Professional Documents
Culture Documents
Oba 3
Oba 3
بعد نهاية شتاء سنة 28 هـ الموافق 649 م ]155[،أعد معاوية المراكب الالزمة لحمل الجيش ،واتخذ ميناء عكا مكان ًا
لالنطالق ،وكانت المراكب كثيرة وحمل معه زوجته فاختة بنت قرظة ،كذلك حمل عبادة بن الصامت امرأته أم حرام
بنت ملحان معه في تلك الغزوة ]156[.ورغم أن معاوية لم يجبر الناس على الخروج ،فقد خرج معه جيش كبير[.
]155وسار المسلمون من الشام وركبوا من ميناءـ عكا متوجهين إلى قبرص ،ونزلوا إلى الساحل ،تقدمت أم حرام
لتركب دابتها ،فنفرت الدابة وألقت أم حرام على األرض فاندقت عنقها فماتت ]156[.ودفنت هناك ،وعرف قبرها بقبر
المرأة الصالحة ]157[.واجتمع معاوية بأصحابه وكان فيهم أبو أيوب األنصاري ،وأبو الدرداء ،وأبو ذر الغفاري ،وعبادة
بن الصامت ،وواثلة بن األسقع ،وعبد هللا بن بشر المازني ،وشداد بن أوس بن ثابت ،والمقداد بن األسود ،وكعب الحبر
بن ماتع ،وجبير بن نفير الحضرمي ]157[،وتشاوروا فيما بينهم وأرسلوا إلى أهل قبرص يخبرونهم أنهم لم يغزوهم
لالستيالء على جزيرتهم ]157[،ولكن أرادوا دعوتهم لإلسالم ثم تأمين حدود الدولة اإلسالمية بالشام؛ وذلك ألن
البيزنطيين كانوا يتخذون من قبرص محطة يستريحون فيها إذا غزوا ويتم َّونون منها إذا قل زادهم ،فكانت بلد ًا مهمة
إلخضاعهاـ تحت سيطرة المسلمين ،ولكن سكان الجزيرة لم يستسلموا ،بل تحصنوا في العاصمة ولم يخرجوا لمواجهة
المسلمين]157[.
تقدم المسلمون إلى قسطنطينا عاصمة قبرص وحاصروها ،وما هي إال ساعات حتى طلب الناس الصلح ،وأجابهم
المسلمون لذلك ،وقدموا شروطًا للمسلمين ،كما اشترط عليهم المسلمون شروط ًا .أما شرط أهل قبرص كانت في طلبهم
أال يشترط عليهم المسلمون شروطا تورطهم مع الروم؛ ألنه ليست لهم قدرة بهم ،وأما شروط المسلمين فكانت ،أال يدافع
المسلمون عن الجزيرة إذا هاجم سكانها محاربون ،وأن يدلوا المسلمين على تحركات عدوهم من الروم ،وأن يدفعوا
للمسلمين سبعة آالف ومائتي دينار في كل عام ،وأال يساعدوا الروم إذا حاولوا غزو بالد المسلمين ،وأال يطلعوهم على
أسرارهم]158[.
وصل منويل إلى نقيوس ،واستعد عمرو للقائه ،تقابل الجيشان عند حصن نقيوس على شاطئ نهر النيل ،في أثناء
المعركة أصاب فرسه سهم فقتله ،فترجل عمرو وانضم إلى صفوف المشاة ،ورآه المسلمون فأقبلوا على الحرب[.
]162وخرج المصريون بعد أن رأوا هزيمة الروم يصلحون للمسلمين ما أفسده العدو الهارب من الطرق ،ويقيمون لهم
ما دمره من الجسور ،وأظهر المصريون فرحتهم بانتصار المسلمين على العدو الذي انتهك حرماتهم واعتدى على
أموالهم وممتلكاتهم ،وقدموا للمسلمين ما ينقصهم من السالح والمؤونة]162[.