Professional Documents
Culture Documents
4544664 تحفة الطلاب
4544664 تحفة الطلاب
ملتزم الطبع
دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة األولى
1425هـ2005/ر
ترجمة الشيخ زكريا األنصاري []1
هو الشيخ زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا األنصاري السنيكيـ ثم القاهري األزهري الشافعيُ .ولد سنة
ست وعشرين وثمانمائةـ [ ]2بسنكية من الشرقية ونشأ بها وحفظ القرءانـ وعمدة األحكام وبعض
تحول إلى القاهرة سنة إحدى وأربعين فقطن في جامع األزهر وكمل حفظ المختصر
مختصر التبريزيـ ثم ّ
ثم حفظ المنهاج الفرعيـ واأللفية النحوية والشاطبية والرائيةـ وبعض المنهاج األصلي ونحو النصف من
وجد فيه وكان ممن
يسيرا ثم رجع إلى بلده وداوم االشتغال ّ
ألفية الحديث ومن التسهيل وأقام بالقاهرةـ ً
أخذ عنه القاياتيـ والعلم البلقينيـ والشرف السبكي والشموس الوفائي والحجازي والبدرشي والشهاب ابن
المجدي والبدر النسابة والزينـ البوشنجي والحافظ ابن حجر والزين رضوان في ءاخرين وحضر دروس
الشرف المناوي وأخذ عن الكافيجي وابن الهمام ومن ال ُيحصى كثرة ،ورجع إلى القاهرة فلم ينفك عن
االشتغال واألشغال مع الطريقة الجميلةـ والتواضع وحسن العشرة واألدب والعفة واالنجماع عن أبناء
الدنيا مع التقللـ وشرف النفس ومزيد العقل وسعة الباطن واالحتمال ،والمداراة وأذن له غير واحد من
شيوخه في اإلفتاء واالقراء منهم شيخ اإلسالم ابن حجر وتصدى للتدريس في حياة شيوخه ،وانتفع به
كثيرا من ِ
الفضالء طبقة بعد طبقة ،وشرح عدة كتب وألف ما ال يحصى كثرة ،وقُص َد بالفتاوى وزاحم ً
شيوخه ،وولي تدريس عدة مدارس إلى أن رقي إلى منصب قضاء القضاةـ بعد امتناع كثير وذلك في رجب
سنة ست وثمانين،ـ واستمر
تنقيح اللباب*
ِ ِـ
لتحرير تفضل الوهاب* الم ِ
رشد الحمد ِ
هلل الم ِ ُ
ُ ُ
بسم اهلل الرحمنـ الرحيم
قال سيدنا وموالنا قاضي قضاة األنام شيخ مشايخ اإلسالم ملك العلماء األعالم سيبويه زمانه فريد عصره
وأوانه زين الملة والدين لسانـ المتكلمينـ حجة المناظرين محي سنة سيد المرسلينـ أبو يحيى زكريا
األنصاري الشافعي رحمه اهلل تعالى ونفعنا والمسلمينـ ببركته.
بسم اهلل الرحمن الرحيم الحمد هلل الذي فقه في دينه من اصطفاه من األنام وهدى من ارتضاه لفهم ما
شرعه من األحكام ،أحمده على جميع نعمائه وأشكره على تزايد ءاالئه .وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال
محمدا عبده ورسوله سيد األنام وبعد :فهذا شرح على
ً شريك له الملكـ العالم .وأشهد أن سيدنا ونبينا
مختصري المسمى بتحريرـ تنقيح اللباب في الفقه على مذهب اإلمام المجتهد الشافعي رضي اهلل تعالى
عنه يحل ألفاظهـ ويبين مراد ويحقق مسائله ويحرر دالئله وسميته "تحفة الطالبـ بشرح تنقيح اللبابـ"
وسببا للفوز بجنات النعيم [بسم اهلل الرحمنـ الرحيم] أي
ً خالصاـ لوجهه الكريم
ً واهلل الكريم أسأل أن يجعله
أؤلف واالسم مشتق من السمو وهو العلو واهلل علم للذات الواجب الوجود والرحمن الرحيم صفتانـ
الحمد] هو لغة الثناءـ باللسانـ على الجميل االختياري على جهة التبجيلمشبعتان بنيتا للمبالغة من رحم [ ُ
ِـ
لتحرير تنقيح اللباب] ولغيره ِ
المرشد المتفضل] عليناـ بنعمه [الوهاب] لها [
وال يكون حقيقة إال [هلل ُ
جمعا بين االبتداءينـ االبتداء الحقيقي واالبتداء اإلضافي واقتداء بالكتابـ
وابتدأت بالبسملة ثم بالحمدلةـ ً
العزيز وعمالً بخبر" :كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه ببسم اهلل الرحمن الرحيم فهو أقطع" [ ]1وفي رواية:
"بالحمد هلل" [ ]1رواه أبو داود وغيره وحسنه ابن الصالح وغيره ،وقد بسطت الكالم في غير هذا الكتاب
على الحمد والمدح والشكر والنسبة بينهما [والصالةُ] وهي من اهلل رحمة ومن المالئكة استغفار ومن
ِ
أشرف األنام] أي الخلق والسالم] بمعنى التسليم [على] سيدنا محمد نبيناـ [ اآلدميين تضرع ودعاء [
ُ
[وعلى ءاله] وهو مؤمنو بني هاشم وبني المطلبـ [وصحبه] هو عند سيبويه اسم جمع لصاحب بمعنى
ِ
السادة الكرام] صفتانـ لمن ذكر [وبعد] الصحابيـ وهو من اجتمع مؤم ًنا بنبيناـ محمد صلى اهلل عليه وسلم [
غالبا لتضمنـ أما
يؤتى بها لالنتقال من أسلوب إلى ءاخر وأصلها أما بعد بدليل لزوم الفاءـ في حيزها ً
معنى الشرط واألصل مهما يكن من شئ بعد البسملةـ والحمدلة والصالة والسالم على من ذكر [فهذا]
المؤلَّف الحاضر ذه ًنا [مختصر] من االختصارـ وهو تقليل اللفظـ وتكثير المعنى [في الفقه] هو لغة الفهم
واصطالحا العلم باألحكام الشرعيةـ العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية [على مذهب اإلمام] المجتهد أبي
ً
مجازا
عبد اهلل محمد بن إدريس [الشافعي رضي اهلل عنه] أي على ما ذهب إليه من األحكام في المسائل ً
اختصرت فيه مختصر اإلمام أبي زرعة العراقي] رحمه اهلل تعالى [المسمى بتنقيح
ُ عن مكان الذهاب [
اللباب] أي تنقيته [وضممت إليه فوائد] جمع فائدة وهي كل مصلحة تترتبـ على فعل فهي من حيث إنها
[ ]1أخرجه أبو داود في سننه :كتاب األدب :باب الهدي في الكالم ،والنسائيـ في السننـ الكبرى :كتاب
عمل اليوم والليلة :باب ما يستحبـ من الكالم عند الحاجة،ـ وابن ماجه في سننه :كتاب النكاح:ـ باب خطبة
الحاجة ،وغيرهم .وهذه الرواية حسنها النووي وابن الصالحـ كما في "اتحاف السادة المتقين"ـ []3/466
للزبيدي.
وما لتَيسير ِه على عتمد ِ
وأبدلت غير الم ِ ِ
عنه ِب ٌّد َر ً
منه الخالف وما ُ
وحذفت ُ
ُ به ُ َ ُ األلباب: سُّر بها ذوو
ُي َ
طالب الترجيح. ُـ "تحرير التنقيح" متضرعا إلى اهلل تعالى أن ينتفع ِ
به ُـ وسميته
ُ ِ
الطالب:ـ
َ ً ُ
نتيجة له تسمى فائدة ومن حيث إنها طرف له تسمى غاية ومن حيث إنها مطلوبة للفاعل بإقدامه على
غرضاـ ومن حيث إنها باعثةـ له بذلك تسمى على غائية [ ُيسر بها ذوو األلباب] جمع لب
ً الفعل تسمى
وحذفت منه الخالف وما عنه بد] أي غنى بغيره
ُ وأبدلت غير المعتمد به] أي بالمعتمد [
ُ وهو العقل [
متضرعا إلى اهلل تعالى] أي
ً طلبا [لتيسيره على الطالبـ] للفقهـ [وسميته "تحريرـ التنقيح"
روما] أي ً
[ ً
متعرضا له بالسؤال بمبالغته [أن ينتفع به طالب الترجيحـ] في المسائل.
ً
كتاب الطهارة
واصطالحا:
ً وكتابا،ـ
ً كتبا وكتابة هو لغة :الضم والجمع ،يقال :تكتبت بنو ٍ
فالن إذا اجتمعوا ،ويقال :كتبت ً
غالبا .والطهارة لغة :النظافة ٍ
وفصول ومسائل ً اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على أبواب
وشرعا:ـ رفع حدث وإ زالة نجس أو ما في معناهما وعلى صورتهما كالتيممـ
ً والخلوص من األدناس،
طهر] من مائع وجامد وغيرهما أربعة [ماء] في حدث وخبث [الم ُ
واألغسال المسنونة وتجديد الوضوء ُ
وغيرهما كتجديد الوضوء [وتراب] في تيمم وغسالت نحو كلب [ودابغ] في جلد نجس بالموت [وتخلل]
في خمر ٍ
ألدلة تأتي،ـ وذكر التخللـ من زيادتي،ـ وفي معناه انقالبـ دم الظبيةـ مس ًكا ،وال ينافي ذلك حصر
الجمهور المطهر في الماء ألن ذلك مفروض في رفع الحدث وإ زالة الخبثـ بشرطهما الستفادة جواز
مطهرا بل هو مخفف
ً الصلواتـ ونحوها وما هنا فيما هو أعم من ذلك .وأما الحجر في االستنجاء فليس
ماء بال قيد] وإ ن رشح من بخار الماء المغلي أو قيد لموافقة الواقع كماء البحر
المطهر ما يسمى ً
[فالماء ُ
كثيرا بطاهر مجاور كعود أو خليط ال غنى للماء عنه كطحلب أو بتراب
يسيرا بالطاهرـ اآلتي وكذا ً
أو تغير ً
وملح ماء طرحا فيه على القول بأن المتغيرـ بشئ من األربعة مطلق ،وأما على القول بأنه غير مطلق مع
جواز الطهر به تسهيالً على العباد فهو مستثنى من غير المطلق ،وقد أوضحت ذلك في شرح األصل
شيئا لقوله
كثيرا بالطاهر اآلتي فال يطهر ً
مقيدا كماء الورد وما تغير ً
بخالف الخل ونحوه وما يذكره إال ً
طهورا} ماء ِ
ً من السماء ً
تعالى ممت ًنا بالماء {وأنزلناـ َ
عنه ِغنى، ِ
للماء ُ بطاهر ٍ
خليط ٍ كثيرا
يتنجس،ـ أو تغي ََّر ً
ْ ٍ
فرض ولم وغيرهُ طاهر :وهو ما استُ ِ
عم َل قليالً في َ ٌ ُ
والقلتان خمسمائةِ
ِ ِ
تغير به. ِ ِ
القلتين ،أو َ دون
وهو َنجس َاتصل به ٌ
َ وهو ما
ونجسَ : ٌ خرج من طاهر،أو استُ َ
تقريبا.
ً بغدادي
ّ ٍ
رطل
[ ]1أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب ما ينجس من الماء ،والترمذي في سننه :كتاب
الطهارة :باب الذي بعد باب:ـ ما جاء أن الماء ال ينجسه شئ ،والنسائي في سننه :كتاب المياه:ـ باب
التوقيت في الماء،ـ وأحمد في مسنده [ ،]2/12والحاكم في المستدرك [ ،]1/133والبيهقي في سننه [
.]261-1/260
[ ]2أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب ما ينجس من الماء،ـ وابن ماجه في سننه :كتاب
الطهارة :باب مقدار الماء الذي ال ينجس ،والبيهقي في سننه [.]1/262
ٍ
فرض عمل في
وهو ما استُ َ
طاهرَ :ٌ بشئ ،وغيرهُ إما ط ٍ ٍ
فرض ولم يختل ْـ ستعمل في
ْ ط ّهر ما لم ُي
الم َ
والتراب ُ
ُ
الفضالتِ
ـ نجس .والدابغُ ما َي ِ
نزعُـ ِ ٍ
ط به ٌ ونجس :وهو ما اختل َ
ٌ بطاهر، ط
أو اختل َ
"لم يحمل خبثًاـ" أي يدفع النجس وال يقبله وفي رواية" :إذا بلغ الماء قلتين بقالل هجر" [ ]1والواحدة منها
قدرها الشافعي أخ ًذا من ابن جريج [ ]2الرائي لها بقربتين ونصف من قرب الحجاز ،وواحدتها ال تزيد
غالباـ على مائة رطل بغدادي ،وهجر بفتح الهاء والجيم :قرية بقرب المدينة النبوية،ـ وإ نما كانت
ً
تقريبا ألن رد القلة إلى القرب وحمل الشئ على النصف،ـ والقربة على مائة رطل تقريب ال
ً الخمسمائة
تحديد فيغتفر في الخمسمائة رطل نقص رطلين على األشهر في "الروضة" ،وقيل :نقص ثالثة ،وقيل
نقص رطلينـ على األشهر في "الروضة" ،وقيل :نقص ثالثة،ـ وقيل نقص قدر ال يظهر بنقصه تفاوت في
التغييرـ بقدر معين من األشياءـ المغيرة ،وبه جزم الرافعي وصححه النووي في تحقيقه.
"فرع" :غير الماء من المائعات ينجس بمالقاة النجس وإ ن بلغ قالالً ،وفارق الماء بأنه ال يشق حفظه من
والتراب
ُ النجس وإ ن كثر بخالف كثير الماء ،وقد ذكرت في شرح األصل فوائد من أرادها فليراجعه [
طيباـ} [سورة
صعيدا ً
ً فتيمموا
المطهر ما] أي تراب [لم يستعمل في فرض ولم يختلطـ بشئ] لقوله تعالىَ { :
ُ
طاهرا [وغيره] أي وغير المطهر من التراب [إما طاهر] فقط [وهو ما] أي تراب
ً ترابا
المائدة ]6/أي ً
[استعمل في فرض أو] ما [اختلط بطاهر] كدقيق ،نعم لو اختلط بمائع كخل ثم جف فهو مطهر [و] إما
نجس] ق ّل الترابـ أو كثر [والدابغ ما] أي شئ [ينزع الفضالت] أي
[نجس وهو ما] أي تراب [اختلط به ٌ
فضالت الجلد وعفونته بحيث لو نقع في الماء بعد اندباغه لم يعد إليه النتنـ والفساد كقرظ
باب الوضوء
باب الوضوء
ِ
الصالة} [سورة المائدة ]6/وخبر مسلم [ الذين ءامنوا إذا قُمتُم إلى
َ واألصل فيه قبل اإلجماعـ ءاية {يا أيُّها
هو] أي الوضوء " :]1ال يقبل اهلل صالة بغير طهور" وموجبه الحدث مع القيام إلى الصالة أو نحوها [ َ
ِ
الصالة} أي محدثين [وسنة لتجديد] أي تجديده [بعد] فرض على المحدث] آلية{ :إذا قُ ْمتُم إلى
قسمانٌ [ :
كل [صالة] ولو مكمالً بالتيممـ لنحو جراحة لخبر اإلمام أحمد [ ]2بإسناد حسن" :لوال أن أشق على أمتي
ألمرتهم" أي أمر إيجابـ "عند كل صالة بوضوء ومع كل وضوء بسواك" فإن لم تؤد باألول صالة كره
وضوءا كامالً وقيل يؤخر غسل قدميه ،وذلك لخبر الصحيحين []3
ً التجديد [وغس ٌل واجب] فيتوضأ قبله
عن عائشة رضي اهلل تعالى عنها:ـ "أنه صلى اهلل عليه وسلم توضأ في غسله من الجنابة وضوءه للصالة"ـ
زاد البخاري [ ]4في رواية" :غير غسل رجليه ثم غسلهما بعد الغسل" قال في المجموع :قال أصحابناـ
وسواء قدم الوضوء كله أو بعضه أو أخره أو فعله في أثناءـ الغسل فهو محصل لسنة الغسل لكن األفضل
نوما]
نوما أو وطأً أو] إرادة [المحدث ً
الجنب أكالً أو ً
وعند إرادة ُ
تقديمه فالخالف إنما هو في األفضل [ َ
لالتباع في األولين ولألمر به في اآلخرين،ـ رواه الشيخين في األخير ،ومسلم [ ]5في البقيةـ [وعند
غضب] لورود
[ ]1أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب وجوب الطهارة للصالة.
وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيبـ" [.]1/123
ّ [ ]2أخرجه أحمد في مسنده [،]2/259
[ ]3أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الغسل :باب الوضوء قبل الغسل ،ومسلم في صحيحه :كتاب
الحيض :باب صفة غسل الجنابة.
[ ]4انظر تخريج البخاري في المصدر السابق.
[ ]5انظر "صحيح مسلم" :كتاب الحيض :باب جواز نوم الجنب واستحبابـ الوضوء له وغسل الفرج إذا
أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع.
يبة ،ومس ٍ
ميت ،ولغيرها. و َغ ٍ
ّ
األمر [ ]1به [و] من [غيبة] وكل كالم قبيح ،والغرض منه تكفير الخطاياـ كما ثبت في األخبار [و] من
[مس ميت] ومن حمله لخبر" :من غسل ميتًا فليغتسل ومن حمله فليتوضأـ" رواه الترمذي [ ]2وحسنه،
وقيس بالحمل المس [ولغيرها] من زيادتي كقراءة قرءان أو حديث وروايته ودرس علم ودخول مسجد
وأذان وإ قامة وخطبة لغير جمعة وزيارة قبر النبيـ صلى اهلل عليه وسلم وزيارة سائر القبور،ـ وذكرت في
وفروض ُه] أي أركانه ستة [النية] كأن ينوي رفع الحدث أو التطهر عنه أو
ُ شرح األصل زيادة على ذلك [
الطهارة للصالة أو استباحتها لخبر الصحيحين [" :]3إنما األعمال بالنياتـ وإ نما لكل امرئ ما نوى"،
ويجب قرنها بأول غسل جزء من الوجه ،ويسن قرنها بأول السنن المتقدمة على غسل الوجه ليثابـ
عليها فإن عزبت قبل غسل الوجه لم يصح نعم إن انغسل مع المضمضة أو االستنشاق جزء من الوجه
بنية الوجه صح وكذا بغير نيته على الصحيح وعلى هذا يجب إعادة الجزء مع الوجه ،ذكره في الروضة
[وغس ُل الوجه] لآلية السابقة وهو ما بين منابتـ شعر رأسه وتحت منتهى لحييه طوالً وما بين أذنيه
عرضا ويجب غسل شعره إال باطنـ كثيف الخارج عنه وباطن كثيف لحية الرجل وعارضيهـ وإ ن لم يخرجاـ
ً
عنه [و] غسل [اليدينـ] من الكفين والذراعينـ [مع المرفقين] بكسر الميم وفتح الفاءـ أفصح من العكس
لآلية
[ ]1أخرجه أبو داود في سننه :كتاب األدب :باب ما يقال عند الغضب.
[ ]2أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الجنائز:ـ باب ما جاء في الغسل من غسل الميت وأخرجه غيره.
[ ]3أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب بدء الوحي :بابـ كيف كان بدء الوحي إلى رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم ،ومسلم في صحيحه :كتاب اإلمارة :باب قوله صلى اهلل عليه وسلم" :إنما األعمال بالنية"ـ وأنه
يدخل فيه الغزو وغيره من األعمال.
والترتيب.
ُ مع ال َكعبين،
ين َ ِ
الرأس ،وغس ُل الرجلَ ِ ِ
بعض ومس ُح
ْ
ولالتباع ،رواه مسلم [ .]1ويجب غسل ما عليهما من شعر وغيره ،فإن قطع بعض محل الفرضـ وجب
ومسح بعض الرأس]
ُ غسل ما بقي ،أو من المرفق ،فرأس عظم العضد أو فوقه ندب غسل باقي عضده [
حده بأن ال يخرج عنه بالمد لآلية،ـ وفي رواية مسلم [ ]2أنه صلى اهلل عليه وسلم
من بشر أو شعر في ّ
توضأ فمسح بناصيتهـ وعلى عمامته فدل ذلك على االكتفاء بمسح البعض ألنه المفهوم من المسح عند
االطالق ولم يقل أحد بوجوب خصوص الناصيةـ [وغس ُل الرجلينـ مع الكعبين] من كل رجل ،وهما العظمانـ
الناتئانـ من الجانبينـ عند مفصل الساق والقدم وذلك لما مر في غسل اليدين ،والمراد بأن ذلك فرض إذا
لم يمسح على الخفين أو أن الغسل أصل والمسح بدل [والترتيبـ] في أفعاله كما ذكر لخبر النسائي []3
بإسناد صحيح أنه صلى اهلل عليه وسلم قال في حجته" :ابدءوا بما بدأ اهلل به" والعبرة بعموم اللفظـ ال
فرضا كان أو سنة [الوالء]
ً سهوا لم يصح له إال ما رتب [وسننه]
بخصوص السبب ،فلو تركه ولو ً
خروجا من خالف من أوجبه بأن يغسل العضو الثانيـ قبل أن يجف األول مع اعتدال الهواء والزمانـ
ً
والمزاج وإ ذا ثلث فالعبرة باألخيرة ويقدر الممسوح مغسوالً ،وإ نما لم يجب الوالء لظاهرـ اآلية ولما صح
[ ]4عن ابن عمر رضي اهلل عنهما أنه توضأ في السوق إال رجليه ثم دعي لجنازة فدخل المسجد ثم مسح
على خفيه بعدما جف وضوؤه وصلى ،وأما خبر أبو داود [" :]5أنه صلى اهلل عليه وسلم رأى
[ ]1أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب استحبابـ إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء ،ولفظه:
"ثم عند يده اليمنى حتى أشرع في العضد".
[ ]2أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب المسح على الناصبةـ والعمامة.
[ ]3أخرجه النسائيـ في سننه :كتاب المناسك :بابـ القول بعد ركعتي الفجر.
[ ]4أخرجه البيهقي في سننه عن مالكـ بن أنس [ ]848وقال" :هذا صحيح عن ابن عمر" اهـ.
[ ]5أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب تفريق الوضوء.
ِـ
بثالث ُغ َرف، وجمعهما
ُ لم ٍ
فطر والمبالغ ُـة فيهما ُ
واالستنشاقُ ،
ُ والمضمضةُ،
وال تزول الكراهة إال بغسلهما ثالثًاـ للخبر السابق وخرج بالقليل الكثيرـ فال يكره غمسهما فيه [والمضمضة
واالستنشاق] لالتباعـ رواه الشيخان [ ]1وأما خبر [" :]2تمضمضوا واستنشقوا" فضعيف ولو صح حمل
على الندب.ـ وأقلهما إيصال الماء إلى الفم واألنف وال يشترط إدارته ومجه من الفم ونثره من األنف وال
لمفطر] لألمر بها في خبر الدوالبي [ ]3بأن يبلغ الماء في
والمبالغة فيهما ُ
جذبه بالنفسـ إلى الخيشوم [ ُ
المضمضة أقصى الحنكـ ووجهي األسنان واللثاث ويسن إمرار األصبع عليهما ومج الماء،ـ وفي
االستنشاق أن يصعد الماء بالنفسـ إلى الخيشوم ،وخرج بالمفطر الصائم ولو متنفالً فال تسن له المبالغة
فيهما بل تكره [وجمعهما بثالثـ غرف] يتمضمض ثم يستنشق من كل منهما لالتباع رواه الشيخانـ [.]4
وهذا أفضل من الجمع بينهما بغرفة يتمضمض منها ثالثًا ثم يستنشق منها ثالثًا أو يتمضمض منها ثم
يستنشق مرة ثم كذلك ثانيةـ وثالثة وأفضل من الفصل بينهما بست غرف يتمضمض بثالثـ ثم يستنشق
بثالث أو بغرفتين يتمضمض باألولى ثالثًاـ ثم يستنشق باألخرى ثالثًا وإ ن كانت السنة تتأدى
[ ]1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب المضمضة في الوضوء ،ومسلم في صحيحه:
كتاب الطهارة :باب في وضوء النبيـ صلى اهلل عليه وسلم ،وانظر "المجموع" [.]1/352
[ ]2أخرجه الدارقطني في سننه [ :]1/99كتابـ الطهارة :باب ما روي من قول النبي صلى اهلل عليه
وسلم" :األذنان من الرأس"،ـ وقال" :الربيع بن بدر متروك الحديث" اهـ ،وفي [ ]1/102وقال" :عمرو بن
الحصينـ وابن عالئة ضعيفان"ـ اهـ ،وانظر "المجموع" [ 1/363و.]365
[ ]3أخرجه أبو بشر الدوالبي في جزء جمعه من أحاديث سفيانـ الثوري ،وصحح سنده الحافظ ابن
القطان،ـ انظر "نصب الراية" [ ]1/16للزيلعي ،و"تلخيص الحبيرـ" [ ،]1/81ولفظه" :وبالغ في المضمضة
صائما".
ً واالستنشاق إال أن تكون
[ ]4أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب مسح الرأس مرة ،ومسلم في صحيحه :كتاب
الطهارة :بابـ في وضوء النبي صلى اهلل عليه وسلم.
ماخ ِ
يه ،وتخلي ُل ص َتيه في ِ
بماء جديد ،وإ دخا ُل مس ّبح ِ
واألذنين ظاهرا وباط ًنا ٍ
ِ ِ
الرأس ومسح ك ّل ثار، ِ
ُ َ َ ً ُ واالست ْن ُ
ِ
الوجه، وخارج عن
ٍ ٍ
وعارض من ٍ
لحية ٍ
كثيف ْ ٍ
شعر
بالجميع [واالستنثار] لخبر مسلم [" :]1ما منكم من أحد يتمضمض ثم يستنشق فيستنثر إال خرت خطايا
وجهه [وخياشيمه] [ "]2ويحصل ذلك بأن يخرج بعد االستنشاق ما في أنفه من ماء وأذى ويسن ذلك
بأصبعه اليسرى [ومسح كل الرأس] لإلتباع رواه الشيخانـ [ ،]3والسنة في كيفية مسحه أن يضع يديه
على مقدمه ويلصق مسبحته باألخرى وإ بهاميه على صدغيه ثم يذهب بهما إلى قفاه ثم يردهما إلى المبدإ
إن كان له شعر ينقلب وإ ال فليقتصرـ على الذهاب فإن لم يرد نزع ما على رأسه من عمامة أو غيرها
مسح ما يجب من الرأس وتمم على ما عليه [و] مسح [األذنين ظاهرا وباط ًنا ٍ
بماء جديد] ال ببلل الرأس ً
صماخيه] ثم
َ لإلتباع رواه البيهقي [ ]4والحاكم [ ]5وصححاه [وإ دخال ُمسبحتيه] بكسر الموحدة [في
استظهارا،ـ
ً يديرهما على المعاطف ويمر إبهاميه على ظهورهما ثم يلصق كفيه وهما مبلولتانـ باألذنين
وذكرت في شرح األصل زيادة على ذلك [وتخليل شعر كثيف من لحية وعارض] وإ ن لم يخرجا عن الوجه
[وخارج عن الوجه] لإلتباع في اللحية،ـ رواه الترمذي [ ]6وصححه .ويقاس بها غيرها بأن يدخل
أصابعه من أسفل اللحيةـ مثالً بعد تفريقهاـ وذكر العارضـ
[ ]1أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب صالة المسافرين:ـ باب إسالم عمرو بن عبسة.
[ ]2في األصل [ص" :]9/وخياشيمه"،ـ وما أثبتناه من "صحيح مسلم".
[ ]3أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب مسح الرأس مرة ،ومسلم في صحيحه :كتاب
الطهارة :باب في وضوء النبيـ صلى اهلل عليه وسلم.
[ ]4أخرجه البيهقي في سننه [.]1/65
[ ]5أخرجه الحاكم من "المستدرك" [ ]151-1/150وصححه الحاكم ووافقه الذهبي على تصحيحه.
[ ]6أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الطهارة :باب ما جاء في تخليل اللحية ،وصححه.
والخارج من زيادتي [و] تخليل [أصابعـ اليدين بالتشبيك و] أصابعـ [الرجلينـ] من أسفلهما [بخنصر يده
خاتما بخنصرـ اليسرى ،واالصل في ذلك خبر لقيط بن صبرة "أسبغ
مبتدئا بخنصرـ رجله اليمنى ً
ً اليسرى]
الوضوء وخلل بين األصابع"ـ رواه الترمذي [ ]1وغيره وصححوه ،وقولي بالتشبيك من زيادتي [والتثنية
والتثليث] لخبر مسلم [ :]2أنه صلى اهلل عليه وسلم توضأ ثالثًاـ ثالثًا،ـ وروى البخاري [ :]3أنه توضأ
مرة مرة ،وتوضأ مرتين مرتين،ـ واألفضل التثليثـ في الغسل والمسح والتخليل والدلك والذكر والتسمية
[والتيامنـ] في أعضاء الوضوء وكذا في كل ما هو من باب التكريمـ كغسل ولبس ثوب ونعل وخف
وسراويل ودخول مسجد ،واليسارـ لضد ذلك كامتخاط واستنجاء وخروج من مسجد ألنه صلى اهلل عليه
وسلم" :كان يحب التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله" رواه الشيخان [ ،]4وروى أبو داود
[ ]5بإسناد صحيح عن عائشة قالت كانت يد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه
وكانتـ اليسرى لخالئه وما كان من أذى [إال في الكفينـ أول الوضوء والخدين واألذنين وجانبي الرأس
معا ألنه أهون ،أما نحو األقطع كمن خلق بيد واحدة فيسن له التيامن مطلقًا
لغير نحو أقطع] فيطهران ً
وحيث يسن التيامن يكره التياسر،ـ وذكر جانبيـ الرأس ونحوه من زيادتي
[ ]1أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الطهارة :باب ما جاء في تخليل األصابع ،وصححه ،وأبو داود في
سننه :كتاب الطهارة :باب في االستنثار،ـ وصححه النوور في المجموع [.]1/352
[ ]2أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب فضل الوضوء والصالة عنه.
[ ]3انظر "صحيح البخاري":ـ كتاب الوضوء :باب الوضوء مرض مرة ،وباب الوضوء مرتين مرتين.
[ ]4أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب التيمنـ في الوضوء والغسل ،ومسلم في صحيحه:
كتاب الطهارة :باب التيمنـ في الطهور وغيره.
[ ]5اخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب كراهية مس الذكر بإيمين في االستبراء.
ِ
يمينه والضيق عن يسار ِه، الواسع عن ِ
اإلناء
ِ رشاش ،ووضعُ
ٌ يناله
والجلوس بمح ّل ال ُ
ُ والتوجه للقبلة،ـ
ُ
ِ ِـ
ِ
اليدين الوجه بأعالهُ وفي عين عن يسار ِهَ ،
والبداءةُ في غسل الم ُ
فيقف ُ
ُ االستعانة إال ٍ
لعذر وتر ُك
ِ الرأس بم ِ
قدمه ،وتر ُك َّ
الن ِـ
والتنشيف بال حاجة، فض ِ ُ باألصابع وفي
ِ ِـ
والرجلين
[والتوجه للقبلة] في وضوئه ألنها أشرف الجهاتـ فإن اشتبهت عليه فالقياسـ ندب التحري [والجلوس
بمحل ال ينالهـ] فيه [رشاش] من الماء [ووضع اإلناء الواسع عن يمينه] ليسهل االغتراف منه [و]
وضع [الضيق] كاإلبريق [عن يساره] ليسهل أخذ الماء منه في يمينه [وترك االستعانة] في الصبـ
عليه ألنها ترفه ال يليق بالمتعبد فهي خالف األولى أما االستعانة في غسل األعضاء فمكروهة وفي
إحضار الماء ال بأس بها وال يقال إنها خالف األولى لثبوتهاـ عنه صلى اهلل عليه وسلم في مواطن كثيرة
[إال لعذر] فال بأس [ ]1باالستعانة مطلقًا بل قد تجب ولو بأجرة المثل الفاضلةـ عن قضاء دينه وعن
كفاية ممونه يومه وليلته وسائر ما يبقى له في الحج فإن لم يجد صلى وأعاد ،وتعبيري بالعذر أعم من
ندبا [عن يساره] ألنه أعون وأمكن
المعين] ً
تعبيره بالضرورة ،وإ ذا استعان بمن يصب عليه [فيقف ُ
وأحسن في األدب [والبداءة في غسل الوجه بأعاله] لإلتباع وألنه أشرف ألنه محل السجود [وفي
اليدين والرجلين باألصابع] ال بالمرفق والكعب وإ ن صب عليه غيره وتعبيري في اليدين باألصابع أولى
من تعبيره فيهما بالكفينـ [وفي الرأس بمقدمه] وتقدم بيانـ كيفية مسحه [وترك النفض] للماء ألن
النفض كالتبري من العبادة [و] ترك [التنشيف] [ ]2من بلل الماء ألنه أثر عبادة [بال حاجة] من
زيادتي فإن كان ثم حاجة كبرد والتصاق نجس فال
اللهم اجعلني
ورسوله ّ
ُ عبدهُ
محمدا ُ
ً وأشهد أن
ُ له
شريك ُ
َ أشهد أن ال إله إال اهلل وحدهُ ال
ُ ءاخرهُ
َ يقول
وأن َ
وأتوب
ُ أستغفر َك
ُ أنت
أشهد أن ال إله إال َ
ُ اللهم وبحمد َك
َّ بحانك
َ سالمتطهرينـ ُ
من ُمن التوابين واجعلني َ
إليك،ـ وغيرها.
اإلسراف] في الماء ولو بشط نهر لخبر أبي داود [ ]3بإسناد صحيح عن عبد اهلل بن مغفل
ُ [ومكروهاته
قال :سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول" :أنه سيكون في هذه األمة قوم يعتدون في الطهور
والدعاء" [والزيادة على
[ ]1أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب الذكر المستحبـ عقب الوضوء.
[ ]2أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الطهارة :باب فيما يقال بعد الوضوء ،وانظر "المجموع" [.]1/456
[ ]3أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب اإلسراف في الماء وصححه الحافظ في "التلخيص"ـ [
.]1/141
ِ
الوقت في ُوضو ٍء دائم ِ
والحائل ،ودخو ُل المنافي،ـ ِ
وعد ُم ُ
والتمييز،ـ َ
ُ واإلسالم،
ُ الماء ُمطلقًا،ـ وشرطُ ُهَ :ك ْو ُن
الحدث ،وغيرها.
والنقص عنها] لخبر أبي داود [ ]1وغيره وهو صحيح" :أنه صلى اهلل عليه وسلم توضأ ثالثًاـ ثالثًا
ُ الثالثـ
ثم قال" :هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم" ،وذكر كراهة النقص من زيادتي،
وكراهته من حيث االقتصارـ على الغسلة الثانية فال ينافي كونها سنة في ذاتها [وغيرها] من زيادتي
كثيرا بال عذر كالغسل ال غسل الرأس فال
كاالستياكـ للصائمـ بعد الزوال والوضوء للجنب في ماء راكد ولو ً
يكره ألنه األصل إذ به تحصل النظافة بخالف غسل الخف يكره ألنه يعيبه بال فائدة [وشرطه كون الماء
مطلقًا] عند المتوضئ فال يصح الوضوء بمستعمل [واإلسالم] فال يصح من كافر ألنه عبادة وليس هو من
أهلها [والتمييز] فال يصح وضوء غير المميز كطفل ومجنون لذلك [وعدم المنافي] من نحو حيض ومس
ذكر حال الوضوء ألنه إذا طرأ على الوضوء أبطله فال يصح مع وجوده ،فتعبيري بذلك أعم من اقتصاره
على عدم الحيضـ والنفاس [و] عدم [الحائل] بين الماء والمغسول أو الممسوح كشمع وعين حبر []2
وحناء [ ]3بخالف أثرهما [ودخول الوقت في وضوء دائم الحدث] كمستحاضة فلو توضأ قبل دخوله لم
يصح ألنه طهارة ضرورة وال ضرورة قبل الوقت [وغيرها] من زيادتي كمعرفة كيفية الوضوء كنظيره
في الصالة،ـ ودوام النية فلو قطعها في أثناءـ الوضوء احتاج في بقية األعضاء إلى نية جديدة.
[ ]1أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب الوضوء ثالثًا ثالثًاـ والنسائي في سننه :كتاب
وجود الحافظ إسناده في
الطهارة :باب االعتداء في الوضوء وصححه النووي في المجموع [ّ ،]1/431
الفتح [.]1/233
جامدا.
ً حبرا
[ ]2إذا كان ً
كثيرا.
جامدا أما أثر الحبرـ والحناء ً
ً [ ]3إن كان عينه
بابـ األحداث
سدٌّ، مع ٍ
تحت ِ فرج أو ٍ غير َم ِن ّي ِه ْ
خروج ِ
والفرج ُم ْن َ
ُ دة ثقب َ من ٍ ُ هي
َ
بابـ االحداث
وشرعا :يطلق
ً غالبا وهو لغة :الشئ الحادث،ـ
هي جمع حدث والمراد به عند اإلطالق كما هنا األصغر ً
على أمر اعتباري يقوم باألعضاء يمنع من صحة الصالة حيث ال مرخص وعلى األسبابـ التي ينتهي بها
الطهر وعلى المنع المترتب على ذلك ،والمراد هنا الثاني،ـ وتعبير األصل بأسباب الحدث يقتضي تفسير
الحدث بغير الثانيـ إال أن تجعل اإلضافة بيانيةـ [هي] أربعة [خروج غير ِ
منيه] الموجب للغسل أي
نادرا كدم انفصل
معتادا كبول أو ً
ً رطبا
نجسا جافًا أو ً
طاهرا أو ً
ً ريحا
المتوضئ الحي الواضح عي ًناـ كان أو ً
أح ٌد ِمنكم َ
من جاء َ
دبرا كان أو قبالً [أو] من [ثقب تحت َمعدة والفرج منسد] آليةْ { :أو َ
أوال [من فرج] ً
ِ
الغائط} [سورة النساء/ـ ]43ولقيام الثقبـ المذكور مقام المنسد ،والغائط المكانـ المطمئن من األرض
تقضى فيه الحاجةـ سمي باسمه الخارج للمجاورة،ـ وخرج بالثقب المذكور خروج شئ من ثقب فوق
المعدة أو فيها أو محاذيها ولو مع انسداد الفرج أو تحتها مع انفتاحه فال نقض به ألنه في األخيرة ال
ضرورة إلى مخرجه وفيما عداها بالقيءـ أشبه إذ ما تحيله الطبيعة تلقيه إلى أسفل وهذا في االنسداد
العارض أما الخلقي فينقض معه الخارجـ من الثقبـ مطلقًا[ ،والمنسد] [ ]1حينئذ كعضو زائد من الخنثى ال
وضوء بمسه وال غسل بإيالجه وال باإليالج فيه قاله الماوردي [ ،]2والمعدة مستقر الطعام
[ ]1في األصل [ص" :]13/والمسند" والصواب ما أثبتناه كما هو واضح من سياق الكالم ،وكذا ورد على
الصواب في "أسنى المطالب"ـ [ ]1/54للمؤلف.
[ ]2الحاوي الكبير [.]1/214
قطع ِه
فرج ءادمي أو مح ّل ِ
ّ َ ومس ِ
ُّ مقع َدهُ،
بنوم ُم َم ّكن َ وغلب ٌة على ٍ
عقل ال ٍ
من المكانـ المتخسف تحت الصدر إلى السرة والمراد بها هنا السرة .أما منيه الموجب للغسل فال نقض
به كأن أمنى بمجرد نظره ألنه أوجب أعظم األمرين بخصوصه فال يوجب أدونهما بعمومه ،ودخل في غير
منيه المذكور مني غيره ومنيه غير الموجب للغسل بأن استدخله ثم خرج فينقضان فتعبيري بمنيه وإ ن
احتيج لتقييده بما مر أولى من تعبيره بالمني ،وتعبيري بفرج أولى من تعبيره بأحد السبيلينـ إذ لإلنسانـ
ثالثة سبل اثنان للقبل وواحد للدبر وألنه قد يكون له أكثر من ذلك كما لو خلق له ذكران عامالنـ [وغلبة
على عقل] بجنون أو إغماء أو نوم أو غيرها لخبر أبي داود [ ]1وغيره" :العينانـ وكاء السه فمن نام
فليتوضأ" وغير النوم مما ذكر أبلغ منه في الذهول الذي هو مظنة لخروج شئ من الدبر كما أشعر بها
الخبر إذ السه الدبر ووكاؤه حفاظه عن أن يخرج منه شئ ال يشعر به ،والعينان كناية عن اليقظة ،وخرج
بالغلبةـ على العقل أي التمييزـ النعاس وحديث النفس وأوائل نشوة السكر فال نقض بها ،ومن عالمات
النعاس سماع كالم الحاضرينـ وإ ن لم يفهمه [ال] الغلبةـ عليه [بنوم ممكن مقعده] أي ألييهـ من مقره من
ضاماـ ظهره وساقيه بعمامة أو غيرها فال نقض لخبر مسلم [ ]2عن أنس
محتبيا أي ً
ً أرض أو غيرهاـ ولو
رضي اهلل عنه" :كان أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ينامون ثم يصلون وال يتوضؤن" ،حمل
جمعا بين األخبارـ وألنه حينئذ أمن من خروج شئ من دبره ،وال عبرة باحتمالـ خروج
على نوم الممكن ً
ريح من قبله لندرته ،وال تمكين لمن نام على قفاه ملصقًاـ مقعده بمقره[ ،ومس فرج ءادمي أو محل
صغيرا أو
ً قطعه] ولو
[ ]1أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب في الوضوء من النوم ،وابن ماجه في سننه :كتاب
الطهارة وسننها :باب الوضوء في النوم.
[ ]2أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الحيض:ـ باب الدليل على أن نوم الجالس ال ينقض الوضوء.
بشرتَي ٍ
ذكر وأنثى ِ
كف ،وتالقي َ ْ
ببطن ّ
[ ]1أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الطهارة :باب الوضوء من مس الذكر ،وصححه.
[ ]2أخرجه ابن حبان في صحيحه :كتاب الطهارة :باب نواقض الوضوء ،انظر "اإلحسانـ بترتيبـ صحيح
ابن حبان" [ ،]1/222و"المجموع" [ ]2/35للنووي.
بر ال َم ٍ
حرم. ِ
بك ٍ
ِ
الغسل باب
ُ
والظفر إذ ال يلتذ بلمسها وبذكر وأنثى الذكران واألنثيانـ والخنثيان والخنثى والذكر أو األنثى والعضو
حد الشهوة وإ ن انتفت لهرم أو نحوه []1
المبانـ النتفاء مظنة الشهوة [بكبر] أي مع كبرهما بأن بلغا ّ
اكتفاء بمظنتها بخالف التالقي مع الصغر الذي ال شهوة معه فال ينقض النتفاءـ مظنتهاِ ،
وذكر كبر الذكر
من زيادتي [ال] تالقي بشرتي ذكر وأنثى [محرم] له بنسب أو رضاعـ أو مصاهرة فال نقض بذلك.
باب الغسل
هو بفتح الغين أفصح وأشهر من ضمها مصدر غسل وبمعنى االغتسال وبكسرها اسم لما يغتسل به من
سدر ونحوه وبالضم اسم للماءـ الذي يغتسل به وهو بالمعنيينـ األولين لغة سيالن الماء على الشئ
وشرعا سيالنه على جميع البدن بنية كما سيأتيـ:
ً
[موجبه] ستة [جنابة] وتحصل [بخروج منيه] أوالً [ ]2من طريقه المعتاد أو من تحت صلب الرجل
وترائب المرأة والمعتاد منسد لخبر الصحيحينـ [ ]3في ذلك ،وخرج بمنيه مني غيره وبأوال منيه الخارج
دبرا ولو
فرجا] قبالً أو ً
ثانياـ بأن استدخله ثم خرج فال غسل بهما [أو دخول حشفة أو قدرها] من فاقدها [ ً
ً
من ميت أو بهيمة ،وتعبيري بما ذكر أولى
[ ]1كالمرض.
[ ]2انظر أسنى المطالب [.]1/65
[ ]3هو قول النبي صلى اهلل عليه وسلم ألم سلمة" :نعم ،إذا رأت الماء" ،أخرجه البخاري في صحيحه:
كتاب الغسل :باب إذا احتلمت المرأة ،أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الحيض:ـ باب وجوب الغسل على
المرأة بخروج المني منها.
وتعميم ِ
البدن وفرض ُه :النيةُ،
ُ واشتبه، بد ٍن أو ِ
بعضه ٍ
والدة ،ونجاس ُة َ ونحو ونفاس، وحيض،
ٌ وموت،
ٌ
ُ َ ُ ٌ
ِ
بالماء.
وحيض] آلية:
ٌ وموت] لمسلم غير شهيد لما سيأتيـ في الجنائز [
ٌ من قوله إنزال مني أو التقاء الختانينـ [
ونحو
ونفاس] ألنه دم حيض مجتمع [ ُ ٌ حيض} [سورة البقرة/ـ ]222أي الحيض [ الم ِ النساء في َ
َ {فاعتَ ِزلواـ
والدة] من إلقاء علقة أو مضغة ولو بال بلل ألن الولد ونحوه مني منعقد ،ويعتبر في الموجب من هذه
تنزيهاـ
ً الثالثة وخروج المني االنقطاعـ والقيام إلى الصالة أو نحوها [ونجاسة بدن أو بعضه واشتبه] عليه
موجبا للغسل بل إلزالة
ً عنها ولتصح صالته وتبعت في ذكر هذا األصل ولم يذكره األكثر ألنه ليس
النجاسة حتى لو كشط جلده حصل الفرضـ [وفرضه] أي ركنه شيئان [النيةـ] لما مر في الوضوء كأن
ينوي رفع الجنابةـ أو الحيض أو النفاسـ أو غسل الميت أو غسل الواجب لكنها ال تجب في الغسل من
الموت والنجاسةـ ألن القصد منه النظافة وهي ال تتوقف على نية [وتعميم] ظاهر [البدن] حتى ما تحت
القلفة من األقلف والشعر ولو كثيفًا [بالماء] ويتسامح بباطن العقد التي على الشعراتـ ويجب نقض
الضفائر إن لم يصل الماء إلى باطنهاـ إال بالنقض.
[وسننه :التسمية] أوله كما في الوضوء [وغسل األذى] كمخاط ونجس [والوضوء] وتقدم بيانه مع دليله
في بابه،ـ قال الرافعي وال يحتاجـ إلى إفراد هذا الوضوء بنية بناء على اندراجه في الغسل ،قال في
"الروضة" :قلت المختارـ أنه إن تجردت جنابتهـ عن الحدث نوى بوضوئه سنة الغسل وإ ن اجتمعا نوى به
رفع الحدث األصغر [والتثنية والتثليثـ] وهو أفضل كما في الوضوء فيغسل ويدلك رأسه ثالثًا بعد تخليله
في كل مرة ثم شقه األيمن ثالثًا ثم األيسر ثالثًاـ [والتخليل] للشعر واألصابع بالماء قبل إفاضته
مكروهات الوضوء.
ُ ومكروهاتُ ُه
ٍ
حائض لنحو إحرام، يصح غس ُل نحو
ُّ وشروطُ ُه شروطُ الوضوء .لكن
ليكون أبعد عن اإلسراف في الماء [والبداءةُ بالشق األيمن] لما مر في الوضوء [و] البداءة [بأعلىـ بدنه]
خروجا من
ً لألخبارـ الصحيحة وألنه أبعد عن اإلسراف في الماء [والدلك] لما تصل إليه يده من بدنه
خالف من أوجبه وألنه أنقى للبدن [وتوجه للقبلةـ وكونه بمحل ال يناله] فيه [رشاش] كما في الوضوء
[والستر] في الخلوة محافظة على ستر العورة ،أما بحضرة الناس أي الذين يحرم عليهم نظر عورة
المغتسل ولم يغضوا أبصارهم عن النظر إليها فيجب الستر [وجعل اإلناء الواسع عن يمينه والضيق عن
يساره وترك االستعانةـ إال لعذر] لما مر في الوضوء ،وإ ذا استعانـ بمن يصب عليه [فيكون المعين عن
يمينه] بخالف ما مر في الوضوء [والشهادتانـ] المتقدمتان مع ما معهما في الوضوء [ءاخره] أي ءاخر
الغسل [وغيرها] من زيادتي كالمضمضةـ واالستنشاق بل يكره تركهما وترك الوضوء كما ذكره في
المجموع مع زيادة ذكرتها في شرح األصل.
[ومكروهاتها مكروهات الوضوء] وتقدم بيانهاـ في بابه،ـ وتعبيري بذلك أعم من اقتصاره على اإلسراف
والزيادة.
[وشروطه شروط الوضوء] وتقدم بيانها في بابه وتعبيري بما ذكر أعم مما عبر به[ ،لكن يصح غسل
نحو حائض] كنفساء [لنحو إحرام] بنسك من حج أو عمرة كدخول مكة ألن المقصود منه منع الرائحةـ
الكريهة
ُّ ِ
ومس ُه
وسجود ،وقراءةُ قرءان بقصدها،ـ ُّ
ٌ ور ْي ِن ُ
فيصلي الفرض. ويحر ُم بالجنابة:ـ صالةٌ إال لفاقد الط ُه َ
ُ
وحملُ ُه
ٍ
ومجنونة من نحو حيض] كنفاس [لتحل لالجتماع ،ونحو الثانية من زيادتي [و] يصح [غس ُل كتابيةـ
لمسلم] من زوج أو سيد أي لوطئه وإ ن انتفى اإلسالم والتمييز للضرورة،ـ وقد تكلمت على وجوب النيةـ
مع زيادة في شرح األصل وغيره.
[ويحرم بالجنابة صالة] ولو نفالً لإلجماع ولخبر الصحيحين [" :]1ال يقبل اهلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى
الطهورين فيصلي الفرض] دون النفل
َ يتوضأ" إذ مقتضاه حرمتها بالحدثـ األصغر فباألكبر أولى [إال لفاقد
لحرمة الوقت ويقضي إذا قدر على أحدهما وإ نما يقضي بالتيممـ في محل يسقط به الفرض وإ ال فال قضاء
إذ ال فائدة فيه [وسجود] لتالوة وشكر ألنه في معنى الصالة [وقراءة قرءان] ولو بعض ءاية لخبر
الترمذي [ ]2وقال حسن صحيح عن علي قال :كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقضي حاجته فيقرأ
القرءان ولم يكن يحجبه وربما قال يحجزه عن القراءة شئ ليس الجنابة،ـ [بقصدها] أي القراءة فإن لم
يقصدها لم تحرم ألنه إنما يسمى قرءا ًنا بالقصد ومحله إذا كان مما يوجد نظمه في غير القرءانـ كقوله
هلل وإ نا ِ
إليه راجعون} [سورة البقرة ،]156/وإ ال فيحرم مطلقًا ،نعم يجوز لفاقد عند المصيبةـَّ { :إنا ِ
الطهورين قراءة الفاتحة في الصالة بل تجب كما صححه النووي [ومسه وحمله] أي القرءانـ بمس وحمل
ما هو فيه من
[ ]1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب ال تقبل صالة بغير طهور ،ومسلم في صحيحه:
كتاب الطهارة :باب وجوب الطهارة للصالةـ.
[ ]2أخرجه الترمذي في سننه بنحوه :كتاب الطهارة :باب ما جاء في الرجل يقرأ القرءان على كل حال
جنبا،ـ وصحيحه ،أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب في الجنبـ يقرأ القرءان،ـ
ما لم يكن ً
والنسائي في سننه :كتاب الطهارة :باب حجب الجنبـ من قراءة القرءان.
ٍ
بمسجد ال ُعبوره. بث مسلم
وطواف ،ولُ ُ
ٌ متاع ،و ُخطب ُة ُجمعة،
إال في ٍ
غسل ٍ
ميت، حد ٍث أكبرْ ،
ومن ِ كافر ٍ
خال عن َ ِ
وإلسالم ٍ ٍ
وعيد،
لمريدي حضورها الجتماعـ الناس لها وفي الصحيحين [ ]1خبر" :إذا جاء أحدكم الجمعة" أي أراد مجيئها
"فليغتسل" وصرفه عن الوجوب خبر الترمذي [ ]2وحسنه" :من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن
اغتسل فالغسل أفضل" وقوله" :فبها" أي فبالسنةـ أخذ "ونعمت" الخصلةـ والغسل معها أفضل ،وغسل
الجمعة ءاكذ األغسال المسنونة ،وخرج بحاضريها وهو من زيادتي في األخيرتينـ من لم يرد حضورها
فال يسن له الغسل بخالف غسل العيد ال يختص بحاضريها كما يأتي ألنه يراد للزينةـ وكلهم من أهلها
وغسل الثالثة المذكورة لقطع الرائحةـ الكريهة عن الجماعة فاختص بحاضريهاـ [و] غسل [عيد] لكل أحد
لما مر ءانفًا [و] الغسل [إلسالم كافر خال عن حدث أكبر] ألنه صلى اهلل عليه وسلم أمر به قيس بن
عاصم لما أسلم ،رواه الترمذي [ ]3وحسنه وابن حبان وصححه وحملوه على الندب ألنه قد أسلم خلق
كثير ولم يؤمروا بالغسل وألن اإلسالم ترك معصية فلم يجب معه غسل كالتوبة من سائر المعاصيـ أما إذا
لم يخل عن ذلك كأن أجنب ولو في الكفر فيجب عليه الغسل وإ ن اغتسل في الكفر،ـ وقولي :خال إلخ أعم
مسلما لخبر" :من غسل ميتًا فليغتسل" رواه
ً من قوله لم يجنب في الكفر [و] الغسل [من غسل ميت] ولو
الترمذي [ ]4وحسنه وابن حبانـ [ ]5وصححه ،وصرفه عن الوجوب خبر الحاكم [ ]6وصححه على
[ ]1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الجمعة :بابـ فضل الغسل يوم الجمعة ،ومسلم في صحيحه:
كتاب أول الجمعة.
[ ]2أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الصالة:ـ باب ما جاء في الوضوء يوم الجمعة.
[ ]3أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الصالة:ـ باب ما ذكر في االغتسال عندما يسلم الرجل ،وحسنه ،وأبو
داود في سننه :كتاب الطهارة :باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل.
[ ]4أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الجنائز:ـ باب ما جاء في الغسل من غسل الميت،ـ وحسنه.
[ ]5أخرجه ابن حبان في صحيحه :كتاب الطهارة :باب نواقض الوضوء ،انظر اإلحسانـ بترتيبـ صحيح
ابن حبان [.]2/239
[ ]6أخرجه الحاكم في المستدرك [ ]1/386وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه.
ِ
طواف ُركن. وغيرها ال وتغير ٍ
بدن، ِ
ُ
ِ
التيمم باب
ُ
يكف ِه ُ
ماؤهُ، هر ِه إذا لم ِ
ْ وبين طُ ِ
بينه َ
غبار ويجمعُ ُ
له ٌ
ولو ٍ
برمل ُ ٍ
بتراب ْ يختص
ُّ
والحائض والنفساءـ [وتغير بدن] إزالة للرائحة الكريهة [وغيرها] من زيادتي كالغسل لحضور كل مجمع
من الناسـ ولالعتكاف ولدخول المدينة المشرفة [ال] غسل [طواف ركن] أو وداع وإ ن جزم األصل بسنيتهـ
في األول والنووي في منسكه الكبير بسنيتهـ فيهما.
باب التيمم
ِ
الماء عاد فيها الصالةُ:ـ فَ ْق ُد أسباب تسع ٌة منها تُ ُ وله ِ
الماءُ . ِ
استعمال يخاف معها من
ُ بعضو ِه عل ٌة
ِ كان
ْأو َ
ٌ
ِ
بأعضاء هر ،وكو ُن ُهغير طُ ٍ
الساتر على ِ
ِـ ِِ بمح ّل يغلب ِ
وجودهُ ،ونسيا ُن ُه ،وإ ضاللُ ُه في رحله ،ووضعُ
ُ فيه ُ
معفو عنه.
بغير ٍّ بدن ِوتنجس ٍ صيان بسفر،
وع ٌـ ِ
قبل الوقت ،وشدةُ ْبر ٍدِ ، ِ
وكون التيمم َ ُ التيمم،
ُ
األصل ،ويعتبر فيما ذكر تأخيره التيمم عن استعمال الماء [أو] إذا [كان بعضوه علة يخاف معها من
استعمال الماء] على نفسه أو عضوه أو منفعته وال يعتبر في هذا تأخيرـ التيمم في الغسل وال في الوضوء
بالنسبةـ لعضو العلة،ـ وتعبيري بالطهرـ وبالعلة أعم من تعبيره بالوضوء وبالجرح [وله] أي التيمم
[أسباب] أحد وعشرون وهي في الحقيقةـ أسباب للعجز عن استعمال الماء والعجز عن ذلك هو سبب
سفرا لغلبة وجوده
حصرا كان أو ً
ً التيمم [تسعة منها تُعاد فيها الصالة :فقد الماء بمحل يغلب فيه وجوده]
فيه [ونسيانه] أي الماء [وإ ضالله في رحله] فيهما لوجود الماء معه ونسبته في إهماله حتى نسيه أو
أضله إلى تقصيرـ بخالف ما لو أدرج في رحله ماء ولم يشعر به أو أض ّل رحله الذي فيه الماء في رحال
أعم من قوله ووضع الجبيرة [على غير طهر] بخالف وضعه
[ووضع الساتر] من جبيرة أو لصوق فهو ّ
على طهر كما في الخف بجامع وجوب المسح بالماء على كل منهما [وكونه] أي الساتر [بأعضاء التيمم]
جميعا [وكون التيمم] للصالةـ [قبل الوقت] أي وقتها وإ ن ظن
ً وإ ن وضعه على طهر لنقص البدل والمبدل
دخوله لفوات الشرط [وشدة البرد] وإ ن خيف من االستعمال فيها تلف نفس أو غيرها لندرة فقد ما يسخن
به الماء [وعصيانـ بسفر] كإباق ألن عدم وجوب اإلعادة رخصة فال تناط بالمعصية [وتنجس بدن بغير
معفو عنه] كدم كثير وإ ن عجز عن إزالته لفقد
الماء أو لخوف ضرر ألنه نادر ال يدوم بخالف ما يعفى عنه كدم قليل نعم إن كان على محل
األصابع ،وغيرها.
ِ من واليد ِ
ين َ َ أعالهُ
المسح.
ِ وتكرير ِ
التراب، تكثير ومكروه ُه:
ُ
ُ ُ
ٍ ٍ
مخلوط ِ ِـ ين مع ِ ِ
زعفران، بنحو وغير
َ هورا
ط ً التراب َ وكون
ُ المرفَقَين، لليد ِـ َ
للوجه ،وضرب ٌة َ وشروطُ ُه :ضرب ٌة
ٍ
مريض ،و تيمم ِ
الماء إال في ِ وطلب
ُ
بين مسح الوجه واليدين
أعالهُ واليدين من األصابعـ] كما في الوضوء [وغيرها] من زيادتي كالمواالة َ
وتفريق أصابعه في كل ضربة وتخليلهاـ إن فرق في الضربتينـ أو في الثانية فقط وإ ال وجب.
[ومكروهه :تكثير الترابـ وتكرير المسح] لكل عضو لمخالفة األخبارـ الدالة على عدم ذلك.
[وشروطه] خمسة عشر [ضربة للوجه وضربة لليدينـ مع المرفقين] كما رواه كذلك الحاكم [ ]1وهو
موقوف على ابن عمر وال بد من الضربتين وإ ن أمكن التيمم بضربة بخرقة أو نحوها والمراد بالضرب
طاهرا غير مستعمل ،والمستعمل منه ما بقي بعضوه أو تناثرـ منه،ً طهورا] بأن يكون
ً النقل [وكون التراب
ولو رفع إحدى يديه عن األخرى قبل استيعابهاـ ثم أراد أن يعيدها لالستيعاب جاز في األصح ألن
المستعمل هو الباقي بالممسوحة ،أما الباقي بالماسحةـ ففي حكم الترابـ الذي يضرب عليه اليد مرتين فال
يكون مستعمالً بالنسبةـ للممسوحة [و] كونه [غير مخلوط بنحو زعفرانـ] من المخالطات وإ ن قل لمنعه
فلم ت ِجدوا ً
ماء فتيمموا} وصول التراب لكثافته إلى العضو [وطلب الماء] ولو بمأذونه لقوله تعالىْ { :
[سورة النساء ]43/وال يقال لم يجد إال بعد الطلب،ـ وألن التيمم طهارة ضرورة وال ضرورة مع إمكانها
بالماء [إال في تيمم مريض] فال يجب فيه طلب ألن تيممه لمرضه إال لفقد الماء ،وفي معناه الخائف من
برد ونحوه [و]
نحو حيض ِ
لتح َّل لمسلم، ٍ من ِ ٍ الع ِ متيقّ ِن ِ
والتمييز إال َ
ُـ نحو تيممت ْ
ْ كتابية واإلسالم إال في
ُ ذر، ووجود ُ
ُ الفقد، ُ
حائل ،وتقدم إزالةِ ٍ
حيض إال في تيمم لنحو إحرام ،وعدم ٍ
ٍ وعدم ِ
نحو ذلك َّ
لتحل لمسلم،ـ ٍ
مجنونة ُي َم َم ْت من َ
ُ ُ ُ
عن ِ
يديه، ِ
النجاسة ْ
شرعا كحيلولة سبع فال يجب فيه طلب إذ ال فائدة فيه وإ ن
ً حسا أو
في تيمم [متيقن الفقد] أي فقد الماء ً
توهمه طلبه مما توهمه فيه من رحله ورفقته ويستوعبهم بالطلبـ إال أن يضيق وقت الصالة ثم نظر
حواليه إن كان بمستو من األرض وإ ال تردد إن لم يخف على نفس ،أو عضو ،أو مال وإ ن قل ،أو
اختصاص،ـ أو انقطاع عن رفقة ،أو خروج وقت إلى حد يلحقه فيه غوث رفقته مع تشاغلهم بأشغالهم
وتفاوضهم في أقوالهم ،فإن لم يجد تيمم فلو علم ماء يصله المسافر لحاجته كاحتطاب وهو فوق حد
الغوث السابق وجب قصده إال إن خاف على ما مر غير اختصاصـ ومال يجب بذله في تحصيل الماء ثم ًنا
أو أجرة [ووجود العذر] من علة أو فقد ماء [واإلسالم] لما مر في الوضوء [إال في كتابية تيممت من
نحو حيض لتحل لمسلم] من زوج أو سيد للضرورة [والتمييز] لما مر في الوضوء [إال] في [نحو
مجنونة يممت من ذلك] أي من نحو حيض [لتحل لمسلم] للضرورة،ـ ونحو من زيادتي [وعدم نحو حيض
إال في تيمم لنحو إحرام] مما ال تختص سنية الغسل له بالظاهر كما بينته في بابه [وعدم حائل] بين
الترابـ والممسوح لما مر في الوضوء [وتقدم إزالة النجاسةـ عن بدنه] ولو عن غير أعضاءـ التيمم من
فرج وغيره بخالفه في الوضوء ألن الوضوء لرفع الحدث وهو يحصل مع عدم تقدم ذلك والتيمم إلباحة
الصالة التابعـ لها غيرهاـ وال إباحة مع ذلك فأشبه التيمم قبل الوقت ،وقولي" :عن بدنه" أعم من اقتصاره
على محل االستنجاء
نحو حيض ِ
لتح َّل لمسلم، ٍ من ِ ٍ الع ِ متيقّ ِن ِ
والتمييز إال َ
ُـ نحو تيممت ْ
ْ كتابية واإلسالم إال في
ُ ذر، ووجود ُ
ُ الفقد، ُ
حائل ،وتقدم إزالةِ
إحرام ،وعدم ٍ ٍ ٍ ِ
وعدم نحو حيض إال في تيمم لنحو َّ
ذلك لتحل لمسلم،ـ ٍ
مجنونة ُي َم َم ْت من َ
ُ ُ ُ
عن ِ
يديه، ِ
النجاسة ْ
ٍ
صالة في حائل إال في وزوال ٍ
علة بال ٍ ِ ثمن ِه،
وتوه ِم ِه ،وقدر ٍة على ِ
ُ وبرؤية ٍ
ماء ِ ٍ
وردة، ٍ
بحدث، التيمم ويبط ُل
ُ
ِ
التوهم. بعد ِ
غير ٍ
صالة مقصور ٍة َ وهو في ِ
األربع األخيرة ،وبإقامة] أو نيتها َ
ِ
والعلم بالقبلة و] العلم [بدخول الوقت] ولو باالجتهاد فيهما [وطلب الماء ونقل
ُ والعضو الذي يريد مسحه [
الترابـ فيه] أي في الوقت فيهما ،وهذه األربعة من زيادتي وقد تفهم األخيرة مما مر أوائل الباب.
[ويبطل التيمم بحدث] وقد مر بيانه في بابه [وردة] هذا من زيادتي [وبرؤية ماء] أي بالعلمـ بوجوده وإ ن
سراباـ أو جماعة جوز أن معهم ماء بال حائل فيهما يحول
ً ضاق الوقت عن الوضوء [وتوهمه] كأن رأى
عن استعمالهـ من سبع وعطش أو نحوهما ألنه لم يشرع في المقصود فأشبه ما لو رءاه في أثناء التيمم
فإن كان ثم حائل وعلمه قبل الرؤية والتوهم أو معهما لم يبطل تيممه [وقدرة على ثمنه] بال حائل بأن ال
يحتاج إليه لمؤونة أو لدين ويمكنه الشراء [وزوال علة] مبيحة للتيممـ [بال حائل] يحول عن استعماله،
فقولي" :بال حائل" قيد في المسائل األربع األخيرة وهو من زيادتي في الثالثة األخيرة ،وخرج بزوال العلة
توهم زوالها فلو توهم برء جرحه فرءاه لم يبرأ لم يبطل تيممه إذ ال يجب طلب البرء والبحث عنه
بتوهمه بخالف الماء [إال في صالة في األربع األخيرة] فال يبطل التيمم بشئ منها في غير الثانية حيث
كانت الصالة تسقط به وفيها مطلقًا لتلبسه بالمقصود كما لو وجد المكفر الرقبة بعد شروعه في الصوم
قطعا.
نعم يندب قطع الصالة في غير الثانية ليستأنفهاـ بوضوء في األصح ،فإن ضاق الوقت حرم قطعها ً
أما إذا كانت الصالة ال تسقط به فيبطل تيممه بذلك فتبطل الصالة وال وجه إلتمامها [وبإقامة أو نيتها وهو
تغليبا لحكم اإلقامة أو نيتها
في صالة مقصورة بعد غير التوهم] فيبطل تيممه ً
وأنه
خفُ ،الشعر وإ ن َّ
ِ ِ
منابت التراب ِ
فيه إلى ِ يجب إيصا ُل
وأنه ال ُ
الحدثُ ،
َ أنه ال يرفعُ
خالف الوضوء في ُوي ُ ُ
تيمم لغير ِه. ِ ِ ِ
عيني إذا َ
ٌّ فرض
ٌ فرضان،ـ وأنه ال ُيصلى به ال ُيجمعُ به
المقتضية كل منهما اإلتمام فأشبه ما لو نوى االتمام بجامع أنه أحدث بكل منهما ما لم يستحبه ألن اإلتمام
كافتتاح صالة أخرى ،وقولي" :أو نيتها" إلخ من زيادتي [ويخالف] التيمم [الوضوء] زيادة على ما مر
يجب إيصال التراب فيه إلى
[في أنه ال يرفع الحدث] بمعناه األول السابق في باب األحداث [و] في [أنه ال ُ
صبيا
منابت الشعر وإ ن خف] لعسر ذلك بخالف الماء كما مر [و] في [أنه ال ُيجمع به] وإ ن كان المتيمم ً
فرضا وما شاء من النوافل
[فرضان] كصالتينـ أو طوافين ألنه طهارة ضرورة بخالف الوضوء ويجمع به ً
ألنها ال تنحصرـ فخفف فيها ومثلها تمكين المرأة حليلهاـ وصالة الجنازة وتعينها عارض [و] في [أنه ال
يصلى به فرض عيني إذا تيمم لغيره] بأن تيمم لنافلةـ أو للصالة مطلقًا أو لصالة جنازة ،والتقييد بالعيني
من زيادتي وقولي" :لغيره" أعم من قوله لنافلة،ـ لكن لو تيممت المرأة لتمكين حليلهاـ لم تستبح به غيره.
ِـ
النجاسة وإ زالتها باب
ُ
تغير،
رح َ وماء قُ ٍ
ُ وخنزير،ـ وفرعُ ك ّل ومنيُّها،
ٌ وكلب،
ٌ وروث،
ٌ وودي،
ٌّ ومذي،
ٌّ هي :بو ٌل،
َ
وشرعا بالحد :مستقذر يمنع صحة الصالة حيث ال مرخص ،وبالعد[ :بول] لألمر
ً [هي] لغة :ما يستقذر،
بصب الماء عليه في خبر الصحيحينـ [ ]1في قصة األعرابي الذي بال في المسجد [ومذي] بمعجمة لألمر
غالبا
بغسل الذكر منه في خبرهما [ ]2في قصة علي رضي اهلل تعالى عنه ،وهو ماء أبيض رقيق يخرج ً
عند ثوران الشهوة بال شهوة قوية [وودي] بمهملة كالبول ،وهو ماء أبيض كدر ثخين يخرج إما عقبه
حيت استمسكت الطبيعة أو عند حمل شئ ثقيل [وروث] من غائط أو غيره ولو لسمك كالبول [وكلب] ولو
معلما لخبر [" :]3طهور إناء أحدكم" اآلتي [وخنزير] ألنه أسوأ حاالً من الكلبـ إذ ال يحل اقتناؤه بحال
ً
وتغليبا للنجسـ [ومنيها] أي
ً تبعا لهما
وألنه يندب قتله من غير ضرر فيه [وفرع كل] منهما مع غيره ً
تبعا ألصله بخالف مني غيرهاـ لذلك ،ولخبر الشيخين [ ]4عن عائشة رضي اهلل عنها:ـ
مني كل منها ً
"كانت تحك المني من ثوب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ثم يصلي فيه" [وماء قُرح] أي جرح [تغير]
ريحه ألنه
[ ]1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب ترك النبيـ صلى اهلل عليه وسلم والناس األعرابي
حتى فرغ من بوله في المسجد ،وباب صب الماء على البول في المسجد ،ومسلم في صحيحه :كتاب
الطهارة :باب وجوب غسل البول وغيره من النجاساتـ إذا حصلت في المسجد وأن األرض تطهر بالماء
من غير حاجة إلى حفرها.
[ ]2أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الغسل :باب غسل المذي والوضوء منه ،ومسلم في صحيحه:
كتاب الحيض :باب المذي.
[ ]3أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب حكم ولوغ الكلب.
[ ]4أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب غسل المني وفركه ،ومسلم في صحيحه :كتاب
الطهارة :باب حكم المني.
دم مستحيل فإن لم يتغير فطاهر كالعرق خالفًا للرافعي [وصديد] وهو ماء رقيق يخالطهـ دم كالدم وفي
وزجرا عنه
ً ظاـ
معناه القيح [ومرة] وهي ما في المرارة كالقيء [ومسكر مائع] من خمر وغيره تغلي ً
كالكلب وخرج بالمائع الحشيشة والبنج ونحوهما من الجامداتـ المسكرة فإنها مع تحريمها طاهرة وال ترد
نظرا ألصلهما [وما يخرج من معدة] كقيئ ولو بال تغير كالروث،ـ نعم
الخمرة المنعقدة والحشيشة المذابة ً
متصلبا فمتنجس ال نجس .أما الخارجـ من الصدر أو الحلق وهي النخامة ويقال
ً إن كان الخارج حبًّا
النخاعةـ والنازل من الدماغ وهو البلغم فطاهرانـ كالمخاط [ولبن ما ال يؤكل غير ءادمي] كلبن األتان ألنه
صاـ ِ
مستحيل في الباطنـ كالدم أما لبن ما يؤكل ولبن اآلدمي فطاهران .أما األول فلقوله تعالى{ :لب ًناـ خال ً
ءادم} [سورة اإلسراء/ كرمنا بني َ ولقد َّ
سائ ًغا للشاربين} [سورة النحل .]66/وأما الثانيـ فلقوله تعالىْ { :
نجسا وال فرق فيه بين األنثى والذكر الحي والميت [وميتة غير
]70وال يليق بتكريمه أن يكون منشؤه ً
والدم} [سورة
ُ عليكم الميت ُة
ُ ءادمي وسمك وجراد] لحرمة تناولهاـ من غير ضرر قال تعالىُ { :حِّر َم ْت
ءادم}
كرمنا بني َالمائدة ،]3/أما ميتة اآلدمي وتالييهـ فطاهرة لحل تناول األخيرينـ ولقوله تعالى{ :ولقد َّ
[سورة اإلسراء/ـ ]70في األول ،وقضية تكريمهم [ ]1أن ال يحكم بنجاستهم بالموتـ وسواء المسلمون
س} [سورة التوبة/ـ ]28فالمراد به نجاسة االعتقاد أو
كون َن َج ٌ
شر َالم ِ
والكفار .وأما قوله تعالى{ :إنما ُ
اجتنابهم كالنجس ال نجاسة األبدان [ودم]
مكرمون أو لهم
[ ]1ليس المراد بقوله تعالى{ :ولقد كرمنا بني ءادم} [سورة اإلسراء ]70/أن الكفارـ ّ
شر
{إن َّ
يحب الكافرين} [سورة ءال عمران ،]32/وقولهَّ :
{فإن اهللَ ال ُّ
كرامة عند اهلل ،بدليل قوله تعالىَّ :
الذين كفروا} [سورة األنفال ،]55/فتنبه.
َ عند ِ
اهلل ِ
الدواب َ
ريح ،ولو عس َر من ٍ
لون أو ٍ ِ ٍ إال ك ِب ًدا وطُحاالً ،وإ زالتُهاـ ولو ِم ْن ُخ ّ
بحيث تزو ُل صفاتُها إال ما ُ
ُ بغسل ف
دواب ِ ِ ِ تنجس مائع َّ
بد ٍ
هن، ّ تطهيرهُ ،وال يح ُّل االنتفاعُـ به إال في استصباح،ـ أو طلي َ
نحو ُ تعذ َر ٌ َ
كبدا وطحاالً] فطاهرانـ لما صح عن ابن عمر رضي اهلل عنهما موقوفًا" :أحلت لناـ
لما مر من تحريمه [إال ً
ميتتانـ ودمان السمك والجراد والكبد والطحال" [ ]1وهو كما قال البيهقي [ ]2وغيره في حكم المرفوع،
وما زيد على المذكورات من نحو الجرة وماء المتنفط ودخان النجاسةـ هو في معناها [وإ زالتها] أي
النجاسة [ولو من خف] واجبة [بغسل] في غير بعض ما يأتي كبول صبي [بحيث تزول صفاتها] من طعم
ولون وريح [إال ما عسر] زواله [من لون أو ريح] فال تجب إزالتها بل يطهر محله بخالف ما لو اجتمعا
غالبا [ولو تنجس مائع
لقوة داللتهما على بقاء عين النجاسةـ وما لو بقي الطعم لذلك ولسهولة إزالته ً
جامدا فألقوها
ً تعذر تطهيره] ألنه صلى اهلل عليه وسلم سئل عن الفأرة تموت في السمن ،فقال" :إن كان
مائعا فال تقربوه" [ ،]3وفي رواية "فأريقوه" [ ]4فلو أمكن تطهيره لم يقل فيه ذلك
وما حولها وإ ن كان ً
لما فيه من إضاعةـ المال [وال يحل االنتفاعـ به] أي بالمانعـ المتنجس كسائر النجاساتـ الرطبة [إال في
استصباحـ أو طبي نحو دواب] كسفن [بدهن] متنجس أو نجس من غير كلب فيجوز مع الكراهة ألنه صلى
اهلل عليه وسلم
[ ]1أخرجه ابن ماجه في سننه :كتاب األطعمة :باب الكبد والطحال ،وأحمد في مسنده [،]2/57
والبيهقي في سننه [ ]1/254وصحح سنده.
[ ]2السننـ الكبرى [.]1/254
[ ]3أخرجه أبو داود في سننه :كتاب األطعمة :باب في الفأرة تقع في السمن،ـ والترمذي في سننه :كتاب
األطعمة :باب ما جاء في الفأرة تموت في السمن،ـ والنسائي في سننه :كتاب الفزعـ والغيرة .باب الفأرة
تقع في السمن.
[ ]4قال الحافظ في "التلخيص"ـ [" :]3/1ذكر الخطابيـ أنها جاءت في بعض األخبارـ ولم يسندها" اهـ.
ِِ ِ
متنجساـ.
ً نجسا ،ويبقى لد ن ِجس بالموت ُ
يطه ُر باندباغ ـه ولو ً إن تفتَّ َتِ ،
وج ُ كالمائع ْ
ِ والزئبق
ُ
سئل عن الفأرة تقع في السمن الذائب،ـ فقال" :استصبحوا به" [ ]1أو قال" :انتفعوا به" رواه الطحاوي
ووثق روايته ،ويستثنى المساجد ويجوز سقي الدواب الماء المتنجس وتخمير الطين ونحوه به ،و" :نحو"
من زيادتي [والزئبق] بالهمزة وبكسر الزاي مع فتح الباءـ وكسرها [كالمائعـ] في أنه إذا تنجس تعذر
تطهيره [إن تفتت] ألنه كالدهن فإن لم يتفتت أمكن تطهيره [وجلد] ولو من غير مأكول [نجس بالموتـ
نجسا] كذرق طير لخبر مسلم [" :]2إذا دبغظاهرا وباط ًنا [باندباغه] بما ينزع فضوله [ولو ً
ً يطهر]
اإلهاب" أي الجلد "فقد طهر" وخرج بالجلد الشعر ونحوه لعدم تأثرهماـ باالندباغـ وبتنجسه بالموت جلد
متنجسا] فيجب غسله بالماء
ً الكلب ونحوه وباندباغه بما ذكر تشميسه وتمليحه [ويبقى] بعد اندباغه [
لتنجسه بالدابغـ النجس أو المتنجس ،وتعبيري باالندباغـ أولى من تعبيره بالدبغ إذ ال يشترط الفعل.
[ويجب االستنجاء من نجس] ملوث خارج من الفرج [بغسل بالماء] على األصل [أو بمسح ثالثًاـ بجامد
طاهر قالع غير محترم] كجلد اندبغ ألنه صلى اهلل عليه وسلم جوزه حيث فعله كما رواه البخاري وأمر به
بقوله فيما رواه الشافعي [" :]3وليستنج بثالثـ أحجار" ،ونهى [ ]4رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن
االستنجاء بأقل من ثالثة أحجار ،وقيس بالحجرـ غيره مما في معناه ،وخرج بالجامد المائعـ غير الماء
وبالطاهرـ النجس والمتنجس كبعر وطاهر
مرفوعا وموقوفًا.
ً [ ]1أخرجه البيهقي في سننه [ ]9/354عن ابن عمر
[ ]2أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الحيض:ـ باب طهارة جلود الميتة بالدباغ.
[ ]3أخرجه الشافعي في كتابه "األم" [.]1/15
[ ]4أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب االستطابة.
متنجس وبالقالع غيره كالقصبـ األملس وبغير محترم المحترم كالمطعوم فال يجزئ االستنجاء بشئ منها
ويعصى به في المحترم [ما لم يجاوز] الخارجـ [صفحة] في الغائطـ وهي ما ينضم من األليين عند القيام
[وحشفة] في البول وهي ما فوق الختان وإ ن انتشر الخارجـ فوق العادة ألنه يتعذر ضبطه فنيط الحكم
بالصفحةـ والحشفة وال بد أن ال ينتقل الخارجـ عن محله وأن ال يجف وأن ال يطرأ عليه أجنبي وأن ال
يتقطع وإ ن لم يجاوز ذلك فإن تقطع تعين الماء في المتقطع وأجزأ الجامد في غيره [ويكفي فيما تنجس
ببول صبي لم يطعم غير لبن] للتغذي في الحولينـ [نضح] بأن يغمر بالماء بال سيالن بخالف بول الصبيةـ
والخنثى ال بد فيه من الغسل على األصح ،ويحصل بالسيالنـ مع الغمر ،واألصل في ذلك خبر الصحيحين [
]1وخبر ابن خزيمة [ ]2والحاكم [ ]3بذلك،ـ وفرق بينهما بأن االئتالف بحمل الصبي أكثر فخفف في
بوله وبأنه أرق من بول غيره فال يلصق بالمحل لصوق بول غيره وال يمنع االكتفاء بالنضح تحنيك
الصبي بتمر ونحوه وال تناوله السفوف ونحوه لإلصالح وظاهر أنه ال بد مع النضح من إزالة الصفات
على ما مر ،وشمل كالمهم لبن اآلدمي وغيره وهو متجه كما في "المهمات" وظاهر أنه ال فرق بين
النجس وغيره وهو ظاهر وقد ذكرت هنا فوائد في شرح األصل [و] يكفي [في أرض تنجست بنحو بول]
كخمر [صب ماء يعمها ولو مرة] وإ ن كانت األرض صلبة أو
[ ]1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء :باب بول الصبيان،ـ ومسلم في صحيحه :كتاب
الطهارة :باب حكم بول الطفل الرضيعـ وكيفية غسله.
[ ]2أخرجه ابن خزيمة في صحيحه :جماع أبواب تطهير الثياب :باب غسل بول الصبيةـ من الثوب.
[ ]3أخرجه الحاكم في المستدرك [ ]169-1/115وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه.
ط ٍ
هور ٍـ
بتراب َ إحداه َّن سبعا نحو ٍ
َّس من ِ ٍ
ُ غسله ً
ُ كلب ويجب في جامد تنج َ
ُ
لم يقلع ترابهاـ لخبر الصحيحينـ [ ]1أنه صلى اهلل عليه وسلم أمر في بول األعرابي في المسجد بصب
ذنوب من ماء ولم يأمر بقلع التراب ،وظاهر أن االرض إذا لم تتشرب ما تنجست به ال بد من إزالة عينه
رطبا فال بد من رفعه وغسل المحل
قبل صب الماء عليهاـ كما لو كان في إناء فإن تنجست بجامد بأن كان ً
سبعا إحداهن بتراب طهور] لخبر مسلم [:]2
بالماء [ويجب في جامد تنجس] بشئ [من نحو كلب غسله ً
"طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أوالهن بالترابـ" وفي رواية [ ]3لهِ " :
وعفروه
الثامنة بالترابـ" بأن يصحب السابعةـ كما في رواية أبي داود [" ]4السابعةـ بالتراب" وهي معارضة لرواية
"أوالهن" في محل الترابـ فاكتفى بوجوده في واحدة من السبع كما في رواية الدارقطني [" ]5إحداهن
بالبطحاء" على أن الظاهر أنه ال تعارض بين الروايتين بل محمولتانـ على الشك من الراوي كما دل عليه
رواية الترمذي [" ]6أخراهن" أو قال" :أوالهن" وبالجملةـ ال نقيد بهما رواية "إحداهن" لضعف داللتهما
بالتعارض أو بالشك وقيس بالكلبـ الخنزيرـ والفرع وبولوغه غيره كبوله وعرقه وال يكفي ذر التراب على
المحل من غير أن يتبعه بماء وال مزجه بغير ماء وال مزج غير تراب طهور كأشنان وتراب نجس أو
مستعمل ،والواجب من الترابـ ما يكدر الماس ويصل بواسطته إلى جميع المحل ،ويستثنى األرض
الترابيةـ فال تحتاج إلى تتريب إذ ال معنى لتتريب التراب،ـ
[ ]1تقدم تخريجه في باب النجاسةـ وإ زالتها.
[ ]2و[ ]3أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب الطهارة :باب حكم ولوغ الكلب.
[ ]4أخرجه أبو داود في سننه :كتاب الطهارة :باب الوضوء بسؤر الكلبـ.
[ ]5أخرجه الدارقطني في سننه :كتاب الطهارة :باب ولوغ الكلبـ في اإلناء،ـ وضعفه بقوله" :الجارود هو
ابن أبي يزيد متروك" اهـ ،وكذا في التلخيصـ [ ]1/40للحافظ.
[ ]6أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الطهارة :باب ما جاء في سؤر الكلبـ.
ِ
الخفين مسح
ُ باب
رح،ـ
الج ِ ِ
والتيمم ،وعلى ِ ِ حات ٌّ
سائر َ االستنجاء، مسح
ُ ست: المس ُ
َ
ولو لم تزل عين النجاسة إال بست غسالت مثالً حسبت واحدة ،والتقييد بالجامد والطهور من زيادتي
[ويغسل ما ترشرش منه] أي من الماء الذي غسل به ما تنجس بشئ من نحو كلب [بعدد ما بقي من
الغسالت] ويجب التتريبـ إن كان لم يتربـ بناء على األصح أن لكل مرة حكم المحل بعد الغسل بها ألنها
بعض البلل الباقي على المحل وخرج بما بقي من الغسالتـ المترشرش من السابعة فال يجب غسله بناء
على األصح السابق [ويعفى عن دم نحو براغيث] مما ال نفس له سائلةـ كالقمل والبق وإ ن كثر لمشقة
االحتراز عنه كدم البثرات أما دم الدماميل والقروح ومحل الفصد والحجامة فصحح في "التحقيق" وغيره
أيضاـ
أنه كدم األجنبي فيعفى عن قليله فقط ،وقضية كالم" :المنهاج" و"الروضة" أنه يعفى عن كثيره ً
[والماء القليلـ] بأن لم يبلغ قلتين إذا تنجس [إنما يطهر بكثرته] بأن بلغهما وال تغير به [والكثير] إذا
تنجس بتغيره كما مر إنما يطهر [بزوال تغيره] بقيد زدته بقولي [بنفسه أو بماء] زيد عليه أو نقص منه
ظاهرا بجامد كجص وتراب للشك في أن التغيرـ زال أو استتر.
ً كثيرا بخالف زواله
وكان الباقي ً
[المسحات] الواقعة في الطهر [ست مسح] الفرج في [االستنجاء] بالحجرـ ونحوه [و] مسح الوجه
واليدين في [التيمم] بالتراب [و] المسح بالماء [على سائر الجرح] من جبيرة أو لصوق فهذا أعم من
تعبيره
سفر ٍ
قصر ثالث َة لم ٍ ِ واألذنين،ـ وال ُخ ِ
ِ ِ
سافر َ يجوز في الوضوء ُ
ُ الحدث ،وإ نما
َ وهو يرفَعُ
فينَ . الرأس،ـ ومسح
ُ
ودائم
ُ حد ٍث َ
بعد لُ ٍ
بس، المسح من َ
ِ هن ولغير ِه يوما وليل ًة،ـ وابتداء م ِ
دة ُ ُ ً
أيام ِ
بليال َّ ٍ
بالجبيرة [ومسح الرأس و] مسح [األذنين و] مسح [الخفينـ] بالماء في الوضوء في الثالثة ،واألصل في
األخير مع ما يأتي خبر الصحيحينـ [ ]1عن جرير البجلي قال رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
يمسح على الخفينـ [وهو] أي المسح عليهماـ [يرفع الحدث] عن الرجلينـ كمسح الرأس يرفعه عن الرأس
وألنه يجوز أن يجمع به فرائض ،ولو لم يرفعه المتنع ذلك كما في التيمم [وإ نما يجوز] المسح على
الخفين [في الوضوء] بدالً عن غسل الرجلين [لمسافر] بقيد زدته بقولي [سفر قصر ثالثة أيام بلياليهنـ
يوما وليلة] لخبر ابن خزيمة []2
ولغيره] من مقيم ،وعليه اقتصر األصل ،ومسافر سفر غير قصر [ ً
يوما
وحبان [ ]3في صحيحهما" :أنه صلى اهلل عليه وسلم أرخص للمسافرـ ثالثة أيام ولياليهنـ وللمقيم ً
وليلة إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليهما" ،وألحق بالمقيم المسافر سفر غير قصر ،والمراد بلياليهنـ
ثالث ليال متصلة بهن سواء أسبق اليوم األول ليلته أم ال ،ولو أحدث في أثناء الليل أو النهارـ اعتبر قدر
الماضي منه من الليلةـ الرابعة أو اليوم الرابع ،وخرج بزيادتيـ في الوضوء إزالة النجاسة والغسل ولو
مندوبا فال مسح فيهما ألنهما ال يتكرران تكرر الوضوء [وابتداء مدة المسح من] ءاخر [حدث] بقيد زدته
ً
بقولي [بعد لبس] للخف ألن وقت المسح يدخل بذلك فاعتبرت مدته منه ويستبيح فيها ما شاء من
الصلواتـ [و] لكن [دائم
[ ]1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الصالة:ـ باب الصالة في الخفاف ،ومسلم في صحيحه :كتاب
الطهارة :باب المسح على الخفينـ.
[ ]2أخرجه ابن خزيمة في صحيحه :جماع أبواب المسح على الخفين :باب ذكر الخبرـ المفسر لأللفاظـ
المجملة التي ذكرتها.
[ ]3أخرجه ابن حبان في صحيحه :كتاب الطهارة :باب المسح على الخفين وغيرهما،ـ انظر "اإلحسان
بترتيبـ صحيح ابن حبان"ـ [.]2/309
ف المحاذي ِ
للقدم. مسح بظاهر أعلى ال ُخ ّ ُ
ٍ وفرض ُهُ :مسمى
ُ
طا.
الخف ُخطو ً
ّ مسح
ُ وسننه:
ُ
ف.
تكرارهُ وغس ُل ال ُخ ّ
ُ ومكروه ُه:
ُ
الحدث] كمستحاضة [ومتيمم ال لفقد ماء] كمرض وجرح إنما [يمسحانـ لما يحل] لهما من الصلوات [لو
بقي طهرهما] الذي لبسا عليه الخف وذلك فرض ونوافل أو نوافل فقط ،فلو كان حدثهما بعد فعلهما
الفرض لم يمسحا إال للنوافل إذ مسحهما مرتب على طهرهما وهو ال يفيد أكثر من ذلك ،فلو أراد كل
فرضا ءاخر وجب نزع الخف والطهر الكامل ألنه محدث بالنسبةـ إلى ما زاد على فرض
منهما أن يفعل ً
ونوافل فكأنه لبس على حدث حقيقة فإن طهره ال يرفع الحدث فإن زال عذره فال مسح ،أما المتيمم لفقد
شيئا إذا وجد الماء ألن طهره لضرورة فيزول بزوالها [فإن مسح] البس الخفين ولو
الماء فال يمسح ً
تغليباـ للحضر
سفرا ثم أقام [لم ُيتمم مدة سفر] ً
حضرا ثم سافر] سفر قصر [أو عكس] أي مسح ً
أحدهما [ ً
ألصالتهـ فيقتصر في األول على مدة الحضر وكذا في الثاني إن أقام قبل مدته وإ ال وجب النزع ،فتعبيري
حضرا وإ ن تلبس بالمدة
ً بذلك أعم من قوله أتم مسح مقيم ،وعلم من اعتبارـ المسح أنه ال عبرة بالحدث
حضرا.
ً وال بمضي وقت الصالة
طا] واألولى في كيفيته أن يضع يده اليسرى تحت العقب واليمنى على ظهر
[وسننه مسح الخف خطو ً
مفرجا بين أصابع يديه.
ً األصابع ثم يمر اليمنى إلى ءاخر ساقه ،واليسرى إلى أطراف األصابع من تحت
[وشروطه] أي جواز المسح سبعة أشياء أحدها [لبس خف على كمال طهره] من الحدثينـ لخبر [ابني] [
]1خزيمة وحبان [ ]2السابق فلو لبسه قبل غسل رجليه وغسلهما فيه لم يجز المسح إال أن ينزعهما من
محل القدم ثم يدخلهما فيه ولو أدخل أحدهما بعد غسلها ثم غسل األخرى وأدخلها لم يجز المسح إال أن
ينزع األولى كذلك ثم يدخلها [و] ثانيهاـ [كون طهره بماء أو تيمم] وإ ن تمحض [ال لفقده] أي الماء بل
لمرض أو نحوه بخالف المتيمم لفقد الماء ال يمسح كما مر بل إذا وجد الماء لزمه الوضوء وغسل
طاهرا] فال يكفي نجس وال متنجس إذ ال تصح الصالة
ً الرجلينـ لما مر [و] ثالثهاـ وهو من زيادتي [كونه
فيه التي هي المقصود األصليـ من المسح وما عداها من مس مصحف ونحوه كالتابع لها نعم لو كان
ساتراـ
بالخف نجاسة معفو عنها مسح منه ما ال نجاسة عليه ،ذكره في "المجموع" [و] رابعها كونه [ ً
للقدم] بكعبيه من أسفله وجوانبه فلو تخرق الخف ضر ولو تخرقت البطانةـ أو الظهارة أو هما بال تحاذ
والباقي صفيق لم يضر وإ ال ضر [و] خامسها كونه [يمكن تردد فيه] لمسافر لحاجتهـ عند الحط والترحال
مقعدا بخالف ما لم يكن كذلك لثقله أو تحديد رأسه أو ضعفه
وغيرهما مما جرت به العادة ولو كان البسه ً
أو إفراط سعته أو ضيقه أو نحوهما إذ ال حاجة لمثل ذلك وال فائدة في إدامته نعم إن كان الضيق يتسع
محرما] كمغصوب ومسروق فإنه يكفي كالتيممـ بتراب
ً بالمشي فيه عن قرب كفى [ولو] كان الخف [
مغصوب أو نحوه [و] سادسها وهو من زيادتي [أن يمنع الماء] أي نفوذه من غير محل الخرز
[ ]1في المطبوع [ص" :]31/ابن" وما أتيناهـ هو الصواب،ـ وانظر عند تخريج حديثهما السابق.
[ ]2سبق تخريجه في هذا الباب.
إلى الرجل لو صب عليه فما ال يمنع ال يجزي ألنه خالف الغالب من الخفاف المنصرف إليها نصوص
المسح [و] سابعها [أن ال يكون تحته خف صالح] للمسح عليه فإن كان لم يكف مسح األعلى ألن
الرخصة وردت في الخف لعموم الحاجةـ إليه واألعلى ليس كذلك نعم إن وصل بلل مسحه إلى األسفل بأن
وصل إليه من محل الخرزـ كفى إن لم يقصد بالمسح األعلى وحده كما يكفي مسح األسفل وخرج بالصالح
غيره فهو كاللفافة ال يضر [ويفارق] مسح الخف [الغسل] أي غسل الرجلين في الوضوء ،زيادة على ما
مر [في انتقاضه بجنابةـ] لضعفه بخالف غسلهما فيه [وإ ن وجب] بها [النزع] أي نزع الخف [فيهما]
خالفًا لما في األصل من عدم وجوبه في الغسل لخبر الترمذي [ ]1وصححه عن صفوان" :أمرنا رسول
سفرا أن ال ننزعـ خفافنا ثالثة أيام ولياليهنـ إال من جنابة لكن
اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا كنا مسافرين أو ً
من غائطـ وبول ونوم" واألمر فيه لإلباحة لمجيئه في النسائي [ ]2بلفظ" :أرخص لنا" [و] في انتقاضه
[ببدو] أي ظهور [شئ مما ستر] من القدم أو الخرق الذي تحت الخف [به] أي بالخف بخالف غسل
الرجلينـ وتعبيري بشئ مما ستر أعم من تعبيره المسح للخف إذ لم يرد فيه استيعاب وألنه قد يتلفهـ بل
طا كما مر بخالف الغسل فإنه يجب استيعابه [و] في [غيرها] من زيادتي كفساد الخف
يندب مسحه خطو ً
وانقضاء مدة مسحه.
[ ]1أخرجه الترمذي في سننه :كتاب الطهارة :باب المسح على الخفين للمسافرـ والمقيم وصححه.
[ ]2أخرجه النسائيـ في سننه :كتاب الطهارة :باب التوقيت في المسح على الخفين للمسافرـ.