You are on page 1of 1

‫فتوحات عبد هللا بن عامرعدل‬

‫في سنة‪ 31 ‬هـ‪ ‬وصل‪ ‬عبد هللا بن عامر‪ ‬إلى خراسان ففتح أبرشهر‪ ‬وطوس‪ ‬وبيورد‪ ‬ونسا‪ ‬حتى بلغ‪ ‬سرخس‪ ،‬وقام‬
‫بمصالحة أهل‪ ‬مرو ‪ .‬وقد جاء في رواية بأنه فتح فارس ورجع إلى البصرة‪ ،‬واستعمل على إصطخر شريك بن األعور‬
‫الحارثي‪ ،‬فبنى شريك مسجد‪ ‬إصطخر‪ ،‬فدخل على ابن عامر رجل من‪ ‬بني تميم‪ ‬فقال له‪« :‬إن عدوك منك هارب‪ ،‬وهو‬
‫فسرْ فإن هللا ناصرك ومعز دينه»‪ ،‬فتجهز ابن عامر‪ ،‬وأمر الناس بالمسير‪ ،‬واستخلف على‬ ‫لك هائب‪ ،‬والبالد واسعة‪ِ ،‬‬
‫البصرة زياد ًا‪ ،‬وسار إلى‪ ‬كرمان‪ ،‬ثم أخذ إلى خراسان؛ قيل أنه أخذ طريق‪ ‬أصبهان‪ ،‬ثم سار إلى خراسان‪ ،‬واستعمل‬
‫على كرمان‪ ‬مجاشع بن مسعود السلمي‪ ،‬وأخذ ابن عامر على مفازة وابَر‪ ،‬وهي ثمانون‪ ‬فرسخ ًا‪ ،‬ثم سار‬
‫إلى‪ ‬الطَّبَسين‪ ‬يريد أبرشهر (نيسابور)‪ ،‬وعلى مقدمته األحنف بن قيس‪ ،‬فأخذ إلى‪ُ  ‬قهستان‪ ،‬وخرج إلى أبرشهر فلقيه‬
‫الهياطلة‪ ،‬فقاتلهم األحنف فهزمهم‪ ،‬ثم أتى ابن عامر نيسابور‪ ]145[.‬وفي رواية أن ابن عامر نزل على أبرشهر فغلب‬
‫على نصفها ولكنه لم يقدر أن يصل إلى مرو‪ ،‬فصالح كناري‪ ،‬فأعطاه ابنه أبا الصلت ابن كناري وابن أخيه سليمًا رهنًا‪.‬‬
‫ووجه‪ ‬عبد هللا بن خازم‪ ‬إلى‪ ‬هراة ‪ ،‬وحاتم بن النعمان إلى مرو‪ ،‬وأخذ ابن عامر ابني كناري‪ ،‬فصار إلى النعمان بن‬
‫األفقم النصري فأعتقهما‪ ]146[،‬وفتح ابن عامر ما حول مدينة أبرشهر‪ ،‬كطوس‪ ‬وبيورد‪ ،‬ونسا وحمران‪ ،‬حتى وصل إلى‬
‫سرخس‪ ،‬وسرح ابن عامر‪ ‬األسود بن كلثوم العدوي‪ ‬إلى ببهق وهو من أبرشهر‪ ،‬بينها وبين أبرشهر ستة عشر فرسخ ًا‪،‬‬
‫ففتحها وقتل األسود بن كلثوم‪ ،‬وكان فاضالً في دينه‪ ،‬وكان من أصحاب عامر بن عبد هللا العنبري‪ .‬وكان عامر يقول‬
‫بعدما أخرج من البصرة‪« :‬ما آسى من العراق على شيء إال على ظماء الهواجر‪ ،‬وتجاوب المؤذنين‪ ،‬وإخوان مثل‬
‫األسود بن كلثوم»‪  ]147[.‬واستطاع ابن عامر أن يتغلب على نيسابور‪ ،‬وخرج إلى سرخس‪ ،‬فأرسل إلى أهل مرو يطلب‬
‫الصلح‪ ،‬فبعث إليهم حاتم بن النعمان الباهلي‪ ،‬فصالح براز مرزبان مرو على ألفي ألف ومائتي ألف‪]147[.‬‬

‫الفتوحات في الشامعدل‬
‫فتوحات حبيب بن مسلمة الفهريعدل‬
‫بعد أن قام الروم على المسلمين أول خالفة عثمان‪ ،‬وكتب عثمان إلى الوليد بن عقبة بالكوفة أن يمد إخوانه بالشام‪،‬‬
‫فأمدهم بثمانية آالف عليهم سلمان ابن ربيعة الباهلي‪ ،‬فانتصر المسلمون‪ .‬وكان الروم والترك قد تجمعوا لمالقاة‬
‫المسلمين الذين غزوا أرمينية‪ ،‬وكان على المسلمين حبيب بن مسلمة‪ ،‬فرأى أن يباغت قائدهم الموريان ليالً‪ ،‬فسمعته‬
‫امرأته أم عبد هللا بنت يزيد الكلبية‪ ،‬فقالت‪« :‬فأين موعدك؟» قال‪« :‬سرادق الموريان أو الجنة»‪ .‬ثم باغتهم فغلبهم‪ ،‬وأتى‬
‫سرادق الموريان فوجد أن امرأته قد سبقته إليه‪ ]148[.‬وواصل حبيب جهاده وانتصاراته المتوالية في أراضي أرمينية‬
‫وأذربيجان‪ ،‬ففتحها‪ .‬لقد كان حبيب بن مسلمة الفهري من أبرز القادة الذين حاربوا في أرمينية البيزنطية‪ ]149[.‬كما غزا‬
‫ما يلى ثغور الجزيرة العراقية من أرض الروم فافتتح عدة حصون هناك‪ ،‬مثل شمشاط وملطية وغيرهما‪ ،‬وفي سنة‪25 ‬‬
‫هـ‪  ‬غزا معاوية الروم فبلغ عمورية فوجد الحصون التي بين أنطاكية وطرسوس خالية‪ ،‬فجعل عندها جماعة من أهل‬
‫الشام والجزيرة‪ ،‬وواصل قائده قيس بن الحر العبسي الغزو في الصيف التالي‪ ،‬ولما انتهى هدم بعض الحصون القريبة‬
‫من أنطاكية كي ال يستفيد منها الروم‪]150[.‬‬
‫الغزو البحريعدل‬
‫تعود فكرة الغزو البحري إلى عهد عمر بن الخطاب حين أل ّح‪ ‬معاوية بن أبي سفيان‪ ‬على عمر في غزو البحر‪ ،‬ويصف‬
‫له قرب الروم من حمص ويقول‪« :‬إن قرية من قرى حمص يسمع أهلها نباح كالبهم وصياح دجاجهم»‪ ،‬ففكر عمر في‬
‫ذلك‪ ،‬فكتب إلى عمرو بن العاص‪« :‬صف لي البحر وراكبه‪ ،‬فإن نفسي تنازعنيـ إليه»‪ ،‬فكتب إليه عمرو‪« :‬إني رأيت‬
‫خلقا كبيرا يركبه خلق صغير‪ ،‬إن ركن خرق القلب‪ ،‬وإن تحرك أزاغ العقول‪ ،‬يزداد فيه اليقين قلة‪ ،‬والشك كثرة‪ ،‬هم‬
‫كدود على عود‪ ،‬إن مال غرق‪ ،‬وإن نجا برق»‪ ،‬فلما قرأ عمر بن الخطاب ذلك‪ ،‬كتب إلى معاوية‪« :‬ال والذي بعث محمد ًا‬
‫ي مما حوت الروم‪ ،‬فإياك أن تعرض لي‪ ،‬وقد تقدمت إليك‪ ،‬وقد‬ ‫بالحق‪ ،‬ال أحمل فيه مسلم ًا أبد ًا‪ ،‬وتاهلل لمسلم أحب إل َّ‬
‫علمت ما لقى العالء مني‪ ،‬ولم أتقدم إليه في ذلك»‪ ]151[.‬ولكن معاوية طرح األمر ثانية بعد تولي عثمان الخالفة‪ ،‬فرد‬
‫عليه عثمان قائال‪« :‬إني قد شهدت ما رد عليك عمر حين استأذنته في غزو البحر»‪ ،‬ثم كتب إليه معاوية مرة أخرى‬
‫يهون عليه ركوب البحر إلى قبرص فكتب إليه‪« :‬فإن ركبت معك امرأتك فاركبه مأذونا وإال فال»‪ ]152[.‬واشترط عليه‬
‫الخليفة عثمان بقوله‪« :‬ال تنتخب الناس وال تقرع بينهم‪ ،‬خيرهم فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه»‪ ]153[.‬فلما قرأ‬
‫معاوية ذلك‪ ،‬كتب ألهل السواحل يأمرهم بإصالحـ المراكب وتقريبها إلى ساحل حصن‪ ‬عكا‪ ،‬حيث رممه ليكون ركوب‬
‫المسلمين منه إلى‪ ‬قبرص‪]154[.‬‬

You might also like