Professional Documents
Culture Documents
ح دثنا عب د الس الم بن مطه ر ق ال ح دثنا عم ر بن علي عن معن بن حمم د الغف اري عن س عيد بن أيب س عيد
املقربي عن أيب هريرة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إال غلب ه فسددوا
وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدجلة.
إن اإلسالم دين يسر ،مسي الدين يسرا مبالغة بالنسبة إىل األديان قبله وألن اهلل رفع عن هذه األمة اإلصر الذي
كان على من قبلهم .ومن أوضح األمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم ،وتوبة هذه األمة باإلقالع والعزم
والندم.
قول ه( :ولن يش اد ال دين أح د إال غلب ه) أي واملش ادة بالتش ديد املغالب ة ،يق ال ش اده يش اده مش ادة إذا ق اواه،
واملعىن ال يتعمق أحد يف األعمال الدينية ويرتك الرفق إال عجز وانقطع فيغلب .قال ابن املنري :يف هذا احلديث
علم من أعالم النب وة ،فق د رأين ا ورأى الن اس قبلن ا أن ك ل متنطع يف ال دين ينقط ع ،وليس املراد من ع طلب
األكمل يف العبادة فإنه من األمور احملمودة ،بل منع اإلفراط املؤدي إىل امللل ،أو املبالغة يف التطوع املفضي إىل
ترك األفضل ،أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إىل أن غلبته عيناه يف آخر
اللي ل فنام عن ص الة الصبح يف اجلماع ة ،ويف ح ديث حمجن بن األدرع عند أمحد " إنكم لن تنالوا ه ذا األمر
باملغالبة ،وخري دينكم اليسرة " وقد يستفاد من هذا اإلشارة إىل األخذ بالرخصة الشرعية ،فإن األخذ بالعزمية
يف موض ع الرخص ة تنط ع ،كمن ي رتك ال تيمم عن د العج ز عن اس تعمال املاء فيفض ي ب ه اس تعماله إىل حص ول
الضرر.
قوله( :فسددوا) أي :الزموا السداد وهو الصواب من غري إفراط وال تفريط ،قال أهل اللغة :السداد التوسط يف
العمل .وقوله( :وقاربوا) أي :إن مل تستطيعوا األخذ باألكمل فاعملوا مبا يقرب منه .وقوله( :وأبشروا) أي:
ب الثواب على العم ل ال دائم وإن ق ّل ،واملراد تبش ير من عج ز عن العم ل باألكم ل ب أن العج ز إذا مل يكن من
صنيعه ال يستلزم نقص أجره ،وأهبم املبشر به تعظيما له وتفخيما .وقوله( :واستعينوا بالغدوة) أي :استعينوا
على مداوم ة العب ادة بإيقاعه ا يف األوق ات املنش طة .والغ دوة ب الفتح س ري أول النه ار ،وق ال اجلوهري :م ا بني
صالة الغداة وطلوع الشمس .والروحة بالفتح السري بعد الزوال .والدجلة بضم أوله وفتحه وإسكان الالم سري
آخ ر اللي ل ،وقي ل س ري اللي ل كل ه ،وهلذا ع رب في ه ب التبعيض ،وألن عم ل اللي ل أش ق من عم ل النه ار .وه ذه
األوق ات أطيب أوق ات املس افر ،وكأن ه ص لى اهلل علي ه وس لم خ اطب مس افرا إىل مقص د فنبه ه على أوق ات
حترى الس ري يف ه ذه األوق ات املنش طة
مجيع ا عج ز وانقط ع ،وإذا َّ
نش اطه ،ألن املس افر إذا س افر اللي ل والنه ار ً
أمكنت ه املداوم ة من غ ري مش قة .وحس ن ه ذه االس تعارة أن ال دنيا يف احلقيق ة دار نقل ة إىل اآلخ رة ،وأن ه ذه
األوقات خبصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة .وقوله يف رواية ابن أيب ذئب "القصد القصد" بالنصب
فيهما على اإلغراء ،والقصد األخذ باألمر األوسط.
ومناسبة إيراد املصنف هلذا احلديث عقب األحاديث اليت قبله ظاهرة من حيث إهنا تضمنت الرتغيب
يف القيام والصيام واجلهاد ،فأراد أن يبني أن األوىل للعامل بذلك أن ال جيهد نفسه حبيث يعجز وينقطع ،بل
يعمل بتلطف وتدريج ليدوم عمله وال ينقطع.
األنشطة اللغوية
القراءة األول:
اقرأ القطعة السابقة مع إجراء التحليل الصريف والنحوي لكل كلمة فيها من )1
قوله "حدثنا عبد السالم بن مطهر "...إىل قوله " ...باإلقالع والعزم والندم".
________________________________________
________________________________________
ب -م ا املراد ب املنع ال وارد يف احلديث الش ريف بقول ه" :ولن يش اد ال دين أح د إال
غلبه"؟
________________________________________
________________________________________
ج -بنِّي سبب إهبام املبشَّر به يف احلديث الشريف.
________________________________________
________________________________________
د -مىت تبدأ وقت الدجلة؟
________________________________________
________________________________________
________________________________________
________________________________________
________________________________________
هات مرادفاً لكل كلمة آتية: )3