Professional Documents
Culture Documents
٩ديمقراطية
٩ديمقراطية
تباينت التشريعات االنتخابية في األخذ بهذا النظام االنتخابي أو ذاك ،تبعا ً للتطورات التي تحدث في
المجتمعات وتؤثر في كافة مجاالت الحياة ولعل من اهمها المجالين السياسي والثقافي ويالحظ ان للنظم
االنتخابية صور متعددة وذلك تبعا ً للهدف المتوخى من هذه الصورة او تلك .فهناك نظام يهدف الى تحديد
درجة االنتخاب (مباشر او غير مباشر) ومنها ما يهدف الى تحديد الفائز في االنتخابات (اغلبية بسيطة
واغلبية مطلقة) ،واخر يهدف الى توسيع قاعدة التمثيل او تضييقها (نظام االغلبية ونظام التمثيل النسبي)
واخيرا ه ناك مايهدف الى تحديد عدد الدوائر االنتخابية ( االنتخاب الفردي واالنتخاب بالقائمة).
أوال :نظام االنتخاب المباشر وغير المباشر :يكون االنتخاب مباشرا ً اذا اختار الناخبون ممثليهم مباشرة
دون وسيط .في حين يكون االنتخاب غير مباشر اذا كان دور الناخبين يقتصر على اختيار مندوبين
يتولون مهمة اختيار النواب نيابة عنهم.
فاالنتخاب المباشر يكون على درجة واحدة ،اما االنتخاب غير المباشر يكون على درجتين او اكثر.
ويالحظ ان معظم الدساتير تأخذ باالنتخاب المباشر في الوقت الحاضر حتى يمكننا القول بانه اصبح
القاعدة في النظام النيابي ،وهذا ما يتفق مع انتشار مبدأ االقتراع العام وشيوع مبادئ الديمقراطية والتي
من اهم اهدافها جعل قرار اختيار الحكام مناطا ً بالشعب مباشرة باعتباره صاحب السيادة .فضالً عن ان
األخذ باالنتخاب المباشر يؤدي الى رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشعب ويزيد من اهتمامه في
ال شؤون السياسية العامة،وقد اخذت فرنسا في دساتيرها التي صدرت عقب الثورة بأسلوب االنتخاب
غير المباشر ،وحتى سنة 1814حيث اخذت باالنتخاب المباشر ،اال ان االنتخاب غير المباشر بقى
معموال به حتى الوقت الحاضر في اختيار اعضاء مجلس الشيوخ .اما في العراق فقد اخذ باسلوب
االنتخاب غير المباشر في التشريعات االنتخابية التي صدرت للفترة من 1922وحتى ،1952حيث تم
انتخاب اعضاء المجلس التأسيسي العراقي بطريقة االنتخاب غير المباشر وهو ماطبق أيضا ً في انتخاب
اعضاء مجلس النواب في دوراته المتتالية ،وحتى صدور مرسوم انتخاب النواب رقم 6لسنة 1952
والذي قرر في المادة االولى منه اعتماد مبدأ االنتخاب المباشر في اختيار النواب.
ثانياً :االنتخاب الفردي واالنتخاب بالقائمة:
أ-االنتخاب الفردي :ان االخذ باالنتخاب الفردي يقتضي تقسيم البالد على دوائر انتخابية صغيرة نسبياً،
حيث يقوم الناخبون بإختيار نائب واحد عن كل دائرة انتخابية ،فمثالً اذا كان عدد النواب الذين يراد
انتخابهم في مجلس النواب العراقي 275عضواً ،يجب ان يقسم العراق الى 275دائرة انتخابية ،وينتخب
عن كل دائرة نائبا ً واحدا ً من بين المرشحين فيها.
ب-االنتخاب بالقائمة :تقسم البالد على دوائر انتخابية كبيرة نسبيا ً في حالة االخذ بهذا األسلوب ،ويختار
الناخبون عددا محددا من بين المرشحين في كل دائرة انتخابية ،ووفقا لما محدد لكل دائرة.
وهذا يعني ان الناخب ال يعطي صوته لمرشح واحد وانما يختار العدد المقرر لدائرته االنتخابية.
ثالثاً :االنتخاب باألغلبية:
ول ه صورتان ،هما االنتخاب باألغلبية البسيطة ،واإلنتخاب باألغلبية المطلقة ،فبالنسبة للصورة األولى
يراد بها ان المرشح او المرشحين الذين يحصلون على اكثرية اصوات الناخبين يفوزون في االنتخابات.
اما بالنسبة للصورة األخرى (األغلبية المطلقة) فيراد بها حصول المرشح او المرشحين على اكثر من
نصف عدد األصوات الصحيحة المعطاة في اإلنتخابات ،أي أكثر من خمسين بالمئة .وفي حال عدم
حصول احد المرشحين على هذه النسبة تعاد االنتخابات مرة اخرى ويفوز فيها من يحصل على اكثرية
االصوات.
هذا ومن الجدير بالمالحظة ان االنتخاب باألغلبية يمكن األخذ به سواء أكان االنتخاب فرديا ً أم بالقائمة.
ففي حالة االنتخاب الفردي يفوز المرشح الذي حصل على اكثرية االصوات أو األغلبية المطلقة ،والشيء
نفسه ينطبق على االنتخاب بالقائمة.
رابعاً :التمثيل النسبي:
نظرا ً لإلنتقادات التي وجهت لنظام االنتخاب باألغلبية وبصورتيه ،ولعل اهم تلك االنتقادات حرمان
االحزاب الصغيرة من التمثيل في المجالس النيابية ،وهيمنة األحزاب الكبيرة ،فضالً عن عدم تمثيل
الفائزين باإلنتخابات لهيئة الناخبين بشكل عادل ،حيث يالحظ ان نسبة كبيرة من االصوات التمثل نتيجة
عدم فوز مرشحيها ،لذلك ذهبت بعض الدول الى االخذ بنظام التمثيل النسبي ،الذي يعتمد اسلوب
االنتخاب بالقائمة.
ووفقا ً للتمثيل النسبي توزع المقاعد على القوائم االنتخابية وفقا ً للثقل السياسي لكل حزب بحيث توزع
بصورة اكثر عدال من النظام االنتخابي السابق.
وللتمثيل النسبي صورتان ،األولى ان يكون شامال على مستوى الدولة ،واألخرى ان يكون جزئيا ً على
مستوى المناطق االنتخابية .فبالنسبة للصورة االولى توزع المقاعد من خالل تقسيم العدد الكلي للناخبين
في جميع انحاء البالد على عدد مقاعد المجلس النيابي ،وناتج هذه القسمة يمثل المعدل الوطني ،الذي
يقابل مقعدا ً نيابيا واح د .وهكذا يالحظ ان العدد االنتخابي الموحد يحدد مسبقا في قانون االنتخاب.
اما بالنسبة للصورة االخرى توزع المقاعد وفقا ً للقاسم االنتخابي للمنطقة االنتخابية ،الذي يستخرج من
خالل قسمة عدد االصوات الصحيحة المعطاة في المنطقة االنتخابية على عدد المقاعد المخصصة لتلك
المنطقة ،فإذا كان عدد االصوات الصحيح المعطى في المنطقة هي 125000صوت ،وكان عدد المقاعد
المخصصة لها خمسة مقاعد ،فإن القاسم االنتخابي يكون 25000صوت .وهذا القاسم االنتخابي يمثل
الحد االدنى الالزم للحصول على مقعد واحد بالنسبة للقوائم.
خامساً:النظم االنتخابية المختلطة -:نظرا ً لعدم وجود نظام انتخابي خالي من العيوب تتجه بعض الدول
الى الجمع بين نظامين انتخابيين ،كأن تجمع بين نظام االنتخاب الفردي ونظام االنتخاب بالقائمة والمزج
بين هذين النظامين وبين نظام االغلبية ونظام التمثيل النسبي .وللنظام المختلط صورتان احدهما بسيطة
واالخرى معقدة.
أ -النظم المختلطة البسيطة :ويمكن اختزالها بنظامين ،هما نظام التمثيل النسبي الناقص ،وبمقتضاه
يؤخذ من كل دائرة انتخابية ثالثة مقاعد أو أكثر ،ويتم انتخاب المرشحين لها عن طريق التمثيل
النسبي ،في حين يتم اختيار مرشحين من قائمة اخرى عن طريق نظام االغلبية .والثاني يقوم
على أساس تقسيم البالد الى دوائر انتخابية يتم انتخاب ممثلي بعضها عن طريق التمثيل النسبي
والبعض اآلخر عن طريق االنتخاب باآلغلبية.
ب -النظم االنتخابية المختلطة المعقدة :وهذه النظم تمزج بين صور النظم االنتخابية المختلفة ،اذ تأخذ
من حيث الترشيح واالختيار باالنتخاب الفردي واالنتخاب بالقائمة ،من حيث توزيع المقاعد
باالنتخاب باالغلبية والتمثيل النسبي .ومن الدول التي تبنت هذا االسلوب فرنسا بموجب القانون
الصادر سنة 1951والذي لم يستمر تطبيقه اال لفترة قصيره .وكذلك اخذت به المانيا منذ عام
1949وحتى اآلن ،ويعتبر النظام االنتخابي االلماني من النظم المتميزة ،حيث يجمع بين التمثيل
النسبي والتمثيل باالغلبية البسيطة ،يتيح الفرصة امام االحزاب لتلعب دورا متميزا وكذلك يسمح
للمستقلين بالترشيح لألنتخاب وذلك ألخذه بنظام الدوائر الفردية اضافة الى نظام القائمة.
ويقوم هذا النظام على أساس توزيع مقاعد مجلس النواب االلماني ( )Bundestagوالبالغة ( )656مقعدا ً
مناصفة ،حيث ينتخب نصف االعضاء ( )328بإسلوب االنتخاب الفردي ،والنصف اآلخر بإسلوب
القائمة.
ففيما يتعلق باالنتخاب الفردي تقسم البالد الى ( )328دائرة انتخابية صغيرة ،ويتم االنتخاب على دور
واحد ،ويفوز بالمقعد من حصل على االغلبية البسيطة من اصوات الناخبين .اما النصف اآلخر فيتم
اختياره وفقا ً إلسلوب االنتخاب بالقائمة مع ا تباع نظام التمثيل النسبي .حيث يؤخذ بإسلوب الدوائر الكبيرة
وتعتبر كل والية من الواليات االلمانية الستة عشر دائرة انتخابية ،وتقوم االحزاب بتقديم قوائم تضم
اسماء مرشحيها .والناخب في هذه الحالة سيصوت مرتين وفي مكان وزمان واحد ،حيث يعطى له
بطاقتان لغرض التصويت ،احدهما للدوائر الفردية من اجل اختيار نائب واحد والثانية للدوائر الكبيرة
بغية التصويت إلحدى القوائم الحزبية.
وتوزع المقاعد على أساس نظام التمثيل النسبي ،حيث يفوز كل حزب بعدد من المقاعد يتناسب مع عدد
االصوات التي يحص عليها .هذا ومن اجل اشراك االحزاب المتنافسة في عملية توزيع المقاعد اشترط
القانون وجوب حصول الحزب على %5من اصوات الناخبين في الدوائر الكبيرة ،أو حصوله على
ثالثة مقاعد في الدوائر الفردية على االقل .والغرض مما تقدم استبعاد االحزاب التي ليس لها ثقل شعبي
من المشاركة في البرلمان وذلك لضمان االستقرار الحكومي.
وهناك من يرى ان أخذ المانيا بنظام االنتخاب المختلط أدى الى اختفاء اآلثار السيئة لنظام التمثيل
النسبي ،من حيث التقليل من دور الناخب ومن حيث تعدد االحزاب .حيث يشعر الناخب في الدوائر
الفردية بأهمية صوته مما يدفعه الى التصويت المجدي ،فيقصر اختياره على افضل اثنين من المرشحين.
ويؤدي كذلك الى قيام االحزاب بإستقطاب الناخبين ألنها تعلم بأنهم سيصوتون تصويتا ً مجدياً ،وهذا
مايؤدي الى نجاح نظام الحزبين في الدوائر الفردية.
االستفتاء الشعبي
اإلستفتاء الشعبي :ويراد به عرض موضوع معين على الشعب بمفهومه السياسي لغرض معرفة وجهة
نظره فيه.ولإلستفتاء الشعبي صور متعددة ووفق التفصيل اآلتي-:
أ -من حيث الموضوع :قد يكون االستفتاء يتعلق بمشروع قانون عادي فيطلق عليه االستفتاء
التشريعي ،وقد يتعلق بأقرار دستور جديد أو اجراء تعديل على دستور نافذ فيسمى االستفتاء
الدستوري .وفي بعض الحاالت يؤخذ رأي الشعب في مسألة سياسية هامة كالموافقة على عقد
معاهدة دولية أو قرار سياسي مهم فيسمى اإلستفتاء السياسي .وقد يكون االستفتاء متعلقا ً بشخصية
سياسية مهمة ،كحالة طرح اسم المرشح لرئاسة الدولة على الشعب لغرض موافقته على اشغال
المرشح للمناصب الرئاسي من عدمه فيسمى االستفتاء الشخصي.
ب -من حيث وجوب اجرائه :وله صورتان فقد يكون اجباريا او اختياريا فاذا الزم الدستور السلطات
المختصة بعرض مسألة ما على الشعب فأنها ملزمة بأجرائه ولذلك يسمى اإلستفتاء اإلجباري.
اما اذا ترك الدستور تقدير االمر للسلطة المختصة فهي حرة في اجراء االستفتاء من عدمه ولذلك
يطلق عليه االستفتاء االختياري.
جـ -من حيث توقيت اجرائه :ويقسم الى استفتاء سابق على القانون وذلك في حالة عرض
مشروع القانون أو فكرته على الشعب قبل اقراره من البرلمان .اما اذا عرض مشروع
القانون على االستفتاء بعد اقراره من قبل البرلمان فيسمى استفتاء الحق ،وفي الصورتين
الينفذ مشروع القانون اذا لم يوافق عليه الشعب.
د -من حيث قوة االلزام :يكون االستفتاء الزاميا ً اذا نص الدستور على وجوب تقييد السلطات التي
اجرته بنتيجته ،اما اذا لم يلزم الدستور تلك السلطات بنتيجة االستفتاء فيكون استشاريا .اال انه من
الناحية العملية اليمكن للسطات العامة تجاهل رأي الشعب حتى وان كان غير ملزم لها من الناحية
الدستورية.وذلك انساجاما ً مع المبادئ الديمقراطية .ولما قد يترتب على ذلك من نتائج سياسية وخيمة.