You are on page 1of 68

‫كتاب‬

‫أصول اإلميان‬
‫تأليف‬
‫اإلمام اجملدد شيخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب‬
‫املولود ‪ 1111‬هـ ‪ -‬املتوفى ‪ 1021‬هـ‬
‫رمحه اهلل ورضي عنه‬

‫قام مبراجعة نصوصه يف أصوهلا وبالتعليق عليه‬


‫فضيلة الشيخ إمساعيل بن حممد األنصاري‬

‫كما قام هو وفضيلة الشيخ‬


‫عبداهلل بن عبداللطيف آل الشيخ‬
‫مبقابلته على خمطوطاته‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪2‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫‪3‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫منهجنا يف تصحيح هذا الكتاب‬

‫قابلت أنا وفضيلة الشيخ عبداهلل بن عبداللطيف آل الشيخ هذه‬


‫النسخة من كتاب [ أصول اإلميان ] لشيخ اإلسالم حممد بن‬
‫عبدالوهاب رمحه اهلل على ثالث خمطوطات‪:‬‬
‫‪ -1‬خمطوطة من مكتبة مساحة املفيت ورئيس القضاة العالمة‬
‫الشيخ حممد بن إبراهيم آل الشيخ رمحه اهلل‪ ،‬كان الفراغ من تاريخ‬
‫نسخها يوم اجلمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع اآلخر عام ‪1111‬‬
‫هـ مل يذكر اسم ناسخها‪ ،‬ومل تقرأ ‪ -‬فيما يظهر من وضعها ‪ -‬على‬
‫مساحة الشيخ وهي حمفوةة باملكتبة السعودية بالرياض ضمن‬
‫جمموعة حتتوي على عدة نفائس من مؤلفات شيخ اإلسالم حممد بن‬
‫عبدالوهاب رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪ -0‬خمطوطة من تركة الشيخ عبدالرمحن بن عبدالعزيز احلصني‬
‫رمحه اهلل‪ ،‬بقلم علي بن مطلق‪ ،‬وهي حمفوةة عند ولده فضيلة‬
‫الشيخ إبراهيم بن عبدالرمحن احلصني ضمن جمموعة حتتوي على‬
‫بعض مؤلفات شيخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب‪ ،‬وعلى مؤلفات‬
‫أخر لغريه‪ ،‬وإىل هذه املخطوطة أرمز برمز (خ‪ .‬م)‪.‬‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -1‬خمطوطة من مكتبة الشيخ حممد بن عبداللطيف آل الشيخ‬


‫رمحه اهلل‪ ،‬مل يذكر اسم ناسخها وال تاريخ النسخ‪ ،‬جاء يف أوهلا ما‬
‫نصه‪( :‬هذا [ كتاب أصول اإلميان ] تأليف الشيخ اإلمام حممد بن‬
‫عبدالوهاب رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬وقد زاد فيه بعض أوالده زيادة حسنة)‪،‬‬
‫وقد تفردت هذه النسخة عن باقي النسخ املخطوطة بعبارة‪( :‬وقد زاد‬
‫فيه بعض أوالده زيادة حسنة)‪ ،‬وهذه النسخة حمفوةة يف املكتبة‬
‫السعودية بالرياض ضمن جمموعة أوهلا‪ :‬كتاب [العقد الثمني] تأليف‬
‫العالمة الشيخ حسني بن غنام صاحب الكتاب املشهور [ روضة‬
‫األفكار واألفهام ]‪.‬‬
‫وقد قمت بالواجب حنو تصحيح ما حيتاج إىل التصحيح مما‬
‫ميكن االعتماد فيه على تلك املخطوطات‪ ،‬ونظرا إىل أنه مل يكتب‬
‫على أي خمطوطة من هذه املخطوطات أنها صححت على أصل مقروء‬
‫على املؤلف نفسه‪ ،‬أو على أحد من أئمة العلم من أوالده وغريهم من‬
‫أئمة الدعوة‪ ،‬راجعت لنصوص أحاديث هذا الكتاب املراجع اليت‬
‫أخذها منها شيخ اإلسالم املؤلف‪ ،‬كما راجعت كتب احلديث‬
‫اجلامعة ذات الصلة القوية بتلك املراجع كـ‪ [ :‬جامع األصول ] البن‬
‫األثري‪ ،‬و[ مشكاة املصابيح ] للعمري التربيزي‪ ،‬و[ الرتغيب والرتهيب ]‬
‫للحافظ املنذري‪ ،‬و[ رياض الصاحلني ] للنووي‪ ،‬وراجعت [ شفاء‬
‫العليل يف مسائل القضاء والقدر واحلكمة والتعليل ] الذي خلص منه‬
‫‪5‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫شيخ اإلسالم املؤلف نبذة قيمة يف باب اإلميان بالقدر من هذا‬


‫الكتاب‪ ،‬وكذلك كتاب [ البداية والنهاية ] لإلمام احلافظ ابن‬
‫كثري‪ ،‬نظرا ملا خلصه منه شيخ اإلسالم فيما يتعلق باإلميان‬
‫باملالئكة‪ ،‬راجعت مجيع ذلك‪ ،‬وأديت واجب هذا الكتاب القيم حنو‬
‫تصحيحه اعتمادا عليه‪.‬‬
‫وأرجو أن تكون هذه الطبعة أصح طبعة هلذا الكتاب القيم‪،‬‬
‫كما أرجو أن جيعل اهلل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن‬
‫أكون قد حظيت فيه بالتوفيق‪ ،‬وهوحسيب ونعم الوكيل‪.‬‬

‫عبداهلل بن عبداللطيف آل الشيخ‬ ‫إمساعيل األنصاري‬


‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫وبه أستعني‬
‫(باب معرفة اللَّه عز وجل واإلميان به)‬

‫اللهِ صَلَّى اللَّه عليه‬


‫عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول َّ‬
‫الش ْركِ‪ ،‬مَنْ َعمِلَ‬
‫الش َركَاءِ عَنِ ِّ‬
‫وسَلَّم‪ " :‬قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‪ :‬أَنَا أَ ْغنَى ُّ‬
‫ش ْركَهُ "(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫ش َركَ فِيهِ مَعِي غَ ْيرِي َت َركْتُهُ وَ ِ‬
‫َع َمالً أَ ْ‬
‫وعن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال‪ " :‬قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ‬
‫ك ِلمَاتٍ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ال َينَامُ‪ ،‬وَال َي ْنبَغِي لَهُ‬
‫خ ْمسِ َ‬
‫َعلَيْهِ وَسَلَّمَ بِ َ‬
‫أَنْ َينَامَ‪ ،‬يَخْفِضُ الْقِسْطَ َو َيرْفَعُهُ‪ُ ،‬يرْفَعُ ِإلَيْهِ َع َملُ اللَّ ْيلِ َق ْبلَ َعمَلِ‬
‫حرَقَتْ‬
‫أل ْ‬
‫النَّهَارِ وَ َع َملُ النَّهَارِ‪َ ،‬ق ْبلَ َع َملِ اللَّ ْيلِ‪ ،‬حِجَابُهُ النُّورُ َلوْ كَشَفَهُ َ‬
‫خلْقِهِ"(‪ )0‬رواه مسلم‪.‬‬
‫صرُهُ مِنْ َ‬
‫سبُحَاتُ َوجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَ َ‬
‫ُ‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعا‪َ " :‬ي ِمنيُ اللَّهِ َمألَى(‪ )1‬ال‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0891‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح مسلم (‪[ .)118‬ج]‬
‫(‪ )1‬كما ورد لفظ‪( :‬ميني اهلل) يف هذا احلديث عند مسلم‪ ،‬كذلك ورد عند البخاري‬
‫(‪ )1118‬يف باب‪( :‬وكان عرشه على املاء) من (كتاب التوحيد)‪ ،‬وقد ذكر احلافظ‬
‫ابن حجر العسقالني يف باب قول اهلل تعاىل‪( :‬ملا خلقت بيدي) من [فتح الباري] أن رواية‪:‬‬
‫(ميني اهلل) يتعقب بها على من فسر اليد يف هذا احلديث بالنعمة‪.‬‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪8‬‬

‫خلَقَ‬
‫تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ‪ ،‬سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‪ ،‬أَ َرَأيْتُمْ مَا أَنْفَقَ ُمنْذُ َ‬
‫خرَى‬
‫أل ْ‬
‫السمَاوَاتِ وَاألَرْضَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي َيمِينِهِ وَالْقِسْطُ بِيَدِهِ ا ُ‬
‫َّ‬
‫َيرْفَعُ َويَخْفِضُ"(‪ )1‬أخرجاه‪.‬‬
‫وعن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه قال‪َ " :‬رأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ‬
‫ت‪:‬‬
‫ٍَّر ؟ ُق ْل ُ‬
‫وَسَلَّمَ شَاتَيْنِ تنْتَطِحَانِ‪ ،‬فَقَالَ‪َ :‬أتَدْرِي فِيمَ تنْتَطِحَانِ يَا أَبَا ذ‬
‫(‪)1( )0‬‬
‫حكُمُ بَ ْينَ ُهمَا " رواه أمحد ‪.‬‬
‫ال‪ .‬قَالَ‪َ :‬لكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي‪ ،‬وَسَيَ ْ‬
‫وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه‪" ،‬أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه َعلَيْهِ‬
‫وَسَلَّم َق َرأَ هَذِهِ اآليَةَ‪[ )        ( :‬النساء‪:‬‬

‫‪ ]19‬إِلَى َقوْلِهِ‪[ )     ( :‬النساء‪َ ،]19 :‬ويَضَعُ إِبْهامَيْهِ‬
‫َعلَى أُذُنَيْهِ وَالَّتِي َتلِيهَا َعلَى عَ ْينَيْهِ "(‪ .)1‬رواه أبو داود‪ ،‬وابن حبَّان‪،‬‬
‫وابن أبي حامت‪.‬‬
‫وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما‪ ،‬أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‬
‫خ ْمسٌ ال يَ ْع َلمُهَا إِال اللَّهُ‪ ،‬ال يَ ْعلَمُ مَا فِي غَدٍ إِال‬
‫قال‪ " :‬مَفَاتِيُحُ الْغَيْبِ َ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1118( ،)1191‬صحيح مسلم (‪.)881‬‬


‫(‪ )0‬مسند أمحد (‪ ،)110/1‬بلفظ‪ " :‬تنتطحان‪ ..‬وسيقضي بينها "‪[ .‬ج]‬
‫(‪ )1‬يف حديث أبي ذر من مسنده ومن طريقه أورده ابن كثري يف تفسريه عند اآلية‬
‫الكرمية‪( :‬ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم ختتصمون) [ الزمر‪.] 11 :‬‬
‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪ ،)1109‬ابن حبان (‪ )011‬بلفظ‪ " :‬إبْهامه‪ ..‬عينه "‪ .‬تفسري ابن أبي حامت‬
‫(‪[ .)1101‬ج]‬
‫‪9‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫طرُ‬
‫اللَّهُ‪ ،‬وَالَ يَ ْعلَمُ مَا تَغِيضُ األَ ْرحَامُ إِال اللَّهُ‪ ،‬وَال يَ ْعلَمُ مَتَى يَأْتِي ا ْلمَ َ‬
‫َأحَدٌ إِال اللَّهُ‪ ،‬وَالَ تَدْرِي نَ ْفسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ َتمُوتُ إال اللَّهُ‪ ،‬وَال يَ ْعلَمُ مَتَى‬
‫تَقُومُ السَّاعَةُ إِال اللَّهُ َتبَا َركَ َوتَعَالَى"(‪ )1‬رواه البخاريّ ومسلم‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه‬
‫كمْ‬
‫حنيَ يَتُوبُ إِلَيْهِ‪ ،‬مِنْ َأحَ ِد ُ‬
‫عليه وسَلَّم‪ " :‬لَلَّهُ أَشَدُّ َف َرحًا بِتَوْبَةِ َعبْدِهِ ِ‬
‫شرَابُهُ‪،‬‬
‫حلَتِهِ بِأَرْضِ فَالةٍ‪ ،‬فَانْفَلَ َتتْ ِمنْهُ وَ َعلَيْهَا طَعَامُهُ وَ َ‬
‫كَانَ عَلَى رَا ِ‬
‫حلَتِهِ‪،‬‬
‫جرَةً‪ ،‬فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا‪ ،‬قَدْ َأ ِيسَ مِنْ رَا ِ‬
‫فَ َأ ِيسَ مِنْهَا‪ ،‬فَ َأتَى شَ َ‬
‫َفبَ ْينَا ُهوَ كَذَلِكَ إِذْ ُهوَ بِهَا‪ ،‬قَا ِئمَةً ِعنْدَهُ‪ ،‬فَ َأخَذَ بِخِطَامِهَا‪ ،‬فَقَالَ مِنْ‬
‫(‪)0‬‬
‫شِدَّةِ الْ َفرَحِ‪ :‬اللهُمَّ‪ ،‬أَنْتَ َعبْدِي َوأَنَا ر َُّبكَ‪ ،‬أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْ َفرَحِ "‬
‫أخرجاه‪.‬‬
‫وعن أبي موسى رضي اللَّه عنه‪ ،‬أنَّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‬
‫قال‪" :‬إِنَّ اللَّهَ َيبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّ ْيلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ‪َ ،‬و َيبْسُطُ يَدَهُ‬
‫طلُعَ الشَّ ْمسُ مِنْ مَ ْغرِبِهَا"(‪ )1‬رواه‬
‫بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّ ْيلِ حَتَّى تَ ْ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وهلما عن عمر رضي اللَّه عنه قال‪" :‬قُ ِد َم َعلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ‬
‫صبِيًّا‬
‫السبْيِ تَسْعَى‪ ،‬إِذْ َوجَ َدتْ َ‬
‫َعلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَيبِ هوازِنَ‪ ،‬فَإِذَا ا ْم َرأَةٌ مِنَ َّ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1118‬وورد هذا املعنى عند مسلم (‪ )12‬من حديث أبي هريرة‪[ .‬ج]‬
‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ )1128‬خمتصراً‪ ،‬صحيح مسلم (‪ )0111‬واللفظ له‪[ .‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0118‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪01‬‬

‫النبِيُّ صَلَّى اللَّهُ‬


‫طنِهَا فَأَرْضَعَتْهُ‪ ،‬فَقَالَ َّ‬
‫السبْيِ فَ َأخَ َذتْهُ فأَلْزَقَتْهُ ِببَ ْ‬
‫فِي َّ‬
‫َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪َ :‬أ َترَوْنَ هَذِهِ ا ْل َم ْرأَةَ طَا ِرحَةً وَلَ َدهَا فِي النَّارِ؟! ُق ْلنَا‪ :‬ال وَاللَّ ِه!‬
‫فَقَالَ‪ :‬لَلَّهُ أَ ْرحَمُ بِ ِعبَادِهِ مِنْ هَذِهِ ِبوَلَ ِدهَا "(‪.)1‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه‬
‫خلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابٍ‪ ،‬فَ ُهوَ ِعنْدَهُ َف ْوقَ الْ َع ْرشِ‪:‬‬
‫خلَقَ اللَّهُ الْ َ‬
‫وسَلَّم‪" :‬لَمَّا َ‬
‫ضبِي"(‪ .)0‬رواه البخاري‪.‬‬
‫حمَتِي غَل َبتْ غَ َ‬
‫إِنَّ َر ْ‬
‫وهلما عنه‪ ،‬أنَّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال‪" :‬جَ َعلَ اللَّهُ‬
‫ج ْزءًا َوأَ ْنزَلَ فِي‬
‫سكَ ِعنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْ ِعنيَ ُ‬
‫ج ْزءٍ فَأَمْ َ‬
‫حمَةَ مِائَةَ ُ‬
‫الر ْ‬
‫َّ‬
‫ج ْزءِ تَ َترَاحَمُ الْخَالئِقُ حَتَّى َترْ َفعَ‬
‫ج ْزءًا وَاحِدًا فَمِنْ ذَ ِلكَ الْ ُ‬
‫األَرْضِ ُ‬
‫الدَّابَّةُ حَا ِف َرهَا عَنْ وَلَ ِدهَا خَشْيَةَ أَ ْن تُصِيبَهُ "(‪ ،)1‬وملسلمٍ معناه من‬
‫السمَاءِ وَاألَرْضِ"‪،‬‬
‫طبَاقُ مَا بَيْنَ َّ‬
‫حمَةٍ ِ‬
‫حديث سلمان‪ ،‬وفيه‪" :‬كُلُّ َر ْ‬
‫حمَةِ "(‪.)1‬‬
‫الر ْ‬
‫َملَهَا بهذِهِ َّ‬
‫وفيه "فَإِذَا كَانَ َي ْومُ الْقِيَامَةِ ك َّ‬
‫وعن أنس رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‪:‬‬
‫سنَةً ُأطْعِمَ بِهَا طُ ْع َمةً فِي الدُّنْيَا‪َ ،‬وأَمَّا ا ْل ُمؤْمِنُ‬
‫"إِنَّ ا ْلكَا ِفرَ إِذَا َع ِملَ حَ َ‬
‫خرَةِ َو ُيعْ ِقبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى‬
‫سنَاتِهِ فِي اآل ِ‬
‫خرُ لَهُ حَ َ‬
‫َد ِ‬
‫فَإِنَّ اللَّهَ ي َّ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1888‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ ،)1181‬وأيضاً صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1222‬صحيح مسلم (‪[ .)0110‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪ )0111‬بلفظ‪ " :‬أكملها "‪[ .‬ج]‬
‫‪00‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫طَاعَتِهِ "(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫كلَةَ‬
‫أل ْ‬
‫كلُ ا َ‬
‫وله عنه مرفوعا‪" :‬إِنَّ اللَّهَ لَ َيرْضَى عَنِ الْ َعبْدِ يَ ْأ ُ‬
‫حمَدُهُ َعلَيْهَا "(‪.)0‬‬
‫الشرْبَةَ فَيَ ْ‬
‫ش َربُ َّ‬
‫حمَدُهُ َعلَيْهَا‪َ ،‬ويَ ْ‬
‫فَيَ ْ‬
‫وعن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‪:‬‬
‫"أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ‪ ،‬مَا فِيهَا َموْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِال وَفِيهِ‬
‫َمَلَكٌ سَاجِدٌ لِلَّ ِه(‪ )1‬تَعَالَى‪ ،‬وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيالً‪،‬‬
‫وَلَبَكَيْتُمْ كَثِريًا‪ ،‬وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ‪ ،‬وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى‬
‫الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى"(‪ .)1‬رواه التِّرمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديثٌ حسنٌ‪.‬‬
‫(قوله)‪َ " :‬لوْ تَ ْع َلمُونَ مَا أَ ْعلَمُ‪ ،‬لَضَحِكْتُ ْم َقلِيالً وَ َل َبكَيْتُمْ كَثِريًا"(‪،)1‬‬
‫يف الصَّحيحَني‪ .‬من حديث أَنس‪.‬‬
‫جلٌ‪ :‬وَاللَّهِ ال يَغْ ِفرُ‬
‫وملسلمٍ عن جنْدب رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬قَالَ َر ُ‬
‫اللَّهُ لِفُالنٍ‪ ،‬فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ َوجَلَّ‪ :‬مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى َعلَيَّ أَنْ ال أَغْ ِفرَ‬
‫طتُ َع َم َلكَ "(‪.)1‬‬
‫حبَ ْ‬
‫لِفُالنٍ؟ إِنِّي قَدْ غَ َف ْرتُ لَهُ‪َ ،‬وَأ ْ‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0929‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫(‪ )1‬يف (خ‪ .‬م) ''ملك واضع جبهته ساجدا''‪ ،‬وكذلك يف خمطوطة مساحة املفيت‪.‬‬
‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪ ،)0110‬سنن ابن ماجه (‪ ،)1182‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)111/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1191( ،)1101‬صحيح مسلم (‪[ .)0118‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0101‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪02‬‬

‫وله عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه مرفوعا‪َ " :‬لوْ يَ ْعلَمُ ا ْل ُمؤْمِنُ مَا‬
‫طمِعَ بِجَنَّتِهِ َأحَدٌ‪ ،‬وَ َلوْ يَ ْعلَمُ ا ْلكَا ِفرُ مَا ِعنْدَ‬
‫ِعنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا َ‬
‫حمَةِ مَا َقنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ َأحَدٌ "(‪.)1‬‬
‫الر ْ‬
‫اللَّهِ مِنَ َّ‬
‫وللبخاريِّ عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫شرَاكِ نَ ْعلِهِ‪ ،‬وَالنَّارُ مِ ْثلُ‬
‫اللَّه عليه وسَلَّم‪" :‬الْجَنَّةُ أَ ْق َربُ إِلَى َأحَ ِدكُمْ مِنْ ِ‬
‫ذَ ِلكَ "(‪.)0‬‬
‫ك ْلبًا‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعا‪ " :‬إِنَّ ا ْم َرأَةً بَغِيًّا َرَأتْ َ‬
‫طشِ‪َ ،‬فنَزَ َعتْ لَهُ مُوقَهَا‬
‫َار يُطِيفُ ِببِئْرٍ‪ ،‬قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِ َن الْعَ َ‬
‫ٍّ‬‫فِي َي ْومٍ ح‬
‫حبَسَتْهَا‪ ،‬ال‬ ‫فَسَقَتْهُ‪ ،‬فَغُفِرَ لَهَا بِهِ "(‪ ،)1‬وقال‪َ " :‬د َ‬
‫خ َلتِ النَّا َر ا ْم َرأَةٌ فِي هِرَّةٍ َ‬
‫كلُ مِنْ خَشَاشِ األَرْضِ"(‪ ،)1‬قال‬
‫سلَتْهَا تَ ْأ ُ‬
‫هِيَ َأطْ َعمَتْهَا‪ ،‬وَال هِيَ أَرْ َ‬
‫الزّهري‪ :‬لِئال يتّكل أَحد‪ ،‬وال ييأس أَحد‪ ،‬أخرجاه‪.‬‬
‫سلِ"(‪.)1‬‬
‫ربنَا مِنْ َق ْومٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِالسَّال ِ‬
‫وعنه مرفوعا‪" :‬عَجِبَ ُّ‬
‫بِالسَّالسِلِ"(‪ .)1‬رواه أَمحد والبخاري‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪[ .)1199‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1101‬صحيح مسلم (‪[ .)0011‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1190‬صحيح مسلم (‪ )0010‬من حديث ابن عمر‪ .‬وقول الزهري‬
‫عند البيهقي يف الشعب (‪ )1211‬بعد حديث أبي هريرة‪[ .‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1212‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)120/0‬ج]‬
‫‪03‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫وعن أبي موسى األشعري رضي اللَّه تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه‬
‫سمَعُهُ مِنَ اللَّهِ؛‬
‫ص َبرَ َعلَى أَذًى يَ ْ‬
‫صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‪ " :‬وَمَا َأحَدٌ أَ ْ‬
‫يَدْعُونَ لَهُ ا ْلوَلَدَ‪ ،‬ثُمَّ يُعَافِيهِمْ َو َيرْزُقُهُمْ "(‪ .)1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫وله عن أبي هريرة رضي اللَّه تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫اللَّه عليه وسَلَّم‪" :‬إِنَّ اللَّهَ َتبَا َركَ َوتَعَالَى إِذَا َأحَبَّ َعبْدًا نَادَى‪ :‬يَا‬
‫ج ْبرِيلُ‬ ‫ج ْبرِيلُ(‪ )0‬إِنّ اللَّهَ يُحِبُّ فُالنًا فَ َأحِبَّهُ‪ ،‬فَيُحِبُّ ُه ِ‬
‫جبْرِيلُ‪ ،‬ثُمَّ يُنَادِي ِ‬ ‫ِ‬
‫ضعُ‬ ‫السمَاءِ‪ :‬إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُالنًا‪ ،‬ف َأحِبُّوهُ(‪َ )1‬فيُحِبُّهُ َأ ْهلُ َّ‬
‫السمَاءِ‪َ ،‬ويُو َ‬ ‫فِي َّ‬
‫لَهُ الْ َقبُولُ فِي األَرْضِ(‪.)1(" )1‬‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ .)1119‬وأيضاً‪ :‬صحيح مسلم (‪[ .)0921‬ج]‬


‫(‪ )0‬يف (خ‪ .‬م) وخمطوطة الشيخ حممد بن عبداللطيف آل الشيخ رمحه اهلل '' نادى جربيل''‬
‫بدون حرف النداء‪.‬‬
‫(‪ )1‬من قوله‪'' :‬فيحبه جربيل'' إىل ''فأحبوه'' يف خ‪ .‬م‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقع هنا يف املطبوعة إثر كلمة ''ويوضع له القبول يف األرض'' وقع إثرها ما نصه‪:‬‬
‫(والذي يف [صحيح البخاري] أمت‪ ،‬وسياقه بسنده عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ ،‬وعن‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ '' :‬إذا أحب اهلل العبد نادى جربيل‪ :‬إن اهلل حيب فالنا‬
‫فأحبه‪ ...‬فيحبه أهل السماء‪ ،‬ثم يوضع له القبول يف األرض'' انتهى من [صحيح‬
‫البخاري]‪ .‬وليست هذه العبارة فيما لدينا من خمطوطات هذا الكتاب‪ ،‬وإمنا فيها بعد‬
‫قوله‪'' :‬ويوضع له القبول يف األرض'' ما نصه‪ :‬وعن جرير بن عبداهلل البجلي (كنا‬
‫جلوسا عند النيب صلى اهلل عليه وسلم إذ نظر إىل القمر ليلة البدر)‪ ،‬وال شك يف أن‬
‫هذا أسلم وأبعد من التشويش الذي حصل بوجود تلك العبارة‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1028‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪04‬‬

‫جلُوسًا‬
‫وعن جرير بن عبدالَّلهِ البجلي رضي اللَّه عنه قال‪ " :‬كُنَّا ُ‬
‫النبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ ِإلَى الْ َق َمرِ لَ ْيلَةَ ا ْلبَدْرِ قَالَ‪:‬‬
‫ِعنْدَ َّ‬
‫كمَا َترَوْنَ هَذَا الْ َق َمرَ‪ ،‬ال تُضَامُونَ فِي رُ ْؤيَتِهِ؛ فَإِنِ‬
‫إ َِّنكُمْ سَ َترَوْنَ رَبَّكُمْ َ‬
‫الش ْمسِ وَ َق ْبلَ ُغرُوبِهَا‬
‫طلُوعِ َّ‬
‫اسْتَطَعْتُمْ أَنْ ال تُ ْغ َلبُوا َعلَى صَالةٍ َق ْبلَ ُ‬
‫(‪)        ‬‬ ‫فَافْ َعلُوا‪ ،‬ثُمَّ َق َرأَ‪:‬‬
‫[طه‪ )1(."]112:‬رواه اجلماعة‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه‪ ،‬أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‬
‫حرْبِ‪،‬‬
‫قال‪ :‬إِن اللَّه تبارك وتعاىل قال‪" :‬مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْ َ‬
‫َربَ إِلَيَّ َعبْدِي بِشَ ْيءٍ َأحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَدَاءِ مَا افْ َترَضْتُهُ َعلَيْهِ‪ ،‬وَمَا‬
‫وَمَا تَق َّ‬
‫سمْعَهُ‬
‫ك ْنتُ َ‬
‫ح َببْتُهُ ُ‬
‫ِالنوَا ِفلِ حَتَّى ُأحِبَّهُ‪ ،‬فَإِذَا َأ ْ‬
‫َربُ إِلَيَّ ب َّ‬
‫َيزَالُ َعبْدِي يَتَق َّ‬
‫جلَهُ‬
‫صرُ بِهِ‪َ ،‬ويَدَهُ الَّتِي َيبْطِشُ بِهَا‪ ،‬وَ ِر ْ‬
‫سمَعُ بِهِ‪ ،‬وَبَصَرَهُ الَّذِي ُيبْ ِ‬
‫الَّذِي يَ ْ‬
‫الَّتِي َيمْشِي بِهَا‪ ،‬وَلَئِنْ سَأَ َلنِي ألُعْطِيَنَّهُ‪ ،‬وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي ألُعِيذَنَّهُ‪ ،‬وَمَا‬
‫ض نَ ْفسِ َعبْدِي ا ْل ُمؤْمِنِ َي ْك َرهُ‬
‫َترَدَّ ْدتُ عَنْ شَ ْيءٍ أَنَا فَا ِعلُهُ َترَدُّدِي عَنْ َقبْ ِ‬
‫كرَهُ مَسَا َءتَهُ وَال بُدَّ لَهُ ِمنْهُ "(‪ )0‬رواه البخاري‪.‬‬
‫ا ْل َم ْوتَ‪َ ،‬وَأ ْ‬
‫وعنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال‪" :‬يَ ْنزِلُ ر َُّبنَا َتبَارَكَ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)111‬صحيح مسلم (‪ ،)111‬سنن أبي داود (‪ ،)1108‬جامع الرتمذي‬
‫(‪ ،)0111‬والنسائي يف الكربى (‪ ،)112‬سنن ابن ماجه (‪ ،)111‬مسند اإلمام أمحد‬
‫(‪[ .)112/1‬ج]‬
‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪[ )1120‬ج]‬
‫‪05‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫خرُ‪،‬‬
‫ني َيبْقَى ُث ُلثُ اللَّ ْيلِ اآل ِ‬
‫ح َ‬‫َوتَعَالَى كُلَّ لَ ْيلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا‪ِ ،‬‬
‫يَقُولُ‪ :‬مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ‪ ،‬مَنْ يَسْأَ ُلنِي فَأُعْطِيَهُ‪ ،‬مَنْ يَسْتَغْ ِفرُنِي‬
‫فَأَغْ ِفرَ لَهُ"(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬
‫وعن أبي موسى األشعري رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫اللَّه عليه وسَلَّم‪ ":‬جَنَّتَانِ مِنْ َذهَبٍ آنِيَتُ ُهمَا وَمَا فِي ِهمَا‪َ ،‬وجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ‬
‫ظرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِال رِدَاءُ‬
‫آنِيَتُ ُهمَا وَمَا فِي ِهمَا‪ ،‬وَمَا بَيْنَ الْ َق ْومِ وَبَيْنَ أَ ْن يَنْ ُ‬
‫ا ْل ِك ْب ِريَاءِ َعلَى َوجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْن "(‪ )0‬رواه البخاري‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ )1181‬بنحوه‪ ،‬صحيح مسلم (‪ )119‬بنحوه‪.‬وهو بهذا اللفظ يف‬
‫النسخة املطبوعة‪،‬وبالرجوع اىل النسخة اخلطية وجد ان اللفظ((اىل السماء)) [ج]‪.‬‬
‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ ،)1919‬صحيح مسلم (‪[ .)192‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪06‬‬

‫باب قول اللَّه تعاىل‪:‬‬


‫(‪             ‬‬

‫‪[ )  ‬سبأ‪]32 :‬‬

‫عن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬حدّثين رجل من أصحاب‬
‫جلُوسٌ لَ ْيلَةً‬
‫النيب صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم من األنصارِ‪" :‬أَنَّهُمْ بَ ْي َنمَا هُمْ ُ‬
‫مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه َعلَيْهِ وسَلَّمَ‪ ،‬إِذْ رُمِيَ ِبنَجْمٍ فَاسْ َتنَارَ‪ ،‬فَقَالَ‪ " :‬مَا‬
‫كنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا رُمِيَ ِبمِ ْثلِ هَذَا؟ " قَالُوا‪ :‬كُنَّا نَقُولُ‪ :‬وُلِدَ اللَّ ْيلَةَ‬
‫ُ‬
‫عَظِيمٌ‪ ،‬أَوْ مَاتَ عَظِيمٌ‪ ،‬فَقَالَ‪" :‬إِنَّهَا لَمْ ُت ْرمَ ِل َم ْوتِ َأحَدٍ‪ ،‬وَال لِحَيَاتِهِ‪،‬‬
‫حمَلَةُ الْ َع ْرشِ‪ ،‬حَتَّى يُسَبِّحَ‬
‫حتْ َ‬
‫وَ َلكِنَّ ر ََّبنَا عَزَّ َوجَلَّ إِذَا قَضَى أَ ْمرًا سَبَّ َ‬
‫السمَاءِ الدُّنْيَا‪،‬‬
‫سبِيحُ َأ ْهلَ َّ‬
‫السمَاءِ الَّذِينَ َيلُونَهُمْ‪ ،‬حَتَّى َي ْبلُغَ التَّ ْ‬
‫َأ ْهلُ َّ‬
‫خ ِبرُونَهُمْ مَاذَا‬
‫فَيَقُولُ الَّذِينَ َيلُونَ حَ َملَةَ الْ َع ْرشِ‪ :‬مَاذَا قَالَ ر َُّبكُمْ؟ فَيُ ْ‬
‫خ َبرُ َأهْلَ‬
‫السمَاوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا‪ ،‬حَتَّى َي ْبلُغَ الْ َ‬
‫خ ِبرُ َأ ْهلُ َّ‬
‫قَالَ‪ ،‬فَيَسْتَ ْ‬
‫السمْعَ‪َ ،‬فيُلْقُونَهُ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ‪ ،‬فَمَا‬
‫السمَاءِ الدُّنْيَا‪ ،‬فَتَخْطَفُ الْجِنُّ َّ‬
‫َّ‬
‫جَاءُوا بِهِ َعلَى َوجْهِهِ فَ ُهوَ الْحَقُّ‪ ،‬وَ َلكِنَّهُمْ يَقْذِفُونَ َو َيزِيدُونَ"(‪ )1‬رواه‬
‫مسلم والرتمذي والنّسائي‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪ ،)0008‬جامع الرتمذي (‪ ،)1001‬النسائي يف السنن الكربى‬


‫(‪ ،)11029‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)019/1‬ج]‬
‫‪07‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫وعن النّواس بن مسعان رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫اللَّه عليه وسَلَّم‪" :‬إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُوحِيَ بِاألَ ْمرِ َتكَلَّمَ بِا ْل َوحْيِ َأخَذَتِ‬
‫خوْفًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ َوجَلَّ‪،‬‬
‫السمَاوَاتِ ِمنْهُ َرجْفَةٌ ‪ -‬أَوْ قَالَ‪ :‬رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ ‪-‬؛ َ‬
‫َّ‬
‫السمَاوَاتِ صُعِقُوا‪ - ،‬أَوْ قَالَ‪ :‬خَرُّوا ‪ -‬لِلَّهِ سُجَّدًا‬
‫فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ َأ ْهلُ َّ‬
‫ج ْبرَائِيلُ َعلَيْ ِه السَّالمُ‪ ،‬فَ ُيك َِّلمُهُ اللَّهُ مِنْ‬
‫فَ َيكُونُ أَوَّلَ مَنْ َيرْفَعُ َرأْسَهُ ِ‬
‫سمَاءٍ سَأَلَهُ‬
‫ج ْبرَائِيلُ َعلَى ا ْلمَال ِئكَةِ‪ ،‬ك َُّلمَا مَرَّ بِ َ‬
‫َوحْيِهِ ِبمَا أَرَادَ‪ ،‬ثُمَّ َيمُرُّ ِ‬
‫(‪    ‬‬ ‫ج ْبرَائِيلُ؟ فَيَقُولُ‪:‬‬
‫مَال ِئكَتُهَا‪ :‬مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا ِ‬
‫ج ْبرَائِيلُ‪ ،‬فَ َينْتَهِي‬
‫‪[ ) ‬سبأ‪ ،]01 :‬فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِ ْثلَ مَا قَالَ ِ‬
‫ج ْبرِيلُ بِا ْل َوحْيِ إِلَى حَ ْيثُ أَ َمرَهُ اللَّهُ عَزَّ َوجَلَّ "(‪ .)1‬رواه ابن جرير وابن‬
‫ِ‬
‫خزمية والطّرباني وابن أبي حامت‪ ،‬واللفظ له‪.‬‬

‫(‪ )1‬التفسري للطربي (‪ ،)019/18‬التوحيد البن خزمية (‪ ،)021‬مسند الشاميني للطرباني‬


‫(‪ .)181‬وابن أبي حامت كما يف تفسري ابن كثري (‪[ .)111/1‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪08‬‬

‫باب قولِ اللَّه تعاىل‪:‬‬


‫(‪         ‬‬

‫‪[ )       ‬الزمر‪]11 :‬‬

‫عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه‬
‫السمَاءَ بِ َيمِينِهِ‪ ،‬ثُمَّ‬
‫عليه وسَلَّم يقول‪" :‬يَقْبِضُ اللَّهُ األَرْضَ‪ ،‬وَيَطْوِي َّ‬
‫يَقُولُ‪ :‬أَنَا ا ْل َم ِلكُ‪َ ،‬أيْنَ ُملُوكُ األَرْضِ؟ "(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫اللهِ صَلَّى اللَّه عليه‬
‫وله عن ابنِ عمر رضي اللَّه عنهما عن رسول َّ‬
‫السمَاوَاتُ‬
‫ضنيَ‪َ ،‬و َتكُونُ َّ‬
‫وسَلَّم قال‪" :‬إِنَّ اللَّهَ يَ ْقبِضُ َي ْومَ الْقِيَامَةِ األَرَ ِ‬
‫بِ َيمِينِهِ‪ ،‬ثُمَّ يَقُولُ‪ :‬أَنَا ا ْل َم ِلكُ "(‪.)0‬‬
‫ويف روايةٍ عنه‪" ،‬أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َق َرأَ هَذِهِ اآليَةَ‬
‫(‪        ‬‬ ‫ذَاتَ َي ْومٍ َعلَى ا ْل ِم ْن َبرِ‪:‬‬
‫‪)         ‬‬

‫[الزمر‪ ،]11 :‬وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ‪،‬‬
‫َركُهَا‪َ ،‬ويُ ْق ِبلُ بِهَا َويُدْ ِبرُ‪ُ " ،‬يمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ‪ :‬أَنَا الْجَبَّارُ‪ ،‬أَنَا‬
‫يُح ِّ‬
‫َبرُ‪ ،‬أَنَا الْ َعزِيزُ‪ ،‬أَنَا ا ْل َكرِيمُ " َف َرجَفَ ِبرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ‬
‫ا ْلمُ َتك ِّ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1190( ،)1910‬صحيح مسلم (‪[ .)0191‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ ،)1111 ،1110‬صحيح مسلم (‪[ .)0199‬ج]‬
‫‪09‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫وَسَلَّمَ ا ْل ِم ْن َبرُ‪ ،‬حَتَّى ُق ْلنَا‪ :‬لَيَخِرَّنَّ بِهِ "(‪ ،)1‬رواه أمحد‪.‬‬


‫ورواه مسلم عن عبيدِ اللَّه بن مقسمٍ أنه نظر إىل عبدالَّلهِ بن عمر‬
‫اللهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‬
‫رضي اللَّه عنهما‪ ،‬كيف حيْكي عن رسولِ َّ‬
‫سمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَ َديْهِ فَيَ ْقبِضُ ُهمَا‪ ،‬فَيَقُو ُل‪:‬‬
‫قال‪" :‬يَ ْأخُذُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ َ‬
‫أَنَا ا ْل َم ِلكُ‪ ،‬وَيَ ْقبِضُ أَصَابِعَهُ َو َيبْسُطُهَا‪ ،‬فَيَقُولُ‪ :‬أَنَا ا ْل َم ِلكُ" حَتَّى‬
‫َركُ مِنْ أَسْ َفلِ شَ ْيءٍ ِمنْهُ‪ ،‬حَتَّى إِنِّي ألَقُو ُل‪:‬‬ ‫ظ ْرتُ إِلَى ا ْل ِم ْن َبرِ يَتَح َّ‬
‫نَ َ‬
‫أَسَاقِطٌ َهُوَ ِبرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! "(‪.)0‬‬
‫ويف الصّحيحيِن عن عِمران بن حصنيٍ رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال‬
‫اللهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‪" :‬ا ْق َبلُوا ا ْلبُشْرَى يَا َبنِي َتمِيمٍ‪ .‬قَالُوا‪:‬‬ ‫رسول َّ‬
‫شرَى يَا َأ ْهلَ الْ َيمَنِ‪ .‬قَالُوا‪ :‬قَدْ َق ِب ْلنَا‪،‬‬
‫طنَا‪ ،‬قَالَ‪ :‬ا ْق َبلُوا ا ْلبُ ْ‬
‫َش ْر َتنَا فَأَعْ ِ‬
‫قَدْ ب َّ‬
‫خ ِبرْنَا عَنْ أَوَّلِ هَذَا األَ ْمرِ‪ ،‬قَالَ‪ :‬كَانَ اللَّهُ َق ْبلَ كُلِّ شَ ْيءٍ‪َ ،‬وكَا َن‬
‫فَأ ْ‬
‫كرَ كُلِّ شَ ْيءٍ‪ .‬قَالَ‪:‬‬
‫اللوْحِ ا ْلمَحْفُوظِ ِذ ْ‬
‫َعرْشُهُ َعلَى ا ْلمَاءِ‪ ،‬وَكَتَبَ فِي َّ‬
‫خ َرجْتُ‬
‫فَ َأتَانِي آتٍ فَقَالَ‪ :‬يَا ِعمْرَانُ ! انْح ََّلتْ نَاقَ ُتكَ مِنْ عِقَالِهَا‪ .‬قَالَ‪ :‬فَ َ‬
‫فِي أَ َث ِرهَا فَال أَدْرِي مَا كَانَ(‪ )1‬بَعْدِي"(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)10/0‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح مسلم (‪[ .)0199‬ج]‬
‫(‪ )1‬ف (خ‪.‬م)‪( :‬ما قال بعدي)‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1119‬وروى مسلم بعض ألفاةه (‪ )0111‬من حديث عبداهلل بن‬
‫عمرو بن العاص رضي اهلل عنهما‪[،‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪21‬‬

‫ط ِعمٍ‪ ،‬عن أبيه عن جدِّه قال‪:‬‬ ‫وعن جبريِ بنِ حممّد بن جبري بن م ْ‬
‫"جَاءَ أَ ْعرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‪ :‬يَا رَسُولَ اللَّهِ‬
‫جَهِ َدتْ األَنْفُسُ‪ ،‬وَضَا َعتِ الْعِيَالُ‪ ،‬وَنُ ِه َكتِ األَ ْموَالُ‪َ ،‬و َه َل َكتِ األَنْعَامُ‪،‬‬
‫فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ‪ ،‬فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ ِبكَ َعلَى اللَّهِ‪ ،‬وَبِاللَّهِ َعلَ ْيكَ‪ ،‬فَقَالَ‬
‫ح‬
‫رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪َ " :‬ويْحَكَ‪ ،‬أَتَدْرِي مَا تَقُولُ؟!" وَسَبَّ َ‬
‫رَسُولُ اللَّهِ‪ ،‬فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ‪ ،‬حَتَّى ُع ِرفَ ذَ ِلكَ فِي ُوجُوهِ أَصْحَابِهِ‪ ،‬ثُمَّ‬
‫حكَ‪ ،‬إِنَّهُ ال يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ َعلَى َأحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ‪ ،‬شَأْنُ اللَّهِ‬
‫قَالَ‪َ " :‬ويْ َ‬
‫حكَ َأتَدْرِي مَا اللَّهُ؟ إِنَّ َعرْشَهُ عَلَى سَمَاوَاتِ ِه‬
‫أَعْظَمُ مِنْ ذَ ِلكَ‪َ ،‬ويْ َ‬
‫حلِ‬
‫الر ْ‬
‫لَ َهكَذَا" ‪ -‬وَقَالَ بِأَصَابِعِ ِه مِ ْثلَ الْقُبَّ ِة عَلَيْهِ ‪َ " -‬وإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ َأطِيطَ َّ‬
‫بِالرَّاكِبِ"(‪ .)1‬رواه أمحد وأبو داود‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه‬
‫وسَلَّم‪" :‬قَالَ اللَّهُ عَزَّ َوجَلَّ‪ :‬كَذَّ َبنِي ابْنُ آ َدمَ‪ ،‬وَلَمْ َيكُنْ لَهُ ذَ ِلكَ‪،‬‬
‫كمَا‬
‫وَشَ َت َمنِي‪ ،‬وَلَمْ َيكُنْ لَهُ ذَ ِلكَ‪ ،‬أَمَّا َتكْذِيبُهُ إِيَّايَ‪ ،‬فَ َقوْلُهُ‪ :‬لَنْ يُعِيدَنِي َ‬
‫خلْقِ بِ َأ ْهوَنَ َعلَيَّ مِنْ إِعَا َدتِهِ‪َ ،‬وأَمَّا شَ ْتمُهُ إِيَّايَ‪،‬‬
‫بَ َدأَنِي‪ ،‬وَلَ ْيسَ أَوَُّل الْ َ‬
‫الصمَدُ‪ ،‬الَّذِي لَمْ َيلِدْ‪ ،‬وَلَمْ يُولَدْ‪،‬‬
‫ألحَدُ َّ‬
‫فَ َقوْلُهُ‪ :‬اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا‪َ ،‬وأَنَا ا َ‬
‫وَلَمْ َيكُنْ لَهُ كُ ْفوًا َأحَدٌ "(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪ .)1101‬ويف السنة لعبداهلل بن اإلمام أمحد ‪ 121/1‬برقم ‪ 191‬و‪111/0‬‬
‫برقم ‪[ .1218‬ج]‬
‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪[ .)1811‬ج]‬
‫‪20‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫ويف روايةٍ عن ابنِ عباسٍ رضي اللَّه عنهما‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫حبَةً أَوْ‬
‫سبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَا ِ‬
‫" َوأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ‪ ،‬فَ َقوْلُهُ‪ :‬لِي وَلَدٌ‪ ،‬وَ ُ‬
‫وَلَدًا"(‪ .)0‬رواه البخاريّ‪.‬‬
‫وهلما عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه‬
‫الد ْهرُ‪،‬‬
‫الد ْهرَ َوأَنَا َّ‬
‫عليه وسَلَّم‪" :‬قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‪ُ :‬يؤْذِينِي ابْنُ آ َدمَ‪ ،‬يَسُبُّ َّ‬
‫بِيَدِي األَ ْمرُ‪ ،‬أُقَلِّبُ اللَّ ْيلَ وَالنَّهَارَ "(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ف (خ‪ .‬م) ''وال ولدا''‪ ،‬وهي رواية ذكرها احلميدي كما يف [ مرقاة املفاتيح ] لعلي‬
‫القاري‪.‬‬
‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪[ .)1190‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1901‬صحيح مسلم (‪[ .)0011‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪22‬‬

‫باب‬
‫اإلميان بالقدر‬

‫(‪       ‬‬ ‫اللهِ تعاىل‪:‬‬
‫وقولِ َّ‬
‫(‪)     ‬‬ ‫[األنبياء‪ ،]121 :‬وقوله تعاىل‪:‬‬ ‫‪)‬‬

‫[الصافات‪:‬‬ ‫(‪)    ‬‬ ‫[األحزاب‪ ،]19 :‬وقوله تعاىل‪:‬‬
‫‪ ،]81‬وقوله تعاىل‪[ )     ( :‬القمر‪.]18 :‬‬
‫ويف [صحيح مسلم]‪ ،‬عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم‪" :‬إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ مَقَادِيرَ‬
‫سنَةٍ‪ ،‬قَالَ(‪:)1‬‬
‫سنيَ أَلْفَ َ‬
‫السمَاوَاتِ وَاألَرْضَ بِخَمْ ِ‬
‫خلُقَ َّ‬
‫الْخَالئِقِ َق ْبلَ أَنْ يَ ْ‬
‫وَ َعرْشُهُ عَلَى ا ْلمَاءِ (‪." )0‬‬
‫وعن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫اللَّه عليه وسَلَّم‪" :‬مَا مِ ْنكُمْ مِنْ َأحَدٍ إِال وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ‪،‬‬
‫َت ِكلُ َعلَى كِتَابِنَا وَنَ َدعُ‬
‫وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ"‪ ،‬قَالُوا‪ :‬يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَال ن َّ‬
‫خلِقَ لَهُ‪ ،‬أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ َأ ْهلِ‬
‫َسرٌ ِلمَا ُ‬
‫الْ َع َملَ؟! قَالَ‪ " :‬ا ْع َملُوا‪َ ،‬فكُلٌّ مُي َّ‬
‫َسرُ لِ َع َملِ َأ ْهلِ السَّعَادَةِ‪َ ،‬وأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ َأ ْهلِ الشَّقَاوَةِ‪،‬‬
‫السَّعَادَةِ فَسَيُي َّ‬

‫(‪ )1‬يف (خ‪ .‬م)‪'' :‬سنة وكان عرشه''‪.‬‬


‫(‪ )0‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫‪23‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫(‪     ‬‬ ‫َسرُ لِ َع َملِ َأ ْهلِ الشَّقَاوَةِ"‪ ،‬ثُمَّ َق َرأَ‪:‬‬
‫فَسَيُي َّ‬
‫‪[ )    ‬الليل‪ )1(" ]1 -1 :‬متّفقٌ عليه‪.‬‬
‫وعن مسلم بن يسارٍ اجلهين قال‪ :‬سئِل عمر بن اخلطّاب رضي اللَّه‬
‫(‪)        ‬‬ ‫عنه عن هذه اآلية‪:‬‬
‫[األعراف‪ ،]110 :‬فقال عمر رضي اللَّه عنه‪ :‬مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه‬
‫خلَقَ آ َدمَ‪ ،‬ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَ ُه‬
‫عليه وسَلَّم سئل عنها‪ ،‬فقال‪ " :‬إِنَّ اللَّهَ َ‬
‫خلَ ْقتُ َهؤُالءِ ِللْجَنَّةِ‪ ،‬وَبِ َع َملِ َأهْلِ‬
‫خرَجَ ِمنْهُ ذُرِّيَّةً‪ ،‬فَقَالَ‪َ :‬‬
‫بِ َيمِينِهِ فَاسْتَ ْ‬
‫خلَقْتُ‬
‫خرَجَ ِمنْهُ ذُرِّيَّةً‪ ،‬فَقَالَ‪َ :‬‬
‫الْجَنَّةِ يَ ْع َملُونَ‪ ،‬ثُمَّ مَسَحَ ظَ ْهرَهُ‪ ،‬فَاسْتَ ْ‬
‫جلٌ‪ :‬يَا رَسُولَ اللَّهِ‪ ،‬فَفِيمَ‬
‫َهؤُالءِ لِلنَّارِ‪ ،‬وَبِ َع َملِ َأهْلِ النَّارِ يَ ْع َملُونَ" فَقَالَ رَ ُ‬
‫خلَقَ الْ َعبْدَ ِللْجَنَّةِ اسْتَ ْع َملَهُ بِ َع َملِ َأهْلِ‬
‫الْ َع َملُ؟ فَقَالَ‪ " :‬إِنَّ اللَّهَ إِذَا َ‬
‫خلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ‪،‬‬
‫الْجَنَّةِ حَتَّى َيمُوتَ عَلَى َع َملٍ مِنْ أَ ْعمَالِ َأ ْه ِل الْجَنَّةِ‪ ،‬فَيُ ْد ِ‬
‫خلَقَ الْ َعبْدَ لِلنَّارِ اسْتَ ْع َملَهُ بِ َع َملِ َأ ْهلِ النَّارِ‪ ،‬حَتَّى َيمُوتَ َعلَى َع َم ٍل‬
‫َوإِذَا َ‬
‫خلُهُ النَّارَ "(‪ .)0‬رواه مالك واحلاكم‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫مِنْ أَ ْعمَالِ َأ ْهلِ النَّارِ‪ ،‬فَيُ ْد ِ‬
‫على شرط مسلم‪ .‬ورواه أبو داود من وجه آخر عن مسلم بن يسار عن‬
‫نعيمِ بن ربيعة عن عمر‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1818‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬


‫(‪ )0‬سنن أبي داود (‪ ،)1121‬موطأ مالك (‪ ،)1111‬مستدرك احلاكم (‪ .)1011‬ورواه أيضاً‪:‬‬
‫الرتمذي (‪ ،)1211‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)11/1‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪24‬‬

‫وقال إسحاق بن راهويه‪ :‬حدّثنا بقية بن الوليدِ‪ ،‬قال‪ :‬أخربني‬


‫الزبيدي حممد بن الوليد عن راشد بن سعد عن عبدالرمحن بن أبي‬
‫جالً قَالَ‪ :‬يَا‬
‫قتادة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هشام بن حكيم بن حزام‪" ،‬أَنَّ َر ُ‬
‫رَسُولَ اللَّهِ‪َ ،‬أتُبْتَدَأُ األَعْمَالُ َأمْ قَدْ قُضِيَ(‪ )1‬الْقَضَاءُ؟ فَقَالَ‪ " :‬إِنَّ اللَّهَ لَمَّا‬
‫خرَجَ ذُرِّيَّةَ آ َدمَ مِنْ ظَ ْهرِهِ أَشْهَ َدهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ‪ ،‬ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ فِي‬
‫َأ ْ‬
‫َسرُونَ لِ َعمَلِ‬
‫كَفَّيْهِ فَقَالَ‪َ :‬هؤُالءِ ِللْجَنَّةِ َو َهؤُالءِ لِلنَّارِ‪ ،‬فَأَ ْهلُ الْجَنَّةِ مُي َّ‬
‫َسرُونَ لِ َع َملِ َأ ْهلِ النَّارِ "(‪.)0‬‬
‫َأ ْهلِ الْجَنَّةِ‪َ ،‬وَأ ْهلُ النَّارِ مُي َّ‬
‫وعن عبداللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال‪ :‬حدثنا رسول اللَّه صَلَّى‬
‫خلْقُهُ فِي‬
‫جمَعُ َ‬
‫اللَّه عليه وسَلَّم وهو الصادق املصدوق‪ " :‬إِنَّ َأحَ َدكُمْ يُ ْ‬
‫بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَ ِعنيَ َيوْمًا نُطْفَةً‪ ،‬ثُمَّ َيكُونُ َعلَقَةً مِ ْثلَ ذَ ِلكَ‪ ،‬ثُمَّ َيكُونُ‬
‫ك ِلمَاتٍ‪ :‬فَ َيكْتُبُ‬
‫مُضْغَةً مِ ْثلَ ذَ ِلكَ‪ ،‬ثُمَّ َيبْ َعثُ اللَّهُ إِلَيْهِ َم َلكًا بِأَرْبَعِ َ‬
‫جلَهُ‪ ،‬وَرِزْقَهُ‪ ،‬وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ‪ ،‬ثُمَّ يُنْ َفخُ فِيهِ الرُّوحُ‪َ ،‬فوَالَّذِي ال‬ ‫َع َملَهُ‪َ ،‬وَأ َ‬
‫إِلَ ـاـ ـهَ غَ ْيرُهُ‪ ،‬إِنَّ َأحَ َدكُمْ لَيَ ْع َملُ بِ َع َملِ َأهْلِ الْجَنَّةِ‪ ،‬حَتَّى مَا َيكُونُ بَ ْينَهُ‬
‫سبِقُ َعلَيْهِ ا ْلكِتَابُ‪ ،‬فَيَ ْعمَ ُل بِ َع َملِ َأ ْهلِ النَّارِ فَيَ ْدخُلُهَا‪،‬‬
‫وَبَ ْينَهَا إِال ذِرَاعٌ‪ ،‬فَيَ ْ‬
‫ِوإِنَّ َأحَ َدكُمْ لَيَ ْع َملُ بِ َع َملِ َأ ْهلِ النَّارِ‪ ،‬حَتّى مَا َيكُونُ بَ ْينَهُ وَبَ ْينَهَا إِال‬

‫(‪ )1‬يف [ شفاء العليل ] البن القيم‪( :‬أم قد مضى القضاء)‪.‬‬


‫(‪ )0‬الطرباني يف الكبري ‪ )111( 119/00‬بنحوه‪ .‬والبزار يف كشف األستار ‪)0112( 02/1‬‬
‫وهو يف احتاف اخلرية املهرة (‪[ .)181‬ج]‬
‫‪25‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫خلُهَا "(‪ )1‬متّفق‬


‫سبِقُ َعلَيْهِ ا ْلكِتَابُ‪ ،‬فَيَ َع ْملُ بِ َع َملِ َأ ْهلِ الْجَنَّةِ فَيَ ْد ُ‬
‫ذِرَاعٌ‪ ،‬فَيَ ْ‬
‫عليه‪.‬‬
‫وعن حذيفة بن أسيد رضي اللَّه عنه يبلغ به النيب صَلَّى اللَّه عليه‬
‫حمِ‬
‫الر ِ‬
‫خلُ ا ْل َم َلكُ َعلَى النُّطْفَةِ بَعْدَمَا تَسْتَقِرُّ فِي َّ‬
‫وسَلَّم قال‪" :‬يَ ْد ُ‬
‫خ ْمسٍ َوأَرْبَ ِعنيَ لَ ْيلَةً فَيَقُولُ‪ :‬يَا رَبِّ‪ ،‬أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟‬
‫بِأَرْبَ ِعنيَ‪ ،‬أَوْ َ‬
‫كرٌ أَوْ أُنْثَى؟ فَ ُيكْ َتبَانِ‪َ ،‬و ُيكْتَبُ َع َملُهُ َوأَ َثرُهُ‬
‫فَ ُيكْ َتبَانَ‪ ،‬فَيَقُولُ‪ :‬يَا رَبِّ‪ ،‬أَ َذ َ‬
‫طوَى الصُّحُفُ‪ ،‬فَال ُيزَادُ فِيهَا وَال يُنْقَصُ "(‪ .)0‬رواه‬
‫جلُهُ وَرِزْقُهُ‪ ،‬تُمَّ تُ ْ‬
‫َوَأ َ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫ويف [صحيح مسلم] عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت‪ " :‬دُعِيَ رَسُولُ‬
‫ِي مِنَ األَنْصَارِ‪ ،‬فَقُلْتُ‪ :‬طُوبَى‬
‫ٍّ‬
‫اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنَازَةِ صَب‬
‫لَهُ‪ ،‬عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِريِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا‪ ،‬وَلَمْ يُدْرِكْهُ‪ ،‬فَقَالَ‪َ :‬أوَ‬
‫غَيْرَ ذَ ِلكَ يَا عَائِشَةُ‪ ،‬إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ َأهْالً‪،‬خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي‬
‫أَصْالبِ آبَائِهِمْ‪ ،‬وَخَلَ َق لِلنَّارِ أَهْالً‪ ،‬خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُ ْم فِي أَصْالبِ آبَائِهِمْ"(‪.)1‬‬
‫وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه‬
‫جزُ وَا ْلكَ ْيسُ"(‪ ،)1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وسَلَّم‪" :‬كُلُّ شَ ْيءٍ بِقَدَرٍ‪ ،‬حَتَّى الْعَ ْ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1029‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0110‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪26‬‬

‫(‪   ‬‬ ‫وعن قتادة رضي اللَّه عنه يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫[القدر‪ ،]1 :‬قال‪" :‬يقْضى فيها ما يكون يف‬ ‫‪)     ‬‬

‫السّنة إىل مثلها "‪ .‬رواه عبدالرزاق وابن جرير‪ ،‬وقد روي معنى ذلك‬
‫عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما‪ ،‬واحلسن وأبي عبدالرمحن السلمي‬
‫وسعيد بن جبريٍ ومقاتِل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫خلَقَ َل ْوحًا‬
‫اللَّهَ َ‬ ‫وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬إِنَّ‬
‫مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ‪ ،‬دَفَّتَاهُ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَ ْمرَاءَ‪َ ،‬ق َلمُهُ نُورٌ‪َ ،‬وكِتَابُهُ‬
‫ظرُ فِيهِ كُلَّ َي ْومٍ ثَال َثمِائَةٍ‬
‫السمَاءِ وَاألَرْضِ‪ ،‬يَنْ ُ‬
‫نُورٌ‪ ،‬عَرْضُهُ مَا بَيْنَ َّ‬
‫خلُقُ َويَرْزُقُ‪َ ،‬ويُحْيِي َو ُيمِيتُ‪َ ،‬ويُعِزُّ‬
‫ظرَةٍ ِمنْهَا يَ ْ‬
‫ِتنيَ نَظْرَةً‪ ،‬فَفِي كُلِّ نَ ْ‬
‫وَس ِّ‬
‫(‪)     ‬‬ ‫َويُذِلُّ‪ ،‬وَيَفْ َعلُ مَا يَشَاءُ‪ ،‬فَذَ ِلكَ َقوْلُهُ تَعَالَى‪:‬‬
‫[الرمحن‪ ")0(]08:‬رواه عبدالرزاق وابن املنذر والطرباني واحلاكم‪.‬‬
‫قال ابن القيم رمحه اللَّه تعاىل ملا ذكر هذه األحاديث وما يف‬
‫معناها ‪ -‬وقال‪ " :‬فهذا تقدير يومِي‪ ،‬والذي قبله تقدير حولي‪ ،‬والذي‬
‫قبله تقدير عمرِي عند تعلقِ النفس به‪ ،‬والذي قبله كذلك عند أول‬
‫ختلي ِقهِ وكو ِنهِ مضغة‪ ،‬والذي قبله تقدير سابق على وجوده‪ ،‬لكن‬

‫(‪ )1‬يف (خ‪ .‬م)‪( :‬إن مما خلق اهلل)‪.‬‬


‫(‪ )0‬تفسري عبدالرزاق (‪ ،)1299‬املعجم الكبري للطرباني (‪ ،)10111‬مستدرك احلاكم‬
‫(‪[ .)1111‬ج]‬
‫‪27‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫بعد خلق السماوات واألرض‪ ،‬والذي قبله تقدير سابق على خلق‬
‫السماوات واألرض خبمسني ألف سنة‪ ،‬وكلّ واحدٍ من هذه التقادير‬
‫كالتفصيل من التقدير السّابقِ‪ ،‬ويف ذلك دليلٌ على كمال علم الرّبِّ‬
‫وقدرتِه وحِكمتِهِ‪ ،‬وزيادة تعرِي ِفهِ املالئِكة وعباده املؤمنني بنفسه‬
‫وأمسائه‪ .‬ثم قال‪ :‬فاتفقت هذه األحاديث ونظائرها على أن القدر‬
‫السابق ال مينع العمل‪ ،‬وال يوجب االتكال عليه‪ ،‬بل يوجب اجلدّ‬
‫واالجتهاد؛ وهلذا ملا مسع بعض الصّحابة ذلك‪ ،‬قال‪ :‬ما كنت بأشد‬
‫اجتهادا منِّي اآلن‪ ،‬وقال أبو عثمان النّهدي لسلمان‪ :‬ألنا بأول هذا‬
‫األمر أشد فرحا منِّي بآخره؛ وذلك ألنه إِذا كان قد سبق له من اللَّه‬
‫سابقة‪ ،‬وهيّأه ويسّره للوصول إليها ‪ -‬كان فرحه بالسابقة اليت‬
‫سبقت له من اللَّه أعظم من فرحه باألسباب اليت تأتي بها‪.‬‬
‫وعن الوليد بن عبادة قال‪( :‬دخلت على أبي وهو مريضٌ أختايل فيه‬
‫املوت‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬أوصين واجتهد لي‪ ،‬فقال‪ :‬أجلسوني‪ ،‬فلمّا‬
‫أجلسوه قال‪ :‬يا بين‪ ،‬إنك لن جتد طعم اإلميان‪ ،‬ولن تبلغ حقيقة العلم‬
‫باللَّه تبارك وتعاىل حتى تؤمن بالقدر خريه وشره‪ ،‬قلت‪ :‬يا أبتاه‪،‬‬
‫وكيف لي أن أعلم ما خري القدر وشره؟ قال‪ :‬تعلم أنّ ما أخطأك مل‬
‫يكن ليصيبك‪ ،‬وما أصابك مل يكن ليخطئك‪ ،‬يا بين‪ ،‬إني مسعت‬
‫خلَقَ اللَّهُ الْ َقلَمَ‪ ،‬قَالَ‪:‬‬
‫رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم يقول‪" :‬أَوَّلُ مَا َ‬
‫جرَى فِي تِ ْلكَ السَّاعَةِ بِمَا ُهوَ كَائِنٌ إِلَى َي ْومِ الْقِيَامَةِ"‪ ،‬يَا‬
‫اكْتُبْ‪ ،‬فَ َ‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪28‬‬

‫خ ْلتَ النَّارَ "(‪ .)1‬رواه أمحد‪.‬‬


‫ستَ َعلَى ذَ ِلكَ َد َ‬
‫بُنَيَّ‪ ،‬إِنْ مِتَّ وَلَ ْ‬
‫وعن أبي خِزامة‪ ،‬عن أبيه رضي اللَّه عنه قال‪ُ " :‬ق ْلتُ‪ :‬يَا رَسُولَ اللَّهِ!‬
‫أَ َرَأ ْيتَ رُقًى نَسْ َترْقِيهَا‪ ،‬وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ‪َ ،‬وتُقَاةً نَتَّقِيهَا‪َ ،‬هلْ َترُدُّ مِنْ قَ َدرِ‬
‫اللَّهِ شَيْئًا؟ قَالَ‪ " :‬هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّه "(‪ .)0‬رواه أمحد والتِّرمذيّ وحسّنه‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه‬
‫وسَلَّم‪ :‬ا ْل ُمؤْمِنُ الْ َقوِيُّ خَ ْيرٌ َوَأحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ ا ْل ُمؤْمِنِ الضَّعِيفِ‪ ،‬وَفِي‬
‫جزَنَّ‪ ،‬فَإِنْ‬
‫حرِصْ َعلَى مَا َينْفَ ُعكَ‪ ،‬وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ‪ ،‬وَال تَعْ َ‬
‫ٍّ خَ ْيرٌ‪ ،‬ا ْ‬
‫كُل‬
‫أَصَا َبكَ شَ ْيءٌ فَال تَ ُقلْ‪َ :‬لوْ أَنِّي فَ َع ْلتُ كَذَا كَانَ كَذَا َوكَذَا‪ ،‬وَ َلكِنْ‬
‫ُقلْ‪ :‬قَدَّرَ اللَّهِ‪ ،‬وَمَا شَاءَ فَ َعلَ؛ فَإِنَّ ( َلوْ) تَفْتَحُ َع َملَ الشَّيْطَانِ"(‪ .)1‬رواه‬
‫مسلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)111/1‬جامع الرتمذي (‪[ .)1118‬ج]‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)101/1‬جامع الرتمذي (‪ ،)0119( ،)0211‬سنن ابن ماجه‬
‫(‪[ .)1111‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
29 ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫باب‬
‫ذكر املالئكة عليهم السالم واإلميان بهم‬

        ( :‫وقول اللَّه تعاىل‬
:‫اآلية [البقرة‬ )        

        ( :‫ وقوله تعاىل‬،]111
:‫[فصلت‬ )         

        ( :‫ وقوله تعاىل‬،]12
      ( :‫ وقوله تعاىل‬،]110 :‫) [النساء‬ 
           

    ( :‫ وقوله تعاىل‬،]02-18 :‫) [األنبياء‬


    ( :‫ وقوله تعاىل‬،]1 :‫) [فاطر‬   
.]1 :‫) [غافر‬       
‫ قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه‬:‫وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت‬
َ‫خلِق‬
ُ ‫ َو‬،ٍ‫خلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَار‬
ُ ‫ َو‬،ٍ‫خلِ َقتِ ا ْلمَال ِئكَةُ مِنْ نُور‬
ُ " :‫وسَلَّم‬
.‫ رواه مسلم‬.)1(" ْ‫آ َدمُ مِمَّا وُصِفَ َلكُم‬

]‫ [ج‬.)0881( ‫) صحيح مسلم‬1(


‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪31‬‬

‫وثبت يف بعض أحاديث املعراج أنه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم رفِع له‬
‫البيت املعمور الذي هو يف السماء السابعة‪( ،‬وقيل‪ :‬يف السادسة)‬
‫مبنزلة الكعبة يف األرض‪ ،‬وهو بِحيالِ الكعبةِ‪ ،‬حرمته يف السماء‬
‫كحرمة الكعبة يف األرض‪ ،‬وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف‬
‫ملك‪ ،‬ثم ال يعودون إِليه آخر ما عليهم(‪.)1‬‬
‫وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه‬
‫السمَاءِ َموْضِعُ قَ َدمٍ إِال َعلَيْهِ َم َلكٌ سَاجِدٌ أَوْ َم َلكٌ‬
‫وسَلَّم‪" :‬مَا فِي َّ‬
‫(‪     ‬‬ ‫قَائِمٌ‪ ،‬فَذَ ِلكَ َقوْلُ ا ْلمَال ِئكَةِ‪:‬‬
‫[الصافات‪ ،)0(" ]111 ،111 :‬رواه حممد بن نصر وابن أبي‬ ‫‪)‬‬

‫حامت وابن جرِيرٍ وأبو الشيخ‪.‬‬


‫وروى الطرباني عن جابر بن عبداللَّه رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬قال‬
‫السبْعِ َموْضِعُ قَدَمٍ‬
‫السمَاوَاتِ َّ‬
‫رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪" :‬مَا فِي َّ‬
‫ٍّ إِال وَفِيهِ َم َلكٌ قَائِمٌ‪َ ،‬أوْ َم َلكٌ سَاجِدٌ‪ ،‬أَوْ َملَكٌ‬
‫ش ْبرٍ وَال كَف‬
‫وَال ِ‬
‫جمِيعًا‪ :‬سُبْحَا َنكَ مَا َعبَدْنَاكَ حَقَّ‬
‫رَاكِعٌ‪ ،‬فَإِذَا كَانَ َي ْومُ الْقِيَامَةِ قَالُوا َ‬
‫ِعبَا َد ِتكَ إِال أَنَّا لَمْ نُشْ ِركْ ِبكَ شَيْئًا"(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)110‬ج]‬


‫(‪ )0‬تعظيم قدر الصالة للمروزي (‪ ،)011‬تفسري الطربي (‪ ،)111/18‬العظمة ألبي الشيخ‬
‫(‪[ .)129‬ج]‬
‫(‪ )1‬املعجم الكبري للطرباني (‪[ .)1111‬ج]‬
‫‪30‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫وعن جابرٍ رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم‪:‬‬
‫ح َملَةِ الْ َع ْرشِ‪ ،‬مَا بَيْنَ‬
‫َدثَ عَنْ َم َلكٍ مِنْ مَال ِئكَةِ اللَّهِ مِنْ َ‬
‫"أُذِنَ لِي أَنْ ُأح ِّ‬
‫سبْعِمِائَةِ عَامٍ"(‪ .)1‬رواه أبو داود والبيهقي‬
‫حمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِريَةُ َ‬
‫شَ ْ‬
‫يف [األمساءِ والصِّفاتِ]‪ ،‬والضِّياء يف [املختارة]‪.‬‬
‫فمن سادتِهم جربائيل عليه السالم‪ ،‬وقد وصفه اللَّه تعاىل باألمانة‪،‬‬
‫(‪     ‬‬ ‫وحسن اخللق والقوة‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬
‫[النجم‪ ،]1 ،1 :‬ومن شدة قوته أنه رفع مدائِن قوم لوط‬ ‫‪) ‬‬

‫عليه السالم ‪ -‬وكن سبعا ‪ -‬مبن فيهن من األمم‪ ،‬وكانوا قريبا من‬
‫أربعمائة ألف‪ ،‬وما معهم من الدوابِّ واحليوانات‪ ،‬وما لتلك املدائن من‬
‫األراضي والعمارات على طرف جناحه‪ ،‬حتّى بلغ بِهِن عنان السماء‪،‬‬
‫حتى مسعت املالئكة نباح كالبهم‪ ،‬وصياح دِيكتِهِم‪ ،‬ثمّ قلَبها‪،‬‬
‫[سورة‬ ‫(‪) ‬‬ ‫فجعل عاليها سافلها‪ ،‬فهذا هو شديد القوى‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫النجم‪ ،]1 :‬أي‪ :‬ذو خلقٍ حسنٍ وبهاءٍ وسناءٍ‪ ،‬وقوة شديدة‪ ،‬قال معناه‬
‫ابن عباس رضي اللَّه عنهما‪ ،‬وقال غريه‪[ ) ( :‬سورة النجم‪ ،]1 :‬أي‪:‬‬
‫(‪        ‬‬ ‫ذو قوة‪ .‬وقال تعاىل يف صفته‪:‬‬
‫‪[ )      ‬التكوير‪ ،]01-18 :‬أي‪ :‬له قوّة وبأس‬

‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪ ،)1101‬األمساء والصفات للبيهقي (‪[ .)911‬ج]‬


‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪32‬‬

‫(‪ ‬‬ ‫شديد‪ ،‬وله مكانة ومنْزلة عالية رفيعة عند ذي العرش‪:‬‬
‫[التكوير‪:‬‬ ‫(‪) ‬‬ ‫[التكوير‪ ]01 :‬أي‪ :‬مطاع يف املأل األعلى‬ ‫‪)‬‬

‫‪ :]01‬ذي أمانة عظيمة؛ وهلذا كان هو السفري بني اللَّه وبني رسلِه‪،‬‬
‫وقد كان يأتي إِىل رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم يف صفاتٍ‬
‫متعدِّدة‪ ،‬وقد رآه على صفته اليت خلقه اللَّه عليها مرتني‪ ،‬وله ستمائة‬
‫جناح‪ ،‬روى ذلك البخاري عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه‪.‬‬
‫وروى اإلمام أمحد عن عبداللَّه قال‪َ " :‬رأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْ ِه‬
‫جنَاحٍ ِمنْهَا سَدَّ‬ ‫جنَاحٍ‪ ،‬كُلُّ َ‬ ‫ِتمِائَةِ َ‬‫ج ْبرِيلَ فِي صُو َرتِهِ‪ ،‬وَلَهُ س ُّ‬
‫وَسَلَّمَ ِ‬
‫جنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِي ِل(‪ )1‬وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ‬
‫األُفُقَ‪ ،‬يَسْقُطُ مِنْ َ‬
‫َعلِيمٌ "(‪ .)0‬إسناده قوي‪.‬‬
‫وعن عبداللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال‪َ " :‬رأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى‬
‫السمَاءِ‬
‫ضرَاءَ‪ ،‬قَدْ َمألَ مَا بَيْنَ َّ‬ ‫ج ْبرِيلَ فِي حُلَّةٍ خَ ْ‬
‫اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ ِ‬
‫وَاألَرْضِ "(‪ .)1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي اللَّه عنها أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‬
‫ج ْبرِيلَ ُمنْ َهبِطًا قَدْ َمألَ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ‪َ ،‬علَيْهِ ثِيَابُ‬
‫قال‪َ " :‬رَأ ْيتُ ِ‬

‫(‪ )1‬قوله‪( :‬من التهاويل) هو من حديث ابن مسعود من [املسند] ج‪ 1‬ص‪ 181‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)112 ،110 ،181/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم بنحوه (‪ )111‬واحلديث يف جامع الرتمذي (‪ ،)1091‬ومسند اإلمام أمحد‬
‫(‪ ،)181/1‬العظمة ألبي الشيخ (‪ )111‬مبعناه‪[ .‬ج]‬
‫‪33‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫اللؤْ ُلؤُ وَالْيَاقُوتُ "(‪ )0‬رواه أبو الشيخ‪.‬‬


‫سنْ ُدسٍ(‪ )1‬مُعَلَّقٌ بِهَا ُّ‬
‫ُ‬
‫والبن جريرٍ عن ابن عبّاسٍ رضي اللَّه عنهما قال‪( :‬جربائيل‬
‫عبدالَّلهِ‪ ،‬وميكائيل عبيد اللَّه‪ ،‬وكلّ اس ٍم فيه إِيل فهو عبداللَّه)‪ .‬وله‬
‫عن علي بن احلسني مثله‪ ،‬وزاد‪( :‬وِإسرافِيل عبدالرمحن) ‪.‬‬
‫وروى الطرباني‪ ،‬عن ابن عبّاسٍ رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬قال رسول‬
‫ضلِ ا ْلمَال ِئكَةِ؟!‬
‫خ ِب ُركُمْ بِأَفْ َ‬
‫اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم‪" :‬أَال أُ ْ‬
‫ج ْبرَائِيلُ"(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫وعن أبي عِمران اجلوني أنه بلغه أنّ جربائيل أتى النيب صَلَّى اللَّه‬
‫عل ْيهِ وسَلَّم وهو يبكي‪ ،‬فقال له رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم‪" :‬مَا‬
‫خلَقَ‬
‫َفتْ لِي عَيْنٌ ُمنْذُ َ‬
‫ُي ْبكِيكَ؟!" قَالَ‪" :‬وَمَا لِي ال أَ ْبكِي‪َ ،‬فوَاللَّهِ مَا ج َّ‬
‫اللَّهُ النَّارَ مَخَافَةَ أَنْ أَعْصِيَهُ فَيَقْذِ َفنِي فِيهَا"‪ )1(.‬رواه اإلمام أمحد يف‬
‫[الزّهد]‪.‬‬
‫وللبخاري عن ابن عباس رضي اللَّه تعاىل عنهما قال‪" :‬قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِائِيلَ‪ :‬أَال تَزُورُنَا َأكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا‪ ،‬فَنَزَ َلتْ‬

‫(‪ )1‬يف (خ‪ .‬م)‪'' :‬ثياب من سندس''‪.‬‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)102/1‬والعظمة (‪[ .)111‬ج]‬
‫(‪ )1‬املعجم الكبري للطرباني (‪[ .)11111‬ج]‬
‫(‪ )1‬نسبه ابن حجر يف املطالب العالية لإلمام أمحد يف الزّهد‪ .‬وقد رواه البيهقي يف الشعب‬
‫(‪ .)811‬وانظر املطالب حديث رقم (‪[ .)1110‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪34‬‬

‫(‪ )           ‬اآلية "(‪[ )1‬مريم‪.]11 :‬‬
‫ومن ساداتهم ميكائيل عليه السالم‪ ،‬وهو موكل بِالْقطْر والنباتِ‪:‬‬
‫وروى اإلمام أمحد عن أنسٍ رضي اللَّه تعاىل عنه "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ‬
‫حكًا‬
‫ج ْبرَائِيلَ‪ :‬مَا لِي لَمْ أَرَ مِيكَائِيلَ ضَا ِ‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ لِ ِ‬
‫ت النَّارُ "(‪.)0‬‬
‫خلِق ِ‬
‫حكَ مِيكَائِيلُ ُمنْذُ ُ‬
‫قَطُّ؟! قَالَ‪ :‬مَا ضَ ِ‬
‫ومن ساداتهم إسرافيل عليه السالم‪ ،‬وهو أحد محلة العرش‪ ،‬وهو‬
‫الذي ينفخ يف الصور‪.‬‬
‫روى التِّرمذِي ‪ -‬وحسنه ‪ -‬واحلاكم عن أبي سعيد اخل ْدرِيِّ ‪ -‬رضي‬
‫اللَّه تعاىل عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم‪" :‬كَيْفَ‬
‫سمْعَهُ‪،‬‬
‫جبْهَتَهُ‪َ ،‬وأَصْغَى َ‬
‫حنَى َ‬
‫أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْ َقرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْ َقرْنَ َو َ‬
‫ظرُ مَتَى ُيؤْ َمرُ فَ َينْ ُفخُ؟"‪ ،‬قَالُوا‪َ :‬فمَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ‪ :‬قُولُوا‪:‬‬
‫َينْتَ ِ‬
‫َك ْلنَا "(‪.)1‬‬
‫س ُبنَا اللَّهُ وَنِعْمَ ا ْل َوكِيلُ‪َ ،‬علَى اللَّهِ َتو َّ‬
‫حَ ْ‬
‫وعن ابن عباس رضي اللَّه تعاىل عنهما أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه‬
‫سرَافِيلُ زَا ِويَةٌ‬
‫ح َملَةِ الْ َع ْرشِ يُقَالُ لَهُ‪ :‬إِ ْ‬
‫عل ْيهِ وسَلَّم قال‪" :‬إِنَّ مَ َلكًا مِنْ َ‬
‫مِنْ زَوَايَا الْ َع ْرشِ َعلَى كَا ِهلِهِ قَدْ َمرَ َقتْ قَدَمَاهُ فِي األَرْضِ السَّابِعَةِ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪[ .)1019‬ج]‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)001/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪ ،)1011‬مستدرك احلاكم (‪ ،)9119‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)11/1‬ج]‬
‫‪35‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫السمَاءِ السَّابِعَةِ الْ ُعلْيَا"(‪ .)1‬رواه أبو الشيخ وأبو‬


‫السُّ ْفلَى‪ ،‬وَ َم َرقَ َرأْسُهُ مِنَ َّ‬
‫نعيم يف [ احلِلية ]‪.‬‬
‫خلْقِ اللَّهِ َأحْسَنُ‬
‫وروى أبو الشّيخ عن األوزاعي قال‪" :‬لَ ْيسَ َأحَدٌ مِنْ َ‬
‫سمَاوَاتٍ‬
‫سبْعِ َ‬
‫سبِيحِ قَطَعَ َعلَى َأ ْهلِ َ‬
‫سرَافِيلَ‪ ،‬فَإِذَا َأخَذَ فِي التَّ ْ‬
‫ص ْوتًا مِنْ إِ ْ‬
‫َ‬
‫سبِيحَهُمْ"(‪.)0‬‬
‫صَالتَهُمْ َوتَ ْ‬
‫ومن ساداتهم ملك املوت عليه السالم‪ :‬ومل جيئ مصرحا بامسه يف‬
‫القرآنِ‪ ،‬وال يف األحاديث الصحيحة‪ ،‬وقد جاء يف بعضِ اآلثارِ تسميته‬
‫بعزْرائِيل‪ ،‬فاللَّه أعلم‪ ،‬قاله احلافظ ابن كثري‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إنهم بالنسبة إِىل ما هيأهم له أقسامٌ‪:‬‬
‫فمنهم‪ :‬محلة العرش‪ ،‬ومنهم‪ :‬الكروبيِّون الذين هم حول العرش‪،‬‬
‫وهم مع محلة العرش أشرف املالئكة‪ ،‬وهم املالئكة املقربون‪،‬‬
‫(‪        ‬‬ ‫كما قال تعاىل‪:‬‬
‫‪[ ) ‬النساء‪.]110 :‬‬
‫ومنهم سكان السماوات السبع‪ ،‬يعْمرونها عِبادة دائمة‪ ،‬ليال‬
‫(‪   ‬‬ ‫ونهارا‪ ،‬صباحا ومساء‪ ،‬كما(‪ )1‬قال تعاىل‪:‬‬

‫(‪ )1‬العظمة ألبي الشيخ (‪ ،)111( ،)098‬حلية األولياء ألبي نعيم (‪[ .)11 - 11/1‬ج]‬
‫(‪ )0‬العظمة ألبي الشيخ (‪[ .)122‬ج]‬
‫(‪ )1‬من آية (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ) اآلية إىل آية (يسبحون الليل والنهار ال يفرتون) يف (خ‪ .‬م)‪،‬‬
‫وخمطوطة الشيخ حممد بن عبداللطيف آل الشيخ رمحه اهلل‪ ،‬وتاريخ ابن كثري‪.‬‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪36‬‬

‫‪[ ) ‬األنبياء‪.]02 :‬‬


‫ومنهم الذين يتعاقبون إىل البيت املعمور‪.‬‬
‫قلت(‪ :)1‬الظاهر أن الذين يتعاقبون إِىل البيت املعمور سكان‬
‫السماوات‪.‬‬
‫ومنهم موكلون باجلنان وإعداد الكرامات ألهلها‪ ،‬وتهيئة‬
‫الضيافة لساكنيها‪ ،‬من مالبس ومآكِل ومشارِب ومصاغٍ‬
‫ومساكِن‪ ،‬وغري ذلك مما ال عني رأت‪ ،‬وال أذنٌ مسعت‪ ،‬وال خطر‬
‫على قلب بشر‪.‬‬
‫ومنهم‪ :‬املوكلون بالنَّار ‪ -‬أعاذنا اللَّه منها ‪ -‬وهم الزبانية‪،‬‬
‫ومقدموهم تسعة عشر‪ ،‬وخازنها مالك‪ ،‬وهو مقدم على اخلزنة‪ ،‬وهم‬
‫(‪       ‬‬ ‫املذكورون يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫(‪ ‬‬ ‫‪[ )     ‬غافر‪ ،]18 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫اآليـة [الزخرف‪ ،]11 :‬وقـال تعاىل‪:‬‬ ‫‪)      ‬‬

‫(‪)            ‬‬

‫(‪        ‬‬ ‫[التحريم‪ ،]1 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫‪             ‬‬

‫(‪ )1‬قائل (قلت) هو شيخ اإلسالم املؤلف رمحه اهلل‪.‬‬


37 ‫كتاب أصول اإلميان‬

             

              

.]11 ،12 :‫) [املدثر‬         
  ( :‫ كما قال تعاىل‬،‫ومنهم املوكلون حبفظ بين آدم‬
:‫ قال ابن عباس‬،]11 :‫[الرعد‬ )        

‫ فإذا جاء أمر اللَّه خلوا‬،‫(مالئكةٌ حيفظونه من بني يديه ومن خلفه‬
.)‫عنه‬
‫ (ما من عبد إِالَّ وملك موكل حبفظه يف نومه‬:‫وقال جماهد‬
‫ فما منها شيءٌ يأتيه يريده إِال قال‬،ِّ‫ويقظته من اجلنّ واإلنس واهلوام‬
.)‫ إِالَّ شيءٌ يأْذن اللَّه تعاىل فيه فيصيبه‬،‫ وراءك‬:‫له‬
 ( :‫ كما قال تعاىل‬،‫ املوكّلون حبفظ أعمال العباد‬:‫ومنهم‬
             

     ( :‫ وقال تعاىل‬.]19 ،11 :‫) [ق‬ 
.]10 -12 :‫) [االنفطار‬    
‫ قال رسول صَلَّى‬:‫روى البزّار عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال‬
ِ‫ فَاسْتَحْيُوا مِنْ مَالئِكَة‬،‫ "إِنَّ اللَّهَ َينْهَاكُمْ عَنِ التَّعَرِّي‬:‫اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‬
‫ الَّذِينَ ال يُفَارِقُو َنكُمْ إِال ِعنْدَ ِإحْدَى‬،َ‫اللَّهِ الَّذِينَ مَ َعكُمُ ا ْل ِكرَامِ ا ْلكَا ِت ِبني‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪38‬‬

‫سلَ َأحَ ُدكُمْ بِالْ َعرَاءِ‬


‫سلِ‪ ،‬فَإِذَا اغْتَ َ‬
‫جنَابَةِ‪ ،‬وَالْغُ ْ‬
‫ثَالثِ حَاالتٍ‪ :‬الْغَائِطِ‪ ،‬وَالْ َ‬
‫َفلْيَسْتَ ِترْ بِ َثوْبِهِ‪ ،‬أَوْ بِجِذْمِ حَائِطٍ‪ ،‬أَوْ بِغَ ْيرِهِ"(‪.)1‬‬
‫قال احلافظ ابن كثري‪ :‬ومعنى إكرامِهِم‪ :‬أن يستحي منهم فال‬
‫ميلي عليهم األعمال القبيحة اليت يكتبونها‪ ،‬فإن اللَّه خلقهم كراما‬
‫يف خلقهم وأخالقهم‪ .‬ثم قال ما معناه‪ :‬إن من كرمهم أنهم ال يدخلون‬
‫بيتا فيه كلب‪ ،‬وال صورة‪ ،‬وال جنب‪ ،‬وال متثال‪ ،‬وال يصحبون رفقة‬
‫معهم كلبٌ أو جرس‪.‬‬
‫وروى مالك والبخاري ومسلم‪ ،‬عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن‬
‫رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم قال‪" :‬يَتَعَا َقبُونَ فِيكُمْ مَال ِئكَةٌ بِاللَّ ْيلِ‪،‬‬
‫صرِ‪ ،‬ثُمَّ يَ ْع ُرجُ‬
‫جرِ وَصَالةِ الْعَ ْ‬
‫وَمَال ِئكَةٌ بِالنَّهَارِ‪َ ،‬ويَجْتَمِعُونَ فِي صَالةِ الْفَ ْ‬
‫إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ‪ ،‬فَيَسْأَلُهُمْ َو ُهوَ أَعْلَمُ‪ :‬كَيْفَ تَ َركْتُمْ ِعبَادِي؟‬
‫كنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ‪َ ،‬وَأتَ ْينَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ"(‪ ،)0‬ويف رواية‪:‬‬
‫فَيَقُولُونَ‪َ :‬ت َر ْ‬
‫(‪      ‬‬ ‫أَنَّ أَبَا ُه َر ْيرَةَ قَالَ‪ :‬ا ْق َرأُوا إِنْ شِئْتُمْ‪:‬‬
‫‪[ ) ‬اإلسراء‪.]19 :‬‬
‫وروى اإلمام أمحد ومسلم حديث‪" :‬مَا اجْ َتمَعَ َق ْومٌ فِي بَ ْيتٍ مِنْ‬
‫بُيُوتِ اللَّهِ‪ ،‬يَ ْتلُونَ كِتَابَ اللَّهِ َويَتَدَارَسُونَهُ بَ ْينَهُمْ‪ ،‬إِال َنزَ َلتْ َعلَيْ ِهمُ‬

‫(‪ )1‬مسند البزار (‪[ .)1188‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ ،)1191‬صحيح مسلم (‪[ .)110‬ج]‬
‫‪39‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫ك َرهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ‬


‫حمَةُ‪ ،‬وحَفّ ْتهُمُ ا ْلمَال ِئكَةُ‪ ،‬وَ َذ َ‬
‫الر ْ‬
‫السكِينَةُ‪ ،‬وَغَشِيَتْهُمُ َّ‬
‫َّ‬
‫سبُهُ"(‪.)1‬‬
‫س ِرعْ بِهِ نَ َ‬
‫ِعنْدَهُ‪ ،‬وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ َع َملُهُ لَمْ يُ ْ‬
‫جنِحَتَهَا لِطَالِبِ‬
‫ويف [املسند] والسنن حديث‪" :‬إِنَّ ا ْلمَال ِئكَةَ لَتَضَعُ َأ ْ‬
‫صنَعُ "(‪.)0‬‬
‫الْ ِعلْمِ رِضًا بِمَا يَ ْ‬
‫واألحاديث يف ذكرهم عليهم السالم كثرية جدا‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪ ،)0188‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)010/0‬ج]‬


‫(‪ )0‬جامع الرتمذي (‪ ،)0190‬سنن أبي داود (‪ ،)1111‬سنن ابن ماجه (‪ ،)001‬مسند اإلمام‬
‫أمحد (‪[ .)181/1‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪41‬‬

‫باب‬
‫الوصية بكتاب اهلل عز وجل‬

‫(‪         ‬‬ ‫وقول اللَّه تعاىل‪:‬‬
‫‪[ )     ‬األعراف‪.]1 :‬‬
‫عن زيد بن أرقم رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‬
‫خطب فحمد اللَّه وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪" :‬أَمَّا بَعْدُ‪ :‬أَال أَيُّهَا النَّاسُ‪ ،‬فَإ َِّنمَا‬
‫شكُ أَنْ يَ ْأتِ َينِي رَسُولُ رَبِّي فَ ُأجِيبَ‪َ ،‬وأَنَا تَا ِركٌ فِيكُمْ ثَ َقلَيْنِ‪:‬‬
‫شرٌ يُو ِ‬
‫أَنَا بَ َ‬
‫َسكُوا بِهِ‬
‫أَوَّلُ ُهمَا‪ :‬كِتَابُ اللَّهِ‪ ،‬فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ‪ ،‬فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ َو َتم َّ‬
‫"‪ ،‬فحث على كتاب اللَّه ورغب فيه‪ ،‬ثم قال‪" :‬وََأ ْهلُ بَيْتِي"(‪ ،)1‬ويف لفظٍ‪:‬‬
‫ح ْبلُ اللَّهِ ا ْلمَ ِتنيُ‪ ،‬مَنِ ا ّتبَعَهُ كَانَ َعلَى الْهُدَى‪ ،‬وَمَنْ‬
‫"كِتَابُ اللَّهِ ُهوَ َ‬
‫َت َركَهُ كَانَ َعلَى الضَّاللَةِ "(‪ ،)0‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وله يف حديثِ جابرٍ الطويل‪ ،‬أن النيب صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم قال يف‬
‫كتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ‪:‬‬
‫خطبة يوم عرفة‪" :‬وَقَدْ َت َر ْ‬
‫كِتَابَ اللَّهِ‪َ ،‬وأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي‪ ،‬فَمَا أَنْتُمْ قَا ِئلُونَ؟"‪ ،‬قَالُوا‪ :‬نَشْهَدُ أَنَّكَ‬
‫السمَاءِ‬
‫صبَعِهِ السَّبَّابَةِ َيرْفَعُهَا إِلَى َّ‬
‫حتَ‪ ،‬قَالَ بِإِ ْ‬
‫َد ْيتَ وَنَصَ ْ‬
‫قَدْ بَلَّ ْغتَ َوأ َّ‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0129‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح مسلم (‪[ .)0129‬ج]‬
‫‪40‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫َو َي ْنكُتُهَا إِلَى النَّاسِ‪ " :‬اللَّهُمَّ اشْهَدْ "(‪ )1‬ثالث مرات‪.‬‬
‫وعن علي رضي اللَّه عنه قال‪ :‬مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫خرَجُ ِمنْهَا يَا رَسُولَ‬
‫وسَلَّم يقول‪" :‬أَال إِنَّهَا سَ َتكُونُ فِ ْتنَةٌ‪ُ ،‬ق ْلتُ‪ :‬مَا ا ْلمَ ْ‬
‫خ َبرُ مَا بَعْدَكُمْ‪،‬‬
‫اللَّهِ؟ قَالَ‪( :‬كِتَابُ اللَّهِ‪ ،‬فِيهِ َنبَأُ مَا كَانَ َقبْ َلكُمْ‪َ ،‬و َ‬
‫صمَهُ‬
‫صلُ‪ ،‬لَ ْيسَ بِالْ َهزْلِ‪ ،‬مَنْ َت َركَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَ َ‬
‫حكْمُ مَا بَ ْي َنكُمْ‪ُ ،‬هوَ الْفَ ْ‬
‫َو ُ‬
‫ح ْبلُ اللَّهِ ا ْلمَ ِتنيُ‪،‬‬
‫اللَّهُ‪ ،‬وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى مِنْ غَ ْيرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ‪َ ،‬و ُهوَ َ‬
‫الصرَاطُ ا ْلمُسْتَقِيمُ‪ُ ،‬هوَ الَّذِي ال َتزِيغُ بِهِ‬
‫حكِيمُ‪َ ،‬و ُهوَ ِّ‬
‫كرُ الْ َ‬
‫الذ ْ‬
‫َو ُهوَ ِّ‬
‫خلَقُ عَنْ‬
‫شبَعُ ِمنْهُ الْ ُع َلمَاءُ‪ ،‬وَال يَ ْ‬
‫سنَةُ‪ ،‬وَال تَ ْ‬
‫أل ْهوَاءُ‪ ،‬وَال َتلْ َت ِبسُ بِهِ األَلْ ِ‬
‫اَ‬
‫سمِعَتْهُ‪،‬‬
‫كَ ْثرَةِ الرَّدِّ‪ ،‬وَال َتنْقَضِي عَجَا ِئبُهُ‪ُ ،‬هوَ الَّذِي لَمْ َتنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ َ‬
‫حَتَّى قَالُوا‪[ )          ( :‬اجلن‪،]0 ،1 :‬‬
‫حكَمَ بِهِ عَدَلَ‪ ،‬وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ‬
‫جرَ‪ ،‬وَمَنْ َ‬
‫مَنْ قَالَ بِهِ صَ َدقَ‪ ،‬وَمَنْ َع ِملَ بِهِ ُأ ِ‬
‫صرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "(‪ .)0‬رواه الرتمذي‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪.‬‬
‫هُدِيَ إِلَى ِ‬
‫وعن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬مَا َأحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ‬
‫س َكتَ َعنْهُ فَ ُهوَ عَافِيَةٌ‪ ،‬فَا ْق َبلُوا مِنَ‬
‫حرَامٌ‪ ،‬وَمَا َ‬
‫َرمَ فَ ُهوَ َ‬
‫فَ ُهوَ حَاللٌ‪ ،‬وَمَا ح َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪  ‬‬ ‫اللَّهِ عَافِيَتَهُ‪ ،‬فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ َيكُنْ لِ َينْسَى شَيْئًا "‪ ،‬ثُمَّ تَال‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)1019‬ج]‬


‫(‪ )0‬جامع الرتمذي (‪ ،)0821‬سنن الدارمي (‪ ،)1111‬مسند أمحد (‪[ .)81/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬يف (خ‪ .‬م)‪( :‬ثم قرأ)‪.‬‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪42‬‬

‫‪[ ) ‬مريم‪ ،)1( ]11 :‬رواه البزار وابن أبي حامتٍ والطرباني‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‬
‫الصرَاطِ سُورَانِ‬
‫ج َنبَتَيِ ِّ‬
‫صرَاطًا مُسْتَقِيمًا‪ ،‬وَعَلَى َ‬
‫ض َربَ اللَّهُ مَ َثالً ِ‬
‫قال‪َ " :‬‬
‫الصرَاطِ‬
‫فِي ِهمَا أَ ْبوَابٌ مُفَتَّحَةٌ‪ ،‬وَ َعلَى األَ ْبوَابِ سُتُورٌ ُمرْخَاةٌ‪ ،‬وَ ِعنْدَ َرأْسِ ِّ‬
‫الصرَاطِ وَال تَ ْعوَجُّوا‪ ،‬وَ َف ْوقَ ذَ ِلكَ دَاعٍ يَدْعُو‪،‬‬
‫دَاعٍ يَِقُولُ‪ :‬اسْتَقِيمُوا عَلَى ِّ‬
‫حكَ ال‬
‫ك َُّلمَا هَمَّ َعبْدٌ أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِنْ ِت ْلكَ األَ ْبوَابِ‪ ،‬قَالَ‪َ :‬ويْ َ‬
‫الصرَاطَ‪ُ :‬هوَ‬
‫خ َبرَ‪ :‬أَنَّ ِّ‬
‫تَفْتَحْهُ‪ ،‬فَإ َِّنكَ إِنْ تَفْتَحْهُ َتلِجَهُ‪ ،‬ثُمَّ فَسَّرَهُ‪ ،‬فَ َأ ْ‬
‫اإلِسْالمُ‪َ ،‬وأَنَّ األَ ْبوَابَ ا ْلمُفَتَّحَةَ‪ :‬مَحَا ِرمُ اللَّهِ‪َ ،‬وأَنَّ السُّتُورَ ا ْل ُم ْرخَاةَ‪:‬‬
‫الصرَاطِ‪ُ :‬هوَ الْ ُقرْآنُ‪ ،‬وَأَنَّ الدَّاعِيَ مِنْ‬
‫حُدُودُ اللَّهِ‪ ،‬وَأَنَّ الدَّاعِيَ َعلَى َر ْأسِ ِّ‬
‫َفوْقِهِ‪ُ :‬هوَ وَاعِظُ اللَّهِ فِي َقلْبِ كُلِّ ُمؤْمِنٍ "(‪ .)0‬رواه رزِين(‪ )1‬ورواه أمحد‬
‫والرتمذي عن النواس بن مسعان بِنحوه‪.‬‬

‫(‪ )1‬مسند البزار (‪ ،)1291‬وابن أبي حامت كما يف تفسري ابن كثري (‪ ،)012/1‬مسند‬
‫الشاميني للطرباني (‪ .)0120‬ورواه أيضا احلاكم (‪ ،)111/0‬والبيهقي (‪[ .)10/12‬ج]‬
‫(‪ )0‬جامع الرتمذي (‪ ،)0918‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)191 ،190/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬ساق الشيخ حممد بن عبداهلل اخلطيب العمري التربيزي يف (باب االعتصام بالكتاب‬
‫والسنة) من [مشكاة املصابيح] هذا احلديث بهذا اللفظ‪ ،‬وذكر أنه رواه رزين عن ابن‬
‫مسعود‪ ،‬كما صنع شيخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب رمحه اهلل هنا‪ ،‬وقد خفي ذلك‬
‫على من قال بأن اللفظ الذي ذكره الشيخ ليس البن مسعود‪ ،‬وإمنا هو للنواس بن‬
‫مسعان‪ .‬ورواية رزين عن ابن مسعود يف جامع األصول (‪ )111/8‬وهو يف تفسري‬
‫عبدالرزاق (‪ .)911‬وابن جرير (‪.)11112‬‬
‫‪43‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت‪" :‬تَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ‬
‫وَسَلَّمَ‪ )          ( :‬فَ َق َرأَ‬
‫إِلَى َقوْلِهِ‪[ )     ( :‬آل عمران‪ ]1 :‬قَا َلتْ‪ :‬قَالَ‪" :‬فَإِذَا‬
‫َتبِعُونَ مَا تَشَابَهَ ِمنْهُ فَأُولَ ِئكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ‬
‫َرَأيْتُمُ الَّذِينَ ي َّ‬
‫فَاحْذَرُوهُ ْم "(‪ .)1‬متفق عليهِ‪.‬‬
‫وعن عبداللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال‪" :‬خَطَّ َلنَا رَسُولُ اللَّهِ‬
‫سبِيلُ اللَّهِ"‪ ،‬ثُمَّ خَطَّ‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا بِيَدِهِ‪ ،‬ثُمَّ قَالَ‪" :‬هَذَا َ‬
‫سبِيلٍ‬
‫شمَالِهِ‪ ،‬وَقَالَ‪َ " :‬هذِهِ سُ ُبلٌ‪َ ،‬علَى كُلِّ َ‬
‫خُطُوطًا عَنْ َيمِينِهِ وَعَنْ ِ‬
‫(‪      ‬‬ ‫ِمنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ"‪ ،‬وَ َق َرأَ‪:‬‬
‫‪)            ‬‬

‫[األنعام‪ .)0("]111 :‬رواه أمحد‪ ،‬والدارمي والنسائي‪.‬‬


‫النبِيِّ‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪" :‬كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ َّ‬
‫كرُوا ذَ ِلكَ ِلرَسُولِ اللَّهِ‬
‫التوْرَاةِ‪ ،‬فَ َذ َ‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ َيكْ ُتبُونَ مِنَ َّ‬
‫حمْقِ‪َ ،‬وأَضَلَّ الضَّاللَةِ قَوْمٌ‬
‫حمَقَ ا ْل ُ‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ ،‬فَقَالَ‪" :‬إِنَّ َأ ْ‬
‫ٍّ غَيْرِ َنبِيِّهِمْ‪َ ،‬وإِلَى أُمَّةٍ غَيْرِ‬
‫رَ ِغبُوا عَمَّا جَاءَ بِهِ َنبِيُّهُمْ إِلَيْهِمْ إِلَى َنبِي‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1111‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬


‫(‪ )0‬السنن الكربى للنسائي (‪ ،)11128‬سنن الدارمي (‪ ،)020‬مسند اإلمام أمحد‬
‫(‪[ .)111/1‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪44‬‬

‫اللَّهُ‪        ( :‬‬ ‫أُمَّتِهِمْ‪ ،‬ثُمَّ أَ ْنزَلَ‬
‫‪[ )       ‬العنكبوت‪.)1("]11 :‬‬
‫رواه اإلمساعيلي يف معجمه وابن مردويه‪.‬‬
‫وعن عبداللَّه بن ثابت بن احلارثِ األنصاري رضي اللَّه عنه قال‪:‬‬
‫خلَ ُع َمرُ رَضْيِ اللَّهُ َعنْهُ َعلَى ال َّنبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ فِيهِ‬
‫" َد َ‬
‫جلٍ مِنْ َأ ْهلِ ا ْلكِتَابِ‬
‫صبْتُهَا مَعَ َر ُ‬ ‫َموَاضِ ُع(‪ )0‬مِنَ َّ‬
‫التوْرَاةِ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬هَذِهِ أَ َ‬
‫َيرًا‬
‫َيرَ َوجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغ ُّ‬
‫أَ ْعرِضُهَا َعلَ ْيكَ‪ ،‬فَتَغ َّ‬
‫شَدِيدًا‪ ،‬لَمْ أَرَ مِ ْثلَهُ قَطُّ‪ ،‬فَقَالَ عبداللَّهِ بْنُ الْحَا ِرثِ لِ ُع َمرَ رَضْيِ اللَّهُ‬
‫َعنْ ُهمَا‪ :‬أَمَا َترَى َوجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! فَقَالَ ُع َم ُر‪:‬‬
‫رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا‪ ،‬وِبِاإلِسْالمِ دِينًا‪ ،‬وَ ِبمُحَمَّدٍ َنبِيًّا‪ ،‬فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ‬
‫فاتبَعْ ُتمُوهُ َو َترَكْ ُتمُونِي‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ ،‬وَقَالَ‪َ " :‬لوْ َنزَلَ مُوسَى َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫رواه‬ ‫ِينيَ‪َ ،‬وأَنْتُمْ حَظِّي مِنَ األُمَمِ"‬
‫النب ِّ‬
‫َظكُمْ مِنَ َّ‬
‫ض َللْتُمْ‪ ،‬أَنَا ح ُّ‬
‫لَ َ‬
‫عبدالرزاق وابن سعد واحلاكم يف الكنى(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬معجم أسامي شيوخ أبي بكر اإلمساعيلي (‪[ .)182‬ج]‬


‫(‪ )0‬كذا يف املخطوطات الثالث (مواضع) ويف [الدر املنثور يف التفسري باملأثور] للسيوطي‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقع من بعض النساخ سقوط يف هذا احلديث استدركناه من [الدر املنثور] للسيوطي‪،‬‬
‫ومن (خ‪ .‬م)‪.‬‬
‫(‪ )1‬مصنف عبدالرزاق (‪ .)12111‬ومسند أمحد (‪[ .)011/1( ،)112/1‬ج]‬
‫‪45‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫باب‬
‫حقوق النيب صلى اهلل عليه وسلم‬

‫(‪        ‬‬ ‫وقول اللَّه تعاىل‪:‬‬
‫(‪   ‬‬ ‫‪ ) ‬اآلية [النساء‪ ،]18 :‬وقول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫(‪‬‬ ‫[النور‪ ،]11 :‬وقول اللَّه تعاىل‪:‬‬ ‫‪)    ‬‬

‫‪ )       ‬اآلية [احلشر‪.]1 :‬‬


‫عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ‬
‫وسَلَّم‪" :‬أُ ِم ْرتُ أَنْ أُقَا ِتلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ ال إِلَهَ إِال اللَّهُ‪َ ،‬و ُيؤْ ِمنُوا‬
‫صمُوا مِنِّي دِمَا َءهُمْ َوأَ ْموَالَهُمْ إِال‬
‫بِي وَ ِبمَا جِ ْئتُ بِهِ‪ ،‬فَإِذَا فَ َعلُوا ذَ ِلكَ عَ َ‬
‫بِحَقِّهَا‪َ ،‬وحِسَابُهُمْ َعلَى اللَّهِ عَزَّ َوجَلَّ "(‪ .)1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وهلما عن أنس رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫إلميَانِ‪ :‬أَنْ َيكُونَ اللَّهُ‬
‫وسَلَّم‪" :‬ثَالثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ َوجَدَ بِهِنَّ حَالوَةَ ا ِ‬
‫سوَا ُهمَا‪ ،‬وَأَنْ يُحِبَّ ا ْل َم ْرءَ‪ ،‬ال يُحِبُّه ُإِال لِلَّهِ‪َ ،‬وأَنْ‬
‫وَرَسُولُهُ َأحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا ِ‬
‫َي ْكرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي(‪ )0‬ا ْلكُ ْفرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ ِمنْهُ‪َ ،‬‬
‫كمَا َي ْكرَهُ أَنْ يُقْذَفَ‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪ ، )01‬صحيح البخاري (‪ )0811‬بنحوه‪[ .‬ج]‬


‫(‪ )0‬يف (خ‪ .‬م)‪'' :‬إىل الكفر''‪.‬‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪46‬‬

‫فِي النَّارِ"(‪.)1‬‬
‫وهلما عنه مرفوعا‪" :‬ال ُيؤْمِنُ َأحَ ُدكُمْ حَتَّى َأكُونَ َأحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ‬
‫جمَ ِعنيَ "(‪.)0‬‬
‫وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَ ْ‬
‫وعن املقدام بن معدِي كرِب الكِندِي رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه‬
‫ُتكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ‬
‫ج ُل م َّ‬
‫الر ُ‬
‫شكُ َّ‬
‫صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم قال‪" :‬يُو ِ‬
‫بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي‪ ،‬فَيَقُولُ‪ :‬بَ ْي َننَا وَبَ ْي َنكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ َوجَلَّ‪ ،‬فَمَا‬
‫حرَامٍ حَرَّ ْمنَاهُ‪ ،‬أَال‬
‫ح َل ْلنَاهُ‪ ،‬وَمَا َوجَدْنَا فِيهِ مِنْ َ‬
‫َوجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَاللٍ اسْتَ ْ‬
‫َرمَ اللَّهُ"(‪ .)1‬رواه‬
‫َرمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ مِ ْثلُ مَا ح َّ‬
‫َوإِنَّ مَا ح َّ‬
‫الرتمذي وابن ماجه‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1811( ،)01( ،)11‬صحيح مسلم (‪[ .)11‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ ،)11‬صحيح مسلم (‪[ .)11‬ج]‬
‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪ ،)0111‬سنن ابن ماجه (‪ ،)10‬سنن الدارمي (‪ )191‬مسند اإلمام أمحد‬
‫(‪[ .)110/1‬ج]‬
‫‪47‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫باب‬
‫(‪)1‬‬
‫حتريضه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم على لزوم السنة‬
‫والرتغيب يف ذلك وترك البِدعِ والتفرقِ واالخْتالفِ‬
‫والتحذيرِ من ذلك‬

‫(‪          ‬‬ ‫وقول اللَّه تعاىل‪:‬‬
‫(‪ ‬‬ ‫‪[ )      ‬األحزاب‪ ،]01 :‬وقوله تعاىل‪:‬‬
‫اآلية [األنعام‪ ،]118 :‬وقوله‬ ‫‪)        ‬‬

‫(‪             ‬‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫‪ )           ‬اآلية [الشورى‪.]11 :‬‬
‫وعن العِرباض بن سارية رضي اللَّه عنه قال‪" :‬وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ‬
‫ج َلتْ ِمنْهَا‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ َموْعِظَةً َبلِيغَةً ذَرَ َفتْ ِمنْهَا الْعُيُونُ‪ ،‬وَ َو ِ‬
‫َدعٍ‪َ ،‬فمَا تَعْهَدُهُ‬
‫الْ ُقلُوبُ‪ ،‬فَقَالَ قَا ِئلٌ‪ :‬يَا رَسُولَ اللَّهِ‪ ،‬كَأَنَّ هَذِهِ َموْعِظَةُ ُمو ِّ‬
‫َالسمْعِ وَالطَّاعَةِ‪َ ،‬وإِنْ كَانَ َعبْدًا‬
‫إِلَ ْينَا؟ فَقَالَ‪ " :‬أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ‪ ،‬و َّ‬
‫حبَشِيًّا‪ ،‬فَإِنَّهُ مَنْ يَ ِعشْ ِم ْنكُمْ فَسَ َيرَى اخْتِالفًا كَثِريًا‪ ،‬فَ َعلَ ْيكُمْ بِسُنَّتِي‬
‫َ‬
‫َسكُوا بِهَا‪ ،‬وَعَضُّوا‬
‫ِينيَ مِنْ بَعْدِي‪َ ،‬تم َّ‬
‫خلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ا ْلمَهْد ِّ‬
‫وَسُنَّةِ الْ ُ‬

‫(‪ )1‬يف نسخة‪( :‬سنته)‪.‬‬


‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪48‬‬

‫ِالنوَاجِذِ‪َ ،‬وإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ األُمُورِ‪ ،‬فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ‪،‬‬


‫َعلَيْهَا ب َّ‬
‫َوكُلَّ بِدْعَةٍ ضَاللَةٌ "(‪.)1‬‬
‫رواه أبو داود والرتمذي وصححه‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬ويف رواية له‪" :‬لَ َقدْ‬
‫كنَهَا ِرهَا‪ ،‬ال َيزِيغُ َعنْهَا بَعْدِي إِال‬
‫َت َركْ ُتكُمْ َعلَى ا ْلبَيْضَاءِ لَ ْيلُهَا َ‬
‫هَا ِلكٌ‪ ،‬وَمَنْ يَ ِعشْ ِم ْنكُمْ فَسَ َيرَى اخْتِالفًا كَثِريًا "(‪ ،)0‬ثم ذكره مبعناه‪.‬‬
‫وملسلم عن جابرٍ رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫وسَلَّم‪" :‬أَمَّا بَعْدُ‪ :‬فَإِنَّ خَ ْيرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ‪َ ،‬وخَ ْيرَ الْهَدْيِ هَدْيُ‬
‫مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ ،‬وَشَرَّ األُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا‪َ ،‬وكُلَّ بِدْعَةٍ‬
‫ضَاللَةٌ"(‪.)1‬‬
‫وللبخاري عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫خلُونَ الْجَنَّةَ إِال مَنْ أَبَى"‪ ،‬قِيلَ‪ :‬وَمَنْ‬
‫اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪" :‬كُلُّ أُمَّتِي يَ ْد ُ‬
‫خلَ الْجَنَّةَ‪ ،‬وَمَ ْن عَصَانِي فَقَدْ أَبَى"(‪.)1‬‬
‫أَبَى(‪ )1‬؟ قَالَ‪" :‬مَنْ َأطَا َعنِي َد َ‬
‫وهلما عن أنسٍ رضي اللَّه عنه قال‪" :‬جَاءَ ثَالثَةُ َرهْطٍ إِلَى أَزْوَاجِ‬

‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪ ،)1121‬جامع الرتمذي (‪ ،)0111‬سنن ابن ماجه (‪ ،)10‬سنن الدارمي‬
‫(‪ ،)81‬مسند اإلمام أمحد (‪[ . )101/1‬ج]‬
‫(‪ )0‬سنن ابن ماجه (‪ ،)11‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)101/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)911‬ج]‬
‫(‪ )1‬يف املخطوطات الثالث (ومن يأبى)‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ )1092‬ولفظه‪ " :‬ومن يأبى " كما يف نسخة احلافظ اليونيين‪[ .‬ج]‬
‫‪49‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫النبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ‬


‫النبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ َّ‬
‫َّ‬
‫النبِيِّ‬
‫خ ِبرُوا بِهَا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا‪ ،‬فَقَالُوا‪َ :‬وَأيْنَ نَحْنُ مِنَ َّ‬
‫وَسَلَّمَ‪َ ،‬فلَمَّا ُأ ْ‬
‫َخرَ؟! فَقَالَ‬
‫َدمَ مِنْ ذَ ْنبِهِ وَمَا تَأ َّ‬
‫صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ ،‬قَدْ غُ ِفرَ لَهُ مَا تَق َّ‬
‫خرُ‪ :‬أَنَا أَصُومُ النَّهَارَ وَال‬
‫َأحَ ُدهُمْ‪ :‬أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا‪ ،‬وَقَالَ اآل َ‬
‫النبِيُّ صَلَّى‬
‫خرُ‪ :‬أَنَا أَعْ َتزِلُ النِّسَاءَ فَال َأ َتزَوَّجُ أَبَدًا‪ ،‬فَجَاءَ َّ‬
‫طرُ‪ ،‬وَقَالَ اآل َ‬
‫أُفْ ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ‪ " :‬أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا َوكَذَا؟ أَمَا‬
‫طرُ‪َ ،‬وأُصَلِّي‬
‫ألخْشَاكُمْ لِلَّهِ َوَأتْقَاكُمْ لَهُ‪َ ،‬لكِنِّي أَصُومُ َوأُفْ ِ‬
‫وَاللَّهِ إِنِّي َ‬
‫َوأَرْقُدُ‪َ ،‬وَأ َتزَوَّجُ النِّسَاءَ‪َ ،‬فمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي َفلَ ْيسَ مِنِّي"(‪.)0‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‬
‫كمَا بَ َدأَ‪ ،‬فَطُوبَى ِللْغُرَبَاءِ"(‪.)1‬‬
‫قال‪" :‬بَ َدأَ اإلِسْالمُ َغرِيبًا‪ ،‬وَسَيَعُودُ َغرِيبًا َ‬
‫رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن عبداللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫اللَّه عليْهِ وسَلَّم‪" :‬ال يُؤْمِنُ َأحَ ُدكُمْ حَتَّى َيكَونَ َهوَاهُ َتبَعًا ِلمَا جِ ْئتُ‬
‫بِهِ"(‪ .)1‬رواه البغوي يف [شرح السنةِ]‪ ،‬وصححه النووي‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف (خ‪ .‬م)‪'' :‬فواهلل''‪.‬‬


‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ )1211‬واللفظ له‪ ،‬صحيح مسلم (‪[ .)1121‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)111‬ج]‬
‫(‪ )1‬رواه البغوي يف شرح السنة (‪ .)010/1‬ورواه النووي يف أربعينه (ح ‪ )11‬وقال‪« :‬هذا‬
‫حديث صحيح رويناه يف كتاب احلجة بإسناد صحيح»‪[ .‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪51‬‬

‫وعنه أيضا قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪" :‬لَيَ ْأتِيَنَّ َعلَى‬
‫سرَائِيلَ‪ ،‬حَذْوَ النَّ ْعلِ بِالنَّ ْعلِ‪ ،‬حَتَّى إِنْ كَانَ‬
‫كمَا َأتَى عَلَى بَنِي إِ ْ‬
‫أُمَّتِي َ‬
‫صنَعُ ذَ ِلكَ‪َ ،‬وإِنَّ بَنِي‬
‫فِيهِمْ مَنْ َأتَى أُمَّهُ عَالنِيَةً َلكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَ ْ‬
‫سبْ ِعنيَ مِلَّةً‪ ،‬وَسَتَفْ َت ِرقُ أُمَّتِي َعلَى ثَالثٍ‬
‫سرَائِيلَ افْ َترَ َقتْ َعلَى ِثنْتَيْنِ وَ َ‬
‫إِ ْ‬
‫سبْ ِعنيَ مِلَّةً‪ ،‬كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِال وَاحِدَةً"‪ ،‬قَالُوا‪ :‬مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟‬
‫وَ َ‬
‫(‪)0‬‬
‫قَالَ‪ :‬مَا أَنَا َعلَيْهِ َوأَصْحَابِي "(‪ .)1‬رواه الرتمذي‬
‫وملسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى‬
‫ألجْرِ مِثْلُ ُأجُورِ مَنْ َتبِعَهُ‪ ،‬ال َينْقُصُ ذَ ِلكَ مِنْ ُأجُو ِرهِمْ‬
‫كَانَ لَهُ مِنَ ا َ‬
‫شَيْئًا‪ ،‬وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَاللَةٍ كَانَ َعلَيْهِ مِنَ اإلِثْمِ مِ ْثلُ آثَامِ مَنْ َتبِعَهُ‪ ،‬ال‬
‫َينْقُصُ ذَ ِلكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا "(‪.)1‬‬
‫جلٌ إِلَى‬
‫وله عن أبي مسعود األنصاري رضي اللَّه عنه قال‪" :‬جَاءَ َر ُ‬
‫النبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ قَا َل(‪ )1‬إِنَّهُ أُبْ ِدعَ بِي فَا ْ‬
‫ح ِم ْلنِي‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬مَا‬ ‫َّ‬
‫ح ِملُهُ‪ ،‬فَقَالَ رَسُولُ‬
‫جلٌ‪ :‬يَا رَسُولَ اللَّهِ‪ ،‬أَنَا أَدُلُّهُ َعلَى مَنْ يَ ْ‬
‫ِعنْدِي‪ ،‬فَقَالَ َر ُ‬
‫جرِ فَا ِعلِهِ"(‪.)1‬‬
‫اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ " :‬مَنْ دَلَّ عَلَى خَ ْيرٍ َفلَهُ مِ ْثلُ َأ ْ‬

‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪[ .)0111‬ج]‬


‫(‪ )0‬هذا املوافق ملا فيما لدينا من خمطوطات هذا الكتاب [أصول اإلميان] وهو الصواب‪،‬‬
‫أما ما وقع يف النسخ املطبوعة من عزو هذا احلديث إىل البخاري فمن تصرف النساخ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫(‪ )1‬ف (خ‪ .‬م)‪( :‬قال‪ :‬يا رسول اهلل)‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)1981‬ج]‬
‫‪50‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫وعن عمرو بن عوفٍ رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬مَنْ َأحْيَا سُنَّةً مِنْ‬
‫جرِ مَنْ َع ِملَ بِهَا مِنَ‬
‫جرِ مِثْلَ َأ ْ‬
‫أل ْ‬
‫سُنَّتِي قَدْ أُمِي َتتْ بَعْدِي‪ ،‬فَإِنَّ لَهُ مِنَ ا َ‬
‫النَّاسِ‪ ،‬ال َينْقُصُ مِنْ ُأجُورِ النَّاسِ شَيْئًا‪ ،‬وَمَنِ ابْتَ َدعَ بِدْعَةً ال َيرْضَاهَا‬
‫اللَّهُ وَرَسُولُهُ‪ ،‬فَإِنَّ َعلَيْهِ مِ ْثلَ إِثْمِ مَنْ َع ِملَ بِهَا مِنَ النَّاسِ‪ ،‬ال َينْقُصُ مِنْ‬
‫آثَامِ النَّاسِ شَيْئًا"(‪ .)1‬رواه الرتمِذِي وحسنه وابن ماجه‪ ،‬وهذا لفظه‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قال‪( :‬كَيف أنتم إذا لبستكم‬
‫فتنة يربو(‪ )0‬فيها الصغري‪ ،‬ويهرم فيها الكبري‪ ،‬وتتخذ سنة جيري‬
‫الناس عليها‪ ،‬فإذا غري منها شيء‪ ،‬قيل‪ :‬تركت سنةٌ؟ قيل‪ :‬متى ذلك‬
‫يا أبا عبدالرمحن؟ قال‪ :‬إذا كثر قراؤكم‪ ،‬وقل فقهاؤكم‪،‬‬
‫وكثرت أموالكم‪ ،‬وقل أمناؤكم‪ ،‬والتمِستِ الدنيا بعمل اآلخرة‪،‬‬
‫وتفقه لغري الدين)‪ .‬رواه الدارِمي(‪.)1‬‬
‫وعن زياد بن حديْر رضي اللَّه عنه قال‪( :‬قال لي عمر رضي اللَّه عنه‪:‬‬
‫هل تعرف ما يهدم اإلسالم؟ قلت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬يهدِمه‪ :‬زلة العالِم‪ ،‬وجدال‬
‫املنافق بالكتاب‪ ،‬وحكم األئمة املضِلني) رواه الدارمي أيضا(‪.)1‬‬
‫وعن حذيفة رضي اللَّه عنه قال‪( :‬كل عبادة ال يتعبدها أصحاب‬

‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪ ،)0111‬سنن ابن ماجه (‪[ .)012‬ج]‬


‫(‪ )0‬يف نسخة‪( :‬يشيب)‪.‬‬
‫(‪ )1‬سنن الدارمي (‪[ .)191‬ج]‬
‫(‪ )1‬سنن الدارمي (‪[ .)011‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪52‬‬

‫رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم فال تعبدوها‪ ،‬فإن األول مل يدع‬
‫لآلخرِ مقاال‪ ،‬فاتقوا اللَّه يا معشر القراء‪ ،‬وخذوا طريق من كان‬
‫قبلكم)‪ .‬رواه أبو داود(‪.)1‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال‪( :‬من كان مستنا فليسنت مبن‬
‫قد مات‪ ،‬فإن احلي ال تؤمن عليه الفتنة‪ ،‬أولئك أصحاب حممدٍ صَلَّى‬
‫اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪ ،‬كانوا أفضل هذه األمة‪ ،‬أبرها قلوبا‪ ،‬وأعمقها‬
‫علما‪ ،‬وأقلها تكلفا‪ ،‬اختارهم اللَّه لصحبةِ نبيه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم‪،‬‬
‫وإلقامةِ دينهِ‪ ،‬فاعرفوا هلم فضلهم‪ ،‬واتبِعوهم على أثرهم‪ ،‬ومتسكوا‬
‫مبا استطعتم من أخالقهم وسِريهم‪ ،‬فإنهم كانوا على اهلُدى‬
‫املستقيم)‪ .‬رواه رزِين(‪.)0‬‬
‫النبِيُّ صَلَّى اللَّهُ‬
‫سمِعَ َّ‬
‫وعن عمرو بن شعيبٍ عن أبِيهِ عن جدهِ قال‪َ " :‬‬
‫َعلَيْهِ وَسَلَّمَ َقوْمًا يَتَدَارَؤُونَ فِي الْ ُقرْآنِ‪ ،‬فَقَالَ‪" :‬إ َِّنمَا َه َلكَ مَنْ كَانَ‬
‫َق ْب َلكُمْ بِهَذَا‪ ،‬ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ ِببَعْضٍ‪َ ،‬وإ َِّنمَا نُزِّلَ كِتَابُ اللَّهِ‬
‫َدقُ بَعْضُهُ بَعْضًا‪ ،‬فَال ُتكَذِّبُوا بَعْضَهُ ِببَعْضٍ‪َ ،‬فمَا َع ِلمْتُمْ ِمنْهُ فَقُولُوا‪،‬‬
‫يُص ِّ‬
‫وَمَا جَ ِهلْتُمْ َف ِكلُوهُ إِلَى عَا ِلمِهِ "(‪ .)1‬رواه أمحد وابن ماجه‪.‬‬

‫(‪ )1‬روى حنوه ابن املبارك يف الزهد (‪،)099/1‬وابن ابي عاصم يف السنة ‪[ .82/1‬ج]‬
‫(‪ )0‬رواه رزين كما يف املشكاة (‪ .)181‬وأخرجه ابن عبدالرب يف جامع بيان العلم (‪[ .)81/0‬ج]‬
‫(‪ )1‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)191/0‬سنن ابن ماجه (‪ )91‬بنحوه‪ ،‬وأمحد (‪[ .)181/0‬ج]‬
‫‪53‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫باب‬
‫التحريض على طلب العلم وكيفية الطلب‬

‫فيه حديث [الصحيحني] يف فتنة القرب "إِنَّ ا ْل ُمنَعَّمَ يَقُولُ‪ :‬جَاءَنَا‬


‫َذبَ يَقُولُ‪ :‬سَمِ ْعتُ‬
‫َاتبَ ْعنَا‪َ ،‬وأَنَّ ا ْلمُع َّ‬
‫ج ْبنَا و َّ‬
‫َينَاتِ وَالْهُدَى‪ ،‬فَآمَنَّا َوَأ َ‬
‫بِا ْلب ِّ‬
‫النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ "(‪!)0()1‬‬
‫وفيهما عن معاوية رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ‬
‫وسَلَّم قال‪" :‬مَنْ ُيرِدِ اللَّهُ بِهِ خَ ْيرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ "(‪.)1‬‬
‫وفيهما عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه‬
‫كمَ َثلِ الْغَ ْيثِ‬
‫عل ْيهِ وسَلَّم‪" :‬مَ َثلُ مَا بَعَ َثنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْ ِعلْمِ َ‬
‫ا ْلكَثِريِ‪ ،‬أَصَابَ أَرْضًا‪َ ،‬فكَا َنتْ ِمنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ َق ِب َلتِ ا ْلمَاءَ‪ ،‬فَأَ ْنبَتَتِ‬
‫س َكتِ ا ْلمَاءَ َفنَفَعَ اللَّهُ‬
‫ا ْل َكألَ وَالْعُشْبَ ا َلكْثِريَ‪َ ،‬وكَا َنتْ ِمنْهَا َأجَا ِدبَ أَمْ َ‬
‫خرَى‪ ،‬إ َِّنمَا هِيَ‬
‫بِهَا النَّاسَ‪ ،‬فَشَرِبُوا وَسَ َقوْا وَزَرَعُوا‪َ ،‬وأَصَابَ ِمنْهَا طَائِفَةٌ ُأ ْ‬
‫كألً‪ ،‬فَذَ ِلكَ مَ َثلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ‬
‫سكُ مَاءً‪ ،‬وَال ُت ْن ِبتُ َ‬
‫قِيعَانٌ‪ ،‬ال ُتمْ ِ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1211‬صحيح مسلم (‪[ .)821‬ج]‬


‫(‪ )0‬هذا نص املخطوطات الثالث‪ ،‬وسقط يف املطبوعة منه ما يتعلق باملنعم‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1110‬صحيح مسلم (‪[ .)1211‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪54‬‬

‫اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَ َثنِي اللَّهُ بِهِ‪ ،‬فَ َعلِمَ وَعَلَّمَ(‪ )1‬وَمَ َثلُ مَنْ لَمْ َيرْفَعْ بِذَ ِلكَ‬
‫س ْلتُ بِهِ "(‪.)0‬‬
‫َرأْسًا وَلَمْ يَ ْق َبلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْ ِ‬
‫وهلما عن عائشة رضي اللَّه عنها مرفوعا(‪" :)1‬إِذَا َرَأيْتُمُ الَّذِينَ‬
‫َتبِعُونَ مَا تَشَابَهَ ِمنْهُ فَأُولَ ِئكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ‪ ،‬فَاحْذَرُوهُمْ "(‪.)1‬‬
‫ي َّ‬
‫وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫ِي بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّتِهِ َق ْبلِي إِال كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ‬
‫ٍّ‬
‫وسَلَّم‪" :‬مَا مِنْ َنب‬
‫خلُفُ مِنْ‬
‫حوَارِيُّونَ َوأَصْحَابٌ‪ ،‬يَ ْأخُذُونَ بِسُنَّتِهِ‪َ ،‬ويَقْتَدُونَ بِأَ ْمرِهِ‪ ،‬ثُمَّ إِنَّهَا تَ ْ‬
‫َ‬
‫خلُوفٌ‪ ،‬يَقُولُونَ مَا ال يَفْ َعلُونَ‪َ ،‬ويَفْ َعلُونَ مَا ال ُيؤْ َمرُونَ‪َ ،‬فمَنْ‬
‫بَعْ ِدهِمْ ُ‬
‫جَاهَ َدهُمْ بِيَدِهِ فَ ُهوَ مُؤْمِنٌ‪ ،‬وَمَنْ جَاهَ َدهُمْ بِلِسَانِهِ فَ ُهوَ ُمؤْمِنٌ‪ ،‬وَمَنْ‬

‫(‪ )1‬قوله‪'' :‬وعلم'' كذا يف (خ‪ .‬م) وهو لفظ البخاري يف باب (فضل من علم وعلم) من‬
‫صحيحه‪ ،‬ولفظ مسلم يف باب (بيان مثل ما بعث به النيب صلى اهلل عليه وسلم من‬
‫اهلدى والعلم) من كتاب الفضائل‪ ،‬ووقع يف بعض نسخ [كتاب أصول اإلميان] ''وعمل''‬
‫وهو خمالف ملا ذكرنا‪.‬‬
‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ ،)18‬صحيح مسلم (‪[ .)0090‬ج]‬
‫(‪ )1‬ساق املؤلف رمحه اهلل حديثها بتمامه يف باب الوصية بكتاب اهلل عز وجل‪ ،‬ولفظه‬
‫هناك‪ :‬وعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬تال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬هو‬
‫الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات حمكمات هن أم الكتاب) فقرأ إىل قوله‪( :‬وما‬
‫يذكر إال أولوا األلباب) [آل عمران‪ ]1 :‬قالت‪ :‬قال‪ '' :‬فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه‬
‫منه فأولئك الذين مسى اهلل فاحذروهم''‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1111‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫‪55‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫إلميَانِ حَبَّةَ‬
‫جَاهَ َدهُمْ بِ َق ْلبِهِ فَ ُهوَ ُمؤْمِنٌ‪ ،‬وَلَ ْيسَ وَرَاءَ ذَ ِلكَ مِنَ ا ِ‬
‫خرْدَلٍ"(‪ .)1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫َ‬
‫وعن جابرٍ رضي اللَّه عنه "أَنَّ ُع َمرَ رَضِيَ اللَّهُ َعنْهُ قَالَ‪ :‬يَا رَسُولَ‬
‫ج ُبنَا‪ ،‬أَفَ َترَى أَنْ َنكْتُبَ بَعْضَهَا؟‬
‫سمَعُ َأحَادِيثَ مِنْ يَهُودَ تُعْ ِ‬
‫اللَّهِ‪ ،‬إِنَّا نَ ْ‬
‫كتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟! لَ َقدْ‬
‫َو َ‬
‫َوكُونَ أَنْتُمْ كَمَا تَه َّ‬
‫فَقَالَ‪" :‬أَمُتَه ِّ‬
‫جِئْ ُتكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً‪ ،‬وَ َلوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِال ِّاتبَاعِي"(‪.)0‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رواه أمحد‬
‫وعن أبي ثعلبة اخلشين رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬إِنَّ اللَّهَ َفرَضَ‬
‫َرمَ أَشْيَاءَ‪ ،‬فَال‬
‫َفرَائِضَ فَال تُضَيِّعُوهَا‪َ ،‬وحَدَّ حُدُودًا‪ ،‬فَال َتعْتَدُوهَا‪َ ،‬وح َّ‬
‫حمَةً َلكُمْ غَ ْيرَ نِسْيَانٍ‪ ،‬فَال َتبْحَثُوا‬
‫س َكتَ عَنْ أَشْيَاءَ َر ْ‬
‫َتنْتَ ِهكُوهَا‪ ،‬وَ َ‬
‫َعنْهَا"(‪ .)1‬حديث حسن‪ ،‬رواه الدارقطين وغريه‪.‬‬
‫ويف الصحيحني عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى‬
‫اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم قال‪" :‬مَا نَهَيْتُكُمْ َعنْهُ فَاجْ َت ِنبُوهُ‪ ،‬وَمَا أَ َم ْر ُتكُمْ بِهِ فَ ْأتُوا‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم (‪[ .)12‬ج]‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)191/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬حديث جابر هذا يف (خ‪ .‬م)‪ ،‬ويف خمطوطة مكتبة الشيخ حممد بن عبداللطيف آل‬
‫الشيخ رمحه اهلل‪.‬‬
‫(‪ )1‬سنن الدارقطين (‪ ،)1181‬مستدرك احلاكم (‪ ،)111/1‬املعجم الكبري للطرباني‬
‫(‪[ .)001/00‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪56‬‬

‫ِمنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ‪ ،‬فَإ َِّنمَا َه َلكَ مَنْ كَانَ َق ْب َلكُمْ ِبكَثْرَةِ مَسَائِلِهِمْ‪،‬‬
‫وَاخْتِالفِهِمْ َعلَى أَ ْنبِيَائِهِمْ"(‪.)1‬‬
‫وعن ابن مسعودٍ رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫سمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا َوأَدَّاهَا‪َ ،‬فر َّ‬
‫ُب‬ ‫َضرَ اللَّهُ َعبْدًا َ‬ ‫وسَلَّم‪" :‬ن َّ‬
‫حَا ِملِ فِقْهٍ غَ ْيرِ فَقِيهٍ‪ ،‬وَرُبَّ حَا ِملِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ ُهوَ أَفْقَهُ ِمنْهُ‪ ،‬ثَالثٌ ال‬
‫س ِل ِمنيَ‪،‬‬
‫سلِمٍ‪ِ :‬إخْالصُ الْ َع َملِ لِلَّهِ‪ ،‬وَالنَّصِيحَةُ ِل ْلمُ ْ‬
‫يَغِلُّ َعلَيْهِنَّ َقلْبُ مُ ْ‬
‫جمَاعَتِهِمْ‪ ،‬فَإِنَّ دَ ْع َوتَهُمْ تُحِيطُ مَنْ وَرَا َءهُمْ"(‪ .)0‬رواه الشافِعي‬
‫وَ ُلزُومُ َ‬
‫والبيهقي يف [املدخل]‪ ،‬ورواه أمحد وابن ماجه والدارِمي‪ ،‬عن زيد بن‬
‫ثابتٍ رضي اللَّه عنه(‪.)1‬‬
‫وعن عبداللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى‬
‫ح َكمَةٌ‪ ،‬أَوْ سُنَّةٌ قَا ِئمَةٌ‪ ،‬أَوْ َفرِيضَةٌ‬
‫اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪" :‬الْ ِعلْمُ ثَالثٌ‪ :‬آيَةٌ مُ ْ‬
‫ضلٌ "(‪ .)1‬رواه الدارِمي وأبو داود‪.‬‬
‫سوَى ذَ ِلكَ فَ ُهوَ فَ ْ‬
‫عَادِلَةٌ‪ ،‬وَمَا كَانَ ِ‬
‫وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه‬
‫َوأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"(‪ .)1‬رواه‬
‫عل ْيهِ وسَلَّم‪" :‬مَنْ قَالَ فِي الْ ُقرْآنِ َب َر ْأيِهِ َفلْيَ َتب َّ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1099‬صحيح مسلم (‪[ .)1111‬ج]‬


‫(‪ )0‬مسند الشافعي (‪ ،)1182‬والبيهقي يف املعرفة (‪ .)11‬جامع الرتمذي (‪ ،)0119‬ومسند‬
‫أمحد (‪ ،)111/1‬وابن ماجه (‪[ .)010‬ج]‬
‫(‪ )1‬مسند أمحد (‪ ،)191/1‬وابن ماجه (‪ ،)012‬والدارمي (‪[ .)008‬ج]‬
‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪ ،)0991‬سنن ابن ماجه (‪[ .)11‬ج]‬
‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪[ .)0811‬ج]‬
‫‪57‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫َوأْ مَقْعَدَهُ مِنَ‬


‫الرتمذي‪ ،‬ويف رواية‪" :‬مَنْ قَالَ فِي الْ ُقرْآنِ بِ َغ ْيرِ عِلْمٍ َفلْيَ َتب َّ‬
‫النَّارِ"(‪ )1‬رواه الرتمذي‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫وسَلَّم‪" :‬مَنْ أَفْتَى بِغَ ْيرِ ِعلْمٍ كَانَ إِ ْثمُهُ َعلَى مَنْ أَفْتَاهُ‪ ،‬وَمَنْ أَشَارَ َعلَى‬
‫َأخِيهِ بِأَ ْمرٍ يَ ْعلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَ ْيرِهِ فَقَدْ خَانَهُ "(‪ .)0‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫النبِيَّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ‬
‫وعن معاوية رضي اللَّه عنه "أَنَّ َّ‬
‫األُ ْغلُوطَاتِ"(‪ .)1‬رواه أبو داود أيضا‪.‬‬
‫وعن كثري بن قيسٍ قال‪ :‬كنت جالسا مع أبي الدرداء يف مسجد‬
‫دمشق‪ ،‬فجاء رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الدرداء‪ ،‬إنِي جئتك من مدينة‬
‫الرسول صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم حلديثٍ بلغين عنك أنك حتدثه عن‬
‫رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪ ،‬ما جئتك حلاجةٍ‪ ،‬قال‪ :‬فإني مسعت‬
‫رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم يقول‪" :‬مَنْ سَ َلكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ‬
‫جنِحَتَهَا‬
‫طرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ‪َ ،‬وإِنَّ ا ْلمَال ِئكَةَ لَتَضَعُ َأ ْ‬
‫س َلكَ اللَّهُ بِهِ َ‬
‫ِع ْلمًا َ‬
‫السمَاوَاتِ‪ ،‬وَمَنْ فِي‬
‫رِضًى لِطَالِبِ الْ ِعلْمِ‪َ ،‬وإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْ ِفرُ لَهُ مَنْ فِي َّ‬

‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪[ .)0812‬ج]‬


‫(‪ )0‬سنن أبي داود (‪[. )1111‬ج]‬
‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪[ .)1111‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪58‬‬

‫األَرْضِ‪ ،‬وَالْحِيتَا ُن(‪ )1‬فِي جَ ْوفِ ا ْلمَاءِ‪َ ،‬وإِنَّ فَ ْ‬


‫ضلَ الْعَالِمِ َعلَى الْعَا ِبدِ‬
‫ضلِ الْ َق َمرِ لَ ْيلَةَ ا ْلبَدْرِ َعلَى سَا ِئرِ ا ْل َكوَاكِبِ‪َ ،‬وإِنَّ الْ ُع َلمَاءَ وَرَثَةُ‬
‫كَفَ ْ‬
‫األَ ْنبِيَاءِ‪َ ،‬وإِنَّ األَ ْنبِيَاءَ لَمْ ُيوَرِّثُوا دِينَارًا وَال دِرْ َهمًا‪َ ،‬وإ َِّنمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ‪،‬‬
‫َفمَنْ َأخَذَهُ َأخَذَ بِحَظٍ وَا ِفرٍ"(‪ .)0‬رواه أمحد والدارِمي وأبو داود‬
‫والرتمذي(‪ )1‬وابن ماجه‪.‬‬
‫ح ْكمَةُ ضَالَّةُ‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬ا ْل َك ِلمَةُ الْ ِ‬
‫ا ْل ُمؤْمِنِ‪ ،‬فَحَ ْيثُ َوجَ َدهَا فَ ُهوَ َأحَقُّ بِهَا"(‪ .)1‬رواه الرتمذي‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪،‬‬
‫وابن ماجه‪.‬‬
‫وعن علي رضي اللَّه عنه قال‪( :‬إن الفقيه حق الفقيه‪ ،‬من مل يقنطِ‬
‫الناس من رمحة اللَّه‪ ،‬ومل يرخصْ هلم يف معاصي اللَّه‪ ،‬ومل يؤمنْهم‬
‫اللهِ‪ ،‬ومل يدعِ القرآن رغبة عنه إىل غريه‪ ،‬إنه ال خري يف‬
‫من عذابِ َّ‬
‫عبادةٍ ال علم فيها‪ ،‬وال علمٍ ال فهم فيه‪ ،‬وال قراءةٍ ال تدبر فيها)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬يف (خ‪ .‬م) ''حتى احليتان يف املاء''‪.‬‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)181/1‬سنن الدارمي (‪ ،)110‬سنن أبي داود (‪ ،)1111‬جامع‬
‫الرتمذي (‪ ،)0190‬سنن ابن ماجه (‪[ .)001‬ج]‬
‫(‪ )1‬ومساه قيس بن كثري‪ ،‬ذكر ذلك صاحب [مشكاة املصابيح] يف الفصل الثاني من‬
‫كتاب العلم‪.‬‬
‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪ ،)0191‬سنن ابن ماجه (‪[ .)1118‬ج]‬
‫(‪ )1‬سنن الدارمي (‪[ .)121 ،121‬ج]‬
‫‪59‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫وعن احلسنِ(‪ )1‬رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫طلُبُ الْ ِعلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ اإلِسْالمَ َفبَ ْينَهُ‬
‫وسَلَّم‪" :‬مَنْ جَاءَهُ ا ْلمَ ْوتُ َو ُهوَ يَ ْ‬
‫ِينيَ دَ َرجَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ "(‪ .)0‬رواهما الدا ِرمِي‪.‬‬
‫النب ِّ‬
‫وَبَيْنَ َّ‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬البصري‪.‬‬


‫(‪ )0‬سنن الدارمي (‪[ .)111‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪61‬‬

‫باب‬
‫قبض العلم‬

‫عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال‪" :‬كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ‬
‫السمَاءِ‪ ،‬ثُمَّ قَالَ‪" :‬هَذَا أَوَانٌ يُخْ َتلَسُ‬
‫صرِهِ إِلَى َّ‬
‫َعلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ ،‬فَشَخَصَ بِبَ َ‬
‫فِيهِ الْ ِعلْمُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى ال يَقْدِرُوا ِمنْهُ َعلَى شَ ْيءٍ "(‪ .)1‬رواه الرتمذِي‪.‬‬
‫النبِيُّ صَلَّى اللَّهُ َعلَيْهِ‬
‫كرَ َّ‬
‫وعن زياد بن لبيد رضي اللَّه عنه قال‪َ " :‬ذ َ‬
‫وَسَلَّمَ شَيْئًا‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬ذَاكَ ِعنْدَ أَوَانِ َذهَابِ الْ ِعلْمِ‪ُ ،‬ق ْلتُ‪ :‬يَا رَسُولَ اللَّهِ‪،‬‬
‫َوكَيْفَ يَ ْذهَبُ الْ ِعلْمُ‪ ،‬وَنَحْنُ نَ ْق َرأُ الْ ُقرْآنَ‪ ،‬وَنُ ْقرِئُهُ أَ ْبنَاءَنَا‪َ ،‬ويُقْرِئُهُ‬
‫ُمكَ يَا ِزيَادُ ! إِنْ‬
‫أَ ْبنَاؤُنَا أَ ْبنَا َءهُمْ إِلَى يَ ْومِ الْقِيَامَةِ؟ قال‪َ " :‬ثكِلَ ْتكَ أ ُّ‬
‫جلٍ فِي ا ْلمَدِينَةِ‪ ،‬أَوَ َل ْيسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى‬
‫ك ْنتُ ألَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ َر ُ‬
‫ُ‬
‫يَ ْقرَؤُونَ التَّوْرَاةَ وَاإلِنْجِيلَ ال يَ ْع َملُونَ بِشَ ْيءٍ مِمَّا فِي ِهمَا؟"(‪ .)0‬رواه أمحد‬
‫وابن ماجه‪.‬‬
‫وعن ابن مسعودٍ رضي اللَّه عنه قال‪" :‬عليكم بالعلم قبل أن‬
‫يقبض‪ ،‬وقبضه ذهاب أهِلهِ‪ ،‬عليكم بالعلم‪ ،‬فإن أحدكم ال يدري‬
‫متى يفتقر إِليه‪ ،‬أو يفتقر إىل ما عنده‪ ،‬وستجدون أقواما يزعمون‬

‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪ ،)0111‬سنن الدارمي (‪[ .)099‬ج]‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)019 ،112/1‬سنن ابن ماجه (‪[ .)1219‬ج]‬
‫‪60‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫أنهم يدعون إىل كتاب اللَّه وقد نبذوه وراء ةهورِهم‪ ،‬عليكم بالعلمِ‪،‬‬
‫وإياكم والبِدع‪ ،‬والتنطع‪ ،‬والتعمق‪ ،‬وعليكم بالعتيقِ"(‪ .)1‬رواه‬
‫الدارِمي بنح ِوهِ‪.‬‬
‫ويف الصحيحني عن ابنِ عمرٍو مرفرعا‪" :‬إِنَّ اللَّهَ ال يَ ْقبِضُ الْ ِعلْمَ‬
‫انْ ِتزَاعًا َينْ ِتزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ‪ ،‬وَ َلكِنْ يَ ْقبِضُ الْ ِعلْمَ ِب َم ْوتِ الْ ُع َلمَاءِ‪ ،‬حَتَّى إِذَا‬
‫لَمْ َيبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّاالً‪ ،‬فَسُ ِئلُوا‪ ،‬فَأَفْ َتوْا بِغَ ْيرِ ِعلْمٍ‪،‬‬
‫فَضَلُّوا َوأَضَلُّوا"(‪.)0‬‬
‫وعن علي رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪:‬‬
‫سمُهُ‪ ،‬وَال‬
‫شكُ أَنْ يَ ْأتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ال يَبْقَى مِنَ اإلِسْالمِ إِال ا ْ‬
‫"يُو ِ‬
‫خرَابٌ مِنَ الْهُدَى‪،‬‬
‫سمُهُ‪ ،‬مَسَاجِدُهُمْ عَا ِمرَةٌ َوهِيَ َ‬
‫َيبْقَى مِنَ الْ ُقرْآنِ إِال رَ ْ‬
‫خرُجُ الْفِ ْتنَةُ‪ ،‬وَفِي ِهمْ‬
‫السمَاءِ‪ ،‬مِنْ ِعنْ ِدهِمْ تَ ْ‬
‫حتَ أَدِيمِ َّ‬
‫ُع َلمَا ُؤهُمْ شَرُّ مَ ْن تَ ْ‬
‫تَعُودُ"(‪ .)1‬رواه البيهقِي يف [ شعبِ اإلميانِ ]‪.‬‬

‫(‪ )1‬سنن الدارمي (‪ ،)111‬ومصنف عبدالرزاق (‪[ .)02111‬ج]‬


‫(‪ )0‬صحيح البخاري (‪ ،)122‬صحيح مسلم (‪[ .)0111‬ج]‬
‫(‪ )1‬شعب اإلميانِ للبيهقِي (‪[ .)1111‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪62‬‬

‫باب‬
‫التشديد يف طلب العلم للمراء واجلدال‬

‫عن كعب بن مالك رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْ ُع َلمَاءَ‪ ،‬أَوْ لِ ُيمَارِيَ بِهِ‬
‫خلَهُ اللَّهُ النَّارَ"(‪ .)1‬رواه‬
‫ص ِرفَ بِهِ ُوجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَ ْد َ‬
‫السُّفَهَاءَ‪ ،‬أَوْ يَ ْ‬
‫الرتمذي‪.‬‬
‫وعن أبي أمامة رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬مَا ضَلَّ َق ْومٌ بَعْدَ هُدًى‬
‫(‪   ‬‬ ‫كَانُوا َعلَيْهِ إِال أُوتُوا الْجَدَلَ‪ ،‬ثُمَّ تَال َقوْلَهُ تَعَالَى‪:‬‬
‫[الزخرف‪ )0(.]19 :‬رواه أمحد والرتمذي‬ ‫‪)      ‬‬

‫وابن ماجه‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫خصِمُ "(‪ .)1‬متفق عليهِ‪.‬‬
‫الرجَالِ إِلَى اللَّهِ األَلَدُّ الْ َ‬
‫وسَلَّم‪" :‬إِنَّ أَبْغَضَ ِّ‬
‫وعن أبي وائلٍ عن عبدالَّلهِ رضي اللَّه عنه قال‪( :‬من طلب العلم‬
‫ألربع دخل النار ‪ -‬أو حنو هذه الكلمة ‪ -‬ليباهي به العلماء‪ ،‬أو ليماري‬

‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪[ .)0111‬ج]‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)010/1‬جامع الرتمذي (‪ ،)1011‬سنن ابن ماجه (‪[ .)19‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)0111‬صحيح مسلم (‪[ .)0119‬ج]‬
‫‪63‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫به السفهاء‪ ،‬أو ليصرف به وجوه الناس إليه‪ ،‬أو ليأخذ به من‬
‫األمراء)‪ .‬رواه الدارمي(‪.)1‬‬
‫وعن ابنِ عباسٍ رضي اللَّه عنهما قال لقومٍ مسِعهم يتمارون يف‬
‫الدينِ‪( :‬أما علِمتم أن هلل عبادا أسكتتهم خشية اللَّه من غري صممٍ‬
‫وال بكمٍ‪ ،‬وإنهم هلم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبالء‪ ،‬العلماء‬
‫اللهِ‪ ،‬غري أنهم إذا تذكروا عظمة اللَّه طاشت عقوهلم‪،‬‬
‫بأيامِ َّ‬
‫وانكسرتْ قلوبهم‪ ،‬وانقطعت ألسنتهم‪ ،‬حتى إِذا استفاقوا من ذلك‬
‫اللهِ باألعمال الزاكية‪ ،‬يعدون أنفسهم مع(‪ )0‬املفرطني‪،‬‬
‫تسارعوا إىل َّ‬
‫وإنهم ألكياس أقوياء‪ ،‬ومع الضالني واخلطائِني‪ ،‬وإنهم ألبرار برءاء‪،‬‬
‫أال إِنهم ال يستكثِرون له الكثري‪ ،‬وال يرضون له بالقليلِ‪ ،‬وال يدِلون‬
‫عليه بأعماهلم‪ ،‬حيثما لقيتهم مهتمون مشفِقون‪ ،‬وجِلون خائفون)‪.‬‬
‫رواه أبو نعيمٍ(‪.)1‬‬
‫قال احلسن ‪ -‬ومسِع قوما يتجادلون ‪ :-‬هؤالءِ قوم ملوا العبادة‪،‬‬
‫وخف عليهِم القول‪ ،‬وقل ورعهم فتكلموا(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬سنن الدارمي (‪[ .)111‬ج]‬


‫(‪ )0‬يف (خ‪ .‬م)‪( :‬من املفرطني)‪.‬‬
‫(‪ )1‬حلية األولياء (‪[ .)101/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬حلية األولياء (‪[ .)111 - 111/0‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪64‬‬

‫باب‬
‫التجوز يف القول وترك التكلف والتنطع‬

‫وعن أبي أمامة رضي اللَّه عنه مرفوعا‪" :‬الَحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُ ْعبَتَانِ مِنَ‬
‫إلميَانِ‪ ،‬وَالبَذَاءُ وَا ْلبَيَانُ شُ ْعبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ "(‪ .)1‬رواه الرتمذي‪.‬‬
‫اِ‬
‫وعن أبي ثعلبة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‬
‫س ُنكُمْ َأخْالقًا‪َ ،‬وإِنَّ‬
‫َبكُمْ إِلَيَّ وَأَ ْقرَ َبكُمْ مِنِّي َي ْومَ الْقِيَامَةِ‪َ :‬أحَا ِ‬
‫قال‪" :‬إِنَّ َأح َّ‬
‫الثرْثَارُونُ ا ْلمُتَشَدِّقُونَ‬
‫ضكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَ َدكُمْ مِنِّي‪ :‬مَسَاوِ ُئكُمْ َأخْالقًا‪َّ ،‬‬
‫أَبْغَ َ‬
‫ا ْلمُتَفَيْهِقُونَ "(‪ .)0‬رواه البيهقي يف [شعبِ اإلِميانِ]‪ ،‬وللرتمذي حنوه عن‬
‫جابرٍ رضي اللَّه عنه(‪.)1‬‬
‫وعن سعدِ بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صَلَّى‬
‫كلُونَ بِأَلْسِنَتِ ِهمْ‬
‫خرُجَ َق ْومٌ يَ ْأ ُ‬
‫اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‪" :‬ال تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَ ْ‬
‫سنَتِهَا"(‪ .)1‬رواه أمحد وأبو داود والرتمذي‪.‬‬
‫كلُ ا ْلبَ َقرُ بِأَلْ ِ‬
‫كمَا تَ ْأ ُ‬
‫َ‬
‫وعن عبداللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما مرفوعا‪" :‬إِنَّ اللَّهَ ُيبْغِضُ‬

‫(‪ )1‬جامع الرتمذي (‪ ،)0201‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)018/1‬ج]‬


‫(‪ )0‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)181/1‬شعب اإلميان للبيهقِي (‪ ،)1111‬والسنن الكربى له‬
‫(‪[ .)181/12‬ج]‬
‫(‪ )1‬سنن الرتمذي (‪[ .)0219‬ج]‬
‫(‪ )1‬مسند اإلمام أمحد (‪[ .)191/1‬ج]‬
‫‪65‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫كمَا تَتَخ ََّللُ ا ْلبَ َقرَةْ‬


‫الرجَالِ الَّذِي يَتَخ ََّللُ ِبلِسَانِهِ َ‬
‫ا ْل َبلِيغَ مِنَ ِّ‬
‫ِبلِسَانِهَا"(‪ )1‬رواه الرتمذي وأبو داود‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫الرجَالِ أَوِ النَّاسِ لَمْ‬
‫سبِيَ بِهِ ُقلُوبَ ِّ‬
‫ص ْرفَ ا ْلكَالمِ لِيَ ْ‬
‫وسَلَّم‪" :‬مَنْ تَعَلَّمَ َ‬
‫صرْفًا وَال عَدْالً "(‪ )0‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫يَ ْق َبلِ اللَّهُ ِمنْهُ َي ْومَ الْقِيَامَةِ َ‬
‫وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت‪" :‬كان كالم رسول اللَّه صَلَّى‬
‫اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم فصال‪ ،‬يفهمه كل من يسمعه"(‪ .)1‬وقالت‪" :‬كان‬
‫حيدثنا حديثا لو عده العاد ألحصاه"(‪ .)1‬وقالت‪" :‬إِنَّه مل يكن يسرد‬
‫احلديث كسردِكم"(‪ .)1‬روى أبو داود بعضه‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم‬
‫قال‪" :‬إِذَا َرَأيْتُمُ الْ َعبْدَ يُعْطَى ُزهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ َمنْطِقٍ فَاقْ َترِبُوا ِمنْهُ‪،‬‬
‫ح ْكمَةَ"(‪ .)1‬رواه البيهقِي يف [شعبِ اإلميانِ]‪.‬‬
‫فَإِنَّهُ ُيلَقَّى الْ ِ‬

‫(‪ )1‬مسند اإلمام أمحد (‪ ،)191/0‬جامع الرتمذي (‪ ،)0911‬سنن أبي داود (‪[ .)1221‬ج]‬
‫(‪ )0‬سنن أبي داود (‪[ .)1221‬ج]‬
‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪ ،)1918‬جامع الرتمذي (‪[ .)1118‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1111‬صحيح مسلم (‪[ .)0181‬ج]‬
‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)1119‬صحيح مسلم (‪ ،)0181‬سنن أبي داود (‪ ،)1111‬مسند‬
‫اإلمام أمحد (‪[ .)119/1‬ج]‬
‫(‪ )1‬شعب اإلميان للبيهقي (‪[ .)1111‬ج]‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪66‬‬

‫وعن بريدة رضي اللَّه عنه قال‪ :‬مسعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ‬
‫حرًا‪َ ،‬وإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَ ْهالً‪َ ،‬وإِنَّ مِنَ الشِّ ْعرِ‬
‫وسَلَّم يقول‪" :‬إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِ ْ‬
‫(‪)0()1‬‬
‫ح َكمًا‪َ ،‬وإِنَّ مِنَ الْ َقوْلِ عِيَاالً"‬
‫ِ‬
‫وعن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه أنه قال يوما‪ ،‬وقام رجل‬
‫فأكثر القول فقال عمرو‪ :‬لو قصد يف قوله لكان خريا له‪ ،‬مسعت‬
‫ت(‪ - )1‬أَنْ‬
‫رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عل ْيهِ وسَلَّم يقول‪" :‬لَقَدْ َرَأ ْيتُ ‪ -‬أَوْ أُ ِم ْر ُ‬
‫جوَازَ ُهوَ خَ ْيرٌ "(‪ .)1‬رواهما أبو داود‪.‬‬
‫َأتَجَوَّزَ فِي الْ َقوْلِ‪ ،‬فَإِنَّ الَ ْ‬
‫آخره‪ ،‬واحلمد هللِ رب العاملني محدا كثريا‪.‬‬

‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪[ .)1210‬ج]‬


‫(‪ )0‬متامه عند أبي داود (فقال صعصعة بن صوحان‪ :‬صدق نيب اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫أما قوله‪'' :‬إن من البيان سحرا'' فالرجل يكون عليه احلق وهو أحلن باحلجج من‬
‫صاحب احلق‪ ،‬فيسحر القوم ببيانه فيذهب باحلق‪ ،‬وأما قوله‪ '' :‬إن من العلم جهال''‬
‫فيتكلف العامل إىل علمه ما ال يعلمه فيجهله ذلك‪ ،‬وأما قوله‪ '' :‬إن من الشعر حكما''‬
‫فهي هذه املواعظ واألمثال اليت يتعظ بها الناس‪ ،‬وأما قوله‪ '' :‬إن من القول عياال''‬
‫فعرضك كالمك وحديثك على من ليس من شأنه وال يريده‪.‬‬
‫(‪ )1‬قوله‪ :‬أو ''أمرت'' شك من الراوي‪ ،‬قاله علي القاري يف [ مرقاة املفاتيح شرح مشكاة‬
‫املصابيح ]‪.‬‬
‫(‪ )1‬سنن أبي داود (‪[ .)1229‬ج]‬
‫‪67‬‬ ‫كتاب أصول اإلميان‬

‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪1‬‬ ‫منهجنا يف تصحيح هذا الكتاب ‪..........‬‬
‫‪1‬‬ ‫باب معرفة اللَّه عز وجل واإلميان به ‪.........‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪......‬‬ ‫(‪)    ‬‬ ‫باب قول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪......‬‬ ‫(‪)    ‬‬ ‫باب قول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪00‬‬ ‫باب اإلميان بالقدر ‪..............‬‬
‫‪08‬‬ ‫باب ذكر املالئكة عليهم السالم واإلميان بهم‪......‬‬
‫‪12‬‬ ‫باب الوصية بكتاب اهلل عز وجل ‪..........‬‬
‫‪11‬‬ ‫باب حقوق النيب صلى اهلل عليه وسلم‪.........‬‬
‫‪11‬‬ ‫باب حتريضه صلى اهلل عليه وسلم على السنة ‪......‬‬
‫‪11‬‬ ‫باب التحريض على طلب العلم ‪...........‬‬
‫‪12‬‬ ‫باب قبض العلم ‪...............‬‬
‫‪10‬‬ ‫باب التشديد يف طلب العلم ‪............‬‬
‫‪11‬‬ ‫باب التجوز يف القول وترك التكلف ‪.........‬‬
‫اجلامع من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‬ ‫‪68‬‬

You might also like