You are on page 1of 6

‫التقليد‬

‫المق ّدمة ‪:‬‬


‫اإلسالم واحد و عقيدهتا توحيد اهلل تعاىل بافراده ال شريك له و فيه شريعات اإلسالمية بالطرق املختلفات‬
‫ال يت تعتم د علي اإلم ام األربع ة‪ .‬و ال نس تطيع أن نص يب أو حنكم باخلط أ من ه ذه اإلم ام األربع ة‪ .‬و إذا تع ارض‬
‫حكم ان و ش ريعتان أو أك ثر فكي ف موق ع الن اس يف أخ ذ الش ريعة بني تل ك األحك ام ؟ فينبغي علي ك ّل مس لم أن‬
‫يعمل االجتهاد به‬
‫بل إمّن ا شروط االجتهاد ال ب ّد أن يكون اجملتهد عاملا باللغة العربية ‪ ,‬عاملا بالقران الكرمي‪ ,‬عاملا بالسنة النبوية‬
‫القولي ة و الفعلي ة و التقريري ة ‪ ,‬عاملا باإلمجاع ‪ ,‬عاملا بأص ول الفق ه ‪ ,‬عاملا مبقاص د الش ريعة ‪ ,‬و عاملا بالناس خ و‬
‫لتوس ط هذه املشاكل فما هو التقليد ؟ و ما‬
‫املنسوخ ‪ .‬و كيف إذا مل نعرف و نعمق يف ذلك؟ و جاء " التقليد " ّ‬
‫حكمه ؟ و كيف سريته ؟ ها هي ذه ما سنبحث يف هذه الفرصة ‪.‬‬
‫تحديد المسائل ‪:‬‬
‫‪ .1‬تعريف التقليد‬
‫‪ .2‬أركان التقليد‬
‫‪ .3‬أحكام العامي التقليد يف أصول الفقه و أحكام التقليد التفصيلى‬
‫‪ .4‬أقسام التقليد‬
‫تعريف التقليد‬
‫التقليد أصله ىف اللغة يعىن مأخوذة من القالدة من َقلَّ َد يقلِّد ً‬
‫تقليدا‪ ,‬الىت يقلد غريه هبا ‪ ,‬منه ‪ :‬التقليد اهلدي‬
‫ي َوال َقالَئِ ِد ) املائ دة ‪ , 97 :‬فك أن املقل د جع ل ذال ك احلكم ال ذى قل د في ه اجملته د‬
‫و من ه ىف قول ه تع اىل ( َواهلَ ْد َ‬
‫كالقالدة ىف عنق من قلده‪.‬‬
‫و أم ا ىف اإلص طالحى ف أكثر تعريف اهتم ت دور ح ول أن ه ( العم ل بق ول الغ ري من غ ري حج ة ) فيخ رج هبذا‬
‫التعري ف العم ل بق ول رس ول اهلل ‪ ,‬و العم ل بااإلمجاع و رج وع الع امى إىل املف ىت و رج وع القاض ى إىل ش هادة‬
‫العدول ‪.‬و أما التعريف عند إبن تيمية فلم خيرج العمل بالفتوى من معىن التقليد حيث التقليد يعىن قبول القول بغري‬
‫الدليل فليس املصري إىل اإلمجاع تقليدا ألن إلمجاع دليل ‪ ,‬كذالك يقبل قول رسول اهلل و ال يقال له التقليد خبالف‬
‫‪1‬‬
‫فتوى الفقيه ‪.‬‬
‫إختلف العلماء ىف سبب تسمية تقليدا و إمجاله فيما يأتى ‪:‬‬
‫‪ o‬قال الشوكاىن ‪ : 2‬إنه مأخوذة من القالدة ىف العنق ‪ ,‬فكأنه املقلد جعل ذلك احلكم الذى قلد فيه اجملتهد‬
‫‪3‬‬
‫كاالقالدة ىف عنق من قلده‬
‫‪4‬‬
‫‪ o‬قال ابن منظور ما معنه ‪ :‬و من معاىن التقليد اللزوم ‪ ,‬و منه التقليد ىف الدين ‪.‬‬
‫‪ o‬قال ابن قدامة ‪ : 5‬يستعمل ىف تفويض األمر إىل الشخص استعارة كأنه ربط األمر بعنقه ‪.‬‬
‫الفرق بني التقليد و اإلتباع ‪:‬‬
‫‪ ‬أ ّن التقليد التزام املكلف مذهب غريه بال حجة و أما اإلتباع فهو ما ثبت عليه حجة ‪.‬‬
‫‪ ‬أن اإلتباع أمر عام و التقليد جزء من أجزائه هذا ىف اللغة ‪.‬‬
‫أركان التقليد‬
‫‪ .1‬تعريف الركن‬
‫الركن ىف اللغة ‪ :‬الناحية القوية ‪ ,‬و ركن الشيء ‪ :‬جانبه األقوى ‪.‬‬
‫و أما ىف االصطالح فقيل ‪ :‬ركن الشيء ‪ :‬ما يقول به ذالك الشيء و قيل ‪ :‬ما يتم به وهو داخل فيه ‪ ,‬و‬
‫ألوىل ‪ :‬أن الركن هو جزء املاهية فركن الشيء جزؤه ‪.‬‬
‫‪ .2‬أركان التقليد‬
‫‪ ‬أوهلا ‪ :‬مقلِد ( بكسر الالم ‪ :‬اسم فاعل من التقليد ) وهو املكلف الذى يلتزم قول غريه أو مذهبه‬
‫ممن ليس مذهبه حجة ىف ذاته ‪.‬‬
‫‪ 1‬بن عبد اهلل بن احلارث ‪ ,‬حممد ‪ .‬القواعد األصولية عند ابن تيمية ‪ :‬اجمللد ‪ ( 1‬رياض ‪ :‬مكتبة الرشد ‪ 1429 ,‬ه)‪ .‬ص ‪. 1203 :‬‬
‫‪ 2‬حممد بن على الشوكاىن ‪ :‬ولد سنة ‪ 1173‬ىف الشوكاىن باليمن فقيه مياىن جمتهد ‪ ,‬فيه شيء من التشسه وىل القضاء ىف صنعاء فرتة تويف سنة ‪ ( 1250‬البدر‬
‫الطالع ‪. ) 225 _ 214 / 2 :‬‬
‫‪ 3‬شرح الكوكب املنري حملمد بن أمحد الفتوحي املعروف بابن النجار‪ ,‬حتقيق الدكتور حممد الزحيلي و الدكتور نزيه محاد‪ ,‬جزء ‪( ,4‬رياض ‪ :‬مكتب العبيكان ‪,‬‬
‫‪ 1413‬ه ) ص ‪.529 :‬‬
‫حمفوظ بن أمحد أبو اخلاطب الكلوذاين ‪ ,‬التمهيد ىف أصول الفقه جزء ‪,3‬حتقيق‪ :‬حممد بن علي بن إبراهيم ‪( ,‬مكة ‪ :‬مطابع دار املدين – نشر جامعة أم القرى)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص ‪. 395 :‬‬
‫عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسى ‪ :‬املوفق أبو حممد فقيه سلفي حنبلى ‪ ,‬له اجتهادات جيدة ‪ ,‬ولد سنة ‪ 451‬ه و مات سنة ‪ 620‬ه ‪ ( .‬ذيل طبقات‬ ‫‪5‬‬

‫احلنابلة ‪. ) 225_133 / 2 :‬‬


‫‪ ‬ثانيها ‪ :‬مقلَد ( بفتح الالم ‪ :‬اسم مفعول ) ‪ ,‬وهو من يلتزم مذهبه الذى ليس حجة ىف ذاته ‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثها ‪ :‬مقلَّد فيه ‪ ,‬وهو العلم أو الفن الذى حصل التقليد و االلتزام فيه ‪.‬‬
‫أحكام العامي التقليد في أصول الفقه‬
‫مينع كثري من أهل العلم التقليد يف معرفة اهلل و توحيده و صحة الرسالة ‪ ,‬مث بعد ذلك يذكرون جواز التقليد‬
‫فيما سواه ‪ .‬فعلى هذا فيجوز التقليد ىف أصول الفقه عندهم ‪ 6.‬و بعض أهل العلم يذكر عن القرايف‪ 7‬أنه منع التقليد‬
‫يف أصول الفقه ‪ .8‬وطائفة أخري تنسبه أليب احلسن البصري و ليس منع ذلك يف كتبه‪ . 9‬و من ذلك يعلم أن نسبة‬
‫ذلك املنع و اإلجياز يصرح هبذه األدلة‪.‬‬
‫أ ‪ .‬أدلة اجلواز ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن منع التقليد فيها حيتاج إىل دليل صاحل لذلك و ال دليل ‪.‬‬
‫الذ ْكَر إِ ْن ُكْنتُ ْم الَ َت ْعلَ ُم ْو َن ( النحل ‪) 43 :‬‬
‫اسَئلُ ْوا أ َْهل ِّ‬
‫َ‬ ‫‪ .2‬عموم قوله سبحانه ‪ :‬فَ ْ‬
‫‪ .3‬ألنه ال جيب اإلميان هبا ابتداء ً فأشبهت مسائل األصول ‪.‬‬
‫ب ‪ .‬أدلة املنع ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن هذه املسائل األصولية ال يبحثها إال اجملتهد الستخراج األحكام الشرعية بواسطتها ‪ ,‬و اجملتهد ال جيوز له‬
‫تقليد غريه ‪ .‬مناقشته ‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫هذا مبين على القول بعدم جتزؤ االجتهاد و الصواب جتزؤه ‪.‬‬
‫أحكام التقليد التفصيلى‬
‫ىف مق ام التفص يل فيختل ف حكم التقلي د عن د األص وليني حبس ب (املقل د في ه ) وه و مبثاب ة التفص يل جملالت‬
‫اإلجتهاد ‪ .‬و بذالك خيتلف حكم التقليد عندهم حبسب حمله ‪ ,‬فلم يعترب أهل ألصول حكم التقليد واحدا ىف كل‬
‫جمالت العلوم ‪ ,‬و هلذا سنقسم جمالت التقليد تفصيال حبسب أحكامها إىل ما يايل ‪:‬‬
‫‪ 6 6‬حممد أمني أمري بادشه احلنفي‪,‬تيسري التحريرشرح كتاب التحرير ‪ 4/234 :‬املسودة ‪ , 460 :‬صفة الفتوي ‪( ,53 :‬القاهرة ‪ :‬مصطفى البايب احلليب‪ 1350‬ه)‪.‬‬
‫الفتاوى من األحكام –‬ ‫‪ 7‬أحد بن إدريس ‪ :‬أبو العباس شهاب الدين من علماء املالكية ‪ ,‬ولد يف القاهرة ‪ ,‬و من كتبه (األحكام يف متييز‬
‫ط ) ‪ ,‬تويف سنة ‪ 674‬ه يف القاهرة ‪ ( .‬الديباج املذهب ص ‪.)443-430 :‬‬
‫‪ 8‬ابن اللحام البعلي‪,‬خمتصر البعلي شرح الكوكب املنري ‪ ( ,535 /4 :‬مكة ‪ :‬نشر جامعة أم القرى) ص ‪. 167 :‬‬
‫‪ 9‬أبو احلسني البصري ‪ :‬حممد بن علي ‪ :‬معتزيل ولد بالبصرة و سكن ببغداد ‪ ,‬و هلك هبا سنة ‪ 436‬ه ‪ ,‬له (شرح األصول اخلمسة ) (لسان امليزان "‪298 /5‬ه ‪,‬‬
‫تاريخ بغداد ‪.) 100 / 3 :‬‬
‫‪ 10‬سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري ‪ ,‬التقليد و أحكامه ‪ ,‬الطبعة األوىل ‪( ,‬رياض ‪ :‬دار الوطن ‪ 1416 ,‬ه ) ص ‪. 70 :‬‬
‫‪ ‬أوال ‪ :‬األحكام العقلية القطعية و أصول العقيدة‬
‫املراد منه ا يع ىن من األحك ام م ا يتعل ق بوج ود اهلل تع اىل ‪ ,‬و وحدنيت ه ‪ ,‬و النب وة و الرس الة ‪ ,‬ىف ه ذا‬
‫النوع من املسائل يكاد بتفق األصوليون على عدم جواز التقليد ‪ ,‬و وجوب أن يتوصل كل مسلم بنفسه ‪ ,‬عن‬
‫طريق النظر و التأمل ‪ ,‬إىل معرفة وجود اهلل و ما جيب له من الصفات ‪ ,‬و وجود رسله و صدق كا خيربون به ‪:‬‬
‫ألن اهلل تعاىل ذم ىف أكثر من آية الذى يقلدون آباءهم ىف هذه األصول ‪ .‬كماقال تعاىل ‪َ ( :‬و إِ َذا قِْي َل هَلُ ْم اتَّبِعُ وا‬
‫آؤ ُه ْم الَ َي ْع ِقلُ ْو َن َش ْيئًا َوالَ‬
‫َما أَْنَز َل اهللُ قَالُْوا بَ ْل َنتَّبِ ُع َم آ أَْن َز َل اهللُ قَالُواْ بَ ْل َنتَّبِ ُع َم آ أَلْ َفْينَ ا َعلَْي ِه ءَابَاءَنَا أ ََولَ ْو َك ا َن ءَبَ ُ‬
‫ض‬‫ات َو األ َْر ِ‬ ‫يهتَ ُدو َن ) ( البق رة ‪ ) 170 :‬و ملا ىف احلديث ‪ :‬أن ه ملا ن زل قول ه تع اىل ‪ ( :‬إِ َّن ىِف خ ْل ِق الس ماو ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬
‫أب ) ( ال عمران ‪. ) 190 :‬‬ ‫ات أِل ُو ِل األَلْب ِ‬ ‫ف الَّي ِل و النَّها ِر أَل َي ٍ‬ ‫و ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اختالَ ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫بل إن شيخ اإلسالم ابن تيمية قد نقل عن اإلمام أمحد ما يفيد بأنه يذهب هذا املذهب ‪ ,‬معتربا اياه‬
‫قاعدة كلية فسما ال يسوغ فيه التقليد ‪,‬و مساه با ملسائل ‪ ,‬حيث قال ( قال أمحد أنه ال جيوز التقليد فيما يطلب‬
‫فيه الظن ‪ ,‬و ال يثبت إال بدليل قطع التقليد فيما يطلب به الظن ‪ ,‬اثباته بدليل ظين ‪ ,‬و ال اجتهاد ىف القطعى ‪,‬‬
‫و يلزم شرعا كل مسلم مكلف قادرا معرفة اهلل بصفاته ‪ ,‬الىت تلبق به ‪ ,‬و اإلميان مبا صح اهلل عن اهلل و رسوله ‪,‬‬
‫مع التنزيه عن التشبيه و التجسيم و التكييف و التمثيل و التفسري و التأويل و التعطيل و كل نقص ‪ ,‬و هي أول‬
‫واجب لنفسه سبحانه و تعاىل عما يقول الظاملون علوا كبريا ) ‪.‬‬
‫و هبذا يظه ر بن اء مجا ه ري العلم اء منعهم التقلي د ىف ه ذا الن وع من األحك ام على أس س ثالث ة ‪ :‬أهنا‬
‫أصول اعتقادية ‪ ,‬و أهنا قطعية ‪ ,‬و أهنا عقلية ‪ ,‬و كل واحدا من هذه األسس يصله سببا المتناع التقليد ‪ ,‬كما‬
‫عرفنا ‪ ,‬فكيف هبا جمتمعه ‪ ,‬و هلذا كان األقوى منع التقليد فيما كان من قبيل هذه األحكام ‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا ‪ :‬األحكام الشرعية الضرورية‬
‫املراد هبذه األحك ام م ا ثبت بطري ق قطعي من الس معيات و ك انت مت واترة و مستفيض ة‪ ,‬كوج وب‬
‫الصلوات اخلمس ‪ ,‬و بقية أركان اإلسالم اخلمسة ‪ ,‬و حترمي الزنا و اخلمر و الربا و حنوها من األحكام املعروفة‬
‫من دين اإلسالم‪.‬‬
‫و ىف هذا احلكم يتفق األصوليون أو يكادون على عدم جواز التقليد ‪ ,‬فإن الناس أمجعوا أنه ال جيوز‬
‫فيه التقليد ‪ .‬ألن ثبوته ب التواتر ‪ ,‬و نقلت األمة خلفا عن س لف ‪ ,‬و معرفة العامي توافق معرفة العامل ‪ ,‬و كل‬
‫األحكام ما سبق ذكره يثبت خبرب الواحد ‪ ,‬و الناس كلهم مشرتكون ىف إدراكه و العلم به فال وجه للتقليد فيه‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا ‪ :‬األحكام الشرعية الظنية ‪ ,‬و الفروع الفقهية‬
‫املراد باألحك ام ىف ه ذا القس م ‪ ,‬األحك ام الش رعية ال يت تثبت بالس مع بطري ق ظني ة ‪ ,‬أو قطعي ة غ ري‬
‫مش تهرة و ال ثابت ة ض رورة كش أن القس م الس ابق ‪ ,‬و ميثل ون هلا باملع امالت و املناكح ات و مس ائل اجلناي ات و‬
‫حنوها‪.‬‬
‫اتّفق األصوليّون على جواز التقليد ملن مل يكن جمتهدا ‪ ,‬بل يوجبون على من كان حمتاجا إليه حبيث ال‬
‫ميكنه معرفة احلكم إال بواسطة مفت أو عامل ‪ .‬و ىف هذه الدنيا جند قسمني من البشر ‪ :‬عامل و عامي ‪ ,‬فالعامي‬
‫الذ ْكَر إِ ْن ُكْنتُ ْم الَ َت ْعلَ ُم ْو َن ( النحل ‪:‬‬
‫اس َئلُ ْوا أ َْه ل ِّ‬
‫َ‬ ‫أن يقلّ د أهل العلم و يعمل بفتواهم‪ .‬كما يف قوله تعاىل ‪ :‬فَ ْ‬
‫‪ . ) 43‬فإمنا الف روع ال يت ليس ت ظ اهرة مث ل ‪ :‬وج وب الش فعة ‪ ,‬محل العاقل ة دي ة اخلط إ ‪ ,‬و م ا أش بهما تواف ق‬
‫‪11‬‬
‫معرفتها بنص خمصوص يقوي الدليل بالنسبة إىل اجملتهد ال جيوز االجتهاد هبا و جيوز هبا التقليد ‪.‬‬
‫أقسام التقليد‬
‫‪ .1‬تقليد أهلية االجتهاد من العلماء بعد تبني احلق باحلديث النبوي مث خالفه بدليل االمجاع فحكمه ال جيوز ‪.‬‬
‫‪ .2‬تقليد أهلية االجتهاد من العلماء أو اجملتهدين الذي مل يصل اجتهاده إىل احلكم الشرعي ‪ ,‬فهذا ال جيوز فيما‬
‫الشرعي‬
‫ّ‬ ‫ذهب إليه الشافعي و أمحد و مجاعة رمحهم اهلل رأيهم األرجح بأهّن م جيتهدون على الوصول إىل احلكم‬
‫اس تَطَ ْعتُ ْم ) ‪ ,‬و ملا ثبت من‬
‫بنفسه فكان مكلفا باالجتهاد ليعرف ما كلفه الشرع لقوله تعاىل ‪ ( :‬فَاّت ُقوا اهللَ َم ا ْ‬
‫ِ‬
‫قول النيب صلى اهلل عليه و سلم ‪ ( :‬إِذَا أ ََم ْرتُ ُك ْم بِأ َْم ٍر فآ ُت ْوا مْنهُ َما ْ‬
‫استَطَ ْعتُ ْم)‪.‬‬
‫‪ .3‬تقليد العاجز عن البحث ىف األدلة و استنباط األحكام منهاعاملا قد توافرت فيه أهلية االجتهاد ىف أدلة الشرع‬
‫الذ ْكَر إِ ْن ُكْنتُ ْم‬ ‫ف اهللُ َن ْف ًسا إِالَّ ُو ْس َع َها ) و لقوله سبحانه ‪ ( :‬فَ ْ‬
‫اس َئلُ ْوا أ َْه ل ِّ‬
‫َ‬ ‫فهذا جائز ‪ .‬لقوله تعاىل ‪( :‬الَ يُ َكلِّ ُ‬
‫الَ َت ْعلَ ُم ْو َن )‪.‬‬
‫‪ .4‬تقليد من خيالف الشرع اإلسالمي من اآلباء و السادة و احلكام اتباعا للهوى و هذا حمرم باإلمجاع لقوله تعاىل‬
‫ض ى اهللُ َو َر ُس ْولُهُ أ َْم ًرا أَ ْن يَ ُك ْو َن هَلُ ُم اخْلِْي َرةُ ِم ْن أ َْم ِر ِه ْم ) و لقوله تعاىل ‪:‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪َ ( :‬وماَ َكا َن ل ُم ْؤم ٍن َو الَ ُم ْؤمنَة إِ َذا قَ َ‬
‫‪12‬‬
‫اب أَلِْي ٌم )‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( َف ْليَ ْح َذ ِر الَّذيْ َن خُيَال ُف ْو َن َع ْن أ َْم ِر ِه أَ ْن تُصْيَب ُه ْم فْتنَةً أ َْو يُصْيَب ُه ْم َع َذ ٌ‬

‫‪ 11‬حممد عبد اهلل احلاج اهلامشي ‪ .‬القواعد األصولية عند إلمام اين تيمية ىف جمموع الفتوى و باب املعامالت دراسة استقرائية ‪ .‬جملد األول ‪ .‬الرياض ‪ :‬مكتبة الرشد‬
‫‪ 1429‬ه ‪ .‬ص ‪. 1205‬‬
‫الرزاق ال ّد ويش ‪ ,‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و اإلفتاء ‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ ( ,‬رياض ‪ :‬دار بلنسية ‪ 1421 ,‬ه‪2000 /‬م ) ص ‪. 30 :‬‬
‫الشيخ أمحد بن عبد ّ‬
‫‪12‬‬
‫الخالصة‬
‫ىف اإلسالم األحكام الشرعية و إحدى طرق إلتباع هذه األحكام يعىن بتقليد ‪ .‬التقليد مأخوذة من كلمة َقلَّ َد‬
‫يقلِّد ً‬
‫تقليدا و معناه العمل بقول الغري من غري حجة ‪ .‬و هناك الفرق بني التقليد و اإلتباع أ ّن التقليد التزام املكلف‬
‫مذهب غريه بال حجة و أما اإلتباع فهو ما ثبت عليه حجة ‪ .‬أن اإلتباع أمر عام و التقليد جزء من أجزائه هذا ىف‬
‫اللغة ‪.‬‬
‫و أرك ان التقلي د ثالث ة منه ا ‪ :‬مقلِ د‪,‬مقلَ د‪ ,‬و مقلَ د في ه‪ .‬و مين ع كث ري من أه ل العلم التقلي د يف معرف ة اهلل و‬
‫توحيده و صحة الرسالة ‪ ,‬مث بعد ذلك يذكرون جواز التقليد فيما سواه‪ .‬و ألمور الىت جتوزه منها ‪ :‬منع التقليد فيها‬
‫الذ ْكَر إِنْ ُكْنتُ ْم الَ َت ْعلَ ُم ْو َن ( النحل ‪ , )43 :‬وال‬
‫اس َئلُ ْوا أ َْه ل ِّ‬
‫َ‬ ‫حيتاج إىل دليل صاحل و ال دليل ‪ ,‬عموم قوله تعاىل ‪ :‬فَ ْ‬
‫جيب اإلميان هبا ابت داء ‪ .‬و أم ا من من ع على ذال ك ألن ه ذه املس ائل األص ولية ال يبحثه ا إال اجملته د ‪ .‬و أم ا أحك ام‬
‫التقليد التفصيلي عند ابن تيمية ثالثة ‪ :‬األحكام العقلية القطعية و أصول العقيدة ‪ ,‬األحكام الشرعية الضرورية ‪ ,‬و‬
‫األحكام الشرعية الظنية و الفروع الفقهية ‪.‬‬
‫وأم ا أقس ام التقلي د أرب ع‪ :‬تقلي د أهلي ة االجته اد من العلم اء بع د ت بني احلق باحلديث النب وي مث خالف ه ب دليل‬
‫االمجاع‪ ,‬تقليد أهلية االجتهاد من العلماء أو اجملتهدين الذي مل يصل اجتهاده إىل احلكم الشرعي‪ ,‬تقليد العاجز‪ ,‬و‬
‫تقليد من خيالف الشرع اإلسالمي‪.‬‬

You might also like