You are on page 1of 4

‫نظم االنتخاب‬

‫تباينت التشريعات االنتخابية في األخذ بهذا النظام االنتخابي أو ذاك‪ ،‬تبعا ً للتطورات التي تحدث في‬
‫المجتمعات وتؤثر في كافة مجاالت الحياة ولعل من اهمها المجالين السياسي والثقافي ويالحظ ان للنظم‬
‫االنتخابية صور متعددة وذلك تبعا ً للهدف المتوخى من هذه الصورة او تلك‪ .‬فهناك نظام يهدف الى تحديد‬
‫درجة االنتخاب (مباشر او غير مباشر) ومنها ما يهدف الى تحديد الفائز في االنتخابات (اغلبية بسيطة‬
‫واغلبية مطلقة)‪ ،‬واخر يهدف الى توسيع قاعدة التمثيل او تضييقها (نظام االغلبية ونظام التمثيل النسبي)‬
‫واخيرا ه ناك مايهدف الى تحديد عدد الدوائر االنتخابية ( االنتخاب الفردي واالنتخاب بالقائمة)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نظام االنتخاب المباشر وغير المباشر‪ :‬يكون االنتخاب مباشرا ً اذا اختار الناخبون ممثليهم مباشرة‬
‫دون وسيط‪ .‬في حين يكون االنتخاب غير مباشر اذا كان دور الناخبين يقتصر على اختيار مندوبين‬
‫يتولون مهمة اختيار النواب نيابة عنهم‪.‬‬
‫فاالنتخاب المباشر يكون على درجة واحدة‪ ،‬اما االنتخاب غير المباشر يكون على درجتين او اكثر‪.‬‬
‫ويالحظ ان معظم الدساتير تأخذ باالنتخاب المباشر في الوقت الحاضر حتى يمكننا القول بانه اصبح‬
‫القاعدة في النظام النيابي‪ ،‬وهذا ما يتفق مع انتشار مبدأ االقتراع العام وشيوع مبادئ الديمقراطية والتي‬
‫من اهم اهدافها جعل قرار اختيار الحكام مناطا ً بالشعب مباشرة باعتباره صاحب السيادة‪ .‬فضالً عن ان‬
‫األخذ باالنتخاب المباشر يؤدي الى رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشعب ويزيد من اهتمامه في‬
‫ال شؤون السياسية العامة‪،‬وقد اخذت فرنسا في دساتيرها التي صدرت عقب الثورة بأسلوب االنتخاب‬
‫غير المباشر‪ ،‬وحتى سنة ‪ 1814‬حيث اخذت باالنتخاب المباشر‪ ،‬اال ان االنتخاب غير المباشر بقى‬
‫معموال به حتى الوقت الحاضر في اختيار اعضاء مجلس الشيوخ‪ .‬اما في العراق فقد اخذ باسلوب‬
‫االنتخاب غير المباشر في التشريعات االنتخابية التي صدرت للفترة من ‪ 1922‬وحتى ‪ ،1952‬حيث تم‬
‫انتخاب اعضاء المجلس التأسيسي العراقي بطريقة االنتخاب غير المباشر وهو ماطبق أيضا ً في انتخاب‬
‫اعضاء مجلس النواب في دوراته المتتالية‪ ،‬وحتى صدور مرسوم انتخاب النواب رقم ‪ 6‬لسنة ‪1952‬‬
‫والذي قرر في المادة االولى منه اعتماد مبدأ االنتخاب المباشر في اختيار النواب‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬االنتخاب الفردي واالنتخاب بالقائمة‪:‬‬
‫أ‪-‬االنتخاب الفردي‪ :‬ان االخذ باالنتخاب الفردي يقتضي تقسيم البالد على دوائر انتخابية صغيرة نسبياً‪،‬‬
‫حيث يقوم الناخبون بإختيار نائب واحد عن كل دائرة انتخابية‪ ،‬فمثالً اذا كان عدد النواب الذين يراد‬
‫انتخابهم في مجلس النواب العراقي ‪ 275‬عضواً‪ ،‬يجب ان يقسم العراق الى ‪ 275‬دائرة انتخابية‪ ،‬وينتخب‬
‫عن كل دائرة نائبا ً واحدا ً من بين المرشحين فيها‪.‬‬
‫ب‪-‬االنتخاب بالقائمة‪ :‬تقسم البالد على دوائر انتخابية كبيرة نسبيا ً في حالة االخذ بهذا األسلوب‪ ،‬ويختار‬
‫الناخبون عددا محددا من بين المرشحين في كل دائرة انتخابية‪ ،‬ووفقا لما محدد لكل دائرة‪.‬‬
‫وهذا يعني ان الناخب ال يعطي صوته لمرشح واحد وانما يختار العدد المقرر لدائرته االنتخابية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬االنتخاب باألغلبية‪:‬‬
‫ول ه صورتان‪ ،‬هما االنتخاب باألغلبية البسيطة‪ ،‬واإلنتخاب باألغلبية المطلقة‪ ،‬فبالنسبة للصورة األولى‬
‫يراد بها ان المرشح او المرشحين الذين يحصلون على اكثرية اصوات الناخبين يفوزون في االنتخابات‪.‬‬
‫اما بالنسبة للصورة األخرى (األغلبية المطلقة) فيراد بها حصول المرشح او المرشحين على اكثر من‬
‫نصف عدد األصوات الصحيحة المعطاة في اإلنتخابات‪ ،‬أي أكثر من خمسين بالمئة‪ .‬وفي حال عدم‬
‫حصول احد المرشحين على هذه النسبة تعاد االنتخابات مرة اخرى ويفوز فيها من يحصل على اكثرية‬
‫االصوات‪.‬‬
‫هذا ومن الجدير بالمالحظة ان االنتخاب باألغلبية يمكن األخذ به سواء أكان االنتخاب فرديا ً أم بالقائمة‪.‬‬
‫ففي حالة االنتخاب الفردي يفوز المرشح الذي حصل على اكثرية االصوات أو األغلبية المطلقة‪ ،‬والشيء‬
‫نفسه ينطبق على االنتخاب بالقائمة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬التمثيل النسبي‪:‬‬
‫نظرا ً لإلنتقادات التي وجهت لنظام االنتخاب باألغلبية وبصورتيه‪ ،‬ولعل اهم تلك االنتقادات حرمان‬
‫االحزاب الصغيرة من التمثيل في المجالس النيابية‪ ،‬وهيمنة األحزاب الكبيرة‪ ،‬فضالً عن عدم تمثيل‬
‫الفائزين باإلنتخابات لهيئة الناخبين بشكل عادل‪ ،‬حيث يالحظ ان نسبة كبيرة من االصوات التمثل نتيجة‬
‫عدم فوز مرشحيها‪ ،‬لذلك ذهبت بعض الدول الى االخذ بنظام التمثيل النسبي‪ ،‬الذي يعتمد اسلوب‬
‫االنتخاب بالقائمة‪.‬‬
‫ووفقا ً للتمثيل النسبي توزع المقاعد على القوائم االنتخابية وفقا ً للثقل السياسي لكل حزب بحيث توزع‬
‫بصورة اكثر عدال من النظام االنتخابي السابق‪.‬‬
‫وللتمثيل النسبي صورتان ‪ ،‬األولى ان يكون شامال على مستوى الدولة‪ ،‬واألخرى ان يكون جزئيا ً على‬
‫مستوى المناطق االنتخابية‪ .‬فبالنسبة للصورة االولى توزع المقاعد من خالل تقسيم العدد الكلي للناخبين‬
‫في جميع انحاء البالد على عدد مقاعد المجلس النيابي‪ ،‬وناتج هذه القسمة يمثل المعدل الوطني‪ ،‬الذي‬
‫يقابل مقعدا ً نيابيا واح د‪ .‬وهكذا يالحظ ان العدد االنتخابي الموحد يحدد مسبقا في قانون االنتخاب‪.‬‬
‫اما بالنسبة للصورة االخرى توزع المقاعد وفقا ً للقاسم االنتخابي للمنطقة االنتخابية‪ ،‬الذي يستخرج من‬
‫خالل قسمة عدد االصوات الصحيحة المعطاة في المنطقة االنتخابية على عدد المقاعد المخصصة لتلك‬
‫المنطقة‪ ،‬فإذا كان عدد االصوات الصحيح المعطى في المنطقة هي ‪ 125000‬صوت‪ ،‬وكان عدد المقاعد‬
‫المخصصة لها خمسة مقاعد‪ ،‬فإن القاسم االنتخابي يكون ‪ 25000‬صوت‪ .‬وهذا القاسم االنتخابي يمثل‬
‫الحد االدنى الالزم للحصول على مقعد واحد بالنسبة للقوائم‪.‬‬

‫خامساً‪:‬النظم االنتخابية المختلطة‪ -:‬نظرا ً لعدم وجود نظام انتخابي خالي من العيوب تتجه بعض الدول‬
‫الى الجمع بين نظامين انتخابيين‪ ،‬كأن تجمع بين نظام االنتخاب الفردي ونظام االنتخاب بالقائمة والمزج‬
‫بين هذين النظامين وبين نظام االغلبية ونظام التمثيل النسبي‪ .‬وللنظام المختلط صورتان احدهما بسيطة‬
‫واالخرى معقدة‪.‬‬

‫أ‪ -‬النظم المختلطة البسيطة‪ :‬ويمكن اختزالها بنظامين ‪ ،‬هما نظام التمثيل النسبي الناقص‪ ،‬وبمقتضاه‬
‫يؤخذ من كل دائرة انتخابية ثالثة مقاعد أو أكثر ‪ ،‬ويتم انتخاب المرشحين لها عن طريق التمثيل‬
‫النسبي‪ ،‬في حين يتم اختيار مرشحين من قائمة اخرى عن طريق نظام االغلبية‪ .‬والثاني يقوم‬
‫على أساس تقسيم البالد الى دوائر انتخابية يتم انتخاب ممثلي بعضها عن طريق التمثيل النسبي‬
‫والبعض اآلخر عن طريق االنتخاب باآلغلبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬النظم االنتخابية المختلطة المعقدة‪ :‬وهذه النظم تمزج بين صور النظم االنتخابية المختلفة‪ ،‬اذ تأخذ‬
‫من حيث الترشيح واالختيار باالنتخاب الفردي واالنتخاب بالقائمة‪ ،‬من حيث توزيع المقاعد‬
‫باالنتخاب باالغلبية والتمثيل النسبي‪ .‬ومن الدول التي تبنت هذا االسلوب فرنسا بموجب القانون‬
‫الصادر سنة ‪ 1951‬والذي لم يستمر تطبيقه اال لفترة قصيره‪ .‬وكذلك اخذت به المانيا منذ عام‬
‫‪ 1949‬وحتى اآلن‪ ،‬ويعتبر النظام االنتخابي االلماني من النظم المتميزة‪ ،‬حيث يجمع بين التمثيل‬
‫النسبي والتمثيل باالغلبية البسيطة‪ ،‬يتيح الفرصة امام االحزاب لتلعب دورا متميزا وكذلك يسمح‬
‫للمستقلين بالترشيح لألنتخاب وذلك ألخذه بنظام الدوائر الفردية اضافة الى نظام القائمة‪.‬‬
‫ويقوم هذا النظام على أساس توزيع مقاعد مجلس النواب االلماني (‪ )Bundestag‬والبالغة (‪ )656‬مقعدا ً‬
‫مناصفة‪ ،‬حيث ينتخب نصف االعضاء (‪ )328‬بإسلوب االنتخاب الفردي‪ ،‬والنصف اآلخر بإسلوب‬
‫القائمة‪.‬‬
‫ففيما يتعلق باالنتخاب الفردي تقسم البالد الى (‪ )328‬دائرة انتخابية صغيرة ‪ ،‬ويتم االنتخاب على دور‬
‫واحد‪ ،‬ويفوز بالمقعد من حصل على االغلبية البسيطة من اصوات الناخبين‪ .‬اما النصف اآلخر فيتم‬
‫اختياره وفقا ً إلسلوب االنتخاب بالقائمة مع ا تباع نظام التمثيل النسبي‪ .‬حيث يؤخذ بإسلوب الدوائر الكبيرة‬
‫وتعتبر كل والية من الواليات االلمانية الستة عشر دائرة انتخابية‪ ،‬وتقوم االحزاب بتقديم قوائم تضم‬
‫اسماء مرشحيها‪ .‬والناخب في هذه الحالة سيصوت مرتين وفي مكان وزمان واحد‪ ،‬حيث يعطى له‬
‫بطاقتان لغرض التصويت‪ ،‬احدهما للدوائر الفردية من اجل اختيار نائب واحد والثانية للدوائر الكبيرة‬
‫بغية التصويت إلحدى القوائم الحزبية‪.‬‬
‫وتوزع المقاعد على أساس نظام التمثيل النسبي‪ ،‬حيث يفوز كل حزب بعدد من المقاعد يتناسب مع عدد‬
‫االصوات التي يحص عليها‪ .‬هذا ومن اجل اشراك االحزاب المتنافسة في عملية توزيع المقاعد اشترط‬
‫القانون وجوب حصول الحزب على ‪ %5‬من اصوات الناخبين في الدوائر الكبيرة‪ ،‬أو حصوله على‬
‫ثالثة مقاعد في الدوائر الفردية على االقل‪ .‬والغرض مما تقدم استبعاد االحزاب التي ليس لها ثقل شعبي‬
‫من المشاركة في البرلمان وذلك لضمان االستقرار الحكومي‪.‬‬
‫وهناك من يرى ان أخذ المانيا بنظام االنتخاب المختلط أدى الى اختفاء اآلثار السيئة لنظام التمثيل‬
‫النسبي‪ ،‬من حيث التقليل من دور الناخب ومن حيث تعدد االحزاب‪ .‬حيث يشعر الناخب في الدوائر‬
‫الفردية بأهمية صوته مما يدفعه الى التصويت المجدي‪ ،‬فيقصر اختياره على افضل اثنين من المرشحين‪.‬‬
‫ويؤدي كذلك الى قيام االحزاب بإستقطاب الناخبين ألنها تعلم بأنهم سيصوتون تصويتا ً مجدياً‪ ،‬وهذا‬
‫مايؤدي الى نجاح نظام الحزبين في الدوائر الفردية‪.‬‬

‫االستفتاء الشعبي‬
‫اإلستفتاء الشعبي‪ :‬ويراد به عرض موضوع معين على الشعب بمفهومه السياسي لغرض معرفة وجهة‬
‫نظره فيه‪.‬ولإلستفتاء الشعبي صور متعددة ووفق التفصيل اآلتي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬من حيث الموضوع ‪ :‬قد يكون االستفتاء يتعلق بمشروع قانون عادي فيطلق عليه االستفتاء‬
‫التشريعي‪ ،‬وقد يتعلق بأقرار دستور جديد أو اجراء تعديل على دستور نافذ فيسمى االستفتاء‬
‫الدستوري‪ .‬وفي بعض الحاالت يؤخذ رأي الشعب في مسألة سياسية هامة كالموافقة على عقد‬
‫معاهدة دولية أو قرار سياسي مهم فيسمى اإلستفتاء السياسي‪ .‬وقد يكون االستفتاء متعلقا ً بشخصية‬
‫سياسية مهمة‪ ،‬كحالة طرح اسم المرشح لرئاسة الدولة على الشعب لغرض موافقته على اشغال‬
‫المرشح للمناصب الرئاسي من عدمه فيسمى االستفتاء الشخصي‪.‬‬
‫ب‪ -‬من حيث وجوب اجرائه‪ :‬وله صورتان فقد يكون اجباريا او اختياريا فاذا الزم الدستور السلطات‬
‫المختصة بعرض مسألة ما على الشعب فأنها ملزمة بأجرائه ولذلك يسمى اإلستفتاء اإلجباري‪.‬‬
‫اما اذا ترك الدستور تقدير االمر للسلطة المختصة فهي حرة في اجراء االستفتاء من عدمه ولذلك‬
‫يطلق عليه االستفتاء االختياري‪.‬‬
‫جـ‪ -‬من حيث توقيت اجرائه‪ :‬ويقسم الى استفتاء سابق على القانون وذلك في حالة عرض‬
‫مشروع القانون أو فكرته على الشعب قبل اقراره من البرلمان‪ .‬اما اذا عرض مشروع‬
‫القانون على االستفتاء بعد اقراره من قبل البرلمان فيسمى استفتاء الحق‪ ،‬وفي الصورتين‬
‫الينفذ مشروع القانون اذا لم يوافق عليه الشعب‪.‬‬
‫د‪ -‬من حيث قوة االلزام‪ :‬يكون االستفتاء الزاميا ً اذا نص الدستور على وجوب تقييد السلطات التي‬
‫اجرته بنتيجته‪ ،‬اما اذا لم يلزم الدستور تلك السلطات بنتيجة االستفتاء فيكون استشاريا‪ .‬اال انه من‬
‫الناحية العملية اليمكن للسطات العامة تجاهل رأي الشعب حتى وان كان غير ملزم لها من الناحية‬
‫الدستورية‪.‬وذلك انساجاما ً مع المبادئ الديمقراطية‪ .‬ولما قد يترتب على ذلك من نتائج سياسية وخيمة‪.‬‬

You might also like