Professional Documents
Culture Documents
Oba 2
Oba 2
في سنة 31 هـ وصل عبد هللا بن عامر إلى خراسان ففتح أبرشهر وطوس وبيورد ونسا حتى بلغ سرخس ،وقام
بمصالحة أهل مرو .وقد جاء في رواية بأنه فتح فارس ورجع إلى البصرة ،واستعمل على إصطخر شريك بن األعور
الحارثي ،فبنى شريك مسجد إصطخر ،فدخل على ابن عامر رجل من بني تميم فقال له« :إن عدوك منك هارب ،وهو
فسرْ فإن هللا ناصرك ومعز دينه» ،فتجهز ابن عامر ،وأمر الناس بالمسير ،واستخلف على لك هائب ،والبالد واسعةِ ،
البصرة زياد ًا ،وسار إلى كرمان ،ثم أخذ إلى خراسان؛ قيل أنه أخذ طريق أصبهان ،ثم سار إلى خراسان ،واستعمل
على كرمان مجاشع بن مسعود السلمي ،وأخذ ابن عامر على مفازة وابَر ،وهي ثمانون فرسخ ًا ،ثم سار
إلى الطَّبَسين يريد أبرشهر (نيسابور) ،وعلى مقدمته األحنف بن قيس ،فأخذ إلىُ قهستان ،وخرج إلى أبرشهر فلقيه
الهياطلة ،فقاتلهم األحنف فهزمهم ،ثم أتى ابن عامر نيسابور ]145[.وفي رواية أن ابن عامر نزل على أبرشهر فغلب
على نصفها ولكنه لم يقدر أن يصل إلى مرو ،فصالح كناري ،فأعطاه ابنه أبا الصلت ابن كناري وابن أخيه سليمًا رهنًا.
ووجه عبد هللا بن خازم إلى هراة ،وحاتم بن النعمان إلى مرو ،وأخذ ابن عامر ابني كناري ،فصار إلى النعمان بن
األفقم النصري فأعتقهما ]146[،وفتح ابن عامر ما حول مدينة أبرشهر ،كطوس وبيورد ،ونسا وحمران ،حتى وصل إلى
سرخس ،وسرح ابن عامر األسود بن كلثوم العدوي إلى ببهق وهو من أبرشهر ،بينها وبين أبرشهر ستة عشر فرسخ ًا،
ففتحها وقتل األسود بن كلثوم ،وكان فاضالً في دينه ،وكان من أصحاب عامر بن عبد هللا العنبري .وكان عامر يقول
بعدما أخرج من البصرة« :ما آسى من العراق على شيء إال على ظماء الهواجر ،وتجاوب المؤذنين ،وإخوان مثل
األسود بن كلثوم» ]147[.واستطاع ابن عامر أن يتغلب على نيسابور ،وخرج إلى سرخس ،فأرسل إلى أهل مرو يطلب
الصلح ،فبعث إليهم حاتم بن النعمان الباهلي ،فصالح براز مرزبان مرو على ألفي ألف ومائتي ألف]147[.
الفتوحات في الشامعدل
فتوحات حبيب بن مسلمة الفهريعدل
بعد أن قام الروم على المسلمين أول خالفة عثمان ،وكتب عثمان إلى الوليد بن عقبة بالكوفة أن يمد إخوانه بالشام،
فأمدهم بثمانية آالف عليهم سلمان ابن ربيعة الباهلي ،فانتصر المسلمون .وكان الروم والترك قد تجمعوا لمالقاة
المسلمين الذين غزوا أرمينية ،وكان على المسلمين حبيب بن مسلمة ،فرأى أن يباغت قائدهم الموريان ليالً ،فسمعته
امرأته أم عبد هللا بنت يزيد الكلبية ،فقالت« :فأين موعدك؟» قال« :سرادق الموريان أو الجنة» .ثم باغتهم فغلبهم ،وأتى
سرادق الموريان فوجد أن امرأته قد سبقته إليه ]148[.وواصل حبيب جهاده وانتصاراته المتوالية في أراضي أرمينية
وأذربيجان ،ففتحها .لقد كان حبيب بن مسلمة الفهري من أبرز القادة الذين حاربوا في أرمينية البيزنطية ]149[.كما غزا
ما يلى ثغور الجزيرة العراقية من أرض الروم فافتتح عدة حصون هناك ،مثل شمشاط وملطية وغيرهما ،وفي سنة25
هـ غزا معاوية الروم فبلغ عمورية فوجد الحصون التي بين أنطاكية وطرسوس خالية ،فجعل عندها جماعة من أهل
الشام والجزيرة ،وواصل قائده قيس بن الحر العبسي الغزو في الصيف التالي ،ولما انتهى هدم بعض الحصون القريبة
من أنطاكية كي ال يستفيد منها الروم]150[.
الغزو البحريعدل
تعود فكرة الغزو البحري إلى عهد عمر بن الخطاب حين أل ّح معاوية بن أبي سفيان على عمر في غزو البحر ،ويصف
له قرب الروم من حمص ويقول« :إن قرية من قرى حمص يسمع أهلها نباح كالبهم وصياح دجاجهم» ،ففكر عمر في
ذلك ،فكتب إلى عمرو بن العاص« :صف لي البحر وراكبه ،فإن نفسي تنازعنيـ إليه» ،فكتب إليه عمرو« :إني رأيت
خلقا كبيرا يركبه خلق صغير ،إن ركن خرق القلب ،وإن تحرك أزاغ العقول ،يزداد فيه اليقين قلة ،والشك كثرة ،هم
كدود على عود ،إن مال غرق ،وإن نجا برق» ،فلما قرأ عمر بن الخطاب ذلك ،كتب إلى معاوية« :ال والذي بعث محمد ًا
ي مما حوت الروم ،فإياك أن تعرض لي ،وقد تقدمت إليك ،وقد بالحق ،ال أحمل فيه مسلم ًا أبد ًا ،وتاهلل لمسلم أحب إل َّ
علمت ما لقى العالء مني ،ولم أتقدم إليه في ذلك» ]151[.ولكن معاوية طرح األمر ثانية بعد تولي عثمان الخالفة ،فرد
عليه عثمان قائال« :إني قد شهدت ما رد عليك عمر حين استأذنته في غزو البحر» ،ثم كتب إليه معاوية مرة أخرى
يهون عليه ركوب البحر إلى قبرص فكتب إليه« :فإن ركبت معك امرأتك فاركبه مأذونا وإال فال» ]152[.واشترط عليه
الخليفة عثمان بقوله« :ال تنتخب الناس وال تقرع بينهم ،خيرهم فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه» ]153[.فلما قرأ
معاوية ذلك ،كتب ألهل السواحل يأمرهم بإصالحـ المراكب وتقريبها إلى ساحل حصن عكا ،حيث رممه ليكون ركوب
المسلمين منه إلى قبرص]154[.