Professional Documents
Culture Documents
549 Asolaleman ABDALWAHAB
549 Asolaleman ABDALWAHAB
أصول اإلميان
تأليف
اإلمام اجملدد شيخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب
املولود 1111هـ -املتوفى 1021هـ
رمحه اهلل ورضي عنه
وبه أستعني
(باب معرفة اللَّه عز وجل واإلميان به)
خلَقَ
تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ ،سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ،أَ َرَأيْتُمْ مَا أَنْفَقَ ُمنْذُ َ
خرَى
أل ْ
السمَاوَاتِ وَاألَرْضَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي َيمِينِهِ وَالْقِسْطُ بِيَدِهِ ا ُ
َّ
َيرْفَعُ َويَخْفِضُ"( )1أخرجاه.
وعن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه قالَ " :رأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ
ت:
ٍَّر ؟ ُق ْل ُ
وَسَلَّمَ شَاتَيْنِ تنْتَطِحَانِ ،فَقَالََ :أتَدْرِي فِيمَ تنْتَطِحَانِ يَا أَبَا ذ
()1( )0
حكُمُ بَ ْينَ ُهمَا " رواه أمحد .
ال .قَالََ :لكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي ،وَسَيَ ْ
وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه" ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه َعلَيْهِ
وَسَلَّم َق َرأَ هَذِهِ اآليَةَ[ ) ( :النساء:
]19إِلَى َقوْلِهِ[ ) ( :النساءَ ،]19 :ويَضَعُ إِبْهامَيْهِ
َعلَى أُذُنَيْهِ وَالَّتِي َتلِيهَا َعلَى عَ ْينَيْهِ "( .)1رواه أبو داود ،وابن حبَّان،
وابن أبي حامت.
وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما ،أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم
خ ْمسٌ ال يَ ْع َلمُهَا إِال اللَّهُ ،ال يَ ْعلَمُ مَا فِي غَدٍ إِال
قال " :مَفَاتِيُحُ الْغَيْبِ َ
طرُ
اللَّهُ ،وَالَ يَ ْعلَمُ مَا تَغِيضُ األَ ْرحَامُ إِال اللَّهُ ،وَال يَ ْعلَمُ مَتَى يَأْتِي ا ْلمَ َ
َأحَدٌ إِال اللَّهُ ،وَالَ تَدْرِي نَ ْفسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ َتمُوتُ إال اللَّهُ ،وَال يَ ْعلَمُ مَتَى
تَقُومُ السَّاعَةُ إِال اللَّهُ َتبَا َركَ َوتَعَالَى"( )1رواه البخاريّ ومسلم.
وعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه
كمْ
حنيَ يَتُوبُ إِلَيْهِ ،مِنْ َأحَ ِد ُ
عليه وسَلَّم " :لَلَّهُ أَشَدُّ َف َرحًا بِتَوْبَةِ َعبْدِهِ ِ
شرَابُهُ،
حلَتِهِ بِأَرْضِ فَالةٍ ،فَانْفَلَ َتتْ ِمنْهُ وَ َعلَيْهَا طَعَامُهُ وَ َ
كَانَ عَلَى رَا ِ
حلَتِهِ،
جرَةً ،فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا ،قَدْ َأ ِيسَ مِنْ رَا ِ
فَ َأ ِيسَ مِنْهَا ،فَ َأتَى شَ َ
َفبَ ْينَا ُهوَ كَذَلِكَ إِذْ ُهوَ بِهَا ،قَا ِئمَةً ِعنْدَهُ ،فَ َأخَذَ بِخِطَامِهَا ،فَقَالَ مِنْ
()0
شِدَّةِ الْ َفرَحِ :اللهُمَّ ،أَنْتَ َعبْدِي َوأَنَا ر َُّبكَ ،أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْ َفرَحِ "
أخرجاه.
وعن أبي موسى رضي اللَّه عنه ،أنَّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم
قال" :إِنَّ اللَّهَ َيبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّ ْيلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارَِ ،و َيبْسُطُ يَدَهُ
طلُعَ الشَّ ْمسُ مِنْ مَ ْغرِبِهَا"( )1رواه
بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّ ْيلِ حَتَّى تَ ْ
مسلم.
وهلما عن عمر رضي اللَّه عنه قال" :قُ ِد َم َعلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
صبِيًّا
السبْيِ تَسْعَى ،إِذْ َوجَ َدتْ َ
َعلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَيبِ هوازِنَ ،فَإِذَا ا ْم َرأَةٌ مِنَ َّ
( )1صحيح البخاري ( ،)1118وورد هذا املعنى عند مسلم ( )12من حديث أبي هريرة[ .ج]
( )0صحيح البخاري ( )1128خمتصراً ،صحيح مسلم ( )0111واللفظ له[ .ج]
( )1صحيح مسلم ([ .)0118ج]
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 01
وله عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه مرفوعاَ " :لوْ يَ ْعلَمُ ا ْل ُمؤْمِنُ مَا
طمِعَ بِجَنَّتِهِ َأحَدٌ ،وَ َلوْ يَ ْعلَمُ ا ْلكَا ِفرُ مَا ِعنْدَ
ِعنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا َ
حمَةِ مَا َقنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ َأحَدٌ "(.)1
الر ْ
اللَّهِ مِنَ َّ
وللبخاريِّ عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى
شرَاكِ نَ ْعلِهِ ،وَالنَّارُ مِ ْثلُ
اللَّه عليه وسَلَّم" :الْجَنَّةُ أَ ْق َربُ إِلَى َأحَ ِدكُمْ مِنْ ِ
ذَ ِلكَ "(.)0
ك ْلبًا
وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعا " :إِنَّ ا ْم َرأَةً بَغِيًّا َرَأتْ َ
طشَِ ،فنَزَ َعتْ لَهُ مُوقَهَا
َار يُطِيفُ ِببِئْرٍ ،قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِ َن الْعَ َ
ٍّفِي َي ْومٍ ح
حبَسَتْهَا ،ال فَسَقَتْهُ ،فَغُفِرَ لَهَا بِهِ "( ،)1وقالَ " :د َ
خ َلتِ النَّا َر ا ْم َرأَةٌ فِي هِرَّةٍ َ
كلُ مِنْ خَشَاشِ األَرْضِ"( ،)1قال
سلَتْهَا تَ ْأ ُ
هِيَ َأطْ َعمَتْهَا ،وَال هِيَ أَرْ َ
الزّهري :لِئال يتّكل أَحد ،وال ييأس أَحد ،أخرجاه.
سلِ"(.)1
ربنَا مِنْ َق ْومٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِالسَّال ِ
وعنه مرفوعا" :عَجِبَ ُّ
بِالسَّالسِلِ"( .)1رواه أَمحد والبخاري.
وعن أبي موسى األشعري رضي اللَّه تعاىل عنه قال :قال رسول اللَّه
سمَعُهُ مِنَ اللَّهِ؛
ص َبرَ َعلَى أَذًى يَ ْ
صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم " :وَمَا َأحَدٌ أَ ْ
يَدْعُونَ لَهُ ا ْلوَلَدَ ،ثُمَّ يُعَافِيهِمْ َو َيرْزُقُهُمْ "( .)1رواه البخاري.
وله عن أبي هريرة رضي اللَّه تعاىل عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى
اللَّه عليه وسَلَّم" :إِنَّ اللَّهَ َتبَا َركَ َوتَعَالَى إِذَا َأحَبَّ َعبْدًا نَادَى :يَا
ج ْبرِيلُ ج ْبرِيلُ( )0إِنّ اللَّهَ يُحِبُّ فُالنًا فَ َأحِبَّهُ ،فَيُحِبُّ ُه ِ
جبْرِيلُ ،ثُمَّ يُنَادِي ِ ِ
ضعُ السمَاءِ :إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُالنًا ،ف َأحِبُّوهُ(َ )1فيُحِبُّهُ َأ ْهلُ َّ
السمَاءَِ ،ويُو َ فِي َّ
لَهُ الْ َقبُولُ فِي األَرْضِ(.)1(" )1
جلُوسًا
وعن جرير بن عبدالَّلهِ البجلي رضي اللَّه عنه قال " :كُنَّا ُ
النبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ ِإلَى الْ َق َمرِ لَ ْيلَةَ ا ْلبَدْرِ قَالَ:
ِعنْدَ َّ
كمَا َترَوْنَ هَذَا الْ َق َمرَ ،ال تُضَامُونَ فِي رُ ْؤيَتِهِ؛ فَإِنِ
إ َِّنكُمْ سَ َترَوْنَ رَبَّكُمْ َ
الش ْمسِ وَ َق ْبلَ ُغرُوبِهَا
طلُوعِ َّ
اسْتَطَعْتُمْ أَنْ ال تُ ْغ َلبُوا َعلَى صَالةٍ َق ْبلَ ُ
() فَافْ َعلُوا ،ثُمَّ َق َرأَ:
[طه )1(."]112:رواه اجلماعة.
وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه ،أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم
حرْبِ،
قال :إِن اللَّه تبارك وتعاىل قال" :مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْ َ
َربَ إِلَيَّ َعبْدِي بِشَ ْيءٍ َأحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَدَاءِ مَا افْ َترَضْتُهُ َعلَيْهِ ،وَمَا
وَمَا تَق َّ
سمْعَهُ
ك ْنتُ َ
ح َببْتُهُ ُ
ِالنوَا ِفلِ حَتَّى ُأحِبَّهُ ،فَإِذَا َأ ْ
َربُ إِلَيَّ ب َّ
َيزَالُ َعبْدِي يَتَق َّ
جلَهُ
صرُ بِهَِ ،ويَدَهُ الَّتِي َيبْطِشُ بِهَا ،وَ ِر ْ
سمَعُ بِهِ ،وَبَصَرَهُ الَّذِي ُيبْ ِ
الَّذِي يَ ْ
الَّتِي َيمْشِي بِهَا ،وَلَئِنْ سَأَ َلنِي ألُعْطِيَنَّهُ ،وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي ألُعِيذَنَّهُ ،وَمَا
ض نَ ْفسِ َعبْدِي ا ْل ُمؤْمِنِ َي ْك َرهُ
َترَدَّ ْدتُ عَنْ شَ ْيءٍ أَنَا فَا ِعلُهُ َترَدُّدِي عَنْ َقبْ ِ
كرَهُ مَسَا َءتَهُ وَال بُدَّ لَهُ ِمنْهُ "( )0رواه البخاري.
ا ْل َم ْوتََ ،وَأ ْ
وعنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال" :يَ ْنزِلُ ر َُّبنَا َتبَارَكَ
( )1صحيح البخاري ( ،)111صحيح مسلم ( ،)111سنن أبي داود ( ،)1108جامع الرتمذي
( ،)0111والنسائي يف الكربى ( ،)112سنن ابن ماجه ( ،)111مسند اإلمام أمحد
([ .)112/1ج]
( )0صحيح البخاري ([ )1120ج]
05 كتاب أصول اإلميان
خرُ،
ني َيبْقَى ُث ُلثُ اللَّ ْيلِ اآل ِ
ح ََوتَعَالَى كُلَّ لَ ْيلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَاِ ،
يَقُولُ :مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ،مَنْ يَسْأَ ُلنِي فَأُعْطِيَهُ ،مَنْ يَسْتَغْ ِفرُنِي
فَأَغْ ِفرَ لَهُ"( )1متفق عليه.
وعن أبي موسى األشعري رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى
اللَّه عليه وسَلَّم ":جَنَّتَانِ مِنْ َذهَبٍ آنِيَتُ ُهمَا وَمَا فِي ِهمَاَ ،وجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ
ظرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِال رِدَاءُ
آنِيَتُ ُهمَا وَمَا فِي ِهمَا ،وَمَا بَيْنَ الْ َق ْومِ وَبَيْنَ أَ ْن يَنْ ُ
ا ْل ِك ْب ِريَاءِ َعلَى َوجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْن "( )0رواه البخاري.
( )1صحيح البخاري ( )1181بنحوه ،صحيح مسلم ( )119بنحوه.وهو بهذا اللفظ يف
النسخة املطبوعة،وبالرجوع اىل النسخة اخلطية وجد ان اللفظ((اىل السماء)) [ج].
( )0صحيح البخاري ( ،)1919صحيح مسلم ([ .)192ج]
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 06
عن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما قال :حدّثين رجل من أصحاب
جلُوسٌ لَ ْيلَةً
النيب صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم من األنصارِ" :أَنَّهُمْ بَ ْي َنمَا هُمْ ُ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه َعلَيْهِ وسَلَّمَ ،إِذْ رُمِيَ ِبنَجْمٍ فَاسْ َتنَارَ ،فَقَالَ " :مَا
كنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا رُمِيَ ِبمِ ْثلِ هَذَا؟ " قَالُوا :كُنَّا نَقُولُ :وُلِدَ اللَّ ْيلَةَ
ُ
عَظِيمٌ ،أَوْ مَاتَ عَظِيمٌ ،فَقَالَ" :إِنَّهَا لَمْ ُت ْرمَ ِل َم ْوتِ َأحَدٍ ،وَال لِحَيَاتِهِ،
حمَلَةُ الْ َع ْرشِ ،حَتَّى يُسَبِّحَ
حتْ َ
وَ َلكِنَّ ر ََّبنَا عَزَّ َوجَلَّ إِذَا قَضَى أَ ْمرًا سَبَّ َ
السمَاءِ الدُّنْيَا،
سبِيحُ َأ ْهلَ َّ
السمَاءِ الَّذِينَ َيلُونَهُمْ ،حَتَّى َي ْبلُغَ التَّ ْ
َأ ْهلُ َّ
خ ِبرُونَهُمْ مَاذَا
فَيَقُولُ الَّذِينَ َيلُونَ حَ َملَةَ الْ َع ْرشِ :مَاذَا قَالَ ر َُّبكُمْ؟ فَيُ ْ
خ َبرُ َأهْلَ
السمَاوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ،حَتَّى َي ْبلُغَ الْ َ
خ ِبرُ َأ ْهلُ َّ
قَالَ ،فَيَسْتَ ْ
السمْعََ ،فيُلْقُونَهُ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ،فَمَا
السمَاءِ الدُّنْيَا ،فَتَخْطَفُ الْجِنُّ َّ
َّ
جَاءُوا بِهِ َعلَى َوجْهِهِ فَ ُهوَ الْحَقُّ ،وَ َلكِنَّهُمْ يَقْذِفُونَ َو َيزِيدُونَ"( )1رواه
مسلم والرتمذي والنّسائي.
وعن النّواس بن مسعان رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى
اللَّه عليه وسَلَّم" :إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُوحِيَ بِاألَ ْمرِ َتكَلَّمَ بِا ْل َوحْيِ َأخَذَتِ
خوْفًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ َوجَلَّ،
السمَاوَاتِ ِمنْهُ َرجْفَةٌ -أَوْ قَالَ :رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ -؛ َ
َّ
السمَاوَاتِ صُعِقُوا - ،أَوْ قَالَ :خَرُّوا -لِلَّهِ سُجَّدًا
فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ َأ ْهلُ َّ
ج ْبرَائِيلُ َعلَيْ ِه السَّالمُ ،فَ ُيك َِّلمُهُ اللَّهُ مِنْ
فَ َيكُونُ أَوَّلَ مَنْ َيرْفَعُ َرأْسَهُ ِ
سمَاءٍ سَأَلَهُ
ج ْبرَائِيلُ َعلَى ا ْلمَال ِئكَةِ ،ك َُّلمَا مَرَّ بِ َ
َوحْيِهِ ِبمَا أَرَادَ ،ثُمَّ َيمُرُّ ِ
( ج ْبرَائِيلُ؟ فَيَقُولُ:
مَال ِئكَتُهَا :مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا ِ
ج ْبرَائِيلُ ،فَ َينْتَهِي
[ ) سبأ ،]01 :فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِ ْثلَ مَا قَالَ ِ
ج ْبرِيلُ بِا ْل َوحْيِ إِلَى حَ ْيثُ أَ َمرَهُ اللَّهُ عَزَّ َوجَلَّ "( .)1رواه ابن جرير وابن
ِ
خزمية والطّرباني وابن أبي حامت ،واللفظ له.
عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال :مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه
السمَاءَ بِ َيمِينِهِ ،ثُمَّ
عليه وسَلَّم يقول" :يَقْبِضُ اللَّهُ األَرْضَ ،وَيَطْوِي َّ
يَقُولُ :أَنَا ا ْل َم ِلكَُ ،أيْنَ ُملُوكُ األَرْضِ؟ "( )1رواه البخاري.
اللهِ صَلَّى اللَّه عليه
وله عن ابنِ عمر رضي اللَّه عنهما عن رسول َّ
السمَاوَاتُ
ضنيََ ،و َتكُونُ َّ
وسَلَّم قال" :إِنَّ اللَّهَ يَ ْقبِضُ َي ْومَ الْقِيَامَةِ األَرَ ِ
بِ َيمِينِهِ ،ثُمَّ يَقُولُ :أَنَا ا ْل َم ِلكُ "(.)0
ويف روايةٍ عنه" ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َق َرأَ هَذِهِ اآليَةَ
( ذَاتَ َي ْومٍ َعلَى ا ْل ِم ْن َبرِ:
)
[الزمر ،]11 :وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ،
َركُهَاَ ،ويُ ْق ِبلُ بِهَا َويُدْ ِبرُُ " ،يمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ :أَنَا الْجَبَّارُ ،أَنَا
يُح ِّ
َبرُ ،أَنَا الْ َعزِيزُ ،أَنَا ا ْل َكرِيمُ " َف َرجَفَ ِبرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ
ا ْلمُ َتك ِّ
ط ِعمٍ ،عن أبيه عن جدِّه قال: وعن جبريِ بنِ حممّد بن جبري بن م ْ
"جَاءَ أَ ْعرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ
جَهِ َدتْ األَنْفُسُ ،وَضَا َعتِ الْعِيَالُ ،وَنُ ِه َكتِ األَ ْموَالَُ ،و َه َل َكتِ األَنْعَامُ،
فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ ،فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ ِبكَ َعلَى اللَّهِ ،وَبِاللَّهِ َعلَ ْيكَ ،فَقَالَ
ح
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمََ " :ويْحَكَ ،أَتَدْرِي مَا تَقُولُ؟!" وَسَبَّ َ
رَسُولُ اللَّهِ ،فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ ،حَتَّى ُع ِرفَ ذَ ِلكَ فِي ُوجُوهِ أَصْحَابِهِ ،ثُمَّ
حكَ ،إِنَّهُ ال يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ َعلَى َأحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ،شَأْنُ اللَّهِ
قَالََ " :ويْ َ
حكَ َأتَدْرِي مَا اللَّهُ؟ إِنَّ َعرْشَهُ عَلَى سَمَاوَاتِ ِه
أَعْظَمُ مِنْ ذَ ِلكََ ،ويْ َ
حلِ
الر ْ
لَ َهكَذَا" -وَقَالَ بِأَصَابِعِ ِه مِ ْثلَ الْقُبَّ ِة عَلَيْهِ َ " -وإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ َأطِيطَ َّ
بِالرَّاكِبِ"( .)1رواه أمحد وأبو داود.
وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه
وسَلَّم" :قَالَ اللَّهُ عَزَّ َوجَلَّ :كَذَّ َبنِي ابْنُ آ َدمَ ،وَلَمْ َيكُنْ لَهُ ذَ ِلكَ،
كمَا
وَشَ َت َمنِي ،وَلَمْ َيكُنْ لَهُ ذَ ِلكَ ،أَمَّا َتكْذِيبُهُ إِيَّايَ ،فَ َقوْلُهُ :لَنْ يُعِيدَنِي َ
خلْقِ بِ َأ ْهوَنَ َعلَيَّ مِنْ إِعَا َدتِهَِ ،وأَمَّا شَ ْتمُهُ إِيَّايَ،
بَ َدأَنِي ،وَلَ ْيسَ أَوَُّل الْ َ
الصمَدُ ،الَّذِي لَمْ َيلِدْ ،وَلَمْ يُولَدْ،
ألحَدُ َّ
فَ َقوْلُهُ :اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًاَ ،وأَنَا ا َ
وَلَمْ َيكُنْ لَهُ كُ ْفوًا َأحَدٌ "(.)0
( )1سنن أبي داود ( .)1101ويف السنة لعبداهلل بن اإلمام أمحد 121/1برقم 191و111/0
برقم [ .1218ج]
( )0صحيح البخاري ([ .)1811ج]
20 كتاب أصول اإلميان
( )1ف (خ .م) ''وال ولدا'' ،وهي رواية ذكرها احلميدي كما يف [ مرقاة املفاتيح ] لعلي
القاري.
( )0صحيح البخاري ([ .)1190ج]
( )1صحيح البخاري ( ،)1901صحيح مسلم ([ .)0011ج]
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 22
باب
اإلميان بالقدر
( اللهِ تعاىل:
وقولِ َّ
() [األنبياء ،]121 :وقوله تعاىل: )
[الصافات: () [األحزاب ،]19 :وقوله تعاىل:
،]81وقوله تعاىل[ ) ( :القمر.]18 :
ويف [صحيح مسلم] ،عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه
عنهما قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم" :إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ مَقَادِيرَ
سنَةٍ ،قَالَ(:)1
سنيَ أَلْفَ َ
السمَاوَاتِ وَاألَرْضَ بِخَمْ ِ
خلُقَ َّ
الْخَالئِقِ َق ْبلَ أَنْ يَ ْ
وَ َعرْشُهُ عَلَى ا ْلمَاءِ (." )0
وعن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى
اللَّه عليه وسَلَّم" :مَا مِ ْنكُمْ مِنْ َأحَدٍ إِال وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ،
َت ِكلُ َعلَى كِتَابِنَا وَنَ َدعُ
وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ" ،قَالُوا :يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَال ن َّ
خلِقَ لَهُ ،أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ َأ ْهلِ
َسرٌ ِلمَا ُ
الْ َع َملَ؟! قَالَ " :ا ْع َملُواَ ،فكُلٌّ مُي َّ
َسرُ لِ َع َملِ َأ ْهلِ السَّعَادَةَِ ،وأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ َأ ْهلِ الشَّقَاوَةِ،
السَّعَادَةِ فَسَيُي َّ
( َسرُ لِ َع َملِ َأ ْهلِ الشَّقَاوَةِ" ،ثُمَّ َق َرأَ:
فَسَيُي َّ
[ ) الليل )1(" ]1 -1 :متّفقٌ عليه.
وعن مسلم بن يسارٍ اجلهين قال :سئِل عمر بن اخلطّاب رضي اللَّه
() عنه عن هذه اآلية:
[األعراف ،]110 :فقال عمر رضي اللَّه عنه :مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه
خلَقَ آ َدمَ ،ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَ ُه
عليه وسَلَّم سئل عنها ،فقال " :إِنَّ اللَّهَ َ
خلَ ْقتُ َهؤُالءِ ِللْجَنَّةِ ،وَبِ َع َملِ َأهْلِ
خرَجَ ِمنْهُ ذُرِّيَّةً ،فَقَالََ :
بِ َيمِينِهِ فَاسْتَ ْ
خلَقْتُ
خرَجَ ِمنْهُ ذُرِّيَّةً ،فَقَالََ :
الْجَنَّةِ يَ ْع َملُونَ ،ثُمَّ مَسَحَ ظَ ْهرَهُ ،فَاسْتَ ْ
جلٌ :يَا رَسُولَ اللَّهِ ،فَفِيمَ
َهؤُالءِ لِلنَّارِ ،وَبِ َع َملِ َأهْلِ النَّارِ يَ ْع َملُونَ" فَقَالَ رَ ُ
خلَقَ الْ َعبْدَ ِللْجَنَّةِ اسْتَ ْع َملَهُ بِ َع َملِ َأهْلِ
الْ َع َملُ؟ فَقَالَ " :إِنَّ اللَّهَ إِذَا َ
خلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ،
الْجَنَّةِ حَتَّى َيمُوتَ عَلَى َع َملٍ مِنْ أَ ْعمَالِ َأ ْه ِل الْجَنَّةِ ،فَيُ ْد ِ
خلَقَ الْ َعبْدَ لِلنَّارِ اسْتَ ْع َملَهُ بِ َع َملِ َأ ْهلِ النَّارِ ،حَتَّى َيمُوتَ َعلَى َع َم ٍل
َوإِذَا َ
خلُهُ النَّارَ "( .)0رواه مالك واحلاكم ،وقال:
مِنْ أَ ْعمَالِ َأ ْهلِ النَّارِ ،فَيُ ْد ِ
على شرط مسلم .ورواه أبو داود من وجه آخر عن مسلم بن يسار عن
نعيمِ بن ربيعة عن عمر.
( وعن قتادة رضي اللَّه عنه يف قوله تعاىل:
[القدر ،]1 :قال" :يقْضى فيها ما يكون يف )
السّنة إىل مثلها " .رواه عبدالرزاق وابن جرير ،وقد روي معنى ذلك
عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ،واحلسن وأبي عبدالرمحن السلمي
وسعيد بن جبريٍ ومقاتِل.
()1
خلَقَ َل ْوحًا
اللَّهَ َ وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال :إِنَّ
مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ ،دَفَّتَاهُ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَ ْمرَاءََ ،ق َلمُهُ نُورٌَ ،وكِتَابُهُ
ظرُ فِيهِ كُلَّ َي ْومٍ ثَال َثمِائَةٍ
السمَاءِ وَاألَرْضِ ،يَنْ ُ
نُورٌ ،عَرْضُهُ مَا بَيْنَ َّ
خلُقُ َويَرْزُقَُ ،ويُحْيِي َو ُيمِيتَُ ،ويُعِزُّ
ظرَةٍ ِمنْهَا يَ ْ
ِتنيَ نَظْرَةً ،فَفِي كُلِّ نَ ْ
وَس ِّ
() َويُذِلُّ ،وَيَفْ َعلُ مَا يَشَاءُ ،فَذَ ِلكَ َقوْلُهُ تَعَالَى:
[الرمحن ")0(]08:رواه عبدالرزاق وابن املنذر والطرباني واحلاكم.
قال ابن القيم رمحه اللَّه تعاىل ملا ذكر هذه األحاديث وما يف
معناها -وقال " :فهذا تقدير يومِي ،والذي قبله تقدير حولي ،والذي
قبله تقدير عمرِي عند تعلقِ النفس به ،والذي قبله كذلك عند أول
ختلي ِقهِ وكو ِنهِ مضغة ،والذي قبله تقدير سابق على وجوده ،لكن
بعد خلق السماوات واألرض ،والذي قبله تقدير سابق على خلق
السماوات واألرض خبمسني ألف سنة ،وكلّ واحدٍ من هذه التقادير
كالتفصيل من التقدير السّابقِ ،ويف ذلك دليلٌ على كمال علم الرّبِّ
وقدرتِه وحِكمتِهِ ،وزيادة تعرِي ِفهِ املالئِكة وعباده املؤمنني بنفسه
وأمسائه .ثم قال :فاتفقت هذه األحاديث ونظائرها على أن القدر
السابق ال مينع العمل ،وال يوجب االتكال عليه ،بل يوجب اجلدّ
واالجتهاد؛ وهلذا ملا مسع بعض الصّحابة ذلك ،قال :ما كنت بأشد
اجتهادا منِّي اآلن ،وقال أبو عثمان النّهدي لسلمان :ألنا بأول هذا
األمر أشد فرحا منِّي بآخره؛ وذلك ألنه إِذا كان قد سبق له من اللَّه
سابقة ،وهيّأه ويسّره للوصول إليها -كان فرحه بالسابقة اليت
سبقت له من اللَّه أعظم من فرحه باألسباب اليت تأتي بها.
وعن الوليد بن عبادة قال( :دخلت على أبي وهو مريضٌ أختايل فيه
املوت ،فقلت :يا أبتاه ،أوصين واجتهد لي ،فقال :أجلسوني ،فلمّا
أجلسوه قال :يا بين ،إنك لن جتد طعم اإلميان ،ولن تبلغ حقيقة العلم
باللَّه تبارك وتعاىل حتى تؤمن بالقدر خريه وشره ،قلت :يا أبتاه،
وكيف لي أن أعلم ما خري القدر وشره؟ قال :تعلم أنّ ما أخطأك مل
يكن ليصيبك ،وما أصابك مل يكن ليخطئك ،يا بين ،إني مسعت
خلَقَ اللَّهُ الْ َقلَمَ ،قَالَ:
رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم يقول" :أَوَّلُ مَا َ
جرَى فِي تِ ْلكَ السَّاعَةِ بِمَا ُهوَ كَائِنٌ إِلَى َي ْومِ الْقِيَامَةِ" ،يَا
اكْتُبْ ،فَ َ
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 28
باب
ذكر املالئكة عليهم السالم واإلميان بهم
( :وقول اللَّه تعاىل
:اآلية [البقرة )
( : وقوله تعاىل،]111
:[فصلت )
( : وقوله تعاىل،]12
( : وقوله تعاىل،]110 :) [النساء
وثبت يف بعض أحاديث املعراج أنه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم رفِع له
البيت املعمور الذي هو يف السماء السابعة( ،وقيل :يف السادسة)
مبنزلة الكعبة يف األرض ،وهو بِحيالِ الكعبةِ ،حرمته يف السماء
كحرمة الكعبة يف األرض ،وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف
ملك ،ثم ال يعودون إِليه آخر ما عليهم(.)1
وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه
السمَاءِ َموْضِعُ قَ َدمٍ إِال َعلَيْهِ َم َلكٌ سَاجِدٌ أَوْ َم َلكٌ
وسَلَّم" :مَا فِي َّ
( قَائِمٌ ،فَذَ ِلكَ َقوْلُ ا ْلمَال ِئكَةِ:
[الصافات ،)0(" ]111 ،111 :رواه حممد بن نصر وابن أبي )
وعن جابرٍ رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم:
ح َملَةِ الْ َع ْرشِ ،مَا بَيْنَ
َدثَ عَنْ َم َلكٍ مِنْ مَال ِئكَةِ اللَّهِ مِنْ َ
"أُذِنَ لِي أَنْ ُأح ِّ
سبْعِمِائَةِ عَامٍ"( .)1رواه أبو داود والبيهقي
حمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِريَةُ َ
شَ ْ
يف [األمساءِ والصِّفاتِ] ،والضِّياء يف [املختارة].
فمن سادتِهم جربائيل عليه السالم ،وقد وصفه اللَّه تعاىل باألمانة،
( وحسن اخللق والقوة ،فقال تعاىل:
[النجم ،]1 ،1 :ومن شدة قوته أنه رفع مدائِن قوم لوط )
عليه السالم -وكن سبعا -مبن فيهن من األمم ،وكانوا قريبا من
أربعمائة ألف ،وما معهم من الدوابِّ واحليوانات ،وما لتلك املدائن من
األراضي والعمارات على طرف جناحه ،حتّى بلغ بِهِن عنان السماء،
حتى مسعت املالئكة نباح كالبهم ،وصياح دِيكتِهِم ،ثمّ قلَبها،
[سورة () فجعل عاليها سافلها ،فهذا هو شديد القوى ،وقوله:
النجم ،]1 :أي :ذو خلقٍ حسنٍ وبهاءٍ وسناءٍ ،وقوة شديدة ،قال معناه
ابن عباس رضي اللَّه عنهما ،وقال غريه[ ) ( :سورة النجم ،]1 :أي:
( ذو قوة .وقال تعاىل يف صفته:
[ ) التكوير ،]01-18 :أي :له قوّة وبأس
( شديد ،وله مكانة ومنْزلة عالية رفيعة عند ذي العرش:
[التكوير: () [التكوير ]01 :أي :مطاع يف املأل األعلى )
:]01ذي أمانة عظيمة؛ وهلذا كان هو السفري بني اللَّه وبني رسلِه،
وقد كان يأتي إِىل رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم يف صفاتٍ
متعدِّدة ،وقد رآه على صفته اليت خلقه اللَّه عليها مرتني ،وله ستمائة
جناح ،روى ذلك البخاري عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه.
وروى اإلمام أمحد عن عبداللَّه قالَ " :رأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْ ِه
جنَاحٍ ِمنْهَا سَدَّ جنَاحٍ ،كُلُّ َ ِتمِائَةِ َج ْبرِيلَ فِي صُو َرتِهِ ،وَلَهُ س ُّ
وَسَلَّمَ ِ
جنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِي ِل( )1وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ
األُفُقَ ،يَسْقُطُ مِنْ َ
َعلِيمٌ "( .)0إسناده قوي.
وعن عبداللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قالَ " :رأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
السمَاءِ
ضرَاءَ ،قَدْ َمألَ مَا بَيْنَ َّ ج ْبرِيلَ فِي حُلَّةٍ خَ ْ
اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ ِ
وَاألَرْضِ "( .)1رواه مسلم.
وعن عائشة رضي اللَّه عنها أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم
ج ْبرِيلَ ُمنْ َهبِطًا قَدْ َمألَ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنَِ ،علَيْهِ ثِيَابُ
قالَ " :رَأ ْيتُ ِ
( )1قوله( :من التهاويل) هو من حديث ابن مسعود من [املسند] ج 1ص 181الطبعة األوىل.
( )0مسند اإلمام أمحد ([ .)112 ،110 ،181/1ج]
( )1رواه مسلم بنحوه ( )111واحلديث يف جامع الرتمذي ( ،)1091ومسند اإلمام أمحد
( ،)181/1العظمة ألبي الشيخ ( )111مبعناه[ .ج]
33 كتاب أصول اإلميان
( ) اآلية "([ )1مريم.]11 :
ومن ساداتهم ميكائيل عليه السالم ،وهو موكل بِالْقطْر والنباتِ:
وروى اإلمام أمحد عن أنسٍ رضي اللَّه تعاىل عنه "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
حكًا
ج ْبرَائِيلَ :مَا لِي لَمْ أَرَ مِيكَائِيلَ ضَا ِ
صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ لِ ِ
ت النَّارُ "(.)0
خلِق ِ
حكَ مِيكَائِيلُ ُمنْذُ ُ
قَطُّ؟! قَالَ :مَا ضَ ِ
ومن ساداتهم إسرافيل عليه السالم ،وهو أحد محلة العرش ،وهو
الذي ينفخ يف الصور.
روى التِّرمذِي -وحسنه -واحلاكم عن أبي سعيد اخل ْدرِيِّ -رضي
اللَّه تعاىل عنه -قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم" :كَيْفَ
سمْعَهُ،
جبْهَتَهَُ ،وأَصْغَى َ
حنَى َ
أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْ َقرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْ َقرْنَ َو َ
ظرُ مَتَى ُيؤْ َمرُ فَ َينْ ُفخُ؟" ،قَالُواَ :فمَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :قُولُوا:
َينْتَ ِ
َك ْلنَا "(.)1
س ُبنَا اللَّهُ وَنِعْمَ ا ْل َوكِيلَُ ،علَى اللَّهِ َتو َّ
حَ ْ
وعن ابن عباس رضي اللَّه تعاىل عنهما أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه
سرَافِيلُ زَا ِويَةٌ
ح َملَةِ الْ َع ْرشِ يُقَالُ لَهُ :إِ ْ
عل ْيهِ وسَلَّم قال" :إِنَّ مَ َلكًا مِنْ َ
مِنْ زَوَايَا الْ َع ْرشِ َعلَى كَا ِهلِهِ قَدْ َمرَ َقتْ قَدَمَاهُ فِي األَرْضِ السَّابِعَةِ
( )1العظمة ألبي الشيخ ( ،)111( ،)098حلية األولياء ألبي نعيم ([ .)11 - 11/1ج]
( )0العظمة ألبي الشيخ ([ .)122ج]
( )1من آية (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ) اآلية إىل آية (يسبحون الليل والنهار ال يفرتون) يف (خ .م)،
وخمطوطة الشيخ حممد بن عبداللطيف آل الشيخ رمحه اهلل ،وتاريخ ابن كثري.
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 36
()
( [التحريم ،]1 :وقال تعاىل:
.]11 ،12 :) [املدثر
( : كما قال تعاىل،ومنهم املوكلون حبفظ بين آدم
: قال ابن عباس،]11 :[الرعد )
فإذا جاء أمر اللَّه خلوا،(مالئكةٌ حيفظونه من بني يديه ومن خلفه
.)عنه
(ما من عبد إِالَّ وملك موكل حبفظه يف نومه:وقال جماهد
فما منها شيءٌ يأتيه يريده إِال قال،ِّويقظته من اجلنّ واإلنس واهلوام
.) إِالَّ شيءٌ يأْذن اللَّه تعاىل فيه فيصيبه، وراءك:له
( : كما قال تعاىل، املوكّلون حبفظ أعمال العباد:ومنهم
( : وقال تعاىل.]19 ،11 :) [ق
.]10 -12 :) [االنفطار
قال رسول صَلَّى:روى البزّار عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال
ِ فَاسْتَحْيُوا مِنْ مَالئِكَة، "إِنَّ اللَّهَ َينْهَاكُمْ عَنِ التَّعَرِّي:اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم
الَّذِينَ ال يُفَارِقُو َنكُمْ إِال ِعنْدَ ِإحْدَى،َاللَّهِ الَّذِينَ مَ َعكُمُ ا ْل ِكرَامِ ا ْلكَا ِت ِبني
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 38
باب
الوصية بكتاب اهلل عز وجل
( وقول اللَّه تعاىل:
[ ) األعراف.]1 :
عن زيد بن أرقم رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم
خطب فحمد اللَّه وأثنى عليه ،ثم قال" :أَمَّا بَعْدُ :أَال أَيُّهَا النَّاسُ ،فَإ َِّنمَا
شكُ أَنْ يَ ْأتِ َينِي رَسُولُ رَبِّي فَ ُأجِيبََ ،وأَنَا تَا ِركٌ فِيكُمْ ثَ َقلَيْنِ:
شرٌ يُو ِ
أَنَا بَ َ
َسكُوا بِهِ
أَوَّلُ ُهمَا :كِتَابُ اللَّهِ ،فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ،فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ َو َتم َّ
" ،فحث على كتاب اللَّه ورغب فيه ،ثم قال" :وََأ ْهلُ بَيْتِي"( ،)1ويف لفظٍ:
ح ْبلُ اللَّهِ ا ْلمَ ِتنيُ ،مَنِ ا ّتبَعَهُ كَانَ َعلَى الْهُدَى ،وَمَنْ
"كِتَابُ اللَّهِ ُهوَ َ
َت َركَهُ كَانَ َعلَى الضَّاللَةِ "( ،)0رواه مسلم.
وله يف حديثِ جابرٍ الطويل ،أن النيب صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم قال يف
كتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ:
خطبة يوم عرفة" :وَقَدْ َت َر ْ
كِتَابَ اللَّهَِ ،وأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي ،فَمَا أَنْتُمْ قَا ِئلُونَ؟" ،قَالُوا :نَشْهَدُ أَنَّكَ
السمَاءِ
صبَعِهِ السَّبَّابَةِ َيرْفَعُهَا إِلَى َّ
حتَ ،قَالَ بِإِ ْ
َد ْيتَ وَنَصَ ْ
قَدْ بَلَّ ْغتَ َوأ َّ
َو َي ْنكُتُهَا إِلَى النَّاسِ " :اللَّهُمَّ اشْهَدْ "( )1ثالث مرات.
وعن علي رضي اللَّه عنه قال :مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ
خرَجُ ِمنْهَا يَا رَسُولَ
وسَلَّم يقول" :أَال إِنَّهَا سَ َتكُونُ فِ ْتنَةٌُ ،ق ْلتُ :مَا ا ْلمَ ْ
خ َبرُ مَا بَعْدَكُمْ،
اللَّهِ؟ قَالَ( :كِتَابُ اللَّهِ ،فِيهِ َنبَأُ مَا كَانَ َقبْ َلكُمَْ ،و َ
صمَهُ
صلُ ،لَ ْيسَ بِالْ َهزْلِ ،مَنْ َت َركَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَ َ
حكْمُ مَا بَ ْي َنكُمُْ ،هوَ الْفَ ْ
َو ُ
ح ْبلُ اللَّهِ ا ْلمَ ِتنيُ،
اللَّهُ ،وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى مِنْ غَ ْيرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهَُ ،و ُهوَ َ
الصرَاطُ ا ْلمُسْتَقِيمُُ ،هوَ الَّذِي ال َتزِيغُ بِهِ
حكِيمَُ ،و ُهوَ ِّ
كرُ الْ َ
الذ ْ
َو ُهوَ ِّ
خلَقُ عَنْ
شبَعُ ِمنْهُ الْ ُع َلمَاءُ ،وَال يَ ْ
سنَةُ ،وَال تَ ْ
أل ْهوَاءُ ،وَال َتلْ َت ِبسُ بِهِ األَلْ ِ
اَ
سمِعَتْهُ،
كَ ْثرَةِ الرَّدِّ ،وَال َتنْقَضِي عَجَا ِئبُهُُ ،هوَ الَّذِي لَمْ َتنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ َ
حَتَّى قَالُوا[ ) ( :اجلن،]0 ،1 :
حكَمَ بِهِ عَدَلَ ،وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ
جرَ ،وَمَنْ َ
مَنْ قَالَ بِهِ صَ َدقَ ،وَمَنْ َع ِملَ بِهِ ُأ ِ
صرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "( .)0رواه الرتمذي ،وقال :غريب.
هُدِيَ إِلَى ِ
وعن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه مرفوعا" :مَا َأحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ
س َكتَ َعنْهُ فَ ُهوَ عَافِيَةٌ ،فَا ْق َبلُوا مِنَ
حرَامٌ ،وَمَا َ
َرمَ فَ ُهوَ َ
فَ ُهوَ حَاللٌ ،وَمَا ح َّ
()1
( اللَّهِ عَافِيَتَهُ ،فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ َيكُنْ لِ َينْسَى شَيْئًا " ،ثُمَّ تَال
[ ) مريم ،)1( ]11 :رواه البزار وابن أبي حامتٍ والطرباني.
وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم
الصرَاطِ سُورَانِ
ج َنبَتَيِ ِّ
صرَاطًا مُسْتَقِيمًا ،وَعَلَى َ
ض َربَ اللَّهُ مَ َثالً ِ
قالَ " :
الصرَاطِ
فِي ِهمَا أَ ْبوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ،وَ َعلَى األَ ْبوَابِ سُتُورٌ ُمرْخَاةٌ ،وَ ِعنْدَ َرأْسِ ِّ
الصرَاطِ وَال تَ ْعوَجُّوا ،وَ َف ْوقَ ذَ ِلكَ دَاعٍ يَدْعُو،
دَاعٍ يَِقُولُ :اسْتَقِيمُوا عَلَى ِّ
حكَ ال
ك َُّلمَا هَمَّ َعبْدٌ أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِنْ ِت ْلكَ األَ ْبوَابِ ،قَالََ :ويْ َ
الصرَاطَُ :هوَ
خ َبرَ :أَنَّ ِّ
تَفْتَحْهُ ،فَإ َِّنكَ إِنْ تَفْتَحْهُ َتلِجَهُ ،ثُمَّ فَسَّرَهُ ،فَ َأ ْ
اإلِسْالمَُ ،وأَنَّ األَ ْبوَابَ ا ْلمُفَتَّحَةَ :مَحَا ِرمُ اللَّهَِ ،وأَنَّ السُّتُورَ ا ْل ُم ْرخَاةَ:
الصرَاطُِ :هوَ الْ ُقرْآنُ ،وَأَنَّ الدَّاعِيَ مِنْ
حُدُودُ اللَّهِ ،وَأَنَّ الدَّاعِيَ َعلَى َر ْأسِ ِّ
َفوْقِهُِ :هوَ وَاعِظُ اللَّهِ فِي َقلْبِ كُلِّ ُمؤْمِنٍ "( .)0رواه رزِين( )1ورواه أمحد
والرتمذي عن النواس بن مسعان بِنحوه.
( )1مسند البزار ( ،)1291وابن أبي حامت كما يف تفسري ابن كثري ( ،)012/1مسند
الشاميني للطرباني ( .)0120ورواه أيضا احلاكم ( ،)111/0والبيهقي ([ .)10/12ج]
( )0جامع الرتمذي ( ،)0918مسند اإلمام أمحد ([ .)191 ،190/1ج]
( )1ساق الشيخ حممد بن عبداهلل اخلطيب العمري التربيزي يف (باب االعتصام بالكتاب
والسنة) من [مشكاة املصابيح] هذا احلديث بهذا اللفظ ،وذكر أنه رواه رزين عن ابن
مسعود ،كما صنع شيخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب رمحه اهلل هنا ،وقد خفي ذلك
على من قال بأن اللفظ الذي ذكره الشيخ ليس البن مسعود ،وإمنا هو للنواس بن
مسعان .ورواية رزين عن ابن مسعود يف جامع األصول ( )111/8وهو يف تفسري
عبدالرزاق ( .)911وابن جرير (.)11112
43 كتاب أصول اإلميان
وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت" :تَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ
وَسَلَّمَ ) ( :فَ َق َرأَ
إِلَى َقوْلِهِ[ ) ( :آل عمران ]1 :قَا َلتْ :قَالَ" :فَإِذَا
َتبِعُونَ مَا تَشَابَهَ ِمنْهُ فَأُولَ ِئكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ
َرَأيْتُمُ الَّذِينَ ي َّ
فَاحْذَرُوهُ ْم "( .)1متفق عليهِ.
وعن عبداللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال" :خَطَّ َلنَا رَسُولُ اللَّهِ
سبِيلُ اللَّهِ" ،ثُمَّ خَطَّ
صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا بِيَدِهِ ،ثُمَّ قَالَ" :هَذَا َ
سبِيلٍ
شمَالِهِ ،وَقَالََ " :هذِهِ سُ ُبلٌَ ،علَى كُلِّ َ
خُطُوطًا عَنْ َيمِينِهِ وَعَنْ ِ
( ِمنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ" ،وَ َق َرأَ:
)
اللَّهُ ( : أُمَّتِهِمْ ،ثُمَّ أَ ْنزَلَ
[ ) العنكبوت.)1("]11 :
رواه اإلمساعيلي يف معجمه وابن مردويه.
وعن عبداللَّه بن ثابت بن احلارثِ األنصاري رضي اللَّه عنه قال:
خلَ ُع َمرُ رَضْيِ اللَّهُ َعنْهُ َعلَى ال َّنبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ فِيهِ
" َد َ
جلٍ مِنْ َأ ْهلِ ا ْلكِتَابِ
صبْتُهَا مَعَ َر ُ َموَاضِ ُع( )0مِنَ َّ
التوْرَاةِ ،فَقَالَ :هَذِهِ أَ َ
َيرًا
َيرَ َوجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغ ُّ
أَ ْعرِضُهَا َعلَ ْيكَ ،فَتَغ َّ
شَدِيدًا ،لَمْ أَرَ مِ ْثلَهُ قَطُّ ،فَقَالَ عبداللَّهِ بْنُ الْحَا ِرثِ لِ ُع َمرَ رَضْيِ اللَّهُ
َعنْ ُهمَا :أَمَا َترَى َوجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! فَقَالَ ُع َم ُر:
رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ،وِبِاإلِسْالمِ دِينًا ،وَ ِبمُحَمَّدٍ َنبِيًّا ،فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
فاتبَعْ ُتمُوهُ َو َترَكْ ُتمُونِي
صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ ،وَقَالََ " :لوْ َنزَلَ مُوسَى َّ
()1
رواه ِينيََ ،وأَنْتُمْ حَظِّي مِنَ األُمَمِ"
النب ِّ
َظكُمْ مِنَ َّ
ض َللْتُمْ ،أَنَا ح ُّ
لَ َ
عبدالرزاق وابن سعد واحلاكم يف الكنى(.)1
باب
حقوق النيب صلى اهلل عليه وسلم
( وقول اللَّه تعاىل:
( ) اآلية [النساء ،]18 :وقول اهلل تعاىل:
( [النور ،]11 :وقول اللَّه تعاىل: )
فِي النَّارِ"(.)1
وهلما عنه مرفوعا" :ال ُيؤْمِنُ َأحَ ُدكُمْ حَتَّى َأكُونَ َأحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ
جمَ ِعنيَ "(.)0
وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَ ْ
وعن املقدام بن معدِي كرِب الكِندِي رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه
ُتكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ
ج ُل م َّ
الر ُ
شكُ َّ
صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم قال" :يُو ِ
بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي ،فَيَقُولُ :بَ ْي َننَا وَبَ ْي َنكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ َوجَلَّ ،فَمَا
حرَامٍ حَرَّ ْمنَاهُ ،أَال
ح َل ْلنَاهُ ،وَمَا َوجَدْنَا فِيهِ مِنْ َ
َوجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَاللٍ اسْتَ ْ
َرمَ اللَّهُ"( .)1رواه
َرمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ مِ ْثلُ مَا ح َّ
َوإِنَّ مَا ح َّ
الرتمذي وابن ماجه.
باب
()1
حتريضه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم على لزوم السنة
والرتغيب يف ذلك وترك البِدعِ والتفرقِ واالخْتالفِ
والتحذيرِ من ذلك
( وقول اللَّه تعاىل:
( [ ) األحزاب ،]01 :وقوله تعاىل:
اآلية [األنعام ،]118 :وقوله )
( تعاىل:
) اآلية [الشورى.]11 :
وعن العِرباض بن سارية رضي اللَّه عنه قال" :وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ
ج َلتْ ِمنْهَا
صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ َموْعِظَةً َبلِيغَةً ذَرَ َفتْ ِمنْهَا الْعُيُونُ ،وَ َو ِ
َدعٍَ ،فمَا تَعْهَدُهُ
الْ ُقلُوبُ ،فَقَالَ قَا ِئلٌ :يَا رَسُولَ اللَّهِ ،كَأَنَّ هَذِهِ َموْعِظَةُ ُمو ِّ
َالسمْعِ وَالطَّاعَةَِ ،وإِنْ كَانَ َعبْدًا
إِلَ ْينَا؟ فَقَالَ " :أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ،و َّ
حبَشِيًّا ،فَإِنَّهُ مَنْ يَ ِعشْ ِم ْنكُمْ فَسَ َيرَى اخْتِالفًا كَثِريًا ،فَ َعلَ ْيكُمْ بِسُنَّتِي
َ
َسكُوا بِهَا ،وَعَضُّوا
ِينيَ مِنْ بَعْدِيَ ،تم َّ
خلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ا ْلمَهْد ِّ
وَسُنَّةِ الْ ُ
( )1سنن أبي داود ( ،)1121جامع الرتمذي ( ،)0111سنن ابن ماجه ( ،)10سنن الدارمي
( ،)81مسند اإلمام أمحد ([ . )101/1ج]
( )0سنن ابن ماجه ( ،)11مسند اإلمام أمحد ([ .)101/1ج]
( )1صحيح مسلم ([ .)911ج]
( )1يف املخطوطات الثالث (ومن يأبى).
( )1صحيح البخاري ( )1092ولفظه " :ومن يأبى " كما يف نسخة احلافظ اليونيين[ .ج]
49 كتاب أصول اإلميان
وعنه أيضا قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم" :لَيَ ْأتِيَنَّ َعلَى
سرَائِيلَ ،حَذْوَ النَّ ْعلِ بِالنَّ ْعلِ ،حَتَّى إِنْ كَانَ
كمَا َأتَى عَلَى بَنِي إِ ْ
أُمَّتِي َ
صنَعُ ذَ ِلكََ ،وإِنَّ بَنِي
فِيهِمْ مَنْ َأتَى أُمَّهُ عَالنِيَةً َلكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَ ْ
سبْ ِعنيَ مِلَّةً ،وَسَتَفْ َت ِرقُ أُمَّتِي َعلَى ثَالثٍ
سرَائِيلَ افْ َترَ َقتْ َعلَى ِثنْتَيْنِ وَ َ
إِ ْ
سبْ ِعنيَ مِلَّةً ،كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِال وَاحِدَةً" ،قَالُوا :مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
وَ َ
()0
قَالَ :مَا أَنَا َعلَيْهِ َوأَصْحَابِي "( .)1رواه الرتمذي
وملسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعا" :مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى
ألجْرِ مِثْلُ ُأجُورِ مَنْ َتبِعَهُ ،ال َينْقُصُ ذَ ِلكَ مِنْ ُأجُو ِرهِمْ
كَانَ لَهُ مِنَ ا َ
شَيْئًا ،وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَاللَةٍ كَانَ َعلَيْهِ مِنَ اإلِثْمِ مِ ْثلُ آثَامِ مَنْ َتبِعَهُ ،ال
َينْقُصُ ذَ ِلكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا "(.)1
جلٌ إِلَى
وله عن أبي مسعود األنصاري رضي اللَّه عنه قال" :جَاءَ َر ُ
النبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ قَا َل( )1إِنَّهُ أُبْ ِدعَ بِي فَا ْ
ح ِم ْلنِي ،فَقَالَ :مَا َّ
ح ِملُهُ ،فَقَالَ رَسُولُ
جلٌ :يَا رَسُولَ اللَّهِ ،أَنَا أَدُلُّهُ َعلَى مَنْ يَ ْ
ِعنْدِي ،فَقَالَ َر ُ
جرِ فَا ِعلِهِ"(.)1
اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ " :مَنْ دَلَّ عَلَى خَ ْيرٍ َفلَهُ مِ ْثلُ َأ ْ
وعن عمرو بن عوفٍ رضي اللَّه عنه مرفوعا" :مَنْ َأحْيَا سُنَّةً مِنْ
جرِ مَنْ َع ِملَ بِهَا مِنَ
جرِ مِثْلَ َأ ْ
أل ْ
سُنَّتِي قَدْ أُمِي َتتْ بَعْدِي ،فَإِنَّ لَهُ مِنَ ا َ
النَّاسِ ،ال َينْقُصُ مِنْ ُأجُورِ النَّاسِ شَيْئًا ،وَمَنِ ابْتَ َدعَ بِدْعَةً ال َيرْضَاهَا
اللَّهُ وَرَسُولُهُ ،فَإِنَّ َعلَيْهِ مِ ْثلَ إِثْمِ مَنْ َع ِملَ بِهَا مِنَ النَّاسِ ،ال َينْقُصُ مِنْ
آثَامِ النَّاسِ شَيْئًا"( .)1رواه الرتمِذِي وحسنه وابن ماجه ،وهذا لفظه.
وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قال( :كَيف أنتم إذا لبستكم
فتنة يربو( )0فيها الصغري ،ويهرم فيها الكبري ،وتتخذ سنة جيري
الناس عليها ،فإذا غري منها شيء ،قيل :تركت سنةٌ؟ قيل :متى ذلك
يا أبا عبدالرمحن؟ قال :إذا كثر قراؤكم ،وقل فقهاؤكم،
وكثرت أموالكم ،وقل أمناؤكم ،والتمِستِ الدنيا بعمل اآلخرة،
وتفقه لغري الدين) .رواه الدارِمي(.)1
وعن زياد بن حديْر رضي اللَّه عنه قال( :قال لي عمر رضي اللَّه عنه:
هل تعرف ما يهدم اإلسالم؟ قلت :ال ،قال :يهدِمه :زلة العالِم ،وجدال
املنافق بالكتاب ،وحكم األئمة املضِلني) رواه الدارمي أيضا(.)1
وعن حذيفة رضي اللَّه عنه قال( :كل عبادة ال يتعبدها أصحاب
رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم فال تعبدوها ،فإن األول مل يدع
لآلخرِ مقاال ،فاتقوا اللَّه يا معشر القراء ،وخذوا طريق من كان
قبلكم) .رواه أبو داود(.)1
وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال( :من كان مستنا فليسنت مبن
قد مات ،فإن احلي ال تؤمن عليه الفتنة ،أولئك أصحاب حممدٍ صَلَّى
اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم ،كانوا أفضل هذه األمة ،أبرها قلوبا ،وأعمقها
علما ،وأقلها تكلفا ،اختارهم اللَّه لصحبةِ نبيه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم،
وإلقامةِ دينهِ ،فاعرفوا هلم فضلهم ،واتبِعوهم على أثرهم ،ومتسكوا
مبا استطعتم من أخالقهم وسِريهم ،فإنهم كانوا على اهلُدى
املستقيم) .رواه رزِين(.)0
النبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
سمِعَ َّ
وعن عمرو بن شعيبٍ عن أبِيهِ عن جدهِ قالَ " :
َعلَيْهِ وَسَلَّمَ َقوْمًا يَتَدَارَؤُونَ فِي الْ ُقرْآنِ ،فَقَالَ" :إ َِّنمَا َه َلكَ مَنْ كَانَ
َق ْب َلكُمْ بِهَذَا ،ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ ِببَعْضٍَ ،وإ َِّنمَا نُزِّلَ كِتَابُ اللَّهِ
َدقُ بَعْضُهُ بَعْضًا ،فَال ُتكَذِّبُوا بَعْضَهُ ِببَعْضٍَ ،فمَا َع ِلمْتُمْ ِمنْهُ فَقُولُوا،
يُص ِّ
وَمَا جَ ِهلْتُمْ َف ِكلُوهُ إِلَى عَا ِلمِهِ "( .)1رواه أمحد وابن ماجه.
( )1روى حنوه ابن املبارك يف الزهد (،)099/1وابن ابي عاصم يف السنة [ .82/1ج]
( )0رواه رزين كما يف املشكاة ( .)181وأخرجه ابن عبدالرب يف جامع بيان العلم ([ .)81/0ج]
( )1مسند اإلمام أمحد ( ،)191/0سنن ابن ماجه ( )91بنحوه ،وأمحد ([ .)181/0ج]
53 كتاب أصول اإلميان
باب
التحريض على طلب العلم وكيفية الطلب
اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَ َثنِي اللَّهُ بِهِ ،فَ َعلِمَ وَعَلَّمَ( )1وَمَ َثلُ مَنْ لَمْ َيرْفَعْ بِذَ ِلكَ
س ْلتُ بِهِ "(.)0
َرأْسًا وَلَمْ يَ ْق َبلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْ ِ
وهلما عن عائشة رضي اللَّه عنها مرفوعا(" :)1إِذَا َرَأيْتُمُ الَّذِينَ
َتبِعُونَ مَا تَشَابَهَ ِمنْهُ فَأُولَ ِئكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ ،فَاحْذَرُوهُمْ "(.)1
ي َّ
وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ
ِي بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّتِهِ َق ْبلِي إِال كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ
ٍّ
وسَلَّم" :مَا مِنْ َنب
خلُفُ مِنْ
حوَارِيُّونَ َوأَصْحَابٌ ،يَ ْأخُذُونَ بِسُنَّتِهَِ ،ويَقْتَدُونَ بِأَ ْمرِهِ ،ثُمَّ إِنَّهَا تَ ْ
َ
خلُوفٌ ،يَقُولُونَ مَا ال يَفْ َعلُونََ ،ويَفْ َعلُونَ مَا ال ُيؤْ َمرُونََ ،فمَنْ
بَعْ ِدهِمْ ُ
جَاهَ َدهُمْ بِيَدِهِ فَ ُهوَ مُؤْمِنٌ ،وَمَنْ جَاهَ َدهُمْ بِلِسَانِهِ فَ ُهوَ ُمؤْمِنٌ ،وَمَنْ
( )1قوله'' :وعلم'' كذا يف (خ .م) وهو لفظ البخاري يف باب (فضل من علم وعلم) من
صحيحه ،ولفظ مسلم يف باب (بيان مثل ما بعث به النيب صلى اهلل عليه وسلم من
اهلدى والعلم) من كتاب الفضائل ،ووقع يف بعض نسخ [كتاب أصول اإلميان] ''وعمل''
وهو خمالف ملا ذكرنا.
( )0صحيح البخاري ( ،)18صحيح مسلم ([ .)0090ج]
( )1ساق املؤلف رمحه اهلل حديثها بتمامه يف باب الوصية بكتاب اهلل عز وجل ،ولفظه
هناك :وعن عائشة رضي اهلل عنها قالت :تال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم( :هو
الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات حمكمات هن أم الكتاب) فقرأ إىل قوله( :وما
يذكر إال أولوا األلباب) [آل عمران ]1 :قالت :قال '' :فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه
منه فأولئك الذين مسى اهلل فاحذروهم''.
( )1صحيح البخاري ( ،)1111صحيح مسلم ([ .)0111ج]
55 كتاب أصول اإلميان
إلميَانِ حَبَّةَ
جَاهَ َدهُمْ بِ َق ْلبِهِ فَ ُهوَ ُمؤْمِنٌ ،وَلَ ْيسَ وَرَاءَ ذَ ِلكَ مِنَ ا ِ
خرْدَلٍ"( .)1رواه مسلم.
َ
وعن جابرٍ رضي اللَّه عنه "أَنَّ ُع َمرَ رَضِيَ اللَّهُ َعنْهُ قَالَ :يَا رَسُولَ
ج ُبنَا ،أَفَ َترَى أَنْ َنكْتُبَ بَعْضَهَا؟
سمَعُ َأحَادِيثَ مِنْ يَهُودَ تُعْ ِ
اللَّهِ ،إِنَّا نَ ْ
كتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟! لَ َقدْ
َو َ
َوكُونَ أَنْتُمْ كَمَا تَه َّ
فَقَالَ" :أَمُتَه ِّ
جِئْ ُتكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ،وَ َلوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِال ِّاتبَاعِي"(.)0
()1
رواه أمحد
وعن أبي ثعلبة اخلشين رضي اللَّه عنه مرفوعا" :إِنَّ اللَّهَ َفرَضَ
َرمَ أَشْيَاءَ ،فَال
َفرَائِضَ فَال تُضَيِّعُوهَاَ ،وحَدَّ حُدُودًا ،فَال َتعْتَدُوهَاَ ،وح َّ
حمَةً َلكُمْ غَ ْيرَ نِسْيَانٍ ،فَال َتبْحَثُوا
س َكتَ عَنْ أَشْيَاءَ َر ْ
َتنْتَ ِهكُوهَا ،وَ َ
َعنْهَا"( .)1حديث حسن ،رواه الدارقطين وغريه.
ويف الصحيحني عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى
اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم قال" :مَا نَهَيْتُكُمْ َعنْهُ فَاجْ َت ِنبُوهُ ،وَمَا أَ َم ْر ُتكُمْ بِهِ فَ ْأتُوا
ِمنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ،فَإ َِّنمَا َه َلكَ مَنْ كَانَ َق ْب َلكُمْ ِبكَثْرَةِ مَسَائِلِهِمْ،
وَاخْتِالفِهِمْ َعلَى أَ ْنبِيَائِهِمْ"(.)1
وعن ابن مسعودٍ رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ
سمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا َوأَدَّاهَاَ ،فر َّ
ُب َضرَ اللَّهُ َعبْدًا َ وسَلَّم" :ن َّ
حَا ِملِ فِقْهٍ غَ ْيرِ فَقِيهٍ ،وَرُبَّ حَا ِملِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ ُهوَ أَفْقَهُ ِمنْهُ ،ثَالثٌ ال
س ِل ِمنيَ،
سلِمٍِ :إخْالصُ الْ َع َملِ لِلَّهِ ،وَالنَّصِيحَةُ ِل ْلمُ ْ
يَغِلُّ َعلَيْهِنَّ َقلْبُ مُ ْ
جمَاعَتِهِمْ ،فَإِنَّ دَ ْع َوتَهُمْ تُحِيطُ مَنْ وَرَا َءهُمْ"( .)0رواه الشافِعي
وَ ُلزُومُ َ
والبيهقي يف [املدخل] ،ورواه أمحد وابن ماجه والدارِمي ،عن زيد بن
ثابتٍ رضي اللَّه عنه(.)1
وعن عبداللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال :قال رسول اللَّه صَلَّى
ح َكمَةٌ ،أَوْ سُنَّةٌ قَا ِئمَةٌ ،أَوْ َفرِيضَةٌ
اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم" :الْ ِعلْمُ ثَالثٌ :آيَةٌ مُ ْ
ضلٌ "( .)1رواه الدارِمي وأبو داود.
سوَى ذَ ِلكَ فَ ُهوَ فَ ْ
عَادِلَةٌ ،وَمَا كَانَ ِ
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه
َوأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"( .)1رواه
عل ْيهِ وسَلَّم" :مَنْ قَالَ فِي الْ ُقرْآنِ َب َر ْأيِهِ َفلْيَ َتب َّ
وعن احلسنِ( )1رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ
طلُبُ الْ ِعلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ اإلِسْالمَ َفبَ ْينَهُ
وسَلَّم" :مَنْ جَاءَهُ ا ْلمَ ْوتُ َو ُهوَ يَ ْ
ِينيَ دَ َرجَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ "( .)0رواهما الدا ِرمِي.
النب ِّ
وَبَيْنَ َّ
باب
قبض العلم
عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال" :كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
السمَاءِ ،ثُمَّ قَالَ" :هَذَا أَوَانٌ يُخْ َتلَسُ
صرِهِ إِلَى َّ
َعلَيْهِ وَسَلَّمَ ،فَشَخَصَ بِبَ َ
فِيهِ الْ ِعلْمُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى ال يَقْدِرُوا ِمنْهُ َعلَى شَ ْيءٍ "( .)1رواه الرتمذِي.
النبِيُّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ
كرَ َّ
وعن زياد بن لبيد رضي اللَّه عنه قالَ " :ذ َ
وَسَلَّمَ شَيْئًا ،فَقَالَ :ذَاكَ ِعنْدَ أَوَانِ َذهَابِ الْ ِعلْمُِ ،ق ْلتُ :يَا رَسُولَ اللَّهِ،
َوكَيْفَ يَ ْذهَبُ الْ ِعلْمُ ،وَنَحْنُ نَ ْق َرأُ الْ ُقرْآنَ ،وَنُ ْقرِئُهُ أَ ْبنَاءَنَاَ ،ويُقْرِئُهُ
ُمكَ يَا ِزيَادُ ! إِنْ
أَ ْبنَاؤُنَا أَ ْبنَا َءهُمْ إِلَى يَ ْومِ الْقِيَامَةِ؟ قالَ " :ثكِلَ ْتكَ أ ُّ
جلٍ فِي ا ْلمَدِينَةِ ،أَوَ َل ْيسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
ك ْنتُ ألَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ َر ُ
ُ
يَ ْقرَؤُونَ التَّوْرَاةَ وَاإلِنْجِيلَ ال يَ ْع َملُونَ بِشَ ْيءٍ مِمَّا فِي ِهمَا؟"( .)0رواه أمحد
وابن ماجه.
وعن ابن مسعودٍ رضي اللَّه عنه قال" :عليكم بالعلم قبل أن
يقبض ،وقبضه ذهاب أهِلهِ ،عليكم بالعلم ،فإن أحدكم ال يدري
متى يفتقر إِليه ،أو يفتقر إىل ما عنده ،وستجدون أقواما يزعمون
أنهم يدعون إىل كتاب اللَّه وقد نبذوه وراء ةهورِهم ،عليكم بالعلمِ،
وإياكم والبِدع ،والتنطع ،والتعمق ،وعليكم بالعتيقِ"( .)1رواه
الدارِمي بنح ِوهِ.
ويف الصحيحني عن ابنِ عمرٍو مرفرعا" :إِنَّ اللَّهَ ال يَ ْقبِضُ الْ ِعلْمَ
انْ ِتزَاعًا َينْ ِتزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ،وَ َلكِنْ يَ ْقبِضُ الْ ِعلْمَ ِب َم ْوتِ الْ ُع َلمَاءِ ،حَتَّى إِذَا
لَمْ َيبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّاالً ،فَسُ ِئلُوا ،فَأَفْ َتوْا بِغَ ْيرِ ِعلْمٍ،
فَضَلُّوا َوأَضَلُّوا"(.)0
وعن علي رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم:
سمُهُ ،وَال
شكُ أَنْ يَ ْأتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ال يَبْقَى مِنَ اإلِسْالمِ إِال ا ْ
"يُو ِ
خرَابٌ مِنَ الْهُدَى،
سمُهُ ،مَسَاجِدُهُمْ عَا ِمرَةٌ َوهِيَ َ
َيبْقَى مِنَ الْ ُقرْآنِ إِال رَ ْ
خرُجُ الْفِ ْتنَةُ ،وَفِي ِهمْ
السمَاءِ ،مِنْ ِعنْ ِدهِمْ تَ ْ
حتَ أَدِيمِ َّ
ُع َلمَا ُؤهُمْ شَرُّ مَ ْن تَ ْ
تَعُودُ"( .)1رواه البيهقِي يف [ شعبِ اإلميانِ ].
باب
التشديد يف طلب العلم للمراء واجلدال
عن كعب بن مالك رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم" :مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْ ُع َلمَاءَ ،أَوْ لِ ُيمَارِيَ بِهِ
خلَهُ اللَّهُ النَّارَ"( .)1رواه
ص ِرفَ بِهِ ُوجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَ ْد َ
السُّفَهَاءَ ،أَوْ يَ ْ
الرتمذي.
وعن أبي أمامة رضي اللَّه عنه مرفوعا" :مَا ضَلَّ َق ْومٌ بَعْدَ هُدًى
( كَانُوا َعلَيْهِ إِال أُوتُوا الْجَدَلَ ،ثُمَّ تَال َقوْلَهُ تَعَالَى:
[الزخرف )0(.]19 :رواه أمحد والرتمذي )
وابن ماجه.
وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت :قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ
خصِمُ "( .)1متفق عليهِ.
الرجَالِ إِلَى اللَّهِ األَلَدُّ الْ َ
وسَلَّم" :إِنَّ أَبْغَضَ ِّ
وعن أبي وائلٍ عن عبدالَّلهِ رضي اللَّه عنه قال( :من طلب العلم
ألربع دخل النار -أو حنو هذه الكلمة -ليباهي به العلماء ،أو ليماري
به السفهاء ،أو ليصرف به وجوه الناس إليه ،أو ليأخذ به من
األمراء) .رواه الدارمي(.)1
وعن ابنِ عباسٍ رضي اللَّه عنهما قال لقومٍ مسِعهم يتمارون يف
الدينِ( :أما علِمتم أن هلل عبادا أسكتتهم خشية اللَّه من غري صممٍ
وال بكمٍ ،وإنهم هلم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبالء ،العلماء
اللهِ ،غري أنهم إذا تذكروا عظمة اللَّه طاشت عقوهلم،
بأيامِ َّ
وانكسرتْ قلوبهم ،وانقطعت ألسنتهم ،حتى إِذا استفاقوا من ذلك
اللهِ باألعمال الزاكية ،يعدون أنفسهم مع( )0املفرطني،
تسارعوا إىل َّ
وإنهم ألكياس أقوياء ،ومع الضالني واخلطائِني ،وإنهم ألبرار برءاء،
أال إِنهم ال يستكثِرون له الكثري ،وال يرضون له بالقليلِ ،وال يدِلون
عليه بأعماهلم ،حيثما لقيتهم مهتمون مشفِقون ،وجِلون خائفون).
رواه أبو نعيمٍ(.)1
قال احلسن -ومسِع قوما يتجادلون :-هؤالءِ قوم ملوا العبادة،
وخف عليهِم القول ،وقل ورعهم فتكلموا(.)1
باب
التجوز يف القول وترك التكلف والتنطع
وعن أبي أمامة رضي اللَّه عنه مرفوعا" :الَحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُ ْعبَتَانِ مِنَ
إلميَانِ ،وَالبَذَاءُ وَا ْلبَيَانُ شُ ْعبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ "( .)1رواه الرتمذي.
اِ
وعن أبي ثعلبة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم
س ُنكُمْ َأخْالقًاَ ،وإِنَّ
َبكُمْ إِلَيَّ وَأَ ْقرَ َبكُمْ مِنِّي َي ْومَ الْقِيَامَةَِ :أحَا ِ
قال" :إِنَّ َأح َّ
الثرْثَارُونُ ا ْلمُتَشَدِّقُونَ
ضكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَ َدكُمْ مِنِّي :مَسَاوِ ُئكُمْ َأخْالقًاَّ ،
أَبْغَ َ
ا ْلمُتَفَيْهِقُونَ "( .)0رواه البيهقي يف [شعبِ اإلِميانِ] ،وللرتمذي حنوه عن
جابرٍ رضي اللَّه عنه(.)1
وعن سعدِ بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه قال :قال رسول اهلل صَلَّى
كلُونَ بِأَلْسِنَتِ ِهمْ
خرُجَ َق ْومٌ يَ ْأ ُ
اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم" :ال تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَ ْ
سنَتِهَا"( .)1رواه أمحد وأبو داود والرتمذي.
كلُ ا ْلبَ َقرُ بِأَلْ ِ
كمَا تَ ْأ ُ
َ
وعن عبداللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما مرفوعا" :إِنَّ اللَّهَ ُيبْغِضُ
( )1مسند اإلمام أمحد ( ،)191/0جامع الرتمذي ( ،)0911سنن أبي داود ([ .)1221ج]
( )0سنن أبي داود ([ .)1221ج]
( )1سنن أبي داود ( ،)1918جامع الرتمذي ([ .)1118ج]
( )1صحيح البخاري ( ،)1111صحيح مسلم ([ .)0181ج]
( )1صحيح البخاري ( ،)1119صحيح مسلم ( ،)0181سنن أبي داود ( ،)1111مسند
اإلمام أمحد ([ .)119/1ج]
( )1شعب اإلميان للبيهقي ([ .)1111ج]
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 66
وعن بريدة رضي اللَّه عنه قال :مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ
حرًاَ ،وإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَ ْهالًَ ،وإِنَّ مِنَ الشِّ ْعرِ
وسَلَّم يقول" :إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِ ْ
()0()1
ح َكمًاَ ،وإِنَّ مِنَ الْ َقوْلِ عِيَاالً"
ِ
وعن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه أنه قال يوما ،وقام رجل
فأكثر القول فقال عمرو :لو قصد يف قوله لكان خريا له ،مسعت
ت( - )1أَنْ
رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم يقول" :لَقَدْ َرَأ ْيتُ -أَوْ أُ ِم ْر ُ
جوَازَ ُهوَ خَ ْيرٌ "( .)1رواهما أبو داود.
َأتَجَوَّزَ فِي الْ َقوْلِ ،فَإِنَّ الَ ْ
آخره ،واحلمد هللِ رب العاملني محدا كثريا.
الفهرس
الصفحة املوضوع
1 منهجنا يف تصحيح هذا الكتاب ..........
1 باب معرفة اللَّه عز وجل واإلميان به .........
11 ...... () باب قول اهلل تعاىل:
19 ...... () باب قول اهلل تعاىل:
00 باب اإلميان بالقدر ..............
08 باب ذكر املالئكة عليهم السالم واإلميان بهم......
12 باب الوصية بكتاب اهلل عز وجل ..........
11 باب حقوق النيب صلى اهلل عليه وسلم.........
11 باب حتريضه صلى اهلل عليه وسلم على السنة ......
11 باب التحريض على طلب العلم ...........
12 باب قبض العلم ...............
10 باب التشديد يف طلب العلم ............
11 باب التجوز يف القول وترك التكلف .........
اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء 68