الصورة‡ في الصور الغير محبوب‡‡ة‪،‬‬
‫الغير مقبولة سواء بواسطة تحقيق المضمون أو الرجوع العكسي بسلسلة عقابية‪.‬‬
‫يشير اختبار القدم السوداء هنا إلى استعمال ردود أفعال اكتئابية وردود أفعال نكوصية ‪.‬‬
‫في األولى العدوانية ترجع ضد المفحوص نفسه‪ ،‬وتخلق حالة اكتئابية مع ش‡‡عور بال‡‡ذنب‪،‬‬
‫لكن تزيف بشكل خطر شخصية المفحوص‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المنافسة القوية جدا للطفل ض‡‡د عض‡‡و من اإلخ‡‡وة بخص‡‡وص الجنس اآلخ‡‡ر يس‡‡تطيع أن‬
‫يتميز بالدفاع ‪ ،‬تقمص الجنس المعاكس هو أيضا تقمص مضطرب جدا ‪.‬‬
‫مضمون الطفل الذي يريده يكون غالبا منذ اللوحة التمهيدية‪ ،‬وأن الحنين لألم من أج‡‡ل أن‬
‫يبقى معها يظهر من فترة إلى أخرى في االختبار‪.‬‬
‫مجاالت تطبيق القدم السوداء ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إن ميدان استعمال اختبار القدم السوداء واسع جدا‪ ،‬فهو قابل الس‡‡تعماله م‡‡ع األس‡‡وياء ال‡‡ذين‬
‫يتم‡‡يزون بمس‡‡توى جي‡‡د من التكي‡‡ف االجتم‡‡اعي وك‡‡ذلك م‡‡ع األش‡‡خاص ال‡‡ذين يع‡‡انون من‬
‫إشكاليات وإضطرابات مختلفة‪ ،‬فهو يقدم نتائج قيمة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اضطراب الطبع والتكيف‪( ‡:‬الهروب ‪ ،‬السرقة‪ ،‬الجنوح‪ ،‬التجاذب الجنسي)‪.‬‬
‫‪ -2‬االض‡‡طرابات النفسوجس‡‡دية‪( :‬الخلقة ‪،‬التب‡‡ول الليلي‪ ،‬التقيؤ العص‡‡بي‪،‬سلس‡‡ل الغائ‡‡ط‪،‬‬
‫اإلمساك العصابي )‪.‬‬
‫‪ -3‬حاالت التخلف العقلي الموهم‪)Psendo debelité mentale ( :‬‬
‫وهي حاالت تظهر عند األطفال المراهقين الذين يعانون من أحالم اليقضة المرضية مع‬
‫شرود دائم ‪ ،‬والذين تبعدهم مشاكلهم العاطفية على العالم الواقعي‪ ،‬وكذلك اإلكتئابيين‬
‫(األطفال) الذين يسيطر عليهم إحساس دائم بالفشل والهزيمة الدونية مما يستتبع مزاجا‬
‫سيئا وغياب الدينامية والفشل العقلي في مختلف المجاالت ومنها المدرسية‪.‬‬
‫وتظهر حاالت التخلف العقلي الموهم هذه في الحاالت النكوصية التي تستطيع فتور‬
‫وقصور النمو الحيوي‪ ،‬وصد الحماس المدرسي‪ ،‬وفي هذه الحاالت الثالث تنحصر‬
‫اهتمامات الشخص أمام صراعاته العاطفية فيتكامل ويتراجع مردوده‪ ،‬ويتأخر دراسيا‬
‫على الرغم من حصوله في اختبارات الذكاء على مستوى ذكاء جيد‪.‬‬
‫‪ -4‬االضطرابات العصبية‪:‬‬
‫فعال في دراسة قلق العصاب‪ ،‬حاالت عصاب الشك‪ ،‬العصاب الهستيري ‪ ،‬عصاب‬
‫الخوف من الخالء وفي دراسة االكتئاب‪.‬‬
‫‪ -5‬االضطرابات الذهنية‪:‬‬
‫يفيد في دراسة الفصاميين بالتحديد‪ ،‬وتسمح مضامينه بإنارتنا حول األسباب المرضية‬
‫‪1‬‬
‫الدفينة التي أدت بالفصام إلى اضطراباته‬
‫‪ -6‬حدود اختبار القدم السوداء‪:‬‬
‫باسمة المنال‪ :‬دراسة في سيكولوجية الطفل المحروم من الحب‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.1995 $،‬ص‪.354 :‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪33‬‬
‫توجد أربعة شروط توضح حدود وقيمة االختبار اإلسقاطي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون مقننا (‪.)Standardisé‬‬
‫‪ -‬أن يكون ثابتا (‪.)Fidélé‬‬
‫‪ -‬أن يكون حساسا (‪.)Sensible‬‬
‫‪ -‬أن يكون صادقا (‪.)Validité‬‬
‫‪ -1‬تقنين اختبار القدم السوداء‪:‬‬
‫يطبق على نفس المجموعة من قبل شخصين اختصاصيين‪ ،‬نحصل فيه على نفس النتائج‬
‫وال تتأثر فيه النتائج بشخصية الفاحص‪.‬‬
‫يتصف كذلك بالموضوعية من حيث تعليماته وإرشاداته ومن حيث التحديد الواضح‬
‫ألسئلته ولمواده ومن حيث نظام تصحيحه وأصول تأويل نتائجه ‪.‬‬
‫‪ -2‬ثبات اختبار القدم السوداء‪:‬‬
‫ويعني الثبات أن المفحوص يعطي نفس األجوبة عندما يعاد تطبيق االختبار عليه مرة‬
‫أخرى‪ ،‬بحيث تطابق أجوبة المفحوص األجوبة التي يعطيها في كل مرة نعيد تطبيق‬
‫االختبار عليه‪ ،‬أي مدى ثبات االختبار‪.‬‬
‫‪ -3‬حساسية اختبار القدم السوداء‪:‬‬
‫هذا الشرط يتطلب أن يعطي االختبار نتائج مختلفة ألفراد مختلفين أو لمواقف مرضية‬
‫مختلفة‪ ،‬مما يسمح لنا أن نميز الحاالت التي نفحصها عن بعضها البعض‪.‬‬
‫إن تنوع اللوحات وتنوع المضامين التي نحصل عليها‪ ،‬وتنوع أجوبة"التفضيالت‪‡-‬‬
‫التقمصات" كل هذا يسمح لنا بأن نقول أن اختبار القدم السوداء شديد الحساسية للفروقات‬
‫الفردية‪ ،‬بحيث أن كل بروتوكول يحتفظ بميزة مبتكرة تميز الشخصية الفريدة والخاصة‬
‫بكل مفحوص‪.‬‬
‫‪ -4‬صدق اختبار القدم السوداء‪:‬‬
‫هذا الشرط يتطلب أن يتحلى االختبار بمستوى جيد من الصدق‪ ،‬أي أن يقيس فعليا ما‬
‫وضع ألجل قياسه‪ ،‬ويتم التأكد من صدق االختبار عن طريق مقارنة نتائج المفحوص‬
‫عليه مع نتائجه على اختبار آخر يقيس نفس الصفة‪ ،‬وقد استعان كورمن في هذا المجال‬
‫بعدة اختبارات ‪":‬حكايات لويزادوس (‪ ،)Louisaduss‬اختبار القرية ‪ ،‬اختبار رسم‬
‫العائلة ‪ ،‬اختبار بالكي‪ ،‬السيكودراما‪ ،‬اختبار ‪.1"CAT‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬باسمة المنال‪ :‬نفس المرجع السابق‪،‬ص‪- 335‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -6‬تطبيق اختبار القدم السوداء على الراشدين‪:‬‬
‫فكر كورمن في البداية بأن حقل تطبيق هذا االختبار يقتصر فقط على األطفال‪ ،‬لكن‬
‫تجربة المدرب له بأنه يمكن تطبيقه أيضا على الكبار‪ ،‬فهو وسيلة وحيدة للتعرف على‬
‫شخصية الراشد ‪ ،‬كما يسمح لنا باألخص اكتشاف المراحل األولى من الحياة عند‬
‫الذهانيين أين تكمن صراعاتهم ‪،‬وهذا ما يميزه عن االختبارات األخرى‪.‬‬
‫يبين كورمن في كتابه الخاص باالختبارات التقنية التي ينبغي تطبيقها على الكبار‬
‫والراشدين فيقول‪":‬ينبغي عرض االختبار كاختبار تخيلي والذي يسمح بتقدير‬
‫االستعدادات الخيالية للمفحوص " ‪.‬‬
‫"افترض بأن هذه الصورة مخصصة لتزيين صور كتاب الطفل‪ ،‬أتستطيع أن تركب لي‬
‫حكاية يمكن أن تتناسب معها "‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أو بأسلوب أكثر تحضرا‪":‬ركب‡ لي فيلم مع الصور التي تريدها واحك لنا السيناريو"‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مضامين اختبار القدم السوداء‪:‬‬


‫‪‬‬
‫المضامين الثابتة في اختبار القدم السوداء‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -1‬المعلف (‪ :)Auge‬خالل قيلولة أبوي القدم السوداء وإخوته نرى القدم السوداء يتبول‬
‫عالنية في المعلف الكبير‪.‬‬
‫‪ -2‬القبلة(‪ : )Baiser‬األب واألم يقبالن بعضهما وخروف صغير من هوية غير معروفة‬
‫وراء الحائط ينظر إليهما بدهشة‪.‬‬
‫‪ -3‬المعركة (‪ :)Bataille‬خروف القدم السوداء وخروف أبيض يتشاجران بشراسة‬
‫والخروف الصغير يذهب في اتجاه والديه‪ ،‬وهذان األخيران قادمان‪.‬‬
‫‪ -4‬العربة (‪ :)Charrette‬القدم السوداء يحلم بأن رجال وضع في عربة خرفان صغار‬
‫وهو يدفع إلى العربة إحدى الخرفان الذي يقوم ويصيح‪ ،‬والدا القدم السوداء متصل‬
‫بهما خروفان وهما يتفرجان‪.‬‬
‫‪ -5‬األتان (‪ :)Anesse‬خروف القدم السوداء يرضع من أتان وهذه األخيرة تنظر إليه‪.‬‬
‫‪ -6‬الرحيل (‪ : )Depart‬على طريق معزول يؤدي إلى الجبل خر وف من هوية‬
‫مجهولة‪ ،‬بما أننا نراه من خلف فنحن ال نستطيع أن نرى تعبيرات وجهه‪.‬‬
‫‪ -7‬التردد (‪ :)Hesitation‬األم ترضع أحد الخرفان الصغيرة‪ ،‬بينما األب يشرب في‬
‫المعلف مع خروف آخر‪ ،‬وال أحد منهما يعير انتباهه لخروف القدم السوداء الذي يقف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loius Corman , le test PN , P70.‬‬
‫‪ - ‬المضمون الثابت في اختبرا القدم السوداء هو المضمون الحقيقي الذي وضعه كورمن لكل لوحة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫إلى الوراء يجد نفسه وحيدا في موقف محير‪ ،‬جسده موجه نحو األم ورأسه موجه‬
‫نحو األب‪.‬‬
‫‪ -8‬ذكر اإلوز (‪ :)Jars‬ذكر اإلوز الكبير مهدد باسط جناحيه‪ ،‬يهاجم خروف صغير من‬
‫الذنب (القدم السوداء أو األبيض) هويته غير معروفة‪ ،‬الخروف يحاول الهرب وهو‬
‫يبكي وبالقرب منه خروف صغير يراقب المشهد وهو شبه مختفي خلف الحائط‪.‬‬
‫‪ -9‬األلعاب القذرة (‪ :)Jeux sales‬بالقرب من كومة الزبل خروفان يلهوان فرحان بماء‬
‫المزابل‪ ،‬أحدهما يقذف الماء في وجه أحد أبويه‪ ،‬الخروف الصغير الثالث في الخارج‬
‫ينظر ‪ ،‬ال نعرف من هو خروف القدم السوداء من هذه الخرفان الثالثة‪.‬‬
‫‪ -10‬الليل (‪ :)la nuit‬زريبة ينيرها القمر في الليل وهي مقسمة إلى جزئين بواسطة‬
‫فاصل من األلواح من جهة نرى خروفين كبيرين أحدهما مقابل لآلخر ‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى نرى خروفين صغيرين نائمين وثالث واقف أمام الفاصل ينظر إلى الخروفين‬
‫الكبيرين‪ ،‬ال نعرف هنا من هو خروف القدم السوداء‪.‬‬
‫‪ -11‬الحمل (‪ :)Portée‬النعجة األم وضعت ثالث مواليد وهي ترضعهم بينما هي تعلف‬
‫محتوى المعلف‪ ،‬ويحوطها مزارعان بعنايتها ‪ ،‬في المستوى األول للصور نرى ثالثة‬
‫خرفان صغيرة وقد فصلت عن أمها بواسطة حاجز وهي تنظر باستغراب ‪ ،‬يمكننا أن‬
‫نتعرف على خروف القدم السوداء في الوسط‪.‬‬
‫‪ -12‬حلم أم (‪ :)Réve mère‬خروف القدم السوداء النائم يرى أمه تبتسم‪.‬‬
‫‪ -13‬حلم أب (‪ :)Réve pére‬خروف القدم السوداء النائم يرى في الحلم أبوه ينظر إليه‪.‬‬
‫‪ -14‬الرضاعة (‪ :)Tétée(1)( )1‬خروف القدم السوداء يرضع أمه في مكان معزول‪.‬‬
‫‪ -15‬الرضاعة (‪ :)Tétée(2)( )2‬خروف القدم السوداء يرضع أمه وخروفان أبيضان‬
‫صغيران قادمان يركضان‪.‬‬
‫‪ -16‬الحفرة (‪ :)Trou‬في الليل وتحت ضوء القمر نرى خروف القدم السوداء‪ ،‬يغوص‬
‫نصفها في حفرة ماء وهو ينادي‪.‬‬
‫المضامين الكبرى في اختبار القدم السوداء‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪-2-1‬المضامين المرتبطة بمراحل النمو ‪:‬‬


‫‪ -2-1-1‬المضامين الفمية‪ :‬المضامين الفمية هي التي تعبر عما يسميه فرويد بـ"المرحلة‬
‫الفمية"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬المضامين الفمية الصريحة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬باسمة النال‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪36‬‬
‫وهي كما قلنا التي تظهر فيها النزوة بشكل واضح‪ ،‬مباشر وصريح‪ ،‬وقد وضعت في‬
‫االختبار بعض اللوحات التي لها طابع فمي‪ ،‬وهي كل اللوحات "الرضاعة"‪ ‡،‬أي‬
‫لوحة"الرضاعة‪ ، 1‬الرضاعة‪ ،2‬األتان ‪ ،‬الحمل‪ ،‬التردد"‪.‬‬
‫فلوحة"الرضاعة‪ "1‬تشير على العالقة الثنائية مع األم ‪ ،‬ولوحة "الرضاعة‪ "2‬تشير إلى‬
‫العالقة مع األم في ظل التنافس األخوي‪ ،‬وكذلك في لوحة "الحمل" التي تثير مضمون‬
‫والدة اإلخوة والتنافس معها على محبة األم ‪،‬أما لوحة"التردد" فهي تطرح مشكلة‬
‫التجاذب واإلحباط‪ ،‬وتركز لوحة"األتان" على مضمون األم البديلة ‪.‬‬
‫أم لوحة "المعركة"‡ فهي تشير إلى السادية الفمية‪ ،‬في ظل التنافس األخوي‪ ،‬وتظهر‬
‫النواحي الفمية في هذه الصور إحدى األساليب التالية‪ :‬الفهم الفمي‪ ،‬السلوك النكوصي‬
‫الفاتر‪ ،‬المضامين السادية الفمية‪ ،‬وأخيرا في تسلسل اختيار اللوحات‪.‬‬
‫أما في حالة الفهم الفمي‪،‬فإننا نكون أمام مفحوص ال يتكلم في بروتوكوله إال عن األكل‪،‬‬
‫وعن رغبته في األكل وحده دون منافس ‪ ،‬سواء في اللوحات التي ذكرناها أو في لوحات‬
‫ال عالقة لها بالطعام‪ ،‬أما بالنسبة للسلوك الفمي الفاتر والنكوصي‪ ،‬ففي هذه الحاالت تشير‬
‫اللوحات الفمية إلى خروف يبحث بتطرف عن حماية الوالدين مع ظهور كبير للتقمص‬
‫بهذا الخروف الذي له عمر نكوصي‪.‬‬
‫فما يميز المفحوص هو سلبيته وغياب ديناميته وفتوره وبطنه في كل شيء وحذره من‬
‫القيام بأي مجهود‪ ،‬و حاجته الماسة للحماية‪ ،‬وتأخره الدراسي بالرغم من قدرته الجيدة‬
‫على الفهم‪.‬‬
‫ينتج هذا السلوك عن صعوبات في المرحلة الشرجية أو األوديبية مما يجعل الطفل ينكص‬
‫إلى مراحل يعتبرها األكثر سعادة‪ ،‬باإلضافة إلى أنه قد ينتج عن تثبيت على مرحلة فمية‪.‬‬
‫ومن خالل تسلسل اختبار اللوحات المفحوص يميل إلى اختيار لوحات الرضاعة في‬
‫الحماية تسلسل يشير إلى هيمنة النواحي الفمية بحيث أنه يموضع دائما لوحات الرضاعة‬
‫والحماية األمومية مباشرة بعد اللوحات المؤلمة أو التي تثير مشاعر ذنب قوية‪ ،‬وهذه‬
‫الحماية الفمية هي آلية دفاعية نكوصية ضد الموقف المقلق‪ ،‬ويمكن أخيرا دراسة النواحي‬
‫الفمية من خالل هيمنة المضامين الفمية ذات الطابع السادي وهذه المضامين تشير إلى‬
‫حدوث إحباط كبير في المرحلة الفمية النشطة‪ ،‬أي عند ظهور األسنان‪ ،‬ويظهر هذا‬
‫اإلحباط من خالل متون فمية لها طابع االلتهام أو ذات طابع سادي وعدواني وحشي‬
‫موجه نو الشخص الذي سبب اإلحباط‪ ،‬ويظهر هذا اإلحباط أيضا وبفضل آلية الدفاع من‬
‫خالل الميل إلى السرقة بسبب رغبة الشعورية باستعادة ما حرم منه الطفل‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬المضامين الفمية المقنعة‪:‬‬
‫والمقصود بالمضامين الفمية المقنعة‪ ،‬إما غياب النواحي الفمية من هذه المضامين بسبب‬
‫الكبت‪ ،‬أو رفض مطلق لكل هذه اللوحات‪ ،‬ويلجأ المفحوص إلى هذه المضامين الفمية المقنعة‬
‫عندما يضرب التحريم الشديد هذه النزوات بسبب طابعهما العدواني‪.‬‬
‫فالعدوانية الفمية والرغبة في التهام اآلخرين ترتد على الذات وتتحول إلى الخوف من أذى‬
‫اآلخرين ومن نيل العقاب منهم‪ ،‬فنقع على مضامين تشير إما إلى حجب الطعام عن‬
‫المفحوص‪ ،‬وإما إلى التهامه من قبل الذئب المفترس الذي ال يرحم‪ ،‬أو أننا نقع على مضامين‬
‫تشير إلى الخلفة بحيث ترفض كل الصور الفمية‪ ،‬وتصنف بأنها غير محبوبة مع رفض‬
‫التقمص بالبطل أو يتم التعتيم الكامل على عملية الرضاعة والتغذية فهذه المؤشرات توحي‬
‫بوجود حالة من الخلفة وخاصة عند الفتيات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2-1-2‬المضامين الشرجية‪: :‬‬
‫المضامين الشرجية هي المضامين التي ترتبط بما أطلق عليه التحليل النفسي بـ"مرحلة‬
‫السادية الشرجية"‪ ،‬و هي المرحلة التي تلي المرحلة الفمية‪.‬‬
‫ويبرز االختبار في هذه المرحلة من خالل لوحتين"المعلف‪ -‬األلعاب القذرة" ففي األولى‬
‫يبول خروف القدم السوداء صراحة في ملف أبويه ‪ ،‬وفي الثانية يتمرغ هذا الخروف في ماء‬
‫المزابل مع أخيه ويقذف األوساخ في وجه أحد والديه‪.‬‬
‫ومن النادر أن يظهر هذا المضمون‡ السادي الشرجي بشكل واضح وصريح في لوحة‬
‫المعلف‪ ،‬فهو يظهر بشكل مقنع بسبب الصراع بين رقابة األنا والنزوات‪ ،‬ولكنه يظهر‬
‫وبشكل واضح في مضمون لوحة"األلعاب القذرة" على حساب تقمص ضعيف بالبطل‪ ،‬وهنا‬
‫يكفي أن نعرف هوية الشخص الكبير (أحد الوالدين ) الذي تلقى على وجهه األوساخ حتى‬
‫نعرف نحو من يوجه الطفل عدوانيته‪ ،‬فإن كانت األم هي التي تتلقى العدوانية في اللوحتين‬
‫يتوجب علينا التحري إما عن وجود مشكلة سلسل الغائط أو التبول الليلي‪،‬ألن العدوانية‬
‫السادية الشرجية دورتها في حاالت سلس الغائط وإما عن وجود إحباط كبير للحب تعرض‬
‫له الطفل في المرحلة الفمية الشرجية‪.‬‬
‫فالعدوانية تكون نتيجة حب محبط ‪ ،‬و التثبيت على مرحلة تناسلية قد يمثل نكوصا لألوديب ‪،‬‬
‫وتعبيرا عن العالقة الغرامية بلغة سادية‪.‬‬
‫‪-2-1-3‬المضامين الجنسية األوديبية‪:‬‬

‫‪ - 1‬باسمة النال‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬


‫‪‬‬
‫‪.2‬باسمة النال‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪- 153‬‬

‫‪38‬‬
‫وهي المضامين التي ترتبط بالمرحلة التناسلية وبالموقف األوديبي الذي يعايشه الطفل في‬
‫سن الثالثة تقريبا يبرز االختصار (خروف القدم السوداء المرحلة األوديبية )خصوصا من‬
‫خالل لوحتين هما‪":‬القبلة"‡ حين نرى خروفا صغيرا هو القدم السوداء يراقب بتعابير محايدة‬
‫الوالدين وهما يتعانقان ‪ ،‬أما لوحة "الليل" فهي لوحة تثير هوامات مرتبطة بالمشهد األول‬
‫لغرفة الوالدين‪.‬‬
‫‪ -1‬المضامين الصريحة‪:‬‬
‫هي التي يعبر فيها المفحوص دون تردد أو تحفظ عن النواحي األوديبية ‪ ،‬أو التي تتم فيها‬
‫تقمصات متكررة بالوالد من نفس جنس المفحوص‪ ،‬بمعنى ان تكرار تقمصات البنت األم‬
‫والصبي باألب هو دليل على الموقف األوديبي‪.‬‬
‫وقد يعبر الطفل عن صعوباته األوديبية بشكل واضح أيضا‪ ،‬فنقع مثال على مضامين‬
‫عدوانية صريحة و واضحة في اللوحات األوديبية نحو الوالد من نفس الجنس‪ ،‬ويلي هذا‬
‫االنفجار العدواني استجابات تدل على القلق و الشعور بالذنب‪.‬‬
‫ومن المهم جدا عند تحليلنا للمضامين األوديبية‪ ،‬الصريحة منها والمقنعة البدء بالمعطيات‬
‫التي أعطاها الطفل في اللوحة التمهيدية عن الخروفين الكبيرين ‪ ،‬كأن يرى المفحوص في‬
‫هذين الخروفين األم واألب وهذا شيء طبيعي ‪،‬‬
‫وأما عندما يصنفهما بأنهما غريبين أو أخوان أو قريبان لخروف القدم السوداء‪ ،‬فهذا احتمال‬
‫وجود إشكال أو خلل في عالقة المفحوص مع والديه‪.‬‬
‫‪ -2‬المضامين المقنعة‪:‬‬
‫من المهم جدا أن يقوم الفاحص بدراسة تحليلية شاملة للصور األوديبية الرئسة (القبلة‪-‬الليل)‬
‫أو الرديفة (حلم أم ‪ -‬حلم أب‪ -‬الحمل‪-‬ذكر اإلوز‪ -‬رضاعة‪-1‬رضاعة‪ )-2‬حتى يتسنى له أن‬
‫يكون فكرة شاملة عن موقف المفحوص من النواحي األوديبية خصوصا عندما تكون هذه‬
‫النواحي مقدمة ومعتما بشكل محير ‪.‬‬
‫وبتنوع التمويه الذي يمكن أن يستعمله الفاحص أمام هذه اللوحات ‪،‬ندرج بعضا منه فيم يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الصد الذي تقابل به اللوحات األودبية ‪،‬وفي هذا دليل على تدخل رقابة األنا‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء مضامين تافهة وصفية خالية من األحاسيس للعالقة األودبية ‪،‬التي تشير إليها‬
‫الصورة أو التظاهر بغموض اللوحة وبصعوبة فهمها ‪.‬‬
‫‪ -‬التغتم على الوالدين وإلغاؤهما ‪،‬من اللوحة واستبدالهم بغربين أو باعتبارهما والذي الخرفان‬
‫البيضاء‪ ،‬خصوصا في لوحة الليل ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬إعطاء مضامين قائمة اكتئابية تشير إلى مشاعر الذنب التي تثيرها هذه اللوحات‪ ،‬وتعنيم‬
‫هذا القنوط على اللوحات الوديبة الرديفة مثال‪،‬كإعطاء حلم محزن في لوحتي "حلم أم –حلم‬
‫أب "‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف هذه الصور في فئة اللوحات التي ال يريد المفحوص الحديث عنها‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف هذه الصور في فئة اللوحات غير المحبوبة وخصوصا القبلة والليل‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى تقمصات هروبية ‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء الوالد من نفس الجنس من هذه اللوحات األوديبة ‪.‬‬
‫‪ -‬صد ظاهر في اللوحات التي تلي الصور األوديبة ‪،‬فاإلفصاح عن العالقة بين الوالدين في‬
‫إحدى اللوحات ولو عرضا يكفي ألن يسبب صدا قويا لكل المضامين التي تلي‪ ،‬ويظهر هذا‬
‫الصد خصوصا في لوحات الرضاعة على شكل تعتيم للعالقة الفمية بسبب معناها الحسي‬
‫الكامل ‪،‬وغير مقبول من األنا ‪،‬وهنا التعتيم يطال كل ما يلي المضمون األوديبي‪ ،‬الذي أعطاه‬
‫المفحوص‪ ،‬ويطال أيضا العالقة األودبية في اللوحات الباقية ‪،‬وفي هذا دليل على حجم‬
‫الشعور بالذنب األودبي الذي أثارته أول لوحة أودبية تحدث عنها المفحوص ‪.‬‬
‫‪ -‬تمويه المضمون‡ األودبي بمضامين أخرى‪ ،‬فمن الممكن أن يقنع المفحوص هذا المضمون‬
‫باللجوء إلى مضامين فمية أو شرجية أو الى مضمون التنافس األجوي ‪،‬وهذا الهروب‬
‫النكوصي يريح الطفل من الذنب األودبي‪ ،‬وهنا فهو يكشف حسب كورمان بحضور عدة‬
‫موانع عن الموانع األقل خطرا وتحريما ‪ 1‬فإذا كان التحريم على األوديب أقوى وأشد عند‬
‫المفحوص من الموانع الفمية أو الشرجية أو المرتبطة بالتنافس األخوي‪ ،‬فهذا يعني أن هذه‬
‫الموانع هي األقل خطرا وبالتالي أقل خضوعا لرغبة األنا‪.‬‬
‫فإذا عدنا إلى اللوحات األودبية الفعلية أو لوحتي القبلة والليل وهما لوحتان ثمينتان ألنهما‬
‫تكشفان عن الغيرة األودبية ‪،‬وذلك إما بإعطاء مضمون أودبي تافه أجوف ‪ ،‬وإما برفض‬
‫اللوحة ‪ ،‬وبتصنيفها ضمن فئة اللوحات غير محبوبة ‪،‬أو أخيرا بعدم رؤية الوالدين في‬
‫الخروفين الكبيرين ‪ ،‬وقد يحدث أن يلجأ الطفل إلى مضامين هروبية ال صلة ظاهرية لها‬
‫بالعالقة الحميمية لألهل ‪ ،‬فيعطي مثال مضمونا فميا ويقل أن الوالدين يأكالن في لوحة الليل‪،‬‬
‫أو أنه في أحسن األحوال‪ ،‬يقول أن اللوحة قاتمة أو ال يستطيع رؤية شيء أو أنه يعطي‬
‫موضوعا ساديا فميا أو شرجيا‪ ،‬فيتحدث مثال عن ذئب يفترس األم‪ ،‬والواقع ان اإلشارة إلى‬
‫الذئب في هذه اللوحة يخدم غرضين عند الطفل‪ ،‬أولهما يتعلق بفكرته الخاصة والشخصية‬

‫‪1‬‬
‫‪-corman(L) M.I.c test PN. OP .CIT,P 132‬‬

‫‪40‬‬
‫حول العالقة الجنسية بين الوالدين ‪ ،‬والثانية متعلقة بنزواته العدوانية نحو األم‪ ،‬والذئب هنا‬
‫يخدم نفس غرض التمويه األوديبي ألنه بديل رمزي عن األب‪.‬‬
‫والتقمص النكوصي سواء في لوحة الليل أو في لوحة القبلة هما تعبر عن صعوبات ترتبط‬
‫بالمرحلة األوديبية و تجعل المفحوص ينكص إلى مراحل أقل خطرا وأكثر أمنا‪ ،‬كأن يتراجع‬
‫إلى المرحلة الفمية او الشرجية حيث يمكنه أن يستعيد عالقتها الجيدة معها‪ ،‬ومن الملفت أن‬
‫تواتر هذه المضامين الفمية والشرجية التي تعبر عن صعوبات أوديبية بشكل قوي عند‬
‫‪2‬‬
‫األطفال الذين يشكون من التبول الليلي ومن الخلفة أو رفض الطعام‪.‬‬
‫‪ -2-2‬المضامين العدوانية‪:‬‬
‫ويقصد بها المضامين العدوانية بمختلف أنواعها سواء ترتبط بالنواحي الشرجية أو‬
‫األوديبية أو بالتنافس األخوي‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬المضامين العدوانية نحو األهل‪:‬‬
‫ويعبر عنها في االختبار من خالل لوحتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬لوحة المعلف‪ :‬مع عدوانية سادية شرجية نحو األهل‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة األلعاب القذرة‪ :‬مع عدوانية سادية نحو األهل ‪ ،‬والطريف أن الطفل يستمتع‬
‫عادة بالتعبير عن مشاعره العدوانية نحو األهل‪.‬‬
‫وقد تبين أن‪:‬‬
‫‪ -‬أغلب الصور‡ التي تشير إلى هذه العدوانية تصنف في فئة اللوحات المحبوبة‪.‬‬
‫‪ -‬إن الطفل عامة يستمتع بسرد هذه المضامين العدوانية مما يؤكد أن هذه اللوحات تشبع‬
‫بشكل واضح نزواته العدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬إن آليات الدفاع التي تترتب على التعبير عن العدوانية متنوعة فالمفحوص قد يشبع‬
‫كما قلنا نزواته العدوانية علنا‪،‬ولكنه يجد دائما المخرج للتهرب من تحمل نتائج‬
‫العدوانية‪.‬‬
‫يصنف المفحوص اللوحة بأنها محبوبة ويعطي مضمونا عدوانيا علينا عليها ولكنه‬
‫يرفض التقمص بالبطل‪ ،‬و يرفض تحمل مسؤوليته العدوانية‪.‬‬
‫يلجأ المفحوص إلى العدوانية المقنعة بأحد األساليب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التباهي بأحد الخرفان البيضاء المسالمة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتقمصات هروبية أخرى بفعل التحريم الذي يطال العدوانية‪.‬‬
‫‪ - 2‬باسمة المنال‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬

‫‪41‬‬
‫اللجوء لى مضامين مخففة معتم عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سرد مضمون ينكر فيه حصول االعتداء لتالقي العودة االكتئابية لمشاعر الذئب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنكار وجود المنافس نهائيا في اللوحة أو حتى في كل اللوحات االختبار واستبداله‬ ‫‪-‬‬
‫بالوالد اآلخر‪ ،‬أو بشخص غريب‪ ،‬إن اإلنكار الكامل لوجود هذا الوالد هو دليل على‬
‫الغيرة والعدوانية نحوه هما آثمتان إلى أقصى الحدود‪ ،‬وهو دليل على اضطراب‬
‫واضح في العالقة معه‪.‬‬
‫ظهور المشاعر العدوانية في لوحات إضافية تشير مثال إلى العالقة مع األهل‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫مثل"الرضاعة" والحمل و هذا دليل على زخم المشاعر العدائية‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬مضامين العدوانية نحو اإلخوة‪:‬د‬
‫وفي هذه المضامين تظهر في لوحات أساسية‪ ،‬وفي لوحات اختيارية‪.‬‬
‫اللوحات األساسية المعبرة عن التنافس األخوي‪:‬‬
‫‪ -‬الرضاعة‪ :1‬مع مضمون فمي فاتر‪.‬‬
‫‪ -‬المعركة‪ :‬مع مضمون فمي سادي‪.‬‬
‫اللوحات االختيارية التي قد ترتبط بالتنافس األخوي هي‪:‬‬
‫‪ -‬الحمل مع مضمون الوالدة‪.‬‬
‫‪ -‬العربة مع مضمون استبعاد اإلخوة‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر اإلوز مع مضمون التلذذ بعذاب اإلخوة‪.‬‬
‫وتستعمل العديد من اآلليات للتعبير عن هذه العدوانية فنجد‪:‬‬
‫‪ -1‬مضمون عدوانية فجة وعلنية نحو اإلخوة‪ ،‬دليل على وجود إشكال عند المفحوص‪.‬‬
‫‪ -2‬مضمون مقنع بأساليب متنوعة ‪ ،‬أطرافها مضمون الطفل الوحيد لوالديه‪.‬‬
‫‪ -3‬مضمون عدوانية قائمة على التباهي بالمنافس ومصادرة إمتيازاته‪.‬‬
‫‪ -4‬مضمون العدوانية الصريحة نحو اإلخوة‪.‬‬
‫‪ -1‬في اللوحات المرتبطة بالمضامين‪:‬‬
‫نجد المفحوص يعبر علنا عن عدائه نحو األخ المنافس في كل اللوحات برغبته في التخلص‬
‫من هذا المنافس‪ ،‬كموت األخ في المسلخ في لوحة "العربة"‪ ‡،‬وتعرض اإلخوة لإلبادة في‬
‫لوحة "العربة" أو على يد ذكر اإلوز في لوحة "ذكر اإلوز"‪ ،‬أو مضمون األخ البكر الذي‬
‫يضحي به والذي يبعدانه الوالدان‡ عنهما‪ ،‬أو مضمون الطفل اليتيم‪ ،‬هنا القدم السوداء ليس‬
‫لديه والدا الخرفان البيضاء‪.‬‬
‫‪ - 1‬باسمة المنال‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -2‬في اللوحات التي ليس لها عالقة مباشرة مع التنافس األخوي‪:‬‬
‫هنا نجد سيطرة مضمون التنافس األخوي المرضي‡ نحو اإلخوة في كل مضامين اللوحات‪،‬‬
‫فنقع هنا على تقمصات ذكرية عند اإلناث وتقمصات أنثوية عند الذكور ‪،‬فقد تعمم هذه‬
‫التقمصات في حياة المفحوص العملية والواقعية‪ ،‬فيميل الذكور الذين يقومون بتقمصات‬
‫أنثوية إلى تدعيم وتقويم صفات ذكورية قائمة على القوة و االستقاللية ‪ ،‬وتأكيد الذات واللعب‬
‫العنيف ورفض األنوثة وإعادة الذكورة‪.‬‬
‫"الطفل يجب أن يعيش منافسته األخوية تحت شكلها العدواني ‪ ،‬يتعلم من هنا المشاجرة‪،‬‬
‫المقاومة لكي يدافع عن امتيازاته الخاصة أو من أجل نفسه‪ ،‬وكذلك للسيطرة على الحواجز‬
‫التي تعارض تقدمه إلى األمام ليتراجع إن لم يكن أكثر قوة من أجل أن يتبنى بعد ذلك سلوكا‬
‫مغايرا "‪.‬‬
‫"يجب عليه أن يعيش دور الطفل العاقل والذي عندما يكون في المدرسة أوفي البيت ينظم‬
‫نزواته في دينامية بنائية‪ ،‬من الواضح أن التأثير الشخصي لألبوين و معلم المدرسة في‬
‫قدراتهم على خلق السعادة له‪ ،‬وهذا يسهل عند الطفل قوة اإلعالء "‪.‬‬
‫"يجب عليه أن يعيش دور العاقل المنعزل الذي ينعزل عن العالم الذي يبتعد عنه في حد‬
‫ذاته"‪.‬‬
‫"يجب عليه أن يعيش حاجياته للنكوص ‪ ،‬المساء أو وقت النوم أو عندما يكون تعبا أو‬
‫مريضا ‪ ،‬بلعب دور الصغير جدا بدون أن نراقبه أو نسخر منه "‪.‬‬
‫"يجب عليه أن يعيش عدوانيته تحت شكل يكون في جزء متعال في ألعاب الجماعات‬
‫‪1‬‬
‫والرياضيات أين يتناقش فيها عن المكانة المفضلة "‪.‬‬
‫‪ -2‬المضامين العدوانية المقنعة نحو اإلخوة‪:‬‬
‫تتدخل الرقابة لتضع التعبير الصريح‡ عن العدوانية والتنافس وذلك بإحدى الوسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬قلب العدوانية إلى حب من خالل آلية الرجوع العكسي مع رفض تقمص البطل ‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل إنكار وجود هذا المنافس في اللوحة‪ ،‬ويتم بدوره بإحدى الوسائل التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إنكار وجود هذا المنافس من اللوحات التي تثير المتنافس األخوي‪ ،‬أو حتى إلغاء هذا‬
‫المنافس منذ اللوحة التمهيدية‪ ،‬وهناك حاالت نالحظ فيها أن إلغاء اإلخوة تبطن برغبة‬
‫صريحة بالحلول في مكانها ويتحلى هذا ومنذ اللوحة التمهيدية بالقول بأن الخرفان الصغيرة‬
‫هي رفاق ‪ ،‬ولكن المفحوص ال يعطي عمره الفعلي وإنما عمر األخ الذي يجسده ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Louis Corman : L’interprétation dynamique ,Paris,PUF,1974. P 97.‬‬

‫‪43‬‬
‫ب‪ -‬إعطاء الخروف األب أما اإلخوة و الخروف األم أبا للقدم السوداء‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إعطاء القدم السوداء وحيدا لوالديه و الخروفان اآلخران صديقان أو غريبان ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقمص المنافس‪:‬‬
‫ويكون عندما يتقمص المفحوص منافسه بحيث يعطي للبطل في القصة عمر وجنس منافسه‪،‬‬
‫وهنا تقع حالتين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التقمص النكوصي‪:‬‬
‫وتظهر هذه الميول النكوصية منذ اللوحة التمهيدية بإعطاء القدم السوداء سنا أدنى من سن‬
‫المفحوص تشير إلى حنينه إلى سنوات الطفولة السعيدة الماضية‪ ،‬وقد نقع على مضامين تعيد‬
‫صراحة أن القدم السوداء غير سعيد في عمره الحالي‪ ،‬ويفضل أن يكون أصغر سنا أو‬
‫تقمص الرضع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقمص الجنس اآلخر ‪:‬‬
‫المفحوص ال يميل فقط إلى مصادرة عمر أو مكانة أخيه‪ ،‬وإنما إلى مصادرة جنس المنافس‬
‫أيضا ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬المضامين الصراعية‡ المتعلقة التجاذب بين التبعية و االستقاللية ‪:‬‬
‫يعبر عن هذه المضامين الصراعية المتعلقة بالتبعية واالستقاللية في اللوحات التي تشير إلى‬
‫حيرة المفحوص في أن يموضع نفسه بين الكبار أو بين الصغار في اللوحة‪:‬‬
‫‪ -‬لوحة التردد‪ :‬تجاذب بين رغبة المفحوص باالستقاللية والكل مع الكبار‪ ،‬أو الشعور بالتبعية‬
‫والرضاعة من األم‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة الحمل‪ :‬تجاذب بين االستقالل عن األم وممارسة الحرية‪ ،‬أو العودة إلى أحضانها‬
‫والرضاعة منها‪ ،‬و هذا التجاذب تثيره الصدمة التي يتعرض لها الطفل عند والدة أخ له‪،‬‬
‫فيختار بين موقعه الحالي وبين موضع الرضيع المقرب من األم‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة الرحيل‪ :‬تشير إلى ما يترتب على الحرية واالستقاللية من مشاعر متناقضة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬لوحة الحفرة‪ :‬تشير إلى العقاب المترتب عن اإلنعتاق والتحرر من المحيط األسري‪.‬‬
‫وقد أشار إليه كورمن في كتابه"االختبار النفسي للطفل"‪ ،‬حيث اعتبر أن صراع التبعية‬
‫واالستقاللية هو صراع القاعدة الذي يظهر األول وذلك منذ خروج الطفل من االتصال الفاتر‬

‫‪ - 1‬باسمة المنال‪ :‬دراسة في سيكولوجية الطفل المحروم من الحب‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1995 ،‬ص ‪.179‬‬

‫‪44‬‬
‫في شهوره األولى ليصل إلى بداية الحرية اآلنية "حرية األنا وحده"‪ ،‬ويعتبر اتساع حيوي‬
‫منبعه البحث عن نمو االستقاللية ‪ ،‬الطفل يرغب في أن يوسع أكثر فأكثر دائرته ويخرج من‬
‫االتصال المتعلق باألكل‪ ،‬ولكن عندما يطرح اتساعه خطرا تتدخل القوى الوالدية التي تحميه‬
‫وترجعه إلى الوراء نحو دائرة ضيقة من الحماية ‪ ،‬الصراع "تبعية‪ -‬استقاللية" يعتبر إذن‬
‫موجود في الحياة‪ ،‬ومن هنا يكون في وضعية عادية‪.‬‬
‫ويصبح مرضي إال عن طريف اإلفراط في هذا الصراع‪ ،‬عندما يكون هذا االتساع الحماية‬
‫في مكان أن ينفذ بليونة في ربط مع ضروريات التكيف يصبح صلبا بهذا اإلفراط الواحد من‬
‫الميلين (التبعية‪ :‬الحماية‪ ،‬االستقاللية‪ ،‬االتساع)‪.2‬‬
‫يترتب على اإلحساس باالستقاللية رغبة ملحة عن الطفل بالخروج والتسكع والهروب‬
‫والتجوال‪ ،‬فاالستقاللية عن األهل يوحي له بأنه أصبح قادرا على أن يفعل كل ما منع فعله‬
‫حتى اآلن‪ ،‬ولكنه يدرك النتائج المترتبة عن االستقاللية‪ ،‬من هنا فمشاعر الذنب يعبر عنها في‬
‫االختبار بعزلة البطل وبالمخاطر الجسمية والمميتة التي نتجت عن التحرر‪.‬‬
‫ويظهر هذا خصوصا في لوحتي"الرحيل" و "الحفرة"‪ ،‬فاللوحة األولى تبدي خروفا ضائعا‬
‫أما الثانية فتجسد العقاب الذي ناله من تاق إلى الرحيل ولم يطع أهله‪ ،‬وعندما تلي هاتين‬
‫اللوحتين‪.‬‬
‫‪ -‬الرضاعة‪ :1‬وهي لوحة تعويضية تكافئ الذي يعود إلى المنزل‪ ،‬ولوحة "األتان"هي‬
‫أيضا تعويضية بوجود األم البديلة‪.‬‬
‫ويمكننا أن نستخلص المضامين الصراعية المتجاذبة من‪:‬‬
‫‪ -‬يعبر االختبار في بعض لوحاته عن التجاذب بين رغبة الطفل في التحرر والرشد ‪،‬‬
‫وبين رغبته في التبعية والبقاء صغيرا‪ ،‬ويظهر هذا التجاذب إما في مضامين‬
‫اللوحات المعبر عن التجاذب أو التماهي بالرضع أو إعطاء عمر متدني للقدم السوداء‬
‫مع تصريح من المفحوص بأن الخروف يريد التحرر‪.‬‬
‫‪ -‬االستقاللية تتبعها مشاعر الذنب وتظهر في البروتوكول من خالل مضامين اكتئابية‬
‫في لوحة "الرحيل" و "الحفرة" (الرحيل غير سعيد)‪ ،‬أو إعطاء مضمون سعيد تتبعه‬
‫رقابة إما في هاتين اللوحتين أو أسئلة "التفضيالت‪ ‡-‬التقمصات" ‪.‬‬
‫‪ -‬رغبة الطفل في الرحيل ممكن أن يكون سببها تعرض الطفل إلحباط عاطفي‪ ،‬نجد‬
‫أحيانا لوحات "الرضاعة"‡ قبل لوحة"الرحيل" أو اختيار لوحة "األتان" بعد لوحة‬
‫"الرحيل" لمواساة اإلحباط‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-Louis Corman : L’examen psychologie d’un enfant, Dessait ,1968, P 252.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬إن إلحاح المفحوص على تعظيم االستقاللية مع تواتر ومضامين االستقاللية مع توتر‬
‫العالمات القوية الدالة على التبعية الفمية الغير ظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬هناك بعض األطفال يعتبرون الرحيل غير آثم‪ ،‬وإنما هو مغامرة سعيدة نحو المستقبل‬
‫والعالم‪ ،‬فيتقمص القدم السوداء الذي يعتبره أكثر سعادة‪.‬‬
‫‪ -4 -2‬المضامين التي ترتبط بصعوبات غير منتشرة بشكل واسع‪:‬‬
‫‪ -2-4-1‬صراع الذكورة واألنوثة‪‡:‬‬
‫إن عدم تحديد الهوية الجنسية للبطل في اللوحة التمهيدية الختبار القدم السوداء يساعد على‬
‫دراسة االضطرابات األوديبية‪ ،‬وما ينتج عنها من اضطراب‡ الهوية الجنسية‪،‬فقد صيغ‬
‫االختبار بشكل يسهل أكبر قدر ممكن إسقاط الرغبات والنزوات‡ الغير معلن عنها عند‬
‫المفحوص ‪ ،‬وبالتالي فإن الطفل له ملئ الحرية بإعطاء القدم السوداء الهوية الجنسية التي‬
‫يريدها أو يتمناها‪.‬‬
‫ونالحظ أن احتمال وجود اضطراب في الهوية الجنسية عند الذكور قابل ألن يظهر في‬
‫االختبار من خالل المؤشرات التالية‪:‬‬
‫ارتفاع التقمص األنثوي للمفحوص في االختبار وإعطاء القدم السوداء هوية جنسية‬ ‫‪-‬‬
‫أنثوية ‪ ،‬أي مغايرة لجنسه‪ ،‬وفي هذا إسقاط واضح لميوله األنثوية الغير معلن عنها‪.‬‬
‫انخفاض ملحوظ بالتقمص لبطل اللوحات أي القدم السوداء ‪ ،‬وخصوصا في اللوحات‬ ‫‪-‬‬
‫الدراماتيكية أو المازقية ‪ ،‬ويعني عجز المفحوص عن تحمل مسؤولية ونتائج النزوات‬
‫التي يمثلها البطل وموقفه السلبي من أحداث الحياة‪.‬‬
‫اضطراب واضح في النواحي الفمية التي أسماها كورمن بـ"فئة الصبيان‪ ‡-‬اإلناث" ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استجابات فاترة وانخفاض ملحوظ في التعبير عن النزوات‡ العدوانية التي تشير إليها‬ ‫‪-‬‬
‫اللوحات ‪ ،‬وهذا ينسجم مع االتجاه األنثوي لهذه الفئة ‪،‬و ارتفاع واضح للعدوانية‬
‫الفمية والشرجية في اللوحات التي لها طابع فمي (لوحات الرضاعة‪ – 1‬الرضاعة‪-2‬‬
‫الحمل ‪ -‬األتان) أو الشرجي (المعلف)‪ ‡،‬وتوجيه هذه العدوانية خصوصا نحو األم مما‬
‫قد يوحي بوجود عالقة شبقية بين الصبي وأمه تعاش وفق نمط ما قبل أوديبي‪.‬‬
‫اضطراب مضامين اللوحات األوديبية‪ ،‬ورفض تقمص القدم السوداء فيها بسبب حدة‬ ‫‪-‬‬
‫مشاعر الذنب التي تثيرها هذه اللوحات‪.‬‬
‫ندرة التقمص بالخروف الذي يعضه ذكر اإلوز في لوحة "ذكر اإلوز" عند هذه الفئة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفي هذا دليل على عدم تصفية األوديب‪ ،‬وعلى الخروف الكبير لهذه الفئة من‬
‫اإلخصاء‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة التقمصات الهروبية لعجز المفحوص عن االضطالع بالنزوات التي‬
‫تحركها اللوحات‪ ،‬وتتركز هذه التقمصات الهروبية على الخروف األبيض الصغير‬
‫وعلى القوي وخصوصا األهل‪ ،‬وذلك خالفا لما نجده عند الصبيان الذكور الذين تكثر‬
‫لديهم التقمصات للبطل الذي يواجه‪ ،‬وتقل لديهم بالمقارنة تقمصات األهل‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء أحيانا هوية ذكرية للقدم السوداء مع سيطرة الطابع الفاتر و اإلنسحابي في‬
‫البروتوكول بكامله مما يسمح لنا بأن نشك بوجود طبيعة أنثوية عند المفحوص‪.‬‬
‫ويبين االختبار أيضا اضطرابات الهوية الجنسية التي تظهر عند الفتيات اللواتي يتجاوزن‬
‫األوديب بشكل سليم وتعيش هذه الفئة حالة صراع دائم بين طبيعتها كأنثى وبين رغبتها‬
‫وميولها الذكورية‪ ،‬ويتجلى هذا الصراع في االختبار من خالل المؤشرات التالية‪:‬‬
‫أغلبية التقمصات عند "الفتيات‪ -‬الذكور"(تقمص األب‪ -‬المزارع) خالفا لما نالحظه‬ ‫‪-‬‬
‫عد فئة "الفتيات ‪ -‬اإلناث" اللواتي تغلب في بروتوكولهن التقمصات األنثوية‪.‬‬
‫إعطاء القدم السوداء هوية جنسية ذكرية مغايرة لجنس المفحوص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يظهر الصراع الداخلي لـ"الفتاة‪ -‬ذكر"من خالل تدني نسبة التقمصات التي تتم مع‬ ‫‪-‬‬
‫البطل مما يعني أنها تشبعت رغباتها بإسقاط ميولها الجنسية الذكورية غير المعلن‬
‫عنها على القدم السوداء‪ ،‬ولكن دون أن تتجرأ على االضطالع بالموقف ‪،‬أما "الفتاة‬
‫األنثى" فهي تميل بسهولة وبشكل مباشر بالبطل خصوصا في اللوحات المحبوبة‪.‬‬
‫لجوء الفتيات اللواتي لهن طبيعة مزدوجة وميول معاكسة لجنسهن إلى اعتماد‬ ‫‪-‬‬
‫تقمصات هروبية بنسبة عالية وتظهر في عدم االضطالع بالنزوات خصوصا في‬
‫الصور الغير محبوبة ‪ ،‬وهذا أمر مخالف للمنطق‪ ،‬والملفت للنظر أن هذه التقمصات‬
‫الهروبية تتم كلها مع شخصيات أنثوية في االختبار ‪،‬وخصوصا مع الخروف األبيض‬
‫الصغير الذي يصنف كأنثى وبنسبة أقل مع األم‪ ،‬مع أن تقمص األم أمر طبيعي‬
‫بالنسبة لجنس المفحوصة‪.‬‬
‫‪ -2-4-2‬األب المرضع‪‡:‬‬
‫تبدي اللوحة التمهيدية كوكبة عائلية متكونة من والدين وثالثة أطفال ورغم أن اللوحة‬
‫تثبت أن هناك أب بسبب ظهور القرنين‪ ،‬وهناك أم بثديين‪ ،‬غير أن التجربة أثبتت عكسية‬
‫هذه الوضعية عند البعض‪ ،‬أي أنهم يرون في الخروف المبقع مع األم أبا والخروف األب‬
‫أما مرضعة ويهبونه وظائف األم ‪ ،‬فهو ال يرضع فقط الصغار وإنما ينجبها ‪.‬‬
‫والصيغ التي يلجأ إليها األطفال في حديثهم عن األب المرضع هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫قد يظهر هذا المضمون منذ اللوحة التمهيدية‪ ،‬ويحافظ عليه المفحوص طوال االختبار‬ ‫‪-‬‬
‫وخاصة في اللوحات التي تشير إلى الوظائف األمومية (الحمل‪ -‬الرضاعة‪-1‬‬
‫الرضاعة‪.) 2‬‬
‫يتدخل الدفاع ويعيد األم دورها في الرضاعة واإلنجاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد يتدخل في تصحيح هذا الموقف في "التفضيالت ‪ -‬التقمصات"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يبقى على مضمون األب المرضع ‪ ،‬لكن تختلط عليه الصورة الوالدية فيشك في‬ ‫‪-‬‬
‫دوره ويعطي هذا الدور مرة أخرى لألم وقد يكون بسبب تجاذبه الجنسي الخفي‬
‫ويتأكد من هذا عندما يعطي المفحوص للخروفين الصغيرين‡ جنسا معاكسا للقدم‬
‫السوداء‪.‬‬
‫إذا وقع الفاحص على مثل هذا المضمون‡ فمن المستحسن أن يتحرى على الظروف‬
‫العائلية الخاصة بالمفحوص ويمكن تلخيص األسباب التي تفسر هذا المضمون كالتالي‪:‬‬
‫حساسية الطفل للمثير الحسي الذي تقدمه البقعة السوداء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في حالة إعطاء األم القدم السوداء وأم للخرفان البيضاء األخرى‪ ،‬يكون بذلك أمني‬ ‫‪-‬‬
‫وهذه الحالة تفسر خصوصا التنافس األخوي‪.‬‬
‫قد يشير هذا المضمون إلى عداوة غير معلنة نحو األم‪ ،‬فيهب الطفل الوظائف‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة بها ألبيه ‪ ،‬وتفسر هذه العداوة باإلحباط الكبير الذي تعرض له وبالحرمان‬
‫العاطفي الشديد الذي يعيشه ‪ :‬ويكون هذا اإلحباط ظاهرا أو باطنا له دوره المرضي‬
‫في نمو الشخصية الطفلية ألنه يجعل الطفل يعيش حالة حنين دائمة إلى المرحلة الفمية‬
‫السعيدة مما يعرقل نموه وتطوره‪ ،‬وينتمي هذا الحنين هوامات األم وقد تكون هوامات‬
‫األب المرضع‪.‬‬
‫يظهر هذا المضمون‡ بسبب عداء األم الالشعوري لصغيرها‪ ،‬ويالحظ خاصة عند‬ ‫‪-‬‬
‫األمهات المجاسيات و القلقات المهتمات بأطفالهن كثيرا‪.‬‬
‫قد يظهر هذا المضمون للتعبير عن العالقة األوديبية‪ ،‬ويظهر المشكل األوديبي من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل نمط عالئقي فمي‪ ،‬يعاش األوديب وفق نمط نكوصي فمي شرجي‪ ،‬فتشير إلى‬
‫تصور فمي للفعل الجنسي‪ ،‬وإلى المعانقة العملية بين القدم السوداء وأبيه المرضع‪.‬‬
‫يظهر كذلك مضمون األب المرضع عند األطفال الذين يتميزون بنقص في النمو‬ ‫‪-‬‬
‫النفسي بسبب قصور و اضطراب في عالقتهم العائلية‪ ،‬تقع هنا على اختالط الدوار‬
‫األبوية‪ ،‬ونالحظ هذه الحاالت عندما تلعب األم الدور السلطوي الذكري في حالة‬
‫غياب األب‪.‬‬
‫‪ -2-4-3‬األم البديلة واألم المثالية‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫تعبر لوحة "األتان" ولوحة"الساحرة" بشكل جيد عن هذا المضمون‪ ،‬ومن المعروف أن‬
‫اإلحباط العاطفي الذي يتعرض له الطفل هو السبب الرئيسي الذي يجعله يتمنى لنفسه أم‡‡ا‬
‫بديلة‪.‬‬
‫فالتجربة العاطفية األولى تعاش مع األم والصورة‡ التي تتكون في الالش‡‡عور هي ص‡‡ورة‬
‫األم ‪ ،‬واإلحباط المعتدل الذي يتعرض له في عالقته بأم‡‡ه ه‡‡و ض‡‡روري لنم‡‡وه ولتم‡‡ايزه‬
‫ولتكون هويته الذاتية المستقلة‪.‬‬
‫فاألم إذن محبطة ولكنها مصدر إشباع في أحيان كثيرة أخرى‪ ،‬فاختب‡‡ار الطف‡‡ل وباعت‡‡دال‬
‫لإلشباع والحرمان يجعله قادرا على دمج صورتي األم الجيدة والسيئة في ص‡‡ورة واح‡‡دة‬
‫ويوفر له القدرة على مجابهة التجارب اإلحباطية الصغيرة‡ وعلى التسامح إزاءها‪.‬‬
‫أما الطفل الذي يتعرض إلحباط شديد ‪ ،‬فإن الصورة العاطفية التي تحيا فيها في الش‡‡عوره‬
‫هي صورة عدائية وحشية ‪ ،‬فكل ما يتعرض إلحباط يكون مصدره التداعي السيئ أو األم‬
‫السيئة‪ ،‬وكل تجربة مؤلمة تضاعف إحساسه ب‡‡الخوف والعج‡‡ز وانع‡‡دام الش‡‡عور ب‡‡األمن‪،‬‬
‫فيقوم بشطر الصورة األمومي‡‡ة إلى ص‡‡ورتين مس‡‡تقلتين‪ ،‬إح‡‡داهما س‡‡يئة واألخ‡‡رى جي‡‡دة‬
‫مشبعة معطاءة‪ ،‬فيعج‡‡ز عن دمجهم‡‡ا في ص‡‡ورة واح‡‡دة فتس‡‡يطر الص‡‡ورة‡ الوحش‡‡ية عن‬
‫األم‪.‬‬
‫ويظهر هذا االنشطار بوضوح في لوحة "األتان" عند بعض المفحوصين‪ ،‬بحيث يعط‡‡ون‬
‫األتان كأم جيدة معطاءة تهب بدون حساب وتعوض الحرمان ‪ ،‬والخ‡‡روف الكب‡‡ير المبق‡‡ع‬
‫هو رمز األم المحبطة أو األم السيئة‪ ،‬المه‡‡ددة المهمل‡‡ة‪ ،‬و األت‡‡ان هي األم ال‡‡تي يحتكره‡‡ا‬
‫الق‡‡دم الس‡‡وداء لوح‡‡ده ‪ ،‬والخ‡‡روف الكب‡‡ير ه‡‡و األم ال‡‡تي يت‡‡وجب على الق‡‡دم الس‡‡وداء أن‬
‫يتقاسمها مع إخوته وأبيه‪.‬‬
‫وكذاك يظه‡‡ر في االنش‡‡طار بين الص‡‡ورتين‡ الهوام‡‡تين األم في ح‡‡االت التن‡‡افس األخ‡‡وي‬
‫فيلصق بهما الطفل نفس النعوت المشتركة ‪":‬عمر‪،‬هوايات ‪...‬إلخ"‪،‬وهو ب‡‡ذلك ال يس‡‡تطيع‬
‫أن يقوم بتسوية بين هاتين الصورتين‡ األموميتين ‪ ،‬فينسخ من كل منهما شخص‡‡ية مختلف‡‡ة‬
‫فينسب قرابته إلى األم البديلة ‪.‬‬
‫‪ -2-5‬مضامين الشعور بالذنب و المضامين العقابية ‪:‬‬
‫وضع كورمن في هذا السياق مجموعة من اللوحات التي تحرك مشاعر الذنب وتسهل‬
‫ظهورها في المضامين ‪.‬‬
‫ونجد المضامين المرتبطة بالشعور بالذنب في اللوحات التالية ‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -1‬في اللوحات التي تحرك النزوات العدوانية‪‡:‬‬
‫المعلف‪ -‬المعركة‪ -‬الرضاعة‪– 2‬الحمل‪.‬‬
‫‪ -2‬في اللوحات الفمية عندما تثير لدى المفحوص لهما فميا أو عالقة فمية عدوانية ‪:‬‬
‫الرضاعة‪– 1‬الرضاعة‪-2‬الحمل‪ -‬األتان ‪.‬‬
‫‪ -3‬في اللوحات األوديبية‪:‬‬
‫وتظهر مشاعر الذنب هنا بشكل رقابة ممارسة على الفضولية الممنوعة في اللوحات التالية‪:‬‬
‫القبلة‪ -‬الليل‪ -‬حلم األم‪-‬حلم األب‪.‬‬
‫‪ -4‬في اللوحات التي توحي بالعصيان و االستغاللية وعدم الطاعة‪ ،‬أي في اللوحات التالية‪:‬‬
‫الحفرة‪-‬الرحيل‪.‬‬
‫أما المضامين العقابية االكتئابية فتظهر في االختبار من خالل اللوحات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬لوحة "ذكر اإلوز" ‪:‬العقاب يرتبط هنا باإلحصاء ‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة"الحفرة" ‪ :‬العقاب نتيجة التحرر واالستقاللية‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة العربة ‪ :‬العقاب يرتبط بالهجرة واالستعباد‪.‬‬
‫‪ -‬تظهر كذالك المضامين الكتائبية من خالل موقف المفحوص من اللطخة السوداء التي‬
‫يملكها القدم السوداء ‪.‬‬
‫التربية الصارمة للطفل في البيت تسحق األنا بفعل قسوة األنا األعلى ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫العدوانية ال تظهر نهائيا في االختبار تقع فقط على‪:‬‬
‫‪ -‬مضامين آثمة بحيث تطغى مشاعر الذنب على السرد الذي يقدمه المفحوص للوحات‬
‫العدوانية‪ ،‬وهو سرد يتميز إما باالنفعال الواضح‡ أو بالصد الشديد‪.‬‬
‫‪ -‬انعكاس هذه األجواء على اللوحات ‪ ،‬أو انتشار المشاعر الذنب على االختبار بكامله بحيث‬
‫يضرب الصد أغلب مضامين اللوحات‪..‬فنقع على بروتوكول اكتئابي ونكون أمام مفحوص‬
‫قلق مكتئب منسحب ‪ ،‬يرفض تطبيق اإلختبار أو متابعته أو السيطرة عليه الحيرة والمزاج‬
‫السيئ والكدر‪.‬‬
‫فتظهر مضامينه في هذه الحالة سطحية ‪،‬ونبرة سرد المضمون‡ تكون باردة ويرفض أخذ‬
‫حركات البطل على العاتق وتقمصه ‪ ،‬ويظهر أقل لطفا واألكثر تعاسة بسبب قدمه السوداء ‪،‬‬
‫‪50‬‬
‫وينتهي االختبار بموت البطل كعقاب له على أخطائه بان يلتهمه ذئب أو حيوان مفترس ‪ ،‬أو‬
‫إعطاء في لوحة الساحرة أمنيات يطلب فيها التوبة والتطهر من الذنوب ‪.‬‬
‫أما أطفال التربية المعتدلة ‪ ،‬فال يحتل الشعور بالذنب مكانة متطرفة في ضميرهم األخالقي‬
‫وإننا ال نالحظ في االختبار عقابا على النزوة‪ ،‬ويظهر هذا في البروتوكول حيث‪:‬‬
‫‪ -‬يكون السرد غير متعثر وال متردد للنزوات التي تثيرها اللوحات ‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف اللوحات في فئة الصور المحبوبة‪.‬‬
‫‪ -‬تقمص فوري للبطل‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار القدم السوداء أنه األكثر سعادة ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار القدم السوداء أنه األقل لطفا بسبب حماقته ‪.‬‬
‫وتتحلى مشاعر الذنب البسيطة برفض تقمص البطل ورفض تصنيف اللوحة بأنها محبوبة‪.‬‬
‫وتتحلى مشاعر الذنب القوية بأجواء قلقة اكتئابية حزينة باالختبار أو إعطاء المفحوص‬
‫مضامين هروبية لكنها ال تخفي قلقه ‪.‬‬
‫أما العقاب البسيط فهو يظهر في االختبار ‪،‬يتعرض القدم السوداء للضرب والتوبيخ‬
‫والحرمان من الطعام ‪،‬و أما العقاب العنيف فهو يستوجب إما حرمان القدم السوداء من الحب‬
‫وهجره وإقصاءه عن العائلة (لوحات التردد‪،‬الرحيل‪،‬الحفرة‪،‬العربة)وإما موته ‪.‬‬
‫وقد يظهر العقاب في مضمونه يشير إلى اإلعتداء على المنافس وينتهي بارتداء هذا العقاب‬
‫على المعتدي نفسه عندما تحرك هنا العدوانية نحو اإلخوة ‪.‬‬
‫ويمكن أن يظهر في اللوحات التي تلي مضامين العدوانية ‪ ،‬فإننا نالحظ هنا اختبار‬
‫المفحوص للوحات التالية‪:‬‬
‫(ذكر اإلوز‪،‬الرحيل‪،‬الحفرة‡ أو الرضاعة‪. ) 1‬‬
‫ويمكن اإلستفادة من موقف المفحوص من قدمه السوداء لتأكيد األجواء اإلكتئابية والعقابية‬
‫التي يعيش فيها ‪.‬‬
‫وقد تبين بالفعل أن األطفال الذين يعيشون مشاعر ذنب كبيرة يميلون بعد أرتداد العدوان على‬
‫ذاتهم إلى إعتبار القدم السوداء كرمز للخطيئة و األلم القذارة و العار‪ ،‬وإننا هنا نقع على‬
‫فئتين ‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬الفئة األولى‪ ‡:‬أن القدم السوداء هي المسبب األساسي للسلوك المدان للخروف ‪،‬فهذه القدم‬
‫هي سبب شراسته وخبئه وسبب كره اآلخرين له وسخريتهم منه ‪،‬وهي تجسيد لحظه السيئ‬
‫ومصيره العاطل ‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية ‪ :‬تعتبر أن القدم السوداء هي عقاب من هللا على سلوك الخروف ونواياه‬
‫الخبيثة ‪ ،‬فهذه القدم إذن رمز باإلثم ولقذارة البطل وتجسيد لمشاعر الذنب ‪ ،‬وبهذه تجد‬
‫تمنيات الساحرة الرغبة بالتظاهر من خالل التخلص من القدم السوداء التي تجعله شريرا‪.‬‬
‫وهناك نكون أمام فئة من األطفال تعرضوا لتجارب هالعية سببت قلقا شديدا ومشاعر ذنب‬
‫قوية ‪،‬وقد كنت مشاعر الذنب في الالشعور ولم يبقى في الشعور إال اإلحساس باأللم ‪.‬‬
‫هذه الفئة تبكي بسرعة ‪ ،‬تتميز بحساسية متطرفة ‪ ،‬وتحزن أمام التوبيخ ‪ ،‬وليست متأكدة من‬
‫محبة الناس لها ‪.‬‬

‫‪ -3‬معلم مضامين اللوحات في التحليل النفسي‪:‬‬

‫‪ -1‬المعلف (‪ :)Auge‬مضمون سادي بولي إحليلي‪.‬‬


‫‪ -2‬القبلة(‪ :)Baiser‬مضمون أوديبي‪.‬‬
‫‪ -3‬المعركة(‪ :)Bataille‬مضمون سادي فمي للمنافسة األخوية ‪.‬‬
‫‪ -4‬العربة( ‪:)Charette‬مضمون سادي مع الرجوع غالبا إلى معاقبة الذات ‪.‬‬
‫‪ -5‬األتان(‪ :)Anesse‬مضمون األم المتبنية أو البديلة ‪.‬‬
‫‪ -6‬الرحيل (‪ :)Depart‬مضمون الرحيل‪.‬‬
‫‪ -7‬التردد(‪ :)Hesitation‬مضمون التجاذب أو المنافسة األخوية أو النفي ‪.‬‬
‫‪ -8‬ذكر اإلوز(‪ :)Jars‬مضمون سادي مع رجوع عقابي للذات أو اإلخصاء ‪.‬‬
‫‪ -9‬األلعاب القذرة(‪ :)Jeux sales‬مضمون سادي شرجي ‪.‬‬
‫‪ -10‬الليل (‪:)Nuit‬مضمون أوديبي مع رؤية غرفة الوالدين‪.‬‬
‫‪ -11‬الحمل (‪:)Portée‬مضمون الوالدة والمنافسة األخوية‪.‬‬
‫‪ -12‬حلم أم (‪ :)Reve mére‬مضامين مثالية األنا والحب الموضوعي‡ تاب ما يتعلق‪.‬‬
‫‪ -13‬حلم أب (‪ : )Reve pére‬بالجنس أو بالجنس اآلخر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -14‬الرضاعة ‪ :) 1Tetée( 1‬مضمون فمي‪.‬‬
‫‪ -15‬الرضاعة ‪ :)Tetée 2 (2‬مضمون فمي مع المنافسة األخوية‪.‬‬
‫‪ -16‬الحفرة (‪ :)Trou‬مضمون الوحدة والنفي والعقاب‪.‬‬
‫‪ -17‬الساحرة‪ :‬هذه الصورة تعرض في آخر االختبار والمفحوص مدعو ألن يتمنى أربع‬
‫أمنيات أين القدم السوداء سيطلبها من الساحرة‪.‬‬
‫‪ -1‬الدراسية االستطالعية‪:‬‬
‫قبل الشروع في تطبيق شبكة المالحظة يقول (‪" :)PERRON . R‬كان البد من القيام‬
‫بزيارة أولية بغرض التعرف على ميدان البحث‪ ،‬وكذا االحتكاك بأفراد العينة حتى ال يكون‬
‫وجودنا عامال دخيل يؤثر على نتائج الرائز "‪ 1‬وبالتالي قمنا بحضور ‪ 4‬حصص في قسم‬
‫الروضة في مدة الحصة الصباحية التي دامت ‪ 4‬ساعات لغرض التعرف على األطفال‬
‫والتقرب منهم أكثر وقمنا ببعض النشاطات معهم في القسم‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم مكان إجراء البحث‪:‬‬
‫أجر البحث في قرية (‪ )S.O.S‬في درارية المتخصصة الستقبال األطفال المشردين‪،‬‬
‫اليتامى‪ ،‬المهملين‪ ،‬واألطفال الذين يواجهون صعوبات عائلية خطيرة‪( ،‬الطالق‪ ،‬السجن‪ ،‬أحد‬
‫األولياء مريض عقليا‪ ،‬وضع اقتصادي سيء)‪ ...‬وتتراوح أعمارهم ما بين (‪ 14-0‬سنة)‬
‫وهذه القرية لها استقالليتها الخاصة كونها غير تابعة ألي جهاز حكومي‪ ،‬وإنما تتحصل على‬
‫اإلعانات والمساعدات من قبل متبرعين الخواص أو من طرف بعض األصدقاء من الخارج‪.‬‬
‫وتحتوي هذه القرية على روضة لألطفال تستقبل أطفال من داخل وخارج القرية‪ ،‬بهدف‬
‫إدماج أطفال القرية آخرين و تحسيسهم بأنهم أطفال عاديين‪ ،‬افتتحت هذه القرية ورشة‬
‫لألطفال‪ ،‬كذلك تتضمن مكتبة ونادي لإلعالم اآللي‪ ،‬ونادي للتصوير‪ ،‬ونادي للخياطة‪،‬‬
‫والهدف هو تكوين جيد لهذه الفئة وكذلك إدماجهم في المجتمع‪ ،‬وتعتمد القرية على عدة‬
‫مبادئ‪ ،‬حيث يجد كل طفل أما تقوم على تربيته وليس مجرد مربية ومن هذه األم يتعلم الطفل‬
‫المحروم معاني اإلنسانية‪ ،‬الحب و الحنان‪ ،‬وتتكون كل أسرة من ‪ 6‬إلى ‪ 9‬أطفال من ذكور‬
‫وإناث من أعمال مختلفة يعيشون مع األم حياة عادية ‪ ،‬وفي حالة وجود إخوة أصليين فإن‬
‫اإلدارة تتعمد وضعهم في نفس العائلة‪.‬‬
‫يعود تاريخ تأسيس مثل هذه القرية إلى عام ‪ 1943‬إذ أسس "هيرمان قمنير " أول قرية في‬
‫منطقة "أمست بالبترول"‪ ،‬وفي سنة ‪ 1956‬بنيت أول قرية لألطفال (‪ )S.O.S‬بألمانيا‬
‫‪1‬‬
‫‪- PERRON (P) les problemes de la preune dans les demarches de la psychologie dynamique, plaidoyer pour‬‬
‫‪l’unité la psychologie, in psychologie Française , 1979 , P37.‬‬

‫‪53‬‬
‫الغربية‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وقد تم تعميم بناء هذه القرى في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬بما فيها دول العالم‬
‫الثالث‪ ،‬وبلغ عدد هذه القرى في سنة ‪ 260 ،1989‬قرية أطفال في ‪ 90‬بلد من مختلف أنحاء‬
‫العالم‪.‬‬
‫أما في الجزائر تأسست قرية األطفال (‪ )S.O.S‬بدرارية في ‪ 01‬جويلية ‪ ،1992‬حينئذ كان‬
‫عدد األطفال ‪ 10‬وعدد المنازل ال يتجاوز ‪ 03‬منازل وفيما بعد وصل عددها إلى ‪ 13‬منزل ‪،‬‬
‫أما في سنة ‪ 2001‬فقد بقي عدد المنازل ‪ 13‬منزل أما عدد األطفال فقد ‪ 98‬طفل من مختلف‬
‫األعمار ومن الجنسين‪.‬‬
‫‪ -3‬كيفية اختيار عينة البحث‪:‬‬
‫تتكون عينة البحث من ‪ 05‬أفراد كلهم بصحة جيدة يقيم كل واحد منهم في منزل من منازل‬
‫القرية مع ‪ 07‬أو ‪ 08‬إخوة وكلهم في قسم الروضة‪‡.‬‬
‫نظرا لسرية الملفات اإلدارية والعيادية الخاصة باألطفال فإنه لم يسمح لنا باختيار العينة لذلك‬
‫أوكلت المهمة للمختصة النفسية للروضة‪ ،‬إال أننا قمنا بوضع بعض الشروط والمتمثلة فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫تحديد العمر من ‪ 03‬إلى ‪ 06‬سنوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختيار أطفال فصلوا عن عائالتهم سواء في سن مبكرة أو في سن متأخرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما من حيث الجنس فقد اعتمدت الدراسة على كال الجنسين (‪ 04‬ذكور) و (‪01‬إناث)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما عن سبب اختيار العينة فيعود باعتبار أن أفراد العينة يعيشون في مرحلة األوديبية‬ ‫‪-‬‬
‫وبالتالي فإن طبيعة المرحلة يسودها تنشيط للسلوك العدواني‪.‬‬
‫‪ -4‬تقنيات البحث والمنهج‪ A‬المتبع‪:‬‬
‫طبيعة البحث التحليلي دفعت الختيار المنهج العيادي المناسب لموضوع البحث المتمثل في‬
‫تأثير غياب العالقة باألم في تحديد السلوك العدواني لدى الطفل المسعف‪.‬‬
‫وتالؤما مع هذا المنهج تم اعتماد تقنيات تتناسب وموضوع البحث والمتمثلة في المالحظة‪ ،‬و‬
‫رائز الرجل السوداء (‪. )PN‬‬
‫استخدمنا في بحثنا ما يسمى بالمالحظة المنظمة‪ ،‬وهي عبارة عن مالحظات بجمعها الباحث‬
‫حول موضوع معين‪ ،‬وهذا انطالقا من خطة علمية معينة وفرضية مسبقة يريد الباحث‬
‫التحقق منها‪ ،‬استخدمنا المالحظة أثناء تقديم الرائز وهي مهمة جدا في التحليل ألنها تمكننا‬
‫من معرفة أي المواقف المؤثرة على الطفل من خالل مالحظة انفعاالته وسلوكاته وحتى‬
‫الزمن الذي يستغرقه في أداء االختبار‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -4-2‬رائز الرجل السوداء (‪: )PN‬‬
‫‪ -4-2-1‬دوافع اختيار رائز الرجل السوداء (‪:)PATTE NOIRE‬‬
‫تم الوقوع على اختيار رائز الرجل السوداء كونه يمثل صورة حيوانية لعائلة واحدة وأيضا‬
‫بحكم أن األطفال يتقمصون وبسهولة المواضيع الحيوانية‪ ،‬ويعتبر هذا الرائز وسيلة إيضاح‬
‫لمختلف الصراعات النفسية العميقة لألطفال نحو الصورة‡ الوالدية ونحو العائلة ككل والناتجة‬
‫بدورها عن العالقات العاطفية المعاشة من طرف الطفل‪.‬‬
‫‪ -4-2-2‬تقديم رائز الرجل السوداء طرق تطبيقه‪:‬‬
‫تم انجاز هذا االختبار (مغامرات الخروف ذو الرجل السوداء) ما بين ‪1961 -1959‬‬
‫واشترك في تكوينه كل من (‪ FOULARD.F.B‬و ‪ )CORMAN.L‬وآخرون وذلك‬
‫‪1‬‬
‫بالمركز التربوي بمدينة نانت (‪ )NANTES‬الفرنسية‪.‬‬
‫ولقد اقتبس االختبار من األمريكي (مغامرات الكلب بالكي) وتجدر اإلشارة إلى أنه تم‬
‫استبدال حيوان الخنزير بحيوان الخروف وذلك إلمكانية استعماله في المجتمعات اإلسالمية ‪،‬‬
‫ويتألف هذا االختبار من ‪ 17‬لوحة وهي ‪ :‬لوحة الوعاء‪ ،‬القبلة‪ ،‬الشجار‪ ،‬العربة‪ ،‬أنثى‬
‫الحمار‪ ،‬الذهاب‪ ،‬الحلم باألب‪ ،‬الحلم باألم‪ ،‬الرضاعة األولى‪ ،‬الرضاعة الثانية‪ ،‬الحمل ‪،‬‬
‫الحفرة‪ ،‬الليل‪ ،‬األلعاب القذرة‪،‬ذكر اإلوز‪ ،‬الساحرة والواجهة الكبرى‪ ،‬وبكل لوحة رسومات‬
‫تعبر كل منها عن موقف عائلي يقوم الطفل أو المراهق بتفسيره على أساس صعوبات و‬
‫الصراعات التي يعيشها كما تحتوي على مواضيع حول المعاش النفسي‪ ،‬العالقة مع‬
‫الوالدين‪،‬العالقة مع اإلخوة‪ ،‬كما أن كل لوحة تحتوي على مضمون ظاهري وآخر باطني‪.‬‬
‫‪ -4-2-3‬طريقة تطبيق االختبار حسب (‪: )CORMANE.L‬‬
‫المرحلة األولى‪» le Frontispice « :‬الواجهة‪.‬‬
‫يقدم للمفحوص الواجهة أين يظهر خروف ذو الرجل السوداء (‪ ،)PN‬الخروفين الصغيرين‬
‫والخروفين الكبيرين ونوجه السؤال التالي‪ " :‬لماذا سمي بالخروف ذو الرجل السوداء؟" ثم‬
‫نطلب منه أن يحدد جنس وسن كل من في اللوحة‪ ،‬كما نطلب منه أن يحدد العلقة التي تربط‬
‫بينهم‪ ،‬مع العلم أن هذه الواجهة يجب أن تكون دائما في تناول المفحوص خالل تطبيق‬
‫االختبار‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪.» les thèmes « A:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-CORMAN (Louis) : "Teste de pate noire ",Manuel I.P.U.F, 1981, P 90.‬‬

‫‪55‬‬
‫نضع أمام المفحوص كل البطاقات بصفة عشوائية ما عدا بطاقة (الساحرة) ونطلب منه أن‬
‫يختار منها البطاقات التي يريد سرد قصة حولها ويضعها أمامه ويضع األخرى (البطاقات‬
‫غير المختارة) جانبا‪.‬‬
‫عندما ينتهي من اختيار البطاقات‪ ،‬نطلب منه أن يطرحها على مائدة االختبار وأن يقص‬
‫‪1‬‬
‫مغامرات (‪ )PN‬ونشير إلى أنه يمكن للمفحوص الرجوع إلى البطاقات المرفوضة من قبل‪.‬‬
‫‪‬‬

‫المرحلة الثالثة‪.» Preference- identification « :‬‬


‫كل البطاقات تجمع من جديد في مجموعة واحدة ونطلب من المفحوص أن يضع على‬
‫اليمين الصور التي يحبها وعلى اليسار التي ال يحبها‪ ،‬ونطلب منه عندئذ أن يحدد لنا البطاقة‬
‫التي يحبها أكثر مع ذكر السبب‪ ،‬وأن يذكر لنا من يحب أن يكون في هذه الصورة(التقمص) ‪.‬‬
‫وتتبع نفس الطريقة مع باقي البطاقات المرغوبة إلى غاية آخر صورة‪.‬‬
‫وبالنسبة للبطاقات التي ال يحبها نطلب منه تحديد البطاقة التي يكرهها أكثر من غيرها‬
‫وبشكل أقل من األولى‪ ،‬وهكذا إلى أن ينتهي مع جميع هذه البطاقات‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪.» les Questions Dirigées « :‬‬
‫عندما يغفل المفحوص عن ذكر كل ما يجري من أحداث في بطاقة ما‪ ،‬نطرح عليها أسئلة‬
‫دقيقة عن الشيء الذي غفل عنه‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة‪.» les Question de syntheses « :‬‬
‫هذه المرحلة تمكننا من معرفة طبيعة انفعاالت المفحوص اتجاه كل أعضاء األسرة حيث‬
‫نطلب منه أن يحدد‪:‬‬
‫من أسعد األشخاص في هذه القصة؟‬ ‫‪-‬‬
‫من هو الشقي؟‬ ‫‪-‬‬
‫من هو الحنون؟‬ ‫‪-‬‬
‫من هو القاسي؟‬ ‫‪-‬‬
‫من يفضل األب في هذه العائلة؟‬ ‫‪-‬‬
‫من يفضل األم في هذه العائلة؟‬ ‫‪-‬‬
‫من يفضل الرجل السوداء؟‬ ‫‪-‬‬
‫من تفضل أنت؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-CORMAN (Louis) : bd 1981 , P 100. ‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬وأخيرا نطلب منه كيف تكون نهاية مغامرات الخروف ذو الرجل السوداء‪ ،‬بعدها نقدم‬
‫له لوحة الساحرة‪ » Fée « ‬ونطلب منه أن يتخيل األمنيات الثالث التي يطلبها‬
‫الخروف ذو الرجل السوداء من الساحرة لكي تحققها له‪ ،‬نستطيع إضافة األمنية‬
‫الرابعة حيث نقول للمفحوص‪:‬‬
‫"لنفترض أن الخروف ذو الرجل السوداء تعب من كونه خروفا‪ ،‬فيطلب من الساحرة أن‬
‫تحوله إلى حيوان آخر‪ ،‬فما هو الحيوان الذي يريد أن يتحول إليه؟ "‪. 1‬‬
‫ولتحليل نتائج الرجل السوداء سنستخدم شبكة (‪ )SCHENTOUB . Vica‬و التي تتكون‬
‫من أربع أنواع من السياقات الدفاعية وهي أساليب الصالبة (‪ ،)‬وأساليب الدفاعية المرنة (‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،)‬أساليب تجنب الصراع (‪ )C‬والسياقات األولية (‪.)E‬‬
‫يعود سبب استخدامنا لهذه الشبكة هو كون أن شبكة (‪ )CORMANE.L‬كالسيكية‬
‫وتستدعي خبرة ميدانية ‪ ،‬كما أن شبكة ) (‪ SCHENTOUB . Vica‬تستعمل في أغلبية‬
‫االختبارات اإلسقاطية ‪ ،‬واختبار الرجل السوداء هو من بين االختبارات اإلسقاطية التي‬
‫تعتبر بمثابة مرآة تمكن الفاحص من التعرف على العالم الخاص بالمفحوص وكيفية تنظيمه‬
‫للخبرات المكتسبة وتعامله مع اآلثار المكبوتة التي ال تصل إلى الفاحص في شكلها الخام‪،‬‬
‫إنما يستعمل الفرد أساليبه الدفاعية لتجنب االستدعاءات الخطيرة التي قد تهدد أمن األنا‪ ،‬لذلك‬
‫استعملنا هذه الشبكة كي نتمكن من فهم الميكانيزمات الدفاعية المستعملة من طرف أفراد‬
‫العينة‪.‬‬
‫‪ -5‬تقديم وتحليل الحاالت‪:‬‬
‫‪ -5-1‬الحالة األولى ‪":‬أمين" ‪:‬‬
‫يبلغ أمين من العمر ‪ 05‬سنوات‪ ،‬من الناحية الصحية ال يعاني من أي مرض بيدو بصحة‬
‫جيدة ‪ ،‬أما عن سبب التحاقه بالمركز فيعود لتخلي الوالدين عنه منذ الوالدة ‪ ،‬حيث تم‬
‫إحضاره إلى القرية وعمره عام واحد وكان قد وضع من قبل في الحضانة ‪ ،‬ومن خالل‬
‫حضورنا في قسم الروضة الحظنا على أمين الهدوء وقلة الحركة‪ ،‬أما عن سلوكاته أثناء‬
‫إجراء االختبار كان يبدو متحمسا ومرحا وقبل التعامل معنا دون حرج أو ضيق ولم نجد معه‬
‫أي صعوبة مما يفسر تكيفه للوضع الذي هو عليه‪.‬‬
‫‪ -5-1-1‬تقديم وتحليل بروتوكول‪ A‬اللوحات‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم العائلة المجتمعة‪" :‬الواجهة الكبرى "‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- CORMAN (Louis) : "Teste de pate noire ",Manuel I.P.U.F, 1981, P 101-102.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- SCHENTOUB (Vica) :"Manuel d’utilisation du T.A.T", Bordas, Paris1990, P 201.‬‬

‫‪57‬‬
‫"الكبشان الكبيران‡ بيوضا‪ ،‬وهادوا كباش صغار "‬
‫كبشان كبيران ‪ 20‬سنة لزوج‪.‬‬
‫كبشان صغيران على اليمين وعلى اليسار زوج بنات عندهم ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫رجل السوداء بنت عندها ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫أما عن العالقة أفراد هذه العائلة المجتمعة قال‪":‬ما عالباليش ‪ ،‬ما يتكاونوش"‪.‬‬
‫وعن سبب تسمية الخروف بالرجل السوداء قال‪":‬خاطرش مريض"‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل العائلة المجتمعة‪:‬‬
‫ذكر أمين ‪ 5‬خرفان مكونة من خروفان كبيران عمرهما ‪20‬سنة والصغار الثالثة بنات لديهم‬
‫‪ 5‬سنوات وهذا ما يطابق سنه‪ ،‬وقال على الرجل السوداء أنه بنت ‪ ،‬وهذا دليل على أن لديه‬
‫مشكل في تحديد الهويات‪ ،‬وهذا راجع إلى افتقاده إلى صورة الوالدين الكاملة التي تمكنه من‬
‫تحديد هويته‪ ،‬أي الغياب الفعلي لألب وما يبرهن على ذلك أكثر أنه لم يكون أي عالقة بين‬
‫هؤالء األفراد وأنه محروم من المحيط العائلي العادي‪.‬‬
‫‪ -5-1-2‬اللوحات المختارة‪:‬‬
‫اللوحة رقم (‪" :)1‬الحفرة"‬
‫الكبش راه في الليل حاب يهبط سوطاو ‪ ،‬راه في البحر قدامه خاطرش ماصابش ماماه "‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫نجد في هذه اللوحة أن المفحوص مال إلى االختصار في سرد القصة (‪ ، )2PC‬كما نجد‬
‫أنه استعمل أسلوب الرقابة مرن (‪ )1‬فكان قريبا جدا من المضمون‡ الظاهري (‪1F‬‬
‫‪ ،)C‬واستعانة أيضا بأسلوب دفاعي مرن وهو (‪ )42 ‬وذلك بتعبيرات لفظية عن‬
‫وجدانات قوية في قوله‪" :‬إيعيط"‪ ،‬وأسلوب التخرج ( ‪ )41 ‬وهي تعبيرات عن‬
‫وجدانات معدلة من طرف منبه‪.‬‬

‫‪ -‬المقروئية‪ :‬موجبة‪ ،‬وذلك لسيطرة السياقات (‪ )1‬و (‪ )1‬وهي سياقات التخرج‬


‫والوجدانات ‪ ،‬مع وجود سياقات الكف منها الكف الفوبي في (‪ )2PC‬والكف العملي (‬
‫‪ )1FC‬وغياب السياقات األولية (‪.)E‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬في هذه اللوحة عبر المفحوص عن إحساسه بالخطر الناتج عن النبذ‬
‫األمومي وهذا عند قوله ‪":‬إيعيط خاطرش ماصابش ماماه" وبالتالي أدرك إشكالية‬

‫‪58‬‬
‫اللوحة و التي تتمثل في التخوف من االنفصال والفراق في وضعية خطر‪ ،‬ولقد‬
‫تقمص الرجل السوداء ‪ ،‬ونلتمس هنا عدوانية موجهة نحو الذات باعتبار اللوحة‬
‫جاءت محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪" : )2‬الرضاعة الثانية"‬
‫"سوطاو هذ الزوج الكباش لبيوضا من الحشيش باش إيروحوا ليماهم باش إيروحوا‬
‫لدارهم ‪ ،‬واللي رجلو كحلة يمشي مع يماه "‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫نرى أن المفحوص في هذه اللوحة أيضا يميل نحو االختصار في سرد القصة (‪،)2PC‬‬
‫واستعمل (‪ )4NC‬وهي وضعية تعبر عن وجدانات ‪ ،‬في قوله‪":‬واللي رجل كحلة يمشي مع‬
‫يماه" إضافة إلى ذلك (‪ )1‬وهذا دليل على نسجه لقصة قريبة من المضمون الظاهري‪.‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ : A‬متوسطة وذلك لوجود سياقات (‪ )C‬فقط مع غياب باقي السياقات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬إشكالية الرضاعة الثانية تشير إلى التقرب من صورة األم و المنافسة‬
‫األخوية ولقد أدرك المفحوص هذه اإلشكالية في قوله ‪":‬سوطاو هذ الزوج الكباش‬
‫لبيوضة من الحشيش باش إيروحوا ليماهم" وهذا دليل على المنافسة األخوية رغم أنه‬
‫يشير إلى تلك العالقة األخوية‪ ،‬وكما تقمص الخروف ذو الرجل السوداء فقال‪":‬واللي‬
‫رجل كحلة يمشي مع يماه" هذا دليل على التقرب من صورة األم‪ ،‬ولكن بتجاهله‬
‫لعالقته باألم من خالل الرضاعة‪ ،‬وعبر عنها بطريقة أخرى وهي المشي وقد جاءت‬
‫اللوحة محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪" :)3‬ذكر اإلوز"‬
‫"حمامة حكمت الكبش من الزعكة‪ ،‬خاطرش كان رايح عند خوه وهذا حب إيسلك خوه"‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬

‫في هذه اللوحة ركز المفحوص على العالقة بين األشخاص (‪ )32 ‬في قوله‪":‬كان رايح‬
‫عند خوه وحب إيسلك خوه" كما أشار إلى موضوع الذهاب في قوله ‪":‬كان رايح"(‪)122 ‬‬
‫و هو أسلوب دفاعي مرن‪ ،‬وهنا أيضا جاءت القصة قصيرة (‪ )2PC‬وكذلك في محاولته‬
‫التمسك بالمضمون الظاهري للقصة‪.)1FC( .‬‬

‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة نظرا لهيمنة سياقات (‪ )2‬و(‪ )C‬وهما ينقسمان إلى قسمان (‪3‬‬
‫‪ )2‬و(‪ )12‬وسياقات (‪ )C‬التي هي سياقات الكف مع انعدام السياقات األخرى‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬إشكالية هذه اللوحة تشير إلى عدوانية سادية ويمكن القول أنه لم يدرك هذه‬
‫اإلشكالية ألنه لم يشر إلى عدوانية موجهة نحو اإلخوة وذلك عند قوله‪":‬كان رايح‬
‫عند خوه‪ ،‬وهذا حب إيسلك خوه" دليل على عالقة جيدة مع اإلخوة‪..‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم(‪" : )4‬الليل"‬
‫"الكبش الكبير راقد والصغير (‪ )PN‬سوطا‪ ،‬الكبير دارلهم حطبة باش ما يخرجوش‪،‬وهذا‬
‫راجل وأمرة‪ ،‬وهذا وليدهم راه يوقب عليهم ‪ ،‬وهذوا زوج صغار راهم راقدين‪ ،‬وهو راه‬
‫أيوقب على ماماه"‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫في هذه اللوحة استخدم المفحوص ‪ 4‬سياقات متنوعة‪،‬فال يوجد أي سياق يهيمن على اآلخر‪،‬‬
‫بل هناك أساليب التخرج (‪ )A1‬وذلك في نسج قصة قريبة من المضمون الظاهري (‬
‫‪ ، )A1,1‬وأسلوب دفاعي مرن (‪ )B2,9‬وهو شبقانية العالقات سواء للموضوع الجنسي أو‬
‫الرمزية الشفافة ‪،‬كما استخدم أسلوب من أساليب تجنب الصراع ويظهر ذلك من خالل الميل‬
‫العام إلى االختصار (‪ )2PC‬في األخير استعان بأسلوب من أساليب السياقات األولية وهو (‪8‬‬
‫‪ )E‬وهي عبارات خامة مرتبة بمواضيع عدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬ليس هناك سيطرة ألي أسلوب على اآلخر لذلك فالمقروئية غير واضحة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬ترمز إلى الفضول الجنسي ونالحظ في هذه اللوحة أن المفحوص أدرك‬
‫وضعية الوالدين ومحتوى اللوحة‪ ،‬و المتمثل في التجسس على غرفة النوم إال أن هذه‬
‫الوضعية بثت لديه الشعور بالقلق ورغم ذلك جاءت اللوحة محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪":)5‬األلعاب القذرة"‬
‫"الكبش الصغير رجل كحلة وباباه وجه كحل‪ ،‬باباه عيّط عليه وهذا طاح في الما‪ ،‬باباه‬
‫طاح في الزيقوا وال وجه كحل كي طاح في الزيقوا‪ ،‬والت رجلو كحلة الكبش الصغير‬
‫وهو طرش باباه ‪ ،‬الكبش البيض الصغير يتفرج فيهم وهذه دار الال هذا بونك "‪.‬‬
‫السياقات الدفاعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫في هذه اللوحة سرد المفحوص قصة مطولة نوعا ما‪ ،‬واستعمل أساليب التخرج وذلك‬
‫في وضعه لقصة قريبة من المضمون‡ الظاهري (‪ )A1,1‬وأيضا في اجتراره وترديده‬
‫لفكرة واحدة وهي"طرّش باباه بالزيقوا "(‪ )A2,8‬وتطرق ايضا ألسلوب دفاعي مرن‬
‫وهو (‪ )B2,1‬في نسجه لقصة حول رغبة شخصية ‪ ،‬واإللغاء في نفس الوقت عندما‬
‫قال"هذه دار الال هذا بونك" ورغم هذا اإللغاء إلى أنه يشير إلى معنى واحد أال وهو‬
‫اإلفتقار إلى الجو األسري الذي تدل عليه الدار ورغبته في امتالك سرير تعني رغبته‬

‫‪60‬‬
‫في الشعور باألمن‪ ،‬كما أنه يعبر عن وجدانات (‪ ،)CN4‬وأنه أيضا يفتقر إلى األب‬
‫والسلطة األبوية‪ ،‬كما كان يعود دائما إلى التأكيد على القيام بالفعل "السقوط"(‪.)CF3‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬ايجابية وذلك لسيطرة أساليب التخرج ()و () وندرة األساليب ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬في هذه اللوحة أدرك المفحوص اإلشكالية وهي العدوانية اتجاه الصورة‬
‫الوالدية في وضعية قضيبية ‪ ،‬لكن في حقيقة األمر السادية الشرجية الموجهة نحو‬
‫الذات ألنه تقمص الرجل السوداء وهو ما سقط في الماء ‪ ،‬وكما كانت العدوانية‬
‫موجهة نحو األب وذلك عندما قال‪":‬ط ّرش‡ باباه بالزيقوا"‡ وأيضا بإتهامه إياه أنه‬
‫السبب في الوقوع في األوساخ‪ ،‬وأيضا أنه بصفة غير مباشرة أشار بأنه السبب في‬
‫حرمانه من الجو األسري‪ ،‬وبترديده لعبارة"ط ّرش‡ باباه بالزيقوا"يظهر‡ نوع من‬
‫االنتقام ‪ ،‬وأراد التعريف والبحث عن األمان والراحة والطمأنينة بقوله "الدار‪،‬‬
‫البونك" وفي نفس الوقت نلتمس المشكل األوديبي من خالل تلك العدوانية الموجهة‬
‫نحو األب ورغم ذلك جاءت اللوحة محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪":)6‬التردد"‬
‫"باباه راه مع وليدوا يشرب وهو ويماه تخزر فيهم‪ ،‬وهذا (‪ )PN‬ما عندوش يماه‪ ،‬ما والتش‬
‫تحبو خاطرش طرش باباه بالزيقوا "‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫في هذه اللوحة اعتمد مرة أخرى المفحوص على التأكيد على العالقات بين الخرفان (‬
‫‪ )E2,3‬كما أنه كان دائما متمسكا بالمضمون الظاهري (‪ )CF1‬ويصف كل ما في‬
‫الصورة بالتفصيل (‪ )A2,1‬واستخدم أيضا الخيال(‪ ،)A2,12‬في قوله‪":‬ما ندوش يماه"‬
‫وكان متناقضا في تصوراته وانفعاالته نحو الموضوع‡ السيئ (‪ )E14‬في قوله"ما والتش‬
‫تحبو"‪ ،‬وأكد على الصراعات الشخصية الداخلية (‪)A2,17‬كما كان يلجأ إلى االختصار‬
‫(‪ )CF2‬من أجل تجنب الصراع‪.‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة لسيطرة سياقات (‪ )A2‬و (‪ ،)B2‬ووجود سياقات © ولكن‬
‫بصفة قليلة ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬إن سياق هذه القصة كان جد واضح ‪ ،‬ويبين وجود نبذ أمومي وإهمال‬
‫عاطفي‪ ،‬ويعاني المفحوص من اإلحساس بالنبذ األبوي في قوله‪":‬باباه راه مع وليدوا‬
‫يشرب" وهذا بصورة واضحة بتقمصه لـ(‪ ، )PN‬كما عبر بإحساسه للذنب من خالل‬
‫عقاب األم ل لعدم حبها له‪ ،‬مع هذا جاءت اللوحة محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪" :)7‬العربة"‬

‫‪61‬‬
‫"الرجل السوداء طاح في األرض‪ ،‬الراجل بدا يخرج في الكباش وهذه العربة تع العود وهذه‬
‫الغيوم ‪ ،‬وهذا طاح ‪ ،‬هذوا باباهم ويماهم‪ ،‬وهذا طاح خاطرش ماشي وليدهم‪ ،‬في العربة‬
‫والدهم ثاني وهذا الراجل يدي في الكباش صغار"‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫في هذه اللوحة اعتمد المفحوص على سياقات الكف وذلك في ثالثة أساليب مختلفة وهي (‬
‫‪ )CP2‬نظرا لسرد القصة المختصر‪ ،‬كما لجأ إلى (‪)CN1‬و هذا في قوله‪":‬خاطرش ماشي‬
‫وليدهم" وذلك للتأكيد على ما هو مشعور به ذاتيا ‪ ،‬وفي نفس السياقات نجد (‪ )CF3‬وهو‬
‫التأكيد على القيام بالفعل‪ ،‬وقام أيضا بوصف ما في اللوحة والتعليق عليه (‪.)A2,2‬‬
‫هذا ما أشار إليه بأسلوب الصرامة‡ والوصف والتأكيد على الجزئيات واالعتماد على‬
‫التفاصيل ثم إدخال الصدى الهوامي التطرق إلى أسلوب دفاعي مرن وهو (‪ )B2,13‬عندما‬
‫قال‪":‬هذا الراجل يدي في الكباش صغار"دليل على الخوف‪ ،‬فتناول المفحوص للسياقات كان‬
‫متنوعا وشمل حتى السياقات األولية وهذا في (‪ )E4‬وهذا إلدراكه الخطأ‪.‬‬

‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة وهذا لهيمنة سياقات (‪ )C‬و (‪)2‬و (‪ )2‬مع وجود السباقات‬
‫األولية لكن بصفة نادرة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬في هذه اللوحة لم يدرك المفحوص اإلشكالية بل تقمص الخروف ذو‬
‫الرجل السوداء وقال‪" :‬طاح خاطرش ماشي وليدهم " وبالتالي إحساسه الدائم بالنبذ‬
‫واإلهمال العاطفي وعزله عن الجو األسري ومع ذلك جاءت اللوحة محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪" : )8‬الحمل"‬
‫"هذه المرأة تشرب‪ ،‬وهذا ن ّحي الحشيش وهذوا إيوقبوا على يماهم و هذوا والدها صغار‬
‫‪ les bébés‬مستفين على يماهم إيشوفوا في يماهم و هذوا وقابين وهذا الراجل هو اللي‬
‫كان في العربة"‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫لقد استعمل المفحوص أساليب الكف بصفة كبيرة وذلك باستعانته بأربعة أساليب تبين‬
‫ذلك ‪ ،‬في (‪ )CP2‬ألن القصة كانت قصيرة‪ ،‬كما كان متمسكا بالمضمون الظاهري (‬
‫‪ )CF1‬والتأكيد على رصد الحدود واألطر بين األوالد و أمهم (‪ ،)CM6‬كما قام بإدخال‬
‫أشخاص غير موجودين في اللوحة (‪ ، )B1,2‬ونلتمس أيضا شبقانية العالقة في قوله‪:‬‬
‫"إيشوفوا في يماهم" ونالحظ وجود أيضا مواضيع الخوف وذلك بربطه بالرجل الذي‬
‫كان في لوحة الحمل بالرجل الذي كان في لوحة العربة وهذا دليل على الخوف من‬
‫االنفصال والبقاء لوحده‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة لهيمنة (‪ )C‬و (‪ )B2‬مع وجود (‪ )A2,1‬هو أسلوب الصالبة‬
‫يعتمد على الوصف مع التفاصيل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬أدرك المفحوص إشكالية اللوحة ولكنه لم يتقمص أي خروف وهذا دليل‬
‫على أنه لم تكن لع أي عالقة مبكرة مع األم‪ ،‬وربط رجل هذه اللوحة برجل العربة‬
‫دليل أيضا على حزنها من االنفصال‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪" :)9‬الذهاب"‬
‫"وهذا راه يمشي في الطريق باش إيصيب ماماه ‪ ،‬وهذا حشيش‪ ،‬وهذا الن ّوار والحجر‬
‫والشجر "‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫في هذه اللوحة كانت القصة عبارات عن وجدانات معنونة والتأكد على ما هو مشروع به‬
‫ذاتيا‪ ،‬ووضعية المفحوص تعبر عن وجداناته فكان أسلوبه المستعمل في التعبير هو أسلوب‬
‫الكف (‪ )CN1,2,3‬فكانت القصة قصيرة (‪ )CP2‬أما باقي التعبيرات‡ فكانت مجرد وصف‬
‫والتليق بالتفاصيل على ما هو موجود في اللوحة (‪ )A2,1‬وذلك لتفادي القلق الناتج على‬
‫هذه الوضعية‪.‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة لسيطرة (‪ )C‬وهي أساليب تجنب الصراع وبالتحديد األساليب‬
‫النرجسية باإلضافة إلى أساليب الصالبة (‪.)A2‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬أدركها الفحوص في هذه اللوحة والمتمثلة في الخوف من الفراق والعزلة‬
‫والتعبير عن القلق بصفة خفية في تجاهله له لفقدانه الحماية من طرف الوالدين ‪ ،‬لهذا‬
‫جاءت اللوحة محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪":)10‬الشجار"‬
‫"هذا الكبش الصغير األبيض باش إيروح عند يماه وباباه‪ ،‬وهذوا راهم إيعيطوا باش‬
‫إيروحوا عند يماهم ‪ ،‬الصغير األبيض على خاطرش هذوا الزوج ما يحبوش يماهم ‪،‬‬
‫ضارب مع الكبش الصغير على خاطرش إيغير‬ ‫رجله كحلة طرّش باباه بالزيقوا وراه ي ّ‬
‫منه "‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫استعان آمين أساليب دفاعية مرنة (‪ )B2‬بالتأكيد على العالقات ما بين األشخاص (‬
‫‪ ،)E2,3‬ومن هنا نلتمس رغبة المفحوص الشخصية في أن تكون لديه أم و عائلة‪ ،‬كما‬
‫عبر عن وجدنات بألفاظ قوية (‪ )B2,4‬في قوله‪":‬راهم إيعيطوا "كما لجأ أيضا إلى‬
‫تصورات متضادة وتناوب ما بين حاالت انفعالية متناقضة في قوله‪":‬إيروحوا‡ عند يماهم‬

‫‪63‬‬
‫" ثم قال ‪":‬ما يحبوش يماهم "‪ ،‬كما نالحظ عدوانية المفحوص اتجاه األب بتكراره في‬
‫عدة لوحات لعبارة "ط ّرش باباه بالزيقوا" وهي عبارات خامة مرتبطة بمواضيع عدوانية‬
‫(‪ ، )E8‬وكذا سياقات الكف وتجنب الصراع (‪ )CN4‬وهي وضعية تعبر عن وجدانات و‬
‫(‪ )CN2‬أين رجع المفحوص إلى مصدر شخصي بتقمصه للرجل السوداء وأن الخروف‬
‫الصغير يغار منه‪.‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة بسبب سيطرة (‪ )B2‬و (‪ )C‬مع وجود أسلوب من السياقات‬
‫األولية و انعدام باقي األساليب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬أدرك المفحوص موضوع اللوحة وهو العدوانية والمنافسة األخوية‪ ،‬كما‬
‫وصف تلك العدوانية في شكل معركة مع األخ‪ ،‬لقوله‪":‬يضاربوا‪ ‡،‬إيعيطوا‪" ،‬‬
‫وبتقمصه للرجل السوداء دليل على وجود عدوانية اتجاه اإلخوة ويعود ويؤكد‬
‫المفحوص أن األم تنبذه وال تحبه بسبب رميه األوساخ على أبيه وهنا نرى صورة‬
‫األب سيئة بالنسبة للمفحوص ألنه كان السبب لعدم حب األم له وهذا دليل أيضا على‬
‫وجود مشكل أوديبي‪.‬‬
‫وذلك بإدخال أشخاص غير موجودين في الصورة (‪ )B1,2‬عند قوله‪":‬والدها" ونقص‬
‫في اإلنتاج (‪ )CP2‬فالقصة جاءت مختصرة جدا‪ ،‬رغم أن المفحوص استعمل الدفاع عن‬
‫ريق تجنب الصراع (‪ )C‬والتمسك بالمضمون الظاهري (‪ )CF1‬لكن لم يمنع ذلك من‬
‫بروز العمليات األولية والسياقات الالشعورية(‪.)E‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬سالبة‪ ،‬نظرا لهيمنة السياقات األولية (‪ ،)E‬ونالحظ وجود سياقات (‪)B1‬‬
‫و (‪ )C‬لكن دون قيمة وغير فعاليين وبالتالي الصدى الهوامي القوي جدا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬في هذه الصورة‡ نجد المفحوص أحدث خلط في إدراك الصورة‡ وبالتالي لم‬
‫يتوصل إلى اإلشكالية وهذا دليل على غياب الصورة‡ األبوية‪ ،‬وبتقمص للرجل‬
‫السوداء وجه عدوانته نحو األم رغم أنه لم يربط عالقة بينهما وبين الرجل السوداء‬
‫وهذا دليل على الحرمان األمومي وقد جاءت الصورة‡ محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪" :)13‬القبلة"‬
‫"هذوا يتعانقوا الصغير إيوقب عليهم ‪ ،‬الحشيش الطريق الشجرة"‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫سيطرة في هذه اللوحة سياقات تجنب الصراع (‪ )C‬وذلك بالتمسك بالمضمون الظاهري‬
‫(‪)CF1‬وعدم التعريف باألشخاص (‪ )CP3‬والميل إلى االختصار (‪ ، )CP2‬أما‬
‫السياقات (‪ )E‬التي تدل على الوجدانات ومرونة الحياة النفسية فهي نادرة ظهرت إال في‬
‫شبقانية العالقات سواء الموضوع الجنسي أو الرمزية الشيقائية (‪ ، )B2,9‬إضافة إلى‬
‫‪64‬‬
‫بنود سلسلة (‪ )A‬التي ظهرت فقط عندما رجع المفحوص إلى الوصف مع التعليق‬
‫بالتفاصيل من أجل القلق ‪.‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة النعدام أساليب التخرج (‪)A1‬و (‪ )B1‬وهيمنة سياقات تجنب‬
‫الصراع (‪ )C‬أي الكف بأساليبه المختلفة (‪ )CP,CN,CF‬مع قلة وجود سياقات (‬
‫‪ )B2‬و (‪.)A2‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬أدرك المفحوص موضوع اللوحة المبتدل وهو الصراع األوديبي بتقمصه‬
‫للرجل السوداء‪ ،‬لكن لم يدرك موقف أم‪ -‬أب وهذا راجع لغياب الصورة‡ الوالدية وهذا‬
‫لم يمنع من إثارة القلق والتوتر اتجاه وضعية العناق مما جعله يلجأ الستخدام ميكانيزم‬
‫النكار و ذلك بذكر الحشيش والطريق واألشجار وكأنه يرفض هذه الوضعية إال أن‬
‫اللوحة جاءت محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪ :)14‬أنثى الحمار‪:‬‬
‫"حب إيروح للدار حب إيروح الكبش اللي رجله كحلة مع الحمارة لدارها خاطرش ما‬
‫صابش يماه"‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬
‫تمركزت في هذه اللوحة السياقات الدفاعية في سلسلة تجنب الصراع (‪ )C‬حيث تسلط‬
‫على القصة الميل العام لالختصار (‪ )CP2‬والتأكيد على ما هو مشعور به ذاتيا (‬
‫‪ ،)CN1‬وللجوء إلى أسلوب من أساليب (‪ )E1‬في ذكره للوجدان لكن باعتدال (حب‬
‫يروح) وهي تعبر عن رغبة شخصية (‪ )E1,1‬كما استعان بأسلوب من أساليب الدفاع‬
‫المرنة (‪ )B2,12‬وذلك بإصراره على موضوع الذهاب ‪ ،‬لكن هذه األساليب الدفاعية لم‬
‫تمنع من خروج بعض السياقات األولية (‪ )E‬لعدم إدراكه للمواضيع الظاهرة (الرضاعة)‬
‫(‪.)E1‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة لسيطرة سياقات تجنب الصراع © وقلة وانعدام باقي األساليب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬تقبل األم البديلة من خالل البحث عن السند والحماية في قوله‪":‬حب‬
‫إيروح الكبش اللي رجله كحلة مع الحمارة لدارها"وليس‡ من خالل رباط الرضاعة‪،‬‬
‫وبالتالي يكون قد أدرك إشكالية اللوحة لهذا جاءت اللوحة محببة‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحة رقم (‪":)15‬الرضاعة األولى"‬
‫"رايح مع ماماه و هي رايحة للدار"‪.‬‬
‫‪ -‬السياقات الدفاعية‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫جاءت اللوحة هنا على شكل قصة منسوجة من رغبة شخصية وهي رغبة المفحوص في‬
‫الذهاب مع األم (‪ )B1,1‬وفي نفس الوقت لم يدرك الموضوع الظاهري وهو الرضاعة (‬
‫‪ )E1‬وهو أسلوب من السياقات األولية ثم رجع مرة أخرى إلى االستعانة بأساليب دفاعية‬
‫مرنة (‪ )B2,12‬وذلك بإصرار على موضوع الذهاب مع األم وهذا دليل على شوق‬
‫وحنين المفحوص إلى الجو األسري‪ ،‬وهذا استعانة بأسلوب من أساليب الصالبة (‬
‫‪ )A2,12‬واكتف المفحوص بسرد قصة في جملة واحدة (‪ )CP2‬وذلك لتجنب الصراع‪.‬‬
‫‪ -‬المقروئية‪ :‬متوسطة لوجود (‪ )B2‬و(‪ )A2‬و(‪ )C‬أي طغيانها على القصة مقارنة مع‬
‫السياقات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬توصل المفحوص إلى إشكالية اللوحة وهي التقرب من صورة األم لكن‬
‫ليس عن طريق الرضاعة التي تعبر عن وضعية عالقة محببة‪ ،‬وإنما بالذهاب معها‬
‫إلى البيت وهذا يبين مرة أخرى أن المفحوص لم يخبر الرضاعة من األم وأنه حرم‬
‫منها في سن مبكرة‪.‬‬
‫‪ -5-1-3‬تحليل األمنيات الثالث‪:‬‬
‫‪ -1‬الحوايج‬
‫‪ -2‬الخزانة وين إيدير حوايجه‬
‫‪ -3‬البونك‪ ،‬السرير وين يرقد‬
‫‪ -‬نفترض أن رجله كحلة ما حبش يقعد كبش واش إيحب إيولي؟‬
‫حب إيويلي نمر باش ياكل خواتاتو مادارولو والو بصح حب ياكلهم برك‪.‬‬
‫‪ -‬رغم حرص القرية على توفير حاجيات األطفال من ملبي ومأكل إال أن أمين جاءت‬
‫أمنياته بسيطة تتمثل في اللباس والخزانة ‪ ،‬أما السرير فهو يدل على عدم اإلشباع‬
‫العاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬أما عن التحويل الرجل السوداء إلى حيوان أخر فطلب تحويله إلى نمر وهو رمز القوة‬
‫و بقوله‪":‬باش ياكل خواتاتو "دليل على عدوانية موجهة نحو اإلخوة ‪.‬‬
‫‪ -5-1-4‬تحليل نتائج األسئلة التركيبية ‪:‬‬
‫شكون هو الفرحان ؟"اللي رجل كحلة "‪.‬‬
‫شكون هو الشقي ؟"اللي رجل كحلة "‪.‬‬
‫شكون لحنين؟"األم "‬

‫‪66‬‬
‫شكون هو القاسي؟"الحمارة"‪.‬‬
‫شكون يحب األب؟"الكبش‡ األبيض اللي على اليمين خاطرش عاقل"‪.‬‬
‫شكون يحب األم ؟"اللي على اليسار خاطرش عاقلة"‪.‬‬
‫شكون يحب الرجل السوداء ؟"يحب يماه خاطرش ما يحبش باباه خاطرش طرشو‬
‫بالزيقوا على بها يماه ما تحبوش"‪.‬‬
‫عبر المفحوص من خالل إجابته على األسئل؛ة الموجهة عن العدوانية وغيرة إتجته‬
‫اإلخوة إلنهما محبوبين من طرف الوالدين وليس هو ‪،‬إال أن األكثر سعادة وشقاء هو‬
‫الرجل السوداء وهو يفضل األم عن األب ‪ ،‬في حين أن األم تنبذه والدليل في‬
‫قوله ‪":‬ماتحبوش خاطرش طرش باباه بالزيقوا" لذلك الرجل السوداء يوجه عدوانيته نحو‬
‫األب وهنا يظهر لنا أن أمين في مرحلة الصراع األوديبي أما أنثى الحمار فهي أكثر‬
‫قساوة ‪ ،‬فهذا دليل على نوع المعاملة التى تلقاها من األم البديلة ‪.‬‬
‫‪ -‬خالصة الحالة ‪:‬‬
‫توصلنا من خالل النتائج تطبيق رائز الرجل السوداء التي اعتمدنا في تحليلها على شبكة (‬
‫‪ )Schentoub .Vica‬إال أن أمين استخدم ميكانيزم تجنب الصراع (‪ )C‬واألساليب‬
‫الدفاعية المرنة (‪ )B2‬وأساليب الصالبة (‪ )A2‬ومهيمنة تقريبا على كل البروتوكول من أجل‬
‫تفادي القلق الناتج عن اإلحساس بالنبذ والحرمان األمومي‪ .‬كما هو مبين في القصص المقدمة‬
‫من خالل لوحات (الرضاعة األولى‪ ،‬و الرضاعة الثانية) بإنكاره للرضاعة التي ترمز‬
‫للعالقة المحببة مع األم وهذا دليل على أن االنفصال المبكر حرمه من هذه الوضعية ‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ذلك لوحة (الحلم باألم) التي رفضها أمين وصنفها ضمن اللوحات الغير محببة وكأنه‬
‫يبدي انتقامه من األم لتخليها عنه‪ ،‬ولوحة (الحفرة) التي ترمز إلى التخوف من االنفصال‬
‫والفراق في وضعية خطر والتي عبر من خاللها أمين عن شعوره بفقدان وغياب األم‪ ،‬وقد‬
‫أبدى تقبله للبديل األمومي في لوحة (أنثى الحمار) لكن من حيث السند والحماية فقط وليس‬
‫من حيث وضعية الرضاعة‪.‬‬
‫أما فيما يخص العدوانية فكانت موجهة نحو اإلخوة‪ ،‬في لوحات (الشجار‪ ،‬العربة‪ ،‬ذكر‬
‫اإلوز) ففي هذه األخيرة لجأ أمين إلى سياقات الكف (‪ )C‬ويظهر ذلك خاصة في االختصار‬
‫(‪ )CP2‬والتمسك بالمضمون الظاهري (‪ )CF1‬هذا من جهة ومن جهة أخرى استعمل‬
‫سياقات الدفاعية المرنة (‪ )E2‬من أجل إخفاء الغيرة والعدوانية اتجاه اإلخوة واستمر على‬
‫هذا المنوال في لوحة (العربة) فانشغاله بالنبذ العاطفي من طرف الوالدين منعه من بلوغ‬
‫إشكالية اللوحة ‪ ،‬إال أن ميكانيزمات الدفاع والكف لم تمنع من بروز عدوانيته اتجاه اإلخوة‬

‫‪67‬‬
‫في لوحة (الشجار) بسبب ضعف وتراجع الميكانيزمات الدفاعية التي سمحت ببروز الصراع‬
‫األوديبي ‪ ،‬إذ تعدت العدوانية اإلخوة وشملة حتى األب وهذا ما تؤكد عليه لوحة (التردد)‬
‫إضافة إلى هذه اللوحة التي تعبر عن عدوانية اتجاه اإلخوة عبر أمين عن عدوانيته اتجاه‬
‫الوالدين وبالخصوص نحو األب في اللوحات (الحوض‪ ،‬الليل واأللعاب القذرة) والتي نتج‬
‫عنها كره ونبذ من طرف األم‪ ،‬وبذلك بتكراره لعبارة "ما تحبوش يماه خاطرش طرّش باباه‬
‫بالزيقوا"‪.‬‬
‫إن الحرمان العاطفي الذي عان منه المفحوص ولد لديه صراعات ترجمة على شكل سلوكات‬
‫عدوانية اتجاه اإلخوة و اتجاه الوالدين‪.‬‬
‫وكتلخيص نهائي للحالة يمكننا القول أن أمين نتيجة فقدان الحب والعاطفة الوالدين خاصة‬
‫األمومية ولديه القلق والتوتر التي ال تعتبر كنتيجة للحرمان األمومي فقط بل هي أيضا تعبيير‬
‫عن الصراع األوديبي الذي يقابل هذه المرحلة العمرية (‪ 5‬سنوات) ‪ ،‬فرائز الرجل السوداء‬
‫في هذه الحالة بين أكثر إسقاط المفحوص لمعاناته من فقدان الحب والحنان بسبب غياب األم‬
‫الحقيقية‪.‬‬

‫‪68‬‬

You might also like